Professional Documents
Culture Documents
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
355
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
و لقد أصدرت وزارة املالية – املديرية العامة للضرائب – الدليل الجبائي للتسجيل
سنة 2010عرفت فيه التسجيل على أنه « شكلية منجزة» يقوم بها موظف عمومي
ن 1
مكلف بالتسجيل حسب كيفيات متعددة يحددها القانو .
كما توضح املادة الثامنة من قانون التسجيل بأن رسوم التسجيل قد تكون ثابتة أو
نسبية أو تصاعدية ،و هذا تبعا لطبيعة العقود و التحويالت الخاضعة لها
و يقصد بالرسوم الثابتة تلك التي تكون فيها املبالغ ثابتة بالنسبة لكل العقود أما
الرسم التصاعدي فله خاصية الضريبة على رأسمال بحيث ترتفع بارتفاع القيم ،
وباملقابل فان الرسوم النسبية يعبر عنها بالسعر املعلن باإلضافة الى جميع التكاليف
برأسمال .
و يندرج عقد بيع العقار في اطار العقود التي اشترط املشرع افراغها في قالب رسمي
يقت�ضي مروره بمرحلة التسجيل حتى يكون قابال لشهره بهدف انتقال امللكية العقارية .
و من هنا يمكن طرح االشكالية التالية :
كيف ضبط املشرع الجزائري النطاق القانوني لعملية تسجيل عقد بيع العقار ؟
و تقت�ضي االجابة عن هذه االشكالية البحث في مسألتين مهمتين :
أولهما :النظام القانوني لتسجيل عقد بيع العقار
ثانيهما :الرقابة على تسجيل عقد بيع العقارو طرق حل النزاع الجبائي
رسم التسجيل :تطبيقا لنص املادة األولى من قانون التسجيل تقبض رسوم
التسجيل لصالح الدولة و يتم ذلك عند القيام بتسجيل التصرفات القانونية لدى
مصلحة التسجيل و الطابع .
رسم االشهارالعقاري :هو رسم يقبض لصالح الدولة بمناسبة القيام بإجراءات
3
شهرالتصرفات في املحافظة العقارية تطبيقا لنص املادة 353/14من قانون التسجيل
و هذا ما يدفعني الى التعرض ملجال تطبيق رسم االشهارالعقاري و نسبة هذا الرسم
أوال ـ مجال تطبيق رسم االشهارالعقاري :
يقبض بمناسبة القيام بإجراء االشهار في املحافظة العقارية ،رسم يدعى رسم
االشهارالعقاري الذي يمس العقود و القرارات القضائية املتضمنة نقل أو تكوين ملكية
عقارية .
ثانيا ـ نسبة رسم االشهارالعقاري :
% 1 -تحسب على قيمة العقار املصرح به ،و نفس ال�شيء يقال بالنسبة لألحكام
القضائية الناقلة للملكية العقارية مشاعة أو غيرمشاعة ،و كذا الوعد ببيع عقار.
-رسم ثابت قدره 1000دج بالنسبة لشهادات نقل امللكية عن طريق الوفاة
-رسوم ثابتة بالنسبة لإلجراء األول في السجل العقاري و املتعلق بالعقارات
املمسوحة و الذي يشكل اما ترقيما مؤقتا أو ترقيما نهائيا
-رسوم ثابتة بالنسبة لعقود امللكية املتضمنة تأسيس اجراء ملعاينة حق امللكية
العقارية و تسليم سندات امللكية عن طريق التحقيق العقاري
-رسم ثابت قدره 1000دج لتسليم شهادة الترقيم العقاري املؤقت للحصول على
الدفترالعقاري
3ـ رسوم االشهاررغم أنه يكلف املحافظ العقاري و رؤساء مكاتب املحافظة بتحصيلها اال أنه نظمها
قانون التسجيل و هذه الرسوم محدثة بموجب املادة 55من قانون املالية لسنة 1980و تسري على
رسوم االشهار نفس أحكام رسوم التسجيل فيما يتعلق بتقادم الحقوق بالنسبة للتسجيل طبقا
لنص املادة 353/15من قانون التسجيل
358
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
هذه الرسوم الثابتة تختلف باختالف ما اذا كان العقارمبني أو غيرمبني ،فيه ملكية
مشتركة من عدمه ،فالحية أو حضرية ، 4كما انها تسدد من قبل املستفيد من حق
النشرأو من قبل مقدم الطلب و تحصل مسبقا من قبل املحافظ العقاري .
الفرع الثاني :تمييزالتسجيل عن القيد :
القيد هو اجراء قانوني يدون على هامش البطاقة العقارية بحيث يتم قيد
التصرفات القانونية لدى ادارة الشهرالعقاري أي املحافظة العقارية ،و يكون بالنسبة
للحقوق العينية التبيعة كالرهن الرسمي و الرهن الحيازي العقاري أو حق التخصيص
و حق االمتياز ،الغرض منه اخطار الغير بوجود تصرف قانوني أما التسجيل يتم في
مصلحة التسجيل و يقوم به مفتش التسجيل.
هذا و تجب االشارة الى أن املشرع الجزائري في بعض القوانين أخطأ باستعمال
عبارة شهر بدال من كلمة قيد و العبارة األصح هي قيد و مثاله قيد الوعد بالبيع و ليس
شهرالوعد بالبيع ،و قيد عقد االيجارالذي تزيد مدته عن 12سنة بدال من شهرالعقد
و عبر عن الشهر بالتسجيل كما هو الحال في املادة 807مدني فاستعمل عبارة تسجيل
عقد البيع بدال من شهرعقد البيع .
الفرع الثالث :تمييزالتسجيل عن الرسم :
هو اقتطاع يؤدي لخدمة معينة دون أن يكون هناك حتما تكافؤ بين قيمة الرسم
و التكلفة الحقيقية للخدمة املنجزة ، 5أما الفرق املوجود بين التسجيل و الرسم
فالتسجيل اجراء يقوم به مفتش التسجيل ومقابل ذلك يقوم باقتطاع حقوق التسجيل
في شكل رسوم ،أما رسم نسبي أو رسم ثابت حسب طبيعة التصرف ،و عليه فحقوق
6.
