Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 552

‫جملــة املحكمــة العليـــــا‬

‫املديـر ‪ :‬ال�سيد قـدور بـراجع ‪ -‬الـ ــرئـي�س الأول للمحكم ــة العليـ ــا‪.‬‬

‫مدير التحريـر ‪ :‬ال�سيد عبد العزيز �أمقران امل�ست�شــار‪ ،‬رئي�س ق�سـم الوثائق‬
‫والدرا�س ــات القانونيـ ــة والق�ضائيــة‪.‬‬

‫التحريـر ‪:‬‬
‫ال�سيدات وال�سـادة ‪� :‬شو�شو زيلوراح‪ ،‬بن بليدية باية‪ ،‬عروة �أمني‪،‬‬
‫مروك مرزاقة‪� ،‬آنيا بن يو�سف‪� ،‬شريفي فاطمة‪ ،‬حداد وريـدة‪،‬‬
‫ميقاري كرمية‪،‬‬‫مالح عبد احلق‪ ،‬زبريي خالد‪ ،‬عدة �سلطانة �سعاد‪. ،‬‬
‫غ�ضبان مربوكة‪ ،‬حمو ليلى‪ ،‬مداح �سيد علي‪ ،‬فنوح عبد الهادي‪ ،‬عبا�س �سامية‪،‬‬
‫زفوين �سليمـة‪ ،‬بلمولود �آ�سيا‪ ،‬بودايل ب�شري‪ ،‬جناد عفـاف‪ ،‬متاريـة خرية‪،‬‬
‫�شافعـي غنيـة‪� ،‬صحـراوي نرميان‪� ،‬شربال ن�سيمـة‪� ،‬أونوغي كنـزة‪ ،‬زيكي ــو خملــوف‪.‬‬

‫الإدارة والتحريـر‬
‫املحكمـة العليا‪� ،‬شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ - 1960‬الأبيار ‪ -‬اجلزائـر‪.‬‬
‫الهـاتف ‪021-92-58-52 :‬‬
‫‪021-92-58-57‬‬
‫‪021-92-24-30‬‬

‫الآراء الفقهية الواردة يف هذه املجلة ال تعرب بال�ضرورة عن ر�أي املحكمة العليا‬

‫الإيـداع القانونـي‬
‫‪2004-3470‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫كلمـــــة العـــــــدد ‪14 ........................................................................‬‬

‫�أوال ‪ :‬درا�ســــــــات‬
‫■ امل�س�ؤوليـــة اجلزائية لل�شخ�ص املعنــــوي‪-‬تعليق على القـــرار‬
‫رقم ‪ ،613327‬ال�صــــادر بتاريخ ‪ ،2011-04-28‬عــــن غرفة اجلنح‬
‫واملخالفات‪،‬الق�سمالثالث‪،‬من�شوريفجملةاملحكمةالعليا‪-‬العددالأول‬
‫‪�-2011‬ص ‪...298‬الدكتـ ــور �أح�سن بو�سقيع ـ ــة‪�-‬أ�ستاذ القانـ ــون اجلنائ ــي‬
‫العليــا‪16 ..................‬‬ ‫باملدر�سة العليا للق�ضاء‪-‬م�ست�شار �سابق باملحكمة‬
‫■ اجلـــوانب القانونية لإثبات الن�سب بالب�صمة الوراثية يف �ضوء‬
‫قانون الأ�سرة اجلزائري اجلديـــد‪...‬الدكتور بلحاج العربي‪�-‬أ�ستاذ‬
‫بروفي�سـ ــور بكلية احلقوق و العلوم ال�سيا�سية‪ ،‬جامعة وه ــران‪29 ...............‬‬

‫■ الغرامـــة التهديدية‪ ،‬يف ظـــل �أحكام القانون املدين وقانـــون‬


‫الإجــراءات املدنيـــة والإدارية‪...‬ال�سيد م�صطفى قويدري‪�-‬أ�س ـتــاذ‬
‫بجامعـ ــة اجلزائـ ــر‪46.........................................................................‬‬

‫■ الو�ساطــة كطريق بديل حلل النزاعات يف قانون الإجراءات‬


‫املدنيـــة والإدارية اجلديــــد‪...‬الدكتور يقا�ش فرا�س‪-‬كلية احلق ــوق‬
‫والعل ــوم ال�سيا�سي ـ ــة‪ ،‬جامع ـ ــة وه ـ ــران‪69 .............................................‬‬

‫■ ت�سوية املنازعات بني �أ�سماء املواقع على االنرتنيت والعالمـــات‬


‫أمني‪-‬قا�ض مبحكمة احلرا�ش‪-‬‬ ‫ٍ‬ ‫التجارية امل�شهـــورة‪...‬ال�سيد بو�شعبة �‬
‫جمل�س ق�ضـ ــاء اجلزائ ـ ــر‪81.................................................................‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪4‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫ثانيــا‪ :‬من االجتهاد الق�ضائي للمحكمة العليـــا‬
‫‪.1‬الغرفـــــة املدنيــــــة‪:‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 606876‬قرار بتاريخ ‪...2010/10/21‬مزايدة‪-‬عقد ر�سمي‪� -‬إبطال‬
‫العقــد‪ .‬قانــون مدنــي ‪ :‬املـ ــادة ‪118 ....................................................99 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 619777‬قرار بتاريخ ‪...2010/12/23‬ت�أميـ ــن‪-‬حادث‪-‬ت�صريح‬
‫باحلادث‪�.‬أمر رقم ‪ : 07-95 :‬املواد‪ 22 ،5/15 ،4/15 ،3/15 :‬و‪123 .............27‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 666367‬قرار بتاريخ ‪...2011/09/22‬ريا�ضي حمرتف‪-‬عقــد‬
‫مقاولــة‪-‬اخت�صــا�ص ق�ضائــي‪-‬اخت�صا�ص نوعي‪-‬قـ ــا�ض مدنــي‪ .‬قانون مدنــي ‪:‬‬
‫املـ ـ ـ ــادة ‪128 ...............................................................................549 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 678006‬قرار بتاريخ ‪...2011/09/22‬حادث مرور‪�-‬سائق �ضحية‪-‬‬
‫تعوي�ض‪-‬م�س�ؤولية‪� .‬أمر رقـ ــم ‪ :15-74 :‬املـ ــادة ‪ .13 :‬مر�سـ ــوم رقـ ــم ‪:34 -80 :‬‬
‫املادتــان ‪ 3 :‬و ‪ .5‬مر�ســوم رقــم ‪ : 37-80 :‬املـ ــادة ‪132 .............................7 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 678615‬قرار بتاريخ ‪...2011/10/20‬ر�سمية‪-‬كتابة‪�-‬إثبات‪ .‬قانون‬
‫مدنــي ‪ :‬املــواد ‪ 324 ،323 :‬مكـ ــرر ‪ 1‬و‪136 ........................................333‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 688491‬قرار بتاريخ ‪...2011/10/20‬نقــل‪-‬نقل �أ�شخا�ص‪�-‬سكـ ــة‬
‫حديديـ ــة‪-‬م�س�ؤولية عقدية‪-‬م�س�ؤولية مفرت�ضة‪ .‬قانون مدنــي ‪ :‬املـ ــادة ‪.2/138 :‬‬
‫قانــون رقــم ‪139 ..................................................................35-90 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 697414‬قــرار بتـ ــاريخ ‪�...2011/12/15‬صيغة تنفيذية‪�-‬أمـ ــر‬
‫ا�ستعجالــي �أجنبــي‪-‬اخت�صا�ص ق�ضائــي‪ .‬قانــون الإجراءات املدنية والإداريــة ‪:‬‬
‫املــواد ‪ 607، 605 :‬و ‪144 ...............................................................608‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 724804‬قرار بتاريخ ‪...2012/01/19‬حادث مرور‪-‬تعوي�ض‪ -‬تركــة‬
‫(مي ـ ـ ــراث)‪�.‬أمـ ــر رقـ ـ ـ ــم ‪ .15-74 :‬قانـ ــون رقـ ــم ‪ .31-88 :‬قانــون الأ�سـ ـ ــرة ‪:‬‬
‫املـ ــادة ‪150 .................................................................................137 :‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪5‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 733363‬قــرار بتاريخ ‪...2012/01/19‬حـ ــادث مرور‪�-‬أجنبــي‪-‬‬
‫تعــوي�ض‪-‬دينار جزائري‪-‬عملة �أجنبيــة‪� .‬أمــر رقــم ‪154 ..................15 -74 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 745857‬قرار بتاريخ ‪...2012/02/16‬ت�أمني‪�-‬سرقـ ــة‪�-‬ضبطيـ ــة‬
‫ق�ضائيــة‪� -‬إثبات‪-‬تعوي�ض‪.‬قانون مدنــي ‪ :‬املادتـ ــان ‪ 324 :‬و ‪ 324‬مكرر ‪158 ....5‬‬

‫‪.2‬الغرفـة العقاريـة‪:‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 614074‬قرار بتاريخ ‪...2011/04/ 14‬عقد عريف‪-‬عقد �شهـ ــرة‪.‬‬
‫قانــون مدين قدمي ‪ :‬املــادة‪ .1328 :‬مر�ســوم رقــم ‪163 .................352-83 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 639262‬قرار بتاريخ ‪...2011/02/10‬معامل احلدود‪�-‬أر�ض عر�ش‪-‬‬
‫�صفة‪ .‬قانون رقم‪ :25-90 :‬املادة‪ .85 :‬قانون رقم‪� .30-90 :‬أمر رقم‪: 26-95 :‬‬
‫املـ ــادة ‪166 ................................................................................13 :‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 653261‬قرار بتاريخ ‪...2011/04/14‬مزاد‪-‬حكــم ر�س ّو املــزاد‪-‬‬
‫طعــن‪ .‬قانــون الإجــراءات املدنيــة والإداريــة ‪ :‬املـ ــادة ‪171 ..................765 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 653961‬قرار بتاريخ ‪...2011/05/12‬وقف‪-‬عقد ر�سمي‪�-‬شهــر‬
‫عقــاري‪ .‬قانــون رقــم ‪ .10-91:‬قانــون رقــم ‪175 ..........................07- 01:‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 659801‬قرار بتاريخ ‪...2011/07/14‬دعوى‪-‬ق�سم عقاري‪� -‬شهــر‬
‫العري�ضـة‪ .‬قانون الإجـراءات املدنيــة والإداريـة ‪ :‬املـ ــادة ‪ .519 :‬مر�سـوم رقـ ــم‪:‬‬
‫‪ : 63-76‬املادة‪179 ........................................................................85 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 666056‬قرار بتاريخ ‪...2011/07/14‬اخت�صا�ص نوعــي‪ -‬ق�ضــاء‬
‫�إداري‪-‬دفتـ ــر عق ـ ـ ـ ــاري‪�-‬إلغـ ــاء‪ .‬قانـ ــون الإجـ ــراءات املدني ـ ـ ـ ــة والإداريــة‪:‬‬
‫املـ ــادة ‪184 .............................................................................800 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 669244‬قرار بتاريخ ‪...2011/07/14‬خربة ‪ -‬ا�ستئناف‪ -‬طع ــن‬
‫بالنق�ض‪ .‬قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬امل ــادة ‪189 .............2/145 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 683702‬قرار بتاريخ ‪�...2011/10/13‬شفعة‪-‬بيع‪ .‬قانون مدين ‪:‬‬
‫املادتـان ‪ 351 :‬و‪193 ......................................................................803‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪6‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 693316‬قرار بتاريخ ‪�...2012/01/12‬إيجار‪�-‬إيجار فندق ــي‪-‬حق‬
‫البقاء‪ .‬مر�سوم رقم ‪ .12-85 :‬مر�سوم تنفيذي رقم ‪ .101-92 :‬مر�سوم تنفي ــذي‬
‫رقـم ‪ : 294-97 :‬املـ ـ ــادة ‪197 .........................................................15 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 696304‬قرار بتاريخ ‪...2012/03/15‬حيازة‪-‬خلف عام‪-‬رقب ــة‪-‬‬
‫انتف ــاع‪-‬ق�سم ــة‪ .‬قان ــون مدن ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪201 ..................................814 :‬‬

‫‪.3‬الغرفـة االجتماعيـة‪:‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 620077‬قرار بتاريخ ‪...2011/06/02‬حكم ق�ضائي‪-‬حكم متهيدي‬
‫ابتدائ ــي نهائي‪-‬ت�سريح تع�سفي‪-‬خربة‪-‬حك ــم ابتدائي نهائي فا�صل يف اخلب ــرة‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ : 04-90 :‬املادة ‪ .21:‬قانون رقم ‪ : 11-90 :‬امل ــادة ‪205 ........4-73 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 620102‬قرار بتاريخ ‪�...2011/01/06‬إطار م�سي‪-‬عقد عم ــل‪-‬‬
‫عقد عمل حمدد املدة‪ -‬عقد عمل غري حمدد املدة‪ .‬قانون رقم‪ : 11-90 :‬املواد ‪:‬‬
‫‪ 12،11‬و‪ .14‬مر�سوم تنفيذي رق ــم ‪ : 290-90 :‬امل ــادة ‪208 ......................7 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 633748‬قـ ـ ــرار بتاريخ ‪...2011/06/02‬ط ــرق الطعن‪-‬حك ــم‬
‫ابتدائ ــي‪-‬ا�ستئناف‪ .‬قان ــون رقم ‪ : 04-90 :‬امل ــادة ‪ .21 :‬قانون رق ــم ‪: 11-90 :‬‬
‫املـ ـ ــادة ‪213 .............................................................................4-73 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 660020‬قرار بتاريخ ‪...2011/07/07‬ترقية‪-‬عقد عمل‪-‬نظ ــام‬
‫داخل ــي‪ .‬قان ــون رق ــم ‪ : 11-90 :‬املـ ـ ــادة ‪216 ....................................61 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 662457‬ق ــرار بتاريخ ‪...2011/07/07‬عقد عمل‪-‬عالقة عم ــل‪-‬‬
‫عالق ــة تبعي ــة‪ .‬قان ــون رق ــم ‪ : 11-90 :‬امل ــادة ‪220 .............................8 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 690993‬قرار بتاريخ ‪...2011/12/01‬عالقة عمل‪�-‬إثبات‪�-‬شهادة‬
‫�شه ــود‪ .‬قان ــون رق ــم ‪ :11-90 :‬املـ ـ ــادة ‪225 ......................................10 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 723342‬ق ــرار بتاريخ ‪...2011/12/01‬حمكمة عليا‪-‬معار�ض ــة‪.‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬امل ــادة ‪229 .........................379 :‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪7‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫‪.4‬الغرفـــة التجاريـــة والبحريــــة‪:‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 465613‬قرار بتاريخ ‪... 2008/11/05‬مقا�صة‪�-‬سند �صندوق‪-‬‬
‫وديعة‪-‬قانون رقم ‪ :10-90 :‬املادة ‪-170 :‬نظام (بنك اجلزائر) رقــم ‪،04-97 :‬‬
‫يتعلق بنظام �ضمان الودائع امل�صرفية (ج ر العدد ‪ 17‬ل�سن ــة ‪232 ..........)1998‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 534486‬قـ ـ ــرار بت ــاريخ ‪�...2009/05/06‬شرك ــة ذات م�س�ؤولي ــة‬
‫حمدودة‪-‬م�ؤ�س�سة ذات ال�شخ�ص الوحيـد‪-‬ح�ص�ص يف ال�شركة ‪�-‬إحالة ح�ص�ص‪-‬‬
‫عق ــد ر�سم ــي‪-‬قان ــون جت ــاري ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 571 :‬و‪239 .....................572‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 620073‬قرار بتاريخ ‪�...2010/04/08‬إثبات‪�-‬إيجار‪-‬عقد توثيقي‪-‬‬
‫ب ــدل �إيج ــار‪-‬قان ــون مدن ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪243...................................323 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 626204‬قرار بتاريخ ‪...2010/06/03‬حق التقا�ض ــي‪-‬حتكيم‪-‬‬
‫الد�ستور ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪-140 :‬قانون مدين ‪ :‬املادتان ‪ 106 :‬و‪-107‬قانون الإج ــراءات‬
‫املدني ــة والإداريـ ـ ــة ‪ :‬امل ــادة ‪247 ................................................1006 :‬‬
‫■ ملف رقـ ـ ــم ‪ 627056‬قـ ـ ــرار بتاريخ ‪...2010/07/08‬كفالة بنكية‪-‬كفالـ ـ ــة‬
‫�شخ�صي ــة‪�-‬أع ــراف دولي ــة‪-‬معامل ــة م�صرفي ــة عامليـ ـ ــة‪-‬قانون مدن ــي ‪ :‬املـ ـ ــواد‬
‫م ــن ‪� 644‬إىل ‪251 ......................................................................673‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 627551‬ق ــرار بتاريخ ‪� ...2010/06/03‬شيك‪-‬بنـ ـ ــك‪�-‬إفال�س‪-‬‬
‫�ضم ــان وف ــاء‪-‬قان ــون جت ــاري ‪ :‬املادت ــان ‪ 482 :‬و‪259 .........................483‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 627615‬قرار بتاريخ ‪...2010/06/03‬نقل ب ّري‪-‬عقد نقل الأ�شياء‪-‬‬
‫عقد عمولة نقل الأ�شياء‪-‬حاوية‪-‬تقادم‪-‬قانون جتاري ‪ :‬املادة ‪-61 :‬قانون مدين‪:‬‬
‫املـ ـ ــادة ‪263 ................................................................................308 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 699998‬قرار بتاريخ ‪...2011/02/03‬نقل بحري‪�-‬سفينة‪-‬جمهز‬
‫ال�سفينـ ــة‪-‬م�س�ؤولي ــة‪-‬خبـ ـ ــرة‪-‬ت�سبيب‪268.............................................‬‬
‫■ملف رقم ‪ 711461‬قرار بتاريخ ‪�...2011/02/03‬سفينة‪-‬وكيلال�سفينة‪-‬جمهز‬
‫ال�سفين ــة‪-‬وكالة ‪-‬م�س�ؤولية‪-‬قانون بح ــري ‪ :‬املادت ــان ‪ 609 :‬و‪271 ........613‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪8‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫‪.5‬غرفـــة �شــ�ؤون الأ�ســرة واملــواريث ‪:‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 581896‬قرار بتاريخ ‪...2010/12/09‬و�صية ‪� -‬شهر عقاري‪ .‬قانون‬
‫الأ�س ــرة ‪ :‬املادت ــان‪ 184 :‬و ‪�.191‬أم ــر رق ــم ‪ : 74-75 :‬امل ــادة ‪276 ...........15 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 599850‬قرار بتاريخ ‪...2011/02/10‬ح�ضانة‪-‬متديد احل�ضانة‪.‬‬
‫قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬امل ــادة ‪281 ...........................................................65 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 613469‬قرار بتاريخ ‪...2011/03/10‬ح�ضانة‪-‬م�صلحة املح�ضون‪.‬‬
‫قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬امل ــادة ‪285 ..........................................................64 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 613481‬قرار بتاريخ ‪...2011/03/10‬كفالة‪-‬طالق‪� -‬آثار الطالق‪-‬‬
‫ح�ضان ــة‪-‬نفق ــة‪ .‬قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪290 ...............................116 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 617374‬قرار بتاريخ ‪...2011/05/12‬ن�سب‪-‬اغت�صاب‪-‬نكـ ـ ــاح‬
‫�شبه ــة‪ .‬قان ــون الأ�سرة ‪ :‬امل ــادة ‪294 .................................................40 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 620084‬قرار بتاريخ ‪...2011/04/14‬طالق‪�-‬صلح‪ .‬قانون الأ�سرة‪:‬‬
‫املادتـ ـ ــان ‪ 49 :‬و‪299 ........................................................................56‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 622754‬قرار بتاريخ ‪...2011/05/12‬ح�ضانة‪-‬نفقة‪� -‬سكن‪-‬بدل‬
‫�إيج ــار‪ .‬قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املادت ــان ‪ 72 :‬و‪304 ......................................78‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 647108‬قرار بتاريخ ‪...2011/09/15‬تطليق‪-‬خلع‪-‬دعوى م�ستقلة‪-‬‬
‫طلب مقابل‪.‬قانون الأ�سرة‪ :‬املادتان ‪ 53:‬و‪ .54‬قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪:‬‬
‫املـ ـ ــادة ‪ 25 :‬فقـ ـ ــرة ‪309 ...................................................................5‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 650014‬قرار بتاريخ ‪...2011/10/13‬ح�ضانة‪-‬م�صلحة املح�ضون‪-‬‬
‫م�ساع ــدة اجتماعي ــة‪ .‬قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬امل ــادة ‪313 ...........................64 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 656259‬قرار بتاريخ ‪...2011/09/15‬خلع‪-‬ع�صمة‪.‬قانون الأ�سرة‪:‬‬
‫املادتـ ـ ــان ‪ 48 :‬و ‪318 ........................................................................54‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 676898‬قرار بتاريخ ‪...2011/12/08‬طالق‪-‬طالق بالرتا�ضي‪.‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬امل ــواد م ــن ‪� 427‬إىل ‪321 .........435‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪9‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫‪.6‬غرفــــة اجلنح واملخالفـــــات‪:‬‬
‫■ملف رقم‪468044‬قرار بتاريخ‪...2010/12/30‬تهريب‪-‬مرجان‪�-‬صيدبحري‪.‬‬
‫قانـ ــون اجلمـ ــارك ‪ :‬املادتان ‪ 324 :‬و ‪� .327‬أمـ ــر رق ــم ‪ .06-05 :‬قانون رق ـ ــم ‪:‬‬
‫‪ ،11-01‬يتعلق بال�صيد البحري و تربية املائيات ‪ :‬املادتان ‪ 20 :‬و‪326 ...........79‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 504569‬قرار بتاريخ ‪...2010/10/07‬تعدٍ على امللكية العقاري ــة‪.‬‬
‫قان ــون العقوب ــات ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪331 .....................................................386 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 505956‬قرار بتاريخ ‪...2010/06/24‬جمعية‪-‬جرمية �إدارة جمعية‬
‫حم ّل ــة‪ .‬قانون رقم ‪ ،31-90 :‬يتعلق باجلمعيات ‪ :‬امل ــادة ‪335 ..................45 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 518797‬قـ ـ ــرار بتاريخ ‪...2011/03/24‬تبليغ‪-‬حكم غيابـ ـ ــي‪-‬‬
‫معار�ض ــة‪ .‬قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬امل ــادة ‪340 ......................412 :‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 522390‬قرار بتاريخ ‪...2010/01/07‬تزوي ــر‪-‬ا�ستعمال وثيقـ ــة‬
‫م ــزورة‪ .‬قانـ ــون العقوب ــات ‪ :‬املـ ــادة ‪343 ......................................222 :‬‬
‫‪...‬براءة‪-‬قا�ض جزائي‪ .‬قانـون‬
‫ٍ‬ ‫■ ملف رق ــم ‪ 525091‬قرار بتاريخ ‪2010/01/07‬‬
‫الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪347 ..............................................212 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 594561‬قرار بتاريخ ‪...2010/12/30‬ح�صانة برملانية‪-‬جمل�س‬
‫�شعب ــي وطن ــي‪-‬جملـ ـ ــ�س الأم ــة‪.‬الد�ستـ ـ ــور ‪ :‬امل ــواد ‪ 109،104 :‬و‪ .110‬قان ــون‬
‫رق ــم ‪ : 16-89 :‬امل ــادة ‪351 ..............................................................9 :‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 520370‬قرار بتاريخ ‪...2011/02/24‬و�شايــة كاذبة‪�-‬شكوى �ضـد‬
‫ـا�ض‪ .‬ق ـ ــانــون العقوبات ‪ :‬املـ ــادة ‪ .300 :‬قانــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪: 11-04 :‬‬ ‫قـ ٍ‬
‫املـ ـ ــادة ‪355 ................................................................................29 :‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 552400‬قرار بتاريخ ‪�...2012/01/26‬شيك بدون ر�صيد‪-‬ظروف‬
‫خمففــة‪ .‬قانــون العقوبــات ‪ :‬املادتــان ‪ 53 :‬و ‪ .374‬قانون جتــاري ‪ :‬املــادة ‪540 :‬‬
‫(قانــون رقـ ــم ‪364 ..............................................................)02-05 :‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪10‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫■ ملف رقم ‪ 540010‬قرار بتاريخ ‪�...2011/11/24‬إثبات‪-‬جرمية‪-‬حماكمة‪-‬‬
‫غياب املتهم‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائية ‪ :‬املادة ‪368 .......................212 :‬‬

‫‪.7‬الغرفـــــة اجلنائيــــــة‪:‬‬
‫■ ملـ ــف رقــم ‪ 654684‬قــرار بتـ ــاريخ ‪�...2011/02/17‬إثبــات‪�-‬شه ـ ـ ـ ــادة‬
‫ال�شهـ ــود‪-‬مييـ ــن‪-‬نظـ ــام عــام‪ .‬قانــون الإجــراءات اجلزائيــة ‪ :‬املـ ـ ــواد ‪،222 :‬‬
‫‪ 228 ،223‬و‪372 ...........................................................................286‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 682748‬قرار بتاريخ ‪ ...2011/11/17‬ا�شرتاك‪-‬م�شاركة‪ -‬جمعية‬
‫الأ�شــرار‪ .‬قانون العقوبات ‪ :‬املـ ــواد ‪ 177،176 ،42 :‬و‪ 177‬مكــرر‪381 ...........‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 686186‬قرار بتاريخ ‪...2010/10/21‬ق�ضاء ع�سكري‪-‬حمكمــة‬
‫ع�سكريــة‪-‬ظروف خمففة‪ .‬قانون الق�ضاء الع�سكري ‪ :‬املــادة ‪384 ..........188 :‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 686852‬قرار بتاريخ ‪...2011/05/19‬خمدرات‪-‬حيازة خمدرات‪-‬‬
‫جرميــة جمركيــة‪ .‬قانــون اجلمــارك ‪ :‬املادتــان ‪ 5 :‬و ‪388 .....................21‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 700979‬قرار بتاريخ ‪...2010/12/23‬ق�ضاء جزائي‪-‬اخت�صا�ص‬
‫نوعي‪-‬غرفة االتهام‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائية ‪ :‬املادتان ‪ 363 :‬و‪393 .....437‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 725668‬قرار بتاريخ ‪...2011/05/19‬تبليغ‪-‬تخلف عن احل�ضور‪-‬‬
‫حمكمة اجلنايات‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائية ‪ :‬املواد‪ 323،317 :‬و‪397 ...439‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 752121‬قرار بتاريخ ‪..2012/01/19‬فاح�شة بني ذوي املحارم‪ -‬هتــك‬
‫عــر�ض‪-‬فعل خمـ ــل باحلياء بالعنف‪.‬قانون العقوبات ‪ :‬املــواد ‪،335 ،334،333 :‬‬
‫‪ 336‬و‪ 337‬مكــرر‪400 ........................................................................‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 755250‬قرار بتاريخ ‪...2011/07/21‬قا�ضــي التحقيق‪-‬بحث يف‬
‫�أ�سباب الوفاة‪-‬انتفاء وجه الدعوى‪-‬دعوى عمومية‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائية ‪:‬‬
‫املـ ــادة ‪404 .................................................................................62 :‬‬
‫■ ملف رقــم ‪ 764099‬قرار بتاريخ ‪...2011/11/17‬حتقيق‪-‬غرفة االتهــام‪-‬‬
‫�صيغــة‪ .‬قانــون الإجــراءات اجلزائيــة ‪ :‬املــادة ‪407 ........................1/68 :‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪11‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫ثالثــا‪ :‬من االجتهاد الق�ضائي ملحكمة التنــازع‪:‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 000109‬قرار بتاريخ ‪...2012/01/09‬حمكمة التنازع‪-‬تنازع‬
‫االخت�ص ــا�ص‪ .‬قان ــون ع�ض ــوي رق ــم ‪ : 03-98 :‬املـ ـ ــادة ‪412 ...............15 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 000112‬قرار بتاريخ ‪ ...2012/01/09‬حمكمة التنازع‪-‬تنـ ـ ــازع‬
‫عاد‪ .‬قانون ع�ضوي رق ــم ‪416 ........03-98 :‬‬ ‫االخت�صا�ص‪-‬تنازع �سلبي‪-‬ق�ضاء ٍ‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 000119‬قرار بتاريخ ‪...2012/01/09‬حمكمة التنازع‪-‬تن ــازع يف‬
‫االخت�صا�ص‪� -‬إيجار مكان معد لل�سكن‪ -‬قانون �إجراءات مدنية‪ -‬قانون �إج ــراءات‬
‫مدني ــة و �إدارية‪ .‬قانون ع�ضوي رقم ‪ : 03-98 :‬امل ــادة ‪ .15 :‬قانون الإجراءات‬
‫املدنيـة ‪ :‬املادة ‪ 7‬مكرر‪ .‬قانون الإجراءات املدنيـة والإداريـة ‪ :‬املادة ‪422 ....800 :‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 000120‬قرار بتاريخ ‪...2012/01/09‬حمكمة التنازع‪-‬تن ــازع يف‬
‫االخت�ص ــا�ص‪�-‬ش ــرط نف�س الن ــزاع‪-‬ق�ض ــاء ع ـ ٍـاد‪-‬ق�ضاء �إداري‪ .‬قانون ع�ض ــوي‬
‫رق ــم ‪ : 03-98:‬امل ــادة ‪428.................................................................15:‬‬

‫رابعا‪ :‬من االجتهاد الق�ضائي للجنة التعوي�ض عن‬


‫احلب�س املــ�ؤقت واخلطـــ�إ الق�ضائــــي ‪:‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 005743‬ق ــرار بتاريخ ‪...2011/07/13‬جلن ــة التعوي�ض‪-‬طالب‬
‫جامع ــي‪�-‬ض ــرر م ــادي‪�-‬ض ــرر معنوي‪-‬تعوي�ض‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائي ــة ‪:‬‬
‫املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مكـ ـ ــرر ‪437 ....................................................................‬‬
‫■ ملف رقـ ــم ‪ 005912‬ق ــرار بتاريخ ‪...2011/12/07‬جلن ــة التعوي�ض‪-‬حب�س‬
‫مـ ـ�ؤقت‪�-‬ضمان اجتماعي‪-‬تعوي�ض مادي‪-‬تعوي�ض معن ــوي‪ .‬قان ــون الإج ــراءات‬
‫اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مك ــرر‪441.........................................................‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪12‬‬
‫�ص‬ ‫الفهــر�س‬
‫■ ملف رقم ‪ 005914‬قراربتاريخ‪...2011/12/07‬جلنة التعوي�ض‪-‬حب�س م�ؤقت‪-‬‬
‫تع ــوي�ض‪ .‬قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املادة ‪ 137 :‬مك ــرر‪444 ................‬‬
‫■ ملف رقم ‪ 006041‬قرار بتاريخ ‪ ...2012/02/08‬جلنة التعوي�ض‪-‬تعوي�ض‪-‬‬
‫�أتع ــاب حم ــا ٍم‪ .‬قان ــون الإج ــراءات اجلزائية ‪ :‬امل ــادة ‪ 137 :‬مك ــرر‪447 .........‬‬
‫■ ملف رق ــم ‪ 006107‬ق ـ ــرار بتاريخ ‪...2011/11/09‬جلن ـ ــة التعـ ــوي�ض‪ -‬حب�س‬
‫م�ؤقت‪-‬تعوي�ض‪ .‬قانون الإجراءات اجلزائيــة ‪ :‬املــادة ‪ 137 :‬مكـرر‪451 ...........‬‬

‫خام�ســـا‪ :‬ن�صـــو�ص قانونيــــة‬


‫■ �أه ـ ــم الن�صــو�ص القانونيــة املن�ش ــورة يف اجلريـدة الر�سميـة مــن �شهــر يناي ــر‬
‫�إل ــى �شهـ ــر �أبريـ ــل ‪455 .............................................................. 2012‬‬

‫‪551.......................‬‬ ‫�ساد�ســا‪:‬مــنن�شــاطاملحكمــةالعليــا‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪13‬‬
‫كلم ــة العـ ــدد‬
‫يت�ضمن هذا العدد من جملة املحكمة العليــا‪ ،‬يف جملة ما يت�ضمنه‪،‬‬
‫تعليقني على قرارين �صادرين عن املحكمة العليـ ــا ‪:‬‬

‫‪ -‬القــــرار الأول‪� ،‬ص ــادر عـ ــن غرفة الأحوال ال�شخ�صيـ ــة‪ ،‬حتت‬
‫رق ــم ‪ 355180‬بت ـ ــاريخ ‪( 2006/03/05‬جملة املحكمة العلي ـ ــا ‪،2006‬‬
‫العـ ـ ــدد ‪� ،1‬ص ‪ )469‬و يتعلق با�ستخدام الب�صمة الوراثيـ ـ ــة (‪ )ADN‬يف‬
‫�إثبـ ــات الن�سب‪.‬‬

‫‪-‬القــــرار الثاين‪� ،‬صـ ــادر عـ ــن غرفـ ــة اجلنح و املخالف ـ ــات‪ ،‬حتت‬
‫رق ـ ــم ‪ 613327‬بتاريخ ‪( 2011/04/28‬جملـ ــة املحكمـة العليـ ــا ‪،2011‬‬
‫العدد ‪� ،1‬ص ‪ )298‬و يتعلق بامل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنـ ــوي‪.‬‬

‫ترجو جملة املحكمة العليا‪ ،‬وهي تن�شر هذين التعليقني‪ ،‬تل ّقي املزي ــد‬
‫من التعاليق‪ ،‬بخ�صو�ص موا�ضيع قرارات املحكمة العليا‪ ،‬تعميقا لدرا�سـ ــة‬
‫خمتلف امل�سائ ــل القانونية وم�ساهم ــة يف حتليل وتي�سري فهم االجته ــاد‬
‫الق�ضائـ ـ ــي‪.‬‬

‫جملـــة املحكمــــة العليــــا‬


‫�أوال ‪ :‬درا�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫درا�ســــــــات‬
‫امل�س�ؤوليـــة اجلزائيــــة لل�شخ�ص املعنـــــوي‬
‫تعليق على القرار رقم ‪ ،613327‬ال�صادر بتـــاريخ‬
‫‪ ،2011-04-28‬عن غرفة اجلنح واملخالفـــات‪،‬‬
‫الق�ســــم الثالث‪ ،‬من�شور يف جملة املحكمة العليا‬
‫‪-‬العـــدد الأول ‪� -2011‬ص ‪298‬‬

‫الدكتـــــور �أح�ســن بو�سقيعــــة‬


‫�أ�ستاذ القانون اجلنائي باملدر�سة العليا للق�ضاء‬
‫م�ست�شـ ــار �سابق باملحكمـ ــة العلي ـ ــا‬

‫�أ�صــدرت غرفة اجلنح واملخالفات‪ ،‬الق�سم الثالث‪ ،‬باملحكمة العليا بت ــاريخ‬


‫‪� 2011-04-28‬سبعة قرارات يف غاية الأهمية‪ ،‬من بينها القرار‪ ،‬حمل تعليقنا‪.‬‬
‫ميت ــاز هذا القرار‪ ،‬وبقية القرارات التي �صدرت بنف�س التاريخ حول نف�س‬
‫املو�ضوع‪ ،‬بكونه بت ب�صفة �صريحة ودقيقة يف م�س�ألتني �أثارتا جدال يف الأو�ساط‬
‫الفقهية والق�ضائية‪ ،‬ويتعلق الأمر ب ـ ـ ـ ‪:‬‬
‫‪-‬امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنوي‪ ،‬و�شروط تطبيق املادة ‪ 51‬مكرر من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬بوج ـ ــه عام‪ ،‬واملـ ـ ــادة ‪ 5‬مـ ـ ــن الأمر رقـ ــم ‪ 22-96‬املـ ـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪ ،1996-7-9‬املعدل واملتمم‪ ،‬عندما يتعلق الأمر بجرمية ال�صرف‪ ،‬بوجه خا�ص‪،‬‬
‫‪ -‬خمالفات التنظيم اخلا�ص بال�صرف وبحركة ر�ؤو�س الأموال التي ي�س�أل‬
‫عنها جزائيا البنوك الو�سطاء املعتمدون‪ ،‬بعنوان جرمية ال�صرف‪ ،‬املن�صو�ص‬
‫واملعاقب عليها يف املادة الأوىل من الأمر رقـ ـ ــم ‪.22-96‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪16‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وقبـ ـ ــل التعليق على م�ضمون الق ـ ـ ـ ــرار‪ ،‬ارت�أينا تقدمي عر�ض وجيز للـ ـ ــوقائع‬
‫والإجـ ـ ــراءات ‪:‬‬
‫عــــــر�ض وجيـــــــــز للــــــوقائع والإجـــــــــراءات ‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 2004-08-16‬حرر مفت�شو بنك اجلزائر حم�ضرا �ضد بنك "�سو�سيتي‬
‫جينريال اجلزائر" �إثر مراقبة وكالة ال�شراڤة‪ ،‬التابعة للبنك املذكور‪ ،‬عاينوا فيه‬
‫خمالفة البنك الت�شريع والتنظيم اخلا�صني بال�صرف وحركة ر�ؤو�س الأموال من‬
‫و�إلـ ـ ــى اخلـ ـ ــارج‪،‬‬
‫تتمثل هذه املخالفة‪ ،‬ح�سب حم�ضر املعاينة‪ ،‬يف كون البنك قام �سنة ‪2003‬‬
‫بت�صفية ملفات توطني عمليات توريد‪ ،‬اعتمادا على الت�صريح اجلمركـ ـ ـ ــي د ‪10‬‬
‫"ن�سخة امل�صرح" ‪ ، D 10 Exemplaire déclarant‬يف حني ك ـ ــان على البنك �أن‬
‫ي�صفي امللفات‪ ،‬اعتمادا على "ن�سخة البنـك"‪ ،D 10 Exemplaire banque‬وهو‬
‫الفعل الذي و�صفه بنك اجلزائر ت�صريحا كاذبا‪ ،‬واعتربه خمالفا للمادة الأوىل‬
‫من الأمر رقم ‪ 22-96‬امل�ؤرخ يف ‪ 1996-7-9‬املعدل واملتمم املتعلق بقمع جرمية‬
‫ال�صـ ــرف واملادتني ‪ 15‬و‪ 18‬م ــن نظام بنك اجلزائر رقم ‪ 12-91‬املـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪ ،1991-8-14‬املتعلق بتوطني الـ ـ ـ ــواردات‪.‬‬
‫وبنـ ــاء على الوقائع املذكورة‪ ،‬توبع مدير الوكالة‪ ،‬ك�شخ�ص طبيعـ ــي‪ ،‬وبنك‬
‫"�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‪ ،‬ك�شخ�ص معنوي‪ ،‬و�أحيال على حمكمة بئر مـ ــراد‬
‫راي�س‪ ،‬من �أجل جنحة خمالفة الت�شريع والتنظيم‪ ،‬اخلا�صني بال�صرف وحركة‬
‫ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬املن�صو�ص واملعاقب عليها يف املادتني ‪ 15‬و‪18‬‬
‫من نظام بنك اجلزائر رقم ‪ 12-91‬امل�ؤرخ يف ‪ ،1991-8-14‬املتعلق بتوطني‬
‫الواردات‪ ،‬واملادتني الأوىل و‪ 5‬من الأمر رقم ‪ 22-96‬امل ـ ـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪،1996-7-9‬‬
‫املعدل واملتمم املتعلق بقمع جرمية ال�صـ ـ ـ ــرف‪.‬‬
‫بتاريخ ‪� ،2008-04-13‬أ�صدرت املحكمة حكما يق�ضي برباءة مدير الوكالة‪،‬‬
‫وب�إدانة ال�شخ�ص املعنوي‪ ،‬بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‪ ،‬باجلنحة املن�سوبة‬
‫�إليه‪ ،‬وق�ضت عليه بغرامة قدرها ‪ 1.762.000.000‬دج‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪17‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫بتاريخ ‪ ،2008-12-31‬و�إثر ا�ستئناف النيابة العامة وبنك "�سو�سيتي جينريال‬
‫اجلزائر"‪� ،‬أ�صدرت الغرفة اجلزائية ملجل�س ق�ضاء اجلزائر قرارا يق�ضي بت�أييد‬
‫احلكـ ـ ـ ــم امل�ست ـ ـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ ،2011-04-28‬و�إثر الطعن بالنق�ض‪ ،‬الذي رفعه املتهمان يف القرار‬
‫املذكور‪� ،‬أ�صدرت غرفة اجلنح واملخالفات باملحكمة العليا قرارا يحمل رقم‬
‫‪ ،613327‬يق�ضي بالنق�ض والإحالـ ــة‪.‬‬
‫بالرجوع �إىل قرار املحكمة العليا‪ ،‬جند �أنها �ألغت القرار املطعون فيه ملخالفته‬
‫القانون‪ ،‬ال�سيما املادة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪ 22-96‬بخ�صو�ص توافر �شروط تطبيق‬
‫امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنوي واملادة الأوىل من نف�س الأمر بخ�صـ ــو�ص‬
‫�أركان جرمية ال�صرف‪ ،‬كما ي�أتي بيان ـ ــه‪.‬‬
‫�أوال‪-‬بخ�صـــو�ص �شــــروط تطبيق امل�س�ؤوليــــة اجلزائيــــة لل�شخ�ص‬
‫املعنـــــوي‪:‬‬
‫�ألغت املحكمة العليا القرار املطعون فيه على �أ�سا�س �أن ق�ضاة املجل�س خالفوا‬
‫املادة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪ ،22-96‬عندما �أدانوا بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‬
‫بجنحة جرمية ال�صرف‪ ،‬باعتباره �شخ�صا معنويا‪ ،‬رغم عدم توافر �شروط تطبيق‬
‫امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنوي‪ ،‬املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 5‬املذكورة‪.‬‬
‫مما جاء يف قرار املحكمة العليا‪ ،‬يف هذا ال�صدد‪� ،‬أنه ي�ستفاد من املادة ‪ 5‬من‬
‫الأمر رقم ‪ 22-96‬امل�ؤرخ يف ‪ ،1996-7-9‬املتعلق بقمع جرائم ال�صرف‪ ،‬املعدل‬
‫واملتمم بالأمر رقم ‪ ،01-03‬امل�ؤرخ يف ‪� ،2003-2-19‬أن امل�س�ؤولية اجلزائيـ ـ ــة‬
‫لل�شخ�ص املعن ـ ــوي‪ ،‬اخلا�ضع للقانون اخلا�ص‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة لبنك‬
‫"�سو�سيتي جينريال اجلزائـ ــر"‪ ،‬ال�شركة التجارية ذات الأ�سهم‪ ،‬تتطلب توافر‬
‫�شرطني �أ�سا�سيني ‪:‬‬
‫‪� -‬أن ترتكب خمالفة الت�شريع والتنظيم اخلا�صني بال�صرف وحركة ر�ؤو�س‬
‫الأموال من و�إىل اخلارج حل�ساب ال�شخ�ص املعنـ ــوي‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪18‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -‬و�أن ترتكب هذه اجلرمية‪ ،‬من ِقبل �أجهزة ال�شخ�ص املعنوي ‪Organes de‬‬
‫‪� la personne morale‬أو ممثليه ال�شرعيني ‪.Représentants légaux‬‬
‫وال�ش ــرط الثان ــي‪ ،‬هو الذي يهمنا يف هذا املقام‪ ،‬ومفاده �أن يكـ ــون مرتكب‬
‫اجلرمية‪� ،‬إما جهازا من �أجهزة ال�شخ�ص املعنوي‪� ،‬أو �أحد ممثليه ال�شرعيني‪.‬‬
‫‪-1‬ماذا يق�صد ب�أجهزة ال�شخ�ص املعنوي؟ ‪Organes de la personne‬‬
‫‪ morale‬ي�ستفاد من قرار املحكمة العليا �أن اجلواب يختلف باختالف طبيعة‬
‫و�شكـ ــل ال�شخ�ص املعن ـ ــوي‪.‬‬
‫ف�إذا كان ال�شخ�ص املعنوي �شركة جتارية ذات �أ�سهم‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة‬
‫لبنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‪ ،‬ف�إن �أجهزته حمددة يف الكتاب اخلام�س‪،‬‬
‫الف�صل الثالث من القانون التجاري‪ ،‬وحتديدا يف املواد ‪� 592‬إىل ‪ 641‬من ـ ــه‪.‬‬
‫وبالرجوع �إىل املواد املذكورة‪ ،‬جند �أن �أجهزة ال�شركة ذات الأ�سهم ثالثة‪،‬‬
‫وهي‪ :‬اجلمعية العامة للم�ساهمني‪ ،‬جمل�س الإدارة‪ ،‬الرئي�س املدير العام‪.‬‬
‫غري �أن املادة ‪ 642‬من القانون التجاري �أجازت ل�شركات امل�ساهمة �أن تختار‬
‫لها يف قانونها الأ�سا�سي منطا �آخر للت�سيري‪ ،‬ويف هذه احلالة تكون �أجهزة ال�شخ�ص‬
‫املعنوي حمددة يف املواد ‪ 642‬وما يليها على النحو الآتي‪ :‬اجلمعية العامة‪ ،‬جمل�س‬
‫املديرين‪ ،‬جمل�س املراقبة‪ ،‬رئي�س جمل�س املديريـ ــن‪.‬‬
‫ويبدو‪ ،‬من تالوة قرار املحكمة العليا‪� ،‬أن بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‬
‫اختارت يف قانونها الأ�سا�سي �أن تكون م�سرية وفق النمط الثاين‪ ،‬فتكون بذلك‬
‫�أجهزتها متمثلة يف‪ :‬اجلمعية العامة‪ ،‬جمل�س املديرين‪ ،‬جمل�س املراقبة‪ ،‬رئي�س‬
‫جمل�س املديري ـ ــن‪.‬‬
‫‪ -2‬ماذا يق�صد باملمثلني ال�شرعيني (القانونيني) لل�شخ�ص املعنوي؟‬
‫‪Représentants légaux de la personne morale‬‬
‫وتكت�سي الإجابة عن هذا الت�سا�ؤل �أهمية ق�صوى‪ ،‬باعتبار �أن جل الق�ضايا‪،‬‬
‫التي ي�س�أل فيها ال�شخ�ص املعنوي جزائيا‪ ،‬تكون ب�سبب جرمية ارتكبها ممثله‪،‬‬
‫ونادرا ما تكون ب�سبب جرمية ارتكبها جهاز من �أجهزت ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪19‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أحالتنا املحكمة العليا‪ ،‬بهذا اخل�صو�ص‪� ،‬إىل املادة ‪ 65‬مكرر ‪ 2‬من قان ـ ــون‬
‫الإجراءات اجلزائي ـ ــة‪ ،‬التي ع ّرفت املمثل ال�شرعي (القانوين) ‪Représentant‬‬
‫‪ légal‬لل�شخ�ص املعنوي‪ ،‬يف الفقرة الثانية‪ ،‬كالآتي‪..." :‬هو ال�شخ�ص الطبيعي‬
‫الذي يخوله القانون �أو القانون الأ�سا�سي لل�شخ�ص املعنوي تفوي�ضا لتمثيلـ ــه"‪.‬‬
‫‪«Le représentant de la personne morale est la personne‬‬
‫‪physique qui bénéficie conformément à la loi ou au statut de la‬‬
‫‪personne morale d’une délégation de pouvoir».‬‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬ال ي�س�أل ال�شخ�ص املعنوي‪ ،‬الذي ي�أخذ �شكل �شركة ذات �أ�سهم‬
‫ي�سريها جمل�س مديرين وجمل�س مراقبة‪ ،‬كما هو احلال بالن�سبة لبنك "�سو�سيتي‬
‫جينريال اجلزائر"‪� ،‬إال �إذا ارتكبت اجلرمية من قبل ممثلها ال�شرعي‪ ،‬كما هـ ـ ــو‬
‫مع ّرف يف القانون التجاري‪� ،‬أو �أي �شخ�ص �آخر يع ّينه القانون الأ�سا�سي لل�شركة‪.‬‬
‫‪ -‬ف�أما ال�شخ�ص الطبيعي‪ ،‬الذي يخوله القانون تفوي�ضا لتمثيل ال�شخ�ص‬
‫املعنوي‪ ،‬فيجب الرجوع �إىل �شكل ال�شخ�ص املعنوي والن�ص القانوين الذي يحكمه‪،‬‬
‫لتحديد ذلك ال�شخ�ص الطبيعي‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬ف�إذا كان ال�شخ�ص املعنوي �شركة جتارية‪ ،‬كما يف ق�ضية احلال‪ ،‬ف�إن‬
‫القانون التجاري‪ ،‬هو الذي يحدد ذلك ال�شخ�ص الطبيعي‪ ،‬الذي خوله القانون‬
‫تفوي�ضا لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي‪.‬‬
‫وبالرجوع �إىل القانون التجاري‪ ،‬جند �أن ال�شخ�ص الطبيعي الذي خوله‬
‫القانون تفوي�ضا لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي الذي ي�أخذ �شكل �شركة ذات �أ�سهم‬
‫هو الرئي�س املدير العام (املادة ‪ ،)638‬و�إذا كانت هذه ال�شركة م�سرية من قبل‬
‫جمل�س مديرين ‪ ،Directoire‬ف�إن ممثلها القانوين هو رئي�س جمل�س املديرين‬
‫(املادة ‪ ،)652‬و�إذا كانت ال�شركة ذات م�س�ؤولية حمدودة ف�إن ممثلها القانوين‬
‫هـ ــو امل�سي ـ ــر ‪( Gérant‬املـ ـ ــادة ‪.)577‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪20‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وجتـ ــدر الإ�شارة �إىل �أن املادة ‪ 639‬من قانون التجاري‪ ،‬جتيز‪ ،‬يف ال�شركات‬
‫ذات الأ�سهـ ــم‪ ،‬ملجل�س الإدارة‪� ،‬أن يكلف �شخ�صا واحدا �أو اثنني من الأ�شخ ـ ــا�ص‬
‫الطبيعيني‪ ،‬لي�ساعد الرئي�س كمديرين عامني‪ ،‬وذلك بناء على اقرتاح الرئي�س‬
‫املدي ـ ــر الع ـ ـ ــام‪.‬‬
‫ون�صت املادة ‪ 641‬من نف�س القانون‪ ،‬على �أن يحدد جمل�س الإدارة‪ ،‬باالتفاق مع‬
‫رئي�سه‪ ،‬مدى ال�سلطات املخولة للمديرين العامني‪ ،‬وتكون له�ؤالء نف�س ال�سلطات‪،‬‬
‫التي يتمتع بها الرئي�س نحو الغيـ ـ ــر‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ف�إن املدير العام �أو املديرين العامني املعينني‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 639‬من‬
‫القانون التجاري‪ ،‬يعدون من املفو�ضني قانونا‪ ،‬لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي‪.‬‬
‫‪ -‬و�أمـ ــا ال�شخ�ص الطبيعي الذي يخوله القانون الأ�سا�سي لل�شخ�ص املعنوي‬
‫تفوي�ضا لتمثيله‪ ،‬فيجب الرجوع �إىل القانون الأ�سا�سي لل�شخ�ص املعنوي‪ ،‬لتحديد‬
‫ذلك ال�شخ�ص الطبيعي‪.‬‬
‫و�إذا كان ال�شخ�ص املعنوي �شركة جتارية‪ ،‬كما يف ق�ضية احلال‪ ،‬ف�إن قانونها‬
‫الأ�سا�سي يتم حتريره بعقد موثق‪ ،‬وهو الأمر الذي ي�ستوجب الرجوع �إىل العقد‬
‫الت�أ�سي�سي املوثق‪ ،‬للبحث عما �إذا كان الرئي�س املدير العام �أو جمل�س الإدارة قد‬
‫خول �شخ�صا �أو عدة �أ�شخا�ص �آخرين تفوي�ضا‪ ،‬لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي‪ ،‬زيادة على‬
‫ال�شخ�ص الطبيعي‪ ،‬الذي يخوله القانون التجاري تفوي�ضا لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي‪.‬‬
‫وبعد عر�ض �شرط م�ساءلة ال�شخ�ص املعنوي جزائيا‪ ،‬املتمثل يف ارتكاب اجلرمية‬
‫من قبل �أجهزة ال�شخ�ص املعنوي‪� Organes de la personne morale ،‬أو‬
‫ممثليه ال�شرعيني ‪ Représentants légaux‬وحتليله‪� ،‬أفرغت املحكمة العليا‬
‫هذا ال�شرط على وقائع الدعوى‪ ،‬فخل�صت �إىل القول ب�أن هذا ال�شرط غري متوفر‬
‫يف ق�ضية احلال‪ ،‬بدعوى �أنه ال يوجد يف القرار املطعون فيه‪ ،‬وال يف �أوراق امللف‪ ،‬ما‬
‫يفيد ب�أن �أحدا من �أجهزة بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‪ ،‬املتمثلة يف رئي�س‬
‫جمل�س املديرين‪ ،‬و�أع�ضاء جمل�س املديرين‪ ،‬و�أع�ضاء جمل�س املراقبة‪ ،‬واجلمعية‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪21‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫العامة للم�ساهمني‪ ،‬ارتكب جرمية من جرائم ال�صرف حل�ساب البنك‪ ،‬كما �أنه‬
‫ال يوجد �أي�ضا ما يفيد ب�أن جمل�س املراقبة فو�ض �شخ�صا �آخر لتمثيل البنك‪،‬‬
‫و�أن هذا ال�شخ�ص ارتكب جرمية من جرائم ال�صرف حل�ساب البنك‪.‬‬
‫وبذلك تكون املحكمة العليا قد �أخذت بالتفوي�ض القانوين دون �سواه‪ ،‬م�ستبعدة‬
‫بذلك التفوي�ض الفعلي‪ ،‬وبالنتيجة املمثل الفعلـ ـ ــي‪.‬‬
‫و�أو�ضحت املحكمة العليا موقفها �أكرث‪ ،‬عندما �أ�ضافت ب�أن مدير وكالة البنك‬
‫ال يعترب ممثال قانونيا لل�شخ�ص املعنوي بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر"‪،‬‬
‫مبفهوم املادة ‪ 51‬مكرر من قانون العقوبات‪ ،‬واملادة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪، 22-96‬‬
‫املعدل واملتمم‪ ،‬اللتان تكر�سان امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنوي واملادة ‪65‬‬
‫مكـ ـ ــرر ‪ 2‬من قانون الإجراءات اجلزائية التي تعرف املمثل القانوين‪ ،‬ما دام ال‬
‫يوجد ما يفيد ب�أن القانون الأ�سا�سي للبنك يخوله تفوي�ضا لتمثيلـ ـ ــه‪.‬‬
‫و جتدر الإ�شارة �إىل �أنه �سبق �أن �أثري الت�سا�ؤل‪ ،‬يف القانون املقارن‪ ،‬حول ما‬
‫�إذا كان الأ�شخا�ص الذين يتمتعون ب�سلطات خا�صة �أو بتفوي�ض‪ ،‬كمدير م�صنع �أو‬
‫مدير وحدة �إنتاج �أو مدير وكالة بنكية ممثلني لل�شخ�ص املعن ــوي؟‬
‫�أجاب الفقهاء �سطيفاين ولوفا�سور وبولوك ‪Stéphani, Levasseur et‬‬
‫‪ Bouloc‬بالنفي‪ ،‬على �أ�سا�س �أن مدير امل�صنع �أو مدير الوحدة ال ميكنه �إلزام‬
‫ال�شخ�ص املعنوي‪ ،‬لأنه جمرد �أجري �أو تابع لل�شخ�ص املعنوي(‪ ،)1‬غري �أن حمكمة‬
‫النق�ض الفرن�سي ـ ــة كان له ــا ر�أي خمالف يف عدة قرارات‪� ،‬أ�صدرتها بت ـ ــاريخ‬
‫‪ 1993-3-11‬انتهت فيها �إىل �أن ال�شخ�ص الطبيعي الذي تلقى تفوي�ضا �سلطات‬
‫من هيئات ال�شخ�ص املعنوي يكون ممثال له‪.‬‬
‫و�إذا ك ــان الق�ضاء الفرن�سي قد كر�س �إمكانية م�ساءلة ال�شخ�ص املعنوي ع ــن‬
‫اجلرائم التي يرتكبها ال�شخ�ص املفو�ض من طرف ممثله‪ ،‬متى كان املفو�ض يتمتع‬

‫‪1. G. Stéfani, G. Levasseur, B. Bouloc, Droit pénal général, p. 273.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪22‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫بالكفاءة وال�سلطة والو�سائل ال�ضرورية‪ ،‬فالراجح يف ر�أينا‪ ،‬يف ظل القانون‬
‫اجلزائري‪ ،‬الذي ي�شدد على �أن ترتكب اجلرمية من قبل املمثل ال�شرعي‪ ،‬هو عدم‬
‫م�ساءلة ال�شخ�ص املعنوي عن اجلرائم التي يرتكبها املفو�ض العادي �أو الأجري‪،‬‬
‫كمدير وحدة �صناعية �أو وكالة بنكيـ ـ ــة‪.‬‬
‫وهذا ما خل�صت �إليه املحكمة العليا يف قرارها حمل التعليق و�ستة قرارات �أخرى‬
‫�صدرت يف نف�س التاريخ عن ق�سم اجلنح واملخالفات‪ ،‬ويتعلق الأمر بالقرارات رقم‬
‫‪ ،602849،604504،604534،604601،605772‬و‪.613368‬‬
‫وما خل�صت �إليه املحكمة العليا من�سجم مع القانون اجلزائري‪ ،‬الذي يختلف‬
‫بخ�صو�ص م�س�ألة ممثل ال�شخ�ص املعنوي عن القانون الفرن�سي‪.‬‬
‫ويكمن االختالف بني القانونني اجلزائري والفرن�سي �أ�سا�سا يف كون امل�شرع‬
‫اجلزائري ي�شرتط �أن يرتكب اجلرمية املمثـــــل ال�شرعــــي ‪Représentant‬‬
‫‪ légal‬لل�شخ�ص املعنوي‪ ،‬وقد عرفت املادة ‪ 65‬مكرر ‪ 2‬ق �إج‪ ،‬املمثل ال�شرعي‬
‫(القانوين) على �أنه "‪...‬هو ال�شخ�ص الطبيعي الذي يخوله القانون �أو القانون‬
‫الأ�سا�سي لل�شخ�ص املعنوي تفوي�ضا لتمثيله"‪� ،‬أي �أن امل�شرع اجلزائري ي�شرتط‬
‫يف ممثل ال�شخ�ص املعنوي �أن يكون مفو�ضا لتمثيل ال�شخ�ص املعنوي‪� ،‬إما مبوجب‬
‫القانون‪� ،‬أو مبوجب القانون الأ�سا�سي لل�شخ�ص املعن ـ ــوي‪،‬‬
‫يف حني اكتفى امل�شرع الفرن�سي‪ ،‬لإقامة امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنوي‪،‬‬
‫ب�أن ترتكب اجلرمية من طرف ممثل ‪ Représentant‬ال�شخ�ص املعنوي‪،‬‬
‫وغني عن البيان �أن عبارة "ممثل" �أو�سع من عبارة "ممثل �شرعي"‪ ،‬و�أن مدير‬
‫وكالة بنكية هو "ممثل" فعال للبنك‪ ،‬ولكنه لي�س "ممثال �شرعيا" له‪ ،‬بالنظر �إىل‬
‫املادة ‪ 65‬مكرر‪ 2‬ق �إ ج‪ ،‬التي ح�صرت مفهوم املمثل ال�شرعي يف �أجهزة ال�شخ�ص‬
‫املعنوي والأ�شخا�ص املفو�ضني لتمثيله‪ ،‬مبوجب القانون �أو القانون الأ�سا�سي‬
‫لل�شخ�ص املعن ـ ـ ــوي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪23‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫كما يثور الت�سا�ؤل �أي�ضا‪ ،‬فيما يخ�ص اجلرائم التي يرتكبها املدير الفعلي‪،‬‬
‫ال�سيما يف ال�شركات التجارية ذات امل�س�ؤولية املحدودة‪ ،‬فالراجح �أي�ضا عندنا‬
‫وللأ�سباب �سالفة الذكر ذاتها �أن ال�شخ�ص املعنوي ال ي�س�أل جزائيا عن اجلرائم‬
‫التي يرتكبها املدير الفعل ــي‪.‬‬
‫وهذا ما انتهى �إليه �أي�ضا الفقهاء �سطيفاين ولوفا�سور وبولوك يف ظل القان ــون‬
‫الفرن�س ـ ــي‪ ،‬الذي ا�شرتط فقط �أن ترتكب اجلرمية من قبل ممثلي ال�شخ�ص‬
‫املعنوي‪ ،‬حيث خل�صوا �إىل �أن عبارة "ممثلو ال�شخ�ص املعنوي" ال ت�شمل املدير‬
‫الفعلي‪ ،‬وذلك لعدم الن�ص عليه �صراحـ ــة‪)2(.‬‬
‫ثانيا‪ -‬خمالفات التنظيم اخلا�ص بال�صرف وبحركة ر�ؤو�س الأموال‪،‬‬
‫التي ي�س�أل عنها جزائيا البنوك الو�سطاء املعتمدون‪ ،‬بعنوان جرمية‬
‫ال�صرف‪ ،‬املن�صو�ص واملعاقب عليها يف الأمر رقم ‪:22-96‬‬
‫�ألغت املحكمة العليا القرار املطعون فيه‪ ،‬على �أ�سا�س �أن ق�ضاة املجل�س خالفوا‬
‫املادة الأوىل من الأمر رقم ‪ ،22-96‬امل�ؤرخ يف ‪ ،1996-7-9‬املتعلق بقمع جرمية‬
‫ال�صـ ــرف‪ ،‬عندما �أدانوا املتهم بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر" مبخالف ـ ــة‬
‫الت�شريع والتنظيم اخلا�صني بال�صرف وحركة ر�ؤو�س الأموال‪ ،‬باعتباره �شخ�صا‬
‫معنويا‪ ،‬رغم عدم توافر �أركان اجلرمية املن�سوبة للمتهـ ــم‪.‬‬
‫ومما جاء يف قرار املحكمة العليا‪ ،‬يف هذا اخل�صو�ص ‪:‬‬
‫‪�-1‬إن الت�صريح الكاذب الذي �أدين من �أجله املتهم بنك ‪ SGA‬والذي جترمه‬
‫املادة الأوىل من الأمر رقم ‪ 22-96‬املعدل واملتمم هو الت�صريح الكاذب بخ�صو�ص‬
‫حتويل �أو حماولة حتويل العملة ور�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬ولي�س جمرد‬
‫الت�صريح مبلفات ناق�صة الت�سديد �أو فائ�ضة الت�سديد‪ ،‬نظرا لعدم احتوائها على‬
‫وثيق ـ ــة‪ ،‬ما مل يرتتب على هذا الت�صريح حتويل غري �شرعي �أو حماولة حتويل‬
‫العملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخل ـ ــارج‪،‬‬
‫‪2. G. Stéfani, G. Levasseur, B. Bouloc, op. cit. p. 273.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪24‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -2‬مل يثبت من القرار املطعون فيه وال من �أوراق الدعوى �أن بنك "�سو�سيتي‬
‫جينريال اجلزائر" حول �أو حاول حتويل ثمن الب�ضاعة �إىل اخلارج يف حني‬
‫�أن الب�ضاعة امل�ستوردة مل تدخل �إىل �أر�ض الوطن ومل يتم جمركتها وعر�ضها‬
‫لال�ستهالك‪ ،‬كما �أنه مل يثبت �أن بنك "�سو�سيتي جينريال اجلزائر" قام بت�صريح‬
‫كاذب لتحويل �أو حماولة حتويل عملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج بطريقة‬
‫غري �شرعية‪ ،‬وكل ما يف الأمر �أن وكالة الأبيار لبنك �سو�سيتي جينريال اجلزائر"‬
‫قامت بت�صفية ملفات التوطني‪ ،‬باالعتماد على الت�صريح اجلمركي "ن�سخة‬
‫امل�صرح"‪ ،‬يف غياب الت�صريح اجلمركي "ن�سخة البنك"‪ ،‬لعدم ا�ستالمها "وثيقة‬
‫البنك" من �إدارة اجلمارك‪ ،‬يف الآجال القانونية التي يتوجب عليه ت�صفية امللف‬
‫فيها‪ ،‬كما �أنها قامت بت�صريح ملفات التوطني يف و�ضعية "فائ�ض يف الت�سديد"‪،‬‬
‫نظ ـ ــرا لعدم احتوائه على الت�صريح اجلمركي "ن�سخة البنك"‪ ،‬كما جرت علـ ــى‬
‫ذلك املمار�سـ ــات البنكي ـ ــة‪،‬‬
‫‪� -3‬إن عملية ت�صفية ملفات التوطني هي عملية �إدارية بحتة‪ ،‬يقوم بها بنك‬
‫التوطني‪ ،‬عند نهاية فرتة رقابة ملفات التوطني‪ ،‬بغر�ض �إخبار بنك اجلزائر عن‬
‫م�آل ملفات التوطني‪ ،‬وت�أتي عملية ت�صفية ملفات التوطني‪ ،‬بعد �إجناز عمليات‬
‫اال�سترياد ودخول الب�ضاعة �إىل �أر�ض الوطن وت�سديد ثمنها‪ ،‬بعد ت�أكد البنك‬
‫من جمركتها‪ ،‬بناء على الوثائق اجلمركية املثبتة لذلك‪ ،‬متمثلة يف الت�صريح‬
‫اجلمركـ ــي‪� ،‬أي �أن ت�صفية امللف تتم الحقا لدخول الب�ضاعة �إىل �أر�ض الوطـ ــن‬
‫وا�ستالمها من قبل امل�ستورد‪ ،‬وحتويل ثمن الب�ضاعة بالعملة ال�صعبة �إىل البائع‬
‫باخلارج‪ ،‬يف حني �أن خمالفة الت�شريع والتنظيم‪ ،‬اخلا�صني بال�صرف وحركة‬
‫ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬تتمثل �أ�سا�سا‪ ،‬يف خرق �أو حماولة خرق الت�شريع‬
‫والتنظيم املذكورين‪ ،‬مبنا�سبة �أو �أثناء حتويل‪� ،‬أو حماولة حتويل العملة �أو ر�ؤو�س‬
‫الأموال من و�إىل اخلارج‪� ،‬أو املخالفات التي يرتتب عليها �أو ينجم عنها حتويل �أو‬
‫حماولة حتويل العملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪� ،‬أو �إخالال مبيزانية الدفع‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪25‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -4‬فحتـ ــى‪ ،‬على افرتا�ض ثبوتها‪ ،‬ف�إن خمالفة املادتني ‪ 15‬و‪ 18‬من نظام‬
‫بنك اجلزائر رقم ‪ 12-91‬اللتني تفر�ضان على بنك التوطني ت�صفية ملفات‬
‫توطني الواردات‪ ،‬اعتمادا على الت�صريح اجلمركي د‪" 10‬ن�سخة البن ـ ـ ــك"‪،‬‬
‫‪ D 10 Exemplaire banque‬ولي�س على �أ�سا�س الت�صريح اجلمركي د‪10‬‬
‫"ن�سخة امل�صرح"‪ D 10 Exemplaire déclarant ،‬ال تعـ ــدو �أن تكون جمـ ــرد‬
‫خط�إ ت�أديبي‪ ،‬يرتتب عليه جزاء ت�أديبي‪ ،‬ال �أكرث‪ ،‬ي�صدر عن اللجنة امل�صرفية‬
‫لبنك اجلزائر‪ ،‬ب�صفتها هيئة �ضبط ورقابة على البنوك وامل�ؤ�س�سات امل�صرفية‪،‬‬
‫طبقا للمادتني ‪ 108‬و‪ 114‬من الأمر رقم ‪ ،11-03‬امل�ؤرخ يف ‪،2003-8-26‬املتعلق‬
‫بالنقد والقر�ض‪ ،‬ما دام ال يوجد‪ ،‬كما هو الأمر يف ق�ضية احلال‪ ،‬ما يفيد ب�أن هذه‬
‫املخالفة قد حققت �أو من طبيعتها �أن حتقق‪� ،‬أو قد يرتتب عليها �أو ينجم عنها‬
‫حتويل �أو حماولة حتويل غري �شرعي للعملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪.‬‬
‫ي�ستخل�ص مما �سبق‪� ،‬أن خمالفة البنك الو�سيط املعتمد نظاما من �أنظمة بنك‬
‫اجلزائر ال ت�شكل بال�ضرورة‪ ،‬جرمية من اجلرائم املعاقب عليها يف الأمر رقم‬
‫‪ ،22-96‬بعنوان جنحة خمالفة الت�شريع والتنظيم‪ ،‬اخلا�صني بال�صرف وحركة‬
‫ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬و�إمنا ينبغي التمييز بني نوعني من املخالفات‪:‬‬
‫‪ -‬املخالفات املتعلقة بال�صرف وكل خمالفة للقواعد املطبقة على‬
‫عمليات التجارة اخلارجية‪ ،‬اخلا�صة بال�سلع واخلدمات‪ ،‬التي حتقق �أو‬
‫تهدف �إىل حتقيق �أو يرتتب عليها �أو قد يرتتب عليها �أو ينجم عنها �أو قد ينجم‬
‫عنها حتويل �أو حماولة حتويل العملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬بطريقة‬
‫غيـ ــر �شرعي ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬املخالفات الأخرى التي ال عالقة لها بال�صرف‪ ،‬وتلك التي ال حتقق‬
‫وال تهدف �إىل حتقيق‪ ،‬وال يرتتب عليها �أو ينجم عنها‪� ،‬أو قد يرتتب عليها �أو ينجم‬
‫عنها حتويل �أو حماولة حتويل العملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج بطريقة‬
‫غي ـ ــر �شرعي ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪26‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫فال ت�شكل جرمية من جرائم ال�صرف‪ ،‬املن�صو�ص واملعاقب عليها يف الأمر‬
‫رقم ‪� ،22-96‬إال املخالفات امل�صنفة �ضمن ال�صنف الأول‪ ،‬بينما ت�شكل املخالفات‬
‫امل�صنفة �ضمن ال�صنف الثاين‪� ،‬أخطاء ت�أديبية يرتتب عليها جزاء ت�أديبي ال �أكرث‪،‬‬
‫ي�صدر عن اللجنة امل�صرفية لبنك اجلزائر‪ ،‬ب�صفتها هيئة �ضبط ورقابة على‬
‫البنوك وامل�ؤ�س�سات امل�صرفية‪ ،‬طبقا للمادتني ‪ 108‬و‪ 114‬من الأمر رقم ‪،11-03‬‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ ،2003-8-26‬املتعلق بالنقد والقر�ض‪.‬‬
‫وجتدر الإ�شارة �إىل �أن القرار املطعون فيه‪� ،‬صدر قبل تعديل املادة ‪ 2‬من الأمر‬
‫رقم ‪ ،22-96‬مبوجب الأمر رقم ‪ ،03-10‬امل�ؤرخ يف ‪ ،2010-08-26‬الذي �أ�ضاف‬
‫�صورا جديدة جلرمية ال�صرف‪ ،‬وعليه‪ ،‬ف�إن ما جاء يف قرار املحكمة العليا‪ ،‬املعلق‬
‫عليه‪ ،‬ال ي�صلح �إال يف �صور اجلرمية‪ ،‬املن�صو�ص عليها يف املادة الأوىل من الأمر‬
‫رقم ‪ ،22-96‬التي مل ي�شملها التغيري وظلت على حالها‪.‬‬
‫وبذلك تكون املحكمة العليا قد �أخذت باملفهوم ال�ضيق لل�سلوك املادي‪ ،‬املكون‬
‫جلنحة خمالفة الت�شريع والتنظيم‪ ،‬اخلا�صني بال�صرف وحركة ر�ؤو�س الأموال‬
‫من و�إىل اخلارج‪ ،‬املن�صو�ص عليه يف املادة الأوىل من الأمر رقم ‪ ،22-96‬بالن�سبة‬
‫للبنوك الوكالء املعتمدين‪ ،‬حيث ح�صرته يف كل ما له �صلة بال�صرف �أو بحركة‬
‫ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج‪ ،‬دون �سواه من ال�سلوكات املادية الأخرى‪ ،‬التي قد‬
‫ي�أتيها البنوك الو�سطاء املعتمدون‪،‬‬
‫وهو االجتاه‪ ،‬الذي من �ش�أنه �أن يطمئن وي�ؤمن م�سريي البنوك‪ ،‬ال�سيما يف ظل‬
‫عدم جواز الأخذ بح�سن نيتهم‪.‬‬
‫اخلال�صــــــــة ‪:‬‬
‫‪ -1‬بخ�صو�ص امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص املعنـــــوي‪:‬‬
‫�إذا كانت نية امل�شرع‪ ،‬هي توخي احلذر يف �إعمال امل�س�ؤولية اجلزائية لل�شخ�ص‬
‫املعنوي‪ ،‬وانتهاج منهج املرحلية يف التطبيق‪ ،‬فقد �أح�سن �صنعا عندما ح�ص ـ ــر‬
‫م�ساءلة ال�شخ�ص املعنوي جزائيا يف اجلرائم التي يرتكبها ممثلوه ال�شرعيون‬
‫دون �سواه ـ ـ ــم‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪27‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ولكن �إذا كانت نية امل�شرع‪ ،‬هي قمع الأفعال التي ترتكبها التجمعات‪ ،‬وال�شركات‬
‫التجارية‪ ،‬على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬مت�سرتة وراء ال�شخ�ص املعنوي‪ ،‬ف�إن ربط م�ساءلة‬
‫ال�شخ�ص املعنوي جزائيا ب�شرط ارتكاب اجلرمية من طرف ممثليه ال�شرعيني ال‬
‫يحقق هذا الغر�ض‪ ،‬بل بالعك�س مي ّكن الكثري من الإفالت من امل�ساءلـ ــة‪.‬‬
‫‪ -2‬بخ�صــــو�ص جرمية ال�صــــرف‪ ،‬عندما يكون اجلاين بنكـــــا وكيال‬
‫معتمـــــدا‪:‬‬
‫�إذا كانت جرمية ال�صرف تتمحور �أ�سا�سا‪ ،‬بالن�سبة للبنوك الوكالء املعتمدين‪،‬‬
‫حول خمالفة القواعد املطبقة على عمليات التجارة اخلارجية‪ ،‬التي حتقق �أو‬
‫تهدف �إىل حتقيق �أو يرتتب عليها �أوقد يرتتب عليها �أو ينجم عنها �أو قد ينجم‬
‫عنها حتويل �أو حماولة حتويل العملة �أو ر�ؤو�س الأموال من و�إىل اخلارج بطريقة‬
‫غري �شرعية‪ ،‬ف�إنه ال ميكن ح�صرها فقط يف مثل هذه ال�سلوكات‪ ،‬بل تتعداها‬
‫لت�شمل �أي�ضا كل �سلوك‪ ،‬من �ش�أنه الإخالل مبيزان املدفوعات‪ ،‬ال�سيما الت�صريحات‬
‫الكاذبة املتعمدة‪ ،‬ال�صادرة عن البنوك الوكالء املعتمدين‪ ،‬التي حتقق �أو تهدف‬
‫�إىل �إحداث اختالل يف ميزان املدفوعات‪� ،‬أو التي يرتتب عليها �أوقد يرتتب عليها‬
‫�أو ينجم عنها �أو قد ينجم عنها اختالل يف ميزان املدفوعات‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪28‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫اجلـوانب القانونيـة لإثبـات الن�سب بالب�صمــة‬
‫الوراثية يف �ضوء قانون الأ�سرة اجلزائري اجلديد‬

‫الــــدكتـــــــــور بلحـــــــاج العـــــربـــي‬


‫�أ�ست ـ ـ ـ ــاذ بروفي�س ـ ــور بكليـ ـ ـ ــة احلق ـ ــوق‬
‫والعلـ ــوم ال�سيا�سيـ ــة‪ ،‬جـ ـ ــامعـ ــة وه ـ ــران‬

‫مقدمـــــــة ‪:‬‬
‫تن�ص امل ـ ــادة ‪ 40‬من ق‪�.‬أ يف فقرتها الثانية امل�ضافة بالأمر ‪ 02/05‬امل�ؤرخ يف‬
‫‪ ،2005/02/27‬ب�أنـه ‪" :‬يجـــوز للقا�ضي اللجــوء �إلــــى الطـــرق العلميـــة‬
‫لإثبـــــات الن�سب"‪.‬‬
‫وهي �إ�ضافة ح�سنة ويف مكانها ال�صحيح من طرف امل�شرع اجلزائري‪ ،‬حيث‬
‫ي�ستعان بالطرق العلمية احلديثة يف �سبيل الو�صول �إىل احلقيقة؛ وهي الو�سائل‬
‫العلمية التي تثبت العالقة احلتمية بني الولد و�أبيه‪ ،‬غري �أنه منعا من التالعب يف‬
‫ق�ضايا �إثبات الن�سب‪ ،‬جعل امل�شرع الأمر جوازيا ولي�س مطلقا ملجرد ثبوت ه ـ ــذه‬
‫العالقة بالفح�ص الطبي‪ ،‬فقد ربط ذلك بوجود الفرا�ش الذي يبقى ك�أقوى دليل‬
‫يف �إثبات الن�سب (م ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ)‪ ،‬كما �أنه ال ميكن نفي الن�سب �إال عن طريق‬
‫اللعان (م ‪ 41‬من نف�س القان ـ ــون)‪.‬‬
‫وهذا معناه‪� ،‬أنه ميكن‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 40‬من ق‪�.‬أ‪� ،‬إثبات الن�سب عن طريق‬
‫اخلربة الطبية‪� ،‬أي عن طريق الب�صمة الوراثية �أو التحليل اجلينـ ــي للحم�ض‬
‫النووي (‪ 1.)A.D.N‬وهــو ما ي�ؤكد دور التقدم البيولوجي يف هذا املجال‪ ،‬بحيث‬
‫‪ - 1‬املحكمــــة العليـــــا‪ ،‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪ ،2006/03/05،‬ملف رقم ‪ ،355180‬م‪.‬م‪.‬ع‪ ،2006 ،‬ع ‪� ،1‬ص ‪.469‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪29‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أنه يجب �أن تعترب م�سائل الن�سب من الآن ف�صاعدا م�شكلة طبية �أكرث من كونها‬
‫م�شكل ـ ــة قانونيـ ـ ــة‪2.‬‬
‫وهي احلقيقة العلمية التي تدفعنا �إىل دعوة املحكمة العليا املوقرة �إىل اعتماد‬
‫نتائج فح�ص الدم يف ق�ضايا الن�سب‪ ،‬بعد �أن �أفادت املعطيات العلمية �أن هذه‬
‫النتائج تقدم دليال م�ؤكدا يف ثبوت الن�سب �أو نفي ـ ــه‪3.‬‬
‫وقد تطرق القانون التون�سي رقم ‪ 75‬امل�ؤرخ يف ‪ ،1998/10/28‬واملتعلق‬
‫ب�إ�سناد لقب عائلي للأطفال املهملني �أو جمهويل الن�سب‪� ،‬إىل �إمكانية اللجوء‬
‫�إىل الب�صمات الوراثيــــة �أو التحليل اجليني لإثبات الن�سب‪ .‬وجـ ــاء‬
‫يف املادة الأوىل من هذا القانون على �أنه‪":‬ميكن للأب �أو للأم �أو للنيابة العامة‬
‫رفع الأمر �إىل املحكمة االبتدائية املخت�صة‪ ،‬لطلب �إ�سناد لقب الأب للطفل الذي‬
‫يثبت بالإقرار �أو ب�شهادة ال�شهود �أو بوا�سطة التحليل اجليني �أن هذا‬
‫ال�شخ�ص هو �أب ذلك الطفــــل"‪.‬‬
‫كم ــا �أن املادة ‪ 89‬من قانون الأحوال ال�شخ�صية الإماراتي‪ ،‬ال�صادر بالقانون‬
‫االحت ـ ــادي رقم ‪ 28‬ل�سنة ‪� ،2005‬أ�شارت �إىل �أنه‪":‬يثبت الن�سب بالفـ ــرا�ش‪� ،‬أو‬
‫بالإقـ ــرار‪� ،‬أو بالبينة‪� ،‬أو بالطرق العلمية �إذا ثبت الفـــــرا�ش"‪.‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬ف�إن الو�سائل العلمية احلديثة (مثل الب�صمات الوراثية والفحو�صات‬
‫اجلينية والطبية‪ )...‬تثبت العالقة الأبوية بني الولد و�أبيه‪ ،‬غري �أنه ال ميكن �إحلاق‬
‫‪2-Cf. (S) Mirabail. Les obstacles juridiques à la recherche de la vérité biologique en‬‬
‫‪matière de la filiation, D.2000, doc, p146 ; (R) Nerson et (J) Rubellin-Devichi. Les‬‬
‫‪Preuves scientifiques et le contentieux de la filiation, R.T.D.civ, 1983, p724 et s.‬‬
‫‪ -3‬املحكمة العليا ترف�ض اللجوء �إىل اخلربة الطبية ق�صد حتليل الدم للو�صول �إىل حتديد الن�سب‪ ،‬راجع القرارامل�شهور‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ ،1999/06/15‬ملف رقم ‪ ،222674‬م‪.‬ق‪ ،2001 ،‬عدد خا�ص‪� ،‬ص ‪.88‬‬
‫وهو ما ذهب �إليه الق�ضاء العربي يف �سوريا‪ ،‬نق�ض �سوري‪ ،‬ق�ضية رقم ‪ 294/687‬لعام ‪ ،1986‬جملة املحامون‪،‬‬
‫‪ ،1987‬العدد ‪ ،1980/04/14 ،3‬رقم ‪ ،687‬م‪.‬غ‪.‬ف‪.‬ق‪ ،‬عدد ‪� ،8‬ص ‪ ،135‬وكذا يف املغرب �أنظر املجل�س الأعلى‬
‫املغربي‪ ،1992/09/08 ،‬رقم ‪ ،966‬ذكره �أ‪ .‬عبد العزيز توفيق‪ .‬التعليق على مدونة الأحوال ال�شخ�صية‪� ،‬ص ‪.93‬‬
‫وهذا اجتهاد ق�ضائي يتعار�ض مع روح الت�شريع الإ�سالمي التي قامت على احلقائق العلمية‪ ،‬وال ي�ساير معطيات الع�صر‬
‫الذي نعي�ش فيه‪ ،‬راجع تعليق د‪ .‬ت�شوار اجلياليل‪ .‬الق�ضاء م�صدر تف�سريي تع�سفي للقاعدة املنظمة للن�سب‪ ،‬م‪.‬ج‪،‬‬
‫‪ ،2003‬عدد ‪� ،1‬ص ‪ 9‬وما يليها؛ وكذا ن�سب الطفل يف القوانني املغاربية‪ ،‬املقال املذك ـ ــور‪� ،‬ص ‪.16‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪30‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الولد بالأب ن�سبا �إال بوجود الفرا�ش الناجت عن عقد الزواج ال�صحيح �أو الزواج‬
‫الفا�سد‪ ،‬دون ن�سيان الإقرار والبينة ونحوهما كالقيافة والقرعة لأنها طرق مقبولة‬
‫�شرعـ ـ ــا‪4.‬‬
‫فـ ـ�إن فحو�صات احلم�ض النووي (‪ ،)A.D.N‬تتناول عينات الدم‪ ،‬وكـ ــذا‬
‫اخل�صـ ــائ�ص الوراثية للإن�سان‪ ،‬بحيث ميكن �أن تعطى داللة وا�ضحة وم�ؤكــدة‬
‫حول ما ي�سمى "الب�صمات الوراثية" التي ال تدع جماال لل�شك يف م�س�ألة �إثبات‬
‫الن�سب‪5.‬‬
‫ونبحث يف حجية الب�صمة الوراثية‪ ،‬ومدى م�شروعية ا�ستخدامها‬
‫يف جمال �إثبات الن�سب‪ ،‬على النحو الآتـــــــي ‪:‬‬
‫املبحث الأول ‪ :‬املق�صود بالب�صمة الوراثية ودورها يف جمال الن�سب‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬حجية الب�صمات الوراثية يف �إثبات الن�سب‪.‬‬

‫املبحـــــث الأول ‪:‬‬


‫املق�صـــود بالب�صمــة الوراثيــة ودورهــا يف جمــال الن�سب‬
‫‪ -1‬التعريف بالب�صمــــة الوراثيــــة ‪:‬‬
‫الب�صمـ ــة الوراثية مركب و�صفي من كلمتني ‪":‬الب�صمة والوراثيــة"‪ .‬واملق�صود‬
‫بالب�صمـ ـ ــة لغة ه ـ ــو �أثر اخلتم بالأ�صبع‪� 6،‬أما الوراثية فهي جمموع ال�صفـ ــات‬
‫الفيزيولوجيـ ــة والت�شريحية والعقلية املت�شابهة �أو املتفرقة بني الأفراد الذيـ ــن‬
‫تربطهم �صلة قرابة‪ ،‬واملتوارثة من جيل �إىل �آخ ـ ــر‪.‬‬
‫‪ - 4‬املذكرة الإي�ضاحية لقانون الأحوال ال�شخ�صية الإماراتي‪� ،‬ص ‪ 210‬و‪.211‬‬
‫‪ - 5‬د‪� .‬سعد هاليل‪ .‬الب�صمة الوراثية وعالئقها ال�شرعية‪� ،‬ص ‪ 114‬ومايليها‪� ،‬أ‪ .‬خليفة الكعبي ‪ .‬الب�صمة الوراثية‬
‫و�أثرها على الأحكام الفقهية‪� ،‬ص ‪ 9‬ومابعده ـ ـ ــا‪.‬‬
‫‪ - 6‬والب�صمة من الب�صم وهو فوت ما بني طرف اخلن�صر �إىل طرف البن�صر‪ ،‬ويقال ب�صم ب�صما �إذا ختم بطرف‬
‫�إ�صبعه‪ ،‬فالب�صمة هي االنطباعات التي ترتكها الأ�صابع عند مالم�ستها �سطحا م�صقوال‪� .‬أنظر ل�سان العرب البن منظور‬
‫ج ‪� ،12‬ص ‪ ،50‬واملعجم الو�سيط‪ ،‬ج‪� ،1‬ص ‪.60‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪31‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أما يف اال�صطالح العلمي‪ ،‬ف�إن الب�صمة الوراثية هي ما يتوارثه الأبناء‬
‫عن �آبائهم من �صفات حتدد هويتهم بدقة ومتيزهم عن غريهم‪ .‬فهي اجلينات‬
‫الوراثية التي تدل على هوية كل �إن�سان بعينه‪ ،‬والتي تتحكم يف �صفات ال�شخ�ص‪،‬‬
‫والتي يخت�ص بها دون �سواه‪ 7.‬وهي الو�سيلة التي متتاز بالدقة يف التحقيق من‬
‫الن�سب البيولوجي‪ ،‬والتحقق من ال�شخ�صي ـ ــة‪.8‬‬
‫وال ميكن للب�صمة الوراثية لل�شخ�ص �أن يت�شابه فيها مع غريه‪ ،‬بل ال يت�شابه‬
‫حتى يف �أ�صابع ال�شخ�ص الواحد‪ .‬وهي التي حتدد هوية ال�شخ�ص عن طريق‬
‫حتليل جزء �أو �أجزاء من احلم�ض النووي املعروف ب�أي‪.‬دي‪�.‬أن "‪،"A.D.N‬‬
‫وهي املادة �أو ال�شفرة الوراثية التي يحملها الإن�سان بالوراثة عن �أبيه و�أمه يف‬
‫خليته اجلينية‪� 9.‬إذ �أن كل �شخ�ص يحمل يف خليته اجلينية ‪ 46‬كروموزوما‪ ،‬يرث‬
‫ن�صفها وهي ‪ 23‬كروموزوما من �أبيه‪ ،‬و‪ 23‬كروموزوما من �أمه بوا�سطة البوي�ضة‪،‬‬
‫مما ينتج عنه كروموزوما خا�صا به مع بقاء الت�شابه معهما يف بع�ض الوجوه‪ ،‬و�إمنا‬
‫جاءت خليطا منهما‪ 10،‬لقوله تبارك و تعاىل ‪�":‬إنا خلقنا الإن�سان من نطفـــة‬
‫�أم�شاج"‪ 11،‬وقوله �سبحانه ‪�":‬سرنيهم �آياتنا يف الآفاق ويف �أنف�سهم حتــــى‬
‫يتبني لهم �أنه احلق"‪ ،12‬وقوله عزوجل ‪":‬ويف �أنف�سكم �أفال تب�صرون"‪:13‬‬
‫تلك هـ ــي �آيـ ــة الب�صم ـ ــة الوراثي ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -7‬املجمع الفقهي الإ�سالمي‪ ،‬الدورة ‪ ،16‬مكة املكرمة‪2002 ،‬؛ ندوة الوراثة والهند�سة الوراثية واجلينوم الب�شري‬
‫والعالج اجليني‪ ،‬الكويت‪� ،‬أكتوبر ‪� ،1988‬ص ‪.105‬‬
‫‪ - 8‬د‪ .‬ح�سني عبد الدامي‪ .‬الب�صمة الوراثية ومدى حجيتها يف الإثبات‪� ،‬ص ‪ 683‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 9‬د‪.‬حممد غامن‪ .‬اجلوانب القانونية وال�شرعية للإثبات اجلنائي بال�شفرة الوراثية‪� ،‬ص‪ 56‬وما يليها‪ ،‬د‪ .‬عبد‬
‫البا�سط اجلمل‪ .‬تكنولوجيا احلام�ض النووي‪ ،‬ج‪� ،1‬ص ‪ 24‬و‪.25‬‬
‫‪Cf.(G) Taormina. Le droit de la famille à l’épreuve du progrès scientifique,‬‬
‫‪D.2006, chron, p 1071.‬‬
‫‪ -10‬وبهذا االختالط اكت�سب �صفة اال�ستقاللية عن كروموزومات �أيّ من والديه‪ ،‬مع بقاء الت�شابه معهما يف بع�ض‬
‫الوجـ ـ ـ ــوه‪.‬‬
‫‪� - 11‬ســـــورة الإن�ســــــــــان‪ ،‬الآيـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪2‬؛ والأم�ش ـ ــاج هـ ـ ــي االختالط‪.‬‬
‫‪� - 12‬ســـــــورة ف�صلت‪ ،‬الآي ـ ـ ــة ‪.53‬‬
‫‪� - 13‬ســـــــورة الذاريــــــات‪ ،‬الآيـ ـ ـ ـ ــة ‪.21‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪32‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ويتم احل�صول على الب�صمة الوراثية من جميع خاليا اجل�سم الب�شري (من‬
‫الدم �أو املني �أو البول �أو اللعاب �أو جذر ال�شعر �أو العظام �أو خاليا الكلية �أو ال�سائل‬
‫الأمينو�سي للجنني‪� ،‬أو �أي خلية من اجل�سم‪ ،)...‬والكمية املطلوبة بقدر حجم‬
‫الدبو�س (�أي مبقدار ر�أ�س م�سمار) تكفي ملعرفة الب�صمة الوراثية لل�شخ�ص‪ .‬وهذا‬
‫بعد حتليلها بيولوجيا وجينيا‪ ،‬عن طريق فح�ص الكروموزومات (وهي اجلينات‬
‫التي حتمل ال�صفات الوراثية)‪ ،‬ف�إذا �أثبتت التجارب الطبية املخربية وجود‬
‫الت�شابه يف اجلينات بني االبن و�أبويه‪ ،‬ثبت بيولوجيا وطبيا بنوته لهما‪ ،‬و�إن مل‬
‫يوجد �أي ت�شابه يف اجلينات الوراثية انتفت طبيا بنوته لهما‪14.‬‬
‫ومادة الب�صمة الوراثية‪� ،‬أي احلم�ض النووي (‪ ،)A.D.N‬ت�صمد طويال �أمام‬
‫عوامل الزمن‪� ،‬إذ ميكن الو�صول �إليها حتى بعد مرور مئات من ال�سنني على‬
‫موت ال�شخ�ص املعني‪ .‬من هنا‪ ،‬ت�أتي الفائدة العظيمة لهذا االكت�شاف يف حتديد‬
‫الن�سب عند اخلالف على ن�سب الأوالد‪ ،‬فهو حتليل بيولوجي الثبات الن�سب‪ ،‬غري‬
‫قابل للخط�إ من هذه الناحيـ ــة‪15.‬‬
‫ومل تعرف الب�صمة الوراثية (‪ )L’empreinte génétique‬حتى عام ‪،1984‬‬
‫حينما ن�شر الدكتور "�أليك جيفري" عامل الوراثة بجامعة لي�سرت بلندن‪ ،‬بحثا‬
‫عن املادة الوراثية للإن�سان �أي‪ .‬دي‪� .‬أن (‪� ،)A.D.N‬أي "احلم�ض النووي منقو�ص‬
‫الأوك�سجني"‪ ،‬ومن هنا جاءت ت�سمية "الب�صمة الوراثية" املعروفة يف التحقيقات‬
‫اجلنائي ـ ــة والطب ال�شرعـ ــي‪16.‬‬

‫‪ - 14‬د‪� .‬أ�شرف ويح‪ .‬موقع الب�صمة الوراثية من و�سائل الن�سب ال�شرعية‪� ،‬ص ‪ 116‬وما بعدها؛ د‪.‬فواز �صالح‪ .‬حجية‬
‫الب�صمات الوراثية يف �إثبات الن�سب‪ ،‬جملة ال�شريعة والقانون‪ ،‬جامعة الإمارات‪ ،2003 ،‬العدد ‪� ،19‬ص ‪ 199‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ - 15‬د‪ .‬حممد �أبوزيد‪ .‬دور التقدم البيولوجي يف �إثبات الن�سب‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬جامعة الكويت ‪ ،1996‬العدد ‪� ،1‬ص‬
‫‪ 308‬و‪309‬؛ د‪.‬عبد البا�سط اجلمل‪ .‬اجلينوم والهند�سة الوراثية‪� ،‬ص ‪ 293‬وما بعده ـ ــا‪.‬‬
‫‪16 - Cf.(ph) Rouger. Les empreintes génétiques, éd. Que-sais- je, PUF, Paris‬‬
‫‪2000, N° 3569, p.11 et S ; (D) Viriot-Barrial. De l’identification d’une personne‬‬
‫‪par ses empreintes génétiques, in « LE DROIT DE LA BIOLOGIE HUMAINE»,‬‬
‫‪éd. Ellipses, Paris, 2000, p 88 et s.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪33‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -2‬جمـــــاالت اال�ستفــــادة مــــن الب�صمــــة الوراثيــــة‪:‬‬
‫�إن االهتمام البالغ بالب�صمة الوراثية مرجعه‪ ،‬اعتبارها دليال قويا يف الإثبات‪،‬‬
‫وكـ ــذا ثباتها وعدم تغريها‪ ،‬بحيث �أنها ترتقي على حتليل الدم‪ ،‬لدقتها وتط ــور‬
‫تقنياتهـ ــا‪.‬‬
‫ويرى املخت�صون يف املجال الطبي‪� ،‬أنه ميكن ا�ستخدام الب�صمات الوراثية يف‬
‫جماالت كثرية‪ ،‬كلها ترجع يف جمملها �إىل جمالني هامني هم ــا ‪:‬‬
‫�أ‌‪ -‬يف جمـــال التحقيق اجلنائي والطب ال�شرعـــي‪ ،‬للك�شف عن هويــة‬
‫املجرمني يف جرائم القتل وال�سرقة واالغت�صاب واالختطاف‪ ،‬ويف حالة انتحال‬
‫�شخ�صيات الآخرين‪ ،‬وحتديد �شخ�صية الأفراد‪ ،‬يف حالة املفقودين وكذا يف حالة‬
‫اجلثث امل�شوهة‪ ،‬من احلروب واحلوادث وغريهـ ــا‪.‬‬
‫ب‌‪-‬يف جمال الن�سب‪ ،‬لإثبات الن�سب �أو نفيــــه‪ ،‬وما يتعلق بذلك مثل‬
‫متييز املواليد املختلطني يف امل�ست�شفيات‪� ،‬أو اال�شتباه يف �أطفال الأنابيب‪� ،‬أو عند‬
‫التنازع يف طفل مفقود‪� ،‬أوطفل لقيط‪ ،‬وكذا يف حال اتهام املر�أة باحلمل من وطء‬
‫�شبهة �أو زنا وغريه ـ ــا‪.‬‬
‫وهذا دون ن�سيان املجال الطبي املح�ض‪ ،‬لت�شخي�ص الأمرا�ض الوراثية عند‬
‫الأجنة والأطفال حديثي الوالدة‪ ،‬للك�شف عن اجلينات احلاملة للمر�ض الوراثي‬
‫ومعاجلتها ملنع ا�ستمرار العامل املورث للمـ ــر�ض‪17.‬‬
‫واحلقيقة �أنحتاليلالب�صمةالوراثيةقد�أ�صبحتو�سيلة فعالة منو�سائلالتحري‬
‫والتحقيق والإثبات‪ ،‬باعتبارها دليال علميا موثقا به‪ ،‬ورغم هذا ف�إن الب�صمات‬

‫‪ - 17‬د‪.‬ابراهيم اجلندي‪ .‬تطبيقات تقنية الب�صمة الوراثية (‪ )A.D.N‬يف التحقيق والطب ال�شرعي‪� ،‬ص ‪111‬‬
‫وما يليها؛ د‪ .‬فواز �صالح‪ .‬دور الب�صمات الوراثية يف الق�ضايا اجلنائية‪ ،‬املجلة االقت�صادية والقانونية‪ ،‬جامعة دم�شق‪،‬‬
‫‪ ،2007‬العـ ــدد ‪� ،1‬ص ‪287‬؛ د‪ .‬نا�صر امليمــــان‪ .‬حكم ا�ستخدام الب�صمة الوراثية يف الطب ال�شرعي والن�سب‪ ،‬جملة‬
‫ال�شريع ــة والقانون‪ ،‬جامعة الإمارات‪ ،2003 ،‬العدد ‪� ،18‬ص ‪ 183‬وما يليه ـ ــا‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪34‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الوراثيـ ــة ما هـ ــي �إال و�سيلة جديدة �أ�ضيفت �إىل الو�سائل التقليدية الأخرى‪ ،‬م ــن‬
‫قرائن و�شهادات وا�ستخال�صات‪ ،‬هي حتت ت�صرف املحققني والق�ضاء لك�شف‬
‫احلقيقة وحتقيق العدالـ ــة‪18.‬‬
‫‪ -3‬دور الب�صمــــة الوراثيـــة يف �إثبـــات الن�سب �أو نفيــــه ‪:‬‬
‫ذكرنا �سابقا ب�أن الن�سب ال�شرعي يثبت يف قانون الأ�سرة اجلزائري بالفرا�ش‬
‫الناجت عن عقد زواج �صحيح �أو زواج فا�سد‪ ،‬وكذا بالإقرار والبينة‪ ،‬وهذا وفقا‬
‫للمواد ‪ 34 ،33 ،32‬و‪ 40‬من ق‪�.‬أ‪ ،‬كما �أنه يجوز االعتماد على الب�صمة الوراثية يف‬
‫�إثبات الن�سب (م ‪ 2/40‬امل�ضافة عام ‪19.)2005‬‬
‫ومن ثم‪ ،‬ف�إنه ال يجوز للب�صمة الوراثية �أن تتقدم على الطرق ال�شرعية‬
‫والقانونية لثبوت الن�سب التي �أوردها امل�شرع يف املادة ‪ 1/40‬من ق‪�.‬أ‪ ،‬كما �أنه ال‬
‫ي�صار للب�صمة الوراثية لإبطال الأبوة الثابتة بهذه الطرق ال�شرعية �أو الت�شكيك‬
‫فيها‪ .‬وبالإ�ضافة �إىل هذا ‪ ،‬ف�إن نفي الن�سب الثابت بالطرق ال�شرعية ال يكون �إال‬
‫عن طريق اللعان وفقا للمادة ‪ 41‬من ق‪�.‬أ‪20.‬‬
‫وقد كان االعتماد يف الفقه الإ�سالمي يف م�س�ألة ثبوت الن�سب على ما ي�سمى‬
‫بالقيافة (ب�أن يعر�ض الولد املتنازع عليه على القائف الذي يح�سن ال�شبه)‪21،‬‬
‫يف ح ــال تعذر الإقرار �أو ال�شهادة‪ .‬ويف الع�صر احلا�ضر مت اكت�شاف العالمات‬
‫الوراثية عن طريق حتاليل الدم املخربيـ ــة‪ ،‬وب�صمة احلم�ض النووي‪ ،‬وهي مـ ــن‬
‫الو�سائل العلمية الدقيقة يف جمال �إثبات الن�سب‪22.‬‬

‫‪18- Cf. (PH) Rouger. Les empreintes génétiques, P.U.F, Aix- marseille, 2000,‬‬
‫‪p 90 et s ; (J) Massip.Empreintes génétiques et droit de la filiation, D.S,1989,‬‬
‫‪p 271 ets.‬‬
‫‪ -19‬والفرا�ش يعني زواج وحمل ووالدة‪ ،‬ويق�صد به الدخول احلقيقي من زواج �صحيح‪ .‬املحكمة العليا‪ ،‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪،‬‬
‫‪ ،1999/06/15‬ملف رقم ‪ ،222674‬مذكور �سابقا‪.‬‬
‫‪ -20‬املحكمـــة العليـــــا‪ ،‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪ ،1993/11/23 ،‬ملف رقم ‪.99000‬‬
‫‪ -21‬فيقول القائف وجه هذا الولد كوجه فالن‪� ،‬أو يده �أو رجله �أو �أ�صابعه �أو نحو ذلك‪ ،‬وما يحكم به القائف يعمل به‬
‫حلل التنازع على الن�سب‪.‬‬
‫‪ -22‬د‪.‬حممـــد ال�شافعـــي‪ .‬الب�صمة الوراثية ودورها يف الإثبات‪� ،‬ص ‪.22‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪35‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ف�إن اللجوء �إىل الطرق العلمية‪( ،‬والتي منها فح�ص الدم وب�صمة احلم�ض‬
‫النووي (‪ ،)ADN‬لإثبات الن�سب �أو نفيه‪ ،‬ال يتعار�ض يف �شيء مع �أحكام ال�شريعة‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬بل هي تدعيم للقاعدة الأ�صلية "الولد للفرا�ش" ذلك �أن الفقه‬
‫الإ�سالمي قادر على م�سايرة املعطيات العلمية املعا�صرة‪ ،‬و�إقامة العدل الذي‬
‫يقوم عليه الق�ضاء‪ ،‬عن طريق اال�ستعانة بالطرق العلمية‪ ،‬يف �سبيل الو�صول �إىل‬
‫احلقيقـ ـ ــة‪23.‬‬
‫ونهيب ههنا‪ ،‬باملحكمة العليا املوقرة باال�ستجابة والتفاعل مع روح الع�صر‬
‫الذي نعي�ش فيه ومتطلباته املتطورة‪ ،‬ل�سد ثغرات الن�صو�ص الت�شريعية للتطور‪،‬‬
‫ولتحقيق العدالة ب�صورة �أو�سع نطاقا‪ .‬ف�إن اال�صطدام مع منجزات العلم‬
‫احلديث‪ ،‬قد يعطي �صورة �سيئة عن املجتمعات العربية والإ�سالمية‪ ،‬وك�أننا نعي�ش‬
‫يف الع�صور الو�سطى‪24.‬‬
‫ونالحظ ب�أنه فيما عدا الطرق ال�شرعية والقانونية لإثبات الن�سب‪ ،‬املحددة‬
‫يف املادة ‪ 1/40‬من ق‪�.‬أ‪ ،‬ف�إنه ميكن اللجوء للب�صمة الوراثية‪ ،‬كخربة طبية �أو‬
‫كدليل علمي‪ ،‬لإثبات البنوة �أو الأبوة بيولوجيا وفقا للمادة ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ امل�ضافة‬
‫عام ‪ ،2005‬حلل ق�ضايا التنازع ال�شائكة على الن�سب‪ ،‬يف عدة حاالت نذكر منها‬
‫خا�صة م ـ ـ ــا يل ـ ـ ــي ‪:‬‬
‫�أ‪ -‬حالــة الولد املجهول الن�سب �أو اللقيط ملعرفة والده احلقيقـ ـ ــي‪.‬‬
‫ب‪ -‬حــاالت اختالط املواليــــد يف م�ست�شفيـ ــات الـ ــوالدة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اال�شتبـــاه يف حالـــة �أطفـــال الأنـــابيب‪.‬‬
‫د‪ -‬ال�شك يف الن�سب‪ ،‬للو�ص ــول �إل ــى حقيقـ ــة ن�سب الولـ ــد‪.‬‬

‫‪ -23‬د‪.‬عمر ال�سبيل‪ .‬الب�صمة الوراثية ومدى م�شروعية ا�ستخدامها يف الن�سب واجلناية‪� ،‬ص ‪ ،85‬قرار املجمع الفقهي‬
‫الإ�سالمـ ــي‪ ،‬دورتـ ــه ‪ ،16‬مبكـ ــة املكرمـ ـ ــة‪.2002 ،‬‬
‫‪� -24‬أنظر قرارات املحكمة العليا‪ ،‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪ ،1999/06/15 ،‬ملف رقم ‪ ،222674‬امل�شار �إليه (رف�ض اللجوء �إىل‬
‫حتاليل الدم املخربية)؛ ‪ ،1993/11/23‬ملف رقم ‪ ،99000‬مذكور �سابقا (عدم االعتداد بال�شهادة الطبية يف جمال‬
‫الن�سب)‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪36‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫هـ‪ -‬حاالت ن�سب الولد الناجت عن الوطء ب�شبهة‪� ،‬أو من زواج فا�سد‬
‫(كزواج املطلقة �أو الأرملة قبل انق�ضاء عدتها)‪ ،‬وكذا حالة الزنا واالغت�صـ ــاب‬
‫بالإكراه ملعرفة ال�شخ�ص الزاين ال�ستلحاق ولده من الزنـ ـ ــا‪.‬‬
‫و‪-‬احلاالت التي يدعى فيها رجالن ن�سب الولد املتنازع عليه‪ ،‬ملعرفة‬
‫الأب احلقيقـ ــي للطفـ ــل‪.‬‬
‫ن‪ -‬احلالة التي تدعي فيها املر�أة �أن مولودها يخ�ص رجال معينا‪،‬‬
‫لإجباره على الزواج �أو طمعا يف املرياث والنفقة‪ ،‬للت�أكد من الن�سب �سلبا �أو �إيجابا‪.‬‬
‫ر‪ -‬احلاالت التي يدعي فيها رجل‪� ،‬أنه فقد ابنه لفرتة طويلة‪ ،‬وكذا‬
‫حاالت اختالط الأطفال يف احلروب والكوارث‪ ،‬وال�ضحايا جمهولو الن�سب لإثبات‬
‫هوية الطفل والتحقق من ن�سبه احلقيق ـ ــي‪.‬‬
‫ز‪ -‬ملنع اللعان‪ ،‬كما لو عزم الزوج على اللعان (م‪ 41‬ق‪�.‬أ)‪ ،‬ف�إن الب�صمة‬
‫الوراثية (م‪ 2/40‬ق‪�.‬أ) ميكنها دفع هذا ال�شك واالكتفاء بنتيجتها‪ ،‬حلل النزاع‬
‫كدلي ـ ــل علم ـ ــي قاطع‪.‬‬
‫املبحــــث الثانـــــي ‪:‬‬
‫حجيــــة الب�صمـــات الوراثيــــة يف �إثبــــات الن�سب‬

‫‪ -1‬ال�ضوابط ال�شرعية والقانونية لإجراء حتاليل الب�صمة الوراثية ‪:‬‬


‫ال مانع �شرعا وقانونا من االعتماد على الب�صمة الوراثية‪ ،‬واعتبارها طريقا‬
‫من الطرق العلمية املعتربة لإثبات الن�سب‪ ،‬بهدف الو�صول �إىل احلقيقة و�إر�ساء‬
‫مبادئ العدل التي يقوم عليها الق�ضـ ــاء‪ ،‬غري �أنه ال يجوز ا�ستخدامها لتعطيـ ــل‬
‫الطرق ال�شرعيـ ــة التي �أ�شار �إليها امل�شرع يف املادة ‪ 1/40‬من ق‪�.‬أ‪ ،‬كما �أن ـ ــه ال‬
‫يجـ ــوز ا�ستعمالها للت�شكيك يف الزيجات والأن�ساب امل�ستقرة وزعزعة الثقة بني‬
‫الزوجيـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪37‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ومن ثم‪ ،‬ف�إن الأخذ بنتائج حتاليل الب�صمة الوراثية‪ ،‬ي�ستوجب توافر ال�ضوابط‬
‫ال�شرعية والقانونية الآتيـ ـ ـ ــة ‪:‬‬
‫�أ‪�-‬أن يكـــون �إجراء حتليل الب�صمة الوراثية ب�أمر من الق�ضاء‪ ،‬يف‬
‫خمتربات خمت�صة موثوق بها‪ ،‬ل�ضمان �صحة النتائج‪ ،‬على �أن ت�ؤخذ االحتياطات‬
‫الالزمة و�سرية املعلومات الوراثية لتعاملها يف اجلينات الب�شري ـ ــة‪.‬‬
‫ب‪-‬يجوز االعتماد على الب�صمة الوراثية يف جمال �إثبات الن�سب‬
‫يف ق�ضايا التنازع على الن�سب (م‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ)‪ ،‬باعتبارها من الأدلة ال�شرعية‬
‫والقانونية لثبوت الن�سب (والتي منها الفرا�ش والإقرار والبينة والقيافة‪25.)...‬‬
‫ج‪ -‬ال يجوز تقدمي الب�صمة الوراثية على اللعان‪ ،‬كما �أنه ال يجوز‬
‫اال�ستغناء بها عن اللعان؛ لأن الطريق ال�شرعي والقانوين لنفي الن�سب الثابت هو‬
‫اللعان وفقا للمادة ‪ 41‬مـ ـ ــن ق‪�.‬أ‪26.‬‬
‫د‪-‬ال يجوز �أخذ اجلينات لإجراء حتاليل الب�صمة الوراثية �إال‬
‫بالقــــدر الذي يكفي للعملية املق�صودة‪ 27،‬فال يجوز التالعب باجلينـ ــات‬
‫واجلينوم الب�شري بالبيع �أو الغ�ش �أو التجارة �أو غي ـ ــر ذلك‪28.‬‬

‫‪� -25‬أ‪ .‬عبد العزيز �سعد‪ .‬قانون الأ�سرة اجلزائري يف ثوبه اجلديد‪� ،‬ص ‪101‬؛ د‪.‬بن �شويخ ر�شيد‪� .‬شرح قانون اال�سرة‬
‫اجلزائري املعدل‪� ،‬ص ‪243‬؛ �أ‪ .‬حمافظي حممود‪ .‬دور الب�صمة الوراثية يف حتديد الن�سب‪ ،‬جملة درا�سات قانونية‪،‬‬
‫العدد‪� ،2003 ،8‬ص ‪ 67‬ومايليها؛ �أ‪ .‬بن داود عبد القادر‪ .‬الوجيز يف �شرح قانون الأ�سرة اجلزائري اجلديد‪� ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ -26‬قرارات املجمع الفقهي الإ�سالمي‪ ،‬لرابطة العامل الإ�سالمي‪ ،‬مكة املكرمة‪ ،‬دورته ‪ 15‬يف عام ‪ ،1998‬وكذا‬
‫دورته ‪ 16‬يف �سنة ‪2002‬؛ ملا فيه من امل�صادمة للن�صو�ص ال�شرعية الثابتة‪ ،‬وخمالفة ما اجمع عليه فقهاء الأمة‪.‬‬
‫وراجع املحكمة العليا‪ ،‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪ ،1998/10/20 ،‬ملف رقم ‪� ،204821‬إ‪.‬ق‪.‬غ‪�.‬أ‪�.‬ش‪ ،‬عدد خا�ص‪� ،‬ص ‪82‬؛‬
‫‪ ،1999/06/15‬ملف رقم ‪ ،222674‬نف�س املرجع‪� ،‬ص ‪88‬؛ ‪ ،1997/10/28‬ملف رقـ ــم ‪ ،172379‬نف�س املرجع‪،‬‬
‫�ص ‪.70‬‬
‫‪ -27‬تو�صيات م�ؤمتر الهند�سة الوراثية بني ال�شريعة والقانون‪ ،‬جامعة الإمارات عام ‪ ،2003‬د‪.‬علي القره‬
‫داغي‪ .‬الب�صمة الوراثية من منظور الفقه الإ�سالمي‪ ،‬جملة املجمع الفقهي الإ�سالمي‪ ،2003 ،‬العدد ‪� ،16‬ص ‪ 63‬ومايليها‪.‬‬
‫‪ -28‬د‪.‬بلحاج العربي‪ .‬اال�ستن�ساخ اجليني الب�شري يف امليزان ال�شرعي‪ ،‬جملة الوعي الإ�سالمي‪ ،‬الكويت‪،2002 ،‬‬
‫العدد ‪435‬؛ د‪ .‬م�صلح النجار‪ .‬الب�صمة الوراثية يف الفقه الإ�سالمي‪ ،‬جملة البحوث الفقهية املعا�صرة‪ ،‬الريا�ض‪،‬‬
‫‪ ،2005‬عدد ‪� ،65‬ص ‪ 140‬وما يليهـ ـ ــا‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪38‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ف�إنه يجب عدم ن�سيان امل�س�ؤولية املدنية‪ ،‬العقدية والتق�صريية‪ ،‬وكذا امل�س�ؤولية‬
‫اجلنائية للأ�شخا�ص املعنوية‪ ،‬النا�شئة عن ا�ستخدام الهند�سة الوراثية‪� ،‬سواء يف‬
‫التجارب �أم يف اال�ستعمال نف�سه‪ ،‬مبا يف ذلك ا�ستخدام الب�صمة الوراثية والتحليل‬
‫البيولوجي للجينات الب�شرية يف جمال الطب ال�شرعي والن�سب‪29.‬‬
‫هـ‪� -‬إن تقرير خرباء الب�صمة الوراثية بعد �إجراء التحاليل‪ ،‬هو‬
‫خربة طبية فنية‪� ،‬أي تقرير علمي �صامت‪� ،‬إذ يتمتع القا�ضي وفقا ل�سلطته‬
‫التقديرية بحق تقدير نتائج اخلربة وحمتواها‪ ،‬مبا يف ذلك الأدلة الفنية‪30،‬‬
‫والأخذ فيه مبا هو جمد وترك منه ما يعار�ض ال�صواب وهو ما ي�ستقل به ق�ضاة‬
‫املو�ضـ ـ ــوع‪ 31.‬ف�إن القا�ضي غري ملزم بر�أي اخلبري‪ ،‬غري �أنه ينبغي عليه ت�سبيب‬
‫ا�ستبعاد نتائج اخلب ـ ــرة (م ‪ 2/144‬ق‪�.‬أ‪.‬م)‪.‬‬
‫ف�إذا �أمر القا�ضي ب�إجراء خربة طبية لإجراء حتاليل الب�صمة الوراثية‪ ،‬تعني‬
‫عليه �أن يقوم بتعيني اخلبري مع تو�ضيح مهمته‪ ،‬التي تكت�سي طابعا فنيا بحتا‪،‬‬
‫وهذا كله مع مراعاة عدم التخلي عن �صالحيات القا�ضي لفائدة اخلبي ــر‪32.‬‬
‫وللقا�ضي مناق�شة حمتوى تقرير اخلربة‪ ،‬والرد على الدفوع املثارة من قبل‬
‫الأطراف‪ ،‬وتقدير مدى مالءمة خربة م�ضادة‪ ،‬مادام تقدير الأدلة موكوال لق�ضاة‬
‫املو�ضوع‪ 33.‬ف�إنه �إذا تعار�ضت �أقوال خرباء الب�صمة الوراثية‪ ،‬ف�إن الأمر يف هـ ــذه‬
‫احلالة راجع �إىل اجتهاد ق�ضاة املو�ضوع �أي�ض ـ ــا‪.‬‬

‫‪ -29‬د‪ .‬نزيه ال�صادق املهدي‪ .‬امل�س�ؤولية املدنية النا�شئة عن ا�ستخدام الهند�سة الوراثية‪ ،‬م�ؤمتر الهند�سة الوراثية بني‬
‫ال�شريعة والقانون‪ ،‬جامعة الإمارات‪ ،‬ماي ‪ ،2002‬املجلد ‪� ،3‬ص ‪ 989‬وما يليهـ ـ ــا‪.‬‬
‫‪ -30‬فتكون الب�صمة الوراثية كقرينة من القرائن ي�ستدل بها ق�ضاء‪ ،‬ك�أن ي�ستدل بها على املتهم يف اجلرائم املختلفة (�إال‬
‫يف احلـ ــد �أو الق�ص ـ ــا�ص)‪.‬‬
‫‪ -31‬املحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬م‪ ،1992/01/29 ،‬ملف رقم ‪ ،1991/07/10 ،81393‬ملف رقم ‪� ،74710‬أ�شار �إليها‬
‫�أ‪ .‬بطاهر التواتي‪ .‬اخلربة الق�ضائي ـ ــة‪� ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪ -32‬املحكمة العليا‪ ،‬غ‪.‬ج‪ ،1993/07/07 ،‬ملف رقم ‪ ،97774‬م‪.‬ق‪ ،1994 ،‬العدد ‪� ،2‬ص ‪108‬؛ ‪،1981/01/22‬‬
‫ملف رقم ‪ ،22641‬جمموعة قرارات‪� ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪� -33‬أ‪ .‬طالب �أحمد‪ .‬الأخطاء ال�شكلية واملو�ضوعية يف الأحكام الق�ضائية‪ ،‬م‪.‬ق‪ ،2003 ،‬العدد ‪� ،1‬ص ‪ 30‬ومايليها‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪39‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫و‪ -‬ال يجـــوز ا�ستخدام الب�صمة الوراثية لغر�ض الت�أكد من الأن�ساب‬
‫الثابتــــة بالفرا�ش ال�صحيح (م ‪ 1/40‬من ق‪�.‬أ املعدلة عام ‪ ،)2005‬ملا قـ ــد‬
‫يرتتب عليه من �سوء الع�شرة الزوجية وتفكك العالقات االجتماعية‪ ،‬وغري ذلك‬
‫من املفا�سد الكثرية التي يجب دفعهـ ـ ــا‪.‬‬
‫وبهذا ال�ش�أن‪� ،‬أجازت ت�شريعات غربية عديدة (كالقانون االمريكي‬
‫وال�سوي�سري والإجنليزي والدامناركي‪ )...‬اللجوء �إىل حتاليل الب�صمة الوراثية‬
‫ب�شكل خا�ص والدليل العلمي ب�شكل عام‪ ،‬دون قيد �أو �شرط‪ .‬يف حني ن�ص القانون‬
‫املدين الفرن�سي‪� ،‬أنه ال يجوز اللجوء �إىل اختبارات الب�صمة الوراثية �إال يف نطاق‬
‫دعوى ق�ضائية‪ ،‬ك�إجراء من �إجراءات البحث والتحري �أو التحقيق �أو لأغرا�ض‬
‫طبية �أو لأغرا�ض البحث العلمي‪ ،‬كما هو احلال يف نطاق دعوى تهدف‪� ،‬إما �إىل‬
‫�إثبات عالقة الن�سب �أو نفيها (م ‪ 11/16‬ق‪.‬م‪.‬ف)‪34.‬‬
‫وقد ميز امل�شرع الفرن�سي يف احلاالت التي يجوز الرجوع فيها �إىل حتاليل‬
‫الب�صمة الوراثية البيولوجية بني الن�سب ال�شرعي (م ‪ 312‬وما يليها ق‪.‬م‪.‬ف)‪،‬‬
‫والن�سب الطبيعي (م ‪ 342‬ق‪.‬م‪.‬ف)‪35.‬‬
‫وبالإ�ضافة �إىل هذا‪ ،‬منع القانون الفرن�سي اللجوء �إىل اختبارات الب�صمات‬
‫الوراثية‪ ،‬للبحث عن احلقيقة البيولوجية‪ ،‬يف بع�ض احلاالت وهي ‪ :‬الوالدة حتت‬
‫ا�سم جمهول(�أو حق الأم يف عدم الإف�صاح عن هويتها عند الوالدة)‪ 36.‬والإجناب‬
‫امل�ساعد طبيا الذي يقت�ضي تدخل �شخ�ص ثالث (التلقيح ال�صناعي)‪ 37،‬و بنوعيه‬
‫‪� -34‬أ‪ .‬ح�سام الأحمد‪ .‬الب�صمة الوراثية‪� ،‬ص ‪104‬؛ د‪ .‬فواز �صالح‪ .‬حجية الب�صمات الوراثية يف �إثبات الن�سب‪،‬‬
‫املقال املذكـ ـ ــور‪� ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪Cf. (D) Variot- Barialle, op.cit, p88 et s.(F) Granet. L’etablissement judiciaire de la‬‬
‫‪filiation depuis la loi N° 93/22 du 08/01/1993 D.1994, chron.21 .‬‬
‫‪ -35‬ف�إن الن�سب ال�شرعي يقوم على قرينة قانونية ميكن �إثبات عك�سها‪ ،‬مفادها �أن الزوج هو الأب ال�شرعي للطفل‬
‫(م‪ 312‬ق‪.‬م‪.‬ف)‪� .‬أما دعوى الن�سب الطبيعي فال تقبل �إال عند وجود �أدلة وقرائن قوية ب�صورة م�سبقة (م‪ 341‬و‪342‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ف)‪.‬‬
‫‪ -36‬امل ـ ــادة ‪ 1/341‬املعدلة بالقانون رقم ‪ 22/93‬ال�ص ـ ــادر يف ‪.1993/01/08‬‬
‫‪ -37‬املـ ـ ـ ـ ــادة ‪ 19/311‬و‪ 20‬ق‪.‬م‪.‬ف‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪40‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫التام والب�سيط (م ‪ 20/311‬ق‪.‬م‪.‬ف)‪ ،‬و�أخريا الطفل الذي يعي�ش يف كنف عائلة‬
‫ما ويعامل معاملة االبن‪ ،‬دون معار�ضة �أحد‪ ،‬يكت�سب حيازة تلك احلالة متنحه‬
‫احلق يف الن�سب ال�شرعي‪ ،‬تكفي الثبات الن�سب ومتنع اللجوء �إىل الب�صمات‬
‫الوراثية (م‪ 320‬ق‪.‬م‪.‬ف)‪38.‬‬
‫‪ -2‬مــــوقف بع�ض الفقــــه اجلزائـــــري‪:‬‬
‫وقد ذهب بع�ض الفقه اجلزائري �إىل القول �أن امل�شرع �أباح اللجوء �إىل حتاليل‬
‫الب�صمة الوراثية لإثبات الن�سب فقط‪ ،‬وفقا للمادة ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ امل�ضافة عام‬
‫‪ ،2005‬وكان ي�ستوجب عليه �أن يطبق يف كلتا احلالتني‪� ،‬سواء تعلق الأمر ب�إثبات‬
‫الن�سب �أو نفيه‪39.‬‬
‫وهذا ر�أي يف حمله‪ ،‬لأنه طاملا اقتنع امل�شرع اجلزائري بالطرق العلمية لإثبات‬
‫الن�سب يف املادة ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ؛ ف�إنه كان ي�ستح�سن االعتماد عليها يف جميع حاالت‬
‫تنازع الن�سب �إيجابا �أو �سلبا‪ ،‬لتحقيق العدالة ب�صورة �أو�سع نطاقا‪ ،‬لأن نتائج‬
‫الب�صمة الوراثية يقينية قطعية‪ ،‬ال تكاد تخطئ يف التحقق من الوالدية البيولوجية‪،‬‬
‫وهو ما يهدف �إليه ال�شارع ب�إظهار احلقيقة والعدالة و�إن�صاف الولد ورعايتـه‪.‬‬
‫ف�إن �أهم حاالت الأخذ بالب�صمة الوراثية نراها يف حالة اللجوء �إىل �إجراء‬
‫اللعان لنفي الن�سب (م ‪ 41‬من ق‪�.‬أ)‪ ،‬وهنا يجوز للقا�ضي �أن يطبق اللعان وفقا‬
‫للن�صو�ص ال�شرعية والقانونية للتفريق بني الزوجني‪ 40،‬كما ي�ستطيع يف نف�س الوقت‬

‫‪-‬‬
‫‪38 Cf. (J)Rubellin-devichi, Commentaire de la loi du 08/01/1993, J.C.P, 1993,1, N°‬‬
‫‪3659, p15; (A) Bénabent, Droit Civil, la famille, N° 636 et s, N° 700 et s; et s. (G) Nicolau.‬‬
‫‪L’influence des progrés de la génétique sur le droit de la filiation, p.u.f, Bordeaux, 1991,‬‬
‫‪p 50 et s.‬‬
‫‪ -39‬د‪ .‬ت�شوار اجلياليل‪ .‬ن�سب الطفل يف القوانني املغاربية للأ�سرة‪ ،‬املقال املذكور‪� ،‬ص ‪ ،16‬ولنف�س امل�ؤلف‪ :‬الق�ضاء‬
‫م�صدر تف�سريي تع�سفي للقاعدة املنظمة للن�سب‪ ،‬م‪.‬ج‪ ،2003 .‬العدد‪� ،1‬ص ‪ 19‬وما بعدها‪ ،‬الزواج والطالق يف �ضوء‬
‫االكت�شافات احلديثة للعلوم الطبية والبيولوجية‪� ،‬ص ‪ 166‬و‪.167‬‬
‫‪ -40‬فاللعان ك�إجراء لنفي الن�سب (م‪ 41‬من ق‪�.‬أ)‪ ،‬ال يتعار�ض مع اللجوء �إىل الأدلة العلمية يف �سبيل الو�صول �إىل‬
‫احلقيقة (م ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ)‪ .‬ف�إن الأخذ بها يحقق مق�صود ال�شرع يف حفظ الأن�ساب من ال�ضياع‪ ،‬ويحمي الأ�سرة من‬
‫الت�شرد والتجا�سر باحللف كذبا وبهتان ـ ــا‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪41‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أن ي�أمـ ــر ب�إجراء اختبارات الب�صمة الوراثية للو�صول �إىل حقيقـ ـ ــة ن�سب‬
‫الول ـ ـ ــد‪41.‬‬
‫�إن اللعان يكون عندما ينعدم ال�شهود‪ ،‬ولي�س ثمة �شاهد �إال الزوج فقط‪ ،‬لقوله‬
‫تعاىل ‪" :‬ومل يكن لهم �شهداء �إال �أنف�سهم"‪ ،42‬حينئذ يكون اللعان وفقا للآية‬
‫الكرمية‪� .‬أما �إذا كان مع الزوج بينة تثبت ما يدعيه‪ ،‬كالب�صمة الوراثية ت�شهد‬
‫لقوله �أو تنفيه‪ ،‬فلي�س هناك موجب للعان‪ .‬ذلك �أن حتاليل الب�صمة الوراثية تقوم‬
‫بال�شهادة‪ ،‬كما �أن نتائجها يقينية قطعية‪ ،‬لكونها مبنية على ال�صفات الوراثية‬
‫العلمية بني الآباء والأبناء‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل معرفة الأب احلقيقي "البيولوجي" �إلـى‬
‫حـ ــد بعي ـ ـ ــد‪43.‬‬
‫وهو ما �أ�شارت �إليه املحكمة العليا يف قرار حديث م�ؤرخ يف ‪2006/03/05‬‬
‫(ملف رقم ‪ ،)355180‬م ـ ــن �أن ق�ضاة املو�ضوع مل ي�ستجيبوا لطلب الطاعن ـ ــة‬
‫الرامي �إىل �إحلاق ن�سب املولود (�ص‪.‬م) للمطعون �ضده‪ ،‬باعتباره �أبا له‪ ،‬كما‬
‫�أثبتت اخلربة العلمية (‪ ،)ADN‬من �أن الطفل املذكور هو ابن املطعون �ضده ومن‬
‫�صلبه‪ ،‬بناء على العالقة التي كانت تربطه بالطاعنة‪ .‬فكان عليهم �إحلاق هذا‬
‫الولد ب�أبيه وهو املطعون �ضده‪ ،‬وال �أن تختلط عليهم الأمور بني الزواج ال�شرعي‬
‫الذي تناولته املادة ‪ 41‬من ق‪�.‬أ‪ ،‬وبني �إحلاق الن�سب الذي جاء نتيجة عالقة غري‬
‫�شرعية‪ ،‬الأمر الذي يتعني معه نق�ض القرار املطعون فيـ ـ ــه‪44.‬‬

‫‪ -41‬يجوز اال�ستعانة بالب�صمة الوراثية كقرينة من القرائن التي قد ت�ؤيد الزوج يف طلبه اللعان‪� ،‬أو قد تدل على خالف‬
‫قوله‪ ،‬ورمبا مدعاة لعدوله عن اللع ـ ــان‪.‬‬
‫‪� -42‬س ـ ـ ــورة الن ـ ــور‪ ،‬الآيـ ـ ــة ‪.6‬‬
‫‪ -43‬ال�شيخ حممــــد ال�سالمـــي‪� .‬إثبات الن�سب بالب�صمة الوراثية‪ ،‬ندوة الوراثة والهند�سة الوراثية‪ ،‬الكويت‪،1998 ،‬‬
‫�ص ‪ 11‬و‪ ،12‬د‪ .‬حممــــد ال�شافعـــــي‪ .‬املـ ــرجع املذكـ ـ ــور‪� ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ -44‬جملـــة املحكمـــة العليــــا‪ ،2006 ،‬الع ـ ـ ــدد ‪� ،1‬ص ‪.469‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪42‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫فلقد �أح�سنت املحكمة العليا املوقرة �صنعا يف هذا القرار االجتهادي التاريخي‪،‬‬
‫عندما اعرتفت بدور هذه اخلربة العلمية الطبية‪ ،‬وبالقوة الثبوتية لهذه الو�سيلة‬
‫يف �إثبات الن�سب وبدون منازع (م ‪ 2/40‬من ق‪�.‬أ)‪ .‬ف�إنه مع تطور التجارب‬
‫املخربية والبيولوجية لفحو�صات �أي‪.‬دي‪�.‬أن "‪ ،"ADN‬التي �أ�صبحت ال تتناول‬
‫جمرد عينات الدم‪ ،‬و�إمنا اخل�صائ�ص اجلينية الوراثية للإن�سان‪ ،‬بحيث ميكن �أن‬
‫تعطي نتائج م�ؤكدة ال تدع جماال لل�شك حول هوية والدي الطفل املتنازع عليـ ــه‪.‬‬
‫‪� -3‬ضمانــــات اللجـــوء �إلـــى حتاليــل الب�صمـــة الوراثيـــة ‪:‬‬
‫�إن حتاليل واختبارات الب�صمات الوراثية (�أي حتاليل الدم املخربية وفح�ص‬
‫ب�صمة احلم�ض النووي (‪ ،)ADN‬تخ�ضع ل�ضمانات قانونية لغلق باب امل�شاكل‬
‫الناجمة عن اللجوء �إىل هذا الدليل العلمي‪ ،‬لإظهار احلقيقة البيولوجية يف ق�ضايا‬
‫ومنازعات الن�سب‪ ،‬وهي يف احلقيقة �أخالقيات فحو�صات الب�صمة الوراثية؛ و�أهم‬
‫هذه ال�ضمانات‪ ،‬نذكر مايلي‪ ،‬على �سبيل اخل�صو�ص ‪:‬‬
‫�أ‪ -‬ال بد من احل�صول على موافقة من يخ�ضع لهذه اخلربة الطبية‪،‬‬
‫ا�ستنادا �إىل مبد�أ حرمة اجل�سد الب�شري واحلق يف ال�سالمة اجل�سدية (م‪161‬‬
‫وما يليها من القانون رقم ‪ 05-85‬امل�ؤرخ يف ‪ ،1985/02/16‬املعدل بالقانون رقم‬
‫‪ 09-98‬امل�ؤرخ يف ‪ 1998/08/19‬املتعلق بحماية ال�صحة وترقيتها)‪ 45.‬وتختلف‬
‫�شروط هذه املوافقة وفقا ملا �إذا كانت اخلربة الطبية �ستجرى على �شخ�ص حي‬
‫�أم عل ـ ــى جثة ميت‪46.‬‬

‫‪ -45‬وعند االقت�ضاء‪ ،‬ي�ستطيع القا�ضي �أن يكره ال�شخ�ص على اخل�ضوع لها‪ ،‬مل�صلحة هذا ال�شخ�ص وم�صلحة الطفل‬
‫ملعرف ـ ــة �أ�صول ـ ــه البيولوجيـ ــة وم�صلح ـ ــة العدالـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪Cf. Alméras ( J.P) et Pequinot ( H). La Deontologie Médicale, éd Litec, Paris, 1996,‬‬
‫‪p127 ets ; Teboul (G). Procréation et droits de l’enfant, éd Bruylant, Bruxelles, 2004, p‬‬
‫‪173 et s.‬‬
‫‪ -46‬د‪ .‬بلحــــاج العربــــي‪ .‬ال�ضوابط ال�شرعية والقانونية والأخالقية للتجارب الطبية على الإن�سان‪ ،‬جملة الوعي‬
‫الإ�سالمي‪ ،‬الكويت‪ ،2003 ،‬العدد ‪458‬؛ ولنف�س املـــــ�ؤلف ‪ :‬مع�صوميـ ــة اجلثة يف الفقه الإ�سالمي يف �ضوء القانـ ــون‬
‫الطبـ ــي اجلزائ ـ ــري‪ ،‬دار الثقاف ـ ــة‪ ،‬عمـ ـ ــان‪ ،‬الأردن‪.2009 ،‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪43‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ب‪-‬حمايـــة املعلومات الوراثيـــــة‪ ،‬باعتبارها حقا مــــن حقــــوق‬
‫ال�شخ�صية‪ ،‬وهي حماية قانونية من خالل املبد�إ العام‪ ،‬املتعلق باحلق يف احلياة‬
‫اخلا�ص ــة‪ ،‬وعدم �إف�شاء ال�سر املهني (م ‪ 37‬من املر�سوم التنفيذي رقم ‪276-92‬‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ 1992/07/06‬املت�ضمن مدونة �أخالقي ـ ــات الطب)‪47.‬‬
‫ج‪ -‬يلتزم الطبيب مبراعاة تنفيذ كافة املعايري العلمية‪ ،‬وال�ضوابط‬
‫ال�شرعية والقانونية والأخالقية والقيم الدينية واالجتماعية‪ ،‬التي‬
‫ت�ضعها ال�سلطات املخت�صة لإجراء التجارب واالختبارات والفحو�صات الطبية‬
‫على الإن�س ـ ـ ــان‪48.‬‬
‫د‪ -‬ال يجوز التالعب باجلينوم الب�شري‪ ،‬كما �أنه ال يجوز ا�ستعمال �أو‬
‫ا�ستخدام �أي من �أدوات و�آليات علم الوراثة والهند�سة الوراثية والعالج اجليني‬
‫للعبث ب�شخ�صية الإن�سان‪� 49،‬أو للم�سا�س بحقوقه وكرامته الآدميـ ـ ــة‪50.‬‬
‫وعلى هذا الأ�سا�س‪ ،‬ي�شكل �إجراء فح�ص الب�صمات الوراثية ل�شخ�ص ما دون‬
‫موافقته‪� ،‬أو دون علمه اعتداء على حرمة حياته اخلا�صة‪ 51.‬كما �أن �إف�شاء نتائج‬
‫اختبارات وحتاليل الب�صمة الوراثية للغري‪ ،‬خارج نطاق اخل�صومة الق�ضائية‪،‬‬
‫هي �سلوكات �أو ت�صرفات قد ترقى �إىل درجة اجلرمية يف الت�شريع اجلزائري‪.‬‬
‫ف�إن املـ ــادة ‪ 235‬من القانون الطبي اجلزائري تن�ص على �أنه تطبق العقوبـ ــات‬

‫‪47-Cf. (N.J) MAZEN. Tests et empreintes génétiques, du flou juridique au pouvoir‬‬


‫‪scientifique, Petites Affiches, 14/12/1994, N° 149, p73; (s) jolly. La protection du secret‬‬
‫‪en droit des personnes et de la famille, Defrénois, 2005; Ossoukine ( A). Traité de droit‬‬
‫‪médical, p 219 et s.‬‬
‫‪ -48‬املـ ــادة ‪ 168‬من قانون حماية ال�صحة وترقيتها املعدلة بالقانون رقم ‪ 17-90‬الـ ــم�ؤرخ يف ‪.1990/07/31‬‬
‫‪49-Noel Gilly ( F). Ethique et génétique, éd.ellipses, Paris, 2001, p52 et s.‬‬
‫‪ -50‬املادة الأوىل من الإعالن العاملي للجني الب�شري وحقوق الإن�سان‪ ،‬ال�صادر عن منظمة اليون�سكو يف �شهر‬
‫نوفمرب ‪1997‬؛ وتو�صيات ندوة الوراثة للمنظمة الإ�سالمية للعلوم الطبية‪ ،‬الكويت‪� ،‬أكتوبر ‪1998‬؛ قرارات‬
‫املجمع الفقهي الإ�سالمي يف دورته ‪ .)1998( 15‬راجع يف هذا اخل�صو�ص‪ :‬د‪ .‬فواز �صالح‪ .‬املبادئ القانونية التي‬
‫حتكم الأخالقيات احليوية‪ ،‬جملة ال�شريعة والقانون‪ ،‬الإمارات‪ ،‬يناير ‪ ،2005‬العدد ‪� ،22‬ص ‪ 151‬ومايليه ـ ــا‪.‬‬
‫‪51- Cf.Lassalle (B). Les tests génétiques, p74 ets.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪44‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 301‬من قانون العقوبات على كل من ال يراعي �إلزامية‬
‫ال�سر املهني املن�صو�ص عليه يف املادتني ‪ 206‬و‪ 226‬من هذا القان ـ ــون‪52.‬‬
‫وجديـ ــر بالتنويه �أخريا‪� ،‬أنه لتفعيل دور حتليل الب�صمة الوراثية‪ ،‬البد م ـ ــن‬
‫�ضرورة �إجراء هذا التحليل �ضمن ال�شهادة الطبية املن�صو�ص عليها يف املادة‬
‫‪ 7‬مكـ ــرر امل�ضافة مبوجب الأمر رقم ‪ 02-05‬ل�سنة ‪ 2005‬واملر�سوم التنفيذي‬
‫رقـ ــم ‪ 154-06‬امل�ؤرخ يف ‪ ،2006/05/11‬ب�أن ال تقت�صرالفحو�صات على البحث‬
‫عن وجود �أمرا�ض معدية �أو �سارية �أو الأمرا�ض اجلن�سية الثبات لياقة اخلاطبني‬
‫للـ ــزواج‪ ،‬ب�أن تتو�سع لإعطاء اال�ست�شارة الوراثية‪ ،‬للك�شف املبكر للأم ـ ــرا�ض‬
‫الوراثية �أو اجليني ـ ــة‪ 53.‬علـ ــى �أن يك ــون هذا من �شروط الفح�ص الطبي قبـ ــل‬
‫الزواج‪ ،‬ويتـ ــم تدوين بيانات حتليل (‪ )ADN‬مع بيانات الزوجني �ضمن وثيق ــة‬
‫ال ـ ــزواج‪54.‬‬

‫‪ -52‬يعاقب القانون اجلزائري على �إف�شاء معلومات ذات طابع �سري من قبل �شخ�ص م�ؤمتن عليها‪� ،‬سواء ب�سبب و�ضعه‬
‫�أو مهنته �أو وظيفته‪� ،‬أو حتى ب�سبب مهمة م�ؤقت ـ ــة‪.‬‬
‫‪�-53‬أنظر يف هذا اخل�صو�ص ‪ :‬د‪ .‬حممد علي البـــــار‪ .‬الفح�ص الطبي قبل الزواج واال�ست�شارة الوراثيـ ــة‪� ،‬ص ‪56‬‬
‫ومايليه ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫‪ -54‬ي�ستوجب يف هـ ــذا ال�ش�أن �أن ي�صدر امل�شرع اجلزائري ت�شريعا يت�ضمن �ضرورة �إجراء حتليل الب�صمة الوراثيـ ــة‬
‫عند ا�ستخراج بطاقة التعريف الوطنية‪ ،‬مما ي�سهل احل�صول على البيانات الوراثية �أو اجلينية لل�شخ�ص يف حـ ــاالت‬
‫�إثبـ ــات الهوية (الرقم الوطنـ ــي) او الفقدان �أو حاالت الن�سب‪ .‬وقد �أح�سنت احلكومة اجلزائرية �صنعا با�ستحداث بطاقة‬
‫التعـ ــريف الإلكرتونيـ ــة‪ ،‬وجواز ال�سفر البيومرتي‪ ،‬واعتماد ب�صمات الأ�صبع والتوقيع الإلكرتوين �إبتداء من منت�صف‬
‫ع ـ ــام ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪45‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الغرامة التهديدية‪ ،‬يف ظل �أحكام القانون املدين‬
‫وقانـــون الإجــراءات املدنيــة والإداريــة‬
‫ال�سيـــد م�صطفـــى قـويـدري‬
‫�أ�ست ـ ـ ــاذ بجامع ـ ــة اجلزائ ـ ـ ـ ــر‬
‫مقدمــــــة ‪:‬‬
‫لقـ ــد مكنت الت�شريعات املختلفة الدائن من و�سائل ي�ستطيع مبقت�ضاها جب ــر‬
‫املدي ــن على تنفيذ التزامه عينا؛ ومن �ضمن هذه الو�سائل ‪ :‬الغرامة التهديدية �أو‬
‫التهديد املايل؛ وذلك �إذا كان تدخل املدين ال�شخ�صي �ضروريا لتنفيذ االلت ــزام؛‬
‫ففي مثل هذه احلاالت ي�ستطيع الدائن �أن يحمل املدين على تنفيذ التزامه عـ ــن‬
‫ط ــريق التهديـ ــد املالـ ــي‪.‬‬
‫وق ــد �أخذ امل�شرع بالتهديد املال ــي‪ ،‬ون�ص عنه يف املادتني ‪ 174‬و‪ 175‬مـ ــن‬
‫القانون املدين ويف املـ ــواد ‪ 305 :‬و‪ 625‬و‪� 980‬إىل ‪ 988‬من قانون الإج ـ ــراءات‬
‫املدنيـ ــة والإداريـ ــة (ق �إ م �إ)‪.‬‬
‫ولقد نظم امل�شرع الغرامة التهديدية باعتبارها و�سيلة ق�ضائية و لي�س اتفاقية‬
‫كما هو احلال فيما يتعلق بال�شرط اجلزائي؛ هذا وهناك من يدعي وجود الغرامة‬
‫التهديدية االتفاقيــة‪ ،‬وما هي يف احلقيقة �إال �ضربا من ال�شرط اجلزائـ ــي‪ ،‬كم ــا‬
‫ورد يف الق�ضاء الفرن�سي وال �سيما قرارات حمكمة النق�ض‪1‬؛ كما �أن هناك‬
‫‪1. Cass. 1re civ, 9 mars 1977, Bull. civ. I, n° 126, qui précise " que la convention‬‬
‫‪litigieuse, qui ne pouvait ordonner une astreinte, mesure de contrainte réservée aux‬‬
‫‪tribunaux …, constituait une clause pénale " ; Cass. 3e civ, 6 nov. 1986, Bull.civ.III,‬‬
‫‪n° 150. Voir aussi D.MAZEAUD, la notion de clause pénale, LGDJ 1992, spéc. n°‬‬
‫‪673 s ; Terré, Similer, Lequette constatent que : « l’astreinte conventionnelle – clause‬‬
‫‪prévoyant le paiement de telle somme par jour de retard, appelée encore pénalité‬‬
‫‪de retard – n’est autre chose qu’une variété de clause pénale, soumise au régime de‬‬
‫‪la révision prévu par l’article 1152 du code civil» (Droit civil, les obligations, Dalloz,‬‬
‫‪7ème éd. 1999, p 935).‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪46‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الغرامة التهديديـ ــة القانوني ـ ــة‪.2‬‬
‫وت�شكل الغرامة التهديدية �ضغطا ماليا على املدين ‪ -‬الذي �صدر حكم يدينه‬
‫‪ -‬بزيادة املبالغ امللزم بدفعها لدائنه عند عدم االمتثال االختياري املبا�شـ ــر؛‬
‫فالتهديد املايل و�سيلة منحها امل�شرع للدائن‪� ،‬إذا كان االلتزام من االلتزام ــات‬
‫التـ ــي ال ميكن تنفيذها دون تدخل املدين‪-‬املنفذ عليه‪�-‬شخ�صي ـ ــا‪.‬‬
‫وق ــد يرف�ض القا�ضي الطلب‪ ،‬رغم توافر ال�شروط لتقديره �أن املدين قد يكون‬
‫موجودا يف ظروف �صعبة‪ ،‬وهو ح�سن النية فيفيده بنظرة املي�سرة‪ ،‬ب�إعطائه �أجال‪،‬‬
‫لتمكين ــه م ــن الوف ـ ــاء بالتزامـ ــه‪.‬‬
‫ويثي ــر مو�ضوع التهديد املايل عدة ت�سا�ؤالت قانونية جديرة بالبحث‪ ،‬ال�سيمــا‬
‫بعد التعديالت الأخرية التي طر�أت على هذا املو�ضوع‪ .‬هل دعم القانون اجلدي ــد‬
‫(قانون الإجراءات املدنية والإدارية) وظائف الغرامة التهديدية‪� ،‬أو التهديداملايل‪،‬‬
‫يف تنفيذ الأحك ــام‪ ،‬ال �سيما فيما يخ�ص جمال الدولة والوالية والبلدية و غريها‬
‫م ــن امل�ؤ�س�سات اخلا�ضعة لأحكام القانون الإداري واملحاكم الإدارية؟ ما هو جوهر‬
‫التغيري وما هـ ــي‪-‬على وجه اخل�صو�ص‪-‬الإجراءات والرتتيبات التي �أقرها تعديل‬
‫قان ــون الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة؟‬
‫فقد ي�ست�شف من �أحكام هذا القانون‪� ،‬أن امل�شرع قد دفعه الوعي بالواقع احلايل‬
‫املتمثل يف تراكم الأحكام والقرارات التي مل يتمكن حائزوها من تنفيذها‪ ،‬علـ ــى‬
‫�إلزامية تقرير تدابري جديدة‪ ،‬ب ــل على وجوب فر�ض �سيا�سة حمكمة ت�ستهدف‬
‫تعزيز طرق تنفيذ تلك الأحكـ ــام‪.‬‬

‫‪2. L’astreinte légale : cf : MARTY, RAYNAUD et JESTAZ, t. 2, n° 307 ; STARCK,‬‬


‫‪ROLAND et BOYER, t. 3, n° 557. S. ; SOULMAGNON, les astreintes légales, thèse‬‬
‫‪Poitiers 1925, pénalité légale qui est en réalité constitutive d’une amende civile ou‬‬
‫‪fiscale revenant au trésor public (CGI, art. 1740,1 , al. 2 ; L. 15 Juill. 1980, art. 26,‬‬
‫‪en matière d’économies d’énergie), cf: Terré, Similer, Lequette , Droit civil , les‬‬
‫‪obligations , Dalloz, 7ème éd. 1999, p 935.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪47‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫يف هـ ــذا امل�ضمار‪ ،‬فقد �أحدث امل�شرع �إ�صالحات كانت مرجوة �أو منتظـ ــرة؛‬
‫ويف نف�س الـ ــوقت‪� ،‬أتـ ــى بتعديالت بعيدة عن الت�صور‪ ،‬ومـ ــن بني الإ�صالحات‬
‫املنتظرة ‪ :‬تخويل القا�ضي الإداري احلكم على الأ�شخا�ص املعنوية العامة بالغرامة‬
‫التهديدية‪ ،‬ويف هذا االجتاه‪ ،‬قد يرى بع�ضهم زعزعة �أو ـ على الأقل ـ م�سا�سا مببد�أ‬
‫الف�صل بني ال�سلطات‪ ،‬طاملا �أن ال�سلطة الق�ضائية �أ�ضحت توجه �أوامر �إىل ال�سلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬تتمثل يف الأمر بالتنفيذ �أو حتمل جزاء يكمن يف ت�سديد تهديد مايل‪،‬‬
‫عند االمتناع عن التنفيذ �أو الت�أخري يف التنفيذ من طرف م�ؤ�س�سات الدولـ ــة‪.‬‬
‫�أما التعديل غري املنتظر بتاتا‪ ،‬فيتعلق بقا�ضي اال�ستعجال؛ حقيقة �أنه كان‪،‬‬
‫من ناحية االخت�صا�ص النوعي‪ ،‬ب�إمكان قا�ضي اال�ستعجال �أن يحكم بالغرامة‬
‫التهديدية؛ لكن هل من املنطق القانوين �إ�سناد االخت�صا�ص يف ت�صفية الغرامة‬
‫التهديدية �إىل ق�ضاء اال�ستعجال؟ بينما كانت عملية الت�صفية‪ ،‬بل �صالحية القيام‬
‫بها‪ ،‬من اخت�صا�ص قا�ضي املو�ضوع ينفرد باحلكم فيها‪ ،‬علما �أن الت�صفية عبارة‬
‫عن منح التعوي�ض بعد حتديده ا�ستنادا �إىل حمتوى الطلب و عنا�صر الدعوى؛ و يف‬
‫هذا ال�صدد‪ ،‬كيف ي�سوغ لقا�ضي اال�ستعجال �أن يف�صل يف م�س�ألة مو�ضوعية تتمثل‬
‫يف احلكم بالتعوي�ض؟ وذلك مع العلم �أنه ال يغيب عن �أحد �أن من مميزات هذا‬
‫الق�ضاء الأ�سا�سية االقت�صار على اتخاذ تدابري عن طريق �أوامر م�ؤقتة‪ ،‬ولي�س‬
‫�أحكاما م�سببة‪ ،‬يف حني �أن الف�صل يف التعوي�ض يقت�ضي بال�ض ــرورة الت�سبيب‪.‬‬
‫هذا ومل تتوقف الرتتيبات اجلديدة التي قررها امل�شرع عند هذا احلد‪.‬‬
‫فهي تتعلق مبجاالت خمتلفة‪ :‬هل يجوز للمحكمة التي تبت يف الدعوى الأ�صلية‬
‫�أن تقرر ت�سليط غرامة تهديدية‪ ،‬على املدين‪ ،‬املدعى عليه‪ ،‬تلقائيا‪ ،‬لدفعه على‬
‫تنفيذ حكمها دون انتظار‪ ،‬يف بع�ض احلاالت؟ �أم ال بد �أن يكون ذلك حتما على‬
‫�أ�سا�س طلب �صادر عمن يهمه الأمر؟ و هل يف تقريرها ت�سليط التهديد املايل‪،‬‬
‫بطريقة تلقائية‪ ،‬خمالفة لقاعدة احلكم مبا مل يطلب؟ �أم �أنه يجب �أن ينظر‬
‫�إىل الأمر بت�سليط الغرامة التهديدية كمجرد و�سيلة ناجعة لفر�ض التنفيذ‪ ،‬ولي�س‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪48‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ب�أية حال من الأحوال طلبا‪ ،‬يف�صل على �أ�سا�سه القا�ضي ؟ �أو لي�س يف هذا االجتاه‬
‫ت�صحيحا جذريا للطبيعة القانونية للغرامة التهديدية‪ ،‬ت�ؤكد غايتها الأ�سا�سية‬
‫كو�سيلة �ضغط علـ ــى �إرادة املدين املنفذ عليه ولي�س كتعوي�ض؟ وذلك لك�سر عناده‬
‫لري�ضخ لتنفيذ التزامه؛‪ 3‬لذا فهي و�سيلة من و�سائل التنفيذ العيني اجلربي غري‬
‫املبا�شر‪ ،‬ق ــد تنجح وقد ال تنجح يف حتقيق الغاية التي من �أجلها قد تقـ ــررت‪،‬‬
‫وعليه فقد ين�صاع املدين املنفذ عليه فينتهي �إىل الوفــاء بالتزامه وقد ي�صر على‬
‫عـ ــدم التنفي ـ ــذ‪.‬‬
‫وتك ــون الإجابة عن هذه الت�سا�ؤالت من خالل الت�صدي‪ -‬قبل كل �شـ ــيء ‪-‬‬
‫لتحديد معنـ ــى الغرامة التهديديـ ــة‪ ،‬وكنهها‪ ،‬من خالل تعريفها و خ�صائ�صها �أو‬
‫حتديد مفهومها (يف مطلب �أول) و�شروطها (يف مطلب ثان)‪ ،‬قبل تناول �آثارهـ ــا‬
‫(يف مطلب ثـ ـ ــالث)‪.‬‬
‫املطلــــب الأول ‪:‬‬
‫ماهيـــة الغرامـــة التهديديــــة‬
‫�إن الغرام ــة التهديديـ ــة‪ 4،‬و�سيلة فنية �سنها امل�شـ ــرع‪ ،‬الغر�ض منها �إعط ــاء‬
‫�ضمانات �أوفر للدائن ب�صفته �صاحب حق ثابت مبوجب �سند تنفيذ ر�سمي نهائــي‬
‫ال�ستيفـ ــاء ديونه جربا من املدين املمتنع بفر�ض الإكراه املايل نتيجة عدم تنفيـ ــذ‬

‫‪3. Cass. 2e civ., 17 déc. 1997, D.1998, Inf. rap. P. 34 (à propos de l’application dans‬‬
‫‪le temps de la loi du 9 juill. 1991) ; CA Aix-en-Provence, 18 janv. 1996, réf., JCP‬‬
‫; )‪G 1996, II, 22728, note GIACOPELTI-MORI (à propos du sursis à l’exécution‬‬
‫‪Terré, Similer, Lequette, font remarquer que «…l’astreinte est une mesure licite‬‬
‫‪d’intimidation, tendant à faire plier le débiteur récalcitrant et à obtenir l’exécution‬‬
‫‪sans avoir à mettre en œuvre des mesures d’exécution forcée proprement dites».‬‬
‫‪«L’astreinte, ajoutent ces auteurs, n’est pas, par elle-même, une mesure d’exécution‬‬
‫‪forcée ». (Droit civil, les obligations, Dalloz, 7ème éd. 1999, p 935).‬‬
‫‪ .4‬ي�ستعم ــل امل�شرع م�صطلح الغرام ــة تارة‪ ،‬وتارة �أخرى ي�ستعمل م�صطلح التهديد املايل‪ ،‬مع الإ�شارة �أن الفقه يف�ضــل م�صطلح‬
‫التهديـ ــد املايل‪ ،‬حتى ال تختلط الغرامة التهديدية مع الغرامة اجلنائي ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪49‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫التزامه اختياريا وفقا لأحكام املادة ‪ 625‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪5،‬‬
‫غايتها حمل املدين املتخاذل على التعجيل لتنفيذ التزامه عينا‪ ،‬طاملا �أن التنفيذ‬
‫غيـ ــر ممكن وغري مالئم دون تدخله ال�شخ�ص ــي‪ .‬وهي تطبق ‪-‬مبدئيا‪-‬بعد ف�ش ــل‬
‫�إجراءات التنفيذ‪ ،‬واحل�صول على حم�ضر امتناع عن التنفيـ ــذ‪.‬‬
‫فكيف ميك ــن تع ــريف الغرامة التهديديـ ــة‪ ،‬وم ــا هـ ــي خ�صائ�صه ـ ــا؟‬
‫الفــــرع الأول ‪:‬‬
‫تعــريف الغرامــــة التهديديــــة‬
‫الغرام ــة التهديدية هي عبارة عن مبلغ مايل يتم تقديره من طرف القا�ضي‪.‬‬
‫الغرامة املالية �أو التهديدية هي و�سيلة غري مبا�شرة لإجبار املدين املمتنع عـ ــن‬
‫التنفيـ ــذ العيني‪ ،‬متى كان الوفاء به عينا ال يزال يف حدود الإمكان و كان الوفاء‬
‫يقت�ضي تدخل املدين نف�س ــه؛ ف�إذا تعنت املدين ومل يقم بالتنفيذ وفقا لالتفاق‬
‫املربم‪ ،‬فعندئذ يجوز اللجوء لطلب ت�سليط التهديد املايل عليه‪ ،‬حلمله على التنفيذ‬
‫العيني الفعلي‪ ،‬بت�سليط مبلغ مايل معني عن كل ت�أخري و ي�ستمر ت�صاعديا حلني‬
‫التنفيذ العيني ب�صفة فعلية‪ ،‬و عندها يرجع للق�ضاء لتحديد القيمة املرتاكمة‬
‫للغرامة املالية التهديدية على املدين‪ ،‬وبالتايل فالغرامة التهديدية‪� ،‬أو الإكراه‬
‫املايل يهدف �إىل ت�سليط عقوبة مالية تهديدية عن كل ت�أخري يف التنفيذ‪ ،‬هي و�سيلة‬
‫قانونية‪ ،‬الغر�ض منها �إجبار املدين على االمتثال للتنفيذ‪ ،‬نظمها القانون من �أجل‬
‫ال�ضغط على �إرادة املدين املتعنت و الت�أثري عليها ليرتاجع عن تعنته و يقوم بتنفيذ‬
‫التزامه عينا‪ .‬تن�ص‪ ،‬يف هذا الباب‪ ،‬املادة ‪ 1/174‬من القانون املدين ‪�" :‬إذا كان‬
‫تنفيذ االلتزام عينا غري ممكن �أو غري مالئم �إال �إذا قام به املدين نف�سه جاز‬
‫للدائن �أن يح�صل على حكم ب�إلزام املدين بهذا التنفيذ و بدفع غرامة �إجبارية �إن‬
‫امتنع عن ذلك"‪ .‬يت�ضح من ن�ص املادة �أن امل�شرع �أوجد و�سيلة‪ ،‬حلمل املدين على‬
‫التنفيذ العيني �إذا كان املطلوب �أن ي�ؤديه املدين نف�سه‪ ،‬تتمثل يف التهديد املال ــي‬
‫‪ .5‬تن�ص املادة ‪ 1/625‬من ق‪�.‬إ ‪.‬م �إ ‪":‬دون الإخالل ب�أحكام التنفيذ اجلربي‪� ،‬إذا رف�ض املنفذ عليه تنفيذ التزام بعمل‪� ،‬أو خالف‬
‫التزاما باالمتناع عن عمل‪ ،‬يحرر املح�ضر الق�ضائي حم�ضر امتناع عن التنفيذ‪ ،‬و يحيل �صاحب امل�صلحة �إىل املحكمة للمطالبة‬
‫بالتعوي�ضات �أو املطالبـ ــة بالغرامات التهديدية ما مل يكن قد ق�ضي بها من قبـ ــل"‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪50‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أو الغرامة التهديدية‪ ،‬وهي عبارة عن مبلغ مايل يحكم به القا�ضي على املدي ــن‬
‫يحت�سب عن كل مدة زمنية معينـ ــة ‪ :‬يوم ‪� ،‬أ�سبوع ‪� ،‬شهر‪ ،‬يت�أخر فيها املدين عـ ــن‬
‫تنفيذ التزامه عينا‪ ،‬وعلى هذا الأ�سا�س ال تعترب الغرامة التهديدية تعوي�ضا ؛‪ 6‬فهي‬
‫ال تقا�س مبقيا�س ال�ضرر‪ ،‬و ال تتوقف عليه؛ و �إذا حكم القا�ضي بغرامة تهديديه ال‬
‫ي�سبب حكمه‪ ،‬بخالف احلكم بالتعوي�ض ف�إنه واجب الت�سبيب‪ ،‬و يكون الق�صد منه‬
‫�إ�صالح ما �أ�صاب الدائن من �ضرر؛ و ال مينح التعوي�ض �إال �إذا ثبت ال�ضرر‪ .‬كما‬
‫�أن الغرامة التهديدية لي�ست عقوبة خا�صة و�إن كانت ت�شبهها‪ 7،‬والفرق بينهم ــا‬
‫�أن العقوبة نهائية يجب تنفيذها كما حكم بها القا�ضي‪� ،‬أما الغرامة التهديدية‬
‫فهي ـ مبدئيا ـ تكون وقتية‪ ،‬بحيث ال ميكن للدائن تنفيذها �إال بعد ت�صفيتها من‬
‫طرف املحكمة‪ ،‬التي حتدد مقدار التعوي�ض النهائي‪ 8.‬وبالتايل يت�ضح �أن الغرامة‬
‫التهديدية و�سيلة لل�ضغط على املدين وحمله على تنفيذ التزامه فهي �إذن و�سيلة‬
‫من و�سائل التنفيذ العيني اجلربي وهي و�سيلة غري مبا�شرة؛ ولقد اعتنق الق�ضاء‬
‫الفرن�سي هذا املفهوم‪ ،‬باعتبار �أنه ينظر �إىل التهديد املايل على �أنه و�سيلة �إجبار‬
‫و �ضغط يهدف من وراء ا�ستعمالها �إجبار املدين على تنفيذ التزامه و بطريق غيـر‬
‫مبا�شر تنفيذ �أحكام الق�ضاء؛‪ 9‬وهو نف�س االجتاه الذي �سلكه امل�شرع اجلزائـ ــري‬
‫من خالل ن�صي املادتني ‪ 174‬و‪ 175‬من القانون املدن ـ ــي‪.‬‬
‫‪6. Les textes en vigueur en France (L. 5 Juill. 1972, art. 6 ; L. 9 Juill. 1991, art. 34),‬‬
‫‪considèrent l’astreinte comme une institution particulière, aux traits bien marqués, qui‬‬
‫‪n’est, du reste, réductible à aucune autre. De même, elle est " indépendante des dommages‬‬
‫‪et intérêts", auxquels elle s’ajoute, le cas échéant. Puisque l’astreinte est indépendante‬‬
‫‪des dommages et intérêts alloués, elle ne peut en être déduite (Cass. 2e civ., 20 nov.‬‬
‫‪1991, préc.). De la sorte, elle ne peut être refusée sous prétexte que le préjudice n’est pas‬‬
‫‪supérieur au montant de l’astreinte précédemment prononcée (Cass. 2e civ., 2 déc. 1992,‬‬
‫‪Bull. civ. II, n° 289, D. 1993, Inf. rap, P. 1, JCP G 1993, IV, 377).‬‬
‫‪7. Terré, Similer, Lequette font observer qu’ «au caractère de peine privée peut être rattaché‬‬
‫‪le caractère personnel que reconnaît à l’astreinte la Cour de cassation, qui en déduit‬‬
‫‪qu’un tiers ne peut être condamné à garantir le débiteur du montant d’une astreinte» cf:‬‬
‫‪Cass. 3e civ., 24 févr. 1999 : Juris -Data n° 000779 ; JCP G 1999, IV, 1695;, Droit civil , les‬‬
‫‪obligations ,Dalloz, 7ème éd. 1999, p 937.‬‬
‫‪ .8‬عب ــد الرزاق ال�سنهوري‪� ،‬آثار االلتزام املجلد ‪ ،2‬من�شورات احللبي احلقوقية‪ ،‬طبعـ ــة ‪� ،3‬سنـ ــة ‪� ،1998‬ص ‪.815‬‬
‫‪ .9‬بـ ــن �شنيتي حميد‪ " ،‬التهديد املايل يف القانون اجلزائري"‪ ،‬مذكرة ماج�ستري‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬اجلزائ ــر‪� ،1982 ،‬ص ‪.51‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪51‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الفــــرع الثانــــي ‪:‬‬
‫خ�صــــائ�ص الغرامــــة التهديديــــة‬
‫�إن احلكـ ــم بالغرامة التهديدية لي�س �ضربا من �ضروب التعوي�ض‪ ،‬فالغرامة‬
‫املالية ال تقا�س مبقيا�س ال�ضرر و ال تتوقف عليه �إطالقا‪ ،‬فاحلكم بها طريق مـ ــن‬
‫طرق التنفيذ اجلربي غري املبا�شر ر�سمها القانون و ق�صر نطاق تطبيقها على‬
‫االلتزامات التي يقت�ضي الوفاء بها بال�ضرورة تدخل املدين ذاته‪ .‬واحلكـ ــم بها‬
‫ال يحتاج �إىل ت�سبيب عك�س احلكم بالتعوي�ض‪ ،‬وهـ ــي لي�ست بعقوبة الن العقوبة‬
‫النهائية غري قابلة للتحويـ ــل‪ ،‬واجبة التنفيذ كما مت النطق بها‪ ،‬عك�س الغرام ــة‬
‫التهديدية التي هي ‪-‬مبدئيا‪-‬وقتية‪ ،‬بحيث تتزايد بتطور عن�صر الزمن‪ ،‬الناجم‬
‫عن �إ�صرار املدين وا�ستمرار عناده على عدم التنفيذ العيني اللتزامـ ــه؛ لذا ف�إن‬
‫الأحكام بالغرامة التهديدي ـ ــة غري قابلة للتنفيذ ولو كانت �صادرة عن اجلهـ ــة‬
‫الق�ضائية بالدرجة الأخرية و ال ت�صري نافذة �إال بعد حتويلها �إىل تعوي�ض �إجمايل‬
‫نهائي يف حكم بالتعوي�ض واجب التنفيذ وفقا لأحكام املادة ‪ 175‬من القانون‬
‫املدن ــي؛ غري �أنه يجوز للدائن �أن يحجز حجزا حتفظيا �أو حجز ما للمدين ل ــدى‬
‫الغري يف هذه املرحلة؛‪ 10‬وذلك طاملا �أن الدين املحجوز من �أجله ال ي�شرتط في ــه‬
‫�أن يكون حمقق الوجـ ــود‪ ،‬عمال ب�أحكام املادة ‪ 206‬من القانون املدين‪ ،‬كم ــا ال‬
‫ي�شرتط �أن يكون الدين حال الأداء‪ ،‬وفقا لأحكام املادة ‪ 212‬من القانون املدن ـ ــي؛‬
‫والتعوي�ض هـ ــو حمل التنفيذ و لي�ست الغرامة التهديدي ـ ــة‪.‬‬

‫‪10. «Ses caractères expliquent que l’astreinte soit soumise au régime de droit commun‬‬
‫‪des créances ; elle est cessible, même avant sa liquidation ; elle est donc aussi saisissable,‬‬
‫‪dès lors qu’elle est constitutive d’une créance certaine dans son principe ; elle est, après sa‬‬
‫‪liquidation, productive d’intérêts dans les mêmes conditions que toute autre créance de‬‬
‫‪somme d’argent» (Terré, Similer, Lequette , op cit, p 937).‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪52‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫يتمي ـ ــز احلك ـ ــم بالغرامـ ــة التهديديـ ــة مبـ ــا يل ـ ــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬احلكــــم بالغرامـــة التهديديـــة حكـــم تهديــــدي ‪11:‬‬
‫الغرامة التهديدية لي�ست بتعوي�ض جلرب ال�ضرر احلا�صل بل تهديدا ماليا‪،‬‬
‫يجب �أن ي�ؤدي يف النهاية �إىل هدفه الرامي اىل حتقيق الغاية املرجوة منه واملتمثلة‬
‫يف ر�ضوخ و �إذعان املدين املمتنع عن االمتثال للتنفيذ العيني ال�شخ�صي طاملا �أن‬
‫التنفيذ غري ممكن و غري مالئم من دون تدخله ال�شخ�صي‪ .‬وعليه ف�إن احلكم‬
‫بها ال ي�شرتط قيام ال�ضرر وحتققه‪ 12،‬ب ـ ــل يتوقف على عن�صر الت�أخيـ ــر لتعنت‬
‫املدين يف التنفيذ؛ لذا يجب على القا�ضي �أثناء احلكم بها �أن يقدرها تقديرا‬
‫كافيا لإكراه املدين املمتنع عن التنفيذ باالمتثال ليتحقق بها التهديد ولي�شعر‬
‫املديـ ــن املمتنع �أنه كلما ا�ستمر يف تعنته و متادى يف االمتناع عن التنفيـ ــذ زادت‬
‫وتفاقمت قيم ــة التهديد املايل مبرور الزمن والت�أخري يف التنفي ـ ــذ‪.‬‬
‫الق�ص ــد منها هو �إذن ال�ضغط على املدين‪ ،‬لذلك يحدد بالقدر الذي يـ ــرى‬
‫القا�ضي �أنه منتج لتحقيق الغاية منه وهي �إخ�ضاع املدين و حمله علـ ــى �أن يقوم‬
‫بتنفيذ التزامـ ــه عينا؛ فال ي�شرتط �أن يكون مقاربا لل�ضرر الذي حلق بالدائ ــن؛‬
‫ويف هذا امل�ضمـار‪ ،‬ف�إذا ر�أى القا�ضي �أن مبلغ الغرامة التهديدية قد جتاوز مقدار‬
‫ال�ضرر الذي �أ�صاب الدائن فيجوز له �أن ي�أمر بتحويله للخزينة العمومي ــة‪13،‬‬

‫‪11. Le trait majeur de l’astreinte réside dans sa vertu comminatoire. Il s’agit d’une‬‬
‫‪mesure licite d’intimidation, tendant à l’obtention d’une exécution volontaire.‬‬
‫‪12. Selon la jurisprudence de la Cour de Cassation française, l’astreinte peut être‬‬
‫‪prononcée en l’absence de tout préjudice (Cass. 1re civ, 20 oct. 1959 et 28 févr.‬‬
‫‪1989,préc.) et le juge qui la prononce n’a pas à motiver sa décision en s’expliquant sur‬‬
‫‪l’existence ou sur l’importance du préjudice (Cass. 3e civ., 23 oct. 1974, Bull. civ.III, n°‬‬
‫‪376, D. 1975, Inf. rap. P. 11 ; Cass. 2e civ., 18 févr. 1987, Bull. civ. II, n° 48).‬‬
‫‪13. Il a souvent été proposé que le montant des astreintes profite à la collectivité‬‬
‫‪(Pour une astreinte qui est versée au trésor public, en matière d’actions en justice des‬‬
‫‪associations de consommateurs, C. cons. art. L. 421-4). De manière limitée, une telle‬‬
‫‪possibilité existe pour le Conseil d’Etat, qui peut décider qu’une partie du montant des‬‬
‫‪astreintes qu’il ordonne revienne au fonds d’équipement des collectivités locales (L. 16‬‬
‫‪Juill. 1980, relative aux astreintes prononcées en matière administrative, art. 5).‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪53‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وه ـ ــذا ما ق�ضت به املادة ‪ 985‬من ق �إ م �إ بن�صها على �أنه ‪" :‬يجوز للجهـ ــة‬
‫الق�ضائية �أن تقرر عدم دفع جزء من الغرامة التهديدية �إىل املدعي‪� ،‬إذا جتاوزت‬
‫قيمة ال�ضرر‪ ،‬وت�أمر بدفعه �إىل اخلزينة العمومية "‪ .‬هل القا�ضي ملزم بالتقيـ ــد‬
‫بهذا الن�ص‪ ،‬يف حالة جتاوز التهديد املايل قيمة التعوي�ض؟ �أم �أنه ب�إمكانه الأمر‬
‫بت�سديده كامال للدائن‪� ،‬صاحب امل�صلحة‪ ،‬طاملا �أن الن�ص ورد ب�صيغة اجلـ ــواز؟‬
‫لكن يبدو �أن امل�شرع قد �أدرج يف تنظيم هذه الو�سيلة عن�صرا جديدا يتمثل يف‬
‫تغيري طبيعتها بحيث �أ�صبحت يف نف�س الوقت غرامة مدنية وغرامة جزائية‪.‬‬
‫وهل ي�سمح القا�ضي لنف�سه �أن يحكم بدفع تعوي�ضات ت�ؤول �إىل اخلزينة العمومية‬
‫ل�صالح متقـ ـ ــا�ض؟‬
‫هـ ــذا ما ورد كحكم يلج�أ �إىل تطبيقه القا�ضي الإداري؛ وال يوجد ما مياثلـ ــه‬
‫يف �إطـ ــار القانون املدين؛ ومل يورد امل�شرع اجلزائـ ــري ن�صا عاما يطبق يف كافـ ــة‬
‫املجـ ــاالت‪ ،‬ورمبا اقتداء بالت�شريع الفرن�سي‪ ،‬حيث مت اقرتاح مثل هذا احلل‪-‬‬
‫املتمثل يف حتويل جزء من مبلغ الغرامة التهديدية املحكوم بها ل�صالح الدائـ ــن‬
‫�إلـ ــى اخلزينة العمومية ـ على الربملان الفرن�سي ومت �إبعـ ــاده‪14.‬‬
‫ه ــذا وهل ب�إمكان القا�ضي املدنـ ــي‪� ،‬أ�سوة بالقا�ضـ ــي الإداري‪� ،‬أن يجتهد يف‬
‫هـ ــذا املجـ ــال‪ ،‬رغم خلو القانون املدين من ن�ص مماثل في�أمر بتحويل ما زاد عن‬
‫مقدار ال�ضرر للخزينة العموميـ ــة‪ ،‬وذلك لأن يف حتديد الغرامة التهديدية مببلغ‬
‫معتبـ ــر‪ ،‬حمل املنفذ عليه على تنفيذ التزامه؟ مما ال�شك فيه �أن حكمه لن يخل ـ ــو‬
‫من االنتقاد ا�ستنادا �إىل انعدام الأ�سا�س القانوين‪ .‬غري �أنه كثريا ما يحـ ــدث �أن‬
‫ي�ستبق االجتهاد الق�ضائي �صدور القانـ ــون‪ ،‬ذلك �أن الق�ضاة‪ ،‬بف�ضل احتكاكهـ ــم‬
‫بالواقع املعا�ش‪ ،‬وو عيهم مبا ي�سد الفراغ القانوين‪ ،‬هم �أقرب لوجود احللول‪ ،‬التـ ــي‬
‫‪14. Une solution semblable figurait aussi bien dans la proposition de loi dont était issue‬‬
‫‪la loi du 5 Juillet 1972 que dans le projet ayant abouti à celle du 9 Juillet 1991. Dans les‬‬
‫;‪deux cas, elle fut écartée au cours des débats (cf. H. CROZE, Commentaire préc., note 81‬‬
‫‪F. CHABAS Commentaire préc.) Terré, Similer, Lequette , Droit civil , les obligations,‬‬
‫‪Dalloz, 7ème éd. 1999, p 937.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪54‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫يقوم امل�شرع‪ ،‬يف غالب احلاالت‪ ،‬ب�إعطائها طابع الر�سمية النهائية بو�سيلة تقنينها‪،‬‬
‫وهو ما فعله العديد من الق�ضاة‪ ،‬من �ضمنهم القا�ضي "�إ�سمان"‪ ،‬الذي كـ ــان �أول‬
‫من عرف عنه �أنه حكم بتطبيق الغرامة التهديدية قبل اعتمادها كو�سيلة �شرعية؛‬
‫حيث ورد �أن و�سيل ــة التهديد املايل وليدة االجتهاد الق�ضائي الفرن�سـ ــي‪15.‬‬
‫وبغ�ض النظر عن هذه االعتبارات‪ ،‬على القا�ضي ‪� ،‬أن ينظر �إىل مدى قدرة‬
‫املدين املتقاع�س على املماطلة و امل�ضي يف عدم تنفيذ التزامه‪ ،‬فيقدر ما يقابـ ــل‬
‫ك�سر عن ــاده مببلغ ‪ ،‬من �ش�أنه �أن ي�ؤدي يف النهاية باملدين �إىل الر�ضوخ و الإذعان‪،‬‬
‫وهو ما ق�ضى به جمل�س الدولة الفرن�ســي‪ 16.‬وللقا�ضي �إذا قدر يف البداية مبلغا‬
‫ثم ر�آه غري كاف للتغلب على تعنت املدين �أن يزيد يف هذا املبلغ �إىل القدر الذي‬
‫يراه كافيا‪ ،‬و هذا ما ن�صت عليه املادة ‪ 2/174‬من القانون املدين ‪" :‬و�إذا ر�أى‬
‫القا�ضي �أن مقدار الغرامة لي�س كافيا لإكراه املدين املمتنع عن التنفيذ جاز له �أن‬
‫يزيد يف الغرام ـ ــة كلما ر�أى داعيا للزيـ ـ ــادة"‪.‬‬
‫‪ -2‬احلكم بالغرامة التهديدية غري حمدد املقدار ‪ :‬تقدر الغرامة‬
‫التهديدية عن كل فرتة زمنية يت�أخر فيها املدين عن تنفيذ التزامه‪ ،‬و ال تقدر مبلغا‬
‫حمددا دفعة واحدة و هذا حتى يتحقق معنى التهديد و يح�س املدين �أنه كلما طال‬
‫وقت ت�أخره عن التنفيذ كلما زاد مبلغ الغرامة التهديدية املحكوم بها؛ هذا من جهة‪،‬‬
‫ومن جهة �أخرى مادام �أنه ال ميكن معرفة جمموع الغرامة التهديدية يوم �صدور‬
‫احلكم‪ ،‬لأنها تزداد مع مرور كل يوم دون تنفيذ‪ ،‬ف�إنه ال ميكن اعتبارها دينا حمققا‬
‫يف ذمة املدين‪ ،‬وال ميكن تنفيذها �إال بعد �أن يقوم القا�ضي بالت�صفية النهائيــة‪.‬‬
‫‪ .15‬وقد ا�ستعمل الق�ضاء الفرن�سي هذه الو�سيلة دون تردد كبري رغم االنتقادات التي وجهت له‪ ،‬و من بني االنتقادات تلك التي‬
‫ترتكز على انعدام الأ�سا�س القانوين‪ ،‬حتى �صدر القانون رقم ‪ 626/72‬بتاريخ ‪ 1972-07-05‬الذي نظم هذه الو�سيلة‪ ،‬و�أعطاها‬
‫الأ�سا�س القانوين الذي ت�ستند �إليه‪ ،‬مبقت�ضى املادة ‪ 1036‬من القانون املدين الفرن�سـ ــي‪.‬‬
‫‪16. CE (Conseil d’Etat), 21 sept. 1988, D. 1989, p. 124, note Ch. DEBBASCH, et 20 janv.‬‬
‫‪1989, D. 1990, p. 104.2e, arrêt, note P.HUET.CF., pour des condamnations de chaînes de‬‬
‫‪télévision, respectivement à 1600 et à 5.400 frs par seconde d’infraction, Terré, Similer,‬‬
‫‪Lequette, op cit, p 935.‬‬
‫‪L’efficacité de l’astreinte est «fonction du choix de son montant, librement fixé par le‬‬
‫‪juge. Ce montant doit être manifestement supérieur à l’avantage que procure au débiteur‬‬
‫‪l’inexécution de son obligation, sans être disproportionné par rapport à ses facultés‬‬
‫‪contributives », Terré, Similer, Lequette, op cit , p 935.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪55‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪-3‬احلكم بالغرامة التهديدية حكم ‪ -‬مبدئيا ‪ -‬م�ؤقت ‪� :‬إن احلكم‬
‫بالغرامة املالية التهديدية وقتي تهديدي ال يحوز حجية ال�شيء املق�ضي فيه ولو‬
‫�صدر بالدرجة النهائية‪ .‬ال يكون قابال للتنفيذ �إال بعد وقع التنفيذ فعال ورجوع‬
‫الدائن �أمام اجلهة الق�ضائية املخت�صة من جديد لإعادة النظر يف مقدار الغرامة‬
‫املالية التهديدية والقيام بت�صفيتها‪ ،‬وهو ما ق�ضت به املادة ‪ 983‬من ق �إ م �إ‪ ،‬بن�صها‬
‫على �أنه ‪" :‬يف حالة عدم التنفيذ الكلي �أو اجلزئي‪� ،‬أو يف حالة الت�أخري يف التنفيذ‪،‬‬
‫تقوم اجلهة الق�ضائية الإدارية بت�صفية الغرامة التهديدية التي �أمرت بهـ ــا"‪.‬‬
‫ويحكم على �أ�سا�س الت�أخري يف التنفيذ بتعوي�ض �إجمايل و هو الواجب التنفيذ‪.‬‬
‫لـ ــذا ف�إن م�صري التهديد املايل مرتبط مبوقف املدين املمتنع عن االمتثال يف‬
‫النهاية؛‪ 17‬فكلما تعنت املدين املمتنع ا�ستمر احلكم بالتهديد املالـ ــي قائما عليه‬
‫مهددا �إياه‪ ،‬حلني ر�ضوخه للتنفيذ العيني بال�ضغط على �إرادته باالبتعاد عن‬
‫التعنت و االمتثال لتنفيذ التزامه‪ .‬لذا يجوز للقا�ضي املخت�ص‪ ،‬تعديل مق ــدار‬
‫الغرامة املالية التهديدية املحكوم بها كلما دعت ال�ضرورة لذلك؛ وعليه فـ ــان‬
‫احلكم بالتهديد املايل يظل غري مبتوت فيه حلني امتثال املدين املتعنت لتنفيذ‬
‫التزامه عينا ب�صفة فعلية‪ ،‬حينها بناء على طلب الدائن يجوز للقا�ضي �أن يعيد‬
‫النظر يف تقدير قيمتها �أو حتويلها �إىل تعوي�ض �إجمايل ح�سب ال�ضرر الناجم‬
‫للدائن من جراء الت�أخري احلا�صل يف التنفيذ العيني و مدى م�ضي املدين املتعنت‬
‫يف تعنته‪ ،‬تطبيقا لأحكام املادة ‪ 175‬من القانون املدن ـ ــي‪.‬‬
‫وتلخي�صا‪ ،‬يف هذه النقطة‪ ،‬ملا �سبق بيانه يبدو �أن احلكم بالغرامة املالية ال‬
‫يحوز حجية ال�شيء املق�ضي فيه لأنه حكم وقتي‪ ،‬فيجوز للقا�ضي �أن يزيد فيه �إذا ر�آه‬
‫غري كاف كما يجوز له عند الت�صفية �أن ينق�ص منه �أو يلغيه كله‪ .‬ي�ستطيع القا�ضي‬
‫‪17. Conformément à l’a.36, al 1 de la loi 1990, le juge français, en liquidant l’astreinte,n’est‬‬
‫‪plus tenu de la calquer sur le préjudice, et il tient compte du comportement du débiteur,‬‬
‫‪à la différence avec le régime antérieur, Ph. Malaurie, L. Aynès, Droit civil Les obligations,‬‬
‫‪éd. Cujas, 7é 1997, p 596, n° 1023.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪56‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫تخفي�ض الغرامة التهديدية‪� ،‬إذا بادر املدين �إىل تنفيذ التزامه؛ فاملحكمة لي�ست‬
‫ملزمة عند الت�صفية النهائية بالتقدير الذي ر�أته عند فر�ض الغرامة التهديدية‪،‬‬
‫وذلك الختالف الأ�سا�سني‪ ،‬ف�أ�سا�س الغرامة التهديدية يتمثل يف مقاومة املدي ـ ــن‬
‫و�أ�سا�س التعوي�ض هو جرب ال�ض ـ ــرر‪ ،‬وهو الأ�سا�س الذي مبوجبه تنق�ص الغرامـ ــة‬
‫التهديدية مبا يت�ساوى مع ال�ضرر الذي �أ�صاب الدائن من جراء ت�أخري التنفيذ؛‬
‫هذا على وجه العموم‪ ،‬ويف �إطار القانون الإداري على وجه اخل�صو�ص‪ ،‬فتق�ضي‬
‫املـ ــادة ‪ 984‬من ق �إ م �إ على �أنـ ــه ‪" :‬يجوز للجهة الق�ضائية تخفي�ض الغرامـ ــة‬
‫التهديدية �أو �إلغائها‪ ،‬عند ال�ض ـ ــرورة"‪.‬‬
‫و يبقى احلكم بالغرامة التهديدية غري قابل للتنفيذ �إال بعد ت�صفيتها و حتويلها‬
‫�إلـ ــى تعـ ــوي�ض نهائ ـ ــي‪18.‬‬
‫املطلــــب الثانـــــي ‪:‬‬
‫�شــــروط الغرامــــة التهديديـــة‬
‫ي�شتـ ــرط جلواز اللجوء �إىل املطالبة بالتهديد املايل توافر ال�شروط التاليــة ‪:‬‬
‫�أوال ‪� :‬أن يك ـ ــون التنفيذ العيني لاللتزام ما زال ممكن ـ ــا‪.‬‬
‫ثانيــــا ‪� :‬أن يقت�ضـ ــي التنفيذ تدخل املدين �شخ�صي ـ ــا‪.‬‬
‫ثالثــــا ‪� :‬أن يطالب الدائـ ــن بالتهديـ ــد املال ـ ــي‪.‬‬
‫الفـــــرع الأول ‪:‬‬
‫ال�شــــروط املو�ضوعيــــة‬
‫�أن يكــــون التنفيــــذ العينــــي لاللتــــزام مــــازال ممكنــــا ‪:‬‬
‫يجب ابتداء‪� ،‬أن يكون ثمة التزام على عاتق املدين امتنع عن تنفيذه‪ ،‬ف�إن مل‬
‫يكن هناك التزام‪ ،‬فال حمل لاللتجاء �إىل التهديد املايل‪ .‬و يتحقق امتناع املدين‬
‫عن تنفيذ التزامه بان يحكم عليه بالتنفيذ فال ميتثل‪� ،‬أما �إذا امتثل فال حمـ ــل‬
‫‪ .18‬فتحـ ــي وي�س‪ ،‬حما�ضرات يف �أحكام االلتـ ــزام‪ ،‬جامعـ ــة تيـ ــارت‪ ،‬ال�سنـ ــة الدرا�سي ـ ــة ‪ 2002 :‬ـ ‪.2003‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪57‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫للحكم عليه بالتهديد املال ــي؛ ثم ال بد �أن يكون التنفيذ العيني لاللتزام ال يزال‬
‫ممكنا‪ ،‬فلو �أ�صبح التنفيذ العيني م�ستحيال ك�أن هلك ال�شيء املطلوب ت�سليمـ ــه‬
‫فال حمـ ــل لاللتجاء �إىل التهديد املايل‪ ،‬و�إمنا ينبغي اللجوء �إىل التنفيذ بطريق‬
‫التعوي�ض‪ ،‬بل �إىل التعوي�ض عن عدم التنفيذ‪ .‬لأن الغر�ض من التهديد املايل هو‬
‫تهديد املدين حتى يقوم بالتنفيذ‪ ،‬وما دام هذا التنفيذ قد �أ�صبح م�ستحيال‪ ،‬ف�إن‬
‫التهديد املايل ي�صبح دون مو�ضوع‪ .‬فمثال‪ ،‬لو كان هناك التزام بتقدمي م�ستندات‪،‬‬
‫و ثبت �أن هذه ال�سندات �أتلفت فال حمل للحكم بغرامة تهديدية‪ ،‬و �إمنا يق�ضى‬
‫بالتعوي�ض �إذا توافرت �شروط ـ ــه‪.‬‬
‫�أن يقت�ضــــي التنفيــــذ تدخـــل املديــــن �شخ�صيـــــا ‪:‬‬
‫ه ــذا ال�شرط يحدد حاالت و نطاق احلكم بالغرامة التهديدية‪ ،‬ففي حال ــة‬
‫االلتزام بنقل ملكي ــة عني معينة بذاتها فان امللكية تنتقل بحكم القانون مبجرد‬
‫الرتا�ضي‪ ،‬و ال حاجة للتهديد املايل؛ كذلك �إذا كان حمل االلتزام مبلغا من النقود‬
‫فال حاجة �إىل تنفيذه عن طريق التهديد املايل لأن تنفيذه عينا ممكن دون تدخل‬
‫املدين عن طريق احلجز على �أموال املدين‪ ،‬ذلك �أن يف ت�سليط الغرامة التهديدية‬
‫و�سيلة للحكم بالفوائد املدنية‪ ،‬وهو الأمر الذي يتنافى مع القواعد العامة للقانون‬
‫التي ال ت�سمح بذلك �إال يف حاالت حمددة قانونا‪ .‬وبالتايل ف�إنه ميكن‪ ،‬بدال م ــن‬
‫تطبيق الغرامة التهديدية اللجوء �إىل و�سائل �أخرى للتنفيذ؛ وهوما ق�ضت به املادة‬
‫‪ 986‬بن�صها على �أنه ‪" :‬عندما يق�ضي احلكم احلائز لقوة ال�شيء املق�ضي به‬
‫ب�إلزام �أحد الأ�شخا�ص املعنوية العامة‪ ،‬بدفع مبلغ مايل حمدد القيمة‪ ،‬ينفذ طبقا‬
‫للأحك ــام الت�شريعي ــة ال�ساريـ ــة املفع ـ ــول"‪.‬‬
‫وااللتـ ــزام بعمل هو امليدان الذي يت�سع عادة للتهديد املالـ ــي‪ ،‬ففي نطـ ــاق‬
‫املعامالت املدنيـ ــة حيث يكون التنفيذ العيني لاللتزام دون تدخل املدين غيـ ــر‬
‫ممكـ ــن �أو غري مالئم‪ ،‬يجوز االلتجاء للتهديد املايل كما هو احلال يف االلتـ ــزام‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪58‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫بالقيام بعمل فني كالت�صوير‪ 19،‬ويف االلتزام ب�إخالء عني م�ؤجرة �أو ت�سليمها؛‬
‫ويف نطـ ــاق الأحوال ال�شخ�صية يجوز االلتجاء �إىل التهديد املايل يف االلتـ ــزام‬
‫بت�سليم الأوالد �إىل من له حق ح�ضانتهم‪� ،‬أو حق الزيارة‪ .‬ويف االلتزام باالمتناع‬
‫عن عمل يجوز االلتجاء �إىل التهديد املايل كالتزام م�شرت ملحل جتاري باالمتنـ ــاع‬
‫عن املناف�سة املن�صو�ص عنها يف عقد البيع �أو التزام مهند�س ب�أال يعمل يف م�صنع‬
‫مناف�س‪� ،‬أو التـ ــزام ممثل باال ميثل يف م�سرح معني‪ .‬يف مثل هذه احلاالت يجوز‬
‫احلكـ ــم على املدين بالغرامة التهديدية‪ ،‬عن كل مرة ي�أتي فيها بالأمر املمنـ ــوع‬
‫وحتـ ــى يكف بتاتـ ــا ع ــن هـ ــذا امل ـ ــوقف‪.‬‬
‫ه ــذا وقد يكون تدخل املدين �ضروريا يف تنفيذ االلتزام‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز‬
‫�إجبار املدين على التنفيذ عن طريق التهديد املايل‪ ،‬ك�أن يتعهد م�ؤلف لنا�شر‬
‫بان يكتب رواية يقوم هذا الأخري بن�شرها ثم يقرر امل�ؤلف �أن العمل الذي �أنتجه‬
‫غري جدير بن�شره و عر�ضه �إىل اجلمهور‪ .‬هنا ال يجوز للنا�شر �إجبار امل�ؤلف على‬
‫الن�شر عن طريق التهديد املايل‪ .‬و لكن �إذا اتفق مع نا�شر �آخر‪ ،‬خمال بالتزامه مع‬
‫النا�شر الأول فله �أن يجربه على التنفيذ العيني عن طريق التهديد املال ـ ــي‪20.‬‬

‫الفــــرع الثانــــي ‪:‬‬


‫ال�شــــروط الإجرائيـــــة‬
‫هل ال بدمن مطالبة الدائن بالغرامة التهديدية ليحكم بها القا�ضي‪� ،‬أم �أنه من‬
‫�ضمن�صالحياتهذاالأخري�أني�سلطهاعلىاملدين‪،‬الذييبدولهمنعنا�صرالدعوى‬
‫�أنه لن يكون م�ستعدا للوفاء بدينه �إال حتت ال�ضغط؛ هذا ما يجري به العمل الق�ضائي‬
‫‪19. C’est le sens de l’article 1142 du Code civil français lequel est une application de‬‬
‫‪l’adage : nemo precise cogi ad factum ( on ne peut forcer quelqu’un à faire quelque‬‬
‫‪chose sous la contrainte )…ainsi, on ne pourrait faire condamner un artiste à exécuter‬‬
‫‪ Droit civil Les‬ر‪son obligation de faire (un tableau par exemple), Ph. Malaurie, L. Aynès‬‬
‫‪obligations, éd. Cujas, 7é 1997, p 593, n° 1018.‬‬
‫‪ .20‬حممـ ــد ح�سنني الوجيز يف نظرية االلتزام‪ ،‬امل�ؤ�س�س ــة الوطنـ ــية للكتـ ــاب‪� ،‬ص ‪.250‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪59‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫يف فرن�سا‪� 21.‬أما من جانب الفقه‪ ،‬فعلى وجه العموم‪ ،‬الر�أي الراجح انه يجب‬
‫على الدائن �أن يطالب بالتهديد املايل‪ ،‬فال يجوز للمحكمة �أن تق�ضي به من تلقاء‬
‫نف�سها‪ ،‬على �أن هناك ر�أيا يذهب �إىل جواز �أن تق�ضي املحكمة مـ ــن تلقاء نف�سها‬
‫بالغرامة التهديدية‪� ،‬إذا وجدت �أن �شروطها متوفرة‪ 22.‬ويف نف�س هذا االجتاه‪،‬‬
‫ويف ما يتعلق بالقانون الإداري‪ ،‬تن�ص املادة ‪ 981‬ق‪.‬ا‪ .‬م‪�.‬إ ‪" :‬يف حال ــة عدم تنفيذ‬
‫�أمر �أو حكم �أو قرار ق�ضائي‪ ،‬ومل حتدد تدابري التنفيذ‪ ،‬تقوم اجلهة الق�ضائي ــة‬
‫املطلوب منها ذلك‪ ،‬بتحديدها‪ ،‬ويجوز لها حتديد �أجل للتنفيذ والأمر بغرامة‬
‫تهديديـــة"؛ ي�ستخل�ص من ن�ص هذه املادة �أنه يجوز للمحكمة الإدارية �أن ت�أمر‬
‫بالغرامة التنفيذية‪ ،‬من تلقاء نف�سها‪ ،‬لكن ق�صرت املادة املذكورة ذلك على حالة‬
‫تقاع�س املنفذ عليه‪ ،‬و مبنا�سبة حتديد تدابري التنفيـ ــذ‪.‬‬
‫وللدائـ ــن �أن يطلب احلكم بالغرامة التهديدية يف �أية مرحلة كانت عليهـ ــا‬
‫الدعوى وال يعترب هذا الطلب طلبا جدي ـ ــدا‪.‬‬
‫وقد �سبقت الإ�شارة �إىل �أن قانون الإجراءات املدنية و الإدارية احلايل ي�سمح‬
‫للقا�ضي الإداري باحلكم بالغرامة التهديدية على الأ�شخا�ص املعنوية العام ــة‪.‬‬
‫فقـ ــد �أ�صبح يجوز االلتجاء �إىل و�سيلة التهديد املايل �ضد الدولة وم�ؤ�س�ساتها‪،‬‬
‫ذلك بالرغـم من �أن القا�ضي ال يتمتع ب�سلطة توجيه الأوامر للإدارة‪ ،‬يف حني �أنه‬
‫من �صالحياته �أن يحكم ب�إبطال القرارات التي ت�صدرها ويحك ــم عليها بالتعوي�ض‪.‬‬
‫كمــا �أن هناك من يرى �أن هذا املوقف خمالف ملبد�أ الف�صل بني ال�سلطــات‪.‬‬

‫‪21. « …le juge peut, même d’office, ajouter à la condamnation principale, pour le cas où‬‬
‫‪elle ne serait pas exécutée, dans le délai qu’il prescrit une condamnation pécuniaire,‬‬
‫‪généralement tant par jour de retard…» (Ph. Malaurie, L.Aynès, Droit civil Les‬‬
‫‪obligations, éd. Cujas, 7é 1997, p 594, n° 1019).‬‬
‫‪ .22‬عب ـ ــد ال ـ ــرزاق احمـ ــد ال�سنهـ ــوري ‪ .‬املـ ـ ــرجع ال�سـ ــابق‪� ،‬ص ‪.812‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪60‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وق ــد كان االجتهاد الق�ضائي يف اجلزائر ي�أخذ بهذا االجتـ ــاه‪ ،‬وق ـ ــد ق�ضت‬
‫املحكمـ ــة العليا يف عـ ــدة قرارات لها بعدم جواز احلكم على الإدارة بالغرامـ ــة‬
‫التهديديـ ــة‪23.‬‬
‫وللمحكمة �إذا طلب منها الدائن احلكم بالغرامة التهديدية �سلطة التقدير‬
‫يف �أن جتيبه �أو ال جتيبه �إىل طلـ ــبه‪ ،‬وهذا على فر�ض �أن �شروط التهديــد املال ــي‬
‫متوف ــرة‪ .‬و ال تخ�ضع املحكمة يف ا�ستعمال �سلطة التقدير هذه �إىل رقابة املحكم ــة‬
‫العلي ــا‪ ،‬لأنها تق�ضي يف م�س�ألة مو�ضوعية‪ ،‬بخالف م�س�ألة توفر �شروط التهديــد‬
‫املال ــي التي تعتب ــر م�س�ألة قانونية تخ�ضع فيها املحكمة لرقابة املحكمة العليا‪.‬‬
‫ويجوز لأية جهة ق�ضائية احلكم بالغرامة التهديدية ‪ :‬حمكمة مدنية �أو جتارية �أو‬
‫حمكمة جنائية �أثناء نظرها يف الدعوى املدنية‪ ،‬ويجوز لقا�ضي اال�ستعجال‪� 24‬أن‬
‫يحكم بالغرامة التهديدية‪ .‬وقــد �سبق �أن ت�ساءلنا‪ :‬هل يجوز له ت�صفية الغرام ــة‬
‫التهديدية؟ ور�أينا �أنه مل يكن هذا العمل من اخت�صا�ص قا�ضي اال�ستعجال بل من‬
‫اخت�ص ــا�ص قا�ض ــي املو�ض ـ ــوع‪25.‬‬

‫‪( .23‬القـ ــرار رقم ‪ 115284‬ال�صادر يف ‪ .97-04-13‬جملة ق�ضائية عدد ‪� 1998/01‬ص ‪ )193‬الذي ورد يف حيثياته‪� ،‬أن مـ ــن‬
‫املقرر قانونا ‪�" :‬إذا رف�ض املدين تنفيذ التزام بعمل �أو خالف التزاما بامتناع عن عمل‪ ،‬ف�إن القائم بالتنفيذ يثبت ذلك يف حم�ضر‪،‬‬
‫ويحيـ ــل �صاحب امل�صلحة للمطالبة بالتعـ ــوي�ض"‪.‬‬
‫كما جاء فيه ‪" :‬من امل�ستقر عليه ق�ضاء �أنه ال �سلطة للقا�ضي على الإدارة لإجبارها على التنفيذ بوا�سطة الغرامة التهديدية و من‬
‫ثمة ميكن للم�ست�أنف – يف ق�ضية احلال – رفع دعوى التعوي�ض لرف�ض امل�ست�أنف عليها القيام بااللتزام الق�ضائي بالأداء الواقع على‬
‫عاتقها‪ ،‬مما ي�ستوجب ت�أييد القرار امل�ستـ ـ ـ�أنف"‪.‬‬
‫‪ .24‬وهذا ما ن�صت عليه املادة ‪ 471‬من قانون الإجراءات املدنية بقولها "و يجوز لقا�ضي الأمور امل�ستعجلة بناء على طلب اخل�صوم‬
‫�أن ي�صدر �أحكاما بتهديدات مالية ‪ ،"...‬و يف نف�س ال�سياق �صدر القرار رقم ‪ 179531‬ال�صادر ‪ ،1997-10-22‬جملة ق�ضائية‬
‫عدد ‪� 1997/2‬ص ‪ 81‬الذي جاء يف �إحدى حيثياته ‪" :‬من املقرر قانونا �أن قا�ضي اال�ستعجال يجوز له بناء على طلب اخل�صوم �أن‬
‫ي�صدر �أحكاما بتهديدات مالي ـ ــة‪...‬؛‬
‫و ملا تبني يف ق�ضية احلال �أن ق�ضاة اال�ستعجال ملا ق�ضوا بعدم اخت�صا�صهم يف النزاع على �أ�سا�س انعدام ركن اال�ستعجال وفقا للمادة‬
‫‪183‬من ق‪.‬ا‪.‬م‪ .‬ف�إنهم يكونون قد خالفوا القانون مما ي�ستوجب النق�ض يف القرار املطعون في ـ ــه"‪.‬‬
‫‪ .25‬املـ ــادة ‪ 471‬من قانون الإجراءات املدنية‪ ،‬تق�ضي ب�أنه‪ ..." :‬يجوز لقا�ضي الأمور امل�ستعجلة بناء عل ــى طلب اخل�صـ ـ ــوم �أن‬
‫ي�صـ ــدر �أحكاما بتهديدات مالية‪ ،‬و هذه التهديدات يجب مراجعتها و ت�صفيتها مبعرفة اجلهة الق�ضائية املخت�صة ‪� ،"...‬أي قا�ضي‬
‫املو�ضـ ـ ــوع‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪61‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلــــب الثـــــالث ‪:‬‬
‫�آثــــار احلكــــم بالغرامــــة التهديديـــة‬
‫تتحدد �آثار احلكم بالغرامة التهديدية من جراء موقف املدين الذي �سيتخذه‬
‫جتاه التنفيذ باالن�صياع و االمتثال للتنفيذ‪� ،‬أو التعنت وعدم الر�ضوخ للتهديـ ــد‬
‫املايل؛ وعليه ف�إن املدين �سوف يتخذ �أحد املوقفني ‪ :‬الأول يتمثل يف الإقالع عن‬
‫العناد واالمتثال لتنفيذ التزام ـ ــه‪ ،‬خ�شية تراكم الغرامة التهديدية ولي�س علـ ــى‬
‫�أ�سا�س �أنه را�ض باحلكم الأ�صلي حمل التنفيذ‪ ،‬والثاين يتمثل يف التم�سك باالمتناع‬
‫والإ�صرار على عدم القيام بتنفيذ التزامه رغم التهديد املايل امل�ضروب عليــه‪.‬‬
‫وم ــن احلالتني‪ ،‬يكون موقف املدين قد حتدد و ات�ضح ب�صفة نهائية �إيجابيا‬
‫�أو �سلبيا ومن خاللها يكون التهديد املايل قد ا�ستنفذ الهدف والغاية التي مـ ــن‬
‫�أجلها �ضرب‪ ،‬لذا فاال�ستبقاء على الغرامة التهديدية مل يعد جمديا و�أ�صبح من‬
‫الواجب النظر يف م�صري الغرامة التهديدية‪ ،‬بغر�ض حتويلها اىل تعوي�ض نهائي‬
‫ي�ستطيع الدائ ــن تنفيذه على �أموال املدين وفقا للقواعد العام ــة‪ ،‬عك�س الغرام ــة‬
‫التهديدي ــة‪ .‬ومن اجل تقديرها و حتويلها �إىل تعوي�ض نهائي‪ ،‬يجب التمييز بني‬
‫كل حالة من احلالتني ال�سالفتي الذكر‪ ،‬الناجمة عن موقف املدين املتخذ جتاه‬
‫تنفيـ ــذ التزامه العيني باالمتثال �أو االمتن ـ ــاع‪.‬‬
‫الفـــــرع الأول ‪:‬‬
‫�سلطـــة القا�ضـــي يف تعديـــل الغرامـــة التهديديـــة‬
‫�إذا حكـ ــم على املدين بغرامة تهديديه‪ ،‬ف�إمنا يق�صد بذلك ال�ضغط عليه‬
‫والتغلب على عناده حتى يذعن فيقوم بتنفيذ التزامه‪ .‬وهـ ــو يف النهاية �إمـ ــا �أن‬
‫ينفذ التزامــه‪ ،‬ويف هذه احلالة قد يقوم القا�ضي بخف�ض مبلغ الغرامة التهديدية‬
‫املحكوم بها عليه‪ .‬و�إما �أن ي�صر على عدم التنفيذ‪ ،‬فيقوم القا�ضـ ــي برفع مبلغ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪62‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الغرامة التهديدية املحكوم بها عليه‪ .‬ويف كلتا احلالتني ال ميكن للدائن �أن ينفذ‬
‫على املدين �إال بعد ت�صفية الغرامة التهديدية و حتويلها �إىل تعـ ــوي�ض‪.‬‬
‫�أوال ‪� -‬إمكانيــــة خف�ض الغرامـــة التهديديـــة ‪:‬‬
‫ملا ي�ستجيب املدي ــن ويفي بالتزامه يحط عنه القا�ضي الغرامة التهديديـ ــة‬
‫مقابل ا�ستجابته ملا �أمر به؛ �إن احلكـ ــم بالغرامة التهديدية حكم م�ؤقت‪ ،‬لذلك‬
‫ي�ستطيع القا�ضي تخفي�ض الغرامة التهديدية‪� ،‬إذا بادر املدين �إىل تنفيذ التزامه‪.‬‬
‫فاملحكمة لي�ست ملزمة عند الت�صفية النهائية بالتقدير الذي ر�أته عند فـ ــر�ض‬
‫الغرامـ ــة التهديدية وذلك الختالف الأ�سا�سني‪ ،‬ف�أ�سا�س الغرامة التهديديـ ــة‬
‫مقاوم ــة املدين و �أ�سا�س التعوي�ض هو جرب ال�ضرر‪ .‬لذا يتعني على القا�ضي ان‬
‫يعيد النظر يف حكم التهديد املايل لإلزام املدين بتعوي�ض الدائن مقابل الت�أخري‬
‫احلا�ص ــل وبقــدر ال�ضرر الذي �أ�صابه وما فاته من ك�سب؛ لذلك املحكمة تنق�ص‬
‫الغرامـ ــة التهديدية مبا يت�ساوى مع ال�ضرر الذي �أ�صاب الدائن من جراء ت�أخري‬
‫التنفي ـ ــذ‪.‬‬
‫ثانيــــا ‪� -‬إمكانيــــة رفع الغرامــــة التهديديــــة ‪:‬‬
‫مـ ــن املوقف ال�سلبي الذي اتخذه املدين جتاه التزامه العيني نحو الدائ ــن‬
‫باالمتناع عن التنفيذ‪ ،‬ن�ستنتج ب�أن التهديد املايل امل�ضروب عليه مل يحدث‬
‫�أي ت�أثري على عناده و �إ�صراره على العنت الذي �أبداه فلم يتغلب على زحزحة‬
‫ت�صميمه وك�سر �إرادته للإقالع عن االمتناع لذلك يجب على القا�ضي‪ ،‬بناء‬
‫على طلب الدائن �أن يرفع من مبلغ الغرامة التهديدية‪ .‬ويف هذا ال�صدد‪ ،‬تن�ص‬
‫املادة ‪ 174‬ف ‪ 2‬من القانون املدين على ما يل ـ ــي ‪" :‬و�إذا ر�أى القا�ضـ ـ ــي �أن‬
‫مقـ ــدار الغرامة لي�س كافيا لإكراه املدين املمتنع عن التنفيذ جاز له �أن يزيـ ــد‬
‫يف الغرامة كلما ر�أى داعيا للزيادة"‪ .‬فللقا�ضي �إذن �إذا قدر يف البداية مبلغـ ــا‪،‬‬
‫ث ـ ــم ر�آه غري كاف للتغلب على عناد املدين �أن يزيد يف هذا املبلغ �إىل الق ـ ــدر‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪63‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الذي يراه كافيا‪ 26،‬وال مينع من ذلك حجية الأمر املق�ضي فيه مادام �أن احلكم‬
‫بالتهدي ــد املال ــي ال يح ــوز هـ ــذه احلجيـ ــة‪.‬‬
‫الفــــرع الثانـــــي ‪:‬‬
‫ت�صفيــــة الغرامــــة التهديديــــة‬
‫حتدد الغرامة التهديدية عن كل وحدة زمنية يت�أخر فيها املدين عن التنفيذ‬
‫ومبجرد حتقق الغر�ض الذي من اجله فر�ضت‪ ،‬يجوز ل�صاحب امل�صلحــة �أن يرجع‬
‫�أمام نف�س اجلهة الق�ضائية املخت�صة‪ ،‬وفقا للقواعد العامة املعتادة للمطالب ــة‬
‫بتحويلها �إىل تعوي�ض نهائي يتم تقديره وفقا لعنا�صر التعوي�ض العادي مع الأخذ‬
‫بعني االعتب ــار العن�صر الإ�ضايف املتمثل يف العنت الذي �أبداه املدين كلما دعت‬
‫ال�ضرورة لإدخال احت�سابه يف التعوي�ض م ‪ 174‬و‪ 175‬من القانون املدين‪ .‬واملواد‬
‫‪ 305‬و‪ 988-980-625‬م ــن قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫وتت ــم مراجعة الغرامة التهديدية و ت�صفيتها وحتدد قيمتها مبعرفة اجلهــة‬
‫الق�ضائية املخت�صة فت�صدر حكما بالتع ــوي�ض‪ ،‬وحينها ي�صبح حكـ ــم التعوي�ض‬
‫نهائيا يجوز للمحكوم له اتباع �إجراءات التنفيذ املقررة قانونا ال�ستيفاء قيمة‬
‫التعوي�ض النهائي املحكوم به على املدين و يف حالة االمتناع ي�ستطيع �إيقاع احلجز‬
‫على �أموال املحكوم عليه وفقا للقواعد العامة املحددة لهذا الغ ــر�ض‪.‬‬
‫�إذن الغرامــة التهديدية جمرد و�سيلة قانونية ق�ضائية لتعجيل تنفيذ التزام‬
‫املدين املتقاع�س خ�ص�صت مل�صلحة الدائن و عليه تتعلق بالنظام العام‪ ،‬ال ميك ــن‬
‫حتريكها تلقائيا من املحكمـ ــة بل يجب على �صاحب امل�صلحة �أن يتم�سك به ــا‬
‫وي�سعى لها وفقا ملا قرره القانون‪ .‬مهما كان موقف املدين املحكوم عليه بالغرام ــة‬
‫‪26. « L’astreinte est librement et, d’une certaine manière, arbitrairement fixée par le juge,‬‬
‫‪de façon à en assurer le caractère comminatoire. Elle est donc essentiellement variable en‬‬
‫‪fonction des circonstances et de la situation du débiteur» (Terré, Simler, Lequette , Droit‬‬
‫‪civil, les obligations, Dalloz, 7ème éd. 1999, p 937).‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪64‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫التهديدية‪ ،‬فال بد للدائن �أن يلج�أ �إىل املحكمة املخت�صة طالبا ت�صفية الغرامة‬
‫التهديدية واحلكم على املدين بتعوي�ض نهائي ي�ستطيع �أن ينفذ به على �أموالـه‪.‬‬
‫وتكمـ ــن ال�صعوبة يف حتديد املدة التي من خاللها يتبني �إ�صرار املدين‬
‫علــى عدم التنفيذ و�أن التهديد املايل �أ�ضحى بدون جدوى ؛ ويف هذا املجال فقد‬
‫حكمت حمكم ــة النق�ض الفرن�سية ب�أنه يكون على عاتق الدائن �إثبات املدة التي‬
‫بق ــي خاللها املدين متعنتا م�صرا على عدم التنفيـ ــذ‪27.‬‬
‫ويكون للقا�ضي من خالل ت�صفية الغرامة التهديدية‪ ،‬حتديد التعوي�ض عن‬
‫عدم التنفيذ و كذلك الت�أخري يف التنفيذ؛ و قد ن�صت املادة ‪ 175‬ق‪.‬م على �أنه‪:‬‬
‫"�إذا مت التنفيذ العيني‪� ،‬أو �أ�صر املدين على رف�ض التنفيذ‪ ،‬حدد القا�ضي مقدار‬
‫التعوي�ض الذي يلزم به املدين مراعيا يف ذلك ال�ضرر الذي �أ�صاب الدائن والعنت‬
‫ال ــذي ب ــدا من املدين"‪ .‬يت�ضح من خالل ن�ص املادة �أن عنا�صر التعوي�ض النهائي‬
‫هي نف�س عنا�صر التعوي�ض العادي؛ و هي ما �أ�صاب الدائن من �ضرر وما فاته‬
‫م ــن ك�سب من جراء عدم تنفيذ املدين التزامه �أو ت�أخره يف التنفيذ؛ على �أن‬
‫هناك عن�صرا جديدا و هو عن�صر العنت الذي بدا من املدين‪ ،‬وهو العن�صر الذي‬
‫يخرج التعوي�ض من معناه امل�ألوف �إىل املعنى الذي يتفق مع التهديد املال ـ ــي‪.‬‬
‫وي�ستطيع القا�ضي �أن يزيد يف التعوي�ض يف مقابل ال�ضرر الأدبي الذي �أ�صاب‬
‫الدائن من جراء عناد املدين وتعنته و�إ�صراره على عدم التنفيذ‪� ،‬أو ت�أخره املتعمد‬
‫يف القيام بالتنفيذ‪ .‬ويف حالة ما قدر القا�ضي التعوي�ض النهائي حكم به على‬
‫املدين‪ ،‬وا�ستطاع الدائن عندئذ �أن ينفذ به على املدين‪ ،‬ال على �أنه تهديد مايل‪،‬‬
‫بل على �أنه تعوي�ض نهائـ ــي‪.‬‬
‫‪27. Civ.2,11 janv. 1995, B.II, n° 80 ; J.C.P. 95. IV. 589 : " … le créancier doit prouver quelle‬‬
‫‪a été la durée pendant laquelle l’obligation soumise à astreinte a été inexécutée… " . A‬‬
‫‪cet égard, Ph. Malaurie L. Aynès, constatent que : "lorsqu’une astreinte est prononcée, il‬‬
‫‪appartient à celui qui en demande la liquidation de prouver qu’elle a couru en établissant‬‬
‫‪la durée pendant laquelle l’obligation de faire dont elle était assortie est restée inexécutée,‬‬
‫‪autrement qu’en présumant discrétionnairement que l’astreinte a couru jusqu’au jour où‬‬
‫‪il a constaté l’inexécution " Droit civil Les obligations, éd. Cujas, 7é 1997, p 593, n° 1018).‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪65‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وجت ــدر املالحظة ب�أن هذا التعوي�ض قد مينح للدائن‪ ،‬بالإ�ضافة �إىل التعوي�ض‬
‫عن عدم التنفيذ‪ ،‬كما مينح له ف�ضال عن ح�صول التنفيذ‪ ،‬عند الت�أخري‪ ،‬وذلك‬
‫وفقا للقواعد العامة؛ �أما يف �إطار القانون الإداري‪ ،‬فقد ق�ضت املادة ‪ 982‬ق‪.‬ا‪.‬م‪.‬ا‬
‫ب�أنه ‪" :‬تك ــون الغرامة التهديدية م�ستقلة عن تعوي�ض ال�ض ــرر"‪.‬‬
‫ويجب علـ ــى القا�ضي يف جميع الأحوال عند حتويل الغرامة التهديدية �إىل‬
‫تعوي�ض نهائي �أن ي�سبب حكمه و�أن يبني يف الأ�سباب �أن التعوي�ض قد قي�س مبقيا�س‬
‫ال�ضـ ــرر‪28.‬‬

‫اخلامتــــــــــة ‪:‬‬
‫الغرامة التهديدية لها حقا فعالية‪� ،‬إال �أن حتديد مبلغ التهديد املايل مبقدار‬
‫ال يتجاوز التعوي�ض عن ال�ضرر احلا�صل فعال ي�ؤدي �إىل فقدان هذه الو�سيلـ ــة‬
‫فعاليتها‪ .‬وذلك الن املحاكم عنـ ــد الت�صفية النهائية تراعي �إنقا�ص الغرامـ ــة‬
‫مبـ ــا يعادل ال�ضرر في�ستخف املدينون ب�أحكام التهديد املايل‪ 29،‬غري �أنه يبدو من‬
‫االجتاه الذي انتهجه امل�شرع الإداري املتمثل يف حتويل ما يفوق مقدار التعوي�ض‬
‫�إىل اخلزينة العمومية تعزيزا لفعالية الغرامة التهديدية‪ ،‬وهو نف�س النهج الذي‬
‫�س ــار علي ــه الت�شـ ــريع يف فرن�سـ ــا‪.‬‬

‫‪( .28‬قرار �صادر يف ‪ ،1990-05-06‬جملة ق�ضائية عدد ‪� 1‬سنة ‪� ،1993‬ص ‪ ،)88‬الذي ورديف حيثية من حيثياته ما يلـ ــي ‪:‬‬
‫"متى كان من املقرر قانونا انه يجوز �أن يتعدى مقدار التهديد املايل املحكوم مقدار التعوي�ض عن ال�ضرر الفعلي الذي ن�ش�أ‪ ،‬ف ــان‬
‫ق�ضاة املو�ضوع الذين ق�ضوا بدفع الغرامة التهديدية دون �إجراء حتقيق حول ال�ضرر احلقيقي الذي ن�ش�أ قد عر�ضوا قرارهم النعدام‬
‫الت�سبيب ؛ و متى كان كذلك ا�ستوجب نق�ض القرار املطعون فيـ ــه"‪.‬‬
‫‪29 L’astreinte s’apparente à une peine privée, puisque le montant en revient au‬‬
‫‪demandeur. Mais cette solution « est de nature à inciter le juge, sensible à l’argument‬‬
‫‪d’enrichissement injustifié, à liquider l’astreinte à un montant réduit, donc à amoindrir‬‬
‫‪l’effet d’intimidation » Terré et autres, op cit, p 937; cf. STARCK, ROLAND et BOYER,‬‬
‫‪t. 3, n° 572.-V. aussi E. du RUSQUEC, la nature juridique de l’astreinte en matière civile,‬‬
‫‪JCP G 1993, I, 3699) .‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪66‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫هذا وجتدر املالحظة �إىل �أنه �سواء �أنق�ص القا�ضي من مقدارها �أومل ينق�ص‪،‬‬
‫�إال �أن الغرامـ ــة التهديدية تبقى مع ذلك و�سيلة لإجبار املدين على التنفي ــذ‪ ،‬لأن‬
‫احلكم على املدين بالغرامة التهديدية يلقي يف نف�سه القلق ما دام �أنه ال يع ــرف‬
‫على وجه الدقة املبلغ املايل الإجمايل الذي �سيقرره القا�ضي نهائيا‪ ،‬على �سبيل‬
‫التعوي�ض الإجمايل امل�ستحق مقابل ال�ضرر الناجم عن مدى تعنت املدين و عن‬
‫الت�أخري يف التنفيذ‪ .‬ومن هذا املنطق‪ ،‬ي�شعر ب�أن مبادرته �إىل تنفيذ التزامه جتعل‬
‫القا�ضي �أكرث مرونة و ا�ستعدادا لنزع التهديد املايل عنه �أو ميال �إىل تخفي�ضه‬
‫لدرجة خفيفة‪ ،‬بينما �إ�صراره و التعنت على عدم التنفيذ‪ ،‬يجعل القا�ضي مت�شددا‬
‫�صارما يف تقدير التعوي�ض و يتعاظم التعوي�ض كلما كان الإ�صرار عن عدم التنفيذ‬
‫بدون مربر‪ .‬لذا قد ينتهي الأمر بالقا�ضي ليحكم على املدين املتعنت نهائيا بكل‬
‫املبلغ الناجم عن الت�أخري غري املربر؛ وبهذه الطريقة حتقق الغرامة التهديدية‬
‫دورها املتمثل يف التهديد املايل؛ �أما احلكم بخف�ض مبلغ الغرامة التهديدية رغم‬
‫تعنت املدين فقد يفقد التهديد املايل خا�صيته التهديدية و ي�صبح غري �صالح‬
‫ال�ستعماله كو�سيلة �ضغط و �إجبار لإزاحة عناد املدين‪ .‬فالأخذ بكل هذه االعتبارات‬
‫يجعل الغرامة التهديدية و�سيلة ناجعة لإجبار املدين على تنفيذ التزامـ ــه‪.‬‬
‫بع�ض املــــــراجع ‪:‬‬
‫‪ -‬بن �شنيتي حميد‪" ،‬التهديد املايل يف القانون اجلزائري"‪ ،‬مذكرة ماج�ستري‪ ،‬كلية احلقـ ــوق‪،‬‬
‫اجلزائ ـ ــر‪.1982 ،‬‬
‫‪ -‬فتحي وي�س‪ ،‬حما�ضرات يف �أحكام االلتزام‪ ،‬جامعة تيارت‪ ،‬ال�سنة الدرا�سيــة ‪ 2002 :‬ـ ‪.2003‬‬
‫‪ -‬عبد الرزاق ال�سنهـ ــوري‪ ،‬الو�سيط يف �شرح القانون املدين اجلديـ ــد‪� ،‬آثار االلتزام املجل ـ ــد ‪،2‬‬
‫من�شورات احللبي احلقوقية‪ ،‬طبع ـ ــة ‪.1998 ،3‬‬
‫‪ -‬علي فيالل ــي‪ ،‬االلتزامات "النظرية العامة للعقد"‪ ،‬مرقم للن�شر والتوزيع‪ ،‬الطبعة الثاني ــة‪،‬‬
‫اجلزائ ـ ــر‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬حممد �صربي ال�سعـ ــدي‪ ،‬النظرية العامة لاللتزامات‪ ،‬الق�سم الثاين‪� ،‬أحكام االلتـ ــزام يف‬
‫القانـ ــون املدنـ ــي اجلزائـ ــري‪ ،‬دار الكت ـ ــاب احلديث‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪67‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -‬عبد املنعم مو�سى �إبراهيم‪ ،‬ح�سن النية يف العقود‪ ،‬من�شورات زين احلقوقية‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‬
‫‪.2006‬‬
‫‪ -‬خديجة فا�ضل‪ :‬تعديل العقد �أثناء التنفيذ‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري‪ ،‬فرع العقود و امل�س�ؤولية ‪-2001‬‬
‫‪ ، 2002‬جامع ـ ــة اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫‪ -‬خليفاتي عبد الرحمان ‪ :‬مدى اعتداد القانون اجلزائري مببد�أ �سلطان الإرادة يف �إن�شاء العقد‬
‫وتنفي ــذه‪ ،1992 ،‬جامعـ ــة اجلزائـ ــر‪ ،‬ب ــن عكنـ ــون‪.‬‬
‫‪ -‬حطـ ــاب زينب‪ ،‬التنفيذ العيني يف القانون املدين اجلزائري‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري يف العقـ ــود‬
‫وامل�س�ؤولية‪ ،‬جامعة اجلزائر‪� ،‬سنة ‪ ، 2001-2000‬الطبعة الرابع ـ ــة ‪.2005‬‬
‫‪1.Terré, Simler, Lequette, Droit civil, les obligations, Dalloz,‬‬
‫‪7ème éd. 1999.‬‬
‫‪2.Mazeaud D, la notion de clause pénale, LGDJ 1992.‬‬
‫‪3.Marty & Raynaud , droit civil, 5e éd 1996.‬‬
‫‪4. Ph. Malaurie, L. Aynès, Droit civil Les obligations, éd. Cujas,‬‬
‫‪7é 1997.‬‬
‫‪5. E. Du Rusquec, la nature juridique de l’astreinte en matière‬‬
‫‪civile, JCP G 1993, I, 3699.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪68‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الو�ساطـة كطريق بديــــل حلـــــل النزاعــات‬
‫يف قانون الإجراءات املدنية والإدارية اجلديـــد‬
‫الـــــدكتــــور يقـــــا�ش فـــــــرا�س‬
‫كلي ــة احلقـ ــوق والعلوم ال�سيا�سيــة‬
‫جامع ـ ــة وه ـ ـ ــران‬

‫املـقـدمــــــة ‪:‬‬
‫نـظـــــرة تـاريخـيــــــة ‪:‬‬
‫الو�سائل البديلة حلل النزاعات هو م�صطلح ي�ستخدم لو�صف جمموعة من‬
‫املقاربات (ال�صـلح‪ ،‬الو�سـاطة‪ ،‬التحكيم)‪ ،‬توظف حلل املنازعات ‪ ،‬و مبا �أن هذه‬
‫الو�سائل ال تعو�ض الطرق التقليدية‪ ،‬ف�إن توظيـف هـذه التقنيات �أعطى نتائج‬
‫جيدة‪ ،‬من منطلق �أنه يقل�ص املدة الزمنية و الكلفة وحدة اخلالف‪ ،‬مقارنة‬
‫مـع الإجـراء الق�ضائي التقليدي‪ ،‬و من جهة �أخرى ف�إن اللجوء لتقنيات الو�سائل‬
‫البديلة حلل النزاعات ي�ضمن لأطـراف النزاع حتكما �أكرب يف الإجـراء و النتائج‪،‬‬
‫كما �أن الو�سائل البديلة ومنها الو�ساطة(‪ )1‬ت�شجع التعـاون عن طريق حتديد‬
‫امل�صالح امل�شرتكة وتطوير حلول خالقة حلل النزاعات و �ضمان التنفيذ ‪ ،‬علما‬
‫�أن هذه الو�سائل البديلة حلل النزاعات ابتكرت يف الواليات املتحدة بهدف �إيجاد‬
‫حلول بديلة للنظام الق�ضائي التقليدي الذي كان مكلفا و �صارما و تطبعه الر�سمية‬
‫ب�شكل مبالغ فيه و ال ميكن التكهن بنتائجه و م�ضرا بالعالقات بني الأطـ ـ ـ ـ ـ ــراف‬
‫و حمدودا باعتبار ق�صر نظر مقاربة "احلقوق" التي يرتكز عليها مـقارنـة مع‬
‫املقاربة املبدعة حلل امل�شاكل التي تقرتحها �صيغة الو�سائل البديلة حلل النزاعات‪،‬‬
‫و منذ �سنوات الع�شرين من القرن املا�ضي ‪ ،‬برزت احلاجة لتطور من هذا النـ ــوع‬
‫(‪ : )1‬عبـد ال�سالم ذيب ‪ ،‬قانون الإجراءات املدنية والإدارية اجلديد‪ ،‬ترجمة للمحاكمة العادل ــة‪ ،‬اجلزائ ــر‪،‬‬
‫�سنـ ــة ‪� ، 2009‬ص ‪.413‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪69‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ومع ظهورها عند نهاية حقبة ال�ستينات وجدت هذه ال�صيغة جمهورا متزايدا‬
‫لدى املحامني و �أطراف النزاع و ذلك يف كل البلدان التي تـعتـمد القانون العام‪،‬‬
‫خا�صة يف اململكة املتحـدة ومن ثم فـي �أنظمة ق�ضائية �أخرى عرب العامل ‪ ،‬عــلما �أن‬
‫الو�ساطة ظهرت تاريخيا يف احل�ضارة اليونانية التي كانت تعتمد ال�صلح كمنهج‬
‫لف�ض النزاعات يف املجتمع نظرا ملا متيز بـه اليونانيون من حر�صهم على فل�سفة‬
‫ال�صلح‪،‬كما �أن الو�ساطة مل تكن غائبة يف ال�شريـعة الإ�سالمية بل هي من �صميم‬
‫تراثنا و ثقافتنا الإ�سالمية‪� ،‬أما الو�ساطــة ك�إجراء ق�ضائي فلم تظهر يف �أوروبا‬
‫�إال يف ال�سبعينات من القرن املا�ضي و ذلك يف فرن�سا و بالأخ�ص يف الق�ضايا‬
‫العمالية‪� ،‬إىل �أن جت�سدت يف قانون ‪ 1995 -2 -8‬وذلك بتكري�س الو�ساطة كحل‬
‫بديل حلـل النزاعات �أمام �ضعف الو�سائل التـقليديـة و ارتفاع كلفة التقا�ضي‬
‫وتفادي البطئ يف حل النزاعات و املتمثلة �أ�سا�سـا يف م�ؤ�س�سة الق�ضاء الـر�سمي‬
‫�أ�صبحت �ضرورة ال غنى عنهـ ـ ــا‪.‬‬
‫تـعريف الو�سـاطــــــــة ‪:‬‬
‫الكثري من املغالطات قد تظهر �أو تربز عند تعريف الو�ساطة �أو حماولة و�ضع‬
‫تعريف لها ‪ ،‬غري �أن �أدقها هو تعريف الأ�ستاذ ‪M. Guillaume- Hifnung1‬‬
‫الذي اعتربها طريقا للتوا�صل يعتمد على م ــ�س�ؤولية و ا�ستقاللية امل�شاركني مع‬
‫وجود طرف ثالث وحيادي و م�ستقل لي�ست له �أية �سلطة التخاذ القرار �أو مــنح‬
‫اال�ست�ش ـ ــارة ماعدا �أنه ي�ساهم يف ربط العالقة االجتماعية �أو الوقاية �أو حل‬
‫النزاع‪ ،‬ومن هذا املنطلق ميــكن القول ب�أن املنظومة الت�شريعية يف اجلزائر‬
‫عرفت تطورا هاما يتمثل يف تعديل بع�ض القوانني تعديال جوهريا‪ ،‬تارة ثم �إ�صدار‬
‫بع�ض الت�شريعات التي مل تكن موجودة على الإطالق وفر�ضتها بع�ض العوامل‬
‫الـدولية واالقت�صادية واالجتماعية على امل�ستوى الداخلي‪ ،‬غري �أن �أهم ما مييز‬
‫قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪ ،‬الذي ميــكن و�صفه ا�صطالحا و لغويا وقانونيا‬
‫‪(1) : M. Guillaume- Hifnung, la médiation, puf 2007, p 71.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪70‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫باجلديد لأنه �ألغـى �أحكام الأمـر ‪ 154 -66‬املوافق ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬و املت�ضمن‬
‫قانون الإجراءات املدنية مبوجب هذا القانون املعدل و املتمم ‪ ،‬وكذلك لوجود‬
‫بـع�ض الإجراءات التي مت الن�ص عليها لأول مرة و منها �إجراء الو�ساطة ‪ ،‬الأمر‬
‫الذي دفعني الختيار مـو�ضوع الـو�ساطة ك�إجراء جديد يف قانون الإجراءات املدنية‬
‫و الإدارية‪ ،‬و كذلك نظرا لوجود �أحكام الو�ساطة بعد الـ�صلح املن�صو�ص عليه‬
‫يف املواد ‪� 990‬إىل ‪ 993‬من قانون الإجراءات املـدنية و الإداريـة‪ ،‬الأمر الذي‬
‫يطرح ت�ســا�ؤالت عديدة حول �أوجه االختالف بني النظامني وهل ميكن اعتبار‬
‫�إجراء الو�ســاطة مكمال لإجراء ال�صلح �أم �أنه �إجراء يختلف عنه ؟ كما جتدر‬
‫الإ�شارة �إىل �أن القانون املدين ن�ص يف املواد ‪� 459‬إىل ‪ 466‬على ال�صلح واعتربه‬
‫منهيا لنزاع قائم �أو يتوقى به نـزاع حمتمل‪ ،‬مع الن�ص عـلى عدم جواز ال�صلح يف‬
‫امل�سائل املتعلقة باحلــالة ال�شخ�صية �أو بالنظام العام و هذا املنهج �سلكته املادة‬
‫‪ 994‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪ ،‬بحــيث اعتربت الو�ساطة واجبة يف‬
‫جميع الدعاوى ماعدا ق�ضايا �ش�ؤون الأ�سرة و الق�ضايا العمالية و كل ما من �ش�أنـه‬
‫�أن مي�س بالنظام العام‪.‬‬
‫�إن اعتبار امل�شرع اجلزائري الو�ساطة طريقا بديال حلل النزاعات يطرح‬
‫�إ�شكالية �أ�سا�سية و هـي هــل الو�ساطة طريق بديل حلل النزاعات ؟وهل الو�ساطة‬
‫تكون موازية للدعوى الق�ضائية ؟‬
‫�إذ يفتـ ــر�ض عند ا�ستعمال عبارة "طريق بديل" من الناحية اللغويـة وجـ ــود‬
‫طريق �أ�صـلـ ــي‪ ،‬وعـنـد االقت�ضاء ن�ستعمل الطريق البديل‪ ،‬غري �أنه بعد االطـ ــالع‬
‫على املواد ‪� 994‬إىل ‪ 1005‬ال نلم�س وجود �أي طريق �أ�صلي مادام �أن الو�ساطة‬
‫تن�ش�أ قـانونا بعد قبول طريف النزاع بها ‪ ،‬كما �أنه وباملوازاة مــع �إجـراء الو�ساطـ ــة‪،‬‬
‫ميكن للقا�ضي �أن يتخذ كل التدابري التي يراها �ضرورية ويف �أي وقت‪ ،‬مما يعني‬
‫�أن الو�ساطة لي�ست طريقا بــديال حلـل النزاعات و�إمنا هي �إجراء �أوجبته املادة‬
‫‪ 994‬من قانون االجراءات املدنية والإدارية‪ ،‬مما يتعني على القا�ضي عر�ضـ ــه‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪71‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫على الطرفني يف جميع املواد(‪ )1‬ما عدا ق�ضايا الأ�سرة و القـ�ضايا العمالية و كل‬
‫ما من �ش�أنه �أن مي�س النظام العـ ـ ــام ‪.‬‬
‫لذا ف�إن الهدف املن�شود من الو�ساطة‪ ،‬كطريق بديل حلـل النزاعات‪ ،‬هو‬
‫تخـفيف العبء ع ـ ــن الق�ضاء‪ ،‬الذي �أ�صبح يعاين من العدد الهائل للق�ضايـ ـ ـ ــا‬
‫املعرو�ضة عليه‪ ،‬وبالتايل ي�ؤثر على ح�سن �سري الـعدالة‪ ،‬كما �أن جلوء امل�شرع‬
‫اجلزائري �إىل الو�ساطة ال يعني تخلي الدولة عن ممار�سة �سلطاتها الـد�ستورية يف‬
‫�إ�صـدار الأحكام وحماية حقوق الفرد واملجتمع معا‪� ،‬إذ نظم القانون بكيفية دقيقة‬
‫اللجوء �إىل هذه الطرق البديلة‪ ،‬كل ذلك حتت رقابة القا�ضي‪ ،‬الأمر الذي �أثر‬
‫على اختياري ملو�ضوع الو�ساطة التي ميكن القول ب�أنها حتمل معنيـني معنى وا�سع‬
‫ومعنى �ضيق‪ .‬املعنى الوا�سع‪ ،‬ي�شمل الو�ساطة يف مفـهومها ال�شكلي والإجرائي‬
‫واملو�ضوعي‪� ،‬أما املعنى ال�ضيق‪ ،‬في�شمل الو�ساطة يف مفهومها املو�ضوعي‪ ،‬و من‬
‫ثم ف�إن تناول �إجراء الو�ساطة �سوف يكــون يف مبحثني و همـ ـ ـ ــا ‪:‬‬
‫اجلانب ال�شكلي والإجرائـ ــي للو�ساط ــة ثـم اجلـ ــانب املو�ضوعـ ــي للو�ساطـ ــة‬
‫املـبحث الأول ‪ :‬اجلانب ال�شكلـي و الإجرائي للو�ساطــة‬
‫تخ�ضع الو�ساطة حلرية اخل�صوم يف اللجوء �إليها و ذلك ل�سريتها و لكفاءة‬
‫الو�سيط الذي يــعمل ح�سب الأخالقيات املعمول بها ‪ ،‬كما �أنها تتطلب نية اخل�صوم‬
‫لف�ض النزاع ‪ ،‬كما ت�سمح للقا�ضي مبنح اخل�صوم ذاتهم فر�صة التو�صل �إىل �إنهاء‬
‫النزاع و ت�ضع عليهم‪� ،‬أي اخل�صوم‪ ،‬م�س�ؤولية لإيجاد حل خلالفهم يكون �سريعا‬
‫ويتفق مع م�صالح كل طرف على املدى الطويل‪ ،‬و رغم �أن الو�ساطة الق�ضائية ورد‬
‫الن�ص عليها يف قانون الإجـراءات املدنية و الإدارية ‪ ،‬غري �أنه ال يوجد مانع مـ ــن‬