التسجيل تستوفى في شكل رسوم
ايرادات الدولة حتى تستطيع هذه األخيرة مواجهة نفقاتها املحدودة من أجل تسيير
10.
املرافق العامة
و يظهر الهدف املالي جليا من خالل التعديالت املتكررة التي تطرأ على قانون
التسجيل الصادر بموجب األمر 105 – 76املؤرخ في 1976/ 12/ 09بحيث يعدل و
يتمم مرتين في السنة بموجب قانوني املالية األول و التكميلي .
ثانيا :الهدف االقتصادي لتسجيل العقارات :
يعاني االقتصاد الجزائري بشكل كبير من ندرة في مصادر راس املال ،الذي يعتبر
صلب التنمية االقتصادية و قوامها ،و عليه يعد التسجيل أحد أهم هذه املصادرحيث
يهدف من ورائه اقتطاع حقوق تشكل ضريبة غير مباشرة ، 11هذه األخيرة تلعب دورا
اقتصاديا مهما فهي تسعى الى تحقيق التوازن واالستقراراالقتصاديين عن طريق تشجيع
االدخارو تحفيزاالستثمارلهذا استوجب في تقديرها وضبطها مراعاة البنية االقتصادية
للبالد ، 12كما أن اقتطاع الحقوق يشجع االستثمارو كذا يعمل على توسيع االعفاءات
13
الجبائية و االمتيازات املمنوحة للدولة و الجماعات املحلية .
ثالثا :الهدف االجتماعي لتسجيل العقارات :
النظام الجبائي جزء من السياسة العامة للدولة فهو يرتكز على مبدأ العدالة و
يسعى الى تحقيقها باستخدام حقوق التسجيل من أجل املساهمة في توسيع الدخل
الوطني لفائدة الفئة الفقيرة محدودة الدخل و على سبيل املثال تعفى من رسوم
التسجيل الواليات و املؤسسات العمومية التابعة للواليات و البلديات و املؤسسات
العمومية االستشفائية و املكاتب الخيرية و مؤسسة الحماية االجتماعية لرجال البحر
علما ان األموال التي آلت الي الدولة عن طريق الهبة او االرث وكذا اقتطاع حقوق
10ـ األستاذ محمد عباس محرزي ،اقتصاديات الجباية و الضرائب – املرجع السابق
11ـ دوة آسيا و رمول خالد ،املرجع السابق ،ص 29
12ـ راجع في ذلك كساح لعور و عبد العزيز و وافي مراد – العقارات و جبايتها في الجزائر ،مذكرة نهاية
الدراسة لنيل شهادة الدراسات العليا في املالية ،املدرسة الوطنية للضرائب ،سنة ، 1994ص 122
13ـ دوة آسيا و رمول خالد ،املرجع السابق ،ص 30
361
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
التسجيل تعتبر أداة من األدوات التي تلجأ اليها الدولة لتحقيق الرفاهية العامة في
14.
امليادين االجتماعية و االقتصادية
الفرع الثاني :األهمية القانونية لتسجيل العقارات :
يضاف الى الدور الجبائي الذي يلعبه تسجيل العقارات و هو دور أسا�سي ،أهمية
أخرى قانونية حيث يعتبر التسجيل مرحلة من مراحل انتقال امللكية العقارية فبعد
تحريرالعقد لدى املوثق وتسجيله لدى مصالح الضرائب ،وهذا ما يولد حق شخ�صي.
يجب اجراء التسجيل بالنسبة للتصرفات التي أخضعها القانون سواء تعلق األمر
بشهادة الحيازة أوحق الشفعة وايداع األحكام القضائية الناقلة للملكية أوعقد االيجار
كما أن للتسجيل العقارات أهمية بالنسبة للعقود العرفية املنصبة على التصرفات
العقارية حيث تعرف على تاريخ العقد و مدى صحة ثبوته التي يصبح لها تاريخ ثابت ،و
تظهراألهمية القانونية فيما يلي :
أوال -بيع العقارات :تعتبر العقارات عنصر أساسيا في الذمة املالية تتعلق
خصوصا بامللكية املبنية و غير املبنية و يخضع بيع العقارات إلجراءات قانونية تتمثل
في تحريرالعقد بطريقة رسمية لدى املوثق و الزامية الدفع الثمن على مرأى و بين ايدي
املوثق طبقا للمادة 324مكرر واملحدد ب 5/ 1من سعراملصرح به طبقا للمادة 256من
قانون التسجيل ثم اجراء مزدوج :يتم التسجيل لدى مفتشية التسجيل ،و شهرالعقد
لدى محافظة الرهن العقاري ،هذا االجراء يسمح بتحصيل رسم يسمى برسم االشهار
العقاري بنسبة (% 1املادة 2/ 353من قانون التسجيل)
ثانيا ـ مجال التطبيق الرسم العقاري :ال تخضع لرسم التسجيل فقط
التحويالت بعوض أواالنتفاع بالعقارات ولكن ايضا كل عقد حتى وبدون اضفائه لشكل
البيع بشرط أن يتم تحويل امللكية بعوض ،كعقود تبادل العقارات ،وهبة العقار ،و
املقايضة و ...
الرسم الخاضع له من جهة أخرى ،و ذلك لكون املشرع قد فرق بين العقود الخاضعة
لرسم ثابت و هو ذلك الحق الذي ال بتغيير بالنسبة الى جميع العمليات من نفس النوع
،و تشمل هذه الحالة كل العقود التي لم يحدد قانون التسجيل تعريفها بمقت�ضى نص
املادة 208من قانون التسجيل ، 17و الواجب تسجيلها خالل شهرين كاملين من تاريخ
تحريرها .
كما يجب تسجيل العقود الخاضعة لرسم نسبي و املتعلقة بالتصرفات املنصوص
عليها بمقت�ضى نص املادة 4من قانون التسجيل ، 18و التي يندرج في اطارها نقل امللكية
العقارية عن طريق عقد البيع الذي يسجل خالل مهلة شهر واحد ابتداءا من تاريخ
20
التحرير ، 19وفقا لنص املادة 58من قانون التسجيل.
17ـ تنص املادة 208من قانون التسجيل على ما يلي « :تخضع للرسم الثابت املقدر ب500دج كل
العقود التي لم تحدد تعرفتها بأي مادة من هذا القانون ،و التي ال يمكن أ يترتب عنها تحصيل على
رسم نسبي أو رسم تدريجي
18ـ تنص املادة 4من قانون التسجيل على ما يلي :يؤسس الرسم النسبي أو الرسم التصاعدي
بالنسبة لنقل امللكية أو حق االنتفاع أو التمتع باألموال املنقولة أو العقارية سواء بين األحياء أم عن
طريق الوفاة و كذلك بالنسبة للعقود املشار اليها في املادة 221أدناه و العقود املثبتة اما لحصة في
شركة أو قسمة أموال منقولة أو عقارية .
و ان معدالت الرسم النسبي و الرسم التصاعدي محددة بموجب املواد من 216الى 264من هذا
القانون و يفرض هذان الرسمان على القيم
19ـ دوة آسيا و رمول خالد ،االطارالقانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري دار
الهومة للطباعة و النشرو التوزيع ،طبعة ، 2008ص 77 ، 76
20ـ تنص املادة 58من قانون التسجيل على ما يلي « :يجب أن تسجل عقود املوثقين في أجل شهر
ابتداءا من تاريخها باستثناء الحالة املنصوص عليها في املادة 64أدناه
و تسجل على الخصوص في األجل املنصوص عليه في املقطع أعاله العقود التالية :
ـ العقود التي تتناول نقل امللكية أو حق االنتفاع لألموال العقارية و املحالت التجارية و الزبائن أو
التنازل عن ايجارأو عن االستفادة بوعد بااليجاريتضمن الكل أو البعض من العقار
ـ العقود التي تتضمن نقل حق التمتع باألموال العقارية و املحالت التجارية
ـ العقود التي تتناول تكوين شركة و مد أجلها و دمجها أو حلها و زيادة أو استهالك أو تخفيض رأسمالها
و كذلك التنازالت عن األسهم و الحصص في الشركة
ـ العقود التي تتناول قسمة و مبادلة األموال العقارية بأي صفة كانت
364
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
% 10 -اذا كان مبلغ الحقوق املتملص منها يساوي 50.000دج أو يقل عنه
% 15 -اذا كان مبلغ الحقوق املتملص منها أكثر من 50.000دج و يقل أو يساوي
200.000دج
% 25 -اذا كان مبلغ الحقوق املتملص منها أكثرمن 200.000دج
في حالة تحريرسند التحصيل فان العقوبة تقدرب % 25
ب ـ اخفاء الثمن :
يعتبراخفاء الثمن غش و يتمثل في انقاص الثمن املعبرعنه بالنسبة للمبالغ املتفق
عليها في العقود و التصريحات املقدمة لالجراء ،ويعاقب القانون عليه بغرامة تساوي
24
ضعف الحقوق والرسوم املتملص منها من دون أن تقل هذه الغرامة عن 10.000دج
الفرع الخامس :قيد النسب القانونية :
أخضع املشرع الجزائري العقود القابلة للتسجيل لرسم جبائي تختلف نسبة
تقديره بحسب الطبيعة القانونية لكل عقد ،و قد تطلب دفع نسبة % 5بالنسبة لنقل
امللكية العقارية بحيث
يفرض اقتطاع هذه القيمة من ثمن البيع طبقا ألحكام املادة 252من قانون
25
التسجيل.
و يقدرالرسم بنسبة % 3اذا كان العقارمحل عقد البيع موجود في بلد أجنبي و هذا
26
وفقا ملقت�ضى املادة 255من قانون التسجيل.
املقايضة عرفتها أحكام املادة 413من القانون املدني و ما يهمنا في هذا الصدد
تبادل عقار بعقار و يقدر الرسم ب % 2،5محصل على قيمة حصة واحدة عندما تكون
الحصص املتبادلة متساوية (املادة 266من قانون التسجيل)
و اذا تعلق األمربوعد بالبيع فمتى كان العقد مشتمال على جميع البيانات الضرورية
خاصة منها الشكلية فانه يقوم مقام العقد و يخضع لرسم نسبي 27بمقت�ضى نص
املادة 252من قانون التسجيل.
و اذا كانت القاعدة هي حرص املشرع على فرض الضريبة الجبائية على عملية
التسجيل ،فانه قد اورد بشأنها استثناء يعفي بمقتضاه بعض األشخاص أو العمليات
الواردة على العقارات من دفع رسوم التسجيل و هو ما يعبر عنه بنقل امللكية العقارية
مجانا ،و التي يمكن تعريفها بالتحويالت التي ال تتضمن اي تقديم ملقابل من طرف
املستفيدين منها و التي نذكرمنها :
- 1تعفي الدولة و الجماعات املحلية من رسوم التسجيل فيما يخص العقود
28.
املتعلقة بشراء العقارات و ذلك حسب املواد 271و 272من قانون التسجيل
26ـ تنص املادة 255من قانون التسجيل على ما يلي « :تخضع لرسم قدره % 3من قانون التسجيل
العقود التي تنقل امللكية عقارات توجد في بلدان أجنبية أو حق االنتفاع أو حق التمتع بها
27ـ تنص املادة 230من قانون التسجيل على ما يلي « :تخضع لحق قدره ، % 3الحصص و
األنصبة الشائعة ألموال عقارية مكتسبة عن طريق بيع العقارالشائع باملزاد
يحدد هذا الحق بمعدل % 1،5اذا من حصل الشراء من أحد املشتركين في الشيوع»
28ـ تنص املادة 271من قانون التسجيل على ما يلي « :تعفي الدولة من جميع الرسوم التسجيل
فيما يخص العقود املتعلقة بمبادلة و شراء األموال من كل نوع و كذلك املتعلقة بأقتسام هذه
األموال مع الخواص
ـ تنص املادة 272من قانون التسجيل على ما يلي « :تعفى من رسوم نقل امللكية التي هي على
عاتق املشتري ،االكتسابات التي تتم بالترا�ضي لقاء عوض من قبل الواليات أو البلديات أو نفقات
البلديات و املؤسسات العمومية للوالية أو البلدية عندما تكون مخصصة للتعليم العام أو االسعاف
أو الحفاظ على الصحة االجتماعية و كذلك لشغال التعمير و البناء و تطبق هذه األحكام عندما
368
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
- 2تعفى من رسم عملية اقتناء العقارات من أجل احداث نشاط صناعي جديد ذو
29
طابع أولي مقرر في املخطط الوطني للتنمية.