‫(‪ : )1‬بربارة عبد الرحمان‪� ،‬شرح قانون الإجراءات املدنية و الإدارية ‪ ،‬من�شورات بغدادي‪ ،‬طبعة ثانية مزيدة ‪.2009‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪72‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أن تكون هذه الو�ساطة باتفاق الطرفني‪� ،‬إما مبا�شرة فيما بينـهم و �إما عن طريق‬
‫حماميهـ ــم يف حدود ما ي�سمح به القانون و هي بهذه ال�صورة �أقرب لل�صلح منها‬
‫للو�ساطة‪ ،‬غري �أن الو�ساطة الق�ضائية تتمثل يف تكليف �شخ�ص حمايد له دراية‬
‫باملو�ضوع و لكن بدون �سلطة للف�صل فيه ي�سمى الو�سيط يكلف ب�سماع اخل�صوم‬
‫ووجهة نظرهـ ــم‪ ،‬حماوال ربط �أوا�صر االت�صال بــينهم و م�ساعدتهم على �إيجـ ــاد‬
‫احلل ـ ــول املنا�سب ـ ــة‪.‬‬
‫املطلب الأول‪� :‬صفـــات الــــو�سيـط‬
‫لقد �أ�سند امل�شرع اجلزائري الو�ساطة �إىل ال�شخ�ص الطبيعي �أو �إىل جمعية‪،‬‬
‫و �إذا كان الأمر هينا و ب�سيطا يف حالة ال�شخ�ص الطبيعي ‪ ،‬ف�إن �إ�سناد الو�ساطة‬
‫�إىل اجلمعية‪ ،‬يطرح �إ�شكاالت عديدة منها قيام رئـي�س اجلمعية بتعيني الو�سيط‬
‫الذي يكون �أحد �أع�ضائها‪ ،‬الأمر الذي ينجم عنه غياب الرقابة الق�ضائية يف‬
‫مرحلة جد حا�سمة وهي تعيني الو�سيط‪� ،‬إذ �أن ترك اختيار الو�سيط رئي�س‬
‫اجلمعية ومنحه هذه ال�صالحية يطرح �إ�شكاال‪ ،‬نـظرا لغياب ال�شروط املو�ضوعية‬
‫لهذا التعيني‪ ،‬فاملادة ‪ 997‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية متيزت‬
‫ب�أحكــام عامة فهي مل حتدد كيفية تعيني رئي�س اجلمعية للو�سيط ‪ ،‬كما �أنها �أي‬
‫املادة ‪ 997‬مل تبني كيفية �إخ ــطار القا�ضي بقرار تعيني ع�ضو من اجلمعية و هل‬
‫يكون ذلك بوا�سطة حم�ضر تبليغ ؟ وماهي طبيعة االجراء التي يعني مبوجبها‬
‫رئي�س اجلمعية الو�سيط‪ ،‬و باملقابل ف�إن املادة ‪ 998‬مـن قـانون الإجراءات املدنية‬
‫والإدارية �أوردت ال�شروط ال�شكلية الواجب توافرها يف الو�سيط‪ ،‬التي ميكن القول‬
‫ب�أنها تتميز ب�صبغة التجريد‪ ،‬رغم �أن الف ـقـرة اخلام�سة من املادة ‪ 998‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنـية والإداريـة تركت كيفيات تطبيق هذه املادة للتنظيم‪ ،‬غري �أن‬
‫اجلانب التنظيمي املتمثل يف املر�سوم التنفيذي رقـ ــم ‪ 100 -09‬املـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪10‬‬
‫مار�س ‪ )1(2009‬ل ــم يرفع اللب�س والغمو�ض و�إمنا ي�شبه �إىل حد كبري ماهو مقرر‬
‫(‪ : )1‬مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 100-09‬م�ؤرخ يف ‪ 10‬مار�س ‪ 2009‬يحدد كيفيات تعيني الو�سيط الق�ضائي‪ ،‬اجلريـ ــدة‬
‫الر�سمي ـ ــة‪ ،‬عـ ــدد ‪ ,16‬ل�سن ـ ــة ‪.2009‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪73‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫للخرباء م�ضيفا بع�ض ال�شروط التي مل ترد يف املادة ‪ 998‬من القانون اجلديد منها‬
‫�أن ال يكون املتــر�شح �ضابطا عموميا وقع عزله �أو حماميا �شـطـب ا�سمه �أو موظفا‬
‫عموميا عزل مبقت�ضى �إجراء ت�أديبي نهائيا �أو يكون قد حكم عليه كم�سري من �أجل‬
‫جنحة الإفال�س و مل يرد اعتباره ‪ ،‬كما حدد العقوبة اجلزائية عو�ضا عن اجلرمية‬
‫املخلة بال�شرف التي حتتمل تف�سريات عديدة عـلى �أن املر�سوم املذكور جاء خاليا‬
‫من حاالت التنايف و ت�ضمن حاالت للرد و التنحي‪� ،‬شبيهة مبا هو مقرر للـق�ضاة‬
‫وبعبارة �أخرى‪ ،‬ف�إن الو�سيط يجب �أن يتمتع ب�أخالق عالية و �سمعة مرموقة داخل‬
‫املجتمع تعطي له امل�صداقية املطلوبة للقيام مبثل هذه املهام دون �إهمال القدرة‬
‫الفنية و املعرفة العلمية ‪ ،‬و باملقابل ف�إن امل�شرع الفرن�سي(‪ )1‬يف املادة ‪ 131‬فقرة‬
‫‪ 4‬من قانـون الإجراءات املدنية اجلديد يرغم املمثل القانوين للجمعية ب�أن يعر�ض‬
‫على موافقته ا�سم ال�شخ�ص الذي �سوف يقوم بتنفيذ املهمة املوكلة �إليه و هو �أمر‬
‫يحمد عليه امل�شرع الفرن�سي الذي مل يتخل عن رقابة الق�ضاء يف تعيني الو�سيط‪.‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إنه ال يظهر من خالل املواد ‪� 994‬إىل ‪ 1005‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنـية و الإدارية ما هو ال�شكل الذي �سوف ي�أخذه جتـمع الو�سطاء؟‬
‫فاملادة ‪ 998‬مـن قانون الإجراءات املدنية والإدارية ترك للتنظيم كيفيات تطبيقها‪،‬‬
‫فيما يتعلق بال�شروط املرتبطة ب�شخ�ص الو�سيط و�أغفلت ال�شروط املرتبطة مبهنة‬
‫الو�سيط‪ ،‬و ما ينجر عن ذلك مـن ت�سا�ؤالت عديدة ‪ :‬هل الو�سيط موظف كما كان‬
‫احلال بالن�سبة للو�سيط اجلمهوري‪� ،‬أم �أن الو�ساطة مهنة حرة‪ ،‬وهل يجـ ــوز �أن‬
‫يكون املحـامي �أو اخلبري و�سيطـ ــا ؟ و هل ميــكن اعتماد الو�سطاء‪ ،‬كـ ــل ح�سب‬
‫م�ؤهله العلمي‪ ،‬املرتبط بطبيعة النزاع املعرو�ض على الق�ضاء مما يخ�شى معــه �أن‬
‫ت�ؤدي هذه احلاالت غري املتوقعة �إىل خروج الدعوى من يد الق�ضاء �إلـى و�سطاء قد‬
‫يتجهون بها �إىل وجهة غري �سليمـ ـ ــة‪.‬‬
‫‪(1)  : Mélina Douchy-OUDOT et Julie JOLY–HURARD‬‬ ‫‪Médiation et‬‬
‫‪Conciliation Procédure civile.‬‬
‫‪Dalloz , septembre 2006 sect 1 - 11- 39.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪74‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلب الثانــــي ‪ :‬عـــر�ض الو�ساطـــــة‬
‫على عك�س ماجاء يف القانون الفرن�سي‪ ،‬ف�إن عر�ض القا�ضي الو�ساطة على‬
‫اخل�صوم وجوبي‪ ،‬ح�سب املــادة ‪ 994‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية و هو‬
‫�إجراء جوهري يتعني على القا�ضي �أن يحر�ص على ا�ستيفائه قبل �أي �إجراء �آخر‬
‫و يف �أول جل�سة و عليه �أن يبني احرتامه من خالل حكمه ‪ ،‬غري �أن هذا الإجراء‬
‫ال ي�صبح نافذا �إال بقبول اخل�صمني اخل�ضوع له‪ ،‬وبالتايل ف�إن امل�شرع الفرن�سي‬
‫اختلف مع امل�شرع اجلزائري من حيث �أن عر�ض الو�ساطة على الأطراف لي�س‬
‫وجوبيا و ذلك ب�صريح املادة ‪ 131‬فقرة ‪ 1‬من قانون الإجــراءات املدنية الفرن�سي‬
‫اجلديد الذي يعطي القا�ضي احلق يف تعيني �شخ�ص يقوم ب�سماع الأطراف‬
‫وذلك لل�سماح لهم ب�إيجاد حل للنزاع و ذلك بعد موافقة الأطراف‪� ،‬أي �أن امل�شرع‬
‫الفرن�سي ال يلزم القا�ضي وجوب ــا بعر�ض الو�ساطة‪� ،‬إال �أن النتيجة تكاد تكون‬
‫مت�شابهة من حيث �أن �أطراف النزاع غري ملزمني بـقـبول الو�ساطـة بل �إن رف�ض‬
‫�أحدهم يعني �أن الو�ساطة لن تقوم لها قائمة طبقا للمادة ‪ 994‬فقرة ‪ 2‬من قانـون‬
‫الإجـراءات املدنية و الإدارية‪ ،‬فاللجوء للو�ساطة غري نابع من �إرادة القا�ضي و�إمنا‬
‫من �إرادة �أطراف اخل�صومة فالقانون ي�ضع التزاما على القا�ضي بعر�ض الو�ساطة‬
‫على الأطراف �إن �شا�ؤوا �أخذوا بـها و �إن �أبوا كان لهم ذلك و هذا ما يجعل القانون‬
‫اجلزائري خمتلفا عن القانون الأردين الذي يعطي الأطراف ‪ ،‬كما القا�ضي احلق‬
‫يف تقريــر الو�ساطة على حد �سواء‪ ،‬كما ي�صح للأطراف طلبها من القا�ضي دون‬
‫�أن يقيد القا�ضي طلبهم ه ـ ــذا (‪.)1‬‬
‫كما يختلف امل�شرع اجلزائري مع نظريه الفرن�سي‪ ،‬من حيث جمال تطبيق‬
‫الو�ساطة‪ ،‬فهو مينعها عندما يتـعلق الأمر بالنزاعات العمالية و�ش�ؤون الأ�سرة وكل‬
‫م ـ ــا مي�س النظام العام يف حني �أن القانون الفرن�سي ال يحـددها بنزاع معني ب ـ ــل‬
‫(‪ : )1‬قانون الو�ساطة لت�سوية النزاعات املدنية امل�ؤقت رقم ‪ 37‬ل�سنة املن�شور على ال�صفحة ‪ 2010‬من عدد اجلريدة‬
‫الر�سميـ ــة رقـ ــم ‪ 4595‬ت ـ ـ ــاريخ ‪.2003-4-30‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪75‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�إنه ميكن �إعمال الو�ساطة يف مادة اال�ستعجال‪ ،‬الأمـر الذي يبني النظرة ال�شمولية‬
‫للمــ�شرع الفرن�سي من حيث جت�سيد ثقافة ال�صلح بني املتقا�ضني حتى بعد اللجوء‬
‫اىل الق�ضاء و ذلك تفاديا لإطـالة �أمـد النزاع و عدم �إرهاق �أطراف النزاع ماليا‪،‬‬
‫علما �أن امل�شرع الفرن�سي حدد يف املادة ‪ 131‬فقرة ‪ 5‬الـ�شروط الواجب توافرها‬
‫يف الو�سيط و هي اال�ستظهار ب�صحيفة الــ�سوابق العدليـة رقم ‪ ،2‬و كذلك �أن يكـون‬
‫م�ؤهال وفقا لطبيعة النزاع و هو �شرط جدير باالتباع خا�صة يف ظل ع�صر العوملة‬
‫والتخ�ص�ص لأن النزاعـات مت�شعبة و كثرية و يجدر بالو�سيط �أن يكون خبريا يف‬
‫جمال الو�ساطة التي ي�شرف عليـها‪.‬‬
‫املبحث الثــاين ‪ :‬اجلــــانب املو�ضوعــــي للو�ســاطـــــة‬
‫مـن الثابت �أن الو�ساطة واجبة يف جميع الدعاوى ماعدا ق�ضايا �ش�ؤون الأ�سرة‬
‫و الق�ضايا العمالية و كــل ما من �ش�أنه �أن مي�س بالنظام العام ‪ ،‬غري �أن ما يلفت‬
‫االنتباه يف املادة ‪ 994‬من قانون الإجراءات املـدنــية و الإدارية‪ ،‬ا�ستعمال امل�شرع‬
‫عبارة الق�ضايا العمالية‪ ،‬يف حني �أن هذا الق�سم ي�سمى الق�سم االجتماعي‪ ،‬وي�شمل‬
‫�أي�ضا ق�ضايا ال�ضمان االجتماعي ‪ ،‬وال�س�ؤال املطروح هل املق�صود بعبارة الق�ضايا‬
‫العمالية اقت�صارالو�ساطة على بع�ض الق�ضايا العـمالية �أم �أن الأمر ال يعدو جمرد‬
‫ا�ستعمال م�صطلحات دون �أخرى؟ وهل الو�ساطة جائزة يف املواد اال�ستعجالية؟‪،‬‬
‫بالإ�ضافة �إىل ذلك‪ ،‬ف�إن من خ�صو�صيات الو�ساطة‪� ،‬إمكـانيـ ـ ــة جتزئة النزاع �إىل‬
‫�أجـزاء‪ ،‬وبالتايل اقت�صار الو�ساطة على جزء من النزاع دون غريه‪ ،‬وهو الأمر‬
‫الذي يطرح �إ�شكاالت عديدة‪� ،‬إذ كيف ميكن جتزئة دعوى ق�سمة عقار مملوك يف‬
‫ال�شياع و الف�صل بني م�س�ألة حتديد امللكية و ا�ستغالل �أحد املـالك للعق ـ ــار؟‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪76‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلــــب الأول ‪ :‬عمليــــــة الـــو�ساطــــة‬
‫لقد حدد امل�شرع اجلزائري مدة الو�ساطة بثالثة �أ�شهر قابلة للتجديد‪ ،‬بطلب‬
‫مـن الو�سيط‪ ،‬عـند االقت�ضاء‪ ،‬وموافقة اخل�صوم طبقا للمادة ‪ 996‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنية والإدارية يبقى خاللها القا�ضي متمتعا بجميع �سلطاته‪،‬‬
‫بحيث يراقب �سري الو�ساطة و يتخذ‪� ،‬إن اقت�ضى الأمر‪ ،‬التدابري الالزمة لت�سهيل‬
‫مهمة الو�سيط‪ ،‬غري �أنـه ال ي�صدر �أي حكم يف املو�ضوع يف هذه املرحلة ‪ ،‬علما �أن‬
‫القا�ضي ميكنه �إنهاء الو�ساطة‪� ،‬إما بطلب من الو�سيط �أو اخل�صوم �أو تلقائيا‪� ،‬إذا‬
‫الحظ عدم جدواها‪ ،‬على �أن املــادة ‪ 999‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‬
‫�أوجبت �أن يت�ضمن الأمر بتعيني الو�سيط حتديد الآجال‪ ،‬الأوىل املمنوحة للو�سيط‬
‫للقـيام مبهمته و تاريخ رجوع الق�ضية �إىل اجلل�سة‪ ،‬وبالتايل يفرت�ض �أن الأجل‬
‫املحـدد للو�سيط لن يتعدى الثالثة �أ�شهر‪ ،‬الأمر الذي يطرح �إ�شكالية يف حالة طلب‬
‫الو�سيط و موافقة اخل�صوم على متديد مدة الو�سـاطة لثالثة �أ�شهر �أخرى حول‬
‫طريقة مراجعة �أمر القا�ضي الذي حدد للو�سيط �أجل القيام مبهمته و تاريخ رجوع‬
‫الق�ضية �إىل اجلل�سة ؟ و هل �سي�صدر �أمر ثان مبنح مدة للو�سيط �أم ت�ضاف هذه‬
‫املدة للأمر الأول ؟ كما يالحظ على امل�شرع اجلزائري �إغفاله اجلهة �أو الطرف‬
‫الذي يتحمل م�صاريف الو�ساطة‪ ،‬و باملـقابل‪ ،‬امل�شرع الفرن�سي مل يرتك اجلانب‬
‫املادي للو�ساطة للتنظيم و ن�ص يف املادة ‪ 131‬فقرة ‪ 6‬من قانـون الإجراءات املدنية‬
‫اجلديد على وجوب حتديد مبلغ الكفالة الذي يجب �أن يكون مقاربا للمهمة املوكلــة‬
‫للو�سيط و حتديد ح�صة كل طرف‪ ،‬كما اعترب عـدم �إيداع الكفالة معدما لتعيني‬
‫الو�سيط‪ ،‬و بـالتايل فـ�إن النزاع ي�ستمر ‪ ،‬و رغم �أن املر�سوم التنفيذي ت�صدى ملـ�س�ألة‬
‫الأتعاب‪� ،‬إال �أنه ينق�صه الدقة التي تو�صل �إليها القانونان الفرن�سي والأردين(‪.)1‬‬
‫– ‪(1) :Article 131 -13 du nouveaux code de procédure civile français – titre VI‬‬
‫‪La conciliation ; « à l’expiration de sa mission, le juge fixe la rémunération du‬‬
‫‪médiateur. la charge des frais de la médiation est répartie conformément aux‬‬
‫‪dispositions de l’article 22 de la loi du 8 février 1995 relative à l’organisation‬‬
‫‪des juridictions et à la procédure civile, pénale et administrative… ».‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪77‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلـــب الثانـــي ‪� :‬صالحيـــات الـــو�سيط‬
‫بعد دعوة الو�سيط اخل�صوم �إىل الو�ساطة و تلقي وجهة نظر كل واحد منهم‬
‫و�سماع من ميكن �سماعـه‪ ،‬يتوىل التوفيق و يتم ذلك‪ ،‬بكل �سرية‪� ،‬إزاء الغري‪ ،‬كما‬
‫يتلقى الو�سيط وجهة نظر كل واحـد من الأطـراف‪ ،‬ويبدو من خالل روح الو�ساطة‬
‫وح�سب اجلانب العملي‪� ،‬أنه ال يجوز �أن ينفرد الو�سيط بطرف دون الآخر‪ ،‬لأن‬
‫الهدف من الو�ساطة هو التوفيق بني اخل�صوم‪ ،‬لتمكينهم من �إيجاد حل للنزاع �أو‬
‫جزء من النزاع الذي كلف بالو�ساطة فيه‪ ،‬فالو�سيط لي�س رجل قانون وال يكون‬
‫رجل قانون بال�ضرورة‪ ،‬و �إمنا يتعني عليه �أن يحــ�سن اال�ستماع و �أن يتقن التحليل‬
‫و�أن يتحلى باحلكمة وح�سن التدبري‪ ،‬غري �أن املادة ‪ 1001‬من قانون الإجراءات‬
‫املدنية و الإدارية تثري �إ�شكاال‪ ،‬من حيث �أنها �أجازت للـو�سيط �سماع كل �شخ�ص‬
‫يقبل ذلك و ي ــرى يف �سمـاعه فائدة حلل النزاع‪ ،‬غري �أن هذه املادة مل حتدد‬
‫الطبيعة القانونية لهذا ال�سماع‪ ،‬وهل ميكن �إدراجه �ضمـن التحقيق املدين؟ �أم‬
‫�شهـ ـ ــادة ال�شه ـ ــود؟ وهل ت�ؤخذ درجة القرابة بعني االعتبار؟ وما هي القيمة‬
‫القانونية لهذا ال�سماع؟‪ ،‬وهــل يح�سم النزاع �أم ال؟ و من يقدر هذه ال�شهادة من‬
‫الوجهة القانونية؟ ومن يراقب ال�شروط التي يجب �أن تتوفر يف ال�شاه ـ ــد؟‬
‫�أما امل�شرع الفرن�سي‪ ،‬ف�إنه مل يرتك يف املادة ‪ 131‬فقرة ‪ 4‬من قانون االجراءات‬
‫املدنية اجلـديد‪ ،‬مـجاال ال�ستعمال الت�صريحات التي تلقاها الو�سيط(‪ )1‬ومالحظاته‬
‫يف �أية دعوى م�ستقبلية و هو �أمر يف غايـة الدقـة بعك�س ماورد يف املادة ‪ 1005‬من‬
‫قانون االجراءات املدنية و الإدارية و ذلك ب�إلزام الو�سيط بال�سر املهني و التي‬
‫متيزت بالعموم وعدم الدقـ ــة‪.‬‬

‫‪(1) : Pierre couvrat et Geneviéve Giudicelli - delage - conciliation et Médiation‬‬


‫‪procédure civil juris classeur 2003 - Fasc 160.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪78‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلــــب الثـــالث ‪ :‬حم�ضـــر الــو�سـاطــــة‬
‫�إن م�س�ألـ ــة �إنهاء الو�ساطة تثري ت�سا�ؤالت حول طبيعة الإخبار الكتابي ال ـ ــذي‬
‫يحرره الو�سيط‪ ،‬يف حالة عدم االتفاق بني اخل�صوم و هل ميكن و�صفه مبح�ضر‬
‫عدم االتفاق ؟ و ماهي الكيفية التي يخرب بها الو�سيط القا�ضي بعــدم االتفاق ؟‬
‫على �أن جعل امل�صادقة على حم�ضر االتفاق بالأمر غري القابل للطعن‪ ،‬طبقا للمادة‬
‫‪ 1004‬مـن قانون الإجراءات املدنية و الإدارية يطرح �إ�شكاال جوهريا‪� ،‬إذ �أن الأمر‬
‫بطبيعته يو�صف ب�أنه تدبيـر م�ؤقت و ظريف و لي�ست له حجية‪ ،‬و بالتايل ف�إنه من‬
‫امل�ستح�سن و�صف هذه امل�صادقة الق�ضائية عـلى االتفاق باحلكم لـكي تتما�شى مع‬
‫الطبيعة القانونية للو�ساطة باعتبارها طريقا بديال لف�ض النزاعات ب�صفة ودية‬
‫ومادام �أنها تخ�ضع عند ن�ش�أتها وانتهائها �إىل قبول طريف اخل�ص ـ ــام‪.‬‬

‫اخلامتــــــــة ‪:‬‬
‫�إن م ـ ــا ي�ؤدي �إىل تتويج الو�ساطة باالتفاق الذي يفرغ يف حم�ضر يوقع عليه‬
‫الو�سيط مع اخل�صوم‪ ،‬هو عـامل الثقة التي ي�ضعها اخل�صوم يف الطريق البديل‪،‬‬
‫�إذ �أن الو�سيط يعمل على تقريب مواقف الـطرفيـن اتفاقيـا‪ ،‬كما �أنه ي�سمح لك ـ ــل‬
‫طرف بالإدالء للآخر مبكنوناته و تقدمي ر�ؤيته للنزاع و�إعادة فتح احلوار وتبادل‬
‫الآراء‪ ،‬بهدف املحافظة على العالقات امل�ستقبلية‪ ،‬وذلك من خالل �إيجاد حل‬
‫خلالف الطرفني يكون متقاربا مع ر�ؤية كل طرف و يتفق مع م�صاحله‪ ،‬وبالتايل‬
‫ال يوجد طريق يحرتم كل هذه العنا�صر دون �إطالة �أمد الــنزاع و ب�أقل التكاليف‬
‫االقت�صادية ودون قيود �إجرائية ويف �سرية تامة وبالقابلية للتنفيذ فورا‪� ،‬سوى‬
‫الو�ساطة‪ ،‬التي تعترب بحق‪ ،‬طريقا بديال لف�ض النزاعات‪ ،‬ب�شرط اقتناع طريف‬
‫اخل�صومة بالو�ساطة وعدم اللجـوء �إىل هذا الطريق‪ ،‬لإطالة �أمد النـ ــزاع‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪79‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املــراجـــــــع ‪:‬‬
‫‪ -1‬بربارة عبد الرحمان‪� ،‬شرح قانون الإجراءات املدنية و الإدارية ‪ ،‬من�شورات بغدادي‪ ،‬طبعة‬
‫ثاني ـ ــة مزي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‪.2009 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد ال�سالم ذيب ‪ ،‬قانون الإجراءات املدنية و الإدارية اجلديد ‪ ،‬ترجمة للمحاكمة العادلة‪،‬‬
‫اجلزائـ ـ ــر‪� ،‬سنـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪.2009‬‬
‫‪ -3‬مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 100-09‬م�ؤرخ يف ‪ 10‬مار�س ‪ ،2009‬يحدد كيفيات تعيني الو�سيط‬
‫الق�ضائـ ـ ــي ‪ ،‬اجلريدة الر�سمية عـ ـ ــدد ‪ , 16‬ل�سنـ ـ ــة ‪.2009‬‬
‫‪ -4‬قانون الو�ساطة لت�سوية النزاعات املدنية امل�ؤقت رقم ‪ 37‬ل�سنة املن�شور على ال�صفحة‬
‫‪ 2010‬من عدد اجلريدة الر�سمية رقـ ـ ــم ‪ 4595‬تاريخ ‪.2003-4-30‬‬
‫‪5- M. Guillaume- Hifnung, la médiation, puf 2007.‬‬

‫‪6- Mélina Douchy -OUDOT et Julie JOLY–HURARD Médiation‬‬


‫‪et Conciliation Procédure civile, Dalloz-septembre 2006 sect‬‬
‫‪1 - 11- 39.‬‬

‫‪7- Pierre couvrat et Geneviève Giudicelli-delage - conciliation‬‬


‫‪et Médiation procédure civile, juris classeur 2003.‬‬

‫‪8- Loi du 8 février 1995, relative à l’organisation des juridictions‬‬


‫‪et à la procédure civile, pénale et administrative.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪80‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ت�سويــة املنازعــات بني �أ�سمـــاء املواقع علـــى‬
‫االنتـــرنيت والعالمـــات التجاريــة امل�شهــــورة‬

‫ال�سيــــد بو�شعبــــة �أميـــن‬


‫ـا�ض مبحكم ــة احل ـ ـ ـ ــرا�ش‬ ‫قـ ٍ‬
‫جمل�س ق�ضـ ـ ــاء اجلزائ ـ ـ ـ ـ ــر‬

‫مقدمــــــة ‪:‬‬
‫�أدى التطور الهائل الذي ي�شهده عاملنا احلا�ضر يف جمال املعلوماتية �إىل ن�شوء‬
‫تعديات جديدة على حقوق الغري واملجتمع والتي ترتبط ب�شكل وثيق بحقوق امللكية‬
‫الفكرية(‪ .)1‬ومع انطالق ع�صر الثورة املعلوماتية‪� ،‬شهد العامل ثورة جديدة يف‬
‫عامل االت�صال ونقل املعلومات مما �أتاح للأفراد وامل�ؤ�س�سات فر�صة الولوج �إىل‬
‫بنوك وقواعد املعلومات على ال�صعيدين املحلي والدويل(‪ )2‬ومع ظهور وتو�سع‬
‫ا�ستعمال االنرتنيت يف اغلب دول العامل وظهور التجارة االلكرتونية �إذ �أ�صبحت‬
‫جل ال�شركات التجارية ت�ستعمل عالماتها التجارية على االنرتنيت �سواء للدعاية �أو‬
‫التجارة �أو تقدمي اخلدمات ‪ .‬ونظرا لأهمية العالمة التجارية‪ ،‬وما تكت�سبه من ثقة‬
‫لدى امل�ستهلكني‪ ،‬ظهر نوع جديد من التقليد للعالمات التجارية‪ ،‬خا�صة امل�شهورة‬
‫منها‪ ،‬ال تعتمد على التقليد العادي و�إمنا نوع جديد ظهر مع ظهور االنرتنيت‪ ،‬ف�أ�صبح‬
‫كثريون ي�سجلون العالمات التجارية على االنرتنيت يف �شكل ا�سم موقع �أو عنوانه‬
‫االلكرتوين �أو ا�سم الدومني �أو ا�سم احلقل والتي �أ�صال ال ميلكون عليها حقوقا ونتج‬
‫عن ذلك نوع جديد من االعتداء‪ ،‬بوا�سطة االنرتنيت‪ ،‬يطلق عليه ا�سم قرا�صنة‬
‫العالمات على االنرتنيت‪ ،‬وبهذا �أ�صبحت ال�شروط املو�ضوعية وال�شكلية للحماية‬
‫غري كافية ملالكي العالمات التجارية‪ ،‬خا�صة امل�شهورة منها حلماية عالماتهـ ــم‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪81‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫التجارية من هذه القر�صنة وطرح النزاع على الق�ضاء ونتج عنه منازعات بني‬
‫مالكي العالمات التجارية امل�شهورة والعادية ومالكي �أ�سماء مواقع االنرتنيت حول‬
‫من له احلق على تلك العالمات التجارية �أو ذلك املوقع وكيف ميكن الو�صول‬
‫�إىل حل النزاعات التي تثار يف مثل هكذا حاالت‪ ،‬ذلك ان الأمر يتعلق بحماية‬
‫العالمات التجارية ف�إذا كان نظام احلماية �ضعيفا فان ذلك �سي�ؤدي حتما �إىل‬
‫التقليد والتعدي على حقوق امللكية الفكرية والت�أثري على جذب اال�ستثمار يف هذا‬
‫املجـ ـ ــال(‪.)3‬‬
‫املبحث الأول ‪:‬املالمح العامــة حلمايــة العالمــات‬
‫التجاريــة علـــى �شبكـــة االنتـــرنيت‬
‫�أدت القفزة الرقمية التي حدثت يف العامل �إىل �إحداث اثر بالغ يف كافة جوانب‬
‫احلياة‪ ،‬ويعترب منو ا�ستخدام االنرتنيت من �أكرث العالمات املميزة لع�صر العوملـ ــة‬
‫الذي نعي�شه‪� ،‬سواء من حيث عدد ر�سائل الربيد االلكرتوين التي يتم ترا�سلها‪� ،‬أو‬
‫عدد �صفحات الويب املتاحة على ال�شبكة‪� ،‬أو عدد الأفراد امل�ستخدمني لل�شبكـ ــة‪،‬‬
‫�أو الأن�شطة التجارية الآخذة يف النمو واملت�صلة باالنرتنيت كالتجارة االلكرتونية‪،‬‬
‫�أو حتـ ــى عدد اجلرائم التي تتم عرب االنت ـ ــرنيت(‪ .)4‬وارتبط كل ذلك بظهـ ــور‬
‫الكومبيوتـ ــر(‪.)5‬‬
‫تلك التطورات يف �شتى نواحي احلياة �أفرزت م�سائل قانونية جد هامة ومعقدة‬
‫بحيث �أ�صبحت القوانني احلالية حلقوق امل�ؤلف واحلقوق املجاورة وقوانني امللكية‬
‫ال�صناعية قا�صرة عن التطبيق يف بيئة االنتـ ــرنيت‪.‬‬
‫وتكمن الإ�شكالية يف هذا الإطار يف عدة موا�ضيع‪ ،‬تتلخ�ص يف انه يجب ان تكون‬
‫هناك �ضوابط على حرية امل�ستفيدين من االنرتنيت بطريقة يحافظ معها علـ ــى‬
‫حقوق الغيـ ــر‪� ،‬إ�ضافة �إىل ان الطبيعة العاملية لالنرتنيت جتعل من ال�صعب التحكم‬
‫فيمـ ــا يبث من خالل القوانني التي غالبا ما تت�سم بالطابع املحلي‪ ،‬ناهيك عـ ــن‬
‫ال�سهولة التي ت�ساعد على ا�ستن�ساخ املواد وما يقابلها من �صعوبة تواجه حماوالت‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪82‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�ضبط الأ�شكال املختلفة لعمليات القر�صنة‪ ،‬ذلك انه ثمة �صعوبات �إجرائية وتقنية‬
‫ال ميكن معها تطبيق قانون احلماية بال�شكل التقليدي على حقوق العالمات‬
‫التجارية على �شبكة االنرتنيت مع وجود �آراء كثرية من الفقه تقول ب�أن هذه‬
‫القواعد التقليدية بالإمكان تطويعها كي ت�ستوعب التطورات التكنولوجية على‬
‫�شبكة االنرتنيت(‪ .)6‬ويف هذا ال�سياق �سوف نعر�ض املالمح العامة حلماية‬
‫العالمات التجارية امل�شهورة والعادية على �شبكة االنرتنيت من خالل تبيان الآثار‬
‫القانونية لظهور االنرتنيت على العالمات التجارية والقانون الواجب التطبيق‬
‫حلـ ــل املنازع ـ ــات‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬الآثــــار القانونيـــة لظهــور االنتــرنيت‬
‫علــــى العالمـــات التجاريـــة‬
‫�أف ــرزت تقنية املعلومات‪ ،‬وحتديدا �شبكة االنرتنيت �أثارا �شاملة على الأطر‬
‫القانونية والإدارية واالقت�صادية وال�سيا�سية واالجتماعية للدولة فيما بـ ــدا انه‬
‫ت�أثري على خمتلف مناحي احلياة‪ ،‬ف�أمكن ا�ستغالل �شبكة االنرتنيت‪ ،‬يف �إبرام‬
‫العقود املختلفة ‪ ،‬و�أتيح بف�ضل ربط �أجهزة الكومبيوتر ب�شبكة االنرتنيت التعاقد‬
‫الفوري بني الأ�شخا�ص وعرب االنرتنيت ما �أثار �إ�شكاالت قانونية و�إجرائيـ ــة يف‬
‫ميدان الإثبات بكون النظم القانونية قد حددت الأدلة املقبولة وحددت قواعد‬
‫االحتجاج بها و�سالمة اال�ستدالل منها‪ ،‬ونتيجة لذلك ظهرت التجارة االلكرتونية‬
‫كنمط جديد من �أمناط التعامل التجاري اظهر حتديات قانونية ت�ستلزم التنظيم‬
‫بالن�سبة لعقود الوكاالت التجارية والتوزيع …وكان �أو�سع اثر لها يف حقل التجارة‬
‫االلكرتونية والتعاقد االلكرتوين وبذلك تكون �شبكة االنرتنيت ذات اثر ايجابي‬
‫بت�سهيل عمليات التعاقد وذات اثر �سلبي بان تكون �أداة اجلرميـ ــة(‪.)7‬‬
‫واثر ظهور االنرتنيت على تطور مفهوم امللكية الفكرية يف �ضوء التطور التقني‬
‫فيما يتعلق بحماية حقوق امل�ؤلف وحقوق امللكية ال�صناعية ‪ ،‬ولأن املعلومات ذات‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪83‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫طبيعة معنوية‪ ،‬وبالرغم من اعرتاف النظم القانونية منذ فرتة طويلة باحلقوق‬
‫املعنوي ـ ــة فان ما �أنتجته التقنية من �إبداعات ال تنتهي يف حقل الربجميـ ـ ــات‬
‫امل�ستخدمة للت�شغيل وتنفيذ التطبيقات واملهام‪ ،‬وما �أفرزته �أن�شطة بناء قواعد‬
‫املعلومات من �إبداعات يف حقل تبويبها واليات ا�سرتجاعها وتبادلها ‪ ،‬واجلهد‬
‫اخلالق يف ميدان ت�صميم املواقع على االنرتنيت‪ ،‬والقيمة العالية ال�سم املوقع‬
‫على االنرتنيت‪ ،‬و�أهمية حمتواه‪ ،‬واالجتاه نحو الن�شر االلكرتوين للمعلومات‪ ،‬كل‬
‫ذلك �أدى �إىل �إيجاد اهتمام كبري يف ميدان حماية مبدعي ع�صر التكنولوجيا‬
‫فيما ينتجونه من برجميات وقواعد معلومات حلمايتهم من خمتلف �أ�شكال‬
‫التعدي الإجرامي على حقوقهم وو�ضع الإطار القانوين لعملهم فقد ظهر ما‬
‫يعرف بجرائم املعلوماتية عرب االنرتنيت نتيجة ا�ستخدام املعلوماتية والتقنية‬
‫احلديثة‪ ،‬املتمثلة يف الكومبيوتر واالنرتنيت يف �أعمال و�أن�شطة �إجرامية عادة ما‬
‫ترتكب بهدف ان حتقق عوائد مالية �ضخمة جراء �أعمال غري م�شروعة‪ ،‬وقد عرب‬
‫خرباء املنظمة الأوربية للتعاون االقت�صادي عن اجلرمية املعلوماتية ب�أنها �سلوك‬
‫غري م�شروع �أو مناف للأخالق …(‪.)8‬‬
‫املطلب الثانـــي ‪ :‬القانـــون الـــواجب التطبيق حلـــل‬
‫املنازعـــات علـــى �شبكـــة االنتــرنيت‬
‫االنرتنيت هو �شبكة مت�آلفة من العديد من احلا�سبات الآلية املرتبطة‬
‫ببع�ضها تلفونيا �أو بوا�سطة الأقمار ال�صناعية �أو الكيبل لتكون جزءا من �شبكة‬
‫املعلومات(‪�.)9‬أن�شئت من خاللها �أ�سماء النطاقات التي ينظر �إليها ك�أحد امل�سائل‬
‫املتعني �إخ�ضاعها لنظام الأ�سماء والعالمات التجارية ب�سبب ما �أثارته من‬
‫منازعات جراء ت�شابهها بالعالمات والأ�سماء التجارية وتطابقها يف حاالت عديدة‬
‫�أو لقيامها بذات املهمة تقريبا يف البيئة الرقمية (‪.)10‬واهم ما �أثري هو القانون‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪84‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الواجب التطبيق على املنازعات على �شبكة االنرتنيت‪ ،‬فقوانني امللكية ال�صناعية‪،‬‬
‫وعلى اخل�صو�ص املنظمة للعالمات التجارية تختلف من دولة �إىل �أخرى ‪ ،‬ومعظم‬
‫الدول حتكمها معاهدات واتفاقيات دولية‪� ،‬أهمها معاهدة باري�س ل�سنة ‪1883‬‬
‫وتقدم هذه املعاهدات احلد الأدنى من احلماية يف كل دولة من الدول املن�ضمة‬
‫للمعاهدة كما تتيح حماية متبادلة مع خمتلف الدول الأخـ ــرى‪.‬‬
‫وتت�ضح �أهمية املعاهدات لي�س فيما يتعلق باملكان الذي �شهد عملية ابتكار‬
‫املادة‪ ،‬و�إمنا يف املكان الذي �شهد عملية التقليد‪ ،‬وهو ما ي�سمى عند فقه القانون‬
‫الدويل اخلا�ص مبحل الأداء املميز‪�.‬أي تطبيق قانون الدولة التي مت فيها التقليد‬
‫ويف هذا الإطار مل يكن التنازع بني القوانني مرتبطا بظهور االنرتنيت‪ ،‬فقد كان‬
‫موجودا قبل ذلك‪� ،‬إال ان االنرتنيت �ساعدت على دفع هذا النوع من الق�ضاي ـ ــا‬
‫للأمام كما �أدت �إىل تزايد م�ساحات التنازع بني القوانني املتناق�ضة‪ ،‬وال�س�ؤال‬
‫الأ�سا�سي الذي يجب ان يثار حاليا هو ما مدى قدرة النظم القانونية احلالية‬
‫القائمة يف جميع �أنحاء العامل على ال�سيطرة على االنتـ ــرنيت؟‬
‫تذهب �آراء عديدة �إىل عدم قدرة النظم القانونية احلالية على اال�ضطالع‬
‫بذلك‪ ،‬الأمر الذي يحتم �ضرورة االعتقاد ب�ضرورة �إيجاد اجتاهات وطرق جديدة‬
‫ورمبا قانون موحد يطبق على جميع الدول يتمثل يف املعاهدات امللزمة‪ ،‬ورمب ـ ــا‬
‫�أ�صبحت اتفاقيات منظمة التجارة العاملية �إطارا قانونيا موحدا يطبق علـ ـ ــى‬
‫اجلميع ب�شكل موحد(‪ .)11‬فين�ش�أ التنازع بني القوانني نتيجة اختالف القانونني‬
‫يف الدولة التي يقيم فيها ال�شخ�ص عن الدولة التي وقع فيها التعدي عن العالمة‬
‫التجاري ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪85‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املبحث الثانــي‪:‬املق�صود ب�أ�سمــاء الدومني �أو املواقع‬
‫علــــى االنتـــــرنيت ‪Domain Names‬‬

‫�سارع رجال الأعمال و�أ�صحاب ال�شركات الكربى وال�صغرى منها على ال�سواء‬
‫�إىل اال�ستفادة من الإمكانيات التي تتيحها �شبكة االنرتنيت وذلك بت�أ�سي�س مواقع‬
‫جتارية لهم يف الف�ضاء االلكرتوين ‪ ،‬وذلك بغية التعريف بالأعمال التي يقومون‬
‫بها ‪ ،‬واخلدمات التي يقدمونها ف�ضال عن ت�سهيل توا�صل هذه ال�شركات على‬
‫مدار ال�ساعة مع عمالئها وزبائنها �أينما وجدوا‪ .‬ومل تكتف هذه ال�شركات بجعل‬
‫مواقعها االلكرتونية مبثابة واجهة ملحالتها التجارية تعر�ض فيها خمتلف الب�ضائع‬
‫واملنتجات و�إمنا �أ�ضفت عليها طابعا تفاعليا ايجابيا يتيح للعميل �إجراء تعاقداته‬
‫و�إجراء طلبات ال�شراء اخلا�صة به فورا‪ ،‬من خالل تعبئة منوذج �أو عقد مو�ضوع‬
‫�سلفا يف املوقع االلكرتوين‪ ،‬من دون تكلف عناء وم�شقة االت�صال املبا�شر مع هذه‬
‫ال�شركات‪ ،‬وكخطوة �أوىل ملمار�سة �أعمال التجارة االلكرتونية وت�أ�سي�س هذا املوقع‬
‫كان البد من حجز وت�سجيل �أ�سماء مواقع ميكن تذكرها ب�سهولة وتتنا�سب مع‬
‫�أ�سماء هذه ال�شركات �أو عالماتها التجارية ومو�ضوع �أ�سماء املواقع مو�ضوع حديث‬
‫يف الغرب وهو من باب �أوىل مو�ضوع احدث يف الوطن العربي ومن الطبيعي ان‬
‫نويل التعريف ب�أ�سماء املواقع �أهمية اكرب من التعريف بالعالمات التجاريـ ــة‪.‬‬
‫املطلــــب الأول ‪:‬‬
‫نظــام �أ�سمــاء املــواقع ‪Domain Name System DNS‬‬
‫ا�سم املوقع هو عبارة عن عنوان فريد ومميز‪ ،‬يتكون من عدد من الأحرف‬
‫الأبجديةوالالتينية�أوالأرقامالتيميكنبوا�سطتهاالو�صولملوقععلىاالنرتنيتوعلى‬
‫�سبيل املثال موقع املنظمة العاملية للملكية الفكرية هو ‪http://www.wipo.int‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪86‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫و�إذا قمنا بتجزئة موقع املنظمة فان ‪ www‬هي امل�ستوى الثالث وهي اخت�صار‬
‫للويب الوا�سع العاملي‪ .‬و‪ wipo‬هو امل�ستوى الثاين من ا�سم املوقع وي�شري ملخت�صرات‬
‫ا�س ـ ــم املنظمة العاملية للملكية الفكريـ ــة ‪world intellectuel property‬‬
‫‪� organisation‬أما اجلزء العام ال�شائع فهو ‪ Int‬وي�شري �إىل ان املوقع هو موقع‬
‫منظمـ ــة غيـ ــر ربحيـ ــة(‪.)12‬‬
‫وا�سم املوقع �ضروري لتمييز املوقع عن غريه من املواقع الأخرى‪ ،‬وال ميك ــن‬
‫للم�ستخـ ــدم الدخول للموقع �إال عن طريق هذا اال�سـ ــم‪ ،‬وقد عرفت حمكم ــة‬
‫اال�ستئناف بباري�س العنوان االلكرتوين‪-‬ا�سم املوقع‪-‬يف حكم لها �صادر يف �سنة‬
‫‪ 2000‬انه عبارة عن جمرد عنوان افرتا�ضي يحدد مواقع امل�شروعات على �شبكة‬
‫االنرتنيت(‪ .)13‬فا�سم املوقع له تعريف تقني الرتباطه بتقنية ات�صال حديثة تتمثل‬
‫يف االنرتنيت ‪ ،‬فكل ا�سم يوافق عنوان رقمي لالنرتنيت الذي ي�سمح بالتعرف على‬
‫هوية احلا�سوب ال�شخ�صي ب�صفة خا�صة ‪ ،‬فيكفي كتابة ا�سم املوقع من اجل ربط‬
‫االت�صال باحلا�سوب املطلوب االت�صال ب ـ ــه(‪.)14‬‬
‫وعليه فان هدف ا�سم املوقع هو ال�سماح باالت�صال املبا�شر باالنرتنيت بني‬
‫�أجهزة الكومبيوتر فهو يف النهاية عبارة عن واجهة امل�شروع �أو خدمة �أو هيئة �أو‬
‫�شخ�ص عاد يتم من خاللها عر�ض �سلعة �أو خدمة �سواء مبقابل �أو باملجان(‪.)15‬‬
‫ونظام �أ�سماء املواقع االلكرتونية هو عبارة عن قاعدة بيانات منت�شرة يف‬
‫حواىل ‪ 12‬من جذور اخلوادم ‪ root servers‬التي حتتوي على كافة برتوكوالت‬
‫انرتنيت خا�صة بامل�ستوى الثاين من م�ستويات �أ�سماء املواقع العليا العامة مثل‬
‫(‪ )com‬و(‪)net‬و (‪ )org‬ورمـ ــوز الدول (‪ )eg‬و(‪ )jo‬و(‪ )ae‬ويقوم نظام �أ�سمـ ــاء‬
‫املواقع بتحويـ ــل احلروف الأبجدية الالتيني ـ ــة ‪� www.wipo.int‬إىل �أرقـ ــام‬
‫‪ 194,77,88,97‬ولغة ميكن للحوا�سيب ان تفهمها قبل ان ي�صل ال�شخ�ص للموقع‬
‫ال ــذي يرغب بالو�صول �إليه ويطلق على هذه العملية عملية حتديد ا�سـ ــم املوقع‬
‫االلكرتون ـ ــي(‪.)16‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪87‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫املطلـــــب الثانــــي ‪:‬‬
‫�أنــواع �أ�سمـــاء املــواقع واجلهـــات التـــي ت�سجــل لديهـــا‬
‫تنق�سـ ــم �أ�سمـ ــاء املـ ــواقع �إلـ ــى ق�سمني رئي�سيني ‪:‬‬
‫الفــرع الأول ‪� :‬أ�سماء املواقع العليا املكونة من رموز الــدول‬
‫‪Country code Top Level Domains ccTLDs‬‬
‫حيث يخ�ص�ص لكل دولة من دول العامل رمز خا�ص بها يتكون من حرفني من‬
‫ا�سم كل دولة‪ ،‬فمثال تنتهي �أ�سماء مواقع اجلزائر ب ـ (‪ )dz‬و�أ�سماء مواقع اململك ــة‬
‫املتحدة ب ـ (‪)uk‬و�أ�سماء مواقع فرن�سا ب ـ (‪ )fr‬و�أ�سماء مواقع �أمريكا ب ــ(‪)us‬‬
‫و�أ�سماء مواقع اليابان بـ ـ (‪ )jp‬ويوجد يف الوقت احلا�ضر حوايل ‪ 244‬ا�سم موقع‬
‫عال عام مكون من رموز ال ـ ــدول(‪.)17‬‬
‫الفــــرع الثانـــي ‪�:‬أ�سمـــاء املـــواقع العليـــا العامـــة‬
‫‪generic Top Level Domains gTLDs‬‬
‫وتختار هذه املواقع‪� ،‬إما لطبيعة املنظمة �أو ن�شاطها �أو ب�صفة م�ستقلة �أي بدون‬
‫الأخذ يف االعتبار بلدها الأ�صلي ومنها ‪ aero‬ملواقع �صناعة الطريان و‪ biz‬ملواقع‬
‫الأعمال و‪ com‬للتجارة و للمواقع التعليمية و‪ gov‬للمواقع احلكومية … وتختلف‬
‫اجلهات التي ت�سجل لديها �أ�سماء املواقع بح�سب نوع املوقع املطلوب ت�سجيله‪،‬‬
‫فبالن�سبة لأ�سماء املواقع العليا املكونة من رموز الدول �أو �أ�سماء املواقع الوطنية‪،‬‬
‫فتختلف هذه اجلهات بح�سب الدولة التي يرغب بت�سجيل ا�سم املوقع الوطني لديه‬
‫فكل بلد يختار الهيئة �أو امل�ؤ�س�سة العمومية �أو اخلا�صة امل�ؤهلة لت�سيري ا�سم املوقع‬
‫املحلي ففي اجلزائر‪� ،‬إن الهيئة امل�س�ؤولة على منح ا�سم املوقع على �شكل (‪)dz‬‬
‫هو مركز البحث يف الإعالم العلمي والتقني ‪ CERIST‬وذلك منذ �سنة ‪،1999‬‬
‫حيث قام هذا املركز ب�إن�شاء م�صلحة تابعة له ‪ nic.dz‬م�س�ؤولة على ا�ستقبال كافة‬
‫الطلبات املتعلقة بت�سجيل ا�سم امل ـ ــوقع (‪.)18()dz‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪88‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وبالن�سبة لأ�سماء املواقع العليا العامة‪ ،‬فتدخل اجلهات امل�س�ؤولة عن الت�سجيل‬
‫يف اتفاقية ت�سجيل مع منظمة منح الأ�سماء والأرقام على االنرتنيت املعروفة با�سم‬
‫(الأيكان ‪ICANN Internet Corporation for Assigned Names‬‬
‫‪ )and Numbers‬وتتيح هذه االتفاقية لهذه اجلهات القيام ب�إدارة نظ ـ ــام‬
‫الت�سجيل وخمدم الأ�سماء وقد �أ�صبح لأ�سماء املواقع قيمة مالية كبرية فقد بيع‬
‫ا�سم املوقع ‪ www .business.com‬ل�شركة ‪ Ecomapnies‬مببلغ ‪ 7,5‬مليون‬
‫دوالر يف عام ‪ 1999‬و�سجل �أول ا�سم موقع ‪ www.symbolics.com‬يف �سنة‬
‫‪ 1985‬وقـ ــد بلغ عدد �أ�سماء املواقع امل�سجلة منذ ذلك العام �إىل تاريخ نوفمب ـ ــر‬
‫‪� 2002‬أكرث من ‪ 50‬مليون ا�سم مـ ــوقع(‪.)19‬‬
‫املطلــــب الثـــــالث ‪:‬‬
‫التفـــريق بني �أ�سماء املواقع والعالمات التجاريــــة‬
‫تعرف العالمة التجارية ب�أنها كل ما ي�أخذ �شكال مميزا من �أ�سماء �أو كلمات �أو‬
‫حروف �أو �أرقام �أو ر�سوم �أو رموز �أو �صور �أو نقو�ش وت�ستخدم �إما يف متييز ب�ضاعة‬
‫�أو منتج �أو خدمة وتختلف العالمة التجارية عن �أ�سماء املواقع من عدة �أوجه ‪:‬‬
‫‪ -‬فبالن�سبة للعالمة التجارية ميكن ت�سجيل نف�س العالمة التجارية من قبل‬
‫�أكرث من �شخ�ص لتمييز ب�ضائع ومنتجات خمتلفة‪� ،‬شريطة �أال تكون مرتابطة‪،‬‬
‫بينما ال ي�سمح بت�سجيل ا�سم املوقع من قبل �أكرث من �شخ�ص‪ ،‬فكل ا�سم موقع‬
‫فريد بحد ذاتـ ـ ــه‪.‬‬
‫‪ -‬ت�سجيل العالمات التجارية يكون مرتبطا بب�ضائع �أو خدمات معينة‪ ،‬بينما‬
‫ال يكون ت�سجيل املوقع مرتبطا بب�ضائع �أو خدمات معينة‪ ،‬ولكن قد يكون مرتبطا‬
‫بدولة معينة بالن�سبة لأ�سماء املواقع الوطنيـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬الغر�ض من ت�سجيل العالمة هو حتا�شي اخللط يف ذهن اجلمهور بني ال�سلع‬
‫واخلدمات املماثلة �أو املرتبطة معها والتي ال متيزها العالمة امل�سجلة وتعد من‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪89‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫حقوق امللكية ال�صناعية‪� ،‬أما الغر�ض من الت�سجيل هو الإ�شارة ملوقع معني وال يعد‬
‫من حقوق امللكية ال�صناعي ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬قبل ان ت�سجل العالمة التجارية البد من �إجراء بحث فيما �إذا كانت العالمة‬
‫م�سجلة �أم ال وي�سمح بتقدمي االعرتا�ضات ومنع الآخرين من تقليدها ويجرى‬
‫البحث فيما �إذا كان هناك ا�سم موقع متطابق مع ا�سم املوقع امل�سجل وال يوجد �أي‬
‫ن ــوع مـ ــن االعرتا�ض ـ ــات(‪.)20‬‬
‫املطلب الــرابع ‪ :‬الطبيعـــة القانونيــة لأ�سمــاء املــواقع‬
‫نق�صد بالطبيعة القانونية ال�سم املوقع هو هل يعد عن�صرا من عنا�صر امللكية‬
‫ال�صناعية؟ �أي هل هو عالمة جتارية �أم ال؟ وهذا من اجل الو�صول �إىل نظام‬
‫احلماية يف حالـة االعتداء عليه �أو يف حالة تنازعه مع حق من حقوق امللكيـ ـ ـ ــة‬
‫ال�صناعي ــة‪ ،‬وبالأخ�ص العالم ــة التجاريـ ــة‪.‬‬
‫ويف هذا املو�ضوع‪ ،‬هناك ر�أي يعترب ا�سم املوقع ما هو �إال تقنية �أي لي�س‬
‫بعالمة وهناك ر�أي يعترب ا�سم املوقع هو نوع جديد من العالمات التجارية وقد‬
‫�أثرت هذه الآراء على الأحكام الق�ضائية ال�صادرة يف هذا ال�ش�أن‪.‬‬
‫الفـــرع الأول ‪ :‬ا�سم املوقع يختلف عن العالمة التجاريــــة‬
‫ان ا�سم املوقع ال ميكن اعتباره عالمة جتارية لأن جمرد احل�صول عليه �أو‬
‫متلكه ال مينح حق معنوي �أو فكري عليه ‪ ،‬فالإجراءات اخلا�صة بتملكه ال متنح �أي‬
‫حقوق �سابقة يف مواجهة الغيـ ــر‪.‬‬
‫وينكر الق�ضاء بدوره تكييف احلق الذي مينحه ا�سم املوقع ل�صاحبه على انه‬
‫حق ملكية‪ ،‬فهناك العديد من التطبيقات الق�ضائية للق�ضاء الأمريكي �أكد فيها‬
‫ان العنوان االلكرتوين �أي ا�سم املوقع ال يعهد ل�صاحبه بحق امللكيـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪90‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫كما ذهبت بع�ض الأحكام الق�ضائية �إىل اعتبار ا�سم املوقع عبارة عن الفتة‬
‫�إعالنية‪ ،‬ففي حكم �صدر عن حمكمة تنتار بفرن�سا �صادر يف �سنة ‪ 2000‬ذهبت‬
‫املحكمة �إىل ان العنوان االلكرتوين يقوم بدور الالفتة الإعالنية للم�شروعات ولكن‬
‫على �شبكة االنرتنيت‪ ،‬وبهذا فان هذا الر�أي ومعه الأحكام الق�ضائية تعترب ا�سم‬
‫املوقع ما هو �إال عنوان مثله مثل باقي العناوين العادية �أو انه �إال عنوان الكرتوين يربط‬
‫االت�صال باحلا�سوب‪ ،‬وعليه فانه ال ميكن حماية ا�سم املوقع‪ ،‬باعتباره عالمة جتارية‬
‫كما انه ال ميكن ت�سجيله �أو �إيداعه لدى اجلهة املكلفة بت�سجيل العالمات (‪.)21‬‬
‫الفــــرع الثاين ‪ :‬ا�ســـم املـــوقع هــو عالمـــة جتاريـــة‬
‫وفقـ ــا لهذا الر�أي‪ ،‬فانه ميكن اعتبار ا�سم املوقع عالمة جتارية عندما يقوم‬
‫مبهمة الإ�شارة ذات الطابع املميز وذلك وفقا لتعريف قانون العالمات‪ ،‬وبالتايل‬
‫فان ا�سم املوقع لي�س فقط عنوانا الكرتونيا يربط االت�صال باحلا�سوب �إذ ميكن‬
‫ان يقـ ــوم مبهمة التمييز‪ ،‬فاالجتهاد الق�ضائي الأملاين يعترب �أ�سماء املواقع الت ــي‬
‫تت�شكل من عالمة جتارية �أو ا�سم جتاري ت�سميات تقوم مبهمة الإ�شارة املميـ ــزة‬
‫لل�شركـ ـ ــة(‪.)22‬‬
‫فـ ـ�إذا كنا نقبل حماية عالمة اخلدمة اخلا�صة بتقدمي خدمات الهاتف فما‬
‫املانع من �إ�صباغ احلماية على عالمة اخلدمة التي ت�شري �إىل منتجات غري مادية‬
‫وهي �أ�سماء املواقع التي تقدم مثال العاب الفيديو على �شبكة االنرتنيت(‪.)23‬‬
‫فا�سم املوقع مبثابة العالمة التجارية يف جمال التجارة االلكرتونية فهو‬
‫عنوان �أو نطاق معني على �شبكة االنرتنت‪ ،‬ميكن‪ ،‬من خالله‪ ،‬الو�صول �إىل ركن‬
‫امل�ؤ�س�سة �أو املجموعة االقت�صادية من اجل الت�سوق لديها ب�صدد �سلع تنتجها �أو‬
‫خدمات تقدمها ‪ ،‬مييز ا�سم الدومني املنتج �أو اخلدمة املعرو�ضة على ال�شبكة عن‬
‫غي ـ ـ ــره(‪.)24‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪91‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ويف هذا االجتاه ذهبت بع�ض الأحكام الق�ضائية‪ ،‬ومن �أهم هذه الأحكام‬
‫احلكم ال�صادر عن الق�ضاء الفرن�سي يف ق�ضية ‪ .ALTA VISTA‬وتتلخ�ص‬
‫وقائع هذه الق�ضية يف قيام �شخ�ص بحجز‪ ،‬لفائدته‪ ،‬على االنرتنيت لدى الهيئة‬
‫املكلفة بت�سجيل �أ�سماء املواقع با�سم ‪ ALTA VISTA .FR‬ومل يقم بعد‬
‫با�ستغالل املوقع وهذا اال�سم مطابق ال�سم املوقع ‪ ،ALTA VISTA‬وهو من‬
‫بني املواقع الأكرث �شهرة وا�ستعماال يف العامل وهو ملك لل�شركة ‪INTERNET‬‬
‫‪ Solution LTD‬التي تقوم با�ستغالله يف الكثري من الدول لكنها ال متلك‬
‫العالمة ‪ ALTA VISTA‬يف فرن�سا‪ ،‬فقامت برفع دعوى �أمام الق�ضاء الفرن�سي‬
‫من اجل احل�صول على �أمر نقل ا�سم املوقع من ال�شخ�ص الذي قام بحجزه �إىل‬
‫ال�شركة املدعية ب�سبب ان ت�سجيله لهذا اال�سم كان يعرقل ال�شركة املدعية من فتح‬
‫موقع االنرتنيت ‪ ALTA VISTA .FR‬على الرتاب الفرن�سي‪ ،‬ف�صدر احلكم يف‬
‫‪ 28‬جانفي ‪ 2000‬يف �صالح املدعية �أي ال�شركة وكان احلكم كما يلي "عند اختيار‬
‫�أو حجز ا�سم موقع مطابق ال�سم موقع �أو عالمة م�شهورة دوليا يف عامل االنرتنيت‬
‫فان ال�شخ�ص م�سجل املوقع يعترب متع�سفا وذلك بت�سجيله ا�سم املوقع وحجزه ‪،‬‬
‫وهذا الت�صرف يكون م�صدر ت�شوي�ش جتاري على ال�شركة املالكة للعالمة ‪ALTA‬‬
‫‪ VISTA‬وامل�شهـ ـ ــورة وامل�ستغلـ ـ ــة يف العديد من الدول منها يف �أوروبا والقـ ـ ــارة‬
‫الأمريكية" فبتحليل هذا احلكم فانه ي�شبه قانون العالمات الذي يحمي العالمات‬
‫غري امل�سجلة التي تتمتع ب�شهرة عاملية‪� ،‬إذ ميكن التعر�ض لل�شخ�ص الذي ي�سجل‬
‫عالمة مطابقة لعالمة م�شهورة غري م�سجلـ ــة(‪.)25‬‬
‫وبهذا فان �أ�سماء املواقع �أ�صبحت متثل قيمة اقت�صادية هامة كان لها ت�أثريها‬
‫الوا�ضح �أمام املحاكم‪ ،‬حيث �أ�صبحت تنظر �إىل �أ�سماء الدومني‪ ،‬كقيمة اقت�صادية‬
‫تخول �صاحبها ميزة تناف�سية لأن �سمعة املوقع ترتبط با�سم الدومني‪ ،‬ومن ثم ف�إن‬
‫الطابع التجاري لها مل يعد حمل �شك‪ ،‬فا�سم املوقع ميثل عالمة جتاري ــة(‪.)26‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪92‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ويف ر�أينا‪� ،‬إن ا�سم املوقع ميكن ان يكون عالمة جتارية‪� ،‬إذا كان الهدف‬
‫منه هو تقدمي خدمة �أو �سلع عرب �شبكة االنرتنيت ويحمى طبقا لقواعد احلماية‬
‫املقررة للعالمات التجارية‪ ،‬وفقا لقانون العالمات‪� ،‬أما خارج هذا الهدف‪ ،‬ال‬
‫ميكن اعتباره عالمة جتارية مثل �أ�سماء املواقع اخلا�صة بامل�ؤ�س�سات الداخلية‬
‫للدول كالوزارات واملعاهد وامل ـ ــدار�س‪.‬‬

‫املبحث الثـــــالث ‪ :‬التداخـــل بني �أ�سمــــاء املـــواقع‬


‫والعالمـــات التجاريـــة امل�شهـــورة‬
‫�أدى ظهور �أ�سماء املواقع �إىل خلق نزاعات بني مالكي هذه الأخرية والعالمات‬
‫التجاريـ ــة العادية منها وامل�شهورة �أمام الق�ضاء‪ ،‬وتتمث ــل اغلب �صور املنازعـ ــات‬
‫بينهما بت�سجيل �أ�سماء مواقع متطابقة �أو مت�شابهة مع العالمات التجارية العادية‬
‫وامل�شهورة‪ ،‬وي�أخذ ذلك عدة �صور �سنتوىل معاجلتها باخت�صار وذلك كما يلي ‪:‬‬

‫املطلـب الأول ‪ :‬نــزاع بني ا�سم موقع وعالمة جتارية م�شهورة‬


‫مطابقة لــه‬
‫ويكون ذلك يف حالة ما �إذا قام �شخ�ص بت�سجيل موقع يت�شكل من ا�سم مطابق‬
‫لعالمة جتارية م�شهورة مملوكة للغري ويعد هذا النوع من �أكرث االعتداءات �شيوعا‬
‫خ�صو�صا يف فرتة انت�شار االنرتنيت عندما مل تكن ال�شركات مدركة لأهمية ان‬
‫يكون لها وجود على ال�شبكة‪� ،‬إذ �سارع كثري من الأ�شخا�ص بت�سجيل العالمات‬
‫التجارية امل�شهورة العائدة لل�شركات التجارية الكربى ك�أ�سماء مواقع ‪ ،‬وطلبوا من‬
‫هذه ال�شركات مبالغ كبرية حتى يقوموا بالتنازل عن �أ�سماء املواقع املحتوية على‬
‫عالماتها التجارية‪ ،‬وقد كانت هذه ال�شركات تر�ضخ يف البداية لهذه الطلبات‬
‫عندما مل تكن الأمور وا�ضحة بالن�سبة لهذا النوع من االعتداءات‪� ،‬إال ان ظه ـ ــور‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪93‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ال�سيا�سة املوحدة لت�سوية منازعات �أ�سماء املواقع (‪ )UDRP‬قلل كثريا من هذه‬
‫االعتداءات‪ ،‬فبف�ضل هذه ال�سيا�سة ا�ستعادت هذه ال�شركات �أ�سماء مواقعها التي‬
‫حتت ــوي عل ــى عالماتهـ ــا التجاريـ ــة(‪.)27‬‬
‫ونذكر يف هذا النوع من النزاعات ق�ضية طرحت �أمام املحاكم الأملانية وهي‬
‫ق�ضية ا�سم املوقع ‪ KRUPP.de‬حيث ان املدعى عليه هو تاجر يحمل اال�س ــم‬
‫العائلي ‪ KRUPP‬قام بت�سجيل ا�سم املوقع ‪� KRUPP.de‬إال ان ال�شركة احلاملة‬
‫للعالمة والتي تتمتع بال�شهرة العاملية‪ ،‬قامت برفع دعوى �ضد ال�شخ�ص الذي‬
‫�سجل ا�سمه على االنرتنيت بحجة ان هذا الأخري قد قام باالعتداء على حقوقها‬
‫اخلا�ص ــة بالعالمـ ــة(‪.)28‬‬
‫ولبيـ ــان ذلك �أكرث ن�شري �إىل ق�ضي ـ ــة ‪ Philip Morris Vr9.net‬رقـ ـ ــم‬
‫(‪ )D2003-0004‬التي قام امل�سجل ال�سم املوقع فيها بت�سجيل العالمة التجارية‬
‫امل�شهورة (‪ )Marlboro‬الت ـ ــي متلكها ال�شركة امل�شتكية كا�سم موقع ‪www.‬‬
‫‪ Marlboro.com‬مما حدا بهذه ال�شركة ان تطلب من اجلهة التي تقوم بحل‬
‫منازعة �أ�سماء املواقع (الويبوا) ان حتول ا�سم املوقع امل�سجل من قبل امل�شتكي‬
‫يف حقه لها وقد ق�ضى الفريق املعني للنظر يف هذه الق�ضية ب�ضرورة حتويل ا�سم‬
‫املوقع لل�شركة امل�شتكية وذلك لتطابقه مع عالمتها التجاريـ ــة(‪.)29‬‬
‫ومـ ــن الأمثلة التطبيقية الأخـ ـ ــرى ت�سجيل ا�س ـ ــم موقع ‪www.walkman‬‬
‫املتطابق مع العالمة التجارية امل�شهورة ‪ walkman‬وقد طلبت ال�شركة امل�شتكي ـ ــة‬
‫حتويل وا�ستعادة ا�سم املوقع امل�سجل وذلك الن زبائن ال�شركة �سوف يعتقدون ان‬
‫املوقع له عالقة بب�ضائع ومنتوجات ال�شركة وانه لي�س للم�سجل حق بالت�سجيل‬
‫وهـ ــو يهدف من ت�سجيله االعتماد على �شهرة العالمة التجاري ـ ــة ‪ walkman‬يف‬
‫جلب الزوار ملوقعه‪ ،‬ومبا ان ال�شركة امل�شتكية �أثبتت ما يلزم �إثباته وفق ال�سيا�سة‬
‫املوحدة حلل منازعات �أ�سماء املواقع‪ ،‬فان الفريق املعني يف هذه الق�ضية حكم‬
‫ب�ضرورة �إعادة ا�سم املوقع امل�سجل لل�شركة امل�شتكيـ ــة(‪.)30‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪94‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ومن الأمثلة التطبيقية الأخرى ت�سجيل ا�سم موقع ‪ www.adiddas‬املتطابق‬
‫مع العالمـ ــة التجاري ــة ‪ .)31(adiddas‬وا�سم املوقع ‪www.toyota.com‬‬
‫املتطابق مع العالمة التجارية ‪ .)32(toyota‬ا�سـم املوقع ‪www.pentium.‬‬
‫‪ com‬املتطابق مع العالمة التجارية ‪ pentium‬وا�سم املوقع ‪www.mariot.‬‬
‫‪ com‬املتطابق مع العالمة التجارية ‪ MARIOT‬وا�سم املوقع ‪www.‬‬
‫‪ pepsicola.com‬املتطابق مع العالمة التجاريـ ــة ‪.)33(PEPSICOLA‬‬
‫وقد يقوم احد املتطفلني بت�سجيل العالمة التجارية العائدة لل�شركة كا�سم‬
‫موقع وي�ؤ�س�س موقعا يبيع فيه منتوجات اقل جودة من املنتوجات التي تبيعها‬
‫ال�شركة باالعتماد على �شهرة العالمة التجارية اململوكة لل�شركة‪ ،‬ما ي�ؤدي �إىل‬
‫خلق اللب�س يف زبائن �صاحب العالمة �إن قاموا بزيارة املوقع ويجعلهم يعتقدون‬
‫�أنها مرتبطة ب�صاحب العالمة ما يربر �أكرث �ضرورة �إيجاد النظام القانوين‬
‫الفعال لإيجاد احللول ملثل هكذا نزاعـ ـ ــات‪.‬‬
‫املطلــــب الثاين ‪ :‬ت�سجيـــل ا�سم موقع م�شابه لعالمة جتارية‬
‫م�شهــــورة‬
‫وفيها ي�ستخدم �شخ�ص ما بع�ض احليلة يف ت�سجيل ا�سم موقع �شبيه �أو مماثل‬
‫�إىل حد كبري مع العالمة التجارية امل�شهورة العائدة لل�شركة ‪ ،‬وذلك عن طريق‬
‫�إدخال تعديل طفيف على �إحدى حروف العالمة التجارية التي ي�سجلها كا�سم‬
‫موقع‪� ،‬أو �إ�ضافة كلمة للعالمة التجارية العائدة لل�شركة وي�سجلها كا�سم موقع‪.‬‬
‫ومن الق�ضايا التي عر�ضت على مركز الويبو للتحكيم والو�ساطة‪ ،‬واخلا�صة‬
‫بهذا النوع من االعتداءات الق�ضية رقم (‪ )0567-D2002‬التي رفعتها �شركـ ــة‬
‫(‪� )Microsof Corporation‬ض ـ ــد (‪ )seventh summit‬ال ـ ــذي ق ـ ــام‬
‫بت�سجيل ا�سم املوقع ‪ wwwhotmail.com‬املتماثل مع العالمة التجارية‬
‫(‪ )HOTMAIL‬التي متلكها ال�شركة وقد ق�ضى املركز بنقل ا�سم املوقع لل�شركة‬
‫امل�شتكية وكان التماثل يف حذف النقطة بني ‪ www‬و‪.)34(hotmail‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪95‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫ومن هذه الق�ضايا �أي�ضا الق�ضية رقم (‪ )0362-D2001‬املرفوعة �أمام مركز‬
‫الويبو للتحكيم والو�ساطة من نف�س ال�شركة (‪)Microsof Corporation‬‬
‫�ضد امل�سجل ال�سم املوقع ‪ Chrli brown‬وذلك ال�ستعادة ا�سم املوقع‪www.‬‬
‫‪ microosoft.com‬املتماث ـ ــل لدرج ـ ــة تثري اللب�س مع العالمـ ــة التجاري ـ ــة‬
‫(‪ )MICROSOFT‬وك ــان التماثل يف هذه الق�ضية ب�إ�ضافة حرف ‪ o‬يف كلم ـ ــة‬
‫‪.)35(Microsof‬‬
‫وقد يكون االعتداء بت�سجيل العالمة التجارية العائدة لل�شركة كا�سم موقع‬
‫مع �إ�ضافة كلمة �أو عبارة ت�سيء لل�شركة قبل اال�سم �أو بعده‪ ,‬مثل (‪boycott‬‬
‫‪ )cocola.com‬وهن ـ ــا كلمة قاطع ‪ boycott‬ال�سم املوقع ت�ؤثر عل ـ ــى مالك‬
‫العالمة ‪ cocola‬ومن تطبيقاتها الق�ضية رقم (‪ )1195-D2001‬التي عر�ضت‬
‫على مركز الويبو للتحكيم والتي قام فيها امل�سجل بت�سجيل ا�سم املوقع ‪www.‬‬
‫‪ philipssucks.com‬الذي يتكون من العالمة التجارية ‪ philips‬مع �إ�ضافة‬
‫الكلمة النابية (‪ )such‬وقـ ــد قرر الفريق املكلف بالنظر يف الق�ضية ب�إعادة ا�س ــم‬
‫املـ ــوقع لل�شرك ـ ــة(‪.)36‬‬
‫و�إذا رفعت ال�شكوى �إىل مركز التحكيم ومت الت�أكد من �سوء نية ال�شاكي �أو انه‬
‫ال مربر مقبول يجيز لل�شاكي قبول طلبه بحرمان �صاحب املوقع من موقعه لوجود‬
‫الت�شابه �أو التماثل بني ا�سم املوقع وعالمته التجارية‪ ،‬يحكم فريق التحكيم برد‬
‫ال�شكوى والطلب‪ ،‬خا�صة �إذا علم ال�شاكي ان ال�شخ�ص امل�سجل ال�سم املوقع له‬
‫احلق يف ت�سجيله ومل يعتد على عالمته التجاري ـ ــة‪.‬‬
‫ومن التطبيقات العملية‪ ،‬الق�ضية رقم(‪ )0916-D2001‬التي نظرها مركز‬
‫الويبو للتحكيم والو�ساطة التي رفعتها �شركة (‪� )Nestl SA‬ضـ ــد �شركـ ــة (‪Pro‬‬
‫‪ )Fiducia Treuhand AG‬ال�ستعـ ــادة ا�سـ ــم املوقع ‪www.maggi.com‬‬
‫الـ ــذي ادعت ال�شركة امل�شتكية انه مطابق لعالماتها التجارية امل�سجلة امل�شهورة‬
‫(‪ )MAGGI‬ولك ـ ــن ال�شركة امل�شتكي يف حقها دافعت عن نف�سها ب�أن له ــا احلق‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪96‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫يف ت�سجيل ا�سم املوقع ال�سابق ومل تعتد على العالمة التجارية العائدة لل�شركة‬
‫امل�شتكيـ ــة وذلك الن ا�سم املوقع م�سجل با�سم مديرها التنفيـ ــذي (‪Romeo‬‬
‫‪ )Maggi‬الذي �سجل ا�سم املوقع با�سم عائلته (‪ )Maggi‬وقد �أغفلت ال�شركة‬
‫امل�شتكية ذكر �أنها حاولت يف عام ‪ 1995‬الدخول مع ال�شركة امل�شتكى يف حقها‬
‫يف مفاو�ضات للتنازل عن ا�سم املوقع لها وكانت تعرف �أنها �صاحبة احلق يف‬
‫الت�سجيل‪ ،‬ومع ذلك �أ�صرت على رفع الق�ضية‪ ،‬وقد وجد الفريق ان ال�شركة‬
‫امل�سجلة ال�سم املوقع متلك كل احلق يف ت�سجيلها ومل ت�سجله ب�سوء نية ومل حتكم‬
‫بالتايل بنقله لل�شركة امل�شتكية ورف�ضت ال�شك ـ ــوى(‪.)37‬‬

‫املطلــــب الثـالث ‪ :‬ت�سجيل ا�سم موقع قبل ت�سجيل العالمة‬


‫التجاريــــة امل�شهـــــورة‬
‫يف حالة �إن كان ت�سجيل العالمة التجارية امل�شهورة �سابقا لت�سجيل ا�سم املوقع‬
‫فان ذلك ي�شكل تعديا وا�ضحا على احلق املعنوي ل�صاحب العالمة التجارية‬
‫امل�شهورة ويجد ال�سهولة يف �إقناع جهة احلكم بالف�صل ل�صاحله‪ ،‬وقد �صدرت‬
‫عدة �أحكام ق�ضائية تدين اعتداء ا�سم املوقع على عالمة جتارية م�سجلة �سابقا‬
‫على ت�سجيل ا�سم املوقع‪ ،‬ومن هذه الأحكام احلكم ال�صادر يف ق�ضية ‪Galaries-‬‬
‫‪ lafayette‬وتتمثل وقائع هذه الق�ضية يف ان �شركة ‪Galaries-lafayette‬‬
‫اكت�شفت ان عنوانا الكرتونيا وهو ‪ Galries-lafayette.com‬يت�ضمن تقليدا‬
‫لعالماتها مت ت�سجيله على االنرتنيت ‪ ،‬وا�ستندت املحكمة يف �إدانتها لل�سطو‬
‫على العالمة ‪� Galariesla-Gayette‬إىل ن�ص املادة ‪ 2/713‬من قانون امللكية‬
‫الفرن�سي والتي جترم كل تزوير �أو تقليد �أو ا�ستعمال لعالمة من جانب �شخ�ص‬
‫غيـ ــر مـ ــالك له ـ ــا(‪.)38‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪97‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�أما �إذا كان ت�سجيل املوقع �سابق على ت�سجيل العالمة التجارية امل�شهورة‬
‫فنذكر يف هذا ال�صدد ق�ضية ‪ ،Oceant‬يف هذه الق�ضية كان النزاع بني عنوان‬
‫الكرتوين �أي ا�سم موقع �سجلته �شركة وبني عالمة جتارية مملوكة ل�شركة �أخرى‬
‫مت ت�سجيلها بعد ت�سجيل ا�سم املوقع ‪ ،‬وكان الت�سا�ؤل يفر�ض نف�سه �أمام املحكمة‪،‬‬
‫�أي من الإ�شارتني ميكن ان يعلو على الآخر؟ هل العنوان االلكرتوين امل�سجل �سابقا‬
‫�أم العالمة التجارية امل�سجلة الحقا؟ ذهب الق�ضاء �إىل القول ب�أن ا�سم املوقع قابل‬
‫لإن�شاء حق يف مواجهة عالمة مودعة الحقا‪ .‬بالإ�ضافة �إىل ان هذا احلكم يبني‬
‫�شكل �أو �صورة من �صور النزاع فانه كذلك ميكن اعتباره ردا على الذين يرف�ضون‬
‫اعتبار ا�سم املوقع عالمة جتارية ويرجع �سبب ظهور هذه النزاعات لعدة عوامل‪،‬‬
‫منها ما هو متعلق بالت�سجيل ومنها ما هو متعلق ب�شهرة العالمة التجارية ومنها‬
‫ما هو متعلق باجلانب املايل‪ ،‬فالعامل الأول قائم على مبد�أ الأول من ي�سجل هو‬
‫الأول من ميلك فيحكم ت�سجيل �أ�سماء املواقع مبد�أ الأ�سبقية يف الت�سجيل‪ ،‬ويق�صد‬
‫به انه يجوز لكل �شخ�ص ان يح�صل على عنوان الكرتوين متى قدم طلبه قبل غريه‬
‫من امل�شروعـ ــات‪.‬‬
‫فالعربة يف احل�صول على هذا العنوان االلكرتوين هي ب�سبق طلب الت�سجيل‬
‫عن غريه من الطلبات(‪ .)39‬حيث انه ال يوجد �أي �إجراء �شكلي مفرو�ض علـ ــى‬
‫ال�شخ�ص الذي يريد ت�سجيل ا�سم املوقع‪ ،‬فهو غري جمرب بتقدمي �أي دليل علـ ــى‬
‫ملكيته ال�سم املوقع الذي اختاره وتقوم الهيئة املكلفة بت�سجيله ببحث واحد وهو‬
‫مدى توفر ا�سم املوقع �أي هل ان ا�سم املوقع مت ت�سجيله م�سبقا من طرف �شخ�ص‬
‫�آخر �أم ال(‪ .)40‬حيث يتم منح العنوان االلكرتوين مرة واحدة ملن يقدم طلبه‬
‫�أوال‪،‬وهذا على خالف نظام ت�سجيل العالمات التجارية حيث ي�سمح بت�سجيل نف�س‬
‫العالمة ملنتوج �آخر‪� ،‬أي وجود عالمة واحدة‪� ،‬أي مت�شابهة ملنتجات غري مت�شابهة �أو‬
‫لي�ست من طبيعة واحدة(‪ .)41‬والعامل الثاين راجع ل�شهرة العالمات التجارية‬
‫بحكم �سمعتها الطيبة والهامة(‪ .)42‬بدليل ان اغلب الق�ضايا التي طرحت �أم ــام‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪98‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الق�ضاء �أو هيئات التحكيم كانت بني عالمات جتارية م�شهورة و�أ�شخا�ص قاموا‬
‫بقر�صنتها على االنرتنيت‪ ،‬هذا ويعترب الق�ضاء ان اختيار القر�صان العالمـ ـ ــة‬
‫التجارية امل�شهورة لت�سجيل عنوانه االلكرتوين يعد م�ؤ�شرا على وجود �سوء نية‬
‫ووجود قرينة على علم امل�سجل بوجود عالمة م�شهورة حتمل نف�س ت�سمية العنوان‬
‫االلكرتوين(‪ .)43‬والعامل الثالث راجع لإمكانية بيع ا�سم املوقع بحكم قيمته‬
‫االقت�صادية‪ ،‬فيمكنه ان يكون حمل �صفقة تكون قيمتها جد مرتفعة وبالتايل‬
‫�سيكون حمل جتارة مربحة ومثال ذلك املوقع ‪ Business/Com‬الذي بيع‬
‫مببلغ ‪ 7.5‬مليون دوالر(‪ .)44‬فقد �أ�صبحت �أ�سماء املواقع متثل قيمة اقت�صادية‬
‫هامــة‪ ،‬حيث تعد دعامة بالن�سبة للم�شروعات التي ت�ستخدمها وحمور �سمعتها‬
‫التجارية وقوتها اجلاذبة وقدرتها الت�سويقية‪ ،‬و�أمام الدور احليوي الذي تلعبه‬
‫�أ�سماء املواقع يف التعريف على القائمني بالن�شاط عرب ال�شبكة ومتييزهم‪ ،‬ف�إنها‬
‫�أ�صبحت ب�صفة عامة ظاهرة للإثراء‪ ،‬من خالل العائد االقت�صادي من جهة‪،‬‬
‫وقيمتها املالية القابلة للت ـ ــداول يف الأ�سـ ـ ــواق(‪.)45‬‬
‫املبحث الرابع ‪ :‬ت�سوية منازعات التداخل بني �أ�سماء‬
‫املــــواقع والعالمـــــات امل�شهــــــورة‬
‫نتيجة االزدياد امل�ستمر لت�سجيل �أ�سماء املواقع من قبل امل�سجلني الذين تدافع‬
‫البع�ض منهم لت�سجيل �أ�سماء مواقع تتطابق �أو تت�شابه مع العالمات التجارية التي‬
‫تعود ل�شركات م�شهورة ‪ ،‬فقد حرمت هذه ال�شركات الأخرية من ت�سجيل عالماتها‬
‫التجارية ك�أ�سماء مواقع وقد ازدادت االعتداءات التي تقع على العالمات التجارية‬
‫يف الف�ضاء االلكرتوين واملنازعات اخلا�صة ب�أ�سماء امل ـ ــواقع‪.‬‬
‫ومن �أ�سباب ظهور هذه النزاعات ان ال�شركات امل�سجلة لأ�سماء املواقع ال تقوم‬
‫بالتحري فيما �إذا كان ال�شخ�ص ميلك احلق بت�سجيل ا�سم املوقع �أم ال‪� ،‬أو ان ا�سم‬
‫املوقع امل�سجل يعتدي على عالمة �أو ا�سم جتاري �أو �أي حق عائد ل�شخ�ص �آخر‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪99‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وان الت�سجيل يتم ب�سرعة على االنرتنيت الأمر الذي تطلب �إيجاد حل ملنازعات‬
‫�أ�سماء امل ـ ــواقع‪.‬‬
‫فالبد من اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل �صاحب العالمة التجارية �ضد‬
‫امل�سجل ال�سم املوقع وفقا لل�سيا�سات التي تعتمدها اجلهات امل�س�ؤولة عن ت�سجيل‬
‫�أ�سماء املواقع الوطنية و�إما االلتجاء �أمام املحاكم الوطنية �أو اتباع ال�سيا�سة‬
‫املنتهجة من قبل منظمة منح الأ�سماء والأرقام على االنرتنيت (الأيكان) وعليه‬
‫�سيكون تركيزنا يف هذا املبحث على �أهم الإجراءات العملية التي ميكن اتباعها‬
‫حلل منازعات العالمات التجارية و�أ�سماء املـ ــواقع ‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬حل املنازعات وفقا لل�سيا�سات التي تعتمدها‬
‫اجلهــات امل�س�ؤولــة عـــن ت�سجيــل �أ�سمـــاء املـواقع الوطنية‬
‫يف حالة وجود منازعة حول العالمة التجارية وا�سم موقع وطني‪ ،‬يلج�أ �صاحب‬
‫العالمة التجارية املت�ضرر حلل منازعته وفقا لل�سيا�سات التي ت�ضعها اجلهات‬
‫امل�س�ؤولة عن الت�سجيل‪ ،‬والتي قد ال تتبع ال�سيا�سة املوحدة حلل منازعات �أ�سماء‬
‫مواقع االنرتنيت(‪ )UDRP‬وقد طورت بع�ض اجلهات امل�س�ؤولة عن ت�سجيل �أ�سماء‬
‫املواقع الوطنية �إجراءات خا�صة حلل املنازعات‪ ،‬فمثال طورت اجلهة امل�س�ؤولة عن‬
‫ت�سجيل �أ�سماء املواقع الوطنية االجنليزية �سيا�سة خا�صة حلل منازعات �أ�سماء‬
‫املواقع‪ ،‬وهذا ما فعلته كذلك اجلهة التي تتوىل ت�سجيل �أ�سماء املواقع يف ا�سرتاليا‬
‫التي تتبع �سيا�سة خا�صة بها حلل منازعات �أ�سماء املواقع واجلهة امل�سجلة يف‬
‫ال�صني واليابان وكوريا و�سنغافورة(‪.)46‬‬
‫ولكن قد ال يكون هذا الإجراء العملي منا�سبا يف كل حالة‪� ،‬إذ �أن هناك جهات‬
‫م�سجلة مل تعتمد �سيا�سة خا�صة حلل املنازعات فال يبقى من بديل ل�صاحب‬
‫العالمة التجارية املت�ضرر �سوى االلتجاء للمحاكم الوطنية �أو لل�سيا�سة املوحدة‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪100‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫حلل منازعات �أ�سماء املواقع‪� ،‬إذا ما كانت اجلهة امل�سجلة ال�سم املوقع تعتمد هذه‬
‫ال�سيا�س ــة م ــن تلقـ ــاء نف�سه ــا‪.‬‬
‫املطلــب الثانــي ‪ :‬االلتجــاء �إلــى املحاكــم الوطنيــــة‬
‫يقوم �صاحب العالمة التجارية امل�سجلة كا�سم موقع برفع دعوى �أمام حمكمة‬
‫ذات اخت�صا�ص على امل�سجل ال�سم املوقع من دون وجه حق ويكون ذلك بالن�سبة‬
‫لأ�سماء املواقع الوطنية ‪.‬وتعد منازعات �أ�سماء املواقع الوطنية من املنازعات‬
‫اجلديدة ال�صعبة وذلك لأ�سباب متعددة منها ان �شروط ت�سجيل �أ�سماء املواقع‬
‫و�إجراءات الت�سجيل تختلف اختالفا بينا فيما بني الدول‪ ،‬كما ان القوانني التي‬
‫ميكن االعتماد عليها حلل منازعات �أ�سماء املواقع تختلف كذلك من دولة �إىل‬
‫�أخـ ـ ــرى‪،‬‬
‫فهناك مواقف متباينة للدول‪ ،‬فقد تبنت بع�ض الدول قوانني خا�صة بحل‬
‫املنازعات حول العالمات التجارية و�أ�سماء املواقع وعدلت قوانني العالمات‬
‫التجارية و�سنت لهذه الغاية قوانني جديدة حلماية العالمات التجارية يف‬
‫الف�ضاء االلكرتوين‪�،‬أو عدلت قوانني املناف�سة غري امل�شروعة‪� ،‬أو مل تعدل قوانينها‬
‫وا�ستطاعت حماكمها ان ت�ستوعب امل�سائل اجلديدة م�ستندة يف ذلك لقوانني‬
‫العالمات التجارية التقليدية واملناف�سة غري امل�شروعة �أو لق�ضائها الوطني الذي‬
‫ا�صدر �أحكاما تتنا�سب مع الطبيعة اخلا�صة لأ�سماء املواقع واملنازعات التي‬
‫حت�صل بينها وبني حقوق امللكية الفكرية يف الف�ضاء االلكرتون ـ ــي(‪.)47‬‬
‫فاليابان عدلت قانون املناف�سة غري امل�شروعة لعام ‪ 1993‬يف عام ‪ 2001‬وكان‬
‫احد �أ�سباب التعديل منع قر�صنة �أ�سماء املواقع فقد اعترب ت�سجيل عالمة جتارية‬
‫عائدة ل�شخ�ص كا�سم موقع بغر�ض الك�سب غري امل�شروع �أو �إحداث ال�ضرر لهذا‬
‫ال�شخ�ص من �أفعال املناف�سة غري امل�شروعة كما ا�ستندت املحاكم االيطالية �إىل‬
‫قانون العالمات االيطايل حلل نزاعات بني �أ�سماء مواقع وعالمات جتارية‪ .‬كما‬
‫ا�ستندت املحاكم ال�سويدية على مبد�إ املناف�سة غري احل�سنة و�ألزمت ال�شخ�ص‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪101‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫امل�سجل ملوقع لعالمة ‪ Volvo‬بتغيري ا�سم موقعه‪ .‬ويف ق�ضية ‪ céréales‬الت ـ ــي‬
‫طرحت �أمام املحاكم الفرن�سية وكانت ب�سبب ان ال�شركة املالكة لهذه العالمة‬
‫رف�ض طلبها بت�سجيل عالمتها على �شكل ا�سم موقع على االنرتنيت الن �شخ�ص‬
‫�آخر قام بت�سجيله على االنرتنيت �أمام الهيئة املكلفة بت�سجيل �أ�سماء املواقع على‬
‫�شكل ‪ céréale .fr‬ففي هذه الق�ضية �أكدت املحكمة على تطبيق قانون العالمات‬
‫على �أ�سماء املواقع وهذا من اجل حل النزاعات بني العالمات وا�سم املوقع(‪.)48‬‬
‫وقد اعتمد الق�ضاء على مبادئ قانون العالمات الذي يجرم التقليد‪،‬‬
‫ففـ ــي ق�ضي ـ ــة ‪ S F R‬اعتربت املحكمة االبتدائية ملدينة نونرت ‪Nanterre‬‬
‫الفرن�سية �سنة ‪ 1999‬ان العنوان االلكرتوين ‪ S F R .com‬ميثل تقليدا للعالمة‬
‫التجارية ‪ S F R‬التي متلكها �شركة ‪ Radiotéléphone‬و�أمرت بوقف ا�ستعمال‬
‫العنوان(‪ .)49‬ويف اجلزائر ي�شرتط من م�سجلي �أ�سماء املواقع احرتام ‪La charte‬‬
‫‪ de nomage du .DZ‬والذي يت�ضمن جلنة مكلفة بت�سوية املنازعات املتعلقة‬
‫بت�سجيل �أ�سماء املواقع ‪Commission de règlement de litige pour‬‬
‫‪les noms de domaines sous DZ.‬‬

‫املطلب الثــالث ‪ :‬حل النزاع وفقا لل�سيا�سة املوحدة لت�سويـة‬


‫منازعـــات �أ�سمـــاء املـــواقع علـــى االنتــــرنيت ‪UDRP‬‬
‫ال ميكن لأي جهة ان تقوم بحل منازعات �أ�سماء مواقع االنرتنيت ما مل تكن‬
‫معتمدة من قبل منظمة منح الأ�سماء والأرقام على االنرتنيت (الأيكان) التابع‬
‫للمنظمة العاملية للملكية الفكرية الويبو وهناك جهات معينة ومعتمدة لهذا الغر�ض‬
‫�سنتعرف عليها يف الفرع الأول‪ ،‬ويعترب مركز الويبو للتحكيم الرائد يف هذا املجال‬
‫وهـ ــو ثمرة جمهودات (الويبو) لإيجاد �سيا�سة �أكرث فاعلية حلل منازعات �أ�سم ــاء‬
‫املواقع وهو ما �سنتناول تعريفه وتتبع �إجراءات حل املنازعات على م�ستواه يف‬
‫الفـ ــرع الثانـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪102‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الفــــرع الأول ‪ :‬اجلهـــات واملراكــــز املعتمـــدة مــــن قبـــــل‬
‫(الأيكــان ‪ )ICANN‬حلــل منازعات �أ�سماء مواقع االنرتنيت‬
‫ال ميكن لأي جهة ان تقوم بحل منازعات �أ�سماء مواقع االنرتنيت‪ ،‬ما مل تكن‬
‫معتمدة من قبل منظمة منح الأ�سماء والأرقام على االنرتنيت (الأيكان) وهناك‬
‫�أربع جهـ ــات معينة ومعتمدة لهذا الغر�ض جندها يف موقع الأيكان ونذكره ـ ــا‬
‫كالتالـ ــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬املركز الأ�سيوي حلل منازعات �أ�سماء املواقع‪ ،‬املعتمد من الأيكان بتاريخ‬
‫‪.2001/12/03‬‬
‫‪ -2‬مركـ ــز الويبو للو�ساطة والتحكيـ ــم‪ ،‬املعتمد من طرف الأيكان بتـ ــاريخ‬
‫‪.1999/12/01‬‬
‫‪ -3‬مركـ ــز (�سـ ــي بي ار) حلل املنازعات املعتمد من طرف الأيكان بتـ ـ ــاريخ‬
‫‪.2000/05/22‬‬
‫‪ -4‬جممع التحكيم الوطني املعتمد من طرف الأيكان بتاريخ ‪.1999/12/23‬‬
‫�إذ تبلغ ن�سبة ت�سوية منازعات �أ�سماء املواقع من قبل مركز الويبو للتحكيم‬
‫والو�ساطة �أعلى ن�سبة ‪ % 59.20‬ثم يليها جممع التحكيم الوطني ‪ % 34.46‬ثم‬
‫يليها املركز الأ�سيوي ‪ % 5.63‬و(�سي بي ار) ‪ % 5.27‬ومن ال�ضروري الإ�شارة �إىل‬
‫ان امل�سجل ال�سم املوقع يلتزم عند ت�سجيل ا�سم موقعه باخل�ضوع لل�سيا�سة املوحدة‬
‫حلل منازعات �أ�سماء املواقع وذلك مبوجب اتفاقية ت�سجيل ا�سم املوقع التي يربمها‬
‫مع ال�شركة امل�سجلة والتي حتتوي على �إحدى البنود التي تلزمـه بذلك(‪.)50‬‬
‫ووفقا لل�سيا�سة املوحدة حلل منازعات �أ�سماء املواقع‪ ،‬يجب على �صاحب‬
‫العالمة التجارية املت�ضرر‪ ،‬حتى ي�ستطيع ان ي�ستعيد ا�سم املوقع الذي يت�ضمن‬
‫عالمته التجارية‪ ،‬ان يثبت انه ميلك عالمة جتارية عادية مطابقة �أو م�شابهة �أو‬
‫عالمة جتارية م�شهورة ت�شكل ن�سخا �أو تقليدا �أو ترجمة �أو نقال حرفيا لها كلية‬
‫�أو يف جزء �أ�سا�سي منها ب�شكل ي�ؤدي �إىل اللب�س(‪ )51‬مع ا�سم املوقع امل�سجل وانه‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪103‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫لي�س لدى امل�سجل ال�سم املوقع حق �أو م�صلحة م�شروعة با�سم املوقع الذي �سجله‬
‫وان امل�سجل ال�سم املوقع قام بت�سجيل ا�سم موقعه ب�سوء نيـ ـ ــة‪.‬‬
‫وينبغـ ــي الإ�شارة �إىل ان نذكر ان �صاحب العالمة التجارية هو الذي يقوم‬
‫باختيار �إحدى اجلهات املعتمدة من قبل (الأيكان) حلل منازعات �أ�سماء املواقع‬
‫وفقا ل�سيا�ستها ونظامها اخلا�ص وتنح�صر طلبات امل�شتكي وفقا لل�سيا�سة‪� ،‬إما‬
‫ب�إلغاء ا�سم املوقع امل�سجل‪� ،‬أو طلب حتويل ا�سم املوقع من امل�سجل �إىل �صاحب‬
‫العالمـ ــة التجاريـ ــة(‪.)52‬‬
‫الفــرع الثانـــي ‪ :‬تو�ضيح جمهودات املنظمة العاملية للملكيــــة‬
‫الفكريــــة حلــــل منازعــــات �أ�سمــــاء املــــواقع‬
‫قامت املنظمة العاملية للملكية الفكرية (الويبو) ب�أخذ املبادرة يف حل النزاعات‬
‫اخلا�صة ب�أ�سماء املواقع العامة وهذا نظرا للطابع الدويل لهذه املواقع‪ ،‬وخا�صة ان‬
‫ت�سيري هذه املواقع من مهام منظمة دولية تابعة للويبو ت�سمى (الأيكان) كما قامت‬
‫مبجهودات فيما يخ�ص النزاعات اخلا�صة ب�أ�سماء املواقع املحلية‪ ،‬كما قامت‬
‫املنظمة ب�إن�شاء مركز التحكيم والو�ساطة التابع لها مهمته التحكيم والو�ساطة يف‬
‫مثل هكذا نزاعات وقد قامت املنظمة ب�إ�صدار تقارير �سواء تلك اخلا�صة باملواقع‬
‫العامة �أو املواقع املحلي ـ ــة(‪.)53‬‬
‫�أوال‪ :‬تقريـــر الويبـــو اخلـــا�ص ب�أ�سمـــاء املـــواقع العامــــة‬
‫قامت املنظمة العاملية للملكية الفكرية بو�ضع �سيا�سة خا�صة حلل النزاعات‬
‫عن طريق توحيد �إجراءات حل النزاعات اخلا�صة ب�أ�سماء املواقع العامة ‪ ،‬وهذه‬
‫ال�سيا�س ــة التي احتواها التقرير جاءت على �شكل تو�صية قد تبنها احتاد منح‬
‫الأ�سمـ ــاء والأرقام يف االنرتنيت‪ ،‬كما اعتمدتها خمتلف الهيئات املكلفة بت�سجيل‬
‫�أ�سماء املواقع العامة التابعة لهذا االحتاد‪ ،‬فكل �شخ�ص ثبت له ان ا�سم مـ ــوقع‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪104‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫�سبب له �ضررا‪ ،‬بالن�سبة للعالمة التي ميلكها‪ ،‬ميكن له ان يرفع دعوى �أمام هيئة‬
‫من الهيئات املعتمدة من قبل االحتاد حلل الن ـ ــزاع(‪.)54‬‬
‫ووفقا للتو�صيات الرئي�سية التي احتواها التقرير لكي تطبق هذه ال�سيا�سة‪،‬‬
‫يجب ان يكـ ــون ا�سم موقع يف نزاع مع عالمـ ــة‪ ،‬ومالك العالمة هو الذي يطلب‬
‫تطبيق �سيا�سة توحيد �إجراءات النزاعات اخلا�صة ب�أ�سماء املواقع ووفقا للفقرة‬
‫‪ 171‬من تقرير الويبو‪ ،‬ف�إننا نكون �أمام قر�صنة الأ�سماء والت�سجيل التع�سفي ال�سم‬
‫املـ ــوقع‪� ،‬إذا توافـ ــرت ثالث �شـ ــروط ه ـ ــي ‪:‬‬
‫‪ -1‬تط ــابق ا�سم موقع االنرتنيت �أو م�شابهته بدرجة تثري اللب�س مع عالم ـ ــة‬
‫جتاري ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -2‬لي�ست مل�ستخ ـ ــدم ا�سم املوقع حقوقا على ذلك اال�س ـ ــم‪.‬‬
‫‪ -3‬ان يكـ ــون ا�سم املوقع م�سجال وم�ستخدما ب�سوء ني ـ ــة‪.‬‬
‫ثانيــــا ‪ :‬تقريــــر الويبــــو اخلــــا�ص ب�أ�سمـــاء املــــواقع املحليــــة‬
‫قامت املنظمة العاملية للملكية الفكرية ب�إ�صدار تو�صيات عملية خا�صة ب�أ�سماء‬
‫املواقع املحلية من اجل و�ضع �إجراءات وقواعد احتياطية حلل النزاعات اخلا�صة‬
‫بامللكية الفكرية ‪ ،‬فقد احتوت هذه التو�صية على وجوب ان ين�ص عقد الت�سجيل‬
‫يف االنرتنيت ت�صريحا من قبل طالب الت�سجيل ان ا�سم موقعه وا�ستغالله ال مي�س‬
‫ب�أي حق من حقوق امللكية الفكرية‪ ،‬وااللتزام باللجوء �إىل �إجراءات حل النزاعات‬
‫املعتمدة من قبل هيئة �إدارة ت�سجيل �أ�سماء املواقع املحلية(‪.)55‬كما �أ�شارت‬
‫التو�صية �إىل الأ�ساليب غري الق�ضائية حلل النزاعات ومنها التحكيم والو�ساطة يف‬
‫حل النزاعات التي مت�س بحقوق امللكية الفكرية اخلا�صة باالنرتنيت‪ ،‬كما اعتربت‬
‫هذه الأ�ساليب �أكرث مالءمة حلل هذه النزاعات الن ا�سم املوقع ي�سمح ل�صاحبه‬
‫بالتواجد يف كافة �أنحاء العامل‪ ،‬ونتيجة لذلك يكون النزاع متعدد احللول القانونية‬
‫والق�ضائية مبا ي�سمح ب�صدور �أحكام متناق�ضة يف كل دولة يقع فيها النزاع فهنا‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪105‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫تكمن �أهمية التحكيم يف حله النزاع وذلك ب�صدور قرار واحد حلل النزاع‪ ،‬كما‬
‫تتميز حل النزاعات عن طريق التحكيم بال�سرعة والرمزية يف الأتع ـ ـ ــاب(‪.)56‬‬
‫الفـــرع الثـــالث ‪� :‬إجــــراءات حل منازعات �أ�سماء املـــواقع‬
‫مـــن قبــل مركـــز الو�ساطـــة والتحكيـــم التــابع للويبـــو‬
‫‪WIPO Arbitration and Mediation Center WAMC‬‬
‫يعـ ــد هذا املركز من بني الهيئات املعتمدة من قبل احتاد منح الأ�سماء‬
‫والأرقام على االنرتنيت (الأيكان) من اجل حل النزاعات بني مالكي العالمات‬
‫ومالكي �أ�سماء املواقع وب�إ�صدار الويبو تو�صياتها اخلا�صة ب�أ�سماء املواقع املحلية‬
‫ميكن لأي هيئة ت�سجيل �أ�سماء املواقع املحلية اللجوء �إىل هذا املركز من اجل حل‬
‫النزاعات‪ ،‬هذه الأخرية التي ال تعترب ملزمة بالن�سبة ملالكي العالمات الذين لهم‬
‫اخليـ ــار بني اللجـ ــوء �إليها �أو اللجوء �إىل املحاكم الوطنية‪� ،‬أما بالن�سبة ملالك ا�سم‬
‫املوقع‪ ،‬فهي ملزمـ ــة له �إذ يلتزم باللجوء �إىل هذه ال�سيا�سة يف حالة ما يقوم مالك‬
‫العالمـ ــة باختيارها‪ ،‬كما مينح لكل الطرفني‪� ،‬أي مالك العالمة التجارية ومالك‬
‫ا�سم املوقع‪ ،‬اللجوء �إىل املحاكم الوطنية حتى بعد �إيداع الدعوى �أمام الهيئة التي‬
‫تنظر يف النزاع �أي يف كل مرحلة من مراحل نظر النزاع بني الطرفني(‪.)57‬‬
‫�أم ــا فيما يخ�ص اخت�صا�ص القا�ض ــي يف حل النزاع علـ ــى �شكل ا�سـ ــم مـ ــوقع‬
‫عـ ــام والذي ي�سجل �أمام هيئات دولية ولي�ست حملية‪ ،‬جنده من خالل ق�ضيـ ــة‬
‫‪ FRAMATOM‬حيث تتلخ�ص وقـ ــائع الق�ضية يف ان ال�شركة املالكة للعالمـ ــة‬
‫‪ FRAMATOM‬واملودعـ ــة بفرن�سا منذ ع ـ ــام ‪ 1989‬واملالكـ ــة ال�سم املـ ــوقع‬
‫‪ FRAMATOM.FR‬بفرن�سـ ــا �أرادت ان تفتح ا�سم موقع على �شك ــل ‪COM‬‬
‫وجدت ان عالمتها م�سجلة على �شكل ‪ FRAMATOM.COM‬من قبل جمعيــة‬
‫على االنرتنيت فرفعت ال�شركة مالكة العالمة دعوى �أمام الق�ضاء الفرن�سي �ضد‬
‫هــذه اجلمعية طالبة ا�سرتجاع هذا اال�سم على �شكل املوقع العام‪ ،‬فدفعت اجلمعية‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪106‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫بعـ ــدم اخت�صا�ص القا�ضي الفرن�سي على �أ�سا�س ان املوقع مت ت�سجيله على �شكـ ــل‬
‫مـ ــوقع عام �أي خارج فرن�سا ولي�س على �شكل موقع حملي‪ ،‬فكان جواب القا�ضـ ــي‬
‫عن هذا الدفع انه خمت�ص على �أ�سا�س ان العالمة م�سجلة يف فرن�سا ‪ ،‬وكذلك انه‬
‫خمت�ص على �أ�سا�س ان التقليد واقع يف فرن�سا �إذ ميكن الو�صول �إليه من فرن�سا‬
‫ع ــن طـ ــريق االنت ـ ــرنيت(‪.)58‬‬

‫اخلامتــــــــة ‪:‬‬
‫يت�ض ــح لنا جليا �أن جمال حقوق امللكية ال�صناعية وا�سع النطاق والتجـ ــدد‪،‬‬
‫فالعلم دائم التحول �شيئا ف�شيئا من اقت�صاد املوجودات �إىل اقت�صاد املعلومـ ــات‪،‬‬
‫واالقت�صاد القائم على املعرفة‪ ،‬وفيه يغدو ر�أ�س املال الفكري على درجة بالغة‬
‫مـ ــن الأهميـة �ش�أنه �ش�أن ر�أ�س املال املادي‪ ،‬ورمبا يفوقه يف حاالت كثرية‪ ،‬وكان‬
‫لهذا �أثر يف الت�أثري على الأعمال‪ ،‬بل ويف حتديد عنا�صر امللكية وعنا�صر موجودات‬
‫امل�شاريع وميزانيتهـ ــا املاليـ ــة‪.‬‬
‫�إن التحوالت العميقة التي فر�ضتها مرحلة الدخول �إىل اقت�صاد ال�سوق بوترية‬
‫مت�سارعـ ــة وما �صاحبها من عقد اتفاقيات دولية متعددة مت�س على اخل�ص ــو�ص‬
‫مبختلف جوانب حركة ر�ؤو�س الأموال وتداول ال�سلع واخلدمات‪� ،‬أدت �إىل بـ ــروز‬
‫العديد من الثغرات القانونية يف العديد من الت�شريعات املتعلقة بامللكية ال�صناعي ــة‬
‫ومنها علـى اخل�صو�ص تلك املتعلقة مبو�ضوع النظام القانوين للعالمات التجارية‪،‬‬
‫مما جعلها غري قادرة على مواكبة امل�ستجدات على ال�ساحة االقت�صادية واملالية‪.‬‬
‫فال ــدول املتقدمة �صناعيا تنبهت منذ ما يربو عن قرنني لأهمية احلماي ــة‬
‫القانونية للعالمة مبختلف �أنواعها و�أ�شكالها و�أثرها يف تن�شيط القدرات االبتكارية‬
‫لدى �أبنائها‪ ،‬ثم �ضمان تطبيق ما يتم ابتكاره يف جمال ال�صناعة‪ ،‬والأكرث م ــن‬
‫ذلك �أنهــم و�سعوا من نطاق ا�ستعمال العالمة التجارية من خالل �إعطاء �أهمي ــة‬
‫للعمليات القانونية الواردة عليها كالبيع والرهن والرتخي�ص والتن ــازل‪...‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪107‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫وق ــد �شهدت القـ ــرون املا�ضية �سابقا بني هذه الدول ووالة �أمورها من �أجـ ــل‬
‫ت�شجيع املبتكرين يف كل ميدان واجتذاب الأجانب منهـ ــم‪.‬‬
‫فال �سبيل �أمام الدول النامية من و�سيلة مل�سايرة التطور امل�ستمر يف كل جماالت‬
‫احلياة‪� ،‬سوى اال�ستفادة من املبادئ والأ�س�س التي يقوم عليها االقت�صاد احلــر وفق‬
‫املنهج الذي اتبعته الدول املتقدمـ ــة‪ ،‬من خالل ت�شجيع وتنمية القدرات الفكريـ ــة‬
‫والإبداعية يف ميدان الت�سويق والإنتـ ــاج‪.‬‬
‫وكـ ــل دولة ت�سعى �إىل حتقيق تقدمها االقت�صادي‪ ،‬و�أكرب ركيزة يبنى عليها‬
‫االقت�صاد وخا�صة يف ظل العوملة هو جتديد وتطوير و�سائل الإنتاج و�آليات الت�سويق‬
‫لإنعـ ــا�ش ال�سوق الوطنية والتقليل م ـ ــن طغيان الأ�سواق الأجنبية �أو غزوه ـ ــا �إن‬
‫�أمكن‪ ،‬ونعتقد �أن االهتمام بالعالمات ك�آلية لت�سهيل وت�سريع وترية تداول ال�سلع‬
‫واخلدمات يعطي حركية يف ميدان الإنتاج والتوزيع الوا�سع النطـ ــاق‪.‬‬
‫�إن تزايـ ــد منازعات امللكية الفكرية‪ ،‬وخا�صة يف عن�صر العالمات التجاريـ ــة‬
‫امل�شهورة‪ ،‬تتجـ ــاوز احلدود يف كثري من احلاالت وحتتاج �إىل خرباء متخ�ص�صني‪،‬‬
‫مما يحتم �ضرورة بناء �إ�سرتاتيجية لتطوير هذا امليدان يف الدول الناميـ ــة‪.‬‬
‫فبالن�سبة للم�شرع اجلزائري فقد عيب عليه الت�أخر يف هذا املجال‪ ،‬فالدرا�سة‬
‫يف ميـ ــدان العالمة التجارية امل�شهورة دلت على �أنه من ـ ــذ اال�ستقالل ك ـ ــان‬
‫الأمـ ــر ‪ 57-66‬املـ ـ�ؤرخ يف ‪� 1966‬إىل غاية ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬هو الذي ينظمها‪.‬‬
‫وكان االعتمـ ــاد على قواعده القانونية التي و�ضعت يف ع�صر قلت فيه التقنيات‬
‫غري كاف ليجعله �صاحلا للتطبيق يف ع�صر العوملة‪ ،‬لهذا منذ بداية الت�سعينات‬
‫�إىل غاية اليوم �شهدت اجلزائر موجة ت�شريعية يف ميدان امللكية الفكرية عامة‬
‫والعالمة التجارية على اخل�ص ــو�ص‪ ،‬ومرد ذلك هو تلبية متطلبات الع�ضوية يف‬
‫املنظمة العاملية للتجارة ‪ OMC‬وما يوجبه ذلك بال�ضرورة من تلبية متطلبات‬
‫اتفاقية ترب�س فيما جاءت بـ ــه من جديد وما �أحالت �إليه من املوج ـ ــود‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪108‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫اخلطــــــة ‪:‬‬
‫املبحث الأول ‪ :‬املالمح العامة حلماية العالمات التجارية على �شبكة االنرتنيت‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬الآثار القانونية لظهور االنرتنيت على العالمات التجارية‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬القانون الواجب التطبيق حلل املنازعات على �شبكة االنرتنيت‪.‬‬
‫املبحث الثاين ‪ :‬املق�صود ب�أ�سماء الدومني �أو املواقع على االنرتنيت‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬نظ ـ ــام �أ�سم ـ ــاء املـ ـ ــواقع‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪� :‬أنواع �أ�سماء املواقع واجلهات التي ت�سجل لديها‪.‬‬
‫الفرع الأول ‪� :‬أ�سماء املواقع العليا املكونة من رموز الدول‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪� :‬أ�سمـ ــاء املـ ــواقع العليـ ــا العام ـ ــة‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬التفريق بني �أ�سماء املواقع والعالمات التجارية ‪.‬‬
‫املطلب الرابع ‪ :‬الطبيعـ ــة القانونيـ ــة لأ�سمـ ــاء املـ ــواقع ‪.‬‬
‫الفرع الأول ‪ :‬ا�سم املوقع يختلف عن العالمة التجارية‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬ا�س ـ ــم املـ ــوقع هـ ــو عالمـ ــة جتاري ـ ــة‪.‬‬
‫املبحث الثالث ‪ :‬التداخل بني �أ�سماء املواقع والعالمات التجارية امل�شهورة‬
‫املطلب الأول ‪ :‬ت�سجيل ا�سم موقع متطابق مع عالمة جتارية م�شهورة‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬ت�سجيل ا�سم موقع م�شابه لعالمة جتارية م�شهورة‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬ت�سجيل ا�سم موقع قبل ت�سجيل العالمة التجارية امل�شهورة‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬ت�سوية منازعات التداخل بني �أ�سماء املواقع والعالمات امل�شهورة‪.‬‬
‫املطلب الأول ‪ :‬حـ ــل املنازعات وفقا لل�سيا�سات التي تعتمدها اجلهات امل�س�ؤولة ع ـ ــن‬
‫ت�سجي ــل �أ�سمـ ــاء املـ ــواقع الوطنيـ ــة‪.‬‬
‫املطلب الثاين ‪ :‬االلتج ـ ــاء �إلـ ــى املحاكـ ــم الوطنيـ ــة‪.‬‬
‫املطلب الثالث ‪ :‬حل النزاع وفقا لل�سيا�سة املوحدة لت�سوية منازعات �أ�سماء املواقع على‬
‫االنتـ ـ ــرنيت‪.‬‬
‫الفــــرع الأول ‪ :‬اجله ــات واملراكز املعتمدة من قبل (الأيكان) حلل منازعات �أ�سماء‬
‫م ـ ــواقع االنت ـ ــرنيت‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪109‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬تو�ضيح جمهودات املنظمة العاملية للملكية الفكرية حلل منازعات �أ�سماء‬
‫املـ ـ ــواقع ‪.‬‬
‫الفـــرع الثالث ‪� :‬إجراءات حل منازعات �أ�سماء املواقع من قبل مركز الو�ساطة والتحكيم‬
‫الت ــابع للويبـ ــو‪.‬‬

‫قائمــــة املــــراجع بالتــــرتيب العــــددي ‪:‬‬


‫‪-1‬د عبد اهلل عبد الكرمي عبد اهلل‪ ،‬احلماية القانونية حلقوق امللكية الفكرية على �شبكة‬
‫االنرتنيت‪ ،‬دار اجلامعة اجلدي ـ ــدة‪ ،‬ط ‪� ، 2008‬ص ‪.7‬‬
‫‪ -2‬الأ�ستاذ القا�ضي وليد عاكوم‪ ،‬التحقيق يف جرائم الكومبيوتر‪ ،‬درا�سة قانونية مقدم ــة‬
‫�ضم ــن �أعمال م�ؤمتر اجلوانب القانونية والأمنية للعمليات االلكرتونية‪� .‬أكادميية �شرط ــة‬
‫دبـ ــي‪ ،‬دولـ ــة الإم ـ ــارات‪.2003 ،‬‬
‫‪ -3‬د كنعان الأحمر‪ ،‬دور حق امل�ؤلف يف ت�شجيع الإبداع واال�ستثمار يف املجاالت الأدبية‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة �ضمن �أعمال الندوة الوطنية حول امللكية الفكرية‪� ،‬سوريا يونيو ‪.2003‬‬
‫‪ -4‬د عبد الفتاح حجازي ‪ ،‬مكافحة جرائم الكومبيوتر واالنرتنيت‪ ،‬ط ‪� 1‬سنة ‪ ،2006‬دار‬
‫الفك ــر العرب ــي‪ ،‬الإ�سكندري ـ ــة‪� ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪-5‬د‪.‬حممد املر�سي زهرة‪ ،‬احلا�سوب والقانون‪ ،‬من�شورات م�ؤ�س�سة الكويت للتقدم العلمي‪،‬‬
‫الك ـ ـ ــويت‪� ، 1995 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ -6‬د‪.‬عبـ ــد اهلل عبد الكرمي عبد اهلل ‪ ،‬املرجع ال�سابق �ص ‪.27‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬عب ـ ــد اهلل عبد الكرمي عبد اهلل ‪ ،‬املرجع نف�س ـ ــه �ص ‪ 31‬و ‪.32‬‬
‫‪ - 8‬د‪.‬حممـ ــد ال�شوا‪ ،‬ثورة املعلومات وانعكا�ساتها على قانون العقوبات‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهـ ــرة‪،‬‬
‫‪� ،1997‬ص ‪.7‬‬
‫‪ - 9‬د‪.‬جمال ال�صغري‪ ،‬الأحكام املو�ضوعية للجرائم املتعلقة باالنرتنيت‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهـ ــرة‪،‬‬
‫‪� ،2001‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 10‬د‪.‬نعي ــم مغبغب‪ ،‬خماطر املعلوماتية واالنرتنيت‪ ،‬بي ــروت‪� ،1998 ،‬ص ‪.189‬‬
‫‪ -11‬د‪.‬عبـ ــد اهلل عبد الكرمي عبد اهلل‪ ،‬املـ ــرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ 37‬و‪.38‬‬
‫‪ -12‬الأ�ست ـ ــاذ رامي علوان حممد‪ ،‬جملة ال�شريعة والقانون ‪،‬العدد ‪ ،22‬يناي ـ ــر ‪،2005‬‬
‫�ص ‪ 246‬و‪.247‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪110‬‬
‫درا�ســــــــات‬
‫‪ -13‬د‪�.‬شريف حممد غامن ‪ ،‬حماية العالمات التجارية عرب االنرتنيت وعالقتها بالعنوان‬
‫االلكرتوين‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬م�صر‪� ،‬سنـ ـ ــة ‪� ، 2007‬ص ‪.14‬‬
‫‪14- Christiane Ferale-CYBER droit - 2 ème édition- DALLOZ-‬‬
‫‪Paris 2000, page 207.‬‬
‫‪ -15‬د‪.‬حممد ح�سني من�صور‪-‬امل�س�ؤولية االلكرتونية‪-‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬م�صر‪� ،‬سنة‬
‫‪� 2003‬ص ‪ 242‬و‪.243‬‬
‫‪-16‬ح�سب املوقع ‪ http://www. root servers. com‬هناك ‪ 13‬من جذور‬
‫اخلوادم (‪ 10 )A+M‬منها موجودة يف الواليات املتحدة الأمريكية وهي اخلوادم‬
‫(‪ )A.B.C.D.E.F.G.H.L.J‬وواحد يف �ستوكهومل بال�سويد وهو (‪ )D‬وواحد يف لندن‬
‫وهو اخلادم (‪ )K‬والأخري يف طوكيو باليابان وهو اخلادم (‪.)M‬‬
‫‪ -17‬الأ�ستاذ رامي علوان‪،‬املرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ 250‬اىل ‪ .263‬وانظر اي�ضا ‪André‬‬
‫‪Bertrand, the Ry pitte, Internet et droit que sais je? édition‬‬
‫‪1999.Paris, p29.‬‬
‫‪ -18‬انظـ ــر امل ــوقع علـ ــى االنتـ ــرنيت ‪. www.nic.dz‬‬
‫‪ -19‬الأ�ستـ ــاذ رامـ ــي علـ ــوان‪ ،‬امل ــرجع ال�سـ ــابق‪� ،‬ص ‪ 263‬و‪.264‬‬
‫‪ -20‬د‪�.‬شـ ــريف حممد غامن‪ ،‬امل ـ ــرجع ال�سابق‪� ،‬ص ‪ 48‬و�ص ‪.60‬‬
‫‪21-Zwipt andreas-le droit des marques et noms de domaine‬‬
‫‪sur Internet –évolution de la jurisprudence –sours – cahiers et‬‬
‫‪fiscaux de l'exportation DN -0112000-p 1388.‬‬
‫‪22-le site www.droit.umonteral.ca.‬‬
‫‪ -23‬د‪.‬حممد ح�سني من�صور‪ ،‬امل�س�ؤولية االلكرتونية‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬م�صر‪� ،‬سنة‬
‫‪� ،2003‬ص ‪244‬‬
‫‪24-ERIK-FRANCHI-le droit des marque aux frontières du‬‬
‫‪virtuel. année 2000 -www.lex-electronica.Org.‬‬
‫‪ -25‬د‪ .‬حممـ ــد ح�سني من�صور ‪ ،‬املرجع ال�س ـ ــابق‪� ،‬ص ‪,251‬‬
‫‪ -26‬ي�سمى ه�ؤالء الأ�شخا�ص امل�ضاربون �أو املحتلون لأنهم ي�سجلون العالمات التجارية‬
‫العائدة لل�شركات ك�أ�سماء مواقع وال يقومون با�ستخدامها وال ي�ؤ�س�سون مواقع لها ولكنهم‬
‫يتوقعون ان يبيعوها �أو ي�ؤجروها لل�شركات التي قد تكون �أحق منهم بت�سجيلها‪.‬انظر �أكرث‬
‫املوقع ‪.www.domainhandbook.com‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪111‬‬
‫درا�ســــــــات‬
27- Zwipt andreas Op .cit -p 1395.
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/‫ انظـ ــر �أكث ــر املوقع‬-28
.htm12003/d2003-0004htm1
www.arb-forum.com/domains/‫ انظـ ـ ـ ـ ــر �أكـثـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر املـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوقع‬-29
decisions/96109. htm
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/ ‫ انظر �أكثـ ــر املوقع‬-30
.htm1/2002/d0905;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/ ‫ انظر �أكرث املوقع‬-31
.htm1/2002/d0951;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/ ‫انظر �أكرث املوقع‬-32
.htm1/2002/d0010;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/‫انظ ــر �أكثـ ــر املــوقع‬-33
.htm1/d2002-0567;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/‫ انظر �أكرث املوقع‬-34
.htm1/d2002-0362;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/‫ انظر تفا�صيل �أكرث‬-35
.htm1/d2001-1195;htm1
www.arbiter.wipo.int/domains/decisions/‫ انظر تفا�صيل �أكرث‬-36
.htm1/d2001-0916;htm1
.114 ‫�ص‬،‫ املرجع ال�سابق‬،‫ د �شريف حممد غامن‬-37
38- Christiane – Ferale Op .cit, p 222 .
.76 ‫ �ص‬،‫ امل ـ ــرجع ال�سابق‬،‫�شـ ــريف حممد غان ـ ــم‬.‫ د‬-39
40- Christiane – Ferale Op .cit p 211.
،‫ لبنـ ــان‬،‫ من�شورات احللبي‬،‫ الإعالنات والعالمات التجارية‬،‫ انظ ــر �أنطوان النا�شف‬-41
.139 ‫ �ص‬،1999 ‫�سن ـ ــة‬
،‫ دار النه�ضة العربيـ ــة‬،‫ امللكية ال�صناعية واملحل التجاري‬،‫حممد ح�سني عبا�س‬.‫ د‬-42
.302 ‫ �ص‬،1971 ‫�سن ـ ــة‬

2012 ‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول‬


112
‫درا�ســــــــات‬
.110 ‫ �ص‬،‫ املـ ــرجع ال�س ـ ــابق‬،‫�شريـ ــف حممد غانـ ــم‬.‫ د‬-43
44-Jean Christophe Galeux et Gerard Hass-les noms de
domaine dans la pratique contractuelle, édition du juris-
classeur-2 année N° 1 janvier 2000 ,p 12.
.251 ‫ �ص‬،‫ املـ ــرجع ال�سابق‬،‫حمـ ــمد ح�سني من�صـ ــور‬.‫ د‬-45
.302 ‫ املـ ــرجع ال�سابق �ص‬.‫ رامـ ــي حممـ ــد علـ ــوان‬-46
.307 ‫ اىل‬303 ‫ املـ ـ ــرجع ال�سابق �ص‬.‫ رامـ ــي حممـ ــد علـ ــوان‬-47
48-Hirch,Sylvain-conflits entre marques et noms du domaine-
lamy-Droit de l'informatique-N°104-date 01/06/1998 Page 02.
.118 ‫ �ص‬،‫ امل ـ ــرجع ال�سابق‬،‫�ش ـ ــريف حم ــمد غانـ ــم‬.‫ د‬-49
.311 ‫ اىل‬309 ‫ �ص‬،‫ امل ـ ــرجع ال�سابق‬،‫ رامـ ــي حممـ ــد علـ ــوان‬-50
، ‫ انظـ ــر التو�صية امل�شرتكة ب�شان الأحكام املتعلقة بحماية العالمات �شائعة ال�شهرة‬-51
.09 ‫ �ص‬،‫ امل ـ ــرجع ال�سابق‬،)‫(الويب ـ ــو‬
.318 ‫ الـ ــى‬312 ‫ �ص‬،‫املرجع ال�سابق‬،‫ رامي حممد علوان‬-52
www. ICANN.com )‫ انظ ـ ــر �أكثـ ــر مــوقع (الأيكـ ــان‬-53
54- OMPI, la gestion des noms et adresses de l’internet,
rapport, ompi, 30Avril,1999.
55-revue ompi-pratique, recommandes concernant les
CCTLD- aux fins de la prévention et du règlement des litiges
de propriété intellectuelle-OMPI-Version 1-20 juin 2001.
56- revue ompi, op cit, p 4 à 6 .
57- Helarie coiration-la procédure de résolution des conflits
entre marque et noms de domaine mis en place par L’ICANN-
Mémoire de DESS-Paris-2 année, 2000/2001 P 23.
58- Alexander Nappey–DESS en droit-le contentieux
judiciaire entre marques et noms du domaines-université
Strasbourg-Août 1999.p 17,18.