- 3كل ما تقتنيه الشركات التعاونية و الجمعيات الثقافية و الجمعيات املعترف
بمنفعتها العمومية من عقارات الزمة لسيرمصالحها أو خدمتها االجتماعية.
- 4بيع العقارات في حالة الشيوع و التي تعذرت قسمتها بين الشركاء بحيث تخضع
األنصبة الشائعة لألمالك العقارية املكتسبة عن طريق بيع العقار الشائع لرسوم
محددة.
- 5الهبة بين األصول و الفروع حسب قانون املالية لسنة . 2014
و كان على املشرع الجزائري التدخل بسن تحفيزات املالية في القوانين باعفاء
الضريبة العقارية بالنسبة للعقارات الذكية و العقارات الخضراء النها صديقة البيئة .
علما أن الهبات بين األبناء تخضع لرسم بنسبة % 5بدون تطبيق التخفيضات و
كان % 3بالنسبة لألصول و الفروع و األزواج قبل صدور قانون املالية لسنة . 2014
ـ بيع العقار الشائع :يخضع البيع املشاع مثله مثل البيع املشاع في املزاد العلني
للمبيعات العقارية العادية لرسم التسجيل املنصوص عليها بالنسبة للمبيعات العقارية
املشاعة من أحد املشتركين في الشيوع فان الرسم يخفض ،وذلك وفقا لنص املادة 230
من قانون التسجيل و التي تق�ضي بأنه :
« تخضع لحق قدره ، % 3الحصص و األنصبة الشائعة ألموال عقارية مكتسبة
عن طريق بيع العقار الشائع باملزاد ،و يخفض هذا الرسم الى النصف في حالة الشراء
30
من طرف أحد املشتركين في الشيوع
تصدرالسلطات املختصة بموجب قرارتنظيمي طبقا للقوانين و التنظيمات السارية املفعول ،حالة
االستعجال للمنفعة العمومية لهذه االكتسابات من دون أن يكون هنالك لزوم للقيام باجراءات
التحقيق
29ـ األمر ريم 105 – 76املؤرخ في 9ديسمبر سنة ، 1976املتضمن قانون التسجيل ،املواد ، 252
272 ، 256مكرر 3
30ـ الدليل الجبائي للتسجيل ،املرجع السابق ص 21
369
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
31ـ طالع في هذا الشأن أهم التعديالت التي أتى بها قانون املالية لسنة ، 2014مقال يلس شاوش ،
مجلس الدفاع ،ص ص 13 - 3
370
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
املبحث الثاني :الرقابة على تسجيل عقد بيع العقار و طرق حل النزاع
الجبائي:
من خصائص النظام الجبائي الجزائري أنه يقوم على اساس التصريح الحقيقي
و الجزافي و للتأكد من مصداقية التصريحات تباشر املصالح الجبائية عملية الرقابة و
التي تعتبر بمثابة نتيجة استداللية و طبيعية للنظام الجبائية التصريحي ،والسيما أن
32.
حسن النية مفترض في املكلفين بالضريبة
لدى تعد الرقابة الجبائية آلية ملكافحة التهرب و الغش الضريبي كونها تقوم على
عملية فحص السجالت على سبيل التأكد من صحة املعطيات املقدمة بهدف تحديد
االنحرافات و كشف األخطاء ،و اتخاد التدابيرالالزمة ملواجهتها ، 33و من تم ملئ الخزينة
العامة للدولة خاصة و أن مفتشية التسجيل و الطابع تخضع لوصاية املديرية العامة
للضرائب التابعة لوزارة املالية و التي تحتوي على نيابات مديريات منها مديرية العمليات
الجبائية التي تحوي بدورها أربعة مكاتب منها مكتب التسجيل و الطابع الذي يراقب
أعمال مفتشية التسجيل و الطابع من خالل مسك بطاقة األمالك العقارية و ملخصات
العقود الناقلة للملكية العقارية قصد دراستها و التحقق من تصفية الرسوم و احالتها
ملفتشية التسجيل الواقع بدائرة اختصاصها العقار باإلضافة ال عادة تقويم الثمن
34
املصرح به من قبل األطراف و التقاريراملنجزة بخصوص ذلك.
32ـ ولهي بوعالم ،نحو اطارمقترح لتفعيل آليات الرقابة الجبائية للحد من آثاراألزمة ،حالة الجزائر
– ملتقى دولي حول األزمة املالية و االقتصادية الدولية و الحوكمة العاملية ،أيام 20و 21أكتوبر
، 2009بجامعة فرحات عباس ن سطيف ن كلية العلوم االقتصادية و علوم التسيير ،ص 5و 6
33ـ قتال عبد العزيز ،أسلوب تفعيل الرقابة الجبائية في الحد من التهرب و الغش الضريبيين ،حالة
الجزائر من 2003الى ، 2008مذكرة لنيل شهادة املاجستير في علوم التسيير ،جامعة يحى فارس ،
املدية ، 2009 ،ص 38
34ـ دوة آسيا و رمول خالد ،االطار القانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري ،
دارهومة ،ص 68 ، 67
371
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
و تتخذ الرقابة الجبائية عدة أشكال تندرج فيها الرقابة على عملية تسجيل عقد
بيع العقارفي اطارالرقابة على املعامالت العقارية 35و التي أوضحها فيما يلي :
املطلب األول :االخالل بأحكام التسجيل :
أن املشرع الجزائري قد حدد أصناف الضرائب و جعل من النظام الضريبي قائما
على أساس التصريح املستند الى حسن النية املفترض مع احتفاظ االدارة بحق الرقابة
على هذه التصريحات لكشف حاالت التملص من الواجبات الجبائية و فرض العقوبات
36
املقررة لها ،و هذا ما نصت عليه املادة 104من قانون االجراءات الجبائية.