2012 ‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول‬


113
‫درا�ســــــــات‬
‫قائمــــة املـــراجع املعتمــــدة‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬باللغــــة العربيــــة‪:‬‬
‫‪ -1‬د عبد اهلل عبد الكرمي عبد اهلل‪ ،‬احلماية القانونية حلقوق امللكية الفكرية على �شبكة‬
‫االنتـ ــرنيت‪ ،‬دار اجلامعـ ــة اجلدي ـ ــدة‪ ،‬ط ‪.2008‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬حممـ ــد املر�سي زهـ ــرة‪ ،‬احلا�سوب والقانون‪ ،‬من�شورات م�ؤ�س�سة الكويت للتق ـ ــدم‬
‫العلمـ ــي‪ ،‬الكـ ــويت ‪.1995 ،‬‬
‫‪ -3‬د‪.‬حممـ ــد ال�شوا‪ ،‬ثورة املعلومات وانعكا�ساتها على قانون العقوبات‪ ،‬ط ‪ ،2‬القاهـ ــرة‪،‬‬
‫‪.1997‬‬
‫‪ -4‬د‪.‬جم ـ ــال ال�صغري‪ ،‬الأحكام املو�ضوعية للجرائم املتعلقة باالنرتنيت‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -5‬د ‪ .‬نعي ـ ــم مغبغب‪ ،‬خماطر املعلوماتية واالنرتنيت‪ ،‬بي ـ ــروت ‪.1998 ،‬‬
‫‪ -6‬د‪�.‬شريف حممد غامن‪ ،‬حماية العالمات التجارية عرب االنرتنيت وعالقتها بالعنـ ــوان‬
‫االلكرتونـ ــي‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬م�صر‪� ،‬سنـ ـ ــة ‪.2007‬‬
‫‪ -7‬د‪.‬حممد ح�سني من�صور‪-‬امل�س�ؤولية االلكرتونية‪-‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬م�صر‪� ،‬سنـ ــة‬
‫‪.2003‬‬
‫‪� -8‬أنط ـ ــوان النا�شف‪ ،‬الإعالنات والعالمات التجارية‪ ،‬من�شورات حلبي‪ ،‬لبنان‪� ،‬سنـ ــة‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -9‬د‪.‬حمم ــد ح�سني عبا�س‪ ،‬امللكية ال�صناعية واملحل التجاري‪ ،‬دار النه�ضة العربيـ ــة‪،‬‬
‫�سن ـ ــة ‪.1971‬‬
‫ثانيــــا ‪ :‬املجــالت والدرا�ســات القانونيــة باللغــة العربيــة‪:‬‬
‫‪ -1‬الأ�ستاذ القا�ضي وليد عاكوم ‪ ،‬التحقيق يف جرائم الكومبيوتر‪ ،‬درا�سة قانونية مقدمة‬
‫�ضمن �أعمال م�ؤمتر اجلوانب القانونية والأمنية للعمليات االلكرتونية‪� .‬أكادميية �شرطة‬
‫دبي‪ ،‬دولة الإمارات ‪.2003‬‬
‫‪ -2‬د كنعان الأحمر‪ ،‬دور حق امل�ؤلف يف ت�شجيع الإبداع واال�ستثمار يف املجاالت الأدبية‪،‬‬
‫ورقة عمل مقدمة �ضمن �أعمال الندوة الوطنية حول امللكية الفكرية‪� ،‬سوريا يونيو ‪.2003‬‬
‫‪ -3‬الأ�ستاذ رام ــي علوان حممد ‪ ،‬جملة ال�شريعة والقانون‪ ،‬العدد ‪ ،22‬يناي ــر ‪.2005‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪114‬‬
‫درا�ســــــــات‬
: ‫ املـــراجع باللغــــة الفرن�سيــــة‬: ‫ثالثـــا‬
1-Christiane Ferale - CYBER droit- 2è édition- DALLOZ-
Paris - 2000.
: ‫ الر�سائــل واملقاالت والدوريات باللغة الفرن�سيـــة‬: ‫رابعــا‬
1-Helarie coiration-la procédure de résolution des conflits
entre marques et noms de domaine mis en place par
L’ICANN-Mémoire de DESS-Paris 2 - année 2000/2001.
2-Andre Bertrand, the Ry pitte, Internet et droit que sais je?
édition 1999.Paris.
3- Zwipt andreas-le droit des marques et noms de domaine
sur Internet –évolution de la jurisprudence –sours – cahiers et
fiscaux de l’exportation DN 0112000.
4-ERIK-FRANCHI-le droit des marques aux frontières du
virtuel. année 2000 - www.lex-electronica.Org.
5- Jean Christophe Galeux et Gerard Hass-les noms de
domaine dans la pratique contractuelle, édition du juris-
classeur- 2 année N 1 janvier 2000.
6- Hirch,Sylvain-conflits entre marques et noms du domaine-
lamy-Droit de l'informatique-N -104 date 01/06/1998
7-Alexander Nappey –DESS en droit- le contentieux judiciaire
entre marques et noms du domaine-université Strasbourg-
Aôut 1999.
: ‫ التقارير ال�صادرة عن املنظمة العاملية للملكية الفكرية‬: ‫خام�سـا‬
1-OMPI, la gestion des noms et adresses de l’internet,rapport-
Ompi, 30Avril,1999.
2- Revue Ompi-pratique, recommandes concernant les
CCTLD- aux fins de la prévention et du règlement des litiges
de propriété intellectuelle-OMPI- Version 1-20 juin 2001.
2012 ‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول‬
115
‫ثانيـا ‪ :‬من االجتهاد الق�ضائي‬
‫للمحكمـ ــة العليـ ــا‬
‫‪ .1‬الغـ ــرفــة املدني ــة‬
‫ملف رقـم ‪606876‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 606876‬قرار بتاريخ ‪2010/10/21‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ب‪.‬م) �ضد (ط‪�.‬س) بح�ضور امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صاديـ ــة‬
‫لتف�صيـ ــل الن�سيج والألب�سـ ــة اجلاهـ ـ ــزة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬مزايــــدة‪-‬عقــــد ر�سمــــي‪�-‬إبطــــال العقـــد‪.‬‬


‫قان ـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.99 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال تن�شئ م�شاركة �شخ�ص يف مزايدة فا�شلة‪ ،‬من�صبة على‬


‫بيع عقـــار‪� ،‬أي حق له على هذا العقار‪ ،‬وال متنحه �صفة املطالبـــة‬
‫ب�إبطـــال عقــــد بيعـــــه‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــة العـليــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداولـ ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي ن�ص ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املـ ــواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/01/18‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعـ ــون‬
‫�ضـ ــده ‪.‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد زودة عمر الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره املكت ــوب‬
‫و�إلـ ــى ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪118‬‬
‫ملف رقـم ‪606876‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـيـــــــــا‬
‫حيث �أن الطاعن طلب نق�ض القرار ال�صادر بتاريخ ‪ 2008/11/15‬رقم‬
‫الفهر�س ‪ 3643‬عن جمل�س ق�ضاء ال�شلف القا�ضي ب�إلغاء احلكم املعاد والق�ضاء‬
‫من جديد ب�إبطال عقد البيع املتعلق مبمتلكات امل�ؤ�س�سة العمومية لتف�صيل الن�سيج‬
‫والألب�سة اجلاهزة ايكوتاك�س وحدة ال�شلف املربم بني م�صفى امل�ؤ�س�سة والطاعن‬
‫املتعلق بالقطعة الأر�ضية الواقعة بحي الزيتونة ال�شلف البالغ م�ساحتها ‪� 95‬آرا‬
‫و‪� 75‬سنتيار وامل�شهر باملحافظة العقارية بال�شلف حجم ‪ 3595‬رقم ‪ 85‬وامل�ؤرخ يف‬
‫‪ 2006/08/09‬مع رف�ض عما زاد علـ ــى ذلك‪.‬‬
‫يف ال�شكـــــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية فهـ ــو �صحيح‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أنه وكما ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية‪� ،‬أن املطعون عليه رفع الدعوى على‬
‫الطاعن وامل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية "�إيكوتاك�س" وقدم عري�ضة جاء فيها �أن‬
‫م�صفي امل�ؤ�س�سة عر�ض وحدة الإنتاج التابعة للم�ؤ�س�سة املوجودة بال�شلف للبيع وفقا‬
‫لدفرت ال�شروط ومتت املزايدة بتاريخ ‪ 2001/04/25‬و ر�سى عليه املزاد وقدم‬
‫�شيكا لل�ضمان مببلغ ‪ 1.500.000‬دج‪ ،‬ليتلقى مرا�سلة من امل�صفي يخربه فيها‬
‫�أن مبلغ التنازل مت حتديده مببلغ ‪ 32.000.000,00‬دج ‪،‬قبل ذلك‪ ،‬ثم بعد ذلك‬
‫بعث له مبرا�سلة �أخرى م�ؤكدا له �أن مبلغ التنازل حمدد بقيمة ‪ 40.000.000‬دج‬
‫ح�سب تقدير مديرية �أمالك الدولة بال�شلف و وافق على ذلك‪ ،‬فات�صل بعد ذلك‬
‫بامل�صفي لإمتام �إجراءات البيع‪ ،‬ف�أخربه هذا الأخري ب�أن الإجراءات جممدة‪،‬‬
‫ليعلم بعد ذلك �أن امل�صفي قام ببيع الوحدة �إىل �شخ�ص وهو املدعو (ب‪ .‬م)‬
‫الطاعن احلايل فقام مبرا�سلة امل�صفي بر�سالة مو�صى عليها يف ‪2006/07/08‬‬
‫طالبا منه تطبيق املادة ‪ 1/26‬من دفرت ال�شروط حلل امل�شكل عن طريق التحكم‬
‫وهو الأمر الذي رف�ضه امل�صفـ ـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪119‬‬
‫ملف رقـم ‪606876‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وانتهى �إىل طلب �إبطال كل الإجراءات ال�سابقة لعقد البيع املتعلق مبمتلكات‬
‫امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية (ايكوتاك�س) املربم بني امل�صفي والطاعن واملتعلق‬
‫بقطعة الأر�ض الواقعة بحي الزيتون ببلدية ال�شلف التي تبلغ م�ساحتها ‪� 95‬آر و‪75‬‬
‫�سنتيار واملحرر من قبل املوثق بتاريخ ‪ 2006/08/09‬و�إلزام امل�صفي ب�إمتام‬
‫�إجراءات التنازل للقطعة الأر�ضية املذكورة لفائدته وكذا جميع الهياكل التابعة‬
‫لها‪ ،‬طبقا ملح�ضر افتتاح جل�سة املزايدة امل�ؤرخ يف ‪ 2001/04/25‬املحرر من‬
‫طرف املح�ضر الق�ضائي‪ ،‬و�إلزام امل�صفي بدفعه له مبلغ مليون دينار تعوي�ضا عن‬
‫ال�ضـ ـ ـ ــرر‪.‬‬
‫يف حني �أجابت امل�ؤ�س�سة نافية �أن يكون املزاد قد ر�سى عليه‪ ،‬لأنه قدم عر�ضه‬
‫مببلغ ‪ 200.000‬دج بينما قيمة العقار ت�سـ ــاوي ‪ 38.017.957‬دج واملزاد قد‬
‫ف�شل وهذا ما قام ب�إثباته املحافظ املحا�سب ب�إعداد تقرير �أكد فيه �أن (ط‪�.‬س)‬
‫كـ ــان هو العار�ض الوحيد وقدم عر�ضا �أقل من ال�سعر املحدد من مديرية �أمالك‬
‫الدولة مما ا�ستدعى عر�ض عليه مبلغ ‪ 40.000.000‬دج لكنه مل يتقدم ملبا�شرة‬
‫�إجراءات البيع التي ت�شرتط دفع مبلغ التنازل وهو ما تثبته املرا�سالت املوجهة‬
‫�إليه لإعالمه بالإجراءات و�أخرها املرا�سلة امل�ؤرخة يف ‪ 2009/09/16‬عندما‬
‫را�سل املطعون �ضده امل�صفي لت�سوية النزاع وديا‪ ،‬فقام هذا الأخري مبرا�سلة‬
‫مرتني بر�سالة م�ضمنة لكنه مل يتمثل لعر�ض امل�صفي ومل يت�صـ ــل به مما ا�ضطر‬
‫الطاعنة �أن تنازلت عنه لفائدة الطاعن بعر�ض قدره ‪ 40.000.000‬دج ومتت‬
‫عملية البيع ب�صفة عادية ومت حترير عقد توثيقي و�شهره باملحافظة العقارية‪،‬‬
‫وانتهت �إىل طلب رف�ض الدعـ ــوى‪.‬‬
‫انتهت الدعـ ـ ــوى �إىل احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2007/03/30‬القا�ضـ ـ ــي برف�ض‬
‫الدع ـ ــوى‪.‬‬
‫ويف اال�ستئناف �أ�صدر املجل�س القرار حمل الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن بالنق�ض ي�ستند �إىل ثالثـــــة �أوجـــــه ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪120‬‬
‫ملف رقـم ‪606876‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫لكنه واعتمادا على الوجـــه املثار تلقائيـــــا ‪ :‬وامل�أخوذ من انعــــدام‬
‫الأ�ســـا�س القانونــــي واخلطــــ�أ يف تطبيق القانــــون‪،‬‬
‫حيث �أنه وكما هو ثابت من وقائع الق�ضية �أن امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية‬
‫(ايكوتاك�س) كانت متلك العقار امل�شار �إليه والذي ت�صرفت فيه مبوجب العقد‬
‫التوثيقي امل�ؤرخ يف ‪� 2006/05/04‬إىل الطاعن‪ ،‬ومت �شهر هذا العقار يف املحافظة‬
‫العقارية‪ ،‬وبالتايل انتقلت ملكية هذا العقار �إىل هذا الأخري‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون عليه رفع الدعوى على كل من الطاعن وامل�ؤ�س�سة ‪ ،‬طالبا‬
‫فيها �إبطال العقد املذكور �أعاله‪ ،‬م�ستندا يف ذلك �إىل م�شاركته يف املزايدة‬
‫امل�ؤرخة يف ‪ ،2001/04/25‬و وافق م�صفي امل�ؤ�س�سة على العر�ض الذي تقدم به‪،‬‬
‫وقد انتهى ق�ضاة املو�ضوع ‪ ،‬ف�صال يف الدعوى‪� ،‬إىل �إبطال عقد البيع املومى �إليه‬
‫�أعاله‪ ،‬ا�ستنادا �إىل م�شاركة املطعون عليه يف تلك املزايدة‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون عليه‪ ،‬عندما �شارك يف تلك املزايدة‪ ،‬فلم يتم �إفراغ تلك‬
‫امل�شاركة يف ال�شكل الر�سمي مبعرفة املوثق امل�ؤهل قانونا لهذه العملية‪ ،‬طبقا ملا‬
‫تن�ص عليه املادة ‪ 324‬مكرر ‪ 1‬من القانون املدين‪ ،‬وبالتايل مل تنتقل ملكية العقار‬
‫�إليه‪ ،‬بل بقيت امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية متلك هذا العقار‪.‬‬
‫وحيث �أن م�شاركة املطعون عليه يف تلك املزايدة ال تن�شئ له �أي حق على هذا‬
‫العقار ميكن له �أن ي�ستند �إليه لطلب �إبطال العقد‪ ،‬ا�ستنادا �إىل �أن امل�ؤ�س�سة قد‬
‫ت�صرفت يف ملك الغري‪.‬‬
‫وحيث �أنه �إذا كانت هناك من عالقة بني املطعون عليه (ط‪� .‬س) وامل�ؤ�س�سة‪،‬‬
‫ف�إن هذه العالقة ال متتد �إىل الطاعن باعتباره �أ�صبح مالكا لهذا العقار‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك تبقى تلك العالقة حم�صورة بني املطعون عليه و امل�ؤ�س�سة‪،‬ويعترب املطعون‬
‫عليه �أجنبيا عن العقد الذي يربط بني الطاعن وامل�ؤ�س�سة‪.‬‬
‫وحيث �أن حق طلب �إبطال العقد‪ ،‬هو حق مقرر لطرفيه‪ ،‬طبقا ملا تن�ص عليه‬
‫املادة ‪ 99‬امل�شار �إليها‪ ،‬و ال يثبت هذا احلق �إىل الغري‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪121‬‬
‫ملف رقـم ‪606876‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث �أن ق�ضاة املو�ضوع ملا انتهوا �إىل �إبطال العقد بطلب من �شخ�ص �أجنبي‬
‫عنه‪ ،‬مل ي�ستندوا �إىل �أي �أ�سا�س قانوين‪ ،‬و �أخط�أوا يف تطبيق املواد ‪ 324 ،99‬مكرر‬
‫‪ 1‬و ‪ 793‬من القانون املدين‪ ،‬واملادة ‪ 15‬من �أمر ‪ 74/75‬امل�ؤرخ يف ‪ 12‬نوفمرب‬
‫‪ 1975‬يت�ضمن �إعداد م�سح الأرا�ضي العام وت�أ�سي�س ال�سجل العقاري‪ ،‬مما يعر�ض‬
‫ق�ضاءهم للنق�ض‪.‬‬
‫وحيث �أنه مل يبق من امل�سائل القانونية ما ميكن الف�صل فيها‪ ،‬لذا يتعني القول‬
‫�أن يكون هذا النق�ض بدون �إحال ـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــــــذه الأ�سـبــــــــــــاب‬
‫قـــــررت املحكمــــــة العليــــــا‪:‬‬
‫ب�صحـة الطعن �شكــــال‪،‬‬
‫ويف املو�ضـــــوع ‪ :‬بنق�ض و�إبط ـ ـ ــال القرار املطعون فيه ال�ص ـ ــادر بتاريخ‬
‫‪ 2008/11/15‬عـ ــن جمل�س ق�ضاء ال�شلف‪ ،‬وبدون �إحال ــة‪.‬‬
‫و ب�إبق ــاء امل�صـ ــاريف الق�ضائي ــة عل ــى املطع ــون �ضـ ــده‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار و وقع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقدة بتاريخ الواحد‬
‫و الع�شرون من �شهر �أكتوبر �سنة �ألفني و ع�شرة من قبل املحكمة العليــا‪ -‬الغرفة‬
‫املدنية‪ -‬الق�سم الثالث‪-‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سا مقررا‬ ‫زودة عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بن عمرية عبد ال�صمد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهون ـ ـ ــي �صليح ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ــو جعطيط عبد احلق‬

‫بحـ�ضــور ال�سـيـ ــد ‪ :‬حمـ ــدي با�شـ ــا الهـ ــادي‪-‬املحـامــي الـعــام‪،‬‬
‫ومب�ساعـدة ال�سيــد ‪ :‬اقرقيق ـ ــي عب ـ ــد الن ـ ــور‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪122‬‬
‫ملف رقـم ‪619777‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 619777‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/12/23‬‬
‫ق�ضي ــة (ب‪.‬ب) �ض ــد �شرك ــة ت ــرا�ست للت�أمني و�إعـ ــادة الت�أمني‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ت�أميـــــن ‪-‬حـــــادث‪ -‬ت�صـــريح باحلـــادث‪.‬‬


‫�أم ــر رقـ ــم ‪ : 07-95 :‬امل ــواد ‪ 22 ،5/15 ،4/15 ،3/15 :‬و ‪.27‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال ي�سقط حق ال�ضمــــان‪ ،‬ب�سبب عدم ت�صريح امل�ؤمن لـــه‬


‫باحلــادث ‪ ،Sinistre‬خالل �أجل ال يتعدى ‪� 7‬أيـــــام‪.‬‬

‫حتـــدد مهلة الت�صريح‪ ،‬يف جمال الت�أمني من ال�سرقــــة‪،‬‬


‫بـ(‪� )03‬أيام عمل‪� ،‬إال يف احلالة الطارئة �أو القوة القاهــــرة‪.‬‬

‫يجوز للم�ؤمن‪ ،‬يف حالة عدم الت�صريح باحلادث ‪،Sinistre‬‬


‫يف الأجــــل املقرر قانونا‪ ،‬تخفي�ض التعوي�ض‪ ،‬يف حـــدود ال�ضرر‬
‫الفعلي‪ ،‬الالحق بامل�ؤمـــــن لـــــه‪.‬‬

‫يحـــدد �أجل تقادم دعاوى امل�ؤمن له �أو امل�ؤمن‪ ،‬النا�شئـــة‬


‫ابتداء من تاريخ احلادث ‪Sinistre‬‬ ‫ً‬ ‫عن عقد الت�أمني‪ ،‬بثالث �سنوات‪،‬‬
‫املن�شــــئ للتعــــوي�ض‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــــة العـلـيـــــــــــا‬


‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪123‬‬
‫ملف رقـم ‪619777‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إلـ ــى ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/03/21‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضدهـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد زودة عمر الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره املكتـ ــوب‬
‫و�إىل ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ــة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـيـــــــا‬
‫حيث �أن الطاعـ ــن طلب نق�ض القرار ال�صـ ــادر بتاريخ ‪ 2006/11/11‬رقم‬
‫‪ 2006/190‬عن جمل�س ق�ضاء �أدرار القا�ضي ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف‪ ،‬والق�ضاء‬
‫من جديد برف�ض الدعـ ــوى‪.‬‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية فهو �صحيح‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أنه وكما ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية‪� ،‬أن الطاعن رفع الدعوى على‬
‫املطعون عليها‪ ،‬وقدم عري�ضة جاء فيها‪� ،‬أنه كان مالكا ل�سيارتني من نوع تويوتا‬
‫هيلك�س الأوىل حتمل رقم ‪ 705773-0016‬والثانية حتمل رقم ‪،70577 -0016‬‬
‫ومتت تغطيتها بت�أمني عن جميع املخاطر و�أنه ويف ليلة ‪� 2‬إىل ‪ 3‬فيفري �سنة ‪2004‬‬
‫متت �سرقتهما من طرف �أ�شخا�ص جمهولني يف مدينة �أدرار وقدم بالغا �إىل‬
‫م�صالح الدرك الوطني‪ ،‬وانتهت تلك التحريات �إىل نتيجة �سلبية ومل يتم التعرف‬
‫عـ ــلى ال�سـ ــارق‪.‬‬
‫وقد قام بالت�صريح باحلادث لدى الطاعنة بتاريخ ‪ ،2004/03/20‬وقد قامت‬
‫الطاعنة على �إثر ذلك مبرا�سلة فرقة الدرك الوطني طالبة منها �إر�سال حم�ضر‬
‫يثبت �أن التحريات انتهت �إىل نتيجة �سلبية و�أنه ملا تقدم �إىل املطعون عليها بطلب‬
‫تعوي�ضه عن قيمة ال�سيارتني امل�سروقتني واملقدرة مببلغ ‪ 3.440.000.00‬دج مع‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪124‬‬
‫ملف رقـم ‪619777‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫التعوي�ض عن ال�ضرر الالحق به جراء عدم تنفيذها اللتزامها‪ ،‬تلقى منها مرا�سلة‬
‫م�ؤرخة يف ‪ 2005/08/10‬ت�صرح فيها من خاللها رف�ضها تعوي�ضه‪،‬ا�ستنادا �إىل‬
‫�أن الت�صريح باحل ـ ــادث جاء مت�أخرا‪ ،‬وانتهى �إىل طلب �إلزامها بدفعها قيمـ ــة‬
‫ال�سيارتني مع التعـ ـ ــوي�ض‪.‬‬
‫يف حني �أجابت املطعون عليها‪� ،‬أن الطاعن مل يعلم املطعون عليها بال�سرقة �إال‬
‫يوم ‪� 2004/03/20‬أي بعد م�ضي ‪ 48‬يوما من تاريخ وقوعها‪ ،‬و�أنه وطبقا لأحكام‬
‫املادة ‪ 15‬فقرة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪ 07/95‬امل�ؤرخ يف ‪ 25‬يناير �سنة ‪ 1995‬واملتعلق‬
‫بالت�أمينات‪ ،‬ف�إن حق ال�ضمان ي�سقط يف حالة عدم الت�صريح بواقعة ال�سرقة‬
‫خالل ‪� 3‬أيام‪ ،‬وانتهت املطعون عليها �إىل طلب رف�ض الدعوى‪.‬‬
‫انتهت الدع ــوى �إىل احلك ـ ــم املـ ـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 2006/04/15‬القا�ضي ب�إل ـ ــزام‬
‫املطعون عليها بدفعها للطاعن املبلغ امل�ساوي لقيمة ال�سيارتني واملق ـ ــدر مببلغ‬
‫‪ 3440.000.00‬دج‪.‬‬
‫ويف اال�ستئناف �أ�صدر املجل�س القرار حمل الطعـ ـ ـ ــن بالنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الطع ــن بالنق�ض ي�ستنـ ــد �إلـ ــى وجهيـــــــن ‪:‬‬
‫لكنـ ــه واعتمادا على الوجه املثار تلقائيا ‪ :‬وامل�أخوذ من اخلطــــ�أ يف‬
‫تطبيق القانـــــــون‪،‬‬
‫حيث �أنه وكما هو ثابت من وقائع الق�ضية‪� ،‬أن الطاعن ميلك �سيارتني امل�شار‬
‫�إليهما �أعاله‪ ،‬ومتت تغطيتهما بت�أمني عن جميع املخاطر‪ ،‬وقد تعر�ضتا �إىل ال�سرقة‬
‫يف ليلة ‪� 2‬إىل ‪ 3‬من �شهر فيفري ‪ ،2004‬و�أن الطاعن مل يقم بالت�صريح باحلادث‬
‫لدى الطاعنة �إال بتاريخ ‪.2004/03/20‬‬
‫وحيث �أن املطعـ ــون عليها رف�ضت تعوي�ض الطاعن عن قيمـ ــة ال�سيارتني‬
‫امل�سروقتني ا�ستنادا �إىل �أحكام املادة ‪ 15‬فقرة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪ 07/95‬امل�ؤرخ يف‬
‫‪ 25‬يناير �سنة ‪ 1995‬املتعلق بالت�أمينات على �أ�سا�س حق ال�ضمان ي�سقط يف حال ــة‬
‫عدم الت�صريح من امل�ؤمن له بواقعة ال�سرقة يف ظرف ‪� 3‬أيام‪ ،‬و�أن امل�ؤمن له ل ــم‬
‫ي�صرح بالواقعة �إال بعد م�ضي ‪ 48‬يوما من وقوعهـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪125‬‬
‫ملف رقـم ‪619777‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث �أن ق�ضاة املجل�س انتهوا �إىل رف�ض دعوى الطاعن‪ ،‬ا�ستنادا �إىل عدم‬
‫الت�صريح باحلادث خالل ‪� 3‬أيام من وقوع ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �أن ما انتهى �إليه ق�ضاة اال�ستئناف خمالف ملا تهدف �إليه املادة ‪15‬‬
‫امل�شار �إليها ذلك �أن املواعيد املن�صو�ص عليها يف هذه املادة مواعيد تنظيمية‪،‬‬
‫ال يرتتب على خمالفتها �سقوط احلق يف ال�ضمان‪ ،‬و�إمنا �إذا مل ي�سارع امل�ؤمن له‬
‫يف �إخطار امل�ؤمن بوقوع احلادث ون�ش�أ عن هذا الإخالل نتائج �ساهمت يف تفاقم‬
‫الأ�ضرار وات�ساعها وكان ب�إمكان امل�ؤمن لو �أخطر باحلادث خالل هذا امليعاد‪،‬‬
‫ملا اتخذ من الو�سائل ال�ضرورية للحد من تفاقهما وات�ساعها‪ ،‬حتمل امل�ؤمن له‬
‫هذا ال�ضرر بخف�ض من قيمة التعوي�ض املوجب له طبقا للعقد‪ ،‬وهذا ما تق�ضي‬
‫به املادة ‪ 22‬من نف�س القان ــون‪ ،‬وبالتايل ف�إن حق ال�ضمان ال ي�سقط يف حالة‬
‫�إخالل امل�ؤمن له بعدم ت�صريحه يف امليعاد املن�صو�ص عليه باملادة ‪ 3/15‬امل�شار‬
‫�إليها �سابقا‪ ،‬وال ي�ستطيع امل�ؤمن �أن يتخل�ص من م�س�ؤوليته من ال�ضمان‪ ،‬وكل ما‬
‫ي�ستطيع �أن يتم�سك به هو �أن يثبت �أن امل�ؤمن ل ـ ــه بعدم قيامه بالت�صريح خالل‬
‫هذا امليعاد قـ ــد �أحلق به �ضررا فيعو�ض عنه من قيمة التعوي�ض الإجمايل املمنوح‬
‫للم�ؤمن ل ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �أن حق ال�ضمان ال ي�سقط �إذا مل يقم امل�ؤمن له بالت�صريح طبقا ملا‬
‫تق�ضي به املادة ‪ 3/15‬املومى �إليها‪ ،‬و�إمنا ي�سقط حق ال�ضمان مبرور ثالث �سنوات‬
‫ت�سري من تاريخ احلادث‪ ،‬طبقا ملا تن�ص عليه املادة ‪ 27‬من نف�س القانون‪.‬‬
‫وحيث �أن ق�ضاة املو�ضوع عندما انتهوا �إىل رف�ض دعوى الطاعن ا�ستنادا �إىل‬
‫عدم الت�صريح خالل ثالثة �أيام من تاريخ وقوع احلادث قد �أخط�أوا يف تطبيق‬
‫املواد ‪ ،22 ،15‬و‪ 27‬من نف�س القانون مما يعر�ض ق�ضاءهم للنق�ض‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫ق�ضـــت املحكمـــة العليـــا ‪:‬‬
‫ب�صحـ ـ ــة الطعـ ــن �شكـــــال‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪126‬‬
‫ملف رقـم ‪619777‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ويف املو�ضوع ‪ :‬بنق�ض و �إبطال القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء �أدرار‬
‫بتاريخ ‪ 2006/11/11‬و ب�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س م�شكال من‬
‫هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون‪.‬‬
‫وب�إبقاء امل�صاريف الق�ضائيـة على املطعون �ضدها‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلنيــة املنعقــدة بتــاريـخ‬
‫الثالث و الع�شرون من �شهــر ديـ�سمبـر �سنــة �ألفيــن و ع�شــرة من قبل املحكمـ ــة‬
‫العليا‪ -‬الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الثالث‪ -‬و املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سا مقررا‬ ‫زودة عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بن عمرية عبد ال�صمد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهون ـ ـ ــي �صليح ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ــو جعطيط عبد احلق‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـد ‪ :‬حمـ ــدي با�ش ــا الهـ ــادي‪-‬املحــامــي ال ـعـام‪،‬‬


‫و مب�ســاعـدة ال�سـي ـ ــد ‪ :‬اقرقيقـ ــي عبـ ــد الن ـ ــور‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪127‬‬
‫ملف رقـم ‪666367‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 666367‬قــــرار بتاريخ ‪2011/09/22‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (ع‪.‬ب) �ضد النادي الريا�ضي مولودية �شباب العلمـ ــة‬

‫املو�ضوع‪ :‬ريا�ضي حمرتف‪-‬عقد مقاولة‪-‬اخت�صا�ص ق�ضائي‪ -‬اخت�صا�ص‬


‫نوعــــي‪-‬قـــــا�ض مدنــــــي‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قانـ ـ ــون مدن ـ ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.549 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬عقــد الالعب املحرتف يف كرة القدم‪ ،‬عقد مقاولــــة‪،‬‬

‫القا�ضـــــي املدين‪ ،‬هــــو املخت�ص بالف�صــــل يف املنازعــــات‬


‫النا�شئــــة عنــــه‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــــة العـليـــــــــــا‬


‫يف جل�سته ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكنـ ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ـ ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ـ ــة بت ــاريخ ‪.2009/10/13‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد بن عمرية عبد ال�صمد امل�ست�شار املقرر يف تـ ـ ــالوة‬
‫تقريره املكتوب و �إىل ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباتـ ـ ــه‬
‫املكتوبـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪128‬‬
‫ملف رقـم ‪666367‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وعليـــــه فـــــــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫حيث يطلب الطاعن بوا�سطة حماميه نق�ض القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫�سطيف بتاريخ ‪ 2009/06/09‬القا�ضي بت�أييد احلكم ال�صادر عن حمكمة العلمة‬
‫بتاريخ ‪ 2006/12/05‬الذي ق�ضى بعدم االخت�صا�ص النوع ـ ــي‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من وقائع الدعوى �أن الطاعن �أقام دعواه عار�ضا �أنه ب�صفته‬
‫العب كرة قدم حمرتف �أبرم عقدا مع املدعى عليه التزم مبوجبه باللعب لفائدة‬
‫الفريق ملدة حمددة مقابل عالوة �إم�ضاء وراتب �شهري‪ .‬وبعد وفائه بالتزامـ ــه‬
‫فوجئ بقرار املدعى عليه بت�سريحه وال�سماح له بالبحث عن ناد �آخر دون متكينه‬
‫من العالوة و من راتبه ال�شهري ملدة ‪� 10‬أ�شهر ويدفع املدعى عليه باخت�صـ ــا�ص‬
‫الق�سم االجتماعي كون العالقة التي تربط الطرفني هي عالقة عمل وهو ما ذهب‬
‫�إليه القا�ضي االبتدائي و�أيده يف ذلك القرار املطعون في ـ ــه‪.‬‬
‫حيث يثيـ ــر الطاع ـ ــن وجهني للطعــــــن‪.‬‬
‫حيث مل يرد املدعى عليه يف الطعن رغم تبليغه بعري�ضة الطعن بالنق�ض‪.‬‬
‫مــــن حيث ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث ا�ستوف ـ ــى الطعن بالنق�ض �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا فهو مقبـ ــول‬
‫�شك ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫من حيث املو�ضوع ‪:‬‬
‫عــن الوجهني معا لتكاملهمــا ‪ :‬وامل�أخوذيــــن من انعدام الأ�ســـا�س‬
‫القانونـــي وانعــــدام الت�سبيب‪،‬‬
‫بدعوى �أن العقد املربم بني الطرفني هو عقد خدمات التزم مبوجبه الطاعن‬
‫باللعب �ضمن الفريق املدعى عليه كالعب حمرتف‪ .‬فاملحكمة املدنية هي املخت�صة‬
‫بنظر النزاع الناجم عن الإخالل بااللتزامات النا�شئة عنه و املجل�س مل يناق�ش‬
‫طبيعة العالقة بني الطرفني‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪129‬‬
‫ملف رقـم ‪666367‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث �أن ما يثريه الطاعن يف جممله �سديد‪ .‬ذلك �أنه و�إن كان كل من عقد‬
‫العمل وعقد املقاولة يردان على العمل �إال �أن ما يفرق بينهما هو مدى خ�ضوع‬
‫العامل لإدارة رب العمل و�إ�شرافه‪ .‬فالذي مييز عقد املقاولة عن عقد العمل هو �أن‬
‫املتعاقد يف عقد املقاولة ال يخ�ضع لإرادة رب العمل و �إ�شرافه‪ .‬بل هو يعمل م�ستقال‬
‫طبقا ل�شروط العقد املربم بني الطرفني فرب العمل ال يعد م�س�ؤوال عن املقاول‬
‫م�س�ؤولية املتبوع عن فعل تابعه‪.‬‬
‫ومنه ف�إن الالعب املحرتف يف كرة القدم هو �صاحب حرفه يف اللعبة التـ ـ ــي‬
‫يتقنها يقوم بعر�ض خدماته ملن يريد التعاقد معه لال�ستفادة من مهارات حرفته‪.‬‬
‫والتي ال يخ�ضع لإدارة املتعاقد الآخر حني القيام بها‪ .‬ف�شخ�صية الالعب املتعاقد‬
‫تكون حمل اعتبار يف التعاقد ولذلك فالعقد الذي يتعهد مبقت�ضاه الالعب املحرتف‬
‫�أن يقوم باللعب لفائدة الفـ ـ ــريق املتعاقد معه هو عقد مقاولة واملنازعات النا�شئة‬
‫عنه هي منازع ـ ــات مدنية ويف�صل فيها طبقا لأحكام املادة ‪ 549‬وما بعدها من‬
‫القانون املدين فما ذهب �إليه ق�ضاة املو�ضوع من اعتبار النزاع يتعلق بعقد عمل‬
‫متخلني بذلك عن اخت�صا�صهم بالف�صل فيه جاء خمالفا للقانون مما يعر�ض‬
‫القرار املطعون فيه للنق�ض والإبطـ ـ ــال‪.‬‬
‫فلهــــــــــذه الأ�سـبــــــــاب‬
‫قــررت املحكمــة العليــا ‪ -‬الغرفــة املدنيــة ‪ -‬الق�ســم الثــالث‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال و مو�ضوعا ونق�ض و�إبطال القرار ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء �سطيف بتاريخ ‪ 2009/06/09‬وب�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س‬
‫املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون‪.‬‬
‫وب�إبق ـ ــاء امل�صـ ــاريف علـ ــى املطعـ ــون �ض ـ ــده‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪130‬‬
‫ملف رقـم ‪666367‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫بذا �صـدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلـل�سـة العـلنية املنعقـدة بتاريخ الثاين‬
‫والع�شرون من �شهـر �سبـتمبـر �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪-‬‬
‫الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الثالث‪ -‬و املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س القـ�سـ ـ ـ ـ ــم رئي�سـ ـ ـ ــا‬ ‫زودة عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫بن عمرية عبد ال�صمد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهون ـ ـ ــي �صليح ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ــو جعطيط عبد احلق‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــد ‪ :‬حمـ ــدي با�ش ــا الهـ ــادي‪-‬املحـامـي الـعــام‪،‬‬


‫ومب�ســاعــدة ال�س ـي ــد ‪ :‬اقرقيق ــي عبـ ــد الن ـ ــور‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪131‬‬
‫ملف رقـم ‪678006‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 678006‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/09/22‬‬
‫ق�ضيـ ــة ال�شركـ ــة الوطنيـ ــة للت�أميـ ــن �ض ـ ــد (م‪.‬ل)‬

‫املو�ضوع ‪ :‬حــــادث مــــرور‪�-‬ســـائق �ضحيــــة‪-‬تعــــوي�ض‪-‬م�س�ؤوليــة‪.‬‬


‫�أمـ ــر رق ـ ــم ‪ :15-74 :‬املـ ــادة ‪.13 :‬‬
‫مر�س ـ ــوم رقـ ــم ‪ : 34-80 :‬املادت ـ ــان ‪ 3 :‬و‪.5‬‬
‫مر�س ـ ــوم رقـ ــم ‪ : 37-80 :‬امل ـ ــادة ‪.7 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ال ُيعــــ َّو�ض ال�سائق‪ ،‬ال�ضحية‪ ،‬تعوي�ضا كامال‪ ،‬يف حالــــة‬
‫م�ساهمتــه يف م�س�ؤولية احلادث‪ ،‬و�إ�صابته بعجز يقل عــن ‪.% 50‬‬

‫يتم تخفي�ض التعوي�ض املمنوح لل�سائق‪ ،‬ال�ضحية‪ ،‬بن�سبة‬


‫م�س�ؤوليتـــــه‪.‬‬
‫�إن املحكمــــة العـلـيــــــــــــا‬
‫يف جل�سته ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪.2009/12/24‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيـ ــدة زرهوين زوليخة امل�ست�شارة املقررة يف تـ ــالوة‬
‫تقريرها املكتوب و �إىل ال�سيد علي بن �سعد دراجي املحامي العام يف تقدمي طلباته‬
‫املكتوبـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪132‬‬
‫ملف رقـم ‪678006‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العليــــــــا‬
‫حيث طلبت الطاعنة ال�شركة الوطنية للت�أمني �س ا‪-‬ا وكالة �سيدي عقبة رمز‬
‫‪ 3109‬املمثلة من طرف مديرها بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ قوارف حم ّمد املعتمد‬
‫لدى املحكمة العليا نق�ض القرار ال�صادر بتاريخ ‪ 2009/10/22‬عن جمل�س ق�ضاء‬
‫باتنة الغرفة املدنية‪ ،‬القا�ضي بقبول اال�ستئناف �شكال ويف املو�ضوع امل�صادقة على‬
‫احلكم امل�ست�أنف ال�صادر بتاريخ ‪ 2009/03/14‬عن حمكمة عني التوتة الذي‬
‫ق�ضي بقبول الرتجيع �شكال‪ ،‬ويف املو�ضوع �إفراغ احلكم التمهيدي ال�صادر عن‬
‫حمكمة عني التوتة بتاريخ ‪ 2008/06/14‬وامل�صادقة على تقرير اخلربة املنجزة‬
‫من طرف الطبيب بن عبا�س املن�صف‪،‬املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة بتاريخ‬
‫‪ 2008/11/12‬رقم ‪ 57‬وبح�سبها الق�ضاء ب�إلزام املرجع �ضده الأول (م‪.‬م)‬
‫حتت �ضمان املرجع �ضدها ال�شركة الوطنية للت�أمني �س ا ا وكالة �سيدي عقبة‬
‫رمز ‪ 3109‬ب�أن يدفع للمدعى املرجع (م‪.‬ل) التعوي�ضات التالية‪ ،‬مبلغ ‪115.500‬‬
‫دج تعوي�ضا عن ن�سبة العجز اجلزئي الدائم ومبلغ ‪ 24000‬دج تعوي�ضا عن م ّدة‬
‫العجز الك ّلي امل�ؤقت ومبلغ ‪ 24000‬دج عن �ضرر الت�أمل املتو�سط‪.‬‬
‫حيث ومبح�ضر تبليغ مع ّد بتاريخ ‪ 2010/01/20‬من قبل املح�ضر والق�ضائي‬
‫الأ�ستاذ �شبرية كمال لدى حمكمة �سيدي عقبة‪ ،‬مت تبليغ عري�ضة الطعن للمطعون‬
‫�ض ّده �إال �أنه مل يقدم جوابـ ــا‪.‬‬
‫حيث �إن النيابة العامة قدمت طلباتها املكتوبة الرامية �إىل عدم قبول الطعن‬
‫بالنق�ض �شكال‪.‬‬
‫حيث ا�ستوفـ ــى الطعن بالنق�ض �أ�شكالـ ــه و�أو�ضاعه القانونية فيتعينّ قبولـ ــه‬
‫�شكـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث ت�ستند الطاعنة يف طلبها �إىل وجـــه وحيـــد للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الوحيـــد ‪ :‬مـــن خمالفــة القانــون واخلطــ�أ يف تطبيقـــه‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪133‬‬
‫ملف رقـم ‪678006‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫مفاده �أن ق�ضاة املو�ضوع �أ�سا�ؤوا تطبيق املادة ‪ 13‬من الأمر ‪ 15-74‬ملا عللوا‬
‫ق�ضائهم بعدم وجود بامللف ما يفيد حتمل امل�ست�أنف عليه املطعون �ضده لكامل‬
‫امل�س�ؤولية يف احلادث �أو جزء منها ذلك �أن امل�ؤكد من عنا�صر ملف الق�ضية �أن‬
‫املدعى املطعون �ضده ت�سبب يف حادث املرور االنفرادي الناجمة عنه �أ�ضراره‬
‫اجل�سمانية‪ ،‬ويرتتب عن ذلك حتما م�س�ؤوليته الكاملة يف احلادث وفقدانه احلق‬
‫يف التعوي�ض عن �أ�ضراره اجل�سمانية ‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه الوحيـــــد ‪:‬‬
‫حيث يتبني من القرار املطعون فيه �أن الطاعنة احتجت �أمام ق�ضاة املو�ضوع‬
‫ب�أحكام املادة ‪ 13‬من الأمر ‪ 15- 74‬املتعلق ب�إلزامية الت�أمني على ال�سيارات‬
‫ونظام التعوي�ض عن الأ�ضرار الناجمة عن حوادث املرور‪ ،‬املتمم واملعدل بالقانون‬
‫رقم ‪ 31/88‬للدفع بعدم ت�أ�سي�س دعوى املطعون �ضده‪ ،‬كونه ال�سائق املخطئ يف‬
‫حادث املرور االنفرادى الناجمة عنه �أ�ضراره اجل�سمانية‪ ،‬ويحمل كامل امل�س�ؤولية‬
‫يف احلادث‪ ،‬ولأن اخلربة الطبية الق�ضائية حددت ن�سبة عجزه اجلزئي الدائم ب ـ‬
‫‪ 25 %‬التي هي ن�سبة تقل عن ‪ % 50‬املق ّررة اال�ستحقاق التعوي�ض ‪.‬‬
‫حيث بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه تبينّ فعال �أن املدعى املطعون �ضده يعترب‬
‫�ضحية �سائق يف احلادث ولذلك ق�ضاة املجل�س حني اكتفوا بتربير رف�ضهم دفوع‬
‫الطاعنة "ب�أنه ال يوجد بامللف ما يفيد حتمل امل�ست�أنف عليه املطعون �ضده لكامل‬
‫امل�س�ؤولية �أو جزء منها" مل يح�سنوا تطبيق املادة ‪ 13‬الأمر ‪ 15- 74‬ال�سالف ذكره‬
‫ذلك �أن لئن ادعى املطعون �ضده ب�أنه ت�سبب يف احلادث على �إثر تفادى اال�صطدام‬
‫ب�سيارة �أجرة جمهولة �إال �أن طلب تعوي�ضه عن �أ�ضراره اجل�سمانية يخ�ضع لأحكام‬
‫املادة ‪ 13‬من الأمر ‪ 15-74‬املحددة لنظام تعوي�ض ال�ضحية ال�سائق واحلالة‬
‫هذه كان يتعينّ على ق�ضاة املجل�س تبيان الأ�سانيد القانونية امل�ستخل�ص منها‬
‫انتفاء م�س�ؤوليته يف احلادث‪ ،‬وذلك من خالل حتليل حم�ضر ال�ضبطية الق�ضائية‬
‫املح ّرر ب�ش�أن احلادث ومب ّينة فيه الظروف التي �أدت �إىل وقوعه �إذ �أن بالنظر �إىل‬
‫ن�سبة العجز اجلزئي الدائم للمطعون �ضده التي تقل عن ‪ % 50‬تقرير حقه يف‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪134‬‬
‫ملف رقـم ‪678006‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫كامل التعوي�ض عن �أ�ضراره اجل�سمانية ي�ستوجب لزوما حتديد العنا�صر املعتمدة‬
‫للت�صريح بانتفاء م�س�ؤوليته يف احلادث وعليه يتعينّ الت�صريح بت�أ�سي�س الوجه‬
‫وبالتايل نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ‪.‬‬
‫حيث �إن طبقا للمادة ‪ 378‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية خا�سر‬
‫الطعن يتحمل امل�صاريف الق�ضائي ـ ــة ‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال ومو�ضوعا ونق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�ص ــادر‬
‫بتاريخ ‪ 2009/10/22‬عـ ــن جمل�س ق�ضاء باتنة الغرفة املدنية و�إحالة الق�ضية‬
‫والأطـ ــراف �أمام نف�س املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جدي ــد‬
‫طبقـ ــا للقانـ ــون‪.‬‬
‫وحتميـ ــل املطعـ ــون �ضـ ــده امل�صـ ــاريف الق�ضائي ـ ــة‪.‬‬
‫بـ ــذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتـ ــاريخ‬
‫الثاين و الع�شرون من �شهــر �سبـتمبـر �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة‬
‫العليــا‪-‬الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الأول‪ -‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�س ـ ــا‬ ‫بوزيان ـ ـ ــي نذي ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�شـ ـ ــارة مق ـ ـ ــررة‬ ‫زرهونـ ـ ــي زوليخـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سعــد عزام حممـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫كراط ـ ــار خمتاري ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حفيـ ــان حمم ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحــ�ضــور ال�سيــد ‪ :‬مو�ستيـ ــري عبـ ـ ــد احلفيظ‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعــدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬حف�ص ـ ــة كم ـ ــال‪�-‬أميـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪135‬‬
‫ملف رقـم ‪678615‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 678615‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/10/20‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (ب‪.‬م) �ض ـ ـ ــد (ب‪.‬ب)‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬ر�سميـــــة‪-‬كتابــــة‪�-‬إثبــــــات‪.‬‬
‫قانـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬املـ ــواد ‪ 324 ،323 :‬مكرر ‪ 1‬و‪.333‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ا�شرتاط امل�شرع الكتابة يف �إثبات الدين‪� ،‬إذا جتـــاوزت‬


‫قيمتـــه ‪ 100.000‬دج‪ ،‬ال يعنـــي ا�شتـــراط الر�سميــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــــة العـليـــــــــــــا‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإج ـ ــراءات املدنيـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/12/29‬و على مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـ ـ ـ ـ ـ ــده‪.‬‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بوزياين نذير الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيد بوراوي عمر املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث طلب املدعو (ب‪.‬م)‪ ،‬بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ �شهروري �صحراوي‬
‫نق�ض قرار �صادر عن جمل�س ق�ضاء وهران بتاريخ ‪ 2009/07/06‬يق�ضي بت�أييد‬
‫احلكم امل�ست�أنف فيه ال�صادر بتاريخ ‪ 2009/01/27‬عن حمكمة قديل و الذي‬
‫ق�ضى ب�إلزام املدعى عليه ب�أن ي�ؤدي للمدعي مبلغ ‪ 180.000,00‬دينار املبلغ‬
‫املقرت�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضده قدم مذكرة جوابية بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ برباج‬
‫رابح وطلب رف�ض الطعن لعدم ت�أ�سي�س ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪136‬‬
‫ملف رقـم ‪678615‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث �أن النيابة العامة قدمت طلباتها املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫وحيث ي�ستند الطاعن يف طلبه �إىل وجــــــه وحيـــــــد للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الوحيـــد ‪ :‬امل�أخـــوذ مــن ق�صـــور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن املطعون �ضده ادعى دينا يف ذمة الطاعن مببلغ ‪ 180.000,00‬دينار‬
‫دون تقدمي �أي دليل كتابي ثابت من حيث التاريخ و الر�سمية و ذلك ما يتنافى مع‬
‫�إلزامية �إثبات الت�صرف القانوين الذي تفوق قيمتة ‪ 100.000,00‬دينار بالكتابة‬
‫كما تن�ص عليه املادة ‪ 333‬من القانون املدين‪.‬‬
‫وعلـــيه فــــــ�إن املحكمــــــة العلـــيا‬
‫عــــن الوجـــــه الوحيــــد ‪:‬‬
‫حيث �أن النعي بهذا الوجه غري �صحيح‪ ،‬ذلك �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون‬
‫فيه يتبني �أن ق�ضاة املو�ضوع قد �سببوا ق�ضاءهم ت�سبيبا كافيا و �أعطوه �أ�سا�سا من‬
‫املواد ‪ 323 ،333‬و ‪ 324‬مكرر من القانون املدين ليتو�صلوا عن حق و �صواب �أن‬
‫امل�شرع �إذا كان قد ا�شرتط الكتابة يف �إثبات الدين �إذا جتاوزت قيمته ‪100.000‬‬
‫دينار ف�إنه مل ي�شرتط الر�سمية يف تلك الكتابة‪ .‬و �أن املحرر العريف الذي ا�ستظهر‬
‫ب ــه املطعون �ضده يف دعواه مل ينكره الطاعن‪ ،‬وعليه فالوجه املثار غري م�ؤ�س�س‬
‫ويتعني رف�ضه ومعه رف�ض الطعـ ــن‪.‬‬
‫فلهــــــــــذه الأ�سبـــــــاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال و رف�ضه مو�ضوعا‪،‬‬
‫وحتميل الطاعن امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلـل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫الع�شرون من �شهــر �أكـتوبـر �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪-‬‬
‫الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الأول‪-‬واملرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪137‬‬
‫ملف رقـم ‪678615‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫بوزيان ـ ـ ــي نذيـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سعـد عزام حممد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫كراطار خمتاريـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حفي ـ ـ ـ ــان حممـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهونـ ــي زوليخ ــة‬

‫بحـ�ضـ ـ ــور ال�سيـ ـ ــد ‪ :‬ب ـ ــوراوي عم ـ ــر‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�سـي ـ ــد ‪ :‬حف�ص ــة كمـ ـ ــال‪�-‬أمـيـن الــ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪138‬‬
‫ملف رقـم ‪688491‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 688491‬قــــرار بتاريخ ‪2011/10/20‬‬
‫ق�ضيـ ــة ورثة (ب‪.‬ف) �ضد ال�شركة الوطنية للنقل بال�سكك احلديديـ ــة‬

‫املو�ضـــوع ‪ :‬نقـــل‪-‬نقل �أ�شخا�ص‪�-‬سكة حديدية‪-‬م�س�ؤولية عقديــة‪-‬‬


‫م�س�ؤوليــــة مفرت�ضـــــة‪.‬‬
‫قانـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.2/138 :‬‬
‫قانـ ــون رقـ ــم ‪.35-90 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ميكن قيام امل�س�ؤولية املفرت�ضة لل�شركة‪ ،‬ناقلة امل�سافرين‬


‫بال�سكك احلديديــــة‪ ،‬يف حالة وقوع حادث مميت‪ ،‬داخل املـــرافق‬
‫التابعة لها‪ ،‬والتي لها رقابة عليها‪ ،‬بوا�سطة �أعوانها‪ ،‬عند �أبواب‬
‫املحطــــة ويف القطـــــار‪.‬‬

‫انتفـــاء امل�س�ؤوليـــة العقدية لل�شركة‪ ،‬ب�سبب عدم توفــــر‬


‫ال�ضحية على �صفة امل�سافر القانوين (انعدام التذكرة)‪ ،‬ال يحـــول‬
‫دون قيـــام م�س�ؤوليتهــــا املفرت�ضــــة‪.‬‬

‫�إن املحكمــة العـلـيــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنيـ ــة املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة و الإداري ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪139‬‬
‫ملف رقـم ‪688491‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/02/15‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد حفيان حممد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد بوراوي عمر املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫حيث طلب ورثة (ب‪.‬ف) وهم (ب‪.‬م) �أب املرحوم و (ب‪.‬ن) �أم املرحوم‬
‫و(ب‪.‬ع) �أخ املرحوم و(ب‪.‬ا) �أخ املرحوم و(ب‪ .‬ف) �أخت املرحوم‪ ,‬بوا�سطة‬
‫حماميهم الأ�ستاذ بوكابو�س ح�سني‪ ,‬املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ,‬نق�ض قرار‬
‫�صادر بتاريخ ‪ 2009/10/22‬من جمل�س ق�ضاء اجلزائر يق�ضي ح�ضوريا نهائيا يف‬
‫ال�شكل قبول اال�ستئنافني الأ�صلي والفرعي ويف املو�ضوع �إلغاء احلكم امل�ست�أنف فيه‬
‫ال�صادر عن حمكمة �سيدي �أحممد بتاريخ ‪ 2009/05/02‬يف جميع مقت�ضياته‬
‫والف�صل من جديد برف�ض الدعوى الأ�صلية لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫واجلدير بالإ�شارة �أن احلكم امل�ست�أنف فيه قد ق�ضى ب�إلزام املدعي عليها‬
‫بدفعها لكل واحد من املدعني املبالغ التالية ‪ :‬مبلغ ‪ 800.000‬دج لكل واحد من‬
‫الأب و الأم ومبلغ ‪ 200.000‬دج لكل واحد من الإخوة والأخوات وهم (ف)‪( ,‬ع)‬
‫و(ا) ومبلغ ‪ 50.000‬دج مقابل م�صاريف اجلنازة‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضدها قدمت مذكرة جوابية بتاريخ ‪2010/03/30‬‬
‫بوا�سطة حماميتها الأ�ستاذة �أمغاز دليلة تلتم�س من خاللها رف�ض الطعن بالنق�ض‬
‫لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫وحيث �أن النيابة العامة قدمت طلباتها املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث ي�ستند الطاعنون يف طلبهم �إىل ثالثــــة �أوجـــــه للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــه الأول ‪ :‬امل�أخــــوذ من خمالفة واخلط�أ يف تطبيق القانــون‪،‬‬
‫بدعوى �أن املطعون �ضدها م�س�ؤولة طبقا لأحكام املادة ‪ 138‬من القانون املدين‬
‫وذلك �أنها هي التي تركت �أبواب القطار مفتوحة وهو يف حالة �سري مما يعد خرقا‬
‫لأحكام املادة ‪ 16‬من املر�سوم التنفيذي ‪ 348/93‬امل�ؤرخ يف ‪ 1993/12/28‬الذي‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪140‬‬
‫ملف رقـم ‪688491‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫يحدد القواعد املتعلقة ب�أمن النقل بال�سكك احلديدية وا�ستغالل ــه كم ــا �أنها‬
‫تركت �شخ�ص جمنون يركب القطـ ـ ــار‪.‬‬
‫الوجـــه الثانـــي ‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن الق�صـــور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫بدعوى �أن ا�ستجاب املجل�س ملجرد ت�صريح املدعي عليها يف الطعن بعدم وجود‬
‫تذكرة �سفر دون تقدمي �أي دليل على ذلك يعك�س �أن ال�ضحية دخلت �إىل حمطة‬
‫القطار و�صعدت يف هذا الأخري بعد مرورها على �أعوان املراقبة‪ ,‬و هو الأمر الذي‬
‫يثبت حيازة ال�ضحية على تذكرة �سفر‪.‬‬
‫الوجـــه الثالث ‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانونـــــي‪،‬‬
‫بدعوى �أن املجل�س مل يبني الأ�سا�س القانوين الذي ا�ستند �إليه ال�ستبعاد‬
‫امل�س�ؤولية واحلال ال يوجد �أي ن�ص قانوين الذي يعفى من امل�س�ؤولية الناقل يف‬
‫حالة الإثبات والت�أكد الر�سمي من غياب تذكرة ال�سفر بحوزة امل�سافر‪.‬‬
‫وعلـــيه فـــــــ�إن املحكمــــــة العلـــيــــــــــــا‬
‫عــــن قبول �أوعدم قبول الطعن بالنق�ض �شكـــــال ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫عن الوجـه الثاين للأهمية ‪:‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من مراجعة القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املجل�س الق�ضائي قد‬
‫برروا قرارهم ب�إغفاء املطعون �ضدها من م�س�ؤولية احلادث بعدم حيازة ال�ضحية‬
‫املتوفاة تذكرة ال�سفر و باعتبار �أنه الأمر الذي يفقدها �صفة امل�سافر ال�شرعي‬
‫حتى حت�ضى باحلماية الالزمة من قبل الناقل (�أي املطعون �ضدها )‪.‬‬
‫وحيث فعال م�س�ؤولية الناقل قوامها عقد النقل الذي يلتزم فيه الناقل بتو�صيل‬
‫امل�سافر من مكان �إىل �آخر مقابل �أجر‪.‬‬
‫ولكن الظاهر من عنا�صر امللف �أن املطعون �ضدها مل ت�أتي بو�سيلة مثبتة خلط�أ‬
‫ال�ضحية يف احلادث وعدم حيازتها لتذكرة ال�سفر �سيما �أن الناقل ب�صفته حار�س‬
‫ال�شيء هو امللزم ب�إثبات خط�أ ال�ضحية الذي يعفيه من امل�س�ؤولية كما ي�ستفاد من‬
‫�صياغة املادة ‪ 02/138‬من القانون املدين‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪141‬‬
‫ملف رقـم ‪688491‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث ف�ضال عن ذلك‪ ,‬لئن كانت امل�س�ؤولية العقدية للمطعون �ضدها غري‬
‫قائمة‪ ,‬فال ميكن �إعفائها من امل�س�ؤولية املفرت�ضة بالنظر �أن احلادث ح�صل‬
‫داخل املرافق التابعة لها والتي لها رقابة عليها بوا�سطة �أعوانها املوجودين يف‬
‫�أبواب املحطة ويف القطار �إذ �أنه ال ميكن للمواطنني الدخول �إىل املحطة و الو�صول‬
‫�إىل الر�صيف و ال�صعود �إىل القطار دون احل�صول على تذكرة‪ ,‬هذا من جهة‪.‬‬
‫ومن جهـ ــة �أخرى الثابت من خالل �أوراق امللف �أن �أبواب القطار و هو يف‬
‫حالة �سري كانت مفتوحة و مل يتفقدها الأعوان قبل انطالق القطار كما يفر�ضه‬
‫القانون ‪( 1990/12/25‬رقم ‪ )90/35‬املتعلق بالأمن وال�سالمة واحلفاظ يف‬
‫ا�ستغالل النقل بال�سكك احلديدية و املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 348/93‬املـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 1993/12/28‬ال ـ ــذي يحـ ــدد الإجراءات املتعلقة بكيفيات تطبيق قانـ ــون‬
‫‪.1990/12/25‬‬
‫و لذلك كان على ق�ضاة اال�ستئناف البحث عما �إذا كان خط�أ ال�ضحية املتوفاة‪,‬‬
‫الذي يقع على الناقل �إثباته‪ ,‬هو ال�سبب الوحيد يف ال�ضرر �أم �إذا نتج احلادث عن‬
‫�إهمال و عدم احتياط املطعون �ضدها و �أن ال�ضرر حدث ب�سبب مل تكن تتوقعه‪.‬‬
‫و متى كان كذلك ا�ستوجب نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه دون احلاجة‬
‫ملناق�شة الوجهني الأول و الثالث‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليـــــــا ‪:‬‬
‫قبـ ــول الطع ـ ــن بالنق�ض �شكـــــــال‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــوع ‪ :‬نق�ض و�إبطـ ــال الق ـ ــرار املطعون فيه ال�ص ـ ــادر بتاريخ‬
‫‪ 2009/10/22‬من جمل�س ق�ضاء اجلزائر و�إحالة الق�ضية و الأطراف �إلـ ــى نف�س‬
‫املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها جمددا وفقا للقان ـ ــون‪.‬‬
‫حتمي ــل املطع ــون �ضده ــا امل�ص ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪142‬‬
‫ملف رقـم ‪688491‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫بـ ــذا �صـدر القرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريخ‬
‫الع�شرون من �شهـر �أكـتوبـر �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العلي ـ ــا‪-‬‬
‫الغرفة املدني ـ ــة‪ -‬الق�سم الأول‪ -‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ـ ــة رئي�سـ ـ ــا‬ ‫بوزيان ـ ــي نذي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ــررا‬ ‫حفي ـ ـ ــان حممـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سعـ ــد عزام حمم ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫كراطـ ـ ــار خمتاري ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهونـ ـ ـ ــي زوليخـ ـ ــة‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــد ‪ :‬ب ـ ــوراوي عم ـ ــر‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�ســاعـدة ال�ســيد ‪ :‬حف�صـ ــة كم ـ ـ ــال‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪143‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 697414‬قــــرار بتاريخ ‪2011/12/15‬‬
‫ق�ضي ـ ــة ورث ـ ــة (ح‪.‬م) �ضـ ـ ـ ــد (ح‪.‬ط)‬

‫املو�ضوع ‪� :‬صيغة تنفيذية‪�-‬أمر ا�ستعجايل �أجنبي‪-‬اخت�صا�ص ق�ضائي‪.‬‬


‫قان ــون الإجــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬املـ ــواد‪ 607 ،605 :‬و‪.608‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ال متنح حمكمة مقر املجل�س الق�ضائي املخت�صة‪ ،‬ال�صيغة‬


‫التنفيذية لأمر ا�ستعجايل �أجنبي‪ ،‬فا�صل يف املو�ضوع‪ ،‬ملخالفته‬
‫قواعد االخت�صا�ص‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــــة العـلـيــــــا‬
‫يف جل�سته ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإجـ ـ ــراءات املدنيـ ـ ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ـ ــة بتاريخ ‪.2010/03/30‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إىل ال�سيدة زرهون ــي �صليح ــة امل�ست�شارة املقررة يف ت ــالوة‬
‫تقريرها املكتوب و�إىل ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباته‬
‫املكتوب ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــــا‬
‫حيث طلب الطاعنون والقائم يف حقهم الأ�ستاذ بن عبد ال�سالم عالوة املحامي‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪144‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا نق�ض القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء بجاية بتاريخ‬
‫‪ 2008/06/23‬والقا�ضي بت�أييد احلكم املعاد ال�صادر عن حمكمة بجاية بتاريخ‬
‫‪ 2006/10/07‬والذي ق�ضى برف�ض الدعوى لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده قد بلغ بعري�ضة الطعن ومل ي�ضع مذكرة جواب‪.‬‬
‫حيث �أن النيابة العامة قدمت طلبات كتابية ترمي فيها �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية فهو �صحيح ومقبول‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن املدعيني الطاعنني �أقاموا دعوى �ضد‬
‫املدعى عليه (ح‪.‬ط) ب�أن املدعية (ح‪.‬ز) رفقة زوجها املرحوم قاما ببيع قاعدة‬
‫جتارية للمدعى عليه يف ‪ 1991/12/30‬بعقد ر�سمي كما حررا عقد �إيجار لفائدته‬
‫ملدة ‪� 9‬سنوات على �أ�سا�س ‪ 12000‬فرنك فرن�سي �سنويا مع �إلزامية دفعه �شهريا‬
‫ب�شكل م�سبق ونظرا لإخالله بالتزاماته التعاقدية و توقفه عن دفع بدل الإيجار‬
‫ا�ست�صدر �أمرا ا�ستعجاليا من حمكمة �سان �إيتيان بفرن�سا يف ‪1995/04/05‬‬
‫يق�ضي ب�إلزامه بدفع بدل الإيجار على �أ�سا�س ‪ 21.000.00‬فرنك فرن�سي مع‬
‫�إخالء املحل التجاري يف ظرف �شهر واحد وتعوي�ضهما مببلغ ‪ 1000‬فرنك فرن�سي‬
‫ومع ذلك امتنع عن دفع بدل الإيجار فبو�شرت �ضده �إجراءات التنفيذ اجلربي‬
‫ومبا �أن احلكم متوفر على جميع ال�شروط التي جتعله قابال للتنفيذ على كامل‬
‫الرتاب وعليه يلتم�سون �إ�ضفاء ال�صيغة التنفيذية عليه و�إلزام املدعى عليه بدفع‬
‫قيمة املبالغ الواردة يف الأمر بالدينار �أو يعادل ‪ 22.000‬فرنك فرن�سي‪.‬‬
‫فانتهت الدعوى ب�صدور احلكم املعاد امل�ؤرخ يف ‪ 2006/10/07‬يق�ضي برف�ض‬
‫الدعوى لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫بعد ا�ستئناف احلكم املعاد ف�إن املجل�س قد �أ�صدر القرار حمل الطعن‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ي�ستند �إلـ ــى وجهيــــــن ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪145‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫الوجه الأول ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة االتفاقية الدولة وخرق املادتني‬
‫‪ 1‬و‪ 4‬من االتفاقية اجلزائرية الفرن�سية ل�سنة ‪ 1965‬املادة ‪7/358‬‬
‫من ق‪.‬ا‪.‬م ‪�.‬إ‪،‬‬
‫حيث يتبني من القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املجل�س ق�ضوا بت�أييد احلكم املعاد‬
‫القا�ضي برف�ض دعوى �إ�ضفاء ال�صيغة التنفيذية على �أمر ا�ستعجايل �أجنبيى يف‬
‫اجلزائر على �أ�سا�س �أن هذا الأمر ال تتوفر فيه ال�شروط القانونية املن�صو�ص‬
‫عليها باملادتني الأوىل والرابعة من االتفاقية الق�ضائية الدولة اجلزائرية التي‬
‫تق�ضي �أنه يجب �أن ي�صدر القرار �أو احلكم عن حمكمة خمت�صة وفقا للقواعد‬
‫اخلا�صة بتنازع االخت�صا�ص املطبق يف الدولة التي �سينفذ احلكم لديها‪.‬‬
‫حيث �أن بهذا التطبيق اخلاطئ للمادتني ال�سالف الذكر يكون ق�ضاة املجل�س‬
‫قد �أخط�أوا يف تف�سري االتفاقية اجلزائرية الفرن�سية‪.‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل املفهوم ال�صحيح للمادة ‪ 3, 1‬و ال�شرط الوارد يف البند الذي‬
‫ين�ص على �أنه ي�صدر القرار من حمكمة خمت�صة وفقا للقواعد اخلا�صة بتنازع‬
‫االخت�صا�ص املطبق يف الدولة التي �سينفد احلكم عليها جند �أنه �أحال لتطبيق‬
‫هذا ال�شرط �إىل ن�ص املادة ‪ 18‬و ‪ 21‬مكرر من القانون املدين اخلا�صة بتنازع‬
‫االخت�صا�ص املتمثلة يف �أنه ي�سري على االلتزامات التعاقدية قانون حمل �إبرام‬
‫العقد حالة عدم االتفاق على القانون املختار وي�سري على قواعد االخت�صا�ص‬
‫والإجراءات قانون الدولة التي ترفع فيها الدعوى �أوتيا فيها الإجراءات كما هو‬
‫احلال يف ق�ضية احلال‪.‬‬
‫حيث �أن املحكمة الفرن�سية يف ق�ضية احلال و بعدما راعت قواعد االخت�صا�ص‬
‫والإجراءات طبقا لت�شريع بالدها اعتمدت على عقد الإيجار املربم بني طريف‬
‫النزاع ويتقيد لبنود العقد الذي ين�ص على �أن الف�سخ بقوة القانون لهذا العقد‬
‫مبجرد �إخالل امل�ست�أجر اللتزامه بدفع بدل الإيجار و احلكم عليه بالطرد ب�أمر‬
‫ا�ستعجايل مع دفع املبالغ املذكورة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪146‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫حيث لي�س من �صالحيات القا�ضي اجلزائري يف هذه احلالة البث يف نزاع‬
‫متعلق باخت�صا�ص املحاكم الأجنبية �أو القول �أن هذه الأخرية بحكمها تطرقت �إىل‬
‫�أ�صل احلق مقارنة وتطبيقا ملا هو من�صو�ص يف قانون الإجراءات اجلزائري‪.‬‬
‫حيث �أن القا�ضي اجلزائري يف ق�ضية احلال لي�س من �صالحياته �أن يراقب‬
‫�شرعية الأمر الإ�ستعجايل الأجنبي من حيث قواعد االخت�صا�ص املحلي �أو النوعي‬
‫�إذا كانت ال تتعار�ض مع قواعد االخت�صا�ص املن�صو�ص عليه يف القانون املدين‬
‫لأن م�س�ألة اخت�صا�ص القا�ضي اال�ستعجايل الفرن�سي تخ�ص قواعد االخت�صا�ص‬
‫الأجنبي ال رقابة فيه للق�ضاء اجلزائري الذي يعود لتطبيق االتفاقية اجلزائرية‬
‫الفرن�سية �إىل قواعد تنازع االخت�صا�ص املن�صو�ص يف املادة ‪ 18‬و ‪ 21‬مكرر من‬
‫القانون املدين‪.‬‬
‫حيث يفهم من ال�شرط �أ للمادة الأوىل من االتفاقية �أنه يق�صد �شرط خمالفة‬
‫القواعد اخلا�صة بتنازع االخت�صا�ص املطبق يف اجلزائر ولي�س من ناحية‬
‫االخت�صا�ص النوعي كما ذهب �إليه ق�ضاة املجل�س يف قرارهم املطعون فيه‪.‬‬
‫حيث �أن ق�ضاة املو�ضوع قد خالفوا تطبيق االتفاقية عندما رف�ضوا الدعوى‬
‫مما يعر�ض قرارهم للنق�ض‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬م�أخوذ من جتاوز ال�سلطة املادة ‪ 4/358‬من ق‪.‬ا‪.‬م ‪�.‬إ‪،‬‬
‫حيث �أن ق�ضاة املو�ضوع اعتربوا �أن الأمر املراد تنفيذه يف اجلزائر قد ف�صل‬
‫يف �أ�صل احلق و�أن الت�شريع اجلزائري طبقا للمادة ‪ 186‬من ق‪.‬ا‪.‬م القدمي ال‬
‫يعطي االخت�صا�ص النوعي للقا�ضي الإ�ستعجايل �أن يف�صل يف �أ�صل احلق وبالتايل‬
‫فالأمر اال�ستعجايل الأجنبي مل يراعي ذلك الت�شريع اجلزائري يف كيفية الق�ضاء‬
‫يف املواد اال�ستعجالية الذي يجب �أن ي�صدر مثل هذا الأمر من قا�ضي املو�ضوع‪.‬‬
‫�إن القرار حمل الطعن قد خرج عن ما هو املطلوب منه ف�إذا كان مو�ضوع‬
‫الطلب �أمام املجل�س الف�صل يف ق�ضية �إ�ضفاء ال�صيغة التنفيذية على �أمر ق�ضائي‬
‫�أجنبي ف�إن املجل�س عند ف�صله يف �صحة االخت�صا�ص النوعي للق�ضاء اال�ستعجايل‬
‫الأجنبي وفقا للت�شريع اجلزائري يكون قد خرق القانون وارتكب جتاوز ال�سلطة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪147‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫�إن تطبيق ق�ضاة املجل�س يف ق�ضية احلال للمادة ‪ 186‬من ق‪.‬ا‪.‬م اخلا�صة‬
‫ب�أحكام الق�ضاء الإ�ستعجايل اجلزائري على �أمر ا�ستعجايل �صدر يف دولة �أجنبية‬
‫غري موقف ويعد جتاوز لل�سلطة و خمالف لروح املادة ‪ 18‬و ‪ 21‬من القانون املدين‬
‫ذلك �أن م�س�ألة امل�سا�س ب�أ�صل احلق يف امل�سائل الإ�ستعجالية م�س�ألة مو�ضوعية‬
‫تدخل يف جمال ال�سلطة التقديرية للقا�ضي واملادة ‪ 186‬من ق‪.‬ا‪.‬م ال تتعار�ض‬
‫�أ�صال مع احلكم على امل�ست�أجر ب�إخالء حمل جتاري متنازع عليه يف حالة عدم‬
‫ت�سديد للأجرة وفقا لل�شرط الفا�سخ الوارد يف عقد الإيجار بقوة القانون فحتى‬
‫الق�ضاء اال�ستعجايل اجلزائري ميكن �أن ي�ستجيب للم�ؤجر يف �إقامة دعوى لطلب‬
‫الطرد لتوافر ركن اال�ستعجال‪.‬‬
‫حيث �أن الت�سبيب الذي �أدت به القرار املطعون فيه غري م�ؤ�س�س وال يتما�شى‬
‫مع مقت�ضيات املادة ‪ 186‬من ق‪.‬ا‪.‬م ف�ضال عن جتاوز ال�سلطة من طرف ق�ضاة‬
‫املجل�س عندما �أخذوا �صالحيات القا�ضي اال�ستعجايل الفرن�سي يف مراقبة مدى‬
‫م�سا�س الطلب لأ�صل احلق وفق الت�شريع اجلزائري‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه الأول والثانــــي الرتباطهمــــا ‪:‬‬
‫لكن ما يعيبه الطاعنون على القرار املطعون فيه يف غري حمله لأنه بالرجوع‬
‫�إىل ق�ضية احلال يتبني ب�أن ق�ضاة املو�ضوع ملا انتهوا �إىل رف�ض دعوى املدعيني‬
‫الرامية �إىل �إ�ضفاء ال�صيغة التنفيذية للأمر اال�ستعجايل الأجنبي ف�إنهم مل‬
‫يخالفوا االتفاقية الدولية خا�صة املادتني ‪ 4 -1‬من االتفاقية اجلزائرية الفرن�سية‬
‫ل�سنة ‪ 1965‬لأنه تبني لهم ب�أن احلكم الإ�ستعجايل الأجنبي يتناق�ض مع القانون‬
‫اجلزائري على �أ�سا�س �أن الت�شريع اجلزائري يحدد االخت�صا�ص النوعي يف‬
‫الق�ضايا الإ�ستعجالية لقا�ضي الأمور الإ�ستعجالية وال يجوز لهذا الأخري �أن يف�صل‬
‫يف �أ�صل احلق يف حني �أن الأمر اال�ستعجايل الأجنبي ال�صادر عن حمكمة �سان‬
‫�إيتيان بتاريخ ‪ 1995/04/05‬قد ف�صل يف �أ�صل احلق وهذا ما يجعله يتعار�ض مع‬
‫النظام العام يف اجلزائر باعتبار �أن االخت�صا�ص النوعي يتعلق بالنظام العام‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪148‬‬
‫ملف رقـم ‪697414‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ومن ثمة ف�إن ق�ضاة املو�ضوع ملا رف�ضوا �إعطاء ال�صيغة التنفيذية للحكم‬
‫الأجنبي مل يخرقوا �أي املادة يف القانون كما �أنهم مل يتجاوزوا �سلطتهم يتعني معه‬
‫رف�ض الوجهني لعدم ت�أ�سي�سهما‪.‬‬
‫حيث من يخ�سر الطعن يتحمل امل�صاريف الق�ضائية طبقا للمادة ‪ 378‬من‬
‫ق‪.‬ا‪.‬م‪�.‬إ‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫ق�ضت املحكمـــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫بقبول الطعن �شكال ورف�ضه مو�ضوعا‪.‬‬
‫وامل�صاريف الق�ضائية على الطاعنني‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقدة بتاريخ‬
‫اخلام�س ع�شر من �شهـر ديـ�سمبـر �سنـة �ألفيـن و�إحدى ع�شر من قبل املحكمة‬
‫العليـا‪ -‬الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الثالث‪-‬واملرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫زودة عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ــارة مق ـ ـ ـ ـ ــررة‬ ‫زرهونـ ـ ـ ـ ــي �صليحـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بن عمرية عبد ال�صمد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ــو جعطيط عبد احلق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫يعق ـ ـ ـ ـ ــوب مو�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـد ‪ :‬حمـ ــدي با�شـ ــا اله ـ ــادي‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاع ــدة ال�سـي ـ ــد ‪ :‬اقرقيقـ ــي عبـ ــد النـ ــور‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪149‬‬
‫ملف رقـم ‪724804‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 724804‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/19‬‬
‫ق�ضيـ ــة ال�صنـ ــدوق اجله ــوي للتعـ ــاون الفالحـ ــي وكال ـ ــة ب�شل ـ ــول‬
‫�ض ـ ــد ذوي حق ـ ــوق (ر‪.‬ح )‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬حـــادث مـــرور‪-‬تعـــوي�ض‪ -‬تركـــة (ميــــراث)‪.‬‬


‫�أمـ ـ ــر رق ـ ــم ‪.15-74 :‬‬
‫قان ـ ــون رق ـ ــم ‪.31-88 :‬‬
‫قانـ ــون الأ�سـ ــرة ‪ :‬املـ ــادة ‪.137:‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬التعــــوي�ض عن حوادث املرور‪ ،‬حتكمه ن�صو�ص خا�صــــة‪.‬‬


‫ال ي�شكل التعوي�ض عن الأ�ضرار الناجتة عن حادث مرور‬
‫مرياثــــــــا‪.‬‬
‫ال حمـــــل لتطبيق املــــادة ‪ 137‬من قانون الأ�ســرة‪ ،‬عنـــد‬
‫التعــــوي�ض عــــن حــــادث مـــــرور‪.‬‬

‫�إن املحكمـــة العـليــــــــا‬


‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ـ ــة‪.‬‬
‫و بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/07/27‬و على مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضده ـ ــم‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪150‬‬
‫ملف رقـم ‪724804‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بوزياين نذير الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و �إىل ال�سيد بوراوي عمر املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث طلب ال�صندوق اجلهوي للتعاون الفالحي " وكالة ب�شلول رمز ‪" 322‬‬
‫ممثال مبديره و املدعو (ح‪.‬ح) بوا�سطة حماميهما الأ�ستاذ ح�سن م�صطفى‪ ،‬نق�ض‬
‫قرار �صادر عن الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء البويرة بتاريخ ‪ 2010/03/29‬يق�ضي‬
‫بت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن الق�سم املدين ملحكمة نف�س املدينة بتاريخ‬
‫‪ 2009/11/26‬و الذي ق�ضى بعدة تعوي�ضات لذوي حقوق املرحومة (ر‪.‬ح)‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضدهم قدموا مذكرة جوابية بوا�سطة حماميهم الأ�ستاذ‬
‫�أيت بن �أعمر �أبو بكر و طلبوا رف�ض الطعن لعدم التـ�أ�سي�س‪.‬‬
‫وحيث �أن النيابة العامة قدمت طلباتها املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫وحيث ي�ستند الطاعنان يف طلبهما �إىل وجـــــه وحيــــــد للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الوحيـــــد ‪ :‬امل�أخــــوذ مــــن خمالفــــة القانــــون‪،‬‬
‫مفاده �أن ق�ضاة املجل�س �أجابوا بخ�صو�ص املادة ‪ 137‬من قانون الأ�سرة �أن ال‬
‫جمال لتطبيقها عمال مببد�أ اخلا�ص يقيد العام و ي�ستندون �إىل ن�ص املادة ‪08‬‬
‫من الأمر ‪ 15/74‬الذي يحدد الأ�شخا�ص الذين ي�ستفيدون من التعوي�ض مع �أن‬
‫الأمر املذكور حدد الأ�شخا�ص يف احلاالت العادية و مل يتطرق للحاالت اخلا�صة‬
‫مثل هذه احلالة و بالتايل ال بد من الرجوع �إىل القواعد العامة و بالرجوع �إىل‬
‫املادة ‪ 13‬من الأمر رقم ‪ 15/74‬ف�إن املت�سبب يف احلادث ال ي�ستفيد من التعوي�ض‬
‫�إال �إذا كان عجزه الدائم يعادل �أو يفوق ‪ % 50‬و بالتايل فكيف ميكن ملت�سبب يف‬
‫حادث مرور �أودى بحياة زوجته �أن ي�ستفيد من التعوي�ض بعدما متت �إدانته و ثبتت‬
‫م�س�ؤوليتـ ـ ــه‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪151‬‬
‫ملف رقـم ‪724804‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــا‬
‫عــــن الوجــه الوحيــــــد ‪:‬‬
‫حيث يرد على هذا الوجه �أن ق�ضاة املو�ضوع بق�ضائهم كما فعلوا يكونون‬
‫قد طبقوا القانون تطبيقا �صحيحا ذلك �أن التعوي�ض عن حوادث املرور حتكمه‬
‫ن�صو�ص خا�صة و هو الأمر رقم ‪ 15/74‬املعدل و املتمم بالقانون رقم ‪31/88‬‬
‫واملرا�سيم التطبيقية له‪� .‬إذ املادة ‪ 08‬من الأمر امل�شار �إليه مل تق�ص �أحدا من‬
‫ذوي احلقوق و مل حترمه من اال�ستفادة بالتعوي�ض عن ال�ضرر الناجم عن مركبة‬
‫�أ�سا�سه عقد الت�أمني وامللحق املحدد جلدول التعوي�ضات قد حدد للزوج ‪ % 30‬من‬
‫الر�أ�سمال الت�أ�سي�سي يف حالة وفاة �ضحية بالغة‪ .‬و�أن احتجاج ال�صندوق الطاعن‬
‫باملادة ‪ 137‬من قانون الأ�سرة ال حمل له يف دعوى احلال فهي تتعلق بالأحكام‬
‫العامة يف املرياث و �أن التعوي�ض عن الأ�ضرار الناجتة عن حادث مرور ال ي�شكل‬
‫مرياثا‪� .‬أما املادة ‪ 13‬من الأمر رقم ‪ 15/74‬التي �أ�شار �إليها الطاعن فتطبق يف‬
‫حالة اجلروح اخلط�أ التي يرتتب عنها عجزا جزئيا دائما وتثبت معه م�س�ؤولية‬
‫ال�سائق يف وقوع احلادث‪.‬‬
‫وعليـ ــه فالوجه املثار غري مربر و يتعني رف�ضه و معه رف�ض الطع ـ ــن‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليـــــا‪:‬‬
‫قب ــول الطع ــن �شكال و رف�ض ــه مو�ضوعـ ـ ــا‪،‬‬
‫وحتميـ ـ ــل الطاعـ ـ ــن امل�صـ ـ ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫التا�سع ع�شر من �شهر جانفي �سنة �ألفني و اثني ع�شر من قبل املحكمة العليا‪-‬‬
‫الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الأول‪-‬و املرتكبة من ال�س ـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪152‬‬
‫ملف رقـم ‪724804‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫بوزيانـ ـ ــي نذيـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سعد عزام حممد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫كراطـ ــار خمتاري ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حفيـ ـ ـ ــان حممـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫زرهونـ ــي زوليخـ ـ ــة‬

‫بحـ�ضــور ال�سي ـ ـ ــد ‪ :‬ب ـ ــوراوي عم ـ ــر‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاع ـ ــدة ال�سـي ـ ــد ‪ :‬حف�صـ ــة كم ـ ــال‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪153‬‬
‫ملف رقـم ‪733363‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 733363‬قـــــرار بتاريخ ‪2012/01/19‬‬
‫ق�ضيـة ذوي حقوق (ر‪.‬ح) �ضد (خ‪.‬م) وال�شركة الوطنية للت�أمني وكالة جامعــة‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬حــــادث مرور‪�-‬أجنبــي‪ -‬تعوي�ض‪-‬دينــار جزائري‪-‬عملــة‬


‫�أجنبيـــــة‪.‬‬
‫�أم ـ ــر رق ـ ــم ‪.15 -74 :‬‬

‫َ‬
‫امل�ستحق لأجنبـــي‪،‬‬ ‫َ‬
‫التعوي�ض‬ ‫املـبــد�أ‪ :‬يحدد القا�ضي اجلزائري‬
‫�ضحية حادث مرور يف اجلزائر‪ ،‬بالدينار اجلزائري‪ ،‬على �أ�سا�س‬
‫مرتبـــه بعملـــة بلــــده‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــة العـليـــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 1010/08/10‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضدها‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد زواوي عبد الرحمان امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيد بوراوي عمر املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪154‬‬
‫ملف رقـم ‪733363‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫حيث �أن الطاعنني ذوي حقوق (ر‪.‬ح) وهم والده (ا‪.‬ح) ووالدته (غ‪.‬ا) و�أرملته‬
‫(ر‪.‬ع) القائمة يف حقها وحق �أبنائها الق�صر الثالثة وهم (ب‪.‬ر)‪( ,‬هـ‪.‬ر)‪,‬‬
‫(�س‪.‬ر) بوا�سطة دفاعهم الأ�ستاذة الأخ�ضري م�سعودة املحامية املعتمدة لدى‬
‫املحكمة العليا يلتم�سون نق�ض القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء ب�سكرة بتاريخ‬
‫‪ 2009/05/30‬القا�ضي بت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة طولقة‬
‫بتاريخ ‪ 2008/12/27‬والقا�ضي ب�إلزام املدعى عليه الأول حتت �ضمان املدعى‬
‫عليها الثانية ال�شركة الوطنية للت�أمني وكالة جامعة رمز ‪ 3305‬ممثلة يف �شخ�ص‬
‫مديرها ب�أن تدفع لذوي حقوق املرحوم (ر‪.‬ح) التعوي�ضات التالي ـ ـ ــة ‪:‬‬
‫للأب (ا‪ .‬ح) مبلغ �إجمايل مقدر ب ‪ 71400‬دج‪.‬‬
‫للزوجة (ر‪.‬ع) مبلغ اجمايل مقدر ب ‪ 204,200‬دج‪.‬‬
‫للأبناء الق�صر(ب‪.‬ر) و(هـ‪.‬ر) و(�س‪ .‬ر) مبلغ �إجمايل مقدر ب ‪92,100‬‬
‫دج لكل واحد منهم‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضدها ال�شركة الوطنية للت�أمني وكالة جامعة رمز ‪3305‬‬
‫ممثلة مبديرها وبوا�سطة دفاعها الأ�ستاذ جدعة عبد العزيز املحامي املعتمد لدى‬
‫املحكمة العليا ملتم�سا رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضده (خ‪ .‬م) مل يقدم مذكرة رغم تبليغه ر�سميا‪.‬‬
‫وحيث �أن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة ملتم�سة رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫و حيث �أن الطعن �أ�س�س علــــــى وجهيــــن‪.‬‬
‫الوجــــه الأول ‪ :‬م�أخـــوذ مــــن خمالفـــة القانــــون‪،‬‬
‫بحيث �أن القرار املطعون فيه خالف �أحكام الأمر ‪ 15-74‬الذي ي�ستوجب‬
‫فيه ح�ساب التعوي�ض على �أ�سا�س الراتب ال�شهري الذي كان يتقا�ضاه ال�ضحية‬
‫بتاريخ وقوع احلادث والطاعنني قدموا لق�ضاة املو�ضوع ب�أن مورثهم خالل وقوع‬
‫احلادث كان يتقا�ضى راتبا �شهريا مقدر بـ ـ ‪ 15079‬لرية �سورية ويقابلها بالدينار‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪155‬‬
‫ملف رقـم ‪733363‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫اجلزائري ‪ 20876‬دج وفقا لقواعد ال�صرف املقررة من طرف البنك �إال �أنهم‬
‫احت�سبوا التعوي�ضات على �أ�سا�س احلد الأدنى للأجر املوافق الرتكاب احلادث وهو‬
‫مبلغ ‪ 10,000‬دج فيكونوا بذلك خالفوا القانون‪.‬‬
‫الوجـــه الثانـــي ‪ :‬م�أخــــوذ من عدم الدفاع على ناق�صي الأهليــــة‪،‬‬
‫بحيث �أن ق�ضاة املو�ضوع مل يجتهدوا يف معرفة مقدار حتويل العملة �إىل الدينار‬
‫اجلزائري لتمكني الق�صر وذوي احلقوق من احل�صول على حقوقهم كاملة‪ ,‬وكان‬
‫ب�إمكانهم اال�ستعانة باخلربة من طرف البنك‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــا‬
‫عــــن الوجـهني معــــا الرتباطهمـــــا ‪:‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون جنده �أخذ ك�أ�سا�س حل�ساب التعوي�ض‬
‫امل�ستحق احلد الأدنى للأجر خالل احلادث رغم �أن ذوي حقوق املتويف قدموا‬
‫ق�سيمة الراتب ال�شهري املوافق لتاريخ احلادث على �أ�سا�س �أن الراتب بالعملة‬
‫الأجنبية‪ ,‬فكان على ق�ضاة املو�ضوع ومن �صالحياتهم الأمر يف م�س�ألة حتويل املبلغ‬
‫ال�شهري الذي يتقا�ضاه مورث الطاعنني �إىل العملة الوطنية عن طريق االت�صال‬
‫بامل�صالح املالية املخت�صة مادام قدمت �شهادة الراتب ال�شهري بالعملة الأجنبية‬
‫�أثناء وقوع احلادث و�أن الأخذ باحلد الأدنى للأجر الحت�ساب التعوي�ض هو يف غري‬
‫حمله مادام ذوي احلقوق قدموا ما يثبت �أن مورثهم كان يتقا�ضى راتبا �شهريا‬
‫�أثناء وقوع احلادث وعليه ف�إن ق�ضاة املو�ضوع �أخطاوا يف تطبيق القانون وعر�ضوا‬
‫قرارهم للنق�ض‪.‬‬
‫و حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها خا�سر الطعن عمال باملادة ‪ 378‬من‬
‫قانون الإجراءات املدنية و الإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــــاب‬
‫قـررت املحكمـة العليـــــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكـل ‪ :‬قبـ ـ ــول الطعـ ـ ـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪156‬‬
‫ملف رقـم ‪733363‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫ب�سكرة بتاريخ ‪ 2009/05/30‬و �إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫و �إبقاء امل�صاريف على املطعون �ضدهما‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريخ‬
‫التا�سع ع�شر من �شهـر جانفـي �سنة �ألفني و اثني ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الثاين‪-‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئيـ�س الق�ســم رئي�سـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ ‬


‫رام ـ ــول حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ ‬
‫زواوي عبد الرحم ــان‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫حب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار حليمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ ‬
‫زيتونـ ـ ــي حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ ‬
‫ب ـ ــن فريحـ ــة العربـي‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــد ‪ :‬بـ ـ ــوراوي عم ـ ــر‪ -‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�سـيـ ــدة ‪ :‬ب�سـ ـ ــة ن�صي ـ ــرة‪� -‬أميـنة ق�سـم الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪157‬‬
‫ملف رقـم ‪745857‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 745857‬قـــــرار بتاريخ ‪2012/02/16‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ج‪�.‬ص) �ض ــد ال�شركـ ــة اجلزائريـ ــة للت�أمي ـ ــن ‪CAAT‬‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬ت�أمني‪�-‬سرقـــة‪�-‬ضبطيــة ق�ضائيــة‪�-‬إثبــــات‪-‬تعــوي�ض‪.‬‬


‫قانـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬املادتـ ــان ‪ 324 :‬و ‪ 324‬مكـ ـ ــرر ‪.5‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬يكفي‪ ،‬يف دعوى التعوي�ض‪ ،‬حم�ضــر ال�ضبطية الق�ضائيـــة‪،‬‬


‫املت�ضمن الت�صريح الر�سمي ب�سرقة مركبة‪ ،‬لثبوت ال�سرقة امل�ؤمن‬
‫منهــــــا‪.‬‬
‫�إن املحكمـــة العـلـــيــــــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكن ـ ــون اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/11/21‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضدها‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد زواوي عبد الرحمان امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيد بوراوي عمر املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن (ج‪� .‬ص) بوا�سطة دفاعه الأ�ستاذ بول�صبيعات يو�سف‬
‫املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا يلتم�س نق�ض القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪158‬‬
‫ملف رقـم ‪745857‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫�سكيكدة بتاريخ ‪ 2010/06/27‬القا�ضي بت�أييد احلكم امل�ست�أنف وهو احلكم‬
‫ال�صادر بتاريخ ‪ 2010/02/07‬القا�ضي برف�ض الدعوى لعدم الت�أ�سي�س وهي‬
‫الدعوى التي رفعها الطاعن ملتم�سا تعوي�ضه عن �سيارته امل�سروقة‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدها ال�شركة اجلزائرية للت�أمني ‪ CAAT‬رمز ‪4110‬‬
‫وكالة �سكيكدة ممثلة مبديرها وبوا�سطة دفاعها الأ�ستاذ لطر�ش �أح�سن املحامي‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا ملتم�سا رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن النيابة العامة قدمت طلبات مكتوبة ملتم�سة رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫وحيث �أن الطعن �أ�س�س على وجهني‪.‬‬
‫الوجـه الأول ‪ :‬مـ�أخــــوذ مــــن خمـالفــة القانـــــون‪،‬‬
‫بحيث �أن الأ�سباب التي جاء بها القرار على �أ�سا�س �أن و�سائل الإثبات ال تثبت‬
‫ال�سرقة فعال طاملا �أن حم�ضر احلفظ �سببه بقاء الفاعل جمهول رغم �أن حم�ضر‬
‫ال�ضبطية الق�ضائية ي�ؤكد ال�سرقة والنيابة �أمرت باحلفظ وهذا ما تن�ص عليه‬
‫�أحكام املادتني ‪ 324‬من القانون املدين واملادة ‪ 324‬مكرر ‪ 5‬لأن مثل هذه الوثائق‬
‫ال ميكن الطعن فيها �إال بالتزوير فهي وثائق ر�سمية وهذا ما يجعل القرار خالف‬
‫القانون‪.‬‬
‫الوجــــه الثانـــي ‪ :‬مـ�أخـــوذ مـــن انعــــدام يف الأ�سبـــــاب‪،‬‬
‫بحيث �أن املجل�س �سبب قراره على �أنه ال يوجد بامللف ما يفيد �أن عقد الت�أمني ال‬
‫ين�ص على �أن التعوي�ض يكون حتى يف حالة عدم اال�ستعمال ال�شخ�صي لل�سيارة وهو‬
‫ت�سبيب غري م�ؤ�س�س وال يدخل �ضمن احلاالت التي ي�سقط بها ال�ضمان‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــا‬
‫عــــن الوجهني معــــا الرتباطهمـــــا‪:‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه جند ق�ضاة املجل�س ملا ق�ضوا برف�ض‬
‫الدعوى �أ�س�سوا و�سببوا ذلك على �أن حم�ضر ال�ضبطية الق�ضائية املحرر من‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪159‬‬
‫ملف رقـم ‪745857‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫طرف رجال الدرك الوطني بجندل بتاريخ ‪ 2006/12/13‬واملت�ضمن الت�صريح‬
‫الر�سمي بعملية �سرقة ال�سيارة التي كان يقودها �أخ الطاعن والوثائق املحتج بها‬
‫ال تثبت ت�أكيد عملية ال�سرقة طاملا �أن امللف حفظ من طرف النيابة زيادة على �أن‬
‫عقد الت�أمني ال يوجد ما يفيد �أن ال�سيارة م�ؤمنة على ال�سرقة‪.‬‬
‫حيث �أن هذا التعليل �أخط�أ يف تقدير وقائع الق�ضية ومل يعطي التكييف‬
‫والأ�سا�س القانوين ال�سليم لأن الت�صريح مبوجب حم�ضر لدى ال�ضبطية الق�ضائية‬
‫هو حم�ضر ر�سمي ال يثبت عك�سه �إال بالتزوير والذي �أثبت قيام عملية ال�سرقة �إال‬
‫�أن الفاعل يبقي جمهوال وهذا ما �أكده حم�ضر حفظ امللف من طرف النيابة العامة‬
‫وهذا كاف كدليل لوقوع �سرقة ال�سيارة‪ ,‬لأن امل�ؤمن يكفي �أنه �صرح لدى اجلهات‬
‫املخت�صة بوقوع ال�سرقة وهو غري مطالب ب�إثبات وقوعها لأن االخت�صا�ص يعود �إىل‬
‫اجلهات املخت�صة للبحث والتحري للو�صول �إىل الفاعل وملا ق�ضاة املو�ضوع حملوا‬
‫املالك لإثبات وقوع ال�سرقة يكونوا �أخط�أوا يف تطبيق القانون لأنه يكفي الت�صريح‬
‫فقط بوقوع �سرقة ال�سيارة امل�ؤمن عليها على ال�سرقة ح�سب عقد ‪2006/10/30‬‬
‫الغيـر من ــازع في ــه‪.‬‬
‫وحيث �أنه متى حتقق اخلطر امل�ؤمن عليه يجوز للم�ؤمن له الرجوع على م�ؤمنه‬
‫بطلب التعوي�ض على �أ�سا�س العقد الذي يربطهما و�أن �سياقة ال�سيارة خالل‬
‫ال�سرقة من غري م�ؤمنها �أو مالكها ال ي�ؤثر على طبيعة العقد وال يدخل �ضمن‬
‫حاالت �سقوط ال�ضمان لأن عقد الت�أمني مرتبط بال�سيارة نف�سها امل�ؤمنة‪ ,‬و�أن‬
‫ما ذهب �إليه ق�ضاة املجل�س على �أنه ال يوجد بامللف ب�أن ال�سيارة م�ؤمنة‪ ،‬على‬
‫ال�سرقة و�أن التعوي�ض يكون حتى يف حالة عدم اال�ستعمال ال�شخ�صي لها عند‬
‫ثبوت ال�سرقة تعليل ال ينطبق وطبيعة النزاع لأن الطاعن قدم ما هو مطلوب‬
‫منه قانونا بالت�صريح بال�سرقة لدى اجلهة املخت�صة وحم�ضر حفظ امللف من‬
‫طرف النيابة واملطعون �ضدها مل تقدم ما يثبت عك�س ذلك‪ ,‬وكان على ق�ضاة‬
‫املجل�س �أمام هذه الوقائع �أن يتطرقوا بالدرا�سة الكافية والقانونية لطبيعة العقد‬
‫الذي يربط الطرفني وبذلك قرارهم جاء منعدم الت�سبيب و خمالف للقانون مما‬
‫يعر�ضه للنق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪160‬‬
‫ملف رقـم ‪745857‬‬ ‫الغرفة املدنيــة‬
‫وحيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها خا�سر الطعن عمال باملادة ‪ 378‬من‬
‫قانون الإجراءات املدنية والإداري ـ ـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســبــــــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمـــــة العليـــــا‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬قبول الطعن‪.‬‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫�سكيكدة بتاريخ ‪ 2010/06/27‬و�إحالة الق�ضية والأطراف �أمام نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫و�إبقاء امل�صاريف على املطعون �ضدها‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫ال�ساد�س ع�شر من �شهـر فيفري �سنـة �ألفيـن و اثني ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة املدنية‪ -‬الق�سم الثاين‪ -‬و املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئيـ ــ�س الق�سـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫رامـ ـ ـ ــول حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫زواوي عبد الرحمـ ــان‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫حب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار حليمـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫زيتونـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي حممـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ـ ــن فريحــة العربـ ــي‬

‫بحــ�ضـور ال�سيــد‪ :‬بهيان ــي ابراهي ــم‪ -‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�ســيدة ‪ :‬ب�س ـ ــة ن�صرية‪�-‬أمـيـن ــة ق�س ــم الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪161‬‬
‫‪ .2‬الغـ ــرفــة العقاريـ ــة‬
‫ملف رقـم ‪614074‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقم ‪ 614074‬قــــرار بتاريخ ‪2011/04/14‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة ف ــريق (ب) �ض ــد ورثـ ـ ـ ـ ـ ــة (ب‪ .‬ع)‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬عقــــد عـــــريف ‪ -‬عقـــــد �شهــــرة‪.‬‬


‫قان ــون مدن ــي قدي ــم ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.1328 :‬‬
‫مر�س ــوم رق ــم ‪.352-83 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬العقد العريف‪ ،‬املربم و امل�سجل يف ظل القانون املدين القدمي‪،‬‬


‫حجة على طرفيه والغري‪ ،‬وال يحتاج �إىل عقد �شهرة جديــــد‪.‬‬

‫�إن املحكمـــة العـلـيـــــــــــا‬


‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�ص ـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/02/18‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـ ــده‪.‬‬
‫بعـ ـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد بو�شليق عالوة امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ـ ــره‬
‫املكت ــوب و�إىل ال�سيد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ــة‬
‫الرامي ــة �إل ــى رف�ض الطعن بالنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني فريق (ب) طعنوا بطريق النق�ض بتاريخ ‪2009/02/18‬‬
‫بوا�سطة عري�ضة قدمها حماميهم الأ�ستاذ فالحي م�سعود املعتمد لدى املحكمة العليا‬
‫�ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء باتنة بتاريخ ‪ 2008/11/11‬القا�ضي بـ ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــل ‪ :‬قب ــول الت ــرجيع بع ــد النق�ض �شكال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪163‬‬
‫ملف رقـم ‪614074‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫يف املو�ضـــوع ‪ :‬ت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة باتنة الق�س ــم‬
‫العقـ ـ ــاري يف ‪.1998/02/08‬‬
‫حيث �أن املطعـ ـ ــون �ضدهم قد بلغوا بعري�ضة الطعن و�أودعوا مذكرة جواب‬
‫بوا�سطة حماميهم الأ�ستاذ جبارة عمـ ـ ــر‪.‬‬
‫حيث �أن الطعـ ـ ــن بالنق�ض قد ا�ستويف �شروطه القانونية لذلك فهـ ـ ــو مقبول‬
‫�شك ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ فالحي م�سعود �أثار يف حق الطاعن وجها وحيدا للطعن‬
‫بالنق�ض‪.‬‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور يف الت�سبيب م ‪ 4 /233‬ق‪.‬ا‪.‬م‪،‬‬
‫حيث �إن مورث الأطراف حرر عقد ق�سمة �سنة ‪ 1970‬وق�سم �أمالكه ومن‬
‫�ضمنها م�سكن الزمالة و�أن النزاع بني الورثة بد�أ �سنة ‪ 1989‬وكان املنزل من‬
‫�ضمن اخل�صومة غري �أن مورث املطعون �ضدهم عمد �سنة ‪ 1993‬والنزاع قائم‬
‫�إىل حترير عقد �شهرة خمالفا للن�صو�ص القانونية وقد �سبق لقرار املحكمة‬
‫العليا يف ‪� 1999/11/24‬أن و�صف عقد ال�شهرة ب�أنه منعدم وال تتوفر فيه �أركان‬
‫احليازة عمال بن�ص املادة ‪ 827‬من القانون املدين وبناء على هذه احلقائق فان‬
‫عقد ال�شهرة باطل وخمالفا للقانون و�أن امل�سكن م�شاع بني جميع الورثة وعليه فان‬
‫القرار املطعون فيه م�شوب بالق�صور يف الت�سبيب مما ي�ستوجب نق�ضه‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫عن الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور يف الت�سبيب م ‪ 4/233‬ق‪.‬ا‪.‬م‪،‬‬
‫حيث من املقرر قانونا وفق ن�ص املادة ‪ 2‬من القانون املدين ال�صادر بتاريخ‬
‫‪� 1975/09/26‬أنه ال ي�سرى �إال على ما يقع يف امل�ستقبل وال يكون له �أثر رجعي‪.‬‬
‫وحيث �أن العقد العريف املحتج به من طرف املطعون �ضدهم الذي مبوجبه‬
‫متلك مورثهم املنزل حمل النزاع �صدر بتاريخ ‪� 1959/09/13‬أي �أنه �صدر يف ظل‬
‫القانون القدمي مبا �أدى �إىل اعتبار هذا الت�صرف �صحيح وله �أثار قانونية وهذا ما‬
‫�أكدته املحكمة العليا بقرارها ال�صادر يف ‪ 1999/05/19‬على �أن القانون القدمي‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪164‬‬
‫ملف رقـم ‪614074‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫الذي مت يف ظله حترير العقد العريف ال ي�شرتط ال�شهرة مادام �أن له تاريخ ثابت‬
‫ومنه فان هذا العقد حجة على الطاعنني وال يحتاج �إىل عقد �شهرة جديد و�إن‬
‫كان عقد ال�شهرة خمالفا لن�ص املادة ‪ 827‬ومر�سوم ‪ 83-352‬ال�صادر يف‬
‫‪ 1983/05/21‬ف�إنه ال يفقد العقد العريف حجيته بني الأطراف والغري وعليه فان‬
‫القرار املطعون فيه الذي �أخد بالعقد العريف املربم يف ظل القانون القدمي عمال‬
‫بن�ص املادة ‪ 1328‬قد �أ�صاب ومنه ف�إن القرار املطعون فيه م�سبب مبا فيه الكفاية‬
‫وجاء وفق قرار املحكمة العليا تطبيقا لن�ص املادة ‪ 268‬قانون الإجراءات املدنية‬
‫مبا يجعل الوجه غري �سديد ويرف�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها الطاعنني عمال بن�ص املادة ‪ 378‬من‬
‫ق‪.‬ا‪.‬م‪�.‬إ‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمـــــة العليــــــا‪:‬‬
‫بقب ــول الطع ــن �شك ــال وبرف�ضـ ـ ــه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وب�إبق ــاء امل�ص ــاريف عل ــى الطاعنني‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنية املنعقـدة بتاريخ الرابع‬
‫ع�شر من �شهـر �أفريـل �سنـة �ألفني و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫العقارية‪ -‬الق�سم الثاين‪-‬و املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ـ ــا‬ ‫ايت قري ـ ـ ــن �ش ـ ــريف‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو�شليق عـ ــالوة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلمكـ ـ ــر الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الطيب حممد احلبيب‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عميـ ـ ــور ال�سعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بح�ضــور ال�سيـد ‪ :‬ب ــن �سال ــم حممـ ـ ــد‪-‬املحامــي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاعدة ال�سـي ــدة ‪ :‬هي�ش ــور فاطم ــة الزه ــراء‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪165‬‬
‫ملف رقـم ‪639262‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 639262‬قــــرار بتاريخ ‪2011/02/10‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ع‪�.‬س) و (ع‪.‬ع) �ض ـ ـ ـ ــد (ا‪.‬ا) و(ا‪.‬خ)‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬معالـــــم احلــــدود ‪� -‬أر�ض عــــر�ش‪� -‬صفــــة‪.‬‬


‫قان ـ ــون رقـ ـ ـ ــم ‪ : 25-90 :‬املـ ـ ـ ــادة ‪.85 :‬‬
‫قانـ ــون رقـ ـ ـ ــم ‪.30-90 :‬‬
‫�أمـ ـ ـ ــر رقـ ــم ‪ : 26-95 :‬املـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة ‪.13 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ال �صفة ل�شخ�صني‪ ،‬خا�ضعني للقانون اخلا�ص‪ ،‬لرفع دعــوى‬


‫و�ضع معامل احلدود على �أر�ض عر�ش‪ ،‬باعتبارها ملكا للدولــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــة العـلـيـــــــــــا‬
‫بعـ ــد املداولــة القانونيــة �أ�صــدرت القــرار الآتــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إل ــى ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/06/03‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـ ـ ــده‪.‬‬
‫بع ــد اال�ستمـ ــاع �إىل ال�سيد ايت قرين �شريف رئي�س الق�سم املقـ ــرر يف تالوة‬
‫تقريـ ــره املكتوب و�إىل ال�سي ـ ــد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباتـ ــه‬
‫املكتوب ـ ــة الراميـ ــة �إلـ ـ ــى ‪:‬‬
‫حيث �أن الطاعنان (ع‪�.‬س)‪(-‬ع‪.‬ع) طعنا بطريق النق�ض بتاريخ ‪2009/06/03‬‬
‫بوا�سطة عري�ضة قدمها حماميهما الأ�ستاذ فتيحة بوحلية ميدون املعتمد لدى‬
‫املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء باتنة بتاريخ ‪2009/04/14‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪166‬‬
‫ملف رقـم ‪639262‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫القا�ضي با�ستبعاد خربة بلعاي�ش حممد وب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف ال�صادر يف‬
‫‪ 2002/07/09‬ومن جديد الق�ضاء برف�ض الدعوى الأ�صلية لعدم الت ـ ـ�أ�سي�س‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده (ا‪.‬ا)‪( -‬ا‪ .‬خ) قد بلغ بعري�ضة الطعن و مل يدع مذكرة‬
‫جـ ـ ـ ـ ـ ــواب‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �شروطه القانونية لذلك فهو مقبول‬
‫�شكـ ـ ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ فتيحة بوحلية ميدون �أثار يف حق الطاعن �أربعـة �أوجـه‪.‬‬
‫الوجـه الأول ‪ :‬خمالفــــة قاعــدة جوهريــة يف الإجــراءات‪،‬‬
‫"حيـث �أن الـ ــقرار املطعون فيه جاء بعد القرار التمهيدي ال�صادر بعـ ــد‬
‫النق�ض �إال �أنه مل يحرتم توجيهات املحكمة العليا فخالف املـ ــادة ‪ 268‬ق ا م‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني رفعا دعواهما يلتم�سان عدم التعر�ض لهما يف ا�ستغالل‬
‫�أرا�ضيهمـ ــا‪.‬‬
‫حيث �أن دعوى عدم التعر�ض هي �إحدى دعاوى احليازة‪ ،‬فالنزاع يتعلق بدعوى‬
‫احليازة ولي�س بدعوى امللكية كما جاء يف ت�سبيب القـ ــرار‪.‬‬
‫حيث �أن الدعـ ــوى تخ�ضع للمادة ‪ 820‬ق م ولي�ست دعوى ملكيـ ـ ــة"‪.‬‬
‫الوجــــه الثانــــي ‪ :‬جتـــــاوز ال�سلطــــــة ‪:‬‬
‫"حيـث �أن الطاعنني التم�سا حماية حيازتهما التي �آلت �إليهما �إرثا من والدهما‪.‬‬
‫حيث �أن ق�ضاة املو�ضوع لرف�ض دعوى الرتجيع �صرحوا ب�أن الأر�ض املتنازع‬
‫عليهما من نوع عر�ش التي تدخل �ضمن �أمالك الدولة طبقا للمادة ‪ 18‬من قانون‬
‫‪90‬ـ ‪ 30‬وامل ــادة ‪ 25‬من قانـ ــون ‪.25-90‬‬
‫حيث �أن املدعيني مل يتم�سكا باحليازة اجتاه الدولة بل مت�سكا بها اجتاه الغري‬
‫والدولة لي�ست طرفا يف الدعوى فالق�ضاة بق�ضائهم قد جتاوزوا �سلطتهـ ــم"‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪167‬‬
‫ملف رقـم ‪639262‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫الوجـــــه الثـــــالث ‪ :‬تناق�ض قــــرارات نهائيــــة‪،‬‬
‫"حيث �أن القرار املطعون فيه جاء مناق�ضا للقرار ال�صادر يف ‪2008/06/10‬‬
‫الذي التزم باملادة ‪ 268 :‬ق ا م بينما القرار املطعون فيه جتاهل هذا القرار وهذا‬
‫تناق�ض"‪.‬‬
‫الوجـــــه الــــرابع ‪ :‬احلكــــم مبــــــا مل يطلب‪،‬‬
‫"حيـث �أن الطاعنني التم�سا احرتام االر�سام وامل�صادقة على اخلربة بينما‬
‫القرار املطعون فيه مل يناق�ش اخلربة وراح يناق�ش العقود املقدمة من الطاعنني‬
‫وق�ضوا برف�ض الدعوى لعدم الت�أ�سي�س وبذلك فقد حكموا مبا مل يطلب منهم‪.‬‬
‫حيث �أنه وطبقا للمادة ‪ 374‬ق ا م ا ف�إن القرار املطعون فيه مل ميتثل القرار‬
‫املحكمة العليا و�أنه يجوز بذلك للمحكمة العليا البث يف مو�ضوع النزاع مبنا�سبة‬
‫الطعن احلايل"‪.‬‬
‫وعلـيـــــه فـ�إن املحكمــــــة العلـيــــــــــا‬
‫عــــن الوجهني الأول والثانــــي لتكرارهمـــا ‪:‬‬
‫حيث يعيب الطاعنان على ق�ضاة املو�ضوع عدم التزامهم بقرار املحكمة العليا‬
‫بعد النق�ض كما �أنهم ف�صلوا يف امللكية رغم �أن الدعوى املرفوعة دعوى حيازة‬
‫ومت�سكا بحيازتهما اجتاه الغري ولي�س اجتاه الدولة فخالفوا بذلك قاعدة جوهرية‬
‫‪ 268‬ق ا م وجتاوزوا �سلطتهم‪.‬‬
‫لك ــن حيث �أن قرار املحكمة العليا ال�صادر بتاريخ ‪ 2007/10/10‬ق�ض ــى‬
‫بالنق�ض خلط�أ ق�ضاة املو�ضوع يف تطبيق املادة ‪ 338‬ق م لوجود �شخ�ص �آخ ــر‬
‫يف الدع ـ ـ ــوى‪.‬‬
‫وحيث �أنـ ــه بالرجوع �إىل الطلب الق�ضائي يف الدعوى املرفوعة من طـ ــرف‬
‫الطاعنني فقد �أدعيا ملكية عدة قطع �أر�ضية بال�شراء والتم�سا حتديد معالـ ــم‬
‫احل ـ ـ ـ ــدود‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪168‬‬
‫ملف رقـم ‪639262‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وحيث �أن ق�ضاة املو�ضوع بعد درا�ستهم للعقود املقدمة من طرف الطاعنني‬
‫تبني لهم �أن هذه العقود مو�ضوع قطع �أر�ضية من نوع عر�ش �أي �أنها ملك للدولة‬
‫ولهذا فطلب حماية ملكيتهما غري م�ؤ�س�س قانونا مبا فيما نزع االر�سام واحلدود‬
‫لكونها ملك للدول ـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أن ق�ضاة املو�ضوع طبقوا املادة ‪ 703‬ق م التي تن�ص على �أنه لكل مالك‬
‫�أن يجرب جاره على و�ضع حدود ال مالكهما املتال�صقة‪ ،‬وعليه فق�ضاة املو�ضوع مل‬
‫يخالفوا املادة ‪ 268 :‬ق م ومل يتجاوزوا �سلطتهم فالوجهني معا غري م�ؤ�س�سني‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه الثـــــالث‪:‬‬
‫لكن حيث �أن القرار ال�صادر عن ذات املجل�س بتاريخ ‪ 2008/06/10‬ق�ضى‬
‫بتعيني خبري ومل يف�صل يف املو�ضوع بينما القرار حمل الطعن احلايل فقد �أفرغ‬
‫هذا القرار وبالتايل فهو مل يتناق�ض معه فالوجه �أي�ضا غري م�ؤ�س�س‪.‬‬
‫عــــن الوجـــــه الــــــرابع ‪:‬‬
‫لكن حيث �أن القرار املطعون فيه تو�صل �إىل �أن الأر�ض املطالب بو�ضع احلدود‬
‫بينما هي �أرا�ضي عر�ش وملك للدولة ولذلك رف�ضوا الدعوى املتعلقة بو�ضع‬
‫معامل احلدود ومل يحكموا مبا مل يطلب منهم كما ذهب الطاعنان فالوجه �أي�ضا‬
‫غريم�ؤ�س�س ويتعني معه رف�ض الطعن احلايل‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف يتحملها خا�سر الدعوى طبقا للمادة ‪ 378‬ق ا م ا‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــاب‬
‫ق�ضـت املحكمة العليــا ‪:‬‬
‫قب ــول الطع ــن �شك ــال ورف�ض ــه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫�إبقـ ــاء امل�ص ــاريف عل ــى الطاعنيـ ـ ــن‪.‬‬
‫ب ــذا �صدر القـرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريخ‬
‫العا�ش ــر من �شهر فيـفري �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العلي ـ ـ ــا‪-‬‬
‫الغرفة العقاري ــة‪-‬الق�س ــم الثان ــي‪-‬و املرتكب ــة م ــن ال�سـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪169‬‬
‫ملف رقـم ‪639262‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�سا مقررا‬ ‫ايت قري ـ ـ ــن �ش ـ ــريف‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو�شليق عـ ــالوة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلمكـ ـ ــر الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الطيب حممد احلبيب‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عميـ ـ ــور ال�سعي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بح�ض ـ ــور ال�سي ـ ــد‪ :‬بـ ــن �سالـ ــم حممـ ــد‪-‬املحـام ـ ـ ـ ــي الـع ـ ـ ـ ــام‪،‬‬
‫ومب�ساع ـ ــدة ال�سـيـ ــدة ‪ :‬هي�شـ ــور فاطمـ ــة الزهـ ــراء‪�-‬أمـي ـ ــن ال�ضبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪170‬‬
‫ملف رقـم ‪653261‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 653261‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/04/14‬‬
‫ق�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة (ب‪.‬ط) �ضـ ـ ـ ـ ـ ــد (�ص‪ .‬م)‬

‫املو�ضـــوع ‪ :‬مــــــزاد ‪ -‬حكــــم ر�ســــ ّو املــــزاد ‪ -‬طعــــــــن‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.765 :‬‬

‫املبـــد�أ‪ :‬حكــــم ر�ســــ ّو املــــزاد غيـــر قابــــل لأي طعـــــن‪.‬‬

‫�إن املحكمـــة العـلـيــــــــــــا‬


‫يف جل�سته ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكن ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت الق ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإجـ ـ ــراءات املدنيـ ـ ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/07/20‬وعل ـ ــى مذكرة الرد التي تقدمت بها حمامي ـ ــة‬
‫املطعـ ــون �ضـ ــده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيـ ـ ــد مواجي حمالوي امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أن (ب‪.‬ط) طعـ ـ ــن بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2009/07/20‬يف الق ـ ـ ـ ــرار‬
‫ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء الأغواط بتاريخ ‪ 2009/01/17‬القا�ضي بـ‪:‬‬
‫يف ال�شكـــــل ‪ :‬قبـ ـ ــول اال�ستئنـ ـ ــاف �ش ـ ـ ـ ــكال‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــوع ‪ :‬ت�أييـ ـ ــد احلكـ ـ ــم امل�ست ـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪171‬‬
‫ملف رقـم ‪653261‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫حيث �أنه تدعيما لطعنه �أودع الطاعن بوا�سطة الأ�ستاذ حراث حممد لطفي‬
‫عري�ضة تت�ضمن �أربعــــة �أوجـــــه للطعـــــن‪.‬‬
‫الوجـــه الأول ‪ :‬م�أخوذ من حتريف م�ضمون وثيقة معتمدة يف احلكم‬
‫�أو القرار ‪ 12/358‬من قانون الإجراءات املدنية والإداريــــة‪،‬‬
‫ومفـ ـ ــاده �أن الق�ضاة ناق�شوا حكم ر�سو املزاد بدال يف العقد املطلوب �إبطاله‪،‬‬
‫وهو عقد �إيداع حكم ر�سو املزاد مما ي�شكل حتريفا مل�ضمون ال�سند‪ ،‬مما يع ــر�ض‬
‫الق ــرار للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــه الثاين ‪ :‬م�أخـــوذ من ق�صور يف الت�سبيب م ‪ 10/358‬من قانــــون‬
‫الإجـــراءات املدنيـــة و الإداريــــة‪،‬‬
‫ومفاده �أن القرار قد بني على عدم جواز طلب �إبطال ملن مل يكن طرفا فيه‬
‫وعدم تقدمي الطاعن ما يثبت �أن العقد م�شوب يعيب مما ي�شكل تناق�ضا يعر�ض‬
‫القـ ـ ــرار للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الثالث ‪ :‬م�أخوذ من تناق�ض يف الأ�سباب م ‪ 10/358‬من قانــون‬
‫الإجـــراءات املدنيـــة و الإداريــــة‪،‬‬
‫و مفاده �أن الطاعن قد مت�سك بدفع مفاده مطالبة املدعي عليه يف كل مراحل �سري‬
‫الدعوى ب�إظهار طبيعة العقار حمل البيع باملزاد �سكنا كان �أم م�ستودعني‪ ،‬لإثبات‬
‫�أن العقار الوارد بال�سند لي�س العقارين حمل حكم ر�سو املزاد‪ ،‬و لكنه رف�ض و �أن‬
‫الق�ضاة مل يردوا على هذه الدفوع مما يعر�ض القرار للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الرابع ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة القانون الداخلي م ‪ 5/358‬مــــن‬
‫قانـــون الإجـــراءات املدنيـــة والإداريــــة‪،‬‬
‫ومفاده �أن القرار قد �أ�س�س على املادة ‪ 99‬وما بعدها من القانون املدين‪ ،‬و�أن‬
‫ال�سند املطلوب �إبطاله ي�شري �إىل �أن �أ�صل امللكية هو عقد الق�سمة امل�شهر بتاريخ‬
‫‪ ،2003/09/10‬و هو تاريخ الحق لإجراءات احلجز و البيع باملزاد العلني الذي‬
‫يخ�ص يف الواقع م�ستودعني منف�صلني عن بع�ضهما البع�ض و يختلفان يف امل�ساحة‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪172‬‬
‫ملف رقـم ‪653261‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وح ـ ـ ــدودا ولي�س ال�سكن حمل الق�سمة اململوك للطاعن من تاريخ �شه ـ ـ ــره يف‬
‫‪ 2009/09/10‬ومن ثم ف�إن املادة ‪ 793‬من القانون املدين‪ .‬واملادة ‪ 15‬من الأمر‬
‫رقم ‪ 74-75‬امل�ؤرخ يف ‪ 1975/11/12‬مل تراعيا من قبل الق�ضاة ما دامت امللكية‬
‫ال تنتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل �إال بال�شهـ ـ ــر‪.‬‬
‫و حيث �أنه و مبوجب مذكرة مودعة بتاريخ ‪ 2009/10/04‬رد املدعى عليه يف‬
‫الطعن بوا�سطة حماميته جملد بركات بهية ملتم�سا عدم قبول الطعن �شكال كون‬
‫تبليغ عري�ضة الطعن �إليه جاء خارج الأجل القانوين خرقا لن�ص املادة ‪ 564‬من‬
‫قانون الإجراءات املدنية و الإدارية‪ ،‬و يف املو�ضوع رف�ض الطعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــا‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن جاء م�ستوفيا لأو�ضاعه القانونية لذلك فهو مقبول �شكال ذلك‬
‫�أن تبليغ عري�ضة الطعن و لو مت خارج الأجل القانوين‪ ،‬ال يرتتب عنه البطالن �إذا‬
‫مت الردعلى العري�ضـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــوع ‪:‬‬
‫عـــــن الوجـــــه الأول ‪:‬‬
‫لكن وخالفا لزعم الطاعن ف�إن حكم ر�سو املزاد يعترب �سندا للملكية بن�ص‬
‫القانون املادة ‪ 394‬املوافقة للمادة ‪ 762‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية‬
‫لذلك الوجه غري �سدي ـ ـ ــد‪.‬‬
‫عـــن الوجه الثانــــي والثالث والرابع لوحدة مو�ضوعهــــا‪:‬‬
‫لكن وخالفا لزعم الطاعن ف�إن ما يثريه �ضمن الوجهني يتعلق ب�إجراءات‬
‫احلجز على العقار التي يتوىل الف�صل يف الإ�شكاالت املثارة حولها رئي�س املحكمة‪،‬‬
‫قبـ ــل انعقاد جل�سة البيع باملزاد العلني طبقا لأحك ـ ــام املادة ‪ 772‬من قانـ ــون‬
‫الإجراءات املدنية والإدارية ‪ ،‬ولي�س للطاعن �أن يتم�سك ببطالن �إجراء احلجز‬
‫على العقار بعد �صدورحكم ر�سو املزاد الذي هو غري قابل لأي طعن عمال باملادة‬
‫‪ 765‬من نف�س القانون لذلك فالوجهان لي�سا �سديدي ـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪173‬‬
‫ملف رقـم ‪653261‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وحيث �أنه كذلك يتعني الت�صريح بعدم ت�أ�سي�س الطعن و الق�ضاء برف�ضه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمـــة العليـــــــــا‪:‬‬
‫بقب ـ ــول الطعـ ــن �شكال ورف�ضـ ــه مو�ضوعـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫و �إبـقـ ــاء امل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة علـ ــى عـ ــاتق الطاعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ الرابع‬
‫ع�شر من �شهــر �أفـريــل �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫العقارية‪-‬الق�سم الثالث‪-‬واملرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ــم رئي�س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫بو ت ـ ـ ـ ـ ــارن فاي ـ ـ ـ ـ ـ ــزة‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫مواجـ ـ ــي حم ـ ـ ـ ـ ــالوي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫روايني ـ ـ ـ ــة عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫م ـ ـ ـ ــرابط �ساميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫العاب ــد عب ــد القـ ـ ـ ــادر‬

‫بحـ�ضـ ــور ال�سيـدة ‪ :‬زوبيـ ــري ف�ضيلـ ـ ـ ــة‪-‬املحامـ ــي العــام‪،‬‬


‫ومب�ســاعدة ال�سـيـ ــد‪ :‬زغـ ــدود م�سعـ ــود‪�-‬أمـي ـ ـ ـ ــن ال�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪174‬‬
‫ملف رقـم ‪653961‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 653961‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/05/12‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ط‪.‬م) وم ــن مع ــه �ضـ ـ ــد (ط‪.‬ع) وم ــن معـ ـ ــه‬

‫املو�ضــــــوع‪ :‬وقف ‪ -‬عقـــــد ر�سمــــي ‪� -‬شهـــــر عقــــــاري‪.‬‬


‫قانـ ـ ـ ــون رقـ ـ ـ ــم ‪.10-91:‬‬
‫قانـ ـ ـ ــون رقـ ـ ـ ــم ‪.07-01 :‬‬

‫املبـد�أ‪ :‬ال يطبق القانون رقم ‪ ،10-91‬املعدل و املتمم‪ ،‬ب�أثر رجعــــي‪،‬‬


‫فيمــــا يتعلق ب�إعداد عقــــد الوقف يف ال�شكل الر�سمــــي‪ ،‬وال�شهـــر‬
‫باملحافظــــة العقاريــــة‪.‬‬

‫�إن املحكمــــة العـليــــــــــــا‬


‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمبـ ــر ‪ 1960‬الأبيار بن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إلـ ــى ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/07/25‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضدهـ ـ ـ ــم‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة بوتارن فايزة رئي�سة الق�سم املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة زوبريي ف�ضيلة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪175‬‬
‫ملف رقـم ‪653961‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫�أنـ ــه بتاريخ ‪� 2009/07/25‬أقام (ط‪.‬م) ومن معه طعنا بالنق�ض �ضـ ــد‬
‫القرارال�صادر عن جمل�س ق�ضاء عنابة بتاريخ ‪ 2008/11/22‬القا�ضي ب�إلغاء‬
‫احلكم امل�ست�أنف والف�صل من جديد رف�ض الدعوى لعدم الت�أ�سي�س التي كانت‬
‫ترمي �إىل ق�سمة تركة (ط‪.‬ح) ح�سب ال�شهادة التوثيقية و �إجراء خربة من �أجل‬
‫�إعداد م�شروع ق�سمة بني �أطراف الدعوى ويلتم�سون بوا�سطة الأ�ستاذة عثماين‬
‫هندة املحامية املعتمدة لدى املحكمة العليا قبول الطعن �شكال ويف املو�ضـــــوع‬
‫نق�ض و �إبطال القراراملطعون فيه مع كل ما يرتتب عليه من �أثار قانونيـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أجاب املطعون �ضدهم بوا�سطة الأ�ستاذ فوزي بوذراع املحامي املعتمد‬
‫لدى املحكمة العليا مبذكرة مفادها رف�ض الطعن بالنق�ض لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫حيث �إن النيابة العامة قدمت طلباتها الرامية �إىل رف�ض الطعـ ــن‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــــا‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث �إن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية املحددة باملادتني‬
‫‪ 565‬و‪ 566‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية مما يتعني قبوله �شك ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �إن الطاعنني ي�ستندون يف طلبهم �إىل وجهني للو�صول �إلـ ــى النق�ض ‪:‬‬
‫الوجــــه الأول‪ :‬م�أخــوذ مـــن انعـــدام الأ�ســـا�س القانونــــي‪،‬‬
‫ومفـ ــاده �أن القرار حمل الطعن قبل ا�ستئناف حكم حت�ضريي واعتربه �أنه‬
‫متهيدي دون �أي �أ�سا�س قانوين مت ت�صدى للمو�ضوع و ق�ضى ب�إلغائه و رف�ض الدعوى‬
‫لعدم الت�أ�سي�س مع �أن احلكم التح�ضريي ي�ست�أنف �إال مع احلكم القطعـ ــي‪.‬‬
‫لكن حيث �إن احلكم ال�صادر بتاريخ ‪ 2008/02/18‬هو حكم متهيدي‪� ،‬أمر‬
‫ب�إجراء م�شروع ق�سمة الأموال املعتربة م�شاعة مادام �أنه مل ي�سجل عقد الوقف‬
‫باملحافظة العقارية ولذا �إن الق�ضاة طبقوا ن�ص املادة ‪ 106‬من قانون الإجــراءات‬
‫املدنية التي جتيز ا�ستئناف كل حكم متهيدي قبل احلكم القطعي وبه هذا الوجه‬
‫يف غيـ ــر حملـ ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪176‬‬
‫ملف رقـم ‪653961‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫الوجــــه الثانـــي ‪ :‬م�أخــــوذ مـــن ق�صـور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫وحا�صله �أن القا�ضي الأول مبوجب حكمه ال�صادر بتاريخ ‪ 2008/02/18‬ق�ضى‬
‫بتعيني اخلبري لوحي متيم من �أجل ق�سمة العقار ال�شائع بني �أطراف الدعوى و�إن‬
‫ق�ضاة املجل�س اعتربوا �أن املحكمة االبتدائية جانبت ال�صواب �إال �أن مت �شهر عقد‬
‫الوقف بتاريخ ‪ 2008/05/28‬بعد �صدور احلكم الإبتدائي و�إن �إجراء ال�شهر قام‬
‫به املطعون �ضده الأول و لي�س مورثهـ ــم‪.‬‬
‫و حيث �إن ق�ضاة املجل�س �صرحوا ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف و رف�ض الدعوى‬
‫لعدم الت�أ�سي�س لكون العقار حمل طلب الق�سمة هو مال وقفي وال يجوز تق�سيم‬
‫الأمالك الوقفية الواقعة قبل �صدور القانون امل�ؤرخ يف ‪.1991/04/27‬‬
‫لكن حيث �إن القانون ال�سالف الذكر رقم ‪ 10-91‬ال يطبق ب�أثار رجعي فيما‬
‫يتعلق ب�إعداد عقد الوقف يف ال�شكل الر�سمي و ال�شهر باملحافظة العقارية �إذا مت‬
‫قبل �صدور هذا القانون واحلال فيما يتعلق ب�إدارة الوقف و ت�سيريه ف�إن املادة ‪ 2‬من‬
‫نف�س القانون تن�ص �أن " على غرار كل مواد هذا القانون يرجع �إىل �أحكام ال�شريعة‬
‫الإ�سالمية يف غري املن�صو�ص عليه" وبه مادام (ط‪.‬ح) حب�س لفائدته و لفائدة‬
‫�أوالده من الذكور و الإناث مبوجب عقد احلب�س امل�ؤرخ يف ‪ 1986/01/29‬امل�شهر‬
‫باملحافظة العقارية بتاريخ ‪ 2008/05/28‬ثم ي�ؤول الوقف �إىل اجلهة التي عينها‬
‫بعد �إنقطاع املوقوف عليهم يف دعوى احلال وهي م�ساجد بلدية عنابة ولذا ف�إن‬
‫هذا الوقف هوخا�ص و ت�سري عليه املادة ‪ 26‬من القانون امل�ؤرخ يف ‪1991/04/27‬‬
‫وكذا قانون رقم ‪ 07-01‬امل�ؤرخ يف ‪ 2001/05/22‬املتعلق بالأوقاف و نظرا لكل‬
‫ما �سلف ذكره ف�إنه يجوز للطاعنني املوقوف عليهم املطالبة االنتفاع بالأموال‬
‫املوقوفة وملاق�ضاة املو�ضوع رف�ضوا هذا الطلب ف�إنهم خالفوا القانون و عر�ضوا‬
‫قرارهم للنق�ض مع حتميل املطعون �ضدهم امل�صاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــــــــاب‬
‫قـــــررت املحكمــــــة العليــــــــا‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪177‬‬
‫ملف رقـم ‪653961‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫قبـ ــول الطعـ ــن بالنق�ض �شكـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــوع ‪:‬‬
‫نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء عنابة بتاريخ‬
‫‪ 2008/11/22‬و�إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س املجل�س م�شكال من هيئة‬
‫�أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون مع حتميل املطعون �ضدهم امل�صاريف‬
‫الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫بـ ــذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنيــة املنعقـدة بتـ ــاريـخ‬
‫الثانـ ــي ع�شر من �شهر مـاي �سنـة �ألفني و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة العقارية‪ -‬الق�سم الثالث‪-‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سا مقررا‬ ‫بوتـ ـ ـ ــارن فايـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزة‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رواينيـ ـ ــة عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مواج ـ ـ ـ ــي حمـ ـ ــالوي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫مـ ـ ــرابط �سامي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫العاب ــد عب ــد القـ ـ ــادر‬

‫بحـ�ضـ ــور ال�سي ـ ــدة ‪ :‬زوبي ــري ف�ضيلة ــ‪-‬املحـامـ ــي الـعــام‪،‬‬
‫ومب�سـاع ــدة ال�س ـي ــد ‪ :‬زغ ــدود م�سعـ ـ ــود‪�-‬أمـي ـ ـ ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪178‬‬
‫ملف رقـم ‪659801‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 659801‬قــــرار بتاريخ ‪2011/07/14‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ت‪.‬م) و م ـ ــن معه �ضد امل�ستثمرة الفالحي ـ ــة الفردي ـ ــة (ب‪.‬ع)‬
‫ومديري ـ ــة امل�صالح الفالحي ـ ــة لوالي ـ ــة وه ـ ــران‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬دعـــــوى ‪ -‬ق�ســــم عقــــاري ‪� -‬شهـــر العري�ضـــــة‪.‬‬


‫قان ـ ــون الإج ـ ــراءات املدني ـ ــة و الإداري ـ ــة ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.519 :‬‬
‫مر�س ـ ــوم رق ـ ــم ‪ : 63-76 :‬امل ـ ــادة ‪.85 :‬‬

‫املبـد�أ‪ :‬ال ت�شهر العري�ضة‪ ،‬املرفوعة �أمام الق�سم العقاري‪ ،‬يف حالة‬
‫عدم تعلق مو�ضوعها بــ‪( :‬دعاوى الف�سخ �أو الإبطال �أو التعديل �أو‬
‫نق�ض حقــــوق‪ ،‬قائمـــة علـــى عقـــود تـــم �شهرهـــــا)‪.‬‬
‫�إن املحكمــة العـلـــيـــــــــا‬
‫بن ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعـ ــد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ــة بتاريخ ‪.2009/08/26‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد فرمي�ش ا�سماعيل امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫املكتوب و�إلـ ــى ال�سيد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ــة‬
‫الراميـ ــة �إلـ ــى رف�ض الطعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫حي ـ ــث �أن الطاعني ـ ـ ــن (ت‪.‬م)‪(-‬ع‪.‬ن)‪(-‬ز‪.‬ع)‪(-‬ز‪.‬م)‪(-‬ز‪�.‬س)‪(-‬ب‪.‬ط)‬
‫طعنوا بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2009/08/26‬بوا�سطة عري�ضة قدمها حماميهم‬
‫الأ�ست ـ ــاذ �أفريوي �أحمد �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء وه ـ ــران بتاريخ‬
‫‪ 2009/05/20‬القا�ضي بـقبول �إعادة ال�سري يف الدعوى بعد اخلربة �شكـــال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪179‬‬
‫ملف رقـم ‪659801‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ويف املو�ضوع ‪� :‬إفراغ قرار ‪ 2008/03/25‬و امل�صادقة على خربة او�صالح‬
‫يو�سف ونتيجة بذلك ت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر بتاريخ ‪ 2006/01/02‬عن‬
‫حمكمة قديل وتعديال له الغاءه فيما ق�ضى به عن تعوي�ض و احلكم برف�ض هذا‬
‫الطلب و حتميل املدعى عليهم امل�صـ ــاريف‪.‬‬
‫حيث �أن املطعـ ــون �ضدها امل�ستثمرة الفالحية الفردية (ب‪.‬ع) ومديريـ ـ ـ ــة‬
‫امل�صالح الفالحية لوالية وهران ممثلة مبديرها قد بلغا بعري�ضة الطعن ولـ ـ ـ ــم‬
‫يودعـ ــا مذكـ ــرة جـ ـ ـ ــواب‪.‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن بالنق�ض قد ا�ستوفى �شروطه القانونية لذلك فهو مقبـ ــول‬
‫�شكـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ �أفريوي �أحمد �أثار يف حق الطاعن ثالثة �أوجه للطعن‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني و تدعيما لطعنهم و بوا�سطة حماميهم الأ�ستاذ �أفريوي‬
‫�أحمد �أودعوا مذكرة طعن �ضمنوها �إثارة ثالثـــة �أوجـــه للطعــــن‪.‬‬
‫الوجــــه الأول ‪ :‬م�أخـــوذ من خرق قواعد جوهرية يف الإجــــراءات‬
‫ويتفــــرع �إلــــى ثالثــــة فــــروع ‪:‬‬
‫الفرع الأول ‪ :‬وم�ستمد من عدم �إ�شهار العري�ضة لكون الأمر يتعلق بالطرد‬
‫من �أماكن مبنية على قطعة فالحية وهو �شكل جوهري كاف لنق�ض و �إبطال‬
‫القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرار‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬و م�ستمد من التكليف اجلماعي للطاعنني بوا�سطة عري�ضة‬
‫واحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬و م�ستمد من �إ�شارة القرار املطعون فيه (�ص ‪� )4‬إىل غياب‬
‫مديرية امل�صالح �إال �أنه �صدر ح�ضوريا بالن�سبة جلميع الأطـ ــراف‪.‬‬
‫الوجه الثاين‪ :‬م�أخوذ من ال�سهو عن الف�صل يف �إحدى الطلبات ويتفرع‬
‫�إلـــــى فرعيــــــن‪:‬‬
‫الفرع الأول‪ :‬وم�ستمد من عدم الرد على طلب ا�ستدعاء املجل�س ال�شعبي‬
‫البلدي حلا�سي بن عقبة مع �أن الطاعنني �أحلوا على هذا الطلب و هو �سهو يكفي‬
‫لإبطـ ــال القـ ــرار املطعـ ــون فيـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪180‬‬
‫ملف رقـم ‪659801‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫الفرع الثاين‪ :‬و م�ستمد من �إغفال طلب الف�صل يف تعيني خبري ثالث �سيما‬
‫و�أن اخلربتني متناق�ضتني مع املالحظ �أن اخلبري مل يحدد طبيعة البنايات كما‬
‫طلب من ـ ــه وال قيمته ــا‪.‬‬
‫الوجــــه الثــــالث‪ :‬م�أخــــوذ مــــن انعـــدام الأ�ســا�س القانونــــي‪:‬‬
‫�إذ املجل�س �أخذ بخربة مل ترد على كل املهام‪ ،‬لعدم حتديد اخلبري طبيعة‬
‫البناية وال تاريخها واكتفى القول (‪� 15‬سنة تقريبا) مع �أنها توجد منذ تاريخ‬
‫اال�ستقالل‪ ،‬و مل يحدد قيمة ال�ضرر الذي يكون قد �سببوه للمدعو (ب) الذي مل‬
‫يحرك الدعوى �إال �سنة ‪ 2004‬مع �أن اخلبري �أكد وجودها بتاريخ ال يقل عن ‪� 15‬سنة‪،‬‬
‫وما كان على املجل�س �أن يجعل من اخلربة �أ�سا�س للقرار الذي هو قابل للنق�ض‪.‬‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــــــا‬
‫عن الوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خرق قواعد جوهرية يف الإجــــراءات‬
‫واملتفــــرع �إال ثالثــــة فـــــروع‪،‬‬
‫عــن الفرع الأول‪ :‬امل�ستمد من عدم �شهر عري�ضة افتتاح الدعوى‪،‬‬
‫و لكن‪ ،‬و حيث �أن النزاع من�صب على املطالبة بالطرد من الأماكن املبنية‬
‫على قطعة فالحية‪ ،‬و ال يخ�ص �أي ت�صرف من الت�صرفات الواردة باملادة ‪ 85‬من‬
‫املر�سوم ‪ ،76/63‬املتعلق بت�أ�سي�س ال�سجل العقاري حتى يت�سنى �شهر العري�ضـ ــة‪،‬‬
‫ومن ثم فالفرع املثار غري �سديـ ــد‪.‬‬
‫وعــن الفرع الثانـي‪ :‬امل�ستمد من التكليف اجلماعــي للطاعنني‪،‬‬
‫وحيث �أن الإجراء املحتج به مل يثري �أمام قا�ضي الدرجة الأوىل وكذا ق�ضـ ــاة‬
‫املجل�س‪ ،‬بل �أثري لأول مرة �أمام املحكمة العليا بعد �أن قدم الطاعنون دفوع وطلبات‬
‫يف املو�ضوع مما يجعل التحجج بهذا الإجراء غري مربر و يتعني رف�ضـ ــه‪.‬‬
‫وعـــن الفرع الثالث‪ :‬امل�ستمد من كون مديرية امل�صالح الفالحية‬
‫غائبة و رغم ذلك �صدر القرار ح�ضوري يف �ش�أنهـــــا‪،‬‬
‫وحيث �أن لهذه املديرية وحدها االحتجاج على ما ذكر �إن كان ذلك مي�س‬
‫بحقوقها ولي�س للطاعنني احللول حملها للتحجج بهذا الدفع الذي يبقى بدون تربير‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪181‬‬
‫ملف رقـم ‪659801‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وعــــن الوجه الثاين‪ :‬امل�أخوذ من ال�سهو يف الف�صل يف �أحد الطلبـــــات‬
‫بفرعيـــــه‪،‬‬
‫و لكن‪ ،‬وحيث �أن التحجج يكون الطاعنني �أحلوا على طلب ا�ستدعاء املجل�س‬
‫ال�شعبي البلدي حلا�سي عقبة فح�سب ما ين�صح من القرار حمل الطعن‪ ،‬و �أن هذه‬
‫الأخرية لي�ست طرفا يف النزاع ال �أ�صليا و ال مدخلة و ال متدخلة يف اخل�صام و �أن‬
‫الطاعنني �أحلوا فقط على �إدخالها يف اخل�صام و كان عليهم القيام بالإجراءات‬
‫الالزمة لذلك حتى يت�سنى القيام ب�إجراءات ا�ستدعائها ف�صال عن كون هذا‬
‫الإجـ ــراء ال يعـ ــد طلبـ ــا‪.‬‬
‫و حيث �أن عدم جلوء الق�ضاة �إىل تعيني خبري �آخر‪ ،‬فذلك �سلطة تقديرية لهم‬
‫خا�صة و �أن النزاع عرف خربتني �سابقتني اعتمدوا منها خربة اخلبري (�أو�صالح‬
‫يو�سف) مما يفيد الرف�ض ال�ضمني لطلب تعيني خبري ثالث مما يجعل الوجه‬
‫املثار غري مربر ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫وعـــن الوجــــه الثالث‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن انعـــدام الأ�ســـا�س القانونــي‪،‬‬
‫وحيث �أن الوجه املثار ال ينطبق مع م�ضمونه هذا امل�ضمون الذي هو عبارة عن‬
‫جمادلة مو�ضوعية من�صبة على اخلربة و نتائجها التي هي يف احلقيقة �سلطة‬
‫تقديرية لق�ضاة املو�ضوع يف تبنى �أو عدم تبنى عنا�صرها وال رقابة عليهم يف ذلك‬
‫من قبل املحكمة العليا‪ ،‬مما يجعل الوجه املثار غري مربر و يتعني رف�ضه وبالتبعية‬
‫رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫وحيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها الطاعنون عمال باملادة ‪ 378‬م ـ ــن‬
‫ق‪�.‬إ‪.‬م‪�.‬إ‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــاب‬
‫قـــــررت املحكمـــة العليـــا‪ ،‬الغرفـــة العقاريـــة‪:‬‬
‫بقب ـ ـ ــول الطعـ ــن �شكـ ــال‪ ،‬وبرف�ضـ ــه مو�ضوعـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫وب�إبقـ ــاء امل�صـ ــاريف علـ ــى الطاعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪182‬‬
‫ملف رقـم ‪659801‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ب ـ ــذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيــة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫الرابع ع�شر من �شهـر جويـليـة �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليا‪-‬‬
‫الغرفة العقارية‪ -‬الق�سم الأول‪ -‬و املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�سـ ـ ــا‬ ‫ب ـ ــودي �سليم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ف ـ ـ ــرمي�ش ا�سماعي ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الواح ـ ـ ـ ـ ـ ــد علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو جم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان عل ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معـ ـ ـ ــزوزي ال�ص ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫لغواط ـ ــي عب ـ ــد القـ ــادر‬

‫بحـ�ضـور ال�سي ـ ــد ‪ :‬بـ ــن �سالـ ــم حممـ ــد‪-‬املحـامـ ــي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�ســاع ـ ــدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬قنـ ــدوز عمـ ــر‪�-‬أمـي ـ ـ ـ ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪183‬‬
‫ملف رقـم ‪666056‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 666056‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/07/14‬‬
‫ق�ضيـ ــة ورث ــة (�ص‪.‬ز) وم ــن معه ــم �ض ــد (�ص‪.‬م) وم ــن معـ ـ ــه‬

‫املو�ضــــــوع‪ :‬اخت�صـــا�ص نوعي‪-‬ق�ضاء �إداري‪-‬دفرت عقاري‪�-‬إلغــــاء‪.‬‬


‫قان ـ ــون الإجــراءات املدنيــة والإداريــة ‪ :‬املـ ــادة ‪.800 :‬‬

‫املبـــد�أ‪ :‬ال ميكن �إلغاء الدفاتر العقارية �أو مناق�شة م�ضمونها‪� ،‬إال‬
‫�أمــــام الق�ضــــــاء الإداري‪.‬‬

‫�إن املحكمـــة العـلـــيـــــــــــــــا‬


‫بعــد املداولــة القانونيــة �أ�صــدرت القــرار الآتــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بنــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ــة بتاريخ ‪.2009/10/11‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد الطيب حممد احلبيب امل�ست�شار املقرر يف تـ ــالوة‬
‫تقريـ ــره املكتوب و�إىل ال�سيد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباتـ ــه‬
‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعـ ــن‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني ورثة املرحومة (�ص‪.‬ز) بنت (ح) طعنوا بطريق النق�ض‬
‫بت ـ ــاريخ ‪ 2009/10/11‬بوا�سطة عري�ضة قدمها حماميهم الأ�ستاذ بن خال ـ ــد‬
‫م�صطفى املعتمد لدى املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء برج‬
‫بوعريريج بتاريخ ‪ 2009/02/28‬القا�ضي بت�أييد احلكم امل�ستـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدهم قد بلغوا بعري�ضة الطعن ومل يودعوا مذكرة جواب‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪184‬‬
‫ملف رقـم ‪666056‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ بن خالد م�صطفى �أثار يف حق الطاعنني �سبعــة �أوجـــه‬
‫للنق�ض‪.‬‬
‫وعليـــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــــــا‬
‫يف ال�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �إن الطعــن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية مما يتعني قبولــه‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــــوع ‪:‬‬
‫حيث يتبني من القرار مو�ضوع الطعن �أن الطاعنني رفعوا الدعوى احلالية‬
‫ملتم�سني �إجراء ق�سمة للقطع الأربعة مو�ضوع النزاع‪ ،‬ثم بعد اخلربة ادعوا �أنه‬
‫وقعت ق�سمة ودية بني كل �أطراف الدعوى بخ�صو�ص عدة قطع �أر�ضية و �أن‬
‫الإخوة الذكور الثالث �أخذوا ن�صيبهم املتمثل يف ثالث قطع امل�شكلة للجزء الأكرب‬
‫من جمموع الرتكة‪ ،‬و�أن اجلزء املتبقي املتمثل يف القطع الأربعة مو�ضوع النزاع‬
‫احلايل‪ ،‬ناب للإناث ومنهن مورثتي الطاعنني‪�،‬إال �أن املرحومني (ر) و (ا) مورثي‬
‫املطعون �ضدهم �أقحموا �أ�سماءهما �إىل جانب �أ�سماء مورثتي الطاعنني يف الدفاتر‬
‫العقارية التي �أعدت بخ�صو�ص القطع الأربعة مو�ضوع النزاع‪ ،‬والتم�س الطاعنون‬
‫احلكم مبلكيتهم للقطع مو�ضوع النزاع دون املطعون �ضدهم‪ ،‬حيث ق�ضت املحكمة‬
‫ب�صرف الأطراف �إىل بيع القطع مو�ضوع النزاع باملزاد العلني ل�صالح كل �أطراف‬
‫الدعوى‪ ،‬وهو احلكم امل�ؤيد مبوجب القرار مو�ضوع الطعــن‪.‬‬
‫عــن الوجهني الأول والثاين معا الرتباطهما‪ :‬امل�أخوذين من خمالفة‬
‫و�إغفـــال قاعـــدة جوهريـــة يف الإجــــراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أنه مل يتم حتديد م�سبق لتاريخ املداولة يف القرار مو�ضوع الطعن‪،‬‬
‫وذكر فيه ا�سم (�ص‪.‬ر) عو�ض (�ص‪.‬ب) وكذا (�ص‪.‬م) عو�ض (ر)‪ ،‬ومل ي�ؤخذ فيه‬
‫باملادة ‪ 156‬ق �إ م التي جتيز وقف الف�صل �إىل غاية الف�صل يف امل�ستند املدعى‬
‫بتزويره‪ ،‬على حد التعبري الوارد يف م�ضمون الوجـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪185‬‬
‫ملف رقـم ‪666056‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫لكــن حيث ال معنى وال وجود لأي ن�ص متعلق بتاريخ املداولة الذي ذكـ ــره‬
‫الطاعنون‪ ،‬وال وجود يف كتاباتهم �أمام ق�ضاة املو�ضوع لأي طلب بخ�صو�ص وقف‬
‫الف�صل يف الدعوى احلالية �إىل غاية الف�صل يف دعوى تزوير وال وجود حتى‬
‫لأي دفع بالتزوير �أو بدعوى �إدارية بخ�صو�ص الدفاتر العقارية مو�ضوع الدعوى‬
‫احلالية‪� ،‬أما الأخطاء الواردة يف بع�ض الأحرف من �أ�سماء بع�ض الأطراف فهي‬
‫جمرد �أخطاء رقن قابلة للت�صحيح �أمام نف�س اجلهة‪ ،‬وعليه فالوجهان غري‬
‫جديني وي�ستوجبان الرف�ض‪.‬‬
‫عـــن الوجــــه الثالث‪ :‬امل�أخـــوذ من ال�سهو يف �إحدى الطلبات وخرق‬
‫املــــــادة ‪ 144‬ق �إ م‪،‬‬
‫وهو وجه مبني على حالتني معا من احلاالت املن�صو�ص عليها على �سبيل‬
‫احل�صر يف املادة ‪ 358‬ق �إ م مما يجعله خمالفا للمادة ‪ 565‬نف�س القانون و التي‬
‫توجب عدم قبوله يف هذه احلالة‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه الـــــرابع‪ :‬امل�أخــــوذ مـــن جتــــاوز ال�سلطـــــة‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املنتقد �صادق على تقرير اخلبري الذي جتاوز الإقرار املدىل‬
‫به �أمامه من قبل جميع الأطراف بوجود ق�سمة ودية بينهم تعود �إىل ‪� 60‬سنة‬
‫م�ضت و ب�أن مورثي املطعون �ضدهم تعدوا على حقوق مورثتي الطاعنني املكر�سة‬
‫يف تلك الق�سمة الودية‪ ،‬هذا رغم �إثارة هذا اجلانب مرة �أخرى �أمام املجل�س من‬
‫قبل الطاعنني‪.‬‬
‫لكن حيث ال ينطبق عنوان الوجه على م�ضمونه املن�صب على عدم مناق�شة دفوع‬
‫وهو ما يندرج �ضمن ق�صور الأ�سباب‪ ،‬وعليه فالوجه غري �سديد وي�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عن الوجهني اخلام�س وال�ساد�س معا الرتباطهما‪ :‬امل�أخوذين من انعدام‬
‫الأ�ســــا�س القانونـــي وق�صـــور الأ�سبـــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن ق�ضاة املو�ضوع مل يناق�شوا دفوع الطاعنني التي مفادها �أن اخلبري‬
‫مل يحرتم م�أمورية احلكم التمهيدي‪� ،‬إذ مل يح�صر خملفات املورث الأ�صلي‪ ،‬ومل‬
‫يتحقق من توكيل احلا�ضرين من طرف املتغيبني‪ ،‬ومل يت�صل باملحافظة العقارية‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪186‬‬
‫ملف رقـم ‪666056‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫و�أنه �أ�شار �إىل �أنه قد يكون زيادة �أو نق�صان يف امل�ساحات امليدانية بالن�سبة‬
‫للم�ساحات املذكورة يف الدفاتر العقارية وذلك ناجت ح�سبه عن ت�صريحات غري‬
‫م�ضبوطة للمالكني‪ ،‬يف حني �أن �أعوان م�صلحة امل�سح هم الذين يتولون امل�سح‬
‫امليداين و�ضبط امل�ساحة احلقيقية‪ ،‬و�أن هذه العيوب جعلت الطاعنني يطلبون‬
‫�إلغاء اخلربة وتعيني خبري �آخر غري �أنه مل تتم مناق�شة هذه الدفوع‪.‬‬
‫لكن حيث زيادة على �أن الكثري من هذه الدفوع تثار لأول مرة يف الطعن‬
‫احلايل‪ ،‬ف�إنها لي�ست دفوع وجيهه من �ش�أنها لو �صحت �أن تغري وجهة الف�صل يف‬
‫الدعوى‪ ،‬ذلك �أن القرار مبني قبل كل �شيء فيما ق�ضى به على اعتبار الطلب‬
‫الأ�سا�سي للطاعنني الرامي �إىل �إق�صاء املطعون �ضدهم من ق�سمة القطع الأربعة‬
‫مو�ضوع الدعوى احلالية‪ ،‬مرفو�ضا مبدئيا لكون ه�ؤالء مالكني ر�سميا يف ال�شياع‬
‫معهم مبوجب الدفاتر العقارية التي ال ميكن �إلغاءها �أو مناق�شة م�ضمونها �إال �أمام‬
‫الق�ضاء الإداري‪ ،‬مع عدم دفع الطاعنني ب�أي دعوى �إلغاء موازية يف هذا ال�ش�أن‪،‬‬
‫وعليه فالقرار م�ؤ�س�س قانونا و م�سبب مبا فيه كفاية بالنظر ملعطيات الدعوى‬
‫ولدفوع الأطراف‪ ،‬والوجهان بالتايل غري م�ؤ�س�سني مما يتعني رف�ضهمــا‪.‬‬
‫عن الوجه ال�سابع‪ :‬امل�أخوذ من التناق�ض املادة ‪ 14/358‬ق �إ م على حد‬
‫ال�صيغـــة الــــوارد يف عنــــوان الوجــــه‪،‬‬
‫وهـ ــي فقرة توجب �أن يكون الطعن م�شكل �ضد قرارين اثنني معا‪ ،‬ال�شـ ــرط‬
‫غري املتوفر يف الطعن احلالــي‪ ،‬مما يجعل الوجه غري قابل للنقا�ش وغري مقبول‬
‫وبالتايل فالطعن غري م�ؤ�س�س و يتعني رف�ضـ ــه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــــاب‬
‫يف ال�شكــــل‪ :‬قبـ ــول الطعـ ــن‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪ :‬رف�ضـ ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫�إبقــاء امل�صــاريف علـ ـ ــى الطاعنني‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪187‬‬
‫ملف رقـم ‪666056‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ب ـ ــذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به فـي اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫الرابع ع�شر من �شهــر جويليـة �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفـ ــة العقارية‪ -‬الق�سم الثاين‪-‬واملرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـ ــم رئي�سـ ـ ــا‬ ‫ايت ق ـ ــري ــن �شـ ــريف‬
‫م�ست�شـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫الطيب حممد احلبيب‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بـ ـ ــو�شليق ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلمكـ ـ ــر الهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عمي ـ ـ ـ ــور ال�سعيـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــد ‪ :‬بــن �سالــم حممـ ــد‪-‬املحـام ـ ــي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�ســيدة ‪ :‬هي�شــور فاطمــة الزهــراء‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪188‬‬
‫ملف رقـم ‪669244‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 669244‬قــــــرار بتاريخ ‪2011/07/14‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ب‪.‬م) �ضـ ـ ــد (ب‪�.‬س)‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬خبـــــرة ‪ -‬ا�ستئنــــــاف ‪ -‬طعــــــن بالنق�ض‪.‬‬


‫قان ـ ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬امل ــادة ‪.2/145 :‬‬

‫املـبـــد�أ‪ :‬ال ت�شكــــل املناق�شات‪ ،‬املتعلقة بعنا�صر اخلربة‪� ،‬أ�سبابــــا‬


‫ال�ستئناف احلكم �أو الطعن فيه بالنق�ض‪� ،‬إذا مل ترث م�سبقـــا‪� ،‬أمام‬
‫اجلهــة الق�ضائيــة‪ ،‬الفا�صلــة يف نتائج اخلبــــرة‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــة العـلـيـــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكن ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/11/03‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـ ـ ـ ـ ـ ــده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة مرابط �سامية امل�ست�شارة املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة زوبريي ف�ضيلة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‪.‬‬
‫حيث �أن (ب‪.‬م) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2009/11/03‬يف القرار‬
‫ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء ب�سكرة بتاريخ ‪ 2009/06/01‬القا�ضي بـ ‪ :‬بقبول‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪189‬‬
‫ملف رقـم ‪669244‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫�إعادة ال�سري يف الدعوى بعد اخلربة �شكال ويف املو�ضوع امل�صادقة على اخلربة‬
‫حمل الرتجيع وبح�سبها �إلغاء احلكم املعاد ال�صادر بتاريخ ‪ 2008/03/05‬و الذي‬
‫ق�ضى برف�ض الدعوى لعدم الإثبات و الق�ضاء من جديد ب�إلزام املدعي يف الطعن‬
‫بعدم التعر�ض للمدعي عليه يف الطعن يف ا�ستغالل الأر�ض حمل لن ــزاع‪.‬‬
‫حيث �أنه تدعيما لطعنه �أودع الطاعن بوا�سطة وكيله الأ�ستاذ حمود حممد‬
‫الطيب عري�ضة تت�ضمن ثالثــــة �أوجــــــه للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ست ــاذ مليلي �إبراهيم �أودع مذكرة جواب يف حق املطعون �ضـ ـ ــده‬
‫مفادها �أن الطعن غري مـ ـ�ؤ�س�س‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقب ــول �شكال‪.‬‬
‫الوجـــه الأول ‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن خمالفـــة القانــــون الداخلـــي ‪:‬‬
‫بدعوى �أن املجل�س تبني اخلربة التي تو�صلت �أن حمل النزاع بحوزة املدعي‬
‫عليه يف الطعن بناء على �شهادة ال�شاهد (ع‪.‬ع) وهي ال�شهادة التي جاءت خمالفة‬
‫ملقت�ضي ــات املادة ‪ 152‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية كما �أن �سبق لـ ـ ــه‬
‫التخا�صم مع املدعي يف الطعن مما يتعني نق�ض و �إبطال القرار حمل الطعن‪.‬‬
‫الوجــــــه الثانــــــي ‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن جتـــاوز ال�سلطــــــة ‪:‬‬
‫بدعوى �أنه جاء يف القرار حمل الطعن �أن "بعد املعاينة امليدانية والإطالع على‬
‫وثائق الطرفني و�سماع الفالحني املجاورين" و �أنه بالرجوع �إىل اخلربة ف�أن اخلبري‬
‫ا�ستمع �إىل �شاهد اخل�صم فقط مما يتعني نق�ض و�إبطال القرار حمل الطعن‪.‬‬
‫الوجــــه الثــــالث ‪ :‬امل�أخــــوذ مــن انعـــدام الأ�ســـا�س القانونــــي ‪:‬‬
‫بدعوى �أن املدعي عليه يف الطعن �أدعى �أنه يحوز م�ساحة ‪ 15‬هكتار يف حني‬
‫�أن ال�شهادة امل�ستظهر بها تتعلق �أر�ض م�ساحتها ‪ 5‬هكتار و �أن هذا التناق�ض مل‬
‫يرد عليه املجل�س كما �أن الوثيقة التي احتج بها تثبت له حيازته جلزء من الأر�ض‬
‫�أما اجلزء الأخر املحاذي لأر�ضه فقد حازه بو�ضع اليد و �أن عدم مناق�شة و الرد‬
‫على الدفوع الأطراف مبثابة انعدام الأ�سا�س القانوين مما يتعني نق�ض و �إبطال‬
‫القرار حمل الطع ـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪190‬‬
‫ملف رقـم ‪669244‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وعلـيــــــه فــــــ�إن املحكمــــــة العلـــيــــــــــا‬
‫اجلـــواب عــن الوجــه الأول ‪ :‬وامل�أخــوذ مــن خمالفــة القانـــون‪،‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار حمل الطعن يت�ضح �أن ما �أثري يف هذا الوجه‬
‫مل ي�سبق للمدعي يف الطعن �أن �أثاره �أمام املجل�س و �أن وقائع القرار حمل الطعن‬
‫خري دليل على ذلك و �أن املادة ‪ 2/145‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية‬
‫تن�ص على �أن " ال ميكن �أن ت�شكل املناق�شات املتعلقة بعنا�صر اخلربة �أ�سبابا‬
‫لال�ستئناف احلكم �أو الطعن فيه بالنق�ض �إذا مل تكن قد �أثريت م�سبقا �أمام‬
‫اجلهة الق�ضائية التي ف�صلت يف نتائج اخلربة مما يتعني رف�ض هذا الوج ــه‪.‬‬
‫اجلـــواب عـــن الوجـــه الثانـــي‪ :‬وامل�أخـــوذ مـــن جتـــاوز ال�سلطـــة‪،‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار حمل الطعن يت�ضح و �أن احليثية املبنية �أعاله‬
‫جاءت خال�صة ملا تو�صل �إليه املجل�س �إذ ت�ؤكد �أن اخلبري قام مبعاينته امليدانية‬
‫و قام بالإطالع على الوثائق الطرفني و بالتايل و بق�ضائهم كما فعلوا ف�إن ق�ضاة‬
‫املجل�س مل يتجاوزوا �سلطتهم و عليه ف�إن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫اجلــواب عن الوجه الثالث‪ :‬و امل�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانونــي‪،‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار حمل الطعن يت�ضح و �أن املجل�س حقق يف‬
‫احليازة وبني �أن حمل النزاع بحوزة املدعي عليه يف الطعن منذ �سنة ‪ 1982‬وبني‬
‫تاريخ التعر�ض للحيازة و هو �شهر دي�سمرب ‪ 2007‬مت بني �أن اخلبري قد قام باملهمة‬
‫امل�سندة �إليه و �أن يف املقابل ف�إن املدعي يف الطعن مل يقدم �أي دليل على حيازته‬
‫ملحل النزاع وعليه ف�إن املجل�س بحث يف احليازة و ف�صل فيها ل�صالح املدعي عليه‬
‫يف الطعن و بالتايل وبق�ضائهم كما رف�ضه ف�إن ق�ضاة املجل�س قد �أ�س�سوا قرارهم‬
‫ت�أ�سي�سا قانونيا و عليه ف�إن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س و يتعني رف�ضـ ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمــــة العليـــــا‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬الت�صــريح بقب ـ ــول الطعـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪191‬‬
‫ملف رقـم ‪669244‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫يف املو�ضوع ‪:‬الت�صريح برف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س مع حتميل املدعي يف‬
‫الطعــن بامل�صــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيــة املنعقـدة بتاريخ الرابع‬
‫ع�شــر من �شهـر جويليـة �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفة‬
‫العقاريــة‪-‬الق�سم الثالث‪-‬واملرتكبة من ال�سـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ــم رئي�سـ ــا‬ ‫بوت ـ ـ ــارن فاي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزة‬


‫م�ست�شـ ـ ــارة مقـ ـ ـ ــررة‬ ‫م ـ ـ ــرابط �ساميـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫روايني ـ ـ ـ ـ ــة عم ـ ـ ـ ـ ــار‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مواج ـ ـ ـ ــي حم ـ ــالوي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫العاب ــد عبــد القـ ــادر‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـ ــدة ‪ :‬زوبيـ ــري ف�ضيلـ ــة‪-‬املحـام ــي الـع ـ ــام‪،‬‬
‫ومب�ســاعـدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬زغـ ــدود م�سعـ ــود‪�-‬أمـي ـ ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪192‬‬
‫ملف رقـم ‪683702‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 683702‬قــــرار بتاريخ ‪2011/10/13‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة ورثـ ــة (ر‪�.‬ش) �ضـ ــد فـ ــريق (ب) بح�ضـ ـ ـ ــور (م‪.‬ع)‪( ،‬ا‪.‬م)‬
‫وبنـ ـ ـ ــك التنميـ ــة املحليـ ـ ـ ــة ‪ -‬وكالـ ـ ـ ــة البليـ ـ ـ ـ ـ ــدة‬

‫املو�ضــــــوع ‪� :‬شفعــــــة‪ -‬بيــــــع‪.‬‬


‫قانـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬املادتـ ـ ـ ــان‪ 351 :‬و‪.803‬‬

‫املـبـد�أ‪ :‬يرتتب على ال�شفعة‪ ،‬حلول ال�شفيع حمل امل�شتــــري‪ ،‬ولي�س‬


‫بطالن عقـــــد البيع‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــــة العـلـــيــــــــــــــا‬


‫بن ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/01/20‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ض ــده‪.‬‬
‫بعـ ـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد بودي �سليمان امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ـ ــره‬
‫املكتوب و�إلـ ـ ــى ال�سيد رحمني براهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ــة‬
‫الراميـ ـ ــة �إىل عدم قبول الطعن �شكال‪.‬‬
‫حيث �أن ورثة (ر‪�.‬ش) طعنـ ـ ــوا بالنق�ض يف القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫البليدة بتاريخ ‪ 2008/11/9‬القا�ضي بقبول اال�ستئناف �شكال وت�أييد احلكـ ـ ــم‬
‫امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة بوفاريك بتاريخ ‪ 2008/01/7‬وحتميل امل�ست�أنفني‬
‫امل�صـ ـ ــاريف‪.‬‬
‫وتدعيمـ ـ ــا لطعن ـ ــه �أث ـ ــار ثالثـــــة �أوجــــــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪193‬‬
‫ملف رقـم ‪683702‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫حيث �أجـ ــاب املطعون �ضده مبذكرة يلتم�س رف�ض الطعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول �شكـ ــال‪.‬‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــا‬
‫عـــن الوجــــه الأول‪ :‬امل�أخــــوذ مــــن خمالفــــة القانـــــون‪،‬‬
‫مـ ــن حيث �أن املادة ‪ 793‬من القانون املدين ال تطبق على ال�شفعة كون ه ـ ــذه‬
‫الأخرية حتكمها ن�صو�ص خا�صة ال�سيما املادة ‪ 803‬من ذات القانون لأن احلكم‬
‫ال�صادر بتاريخ ‪ 1985/03/13‬عن حمكمة بوفاريك القا�ضي باملوافقة على طلب‬
‫الت�صريح بالرغبة يف ال�شفعة يعد �سند ملكي ـ ــة‪.‬‬
‫لكن وخالفا ملا يثريه الطاعنون ف�إن املادة ‪ 803‬من القانون املدين وان �أ�شارت‬
‫�إىل �أن احلكم الذي ي�صدر نهائيا بثبوت ال�شفعة يعترب �سند ملكية �إال �أنها �أ�شارت‬
‫كذلك �إىل مراعاة القواعد املتعلقة بالإ�شهار العقاري ومن هنا يكون املجل�س وعن‬
‫�صواب طبق املادة ‪ 793‬من ذات القانون‪.‬‬
‫وحيث ف�ضال عن ذلك ف�إن ال�شفعة يرتتب عنها حلول ال�شفيع حمل امل�شرتي‬
‫ولي�س بطالن عقد البيع للجزء امل�شاع وعليه يكون هذا الوجه برمته غري م�ؤ�س�س‪.‬‬
‫عـن الوجه الثاين‪ :‬امل�ستمد من تناق�ض �أحكام وقرارت �صادرة يف �آخر‬
‫درجــــة‪،‬‬
‫من حيث �أن املادة ‪ 338‬من القانون املدين تن�ص على �أن الأحكام التي حازت‬
‫قوة ال�شيء املق�ضي به تكون حجة مبا ف�صلت فيه من حقوق وال يجوز قبول �أي‬
‫دليل يناق�ض هذه القرينة‪ ،‬وبالتايل ف�إن ق�ضاة املو�ضوع ملا ق�ضوا برف�ض دعوى‬
‫بطالن العقد مع �أن حكم ‪ 1985/03/13‬ال�صادر عن حمكمة بوفاريك ق�ضى‬
‫ب�إحالل مورثة الطاعنني (ر‪�.‬ش) حمل امل�شرتين يف جميع احلقوق وااللتزامات‬
‫فهم بذلك يكونون قد ناق�ضوا احلكم املذكور احلائز لقوة ال�شيء املق�ضي فيه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪194‬‬
‫ملف رقـم ‪683702‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫لكن وعلى عك�س ما يتم�سك به الطاعنون ف�إنه ثابت من وقائع القرار املطعون‬
‫فيـ ــه �أن الدعوى ال�سابقة مو�ضوعها يتعلق بطلب ال�شفعة �أما الدعوى احلاليـ ـ ــة‬
‫فمو�ضوعها من�صب على بطالن عقد بيع وبالتايل ف�إنه ال جمال للتم�سك باملادة‬
‫‪ 338‬املذكورة التي ت�شرتط من �ضمن ما ت�شرتط احتاد املو�ضوع يف الدعويني‬
‫وعليه يكون الوجه غي ـ ــر م ـ ـ ـ�ؤ�س�س‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه الثــــالث‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن ق�صـــــور الت�سبيب‪،‬‬
‫مـ ــن حيث �أن القرار حمل الطعن مل يرد فيه ا�سم بائع العقار �إىل املدعـ ــى‬
‫عليهما يف الطعن �أي مل ي�شر �إىل املالك الأ�صلي رغم �أن مورثة الطاعنني هي التي‬
‫حلت حمل امل�شرتي يف جميع احلقوق وااللتزام ـ ــات‪.‬‬
‫لكن ف�ضال على �أن ما يثريه الطاعنون ومع افرتا�ض �صحته فهو ال ي�شكل‬
‫ق�صورا يف الأ�سباب و�إمنا خمالفة لقاعدة �إجرائية ف�إن القرار املطعون فيه �أ�شار‬
‫�إىل املدعو (م‪ .‬ع) و(ا‪.‬م) وهما املالكني الأ�صليني ومن هنا يكون هذا الدفع‬
‫خمالف للواقع مبا يكون معه الوجه غري م ـ ـ ـ ـ�ؤ�س�س‪.‬‬
‫وحيث ملـ ـ ــا تقـ ــدم يتعني رف�ض الطعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمــــة العليـــا‪ ،‬الغرفـــة العقاريــــة‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال و رف�ضه مو�ضوعا و �إبقاء امل�صاريف على الطاعنني‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنية املنعقـدة بتاريـخ الثالث‬
‫ع�شر من �شهــر �أكتوبـر �سنـة �ألفني و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬الغرفة‬
‫العقارية‪-‬الق�سم الأول‪-‬املرتكبة من ال�سـ ــادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪195‬‬
‫ملف رقـم ‪683702‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫ب ـ ـ ــودي �سليمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الواح ـ ـ ـ ـ ـ ــد عل ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫فـ ـ ــرمي�ش ا�سماعي ـ ــل‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معـ ـ ــزوزي ال�ص ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫لغواط ــي عبد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو جمـ ـ ـ ـ ــان عل ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫بح�ضـور ال�سي ـ ــد ‪ :‬رحميـ ــن براهيم‪-‬املحـام ـ ــي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـ ــدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬قنـ ــدوز عمـ ــر‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪196‬‬
‫ملف رقـم ‪693316‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 693316‬قـــــرار بتاريخ ‪2012/01/12‬‬
‫ق�ضيـ ــة امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية �إقامة الدولة لل�ساحل �ض ـ ــد (ب‪.‬ع)‬

‫املو�ضــــوع ‪� :‬إيجـــــار ‪� -‬إيجــــار فندقــــي ‪ -‬حق البقـــــاء‪.‬‬


‫مر�س ـ ــوم رقـ ــم ‪.12-85 :‬‬
‫مر�سـ ــوم تنفيـ ــذي رقـ ــم ‪.101-92 :‬‬
‫مر�سـ ــوم تنفيـ ــذي رقـ ــم ‪ : 294-97 :‬املـ ـ ـ ـ ـ ــادة ‪.15 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ال حق يف البقــــــاء‪ ،‬يف الإيجـــــار الفندقــــــي‪.‬‬

‫�إن املحكمـــة العـليــــــــــــا‬


‫بع ـ ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ـ ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إلـ ـ ــى ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإجـ ـ ــراءات املدنيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ـ ــة بتاريخ ‪.2010/03/11‬‬
‫بعـ ـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد عميور ال�سعيد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ـ ــره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيـ ـ ــد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ــة‬
‫الرامية �إىل نق�ض القرار املطعون فيـ ـ ــه‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن ــة امل�ؤ�س�س ــة العمومية االقت�صادية �إقامة الدولة لل�ساح ــل‬
‫املمثل من طرف مديرها العام طعنت بطريق النق�ض بت ــاريخ ‪2010/03/11‬‬
‫بوا�سط ــة عري�ضة قدمتها حماميتها الأ�ستاذة عبد الوهاب بوجقجي وهيبـ ـ ــة‬
‫املعتمدة لدى املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء البليدة بتاريخ‬
‫‪ 2009/01/24‬القا�ضـ ـ ــي بـ ‪ :‬ت�أييـ ـ ــد احلكـ ـ ــم امل�ست ـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪197‬‬
‫ملف رقـم ‪693316‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫حيث �أن املطعـ ـ ــون �ضده مل يجب رغم تبليغه بعري�ضة الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫حيث �أن الطعـ ـ ــن بالنق�ض قد ا�ستوفى �شروطه القانونية لذلك فهو مقبول‬
‫�شك ـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذة عبد الوهاب بوجقجي وهيبة �أثارت يف حق الطاعنة (‪)03‬‬
‫�أوجـــــه للنق�ض‪.‬‬
‫الوجـــه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانـــــون املادتني ‪1/467‬‬
‫و ‪ 514‬من ق‪.‬ا‪.‬م‪�.‬إ‪،‬‬
‫بدعوى �أن ق�ضاة املو�ضوع اعتربوا العالقة بني طريف يف النزاع عالقة �إيجار‬
‫ومن ثم فان املطعون �ضده ي�ستفيد بحق البقاء يف حني �أن عالقة الإيجار منظمة‬
‫ب�أحكام املادتني ‪ 1/467‬و‪ 514‬من القانون املدين وبالتايل �أن النزاع الراهن‬
‫يحكمه املر�سوم ‪ 97/294‬وعليه فان الق�ضاة �أ�سا�ؤوا تطبيق القانون وعر�ضوا‬
‫قرارهم للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الثانــــي‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانوين‪،‬‬
‫وذلك �أن ق�ضاة املو�ضوع من جهة طبقوا املر�سوم ‪� 97/294‬إال �أنهم ذهبوا �إىل‬
‫القول ب�أن العالقة بني الطرفني هي عالقة �إيجار �إال �أن هذا املر�سوم مل يتعر�ض‬
‫لها وال حلق البقاء ومن ثم فالقرار معر�ض للنق�ض‪.‬‬
‫الوجـــه الثـــالث‪ :‬امل�أخــوذ مــن اخلطــ�أ يف تطبيق القانـــون‪،‬‬
‫وحا�صلة �أن املطعون ال ميكنه االدعاء بحق البقاء يف الأمكنة حمل النزاع لكونه‬
‫لي�ست له �صفة امل�ست�أجر لأن الطاعنة ال ميكنها ابرام عقد االيجار مع امل�ستفيدين‬
‫من الإقامة وعليه فالقرار يكون عر�ضة للنق�ض‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــا‬
‫عن الوجه الثالث بالأف�ضلية‪ :‬امل�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫حيث بالفعل فانه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املو�ضوع برف�ضهم‬
‫دعوى الطاعنة لعدم الت�أ�سي�س ت�أ�س�سوا يف قرارهم على �أن املر�سوم ‪97/294‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪198‬‬
‫ملف رقـم ‪693316‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫املن�شئ للطاعنة "امل�ؤ�س�سة العمومية لإقامة الدولة " مل يحدد كيفية تنظيم‬
‫العالقات بينها وامل�ستفدين من خدمتها ال �سيما املادة ‪ 15‬منه ت�شري �إىل �أن‬
‫ممتلكات امل�ؤ�س�سة الطاعنة تخ�ضع للأحكام الت�شريعية والتنظيمات املطبقة يف‬
‫جمال ممتلكات امل�ؤ�س�سات العمومية ذات الطابع ال�صناعي والتجاري مما يفيد‬
‫�أنها تخ�ضع للقانون العام وهذا ماال يتما�شا مع مفهوم الفندقة التي تريد الطاعنة‬
‫تطبيقه على العالقة التي بينها واملطعون �ضده‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من وقائع الدعوى �أن الطاعنة رافعت املطعون �ضده لإلزامه هو‬
‫و كل من حل حمله ب�إخالء الإقامة التي ي�شغلها لدى الطاعنة التي حتمل رقم ‪04‬‬
‫باعتباره ي�شغل الأمكنة حمل النزاع مبوجب عقود الأول م�ؤرخ يف ‪1995/07/31‬‬
‫والثاين م�ؤرخ يف ‪ 1996/01/28‬والثالث م�ؤرخ يف ‪ 2001/04/03‬وبقراءة‬
‫هذه العقود يتبني منها �أن الإيجار يكون على �سبيل الفندقة ولي�س على �سبيل‬
‫اال�ستعمال ال�سكني فهو م�ؤقت و قابل للف�سخ وال يحق للم�ستفيد التم�سك بحق‬
‫البقاء يف الأمكنة واملطالبة ب�إ�شعار م�سبق لأجل �إخالئها‪.‬‬
‫وحيث �أنه ملا كانت املادة ‪ 106‬من القانون املدين تن�ص العقد �شريعة املتعاقدين‬
‫فال يجوز نق�ضه وال تعديله �إال باتفاق طرفيه �أو للأ�سباب التي يقررها القانون‬
‫ومن هنا كان على الق�ضاة التقيد بالعقد املربم بني طريف النزاع والت�أكد فيما �إذا‬
‫طرفيه التزما ببنوده من عدمها وكذا �صفة املطعون �ضده يف �شغل الأمكنة حمل‬
‫النزاع وعلى �ضوء ذلك ميكنهم الف�صل يف النزاع �سواء بال�سلب �أم بالإيجاب‪.‬‬
‫وحيث بهذا فان ق�ضاة املو�ضوع بق�ضائهم كما فعلوا يكونون قد �أ�سا�ؤوا تطبيقا‬
‫لقانون وعر�ضوا ق�ضائهم للنق�ض والإبطال وذلك دون حاجة �إىل ملناق�شة الأوجه‬
‫الأخـ ـ ــرى‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها املطعون �ضده طبقا للن�ص املادة ‪378‬‬
‫من ق‪.‬ا‪.‬م‪�.‬إ‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪199‬‬
‫ملف رقـم ‪693316‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمـــــة العليـــــــا‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال ومو�ضوعا نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن‬
‫جمل�س ق�ضاء البليدة بتاريخ ‪ 2009/01/24‬و�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س‬
‫املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون‪.‬‬
‫و�إبقاء امل�صاريف على املطعون �ضده‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار ووقـع الت�صريح به يف اجلـل�سـة العـلنية املنعقـدة بتـاريخ‬
‫الثاين ع�شر من �شهـر جانفي �سنـة �ألفيـن واثني ع�شر من قبل املحكمة العليــا‬
‫الغرفة العقارية‪-‬الق�سم الثاين‪-‬واملرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�سا‬ ‫ايت قري ـ ــن �شـ ـ ـ ــريف‬


‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫عميـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ال�سعيـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بـ ـ ــو�شليق ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلمك ـ ـ ـ ــر اله ـ ـ ـ ـ ـ ــادي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الطيب حممد احلبيب‬

‫بحــ�ضـور ال�سيـ ــد‪ :‬ب ــن �سالـ ـ ــم حممـ ـ ــد‪-‬املحـام ـ ـ ــي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�سـاعـدة ال�سـي ــدة ‪ :‬هي�ش ــور فاطم ــة الزه ــراء‪�-‬أمـي ـ ـ ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪200‬‬
‫ملف رقـم ‪696304‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 696304‬قـــــرار بتاريخ ‪2012/03/15‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة ورث ـ ـ ـ ــة (�س‪.‬ع) �ض ـ ـ ـ ــد (�س‪.‬م) ومـ ـ ــن معهـ ـ ــا‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬حيــــازة‪-‬خلف عـــــام‪ -‬رقبــــة‪-‬انتفـــــاع‪ -‬ق�سمــــة‪.‬‬


‫قان ــون مدنـ ـ ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.814 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬احليازة‪ ،‬تنتقل �إىل اخللف العام‪ ،‬على ال�صفة التي كانت‬
‫عليهـــــــا‪.‬‬

‫ميكــــن ق�سمـــة االنتفــــاع‪ ،‬دون ق�سمــــة حق الرقبـــة‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــــة العـليـــــــا‬


‫بن ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدني ـ ــة والإداري ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/03/24‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضدهـ ـ ــن‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد لغواطي عبد القادر امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد بن �سامل حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني ورثة (�س‪ .‬ع) بنت (ح) وهم (ا‪ -‬م‪ -‬ل‪ -‬ح ) �أبناء (�ش)‬
‫طعنوا بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2010/03/24‬بوا�سطة عري�ضة قدمها حماميهم‬
‫الأ�ستاذ مولود قادري املعتمد لدى املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء باتنة بتاريخ ‪ 2008/05/13‬القا�ضي بت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪201‬‬
‫ملف رقـم ‪696304‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫حيث �أن املطعون �ضدهن �س"م‪-‬د‪-‬ع‪-‬ج‪�-‬ص" �أبناء (�ش) قد بلغن بعري�ضة‬
‫الطعن و �أودعن مذكرة جواب بوا�سطة حماميهن الأ�ستاذ �سعدي جميد يلتم�سن‬
‫رف�ض الطعن‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �شروطه القانونية لذلك فهو مقبول‬
‫�شكال‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ مولود قادري �أثار يف حق الطاعنني وجها وحيدا للنق�ض ‪:‬‬
‫يف املو�ضـــــــــــــوع ‪:‬‬
‫الوجه الوحيـــد ‪ :‬امل�أخــــــوذ مــــــن انعــــــدام الأ�ســا�س القانونـــي‪،‬‬
‫من حيث �إنه ي�ستخل�ص من هذا الوجه �أن املدعني طلبوا تق�سيم القطعتني‬
‫الأر�ضيتني اللتني كان يحوزهما مورثهم واللتني انتقلت حيازتهما �إليهم بعد وفاة‬
‫مورثه ـ ــم‪.‬‬
‫و�أنه وطبقا للمادة ‪ 814‬من القانون املدين ف�إن احليازة تنتقل �إىل اخللف‬
‫العام‪.‬‬
‫و�أن املدعني مت�سكوا طوال الدعوى باحليازة ولي�س مبلكية القطعة الأر�ضية‪.‬‬
‫وعلـــيه فــــــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــــــــا‬
‫عــــن الوجـــــه الوحيـــــــد ‪:‬‬
‫حيث �إن املادة ‪ 814‬من القانون املدين تن�ص على �أن ‪" :‬تنتقل احليازة �إىل‬
‫اخللف العام بجميع �صفاتهـ ـ ــا "‪.‬‬
‫حيث �إن للحائز حق ا�ستعمال ما يحوزه وحق االنتفاع منـ ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �إن حق االنتفاع ينتقل �إىل اخللف العام عن طريق املرياث طبقا للمادة‬
‫املذكورة �أعاله‪.‬‬
‫وحيث �أن الرتكة تق�سم على الورثة ف�إن ق�سمة حق االنتفاع الذي �آل �إىل الورثة‬
‫فتجوز ق�سمته دون ق�سمة الرقبة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪202‬‬
‫ملف رقـم ‪696304‬‬ ‫الغرفة العقاريـــة‬
‫وعليه ف�إن ق�ضاة املجل�س برف�ضهم دعوى ق�سمة حق االنتفاع يكونون قد خالفوا‬
‫الن�ص املذكور �أعاله‪.‬‬
‫وبذلك عر�ضوا قرارهم للنق�ض والبطالن‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــاب‬
‫قــررت املحكمــة العليــا‪ ،‬الغرفــة العقاريــة ‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال و يف املو�ضوع نق�ض و �إبطال القرار ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء باتنة بتاريخ ‪ 2008/05/13‬و ب�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون‪.‬‬
‫و ب�إبقاء امل�صاريف على املطعون �ضدهن‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة اخلام�س‬
‫ع�شر من �شهـر مــار�س �سنة �ألفني و اثني ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪ -‬الغرفة‬
‫العقارية‪ -‬الق�سم الأول‪ -‬واملرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�سـ ــا‬ ‫ب ـ ـ ــودي �سليمـ ـ ـ ـ ــان‬


‫م�ست�شـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫لغواطي عبد القادر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الواحـ ـ ـ ـ ــد علـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معـ ـ ــزوزي ال�صديق‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف ــرمي�ش ا�سماعيـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوجمـ ـ ـ ــان عل ـ ـ ـ ـ ــي‬

‫بحـ�ضـ ــور ال�سيـ ــد ‪ :‬ب ــن �سالـ ـ ــم حممـ ـ ــد‪-‬املحام ـ ـ ــي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�ســاع ـ ـ ــدة ال�سـي ــد ‪ :‬قنـ ـ ــدوز عم ــر‪�-‬أمـيـن الـ�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪203‬‬
‫‪ .3‬الغـ ــرفــة االجتماعي ــة‬
‫ملف رقـم ‪620077‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 620077‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/06/02‬‬
‫ق�ضي ـ ــة ال�شرك ــة ذات امل�س�ؤوليـ ــة املح ــدودة (�ص) �ض ـ ــد (ب‪.‬ع)‬

‫املو�ضـــــوع ‪:‬حكـــم ق�ضائي‪-‬حكم متهيدي ابتدائي نهائــــي‪-‬ت�سريح‬


‫تع�سفـــي‪-‬خبـــرة‪-‬حكم ابتدائي نهائي فا�صل يف اخلبــــرة‪.‬‬
‫قان ـ ــون رق ـ ــم ‪ : 04-90 :‬املـ ـ ـ ــادة ‪.21:‬‬
‫قانـ ــون رقـ ــم ‪ : 11-90 :‬املـ ـ ـ ــادة ‪.4-73 :‬‬

‫املبـد�أ‪ :‬احلكم الفا�صل يف دعوى �إعادة رجوع الق�ضية من اخلربة‪،‬‬


‫بعــد احلكم التمهيدي‪ ،‬الفا�صل نهائيا يف م�س�ألة الت�سريح التع�سفــي‪،‬‬
‫ي�صدر كذلك نهائيا‪ ،‬قابال للطعن بالنق�ض‪ ،‬ولي�س ابتدائيا قابال‬
‫لال�ستئنـــــــاف‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــــة العـلـيـــــــا‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجراءات املدنية والإداريـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/03/22‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـ ــده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد رحابي �أحمد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و �إىل ال�سيد بهياين ابراهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بتاريخ ‪� 2009/03/22‬سجلت ال�شركة ذات امل�س�ؤولية املحدودة "�ص" طعنا‬
‫بالنق�ض ممثلـ ــة مبديرها والقائم يف حقها املحامي معروف عبد الق ــادر يف‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪205‬‬
‫ملف رقـم ‪620077‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء ال�شلف بتاريخ ‪ 2009 /01 /04‬القا�ضي بت�أييد‬
‫احلكم امل�ست�أنف الذي ق�ضى للمدعي مببلغ ‪ 247808.08‬دج عن فارق الأجر من‬
‫�أوت ‪� 2001‬إىل جانفـ ـ ـ ــي ‪.2007‬‬
‫حيث �أن املطعـ ــون �ضده رد على مذكرة الطعن والتم�س رف�ضه مو�ضوعـ ــا‪.‬‬
‫وعلـــيــــــه فــــــــــ�إن املحكمــــــــــة العليـــــــا‬
‫يف ال�شكــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ـ ـ ــن ا�ستوفى �أ�شكاله و�أو�ضاعه القانونيـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أثـ ــارت الطاعنـ ــة وجهيــــــن للنق�ض‪.‬‬
‫الوجــه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪.‬‬
‫الوجـــه الثانـــي ‪ :‬امل�أخـــوذ من انعدام الأ�سا�س القانونـــي‪.‬‬
‫عنالوجهالتلقائي‪:‬امل�أخوذمنخمالفةقاعدةجوهريةيفالإجراءات‪،‬‬
‫حيث يبيـن من القرار املطعون فيه امل�ؤيد للحكم امل�ست�أنف ال�صـ ــادر يف‬
‫‪ 2008/05/20‬الذي �أفرغ احلكم التمهيدي ال�صادر يف ‪ 2007/06/26‬الـ ــذي‬
‫ف�صل نهائيا يف م�س�ألة الت�سريح التع�سفي وتعيني اخلبري لتحديد فارق الأجر‪.‬ومن‬
‫ثم ف�إن احلكم امل�ست�أنف امل�سرتجع بعد اخلربة ي�صدر ب�صفة النهائي طاملا �أنه‬
‫تابع حلكم نهائي‪ .‬وملا قبل القرار املطعون فيه الإ�ستئناف يف حكم نهائي يك ـ ــون‬
‫خالف قاعدة جوهرية يف الإجراءات املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 235‬من ق‪�.‬إ‪.‬م‪�.‬إ‬
‫مما يتعني نق�ضه دون �إحالة طاملا �أنه مل يبق من النزاع ما يتطلب الف�صل فيه من‬
‫نقاط قانونية ف�صلت فيها املحكمة العليا طبقا للمادة ‪ 365‬من ق‪�.‬إ‪.‬م ‪.‬‬
‫حيث �أن مـ ــن خ�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــــــاب‬
‫قــــــــررت املحكمــــــــــــة العـليــــــــــــــــا ‪:‬‬
‫قـب ـ ــول الطعـ ـ ــن �شكـــــــــــــال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪206‬‬
‫ملف رقـم ‪620077‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ويف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫ال�شلف بتاريخ ‪ 2009 /01 /04‬دون �إحالـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫امل�صـاريف عـلـ ـ ـ ــى الطاعنيـ ـ ـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫الثاين من �شهــر جوان �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬الغرفة‬
‫االجتماعيـ ــة‪ -‬الق�سـ ــم الأول‪-‬واملرتكبـ ــة من ال�س ـ ـ ـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئيــ�س الغرفـ ــة رئي�سـ ــا‬ ‫لعم ـ ــوري حمم ـ ــد‬


‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫رحابـ ـ ــي �أحم ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوعـ ــالم بوع ــالم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫لع ـ ـ ــرج مني ـ ـ ـ ــرة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بكـ ـ ــارة العرب ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ح ـ ـ ـ ــاج هن ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ــن عربية الطيب‬

‫بحــ�ضـور ال�سي ـ ــد ‪ :‬بهيانـ ــي ابراهيـ ــم‪-‬املحــامـي ال ـعــام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـ ــدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬عطاطبـ ــة معم ـ ــر‪�-‬أمـيــن الــ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪207‬‬
‫ملف رقـم ‪620102‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 620102‬قــــرار بتاريخ ‪2011/01/06‬‬
‫ق�ضي ـ ــة م�ؤ�س�سـ ــة �إنتـ ــاج وت�سـ ــويق مـ ــواد البن ـ ـ ــاء‬
‫�ضـ ـ ــد (�ص‪.‬ج) وال�سي ــد الن ــائب الع ــام ل ــدى املحكم ــة العليـ ـ ــا‬

‫املو�ضوع ‪� :‬إطار م�سيرّ ‪ -‬عقد عمل‪-‬عقد عمل حمدد املدة‪-‬عقد عمل‬


‫غيــــر حمــــدد املــــدة‪.‬‬
‫قان ـ ــون رق ـ ــم ‪ : 11-90 :‬املـ ــواد ‪ 12،11 :‬و‪.14‬‬
‫مر�س ــوم تنفي ــذي رق ــم ‪ : 290-90 :‬امل ــادة ‪.7 :‬‬

‫املـبــد�أ‪:‬ال ميكن حتويل عقد الإطار امل�سيرّ ‪ ،‬من عقد حمدد املـــدة‬
‫�إلـــى عقد غري حمدد املدة‪ ،‬نظرا لطبيعة االلتزامات النوعيـــة‬
‫للعقـــــد‪.‬‬
‫�إن املحكمـــة العـليــــــــــــــا‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/03/22‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ض ـ ـ ـ ــده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد كيحل عبد الكرمي امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد علي بن �سعد الدراجي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫وعلـــيه فــــــــ�إن املحكمــــــــة العلـــيــــــا‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪208‬‬
‫ملف رقـم ‪620102‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫حيث طعنت بالنق�ض م�ؤ�س�سة �إنتاج و ت�سويق مواد البناء يف القرار ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2008/12/30‬القا�ضي يف ال�شكل بقبول �إعادة ال�سري يف الدعوى بعد‬
‫النق�ض والإحالة‪ ،‬ويف املو�ضوع ‪ :‬ت�أييد احلكم امل�ست�أنف فيه ال�صادر عن حمكمة‬
‫الرم�شي بتاريخ ‪ ،2001/02/27‬القا�ضي بتعديل ن�ص املادة ‪ 09‬من عقد العمل‬
‫املربم بني املدعي عليها والقول �أن عقد العمل يكون ملدة غري حمددة و �إلزام‬
‫املدعي عليها ب�أن متكن املدعي من منحة الأقدمية و منحة ال�ضرر و العالوات‬
‫املعمول بها طبقا لالتفاقية اجلماعية ما بني امل�ؤ�س�س ــات‪.‬‬
‫و�أودعت يف هذا ال�ش�أن عري�ضة �ضمنتها وجهني للنق�ض‪ ،‬مل يرد املطع ــون‬
‫�ضـ ـ ــده‪.‬‬
‫مــــــن حيث ال�شكـــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ـ ــن ا�ستوفى الأ�شكال و الآجال املقررة قانونـ ـ ــا‪.‬‬
‫مــــــن حيث املو�ضـــــــــوع ‪:‬‬
‫عـــن الوجه الثاين م�سبقا ‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانونـــي‬
‫والق�صــــور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه �أعتمد على املادة ‪ 14‬من �أجل ا�ست�صداره الذي‬
‫�أيد حلكم امل�ست�أنف القا�ضي بالقول �أن عقد العمل املربم بني الطرفني يكون ملدة‬
‫غري حمددة و هذا القرار يحتوي على ت�سبيب غري واف و نق�ص الأ�سباب ت�ؤدي‬
‫�إىل عدم االقتناع مبا ورد يف املنطوق �إذ كان على ق�ضاة املجل�س التن�سيق بني‬
‫الوقائع واملادة القانونية التي �أ�س�سوا عليها قرارهم وكان عليهم تربير املوقع‬
‫و املوقف القانوين الذي �أخل الطاعن ب�أحكامه حتى يتحول عقد العمل املحدد‬
‫املدة املربم بينهما �إىل عقد عمل غري حمدد املدة‪ ،‬و �أعتمد القرار املطعون فيه‬
‫على املادتني ‪ 12‬و ‪ 14‬من قانون ‪ 11/90‬و مل ي�شري �إىل املر�سوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 290/90‬املتعلق بنظام اخلا�ص مب�سريي امل�ؤ�س�سات بالرغم من �أن املطعون �ضده‬
‫كما هو ظاهر من عقد العمل املحدد املدة املرفق �إطار بامل�ؤ�س�سة‪ ،‬و املطعون �ضده‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪209‬‬
‫ملف رقـم ‪620102‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫�إطار م�سري و يخ�ضع للمر�سوم التنفيذي املذكور ال �سيما املواد ‪ 2‬و ‪ 6‬و ‪ 7‬منه‬
‫والطاعنة من حقها �إبرام مع الإطار عقد عمل حمدد املدة و بانتهاء �آجاله تنتهي‬
‫عالقة العمل و �أن عدم الإ�شارة للأ�سا�س القانوين الذي يعالج امل�س�ألة املطروحة‬
‫يعد خرقا للقانون ومتى كان ذلك وجب نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫حيث �أن املقرر قانونا �أن للم�سري الأجري الرئي�سي طبقا ملقت�ضيات املر�سوم‬
‫‪ 290/90‬املتعلق بالنظام اخلا�ص بعالقات العمل اخلا�صة م�سريي امل�ؤ�س�سات �أن‬
‫يوظف �إطارات مل�ساعدته و ميكن �أن يكون عقد العمل ملدة حمددة �أو غري حمـ ـ ــددة‪.‬‬
‫وحيث �أن الثابت من ق�ضية احلال �أن املطعون �ضده �أبرم مع رئي�س جمل�س‬
‫�إدارة الطاعنة عقد �إطار م�سري كرئي�س للمديرية التقنية ملدة حمددة ي�سري‬
‫ابتداء من ‪� 1995/12/25‬إىل غاية ‪ ،1998/02/06‬وان املطعون �ضده رفع‬
‫دعوى احلال بتاريخ ‪ 2000/01/14‬ملتم�سا تعديل املادة ‪ 9‬من العقد والقول �أن‬
‫العقد ملدة غري حمـ ـ ــددة‪.‬‬
‫وحيث يبني من القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املجل�س �أكتفوا يف ت�أ�سي�س‬
‫ق�ضاءهم بت�أييد احلكم امل�ست�أنف القا�ضي بتعديل املادة ‪ 9‬من العقد و القول �أن‬
‫عقد العمل يكون ملدة غري حمددة على �أ�سا�س امتناع الطاعن ‪ -‬املدعي عليه ‪-‬‬
‫عن تقدمي عقد العمل يف حني �أن املدعي ‪ -‬املطعون �ضده ‪ -‬هو الذي رفع دعوى‬
‫احلال و التم�س تعديل املادة ‪ 9‬من العقد و ال يبني من وقائع احلكم امل�ست�أنف‬
‫و �أ�سبابه و ال وقائع القرار املطعون مما ي�ستوجب تطبيق املادة ‪ 11‬من قانون‬
‫‪ 11/90‬املتعلق بعالقات العمل كما ف�صل ق�ضاة املجل�س‪ ،‬ذلك �أن عقد العمل‬
‫املربم بني طرفني قدم ملحكمة الدرجة الأوىل و ناق�شه احلكم امل�ست�أنف ‪ ،‬و مل‬
‫ينازع الطرفني يف وجوده �أمام ق�ضاة املجل�س‪ ،‬و املطعون �ضده ب�صفته املدعي هو‬
‫امللزم بتقدميه للمجل�س وبالتايل فق�ضاة املجل�س ملا �أكتفوا بالتعليل املذكور لت�أيد‬
‫احلكم امل�ست�أنف الذي �أ�س�س ق�ضاءه على املادتني ‪ 12‬و ‪ 14‬من قانون ‪11/90‬‬
‫يف حني �أن عالقة العمل التي تربط الطرفني يحكمها املر�سوم ‪ 290/90‬لوجود‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪210‬‬
‫ملف رقـم ‪620102‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫اتفاق نوعي بني الطرفني املتعاقدين ترتكز على �أهداف و نتائج يراد حتقيقها‬
‫والذي ت�ضمنها عقد الت�سيري يف املواد ‪ 5‬و ‪ 6‬منه بالتايل كان على ق�ضاة املجل�س‬
‫الوقوف على العالقة التي تربط الطرفني و تطبيق القانون الذي يحكمها ال �سيما‬
‫�أحكام املر�سوم ‪ 290/90‬و الذي على �أ�سا�سه ال ميكن ب�أي حال من الأحوال تعديل‬
‫عقد العمل الإطار امل�سري من حمدد املدة �إىل غري حمدد املدة‪ ,‬طاملا �أن املطعون‬
‫�ضده ال يعترب عامل و �إمنا �إطار م�سري وفقا ملقت�ضيات املر�سوم ‪ 290/90‬و ذلك‬
‫نظر لطبيعة االلتزامات النوعية لعقد الت�سيري الذي يربطه بالطاعنة و ملا ق�ضاة‬
‫املجل�س ق�ضوا خالف ذلك ف�إنهم بق�ضائهم كما فعلوا ق�صروا يف ت�سبيب قرارهم‬
‫و مل ي�ؤ�س�سوه ت�أ�سي�سا قانونيا �سليما مما يجعل الوجه م�ؤ�س�س و ي�ستوجب نق�ض‬
‫و�إبطال القرار املطعون فيه ودون حاجة ملناق�شة الوجه الأول من الطعــن‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة يتحملهـ ــا اخلا�سـ ــر يف الدعـ ــوى‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــــــــــاب‬
‫قـــــــــررت املحكمــــــة العليــــــــــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬قبـ ـ ــول الطعـ ـ ــن �شكـ ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫تلم�سان بتاريخ ‪ 2008/12/30‬و ب�إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س اجلهة‬
‫م�شكلة من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقان ــون‪.‬‬
‫وبتحمي ــل املطع ــون �ض ــده امل�ص ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بـ ــذا �صدر القـ ــرار ووقع الت�صريح بـ ــه يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتـ ــاريخ‬
‫ال�سـ ــاد�س من �شهر جانفي �سنـة �ألفيـن و�إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة االجتماعية‪ -‬الق�سم الثاين ‪ -‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪211‬‬
‫ملف رقـم ‪620102‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫رئي�س الق�سـ ــم رئي�سـ ـ ــا‬ ‫بـ ـ ـ ـ ـ ــو�شليط راب ـ ـ ـ ـ ــح‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫كيحـ ـ ــل عب ــد الكري ــم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫طـ ـ ـ ـ ـ ــالب ا�سيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو خلـ ـ ــوف بلقا�سـ ـ ـ ــم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سنق ـ ـ ـ ــاد علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جم ــال الديــن‬

‫بحـ�ضــور ال�سيـ ــد ‪ :‬عل ــي ب ــن �سع ــد الدراجـ ــي‪-‬املحـامـي الـع ـ ــام‪،‬‬
‫ومب�ســاعـ ــدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬مكات ــي عب ــد احلمي ــد‪�-‬أميـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪212‬‬
‫ملف رقـم ‪633748‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 633748‬قــــرار بتاريخ ‪2011/06/02‬‬
‫ق�ضيــة الديوان الوطني لأع�ضاء املعوقني اال�صطناعية و لواحقها �ضد (�ش‪.‬ر)‬

‫املو�ضــــــوع ‪:‬طــــرق الطعـــن‪-‬حكـــم ابتدائـــي‪-‬ا�ستئنــــاف‪.‬‬


‫قان ــون رقـ ـ ــم ‪ : 04-90 :‬املـ ـ ــادة ‪.21 :‬‬
‫قان ــون رقـ ـ ــم ‪ :11-90 :‬امل ـ ـ ـ ــادة ‪.4-73 :‬‬

‫املبـد�أ‪ :‬احلكم الفا�صل يف دعوى ترمي �إىل املطالبة مبنحة ال�ضــرر‬


‫والتعوي�ض‪ ،‬ي�صدر ابتدائيا قابال لال�ستئناف‪ ،‬حتى ولو و�صفــــه‬
‫قا�ضـــي الدرجـــة الأولـــى خطـــــ�أً بالنهائـــــي‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليــــــــــــا‬


‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودع ــة بت ــاريخ ‪. 2009/05/13‬‬
‫بع ـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد لعموري حممد الرئي�س املقرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫املكتوب‪ ،‬و �إىل ال�سيد بهياين �إبراهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫حيث طعن الديوان الوطني لأع�ضاء املعوقني اال�صطناعية ولواحقها بالنق�ض‬
‫يف احلكم ال�صادر عن حمكمة بئرمراد راي�س بتاريخ ‪ 2009/01/25‬والقا�ضي‬
‫بـ�إلزامه ب�أن يدفع للمطعون �ضده (�ش‪.‬ر) مبلغ ‪ 213.663,79‬دج تعوي�ضا عن‬
‫منحه ال�ضرر ومبلغ ‪ 50.000‬دج تعوي�ضا عن ال�ضرر حلرمانه من هذه املنحة‬
‫ومبلغ ‪ 15.000‬دج م�صاريف اخلب ــرة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪213‬‬
‫ملف رقـم ‪633748‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫و�أودع الطاعن يف هذا ال�ش�أن بتاريخ ‪ 2009/05 /13‬عري�ضة �ضمنها ثالثة‬
‫�أوجه للنق�ض‪ ،‬يف حني مل يـ ــرد املطعون �ض ــده‪.‬‬
‫وعلـــــــــيه فــــــــ�إن املحكمــــــــة العلـــيـــــــــا‬
‫من حيث عــدم قابلية الطعـن ومن دون احلاجة �إىل مناق�شة الدفع‬
‫ال�شكلــــي ‪:‬‬
‫حيث يبني من احلكم املطعون فيه �أن مو�ضوع الدعوى التي �أقامها املطعون‬
‫�ضده على الديوان الوطني لأع�ضاء املعوقني اال�صطناعية ولواحقها �أمام حمكمة‬
‫بئر مراد راي�س كانت ترمي �إىل املطالبة مبنحة ال�ضرر و التعوي�ض عنها وعن‬
‫خمتلف الأ�ضرار و�أن يف هذه احلالة يكون احلكم ال�صادر ب�ش�أنها ابتدائيا حتى ولو‬
‫و�صفه قا�ضي الدرجة الأوىل خط�أ بالنهائي طاملا �أنه ال يدخل يف حاالت الأحكام‬
‫النهائية التي جاءت بها املادتني ‪ 04/73‬من القانون ‪ 11-90‬املعدل واملتمم و‪21‬‬
‫مـ ــن القانـ ــون ‪.04-90‬‬
‫حيث �أن الأحكام االبتدائية تكون قابلة لال�ستئناف �أمام الغرفة االجتماعية‬
‫للمجال�س الق�ضائي ــة ولي�س للطعن بالنق�ض مبا�شرة �أمام املحكمة العليا‪ .‬مم ــا‬
‫يتعني الت�صريح بعدم قبول الطعن لعدم ج ــوازه‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سـ ــر الدعـوى يلـزم بامل�صـ ـ ــاريـف‪.‬‬
‫فلهــــــــــــذه الأ�ســـــبــــــــــاب‬
‫قـــــــررت املحكمـــــــة العليـــــــا ‪:‬‬
‫ع ـ ــدم قب ـ ــول الطع ـ ــن و حتميـ ــل الطاعـ ــن امل�صـ ــاريـف الق�ضائي ـ ــة‪.‬‬
‫بـ ــذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العـلنيـة املنعقــدة بتاريـخ‬
‫الثاين من �شهـر جـوان �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬الغرفـ ــة‬
‫االجتماعيـ ــة‪-‬الق�سـ ــم الأول‪-‬واملرتكبـ ــة مـ ــن ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪214‬‬
‫ملف رقـم ‪633748‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫لعمـ ـ ــوري حمم ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوع ـ ـ ـ ــالم بوعـ ـ ــالم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رحاب ـ ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫لعـ ـ ـ ـ ـ ــرج منيـ ـ ـ ـ ـ ــرة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بك ـ ـ ـ ــارة العرب ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حـ ـ ـ ـ ـ ــاج هنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بـ ـ ــن عربي ـ ــة الطيب‬

‫بحــ�ضـ ــور ال�سيـ ـ ــد ‪ :‬بهيانـ ــي ابراهي ـ ــم‪-‬املحــامـي ال ـع ـ ــام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬عطاطب ـ ــة معم ـ ــر‪�-‬أمـيـن الــ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪215‬‬
‫ملف رقـم ‪660020‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 660020‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/07/07‬‬
‫ق�ضي ــة (م‪.‬ن) �ض ــد ال�شرك ــة الوطني ــة لل�سكك احلديديـ ـ ــة‬

‫املو�ضــــــوع‪ :‬ترقيــــة‪-‬عقـــد عمـــل‪ -‬نظــــام داخلــــي‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون رقـ ـ ــم ‪ : 11-90 :‬املـ ـ ــادة ‪.61 :‬‬

‫املبــــــد�أ‪ :‬تبقى الرتقية‪ ،‬يف غياب االتفاق عليها يف عقد العمل‪،‬‬


‫خا�ضعة لل�سلطة التقديرية للم�ستخدم‪ ،‬يف نطاق ما هو مقرر يف‬
‫النظــــام الداخلــــي‪.‬‬
‫�إن املحكمــــة العـلـيـــــــــــــا‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ـ ــراءات املدنيـ ـ ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/08/27‬ومذكرة جواب املطعون �ضدهـ ـ ــا‪.‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد بوعالم بوعالم امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيد بهياين ابراهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوب ــة‪.‬‬
‫حيث طعن بالنق�ض املدعو (م‪ .‬ن) يف القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء عنابة‬
‫بتاريخ ‪ 2009/05/26‬امل�ؤيد للحكـ ــم امل�ست�أنف ال�صادر بتاريخ ‪2009/01/05‬‬
‫القا�ضـ ــي برف�ض الدعوى لعدم التـ ـ ـ�أ�سي�س‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدها تلتم�س عدم قبول الطعن �شكال ورف�ضه مو�ضوعـ ــا‬
‫لع ــدم التـ ـ�أ�سي�س عل ــى وج ــه االحتي ــاط‪.‬‬
‫حيث �أن النياب ــة العامـ ـ ــة تلتم�س رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫وحيث �أن امل�صـ ـ ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة قـ ـ ــد دفعت‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪216‬‬
‫ملف رقـم ‪660020‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫وعلـــيه فــــــــ�إن املحكمــــــــة العلـــيــــــا‬
‫حــــــول الدفــــــع ال�شكلــــــي ‪:‬‬
‫حيث �أن املطع ــون �ضدها تلتم�س عدم قبول الطعن �شكال ذلك �أن الطاع ــن‬
‫�أ�شار يف عري�ضته �أن هذه الأخرية مرفقة بوثائق �إال �أنه مل ميكنها من ن�سخ منها‬
‫كما تقت�ضيه املادة ‪ 21‬من ق‪�.‬إ‪.‬م والإدارية وبالتايل ف�إن الطعن احلايل مل ي�ستوف‬
‫ال�شروط القانونية ا�ستنادا �إىل املادة ‪ 13‬من نف�س القان ــون‪.‬‬
‫لكن حيث �أن املادة ‪ 21‬املحتج بها تتعلق بالدعوى كما جاء يف الباب الأول من‬
‫ق‪�.‬إ‪.‬م والإدارية وال تتعلق بالإجراءات �أمام املحكمة العليا ذلك �أن املادة ‪564‬‬
‫من نف�س القانون �ألزمت الطاعن �إبالغ املطعون �ضده بن�سخة من عري�ضة الطعن‬
‫م�ؤ�شر عليها من �أمني ال�ضبط الرئي�سي واملادة ‪ 13‬املذكورة تتعلق بال�صفة والنعي‬
‫بخالف ذلك يف غري حمل ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫يف ال�شكـــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطع ــن احلايل جاء م�ستوفيا �أركانه ال�شكلية لوقوعه �ضمن الآجال‬
‫ووفق الإجراءات مما يعده من هذا القبيل �صحيحـ ـ ــا‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث تدعيمـ ـ ــا لطع ــنه �أودع الطاع ــن عري�ض ــة �ضمنه ــا وجهني للنق�ض ‪:‬‬
‫الوجــــه الأول ‪ :‬م�أخـــوذ مــن خمالفــة القانــون الداخلــــي‪.‬‬
‫الوجـــه الثانــي ‪ :‬م�أخــوذ مــن الق�صــور يف الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫عـــن الوجـــه الأول بفرعيــــــه ‪:‬‬
‫بدعـ ــوى �أن ق�ضاة املجل�س عك�سوا عبء الإثبات ملا �أ�س�سوا القرار املطعـ ــون‬
‫فيه علـ ــى �أن امل�ست�أنف (الطاعن احلايل) مل يقدم ما يثبت �أهليته وا�ستحقاق ــه‬
‫للح�صول على الرتقيات املطالب بها يف حني �أن عبء الإثبات يقع على رب العمل‬
‫وعلى هذا الأخري �إثبات عدم ا�ستحقاق العامل يف الرتقية املطلوبة وبذلك يكون‬
‫ق�ضاة اال�ستئناف خالفوا املادتني ‪ 106‬و‪ 107‬من القانون املدين التي تن�ص الأوىل‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪217‬‬
‫ملف رقـم ‪660020‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫منهما على �أن العقد �شريعة املتعاقدين والثانية توجب تنفيذه طبقا ملا ا�شتمل عليه‬
‫وبح�سن نية وبالتايل ف�إن الن�صو�ص التي تربط عالقة الطرفني تتمثل يف االتفاقية‬
‫اجلماعية والنظام الداخلي اللذين يعتربان �شريعة الطرفني ويفيدان الطاعن‬
‫الأحقية يف الرتقية ولتوافر �شروط هذه الأخرية طبقا للمادتني ‪ 85‬و ‪ 140‬من‬
‫االتفاقية اجلماعية واملادة ‪ 34‬من القانون الداخلي ومن ثم فبق�ضائهم كما فعلوا‬
‫ف�إن ق�ضاة املجل�س خالفوا �أي�ضا ن�ص املادة ‪ 127‬من القانون رقم ‪.11/90‬‬
‫لكن حيث يبني من القرار املطعون فيه �أنه ت�أ�س�س عن �صواب على �أن االنتقال‬
‫�إىل رتبة �أعلى تابعة لنف�س من�صب العمل يكون ابتداء من التقييم الذي تقوم‬
‫به الهيئة ال�سلمية امل�ؤ�س�س على اال�ستحقاق املهني و�سلوك العامل وطاملا �أن‬
‫امل�ست�أنف مل يقدم ما يثبت �أهليته وا�ستحقاقه للح�صول على الرتقيات املطالب‬
‫بها‪ ،‬ف�إن قا�ضي الدرجة الأوىل طبق �صحيح القانون لذلك �أيد احلكم امل�ست�أنف‬
‫وبالتايل ف�إن ق�ضاة املجل�س ت�أكدوا من ذلك ومل يعك�سوا قاعدة عبء الإثبات يف‬
‫ما يتعلق بالرتقية ذلك �أن هذه الأخرية ال تكون ب�صفة �آلية كما يعتقد الطاعن‬
‫بل تخ�ضع ل�شروط حددتها املادة ‪ 33‬من النظام الداخلي �أرجعتها �إىل �أهلية‬
‫العامل وا�ستحقاقه يف حدود منا�صب العمل املتوفرة ويكون االنتقال �إىل رتبة‬
‫�أعلى تابعة لنف�س املن�صب طبقا ملا ن�صت عليه املادة ‪ 34‬من نف�س القانون لينتهي‬
‫ب�إعداد جدول عالمة وفقا ملعايري حتدد مبوجبها ترقية العمال على �أ�سا�س جدول‬
‫عالمة الكفاءة ال�سنوي من بني العمال الأكرث ا�ستحقاقا والأكرث كفاءة ح�سب عدد‬
‫منا�صب التعيني‪ ،‬القدرات الفردية للعامل‪،‬م�ؤهالته العلمية‪ ،‬االن�ضباط وال�سلوك‪،‬‬
‫كل هذه العنا�صر تخ�ضع لل�سلطة التقديرية للم�ستخدم ويف غياب االتفاق على‬
‫الرتقية يف العقد ف�إنها تبقى خا�ضعة ملا ن�ص عليه القانون الداخلي الذي جاء‬
‫القرار املطعون فيه مطابقا له ويف �إطار ما ن�صت عليه املادة ‪ 61‬من القانون رقم‬
‫‪ 11/90‬املتعلق بالعالقات الفردية للعمل والنعي بخالف ذلك غري مـ ـ�ؤ�س�س‪.‬‬
‫عـــــن الوجــــه الثانـــــي ‪:‬‬
‫بدعوى �أن الطاعن قدم لق�ضاة الإ�ستئناف وثائق تثبت ا�ستحقاقه و�سلوكه‬
‫املثايل بالرغم من �أنه مل يكن ملزما بذلك وق�ضاة املجل�س جتاهلوها ومل يناق�شوها‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪218‬‬
‫ملف رقـم ‪660020‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ت�أ�سي�سا على �أن الطاعن مل يقدم ما يثبث ا�ستحقاقه و�سلوكه وامتنعوا عن ت�سبيب‬
‫قرارهم يف هذه امل�س�ألة مما يجعل قرارهم م�شوبا بالق�صور يف الأ�سباب‪.‬‬
‫لكن حيث يظهر من الإثارة وال�صيغة التي جاءت بها‪ ،‬ف�ضال عن �أن الطاعن‬
‫مل يبني يف الوجه ماهي الوثائق التي �أثبت مبوجبه ا�ستحقاقه �أو �أحقيته يف الرتقية‬
‫املطالب بها والتي مل يناق�شها ق�ضاة املجل�س‪ ،‬ف�إن القرار املطعون فيه جاء م�سببا‬
‫مبا فيه الكفاية والنعي بخالف ذلك يف غري حملـ ـ ــه‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية تبقى على عاتق من خ�سر دعواه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــاب‬
‫تقـــــرر املحكمـــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫قبـ ــول الطع ــن �شك ــال ورف�ض ــه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وحتميـ ـ ــل الطاعـ ـ ــن بامل�صـ ـ ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫ال�سابع م ـ ــن �شهر جويـليـة �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـ ـ ـ ــا‪-‬‬
‫الغرفـ ـ ــة االجتماعي ــة‪ -‬الق�س ــم الأول‪-‬واملرتكب ــة مـ ـ ــن ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ـ ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫لعمـ ـ ــوري حمم ـ ـ ـ ـ ــد‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ــررا‬ ‫بوع ـ ـ ـ ــالم بوعـ ـ ــالم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رحاب ـ ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫لعـ ـ ـ ـ ـ ــرج منيـ ـ ـ ـ ـ ــرة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بك ـ ـ ـ ــارة العرب ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حـ ـ ـ ـ ـ ــاج هنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بـ ـ ــن عربي ـ ــة الطيب‬

‫بحـ�ضـور ال�سي ــد‪ :‬بهيانـ ــي ابراهي ـ ــم‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬عطاطب ـ ــة معمـ ــر‪�-‬أم ـيــن الـ�ضـبــط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪219‬‬
‫ملف رقـم ‪662457‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 662457‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/07/07‬‬
‫ق�ضيـ ــة م�ؤ�س�س ــة التلفزي ــون اجلزائ ــري قنـ ــاة اجلزائـ ــر �ض ـ ــد (م‪.‬م)‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬عقــــد عمـــل‪-‬عالقـــة عمـــل‪-‬عالقــة تبعيـــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون رقـ ــم ‪ : 11-90 :‬امل ــادة ‪.8 :‬‬

‫املـبـد�أ‪ :‬العقـد‪ ،‬املت�ضمن تقدمي خدمات مقابل �أتعاب‪ ،‬ال ين�شـــىء‬


‫عالقة عمل‪ ،‬مبفهوم قانون العمل‪ ،‬املتطلب وجود عالقة تبعيـة‪.‬‬
‫�إن املحكمــــــــة العـليــــــــــــــا‬
‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداول ـ ــة القانوني ـ ــة �أ�ص ـ ــدرت الق ـ ــرار الآت ـ ــي ن�ص ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ـ ــون‬
‫الإج ـ ــراءات املدني ـ ــة و الإداري ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/09/13‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضـده‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بوخلوف بلقا�سم امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكت ـ ــوب و�إىل ال�سيد علي بن �سعد الدراجي املحامي العام يف تقدمي طلبات ـ ــه‬
‫املكتوب ـ ــة الرامي ـ ــة �إل ـ ــى ال ـ ــرف�ض ‪.‬‬
‫وعلـــيـــــه فــــــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــا‬
‫حيث �أن الطاعنة م�ؤ�س�سة التلفزيون اجلزائري قناة اجلزائر م�ؤ�س�سة عمومية‬
‫ذات الطابع ال�صناعي والتجاري ممثلة من طرف مديرها العام وبوا�سطة الأ�ستاذ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪220‬‬
‫ملف رقـم ‪662457‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫عربو�س حممد �أمزيان طعنت بالنق�ض �ضد احلكم ال�صادر عن حمكمة �سيدي‬
‫احممد بتاريخ ‪ 2009/06/17‬والقا�ضي �أثناء الف�صل يف الق�ضايا االجتماعية‬
‫علني ـ ــا ‪ -‬ابتدائيا‪-‬ح�ضوريا ‪ -‬نهائيا ب�إلزام املدعى عليها م�ؤ�س�سة التلفزيـ ـ ــون‬
‫اجلزائري ‪ -‬قناة اجلزائر ‪ -‬املمثلة يف �شخ�ص مديرها على �أن تدفع للمدع ـ ــى‬
‫�أجوره املت�أخرة ابتداء من �شهر جانفي ‪� 2003‬إىل غاية �شهر دي�سمرب ‪ 2006‬على‬
‫�أ�سا�س �أجرة �شهرية تقدر ب ‪ 45000.00‬دج خم�سة و �أربعون �ألف دج و �إلزامها‬
‫بالت�صريح به لدى م�صالح ال�ضمان االجتماعي للفرتة املمتدة من �شهر دي�سمرب‬
‫‪ 2000‬اىل غاية �سنة ‪ 2006‬و متكينه من ك�شوفات راتبه ابتداء من �سنة ‪2003‬‬
‫اىل غاية �سنة ‪ 2006‬وتعوي�ضه عما �أ�صابه من �ضرر مببلغ ‪ 50.000‬دج خم�سون‬
‫�ألف دج مع حتميل املدعى عليها امل�صاريف الق�ضائية ‪-‬بعري�ضة �أودعت كتابة‬
‫�ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪� 2009/09/13‬أثارت فيها ثالثــــة �أوجــــه‪.‬‬
‫حيث �أن املدعى عليه يف الطعن قدم مذكرة جوابية بوا�سطة الأ�ستاذ يو�سف‬
‫بو�شاكر و التي مت �إيداعها لدى �أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪2010/05/05‬‬
‫والتي مت تبليغها للطاعنة يف ‪ 2010/06/10‬يلتم�س فيها رف�ض الطعن �شكال خلرق‬
‫املادتني ‪ 566 -563‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية لأن عري�ضة الطعن‬
‫قيدت يف ‪ 2009/09/13‬وتبليغ املطعون �ضده ثم بتاريخ ‪ 2010/03/07‬مما‬
‫يجعل الطعن مرفو�ض �شكال مع تعوي�ضه من الدعوى التع�سفية مببلغ ‪ 50.000‬دج‪.‬‬
‫لكـن حيث �أن هذا الدفع يف غري حمله ذلك �أن املطعون �ضده مل يثبت ت�ضرره‬
‫من جراء الت�أخر يف التبليغ مادام املطعون �ضده بلغ و قدم جوابه‪ ،‬مما يجع ــل‬
‫الطعن م�ستوفى للأو�ضاع القانونية و بالتايل يتعني قبولـ ــه‪.‬‬
‫مـــــن حيث املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫عــــن الوجـــه الأول ‪ :‬وامل�أخـــوذ مــن خمالفــة القانــون الداخلـــــي‪،‬‬
‫بدعوى �أنه بالرجوع �إىل منطوق احلكم حمل الطعن يتجلي �أن املحكمة قد‬
‫�ألزمت العار�ضة ب�أن تدفع للمدعى عليه يف الطعن الأجور و التعوي�ض و ب�أن ت�صرح‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪221‬‬
‫ملف رقـم ‪662457‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫به لدى �صندوق ال�ضمان االجتماعي و متكينه من ك�شوفات راتبه و �أن املحكمة‬
‫عندما اعتمدت على ن�ص املادة ‪ 21‬من قانون ‪ 04/90‬لكي ت�صدر حكمها نهائيا‬
‫�إال �أنه من الثابت �أن املادة ‪� 21‬أعاله تن�ص �صراحة ب�أن املحاكم تبث ابتدائيا‬
‫ونهائيا عندما يتعلق الأمر �أ�سا�سا ب ـ ـ ‪:‬‬
‫‪� -1‬إلغاء عقوبات ت�أديبية قررها امل�ستخدم �ضد العامل دون تطبيق الإجراءات‬
‫الت�أديبية �أو االتفاقيات الإجباري ـ ــة‪.‬‬
‫‪ -2‬ت�سلي ـ ــم �شهادة العمل و ك�شوفات الرواتب و الوثائق الأخـ ــرى ‪.‬‬
‫ومن الوا�ضح �أن دعوى املدعى عليه يف الطعن مل تنح�صر يف طلب ك�شوف‬
‫الرواتب بل تتعلق �أ�صال مبطالبته بالأجور و الت�صريح به لدى �صندوق ال�ضمان‬
‫االجتماعي والتعوي�ض‪ ،‬و�أن املحكمة ف�صلت يف هذه الطلبات كما هو مبني يف‬
‫منطوق احلكم و �أن املحكمة بو�صفها بالنهائي احلكم الذي ف�صل يف حاالت‬
‫غري احلاالت املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 21‬من القانون ‪ 04/90‬ال لكون اال و قد‬
‫خالفت القانون مما يعر�ض احلكم للنق�ض ‪.‬‬
‫لكـن حيث خالفا ملا تزعمه الطاعنة فبالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه يالحظ‬
‫منه و �أن املدعى املطعون �ضده كان يطالب بتمكينه من ك�شوف الرواتب و من‬
‫ثم ف�إن هذا الطلب يف�صل فيه ب�صفة ابتدائية و نهائية و كذلك احلال بالن�سبة‬
‫لطلبات الأجور و التعوي�ض عن ال�ضرر وكذا الت�صريح به لدى م�صالح ال�ضمان‬
‫االجتماعي لأنها مرتبطة بك�شوف الرواتب و باعتبار �أن طلبات يف ق�ضايا العمال‬
‫ال تتجز�أ بل يف�صل فيها بحكم واحد و هو ابتدائي نهائي حينما يكون فيها طلب‬
‫�شهادة العمل �أو ك�شوف الرواتب كما هو ال�ش�أن يف ق�ضية احلال و من ثم يجعل‬
‫الوجه املثار غري �سديـ ــد‪.‬‬
‫عـــن الوجــه الثانــي‪ :‬و امل�أخــوذ مــن الق�صـــور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫بدعـ ــوى �أن العار�ضة قد �أو�ضحت �أمام املحكمة �أن العالقة التي �أبرمتهــا مع‬
‫املدعى عليه يف الطعن كانت م�ؤقتة و مو�ضوعها تقدمي خدمات �أو ق�ضايا دون‬
‫وجود �أية عالقة تبعية مثل كافة العقود التي تربمها مع متعامليها من فنانني‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪222‬‬
‫ملف رقـم ‪662457‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫�أو م�ست�شارين الذين ي�شاركون يف احل�ص�ص فاملحكمة اعتربت �أن عالقة العمل‬
‫قائمة بني الطرفني ا�ستنادا �إىل �شهادة العمل �أو �أوامر املهمة اال �أن هذه الوثائق‬
‫كذلك عك�س ما تو�صلت �إليه املحكمة بحيث �أن �شهادة العمل املقدمة للنقا�ش تبني‬
‫يف عنوانها وم�ضمونها �أن املدعى عليه يف الطعن كان ي�شارك يف احل�ص�ص مقابل‬
‫�أتعاب و هو �ش�أن العقد الذي يبني العالقة التي كانت تربط الطرفني وهي م�شاركة‬
‫املدعى عليه يف الطعن ب�صفة م�ؤقتة يف تنظيم احل�صة و �أن الأوامر باملهمة التي‬
‫اعتمدتها املحكمة كدليل على وجود عالقة عمل و عالقة تبعية مع العار�ضة كانت‬
‫متنح للمدعى عليه يف الطعن ت�سهيال ملهامه و الثابت قانونا وامل�ستقر عليه ق�ضاء‬
‫�أن قيام عالقة العمل مبفهومها االجتماعي ي�ستوجب وجود عالقة عمل تبعية‬
‫وم�ستمرة و العار�ضة �أثبتت �أمام املحكمة �أن املدعى عليه يف الطعن كان يقدم لها‬
‫خدمات مقابل �أتعاب يتقا�ضاها على �أ�سا�س �شهادة الإجناز والأمر بالت�سديد اال‬
‫�أن املطعون �ضده غري م�ضمون النزاع و راح يطالب مبنحة الأجور و الت�صريح لدى‬
‫ال�ضمان االجتماعي و التعوي�ض و ك�شوف الرواتب و �أن املحكمة �سايرته واعتربت‬
‫�أن عالقة العمل قائمة بني الطرفني مما يكون احلكم قا�صرا يف الأ�سباب و يعر�ض‬
‫للنق�ض‪.‬‬
‫فعال حيث �أن ما تثريه الطاعنة وجيه ذلك بالرجوع �إىل احلكم املطعون‬
‫فيه يالحظ منه و �أنه �أ�س�س حكمه على �أ�سا�س وجود عالقة العمل املبنى على‬
‫�شهادة العمل املقدمة من طرف املطعون �ضده‪ ،‬يف حني �أنه بالرجوع اىل �أوراق‬
‫ملف الدعوى يتبني منها �أن قرار التعيني الذي يحتج به املطعون �ضده و امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 2003/08/13‬يت�ضح منه و �أنه مت تعيينه على �أ�سا�س تقدمي خدمات مقابل‬
‫مبالغ حمددة و عالقة تقدمي اخلدمات لي�س عالقة عمل مبفهوم املادة ‪ 08‬من‬
‫قان ـ ـ ــون ‪.11/90‬‬
‫و حيث �أن قا�ضي الدرجة الأوىل عندما ق�ضى خالف ذلك يكون حكمه قا�صرا‬
‫يف الأ�سباب و يعر�ض للنق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪223‬‬
‫ملف رقـم ‪662457‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫حيث �أنه بدون حاجة اىل التطرق �إلـ ــى الوجـ ــه الثـ ــالث‪.‬‬
‫حيث �أن طلب التعوي�ض املقدم من املطعون �ضده لي�س له ما يربره باعتبار �أن‬
‫ه ــذا الأخيـ ــر مل يثبت �س ــوء نيـ ــة الطاعنـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية تقع على عاتق من خ�سر دعواه طبقا للمـ ــادة‬
‫‪ 378‬من قانون الإجراءات املدنية و الإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبــــــــــــــاب‬
‫قــــــررت املحكمــــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬قب ـ ــول الطع ـ ــن بالنق�ض �شك ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و �إبطال احلكم املطعون فيه ال�صادر عن حمكمة �سيدي‬
‫احممـ ــد بتاريخ ‪ 2009/06/17‬و �إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س املحكمـ ــة‬
‫م�شكلة من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانـ ــون‪.‬‬
‫�إلـ ــزام املطعـ ــون �ضـ ــده بامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القــرار و وقــع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقــدة بتـاريـخ‬
‫ال�سابع من �شهــر جويـليـة �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة االجتماعية‪ -‬الق�سم الثاين‪ -‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـ ــم رئي�س ــا‬ ‫بـ ـ ــو �شليط راب ـ ـ ـ ــح‬
‫م�ست�شـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫بو خل ـ ــوف بلقا�ســم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ط ـ ـ ــالب ا�سي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سنق ـ ـ ــاد عل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كيحل عبد الكريـ ــم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قراوي جمال الدين‬

‫بحــ�ضـور ال�سيــد ‪ :‬علـ ــي بـ ــن �سعـ ــد الدراجـ ــي‪-‬املحـامـي الـعــام‪،‬‬
‫ومب�سـاعـدة ال�ســيد ‪ :‬مكاتـ ــي عبــد احلميــد‪�-‬أمـيـن الــ�ض ـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪224‬‬
‫ملف رقـم ‪690993‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 690993‬قــــرار بتاريخ ‪2011/12/01‬‬
‫ق�ضيـ ــة (م‪.‬م) �ض ـ ــد (ع‪�.‬ش) و مديـ ــر ال�صنـ ــدوق الوطن ـ ــي‬
‫للت�أمينـ ــات االجتماعي ـ ــة وكالـ ــة م�ستغان ـ ــم‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬عالقــــة عمــــل‪�-‬إثبــــات‪�-‬شهـــادة �شهـــود‪.‬‬