و قد بين املشرع الجزائري في قانون الضرائب الطرق التدليسية للتملص من دفع
الضريبة التي عبرت عنها الفقرة األولى من املادة 119من قانون التسجيل 37باملناورات
التدليسية التي تعرقل تحصيل الرسم املفروض على عملية التسجيل و تدل على سوء
38.
نية املكلف
ويرتب اشتراط تسجيل التصرفات املنصبة على عقارفي مفتشية التسجيل والطابع
التزاما على املكلفين ،مما يعرضهم لجزاءات في حالة االخالل بهذا الواجب و ارتكاب غش
ضريبي و الذي تختلف بشأنه العقوبات املقررة على كل من املكلف القانوني و املكلف
39.
الحقيقي
35ـ برحماني محفوظ ،الضريبة العقارية في القانون الجزائري ،دراسة مقارنة ،دار الجامعة
الجديدة ، 2009 ،ص 150
36ـ تنص املادة 104من قانون االجراءات الجبائية على ما يلي « يتعرض كل شخص استعمل طرقا
تدليسية قصد التملص من واجباته الجبائية للعقوبات املنصوص عليها في األحكام املطبقة في مجال
املنازعات القمعية
37تنص املادة 119من قانون التسجيل على ما يلي :كل من خفض أو حاول تخفيض لكل أو البعض
من وعاء الضريبة أوتخفيتها أودفع الضرئبة أوالرسوم التي هوخاضع لها باستعماله مناورات الغش
تطبق عليه غرامة تتراوح بين 5000دج الى 20.000دج و الحبس من سنة الى خمسة سنوات و باحدى
هاتين العقوبتين
38ـ مجلة املحكمة العليا ،عدد خاص ،الغش الضريبي و التهرب الجمركي ،قسم الوثائق 2009 ،
ص 28 ، 24
39ـ قام كريم ،نقل امللكية في عقد بيع العقارفي القانون الجزائري ،مذكرة لنيل شهادة املاجستيرفي
قانون األعمال املقارن ،جامعة وهران ، 2012 ،ص 96 :
372
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
40ـ تمص املادة 311من قانون النسجيل على ما يلي :و يعاقب املتملص بغرامة تساوي ضعف
الحقوق و الرسوم املتملص منها ،دون أن تقل قيمة الغرامة عن 000.01دج
41ـ دوة آسيا و رمول خالد ،االطار القانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري ،
دارهومة 96
42ـ دوة آسيا و رمول خالد ،االطار القانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري ،
املرجع السابق ،ص 97
373
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
هذا و تجب االشارة الى أنه من حيث الوقائع فان عملية بيع عقار غالبا ما تتم
بثمن صوري أي ثمن لم يتقاضه البائع ،هذا الثمن يرتب آثار وخيمة المكانية الدولة
استعمال حق الشفعة و امكانية أخد األمالك استعماال لهذا الحق في حالة بيع امللكية
العقارية و من تم حلول محل املالك الجديد.
الفرع الثاني :اجراءات ممارسة حق الشفعة :
يسمح قانون التسجيل بموجب املادة 101منه 43لإلدارة الجبائية و يمكنها من
القيام باجراءات اعادة تقييم األموال املصرح بقيمتها بشكل اقل من قيمتها الحقيقية
خاصة اذا بينت الخبرة أن هذا االجراء ال يكفي إلجبارالخاضعين للضريبة على التصريح
بالقيم الحقيقية للعمليات التي يقومون بها ،فيصرحون بقيمة اقل من القيمة
الحقيقية و هذا من أجل التهرب من الحقوق الواجبة ،و هذا ما دفع املشرع الجزائري
للتدخل لسن اجراء ثاني و املتمثل في حق الشفعة و بالرجوع الى مضمون نص املادة
118من قانون التسجيل نستخلص اجراءات أو كيفية ممارسة حق الشفعة.
حيث يتم تبليغ قرار استعمال حق الشفعة الى ذوي الحقوق اما بواسطة املحضر
القضائي أو برسالة مو�صى عليها مع اشعار باالستالم يوجهها مدير الضرائب للوالية
التي توجد بدائرة اختصاصها األموال العقارية املذكورة في نص املادة 118من قانون
التسجيل .
هذا و تجب االشارة الى أن األشخاص الطبيعيين أو املعنويين كلهم خاضعين
لحق الشفعة على قدم املساواة ،فتحتفظ الدولة بحق الشفعة و تقوم بشراء األموال
العقارية أو املحالت التجارية على اساس الثمن املصرح به مع الزيادة في الثمن تقدر
بالعشر ( ، 44 )1/10و اآلجال القانونية التي تستعمل الدولة فيها حق الشفعة هي مدة
سنة ابتداءا من تاريخ شهر العقد ،و اذا تجاوزت هذه املدة ال يمكن استعمال هذا
43ـ ان تدابيراملادة 101من قانون التسجيل في مجال نقص القيم تم تدعيمها وهذا لتطبيق املرسوم
التنفيدي رقم 273- 93املؤرخ في 1993 – 11 – 10الذي يحدد القيم املعتمدة و املعمول بها أثناء
اعادة التقويم بصفة آلية للعقارات املبنية أو غيراملبنية
44ـ دوة آسيا و رمول خالد ن املرجع السابق ،ص 102
374
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
الحق و عليه يسقط حقها في الشفعة وفقا لنص املادة 118من قانون التسجيل و املادة
807من القانون املدني .
و من الناحية العملية استعمال حق الشفعة يكون بصفة نسبية ،فمثال بوالية
البليدة استعملت مصلحة التسجيل حق الشفعة في قضية واحدة سنة 1984و لم يتم
45
الفصل فيها نهائيا الى يومنا هذا.
الفرع الثالث :الجزاءات املترتبة على املكلف القانوني :
يعتبرمكلفا قانونا كل شخص ألزمه القانون بتحصيل رسوم التسجيل من املكلفين
حقيقة بدفعها و تقديمها الى قابض الضرائب في اآلجال املحددة ،دون أن يتمتع بصفة
املوظف و دون أن يكون تابعا لسلطة ادارة الضرائب.
حيث سمي باملكلف القانوني كونه يمارس عمله بمقت�ضى نص قانوني و ليس
بموجب عقد يربطه باالدارة الجبائية ،و من ثمة يعتبر مكلفا قانونيا املوثق الذي تم
ابرام العقد بين يديه و دفع له األطراف رسوم التسجيل ،و الذي يقوم بدوره بأدائها
لدى صندوق قابض الضرائب املختص اقليميا ،و بالتالي يعتبر املوثق مسؤوال و تترتب
عليه عقوبات جبائية عند اخالله باحكام التسجيل.
كما أن املوثقين الذين لم يسجلوا عقودهم في اآلجال املحددة – شهرمن تاريخ ابرام
العقد -قد يتعرضون لعقوبة تأديبية توقعها عليهم السلطة املختصة التي ينتمون اليها
دون املساس باحتمال تطبيق عقوبات أخرى منصوص عليها في القوانين و التنظيمات
املعمول بها ، 46و هذا ما نصت عليه املادة 93من قانون التسجيل.
هذا و تجدراالشارة الى أنه اذا وجد دليل مادي على تواطئ املوثق مع زبائنه في اخفاء
الثمن الحقيقي باستعمال مناورات تدليسية ،فانه باالضافة للعقوبات التأديبية يلزم
45ـ اذا تمسكت لجنة املصالحة بحق الشفعة ال يبقى للطاعن سوى الحق في اللجوء للغرفة االدارية
باملجلس القضائي على عكس حق الشفعة في القانون املدني فالقضاء العادي هواملختص باملنازعات
املتعلقة بها
46ـ قان كريم ،نقل امللكية في عقد بيع العقار في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير جامعة
وهران،سنة ، 2012ص 98
375
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
بدفع غرامة تساوي أضعاف الحقوق و الرسوم املتملص منها ،على أال تقل هذه الغرامة
عن 10.000دج ، 47وفقا لنص املادة 113من قانون التسجيل في فقرتها الخامسة.
املطلب الثاني :سبل تسوية النزاعات مع مفتشية التسجيل :
ان االدارة و املكلف بالضريبة ،هما الطرفان املعنيان بحقوق و واجبات التسجيل ،
التي تفرض على كل منهما و بالتالي ترتب آثارقانونية ،و ان املنازعات الضريبية في مجال
التسجيل و قانون االجراءات الجبائية يحكمها قانون الضرائب و التسجيل ،باالضافة
ألحكام قانون االجراءات املدنية و االدارية في الشق املتعلق باملنازعات االدارية و التي تتم
تسويتها مرورا بمرحلتين هما التسوية االدارية و التسوية القضائية.
الفرع األول :التسوية االدارية للنزاعات :
ألزم املشرع األطراف املتضررة من املبلغ الضريبي املفروض عليها نتيجة تسجيل
عقد بيع العقار ،بضرورة اللجوء الى الطرق الودية لحل االشكال املطروح و ذلك من
خالل البحث عن التوصل الى تسوية النزاع املتعلق بالوعاء الضريبي و التي تكون على
مستوى مفتشية التسجيل اما باعادة التقويم فتكون أمام مكتب التحقيق و اعادة
التقويمات .
أوال ـ املنازعات املتعلقة بالوعاء الضريبي :
يقوم هذا النوع من املنازعات بمناسبة تحصيل حقوق التسجيل من قبل مفتشية
التسجيل و الطابع و ذلك اما في حالة وقوع املفتش في خطا أو تجاوز أو سوء تقدير
الحقوق ،تبلغ االدارة املكلف بالضريبة عن طريق اشعار بالدفع في حالة عدم دفع
الحقوق املستحقة التي تعتبر دين للخزينة ،و اذا امتنع املكلف بالضريبة عن الدفع
تباشراالدارة تبليغ سند التحصيل.
و لإلدارة القدرة على اثبات عدم كفاية الثمن املعبر عنه أو التقديرات املقدمة
من طرف املكلف بالضريبة و تسعى للحصول وديا على االعتراف بعدم الكفاية و دفع
47ـ دور آسيا و رمول خالد ،االطار القانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري ن
املرجع السابق ،ص 97
376
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
الحقوق ،اذن تسعى االدارة للقيام بتسوية ودية حول النقص املالحظ ،فقد تتوصل
الى اتفاق مع املكلف بالضريبة الذي يسدد ما عليه من حقوق ،لكن و في حالة عدم
التوصل الى اتفاق تبلغ االدارة سند التحصيل للمكلف بالضريبة و يلتزم املكلف باتباع
مجموعة من االجراءات الشكلية تحت طائلة رفض الدعوى شكال أمام القضاء االداري
مع التنويه الي صعوبة اجراءات رفع مثل هذه الدعاوى ،و قبل طرح النزاع علي القضاء
يتقدم املكلف بتظلمه أمام املدير الوالئي للضرائب و ذلك بموجب شكوى تهدف الى
تصحيح الخطأ املادي أو االستفادة من امتيازات قانونية منحها له املشرع ،و اما بإعادة
48.
النظرفي القاعدة الضريبية
و يجب أن ترفع هذه الشكوى قبل 31ديسمبرمن السنة التي تلي العام الذي أرسل
اليه الجدول الضريبي طبقا للمادة 72من قانون االجراءات الجبائية .