‫قانـ ــون رقـ ــم ‪ :11-90 :‬املـ ــادة ‪.10 :‬‬

‫املـبــد�أ‪�:‬شهـــادة ال�شهود‪ ،‬و�سيلة من و�سائل �إثبات عالقة العمــــل‪.‬‬


‫�إن املحكمــــة العـلـيــــــــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة و الإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/02/28‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ض ـ ـ ـ ــده ‪.‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد بو�شليط رابح رئي�س الق�سم املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد علي بن �سعد الدراجي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫الراميـ ــة �إلـ ــى ال ـ ــرف�ض‪.‬‬
‫وعلـيــــه فــــــ�إن املحكمــة العليـــــا‬
‫حيث �أن (م‪.‬م) بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ يون�س مربوك طعن بالنق�ض يف‬
‫القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء م�ستغامن يف ‪ 2008/03/29‬القا�ضي ب�إلغـ ـ ــاء‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪225‬‬
‫ملف رقـم ‪690993‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫احلك ـ ــم امل�ست�أنف امل�ؤرخ يف ‪ 2005/09/28‬وحال الت�صدي الق�ض ـ ــاء برف�ض‬
‫الدعوى لعدم الت�أ�سي�س بعري�ضة �أودعت كتابة �ضبط جمل�س ق�ضاء م�ستغامن يف‬
‫‪� 2010/02/28‬أثار فيها ثالثـــــة �أوجــــــه للنق�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن املدعى عليه يف الطعن (ع‪�.‬ش) بوا�سطة حماميته الأ�ستاذ قريوين‬
‫حورية رد مبذكرة جاءت خمالفة لأحكام املادة ‪ 568‬من ق ا م ا لعدم ثبوت تبليغها‬
‫للطاعن ‪ ،‬يتعني عدم قبولهـ ـ ــا‪.‬‬
‫وحيث ان ال�صندوق الوطني للت�أمينات االجتماعية بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ‬
‫بن كريتلي بلقا�سم رد مبذكرة جاءت خمالفة لأحكام املادة ‪ 568‬من ق �إ م �إ يتعني‬
‫ع ـ ــدم قبوله ـ ـ ــا‪.‬‬
‫مـــــن حيث ال�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن ا�ستوف ــى �أو�ضاعـ ـ ــه القانونيـ ـ ــة‪.‬‬
‫مـــــن حيث املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجه الأول‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه ت�صدى لإلغاء احلكم امل�ؤرخ يف ‪2005/09/28‬‬
‫رغم �أنه ملغى بقوة القانون مبجرد قيام املعار�ضة فيه و يعترب ك�أن مل يكن وفقا‬
‫لأحكام املادة ‪ 327‬من ق ا م ا و هذا يعد خرقا لقاعدة جوهرية يف الإجراءات‪.‬‬
‫لكن حيث يتبني من ت�أ�سي�س الطاعن للوجه املتم�سك به على �أحكام املادة‬
‫‪ 327‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية الذي دخل حيز التطبيق ابتداء‬
‫من ‪ ،2009/04/25‬يف حني �أن املعار�ضة متت يف احلكم امللغى مبوجب القرار‬
‫املطعون فيه قبل دخول القانون اجلديد املتعلق بالإجراءات املدنية و الإدارية حيز‬
‫التطبيق‪ -‬يجعل ت�أ�سي�س الوجه املثار يف غري حمل ـ ـ ــه‪.‬‬
‫الوجــــه الثانــــي ‪ :‬امل�أخـــوذ مــــن انعـــــدام الت�سبيب‪،‬‬
‫بدع ــوى �أن ق�ضاة املجل�س �أ�صدروا قرارا متهيديا ب�إح�ضار وثيقة الت�صريح‬
‫باحلادث و عند �إح�ضارها اعتربوها حتمل معلومات عن املرجع و املرجع �ض ــده‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪226‬‬
‫ملف رقـم ‪690993‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫وخالية من �أي طابع ر�سمي دون �أجراء حتقيق رغم وجود طابع ر�سمي �صادر عن‬
‫ال�صنـ ــدوق‪ ،‬يعر�ضـ ـ ــه للنق�ض‪.‬‬
‫لكـن من املقرر يف االجتهاد الق�ضائي �أن �إجراء حتقيق لإثبات واقعة معينة يف‬
‫النزاع خا�ضعة لل�سلطة التقديرية لق�ضاة املو�ضـ ـ ــوع‪.‬‬
‫وحيث �أن الوثيقة امل�ستظهر بها من الطاعن‪ ،‬والتي متت مناق�شتها مبوجب‬
‫القرار املطعون فيه تبني �أنها �صادرة بعد وقوع احلادث يف ‪1998/05/22‬‬
‫والت�صريح به وقع يف ‪ ،2000/03/06‬و�أن الطاعن ح�سبما يتبني من القرار‬
‫املنتقد و �أوراق امللف مل يكن م�ؤمنا �أثناء وقوع احلادث‪ ،‬و من ثم ف�إن ال�صندوق‬
‫غري ملزم بتحمل النتائج املرتتبة على حادث العمل مما يجعل النعي غري وجيه‪.‬‬
‫الوجــــه الثــــالث ‪ :‬ق�صــــــور الت�سبيب‪،‬‬
‫بدعوى �أن ق�ضاة املجل�س مل ي�سببوا قرارهم و اكتفوا ب�أن املرجع الطاعن مل‬
‫يتو�صل �إىل �إثبات عالقة العمل التي تربطه باملدعى عليه رغم تقدميه لأ�سماء‬
‫�شهود‪ ،‬ومل يتطرق �إىل ذلك و مل يناق�ش الطلب و الرد عليه‪ ،‬خمالفني بذلك‬
‫�أحكام املادة ‪ 10‬من قانون العمل ‪.‬‬
‫فعال حيث من املقرر قانونا و ق�ضاء �أن دفوع و طلبات الأطراف تعد من و�سائل‬
‫دفاعهم‪ ،‬ي�ستوجب على ق�ضاة املو�ضوع مناق�شتها و الرد عليها ‪.‬‬
‫وحيث يتبني من القرار املطعون فيه �أن الطاعن قدم تدعيما لطلباته يف �إثبات‬
‫عالقة العمل �شاهدين‪ ،‬وال�شهادة تعد و�سيلة من و�سائل �إثبات عالقة العمل ح�سب‬
‫ن�ص املادة ‪ 10‬من القانون ‪ ،11/90‬كان على ق�ضاة املجل�س مناق�شة طلب الطاعن‬
‫و الرد عليه‪ ،‬و ب�إغفالهم ذلك عر�ضوا ق�ضائهـ ـ ــم للنق�ض‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــل ‪ :‬قب ـ ــول الطع ـ ــن بالنق�ض �شك ـ ــال‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪227‬‬
‫ملف رقـم ‪690993‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫م�ستغامن بتاريخ ‪ 2008/03/29‬و�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون ‪.‬‬
‫و�إبقـ ــاء امل�ص ـ ــاريف عل ــى املطعـ ــون �ض ـ ــده‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ الأول‬
‫من �شهر دي�سمبـر �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫االجتماعية‪-‬الق�سم الثاين‪-‬و املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سا مقررا‬ ‫بـ ــو �شليط راب ـ ـ ــح‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ط ـ ـ ــالب ا�سي ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو خلوف بلقا�س ــم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سنقـ ـ ــاد عل ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كيحل عبد الكرمي‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـد ‪ :‬عل ـ ــي بـ ــن �سعـ ــد الدراج ـ ــي‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�سـاعـدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬مكاتـ ــي عبـ ــد احلمي ـ ــد‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪228‬‬
‫ملف رقـم ‪723342‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 723342‬قــــرار بتاريخ ‪2011/12/01‬‬
‫ق�ضي ــة (ر‪�.‬ص) �ضد �شركة الأ�شغال العمومية والطرق والهند�سة املدنيـ ــة‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬حمكمــــة عليــــا ‪ -‬معار�ضـــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداري ــة ‪ :‬املـ ــادة ‪.379 :‬‬

‫املـبــد�أ‪:‬القرارات ال�صادرة عن املحكمة العليا‪ ،‬غري قابلة للطعـــن‬


‫فيهــــا باملعار�ضــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــا‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدني ـ ـ ــة و الإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودع ـ ــة بتاريخ ‪.2010/07/15‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد كيحل عبد الكرمي امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد علي بن �سعد الدراجي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫الرامية عدم قبول الطعن �شكال‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫حيث طع ـ ــن بطريق املعار�ضة املدعو (ر‪�.‬ص) يف القرار ال�صـ ـ ــادر بتاريخ‬
‫‪ 1998/03/10‬ع ـ ــن املحكمة العليا الذي �صرح بقبول الطعن �شكال‪ ,‬ويف‬
‫املو�ضوع نق�ض و�إبطال احلكم املطعون فيه ال�صادر عم حمكمة اجلزائر بتاريخ‬
‫‪ 1995/07/24‬جزئيا فيما ق�ضى بالأجور وبدون �إحالة‪.‬‬
‫و�أودع يف هذا ال�ش�أن عري�ضة التم�س فيها قبول املعر�ضة �شكال وفى املو�ضوع‬
‫احلكم بت�أيد القرار املعر�ض فيه مع الإحالة �إىل املحكمة للف�صل فى التعوي�ض‬
‫ولي�س الأجور‪ ,‬مل ترد املطعون �ضده ـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪229‬‬
‫ملف رقـم ‪723342‬‬ ‫الغرفة االجتماعيــة‬
‫مــــن حيث قبــــول املعار�ضـــــة ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن باملعار�ضة �سجل بتاريخ ‪ 2010/07/15‬وبالتايل تطبق عليه‬
‫�أحكام القانون ‪ 08/09‬امل�ؤرخ يف ‪ 2008/02/25‬املت�ضمـ ــن قانون الإجراءات‬
‫املدني ــة والإدارية والذي دخل حيـ ــز التطبيق ابتداء من ‪ 2009/04/25‬طبقـ ــا‬
‫للمادة ‪ 1062‬من ـ ــه‪.‬‬
‫حيث من املقرر قانونـ ــا "املـ ــادة ‪ 379‬من قانون الإجراءات املدنية والإداريـ ــة"‬
‫�أنه ال تقبل املعار�ضة يف قرارات املحكمة العليا‪ ,‬وبالتايل يتعني الت�صريح بعدم‬
‫قبول املعار�ضة التي �أقامها العار�ض لعدم جوازها قانون ـ ـ ــا‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صـ ــاريف الق�ضائي ـ ــة يتحملهـ ــا اخلا�سـ ـ ــر يف الدعـ ــوى‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبـــــــــــــاب‬
‫قــــررت املحكمــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫عـ ـ ــدم قبـ ـ ــول املعار�ضـ ــة‪.‬‬
‫وحتمي ـ ــل املع ـ ــار�ض امل�ص ـ ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتاريخ‬
‫الأول من �شهـر دي�سمبـر �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪-‬‬
‫الغرفـ ــة االجتماعية‪-‬الق�سم الثاين‪-‬واملرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـ ــم رئي�ســا‬ ‫ب ـ ــو �شليط راب ـ ــح‬


‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫كيحل عبد الكرمي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ط ـ ـ ــالب ا�سي ـ ـ ـ ـ ــا‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو خلوف بلقا�س ــم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سنقـ ـ ـ ـ ــاد عل ـ ـ ــي‬

‫بحـ�ضـ ــور ال�سي ـ ــد ‪ :‬عل ــي بـ ــن �سعـ ــد الدراج ـ ــي‪-‬املحــامـي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�سـاعـ ــدة ال�سـي ـ ــد ‪ :‬مكات ــي عبـ ــد احلمي ـ ــد‪�-‬أمـيــن الــ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪230‬‬
‫‪ .4‬الغـرفــة التجاريــة والبحرية‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 465613‬قــــــرار بتاريخ ‪2008/11/05‬‬
‫ق�ضيـ ــة ال�شركة ذات الأ�سه ـ ــم �آل خليفة بنك �ضد ال�شركـ ــة ذ‪.‬م‪ .‬م‬
‫العيادة املركزية (خ) والبنك اخلارجي اجلزائري وبنك الفالحة والتنمية الريفية‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬مقا�صـــة ‪� -‬سنـــد �صنــــدوق ‪ -‬وديعــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون رقـ ــم ‪ :10-90 :‬املـ ـ ــادة ‪.170 :‬‬
‫نظ ــام (بنك اجلزائر) رق ـ ـ ــم ‪ ،04-97:‬يتعلق بنظام �ضمان الودائع امل�صرفيـ ــة‬
‫(اجلريــدة الر�سميــة‪ ،‬الع ــدد ‪ 17‬ل�سنـ ـ ــة ‪.)1998‬‬

‫املبـد�أ‪:‬ال تعد �سندات ال�صندوق‪ ،‬املودعة لدى البنك �ضمانا لدين‪،‬‬


‫وديعــــة‪ ،‬النعـــدام عقـــد الإيـــداع‪.‬‬

‫املقا�صة بني مبلغ مايل و بني هذه ال�سندات‪ ،‬مقا�صة �صحيحة‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليـــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�ص ـ ــه ‪:‬‬
‫بنــاء على املواد ‪ 257 ،244 ،239 ،233 ،231 :‬و ما يليها من قانون الإجراءات‬
‫املدني ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2006/10/14‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضده ـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪232‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد جمرب حممد‪ ،‬امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة‪ ،‬املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الدفع ال�شكلي بحيث �أن العري�ضة الإي�ضاحية �سجلت‬
‫�ضمن الأجل املحدد باملادة ‪ 243‬من ق �إ م ورف�ض الطعن بالنق�ض لعدم ت�أ�سي�س‬
‫الأوجـ ــه املدفـ ــوع به ـ ــا‪.‬‬
‫حيث وبعري�ضة مودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا يف ‪� 14‬أكتوبر ‪،2006‬‬
‫طعنت ال�شركة ذات امل امل "�آل خليفة بنك" بطريق النق�ض بوا�سطة وكيلها‬
‫الأ�ستاذ فخار عبد القادر‪ ،‬املحامي املقيم باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليا‬
‫�ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء تيزي وزو يف ‪ 9‬جويلية ‪ 2006‬القا�ضي‬
‫بقبول اال�ستئنافني الأ�صلي والفرعي �شكال ويف املو�ضوع ‪� ،‬إلغاء احلكم امل�ست�أنف‬
‫ال�صادر عن حمكمة تيزي وزو يف ‪ 4‬فيفري ‪ ،2006‬والق�ضاء من جديد برف�ض‬
‫الدعوى الأ�صلية لعدم الت�أ�سي�س مع الأمر برفع اليد عن احلجز الواقع مبقت�ضى‬
‫�أمر ‪� 1‬أوت ‪ 2005‬على ح�ساب امل�ست�أنفة �شركة (خ) مع �إلزام امل�ست�أنف عليه‬
‫" �آل خليفة بنك" يف حالة ت�صفية ب�أن يدفع لها تعوي�ضا قدره مائة �ألف دينار‬
‫(‪ 100.000‬دج) عن الدعوى التع�سفية‪.‬‬
‫حيث �أث ـ ــار وكيلهـ ــا ثالثــــــة (‪� )03‬أوجـــــــه‪.‬‬
‫حيث �أجاب وكيل املطعون �ضدها ال�شركة ذات امل�س�ؤولية املحدودة (خ)‪،‬‬
‫الأ�ستاذ ح�سني �أبركان‪ ،‬املحامي املقيم باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليا‬
‫دافعا يف ال�شكل بعدم قبول املذكرة ال�شارحة لوقوعها خارج الآجال املقررة باملادة‬
‫‪ 243‬من قانون الإجراءات املدنية‪ ،‬ذلك لأن الطعن �سجل يف ‪� 14‬أكتوبر ‪2006‬‬
‫واملذكرة ال�شارحة يف ‪ 16‬نوفمرب ‪ 2006‬ويف املو�ضوع‪ ،‬اعترب الأوجه غري م�ؤ�س�سة‬
‫والتم�س احتياطي ـ ــا رف�ض الطعن واحلكم على الطاعنـ ــة بدفع ‪ 500.000‬دج‬
‫(خم�سني �ألف دينار) مقابل امل�صاريف التي ت�سببت فيها لها والتي ال ت�سرتد‪.‬‬
‫حيث ل ـ ــم يجب البنك اخلارجي اجلزائري‪ ،‬وكالة تي ـ ــزي وزو‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪233‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫حيث مل يجب بنك الفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬وكالة تيزي وزو‪.‬‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــة العليـــــــــــــــا‬
‫عن الدفع ال�شكلي املثار من قبل وكيل املطعون �ضدها ال�شركة ذات‬
‫امل امل (خ)‪:‬‬
‫حيث يجب التذكري �أنه عمال ب�أحكام املادة ‪ 463‬من قانون الإجراءات املدنية‪،‬‬
‫ف�إن جميع املواعيد املن�صو�ص عليها يف ذات القانون حت�سب كاملة و�إذا �صادف‬
‫�آخر امليعاد يوم عطلة امتد �إىل �أول يوم عمل يليه‪.‬‬
‫حيث يق�صد بالكاملة عدم احت�ساب �أول و�آخر يوم‪ ،‬فيبد�أ ح�ساب �أجل ال�شهر‬
‫ي ـ ــوم ‪� 15‬أكتوبر ‪ 2006‬حتى ‪ 15‬نوفمرب ‪ 2006‬والذي ال يح�سب وتبقى الآج ـ ــال‬
‫مفتوحة حتى ‪� 16‬أكتوبر ‪ 2006‬وهو تاريخ �إيداع املذكرة الإي�ضاحية يف املوعد‬
‫املقرر‪ ،‬ف�أقل ما يقال عن الدفع �أنه غري جدي يتعني رف�ض ـ ــه‪.‬‬
‫حيث ا�ستوفى الطعن بالنق�ض �أو�ضاعه و�أ�شكاله القانونية‪ ،‬فهو مقبول‪.‬‬
‫الوجه الأول ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫حيث يعيب الطاعن على القرار املطعون فيه انه ت�ضمن يف ديباجته وكالتي تيزي‬
‫وزو للبنك اخلارجي اجلزائري وبنك الفالحة‪ ،‬واللتان ال تتمتعان بال�شخ�صية‬
‫القانونية وال باال�ستقالل املايل‪ ،‬وبالتايل تفتقران ل�صفة التقا�ضي‪ ،‬الأمر الذي‬
‫من �ش�أنه تر�شيح القرار املنتقد للإلغاء ملخالفته لقاعدة جوهرية يف الإجراءات ‪،‬‬
‫ا�ستنادا على ن�ص املادة ‪ 459‬من قانون الإجراءات املدنية‪.‬‬
‫لكن حيث ومن الثابت من احلكم امل�ست�أنف �أن املدعي الطاعن هو الذي �أقام‬
‫دعوى احلال �ضد املطعون �ضدها وبح�ضور الوكالتني‪ ،‬وملا ا�ستجاب لطلباته‬
‫ا�ست�أنفته مقابلته ناقلة الأطراف كما جاءت به‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ال ي�سوغ للطاعن �أن يتذرع ب�إجراءات ت�سبب هو فيها وين�سبها خل�صمه‪،‬‬
‫مما يجعل الوجه غري جدي وهذا اقل ما يقال عنه‪ ،‬ويتعني رف�ضه لذلك‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪234‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫الوجـــه الثانــــي ‪ :‬م�أخـــوذ مـــن انعـــدام �أو ق�صـــور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫الفرع الأول ‪ :‬عدم ت�صدي املجل�س ملناق�شة كل دفوع الطاعن دفوعا �شكلية‬
‫و مو�ضوعية تعيبها‪ ،‬لكن املجل�س مل يتعر�ض لها يف قراره املطعون فيه ومل يناق�شها‬
‫كلها وتلك امل�ستمدة من الن�صو�ص القانونية املرتبة لالمتياز يف ت�سديد الديون‪.‬‬
‫لكن حيث ال يتبني من القرار املطعون فيه �أن امل�ست�أنف عليه تقدم مبثل هذه‬
‫الو�سائل للدفاع �أمام ق�ضاة املو�ضوع‪ ،‬بل لأول مرة �أمام املحكمة العليا‪.‬‬
‫حيث ال ي�سوغ له ان يعاتب ه�ؤالء بعدم الرد على دفوع مل تثار �أمامهم‪.‬‬
‫حيث واقل ما يطلب من الطاعن تقدمي ن�سخة من مذكرته للرد على العري�ضة‬
‫اال�ستئنافيـ ـ ــة‪ ،‬وحتى تتمكن املحكمة العليا من الت�أكد �أنه دفع بها ومل يذكره ـ ــا‬
‫الق�ضاة‪ ،‬الأمر الذي يجعل الوجه غري جدي ويرف�ض‪.‬‬
‫الوجــــه الثــــالث ‪ :‬م�أخـــوذ مـــن خمالفـــة القانــــون‪،‬‬
‫الفـــرع الأول ‪ :‬خمالفـــة الن�صو�ص القانونية املرتبة لالمتيـــاز يف‬
‫ت�سديـــد الديـــون‪،‬‬
‫بدعوى �أن وجود ال�شركة "�آل خليفة بنك "قيد الت�صفية قد خلق و�ضعية قانونية‬
‫جديدة ‪ ،‬فعلى افرتا�ض �أن املطعون �ضدها �أودعت �سبع �سندات �صندوق ك�ضمان‬
‫للقر�ض يتعني عليها ت�سديد مقابلها املوجود بذمتها وموازاة مع ذلك قيد دينها‬
‫ال�ستيفاء مقابل هذه ال�سندات لدى امل�صفي و�ضمن التي يرتبها فيها القانون ما‬
‫بعد العمال واخلزينة العمومية وال�ضمان االجتماعي‪ ،‬فالقول ب�صحة املقا�ص ـ ــة‬
‫التي قامت بها ي�صطدم والن�صو�ص القانونية املرتبة لالمتيازات يف الت�سديد‬
‫ومينع امل�صفي من �إجرائها بني ما هو م�ستحق عليه لدائنه مما هو م�ستحق له‬
‫جتاهه لأنه يعترب مبثابة الت�سديد اجلزئي للدين املوجود يف ذمة البنك ل�صالح‬
‫املطعون �ضدها قبل بقية الديون خا�صة املمتازة‪ ،‬كما متثل املقا�صة �إ�ضرارا بباقي‬
‫الدائنني وت�صطدم مع �أنظمة الت�صفيـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪235‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫حيث وبعد �إعالن �آل خليفة بنك يف حالة ت�صفية وتوقفها عن الدفع ي�ستلزم‬
‫تطبيق املادة ‪ 170‬من قانون النقد والقر�ض التي �أقرت و�ضع نظام ل�ضمان الودائع‬
‫البنكية يف حالة توقف احد البنوك عن الدفع‪ ،‬لذلك ا�صدر حمافظ بنك اجلزائر‬
‫النظام رقم ‪ 04/97‬يف ‪ 31‬دي�سمرب ‪ 1997‬املتعلق ب�ضمان الودائع امل�صرفية‬
‫‪ :‬ات�صل الطاعن بكل املودعني لدعوتهم لالقرتاب من مـقر الت�صفية لتطبيقه‬
‫والذي ين�ص يف مادته ‪ 10‬على حتديد احلد الأق�صى للتعوي�ض املمنوح لكل مودع‬
‫ب�ستمائة �ألف دينار‪ ،‬واملقا�صة تخرق املادة ‪ 09‬من ذات النظام وللقوانني املرتبة‬
‫لالمتياز يف ت�سديد الديون للبنك املوجود يف و�ضعية الطاعن‪.‬‬
‫حيث �إن للممتازة �أولويات عن العادية التي تعد �سندات ال�صندوق نوعا منها‬
‫وتبقى مطالبة امل�ست�أنفة ب�إجراء مقا�صة بني ديونها و م�ستحقاتها لدى البنك هي‬
‫عبارة عن ت�سديد فوري مق ّنع لديونها العادية قبل بق ّية الديون املمتازة الثابتة‬
‫مما يجعل هذا الإجراء �سابق لأوانه‪ ،‬و ال يكون‬ ‫يف ذمتها ل�صالح دائنني �آخرين‪ّ ،‬‬
‫لل ّدين امتياز �إال مبقت�ضى ن�ص قانوين طبقا للمادة ‪ 2/982‬مدين‪ ،‬فا�ستجابة‬
‫املجل�س لطلبات امل�ست�أنفة من �ش�أنه الإخالل مببد�أ امل�ساواة بني كل املودعني‪ ،‬مما‬
‫يتعني معه التّ�صدي للقرار املطعون فيه بالنق�ض‪.‬‬
‫لكن حيث يتبينّ من القرار املطعون فيه �أن امل�ست�أنف عليه الطاعن دفع �أمام‬
‫املجل�س �أنه �أثبت ال ّدين وعجزت امل�ست�أنفة عن �إثبات تخل�صها منه‪ ،‬و �أن املادة‬
‫‪ 299‬من القانون املدين تت�أ�س�س عليها يف فقرتها ‪ 3‬تن�ص "على �أنه �إذا كان �أحد‬
‫الدينني �شيء مودع �أو معار لال�ستعمال و كان مطلوبا رده " و عليه فان املقا�صة‬
‫غري جائزة ‪.‬‬
‫حيث اعترب ق�ضاة املجل�س �أن �سندات ال�صندوق اخلم�سة التي �سلمت للوفاء‬
‫بدين ‪ 26.402.402‬د ج �أ�صبحت دينا بذمة امل�ست�أنف عليه الطاعن بعد �أن و�ضع‬
‫رهن الت�صف ّية‪ ،‬فال ميكن تطبيق �أحكام املادة ‪ 4/299‬من ذات القانون لأن‬
‫ال�صندوق �أوراق مالية و مبثابة نقود‪ ،‬و لذلك تكون املقا�صة التي قامت‬ ‫�سندات ّ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪236‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بها امل�ست�أنفة �صحيحة طبقا للمادة ‪ 297‬من نف�س القانون‪ ،‬لذلك وجب القول‬
‫�أنها �سددت بوا�سطتها �أغلبية الدين الذي كان بذمتها‪ ،‬و �أما املتبقي منه لغاية‬
‫‪ 2004‬مبقابل ‪ 1.402.402.64‬د ج �أثبتت حتويله حل�ساب امل�ست�أنف عليه بو�صل‬
‫‪.2004/10/20‬‬
‫وعليه يكون الق�ضاة قد ر ّدوا مبا فيه الكفاية يف حدود الدفوع املثارة �أمامهم‪،‬‬
‫�إذ مل ي�سبق للطاعن و �أن تقدم مبثل ما جاء بالفرع �أمامهم بل لأول مرة �أمام‬
‫املحكم ـ ــة العليـ ـ ــا‪.‬‬
‫حيث و �إن كان الأمر غري كذلك‪ ،‬فكان على الطاعن تقدمي عري�ضته للرد حتى‬
‫ميكن املحكمة العليا من ب�سط رقابتها كعادته ـ ــا‪.‬‬
‫حيث وم ـ ــتى كان ذلك‪ ،‬ي�صبح الفرع غري �سديد و يـ ــرف�ض‪.‬‬
‫الفــرع الثاين ‪ :‬خمالفة الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 299‬من القانون املدنــي‪:‬‬
‫ذلك �أن �سندات ال�صندوق املحتج بها من طرف امل�ست�أنفة كانت مودعة لدى‬
‫البنك الطاعن املوجود يف حالة ت�صفية‪ ،‬و بالتايل ف�إن اعتبار املقا�صة التي قامت‬
‫بها �صحيحة طبقا للمادة ‪ 297‬من القانون املدين ي�شكل خرقا للفقرة ‪ 3‬من املادة‬
‫‪ 299‬منه التي ت�ستثني ب�شكل �صريح و وا�ضح من املقا�صة "متى كان �أحد الدينني‬
‫�شيئا مودعا" كدعوى احلال‪� ،‬إذ �أن املقا�صة متت فيما بني مبلغ مايل و �سندات‬
‫�صندوق مودعة من طرف املطعون �ضدها لدى البنك‪ ،‬مما يجعل القرار املطعون‬
‫فيه مر�شحا للنق�ض‪.‬‬
‫لكن حيث ومن الثابت من امللف وغري متنازع فيه‪� ،‬أن �سندات ال�صندوق قد مت‬
‫�إيداعها ك�ضمان للدين ميكن للبنك الت�صرف فيها ال�ستيفاء دينه ولي�س كوديعة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬ي�شرتط حترير عقد �إيداع لتطبيق ذات الفقرة‪ ،‬وملا اعترب الق�ضاة �أن‬
‫املقا�صة �صحيحة يكونون قد التزموا �صحيح القانون‪ ،‬مما يجعل الفرع غري �سديد‬
‫يتعني رف�ض ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪237‬‬
‫ملف رقـم ‪465613‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫و�ضمن هذه الظروف‪ ،‬يتعني رف�ض الطعن بالنق�ض لعدم ت�أ�سي�س الأوجه املثارة‬
‫ورف�ض طلب املطعون �ضدها للتعوي�ض‪ ،‬ذلك لأن الطعن ال يكت�سي طابعا تع�سفيا‬
‫طاملا �أن الطاعنة ا�ستعملت حقا خموال لها قانونا ومل تكن تنوي �إ�ضرارها به‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبــــــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمـــــة العليــــا ‪:‬‬
‫بقبول الطعن �شكال و برف�ضه مو�ضوعا و برف�ض طلب املطعون ّ�ضدها للتّعوي�ض‬
‫لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫وب�إبقاء امل�صاريف على الطاعن ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار ووقع الت�صريح بـه فـي اجلل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتـاريـخ‬
‫اخلام�س من �شهـر نـوفمبـر �سنـة �ألفيـن وثمانيـة من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية و البحرية ‪ -‬املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�س ـ ــا‬ ‫ذيب عبـ ـ ــد ال�سـ ــالم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫جمبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معلـ ـ ـ ـ ـ ــم ا�سماعي ـ ــل‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرين ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوزرتين ـ ـ ــي جمـ ـ ـ ــال‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بعطـ ـ ــو�ش حكيمـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫تيغ ـ ـ ـ ـ ــرمت حممـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاهـ ــر مليك ـ ــة‪-‬املحـامـي العـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�سـيـ ـ ــد‪� :‬سباك رم�ضان‪�-‬أمـيـن ال�ضـبـط ‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪238‬‬
‫ملف رقـم ‪534486‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 534486‬قـــــرار بتاريخ ‪2009/05/06‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ق‪.‬م) �ض ـ ــد (ب‪.‬ع) وم ـ ــن معـ ــه‬

‫املو�ضـــوع‪� :‬شركـــة ذات م�س�ؤولية حمــــدودة ‪ -‬م�ؤ�س�ســـة ذات ال�شخ�ص‬


‫الوحيــد ‪ -‬ح�ص�ص يف ال�شركــــة ‪� -‬إحالة ح�ص�ص ‪ -‬عقد ر�سمـــي‪.‬‬
‫قانـ ــون جتـ ــاري ‪ :‬املادتـ ــان ‪ 571 :‬و‪.572‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬احل�ص�ص‪ ،‬يف ال�شركة ذات امل�س�ؤولية املحدودة و امل�ؤ�س�سة‬


‫ذات ال�شخ�ص الوحيد‪ ،‬قابلة لالنتقال عن طريق الإرث والإحالــــة‬
‫(‪ )Cession‬بني الأزواج والأ�صــــول و الفروع وبني ال�شركاء‪ ،‬بدون‬
‫ا�شتــــراط موافقـــة �أغلبيــــة ال�شركـــــاء‪.‬‬

‫ال ميكــــن �إثبـــات �إحالــــة احل�ص�ص (‪Cession de parts‬‬


‫‪� )sociales‬إال بعقـــد ر�سمــــي‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليـــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ـ ــن‬
‫عكنـ ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانوني ـ ــة �أ�ص ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد‪ 257 ،244 ،239 ،233 ،231 :‬و ما يليها من قانون الإجراءات‬
‫املدني ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعـ ـ ـ ــة بتاريخ ‪.2008/01/13‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪239‬‬
‫ملف رقـم ‪534486‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة بعطو�ش حكيمة امل�ست�شارة املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل نق�ض القرار‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العليــــــا‬
‫حيث �أن (ق‪.‬م) ط ـ ــعن بطـ ـ ــريق النق�ض مبوجب عري�ضة مودع ـ ــة بتاريخ‬
‫‪ 2008/01/13‬بوا�سطة حماميه اال�ستاذ قجايل حممد املقبول لدى املحكمة‬
‫العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ض ـ ــاء �سطيف بتاريخ ‪2007/11/14‬‬
‫فهر�س ‪ 3125/07‬القا�ضي يف منطوقه‪.‬‬
‫يف ال�شكــــل ‪ :‬قب ـ ـ ـ ـ ــول اال�ستئن ـ ـ ـ ـ ـ ــاف‪.‬‬
‫يف املو�ضــــوع ‪ :‬ت�أييـ ـ ــد احلك ـ ــم امل�ست ـ ـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن تدعيما لطعنه �أودع عري�ضة �أثار فيها وجهني للطعــــن‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدهم (ب‪.‬ع) و (م‪.‬خ) و (ب‪.‬ح) رغم تبليغهم �إال �أنهم مل‬
‫يودعوا �أي مذكرة جواب‪.‬‬
‫حيث �أنه ال يوجد بامللف من يفيد �أن القرار املطعون فيه مت التبليغ به للطاعن‬
‫لذا تعني القول ب�أن الطعن جاء داخل �أجله القانوين‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن احلايل جاء م�ستوفيا جلميع �أو�ضاعه ال�شكلية و القانونية مما‬
‫يتعني قبوله �شكال‪.‬‬
‫عـــن الوجه الأول والثاين معا لت�شابههما ‪ :‬وامل�أخوذين من انعــــدام‬
‫�أو ق�صور الأ�سباب واخلط�إيف تطبيق القانون طبقا للمــادة ‪ /233‬ف ‪04‬‬
‫و‪ 05‬من قانــــون الإجــــراءات املدنيــــة‪،‬‬
‫حيث �أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه كونه ت�ضمن يف ت�سبيبه لت�أييد‬
‫احلكم امل�ست�أنف الذي رف�ض الدعوى على �أنه ال ميكن �إثبات �إحالة احل�ص�ص يف‬
‫ال�شركة التجارية �إال مبوجب عقد ر�سمي مع �أن هذا الت�سبيب ال ينطبق يف ق�ضية‬
‫احلال ذلك �أن املادة ‪ 572‬من القانون التجاري تتعلق ب�إثبات التنازل عن ح�ص�ص‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪240‬‬
‫ملف رقـم ‪534486‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ال�شركات التجارية على �أن يكون ذلك بعقد ر�سمي لكن عملية التنازل ذاتها تتم‬
‫بالإرادة احلرة لل�شركاء عن ح�ص�صهم ال�سيما �إذا كان التنازل عن احل�ص�ص‬
‫هو بني ال�شركاء �أنف�سهم و لي�س لطرف �أجنبي عن ال�شركة و يف ق�ضية احلال ف�إن‬
‫املطعون �ضدهم قد تنازلوا عن ح�ص�صهم ل�صالح ال�شريك املدعى يف الطعن‬
‫ف�إنه طبقا للمادة ‪ 571‬من القانون التجاري ال ت�شرتط يف هذه احلالة �أي �أغلبية‬
‫و �إمنا يكفي �أن يعرب ال�شريك عن �إرادته يف التنازل عن ح�ص�صه و هو ما ح�صل‬
‫فعال �إذ �أن املطعون �ضدهم قد تقدم كل واحد منهم بطلب خا�ص به يت�ضمن‬
‫االن�سحاب من ال�شركة و التنازل عن ح�ص�صه فيها للطاعن و �أنهم كلهم قب�ضوا‬
‫من الطاعن �شيكات مقابل ح�ص�صهم و مت �صرف هذه ال�شيكات هذا ما يثبته‬
‫حم�ضر اجلمعية العامة امل�ؤرخ يف ‪ 2001/03/28‬و ‪ 2005/07/10‬و �أنه طبقا‬
‫لذلك كان على املطعون �ضدهم �أن ميتثلوا ملا يتطلب منهم القانون التجاري يف‬
‫�إثبات التنازل و �أن يتقدموا �إىل املوثق لإمتام الإجراءات الر�سمية‪.‬‬
‫لكن حيث و لئن كانت احل�ص�ص يف ال�شركة قابلة لالنتقال عن طريق الإرث‬
‫كما ميكن �إحالتها بكل حرية بني الأزواج و الأ�صول والفروع و بني ال�شركاء دون‬
‫ا�شرتاط �أغلبية ال�شركاء يف ال�شركات ذات امل�س�ؤولية املحدودة و ذات ال�شخ�ص‬
‫الوحيد كل ذلك طبقا لن�ص املادة ‪ 571‬من القانون التجاري و �إمنا يكفي �أن يعرب‬
‫ال�شريك عن �إرادته يف التنازل عن ح�ص�صه و هو ما ح�صل فعال يف ق�ضية احلال‬
‫غري �أن هذا التنازل ال ميكن اعتباره قانونيا و منتجا لأثاره �إال �إذا مت بعقد ر�سمي‬
‫وفقا ملا ن�صت عليه املادة ‪ 572‬من القانون التجاري التي تن�ص ‪ :‬ال ميكن �إثبات‬
‫�إحالة ح�ص�ص �إال مبوجب عقد ر�سمي‪.‬‬
‫حيث �أنه و طاملا �أن التنازل املزعوم وقع خالفا لن�ص املادة ‪ 572‬من القانون‬
‫التجاري املذكور �أنفا ف�إن ق�ضاة املو�ضوع ملا ق�ضوا برف�ض الدعوى يكونون قد‬
‫طبقوا القانون �أح�سن تطبيق و من ثم ف�إن ما يثريه الطاعن بالوجهني يكون غري‬
‫�سديد و يرف�ض و الطعن بالنق�ض معا‪.‬‬
‫حيث �أن امل�ص ـ ــاريف عل ـ ــى الطاع ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪241‬‬
‫ملف رقـم ‪534486‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــــي املحكمـــــة العليــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬قب ـ ـ ــول الطعـ ــن‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــوع ‪ :‬رف�ض ـ ـ ــه مو�ضوع ـ ــا‪.‬‬
‫حتميـ ــل الطاع ـ ــن بامل�صـ ــاريف‪.‬‬
‫بذا �صــدر القــرار ووق ــع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلني ــة املنعق ــدة بتــاريــخ‬
‫ال�ساد�س من �شهــر مــاي �سنــة �ألفيــن و ت�سعــة من قبل املحكمة العلي ــا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية والبحرية‪-‬املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�سـ ـ ـ ــا‬ ‫ذيب عب ـ ــد ال�سـ ــالم‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارة مق ـ ـ ـ ـ ــررة‬ ‫بعطـ ـ ــو�ش حكيمـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ـ ـ ـ ــم ا�سماعيـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرين ـ ـ ــي �أحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫جمب ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫تيغ ـ ـ ــرمت حمم ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�سـ ـ ــي حل�سـ ـ ــن‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاه ــر مليك ــة‪-‬املحــام ــي ال ـعـام‪،‬‬
‫ومب�س ــاعدة ال�س ــيد ‪� :‬سب ـ ــاك رم�ض ـ ــان‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪242‬‬
‫ملف رقـم ‪620073‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 620073‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/04/08‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ب‪.‬ح) �ضـ ـ ــد (�س‪.‬د)‬

‫املو�ضـــوع‪� :‬إثبــــات ‪�-‬إيجــــار ‪ -‬عقــد توثيقـــي ‪ -‬بـــدل �إيجــــار‪.‬‬


‫قانـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.323 :‬‬

‫املبـــد�أ‪ :‬عقــد الإيجار التوثيقي‪ ،‬دليل على قيام عالقة �إيجــار‪.‬‬


‫يجب علـــى امل�ست�أجر �إثبــات الوفاء بالتزام ت�سديد بـــدل‬
‫الإيجــــار‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداولـ ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪.2009/03/22‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد قريني �أحمد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل نق�ض القــرار‪.‬‬
‫وعلـيـــــــه فــ�إن املحكمــة العليــــــــــــــا‬
‫حيث �أن (ب‪.‬ح) (م�ست�أجر) قد طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪2009/03/22‬‬
‫بوا�سطتـ ــة عري�ضة قدمها حمامي ـ ــه الأ�ستاذ علي �شيخاوي املحامي املقبـ ـ ــول‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪243‬‬
‫ملف رقـم ‪620073‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫لدى املحكمة العليا �ضـ ــد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء تيزي وزو بتاريخ‬
‫‪ 2008/12/28‬فهر�س رقـ ـ ــم ‪ 04080‬القا�ضي بقبول اال�ستئناف �شكال وت�أيي ـ ــد‬
‫احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة تيزي وزو بتاريخ ‪.2008/06/21‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده (�س‪.‬د) (م�ؤجر) قد بلغ بعري�ضة الطعن بالنق�ض ومل‬
‫يقدم مذكرة جوابه‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �شروطه القانونية لذلك فهو مقبول‬
‫�شكال‪.‬‬
‫عــن الوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‬
‫ب�سبب عدم قراءة وتالوة التقرير يف اجلل�سة ح�سب الفقــــرة(‪ )3‬من‬
‫املــــادة(‪ )144‬من ق‪�.‬إ‪.‬م‪،‬‬
‫حيث �أن ديباجة القرار ت�ؤكد �أن امل�ست�شار املقرر قام بتالوة تقريره املكتوب‬
‫يف جل�سة ‪ 2008/12/14‬خالفا ملزاعم الطاعن املذكورة يف الوجه‪ ،‬مما يجعل‬
‫الوجه غري جدي ومرفو�ض‪.‬‬
‫عـن الوجه الثاين ‪ :‬امل�أخوذ من عدم اخت�صا�ص الق�ضاء التجاري لكون‬
‫النزاع مدين يخرج عن اخت�صا�ص الق�ضاء التجـــــاري‪،‬‬
‫ينبغي التذكري �أن النزاع احلايل يتعلق بدفع بدل الإيجار جتاري ملحل ميار�س‬
‫ن�شاطا جتاريا يتمثل يف الإطعام ال�سريع و�أن مثل هذا النزاع ينظمه القانون‬
‫التجاري مما يجعل النزاع جتاريا‪ ،‬يدخل �ضمن اخت�صا�ص املهمة التجارية‪ ،‬مما‬
‫يجعل الوجه غري م�ؤ�س�س ومرفو�ض‪.‬‬
‫عــن الوجـــه الثــالث ‪ :‬امل�أخــوذ من انعدام وق�صــور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫لكـ ـ ــون املجل�س مل يعلل قراره مع خمالفة القرائن املرفقة بالدعوى (العرف‬
‫و�إكمـ ــال ال�شهادة) ومل ي�سببوا ق�ضاءهم بكفاية مع تو�ضيح كيف تو�صلوا �إل ـ ــى‬
‫ق�ضائهـ ـ ــم‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪244‬‬
‫ملف رقـم ‪620073‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫حيث �أن القراءة املت�أنية حليثيات القرار تفيد �أن ق�ضاة املجل�س قد حكموا‬
‫على الطاعن بدفع بدل الإيجار لعدم �إثباته من طرف امل�ست�أجر الذي مل يقدم‬
‫دليال كافيا على ت�سليمه ملبلغ الإيجار‪ ،‬وهذا الق�ضاء جاء معلال وم�سببا مبا فيه‬
‫الكفاية‪ ،‬مما يجعل الوجه غري جدي ومرفو�ض‪.‬‬
‫عـــن الوجه الرابع ‪ :‬امل�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانون ويتفرع‬
‫�إلــى فرعيـــــن ‪:‬‬
‫الفـــــرع الأول ‪ :‬امل�أخــــوذ مـــن خمالفـــة عبء الإثبـــــات‪،‬‬
‫لكون العقد التوثيقي املوجود بينهما يفرت�ض �أن امل�ست�أجر كان يدفع الإيجار‬
‫نهاية كل �شهر وهي قرينة على دفع الإيجار ومن ادعى عك�سها فهو مطالب بتقدمي‬
‫الدلي ـ ـ ــل‪.‬‬
‫الفــرع الثانـــي‪ :‬امل�أخـــوذ مــن خمالفــة ثبــوت الديــن املدنــــي‪،‬‬
‫بدعوى �أن الدين مدين ويخ�ضع لقواعد القانون املدين و�أن خمالفة هذه‬
‫القواعد ي�ؤدي �إىل اخلط�أ يف تطبيق القانون‪.‬‬
‫حيث �أن عقد الإيجار الرابط بني الطرفني هو عقد توثيقي و�أن امل�ؤجر قد قام‬
‫ب�إثبات االلتزام الذي هو عقد الإيجار طبقا للمادة ‪ 323‬من القانون العام‪ ،‬وهو‬
‫القانون املدين وعلى امل�ست�أجر �إثبات التخل�ص من االلتزام الذي يدخل يف التزامه‬
‫وهو ت�سديد بدل الإيجار وبالتايل فق�ضاة املجل�س مل يخالفوا القانون ملا حكموا‬
‫على امل�ست�أجر(الطاعن احلايل) بدفع مبلغ الإيجار طيلة مدة العقد النعدام‬
‫الدليل وبالتايل فعقد الإيجار التوثيقي ال يكون قرينة على دفع بدل الإيجار و�أن‬
‫هذا االلتزام يخ�ضع لقواعد القانون املدين والتجاري يف �آن واحد‪ ،‬مما يجعل‬
‫الوجه بفرعيه غري م�ؤ�س�س ومرفو�ض مع �إلزام الطاعن بامل�صاريف الق�ضائية‬
‫طبقا للمادة ‪ 378‬من ق‪�.‬إ‪.‬م‪�.‬إ‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪245‬‬
‫ملف رقـم ‪620073‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫فلهــــــذه الأ�سبــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمـــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫قب ــول الطع ــن �شك ـ ــال‪.‬‬
‫ورف�ض الطع ـ ــن مو�ضوع ـ ــا‪.‬‬
‫و�إلـ ــزام الطاعـ ــن امل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫بـ ــذا �صـدر القـرار و وقــع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتاريــخ‬
‫الثامن م ــن �شهـر �أفـريل �سنة �ألفني وع�شرة من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفـ ــة‬
‫التجاريـ ــة و البحريـ ــة‪-‬املرتكبـ ــة مـ ــن ال�س ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ـ ــة رئي�س ـ ــا‬ ‫ذيب عب ـ ــد ال�س ـ ـ ــالم‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ــررا‬ ‫قرينـ ـ ـ ــي �أحم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ـ ـ ـ ـ ــم ا�سماعيـ ـ ــل‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫جمبـ ـ ـ ــر حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعط ـ ـ ـ ـ ـ ــو�ش حكيم ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�سـ ـ ــي حل�س ـ ـ ـ ــن‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاهـ ــر مليكـ ــة‪-‬املحـامي الـعــام‪،‬‬
‫ومب�س ــاعــدة ال�سـ ـيـ ــد‪� :‬سبـ ــاك رم�ضـ ــان‪�-‬أمـيــن الــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪246‬‬
‫ملف رقـم ‪626204‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 626204‬قــــرار بتاريخ ‪2010/06/03‬‬
‫ق�ضي ـ ــة دي ـ ــوان املـ ــركب الأوملبـ ــي حممـ ــد بو�ضيـ ــاف‬
‫�ضـ ـ ــد ال�شركـ ــة التجاريـ ــة ذ‪ .‬م‪ .‬م للأ�شغـ ــال (ر‪.‬ك)‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬حق التقا�ضــــي ‪ -‬حتكيـــــم‪.‬‬


‫الد�ستـ ــور ‪ :‬املـ ــادة ‪.140 :‬‬
‫قان ــون مدن ــي ‪ :‬املادت ــان ‪ 106 :‬و‪.107‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬املـ ــادة ‪.1006 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال ميكن التحجج باحلق الد�ستوري يف التقا�ضي‪ ،‬ال�ستبعاد‬


‫�إعمال �شرط اللجوء �إىل التحكيم‪ ،‬املتفق عليـــــه‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداولـ ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدني ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪.2009/04/19‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة بعطو�ش حكيمة امل�ست�شارة املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪247‬‬
‫ملف رقـم ‪626204‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــة العليــــــــــا‬
‫حيث �أن ديوان املركب الأوملبي حممد بو�ضياف املمثل ب�شخ�ص مديره العام‬
‫طعن بطريق النق�ض مبوجب عري�ضة مودعة بتاريخ ‪ 2009/04/19‬بوا�سطة‬
‫حماميته الأ�ستاذة �آيت �أوفلة وردية املقبولة لدى املحكمة العليا �ضد القرار‬
‫ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء اجلزائر بتاريخ ‪ 2009/02/15‬حتت رقم ‪7340/08‬‬
‫فهر�س ‪ 1455/09‬القا�ضي يف منطوق ـ ــه ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــــــل ‪:‬‬
‫قب ـ ــول اال�ستئن ـ ـ ـ ــاف‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــــــوع ‪:‬‬
‫ت�أيي ـ ــد احلكم امل�ست�أنف ال�ص ـ ــادر عن حمكمة بئ ـ ــر مـ ــراد راي�س بتـ ــاريخ‬
‫‪ 2008/07/15‬حتت رقـ ــم ‪ 316/08‬مبدئيا وتعديله بخف�ض مبلغ التعـ ــوي�ض‬
‫املحكوم به �إىل مائتي �آالف دينار جزائ ــري (‪ 200.000‬دج)‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن تدعيما لطعنه �أودع عري�ضة �أثار فيها وجهني للطعن(‪.)02‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدها ال�شركة التجارية ذات امل�س�ؤولية املحدودة للأ�شغال‬
‫"ر‪.‬ك" رغم تبليغها بطريقة قانونية �إال �أنها مل تقدم �أي جـ ــواب‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن احلايل جاء داخل �أجله القانوين و م�ستوفيا جلميع �أو�ضاعه‬
‫ال�شكلية والقانونية مما يتعني قبوله �شكال‪.‬‬
‫عن الوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة القانون وال �سيما املادتني ‪106‬‬
‫و‪ 107‬من القانون املدين و كذا البند ‪ 13‬من العقد املربم بني الطرفني‪،‬‬
‫حيث �أن الطاعن يعيب على القرار املطعون فيه �أنه �أيد احلكم امل�ست�أنف‬
‫مبدئيا و الذي ا�ستبعد الدفع ال�شكلي املثار من طرفه ملخالفته �أحكام البند ‪13‬‬
‫من االتفاقية املربمة بني طريف النزاع التي تن�ص �صراحة �أنه يف حالة ن�شوب �أي‬
‫نزاع بينهما ي�سوى ب�صفة ودية ويف حالة الف�شل يطرح على جلنة التحكيم وفقا‬
‫للمادتني ‪ 101‬و ‪ 102‬من املر�سوم الرئا�سي ‪ 02/250‬املت�ضمن قانون ال�صفقات‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪248‬‬
‫ملف رقـم ‪626204‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫العمومية �إال �أن قا�ضي الدرجة الأوىل ا�ستبعد هذا الدفع على �أ�سا�س التقا�ضي حق‬
‫د�ستوري لكل �شخ�ص و �أن عدم اللجوء �إىل التحكيم ال يحرمها من هذا احلق‪.‬‬
‫�أما ق�ضاة املجل�س ا�ستبعدوا هذا الدفع على �أ�سا�س �أن املطعون �ضدها �أر�سلت‬
‫للعار�ض �إعذار يف غ�ضون ‪� 2005‬أين التم�ست ت�سديد مبلغ الأ�شغال و �أن هذه‬
‫الإر�سالية ترقى �إىل �إجراء حتكيمي ف�إن هذا الت�سبيب خاطئ وخمالف للقانون‪.‬‬
‫بالفعل حيث يتبني من القرار املطعون فيه �أن الق�ضاة و لتربير ق�ضائهم برف�ض‬
‫الدفع املتعلق مبخالفة �أحكام املادة ‪ 13‬من االتفاقية الرابطة بني الطرفني التي‬
‫تلزمهما باللجوء �إىل التحكيم يف حالة ن�شوب �أي نزاع بينهما و كذا املادتني ‪106‬‬
‫و‪ 107‬من القانون املدين‪ ،‬اعتمدوا على �أن مرا�سلة امل�ست�أنف عليها (املطعون‬
‫�ضدها) للطاعن منذ �سنة ‪ 2005‬ال�ستالم الأ�شغال املتفق عليها ومطالبته ت�سديد‬
‫قيمتها كدليل على �أنها ا�ستنفدت معه كل الطرق الودية حلل النزاع ‪,‬الأمر الذي‬
‫يتعني معه ا�ستبعاد هذا الدفع‪.‬‬
‫حيث �أن مثل هذا الت�أ�سي�س خاطئ ذلك �أن املطعون �ضدها ملزمة بتطبيق‬
‫ما جاء بالعقد الرابط بينها و الطاعن و ال يجوز تعديله �أو نق�ضه �إال باتفاقهما‬
‫تطبيقا لن�ص املادتني ‪ 106‬و‪ 107‬من القانون املدين‪ ،‬و �أن جمرد �إر�سالية للمطالبة‬
‫با�ستالم الأ�شغال و املطالبة بقيمتها ال تفيد �أن النزاع خ�ضع للحل الودي‪.‬‬
‫ومنه ف�إن ق�ضاة املجل�س مبا ذهبوا �إليه يكونون قد �أخطئوا يف تطبيق القانون‬
‫وعر�ضوا قرارهم للنق�ض و الإبطال‪.‬‬
‫حيث و طاملا �أن املحكمة العليا ارت�أت �أنه البد من عر�ض النزاع على التحكيم‬
‫قبل اللجوء �إىل الق�ضاء و طاملا �أن القرار �أيد احلكم ف�إنه مل يعد ما يتطلب الف�صل‬
‫فيه و لذا ف�إن النق�ض يكون بدون �إحالة طبقا لن�ص املادة ‪ 365‬قانون الإجراءات‬
‫املدنية والإدارية وذلك دون حاجة �إىل مناق�شة الوجه الثاين‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف على املطعون �ضدهـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪249‬‬
‫ملف رقـم ‪626204‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمــــــة العليـــــــا ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫قبـ ـ ـ ـ ــول الطعـ ـ ـ ــن‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــــــــــــوع ‪:‬‬
‫نق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر بتاريخ ‪ 2009/02/15‬عن جمل�س‬
‫ق�ضاء اجلزائر بدون �إحالة‪.‬‬
‫حتميـ ــل املطعون �ضدها كافة امل�صاريف الق�ضائي ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر الق ــرار و وق ــع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلني ــة املنعق ــدة بتــاريــخ‬
‫الثالث من �شهــر جـ ــوان �سنــة �ألفيــن و ع�شــرة من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية و البحرية‪-‬املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ـ ــة رئي�سـ ــا‬ ‫ذيب عبـ ـ ــد ال�سـ ــالم‬
‫م�ست�ش ـ ــارة مق ـ ـ ـ ـ ــررة‬ ‫بعط ـ ـ ـ ــو�ش حكيمـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ـ ـ ــم ا�سماعي ـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرين ـ ـ ـ ـ ــي �أحم ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫جمب ـ ـ ـ ــر حمم ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�سـ ـ ــي حل�س ـ ـ ــن‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيـ ــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاهـ ــر مليكـ ــة‪-‬املحـامــي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�ســاعــدة ال�ســيد ‪� :‬سبـ ــاك رم�ض ـ ــان‪�-‬أمـي ــن ال�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪250‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 627056‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/07/08‬‬
‫ق�ضي ــة م�ؤ�س�سة (ن‪.‬م) �ضد عرب بنك اجلزائر و نا�سيونال بنك الكـ ــويت‬
‫وال�شركـ ـ ــة ذ‪.‬م‪.‬م للتوزيع و ال�شركة ذ‪.‬م‪.‬م برقان انرتنا�شيونال اجلزائ ــر‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬كفالـــة بنكية‪-‬كفالـــة �شخ�صية‪�-‬أعراف دوليــة‪-‬معاملـــة‬


‫م�صرفيــــة عامليـــــة‪.‬‬
‫قان ـ ــون مدنـ ــي ‪ :‬امل ـ ـ ــواد مـ ــن ‪� 644‬إلـ ــى ‪.673‬‬

‫املبـد�أ‪:‬ال ينبغي اخللط بني الكفالة البنكية‪ ،‬الداخلة يف املعامالت‬


‫امل�صرفيـــة العامليـــة‪ ،‬اخلا�ضعة للأعراف الدوليــة‪ ،‬وبني الكفالـــة‬
‫ال�شخ�صيـــة‪ ،‬اخلا�ضعــة للقانـــون املدنــــي‪.‬‬
‫الكفالــــة البنكية م�شروطة الدفع‪ ،‬عند �أول طلب‪ ،‬وغيـــر‬
‫قابلة للطعن‪ ،‬وغري موقوفة ب�أي �شـــرط‪.‬‬
‫ي�شتـــرط يف الكفالة ال�شخ�صيـــة‪� ،‬أن يكون الكفيل مو�ســـرا‬
‫ومقيمـــا باجلزائــــر‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫بعد املداولة القانونية �أ�صدرت القرار الآتي ن�صـ ـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪ 257،244،239،233،231‬وما يليها من قانون الإجــراءات‬
‫املدني ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪251‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/04/21‬وعلى مذك ّرة ال ّر ّد التّي تق ّدم بها حمامي عرب‬
‫بنك اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد جمرب حممد‪ ،‬امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫الطاهر مليكة‪ ،‬املحام ّية العامة يف تقدمي طلباته‬ ‫املكتوب و�إىل ال�سيدة �صحراوي ّ‬
‫الطعن بالنق�ض لكون الأوجه املدفوع بها �ضد القرار‬ ‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض ّ‬
‫حم ّل الطعن غري �سديدة‪.‬‬
‫حيث و بعري�ضة مودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا يف ‪� 21‬أفريل ‪،2009‬‬
‫ؤ�س�سة (ن‪.‬م) بطريق ال ّنق�ض بوا�سطة وكيلتها الأ�ستاذة فتيحة �صحراوي‬ ‫طعنت م� ّ‬
‫م�صطفاي‪ ،‬املحام ّية املقيمة باجلزائر واملعتمدة لدى املحكمة العليا �ضد القرار‬
‫ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء اجلزائر يف ‪ 25‬نوفمرب ‪ 2008‬فهر�س رقم ‪08/07263‬‬
‫القا�ضي ح�ضور ّيا بقبول اال�ستئنافني الأ�صلي والفرعي �شكال ويف املو�ضوع‪،‬‬
‫ال�صادر عن حمكمة �سيدي �أحم ّمد يف ‪ 12‬مار�س‬ ‫امل�صادقة على احلكم امل�ست�أنف ّ‬
‫الطاعنة لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬ ‫‪ 2008‬حتت رقم ‪ 2981‬و القا�ضي برف�ض دعوى امل ّدعية ّ‬
‫حيث �أثارت وكيلتها ثالثة (‪� )03‬أوجـــــه ّ‬
‫للطعــــــن‪.‬‬
‫حيث �أجاب وكيل املطعون �ض ّده عرب بنك اجلزائر الأ�ستاذ في�صل بن عبد‬
‫املالك‪ ،‬املحامي املقيم باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليا دافعا يف ال�شكل‬
‫بعدم ذكر طبيعتها طبقا للما ّدة ‪ 1/565‬من قانون الإجراءات املدن ّية والإدار ّية‬
‫الطعن بال ّنق�ض لذلك واحتياطيا‬ ‫التّي جاءت ب�صيغة الوجوب والتم�س عدم قبول ّ‬
‫الطعـ ــن بال ّنق�ض‪.‬‬‫ؤ�س�سة والتم�س رف�ض ّ‬ ‫يف املو�ضوع ‪،‬اعترب الأوجه غري م� ّ‬
‫حيث مل جتب ال�شركة ذات امل�سئول ّية املحدودة ‪ b/s‬للتـ ـ ــوزيع‪.‬‬
‫ال�شركة ذات امل�سئولية املحدودة (‪Algérie Sarl Burgan‬‬ ‫حيث مل جتب ّ‬
‫‪.)International‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪252‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمــــــة العليـــــــــــــــــا‬
‫ال�شكلي املثار من قبــــل وكيل املطعون ّ�ضده عرب بنــــك‬ ‫الدفع ّ‬ ‫عــــن ّ‬
‫اجلزائــــر ‪:‬‬
‫حيث و خالفا ملا جاء به وكيل املطعون �ض ّده‪ ،‬فقد ت�ضمنت عري�ضة الطعن‬
‫الطاعنة و هي لي�ست �شركة‪ ،‬مما يجعل ال ّدفع يف غري‬ ‫بالنق�ض طبيعة "امل�ؤ�س�سة" ّ‬
‫حم ّله و يرف�ض لذلك‪.‬‬
‫الطعن بال ّنق�ض �أو�ضاعه و �أ�شكاله القانون ّية‪ ،‬فهو مقبـ ــول‪.‬‬ ‫حيث ا�ستوفى ّ‬
‫الوجـــه الأ ّول ‪ :‬م�أخـــوذ من انعدام الأ�سا�س القانوين للحكــــم‪،‬‬
‫الطاعنة على ق�ضاة املجل�س ا�ستبعادهم لتطبيق املا ّدة ‪ 646‬من‬ ‫حيث تعيب ّ‬
‫ال�ضامن �أو الكفيل مقيما باجلزائر و حتت‬ ‫القانون املدين التّي ت�شرتط �أن يكون ّ‬
‫طائلة البطالن و مل مينحوا لقرارهم املطعون فيه ال ّت�أ�سي�س القانوين ملّا اعتربوا‬
‫�أنّ الكفالة البنكية ت ّنظمها الأعراف ال ّدول ّي ـ ــة‪.‬‬
‫الطاعنة التّي �أثبتت بطالن الكفالة امل�ستعملة‬ ‫حيث مل ي�أخذ الق�ضاة بدفوع ّ‬
‫مت�سكها باملا ّدة املذكورة �أعاله التّي ال زال تطبيقها �ساري‬ ‫من طرف عرب بنك وال ّ‬
‫للطلب الأ ّول‪.‬‬ ‫املفعول على جميع �أنواع الكفاالت دون ا�ستثناء للكفالة ّ‬
‫ال�شرط املذكور ال ينطبق على بنك الكويت ال ّذي‬ ‫حيث �أو�ضحت ّ‬
‫الطاعنة �أنّ ّ‬
‫�أخذ على عاتقه التزاما باطال وذلك بعد �أن �ألزمتها عرب بنك ب�أن تدفع لها من‬
‫ح�ساب الطاعنة ورغم علم ذات البنك ال ّذي ميار�س ن�شاطه باجلزائر منذ م ّدة‬
‫ب�أن القانون اجلزائري هو واجب التّطبيق الأمر ال ّذي ا�شرتطه على نف�سه يف حالة‬
‫ن�شوب نزاع‪ ،‬لكنه تذ ّرع بجهله للما ّدة املذكورة �أعاله عك�س بنك الكويت ال ّذي جاء‬
‫ت�ص ّرفه حقيقة عن جهل القانون اجلزائري‪.‬‬
‫حيث ا�ستند ق�ضاة املجل�س يف قرارهم على نف�س دفوع هذا الأخري املتعلقة‬
‫باملعامالت امل�صرف ّية العامل ّية ومل يتط ّرقوا لذات املا ّدة التّي جاءت �صريحة‬
‫ووا�ضحة و ال تتح ّمل � ّأي ت�أويل وجانبوا الهدف املح ّدد من قبل امل�ش ّرع اجلزائري‬
‫بوا�سطتها واملتمثل يف حماية املتعاملني اجلزائريينّ من الأخطار التّي ميكن‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪253‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫�أن يتعر�ضوا لها يف مواجهة احليل والعراقيل امل�ستعملة من طرف امل�صرفيني‬
‫الدوليني من خالل الأعراف املهن ّية وحتّى يج ّنب املتعامل اجلزائري من ال ّلجوء‬
‫للخارج للمرافعة �أمام املحاكم وهو يجهل الل ّغة و كا ّفة الإجراءات التّي ت�سيرّ هذا‬
‫امليدان ويفر�ض على الأعوان االقت�صاديني املكلفني بالتّبادالت ال ّدول ّية ‪ ،‬م�شاركة‬
‫البنوك الأجنبية املقيمة باجلزائر لت�سيري الكفاالت البنك ّية املتع ّددة وامله ّمة‬
‫ال�ضخمة املوقعة من طرف ّ‬
‫ال�شركات الوطن ّية‪.‬‬ ‫امل�ستعملة يف �إطار العقود ّ‬
‫حيث ولوال هذه املا ّدة التّي ت�شرتط �أن يكون ال�ضامن �أو الكفيل باجلزائر‪،‬‬
‫لظ ّلت الكفاالت بك ّل �أنواعها حتت احتكار البنوك ال ّدول ّية والبلدان الغن ّية وعليه‪،‬‬
‫مل مينح ق�ضاة املجل�س قرارهم ال ّت�أ�سي�س القانوين با�ستبعادهم لها ل�صالح‬
‫�أعراف مهنية م�ستعملة يف املعامالت امل�صرف ّية ال ّدول ّية بال ّرغم من �أنّ الأعراف‬
‫ن�ص قانوين عمال‬ ‫املهن ّية وبالرغم من �أن العرف ي�ؤخذ به يف حالة عدم وجود ّ‬
‫مما يجعل الوجه م� ّؤ�س�سا يتعينّ اال�ستجابة لـ ــه‬
‫بامل ـ ــا ّدة ‪ 1/2‬من القانون املدين‪ّ ،‬‬
‫وبالتّايل نق�ض قرارهم املذك ـ ــور‪.‬‬
‫لكن حيث يتبينّ من القرار املطعون فيه �أ ّنه �صادق على احلكم امل�ست�أنف‬
‫على �أ�سا�س �أ ّنه مبوجب عقد كفالة يف ‪ 03‬نوفمرب ‪ ،2005‬التزم البنك الوطني‬
‫الكويتي بكفالة قيمتها ‪ 3250.000‬دوالر �أمريكي لفائدة عرب بنك اجلزائر من‬
‫ال�شركة ذات امل�سئول ّية املحدودة للتّوزيع‬ ‫الطاعنة �ضمانا لديون ّ‬ ‫ح�ساب امل�ؤ�س�سة ّ‬
‫التّي منحتها ال�شركة ذات امل�سئولية املحدودة " برقان �أنرتنا�صيونال " مبوجب‬
‫ال�س ّيارات مبختلف �أ�صنافها‬ ‫عقد ‪ 23‬ماي ‪ 2005‬العريف ح ّقا منفردا لتوزيع ّ‬
‫الطاعنة هي‬ ‫على م�ستوى كامل الرتاب الوطني و مل ّدة �سنتني قابلتني للتّجديد و ّ‬
‫امل� ّؤ�س�سة الأم (لربقان �أنرتنا�صيونال)‪.‬‬
‫حيث ومبوجب مرا�سلة يف ‪ 23‬ماي ‪� ،2007‬أخطر البنك الوطني الكويتي‬
‫مقابله عرب بنك اجلزائر �أ ّنه ّمت �إيداع املبلغ املطالب به يف ح�سابه‪ ،‬و قد التزم‬
‫ال�ضامن ويف حالة عدم ت�سديد ال ّدين يف �أجله من طرف �شركة التّوزيع‪،‬‬ ‫الكفيل ّ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪254‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫تتم ت�صف ّية الكفالة مبا�شرة عن طريق البنك الكويتي‪ ،‬الأمر ال ّذي يدخل يف‬
‫املعامالت امل�صرفية العامل ّية‪ ،‬واملا ّدة ‪� 646‬أعاله ال تنطبق على الكفالة البنك ّية‬
‫التّي تنظمها الأعراف ال ّدول ّية‪.‬‬
‫حيث و بعد انق�ضاء امل ّدة والآجال املح ّددة لدفع ال ّدين ‪ ،‬مت حتويل مبلغ الكفالة‬
‫من البنك الوطني الكويتي و �صرفه من طرف البنك العربي ‪ ،‬فمو�ضوع النزاع‬
‫كفالة بنك ّية بني الكفيل وهو البنك الوطني الكويتي وعرب بنك و هو املكفول‬
‫وي�صبح طلب امل�ست�أنفة ا�سرتداده غري م� ّؤ�س�س قانونا‪.‬‬
‫حيث �أنّ هذا التّ�سبيب قانوين و�سليم‪ ،‬ذلك لأنّ مو�ضوع ال ّنزاع بدعوى احلال‪،‬‬
‫كفالة بنك ّية �صادرة عن البنك الوطني الكويتي و م�شروطة ال ّدفع عند �أ ّول طلب‬
‫للطعن وغري موقوفة ب� ّأي �شرط ‪ ،‬ك ّل ذلك تطبيقا للأعراف ال ّدول ّية‬ ‫وغري قابلة ّ‬
‫الطاعنة‬ ‫الطلب" والتّي تخلط ّ‬‫املوحدة يف مواد ال�ض ّمان حتت ّ‬ ‫" كالقواعد و املهل ّ‬
‫فيما بينها وبني الكفالة ال�شخ�صية التي ي ّنظمها القانون املدين يف موا ّده من ‪646‬‬
‫�إىل ‪ 373‬والتّي ت�شرتط فعال ب�أن يكون الكفيل مي�سورا و مقيما باجلزائر‪.‬‬
‫حيث يجب التّذكري �أنّ هذه الكفالة بدعوى احلال �أبرمت مبوجب عقد فيما بني‬
‫للطاعنة) ب�صفته الكفيل والبنك العربي‬ ‫البنك الوطني الكويتى (امل� ّؤ�س�سة الأم ّ‬
‫باجلزائر املكفول ال ّذي منح ت�سهيالت مال ّية م�صرف ّية لعمل ّية �شركة التّوزيع‬
‫مقابل �ضمان مت ّثل يف كفالة بنك ّية‪ ،‬ويف حالة عجزها كمدين عن ت�سديد ديونها‬
‫جتاه البنك العربي‪ ،‬ا�ضطر هذا الأخري بالتّنفيذ على ّ‬
‫ال�ضمان املق ّدم لأ ّول طلب‪.‬‬
‫حيث قام عرب بنك باجلزائر بتقدمي طلب التّنفيذ على الكفالة البنك ّية‬
‫التّي كان م�صدرها الكفيل البنك الوطني الكويتي و ّثم حتويلها يف ح�ساب البنك‬
‫العربي بالبنك املركزي باجلزائر من ال ّدوالر الأمريكي لل ّدينار اجلزائري و ّثم‬
‫ت�سديد ال ّدين املرتتب على العميل �شركة التّوزيع و ا�سرتجع البنك العربي دينه‪.‬‬
‫و عليه ‪ ،‬فالكفالة البنك ّية لأ ّول طلب‪� ،‬أ�صدرها البنك الوطني الكويتي‪ ،‬امل�ؤ�س�سة‬
‫للطاعنة‪ ،‬لفائدة البنك العربي باجلزائر ل�ضمان عمل ّية توزيع ال�سيارات‬ ‫الأم ّ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪255‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ل�شركة التّوزيع بعد �أن تع ّذر عليها الوفاء بدينها جتاه البنك العربي باجلزائر ومت‬
‫تنفيذها طبقا للأعراف ال ّدولية املتعلقة بالكفاالت البنك ّية وحتت مراقبة البنك‬
‫املركزي اجلزائري الذي لو الحظ �أ ّية خمالفة للقانون ملا وافق على التّحويل‪.‬‬
‫حيث وكما فعلوا‪ ،‬يكون الق�ضاة قد التزموا �صحيح القانون و�أعطوا لقرارهم‬
‫مما يجعل الوجه غري �سديد ويرف�ض لذلك‪.‬‬ ‫ال�سليم‪ّ ،‬‬
‫املنتقد الأ�سا�س القانوين ّ‬
‫الوجــــه ال ّثانــــي ‪ :‬م�أخـــوذ مـــن الق�صــــور يف التّ�سبيب‪،‬‬
‫الطعن احلايل �أ ّنه غري م�س ّبب وغري معلل‪،‬‬ ‫الطاعنة على القرار حم ّل ّ‬ ‫حيث تنعى ّ‬
‫�إذ اكتفى الق�ضاة به بتب ّني دفوع املطعون �ض ّدها‪ ،‬عرب بنك دون مناق�شتها ودون‬
‫�إعطاء تو�ضيحات للعنا�صر املك ّونة للأعراف املهن ّية التّي ا�ستندوا عليها وال الأ�سا�س‬
‫ن�ص قانوين‬ ‫القانوين للأعراف التّي ف�ضلوا على �أ�سا�سها تطبيق هذه الأعراف على ّ‬
‫مما يجعل قرارهم منعدم التّعليل و التّ�سبيب ويعر�ض للنق�ض‪.‬‬ ‫و�ساري املفعول‪ّ ،‬‬
‫ملخ�صا ملا جاء بالوجه الأ ّول وينطبق‬ ‫لكن حيث �أنّ حمتوى هذا الوجه لي�س �إ ّال ّ‬
‫عليه نف�س ال ّر ّد‪.‬‬
‫حيث �أنّ املعاملة البنك ّية التّي كان �أ�سا�سها الكفالة لأ ّول طلب حتكمها الأعراف‬
‫الدولية وال جمال لتطبيق املا ّدة ‪ 646‬و ما يليها من القانون املدين التّي تنطبق‬
‫ال�شخ�ص ّية �إذ ت�شرتط �أن يكون الكفيل مي�سورا ومقيما باجلزائر‪.‬‬ ‫على الكفالة ّ‬
‫مما يجعل الوجه غري‬ ‫حيث يكون الق�ضاة قد �س ّببوا قرارهم مبا فيه الكفاية‪ّ ،‬‬
‫جدي ويرف�ض لذلك‪.‬‬
‫الوجــــه الثــــالث ‪ :‬م�أخــــوذ مـــن التّنـــاق�ض يف الأ�سبـــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أنّ ق�ضاة املجل�س �أغفلوا التّط ّرق جلميع التّناق�ضات بني خمتلف دفوع‬
‫عرب بنك منذ و�ضع الكفالة �إىل �إجراءات املنازعة �أمام الق�ضاء‪،‬ويظهر ذلك‬
‫�ضمن الوثائق املق ّدمة من طرف هذه الأخرية التّي ا�شرتطت على البنك الكويتي‬
‫عند و�ضع الكفالة‪� ،‬أن حتدد �ضمن التزاماتها ب�أن هذه العمل ّية تخ�ضع للقانون‬
‫حمل ّيا‬
‫املخت�صة ّ‬
‫ّ‬ ‫اجلزائري‪ ،‬ويف حالة ن�شوب نزاع‪ ،‬تكون حمكمة اجلزائر هي‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪256‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ال�شرط و ّمت�سكت من خالل‬ ‫للف�صل فيه‪ ،‬لكنّ عرب بنك تراجعت �ضمن ّيا عن هذا ّ‬
‫مقاالتها بتطبيق الأعراف املهنية يف املعامالت امل�صرف ّية بدل تطبيق القانون‬
‫مما يجعل القرار املطعـ ــون فيه متناق�ض الأ�سباب ويتعينّ نق�ض ـ ــه‬ ‫اجلزائـ ــري‪ّ ،‬‬
‫و�إبطالـ ــه لـ ــذلك‪.‬‬
‫الطاعنة عن الأ�سباب املتناق�ضة بالقرار املطعون فيه �إذ‬ ‫لكن حيث مل تك�شف ّ‬
‫�أنّ تراجع عرب بنك ال�ضمني عن �شرط االخت�صا�ص املح ّلي للقانون اجلزائري‬
‫عند ن�شوب نزاع ال يعني تناق�ض الأ�سباب‪.‬‬
‫حيث مل ترتاجع عرب بنك كما جاء بالوجه خط�أ �إذ االخت�صا�ص كان ملحكمة‬
‫�سيدي احم ّمد التّي ط ّبقت وعن حقّ ‪ ،‬الأعراف ال ّدول ّية على الكفالة البنك ّية لطلب‬
‫ال�شخ�ص ّية‪ ،‬و قد‬‫تخ�ص الكفاالت ّ‬ ‫�أ ّول بدال من املا ّدة ‪ 646‬من القانون املدين التّي ّ‬
‫حذا املجل�س حذوه ـ ــا‪.‬‬
‫مما يجعل الوجه غري ج ّدي ويرف�ض لذلك‪.‬‬ ‫وعليه‪ ،‬فال وجود ل ّأي تناق�ض‪ّ ،‬‬
‫الطعن بال ّنق�ض لعدم ت�أ�سي�س الأوجـ ــه‬ ‫الظروف‪ ،‬يتعينّ رف�ض ّ‬ ‫و�ضم ــن ه ـ ــذه ّ‬
‫املث ـ ـ ــارة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــى املحكمـــــة العليــــــــا‪:‬‬
‫الطع ــن �شك ــال و برف�ض ــه مو�ضوعـ ــا‪.‬‬ ‫بقبـ ــول ّ‬
‫وب�إبق ــاء امل�صـ ــاريف علـ ــى ّ‬
‫الطاعنــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار ووقع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلنية املنعق ــدة بتــاريــخ‬
‫الثامن من �شهــر جويـليـة �سنــة �ألفيــن و ع�شــرة من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية والبحرية‪-‬املرتكبة من ال�سـادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪257‬‬
‫ملف رقـم ‪627056‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�سـ ــا‬ ‫ذيب عبــد ال�س ــالم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ــررا‬ ‫جمبـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ــم ا�سماعيـ ـ ــل‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرينـ ـ ــي �أحم ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعطـ ـ ــو�ش حكيمـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�سـ ـ ــي حل�ســن‬

‫بحــ�ضـور ال�سيــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاهـ ــر مليك ــة‪-‬املحـامــي ال ـعــام‪،‬‬


‫و مب�سـاعدة ال�سـي ـ ــد ‪� :‬سباك رم�ضـ ــان‪�-‬أمـي ــن الـ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪258‬‬
‫ملف رقـم ‪627551‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 627551‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/06/03‬‬
‫ق�ضيـ ــة الديـ ــوان القومـ ــي ملنتجـ ــات الكـ ــروم �ضـ ــد (م‪.‬م)‬

‫املو�ضـــوع‪� :‬شيــــــك ‪ -‬بنــــك ‪� -‬إفــــال�س‪� -‬ضمــــان وفــــــاء‪.‬‬


‫قان ـ ــون جت ـ ــاري ‪ :‬املادت ـ ــان ‪ 482 :‬و‪.483‬‬

‫املبـــد�أ‪� :‬ساحب ال�شيك �ضامن للوفاء‪ ،‬حتى يف حالة �إفال�س البنك‪،‬‬


‫امل�سحــــوب عليــــــه‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلن ّية املنعقدة مبق ّرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداول ــة القانونيـ ـّة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪ 257 ،244 ،239 ،233 ،231‬وما يليها من قانون الإجراءات‬
‫املدني ـ ـ ــة‪.‬‬
‫الطعن بالنق�ض‬ ‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة ّ‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/04/22‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ض ـ ـ ــده‪.‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد جمرب حممد‪ ،‬امل�ست�شار املق ّرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫الطاهر مليكة‪ ،‬املحام ّية العا ّمة يف تقدمي طلباتها‬ ‫املكتوب و�إىل ال�سيدة �صحراوي ّ‬
‫الطعن بالنق�ض لكون الوجه املدفوع به غري �سدي ــد‪.‬‬ ‫املكتوبة ال ّرامية �إىل رف�ض ّ‬
‫حيث وبعري�ضة مودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا يف ‪� 22‬أفريل ‪ ، 2009‬طعـ ــن‬
‫ال ّديوان القومي ملنتجات الكروم وحدة بو�شاوي بطريق ال ّنق�ض بوا�سطة وكيل ـ ــه‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪259‬‬
‫ملف رقـم ‪627551‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫الأ�ستاذ ديقر مولـ ـ ــود‪ ،‬املحامي املقيم باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليـ ــا‬
‫�ض ّد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء البليدة يف ‪� 30‬أكتوبر ‪ 2007‬فهر�س رق ـ ــم‬
‫ال�صادر عن حمكمة �شراقة‬ ‫‪ 07/04527‬القا�ضي بامل�صادقة على احلكم امل�ست�أنف ّ‬
‫يف ‪ 24‬جانفي ‪ 2006‬فهر�س رقم ‪ 2006/26‬والقا�ضي بعدم قبول ال ّدعوى �شكال‪.‬‬
‫حيث �أجاب وكيل املطعون �ض ّدها الأ�ستاذ حممود الع ّبا�سي‪ ،‬املحامي املقيم‬
‫باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليا معتربا الوجه غري م�ؤ�س�س وملتم�سا رف�ض‬
‫الطعن بال ّنق�ض لذلك‪.‬‬
‫وعليـــــه فــ�إن املحكمــة العليـــــــــــــا‬
‫الطعن بال ّنق�ض �أو�ضاعه و�أ�شكاله القانون ّية‪ ،‬فهو مقبــول‪.‬‬‫حيث ا�ستوفى ّ‬
‫الوجــــه الوحيــــد‪ :‬اخلطــــ�إ يف تطبيق القانون (�أحكـــام املـــــادة ‪483‬‬
‫مـــن القانـــون التجــــاري)‪،‬‬
‫الطاعن بينّ لق�ضاة املو�ضوع �أنّ العالقة ا ّلتي تربطه باملطعون �ضده‬ ‫بدعوى �أنّ ّ‬
‫تعاقدية ت�سري عليها املواد ‪ 341،55‬و‪ 351‬من القانون املدين وكذا القانون التجاري‬
‫واملعروفة ب�سرعة االئتمان‪ ،‬ذلك �أ ّنه طالب بدين بقي بذ ّمة امل ّدعى عليه وميكنه‬
‫ال ّرجوع عليه ال�ستيفاء ح ّقه دون ال ّلجوء لإدخال م�ص ّفي البنك يف ال ّنزاع لكون‬
‫ال�شيك امل�سحوب‬ ‫�أن الب�ضائع �س ّلمت له قبل �إفال�س البنك وب�سبب ذلك مل يق ّدم ّ‬
‫ليتم �إدخاله يف اخل�صام‪.‬‬ ‫للتح�صيل‪ ،‬كما �أنّ البنك مل يكن طرفا يف ال ّنزاع ّ‬
‫لل�شيك ال يعني تقا�ضيه‬ ‫الطاعن لق�ضاة املجل�س �أنّ ا�ستالمه ّ‬ ‫حيث �أثبت ّ‬
‫لثمن الب�ضاعة‪ ،‬فهو �إثبات �شرعي لدين م�ستحقّ ‪ ،‬ويبقى امل ّدعى عليه م�س�ؤوال‬
‫�إىل غاية اال�ستيفاء الفعلي لثمن الب�ضاعة ا ّلتي ا�ستلمها ومل ي�س ّدده طبقا للما ّدة‬
‫ف�سرها‬ ‫‪ 351‬من القانون املدين بدال من املا ّدة ‪ 483‬من القانون التّجاري ا ّلتي ّ‬
‫ل�صاحله وحذا ق�ضاة املجل�س حذ ّوه بت�أ�سي�سهم لقرارهم عليها كون الوفاء يكون‬
‫ال�ساحب وهو امل ّدعى عليه‬ ‫على م�س�ؤول ّية امل�سحوب عليه مل�صلحة احلامل �إ ّال �أنّ ّ‬
‫يبقى م�سئوال �إىل غاية اال�ستيفاء الفعلي لثمن الب�ضاعة �أو ّ‬
‫ال�شيك‪ ،‬وال ميكن له �أن‬
‫يته ّرب منها كون البنك امل�سحوب عليه قد �أعلن �إفال�س ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪260‬‬
‫ملف رقـم ‪627551‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ال�سفتجتني‪� ،‬أ ّنه من املفرو�ض قانونا عمال‬ ‫يخ�ص ّ‬
‫الطاعن فيما ّ‬ ‫حيث بينّ ّ‬
‫ب�أحكام املا ّدة ‪ 426‬من القانون التّجاري وكم�ستفيد‪ ،‬ميكن له �أن يعود على‬
‫ال�ساحب وهي ال�شركة امل ّدعى عليها عو�ض امل�سحوب عليه وهو البنك‪ ،‬ويف حالة‬ ‫ّ‬
‫بال�سرعة‬
‫ما �إذا كان هذا الأخري مفل�سا‪ ،‬ذلك لأنّ املعامالت التّجار ّية تعرف ّ‬
‫وال�ساحب وميكن للم�ستفيد‬‫واالئتمان ووجود ت�ضامن بني امل�سحوب عليه �أي البنك ّ‬
‫اختيار � ّأي طرف يف هذه الورقة التّجار ّية ال�ستيفاء دينه‪ ،‬وبالتايل فال جدوى‬
‫لإدخال م�ص ّفي البنك يف النزاع احلايل ما دام �أ ّنه ب�إمكان ّ‬
‫الطاعن ا�ستيفاء ح ّقه‬
‫منها وا ّلتي تعرتف بقيمة ال ّدين‪.‬‬
‫حيث وبا�ستناد ق�ضاة املجل�س على �أحكام املا ّدة ‪ 483‬من القانون التّجاري‬
‫بدال من املا ّدة ‪ 351‬من القانون املدين‪ ،‬يكونون قد �أخط�أوا يف تطبيق القانون‬
‫وعر�ضوا قرارهم للنق�ض‪.‬‬
‫حيث وبالفعل ولئن كان من املق ّرر قانونا عمال ب�أحكام املا ّدة ‪ 483‬من القانون‬
‫ال�شيك املعتمد حتت م�سئول ّية امل�سحوب عليه مل�صلحة احلامل‪،‬‬ ‫التجاري‪� ،‬أنّ وفاء ّ‬
‫ف�إنّ هذا املبد�أ القانوين لي�س كافيا كما جاء بالقرار املطعون فيه‪ ،‬جلعل بنك �آل‬
‫بال�ضرورة يف اخل�صام‪.‬‬‫خليفة معنيا بالنزاع وي�ستوجب �إدخاله ّ‬
‫حيث وما دامت العالقة ا ّلتي تربط ّ‬
‫الطرفني تعاقد ّية و ّمت ت�سليم الب�ضاعة قبل‬
‫ال�شيك امل�سحوب للتّح�صيل‪ ،‬فا�ستالم ّ‬
‫ال�شيك املذكور ال‬ ‫�إفال�س البنك ومل يق ّدم ّ‬
‫الطاعن لثمن الب�ضاعة ويكفي لإثبات ال ّدين ا ّلذي ميكن حت�صيله‬ ‫يعني تقا�ضي ّ‬
‫دون �إدخال البنك يف اخل�صام ّ‬
‫بال�ضرورة‪.‬‬
‫ال�ساحب‪ ،‬م�سئوال �إىل غاية اال�ستيفاء الفعلي لقيمة‬‫حيث يبقى املطعون �ض ّده ّ‬
‫الب�ضاعة ا ّلتي ا�ستلمها وال ميكنه �أن يته ّرب من هذه امل�سئول ّية لإعالن البنك‬
‫امل�سحوب عليه عن �إفال�سه‪.‬‬
‫حيث وباعتمادهم على املادة ‪ 483‬من القانون التّجاري لت�أ�سي�س ق�ضائهم‪ ،‬يكون‬
‫الق�ضاة قد �أخط�أوا فيما ذهبوا �إليه وع ّر�ضوا قرارهم املنتقد لل ّنق�ض والإبطال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪261‬‬
‫ملف رقـم ‪627551‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــة العليـــــا‪:‬‬
‫ال�صادر‬
‫الطعن �شكال ويف املو�ضوع بنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ّ‬ ‫بقبول ّ‬
‫عن جمل�س ق�ضاء البليدة يف ‪� 30‬أكتوبر ‪ 2007‬و ب�إحالة الق�ضية والأطراف على‬
‫نف�س املجل�س م�ش ّكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون وب�إبقاء‬
‫امل�صاريف على املطعون �ض ّده‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار و وقـع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سة العـلنيـة املنعقـدة بتـاريـخ‬
‫الثالث من �شهـر جـوان �سنـة �ألفيـن وع�شـرة من قبل املحكمة العليا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية والبحرية‪-‬املرتكبة من ال�سـادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�س ــا‬ ‫ذيب عبـ ــد ال�ســالم‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫جمبـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معلـ ـ ــم ا�سماعيـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرين ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعطـ ـ ــو�ش حكيم ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�س ـ ــي حل�سـ ــن‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاه ــر مليكـ ــة‪-‬املحــامــي ال ـعــام‪،‬‬


‫ومب�ســاع ــدة ال�س ــيد ‪� :‬سبـ ــاك رم�ضـ ــان‪�-‬أم ـي ــن الــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪262‬‬
‫ملف رقـم ‪627615‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 627615‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/06/03‬‬
‫ق�ضي ــة امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية‪-‬اجلزائر خدمات احلاويـ ــات ‪ACS‬‬
‫�ض ــد �شركـ ــة اخلدمـ ــات املتو�سطي ـ ــة ‪MEDCO‬‬

‫بري‪-‬عقد نقل الأ�شياء‪-‬عقد عمولة نقل الأ�شياء‪-‬‬ ‫املو�ضــــوع‪ :‬نقل ّ‬


‫حاويـــــة‪-‬تقــــــادم‪.‬‬
‫قان ـ ــون جت ـ ــاري ‪ :‬املـ ــادة ‪.61:‬‬
‫قان ـ ــون مدن ـ ــي ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.308 :‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬الدعوى النا�شئة عن عقد نقل الأ�شياء �أو عن عقد عمولة‬


‫برا‪ ،‬تتقادم مبرور �سنة واحـــــدة‪.‬‬
‫نقل الأ�شياء‪ّ ،‬‬
‫تخ�ضع خدمة رفع احلاويات‪ ،‬املنف�صلة عن عقد نقل‬
‫برا‪ ،‬للقواعد العامة للتقادم‬
‫الأ�شياء �أو عقد عمولة نقل الأ�شياء‪ّ ،‬‬
‫(‪� 15‬سنــــة)‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــا‬
‫يف جل�ستها العلن ّية املنعقدة مبق ّرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بع ـ ــد املداولة القانون ّية �أ�صدرت القرار الآتي ّ‬
‫بناء على املواد ‪ 257 ،244 ،239 ،233 ،231‬وما يليها من قانون الإجراءات‬
‫املدن ّيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫ملف ال ّدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة ّ‬
‫الطعن بال ّنق�ض‬ ‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ّ‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2009/04/22‬وعلى مذكرة الرد ا ّلتي تق ّدم بها حمامي املطعون‬
‫�ض ّدهـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪263‬‬
‫ملف رقـم ‪627615‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد جمرب حم ّمد‪ ،‬امل�ست�شار املق ّرر يف تالوة تقريره‬
‫ال�س ّيدة �صحراوي الطاهر مليكة‪ ،‬املحام ّية العا ّمة يف تقدمي طلباتها‬ ‫املكتوب و�إىل ّ‬
‫الطعن بال ّنق�ض لعدم ت�أ�سي�س الأوجه املدفوع بها ‪.‬‬ ‫املكتوبة ال ّرامية �إىل رف�ض ّ‬
‫حيث وبعري�ضة مودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا يف ‪� 22‬أفريل ‪،2009‬‬
‫طعنت امل� ّؤ�س�سة العموم ّية االقت�صادية اجلزائر خدمات احلاو ّيات بطريق‬
‫ال ّنق�ض بوا�سطة وكيلها الأ�ستاذ دحمان عبد ال ّرحمان‪ ،‬املحامي املقيم باجلزائر‬
‫ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء اجلزائر يف‬ ‫واملعتمد لدى املحكمة العليا �ض ّد القرار ّ‬
‫ال�صادر‬
‫‪ 13‬جانفي ‪ 2009‬فهر�س رقم ‪ 09/ 369‬القا�ضي ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف ّ‬
‫عن حمكمة �سيدي �أحم ّمد يف ‪ 5‬فيفري ‪ 2008‬حتت رقم ‪ 07/4513‬والق�ضاء‬
‫الطاعنة‪ ،‬ب�أن ت�س ّدد للم�ست�أنفة مبلغ ال ّدين‬ ‫من جديد ب�إلزام امل�ست�أنف عليها ّ‬
‫البالغ قيمته ‪ 1.077.300‬دج (مليون و�سبعة و�سبعني �ألفا وثالثمائة دينار) وكذا‬
‫تعوي�ضا مدن ّيا قدره مائة �ألف دينار (‪ 100.000‬دج)‪.‬‬
‫حيث �أثار وكيلها وجهني اثنني ّ‬
‫للطعــــن‪.‬‬
‫حيث �أجاب وكيل املطعون �ض ّدها الأ�ستاذ �سيد علي بلمحال‪ ،‬املحامي املقيم‬
‫باجلزائر واملعتمد لدى املحكمة العليا معتربا الوجهني غري م� ّؤ�س�سني وملتم�سا‬
‫الطعن بال ّنق�ض لذلك‪.‬‬‫رف�ض ّ‬
‫وعلـيــــــه فــ�إن املحكمــــــة العليــــــــــــا‬
‫الطعن بال ّنق�ض �أو�ضاعه و�أ�شكاله القانون ّية‪ ،‬فهو مقبول‪.‬‬ ‫حيث ا�ستوفى ّ‬
‫الوجــــــه الأ ّول ‪ :‬م�أخـــــوذ مـــــن خمالفــــة القانـــــون‪،‬‬
‫الطاعنة على القرار املعاد عدم �أخذه باحل�سبان باملا ّدة ‪ 61‬من‬ ‫حيث تعيب ّ‬
‫تن�ص على �أنّ ك ّل دعوى نا�شئة عن عقد نقل الأ�شياء ا ّلذي‬ ‫القانون التّجاري ا ّلتي ّ‬
‫يدخل فيه ال ّرفع‪ ،‬ت�سقط خالل �سنة واحدة‪ ،‬فدعوى �شركة اخلدمات الو�سيطة مل‬
‫ترفع �إ ّال يف ‪ 2007‬عن فاتورات حم ّررة يف ‪ 97‬و‪ 1998‬وقد �أعر�ض الق�ضاة عن‬
‫�ص وا�ستجابوا لطلباتها ولذلك ينبغي �إلغاء قراره ــم‪.‬‬ ‫هذا ال ّن ّ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪264‬‬
‫ملف رقـم ‪627615‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫لكن حيث يتبينّ من القرار املطعون فيه �أنّ انتهى لعدم وجود التّقادم املدفوع‬
‫ال�ساري على‬ ‫به على �أ�سا�س �أنّ املا ّدة ‪ 61‬من القانون التّجاري‪ ،‬املتع ّلقة بالتّقادم ّ‬
‫عقد نقل الأ�شياء وعقد العمولة لنقل الأ�شياء ال تنطبق على التّعامل مو�ضوع ق�ض ّية‬
‫احلال املتع ّلق بالتزام بو�ضع حتت ت�ص ّرف امل�ست�أنف عليها �آالت لرفع حاو ّيات‬
‫ن�ص قانوين خا�ص‪ ،‬فاخلدمات التزام حتكمه‬ ‫وهي خدمات ال يحكم تقادمها ّ‬
‫القواعد العا ّمة يف تقادمه خالل ‪� 15‬سنة من �آخر خدمة يف ‪ 3‬جانفي ‪1998‬‬
‫ح�سب و�صل التّحويل‪.‬‬
‫حيث �أنّ هذا التّ�سبيب قانوين و�سليم‪ ،‬ذلك لأنّ ال ّرفع يدخل �ضمن التّفريغ‬
‫وقد ينف�صل عن نقل الأ�شياء �أو عقد العمولة لنقل الأ�شياء كدعوى احلال‪� ،‬إذ‬
‫الطرفني يف ‪� 97‬إيجار رافعات لأداء خدمة‬ ‫ت�ض ّمنت االتفاقية املربمة فيما بني ّ‬
‫ففي غياب ال ّن ّ‬
‫�ص تط ّبق القواعد العا ّمة املق ّررة باملا ّدة ‪ 308‬من القانون املدين‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬وباعتباره التزما بخدمة تنطبق عليه القواعد العا ّمة للتّقادم طاملا �أنّ‬
‫و�ضع حتت ت�ص ّرف امل�ست�أنف عليها �آالت لرفع حاو ّيات وهي خدمات ال يحكم‬
‫مما يجعل‬ ‫ن�ص قانوين خا�ص يكون الق�ضاة قد التزموا �صحيح القانون‪ّ ،‬‬ ‫تقادمها ّ‬
‫الوجه غري �سديد ويرف�ض لذلك‪.‬‬
‫الوجـــه ال ّثانــــي‪ :‬م�أخـــوذ مـــن فقــدان الأ�ســـا�س القانونــــي‪،‬‬
‫ربرات‬ ‫الطاعنة على القرار قبوله لت�سديد فواتري يف غياب م ّ‬ ‫حيث تنعى ّ‬
‫اخلدمة الواقعة‪ ،‬بينما امل� ّؤ�س�سة "اجلزائر خدم ــات احلاويات"هي عموم ّيـ ــة‬
‫اقت�صادية ملزمة بالتّنظيم‪ ،‬فال تقوم بت�سديد فواتري �إ ّال �إذا كانت مرفقة ب�سند‬
‫طلب �أو �أمر باخلدمة‪.‬‬
‫حيث �أنّ غياب هذه الوثائق يج ّر رف�ض ت�سديد الفواتري وباالعرتا�ض عن هذا‬
‫الإجراء يج ّر عقوبات للم�سيرّ قد تكون جزائية وباعرتا�ض ق�ضاة املجل�س عنها‬
‫ربرة قانونا مل يع ّللوا قرارهم‬ ‫الطاعنة بدفع مقابل فواتري غري م ّ‬ ‫وباحلكم على ّ‬
‫�شرعا ويتعينّ بك ّل ق ّوة‪ ،‬نق�ض قرارهم املعاد‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪265‬‬
‫ملف رقـم ‪627615‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫لكن حيث يتبينّ من القرار املطعون فيه �أنّ ق�ضاة املو�ضوع اعتربوا التّعامل ثابتا‬
‫الطاعنة واملربمة فيما بينهما ت�ض ّمنها توقيع مم ّثلها‪،‬‬ ‫واالتفاقية ا ّلتي ت�ستبعدها ّ‬
‫فهي خمتومة بختمها ومو ّقع عليها مع طابع امل�س ّمى (ب)‪ ،‬كما �أن الفاتورتني‬
‫مو�ضوع ال ّنزاع يف ‪ 2007/9/30‬رقم ‪ 544‬و ‪ 2007/12/31‬رقم ‪ 664‬مقبولتني‪،‬‬
‫مما يفيد‬‫طاملا �أنّ و�صلي التّحويل مو ّقع عليهما من طرف مم ّثلهما وبهما ختمها‪ّ ،‬‬
‫ا�ستعمالها لآلة املطعون �ض ّدها مو�ضوع التّعامل‪.‬‬
‫حيث انتهوا وعن حقّ ‪� ،‬إىل �أنّ امل�ست�أنفة �أثبتت تنفيذها لاللتزام ومل تثبت‬
‫الطاعنة تخ ّل�صها منه مبا يجعلها ملزمة بت�سديد قيمة الفاتورتني‬ ‫امل�ست�أنف عليها ّ‬
‫املطالب بها‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬وكما فعلوا يكونون قد �أعطوا لقرارهم املنتقد الأ�سا�س القانوين‬
‫مما يجعل الوجه غري �سديد يتعينّ رف�ضه لذلك‪.‬‬ ‫ال�سليم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الظروف‪ ،‬يرف�ض الطعن بالنق�ض لعدم ت�أ�سي�س الوجهني املثارين‬ ‫و�ضمن هذه ّ‬
‫الطاعنة‬‫ّع�سفي ال�ستعمال ّ‬ ‫الطعن الت ّ‬ ‫ورف�ض طلب املطعون �ض ّدها للتّعوي�ض عن ّ‬
‫حلقّ خم ّول لها قانونا مل تكن تنوي �إ�ضرارها به‪.‬‬
‫فلهـــــــــذه الأ�سبــــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمـــــة العليــــــــا ‪:‬‬
‫الطعن بال ّنق�ض �شكال وبرف�ضه مو�ضوعا وبرف�ض طلب املطعون �ض ّدها‬ ‫بقبول ّ‬
‫الطاعنة بامل�صاريف‪.‬‬ ‫للتّعوي�ض وب�إلزام ّ‬
‫بذا �صـدر القرار ووقع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلني ــة املنعق ــدة بتاريخ‬
‫الثالث من �شهــر جـوان �سنــة �ألفيــن و ع�شــرة من قبل املحكمة العليــا‪-‬الغرفة‬
‫التجارية و البحرية‪-‬املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪266‬‬
‫ملف رقـم ‪627615‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�س ــا‬ ‫ذيب عبـ ــد ال�ســالم‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫جمبـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معلـ ـ ــم ا�سماعيـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرين ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعطـ ـ ــو�ش حكيم ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�س ـ ــي حل�سـ ــن‬

‫بحــ�ضـور ال�سيـ ــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاهر مليكة‪ -‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعــدة ال�س ـيـ ــد‪� :‬سب ــاك رم�ض ـ ــان‪� -‬أمـي ــن الــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪267‬‬
‫ملف رقـم ‪699998‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 699998‬قــــرار بتاريخ ‪2011/02/03‬‬
‫ق�ضي ـ ــة امل�ؤ�س�سة العمومية االقت�صادية فريتال ومن معهـ ـ ــا‬
‫�ض ـ ــد جمهـ ــز ال�سفين ـ ــة (ا‪.‬ك) �شركـ ــة هنـ ـ ــزا �شيبينغ‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬نقـــل بحـــري‪�-‬سفينة‪-‬جمهز ال�سفينة‪-‬م�س�ؤولية‪-‬خربة‪-‬‬


‫ت�سبيب‪.‬‬

‫املبـــد�أ‪ :‬ال ميكن االعتماد على فر�ضيات‪ ،‬للف�صل يف قيام م�س�ؤوليـــة‬


‫جمهـــز ال�سفينــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـــــــــيا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪،‬‬
‫بع ـ ـ ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي ن�صـ ـ ــه‪،‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و‪� 377‬إىل ‪ 378‬و‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة‪،‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/04/13‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضده‪،‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد ذيب عبد ال�سالم الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطعـ ــن‪،‬‬
‫وعلـيـــــه فــــــ�إن املحكمـــــــة العليــــا‬
‫حيث �إن الطعـ ـ ــن ا�ستوفى الأ�شكال والآجال القانونيـ ـ ــة‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪268‬‬
‫ملف رقـم ‪699998‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫وحيث �إن الطاعنـ ــة تثي ـ ــر ثالثـــة �أوجـــه للطعـــــن‪،‬‬
‫عــن الوجه الثاين بالأ�سبقية‪ :‬وامل�أخــــوذ من ق�صور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫حيث �أن الطاعن ـ ــة تعيب على القرار املطعون فيه تبني اخلربة التي ج ـ ــاءت‬
‫بر�أي احتمايل يتمثل يف �إ�صابة �أجهزة التفريغ بعطب ب�سبب غلق �أحد ال�صمامات‬
‫الأر�ضي ـ ـ ــة‪،‬‬
‫حيث �أنه ف�ضال على �أنه �سبق للمحكمة العليا �أن ق�ضت ب�أنه ال ميكن االعتماد‬
‫على فر�ضيات للف�صل يف قيام امل�س�ؤولية من عدم قيامها ف�إنها ذكرت �أي�ضا ب�أن‬
‫جمهز ال�سفينة اعرتف بوقوع عطب يف م�ضخات ال�سفينة مت ت�صليحه‪،‬‬
‫و�أن القـ ــرار املطعون فيه وبا�ستنتاجه وقوع العطب يف م�ضخات ال�سفينة من‬
‫جـ ــراء ع ــدم �صالحيات امل�ضخات �أو من جراء وجود املواد الر�سوبية يكـ ــون‬
‫قد بنـ ــى مـ ــا ذهب �إليه مرة �أخرى على فر�ضيات ال ميكن اعتبارها ت�سبيبا ملا‬
‫ق�ضـ ــى بـ ــه‪،‬‬
‫وعليه‪ ،‬ودون حاجة للنظر فيما تبقى من �أوج ـ ـ ــه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبـــــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمــــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫قبول الطعن �شكال ونق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء عنابة بتاريخ ‪ 10‬فيفري ‪ 2010‬و�إحالته على املجل�س الق�ضائي ل�سكيكدة‬
‫للف�صل فيه من جديد وفقا للقانـ ــون‪.‬‬
‫وب�إبق ـ ــاء امل�صاريف على املطعون �ضدهـ ـ ــا‪.‬‬
‫بذا �صدر القرار ووق ــع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلني ــة املنعقدة بتاريخ‬
‫الثالث من �شهــر فيـ ــفري �سنــة �ألفيـن و�إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫الغرفة التجارية و البحرية‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪269‬‬
‫ملف رقـم ‪699998‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫ذيب عبـ ــد ال�سـ ــالم‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ـ ــم ا�سماعي ـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫جمبـ ـ ـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعطـ ــو�ش حكيم ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�س ـ ــي حل�سـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫نـ ـ ـ ـ ــوي ح�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫بحــ�ضــور ال�سيـدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاه ــر مليك ــة‪ -‬املحـامــي ال ـعــام‪،‬‬
‫ومب�سـاع ــدة ال�س ـيـ ــد ‪� :‬سب ــاك رم�ض ــان‪� -‬أمـي ــن الــ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪270‬‬
‫ملف رقـم ‪711461‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫ملف رقـــــم ‪ 711461‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/02/03‬‬
‫ق�ضي ــة �شرك ــة �س‪.‬م‪.‬ا‪�.‬س‪.‬ج‪.‬م �ضد ال�شركة ذ‪.‬م‪.‬م غارفارة و من معهـ ــا‬

‫املو�ضوع‪� :‬سفينة‪-‬وكيل ال�سفينة‪-‬جمهز ال�سفينة‪-‬وكالة‪ -‬م�س�ؤولية‪.‬‬


‫قانـ ــون بحـ ــري ‪ :‬املادتـ ــان ‪ 609 :‬و‪.613‬‬

‫املبـد�أ‪ :‬يتعامل وكيل ال�سفينة‪ ،‬يف �إطار عقد الوكالة‪ ،‬با�سم ول�صالح‬
‫جمهـــــز ال�سفينــــة‪.‬‬
‫ال يتــــرتب عن الوكالة �أي التزام �شخ�صي للوكيــــــل‪.‬‬
‫ال يكون وكيل ال�سفينة م�س�ؤوال‪� ،‬إال عن �أخطائه ال�شخ�صية‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلــيــــــــا‬
‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪،‬‬
‫بعـ ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ــه‪،‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة‪،‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة بتاريخ ‪ 2010/05/25‬وعلى مذكرة الرد التي تقدم بها حمامي املطعون‬
‫�ضده ـ ـ ــا‪،‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد ذيب عبد ال�سالم الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة �صحراوي الطاهر مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل نق�ض القرار املطعون فيـ ـ ــه‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪271‬‬
‫ملف رقـم ‪711461‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫حيث طعنت بالنق�ض �شركة �س‪ .‬م‪� .‬أ‪� .‬س‪ .‬ج‪ .‬م اجلزائر يف القرار ال�صادر عن‬
‫املجل�س الق�ضائي ل�سكيكدة يف ‪ 28‬فيفري ‪ 2010‬الذي �ألغى حكم حمكمة �سكيكدة‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ 5‬ماي ‪ 2009‬ومن جديد ق�ضى عليها ب�أدائها مبلغ ‪ 3095202,80‬دج‬
‫للمطعون �ضدها‪،‬‬
‫وعليــــــه فــ�إن املحكمـــــــة العلـيــــــا‬
‫حيث �أن الطعن ا�ستوفى الأ�شكال والآجال القانونية‪،‬‬
‫وحيث �أن الطاعنة تثري وجهـــــا وحيــــدا للطعـــــن‪،‬‬
‫عــن الوجــه الوحيــد ‪ :‬امل�أخــوذ من خمالفة القانون الداخلــي‪،‬‬
‫حيث �أن الطاعنة تعيب على القرار املطعون فيه احلكم عليها يف حني �أنها‬
‫�أجنبية على عقد النقل ذلك �أن �سند ال�شحن يبني ب�أن الناقل هو �شركة �س م ا �س‬
‫ج م �أي ‪� CMA CGM‬شركة مغفلة مبجل�س مديرين وجمل�س مراقبة خا�ضعة‬
‫للقانون الفرن�سي بينما ا�سمها وهو �س م ا �س ج م اجلزائر �شركة ذات �أ�سهم ال‬
‫يظهر على �سند ال�شحن وهي حت�ضى ب�صفة م�ساعد للنقل البحري ولي�ست ناقال‬
‫بحريا ومقرها موجود يف �سكيكدة على عك�س الناقل الذي يوجد مقره بفرن�سا‪،‬‬
‫و�أن م�ساعد الناقل حتكمه املواد ‪ 609‬وما يليها من القانون البحري وكذا‬
‫املر�سوم رقم ‪ 01/286‬امل�ؤرخ يف ‪ 2001/9/24‬املعدل باملر�سوم التنفيذي‬
‫‪ 183/09‬امل�ؤرخ يف ‪ ،2009/5/12‬ون�شاطات م�ساعد الناقل متار�س عن طريق‬
‫التنظيم وهو ما �سمح لها به قرار وزاري لوزير النقل‪،‬‬
‫وانه من خالل الن�صو�ص املذكورة ال ي�سمح لها بالتدخل يف �إبرام عقد النقل‬
‫وال ميكن اعتبارها كناقل بحري وهو الن�شاط الذي ال ميكن ممار�سته �إال مبوجب‬
‫امتياز‪،‬‬
‫و�أن املواد التي ا�ستند عليها القرار املطعون فيه وهي املواد ‪ 738،739‬و ‪740‬‬
‫من القانون البحري ال تطبق عليها لأنها تتعلق بعقد النقـ ــل‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪272‬‬
‫ملف رقـم ‪711461‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫حيث �أنه يتبني فعال من املواد ‪ 609‬وما يليها من القانون البحري �أن وكيل‬
‫ال�سفينة يعمل يف �إطار وكالة مبقابل ل�صالح ال�سفينة وحمولتها‪ ،‬تتمثل مهمته يف‬
‫ا�ستقبال الب�ضائع املنقولة وت�سليمها للمر�سل �إليه والقيام بالإجراءات الإدارية مع‬
‫ال�سلطات املحلية و�إبرام عقود املناولة والقطر والقيادة وم�ساعدة ال�سفينة �أثناء‬
‫مكوثها يف امليناء ومنح الأموال الالزمة لقائد ال�سفينة ودفع احلقوق وامل�صاريف‬
‫الالزمة مبنا�سبة الر�سو‪،‬‬
‫وحيث �أن م�س�ؤولية الوكيل تنتج من عقد الوكالة املربم بينه وبني املجهز‪ ،‬و ال‬
‫يرتتب عن الوكالة �أي التزام �شخ�صي للوكيل ‪ ،‬بحيث �أنه يتعامل با�سم وحل�ساب‬
‫املجهز و ال يكون م�سئوال �إال عن �أخطاءه ال�شخ�صية‪ ،‬كما �أنه ال يكون م�سئوال �إال‬
‫جتاه املجهز الذي �أعطاه وكالة‪،‬‬
‫وحيث �أن املادة ‪ 613‬من نف�س القانون تن�ص على �إمكانية متثيل املجهز �أمام‬
‫الق�ضاء يف حالة احتواء الوكالة على هذا التمثيل‪ ،‬ويتقا�ضى يف هذه احلالة بهذه‬
‫ال�صفـ ـ ــة‪،‬‬
‫وحيث �أن يف دعوى احلال �أقيمت الدعوى على الطاعنة ب�صفتها ناقل‪ ،‬بدعوى‬
‫�أنه وقع خط�أ يف ا�سم املر�سل �إليه �أدى �إىل ت�أخري الت�سليم‪ ،‬وذلك دون �أن تذكر يف‬
‫�سند ال�شحن بهذه ال�صفة‪،‬‬
‫وحيث �أن اخلط ـ ـ�أ الذي �أ�س�ست عليه الدعوى ارتكبه الناقل قبل ا�ستـ ــالم‬
‫الب�ضاعة من قبل الوكيل وال ميكن �أن تن�سب له تبعات هذا اخلط�أ‪� ،‬أما �سعيه مع‬
‫امل�صالح املعنية لت�صحيح اخلط�أ فيدخل �ضمن �صالحياته القانونية العادية وال‬
‫ميكن ا�ستنتاج م�س�ؤولياته من هذا ال�سع ـ ــي‪،‬‬
‫وعليه يتعني القول �أن الدعوى احلالية موجهة على غري ذي �صفـ ــة‪،‬‬
‫وحيث �أنه مل يبق ما يتطلب الف�صل فيه‪ ،‬وعمال باملادة ‪ 365‬من القانون البحري‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبـــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪273‬‬
‫ملف رقـم ‪711461‬‬ ‫الغرفة التجاريـــة والبحريـــة‬
‫بقبول الطعن �شكال و بنق�ض و �إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء �سكيكدة بتاريخ ‪ 2010/02/28‬بدون �إحالة‪.‬‬
‫وب�إبقاء امل�صاريف على املطعون �ضدها‪،‬‬
‫بذا �صدر القرار و وقـع الت�صريح بـه فـي اجلـل�سـة العـلنيـة املنعقــدة بتـاريـخ‬
‫الثالث من �شهــر فيــفري �سنـة �ألفيـن و�إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫التجارية و البحرية ‪ -‬املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�سا مقررا‬ ‫ذيب عبـ ــد ال�سـ ــالم‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫معل ـ ـ ــم ا�سماعي ـ ـ ــل‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫جمبـ ـ ـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بعطـ ــو�ش حكيم ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫كدرو�س ـ ــي حل�سـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫نـ ـ ـ ـ ــوي ح�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان‬

‫بح�ض ــور ال�سيــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاهـ ــر مليك ــة‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬
‫ومب�سـاعــدة ال�س ـيـ ــد ‪� :‬سب ــاك رم�ض ـ ــان‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪274‬‬
‫‪ .5‬غرفة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقـم ‪581896‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 581896‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/12/09‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ب‪.‬ف ) �ضـ ــد ورثة (ب‪.‬ي) ومديريـ ــة �أمـ ــالك الدولـ ــة‬
‫بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬و�صيـــــة ‪� -‬شهــــــر عقــــــاري‪.‬‬


‫قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 184 :‬و ‪.191‬‬
‫�أمـ ـ ــر رقـ ـ ــم ‪ : 74-75 :‬املـ ـ ــادة ‪.15 :‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬تنتج الو�صية‪ ،‬حتى ولو كانت غري م�شهرة‪� ،‬أثرها بالن�سبة‬


‫لاللتزامـــات ال�شخ�صيـــة بني املو�صـــي واملو�صــــى لــــه‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــــا‬


‫يف جل�سته ــا العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكنـ ـ ــون‪ ،‬اجلزائ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولة القانونية �أ�صدرت القرار الآتي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإج ــراءات املدني ـ ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2008/08/10‬وعلى مذكرات اجلواب‬
‫املقدمة من طرف املطعون �ضدهـ ـ ــم‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطع ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪276‬‬
‫ملف رقـم ‪581896‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعلـيــــه فــ�إن املحكمــة العلـيــــــــا‬
‫حيـث �أن الطاعن ـ ــة (ب‪.‬ف) زوج ـ ـ ــة (ع) طعنت بط ـ ــريق النق�ض بتاريخ‬
‫‪ 2008/08/10‬بعري�ضة مقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ فوزي بوذراع املحامي‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء عنابة بتاريخ‬
‫‪ 2008/06/21‬القا�ضي بقبول اال�ستئنافني الأ�صلي والفرعي �شكال‪ ،‬ويف املو�ضوع‬
‫الق�ضاء بت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة عنابة الفرع العقاري بتاريخ‬
‫‪ 2008/02/04‬وحتميل امل�ست�أنفة امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫حيـث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن ورثة (ب‪.‬ي) �أقاموا بتاريخ ‪2007/09/08‬‬
‫دعوى �أمام حمكمة عنابة طالبني تعيني خبري لإجراء م�شروع ق�سمة للفيال التي‬
‫تركتها مورثتهم بعنابة ويف حالة ا�ستحالة الق�سمة العينية تقييمها نقدا وحتديد‬
‫ال�سعر االفتتاحي لبيعها عن طريق املزاد العلني‪.‬‬
‫و�أجابت املدعى عليها الطاعنة طالبة موافقتها على اخلروج من ال�شيوع‬
‫م�ؤكدة �أنها متلك الثلث من ن�صيب مورثة املدعني مبوجب الو�صية املحررة من‬
‫طـ ــرف املـ ـ ــوثق‪.‬‬
‫و�أجابت املدخلة يف اخل�صام م�صلحة �أمالك الدولة عدم ممانعتها يف تعيني‬
‫خبري وهي الدعوى التي �صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2008/02/04‬القا�ضي‬
‫بقبول الدعوى والإدخال يف اخل�صام مع �إخراج املدعى عليها (ب‪.‬ف) من النزاع‬
‫النعدام �صفة املالك لديها ويف املو�ضوع تعيني خبري لإعداد م�شروع ق�سمة معللني‬
‫�إخراج املدعى عليها من اخل�صام ببطالن الو�صية لعدم ا�ستيفائها �إجراء ال�شهر‬
‫وفق ن�ص املادة ‪ 793‬من القانون املدين وهو احلكم امل�ؤيد بالقرار ال�صادر عن‬
‫املجل�س بتاريخ ‪ 2008/06/21‬املطعون فيه بالنق�ض‪.‬‬
‫حيـث �أن الطاعنة تثري �ستة �أوجه للطعن لت�أ�سي�س طعنهـ ــا‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدهم ورثة (ب‪ .‬ي) �أجابوا مبذكرات رد طالبوا مبوجبها‬
‫رف�ض الطعن‪،‬فيماملتردم�صلحة �أمالكالدولةاملطعون�ضدهاعلىعري�ضةالطعن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪277‬‬
‫ملف رقـم ‪581896‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫مـن حيـث ال�شكــل ‪:‬‬
‫حيـث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا فهو حينئذ‬
‫مقب ـ ــول �شكـ ـ ــال‪.‬‬
‫مـن حيـث املو�ضــوع ‪:‬‬
‫عـن الوجــه الثـاين‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سباب والأ�سا�س القانوين‪،‬‬
‫بدعوى �أن الطاعنة دفعت �أمام الق�ضاة بالتقادم املك�سب طبقا لن�ص املادة‬
‫‪ 828‬من القانون املدين كونها حتوز الثلث منذ وفاة �صاحبة الو�صية بتاريخ‬
‫‪ 1986/01/10‬دون �إكراه �أو خفية �أو التبا�س وبدون انقطاع وا�ستنادا ل�سند‬
‫�صحيح هو الو�صية ملدة ‪� 22‬سنة و�أن الق�ضاة مل يناق�شوا هذا الدفع مما يجعل‬
‫القرار منعدم الأ�سباب والأ�سا�س القانون وينبغي نق�ضه‪.‬‬
‫حيـث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه يتبني و�أن الطاعنة دفعت بالتقادم‬
‫املك�سب وفقا لأحكام املادة ‪ 828‬من القانون املدين و�أن الق�ضاة تغا�ضوا عن‬
‫الردعلى هذا الدفع اجلوهري الذي يرتتب عليه يف حالة قيامه تغيري وجه الر�أي‬
‫يف الدعوى ويكون بذلك القرار بعدم الرد على هذا الدفع م�شوبا بالق�صور يف‬
‫الت�سبيب ويتعني معه نق�ض القرار‪.‬‬
‫عــــن الوجه الرابـع واخلام�س وال�ساد�س‪:‬امل�أخوذيــــن من جتــاوز‬
‫ال�سلطــــة واخلطـــ�أ يف تطبيق القانـــون‪،‬‬
‫بدعوى �أنه ال يوجد ن�ص قانوين يلزم �شهر الو�صية وب�أن املادة ‪ 15‬من الأمر‬
‫رقم ‪ 75/74‬املت�ضمن �إعداد م�سح الأرا�ضي العام وت�أ�سي�س ال�سجل العقاري‬
‫ت�ستثني من لزوم الإ�شهار نقل امللكية عن طريق الوفاة و�أن املادة ‪ 180‬من قانون‬
‫الأ�سرة تن�ص على �أن الو�صية ت�ؤخذ من الرتكة يف حدود الثلث و�أن املادة ‪ 191‬من‬
‫قانون الأ�سرة حددت الطرق التي تثبت بها الو�صية و�أن خمالفة القرار للن�صو�ص‬
‫املذكورة يتعني معه نق�ض القـ ــرار‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪278‬‬
‫ملف رقـم ‪581896‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫حيـث �أن الو�صية وفقا لأحكام املادة ‪ 184‬من قانون الأ�سرة هي متليك م�ضاف‬
‫�إىل ما بعد املوت بطريق التربع يف حدود ثلث الرتكة و�أن �أثرها بذلك ال يرتتب يف‬
‫حياة املو�صى بل بعد موته وبالتايل ف�إن حق املو�صى له ين�ش�أ مبجرد وفاة املو�صي‬
‫وهو ما يعني �أن م�صدر احلق العيني املو�صى به ال ميكن اعتباره يف احلقيقة‬
‫ت�صرفا قانونيا خال�صا بالو�صية و�إمنا هو م�صدر مركب من �إرادة املو�صى وواقعة‬
‫وفاته ومن ثم ف�إن ق�ضاة املو�ضوع ب�إخراجهم الطاعنة املو�صى لها من اخل�صام‬
‫بدعوى انتفاءال�صفة لديها لعدم �إ�شهار الو�صية قد جانبوا ال�صواب لأن الإ�شهار‬
‫يف حالة وجوبه اليكون �إال بعد وفاة املو�صى طاملا �أن الو�صية ال حتدث �أثرها �إال‬
‫بعـ ــد الوف ـ ــاة‪.‬‬
‫حيـث �أنه ف�ضال عن ذلك ف�إن املادة ‪ 15‬من الأمر رقم ‪ 74 -75‬املت�ضمن‬
‫�إعدادم�سح الأرا�ضي العام وت�أ�سي�س ال�سجل العقاري ت�ستثني نقل امللكية عن طريق‬
‫الوفاة وتقرر �سريان مفعولها من يوم وفاة �أ�صحاب احلقوق العينية خالفا للمبد�أ‬
‫الذي قررته املادة من �أن كل حق للملكية وكل حق عيني �آخر يتعلق بعقار ال وجود‬
‫له بالن�سبة للغري �إال من تاريخ يوم �إ�شهارهما يف جمموعة البطاقات العقارية‬
‫وبالتايل ف�إن الو�صية ولو كانت غري م�شهرة حتقق �أثرها بالن�سبة لاللتزامات‬
‫ال�شخ�صية بني ذوي ال�ش�أن ومنها �إمكانية ا�ستغالل الطاعنة للجزء الذي حتوزه‬
‫والآيل لها مبوجب الو�صية مادامت ثابتة وفقا لن�ص املادة ‪ 191‬من قانون الأ�سرة‬
‫لأنها تعد دينا يف ذمة الرتكة ي�أتي يف الرتتيب الثالث وفق ن�ص املادة ‪ 180‬من‬
‫قانون الأ�سرة و�أن املو�صى لها بذلك يتوافر فيها ال�صفة �سواء كمدعى عليها �أو‬
‫مدعية يف حالة عدم تنفيذالت�صرف‪ ،‬مما يجعل الأوجه املذكورة م�ؤ�س�سة ويتعني‬
‫معه نق�ض القرار دون حاجة�إىل الرد على الوجهني الأول والثالث والفرع الثاين‬
‫م ــن الوج ــه ال�سـ ــاد�س‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫م ــن قانــون الإج ــراءات املدني ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪279‬‬
‫ملف رقـم ‪581896‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــاب‬
‫قـررت املحكمـة العليــا‪ ،‬غرفــة الأحــوال ال�شخ�صيـة واملواريــث‪:‬‬
‫قبول الطعن بالنق�ض �شكال‪ ،‬ونق�ض القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء عنابة بتاريخ ‪ 2008/06/21‬و�إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد وفقا للقانون مع �إلزام املطعون‬
‫�ضدهم بامل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح بـه يف اجلل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتـاريــخ‬
‫التا�سع من �شهــر ديـ�سمبـر �سنــة �ألفيــن و ع�شــرة من قبل املحكمة العليـا‪ -‬غرفة‬
‫الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�سـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�سـ ــا‬ ‫ال�ضـاوي عبــد القـ ــادر‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ـ ــي ال�ص ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مـ ـ ــالك الها�شمـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ــد خل�ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�س ـ ــى‬