و يقوم مفتش الضرائب بعملية التحقيق في الشكاوى املقدمة من حيث الشكل و
املضمون ،ثم يحيل امللف و وثائق التحري و التحقيق الى مدير الضرائب للوالية قصد
اصدارقرارنهائي اما بالرفض الكلي أو الجزئي أو القبول الكلي أو الجزئي ،و يقوم بعدها
بتبليغه الى موطن الوكيل أو عنوانه الحقيقي ،و ذلك في أجل أربعة( )04أشهرمن تاريخ
تقديم الشكوى ،و في حالة عدم الرد خالل هذه املهلة يعتبرذلك رفضا ضمنيا.
كما أن للمشتكي أن يتبع سبيل آخرعلى وجه االختياربحيث يمكنه عند تلقي قرار
الرفض من املدير الوالئي للضرائب ،أو عند فوات املهلة القانونية دون رده ،أن يباشر
االجراءات أمام لجنة الطعن للدائرة خالل مهلة شهر من يوم استالم الرد بالرفض أو
من يوم انقضاء مهلة اربعة أشهر املمنوحة للمدير الوالئي للضرائب للرد على شكوى
املعني علما بأن قرارالدائرة قابل للطعن فيه من قبل ادارة الضرائب في غضون شهرين
من صدوره و هذا أمام املحكمة االدارية طبقا ألحكام املادة 19من قانون املالية لسنة
48ـ دور آسيا و رمول خالد ،االطار القانوني و التنظيمي لتسجيل العقارات في التشريع الجزائري ن
املرجع السابق ،ص 105
377
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
2010املعدل للمادتين 80و 81من قانون االجراءات الجبائية ،كما له أن يلجأ الى
49
اللجنة املركزية للطعن ،و التي يتوجب عليها الرد خالل 20يوما.
و يتحدد اختصاص الفصل في الشكاوي بناءا على قيمة املبلغ املتنازع فيه بحيث
تختص االدارة املركزية في الشكاوى التي تتعدى قيمتها 50مليون دينارجزائري ،واالدارة
الجهوية اذا تجاوز املبلغ 5ماليين دينار جزائري في حين تختص املصالح الوالئية بباقي
الحاالت ،و هذا وفقا لنصوص املواد من 77الى 94من قانون االجراءات الجبائية.
علما بأن املشرع الجزائري فرض اجراء مسبق أال و هو التظلم االداري هذا االجراء
اجباري أقره قانون االجراءات الجبائية طبقا للمادة 73و طبقا للمادة 830من قانون
االجراءات املدنية و االدارية و بالتالي فتقديم الشكوى اجراء جوهري يحترم فيه محتوى
و مضمون هذه الشكوى .
49ـ برحماني محفوظ ،الضريبة العقارية في القانون الجزائري ،دراسة مقارنة ،املرجع السابق ،
362
50ـ بوعوم يحياوي نصيرة ،الضرائب الوطنية والدولية ،دروس وتطبيقات ،الجزائر ،طبعة 2010
،ص 350
378
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
تقوم بعد ذلك اللجنة بتحريرنسخة تدوين تحمل امضاء رئيس مكتب التحقيقات،
يتم من خاللها تحديد القيمة الحقيقية للعقار و يتم ارسالها الى مديرية نيابة املراقبة
من أجل املصادقة على هذا التقرير ،مراعاة في ذلك التعليمة الوزارية التي تحدد فيها
قيمة العقارحسب املناطق .
و بعد ذلك يتم تبليغ املكلف عن طريق اشعار بالقيمة الحقيقية للعقار و الحقوق
الواجبة الدفع فاذا قبل بهذا التقويم فانه يم�ضي على تعهد قانوني يعترف من خالله
باعادة التقويم ،و عليه يقوم املكلف بتسديد ما عليه من حقوق بعد تسلمه كشف
الدفع ،أما اذا لم يقبل ما جاء به هذا التقويم فليس له اال الطعن أمام لجنة املصلحة
، 51و هي هيئة ادارية مؤسسة بمديرية الضرائب على مستوى كل والية حددتها أحكام
املادة 102من قانون التسجيل مداوالتها تكون صحيحة اال بحضور خمسة أعضاء
برئاسة مدير الضرائب على مستوى الوالية ،اذ يتم الطعن أمامها عن طريق تحرير
املكلف بالضريبة شكوى يتم على اثرها تكليفه بالحضور عن طريق رسالة مو�صى عليها
مع اشعار باالستالم قبل عشرين ( )20على األقل من تاريخ الجلسة بحيث يقوم املعني
باإلدالء بكافة تصريحاته أوارسال دفوعه مكتوبة ،وله تقديم كل الوثائق الالزمة لطلب
أما تخفيض الضريبة و الغاءها ،52كما له أن يعين مستشارا في مجال الضريبة أو محام .
و تقوم اللجنة باصدار رأيها طبقا ألحكام املادة 106من قانون التسجيل بزيادة
تتراوح ما بين % 10الى % 25من الحقوق املتملص منها القرار الذي يبلغ الى املعني
بواسطة رسالة مو�صى عليها مع االشعارباالستالم ،و تمنح له مهلة عشرة ( )10أيام من
تاريخ استالمه الرسالة لدفع ما عليه من حقوق و غرامات ،اذا قبل بها يسددها ،مع
امكانية طلب تخفيض في الغرامة يقدر ب % 25أما اذا رفض و انقضت مهلة العشرة
ايام يحرر سند تحصيل و يبلغ للمدين بزيادة في الغرامة ،فاذا استمر في الرفض تمنح
له مهلة أربعة ( )04أشهرللجوء الى املحكمة االدارية.