‫بحــ�ضــور ال�سيـ ـ ــدة ‪ :‬خي ـ ـ ــرات مليك ـ ــة‪-‬املحــامــي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعــدة ال�س ــيد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪280‬‬
‫ملف رقـم ‪599850‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 599850‬قــــرار بتاريخ ‪2011/02/10‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ع‪.‬ح) �ض ـ ــد (ط‪.‬ر) بحـ�ضـ ــور النيابـ ــة العام ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ح�ضانــــة ‪ -‬متديــــد احل�ضانـــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون الأ�سـ ــرة ‪ :‬املـ ــادة ‪.65 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال تنتهــــي احل�ضانـــــة �إال مبــوجب حكــم ق�ضائـــي‪.‬‬


‫احلا�ضنـــة غري ملزمة باملطالبة ق�ضائيا بالتمديـــد‪ ،‬يف‬
‫حالـــة جتــاوز �ســن املح�ضـــون ‪� 10‬سنــــوات‪.‬‬
‫تبقــــى احلا�ضنة متوفـــرة علـى �صفة التقا�ضي‪ ،‬للمطالبـــة‬
‫باحلقـــوق املقـــررة للمح�ضـــون‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �ش ــارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬ب ــن‬
‫عكن ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ــاء على املواد ‪� 349‬إل ــى ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪.2008/12/02‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪281‬‬
‫ملف رقـم ‪599850‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعليــــه فــ�إن املحكمــة العلـيــــــــــــــا‬
‫وحيث �أن الطاعن (ع‪ .‬ح) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2008/12/02‬مبوجب‬
‫العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ عباب�سة �سمري املحامي املعتمد لدى املحكمة‬
‫العليا �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء البليدة غرفة �ش�ؤون الأ�سرة بتاريخ‬
‫‪ 2008/05/26‬القا�ضي بت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪.‬‬
‫حيـث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن املدعية املطعون �ضدها �أقامت دعوى‬
‫�أمام حمكمة بوفاريك بتاريخ ‪ 2008/01/08‬طالبة �إلزام املدعى عليه ب�أن‬
‫يخ�ص�ص لها �سكنا ملمار�سة احل�ضانة �أو بدل الإيجار مببلغ ‪ 10000‬دج‪ ،‬يف حني‬
‫�أجاب املدعى عليه طالبا رف�ض الدعوى وهي الدعوى التي �صدر ب�ش�أنها احلكم‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ 2008/02/23‬القا�ضي ب�إلزام الطاعن ب�أن يدفع للمطعون �ضدها بدل‬
‫الإيجار �شهري قدره ‪ 8000‬دج ابتداء من تاريخ النطق باحلكم �إىل غاية انق�ضاء‬
‫احل�ضانة وهو احلكم امل�ؤيد بالقرار امل�ؤرخ يف ‪ 2008/05/26‬املطعون فيه بالنق�ض‪.‬‬
‫وحيـث �أن الطاعن يثري ثالثة �أوجه للطعن لت�أ�سي�س طعنه‪.‬‬
‫وحيـث �أن املطعون �ضدها مل ترد على عري�ضة الطعن‪.‬‬
‫وعـليـــــــــــه‪:‬‬
‫مــــن حيث ال�شكـــل‪:‬‬
‫حيـث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شكال‪.‬‬
‫مـــــن حيث املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجــه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة �أو �إغفال قاعدة جوهريــــة‬
‫يف الإجـــــراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أن الولد املح�ضون (ع) جتاوز �سن ‪� 10‬سنوات و�أن احل�ضانة بذلك‬
‫قد انق�ضت قانونا و�أن املطعون �ضدها بذلك تفتقر لل�صفة يف �إقامة هذه الدعوى‬
‫وفقا لن�ص املادة ‪ 459‬من قانون الإجراءات املدني ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪282‬‬
‫ملف رقـم ‪599850‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫لكـن حيـث �أن ال�صفة تبقى قائمة للحا�ضنة يف �إقامة الدعاوى اخلا�صة ب�ش�ؤون‬
‫املح�ضون مادامت احل�ضانة �سارية مل يو�ضع لها حد بحكم ق�ضائي لأن احل�ضانة‬
‫بالن�سبة للذكر ف�ضال عن �أنها قابلة للتمديد �إىل ‪� 16‬سنة ف�إن احلكم بانتهائها‬
‫يراعى فيه م�صلحة املح�ضون الأمر الذي يجعل الوجه غري �سديد ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫عـن الـوجــه الثاين‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور �أو تناق�ض الأ�سباب‪،‬‬
‫بدعوى �أنه بالرجوع �إىل احليثية الرابعة من القرار املطعون فيه يتبني و�أن‬
‫املجل�س �أيد حكم املحكمة ا�ستنادا �إىل ح�ضانة االبن (ع) ال تزال م�ستمرة ومل‬
‫يثبت �سقوطها و�أن ذلك يعد ق�صورا يف الت�سبيب كون احل�ضانة تنق�ضي ببلوغ‬
‫ال�سن املن�صو�ص عليه يف املادة ‪ 65‬من قانون الأ�سرة‪.‬‬
‫لكـن حيـث �أن هذا الوجه هو تكرارا للوجه الأول ويرد عليه بنف�س الرد والت�أكيد‬
‫من �أن احل�ضانة التنتهي �إال بحكم وفقا لن�ص املادة ‪ 2/65‬من قانون الأ�سرة مما‬
‫يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عـن الوجه الثالـث ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة �أو اخلط�أ يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫بدعوى �أن ق�ضاة املو�ضوع بق�ضائهم ببدل الإيجار قد خالفوا ن�ص املادة ‪65‬‬
‫من قانون الأ�سرة كون ح�ضانة االبن املح�ضون انتهت ببلوغه �سن الع�شر �سنوات‬
‫و�أن الأم احلا�ضنة مل تقم بتمديدها �إىل غاية ‪� 16‬سنة‪.‬‬
‫لكـن حيـث �أن احل�ضانة ال تعد منتهية وفقا لن�ص املادة ‪� 2/65‬إال مبوجب‬
‫حكم ق�ضائي و�أنه طاملا �أنها ال تزال �سارية ف�إن احلا�ضنة من حقها املطالبة ببدل‬
‫الإيجار باعتباره من احلقوق املقررة للمح�ضون على والده وفقا لن�ص املادتني ‪72‬‬
‫و‪ 78‬من قانون الأ�سرة وغري ملزمة هي باملطالبة بالتمديد �إذا جتاوز املح�ضون‬
‫�سن ‪� 10‬سنوات‪ ،‬و�أن الق�ضاة بق�ضائهم للحا�ضنة ببدل الإيجار قد طبقوا �صحيح‬
‫القانون مما يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫حيـث �أن ـ ــه بذلك ت�صبح الأوجـ ـ ــه الثالثة غري م�ؤ�س�سة ويتعني مع ـ ــه رف�ض‬
‫الطع ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪283‬‬
‫ملف رقـم ‪599850‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫حيـث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإداريـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــاب‬
‫قـررت املحكمـة العليــا‪ ،‬غرفــة الأحـوال ال�شخ�صيــة واملواريـــث‪:‬‬
‫قب ـ ــول الطعن بالنق�ض �شكال ورف�ضه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائي ـ ــة علـ ــى الطاعـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العـلني ــة املنعقــدة بتـاريـخ‬
‫العا�شر من �شهــر فيـ ــفري �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬‬
‫غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪-‬واملرتكبة من ال�سـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليكـ ــة‪-‬املحـام ــي ال ـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�سـيـ ـ ــد‪ :‬ط ـ ــريف �سمري‪�-‬أمـيــن الــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪284‬‬
‫ملف رقـم ‪613469‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقـــم ‪ 613469‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/03/10‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (م‪.‬ي ) �ض ــد (ع‪.‬ز) بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ح�ضانـــــة ‪ -‬م�صلحــــة املح�ضـــــون‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�سـ ـ ــرة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.64 :‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬تراعــــى م�صلحة املح�ضون‪ ،‬عنـد �إ�سناد احل�ضانـــة‪ ،‬ولي�س‬


‫الرتتيب الوارد يف املادة ‪ 64‬من قانون الأ�ســــرة‪.‬‬
‫يخ�ضع تقديــــر م�صلحة املح�ضون‪ ،‬لل�سلطـــة التقديريــــة‬
‫لق�ضــــاة املو�ضــــوع‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــــا‬


‫يف جل�سته ــا العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكن ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانونيـ ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ـ ــي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349‬إلـ ـ ــى ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2009/02/17‬وعلى مذكرة جواب‬
‫حمامي املطعون �ضدها (ع‪.‬ز) املودعة بتاريخ ‪.2009/05/20‬‬
‫وبع ـ ــد االطالع على مذكرة ت�صحيح عري�ضة الطعن املودع ـ ـ ــة بتاريخ‬
‫‪ 2009/09/07‬املت�ضمنة ا�ستبدال املادة ‪ 79‬امل�شار �إليها يف عري�ضة الطع ـ ــن‬
‫باملادة ‪ 74‬من قانون الإجراءات املدني ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪285‬‬
‫ملف رقـم ‪613469‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـيــــــــــــا‬
‫وحيـث �أن الطاعن (م‪.‬ي) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2009/02/17‬مبوجب‬
‫العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ نوا�س ر�ضوان �ضد القرار ال�صادر عن غرفة‬
‫�ش�ؤون الأ�سرة ملجل�س ق�ضاء اجلزائر بتاريخ ‪ 2008/12/30‬القا�ضـ ـ ــي ‪:‬‬
‫يف ال�شكـــــــــــل ‪:‬‬
‫قبـ ـ ــول �إعادة ال�سري يف الدعوى بعد رجوع اخلبـ ـ ــرة‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــــــوع ‪:‬‬
‫�إفراغ القرار ال�صادر عن جمل�س احلال غرفة الأحوال ال�شخ�صية بتاريخ‬
‫‪ 2007/12/18‬حتت رقم ‪ 07/5047‬و امل�صادقة على تقرير اخلربة املنجزة من‬
‫طرف م�صلحة املالحظة والرتبية يف الو�سط املفتوح واملودع لدى كتابة �ضبط‬
‫املجل�س بتاريخ ‪ 2008/05/21‬حتت رقم ‪ 08/852‬وبالنتيجة ت�أييد احلكم‬
‫امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة �سيدي احممد بتاريخ ‪ 2004/05/16‬وامل�صاريف‬
‫على املدعي‪.‬‬
‫حيـث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن املدعية �أقامت دعوى �أمام حمكمة �سيدي‬
‫احممد بتاريخ ‪ 2003/05/04‬طالبة منحها ح�ضانة البنت (م) املتواجدة معها‬
‫منذ وفاة والدتها بتاريخ ‪ 2001/12/08‬باعتبارها جدة للأم و�إلزام الأب بالنفقة‬
‫مببلغ ‪ 3000‬دج‪ ،‬فيما �أجاب املدعى عليه طالبا رف�ض الدعوى وهي الدعوى التي‬
‫�صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2004/05/16‬القا�ضي ب�إ�سناد ح�ضانة البنت‬
‫(م) املولودة بتاريخ ‪ 1998/04/11‬للجدة املدعية مع منحها النفقة وللأب حق‬
‫الزيارة و�إثر اال�ستئناف �أ�صدر املجل�س القرار امل�ؤرخ يف ‪ 2007/12/18‬القا�ضي‬
‫بتعيني مدير املالحظة يف الو�سط املفتوح للقيام بالبحث االجتماعي حول ظروف‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪286‬‬
‫ملف رقـم ‪613469‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫معي�شة الطرفني‪ ،‬و�إثر قيام اجلهة املعنية مبهمتها و�إعادة الق�ضية للجدول �أ�صدر‬
‫املجل�س القرار امل�ؤرخ يف ‪ 2009/12/30‬املطعون فيـ ـ ــه بالنق�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن الطاعـ ـ ــن يثري ثالثة �أوجه للطعن لت�أ�سي�س طعنـ ـ ــه‪.‬‬
‫حيـث �أن املطعـ ـ ــون �ضدها تطلب رف�ض الطعن لعـ ـ ــدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫وعــليـــــــــــــــه ‪:‬‬
‫مــن حيـث ال�شكـــل‪:‬‬
‫حيـث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شكال‪.‬‬
‫مـــــن حيـث املو�ضـوع ‪:‬‬
‫عن الـوجه الأول‪ :‬امل�أخوذ من خرق قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أن الق�ضية و�ضعت يف املرافعة جلل�سة ‪ 2008/11/11‬و�أنها �أعيدت‬
‫للجدول للح�ضور ال�شخ�صي و�سماع البنت املح�ضونة �إال �أن هذا الإجراء مل يتم‬
‫ومل يحرر يف ذلك حم�ضرا للإثبات مما يعد خرقا لن�ص املواد‪74 - 61 - 43 :‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية وال�سيما الفقرة الأخرية من املادة ‪ 74‬ويكون القرار‬
‫بذلك معر�ضا للنق�ض‪.‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه بالنق�ض يتبني و�أن الق�ضية‬
‫و�ضعت فعال يف املرافعة جلل�سة ‪ 2008/11/14‬وبعدها �أعيدت للجدول جل�سة‬
‫‪ 2008/12/02‬لإجراء حتقيق وفيها ح�ضرت البنت رفقة جدتها يف حني تغيب‬
‫امل�ست�أنف مما حال دون �إجراء التحقيق ليتم بعدها و�ضع الق�ضية يف املداولة‬
‫والنطق بها يف اجلل�سة املقررة وبالتايل مل يعد هناك حمال لتحرير املح�ضر طاملا‬
‫�أن التحقيق مل يتم �إجرا�ؤه ب�سبب غياب امل�ست�أنف مما يجعل الوجه غري �سديد‬
‫م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عـنالوجـهالثانـي‪:‬امل�أخوذمنانعدام�أوق�صور�أوتناق�ضيفالأ�سباب‪،‬‬
‫بدعوى �أن اخلربة امل�أمور بها جاءت ل�صالح الطاعن و�أن م�صادقة القرار‬
‫عليها يحتم الق�ضاء مبوجبها و�إ�سناد ح�ضانة البنت لوالدها بدل الق�ضاء عك�سها‬
‫بت�أييد احلكم امل�ست�أنف مماي�شكل تناق�ضا ي�ستوجب النق�ض‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪287‬‬
‫ملف رقـم ‪613469‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫لكـن حيـث �أنه بالرجوع �إىل التقرير االجتماعي املعد من م�صلحة املالحظة‬
‫والرتبية يف الو�سط املفتوح تنفيذا للقرار ال�صادر عن املجل�س بتاريخ ‪2007/12/18‬‬
‫يتبني �أن البنت تعي�ش مع جدتها يف راحة نف�سية وتزاول درا�ستهاومتار�س ريا�ضة‬
‫كرة ال�سلة وهواية الر�سم مقرتحا يف النهاية منح ح�ضانة البنت لوالدها لتعوي�ضها‬
‫حنان والدتها وهو اقرتاح يخرج عن نطاق اجلهة التي �أعدت التقريركونه هو عينه‬
‫مو�ضوع النزاع وي�ؤول تقدير امل�صلحة لق�ضاة املو�ضوع و�أن الق�ضاة مب�صادقتهم‬
‫على التقرير وت�أييدهم للحكم امل�ست�أنف �إمنا مار�سوا �سلطتهم التقديرية طاملا مل‬
‫يرد فيه ما ي�سيء لعائلة اجلدة �أو ما يناق�ض م�صلحة البنت ف�ضال عن �أنه ال يعدو‬
‫كونه بحث اجتماعي ال ي�صل حتى �إىل درجة اخلربة وال يحتاج �إىل امل�صادقة مما‬
‫يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عـن الوجــه الثالـث ‪ :‬امل�أخـــوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانــــون‪،‬‬
‫بدعوى �أنه وفقا لن�ص املادة ‪ 64‬من قانون الأ�سرة ف�إن احل�ضانة بعد الأم‬
‫تنتقل �إىل الأب ولي�س للجدة‪ ،‬و�أن املطعون �ضدها تعي�ش يف �سكن �ضيق و�أن ت�أييد‬
‫القرار للحكم امل�ست�أنف يعد خرقا لن�ص املادة املذكورة م�ستوجب النق�ض‪.‬‬
‫لكـن حيث �أن مدار احل�ضانة م�صلحة املح�ضون ولي�س بالرتتيب الوارديف‬
‫املادة ‪ 64‬من قانون الأ�سرة‪ ،‬و�أن تقدير امل�صلحة يخ�ضع لل�سلطة التقديرية لق�ضاة‬
‫املو�ضوع وقد عربوا عن هذه ال�سلطة ب�أ�سباب كافية و�سائغة من خالل املفا�ضلة‬
‫بني الأب واجلدة وترجيحهم ب�أن م�صلحة البنت تقت�ضي بقاءها مع جدتها التي‬
‫تعي�ش معها منذ وفاة والدتها عام ‪ 2001‬وطبقوا بذلك ن�ص املادة ‪ 64‬امل�شار �إليها‬
‫تطبيقا �سليما مما يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫حيـث �أنه بذلك ت�صبح الأوجه الثالثة غري م�ؤ�س�سة ويتعني معه رف�ض الطعن‪.‬‬
‫حيـث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإداريـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪288‬‬
‫ملف رقـم ‪613469‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫فلهـــــــــذه الأ�ســـبـــــــاب‬
‫قـررت املحكمـة العليـا‪ ،‬غرفـة الأحـوال ال�شخ�صيــة واملواريــث‪:‬‬
‫قبـ ــول الطعـ ــن بالنق�ض �شكـ ــال ورف�ضـ ــه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وامل�صـ ـ ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة علـ ـ ــى الطاعـ ـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صـدر القــرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العـلنيـة املنعقـدة بتاريخ‬
‫العا�شر من �شهــر مــار�س �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليــا‪-‬‬
‫غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليكـ ـ ــة‪-‬املحــام ــي ال ـع ــام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬ط ـ ـ ــريف �سمري‪�-‬أمـ ـي ــن الــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪289‬‬
‫ملف رقـم ‪613481‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 613481‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/03/10‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (ب‪.‬ن ) �ضـ ـ ــد (ن‪.‬ح) بح�ضـ ـ ــور النيابـ ـ ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬كفالـــة ‪ -‬طالق ‪� -‬آثـــارالطالق ‪ -‬ح�ضانــة ‪ -‬نفقــــة‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�سـ ـ ــرة ‪ :‬امل ـ ـ ـ ــادة ‪.116 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال ت�ســــري �آثار الطالق‪ ،‬من ح�ضانة ونفقـــة‪ ،‬على الطفـــل‬
‫املكفول‪ ،‬الذي يعي�ش مع مطلقة الزوج الكافــــل‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،‬اجلزائر‪.‬‬
‫بعد املداولة القانونية �أ�صدرت القرار الآتي ن�صه‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪.2009/02/17‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل نق�ض القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــــا‬
‫وحيث �أن الطاعنة (ب‪.‬ن) طعنت بطريق النق�ض بتاريخ ‪2009/02/17‬‬
‫مبوجب العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ �أحمد بو�شيبة املحامي املعتمد لدى‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪290‬‬
‫ملف رقـم ‪613481‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن غرفة �ش�ؤون الأ�سرة ملجل�س ق�ضاء البليدة‬
‫بتاريخ ‪ 2007/12/03‬فهر�س رقم ‪ 07/05400‬القا�ضي بقبول اال�ستئنافني‬
‫الأ�صلي والفرعي �شكال ويف املو�ضــــوع ت�أيي ــد احلكـ ــم امل�ستـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن املطعون �ضده �أقام دعوى الطالق �أمام‬
‫حمكمة ال�شراقة بتظليم الزوجة‪ ،‬يف حني �أجابت املدعى عليها طالبة حتميل‬
‫م�س�ؤولية الطالق للزوج ومنحها كامل حقوقها ومنها ح�ضانة البنت املكفولة‬
‫والنفقة مببلغ ‪ 7000‬دج ومتكينها من بيت الزوجية ملمار�سة احل�ضانة وهي‬
‫الدعوى التي �صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2007/05/15‬القا�ضي بالطالق‬
‫ومنح الزوجة املطلقة حقوقها املتمثلة يف (التعوي�ض عن الطالق ونفقة العدة‬
‫ونفقة الإهمال) ورف�ض طلب احل�ضانة ونفقة البنت لكونها غري �شرعية‪ ،‬وه ـ ــو‬
‫احلكم امل�ؤيد بالقرار امل�ؤرخ يف ‪ 2007/12/03‬املطعون فيه بالنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنة تثري وجهني للطعن لت�أ�سي�س طعنه ــا‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده مل يرد على عري�ضة الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫وعليــــــــــــــه ‪:‬‬
‫مــــن حيث ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شكال‪.‬‬
‫مــــن حيـث املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عــن الوجـه الأول ‪ :‬امل�أخــوذ مــن عــدم كفايــة الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن املبالغ املحكوم لها بها زهيدة �إذا ما قورنت بالأجرة ال�شهرية التي‬
‫يتقا�ضاها الزوج املطلق التي تفوق مبلغ ‪ 400000‬دج كما �أنها �ساهمت مبالها‬
‫اخلا�ص يف ت�شييد الفيال التي كانت م�سكن الزوجية والتي �أقدم املطعون �ضده‬
‫على بيعها واالنتفاع بثمنها مما يجعل القرار منعدم الأ�سب ـ ــاب‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪291‬‬
‫ملف رقـم ‪613481‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه يتبني و�أن ق�ضاة املو�ضوع‬
‫ا�ستعملوا �سلطتهم التقديرية يف تقدير املبالغ امل�ستحقة للطاعنة وعربوا عن هذه‬
‫ال�سلطة ب�أ�سباب كافية و�سائغة من خالل ت�أكيدهم على �أنها تتما�شى والظروف‬
‫املادية للمطعون �ضده وطبقوا بذلك �صحيح القانون مما يجعل الوجه غري �سديد‬
‫م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عــن الوجه الثاين ‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانوين للحكــم‪،‬‬
‫بدعوى �أنها طلبت بنفقة البنت املكفولة بيد �أن الق�ضاة اعتربوا هذا الطلب‬
‫غري م�ؤ�س�س وق�ضوا برف�ضه مما يجعل ق�ضاءهم منعدم الأ�سا�س القانوين‪.‬‬
‫حيث �أن املبد�أ �أن الكفالة التزام على وجه التربع بالقيام بولد قا�صر من‬
‫نفقة وتربية ورعاية قيام الأب بابنه وفقا لن�ص املادة ‪ 116‬من قانون الأ�سرة و�أن‬
‫املطعون �ضده الكافل �إذا كان ملزما بذلك بنفقة البنت املكفولة التي منحها لقبه‬
‫ف�إن ذلك مقيد ب�أن تكون املكفولة حتت ح�ضانته ورعايته وبالتايل فطاملا �أن البنت‬
‫تعي�ش مع مطلقةالكافل الطاعنة ف�إن واجب الرعاية والنفقة ي�سقط عن الكافل‬
‫وي�ؤول �إىل املطلقة التي تطوعت و�أخذت البنت املكفولة معها لأن �آثار الطالق وما‬
‫يرتتب عنه من ح�ضانة ونفقة ال ت�سري على املكفول باعتبار االلتزام هنا على وجه‬
‫التربع وهذا االلتزام ال ينتج �أثره �إال �إذا كان املكفول حتت ح�ضانة ورعاية الكافل‬
‫مما يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سبـــــــــــاب‬
‫قررت املحكمـة العليـا‪ ،‬غرفـة الأحوال ال�شخ�صيـة واملواريث‪:‬‬
‫قبـ ـ ــول الطعن بالنق�ض �شكال ورف�ضه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة عل ـ ــى الطاعنـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪292‬‬
‫ملف رقـم ‪613481‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫بذا �صدر القرار و وقـع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ العا�شر‬
‫من �شهر مار�س �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليا‪ -‬غرفة الأحوال‬
‫ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�س ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بح�ض ـ ــور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليكـ ــة ‪-‬املحـامــي الـعـ ــام‪،‬‬
‫و مب�سـاعــدة ال�س ــيد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪� -‬أمـي ــن ال�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪293‬‬
‫ملف رقـم ‪617374‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 617374‬قــــرار بتاريخ ‪2011/05/12‬‬
‫ق�ضية (ب‪.‬ف) �ضـ ـ ــد (ب‪.‬ا) بح�ضـ ـ ــور النيابـ ـ ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ن�سب ‪ -‬اغت�صــــاب ‪ -‬نكــــاح �شبهـــــة‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�سـ ـ ــرة ‪ :‬امل ـ ـ ـ ــادة ‪.40 :‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬االغت�صاب‪ ،‬الثابت بحكم ق�ضائـــي‪ ،‬يعد وط�أً بالإكـــراه‪،‬‬


‫ويك َّيف بكونه نكاح �شبهة‪ ،‬يثبت بــــه الن�سب‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪،‬اجلزائر‪.‬‬
‫بع ــد املداولة القانونية �أ�صدرت القرار الآتي ن�صـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنية والإداري ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪.2009/03/08‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد رحمني براهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫والرامية �إىل نق�ض القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـيـــــــــــا‬
‫وحيث �أن الطاعنة (ب‪.‬ف) بنت (ح) طعنت بطريق النق�ض بتاريخ‬
‫‪ 2009/03/08‬مبوجب العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ بلقرينات �شفيق‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪294‬‬
‫ملف رقـم ‪617374‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫بوعالم املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن غرفة �ش�ؤون‬
‫الأ�سرة ملجل�س ق�ضاء مع�سكر بتاريخ ‪ 2007/03/28‬فهر�س رقم ‪07/ 00568‬‬
‫القا�ضي يف ال�شكل قبول اال�ستئناف �شكال‪ ،‬يف املو�ضوع ‪ :‬ت�أييد احلكم املعاد يف‬
‫جميع ما ق�ضى به‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أنه بتاريخ ‪� 2006/09/18‬أقام املدعي‬
‫(ب‪.‬ا) دعوى �أمام حمكمة غري�س طالبا �إ�سقاط ن�سب البنت عنه و�إحلاقها‬
‫بوالدتها كونها ولدت قبل الدخول وبعد �إبرام عقد الزواج ب�شهر‪ ،‬فيما �أجابت‬
‫املدعى عليها طالبة �إجراء حتقيق م�ؤكدة �أن املدعي هو من قام بت�سجيل البنت‬
‫با�سمه والتم�ست رف�ض الدعوى واحتياطيا �إجراء التحاليل‪ ،‬وهي الدعوى التي‬
‫�صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2006/12/09‬القا�ضي ب�إ�سقاط ن�سب البنت‬
‫(م‪ .‬ن) عن املدعي اعتمادا على �أنها ولدت بعد �شهر من �إبرام الزواج و�إثر‬
‫ا�ستئناف املدعى عليها وت�أكيدها على تعر�ضها لالغت�صاب من امل�ست�أنف عليه‬
‫الذي حاول التهرب من املتابعة اجلزائية ب�إبرامه لعقد الزواج و�إقراره باحلمل‬
‫ومطالبة امل�ست�أنف عليه بت�أييد احلكم امل�ست�أنف �أ�صدر املجل�س القرار امل�ؤرخ يف‬
‫‪ 2007/03/28‬القا�ضي بت�أييد احلكم وهو القراراملطعون فيه بالنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنة تثري وجهني للطعن لت�أ�سي�س طعنه ــا‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده مل يرد على عري�ضة الطع ــن‪.‬‬
‫وعـليــــــــــه ‪:‬‬
‫مــــن حيـث الـ�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شكال‪.‬‬
‫مــــن حيـث املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عن الـوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة �أو �إغفال قاعدة جوهرية‬
‫يف الإجـــــراءات‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪295‬‬
‫ملف رقـم ‪617374‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫بدعوى �أنه ال يبدو من القرار املطعون فيه �أن الق�ضية بلغت للنائب العام قبل‬
‫ع�شرة �أيام من يوم اجلل�سة وفقا لن�ص املادة ‪ 141‬من قانون الإجراءات املدنية‬
‫مما يعر�ض القرار للنق�ض‪.‬‬
‫لكن حيث �أنه خالفا ملا ورد يف الوجه ف�إن النيابة العامة ممثلة يف اخل�صومة‬
‫كطرف �أ�صلي ح�سبما هو ثابت من ديباجة القرار مما يدل و�أن النيابة اطلعت على‬
‫الق�ضية وقدمت التما�ساتها ويكون بذلك الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫عـن الوجـــه الثانــــي‪ :‬امل�أخـــوذ مـــن ق�صـــور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن ق�ضاة املو�ضوع اكتفوا بالقول �أن مدة احلمل املن�صو�ص عليها‬
‫قانونا بني تاريخ �إبرام عقد الزواج يف ‪ 2006/08/01‬وتاريخ ازدياد البنت يف‬
‫‪ 2006/09/04‬غري متوفرة دون مراعاة للزواج العريف اجلاري يف املجتمع‪ ،‬و�أن‬
‫ق�ضاة املو�ضوع مل يكلفوا �أنف�سهم عناء البحث والتحري عن ظروف ومعطيات‬
‫هذا الزواج والو�صول �إىل احلقيقة خا�صة و�أن الطاعنة يف ردها على دعوى �إلغاء‬
‫الن�سب �أكدت على تعر�ضها لالغت�صاب مما يجعل القرار م�شوب بعيب الق�صور‬
‫يف الت�سبيب ويعر�ض القرار للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه يتبني و�أن ق�ضاة املو�ضوع �أ�سقطوا‬
‫ن�سب البنت عن املطعون �ضده اعتمادا على �أن البنت ولدت بعد �شهر وثالثة �أيام‬
‫من انعقاد الزواج وا�ستنتجوا من ذلك �أنه كان نتيجة عالقة غري �شرعية‪.‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل �أحكام املادة ‪ 40‬من قانون الأ�سرة ف�إن الن�سب فكما‬
‫يثبت بالزواج ال�صحيح ف�إنه يثبت بالإقرار وبالبينة وبنكاح ال�شبهة وبالتايل ف�إنه‬
‫كان على ق�ضاة املو�ضوع التحقق مما دفعت به الطاعنة من �أن املطعون �ضده‬
‫هو من قام بت�سجيل البنت با�سمه بعد تعر�ضها لالغت�صاب منه و�إبرامه لعقد‬
‫الزواج الالحق على احلمل يف حماولة للتهرب من املتابعة اجلزائية لأنه يف حالة‬
‫ثبوت االغت�صاب بحكم ق�ضائي يعد وطء بالإكراه ويكيف ب�أنه نكاح �شبهة يثبت به‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪296‬‬
‫ملف رقـم ‪617374‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫الن�سب وفقا لن�ص املادة املذكورة ف�ضال عن �أنه يف حالة ثبوت �أن املطعون �ضده‬
‫هو من قام بالت�صريح لدى �ضابط احلالة املدنية وهو موظف عمومي مبقت�ضى‬
‫وظيفته بت�سجيل البنت با�سمه يف �سجالت احلالة املدنية ف�إن ذلك يعد �إقرارا‬
‫منه بن�سب البنت وفق ن�ص املادة ‪ 40‬امل�شار �إليها و�أن املقرر �شرعا �أن الإقرار‬
‫بالبنوة املجرد والذي لي�س فيه حتميل الن�سب على الغري يثبت به الن�سب متى كان‬
‫�إقرارا مبا�شرا فيه حتميل الن�سب على النف�س و�أن الإقرار بذلك يعد حجة يف‬
‫ثبوت الن�سب من املقر ولو ثبت بطريق �آخرخالف ذلك وهو بعد الإقرار ال يحتمل‬
‫النفي من املقر ملا يف ذلك من حق البنت يف الن�سب وال ي�صدق املقر يف الرتاجع‬
‫عنه واملطالبة ب�إ�سقاطه مما يجعل الوجه �سديد ويعر�ض القرار للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أنه بذلك ي�صبح الوجه الثاين م�ؤ�س�س ويتعني معه نق�ض القرار‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــاب‬
‫قررت املحكمـة العليــا‪ ،‬غرفــة الأحـوال ال�شخ�صيـة واملواريـث‪:‬‬
‫قبول الطعن بالنق�ض �شكال ومو�ضوعا ونق�ض القرار ال�صادر عن جمل�س‬
‫ق�ضاء مع�سكر بتاريخ ‪ 2008/03/23‬و�إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س‬
‫املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫وامل�صـ ـ ــاريـف الق�ضائيـ ــة عل ــى املطع ــون �ض ـ ـ ــده‪.‬‬
‫بذا �صـدر القـرار و وقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنيـة املنعقدة بتاريخ الثاين‬
‫ع�شر من �شهر ماي �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪ -‬غرفة‬
‫الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�سـادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪297‬‬
‫ملف رقـم ‪617374‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـ ـ ــد ‪ :‬رحميـ ــن براهي ـ ــم‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬طـ ــريف �سميـ ـ ــر‪�-‬أمي ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪298‬‬
‫ملف رقـم ‪620084‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 620084‬قــــرار بتاريخ ‪2011/04/14‬‬
‫ق�ضي ــة (ف‪.‬م ) �ض ــد (�ش‪�.‬س) بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬طـــــالق ‪� -‬صلـــــح‪.‬‬


‫قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 49 :‬و ‪.56‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬القا�ضـــي غري ملزم بتعيني احلكمني‪ ،‬يف حالـــة ا�شتــــداد‬


‫اخل�صـــام بني الزوجني‪ ،‬وثبــــوت ال�ضـــرر‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بعـ ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�ص ــه ‪:‬‬
‫بناء على امل ــواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2009/03/22‬وعلى مذكرة جواب‬
‫حمامي املطعون �ضدها (�ش‪�.‬س) املودعة بتاريخ ‪.2009/06/28‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫املكتـ ــوب و�إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوب ـ ــة‬
‫الراميـ ــة �إل ـ ــى رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪299‬‬
‫ملف رقـم ‪620084‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعلـــيــــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــــا‬
‫وحيث �أن الطاعن (ف‪.‬م) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪2009/03/22‬‬
‫مبوجب العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذ مازوين حممد املحامي املعتمد لدى‬
‫املحكمة العليا �ضد احلكم ال�صادر عن حمكمة الأخ�ضرية ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة‬
‫بتاريخ ‪ 2008/12/07‬فهر�س رقم ‪ 08/1773‬القا�ضي بالتطليق و�إلزام املدعى‬
‫عليه �أن يدفع للمدعية مبلغ ‪ 30000‬دج نفقة عدة و‪ 2000‬دج �شهريا نفقة‬
‫�إهمال من تاريخ رفع الدعوى لغاية �صدور احلكم و�إ�سناد ح�ضانة الطفلني (ز)‬
‫و (ر) للمدعية ومنحها حق الوالية عليهما حتت نفقة املدعى عليه مببلغ ‪3000‬‬
‫دج �شهريا ومنح الأب حق الزيارة و�إلزام الأب �أن يخ�ص�ص لها م�سكنا مالئما‬
‫ملمار�سة ح�ضانتها و�إن تعذر عليه ذلك �إلزامه �أن يدفع بدل �إيجار مببلغ ‪ 5000‬دج‬
‫�شهريا ابتداء من تاريخ �صدور احلكم ورف�ض طلب التعوي�ض والأث ـ ــاث‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص من ملف الق�ضية �أن املطعون �ضدها �أقامت دعـ ـ ــوى بتاريخ‬
‫‪� 2008/07/14‬أمام حمكمة الأخ�ضرية طالبة التطليق لل�شقاق امل�ستمر ومنحها‬
‫كامل حقوقها‪ ،‬فيما �أجاب املدعى عليه طالبا رف�ض الدعوى لعدم الت�أ�سي�س‬
‫وهـ ـ ــي الدعوى التي �صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2008/12/07‬املطعون في ـ ــه‬
‫بالنق�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن الطاع ــن يثري وجهني للطعن لت�أ�سي�س طعن ــه‪.‬‬
‫وحيث �أن املطعون �ضدها تطلب رف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫وعـليـــــــــــه ‪:‬‬
‫مـــن حيث ال�شكــــل ‪:‬‬
‫حيـث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شك ـ ــال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪300‬‬
‫ملف رقـم ‪620084‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫مـــن حيـث املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عـــــن الوجـه الأول‪:‬‬
‫الفـــــرع الأول‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة �أحكام املادة ‪ 8/53‬من قانــــون‬
‫الأ�ســـرة‪،‬‬
‫بدعوى �أن ال�شقاق الذي يوجب التطليق هو ال�ضرر الذي يتعذر معه دوام الع�شرة‬
‫و�أن الوقائع التي اعتمدت عليها املطعون �ضدها هي جمرد �إجراءات بادرت بها‬
‫منفردة وال عالقة للطاعن بها و�أن الوثائق امل�ستند عليها من طرف قا�ضي الدرجة‬
‫الأوىل هي وثائق غري ذات حجية بالن�سبة ملو�ضوع الدعوى وكان يتعني ا�ستبعادها‪.‬‬
‫لكـن حيـث �أنه بالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه بالنق�ض يتبني و�أن قا�ضي‬
‫املو�ضوع ق�ضى بالتطليق اعتمادا على ال�شقاق امل�ستمر وطول �أمد النزاع وا�ستحكام‬
‫اخلالف ت�أ�سي�سا على املادة ‪ 8/53‬من قانون الأ�سرة م�ستعمال يف ذلك ال�سلطة‬
‫التقديرية املخولة له قانونا مبا له من والية يف فح�ص النزاع وتقدير ال�ضرر الذي‬
‫تنتفي معه حتقق احلكمة والغر�ض من ا�ستمرار العالقة الزوجية يف ظل دوام‬
‫الألفة واملحبة والإخال�ص بني الزوجني مما ال ي�ستطاع معه دوام الع�شرة م�ستدال‬
‫على ذلك ب�أ�سباب كافية ووا�ضحة مما يجعل الوجه غري �سديد ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫عـــن الفرع الثاين من الوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة �أحكــــام‬
‫املـــادة ‪ 49‬مـــن قانـــون الأ�ســرة‪،‬‬
‫بدعوى �أن قا�ضي الدرجة الأوىل �أجرى حماولة �صلح واحدة بدل حماوالت �صلح‪.‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه يتبني و�أن قا�ضي املو�ضوع �أجرى‬
‫حماولة �صلح بني الزوجني وعقد لذلك جل�سة بتاريخ ‪ 2008/11/30‬مت�سك فيها‬
‫الزوجان مبطالبهما وبالتايل ف�إن الإجراء املقرر يف املادة ‪ 49‬من قانون الأ�سرة مت‬
‫ا�ستنفاده وال يعيب احلكم اكتفا�ؤه بجل�سة �صلح واحدة طاملا �أن القا�ضي اقتنع بعدم‬
‫جدوى عقد جل�سات �صلح �أخرى مما يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪301‬‬
‫ملف رقـم ‪620084‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫عـن الوجـه الثاين ‪ :‬امل�أخـــوذ مــن الق�صــور وتناق�ض الأ�سبــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن قا�ضي الدرجة الأوىل قد رف�ض طلب املطعون �ضدها الرامي �إىل‬
‫احل�صول على التعوي�ض لعدم ثبوت ال�ضرر دون تطبيق ن�ص املادة ‪ 56‬من قانون‬
‫الأ�سرة التي تن�ص على تعيني احلكمني يف حالة ا�شتداد اخل�صام وعدم ثبوت ال�ضرر‪،‬‬
‫ويكون بذلك قد اعتمد �سببا منافيا ملقت�ضيات الأ�سا�س الذي اعتمد عليه احلكم‪.‬‬
‫لكن حيث �أنه بالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه يتبني و�أن قا�ضي الدرجة‬
‫الأوىل اعتمد يف ق�ضائه بالتطليق على ا�شتداد اخل�صام وال�شقاق امل�ستمر وانتهى‬
‫�إىل �أن �إ�ضرار الزوج بزوجته ثابت وبالتايل ف�إنه غري ملزم يف هذه احلالة ب�إجراء‬
‫التحكيم املن�صو�ص عليه يف املادة ‪ 56‬من قانون الأ�سرة التي ت�شرتط عدم ثبوت‬
‫ال�ضررخالفا ملا قرره قا�ضي املو�ضوع يف ق�ضية احلال‪� ،‬أما عدم ا�ستجابته لطلب‬
‫التعوي�ض املقدم من طرف املطعون �ضدها ف�إن الطاعن ال ميكنه اال�ستفادة من‬
‫هذا التناق�ض الفتقاده لل�صفة يف �إبدائه ولو يحقق له م�صلحة كون املت�ضرر منه‬
‫هي املطعون �ضدها وهي التي كان ميكنها ا�ستئناف احلكم اعتمادا عليه مما‬
‫يجعل الوجه غري �سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫حيث �أنه بذلك ي�صبح الوجهان غري م�ؤ�س�سني ويتعني معه رف�ض الطعن‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫قـررت املحكمـة العليـا‪ ،‬غرفـة الأحوال ال�شخ�صيــة واملــــواريـث‪:‬‬
‫قب ــول الطعن بالنق�ض �شكال ورف�ضه مو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وامل�ص ــاريف الق�ضائي ــة عل ــى الطاعـ ـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العـلنيـة املنعقدة بتاريخ الرابع‬
‫ع�شر من �شهـر �أفريل �سنـة �ألفني و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليا‪ -‬غرفة‬
‫الأحوال ال�شخ�صية‪-‬واملرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪302‬‬
‫ملف رقـم ‪620084‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليك ـ ــة‪-‬املحام ــي الـعــام‪،‬‬


‫و مب�س ــاعــدة ال�سـ ـيـ ــد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪� -‬أمـيـن الـ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪303‬‬
‫ملف رقـم ‪622754‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 622754‬قــــرار بتاريخ ‪2011/05/12‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (م‪.‬ع ) �ض ــد (ق‪.‬ن) بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ح�ضانــــة‪ -‬نفقــــة‪� -‬سكــــن ‪ -‬بـــدل �إيجــــار‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 72 :‬و‪.78‬‬

‫املبد�أ‪:‬احلكم ببدل �إيجار �سكن ممار�سة احل�ضانة‪ ،‬مق ّيد مبمار�ستها‬


‫يف اجلزائـــــر‪.‬‬

‫ال يكــــون الأب ملزما بتوفري ال�سكن �أو بدل الإيجار‪ ،‬متـــى‬
‫كــــانت احلا�ضنة مقيمة خارج الإقليم الوطنـــي‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلــيـــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ـ ــن‬
‫عكنـ ـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداولـ ــة القانونيـ ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ـ ــي ن�ص ـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بناء على املواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إلـ ـ ــى ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2009/04/04‬وعلى مذكرة جواب‬
‫حمامي املطعون �ضدها (ق‪.‬ن) املودعة بتاريخ ‪.2009/09/15‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد تواتي ال�صديق امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد رحمني براهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪304‬‬
‫ملف رقـم ‪622754‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعلـــيـــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــا‬
‫وحيث �أن الطاعن(م‪ .‬ع) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪ 2009/04/04‬مبوجب‬
‫العري�ضة املقدمة بوا�سطة الأ�ستاذة جميلة زرقاوي عياد املحامية املعتمدة لدى‬
‫املحكمة العليا �ضد القرار ال�صادر عن غرفة �ش�ؤون الأ�سرة ملجل�س ق�ضاء اجلزائر‬
‫بتاريخ ‪ 2008/12/16‬فهر�س رقم ‪ 08/07993‬القا�ضي يف ال�شكـــل ‪ :‬قبـ ــول‬
‫اال�ستئنافني الأ�صلي والفرعي‪ ،‬ويف املو�ضـــوع‪ :‬ت�أييد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر‬
‫عن حمكمة باب الوادي بتاريخ ‪ 2008/06/02‬حتت رقم ‪ 08/ 0121‬مبدئي ـ ــا‬
‫وتعديال له رفع مبلغ التعوي�ض املحكوم به �إىل ‪ 60000‬دج ومبلغ نفقة العدة �إىل‬
‫‪ 30000‬دج وجعل تاريخ �سريان نفقة الطفل منذ �شهر �أوت ‪ 2007‬وجعل حق‬
‫الزيارة كل يوم جمعة من ال�ساعة التا�سعة �صباحا �إىل ال�ساعة اخلام�سة م�ساء ويف‬
‫الأعياد الدينية والوطنية ومنا�صفة العطل املدر�سية و�إلغائه فيما ق�ضى برف�ض‬
‫توفري م�سكن والق�ضاء من جديد ب�إلزام امل�ست�أنف عليه بتوفري م�سكن ملمار�سة‬
‫احل�ضانة و�إن تعذر عليه دفع بدل �إيجار �شهري قدره �أربعة �آالف دينار ي�سري من‬
‫تاريخ �صدور احلكم امل�ست�أنف �إىل غاية انتهاء احل�ضانة‪ ،‬وحتميل امل�ست�أنف عليه‬
‫بامل�صـ ــاريف الق�ضائي ـ ــة‪.‬‬
‫حيث ي�ستخل�ص مـ ــن ملف الق�ضيـ ــة �أن املدعـ ــي الطاعن �أقام بتاريخ‬
‫‪ 2008/01/15‬دعوى �أمام حمكمة باب الوادي طالبا الطالق المتناع املدعـ ـ ــى‬
‫عليها العودة �إىل بيت الزوجية الكائن ب�أر�ض الوطن‪ ،‬فيما �أجابت املدعى عليها‬
‫طالبة التطليق ومنحها كامل حقوقها املطلوبة واحتياطيا احلكم بالطالق خلعا‬
‫مقابل بدل خلع مببلغ ‪ 5000‬دج ومنحها كامل حقوقها املطلوبة وهي الدعوى‬
‫التي �صدر ب�ش�أنها احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2008/06/02‬امل�ؤيد واملعدل مبوجب القرار‬
‫ال�صادر بتاريخ ‪ 2008/12/16‬املطعون فيـ ــه بالنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعـ ــن يثري وجــه وحيــد للطعــن لت�أ�سي�س طعنـ ــه‪.‬‬
‫حيث �أن املطع ـ ــون �ضدها تطلب رف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪305‬‬
‫ملف رقـم ‪622754‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعـليــــــــــه ‪:‬‬
‫مـن حيـث الـ�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه ال�شكلية املقررة قانونا خا�صة ما‬
‫تعلق منه باحرتام الآجال فهو حينئذ مقبول �شكال‪.‬‬
‫مـن حيـث املو�ضــــــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيـد ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور وتناق�ض الأ�سباب‪،‬‬
‫بدع ـ ــوى �أن القرار املنتقد ق�ضى للمطعون �ضدها باحل�ضانة وللطاعن‬
‫بالزيارة دون ذكر مكان ممار�سة احل�ضانة بالرغم من �أن القرار ذكر �أن احل�ضانة‬
‫متار�س بفرن�سا كما �أن القرار حكم على الطاعن ببدل الإيجار مما يفهم و�أن‬
‫الإيجار يتعلق مب�سكن يف اجلزائر مما يعد تناق�ضا يف الت�سبيب ويعر�ض الق ــرار‬
‫للنق�ض‪.‬‬
‫لكـن حيـث �أنه بخ�صو�ص مكان ممار�سة احل�ضانة والزيارة ف�إنه بالرجوع �إىل‬
‫احلكم امل�ست�أنف والقرار املطعون فيه يتبني و�أن ق�ضاة املو�ضوع �أثبتوا و�أن الطرفني‬
‫يقيمان بفرن�سا وانتهوا �إىل عدم �إجبار املطعون �ضدها مبمار�سة احل�ضانة‬
‫باجلزائر مما يفهم و�أن احل�ضانة متار�س بفرن�سا وي�ستتبع ذلك �أن الزيارة تكون‬
‫يف مكان ممار�سة احل�ضانة‪ ،‬مما ينتفي معه �أي تناق�ض ويكون الق�ضاة قد �أوردوا‬
‫�أ�سباب كافية ووا�ضحة و�سائغة عما ق�ضوا فيه مما يجعل الوجه يف هذا ال�شق غري‬
‫�سديد م�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫حيـث �أنه بخ�صو�ص ال�شق الثاين من الوجه املتعلق ببدل الإيجار ف�إنه بالرجوع‬
‫�إىل القرار املطعون فيه يتبني و�أن ق�ضاة املجل�س ق�ضوا ب�إلزام الطاعن بتوفري‬
‫امل�سكن ملمار�سة احل�ضانة ويف حالة التعذر يكون ملزما بدفع بدل الإيجار بالدينار‬
‫اجلزائري‪ ،‬واحلال و�أن الأب �إذا كان ملزما بتوفري ال�سكن املالئم ملمار�س ـ ــة‬
‫احل�ضانة �أو دفع بدل الإيجار وفقا لن�ص املادتني ‪ 72‬و‪ 78‬من قانون الأ�سرة ف�إن‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪306‬‬
‫ملف رقـم ‪622754‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ذلك مقيد ب�أن متار�س احل�ضانة يف اجلزائر ال يف اخلارج ومتى كانت احلا�ضنة‬
‫متار�س احل�ضانة بفرن�سا ف�إن الأب ال يكون ملزما ال بتوفري ال�سكن وال ببدل‬
‫الإيجار مما يجعل الوجه �سديد يف هذا ال�شق ويجاب له فيه‪.‬‬
‫حيث �أنه بذلك ي�صبح الوجه م�ؤ�س�س ويتعني معه نق�ض القرار بخ�صو�ص‬
‫ال�سكن وبدل الإيجار‪.‬‬
‫حيث �أنه ملا كان احلكم امل�ست�أنف قد رف�ض طلب احلا�ضنة اخلا�ص بتوفري‬
‫ال�سكن ملمار�سة احل�ضانة �أو بدل الإيجار كونها تقيم يف بيت الزوجية بفرن�سا‬
‫مطبقا بذلك �صحيح القانون ف�إنه مل يرتك بذلك من النزاع ما يتطلب الف�صل‬
‫فيه ويكون بذلك النق�ض دون �إحالة‪.‬‬
‫حيث �أن خا�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية وفقا لن�ص املادة ‪378‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫قررت املحكمة العليا‪ ،‬غرفـة الأحـوال ال�شخ�صيــة واملواريــث ‪:‬‬
‫قبول الطعن بالنق�ض �شكال ومو�ضوعا ونق�ض القرار املطعون فيه ال�صادر عن‬
‫جمل�س ق�ضاء اجلزائر بتاريخ ‪ 2008/12/16‬جزئيا فيما يخ�ص توفري ال�سكن‬
‫وبدل الإيجار وبدون �إحالة‪.‬‬
‫وحتمي ــل املطعون �ضده ــا امل�ص ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنيـة املنعقـدة بتاريخ الثاين‬
‫ع�شر من �شهر ماي �سنة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا‪-‬غرفة‬
‫الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬واملرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪307‬‬
‫ملف رقـم ‪622754‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫رئي�س الغرف ــة رئي�س ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ال�ضــاوي عبـ ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫تواتـ ـ ـ ــي ال�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديق‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالك الها�شمـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬

‫بحــ�ضـور ال�سيــد ‪ :‬رحمني براهيـ ــم‪-‬املحــامــي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�ســاعــدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪� -‬أمـيــن الـ�ضــبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪308‬‬
‫ملف رقـم ‪647108‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 647108‬قــــرار بتاريخ ‪2011/09/15‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (م‪.‬م) �ضـ ـ ــد (ر‪.‬ب) بح�ضـ ـ ــور النيابـ ـ ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬تطليق ‪ -‬خلع ‪ -‬دعــــوى م�ستقلــــة ‪ -‬طلب مقابـــل‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�سـ ـ ــرة ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 53 :‬و‪.54‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 25 :‬فقـ ـ ــرة ‪.5‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬تـــرفع دعوى التطليق �أو دعوى اخللع بدعوى م�ستقلـة‪.‬‬

‫ال يكون التطليق �أو اخللع حمل طلب مقابل‪ ،‬ما مل يوافق‬
‫الزوج عليه‪ ،‬من دون قيد �أو �شــــرط‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليـــــــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�ص ــه‪:‬‬
‫بنـ ـ ــاء على املواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من‬
‫قانـ ـ ــون الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2009/06/29‬وعلى حم�ضر تبليغ‬
‫عري�ضة الطعن بالنق�ض �إىل ال�سيد النائب العام لدى املحكمة العليا و�إىل املطعون‬
‫�ضدها التي �أر�سلت �إليها عن طريق الربيد امل�ضمن بعد �أن رف�ضت اال�ستالم كما‬
‫جاء يف املح�ضر امل ـ ــرفق‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪309‬‬
‫ملف رقـم ‪647108‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد عبد القادر ال�ضاوي‪ ،‬الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيدة خريات مليكة‪ ،‬املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطعـ ـ ــن‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫وحيـث �أن الطاعن (م‪.‬م) طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪،2009/06/29‬‬
‫بعري�ضة قدمتها حماميته الأ�ستاذة بقدا�ش جميلة‪ ،‬املعتمدة لدى املحكمة‬
‫العليا‪� ،‬ضداحلكم ال�صادر عن ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة ملحكمة ح�سني داي بتاريخ‬
‫‪ 2009/05/04‬حتت رقم ‪ 09/2371‬القا�ضي بـحل عقد الزواج بني الطاعن‬
‫احلايل وبني املطعون �ضدها (ب‪.‬ر)‪ ،‬بالطالق عن طريق اخللع مع الأمر‬
‫بت�سجيل الطالق باحلالة املدنية لبلدية �أوالد فايت والت�أ�شري به على هام�ش عقد‬
‫زواجهما و�شهادتي ميالدهماح�سب االخت�صا�ص و�إلزام املطعون �ضدها ب�أن تدفع‬
‫للطاعن مبلغ �ستني �ألف دينارمقابل اخللع و�إلزام هذا الأخري ب�أن يدفع لها ثالثني‬
‫�ألف دينار نفقة عدة وخم�سة �آالف دينار نفقة �إهمال ت�سري �شهريا من تاريخ‬
‫‪� 2008/09/24‬إىل غاية النطق باحلكم وجعل النفقة م�شمولة النفاذ املعجل وقبل‬
‫الف�صل يف مو�ضوع املتاع وجهت املحكمة اليمني القانونية للطاعن ي�ؤديها بجل�سة‬
‫املحكمة يقول فيها �أق�سم باهلل العظيم �أن املتاع املذكور يف منطوق ذلك احلكم‬
‫واخلا�ص باملطعون �ضدها ال وجود له و�أنها مل ترتكه لدى مغادرتها بيت الزوجية‪.‬‬
‫وحيـث �إن الطاعن �أثار خم�سة �أوجه للطعن لت�أ�سي�س طعنـ ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �إن املطعون �ضدها مل ترد على عري�ضة الطعن‪.‬‬
‫وعليـــــــــــــه ‪:‬‬
‫مـن حيث ال�شكـــــــــل ‪:‬‬
‫حيـث �أن الطعن بالنق�ض قد جاء يف الأجل و ا�ستوفى الأ�شكال القانوني ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪310‬‬
‫ملف رقـم ‪647108‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ومـن حيـث املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عـنالوجـهالأول‪:‬امل�أخوذمنخمالفةقاعدةجوهريةيفالإجراءات‪،‬‬
‫والذي جاء فيه �أن الطاعن هو الذي رفع دعوى من �أجل رجوع املطعون �ضدها‬
‫للبيت الزوجي ورف�ضت ذلك وقابلت طلبه بالرف�ض مطالبة باخللع‪ ،‬مع �أن املبد�أ‬
‫�أنه ال يقبل طلب اخللع املقدم عن طريق طلب مقابل ح�سب اجتهاد املحكمة‬
‫العليا يف ملف الطعن رقم ‪ 353851‬يف القرار ال�صادر بتاريخ ‪،2006/07/12‬‬
‫واملحكمة العليا �سارت على اجتهاد مفاده عدم ا�ضرار �أي �شخ�ص من دعواه‪،‬‬
‫و�إن كانت املطعون �ضدها تدعي �ضررا �أو ت�سعى لطلب اخللع �أن تتخذ ما تراه‬
‫منا�سب ـ ـ ــا‪.‬‬
‫حيـث �إنه يتبني بالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه �أن الطاعن رفع دعوى �ضد‬
‫املطعون �ضدها‪-‬ب�صفتها زوجته‪ -‬طالبا رجوعها �إىل بيت الزوجية الذي غادرته‬
‫رفقة �أهلها‪ ،‬وذلك دون قيد �أو �شرط بينما طلبت املطعون �ضدها رف�ض طلباته‬
‫وباملقابل احلكم بتطليقها لل�ضرر مع احلقوق واحتياطيا طلبت الطالق عن طريق‬
‫اخللع وعر�ضت مبلغا مقابل ذلك كما طالبت بحقوق �أخرى‪.‬‬
‫وحيـث �إنه بذلك يكون الطاعن قد ا�ستعمل حقه يف مطالبة زوجته املطعون‬
‫�ضدها الرجوع �إىل بيت الزوجية ما دامت يف ع�صمته ومل ترفع دعوى م�ستقلة‬
‫�سواء بالتطليق �أو اخللع �أو غري ذلك‪ ،‬وبالتايل فال يجوز للمطعون �ضدها �أن تقدم‬
‫طلبا مقابال �أو طلبني مقابلني‪� ،‬سواء بالتطليق �أو باخللع‪ ،‬لأن دعوى التطليق �أو‬
‫دعوى اخللع ال تكون �إال بدعوى م�ستقلة ما مل يوافق الزوج على ذلك ودون قيد �أو‬
‫�شرط‪ ،‬وبالتايل كان على املحكمة التقيد مبو�ضوع الطلب الأ�صلي مع عدم حرمان‬
‫املطعون �ضدها من حقوقها عند ال�ضرورة‪.‬‬
‫وعليه ف�إن هذا الوجه م�ؤ�س�س وينجر عنه نق�ض احلكم املطعون فيه دون حاجة‬
‫ملناق�شة بقية الأوجـ ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪311‬‬
‫ملف رقـم ‪647108‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وحيث �إن امل�صاريف الق�ضائيـة على من يخ�سـر دعواه كما تنـ�ص علـى ذلك‬
‫املــادة ‪ 378‬من قانون االجراءات املدنية والإداري ـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــاب‬
‫قـررت املحكمــة العليـــا‪ ،‬غرفـة الأحـوال ال�شخ�صيـة واملواريـث‪:‬‬
‫قبـول الطعـن بالنقـ�ض �شكــال و مو�ضوعــا ونق�ض و�إبطال احلكم املطعون فيه‬
‫ال�صادر عن ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة ملحكمة ح�سني داي بتاريخ ‪ 2009/05/04‬حتت‬
‫رقم ‪ 09/ 2371‬و�إحالة الق�ضية والطرفني �أمام نف�س املحكمة م�شكلة ت�شكيال‬
‫�آخر للف�صل فيها طبقا للقانون‪.‬‬
‫وامل�ص ــاريف الق�ضائي ــة عل ــى املطع ــون �ضدهـ ــا‪.‬‬
‫بـ ــذا �صـدر القرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـدة بتاريـخ‬
‫اخلام�س ع�شر من �شهـر �سبـتمبـر �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمـ ــة‬
‫العليا‪-‬غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪-‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�سا مق ــررا‬ ‫ال�ضـاوي عب ــد الق ــادر‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مـ ـ ــالك الها�شمـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زيـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫تواتـ ـ ـ ـ ـ ــي ال�ص ـ ـ ـ ــديق‬

‫بح�ضـور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليك ــة‪-‬املحامــي الـعام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�سـي ـ ــد‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪312‬‬
‫ملف رقـم ‪650014‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 650014‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/10/13‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (�ش‪.‬ف) �ض ــد (ب‪.‬ن) بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ح�ضانـــة ‪ -‬م�صلحـة املح�ضـون‪-‬م�ساعـدة اجتماعيـــة‪.‬‬


‫قان ــون الأ�س ــرة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.64 :‬‬

‫املبـــد�أ‪:‬القا�ضـــي غيـــر ملزم باللجوء �إىل اال�ستعانة مب�ساعــــدة‬


‫اجتماعيــة‪ ،‬لتقديـــر م�صلحــة املح�ضـــون‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكنـ ــون‪ ،‬اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآت ــي ن�ص ــه‪:‬‬
‫بناء على امل ــواد ‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قان ــون‬
‫الإج ــراءات املدني ــة والإداري ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬وعلى عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط جمل�س ق�ضاء مع�سكر يوم ‪. 2009/07/08‬‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد ال�ضاوي عبد القادر الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيدة خريات مليكة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‬
‫الرامية �إىل رف�ض الطع ــن‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـيـــــــــــــا‬
‫وحيـث �إن الطاعن (�ش‪.‬ف) ولد (هـ)‪ ،‬طعن بطريق النق�ض بتاريخ‬
‫‪ 2009/07/08‬بت�صريح وعري�ضة من قبل حماميه الأ�ستاذ بن عالل حممد‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪313‬‬
‫ملف رقـم ‪650014‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا‪� ،‬ضد القرار ال�صادر عن غرفة �ش�ؤون الأ�سرة‬
‫ملجل�س ق�ضاء مع�سكر يوم ‪ 2008/11/26‬حتت رقم ‪ 08/1625‬القا�ضي بقبول‬
‫اال�ستئنافني �شكال ويف املو�ضوع �أيد احلكم امل�ست�أنف ال�صادر عن حمكمة �سيق‬
‫يوم ‪ 2000/04/13‬يف جميع ما ق�ضى به والذي ق�ضى بفك الرابطة الزوجية‬
‫بني الطاعن احلايل وبني املطعون �ضدها (ن‪ .‬ب)‪ ،‬عن طريق الطالق مع الأمر‬
‫بت�سجيله ب�سجالت احلالة املدنية لبلدية وادي تليالت والت�أ�شري به على هام�ش‬
‫عقد زواج الطرفني وعقدي ميالدهما و�إلزام الطاعن �أن يدفع للمطعون �ضدها‬
‫مبلغ ثمانني �ألف دينار تعوي�ضا عن الطالق التع�سفي ومبلغ ع�شرين �ألف دينار‬
‫نفقة عدة ومبلغ �أربعة �آالف دينار نفقة �إهمال ت�سري �شهريا من تاريخ قيد‬
‫الدعوى وت�ستمر �إىل غاية النطق باحلكم و�إ�سناد ح�ضانة الطفل (ا‪.‬ف) لأمه على‬
‫نفقة �أبيه مببلغ ثالثة �آالف دينار ت�سري �شهريا من تاريخ �صدور احلكم وت�ستمر‬
‫�إىل غاية �سقوط احلق يف النفقة قانونا �أو �صدور حكم خمالف مع تقرير حق‬
‫الأب يف الزيارة‪.....‬ومنح الوالية على املح�ضون للأم احلا�ضنة و�إلزام الأب �أن‬
‫يوفر لها �سكنا ملمار�سة احل�ضانة مالئما لذلك ورف�ض الطلبني املتعلقني بامل�صوغ‬
‫والأغرا�ض للتجهيل بهما وعدم و�ضوحهما‪.‬‬
‫وحيث �إن الطاع ــن �أثار ثالثـــة �أوجـــه للطعــــن لت�أ�سي�س طعن ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �إن املطعون �ضدها مل ترد على عري�ضة الطعن رغم وجود مبلف‬
‫الطع ــن جرد للوثائق وحافظة م�ستندات با�سم حماميها الأ�ستاذ غنيم �أح ــمد‬
‫املعتمد لدى املحكمة العليا‪ ،‬واملودعة ب�أمانة �ضبط جمل�س ق�ضاء مع�سكر يوم‬
‫‪.2009/09/15‬‬
‫وعليــــــــــــه ‪:‬‬
‫مــــن حيـث الـ�شـكــــل ‪:‬‬
‫حيث �إن الطعن بالنق�ض قد جاء يف الأجل وا�ستوفى الأ�شكال القانونيـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪314‬‬
‫ملف رقـم ‪650014‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ومـــن حيـث املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عـــن الوجـــه الأول ‪ :‬امل�أخــوذ مـــن انعـــدام الأ�سبـــاب‪،‬‬
‫والذي جاء فيه �أن الطاعن طلب عدم االخت�صا�ص املحلي على �أ�سا�س �أن واقعة‬
‫احل�ضانة توجد ومتار�س وتراقب بفرن�سا وال لل�سلطات اجلزائرية �أي مراقبة ال‬
‫من حيث القانون وال من حيث الوقائع فيما يخ�ص هذه احل�ضانة وممار�ستها‬
‫طبقا للمادة ‪ 4‬و‪ 20‬من القانون املدين‪ ،‬والقرار حمل الطعن مل يناق�ش هذا الدفع‬
‫ومل يجب عنه ال بالقبول وال بالرف�ض‪.‬‬
‫لكن حيث �إن هذا الوجه يناق�ش االخت�صا�ص املحلي بينما احل�ضانة منحت‬
‫للمطعون �ضدها يف نف�س احلكم الذي ق�ضى بالطالق بينها وبني الطاعن‪� ،‬أما‬
‫بخ�صو�ص احل�ضانة فقد رد ق�ضاة املجل�س مبا فيه الكفاية حول م�صلحة املح�ضون‪.‬‬
‫وعليه ف�إن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫عن الوجه الثاين ‪ :‬امل�أخوذ من خرق القانون واملتفرع �إىل فرعني‪،‬‬
‫الفــــرع الأول ‪ :‬جاء فيه �أن الطاعن تقدم بدفوعات تبني ب�أن املطعون‬
‫�ضدها تقدمت بطلب �إىل و�ضع االبن يف مركز امل�ساعدة العمومية‪ ،‬وهي واقعة‬
‫تعد خرقا للمادة ‪ 62‬من قانون الأ�سرة وجتعلها غري م�ؤهلة ملمار�سة احل�ضانة‪،‬‬
‫بحيث �إنها حتاول و�ضعه يف حالة ال ت�سمح له برتبيته على دين �أبيه‪ ،‬والقرار حمل‬
‫الطعن جتاهل هذا الدفع ومنح احل�ضانة على �أ�سا�س واقعة غري متحقق منها �أال‬
‫وهي م�صلحة االبن‪.‬‬
‫لكن حيث �إنه يتبني بالرجوع �إىل القرار حمل الطعن �أن ق�ضاة املجل�س �أ�شاروا‬
‫�إىل م�صلحة املح�ضون‪ ،‬وا�ستندوا �إىل احلكم ال�صادر عن حمكمة غرونبل ـ فرن�سا‬
‫ـ يوم ‪. 2008/10/09‬‬
‫وعلي ـ ــه ف ـ ـ�إن هذا الفرع غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ض ـ ــه‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬جاء فيه �أن املادة ‪ 8‬فقرة ‪ 2‬من قانون الإجراءات املدنية‬
‫تن�ص ب�أن ترفع الطلبات املتعلقة بدعاوى احل�ضانة �أمام املحكمة التي تقع يف‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪315‬‬
‫ملف رقـم ‪650014‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫دائرة اخت�صا�صها مكان ممار�سة احل�ضانة‪ ،‬والثابت من املادة ‪ 4‬من القانون‬
‫املدين ب�أن القانون اجلزائري يقت�صر تطبيقه يف تراب اجلمهورية واملادة ‪20‬‬
‫من نف�س القانون تن�ص ب�أن ي�سري على االلتزامات التعاقدية قانون البلد الذي‬
‫وقع فيه االلتزام املن�شئ لاللتزام‪ ،‬والثابت من خالل امللف ب�أن االبن(�ش‪.‬ا‪.‬‬
‫ف) ازداد بفرن�سا ويعي�ش هناك �أين ي�سكن ويتقا�ضى نفقته وبذلك ف�إن واقعة‬
‫احل�ضانة حدثت وتوا�صلت خارج تراب اجلمهورية وما ينجر منها مبا�شرة �أو‬
‫غري مبا�شرة من االلتزامات يخرج عن �سلطة القانون اجلزائري‪ ،‬والقرار حمل‬
‫الطعن ف�صل يف ق�ضية احل�ضانة والنفقة رغم �أن الواقعتني حدثتا وا�ستمرتا خارج‬
‫الرتاب الوطني‪ ،‬وبذلك فق�ضاة املو�ضوع خرقوا قواعد االخت�صا�ص‪.‬‬
‫لكن حيـث �إنه فيما يخ�ص االخت�صا�ص وما جاء يف املادة ‪ 8‬الفقرة ‪ 2‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنية فقد �سبق الرد على ذلك يف الوجه الأول لأن الطاعن هو الذي‬
‫التج�أ �إىل املحكمة وطالب بالطالق وبالتايل ف�إن املطعون �ضدها قدمت طلبات‬
‫مقابلة عند مت�سك الطاعن بالطالق‪ ،‬ومن تلك الطلبات �إ�سناد ح�ضانة االبن‬
‫(ا‪.‬ف) لها‪ ،‬ولذلك ا�ستجابت لها يف ذلك ورتبت على ذلك الآثار القانونية‪.‬‬
‫وعلي ــه ف�إن هذا الفرع غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه‪ ،‬ويرف�ض الوجه كلـ ــه‪.‬‬
‫عن الوجه الثالث ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫والذي جاء فيه �أنه يوجد يف امللف ت�صريحات متعاك�سة ومتناق�ضة فيما‬
‫يخ�ص م�صلحة االبن وهي مدونة يف القرار حمل الطعن‪ ،‬وق�ضاة املو�ضوع رجحوا‬
‫ت�صريحات املطعون �ضدها فيما يخ�ص م�صلحة االبن دون �أن يربروا قرارهم‬
‫بو�سائل قانونية كاللجوء �إىل امل�ساعدة االجتماعية كما �أو�صت بها املحكمة العليا‬
‫يف قرارها رقم ‪ 330566‬ال�صادر يوم ‪ 2005/05/18‬وم�صلحة االبن ت�ستنتج‬
‫من قبل بحث تقوم به م�ساعدة اجتماعية يظهر من خالله عنا�صر مو�ضوعية‬
‫ت�سمح بالف�صل يف ق�ضية م�صلحة االبـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪316‬‬
‫ملف رقـم ‪650014‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫لكن حيـث �إن ق�ضاة املجل�س غري ملزمني باللجوء �إىل م�ساعدة اجتماعية‪ ،‬مادام‬
‫�أنهم ا�ستندوا �إىل وثائق موجودة بامللف كما يظهر من الأ�سباب التي �أوردوها‪.‬‬
‫وعليه ف�إن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه ويرف�ض الطعن‪.‬‬
‫وحيث �إن امل�صاريف الق�ضائية على من يخ�سر دعواه كما تن�ص على ذلك‬
‫املادة ‪ 378‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫قررت الـمحـكمـة العـليـا‪ ،‬غـرفـة الأحـوال الـ�شـخـ�صـيـة واملواريـث‪:‬‬
‫قـبـول الـطعـن بالـنـقـ�ض �شـكال و رف�ضـه مـو�ضـوعـا‪.‬‬
‫وامل�صاريـف الـقـ�ضـائيــة عـلـى الـطـاعـن‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار ووقـع الت�صريح به فـي اجلـل�سـة العـلنيــة املنعقـدة بتـاريـخ‬
‫الثالث ع�شر من �شهـر �أكتوبـر �سنـة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العليـا ‪-‬‬
‫غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�سا مق ــررا‬ ‫ال�ضـاوي عب ــد الق ــادر‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مـ ـ ــالك الها�شمـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زيـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫تواتـ ـ ـ ـ ـ ــي ال�ص ـ ـ ـ ــديق‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـدة ‪ :‬يو�سفـ ــي غزالـ ــي نادي ــة‪-‬املحـامــي ال ـعـام‪،‬‬


‫و مب�ســاعـدة ال�سـيـ ــد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪�-‬أمـيــن الـ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪317‬‬
‫ملف رقـم ‪656259‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 656259‬قــــــرار بتاريخ ‪2011/09/15‬‬
‫ق�ضي ــة (ب‪.‬ع) �ض ــد (ط‪.‬ي) بح�ض ــور النياب ــة العامـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع ‪ :‬خلـــــــع ‪ -‬ع�صمــــــــة‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الأ�سـ ـ ــرة ‪ :‬املادت ـ ـ ـ ــان ‪ 48 :‬و ‪.54‬‬

‫املبــــد�أ‪:‬اخللع حق �إرادي للزوجة‪ ،‬يقابل حق الع�صمة للــزوج‪.‬‬


‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــــا‬
‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بـ ــن‬
‫عكن ـ ــون‪،‬اجلزائـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداول ـ ــة القانوني ـ ــة �أ�ص ـ ــدرت الق ـ ــرار الآت ـ ــي ن�ص ـ ــه ‪:‬‬
‫بن ـ ــاء على املواد‪� 349 :‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانون‬
‫الإج ـ ــراءات املدني ـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا بتاريخ ‪ 2009/08/04‬وعلى مذكرة جواب‬
‫حمامي املطعون �ضدها (ط‪.‬ي)‪ ،‬املودعة يوم ‪ 16‬نوفمرب ‪.2009‬‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد عبد القادر ال�ضاوي‪ ،‬الرئي�س املقرر يف تالوة‬
‫تقريره املكتوب و �إىل ال�سيدة خريات مليكة‪ ،‬املحامية العامة يف تقدمي طلباتها‬
‫املكتوبةالرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫وعلـــيــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫وحيث �أن الطاع ـ ــن (ب‪ .‬ع)‪ ،‬طعن بطريق النق�ض بتاريخ ‪،2009/08/04‬‬
‫بعري�ضة قدمتها حماميته الأ�ستاذة ربح اهلل الزهرة‪ ،‬املعتمدة لدى املحكم ـ ــة‬
‫العلي ـ ــا‪� ،‬ضـ ـ ــد احلكم ال�صادر عن ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة ملحكمة تندوف بت ـ ــاريخ‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪318‬‬
‫ملف رقـم ‪656259‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫‪ 2008/01/24‬حتت رقم ‪ 08/81‬القا�ضي بفك الرابطة الزوجية عن طريق‬
‫اخللع بني الطاعن احلايل وبني املطعون �ضدها مع الأمر بت�سجيله ب�سجالت‬
‫احلالة املدنية لبلدية تندوف والت�أ�شري به على هام�ش عقدي ميالد الطرفني‬
‫وعقد زواجهما و�إلزام املطعون �ضدها ب�أن تدفع للطاعن مبلغ �ستني �ألف دينار‬
‫تعوي�ضا عن اخللع و�إلزامه ب�أن يدفع لها مبلغ ع�شرة �آالف دينار نفقة عدة وا�سناد‬
‫ح�ضانة الأبناء (ز) و(ا) و(ع) لأمهما على نفقة �أبيهما بواقع �ألف وخم�سمائة‬
‫دينار �شهريا لكل واحد منهما ت�سري من تاريخ رفع الدعوى حتى غاية �سقوطها‬
‫�شرعا وقانونا �أو ما يقرره الق�ضاء خالفا لذلك مع منح حق الزيارة للأب و�إلزامه‬
‫بتخ�صي�ص م�سكن ملمار�سة احل�ضانة �أو دفع لها بدل ايجار �شهري بواقع �أربعة‬
‫�آالف وخم�سمائة دينار‪.‬‬
‫وحيث �إن الطاعن �أثار وجها وحيدا للطعن لت�أ�سي�س طعنـ ـ ــه‪.‬‬
‫وحيث �إن املطعون �ضدها طلبت رف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫وعلـيـــــــه ‪:‬‬
‫مـن حيـث ال�شكــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد جاء يف الأجل و ا�ستوفى الأ�شكال القانونية‪.‬‬
‫ومـن حيث املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫عــــن الوجه الوحيد‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سبـــــــاب‪،‬‬
‫والذي جاء فيه �أنه مبجرد طلب املطعون �ضدها للخلع ا�ستجابت لها املحكمة‬
‫بدون �أي �سبب جدي‪.‬‬
‫لكـن حيـث �إنه يتبني بالرجوع �إىل احلكم املطعون فيه �أن املحكمة �سببت‬
‫حكمها ب�أن اخللع حق �إرادي للزوجة يقابل حق الع�صمة للطاعن‪ ،‬وال يعتد فيه‬
‫ب�إرادة الطاعن وا�ستندت �إىل املادة ‪ 54‬من قانون الأ�سرة‪ ،‬وبالتايل ف�إن احلكم‬
‫املطعون فيه م�سبب مبا فيه الكفاية ما دام �أن قا�ضي املحكمة قام باجراء حماولة‬
‫ال�صلح وتو�صل �إىل �أن املطعون �ضدها مت�سكت بطلب اخللع‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪319‬‬
‫ملف رقـم ‪656259‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعلي ـ ــه ف�إن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه ويرف�ض الطع ـ ــن‪.‬‬
‫وحيث �إن امل�صاريـف الق�ضائيـة على من يخ�سـر دعواه كمـا تنـ�ص علـى ذلـك‬
‫املـادة ‪ 378‬من قانون االجراءات املدنية والإداري ـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــــــاب‬
‫قـــررت املحكمـة العليـا‪ ،‬غرفـة الأحوال ال�شخ�صية واملــــواريـث ‪:‬‬
‫قبـ ــول الطعــن بالنقـ�ض �شكــال ورف�ضه مو�ضوعـ ــا‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضــائيـ ــة علـ ــى الطـاعـ ــن‪.‬‬
‫بذا �ص ـ ــدر القـرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيـة املنعقـ ـ ــدة بتـاريخ‬
‫اخلام�س ع�شر من �شهـر �سبـتمرب �سنــة �ألفيـن و�إحدى ع�شر من قبل املحكمـ ـ ــة‬
‫العليـا‪ -‬غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪-‬و املرتكبة من ال�ســادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفة رئي�سا مق ــررا‬ ‫ال�ضـاوي عب ــد الق ــادر‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مـ ـ ــالك الها�شمـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زيـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫تواتـ ـ ـ ـ ـ ــي ال�ص ـ ـ ـ ــديق‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليكـ ــة‪-‬املحــام ــي الـع ــام‪،‬‬


‫و مب�سـاعــدة ال�ســيد‪ :‬طـ ــريف �سمي ــر‪�-‬أم ـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪320‬‬
‫ملف رقـم ‪676898‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫ملف رقــــم ‪ 676898‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/12/08‬‬
‫ق�ضيـ ــة (�س‪.‬ك) �ضـ ــد (د‪�.‬س) بح�ضـ ــور النيابـ ــة العامـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬طـــــالق ‪ -‬طــــالق بالرتا�ضــــي‪.‬‬


‫قانـ ــون الإجراءات املدنية والإدارية ‪ :‬املواد م ـ ــن ‪� 427‬إىل ‪.435‬‬

‫املبـد�أ‪:‬للطالق بالرتا�ضي �أحكام خا�صة‪ ،‬يجب مراعاتها من طرف‬


‫القا�ضـــــــي‪،‬‬
‫يجب عليــــه الت�أكد من قبول العري�ضة امل�شرتكة‪ ،‬وبعـــد‬
‫ذلك‪ ،‬اال�ستماع �إىل الزوجني على انفراد‪ ،‬ثم جمتمعني‪ ،‬ويت�أكــــد‬
‫مـــن ر�ضائهما‪ ،‬ويحاول ال�صلح بينهما‪� ،‬إن كان ذلك ممكنـــــا‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلـيــــــــــــــا‬


‫يف جل�ستها العالنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ ،1960‬الأبيار‪ ،‬بن‬
‫عكنون‪ ،‬اجلزائ ـ ــر‪.‬‬
‫بعد املداولة القانونية �أ�صدرت القرار الآتي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بنـ ــاء على املواد ‪� 349‬إىل ‪ 360‬و ‪� 377‬إىل ‪ 378‬و ‪� 557‬إىل ‪ 581‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات املدنيـ ــة والإداريـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق ملف الدعوى‪ ،‬و على عري�ضة الطعن بالنق�ض‬
‫املودعة ب�أمانة �ضبط املحكمة العليا يوم ‪ 2009/12/20‬وعلى مذكرة جواب‬
‫حمامية املطعون �ضده (د‪�.‬س) بن (ا)‪ ،‬املودعة يوم ‪.2010/03/07‬‬
‫وبعد اال�ستماع �إىل ال�سيد ال�ضاوي عبد القادر الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيدة يو�سفي غزايل نادية املحامية العامة يف تقدي ـ ــم طلباتها‬
‫املكتوبة الرامية �إىل رف�ض الطع ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪321‬‬
‫ملف رقـم ‪676898‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫وعلـــيــــه فــــــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫وحـيـث �إن الطاعنـ ـ ــة (�س‪.‬ك) بنت (م) طعنت بط ـ ــريق النق�ض بتاريخ‬
‫‪ ،2009/12/20‬بعري�ضة قدمتها حماميتها الأ�ستاذة ف�ضيل مليكة‪ ،‬املعتمدة لدى‬
‫املحكمة العليا �ضد احلكم ال�صادر عن ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة ملحكمة فرع م�شدالة‬
‫يوم ‪ 2009/11/11‬حتت رقم ‪ 09/451‬القا�ضي بالإ�شهاد بفك الرابطة الزوجية‬
‫بالرتا�ضي بني املطعون �ضده وبني الطاعنة احلالية مع �أمر �ضابط احلالة املدنية‬
‫لبلدية �آت من�صور بت�سجيله والت�أ�شري به على هام�ش عقدي ميالد الطرفني‪.‬‬
‫وحـيـث �إن الطاعنة �أثارت وجهــا وحيــدا للطعــن لت�أ�سي�س طعنهـ ــا‪.‬‬
‫وحـيث �إن املطعون �ضده طلب عدم قبول الطعن �شكال واحتياطي ًا يف املو�ضوع‬
‫رف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫عـن قـبـول الـطـعـن �شـكــــــال ‪:‬‬
‫حـيـث �إن املطعون �ضده يدفع بعدم قبول الطعن �شكال لأن عري�ضة الطعن‬
‫بالنق�ض مل يذكر فيها النائب العام مع �أنه طرف �أ�سا�سي يف ق�ضايا �ش�ؤون الأ�سرة‬
‫طبقا ملا هو من�صو�ص عليه يف املادة الثالثة مكرر من قانون الأ�سرة‪.‬‬
‫لـكـن حـيـث �إن النيابة العامة باملحكمة العليا تقدم طلباتها املكتوبة عندما‬
‫يبلغلها ملف الق�ضية طبقا لن�ص املادتني ‪ 570‬و ‪ 571‬من قانون الإجراءات‬
‫املدنية والإدارية‪.‬‬
‫وعليه ف�إن هذا الدفع غري م�ؤ�س�س ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫وحـيـث �إنـه فــ�ضـال عـن ذلك فـ�إن الـطعـن بـالـنقـ�ض قـد جاء فـي الأجل‬
‫وا�سـتـوفى الأ�شـكال القـانونـيـة الـمنـ�صو�ص عـليها يف الـمـواد ‪ 349‬و ‪ 354‬و ‪434‬‬
‫و ‪ 558‬و ‪ 559‬و ‪ 560‬و ‪ 565‬و ‪ 566‬و ‪ 567‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫ومـن حيث املـو�ضـوع ‪:‬‬
‫عـن الـفـرع الـثانـي من الوجه الوحيد‪ :‬وامل�أخوذ من خمالفة قاعدة‬
‫جوهرية يف الإجراءات‪ ،‬والذي جاء فيه �أن احلكم حمل الطعن بالنق�ض‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪322‬‬
‫ملف رقـم ‪676898‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫يت�ضمن الطالق بالرتا�ضي والطاعنة ت�صرح �أن قا�ضي الدرجة الأوىل قد خالف‬
‫كل الإجراءات القانونية املتعلقة بالطالق بالرتا�ضي وال �سيما ن�ص املادة ‪431‬‬
‫من قانون الإجراءات املدنية والإدارية التي تن�ص �صراحة على �أنه يت�أكد القا�ضي‬
‫يف التاريخ املحدد للح�ضور من قبول العري�ضة وي�ستمع �إىل الزوجني على انفراد‬
‫ثم جمتمعني ويت�أكد من ر�ضائهما ويحاول ال�صلح بينهما �إذ كان ذلك ممكنا‪...‬‬
‫و�أ�ضافت الطاعنة �أنه يتبني من حيثيات احلكم املطعون فيه �أن قا�ضي الدرجة‬
‫الأوىل قد �أجرى جل�سة �صلح واحدة دون ح�ضورالطاعنة ودون الت�أكد من موافقتها‬
‫�أور�ضاها ودون �سماعها‪ ،‬وهذا ما يعد خمالفا لن�ص املادة ال�سالفة الذكر التي‬
‫�ألزمت القا�ضي بالت�أكد من ر�ضاء الطرفني منفردين ثم جمتمعني‪.‬‬
‫حـيـث �إن املادة ‪ 428‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية تن�ص على �أنه يف‬
‫حالة الطالق بالرتا�ضي يقدم طلب م�شرتك يف �شكل عري�ضة وحيدة موقعة من‬
‫الزوجني ب�أمانة ال�ضبط ‪ ،‬واملادة ‪ 430‬من نف�س القانون تن�ص ب�أن �أمني ال�ضبط‬
‫يخطر الطرفني يف احلال بتاريخ ح�ضورهما �أمام القا�ضي وي�سلم لهما ا�ستدعا ًء‬
‫لهذا الغر�ض‪،‬‬
‫وحـيث �إن املادة ‪ 431‬من نف�س القانون تن�ص ب�أن القا�ضي يت�أكد يف التاريخ‬
‫املحدد للح�ضور‪ ،‬من قبول العري�ضة وي�ستمع �إىل الزوجني على انفراد ثم جمتمعني‬
‫ويت�أكدمن ر�ضائهما ويحاول ال�صلح بينهما �إن كان ذلك ممكن ًا‪...‬‬
‫وحيـث �إنه يتبني بالرجوع �إىل احلكم حمل الطعن بالنق�ض‪� ،‬أن املحكمة مل‬
‫تت�أكد من كل ذلك‪ ،‬و�أ�شارت �إىل �أنها �سعت لإ�صالح ذات البني بني الطرفني يف‬
‫جل�سة ‪� 2009/10/21‬إال �أن حماوالتها باءت بالف�شل ب�سبب مت�سك املطعون �ضده‬
‫بفك الرابطة الزوجية بالرتا�ضي ال�ستحالة الع�شرة الزوجية وغياب الطاعنة‬
‫عن جل�سة ال�صلح ‪ ،‬ومع ذلك ق�ضت املحكمة بالإ�شهاد بفك الرابطة الزوجية‬
‫بالرتا�ضي بني املطعون �ضده وبني الطاعنة‪ ،‬خمالفة بذلك ن�ص املادة ‪431‬‬
‫املذكورة‪ ،‬والتي جاءت ب�أحكام خا�صة يف الدعوى الرامية �إىل الطالق بالرتا�ضي‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪323‬‬
‫ملف رقـم ‪676898‬‬ ‫غرفـة �ش�ؤون الأ�سرة واملواريث‬
‫يف املواد ‪� 427‬إىل ‪ 435‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية والتي رفعت يف ظله‬
‫الدعوى التي �أ�سفرت عن احلكم حمل الطعن بالنق�ض‪.‬‬
‫وعليه ف�إن هذا الفرع من الوجه م�ؤ�س�س وينجر عنه نق�ض احلكم املطعون فيه‪.‬‬
‫وحيـث �إنه مل يبق من النزاع ما يتطلب احلكم فيه ف�إن نق�ض احلكم يكون‬
‫بدون �إحالة‪ ،‬طبقا لن�ص املادة ‪ 365‬من نف�س القانون‪.‬‬
‫وحـيث �إن امل�صاريف الق�ضائية على من يخ�سر دعواه‪ ،‬كما تن�ص على ذلك‬
‫املادة ‪ 378‬من قانون الإجراءات املدنية والإدارية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــــــــــاب‬
‫قـررت الـمـحـكـمة العـلـيا‪ ،‬غرفـة الأحـوال الـ�شـخ�صـيـة واملـواريـث ‪:‬‬
‫قبول الطعن بالنق�ض �شكال ومو�ضوعا ونق�ض و�إبطال احلكم املطعون فيه‬
‫ال�صادر عن ق�سم �ش�ؤون الأ�سرة ملحكمة فرع م�شدالة يوم ‪ 2009/11/11‬حتت‬
‫رقم ‪ 09/451‬وبدون �إحالة‪.‬‬
‫وامل�صاريف الق�ضائية على املطعون �ضده‪.‬‬
‫بذا �صــدر القـرار ووقـع الت�صريح به يف اجلل�سـة العلنيــة املنعـقـ ـ ــدة بتاريـخ‬
‫الثامـ ــن من �شهـر دي�سمبـر �سنــة �ألفيـن و �إحدى ع�شر من قبل املحكمة العلي ــا‪-‬‬
‫غرفة الأحوال ال�شخ�صية‪ -‬و املرتكبة من ال�س ــادة ‪:‬‬
‫رئي�س الغرفة رئي�سا مق ــررا‬ ‫ال�ضـاوي عب ــد الق ــادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مـ ـ ــالك الها�شمـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو زيـ ـ ـ ـ ـ ــد خل�ضـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ف�ضيـ ـ ــل عي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة قويـ ـ ـ ـ ـ ــدر‬
‫بحــ�ضــور ال�سي ــدة ‪ :‬يو�سفـ ــي غزالـ ــي نادي ـ ــة‪-‬املح ــام ــي ال ـعـام‪،‬‬
‫و مب�ســاعـدة ال�س ــيد ‪ :‬طـ ــريف �سمي ـ ــر‪�-‬أم ـيــن ال ــ�ض ـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪324‬‬
‫‪ .6‬غرفــة اجلنح واملخالفــات‬
‫ملف رقـم ‪468044‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 468044‬قــــرار بتاريخ ‪2010/12/30‬‬
‫ق�ضيـ ــة (�س‪.‬ع ) ومن معه �ضد مديرية ال�صيد البحري و �إدارة اجلمـ ــارك‬
‫والنيابـ ــة العام ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬تهــــريب‪-‬مرجــــان‪�-‬صيــــد بحـــــري‪.‬‬


‫قانـ ــون اجلمـ ــارك ‪ :‬املادت ـ ــان ‪ 324 :‬و ‪.327‬‬
‫�أمـ ــر رق ـ ـ ــم ‪.06-05 :‬‬
‫قانون رقم‪ ،11-01 :‬يتعلق بال�صيد البحري وتربية املائيات‪ :‬املادتان ‪ 20 :‬و‪.79‬‬

‫املبــــد�أ‪� :‬ضبط ب�ضاعـــة املرجـــان يف الياب�سة‪ ،‬يخ�ضع‪ ،‬باعتبـــاره‬


‫تهريبا‪ ،‬لقانون اجلمارك وحده‪ ،‬وال يخ�ضع لقانون ال�صيد البحري‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـليــــــــــــــــا‬


‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بونا�ضور بوزيان امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيد حمفوظي حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة ‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعون بالنق�ض املرفوعة بتاريخ ‪ 16 ،15‬جويلية ‪ 2006‬من طرف‬
‫املدعني يف الطعن وهم (�س‪.‬ع)‪( ،‬ح‪.‬م) و (ب‪�.‬س) �ضد القرار ال�صادر يف ‪11‬‬
‫جويلية ‪ 2006‬عن الغرفة اجلزائية ملجل�س ق�ضاء عنابة القا�ضي يف الدعوى‬
‫اجلزائية باعتبار املعار�ضة ك�أن مل تكن بالن�سبة للمتهم (ع‪�.‬س) وبت�أييد احلكم‬
‫امل�ست�أنف للباقني ويف الدعوى املدنية بت�أييد احلكم امل�ست�أنف من �أجل جرم‬
‫التهريب وال�صيد بدون رخ�صة الأفعال املنوه واملعاقب عنها باملواد ‪327 ،324‬‬
‫من قانون اجلمارك‪ 79 ،20 ،‬من قانون ال�صيد البحري‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعنني قاموا بت�سديد الر�سوم الق�ضائية احلوالة ‪ 800 :‬دج ×‪.3‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪326‬‬
‫ملف رقـم ‪468044‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن الطاعن (�س‪.‬ع) �أنذر لإيداع مذكرة مم�ضية من حمامي مقبول لدى‬
‫املحكمة العليا تت�ضمن �أوجه دفاعه �إال �أنه مل يفعل مما يجعل طعنه غري مقبول‬
‫�شك ـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن (ب‪�.‬س) �أنذر لإيداع مذكرة مم�ضية من حمامي مقبول‬
‫لدى املحكمة العليا تت�ضمن �أوجه دفاعه �إال �أنه مل يفعل مما يجعل طعنه غري‬
‫مقبـ ــول �شكـ ـ ــال‪.‬‬
‫حيث �أنه تدعيما لطعنه �أودع (ح‪.‬م) الطاعن مذكرة بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ‬
‫جبايلي حفيظ املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا �ضمنها وجهني للنق�ض‪.‬‬
‫الوجه الأول ‪ :‬م�أخــــوذ مــــن انعــــدام الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫الوجــــه الثانـــي ‪ :‬م�أخـــوذ مـــن اخلطـــ�أ يف تطبيق القانــــون‪،‬‬
‫حيث �أن املدعى عليها �إدارة اجلمارك بدورها �أودعت مذكرة جواب على‬
‫ل�سان حماميها الأ�ستاذ بومعزة ر�شيد املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا انتهى‬
‫فيها �إىل رف�ض الطعن لعدم الت�أ�سي�س‪.‬‬
‫حيث �أن طعن (ح‪.‬م) قد ا�ستوفى الأو�ضاع ال�شكلية املقررة يف القانون فهو‬
‫مقبـ ـ ـ ــول‪.‬‬
‫وعليـــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــا‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫عــــن وجهــــي الطعــــــن ‪:‬‬
‫الوجـــه الأول للطاعن (ح‪.‬م) ‪ :‬امل�أخوذ من انعدام الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن املجل�س مل يذكر االطالع على ت�صريحات ال�ضحية وطلباتها �أو‬
‫اال�ستماع لت�صريحات املتهم �أثناء ا�ستجوابه �أو اال�ستماع للنيابة العامة يف‬
‫طلباتها ومل يذكر بعد املداولة قانونا ومل يذكر �أن الكلمة الأخرية �أعطيت للمتهم‬
‫مما يعر�ض القرار للنق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪327‬‬
‫ملف رقـم ‪468044‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه يتبني �أن ق�ضاة املجل�س ق�ضوا بت�أييد احلكم‬
‫امل�ست�أنف القا�ضي ب�إدانة املتهم الطاعن بجرم ال�صيد البحري بدون رخ�صة طبقا‬
‫للمادتني ‪ 79 ،20‬من قانون ال�صيد البحري بعد �أن ذكروا عبارة بعد املداولة‬
‫قانونا و�إعطاء الكلمة الأخرية للمتهم واال�ستماع لطلبات النيابة العامة واال�ستماع‬
‫للمتهم و�أن الطرف املدين مل يكن حا�ضر وكل ذلك خالفا ملا ينعاه الطاعن يف‬
‫وجهه الأول املثار مما يجعله غري �سديد‪.‬‬
‫الوجه الثاين للطاعن (ح‪.‬م) ‪ :‬امل�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫بدعوى �أنه مل يكن يف م�سرح اجلرمية ومل تكن ال�شباك بحوزته و�إذا كان‬
‫لق�ضاة املو�ضوع ا�ستعمال �سلطتهم التقديرية للوقائع فلي�س ب�إمكانهم ت�أ�سي�س‬
‫�إدانة متهم على ت�صريحات �شريك يف نف�س الق�ضية �سبق له �أن �أدىل بها يف‬
‫مرحلة التحقيق التمهيدي وهو (�س‪.‬ع)‪.‬‬
‫حيث رجوعا �إىل القرار املطعون فيه يتبني �أن ق�ضاة املجل�س �سببوا قرارهم‬
‫لت�أييد احلكم امل�ست�أنف �إدانة وعقوبة بقولهم �أن املجل�س بعد فح�ص م�ستندات‬
‫الق�ضية وا�ستجواب املتهمني باجلل�سة �أن املتهم (ب‪�.‬س) اعرتف �أمام حمكمة‬
‫�أول درجة مبلكيته للمرجان املحجوز والذي ا�شرتاه من املتهم (�س‪.‬ع) وال�شباك‬
‫العالقة بال�سال�سل يف �شاطئ البحر ملك للمتهمني (ح‪.‬م) و (ع‪�.‬س) و�أن هذه‬
‫الوقائع ت�شكل جرمية �صيد بدون رخ�صة ب�ضبط املرجان مع ال�شباك اخلا�صة‬
‫بال�صيد تعترب �أدلة كافية على اقرتاف املتهمني اجلرم املن�سوب �إليهم والن �أي‬
‫واحد منهم مل ثبت بوثيقة �إدارية الن�شاط الذي يقوم به ي�سمح له بال�صيد البحري ‪.‬‬
‫حيث تبني من بيانات القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املو�ضوع تابعوا املتهم‬
‫الطاعن رفقة �آخرين بجرمي التهريب وال�صيد البحري بدون رخ�صة طبقا‬
‫للمواد ‪ 79 ،20‬من قانون ال�صيد البحري و ‪ 327 ،324‬من قانون اجلمارك‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪328‬‬
‫ملف رقـم ‪468044‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن ق�ضاة املو�ضوع اعتمدوا تطبيق قانونني خمتلفني على الوقائع وهما‬
‫قانون ال�صيد البحري وقانون اجلمارك‪.‬‬
‫حيث �أن املرجان �ضبط خارج املياه ومل ي�ضبط املتهم وهو ي�صطاد يف البحر‪.‬‬
‫حيث �أن املرجان هو ب�ضاعة يكون حمال للتهريب �ضبطت الكمية املحجوزة‬
‫خارج البحر ف�إن الوقائع كما هي مما يطبق عليها �أحكام قانون اجلمارك وحده‬
‫وال يطبق عليها �أحكام قانون ال�صيد البحري العتبار �أن قانون ال�صيد البحري‬
‫جمال تطبيقه يكون يف البحر ولي�س يف الياب�س ف�إن �إدانة املتهم الطاعن طبقا‬
‫لقانون ال�صيد البحري رغم �ضبط الكمية املحجوزة بالياب�س هو تطبيق خاطئ‬
‫وخمالف للقانون ومنه تعني القول �أن الوجه الثاين للطاعن م�ؤ�س�س‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمـــــة العليـــــــــا‪:‬‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫‪ -1‬بعـ ــدم قبـ ــول طعـ ــن (�س‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ -2‬بعـ ــدم قبـ ــول طعـ ــن (ب‪�.‬س)‪.‬‬
‫‪ -3‬بقب ـ ــول طعـ ـ ــن (ح‪.‬م)‪.‬‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬القول بت�أ�سي�س طعن (ح‪.‬م) وبنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه‬
‫ال�صادر يف ‪ 11‬جويلية ‪ 2006‬عن جمل�س ق�ضاء عنابة و�إحالة الق�ضية والأطراف‬
‫على نف�س املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫امل�صاريف على الطاعنني (�س‪.‬ع) و (ب‪�.‬س)‪.‬‬
‫بــذا �صـدر القرار بالتــاريــخ املـذكور �أعـاله من قبـل املـحـكـمـة العليا‪-‬غرفة‬
‫اجلنح و املخالفات‪ -‬الق�سم الثالث‪ -‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪329‬‬
‫ملف رقـم ‪468044‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫رئيــ�س الق�س ــم رئي�س ــا‬ ‫ب ــن فغـ ــول خديجـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫بونا�ض ـ ــور بوزيـ ـ ـ ـ ــان‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بخـ ـ ـ ــو�ش علـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مامونـ ـ ــي الطاهـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫من�صوري ن�صر الدين‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حيف ـ ـ ــري حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيـ ــد‪ :‬حمفوظـ ــي حممـ ــد‪-‬املحـامـي ال ـع ـ ــام‪،‬‬


‫و مب�س ــاع ــدة ال�سـ ـيـ ــد ‪ :‬بايـ ــو ف ـ ــاروق‪�-‬أم ـي ــن الـ ــ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪330‬‬
‫ملف رقـم ‪504569‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 504569‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/10/07‬‬
‫ق�ضي ـ ــة النياب ـ ــة العام ـ ــة �ضـ ـ ـ ـ ــد (ك‪.‬ا)‬

‫تعــــد علـــى امللكيـــة العقاريــــة‪.‬‬


‫ٍ‬ ‫املو�ضـــوع‪:‬‬
‫قان ـ ــون العقوبـ ـ ــات ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.386 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ي�شكّل انتزاع عقار مملوك للغري خل�سة �أو بطرق التدلي�س‪،‬‬
‫جرميــة التعدي على امللكية العقارية‪ ،‬دون ا�شرتاط حكم مدنــــي‪،‬‬
‫ناطق بطـــرد املعتــــدي‪ ،‬وعودتـــه بعـــد التنفيــــذ‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العليــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد �سعادة بوبكر امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيدة دراقي بنينة املحامية العامة يف تقدمي طلباتها املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء‬
‫غليزان بتاريخ ‪� 2007/02/21‬ضد القرار ال�صادر عن الغرفة اجلزائية للمجل�س‬
‫املذكور بتاريخ ‪ 2007/02/14‬و القا�ضي ح�ضوريا يف ال�شكل قبول اال�ستئناف‬
‫ويف املو�ضوع �إلغاء احلكم امل�ست�أنف و ت�صديا من جديد الت�صريح برباءة املتهم‬
‫وذلك ف�صال يف ا�ستئناف املتهم �ضد احلكم ال�صادر عن حمكمة غيليزان بتاريخ‬
‫‪ 2005/10/15‬و القا�ضي ح�ضوريا ب�إدانة املتهم (ك‪.‬ا) باجلرم املن�سوب �إليه‬
‫(جنحة التعدي على امللكية العقارية الفعل املنوه واملعاقب عليه باملادة ‪ 386‬من‬
‫قانون العقوبات) وعقابا له احلكم عليه بعام حب�سا نافذا و هذا على �إثر معار�ضة‬
‫املتهم �ضد احلكم ال�صادر بتاريخ ‪ 2005/03/12‬و الذي كان قد ق�ضى غيابيا‬
‫ب�إدانة املتهم باجلنحة املذكورة و معاقبته بعام حب�سا نافـ ـ ــذا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪331‬‬
‫ملف رقـم ‪504569‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن النيابة العامة معفاة من دفع الر�سم الق�ضائي طبقا للمادة ‪ 609‬من‬
‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫حيث �أن الطاعن و تدعيما لطعنه �أودع بتاريخ ‪ 2007/06/05‬مذكرة �ضمنها‬
‫وجهــــا وحيــــــدا للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده �أودع بتاريخ ‪ 2008/08/03‬بوا�سطة وكيله الأ�ستاذ‬
‫م�سعود م�صطفى مذكرة جوابية التم�س من خاللها رف�ض الطعن‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا تقدم بطلبات ترمي �إىل نق�ض القرار‬
‫املطعون فيه والإحالة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــــــا‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ورد يف الأجل و ا�ستوفى الأو�ضاع القانونية فهو مقبول‬
‫�شك ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫عــن الوجه الوحيــد ‪ :‬امل�أخوذ من انعدام و ق�صور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املنتقد مل ي�شر �إىل تاريخ ارتكاب الفعل �أو نوعية الأفعال التي‬
‫قام بها املتهم و كذا عدم بيان الدور الذي قام به كما �أنه مل يتطرق �إىل مناق�شة‬
‫�أركان التهمة التي توبع من �أجلها املتهم وفقا ملا تقت�ضيه املادة ‪ 386‬من قانون‬
‫العقوبات هذا من جهة و من جهة �أخرى ف�إن ق�ضاة املجل�س �أ�س�سوا ق�ضاءهم‬
‫بتربئة �ساحة املتهم من الأفعال املن�سوبة �إليه بذكر حيثية وحيدة و هي �أن النزاع‬
‫حول ال�سكن مدين كما �أن القرار اقت�صر على الإ�شارة ب�أن املتهم اعرتف بالوقائع‬
‫املن�سوبة �إليه دون بيان ما نوع تلك الأفعال‪.‬‬
‫حيث يتبني من قراءة القرار املطعون فيه ب�أن ق�ضاة املجل�س �سببوا ق�ضاءهم‬
‫ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف القا�ضي ب�إدانة املتهم بجنحة التعدي على امللكية العقارية‬
‫طبقا للمادة ‪ 386‬من قانون العقوبات و ت�صدوا ب�إفادته بالرباءة ب (حيث �أن‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪332‬‬
‫ملف رقـم ‪504569‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫املتهم اعرتف بالوقائع املن�سوبة �إليه و �أنه خرج من ال�سكن لكن حيث �أن جنحة‬
‫التعدي على امللكية العقارية للغري وفقا للمادة ‪ 386‬من قانون العقوبات تتوفر فقط‬
‫على ال�شخ�ص الذي �صدر �ضده حكم نهائي ب�إخالء عقار مملوك للغري وامتنع‬
‫عمدا عن مغادرته ب�إرادته رغم تنفيذ احلكم عليه من طرف املنفذ ال�شرعي‬
‫وحرر حم�ضر بذلك يت�ضمن �أنه طرد من الأماكن و �أن هذه الأماكن قد خرجت‬
‫من يده و �أ�صبحت ملكا للغري ثم عاد �إليها يف حني �أن امللف جاء خاليا من �أي‬
‫حكم مدين و حم�ضر تنفيذ ‪ ....‬و �أن النزاع حول ال�سكن هو نزاع مدين بحت‪.)...‬‬
‫لكن حيث �أن الت�سبيب ال�سالف الذكر ال ي�ستقيم و ن�ص املادة ‪ 386‬من قانون‬
‫العقوبات ذلك �أن هذه الأخرية مل ت�شرتط لقيام جرمية التعدي على امللكية‬
‫العقارية �أن يكون مالك العقار املعتدى عليه قد حت�صل على حكم مدين بطرد‬
‫املعتدي و مت تنفيذ هذا احلكم و عاد املعتدي جمددا �إىل العقار كما يرى ق�ضاة‬
‫القرار �إذ �أن املادة املذكورة ن�صت على عقاب كل اعتداء على العقار اململوك للغري‬
‫خل�سة �أو عن طريق التدلي�س‪....‬و�أن املتفق عليه فقها و ق�ضاء �أن ذلك يتحقق‬
‫بالدخول �إىل العقار مهما كانت م�ساحته و حالته دون ر�ضا �صاحبه ودون �أن يكون‬
‫للداخل احلق يف ذلك مما يجعل من القرار م�شوب باخلط�أ يف تطبيق القانون‬
‫طبقا للفقرة ‪ 07‬من املادة ‪ 500‬من قانون الإجراءات اجلزائية و هذا يفتح جماال‬
‫للنق�ض ‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫تق�ضي املحكمة العليا ‪:‬‬
‫بقب ـ ــول الطعن بالنق�ض �شكال و بت�أ�سي�سه مو�ضوعـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫وبنق�ض القرار املطعون فيه و�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س‬
‫م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل فيها جمددا طبقا للقانـ ـ ــون ‪.‬‬
‫حتميـ ــل املطعـ ــون �ضـ ــده امل�ص ــاريف الق�ضائيـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار بالتــاريـخ املـذكور �أعـاله من قبـل املحـكمة العليا‪-‬غرفة‬
‫اجلنح واملخالفات‪-‬الق�سم الأول‪ -‬املرتكبة من ال�سـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪333‬‬
‫ملف رقـم ‪504569‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫رئي ــ�س الغرفـ ــة رئي�س ـ ــا‬ ‫طـ ـ ـ ــالب �أحم ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫�سع ـ ــادة بوبك ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مقداحـ ـ ــي ح�سني‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حميـ ــدة مب ـ ــارك‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫همي�س ــي خل�ضـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بن طاية حم ــودي‬

‫بحــ�ض ــور ال�سيــدة ‪ :‬دراق ـ ــي بنينـ ــة‪-‬املحـامــي ال ـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاع ــدة ال�س ـيـ ــدة ‪ :‬قـ ــار�ش فتيحـ ــة‪�-‬أمـيــن الــ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪334‬‬
‫ملف رقـم ‪505956‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 505956‬قــــرار بتاريخ ‪2010/06/24‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ب‪�.‬ش) �ضـ ــد (ب‪.‬ط) ومـ ــن معـ ــه والنيابـ ــة العامـ ـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬جمعيــــة ‪ -‬جرميــــة �إدارة جمعيــــة حم ّلــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون رقـ ــم ‪ ، 31-90 :‬يتعلق باجلمعيـ ــات ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.45 :‬‬

‫املبــد�أ‪ :‬ال يعد ن�شاط الرئي�س‪ ،‬با�سم جمعية غري حم ّلة قانونا‪،‬‬
‫جرميــــة �إدارة جمعيــــة حم ّلـــة‪.‬‬
‫يتم ّ‬
‫حل اجلمعية بحكم ق�ضائي �أو مبح�ضر جمعية عامة‪.‬‬
‫عـــدم جتديد هياكل اجلمعية �سنويا‪ ،‬ال يجعلها يف حكــم‬
‫اجلمعيــــة املح ّلـــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــــة العـليـــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة بوعمران وهيبة امل�ست�شارة املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكت ــوب و�إىل ال�سيد مو�ستريي عبد احلفيظ املحامي العام يف تقدمي طلباتـ ــه‬
‫املكتوبة �إىل رف�ض الطعن‪،‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف املتهم بتاريخ ‪� 2007/04/23‬ضد‬
‫الق ــرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء امل�سيلة الغرفة اجلزائية بتاريخ ‪2007/04/15‬‬
‫القا�ضي ح�ضوريا بقبول ا�ستئناف وكيل اجلمهورية واملتهم وال�ضحايا �شكال ويف‬
‫املو�ضـــوع ‪ :‬ت�أييد احلكم امل�ست�أنف مبدئيا مع تعديله بخف�ض عقوبة الغرام ـ ــة‬
‫املحكوم بها على املتهم �إىل مبلغ ‪ 5000‬دج الرتكابه جرم �إدارة جمعية منحلة‬
‫قانونا طبقا للمادة ‪ 45‬من قانون ‪،31/90‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪335‬‬
‫ملف رقـم ‪505956‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن الطاعن دفع الر�سم الق�ضائي ولتدعيم طعنه بالنق�ض �أودع بوا�سطة‬
‫حماميه مذكرة �أثار فيها �أربعـــة �أوجـــــه ‪:‬‬
‫الوجه الأول ‪ :‬م�أخوذ من انعدام �أو ق�صور الأ�سباب‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه �أ�س�س على �أن عدم جتديد هياكل اجلمعية منذ‬
‫ت�أ�سي�سها �إىل غاية الوقائع يجعلها حملولة وكان ذلك بناء على ت�صريحات ال�ضحايا‪،‬‬
‫حيث �أن القرار املطعون فيه مل يبني �أ�سباب احلل القانوين للجمعية ومل يت�أكد‬
‫من �أن اجلمعية منحلة فعال �أم هو ادعاء ال�ضحايا بذلك نتيجة حرمانهم من‬
‫ال�سكن‪،‬‬
‫حيث �أن الثابت وكما هو مقرر قانونا بن�ص املادة ‪ 32‬من القانون ‪31/90‬‬
‫املتعلق باجلمعيات‪ ،‬ف�إنه ميكن للجهات الق�ضائية املخت�صة �أن تعلن تعليق ن�شاط‬
‫اجلمعية وجميع التدابري التحفظية‪،...‬‬
‫حيث الثابت بن�ص املادة ‪ 33‬من نف�س القانون �أنه ميكن �أن يكون حل �إحدى‬
‫اجلمعيات �إراديا �أو بالطرق الق�ضائية‪،‬‬
‫حيث �أنه وبناء على القانون الأ�سا�سي للجمعية ف�إنه مل يرتب جزاء على عدم‬
‫جتديد هياكل اجلمعية خالل �سنة‪،‬‬
‫حيث �أن القرار املطعون فيه جاء ت�سبيبه ت�سبيبا غري قانوين وقد جانب‬
‫ال�صواب فيما تو�صل �إليه مما ي�ستوجب نق�ضه‪،‬‬
‫الوجه الثاين ‪ :‬م�أخوذ من �إغفال الف�صل يف وجه الطلب �أو يف �إحدى‬
‫طلبات النيابة العامة‪،‬‬
‫حيث الثابت من احلكم والقرار املطعون فيه ف�إن الطاعن وبوا�سطة دفاعه‬
‫تقدم بدفع يتمثل يف عدم وجود �أي ن�ص قانوين يجعل من اجلمعية منحلة قانونا‬
‫جراء عدم جتديد هياكلها خالل مدة �سنة ولكن ق�ضاة املو�ضوع مل يجيبوا على‬
‫هذا الدفع ومل يبينوا كيف متت �إدانة املتهم بالفعل الذي ن�سبوه �إليه‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪336‬‬
‫ملف رقـم ‪505956‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة القانون �أو اخلط�أ يف تطبيقه‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه جاء خمالفا للقانون املتعلق باجلمعيات ‪31/90‬‬
‫وكذا القانون الأ�سا�سي للجمعية‪� ،‬إذ �أنه ال يوجد فيهما �أي ن�ص قانوين يحدد‬
‫اجلزاء املرتتب عن عدم جتديد هياكل اجلمعية خالل �سنة مما ي�ستوجب نق�ضه‪،‬‬
‫الوجه الرابع ‪ :‬م�أخوذ من انعدام الأ�سا�س القانوين‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه جاء معيبا بانعدام الأ�سا�س القانوين وذلك‬
‫�أن ا�ستدالل ق�ضاة املجل�س كان فا�سدا من �أجل الو�صول �إىل التقنية التي تو�صلوا‬
‫�إليها وانتهوا �إليها يف قرارهم‪،‬‬
‫حيث �أن ت�صريح ال�ضحايا بعدم جتديد مكتب اجلمعية خالل �سنة ال يعد‬
‫دليال على قيام اجلرم خا�صة و�أننا �أمام جمعية �أ�س�ست قانونا وبالتايل ف�إن حلها‬
‫يكون قانونيا ولي�س ا�ستنتاجات واهية مما ي�ستوجب نق�ض و�إبطال القرار املطعون‬
‫فيه مع الإحالة‪،‬‬
‫حيث �أودع املطعون �ضده (ب‪.‬ط) و(ي‪.‬ح) و (ي‪.‬ع) بوا�سطة حماميهم‬
‫مذكرة جوابية التم�سوا من خاللها رف�ض الطعن لعدم الـت�أ�سي�س‪،‬‬
‫حيث مل يرد املطعون �ضدهما (�س‪ .‬ر) و (ر‪ .‬ع) على مذكرة دعم الطعن‪،‬‬
‫وعلــيــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف املتهم وقع يف الأجل القانوين‬
‫وا�ستوفى الأ�شكال املن�صو�ص عليها قانونا وعليه يتعني قبوله �شكال‪،‬‬
‫يف املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عـــن الأوجـــه الأربعــــة جمتمعـــة لت�شابههــــا‪:‬‬
‫فعال حيث �أنه يتبني من االطالع على القرار املطعون فيه وكذا احلكم امل�ؤيد‬
‫مبدئيا بهذا القرار �أن ق�ضاة املو�ضوع اعتربوا اجلمعية التي كان ير�أ�سها الطاعن‬
‫حملولة على �أ�سا�س عدم جتديد هياكلها منذ �إن�شاءها رغم �أن قانونها الأ�سا�سي‬
‫يلزمها بتجديدها كل �سنة وعلى �أ�سا�س ذلك اعتربوا جرم �إدارة جمعية منحلة قانونا‬
‫قائم يف حق الطاعن طبقا لن�ص املادة ‪ 45‬من قانون ‪ 31/90‬املتعلق باجلمعيات‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪337‬‬
‫ملف رقـم ‪505956‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ولكن بالرجوع �إىل �أحكام املادة ‪ 33‬من القانون املذكور يتبني منها �أن حل‬
‫اجلمعيات يكون �إما �إداريا �أو ق�ضائيا‪،‬‬
‫وحيث �أنه وبالرجوع �إىل �أحكام املادة ‪ 34‬من نف�س القانون يتبني منها �أن احلل‬
‫الإرادي يعلن عنه �أع�ضاء اجلمعية �أو مندوبوهم املعينون قانونا طبقا للأحكام‬
‫الواردة يف القانون الأ�سا�سي‪،‬‬
‫وحيث �أنه وبالرجوع �إىل القانون الأ�سا�سي للجمعية يتبني منه �أنه ال يوجد فيه‬
‫�أية مادة قانونية تن�ص على كيفية احلل الإرادي من طرف �أع�ضاء اجلمعية �أو‬
‫مندوبوهم‪،‬‬
‫وحيث انه ومبا �أنه ال يوجد �ضمن �أوراق ملف الدعوى حكم ق�ضائي يق�ضي‬
‫بحل اجلمعية وال حم�ضر اجتماع اجلمعية العامة يعاين حلها ف�إن الت�صرف الذي‬
‫قام به الطاعن كان قانونيا‪،‬‬
‫وحيث �أنه ومبا �أن ق�ضاة املو�ضوع مل يعاينوا يف ق�ضاءهم ما ذكر �أعاله ‪،‬ف�إنهم‬
‫بذلك يكونوا قد ق�صروا يف ت�سبيبه ومل يعطوا له الأ�سا�س القانوين ومل يطبقوا‬
‫�صحيح القانون وعر�ضوه للنق�ض والإبطال ت�أ�سي�سا للأوجه املثارة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫بقب ــول الطع ـ ــن بالنق�ض �شك ــال ومو�ضوعـ ـ ــا‪،‬‬
‫نق�ض و�إبط ـ ــال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء امل�سيلة بتاريـخ‬
‫‪.2007/04/15‬‬
‫�إحالة الق�ضية و�أطرافها �أمام نف�س املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل‬
‫فيها من جديد طبقا للقانون‪،‬‬
‫حتميل اخلزينة العامة امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار بالتاريــخ املـذكور �أعاله من قبل املـحكمة العليا‪-‬غرفة اجلنح‬
‫واملخالفات ‪-‬الق�سم الثاين‪-‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪338‬‬
‫ملف رقـم ‪505956‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫رئيـ�س الق�ســم رئي�س ــا‬ ‫�سم ــاي ـ ـ ـ ــر حممـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارة مقـ ــررة‬ ‫بوعم ـ ــران وهيبـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عب ــدي ب ــن يـ ـ ــون�س‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوزيتونة عبد القادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بوعقـ ــال فاطمـ ـ ـ ـ ــة‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيـ ــد ‪ :‬مو�ستريي عبد احلفيظ‪-‬املحــامــي ال ـعــام‪،‬‬