51ـ بوعوم يحياوي نصيرة ،الضرائب الوطنية و الدولية ،دروس و تطبيقات ،الجزائر ،طبعة
، 2010ص 351
52ـ دوة آسيا و رمول خالد ،املرجع السابق ،ص ص 111 - 109
379
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
هذا و تجب االشارة الى أن قانون املالية لسنة 2012جنح جريمة التهرب الجبائي
في مادته 13التي عدلت من أحكام املادة 303من قانون الضرائب املباشرة و الرسوم
املماثلة و بالتالي يعاقب كل شخص تملص أو حاول التملص باستعمال طرق تدليسية
في اقرارالضريبة أو الرسوم الضريبية التي يخضع لها في دفع مبالغ هذه الضريبة بعقوبة
جنحيه.
الفرع الثاني :التسوية القضائية للنزاعات :
يحق للمكلف بعد فشل محاوالت الصلح سواء ان تعلق األمر باملنازعة املتعلقة
أو اعادة تقويم أن يتقدم بتظلم أمام املحكمة االدارية املختصة اقليميا بالوعاء
كدرجة أولى للتقا�ضي ،وله حق االستئناف أمام مجلس الدولة كدرجة ثانية ،وال يجوز
له الطعن بالنقض .
أوال :الطعن أمام املحكمة االدارية :
تبدأ اجراءات الطعن أمام الجهات القضائية برفع الشاكي بواسطة محام عريضة
لدى كتابة ضبط املحكمة االدارية ،و بعد تبادل املذكرات والوثائق أمام كتابة الضبط
يرسل امللف الى رئيس املحكمة االدارية للفصل فيه شخصيا أوبواسطة أحد مستشاريه،
و قد ألزم املشرع هذا األخير بالقيام بتحقيقات خاصة متمثلة في تحقيق اضافي في حالة
تقديم املعني بالضريبة وسائل جديدة قبل الحكم .
علما بأن جل القضايا املطروحة أما املحكمة االدارية ترفض شكال لعدم احترام
اجراءات التقا�ضي و عدم احترام املواعيد خاصة في املسائل الجبائية ،و في حالة قبول
الدعوى شكال يجوز للقا�ضي األمرباجراء خبرة – وهوالغالب – سواء من تلقاء نفسه أو
بناءا على طلب أحد الخصوم وبعد قيام الخبيرباملهمة املنوطة به واالنتهاء من الدراسات
و التحقيقات الخاصة تدون النتائج في تقريرمكتوب ،و يحكم القا�ضي اما بتعيين خبير
آخر أو باملصادقة عليها و اما استنادا الى تلك الوثائق اما بقبول التخفيض أو رفض
الدعوى لعدم التأسيس القانوني ، 53كل ذلك حسب الوقائع و اجراءات التقا�ضي.
53ـ قان كريم ،نقل امللكية في عقد بيع العقارفي القانون الجزائري ،املرجع السابق ،ص 104 ، 103
380
أحكام تسجيل عقد البيع العقاري في التشريع الجزائري
54ـ قان كريم ،نقل امللكية في عقد بيع العقارفي القانون الجزائري ،املرجع السابق ،ص 106
55ـ كحلة عبد الغاني ،تفعيل دور الرقابة الجبائية في ظل االصالح الضريبي ،دراسة حالة مديرية
الضرائب لوالية املدية ،للفترة 2001 – 2000مذكرة لنيل شهادة املاجستير في العلوم االقتصادية
،جامعة املدية ، 2012 ،ص 134
56ـ تنص املادة 367من قانون التسجيل على ما يلي :للخزينة رهن قانوني على جميع اآلمالك
العقارية التابعة للمدينين بالضريبة و هذا من أجل تحصيل مختلف الضرائب و الغرامات املشار
اليها في هذا القانون ،و يسري أثرهذا الرهن عند تاريخ تسجيله في املحافظة العقارية
و ال يمكن تسجيل هذا الرهن اال ابتداءا من التاريخ الذي استحق فيه املدين بالضريبة زيادة أو
عقوبة لعدم الدفع «
381
املجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية
للمكلف بالضريبة اما قيد رهن على أمواله في حدود % 20أو دفع نسبة % 20من
الرسم املستحق لتخلص من اجراءات الحجز .
الخاتمة :
في ختام هذه الدراسة التي انصبت على عملية تسجيل عقد بيع العقار تخلص الى
جملة من املالحظات التي أجمعها في اآلتي :
-أن املشرع قد أجحف في حق املوثق بإقحامه في عملية تحصيل حقوق التسجيل
ألن ذلك يخرج عن نطاق وظيفته األساسية كضابط عمومي بالدرجة األولى مهمته
اضفاء الصيغة الرسمية على العقد ،و كان األجدر به تحميل املكلف الحقيقي بهذا
العبء على اعتبارأنه املنتفع من عائدات العقد.
-ان توكيل مفتش التسجيل بمهمة تقدير الوعاء الضريبي من شأنه الزيادة من
حجم االعتراضات املنصبة على االدعاء بسوء التقدير ،و كان من األفضل نذب خبير
عقاري ليختص بعملية التقويم باعتباره من أهل االختصاص ،مما سيساهم في
التخفيض من حاالت الخطأ و سوء التقدير.
-يأخذ على املشرع الجزائري أنه قد جعل قانون التسجيل من القوانين املرنة
القابلة للتعديل في كل مرة و ذلك على اثرتعديل قانون املالية السنوي ألنه و ان كان من
شأن التعديل مسايرة الواقع االقتصادي للدولة اال أنه يؤدي الى وصف قواعد قانون
التسجيل باالستقرار.
-البد من اعادة النظرفي قانون التسجيل الذي صدرفي ظروف خاصة بعد أكثرمن
38سنة و بالتالي أصبح ال يواكب التطورات االقتصادية و االجتماعية و املالية ضف الى
ذلك فغالبا ما يحيلنا الى قوانين أخرى و تعليمات وزارية تتغيرتقريبا كل سنة .
-على املشرع الجزائري أن يراعي في فرض حقوق التسجيل عدم املغاالة ،و هذا
ما يحفز املواطن الجزائري االقبال على التصريح بالثمن الحقيقي بعيدا عن الثمن
الصوري ،و هذا ما يخفف على القضاء العدد الهائل من القضايا املتعلقة بالنقص في
القيمة و يملئ خزينة الدولة.
382