‫ومب�سـاعدة ال�س ــيد ‪� :‬شامبي حممد‪�-‬أمـ ـي ــن الـ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪339‬‬
‫ملف رقـم ‪518797‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقـــم ‪ 518797‬قرار بتاريخ ‪2011/03/24‬‬
‫ق�ضي ــة (م‪.‬م) و (م‪.‬ف) �ضد (ع‪.‬ا) و النيابة العامة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬تبليغ ‪ -‬حكــــم غيابــــي ‪ -‬معار�ضــــــة‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائيـ ــة ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.412 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال يعد تبليغ احلكم الغيابي‪ ،‬عن طريق التعليق �أو النيابة‬
‫العامة‪ ،‬تبليغا �شخ�صيا للمتهم‪،‬‬
‫ال يرتتب على هذا التبليغ‪� ،‬سقوط ميعاد املعار�ضة‪.‬‬
‫�إن املحكمــة العـلـــيا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد عبدي بن يون�س امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد مو�ستريي عبد احلفيظ املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعنني بالنق�ض املرفوعني من طرف املتهمني (م‪.‬م) و (م‪.‬ف)‬
‫بتاريخ ‪ 2007/09/08‬يف القرار اجلزائي ال�صادر عن الغرفة اجلزائية مبجل�س‬
‫ق�ضاء برج بوعريريج بتاريخ ‪ 2007/06/24‬القا�ضي ح�ضوريا اعتباريا وجاهيا‬
‫بعدم قبول اال�ستئناف �شكال‪.‬‬
‫للإ�شارة �أن املتهمني الطاعنني متت متابعتهما الرتكابهما خمالفة رمي‬
‫الأو�ساخ‪،‬الفعل املنوه واملعاقب عليه باملادة ‪ 462‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫و بعد �إحالتهما �أمام حمكمة املخالفات بر�أ�س الوادي �صدر يف حقهما حكم‬
‫بتاريخ ‪ 2006/01/24‬ق�ضى غيابيا على كل واحد منهما بـ ‪100‬دينار غرامة‬
‫نافذة ‪ ،‬وهو احلكم الذي عار�ضاه ف�صدر احلكم امل�ؤرخ يف ‪ 2007/01/13‬ق�ضى‬
‫ح�ضوريا بعدم قبول املعار�ضة �شكال لورودها خارج الأجل‪.‬‬
‫وبعد �أن ا�ست�أنف املتهمان هذا احلكم �صدر القرار حمل الطعن بالنق�ض احلايل‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪340‬‬
‫ملف رقـم ‪518797‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أنه بتاريخ ‪� 2009/07/13‬أودع دفاع الطاعنني الأ�ستاذ بورنان كمال‬
‫الدين املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا مذكرة تدعيما لطعنه بالنق�ض �ضمنها‬
‫وجها وحيدا م�أخوذا من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات " املادة‬
‫‪ 03/500‬من قانون الإجراءات اجلزائية"‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضده (ع‪.‬ا) مل يتقدم ب�أية مذكرة جوابية كما يقت�ضيه القانون‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا تقدم بالتما�سات مكتوبة تهدف �إىل‬
‫رف�ض الطعنني‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعنني بالنق�ض املرفوعني من طرف الطاعنني دفعت م�صاريفهما‬
‫وا�ستوفيا كل �شروطهما و�أ�شكالهما القانونية مما يتعني قبولهما �شكال‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد املثار من طرف الطاعنني ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة‬
‫قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫الفرع الأول ‪ :‬ويتمثل ذلك يف �أن احلكم ال�صادر غيابيا ي�صبح ك�أن مل يكن‬
‫مبجرد رفع املعار�ضة فيه طبقا لأحكام املادة ‪ 409‬من قانون الإجراءات اجلزائية‬
‫وهو ما مل يتطرق له احلكم املعار�ض فيه و القرار املطعون فيه مما يتعني نق�ض‬
‫و�إبطال القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬ومفاده �أن الطاعنني مل يبلغا �شخ�صيا باحلكم الغيابي امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 2006/01/24‬و مت التبليغ عن طريق التعليق‪ ،‬و بالتايل وعمال ب�أحكام املادة‬
‫‪ 412‬من قانون الإجراءات اجلزائية ف�إذا مل يح�صل التبليغ ل�شخ�ص املتهم ف�إن‬
‫ميعاد املعار�ضة ي�سري من اليوم الذي �أحيط املتهم بهذا احلكم‪.‬مما يتعني نق�ض‬
‫و�إبطال القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫عن الفرع الثاين ‪ :‬حيث �أنه فعال و بالرجوع �إىل املادة ‪ 412‬من قانون‬
‫الإجراءات اجلزائية ف�إن التبليغ عن طريق التعليق �أو عن طريق النيابة ال يعترب‬
‫تبليغا �شخ�صيا للمتهم وال يرتتب عنه �سقوط ميعاد املعار�ضة �إال بانق�ضاء مواعيد‬
‫�سقوط العقوبة بالتقادم و ال يعدو �أن يكون ذلك �سوى �إجراء متهيديا للو�صول �إىل‬
‫التبليغ ل�شخ�ص املتهم‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪341‬‬
‫ملف رقـم ‪518797‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ومادام �أن قا�ضي الدرجة الأوىل وبحكمه امل�ؤرخ يف ‪ 2007/01/13‬خالف‬
‫هذه القاعدة واعترب �أن املعار�ضة غري مقبولة �شكال لورودها خارج الآجال يكون‬
‫بذلك قد �أخط�أ يف تطبيق �أحكام املادة املبينة �أعاله‪ ،‬ال�شيء الذي كان على ق�ضاة‬
‫املجل�س الت�صدي له و ت�صحيحه‪ ،‬مما يتعني اعتبار ما ينعاه الطاعن يف هذا الفرع‬
‫�سديد ينجر عنه نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه دون حاجة ملناق�شة الفرع الأول‪،‬‬
‫وبتحميل اخلزينة العامة امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫بقبول الطعن �شكال ومو�ضوعا وبنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه وب�إحالة‬
‫الق�ضية والأطراف على نف�س اجلهة الق�ضائية م�شكلة من هيئة �أخرى للف�صل‬
‫فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫وبتحميل اخلزينة العامة امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار بالتاريـخ املـذكـور �أعاله من قبـل املحكـمة العليا‪-‬غرفة اجلنح‬
‫واملخالفات‪-‬الق�سم الثاين‪ -‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬

‫رئـي�س الق�سـم رئي�ســا‬ ‫�سماي ـ ـ ـ ــر حمم ـ ـ ـ ـ ــد‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ــررا‬ ‫عبـ ـ ـ ــدي ب ــن ي ــون�س‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بوعمـ ـ ــران وهيب ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بوعقـ ـ ــال فاطم ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوزيتونة عبد القــادر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلح�س ـ ــن ال�سعيـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضــور ال�سيـد ‪ :‬مو�ستريي عبد احلفيظ‪-‬املحــامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعــدة ال�سـيد ‪� :‬شامبي حممد‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪342‬‬
‫ملف رقـم ‪522390‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 522390‬قــــرار بتاريخ ‪2010/01/07‬‬
‫ق�ضي ــة النياب ـ ــة العامـ ــة و(ب‪.‬ح) �ضـ ــد (خ‪ .‬غ)‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬تزوير ‪ -‬ا�ستعمـــال وثيقــة مــزورة‪.‬‬


‫قان ــون العقوب ــات ‪ :‬املــادة ‪.222 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬جرمية ا�ستعمال الوثيقة املزورة‪ ،‬جرمية م�ستقلة عـــن‬


‫جرميـــة التزويــر‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـــــــــيا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد �شلو�ش ح�سني امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيد ابراهيم حممد ال�شريف املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعنني بالنق�ض املرفوعني من طرف ال�سيد النائب العام لدى‬
‫جمل�س ق�ضاء غليزان و الطرف املدين (ب‪.‬ح) يومي ‪ 10‬و‪ 13‬جوان ‪� 2007‬ضد‬
‫القرار ال�صادر عن الغرفة اجلزائية بنف�س املجل�س امل�ؤرخ يف ‪ 09‬جوان ‪2007‬‬
‫والقا�ضي يف منطوقه بقبول اال�ستئناف �شكال وب�إلغاء احلكم املعاد وحال الت�صدي‬
‫الت�صريح برباءة املتهم من اجلرم املن�سوب �إليه‪.‬‬
‫مع العلم �أن احلكم امل�ست�أنف �صدر بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪ 2007‬عن حمكمة‬
‫غليزان وكان قد ق�ضى بقبول املعار�ضة �شكــــــال‪.‬‬
‫ويف املو�ضوع ‪ :‬الأمر بوقف الف�صل يف الق�ضية �إىل حني الف�صل يف الطعن‬
‫بالنق�ض املرفوع من طرف النيابة العامة والطرف املدين مع الإفراج عن املتهم‪.‬‬
‫وذلك ف�صال يف املعار�ضة امل�سجلة �ضد احلكم الغيابي امل�ؤرخ يف ‪2005/07/12‬‬
‫والقا�ضي ب�إدانة املتهم بجنحة ا�ستعمال التزوير يف حمرر �إداري طبقا للمادة‬
‫‪ 222‬من ق ع ومعاقبته بعام حب�س وخم�سة �آالف دينار غرامة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪343‬‬
‫ملف رقـم ‪522390‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫يف ال�شكـــل ‪:‬‬
‫حيث �إن الطعنني بالنق�ض وقعا يف الأجل وا�ستوفيا ال�شروط والأ�شكال املقررة‬
‫قانونا فهما حينئذ �صحيحان ومقبوالن �شكال‪.‬‬
‫ويف املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أن النائب العام ودعما لطعنه �أودع تقريرا مبثابة مذكرة �ضمنها وجها‬
‫وحيدا للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أنه وتدعيما لطعنها �أودعت الطاعنة (ب‪.‬ح) بوا�سطة الأ�ستاذ بنعي�سى‬
‫العجال مذكرة �أثار فيها وجها وحيدا للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا يلتم�س يف طلباته املكتوبة نق�ض‬
‫القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫�أوال ‪ :‬عـن طعن النائب العام ‪:‬‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور يف الت�سبيب وخمالفة القانون‬
‫طبقا للمادتني ‪ 379‬و‪ 500‬ف ‪ 4‬و ‪ 7‬من ق‪�.‬إ‪.‬ج‪،‬‬
‫ذلك �أنه من املقرر قانونا �أن القرار الذي ال تكفي �أ�سبابه ملواجهة الأدلة‬
‫املقدمة يف الدعوى �سواء بالن�سبة للتهمة �أو العنا�صر املكونة لها يكون م�شوبا‬
‫بعيب الق�صور يف التعليل والت�سبيب و�أنه من املقرر قانونا �أن احلكم احلائز لقوة‬
‫ال�شئ املق�ضي فيه هو الذي يعتد به وباالطالع على القرار املطعون فيه امل�ؤرخ يف‬
‫‪ 09‬جوان ‪ 2007‬القا�ضي ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف والت�صريح برباءة املتهم من‬
‫جنحة ا�ستعمال املزور يالحظ �أن ق�ضاة اال�ستئناف مل يناق�شوا الأدلة املعتمدة من‬
‫طرف قا�ضي الدرجة الأوىل واكتفوا ب�إلغاء احلكم االبتدائي لأن املتهمة الأ�سا�سية‬
‫ا�ستفادت بالرباءة و به طعن �أمام املحكمة العليا وبالتايل فهو غري نهائي ومل يحز‬
‫قوة ال�شيء املق�ضي فيه مما يجعل القرار املنتقد م�شوبا بالق�صور يف الت�سبيب‬
‫وخمالفة القانون ي�ستوجب نق�ضه و�إبطاله‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪344‬‬
‫ملف رقـم ‪522390‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن الثابت فعال من تالوة القرار املنتقد القا�ضي ب�إلغاء احلكم امل�ست�أنف‬
‫والت�صريح من جديد برباءة املتهم من جنحة ا�ستعمال املزور املتابع لأجلها �أنه‬
‫جاء ناق�ص التعليل والت�سبيب على اعتبار �أن ق�ضاة الغرفة اجلزائية ولت�أ�سي�س‬
‫ق�ضائهم اكتفوا باحليثية الوحيدة التالية‪:‬‬
‫"حيث يتبني من الوقائع املعرو�ضة بامللف وت�صريحات الأطراف �أن املتهم‬
‫متابع بجنحة ا�ستعمال املزور و�أنه �سبق احلكم بالرباءة ل�صالح (ع‪.‬ك) املتهمة‬
‫بالتزوير‪."....‬‬
‫واحلال �أن ما ذهب �إليه ق�ضاة املجل�س يعترب ق�صورا يف الت�سبيب و�سوء فهم‬
‫للقانون ذلك �أنهم مل يناق�شوا جنحة ا�ستعمال املزور التي هي جرمية م�ستقلة عن‬
‫جرمية التزوير املتابعة على �أ�سا�سها املتهمة الأوىل و�أن القانون ال ي�شرتط ثبوت‬
‫تهمة التزوير حتى تقوم جنحة ا�ستعمال املزور ويكفي �أن يقوم املتهم با�ستعمال‬
‫الوثيقة املزورة مع علمه بذلك كما �أن ق�ضاة املجل�س مل يفندوا الأ�سباب التي ارتكز‬
‫عليها قا�ضي الدرجة الأوىل حينما �صرح بوقف الف�صل يف الق�ضية كون الق�ضية‬
‫حمل طعن بالنق�ض �أمام املحكمة العليا ومل يف�صل فيها بعد فجاء بذلك قرارهم‬
‫م�شوبا بعيب الق�صور يف الت�سبيب واخلط�أ يف تطبيق القانون مما يجعله عر�ضة‬
‫للنق�ض والبطالن وهذا الوجه وحده كاف دون مناق�شة طعن الطرف املدين‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫بقبول الطعنني �شك ـ ــال ومو�ضوعـ ـ ــا‪.‬‬
‫وبنق�ض و�إبط ـ ــال الق ـ ــرار املطعـ ــون فيـ ـ ــه‪.‬‬
‫وب�إحالة الق�ضية والأطراف �أمام نف�س املجل�س للف�صل فيها من جدي ــد‪.‬‬
‫حتمي ــل املطع ــون �ضـ ــده بامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار بالتـاريـخ املذكـور �أعـاله من قبل املحكمـة العليا‪-‬غرفة اجلنح‬
‫واملخالفات‪-‬الق�سم اخلام�س‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪345‬‬
‫ملف رقـم ‪522390‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫رئيــ�س الق�ســم رئي�س ــا‬ ‫ح�سايـ ـ ــن ايديـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ــررا‬ ‫�شل ـ ـ ـ ـ ــو�ش ح�سي ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ق ـ ــراي ـ ـ ــن حممـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بولغليمـ ـ ــات اح�س ـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سلطاين حممد �صالح‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ع�شعا�شي عبد الوهاب‬

‫بح�ضور ال�سيد ‪ :‬ابراهيم حممد ال�شريف‪-‬املحــامــي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�سـيد‪ :‬نبيل بوظهر‪�-‬أمـي ــن الــ�ضـ ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪346‬‬
‫ملف رقـم ‪525091‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 525091‬قـــــرار بتاريخ ‪2010/01/07‬‬
‫ق�ضية النيابة العامة �ضد (ن‪ .‬ط) و (ن‪�.‬س)‬

‫قــــا�ض جزائــــــي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫املو�ضـــوع‪ :‬بـــــراءة ‪-‬‬
‫قانـ ــون الإجـ ــراءات اجلزائيـ ــة ‪ :‬امل ـ ــادة ‪.212 :‬‬

‫املبد�أ‪ :‬ميكن القا�ضي اجلزائي‪ ،‬عند اقتناعه‪� ،‬إفادة املتهم الغائب‬


‫بالبـــــراءة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـــــــــيا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بولغليمات اح�سن امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد ابراهيم حممد ال�شريف املحامي العام يف تقدمي طلباته‬
‫املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من قبل النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء‬
‫تب�سة بتاريخ ‪ 2007/09/17‬يف القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء تب�سة (الغرفة‬
‫اجلزائية) بتاريخ ‪ ،2007/09/16‬القا�ضي غيابيا‪ ،‬يف ال�شكل قبول اال�ستئناف‪،‬‬
‫ويف املو�ضوع ت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪ ،‬وامل�صاريف على اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫واجلدير بالإ�شارة �أن نيابة اجلمهورية لدى حمكمة ال�شريعة قامت مبتابعة‬
‫امل�سمى (ن‪�.‬س)‪( ،‬ن‪.‬ط) خمالفة ال�ضرب واجلرح العمدي‪ ،‬الفعل املن�صو�ص‬
‫واملعاقب عليه باملادة (‪ 2/442‬ق‪.‬ع )‪� ،‬إ�ضرار بال�ضحية (ن‪.‬ل)‪،‬‬
‫وبتاريخ ‪� 2007/01/10‬أ�صدرت اجلهة الق�ضائية االبتدائية املذكور �أعاله‪،‬‬
‫حكما غيابيا ب�إدانة املتهمني (ن‪.‬ط)‪( ،‬ن‪�.‬س)‪ ،‬مبخالفة ال�ضرب واجلرح العمدي‬
‫وعاقبا لهما احلكم على كل واحد بـ�شهرين (‪ )02‬حب�سا نافـ ــذا و(‪ 1000‬دج)‬
‫غرامة نافذة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪347‬‬
‫ملف رقـم ‪525091‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫وبتاريخ ‪ 2007/02/10‬بلغ املتهمان باحلكم الغيابي املذكور �أعاله فطعن فيه‬
‫باملعار�ضة يف نف�س التاريخ‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 2007/03/21‬بعد املعار�ضة �صدر حكم ح�ضوري بـرباءة املتهمني‬
‫النعدام الدليل‪ ،‬امل�صاريف على اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪ 2007/03/28‬قامت النيابة با�ستئناف احلكم املذكور �أعاله‪ ،‬ف�صدر‬
‫القرار املطعون فيه بالنق�ض حاليا‪.‬‬
‫النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء تب�سة �أودع مذكرة تدعيما لطعنه �ضمنها‬
‫وجه وحيد(‪ )01‬للطعن بالنق�ض ‪:‬‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬م�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانون املادة ‪7/500‬‬
‫ق‪�.‬إ‪.‬ج‪،‬‬
‫بدعوى يت�ضح من مراجعة القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املجل�س �أفادوا املتهمني‬
‫غيابيا بالبـراءة‪ ،‬وهذا يخالف قاعدة الإثبات يف اجلزائي املن�صو�ص عليها املادة‬
‫(‪.212‬ق‪�.‬إ‪.‬ج) ف�إنها تن�ص على انه ال ي�سوغ للقا�ضي �أن يبني قراره �إال على الأدلة‬
‫املقدمة له يف معر�ض املرافعات والتي ح�صلت املناق�شة فيها ح�ضوريا �أمامه‪،‬‬
‫وعليه وملا كان ق�ضاة املجل�س خالفوا هذه القاعدة يف الإثبات‪ ،‬ف�إنهم يكونوا قد‬
‫عر�ضوا قرارهم للنق�ض والإبطال‪ ،‬ويلتم�س قبول الطعن �شكال‪ ،‬ويف املو�ضوع‬
‫نق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه مع الإحالة‪.‬‬
‫املطعون �ضدهما (ن‪.‬ط)‪( ،‬ن‪�.‬س)غري ممثالن �أمام املحكمة العليا‪ ،‬رغم‬
‫تبليغهما ب�إ�شعار بالطعن بالنق�ض من طرف النيابة العامة‪.‬‬
‫النائب العام لدى املحكمة العليا‪ ،‬قدم التما�سات كتابية تهدف �إىل قبول‬
‫الطعن �شكال‪ ،‬ونق�ض القرار املطعون فيه مع الإحالة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض الذي رفعه النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء تب�سة‬
‫جاء يف الأجل القانوين‪ ،‬وا�ستوفى الأ�شكال املن�صو�ص عليها قانونا‪ ،‬لذلك فهو‬
‫مقبول �شكال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪348‬‬
‫ملف رقـم ‪525091‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫يف املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عــن الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخــوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانـــون‪،‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل القرار املطعون فيه‪ ،‬يتبني �أن ق�ضاة املجل�س �سببوا‬
‫قرارهم بالقول ‪ :‬حيث �أن املجل�س من اطالعه على امللف واحلكم امل�ست�أنف فيه‬
‫ومن طلبات النائب العام‪ ،‬وبعد املداولة القانونية يرى و�أن ال�شكوى املقدمة من‬
‫ال�ضحية والطرف املدين املتعلقة بال�ضرب واجلرح العمدي ال ت�ستند على �أي دليل‬
‫ي�ؤكد تعر�ض ال�ضحية �إىل عملية ال�ضرب كما يدعيه �أمام ح�صول مناو�شة على‬
‫�أ�سا�س املرور عار�ض ال�شاكي‪ ،‬و�أن ال�شهادة الطبية املرفقة بامللف ال يفهم منها �أن‬
‫هناك تعدي بال�ضرب �سوى مدة العجز يف حني ما هو بامللف و�أن �آثار خدو�ش على‬
‫عنق ال�ضحية‪ ،‬و�أن جرمية ال�ضرب واجلرح العمدي ح�سب ن�ص املادة (‪2/442‬‬
‫ق‪.‬ع) غري قائمة وان حمكمة �أول درجة طبقت القانون و�أ�صابت يف حكمها‬
‫امل�ست�أنف فيه مما يتعني على املجل�س ت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪ ،‬ومن خالل هذا‬
‫يتبني �أن ق�ضاة املجل�س ناق�شوا الوقائع وتو�صلوا �إىل تكوين اقتناعهم بعدم ثبوت‬
‫التهمة يف حق املتهمني من خالل حمتويات امللف‪ ،‬و�أنه ال يوجد ما مينع ق�ضاة‬
‫املو�ضوع من �إفادة املتهم الغائب بالرباءة متى اقتنعوا بذلك‪ ،‬ف�ضال على �أنهم‬
‫�أ�شاروا يف �سردهم للوقائع ب�أن ال�ضحية (ن‪�.‬ص) تنازل عن حقوقه املدنية وعن‬
‫�شكواه وهذا ي�ضع حدا للمتابعة اجلزائية طبقا للمادة (‪ )442‬الفقرة الأخرية من‬
‫قانون العقوبات‪ ،‬وبالتايل ف�إن ق�ضاة املجل�س طبقوا �صحيح القانون‪ ،‬و�أن ما يزعمه‬
‫الطاعن يف غري حمله‪ ،‬مما يجعل الوجه الوحيد املثار غري �سديد ويتعني رف�ضه‪.‬‬
‫ويرتتب على ذلك الت�صريح برف�ض الطعن مو�ضوعا‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية على اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمــــة العليــــا ‪:‬‬
‫بقبـ ــول الطعـ ــن بالنق�ض الذي رفعه النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء تب�س ـ ــة‬
‫�شك ـ ــال‪ ،‬وبرف�ضـ ــه مو�ضوع ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪349‬‬
‫ملف رقـم ‪525091‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫وامل�ص ــاريف الق�ضائيـ ــة علـ ــى اخلزين ــة العموميـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار بالتاريـخ املـذكور �أعاله من قبل املحـكمة العليا‪-‬غرفة اجلنح‬
‫و املخالفات‪-‬الق�سم اخلام�س‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئيـ�س الق�ســم رئي�سـ ــا‬ ‫ح�س ــاي ـ ـ ــن ايديـ ـ ـ ـ ـ ــر‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ــررا‬ ‫بولغليمـ ـ ــات اح�س ـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ق ـ ــراي ـ ــن حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�شلـ ـ ـ ـ ـ ــو�ش ح�سيـ ـ ـ ـ ــن‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�سلطانــي حممد �صالح‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ع�شعا�شي عبد الوهاب‬

‫بحــ�ضـور ال�سيد ‪ :‬ابراهيم حممد ال�شريف‪ -‬املحـامـي ال ـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�ســيد ‪ :‬بوظهر نبيل‪� -‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪350‬‬
‫ملف رقـم ‪594561‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 594561‬قــــرار بتاريخ ‪2010/12/30‬‬
‫ق�ضية (ب‪.‬ع) �ضد (ق‪.‬م) و النيابة العامة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ح�صانة برملانية‪ -‬جمل�س �شعبي وطني‪ -‬جمل�س الأمة‪.‬‬


‫الد�ست ـ ــور ‪ :‬امل ـ ـ ــواد ‪ 109،104 :‬و‪.110‬‬
‫قان ـ ــون رق ـ ــم ‪ : 16-89 :‬امل ـ ـ ــادة ‪.9 :‬‬

‫املبــــد�أ‪� :‬أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطني وجمل�س الأمة‪ ،‬يتمتعــــون‬


‫باحل�صانــــة الربملانيــــة‪.‬‬
‫ميكـــــن النائب‪ ،‬حمل املتابعة اجلزائية‪ ،‬التم�سك بهـــــذه‬
‫تنق�ض املتابعة بحكم‬
‫ِ‬ ‫احل�صانة يف جميع مراحل التقا�ضي‪ ،‬طاملا مل‬
‫نهائي‪ ،‬حائز قوة ال�شيء املق�ضي فيــــــه‪.‬‬
‫تثـــــار م�س�ألة احل�صانة الربملانية‪ ،‬كذلك‪ ،‬تلقائيـــــا‪.‬‬
‫�إن املحكمــة العـلـــيـــــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بوحال�س ال�سعيد الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد رحمني براهيم املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف املتهم (ب‪.‬ع) بتاريخ‬
‫‪� 2008/06/22‬ضد القرار ال�صادر عن الغرفة اجلزائية مبجل�س ق�ضاء عنابة‬
‫بتاريخ ‪ 2008/06/17‬الذي �ص ّرح بقبول ا�ستئناف املتهم �شكـــال‪.‬‬
‫ويف املو�ضوع ‪ :‬ت�أييد احلكم ال�صادر بتاريخ ‪ 2007/11/10‬عن حمكمة‬
‫عنابة الذي ق�ضى ب�إدانته بجنحة عدم ت�سديد النفقة ومعاقبته بعام (‪ )01‬حب�سا‬
‫نافذ وع�شرة �آالف دينار(‪ 10.000‬دج) غرامة نافذة مبدئيا مع تعديله بجعل‬
‫عقوبة احلب�س موقوفة النفاذ‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪351‬‬
‫ملف رقـم ‪594561‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ويف الدعوي املدنية ‪� :‬إلزامه بتعوي�ض املدعية املدنية مببلغ ع�شرين �ألف‬
‫دينار‪.‬‬
‫حيث �أن الأ�ستاذ عادل دحماين املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا ق ّدم‬
‫بتاريـخ ‪ 2009/07/18‬مذكرة طعن �ضمنها ثالثة �أوجه للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن ال�سيد النائب العام لدى املحكمة العليا ق ّدم بتاريخ ‪2010/11/27‬‬
‫التما�ساته املكتوبة وطلب فيها عدم قبول الطعن �شكال‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدها بلغت بوا�سطة الطعن ومل ترد عليها‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيا‬
‫يف ال�شكــــل ‪ :‬حيث �أن الر�سم الق�ضائي قد مت دفعه (‪ 800‬دج)‪.‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض قد ا�ستوفى �أ�شكاله و�آجاله القانونية لذلك فهو مقبول‪.‬‬
‫يف املو�ضـــوع ‪:‬‬
‫عن الوجـــه الثانـــــي ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهريــــــة يف‬
‫الإجراءات بالأ�سبقية دون حاجة ملناق�شة الوجهني املتبقيني‪،‬‬
‫والذي ينعي فيه الطاعن على القرار املطعون فيه خمالفته لقاعدة جوهرية من‬
‫الإجراءات ملا مل يف�صل يف الدفع الأويل املتم�سك به واخلا�ص بتمتعه باحل�صانة‬
‫الربملانية ب�صفته ع�ضو يف املجل�س ال�شعبي الوطني وح�سبما ن�صت عليه املادة‬
‫‪ 110‬من الد�ستور‪ .‬وذلك اعتمادا على الوثائق الر�سمية املقدمة بامللف التي ت�ؤكد‬
‫�صفته هذه وراح يف�صل يف مو�ضوع وقائع املتابعة وي�ؤيد احلكم املنا�سب الذي‬
‫�أدانه دون �أ�سا�س قانوين ملا ا�ستبعد دفعه الأويل مما يجعل القرار خمالفا لقاعدة‬
‫جوهرية وي�ستلزم نق�ضه‪.‬‬
‫حيث يبني فعال من القرار املطعون فيه �أنه �أ�س�س ق�ضاءه الراف�ض للدفع الأويل‬
‫املثار من قبل الطاعن واملتم�سك به �أمام ق�ضاة املجل�س على �أن هذا الدفع يجب‬
‫�إثارته قبل التطرق يف املو�ضوع ‪ ،‬بالإ�ضافة �أن هذا الدفع مل يكن حمل مت�سك �أمام‬
‫املحكمة على الإطالق ما يجعله طلبا جديدا �أمام املجل�س وخل�ص يف النهاية �إىل‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪352‬‬
‫ملف رقـم ‪594561‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫الت�صريح بعدم قبوله‪ ،‬يف حني �أن ما �أثري �أمام ق�ضاة املجل�س هو �إجراء جوهري‬
‫ل�صيق ب�صفة الطاعن كع�ضو يف املجل�س ال�شعبي الوطني وو�سيلة دفاع قانونية‬
‫ميكن �إثارته يف �أية مرحلة كانت عليها �إجراءات املتابعة ولو تلقائيا متى اكت�شفت‬
‫هذه ال�صفة لدى الطاعن طاملا املتابعة مل تنتهي بحكم نهائي حائز لقوة ال�شيء‬
‫املق�ضي فيه وبف�صل ق�ضاة املجل�س هكذا بعدم قبول الدفع ووا�صلوا �إجراءات‬
‫حماكمة الطاعن الع�ضو باملجل�س ال�شعبي الوطني وح�سب الوثائق الر�سمية‬
‫املوجودة بامللف التي ت�ؤكد هذه ال�صفة و�صرحوا بالإدانة والعقوبة دون �إعطاء �أي‬
‫اهتمام قانوين لهذه ال�صفة التي يتمتع بها �سواء يوم املتابعة �أو يوم املحاكمة ف�إنهم‬
‫خالفوا املادة ‪ 109‬من الد�ستور التي تن�ص �صراحة على �أن نواب املجل�س ال�شعبي‬
‫الوطني و�أع�ضاء جمل�س الأمة يتمتعون باحل�صانة الربملانية �أثناء عهدتهم هذه‬
‫وكذلك املادة ‪ 09‬من القانون ‪ 16/89‬امل�ؤرخ يف ‪ 1989/12/11‬املتعلق بتنظيم‬
‫املجل�س ال�شعبي الوطني و�سريه التي ال جتيز متابعة �أي نائب �أو ع�ضو برملاين‬
‫ب�سبب فعل �إجرامي �إال بتنازل �صريح من النائب يق ّدم ملكتب املجل�س ال�شعبي‬
‫الوطني الذي يحيله بدوره �إىل وزير العدل �أو ب�إذن من املجل�س ال�شعبي الوطني‬
‫الذي يقرر رفع احل�صانة‪ ،‬وذلك وفقا لأحكام املادة ‪ 104‬من الد�ستور وطاملا‬
‫الإجراءات التي فر�ضها القانون مل حترتم والتي يجب مراعاتها والت�أكد منها‬
‫من قبل ق�ضاة املو�ضوع ‪ ،‬ويف �أي حال من الأحوال وملا مل يكن الأمر كذلك ‪ ،‬ف�إن‬
‫القرار املنتقد خالف القانون ويتعني نق�ض ـ ــه‪.‬‬
‫حيث �أن امل�ص ــاريف الق�ضائي ــة تقع علــى عاتــق اخلزين ــة العام ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــــة العليــــا ‪:‬‬
‫بقب ـ ــول الطع ـ ــن �شكـــــال‪.‬‬
‫ويف املو�ضوع ‪ :‬بنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء‬
‫عنابـ ــة بتـ ـ ــاريخ ‪.2008/06/17‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪353‬‬
‫ملف رقـم ‪594561‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫وب�إحالة الق�ضية و الأطراف على نف�س املجل�س م�شكال من هيئة �أخرى للف�صل‬
‫فيها من جديد وفقا للقان ـ ــون‪.‬‬
‫وبتحمي ــل اخلزين ــة العامـ ــة امل�ص ــاريف الق�ضائي ـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صـدر القـرار بالتاريخ املذكور �أعاله من قبل املحـكمة العليـا‪-‬غرفة اجلنح‬
‫واملخالفات‪-‬الق�سم الرابع‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سا مقررا‬ ‫بو ح ـ ــال�س ال�سعيـ ـ ـ ــد‬


‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلي ـ ـ ــدي حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوايف �إدري�س‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عبد ال�صدوق خل�ض ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بـ ــن م�سع ـ ــود ر�شيـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب�شيـري عب ــد الكري ــم‬

‫بحـ�ضــور ال�سيــد ‪ :‬رحمني براهي ـ ــم‪ -‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاع ــدة ال�سـي ـ ــدة ‪ :‬قا�ضـ ــي ملي ـ ــاء‪� -‬أم ـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪354‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 520370‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/02/24‬‬
‫ق�ضية (م‪ .‬م) �ضد الوكيل الق�ضائي للخزينة العمومية و النيابة العامة‬

‫قــــا�ض‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫املو�ضـــوع‪ :‬و�شايــــة كاذبــــة ‪� -‬شكــــوى �ضــــد‬
‫قان ـ ــون العقوبـ ــات ‪ :‬املـ ــادة ‪.300 :‬‬
‫قانـ ــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪ :11-04 :‬املـ ـ ـ ــادة ‪.29 :‬‬

‫قا�ض‪،‬‬
‫املبــــد�أ‪ :‬حفظ م�صالح وزارة العدل ال�شكوى املرفوعة �ضد ٍ‬
‫لعدم �صحة ما ورد فيها‪ ،‬يفتح جمال املتابعة والتقا�ضي‪ ،‬من �أجـــل‬
‫الو�شاية الكاذبة‪ ،‬عند توفر الأركان الأخرى للجرميـــة‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــة العـلــيــــــــا‬


‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بلح�سن ال�سعيد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد مو�ستريي عبد احلفيظ املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪،‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع بتاريخ ‪ 2007/06/23‬من طرف املتهم‬
‫(م‪.‬م) �ضد القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء �سكيكدة‪ ،‬الغرفة اجلزائية‪ ،‬بجل�سة‬
‫‪ 2007/06 /16‬القا�ضي مبا يلي ‪" :‬قرر املجل�س ‪ ،‬علنيا ‪ ،‬نهائيا ‪ ،‬ح�ضوريا‪،‬‬
‫يف ال�شكـــــل ‪ :‬قب ـ ــول اال�ستئنافي ـ ــن‪،‬‬
‫يف املو�ضوع ‪ :‬ت�أييد احلكم امل�ست�أنف مبدئيا وتعديال له حذف عقوبة احلب�س‪،‬‬
‫يف الدعـــوى املدنيـــة ‪ :‬ت�أييـ ــد احلكـ ــم امل�ست ـ ـ ـ�أنف"‪،‬‬
‫واجلدير بالإ�شارة �أن نيابة اجلمهورية لدى حمكمة �سكيكدة قامت مبتابعة‬
‫املتهم املذكور‪،‬الرتكابه بتاريخ ‪ ،2005/09/08‬وعلى كل حال‪ ،‬منذ زمن‬
‫غري متقادم‪ ،‬ب�إقليم بلدية �سكيكدة‪ ،‬دائرة اخت�صا�ص ذات املحكمة وجمل�سها‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪355‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫الق�ضائي‪ ،‬جنحة الو�شاية الكاذبة‪� ،‬إ�ضرارا بالقا�ضية (ب‪�.‬س)‪ ،‬رئي�سة ق�سم‬
‫اجلنح بنف�س املحكمة‪ ،‬وهو الفعل املن�صو�ص واملعاقب عنه ب�أحكام املادة ‪300‬‬
‫من قانون العقوبات‪،‬‬
‫و�أن املتهم �أحيل على حمكمة �سكيكدة‪ ،‬ق�سم اجلنح‪ ،‬وفقا لإجراءات ‪-‬اال�ستدعاء‬
‫املبا�شر‪-‬عمال ب�أحكام املواد ‪ 334، 333‬و ‪ 335‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪،‬‬
‫و�أنه بجل�سة ‪� 2007/04 /04‬أ�صدرت ذات اجلهة الق�ضائية حكما جاء فيه ما يلي ‪:‬‬
‫"حكمت املحكمة‪ ،‬حال ف�صلها يف ق�ضايا اجلنح ابتدائيا‪ ،‬علنيا‪ ،‬ح�ضوريا‬
‫ب�إدانة املتهم (م‪.‬م) بتهمة الو�شاية الكاذبة طبقا للمادة ‪ 300‬من قانون‬
‫العقوبات واحلكم عليه ب�ستة (‪� )06‬أ�شهر حب�سا موقوف التنفيذ وبغرامة نافذة‬
‫قدرها ع�شرة �أالف دينار ( ‪10.000‬دج) ‪،‬‬
‫ويف الدعوى املدنية ‪ :‬ب�إلزام املتهم ب�أداءه للطرف املدين ‪،‬الوكيل الق�ضائي‬
‫للخزينة تعوي�ضا قدره مائة �ألف دينار ( ‪100.000‬دج) مقابل ال�ضرر الالحق به"‪.‬‬
‫و�أنه ف�صال يف اال�ستئنافني املرفوعني على التوايل بتاريخ ‪2007 /04 /08‬‬
‫و‪ 2007 /04/14‬من طرف ممثل النيابة العامة واملتهم بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ‬
‫دري�س ر�شيد ‪�،‬ضد احلكم املذكور‪�،‬أ�صدر جمل�س ق�ضاء �سكيكدة الغرفة اجلزائية‪،‬‬
‫بجل�سة ‪ 2007/06/16‬القرار املطعون فيه بالنق�ض حاليا‪،‬‬
‫حيث �أن الطاعن‪ ،‬وتدعيما لطعنه �أودع مذكرة موقعة من حماميه الأ�ستاذ‬
‫حممد منتال�شتة املعتمد لدى املحكمة العليا وجمل�س ق�ضاء الدولة �أثار فيها ثالثة‬
‫(‪� )03‬أوجه للطعن طبقا لأحكام املادة ‪ 3 /500‬و‪ 4‬و‪ 7‬من قانون الإجراءات‬
‫اجلزائية‪ ،‬على النحو التايل ‪:‬‬
‫الوجه الأول ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة قواعد جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫مفاده ‪� :‬أنه ال ميكن لوكيل اجلمهورية حتريك الدعوى العمومية يف جرم‬
‫الو�شاية الكاذبة تلقائيا �أو بناء على تعليمات ال�سلطة الو�صية يف غياب �شكوى‬
‫ال�شخ�ص املت�ضرر منها‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪356‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫و�أن الإحالة على حمكمة اجلنح من طرف وكيل اجلمهورية يتم بناء على‬
‫حتقيق ابتدائي تقوم به ال�شرطة الق�ضائية ولي�س بناء على حم�ضر �سماع املتهم‬
‫من قبل وكيل اجلمهورية‪،‬‬
‫و�أنه �إذا كان يجوز للنيابة العامة وللخزينة العمومية �أن متثل بع�ض الهيئات‬
‫العمومية يف التقا�ضي اجلزائي عندما ي�سمح القانون بذلك‪ ،‬ف�إن الو�شاية الكاذبة‬
‫التي كانت �ضحيتها قا�ضية ال تدخل �ضمن هذه احلاالت‪،‬لذا ‪،‬ف�إن غياب ال�ضحية‬
‫عن جل�سات املحاكمة على م�ستوى الدرجة الأوىل والدرجة الثانية وكذا عدم‬
‫ا�ستدعاءها يعد �إخالال ب�صحة الإجراءات‪،‬‬
‫الوجـــه الثانــــي ‪ :‬م�أخوذ من خمالفة القانون �أو اخلط�أ يف تطبيقـــــه‬
‫ويتفرع �إىل فرعني على النحو التالــــي ‪:‬‬
‫الفرع الأول ‪ :‬م�أخوذ من عدم توفر الركن ال�شرعي يف اجلنحة‪،‬‬
‫بدعوة �أنه فيما يخ�ص الو�شاية‪ ،‬ف�إن الأفعال التي قام بها املتهم تتمثل يف‬
‫توجيه ر�سالة �إىل وزير العدل على �شكل تظلم �إداري احتوى على و�صف ت�صرفات‬
‫القا�ضية والتي اعتربها غري �شرعية بالن�سبة للإجراءات دون �أن ين�سب لها‬
‫�أية واقعة مت�س بنزاهتها �أو كرامتها �أو �شرفها‪ ،‬و�إمنا حاول لفت انتباه ال�سلطة‬
‫الو�صية �إىل �أخط�أ مهنية م�ست بحقوقه راجيا ت�صحيحها ولي�س معاقبة مرتكبها‬
‫‪،‬لذا ‪،‬ف�إن التظلم الإداري هذا ال يدخل يف التعريف ال�شرعي للو�شاية الكاذبة التي‬
‫ن�صت عليها املادة ‪ 300‬من قانون العقوبات‪،‬‬
‫و�أنه فيما يتعلق بو�صف الو�شاية الكاذبة‪ ،‬ف�إن الكذب الذي ي�شرتطه القانون‬
‫يف هذه اجلنحة يتمثل يف �إ�سناد �أفعال خطرية ووهمية من �ش�أنها تعري�ض �صاحبها‬
‫لعقوبات‪� ،‬إال �أنه يف ق�ضية احلال‪ ،‬وما عدا الوثائق التي قالت القا�ضية �أنها‬
‫ا�ستلمتها من حمامي اخل�صم يف اجلل�سة ولي�س يف مكتبها‪ ،‬ف�إن الوقائع الأخرى‬
‫املذكورة يف الر�سالة كانت �صحيحة‪ ،‬وحتى تلك التي مفادها دخول حمامي‬
‫اخل�صم �إىل مكتب الرئي�سة حيث �سلم لها طلب �إخراج الق�ضية من املداولة قبل‬
‫�أن تلتحق باجلل�سة‪ ،‬يف حني كان يتعني عليه �إيداع طلبه يف كتابة ال�ضبط‪ ،‬لذا‬
‫فالأفعال املن�سوبة للطاعن ال تتطابق مع التكييف القانوين املعطى لهـ ــا‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪357‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫و�أنه بالن�سبة للهيئة امل�ستقبلة لل�شكوى‪ ،‬فلو كان املتهم ي�سعى �إىل ت�سليط عقوبة‬
‫�ضد القا�ضية ‪ ،‬لكان قد وجه �شكواه �إىل املجل�س الأعلى للق�ضاء امل�ؤهل للنظر يف‬
‫الأخطاء املهنية للق�ضاة ولي�س �إىل وزارة العدل‪ ،‬لذا ف�إن املتابعة احلالية تفتقد‬
‫�إىل ركن �أ�سا�سي يتمثل يف حفظ ال�شكوى من طرف الهيئة امل�ؤهلة قانونا التخاذ‬
‫الإجراءات الت�أديبية‪،‬‬
‫‪ -2‬الفرع الثانــــي‪ :‬م�أخـــوذ مــن انعـــدام الق�صـــد اجلنائـــــي‪،‬‬
‫مفاده �أن الطاعن كان ي�سعى من تظلمه �إىل ت�صحيح و�ضعيته وا�سرتجاع‬
‫حقوقه عن طريق التطبيق ال�صحيح لقواعد الإجراءات القانونية‪ ،‬ولي�س �إىل‬
‫�إحلاق �أ�ضرار بالقا�ضية‪ ،‬ذلك �أنه ملا �أدرك �أن الوثائق املقدمة من خ�صمه يف‬
‫�أخر حلظة كانت مزورة‪ ،‬طلب �أجال للطعن فيها بالتزوير فا�ستغرب من رف�ض‬
‫طلبه من طرف القا�ضية كونه يجهل �أن لها ال�سلطة التقديرية يف ذلك‪ ،‬كما انه‬
‫عرب يف ر�سالته املوجهة �إىل وزير العدل �أن ال�صورة التي تلقاها من قبل هذه‬
‫الأخرية لي�ست بال�صورة املثالية املن�صو�ص عليها يف الد�ستور دون ق�صد الإ�ضرار‬
‫بها �أو ب�سلك الق�ض ـ ــاء‪،‬‬
‫الوجـــه الثالث ‪ :‬م�أخــوذ مـــن انعـــدام �أو ق�صــــور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫مفاده �أن القرار املطعون فيه اقت�صر على معاينة حفظ ال�شكوى من طرف‬
‫وزراة العدل العتبار اجلنحة قائمة دون �أن يتناول حمتوى ال�شكوى �أو يبني الأدلة‬
‫�أو يراعي الوقائع التي دفعت بالطاعن �إىل �إخطار وزارة العدل واملتمثلة يف‬
‫رف�ض منحه �أجال للطعن بالتزوير يف الوثائق املقدمة يف �آخر حلظة والتي من‬
‫�ش�أنها �أن ت�شكل �أدلة ال�ستفاده بالرباءة التي ح�صل عليها‪ ،‬وكذا دون الأخذ بعني‬
‫االعتبار قرار املجل�س ال�صادر بجل�سة ‪ 2006/12/18‬الذي اعترب فعال �أن تلك‬
‫الوثائق مزورة وق�ضى على �صاحبها ب�ستة (‪� )06‬أ�شهر حب�سا غري نافذ وع�شرة‬
‫�أالف دينار (‪ 10.000‬دج) غرامة نافذة‪ ،‬مما �أدى �إىل تناق�ض يف الأحكام كان‬
‫بالإمكـ ــان تفادي ـ ــه‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪358‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫وعليه‪ ،‬وبالنتيجة لذلك ‪،‬يلتم�س الطاعن قبول طعنه �شكال ‪ ،‬ومو�ضوعا والت�صريح‬
‫بنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه و�إحالة الق�ضية والأطراف على �أية هيئة �أخرى‪،‬‬
‫و�أن املطعون �ضده‪ ،‬الوكيل الق�ضائي للخزينة العمومية‪ ،‬قدم مذكرة جوابية‬
‫موقعة من قبل حماميه الأ�ستاذ بوكاري حمند �أمزيان‪ ،‬املعتمد لدى املحكمة العليا‬
‫وجمل�س الدولة ناق�ش فيها �أوجه الطعن املثارة مفندا م�ضمونها والتم�س الت�صريح‬
‫برف�ض الطعن‪،‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا قدم التما�سات كتابية تهدف �إىل‬
‫الت�صريح بقبول الطعن �شكال وبرف�ضه مو�ضوعا‪،‬‬
‫حيث �أن الر�سـ ــم الق�ضائـ ــي قد مت ت�سديده طبقا للمادة ‪ 506‬من قانـ ــون‬
‫الإجـ ــراءات اجلزائي ـ ــة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــا‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض احلايل وقع يف الآجال القانونية وا�ستوفى الأ�شكال‬
‫املن�صو�ص عليها قانونا‪ ،‬لذا‪ ،‬فهو مقبول �شكـ ـ ــال‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قواعد جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫حيث �أنه ف�ضال عن �أن ما ينعاه الطاعن يف هذا الإطار قد �أثري لأول مرة �أمام‬
‫املحكمة العليا‪ ،‬رغم عدم جواز ذلك طبقا للمادة ‪ 501‬من قانون الإجراءات‬
‫اجلزائية ح�سب ما يتبني من القرار املطعون فيه ‪ ،‬ف�إنه يتعني الإ�شارة �إىل �أن املادة‬
‫‪ 300‬من قانون العقوبات املالحق بها املتهم ال توقف حتريك الدعوى العمومية‬
‫على �شرط تقدمي �شكوى م�سبقة من ال�شخ�ص امل�ضرور مما يخول للنيابة العامة‪،‬‬
‫تبعا لذلك‪ ،‬حق حتريك الدعوى العمومية ومبا�شرتها با�سم املجتمع بخ�صو�ص‬
‫جنحة الو�شاية الكاذبة �ضد مرتكبها بدون �أي قيد واملطالبة بتطبيق القانون �أمام‬
‫اجلهة الق�ضائية املخت�صة‪ ،‬عمال بن�ص املادتني ‪ 29‬و ‪ 36‬من قانون الإجراءات‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪359‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫اجلزائية‪ ،‬هذا مع املالحظة �أن الطاعن مل يدعم ما ينعاه يف هذا املجال ب�أي‬
‫ن�ص قانوين‪،‬‬
‫حيث يتعني التذكري‪� ،‬أنه طبقا للمادتني ‪ 30‬و ‪ 31‬من نف�س القانون املذكور �آنفا‬
‫‪،‬ي�سوغ لوزير العدل �أن يخطر النائب العام باجلرائم املتعلقة بقانون العقوبات‬
‫‪،‬و�أن يكلفه كتابة ب�أن يبا�شر �أو يعهد مببا�شرة متابعات �أو يخطر اجلهة الق�ضائية‬
‫املخت�صة مبا يراه مالئما من طلبات كتابية‪ ،‬كما �أن ممثلي النيابة العامة ملزمون‬
‫بتقدمي طلبات مكتوبة طبقا للتعليمات التي ترد �إليهم عن الطريق التدرجي‪ ،‬وهي‬
‫ذات الإجراءات التي طبقت بحذافرها يف ق�ضية احلال‪،‬‬
‫حيث �أن ـ ــه عالوة على ذلك‪ ،‬وطبق ــا للمادة ‪ 29‬من القانون الع�ضوي رقـ ــم‬
‫‪ 11 -04‬امل�ؤرخ يف ‪� 06‬سبتمرب �سنة ‪ 2004‬املت�ضمن القانوين الأ�سا�سي للق�ضاء‪،‬‬
‫ف�إنه بقطع النظر عن احلماية املرتتبة على تطبيق �أحكام قانون العقوبات والقوانني‬
‫اخلا�صة‪ ،‬يتعني على الدولة �أن تقوم بحماية القا�ضي من التهديدات �أو الإهانات �أو‬
‫ال�سب �أو القذف �أو االعتداءات �أيا كانت طبيعتها والتي ميكن �أن يتعر�ض لها �أثناء‬
‫قيامه بوظائفه �أو مبنا�سبتها �أو ب�سببها‪ ،‬وتقوم الدولة بتعوي�ض ال�ضرر املبا�شر‬
‫الناجت عن ذلك يف جميع احلاالت غري املن�صو�ص عليها يف الت�شريع املتعلق‬
‫بال�ضمان االجتماعي‪ ،‬ويف هذه الظروف‪ ،‬حتل الدولة حمل القا�ضي املعتدى عليه‬
‫للمطالبة بحقوقه وللح�صول من مرتكبي االعتداءات �أو التهديدات على رد املبالغ‬
‫املدفوعة للقا�ضي ‪،‬كما متلك حق ا�ستعمال دعوة مبا�شرة ‪،‬ميكنها �أن ترفعها‪ ،‬عند‬
‫االقت�ضاء‪ ،‬كمدعي مدين �أمام املحكمة اجلزائي ـ ــة‪،‬‬
‫حيث �أنه‪ ،‬وعمال بن�ص املادة ‪ 246‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪ ،‬يجوز �أن‬
‫يتم متثيل املدعي املدين مبمثل �أو مبحام �أمام اجلهة الق�ضائية‪.‬‬
‫حيث �أنه فيما يتعلق باالدعاء ب�أن الإحالة �أمام حمكمة اجلنح تتم بناء على‬
‫حتقيق ابتدائي تقوم به ال�شرطة الق�ضائية ولي�س مبجرد حم�ضر �سماع املتهم من‬
‫طرف وكيل اجلمهورية‪ ،‬ف�إنه يتعني التذكري مبقت�ضيات املادتني ‪ 12‬و ‪ 13‬من قانون‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪360‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫الإجراءات اجلزائية اللتني ت�ؤكدان �أن مهمة ال�ضبط الق�ضائي يقوم بها رجال‬
‫الق�ضاء وكذا ال�ضباط والأعوان واملوظفون املبينون يف ذات القانون وذلك حتت‬
‫�إدارة وكيل اجلمهورية و�إ�شراف النائب العام‪ ،‬ويناط بال�ضبط الق�ضائي مهمـ ــة‬
‫البحث والتحري عن اجلرائم وجمع الأدلة عنها والبحث عن مرتكبيه ــا ما دام‬
‫مل يبد�أ فيها بتحقيق ق�ضائي‪ ،‬فيتلقون ال�شكاوى والبالغات وجمع اال�ستدالالت‬
‫و�إجراء التحقيقات االبتدائية‪ ،‬و�أن من بني اخت�صا�صات وكيل اجلمهورية‪ ،‬ح�سب‬
‫املادة ‪ 36‬من نف�س القانون‪ ،‬تلقي ال�شكاوى والبالغات وتقرير ب�ش�أنها ما يراه‬
‫مالئما و�إخطار اجلهة الق�ضائية املخت�صة بالتحقيق �أو املحاكمة‪،‬‬
‫حيث �أنه متى كان احلال كذلك‪ ،‬ف�إن الوجه املثار يف هذا الإطار غري م�ؤ�س�س‬
‫وغري منتج ومرفو�ض على اعتبار �أنه ال توجد �أية خمالفة للقواعد اجلوهرية يف‬
‫الإجراءات‪.‬‬
‫عــــن الوجهني الثانـــي والثـــالث لرتابطهمــــا وتكاملهمـــــا ‪:‬‬
‫حيث �أنه بالرجوع �إىل احلكم امل�ست�أنف والقرار امل�ؤيد له ‪،‬حمل الطعن احلايل‪،‬‬
‫يتبني �أن ق�ضاة املو�ضوع عاينوا وقائع الق�ضية بالعناية الكافية ‪،‬ودققوا يف درا�ستها‬
‫بالتحليل الويف و�أجروا ب�ش�أنها حتقيقا نهائيا خالل جل�سة املرافعات ‪،‬واطلعوا على‬
‫رد القا�ضية (ب‪�.‬س) عن اال�ستف�سار املوجه �إليها بناء على ال�شكوى التي رفعها‬
‫�ضدها الطاعن احلايل �إىل وزير العدل واملت�ضمنة �أن هذه الأخرية مل تكن مثاال‬
‫للقا�ضي كما ين�ص عليه الد�ستور والت�شريع كونها ا�ستلمت يف مكتبها وثائق من‬
‫حمامية خ�صمه دون ح�ضور دفاعه وملا دخلت �إىل قاعة اجلل�سات قدمت تلك‬
‫الوثائق �إىل حماميته وطلبت منها الإجابة عنها �شفاهة يف مهلة ع�شرة دقائق‪،‬‬
‫وهو الأمر الذي رف�ضته هذه الأخرية طالبة �إ�شهادا عن ذلك لكن طلبها قوبل‬
‫بالرف�ض‪ ،‬كما رف�ض لها �إرجاع الق�ضية للجدول بدعوى �أن احلكم مل ي�ؤ�س�س على‬
‫تلك الوثائق ومل تعر �أي اهتمام للجواب الذي قدمه وايل والية ق�سنطينة الذي‬
‫طعن يف الوثائق ال�سالفة الذكر‪ ،‬والتم�س الطاعن يف �شكواه من وزير العدل فتح‬
‫حتقيق بخ�صو�ص هذه التجاوزات‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪361‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أنه بناء على هذه الوقائع‪ ،‬وما دار باجلل�سة من مناق�شات‪ ،‬ونظرا حلفظ‬
‫ال�شكوى من قبل م�صالح وزارة العدل ب�سبب عدم �صحة ما ورد فيها ‪،‬ا�ستنتج‬
‫ق�ضاة املو�ضوع على �ضوء ما خوله لهم القانون من �سلطة تقديرية ومتا�شيا مع‬
‫مقت�ضيات املادة ‪ 212‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪ ،‬قيام جرم الو�شاية الكاذبة‬
‫وتوافر�أركانها طبقا ملفهوم املادة ‪ 300‬من قانون العقوبات‪ ،‬وجاء ق�ضاءهم‬
‫�سليما وم�سببا مبا فيه الكفاية‪ ،‬على اعتبار �أنهم ت�أكدوا من قيام الطاعن ب�إبالغ‬
‫وزير العدل بو�شاية كاذبة �ضد القا�ضية (ب‪�.‬س) رئي�سة ق�سم اجلنح مبحكمة‬
‫�سكيكدة‪ ،‬وذلك ب�صفته ال�سلطة الرئي�سة للمو�شى بها واملخول لها �إعطاء التتبع‬
‫القانوين املالئم لتلك ال�شكوى بوا�سطة املفت�شية العامة ثم الت�صرف فيها �إما‬
‫بحفظها‪ ،‬كما يف ق�ضية احلال‪� ،‬أو بفتح حتقيق ق�ضائي �أو ب�إجراء متابعة ت�أديبية‬
‫ب�إحالة ال�شكوى �إىل املجل�س الأعلى للق�ضاء‪.‬‬
‫حيث �أنـ ــه متى كان احلال كذلك‪ ،‬ونظرا لكون الإجراءات الواجب اتباعهـ ــا‬
‫حلماية احلقوق �أو ا�سرتجاعها عن طريق الق�ضاء وكذا طرق الطعن �ضد الأحكام‬
‫والقرارات الق�ضائية حمددة يف قوانني اجلمهورية‪� ،‬إ�ضافة �إىل احرتام اجلزائر‬
‫ملبد�أ ا�ستقاللية القا�ضي والق�ضاء وعدم جواز تدخل الإدارة �أو �أي �سلطة �أخرى‬
‫يف عمل القا�ضي الذي ال يخ�ضع �إال ل�سلطان القانون وحده‪ ،‬ف�إنه يتعني القول �أن‬
‫ما تو�صل �إليه ق�ضاة املو�ضوع يف ق�ضاءهم �سليم و�صحيح‪ ،‬مما ي�ؤدي �إىل رف�ض‬
‫الوجهني الثاين والثالث لعدم ت�أ�سي�سهما‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صـ ــاريف الق�ضائية تقع على عاتق الطاعـ ــن‪،‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــاب‬
‫تق�ضـــــي املحكمــــة العليـــــا ‪:‬‬
‫بقب ـ ــول طعن املتهم (م‪.‬م) �شكال وبرف�ضه مو�ضوعـ ــا‪،‬‬
‫�إبقـ ــاء امل�ص ــاريف الق�ضائي ــة عل ــى عاتق الطاعـ ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪362‬‬
‫ملف رقـم ‪520370‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫بذا �صـدر القـرار بالتاريـخ املذكور �أعاله من قبـل املحكمة العليا ‪-‬غرفة اجلنح‬
‫و املخالفات‪-‬الق�سم الثاين‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�ســا‬ ‫�سمايـ ـ ـ ـ ـ ــر حمم ـ ــد‬


‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ــررا‬ ‫بلح�سـ ــن ال�سعيـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ب ـ ــوعمـ ــران وهيب ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بوعق ـ ــال فاطم ـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوزيتونة عبد القادر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عبـ ـ ــدي ب ـ ــن يون�س‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـ ــد ‪ :‬مو�ستي ــري عبــد احلفيظ‪ -‬املحـامــي الــعام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�س ــيد‪� :‬شامب ــي حممـ ــد‪�-‬أم ـي ــن الــ�ض ـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪363‬‬
‫ملف رقـم ‪552400‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 552400‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/26‬‬
‫ق�ضيـ ــة النيابـ ــة العام ــة �ضـ ــد (م‪ .‬ك ) و(ب‪.‬ب)‬

‫املو�ضـــــوع ‪� :‬شيك بـــــدون ر�صيـــد‪-‬ظـــروف خمففــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون العقوبـ ــات ‪ :‬املادتـ ــان ‪ 53 :‬و ‪.374‬‬
‫قانـ ــون جتـ ــاري ‪ :‬املـ ــادة ‪( 540 :‬قانـ ــون رقـ ــم ‪.)02-05 :‬‬

‫املـبــد�أ ‪ :‬ت�سري املادة ‪ 53‬من قانون العقوبات على جرمية �إ�صـــدار‬


‫�أو قبــــول �شيك‪ ،‬بـــدون مقابـل وفــــاء‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــــة العـليــــــا‬


‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بواللنب الطاهر امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد حمفوظي حممد املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من ال�سيد النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء‬
‫م�ستغامن بتاريخ ‪� 2008/01/14‬ضد القرار ال�صادر عن الغرفة اجلزائية لدى‬
‫نف�س املجل�س بتاريخ ‪ 2008/01/06‬القا�ضي ح�ضوريا بقبول اال�ستئناف �شكال‬
‫ويف املو�ضوع ت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪.‬‬
‫وكانت حمكمة م�ستغامن الق�سم اجلزائي �أ�صدرت بتاريخ ‪2007/06/09‬‬
‫حكما ح�ضوريا ق�ضى ب�إدانة املتهمني (م‪ .‬ك) و(ب‪.‬ب) بجنحة �إ�ص ــدار �شيك‬
‫بدون ر�صيد طبقا للمادة ‪ 374‬من قانون العقوبات وعقابا لهما احلكم على كل‬
‫واحد منهما بغرامة قدرها (‪ )176.700‬دج مع جعلها غري نافذة‪.‬‬
‫حيث �أن الدولة معفاة من دفع الر�سم الق�ضائي وفقا للمادة ‪ 509‬من قانون‬
‫الإجراءات اجلزائيـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪364‬‬
‫ملف رقـم ‪552400‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫احلوالـ ـ ـ ــة ‪/ :‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء م�ستغامن قدم تقريرا �ضمنه وجها‬
‫وحيدا للنق�ض م�أخوذ من خمالفة القانون واخلط�أ يف تطبيقه‪.‬‬
‫حيث �أن املطعون �ضدهما غري ممثلني �أمام املحكمة العليا‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا قدم طلبات كتابية ترمي �إىل‬
‫النق�ض‪.‬‬
‫وعلـيــــــه فــــــ�إن املحكمـــــــــة العلـــيــــــا‬
‫يف ال�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ورد يف الأجل وا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبول‬
‫�شكال‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــــــوع ‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة القانون واخلط�أ يف تطبيقه‪،‬‬
‫بدعوى �أن املادة ‪ 374‬من قانون العقوبات تعاقب باحلب�س وبالغرامة التي‬
‫ال تقل عن قيمة ال�شيك �أو النق�ص يف الر�صيد ما دام �أن املتهمني متت �إدانتهما‬
‫بجرمية �إ�صدار �شيك بدون ر�صيد و�سلطت عليهما غرامة مع وقف التنفيذ فقط‬
‫دون احلكم بعقوبة احلب�س باعتبارها عقوبة �أ�صلية ‪ ,‬ف�إن القرار املطعون فيه جاء‬
‫خمالفا للقانون مما يتعني نق�ضه و�إبطاله‪.‬‬
‫حيث �أن حا�صل ما ينعاه الطاعن على القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة املو�ضوع‬
‫خالفوا ن�ص املادة ‪ 374‬من قانون العقوبات عندما ق�ضوا على املتهمني بغرامة‬
‫موقوفة النفاذ وا�ستبعدوا احلكم بعقوبة احلب�س باعتبارها عقوبة �أ�صلية‪.‬‬
‫حيث �أن تكري�س مبد�أ اجلمع بني عقوبتي احلب�س والغرامة باعتبار الأوىل‬
‫عقوبة �أ�صلية والثانية عقوبة تكميلية �إجبارية مل يعد ما يربره يف ظل م�ستجدات‬
‫الت�شريع املتعلق بجرم �إ�صدار �شيك بدون ر�صيد‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪365‬‬
‫ملف رقـم ‪552400‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫حيث �أن �أحكام املادة ‪ 540‬من القانون التجاري يف �صورتها املعدلة مبوجب‬
‫القان ـ ــون ‪ 02/05‬امل�ؤرخ يف ‪ 2005/02/06‬تن�ص �صراحة على �أن اجلرائـ ـ ــم‬
‫املن�صو�ص عليها يف املادتني ‪ 374‬و‪ 375‬من قانون العقوبات ال ت�سري عليها‬
‫�أحكام املادة ‪ 53‬من نف�س القانون با�ستثناء �إ�صدار �أو قبول �شيك بدون وفاء‬
‫وهو ما يفيد حتما خ�ضوع هذين اجلرمني لأحكام املادة ‪ 53‬مكرر‪ 4‬من القانون‬
‫ال�سالف الذكـ ـ ــر‪.‬‬
‫حيث �أن املادة ‪ 09‬من قانون العقوبات املعدلة مبوجب القانون ‪ 23/06‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 2006/12/20‬املحددة على �سبيل احل�صر للعقوبات التكميلية مل تدرج‬
‫الغرامة املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 374‬كعقوبة تكميلية‪.‬‬
‫و حيث �أنه من الثابت قانونا وفقا لأحكام املادة ‪ 53‬مكرر ‪ 4‬من قانون العقوبات‬
‫�أنه يف حالة ما �إذا كانت العقوبة املقررة قانونا هي احلب�س والغرامة وتقرر �إفادة‬
‫ال�شخ�ص الطبيعي غري امل�سبوق ق�ضائيا بالظروف املخففة ف�إنه ميكن احلكم‬
‫ب�إحدى العقوبتني فقط على �أن ال تقل عن احلد الأدنى املقرر قانونا للجرمية وهو‬
‫ما انتهى �إليه ق�ضاة املو�ضوع يف ق�ضية احلال‪.‬‬
‫حيث �أنه متى كان ذلك تعني القول �أن ق�ضاة املو�ضوع ملا قرروا يف ق�ضية احلال‬
‫�إفادة املتهمني بظروف التخفيف و�سلطوا على كل واحد منهما غرامة قدرها‬
‫(‪ )176.700‬دج مع جعلها موقوفة النفاذ مل يخالفوا القانون ومل يخطئوا يف‬
‫تطبيقه مما يجعل النعي يف غري حمله وي�ستوجب الرف�ض‪.‬‬
‫فلهــــــــــــــــذه الأ�سبــــــــــــــــاب‬
‫تق�ضــــــي املحكمـــــــــــة العليـــــــــا ‪:‬‬
‫بقبـ ــول الطعـ ــن بالنق�ض �شكال ورف�ضه مو�ضوعـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫و�إبقـ ـ ـ ــاء امل�صـ ـ ـ ــاريف علـ ـ ـ ــى عـ ـ ـ ــاتق اخلزينـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صــدر القـرار بالتـاريـخ املـذكـور �أعـاله من قبـل املـحـكـمـة العليـا‪-‬غرفة‬
‫اجلنح و املخالفات‪-‬الق�سم الثالث‪ -‬املرتكبة من ال�سـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪366‬‬
‫ملف رقـم ‪552400‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫رئيـ ــ�س الق�سـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫بـ ــاروك ال�شــريف‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ــررا‬ ‫بو اللنب الطاه ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫ب ـ ـ ــوري يحـ ـ ـ ـ ـ ــي‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ق�سـ ـ ــوم زوليخ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫خذايري ـ ــة حممـد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫الها�شمــي ال�شي ــخ‬

‫بحـ�ضـور ال�سيـ ــد‪ :‬حمفوظـ ــي حممـ ــد‪-‬املحــامــي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�سـيـ ــدة ‪� :‬صادلـ ــي وهيب ـ ــة‪� -‬أمـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪367‬‬
‫ملف رقـم ‪540010‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫ملف رقــــم ‪ 540010‬قــــرار بتاريخ ‪2011/11/24‬‬
‫ق�ضيـ ــة النيابـ ــة العامـ ــة �ض ـ ــد (ا‪.‬ع)‬

‫املو�ضــــوع‪� :‬إثبـــات‪-‬جرميـــة‪-‬حماكمـــة‪-‬غيـــاب املتهـــــم‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬امل ــادة ‪.212 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬غياب املتهم عن جل�سة حماكمته‪ ،‬ال يعد دليال على �إدانته‬
‫باجلرميـــة املن�سوبـــة �إليــــه‪.‬‬

‫يجب علــــى اجلهـــة الق�ضائية‪ ،‬مناق�شة الأدلة املثبتــــة‬


‫ارتكـــاب املتهــــم الـــوقائع املن�سوبــة �إليــه‪.‬‬
‫�إن املحكمــــة العـلـــيـــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيدة بوعقال فاطمة امل�ست�شارة املقررة يف تالوة تقريرها‬
‫املكتوـ ــب و�إىل ال�سيد مو�ستريي عبد احلفيظ املحامي العام يف تقدمي طلباتـ ــه‬
‫املكتوب ـ ــة‪.‬‬
‫ف�ص ــال يف الطعن بالنق�ض املرفـ ــوع من طرف النائب العام لـ ــدى جمل�س‬
‫ق�ضاء بجاية بتاريخ ‪� 2007/9/25‬ضد القرار ال�صادر عن نف�س املجل�س الغرفة‬
‫اجلزائية بتاريخ ‪ 2007/9/19‬القا�ضي ح�ضوريا بقبول ا�ستئناف املتهم �شكال‬
‫ويف املو�ضوع �إلغاء احلكم امل�ست�أنف والق�ضاء من جديد برباءة املتهم وهو القرار‬
‫ال�صادر على �إثر ا�ستئنافه للحكم القا�ضي باعتبار املعار�ضة ك�أن مل تكن للحكم‬
‫القا�ضي ب�إدانته مبحاولة ال�سرقة طبقا لن�ص املادة ‪ 350‬من قانون العقوبـ ــات‬
‫وعقابه بعام حب�س نافذ و‪ 5000‬دج غرامة ناف ـ ــذة‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام وتدعيما لطعنه �أثار وجهـــا واحــدا للنق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪368‬‬
‫ملف رقـم ‪540010‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫الوجه الوحيد ‪ :‬م�أخوذ من الق�صور يف الأ�سباب طبقا لن�ص املادة‬
‫‪ 4/500‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪،‬‬
‫بدعوى �أن القرار املطعون فيه مل ي�سبب ت�سبيبا كافيا ومل يبني العنا�صر التي‬
‫ا�ستند �إليها لإ�صدار القرار وقد جاء يف قرارات ال�صادرة عن ق�ضاة حمرتفني‬
‫يجب �أن ت�شمـ ــل على بيان عنا�صر التهمة امل�سندة �إىل املتهم والظروف املقرتن ــة‬
‫بها والأدلة على ثبوتها �أو نفيها ب�أ�سلوب وا�ضح ال غمو�ض فيها وال تناق�ض الأمر‬
‫الذي مل يلتزم به الق�ضاة يف قرارهم املطعون فيه مما يتعني نق�ض و�إبطال القرار‬
‫املطعـ ــون فيـ ــه‪.‬‬
‫حيث مل يرد املطعون �ضده عن طعن النائب العام‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا قدم طلبات كتابية رامية �إىل نق�ض‬
‫القـ ــرار املطعـ ــون في ــه‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫مـــن حيث ال�شكــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعـ ــن بالنق�ض جاء م�ستوفيا للإجراءات القانونية وعليه فهـ ـ ــو‬
‫مقب ـ ـ ــول‪.‬‬
‫مـــن حيث املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫عــن الوجــه الوحيــد ‪ :‬امل�أخــوذ مـــن ق�صــور الأ�سبــــاب‪،‬‬
‫لكن حيث �أنه يتبني من القرار املطعون فيه �أن ق�ضاة اال�ستئناف �ألغوا حكم‬
‫قا�ضي �أول درجة القا�ضي ب�إدانة املتهم املطعون �ضده بجنحة حماولة ال�سرقة‬
‫باعتبار �أن �إدانته ت�أ�س�ست على جمرد غيابه �أمامه و�أنه كان عليه �أن يناق�ش الأدلة‬
‫التي تفيد ارتكابه الوقائع املن�سوبة �إليه ومن ثمة يكون القرار املطعون فيه قد‬
‫جاء م�سببا الت�سبيب الكايف املن�صو�ص عليه باملادة ‪ 379‬من قانون الإجراءات‬
‫اجلزائية مما يجعل من الوجه املثار غري �سديد تعني رف�ضه ورف�ض الطعن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪369‬‬
‫ملف رقـم ‪540010‬‬ ‫غرفة اجلنح واملخالفات‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمــــة العليــــــا ‪:‬‬
‫بقبـ ــول الطعـ ــن �شك ــال وبرف�ضـ ــه مو�ضوعـ ــا‪.‬‬
‫امل�صـ ــاريف الق�ضائي ــة تتحمله ــا اخلزين ــة العام ــة‪.‬‬
‫ب ـ ــذا �صدر القـرار بالتـاريـخ املذكـور �أعاله من قبـل املحكـمة العليـا‪-‬غرفة‬
‫اجلنح واملخالفات‪-‬الق�سم الثاين‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�سـم رئي�سـ ــا‬ ‫�سمايـ ـ ـ ــر حممـ ـ ـ ـ ــد‬


‫م�ست�شـ ـ ــارة مقـ ـ ـ ــررة‬ ‫بوعقـ ـ ــال فاطمـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫بوعمـ ــران وهيبـ ـ ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوزيتونة عبد القادر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عبـ ــدي بــن يـ ـ ــون�س‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بلح�سـ ـ ــن ال�سعي ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــد ‪ :‬مو�ستيـ ــري عب ـ ــد احلفيظ‪-‬املحـامـي الـعــام‪،‬‬


‫و مب�ســاعـدة ال�سـي ـ ــد ‪� :‬شامب ـ ــي حمـم ـ ــد‪�-‬أمـيـن الــ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪370‬‬
‫‪ .7‬الغـ ــرفــة اجلنائي ــة‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 654684‬قــــرار بتاريخ ‪2011/02/17‬‬
‫ق�ضيـ ــة النيابة العامة‪( ،‬ع‪.‬ر) ومن معه �ضد (�ش‪.‬م) ومن مع ـ ــه‬

‫املو�ضـــوع‪� :‬إثبــــات‪�-‬شهـــادة ال�شهـــود‪-‬مييـــن‪-‬نظـــام عـــام‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ــواد ‪ 228 ،223 ،222 :‬و ‪.286‬‬

‫املبــــد�أ‪� :‬أداء ال�شهـــود اليمني‪ ،‬مـــن النظــام العـــام‪.‬‬


‫يعـــد خمالفة لقاعدة جوهرية يف الإجــــراءات‪� ،‬إغفـــال‬
‫توجيـــه اليمني‪ ،‬خارج احلاالت املن�صو�ص عليهـــــا قانونــا‪.‬‬

‫�إن املحكمـــــــة العـلـيـــــــا‬


‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد خمتار �سيدهم امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقري ــره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد عيبودي رابح املحامي العام يف طلباته الكتابيـ ـ ــة‪.‬‬
‫وبعد االطالع على الطعون بالنق�ض املرفوعة من الطاعنني امل�شار �إليهم يف‬
‫ديباجة القرار �ضد حكم حمكمة اجلنايات ملجل�س ق�ضاء اجلزائر ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪ 2009/06/28‬القا�ضي على كل من (ع‪ .‬ع)‪(-‬ع‪ .‬ر)‪(-‬م‪ .‬ح) و(�س‪ .‬ب)‬
‫بثمانية ع�شرة �سنة �سجنا و مليون دينار غرامة نافذة وعلى كل من (ب‪.‬م)‪-‬‬
‫(�س‪.‬ج)‪( -‬د‪.‬ا) و (ع‪ .‬م) ب�أربعة ع�شرة �سنة �سجنا و مليون دينار غرامة نافذة‬
‫و على (م‪.‬ع) ‪(-‬خ‪ .‬ل) بع�شر �سنوات �سجنا و مليون دينار غرامة نافذة و على‬
‫(م‪.‬ع) ب�سبع �سنوات حب�سا نافذا و مليون دينار غرامة نافذة و على كل من (م‪.‬م)‬
‫و(ب‪.‬ع) ب�ست �سنوات حب�سا نافذا و مليون دينار غرامة نافذة وعلى كل من‬
‫(ل‪.‬م) و(�س‪.‬ج) بعامني حب�سا مع وقف التنفيذ و مليون دينار غرامة نافذة وعلى‬
‫(ن‪.‬م) و(ت‪�.‬س) بعام حب�س مع وقف التنفيذ و براءة كل من (�ش‪.‬م)‪(-‬ع‪.‬م)‪-‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪372‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫(ب‪.‬ع) ‪( -‬ك‪ .‬م) و (�ش‪� .‬ص) وهذا بعد �إدانة الطاعنني ح�سب ترتيبهم يف‬
‫ديباجة القرار‪.‬رقم ‪ 20-2-9-18-6-8-3-7-4-5-1‬بتكوين جمعية �أ�شرار‪.‬رقم‬
‫‪ 16-20-2-19-18-6-8‬باختال�س �أموال عمومي ـ ــة‪ .‬رقـ ــم ‪ 5‬و‪ 10‬بالن�صب‬
‫واالحتيال و�إ�صدار �صكوك بدون ر�صيد‪.‬رقم ‪12-13-14-9-11-17-3-7-4-1-5‬‬
‫بامل�شارك ـ ــة يف اختال�س �أموال عمومية‪ .‬رقم‪ 2-19‬و‪ 20‬بالتزوير يف حمررات‬
‫م�صرفية‪.‬‬
‫رقم ‪ 10‬مع (ن‪.‬م) بالإهمال الوا�ضح امل�ؤدي �إىل �ضياع �أموال عمومية‪.‬‬
‫الكل وفقا للمواد ‪ 119-219-374-372-177-176‬مكرر ‪ 42‬و ‪ 44‬من قانون‬
‫العقوبات و ‪ 29‬من قانون الوقاية من الف�ساد و مكافحته‪.‬‬
‫ويف الدعوى املدنية احلكم على املدانني ب�أن يدفعوا ت�ضامنيا �إىل البنك‬
‫الوطني اجلزائري مبلغ ‪ 21.862.310.549.78‬دج كتعوي�ض �إجمايل مع رف�ض‬
‫باقي الطلبات‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫حيث �أن الطعون ا�ستوفت �أو�ضاعها القانونية فهي مقبولة �شكال‪.‬‬
‫حيث �أن املحامي العام لدى املحكمة العليا قدم طلباته الكتابية الرامية �إىل‬
‫قبول طعن النائب و نق�ض احلكم املطعون فيه بناء على الأوجه املثارة من طرفه‬
‫ورف�ض باقي الطعون‪.‬‬
‫حيث �أن النائب العام �أودع تقريرا �ضمنه ثالثة �أوجه للنق�ض كما �أودع‬
‫(�ش‪.‬م) مذكرتني جوابيتني الأوىل بوا�سطة الأ�ستاذة زبيدة ع�سول والثانية‬
‫بوا�سطة الأ�ستاذ با�شي حممد يطلب مبوجبهما رف�ض طعن النائب العام‪.‬‬
‫حيث �أن بقية الطاعنني �أودعوا مذكراتهم بوا�سطة حماميهم امل�شار �إليهم يف‬
‫ديباجة القرار وجتنبا لتكرار املناق�شة حول الأوجه املت�شابهة يتعني الرد عليها‬
‫جمتمعة مع ابعاد غري امل�ؤ�س�س منها من النقا�ش‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪373‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من ‪( :‬ز‪.‬م)‪(-‬م‪.‬م)‪�(-‬س‪.‬ج)‪-‬‬
‫(خ‪.‬ل) ‪( -‬م‪.‬ح)‪( -‬ع‪ .‬ع) ‪(-‬ع‪ .‬ر)‪�( -‬س‪.‬ب) ‪�( -‬س‪ .‬ج)‪(-‬ل‪ .‬م) و(ب‪.‬م) بوا�سطة‬
‫حماميهم وتلقائيا من املحكمة العليا جتاه املحكوم لهم بالرباءة (�ش‪.‬م)‪-‬‬
‫(ع‪.‬م)‪(-‬ب‪.‬ع)‪ (-‬ك‪.‬م)‪�(-‬ش‪� .‬ص) �إ�ضافة �إىل املحكوم عليه(ن‪ .‬م) و املطعون‬
‫�ضدهم من النيابة العامة‪،‬‬
‫بالقول �أن هناك تناق�ضا بني البيانات الواردة يف حم�ضر املرافعات و تلك‬
‫املذكورة يف احلكم اجلنائي‪.‬‬
‫فالأول ي�شري �أن اجلل�سة ‪ ،‬كانت �سرية بينما �أ�شار الثاين �إىل �أنها كانت علنية‬
‫الأمر الذي ال ي�سمح للمحكمة العليا من ب�سط رقابتها على �صحة الإجراءات‬
‫ويعر�ض املحاكمة للبطالن‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجـوع �إىل كل من حم�ضر املرافعات و احلكم اجلنائي �أن‬
‫ما ذكر �صحيح ‪ ،‬ذلك �أن الأول �أ�شار يف �صفحته الأوىل على �أن اجلل�سة كانت‬
‫علنية ثم عاد يف ال�صفحة الثانية و ذكر �أن حمكمة اجلنايات قررت بحكم �إجراء‬
‫املحاكمة يف جل�سة �سرية �أما احلكم اجلنائي ف�أ�شار يف مقدمة ديباجته �أنها كانت‬
‫علنية الأمر الذي خلق تناق�ضا يف بيانات حم�ضر املرافعات نف�سه من جهة و بينه‬
‫و بني احلكم اجلنائي من جهة ثانية و �أن هذا ال ي�سمح للمحكمة العليا من مراقبة‬
‫التطبيق ال�صحيح للقانون الأمر الذي يعر�ض احلكم �إىل النق�ض فيما يخ�ص‬
‫املحكوم عليهم الطاعنني و املطعون �ضدهم من النيابة‪.‬‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من (ع‪ .‬م)‪(-‬م‪.‬ح)‪(-‬م‪.‬م)‪�( -‬س‪.‬ج)‪-‬‬
‫(خ‪ .‬ل) ‪( -‬ع‪ .‬ع) ‪(-‬ع‪ .‬ر) ‪�(-‬س‪ .‬ب) ‪( -‬ب‪ .‬م) و(م‪.‬ع) بوا�سطة حماميهم ‪:‬‬
‫وامل�أخوذ من اخلط�أ يف تطبيق القانون‪،‬‬
‫بالقول �أن ال�س�ؤال املطروح حول واقعة تكوين جمعية �أ�شرار و الذي متت‬
‫�إدانتهم مبوجبه ورد ناق�صا من عنا�صر هذه اجلرمية كما هي معرفة مبوجب‬
‫املادتني ‪ 177-176‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪374‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل ال�س�ؤال حمل املناق�شة �أنه طرح فيما يخ�ص (ع‪.‬ع)‬
‫هل هو مذنب بقيادة جمعية �أ�شرار و فيما يخ�ص الباقني هل املتهم مذنب بتنظيم‬
‫جمعية �أ�شرار‪.‬‬
‫حيث �أن التنظيم �أو القيادة جلمعية الأ�شرار ظرفان م�شددان لتكوين هذه‬
‫اجلمعية و قد طرحتهما املحكمة كواقعتني م�سايرة بذلك اخلط�أ الوارد يف‬
‫منطوق قرار الإحالة وكان يتعني طرح ال�س�ؤال الرئي�سي حول هذه اجلرمية باتفاق‬
‫�شخ�صني �أو �أكرث على ارتكاب اجلنايات �أو اجلنح املعاقب عليها ب�أكرث من خم�س‬
‫�سنوات حب�سا �ضد الأ�شخا�ص �أو الأمالك مع حتديد طبيعة اجلرمية املتفق على‬
‫ارتكابها على حدى جناية �أم جنحة و ال يجوز دجمهما معا و كان على املحكمة �أن‬
‫ت�صحح اخلط�أ املرتكب من غرفة االتهام بطرح ال�س�ؤال الرئي�سي حول الواقعة ثم‬
‫تتبعه بالظرف امل�شدد القيادة �أو التنظيم لتلك اجلمعية لكنها جتاوزت الأ�سئلة‬
‫الرئي�سية وذهبت مبا�شرة �إىل الظروف امل�شددة الأمر الذي يعر�ض حكمها‬
‫للنق�ض‪.‬‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من (ع‪ .‬م) ‪( -‬خ‪ .‬ل) ‪(-‬ب‪ .‬م) ‪-‬‬
‫(د‪.‬ا) ‪( -‬ب‪ .‬ع) ‪( -‬م‪ .‬ع) و (م‪ .‬ع) بوا�سطة حماميهم ‪ :‬و امل�أخوذ من اخلط�أ يف‬
‫تطبيق القانون‪،‬‬
‫بالقول �أن ال�س�ؤال املطروح حول واقعة اختال�س �أموال عمومية و الذي �أدينوا‬
‫مبوجبه جاء ناق�صا من عنا�صر هذه اجلرمية كمال تعرفها املادة ‪ 29‬من قانون‬
‫مكافحة الف�ساد‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل ال�س�ؤال حمل املناق�شة و الذي طرح ب�صورة موحدة‬
‫النمط بالن�سبة للطاعنني امل�شار �إليهم �أن �صياغته كانت ‪ :‬هل املتهم مذنب‬
‫باختال�س �أموال العمومية‪.‬‬
‫حيث �أن هذه ال�صياغة معيبة لعدم احتوائها على العنا�صر القانونية جلرمية‬
‫اختال�س �أموال عمومية كما تعرفها املادتان ‪ 2‬و ‪ 29‬من القانون املذكور وهي �أن يكون‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪375‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫الفاعل موظفا عموميا مبفهــوم الفقرة "ب" من املادة ‪ 2‬املذكورة و �أن يختل�س‬
‫ممتلكات �أو �أموال �أو �أوراق مالية عمومية عهد بها �إليه بحكم وظائفه �أو ب�سببها‪.‬‬
‫ووا�ضح من ال�س�ؤال �أنه جاء خاليا من ذكر هذه العنا�صر الأمر الذي يعر�ضه‬
‫للبطالن‪.‬‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من ‪( :‬م‪.‬ح)‪(-‬م‪.‬م) ‪�( -‬س‪.‬ج)‪( -‬ع‪.‬ع)‬
‫‪( -‬ع‪ .‬ر) – (�س‪ .‬ب) ‪�( -‬س‪ .‬ج)‪(-‬ل‪ .‬م) ‪( -‬ق‪ .‬ب) و(ب‪ .‬م) بوا�سطة حماميهم‬
‫حول جرمية امل�شاركة يف اختال�س املال العام‪،‬‬
‫بالقول �أن ال�س�ؤال الذي طرحته املحكمة حول هذه اجلرمية جاء ناق�صا من‬
‫عن�صرين هما العلم ب�أن ما يقوم به الفاعل �أو الفاعلون الأ�صليون ي�شكل جرمية‬
‫وعدم حتديد الفعل املادي الذي ي�شكل م�شاركة يف تلك اجلرمية ‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل ال�س�ؤال املذكور �أنه �صيغ بالقول هل املتهم مذنب‬
‫بامل�شاركة يف اختال�س �أموال عمومية‪.‬‬
‫حيث �أن ما هو مطلوب قانونا يف كل �س�ؤال رئي�سي �أن يلم بكافة العنا�صر‬
‫القانونية للجرمية التي طرح حولها ‪ .‬و وا�ضح من ال�صياغة امل�شار �إليها �أنها‬
‫م�شوبة بالق�صور لعدم ذكر العلم الذي هو ركن �أ�سا�سي يف جرمية امل�شاركة كما‬
‫تعرفها املادة ‪ 42‬من قانون العقوبات‪.‬كما �أنه مل ي�شر �إىل الفعل الذي ارتكبه كل‬
‫متهم متابع بهذه الواقعة والذي ي�شكل م�شاركة و هذا لتمكني املحكمة العليا من‬
‫مراقبة تطبيق القانون تطبيقا �صحيحا خا�صة حني تكون الإجابة بالإيجاب على‬
‫ال�س�ؤال الأمر الذي يعني �أن املتهم قام بفعل مادي �شكل اجلرمية املن�سوبة �إليه‬
‫فيجب �إبرازه و هذا على خالف مال و كانت الإجابة بالنفي لكن املحكمة رغم‬
‫ق�ضائها بالإدانة يف هذه اجلرمية �أغفلت العن�صرين امل�شار �إليهما مما يعر�ض‬
‫حكمها للنق�ض يف هذا اجلانب‪.‬‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من (ز‪.‬م)‪(-‬م‪.‬م)‪�( -‬س‪ .‬ج)‪(-‬خ‪.‬ل)‪-‬‬
‫(م‪ .‬ح) ‪( -‬ع‪ .‬ع) ‪( -‬ع‪ .‬ر)‪�( -‬س‪ .‬ب) ‪�( -‬س‪ .‬ج) ‪( -‬ل‪ .‬م) ‪( -‬ب‪ .‬م) ‪( -‬ت‪� .‬س)‬
‫و(د‪.‬ا) بوا�سطة حماميهم ‪ :‬و امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪376‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫بالقول �أن املحكمة ا�ستمعت �إىل �شاهد واحد �أدى اليمني القانونية و �إىل �ستة‬
‫�آخرين مل ي�ؤديها و متت الإ�شارة �إىل �أنهم �سمعوا مبوجب ال�سلطة القانونية للرئي�س‬
‫دون بيان ا�ستدعائه لهم كما تن�ص على ذلك املادة ‪ 286‬من قانون الإجراءات‬
‫اجلزائية‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل حم�ضر املرافعات الوثيقة املثبتة للإجراءات �أن ما‬
‫ذكره الطاعنون �صحيح ‪ .‬ذلك �أن �أداء ميني ال�شهود من النظام العام و ال يجوز‬
‫خمالفة هذه القاعدة �إال يف احلاالت التي ين�ص عليها القانون �صراحة مبوجب‬
‫املادتني ‪ 228‬و‪ 286‬من قانون الإجراءات اجلزائية و يجب حتت طائلة البطالن‬
‫�إبراز ال�سبب الذي جعل ال�شاهد ال ي�ؤدي اليمني و �أن البيان الوارد يف حم�ضر‬
‫املرافعات بكون ال�شهود الذين مل ي�ؤدوا اليمني �سمعوا مبوجب ال�سلطة التقديرية‬
‫للرئي�س ناق�ص �إذ مل يبني ا�ستدعاءه لهم و �شرط �إال يكونوا ممن �سبق ا�ستدعا�ؤهم‬
‫قبل اجلل�سة لأن ه�ؤالء رغم �إح�ضارهم بالقوة ب�أمر من رئي�س املحكمة ي�ؤدون‬
‫اليمني و لي�سوا معفني منها و ما دام حم�ضر املرافعات مل يبني �أية فئة ينتمي �إليها‬
‫ه�ؤالء ال�شهود ف�إن ذلك ي�شكل خمالفة لقاعدة جوهرية يف الإجراءات يرتتب‬
‫عنها النق�ض جتاه جميع الطاعنني‪.‬‬
‫عن الوجه املثار من طرف كل من ‪( :‬خ‪ .‬ل) ‪( -‬ب‪ .‬م) و (م‪ .‬م) بوا�سطة‬
‫حماميهم حول ال�س�ؤال عن واقعة التزوير يف حمررات م�صرفية‪ ،‬بدعوى �أن‬
‫هذا ال�س�ؤال جاء ناق�صا من العنا�صر القانونية جلرمية تزوير حمررات م�صرفية‬
‫وفقا ملادتني ‪ 219‬و ‪ 216‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل ورقة الأ�سئلة �أن ال�س�ؤال حمل املناق�شة اكتفى بذكر‬
‫تزوير املحررات امل�صرفية و مل ي�شر �إىل كيفية ذلك املحددة باملادة ‪ 216‬املحال‬
‫عليها باملادة ‪ 219‬من نف�س القانون و هو ما يجعله ناق�صا و باطال و معه بطالن‬
‫احلكم املبني علي ـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪377‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من ‪( :‬ع‪ .‬ع) ‪( -‬ع‪ .‬ر) بوا�سطة حماميهما حول‬
‫ال�س�ؤال عن واقعة �إ�صدار �صك بدون ر�صيد و �س�ؤال الن�صب و االحتيال‪،‬‬
‫بالقول �أن هذا ال�س�ؤال جاء بدوره ناق�صا من الأركان القانونية للجرمية‬
‫املذكورة كما تن�ص عليها املادة ‪ 374‬من قانون العقوبات وكذا ال�س�ؤال حول‬
‫الن�صب و االحتيال وفقا للمادة ‪ 372‬من نف�س القانون‪.‬‬
‫حيث يت�ضح مبراجعة ال�س�ؤالني املذكورين �أنهما فعال ناق�صان من الأركان‬
‫القانونية لكلتا اجلرميتني فالأول اكتفي بالقول �إ�صدار �صك بدون ر�صيد و الثاين‬
‫بالن�صب واالحتيال‪.‬‬
‫حيث �أن الفقرة ‪ 1‬من املادة ‪ 374‬تعاقب كل من ا�صدر �صكا ب�سوء نية ال يقابله‬
‫ر�صيد قائم و قابل لل�صرف و هي الأركان املطلوبة يف هذه اجلرمية لكن ال�س�ؤال‬
‫الوارد باحلكم اكتفى بعبارة �صك بدون ر�صيد و هو ما يجعله ناق�صا و باطال‪.‬‬
‫حيث �أن جرمية الن�صب عرفتها املادة ‪ 372‬امل�شار �إليها ب�أنها تلقي �أموال �أو‬
‫منقوالت ‪�......‬إلخ باالحتيال ل�سلب كل ثروة الغري �أو بع�ضها با�ستعمال �أ�سماء‬
‫�أو�صفات كاذبة �أو �سلطة خيالية �أو اعتماد مايل خيايل �أو ب�أحداث الأمل يف الفوز‬
‫ب�أي �شيء �أو يف وقوع حادث �أو �أية واقعة �أخرى وهمية �أو اخل�شية وقوع �شيء منها‪.‬‬
‫من هذا يتبني �أن الأركان الأ�سا�سية هي نية ا�ستعمال احليلة و الغر�ض من‬
‫ذلك و هو �سلب �أموال الغري كلها �أو بع�ضها و الطريقة املتبعة فيه لكن ال�س�ؤال‬
‫املطروح حول هذه اجلرمية جاء ناق�صا من العنا�صر امل�شار �إليها مما يجعله‬
‫باطال و معه بطالن احلكم املبني عليه ‪.‬‬
‫عن الوجه امل�شرتك املثار من طرف كل من (ز‪ .‬م) ‪( -‬م‪ .‬م)‪�( -‬س‪ .‬ج)‪-‬‬
‫(م‪.‬ح)‪(-‬ع‪.‬ع) ‪( -‬ع‪ .‬ر) ‪�( -‬س‪ .‬ب) ‪�(-‬س‪ .‬ج) ‪( -‬ل‪ .‬م) ‪( -‬ب‪ .‬م) ‪( -‬م‪ .‬ع) ‪( -‬م‪.‬ع)‬
‫بوا�سطة حماميهم ‪ :‬و امل�أخوذ من خمالفة قاعدة جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫بالقول �أن املحلف الأول مل يوقع على مقرر املحكمة امل�سجل بذيل ورقة الأ�سئلة‬
‫مما يعر�ضها للبطالن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪378‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل املقرر املذكور �أنه يحمل يف �آخره توقيعني دون‬
‫الإ�شارة �إىل من يعود كل منهما و كان يتعني ذكر �صفة �صاحب التوقيع حتى تتمكن‬
‫املحكمة العليا من ب�سط رقابتها ب�أن التوقيعني امل�شار �إليهما يعودان فعال �إىل‬
‫كل من الرئي�س واملحلف الأول و لي�س لغريهما الأمر الذي ي�شكل خمالفة ل�شكلية‬
‫جوهرية يرتتب عنها النق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن املحكمة العليا تتجاوز الأوجه الباقية و املثارة من الطاعنني يف‬
‫الدعوى العمومية بعد �أن تبني بعد درا�ستها �أنها غري م�ؤ�س�سة مع الإ�شارة �إىل‬
‫�أن الوجه املثار حول �إ�ضافة تهم للمتهمني الذين وقع ت�سليمهم من طرف اململكة‬
‫املغربية خالفا للمادة ‪ 43‬من االتفاقية الق�ضائية املوقعة بينها و بني اجلزائر قد‬
‫�سبقت مناق�شته يف قرار املحكمة العليا رقم ‪ 542745‬بتاريخ ‪ 2008/12/24‬وقد‬
‫�أبدت ر�أيها القانوين فيه فال جتوز �إثارته من جديد �أمامها‪.‬‬
‫عن الوجه املثار من البنك الوطني اجلزائري بوا�سطة الأ�ستاذ �شاوي عبد‬
‫الرزاق ‪ :‬وامل�أخوذ من ق�صور الأ�سباب‪،‬‬
‫بالقول �أن احلكم الفا�صل يف الدعوى املدنية جاء منعدم الأ�سباب لعدم �إبراز‬
‫العنا�صر التي ارتكز عليها ق�ضاة املو�ضوع يف رف�ض طلب التعوي�ض عن االختال�س‬
‫وامل�شاركة فيه و ق�ضوا فقط باملبلغ املختل�س دون ذلك‪.‬‬
‫حيث يتبني من املذكرة الكتابية للطرف املدين �أمام املحكمة �أنه طلب مبلغ‬
‫‪ 21.862.310.549.78‬د ج مقابل املبلغ املختل�س و ‪ 30‬باملئة منه مقابل ال�ضرر‬
‫املادي و ‪ 10‬باملئة مقابل ال�ضرر املعنوي‪.‬‬
‫و �أن املحكمة ق�ضت فقط باملبلغ الأ�سا�سي الناجت عن االختال�س يف حني �أنها‬
‫مل تربر رف�ضها لباقي الطلبات الأمر الذي ي�شكل ق�صورا يف الأ�سباب يرتتب عنه‬
‫النق�ض‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمــــة العليـــا ‪ -‬الغرفـــة اجلنائيــــة‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪379‬‬
‫ملف رقـم ‪654684‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫بقبول الطعون �شكال ومو�ضوعا و نق�ض و�إبطال احلكم املطعون فيه ب�شقيه‬
‫اجلزائي و املدين و �إحالة الق�ضية و الأطراف �أمام نف�س اجلهة الق�ضائية م�شكلة‬
‫ت�شكيال �آخر للف�صل فيها جمددا‪.‬‬
‫امل�ص ـ ــاريف عل ـ ــى اخلزين ـ ــة العموميـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القــرار بالتاريـخ املذكـور �أعاله من قبـل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫اجلنائية ‪-‬الق�سم الأول‪ -‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬

‫رئي�س الغرفـ ــة رئي�سـ ــا‬ ‫بـ ـ ــاليت ا�سماعيـ ـ ـ ـ ــل‬


‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫�سيدهـ ـ ــم خمتـ ـ ـ ـ ـ ــار‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫امله ـ ـ ـ ـ ـ ــدي ادريـ ـ ــ�س‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫براهم ـ ــي الها�شم ـ ــي‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بن عبد اهلل م�صطفى‬

‫بحـ�ضــور ال�سي ـ ــد ‪ :‬عيب ــودي رابح‪-‬املحـامـي الـع ـ ـ ــام‪،‬‬


‫و مب�ســاعـدة ال�س ـيـ ـ ــد ‪ :‬ب ــن �سع ــدي الوح ــدي‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪380‬‬
‫ملف رقـم ‪682748‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 682748‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/11/17‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ز‪.‬ح) �ضـ ـ ـ ــد النيابـ ـ ـ ــة العامـ ـ ـ ــة‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬ا�شتــــراك‪-‬م�شاركــــة‪-‬جمعيــــة الأ�شــــرار‪.‬‬


‫قان ــون العقوب ــات ‪ :‬امل ــواد ‪ 177،176 ،42 :‬و ‪ 177‬مك ـ ــرر‪.‬‬

‫املـبـــد�أ ‪ :‬يعنــــي م�صطلح اال�شتــــراك‪ ،‬الوارد باللغــــة العربيــــة‬


‫خط�أً‪ ،‬يف املــــادة ‪ 177‬مكرر من قانون العقوبات‪� ،‬إما امل�شاركــــة‬
‫(‪ )Participation‬املبا�شرة يف االتفاق‪� ،‬أو القيام بدور فاعـــــل يف‬
‫ن�شاط اجلمعية‪� ،‬أو تنظيم ارتكاب جرمية من قبلها‪� ،‬أو الإيعــــاز‬
‫بارتكابها‪� ،‬أو امل�ساعدة �أو التحري�ض عليها‪� ،‬أو تي�سريها‪� ،‬أو �إبداء‬
‫امل�شورة ب�ش�أنها‪ ،‬و لي�س اال�شرتاك (‪ )Complicité‬مبعنى املادة ‪42‬‬
‫قانـــون العقوبــــات‪.‬‬
‫�إن املحكمــة العـليـــــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد زنا�سني ميلود امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب واىل ال�سيدة درو�ش فاطمة املحامية العامة يف طلباتها املكتوبة الرامية‬
‫�إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف (ز‪.‬ح) بتاريخ ‪2009/12/13‬‬
‫�ضد حكم حمكمة اجلنايات مبجل�س ق�ضاء �سطيف ال�صادر بتاريخ ‪2009/12/08‬‬
‫والقا�ضي عليه باثني ع�شرة �سنة �سجنا من �أجل جنايتي تكوين جمعية �أ�شرار‬
‫وحماولة ال�سرقة مع حمل �أ�سلحة‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــا‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪381‬‬
‫ملف رقـم ‪682748‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫يف ال�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أنّ الطع ـ ــن ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية‪ ،‬فهو مقبول �شكال‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أنّ الطاعن ا�ستند يف املذكرة التي �أودعها بوا�سطة وكيله الأ�ستاذ �أحممد‬
‫حميدي خوجة تدعيما لطعنه �إىل وجه وحيد‪ :‬م�أخوذ من خمالفة القانون‬
‫�أو اخلط�أ يف تطبيقه يتكون مـــن ثالثـــة فــــروع‪.‬‬
‫عن الفرع الأول‪ ،‬الذي يدعي فيه الطاعن �أنه حوكم على �أ�سا�س املادتني‬
‫‪ 176‬و‪ 177‬ق‪.‬ع اللتني حتتمالن و�ضعني خمتلفني متعار�ضني �أحدهما جنحي‬
‫والثاين جنائي و يخ�صان واقعة واحدة‪ .‬ومن ّثم ال يتبينّ من خالل الأ�سئلة �إن كان‬
‫فاعال �أ�صليا �أو �شريكا‪.‬‬
‫لكن حيث �أنّ املادتني �سالفتي الذكر ال تتعر�ضان �إذ �أنّ املادة ‪ 176‬تع ّرف‬
‫فقط جمعية الأ�شرار �أ ّما املادة ‪ 177‬ف�إنها حت ّدد العقوبات املقررة لها بح�سب‬
‫درجة خطورتها بحيث �أ ّنها مت ّيز من جهة بني الإعداد الرتكاب جنايات و الإعداد‬
‫للجنح‪ ،‬ومن جهة �أخرى بني اال�شرتاك يف اجلمعية مبفهوم املادة ‪ 177‬مك ّرر‬
‫الذي يعني �إ ّما امل�ساهمة املبا�شرة يف االتفاق �أو القيام بدور فاعل يف ن�شاط‬
‫اجلمعية �أو تنظيم ارتكاب جرمية من قبلها �أو الإيعاز بارتكابها �أو امل�ساعدة �أو‬
‫التحري�ض عليها �أو تي�سريها �أو �إبداء امل�شورة ب�ش�أنها ولي�س امل�شاركة مبعنى املادة‬
‫‪ 42‬ق‪.‬ع خالفا ملا يعتقده الطاعن و بني ت�سيري جمعية الأ�شرار �أو مبا�شرة �أية‬
‫قيــادة فيه ــا‪.‬‬
‫عــن الفرع الثانــــي‪ ،‬بدعوى �أنّ ال�س�ؤال املطروح عن واقعة تكوين جمعية‬
‫�أ�شرار مل يت�ض ّمن عن�صري ح�صول االتفاق بني �شخ�صني �أو �أكرث‪ ،‬والغر�ض من‬
‫هذا االتفاق املتمثل يف التح�ضري الرتكاب جناية �ضد الأ�شخا�ص �أو الأموال‪.‬‬
‫لكن حيث ومع �أنّ ما ينعاه الطاعن على ال�س�ؤالني املو�ضوعني عن تكوين‬
‫جمعية �أ�شرار �صحيح جزئيا فيما يخ�ص عدم حتديد طبيعة اجلنايات التي ّمت‬
‫الإعداد لها والتي يجب �أن تكون �ضد الأ�شخا�ص �أو الأمالك‪ ،‬ف�إنّ هذا النق�ص ال‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪382‬‬
‫ملف رقـم ‪682748‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ي�صلح �أن يكون �سببا كافيا لنق�ض احلكم علما و�أنّ العقوبة املطبقة على املتهم‬
‫ربرة ب�إدانته �أي�ضا بجناية حماولة ال�سرقة مع حمل �أ�سلحة و هي �أ�ش ّد من تكوين‬ ‫م ّ‬
‫جمعية �أ�شرار‪.‬‬
‫عن الفرع الثالث‪ ،‬بدعوى �أنّ ال احلكم و ال حم�ضر اجلل�سة ذكرا �أنّ تالوة‬
‫احلكـ ـ ــم ّمتت علني ـ ــا‪.‬‬
‫ن�ص �صراحة يف ختام منطوقه على الت�صريح‬ ‫لكن حيث يتج ّلى من احلكم �أنه ّ‬
‫به علنيا و ذلك بالعبارة التالية ‪" :‬بذا �صدر احلكم و �أف�صح به الرئي�س جهارا يف‬
‫اجلل�سة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور �أعاله"‪.‬‬
‫حيث ومتى كان كذلك‪ ،‬ف�إنّ الطعن غري م�ؤ�س�س و ي�ستوجب رف�ضه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمة العليا ‪ -‬الغرفـة اجلنائيــة ‪ -‬الق�سم الثانــــي‪:‬‬
‫بقبول الطعن �شكال ورف�ضه مو�ضوعا‪.‬‬
‫جعـ ــل امل�صـ ــاريـف علـ ــى عاتق الطاعـ ــن‪.‬‬
‫بـذا �صـدر القـرار بالتـاريـخ املـذكـور �أعاله من قبل املحكمة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫اجلنائية‪ -‬الق�سم الثاين‪ -‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬
‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ـ ــا‬ ‫بو �سنـ ــة حمم ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫زنا�سنـ ــي ميلـ ـ ــود‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوروينـ ــة حممـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫فنتي ـ ــز بلخيـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�أزرو حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫مي ـ ـ ـ ــم عي�س ـ ـ ــى‬
‫بحـ�ضـ ــور ال�سيـ ــدة ‪ :‬درو�ش فاطمـ ـ ــة‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬
‫و مب�سـاعـدة ال�سـيـ ـ ــدة ‪ :‬م ـ ــوزاوي نـ ــوال‪�-‬أمـيـن الــ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪383‬‬
‫ملف رقـم ‪686186‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 686186‬قــــرار بتاريخ ‪2010/10/21‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ب‪.‬ب)‪( ،‬ت‪.‬م)‪( ،‬ب‪�.‬س)‪( ،‬ب‪.‬ف) و (ا‪.‬ج)‬
‫�ض ـ ــد الوكي ــل الع�سك ــري (النياب ــة العامـ ـ ــة)‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ق�ضـــاء ع�سكري‪ -‬حمكمة ع�سكرية‪-‬ظروف خمففــــة‪.‬‬


‫قانـ ـ ــون الق�ضـ ـ ــاء الع�سكـ ـ ــري ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪.188 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬نق�ض املحكمة العليا حكما �صادرا عن حمكمة ع�سكرية‪،‬‬


‫ب�سبب خط�إ يف تطبيق العقوبة‪ ،‬بعد اال�ستفادة بالظروف املخففة‪،‬‬
‫يجعل املحكمة الع�سكرية‪ ،‬املحالة الق�ضية �إليها‪ ،‬مقيدة بتطبيق‬
‫العقوبة‪ ،‬املقررة قانونا‪ ،‬وعدم مناق�شة الإدانة‪.‬‬
‫�إن املحكمــة العـلــيــــــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد �سيدهم خمتار امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد عيبودي رابح املحامي العام يف طلباته الكتابية‪.‬‬
‫وبعد االطالع على الطعون بالنق�ض املرفوعة من طرف كل من (ب‪ .‬ب)‪-‬‬
‫(ت‪.‬م)‪(-‬ب‪� .‬س) ‪(-‬ب‪ .‬ف) و (ا‪ .‬ج) �ضد حكم املحكمة الع�سكرية بوهران‬
‫ال�صادر بتاريخ ‪ 2009/12/23‬القا�ضي على كل من الطاعنني ب�أربعة �أ�شهر حب�سا‬
‫نافذا بعد �إدانتهم بال�شذوذ اجلن�سي وفقا للمادة ‪ 338‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــــــــا‬
‫حيث �أن الطعون ا�ستوفت �أو�ضاعها القانونية فهي مقبولة �شكال‪.‬‬
‫حيث �أن املحامي العام لدى املحكمة العليا قدم طلباته الكتابية الرامية �إىل‬
‫رف�ض الطعون‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪384‬‬
‫ملف رقـم ‪686186‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫حيث �أن (ا‪ .‬ج)‪(-‬ب‪.‬ب) و(ب‪� .‬س) �أودعوا مذكرة م�شرتكة بوا�سطة‬
‫حماميهم الأ�ستاذ بوزانة بلقا�سم �أثاروا فيها خم�سة �أوجه للنق�ض‪.‬‬
‫حيث �أن (ب‪ .‬ف) �أودع مذكرة بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ �صداقي عمر �أثار‬
‫فيها ثالثــــة �أوجـــــه للنق�ض‪.‬‬
‫كما �أودع (ت‪ .‬م) مذكرة بوا�سطة الأ�ستاذ حممد بو�شريط �أثار فيها وجها‬
‫وحيــــــدا للنق�ض‪.‬‬
‫عــــن الوجه املثار من طـرف كل من (ا‪ .‬ج)‪( -‬ب‪ .‬ب) و (ب‪� .‬س)‪:‬‬
‫وامل�أخـــوذ مـــن خمالفـــة القانـــون‪،‬‬
‫بالقول �أن املحكمة العليا �سبق لها �أن نق�ضت احلكم ال�صادر عن املحكمة‬
‫الع�سكرية بالبليدة ب�سبب اخلط�أ يف تطبيق العقوبة لكونها منحت الظروف‬
‫املخففة للمتهمني ومل تنزل عن احلد الأدنى املقرر قانونا و�أن املادة ‪ 188‬من‬
‫قانون الق�ضاء الع�سكري تن�ص على �أنه يف حالة �إبطال احلكم ب�سبب اخلط�إ يف‬
‫تطبيق العقوبة على الأفعال التي اعترب املحكوم عليه مذنبا عنها فيبقى الو�ضع‬
‫على حالة بالن�سبة لالتهام ووجود الظروف امل�شددة �أو املخففة وال تبت املحكمة‬
‫اجلديدة الناظرة يف الق�ضية �إال ب�ش�أن تطبيق العقوبة‪.‬‬
‫حيث يتبني من قرار املحكمة العليا رقم ‪ 581319‬بتاريخ ‪� 2009-06-17‬أن‬
‫احلكم املطعون فيه ال�صادرعن املحكمة الع�سكرية بالبليدة بتاريخ ‪2008-06-09‬‬
‫قد �أفاد الطاعنني بالظروف املخففة و�أن الإدانة تبقى قائمة مع هذه الظروف وال‬
‫يجوز للمحكمة املحالة عليها الدعوى �إال تطبيق العقوبة بالنزول عن احلد الأدنى‬
‫للعقوبة املقررة دون مناق�شة الإدانة ودون طرح �أ�سئلة عن ذلك بل بحكم م�سبب‬
‫حتى ميكن للمحكمة العليا مراقبة تطبيق القانون و �أن حمكمة وهران التي �أحيلت‬
‫عليها الق�ضية بعد النق�ض قد �أخط�أت يف تطبيق القانون حني ناق�شت الوقائع‬
‫من جديد و طرحت �أ�سئلة �أخرى عن الظروف املخففة و التي كان الطاعنون قد‬
‫ا�ستفادوا منها �سابقا و�أ�صبحت حقا مكت�سبا لهم وفقا للمادة ‪ 188‬امل�شار �إليها‬
‫مما يعر�ض احلكم املطعون فيه حاليا �إىل النق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪385‬‬
‫ملف رقـم ‪686186‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫عن الوجه الثالث املثار من نف�س الطاعنني و (ت م)‪ :‬وامل�أخوذ من‬
‫خمالفـــة قاعـــدة جوهرية يف الإجــــراءات‪،‬‬
‫بالقول �أن احلكم املطعون فيه ال ي�شتمل على ا�سم املحكمة امل�صدرة له و ال‬
‫ي�شري �إىل �أ�سماء املدافعني عن الطاعنني‪.‬‬
‫حيث يتبني بالرجوع �إىل احلكم حمل املناق�شة �أنه فعال غري مت�ضمن اجلهة‬
‫الق�ضائية التي �أ�صدرته و هو �شرط جوهري ل�صحته و �أ�شار يف ديباجته �إىل وكيل‬
‫اجلمهورية لدى املحكمة الع�سكرية بوهران و كاتب ال�ضبط لديها بينما تن�ص‬
‫املادة ‪ 01-176‬من قانون الق�ضاء الع�سكري على �ضرورة ذكر اجلهة الق�ضائية‬
‫حتت طائلة البطالن لكنها بقيت جمهولة يف دعوى احلال كما �أن الفقرة ‪ 06‬من‬
‫نف�س املادة تفر�ض ذكر �أ�سماء املدافعني عن املتهمني و هو �شرط �أ�سا�سي ل�صحة‬
‫احلكـ ــم �أي�ض ـ ــا‪.‬‬
‫حيث �أن �أوجه النق�ض ت�صل �أي�ضا بالطاعن (ب‪.‬ف) الذي تبني بعد درا�سة‬
‫مذكرته �أن الأوجه املثارة بها غري م�ؤ�س�سة فيجب متديد النق�ض �إليه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمـــة العليـــا ‪ -‬الغرفـــة اجلنائيـــة‪:‬‬
‫بقبول الطعون �شكال و مو�ضوعا و نق�ض و �إبطال احلكم املطعون فيه و �إحالة‬
‫الق�ضية مع الأطراف على املحكمة الع�سكرية بورقلة لأجل حتديد العقوبة التي‬
‫يتعني تطبيقها على الطاعنني فقط‪.‬‬
‫امل�ص ـ ــاريف علـ ــى اخلزينـ ــة العمومي ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صـدر القرار بالتاريـخ املـذكـور �أعـاله من قبـل املـحكـمـة العليــا‪ -‬الغرفة‬
‫اجلنائية‪ -‬الق�سم الأول‪ -‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪386‬‬
‫ملف رقـم ‪686186‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫رئي�س الغرف ـ ــة رئي�سـ ـ ــا‬ ‫ب ـ ــاليت �إ�سماعيـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫�سيدهـ ـ ــم خمت ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫امله ـ ـ ــدي �إدريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ�س‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة‬ ‫ابراهيمـ ـ ـ ــي ليل ـ ـ ـ ـ ــى‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫براهمـ ـ ــي الها�شمـ ـ ــي‬

‫بحـ�ض ــور ال�سيــد ‪ :‬عيب ـ ــودي رابح‪-‬املحـامـي الـعــام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬ب ــن �سعـ ــدي الوحـ ــدي‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪387‬‬
‫ملف رقـم ‪686852‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 686852‬قــــرار بتاريخ ‪2011/05/19‬‬
‫ق�ضيـ ــة (�ش‪ .‬ا)‪� ،‬إدارة اجلمارك‪( ،‬ح‪.‬ا ) و (ع‪ .‬ع ) �ضد النيابة العامـ ــة‬

‫املو�ضـــوع ‪ :‬خمــــدرات‪-‬حيـــازة خمـــدرات‪-‬جرميـــة جمركيــــة‪.‬‬


‫قانـ ــون اجلمـ ــارك ‪ :‬املادتـ ـ ـ ــان ‪ 5 :‬و ‪.21‬‬

‫املـبــد�أ ‪ :‬تعــد املخــدرات ب�ضاعــة يف نظــر قانــون اجلمــارك‪.‬‬


‫ت�شكــــل حيازة املخدرات جرمية جمركيــــة‪ ،‬تن�ش�أ عنهــــا‬
‫دعـــوى عموميــــة ودعـــوى جبائيـــــة‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــة العـليـــــــا‬


‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد بزي رم�ضان امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيدة درو�ش فاطمة املحامي العام يف تقدمي طلباتها الكتابية‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعون املرفوعة من طرف كل من (�ش‪.‬ا)‪(-‬ح‪.‬ا)‪(-‬ع‪.‬ع) متهمني‬
‫و �إدارة اجلمارك كطرف مدين بتاريخ ‪� 2009/12/23‬ضد احلكمني اجلنائي‬
‫و املدين ال�صادرين عن حمكمة اجلنايات لدى جمل�س ق�ضاء وهران بتاريخ‬
‫‪ 2009/12/22‬و القا�ض ـ ــي ‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬تربئة كل من (�ش‪.‬ا)‪(-‬ح‪ .‬ا)‪(-‬ع‪ .‬ع) من جرائم املتاجرة يف املخدرات‬
‫و ا�ستريادها و �إدانتهم عن جرمية حيازة املخدرات �ضمن جماعة �إجرامية منظمة‬
‫وعقابا لهم احلك ـ ــم على كل واحد بـ (‪� )20‬سنة �سجنا و غرامة مالية قدره ـ ــا‬
‫‪ 5 000 000‬دج خم�سة ماليني دينار‪ ،‬مع م�صادرة جميع املحجـ ـ ــوزات‪.‬‬
‫ويف الدعــــوى املدنيـــــة ‪:‬‬
‫يف ال�شكـــل ‪ :‬ع ـ ــدم قبول ت�أ�سي�س �إدارة اجلمارك كطرف مدن ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪388‬‬
‫ملف رقـم ‪686852‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــــــة العلـــيـــــــا‬
‫حيث �أن طعن (ح‪ .‬ا) مل ي�ستوفى �أو�ضاعه القانونية ب�سبب عدم تقدميه مذكرة‬
‫كتابية بوا�سطة حمامي معتمد لدى املحكمة العليا لتدعيم طعنه مما يتعني عدم‬
‫قبولـ ــه �شك ـ ــال‪.‬‬
‫وحيث �أن باقي الطعون قد ا�ستوفت �أو�ضاعها القانونية فهي مقبولة �شكال‪.‬‬
‫وحيث �أنه تدعيما لطعنه �أودع (�ش‪.‬ا) بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ قروي�شة رفيق‬
‫املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا مذكرة �ضمنها وجهني للنق�ض‪.‬‬
‫و حيث �أنه تدعيما لطعنه �أودع (ع‪ .‬ع) بوا�سطة حماميه الأ�ستاذ زروق جلول‬
‫املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا مذكرة �ضمنها وجه وحيد للنق�ض‪.‬‬
‫و حيث �أنه تدعيما لطعنها �أودعت �إدارة اجلمارك بوا�سطة حماميها الأ�ستاذ‬
‫ق�شايري عبد اجلليل املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا مذكرة �ضمنها وجــه‬
‫وحيـــــد للنق�ض‪.‬‬
‫وحيث �أن النائب العام لدى املحكمة العليا قدم طلبات كتابية التم�س فيها‬
‫عدم قبول طعن (ح‪.‬ا) �شكال و برف�ض باقي الطعـ ــون‪.‬‬
‫عــــن طعـــــن (�ش‪ .‬ا)‪:‬‬
‫عــن الوجــه الأول ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة القانون املـــادة ‪،7 /500‬‬
‫الفـــــرع الأول ‪ :‬بدعوى �أن الطاعن متابع باملتاجرة و اال�سترياد للمخدرات‬
‫بطريقة غري �شرعية من طرف جماعة �إجرامية منظمة و عدم االمتثال و حيازة‬
‫الأ�سلحة البي�ضاء من ال�صنف ال�ساد�س‪.‬‬
‫وبالرجوع �إىل ورقة الأ�سئلة مل تطرح �أ�سئلة على كافة الوقائع املتابع بها وبذلك‬
‫يعد خرقا للمادة ‪ 305‬ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫الفرع الثاين ‪ :‬بقوله �أن احلكم ذكر املادة ‪ 407‬ق‪.‬ع دون ذكر هذه التهمة‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬بقوله �أن املحكمة �أفادت املتهم بظروف التخفيف طبقا لن�ص‬
‫املادة ‪ 53‬ق‪.‬ع لكنها �أغفلت تطبيق مقت�ضياتها فيما يخ�ص حتديد العقوبة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪389‬‬
‫ملف رقـم ‪686852‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫حيث ما ينعاه الطاعن يف هذا الوجه غري �سديد ذلك �أنه بالرجوع �إىل ورقة‬
‫الأ�سئلة جند �أن املحكمة التزمت مبنطوق قرار الإحالة و التهم املتابع بها و كذلك‬
‫الإجابات املعطاة عنها‪.‬‬
‫و �أن الأ�سئلة جاءت �سليمة يف �صياغتها و من ثمة ف�إن الأخطاء �إىل ذكرت يف‬
‫احلكم اجلنائي و الزيادات يف تهم غري واردة يف منطوق قرار الإحالة ال ي�ؤثر‬
‫على �سالمة و �صحة احلكم مادام املنطوق املدون يف ذيل ورقة الأ�سئلة �سليما‪.‬‬
‫�أمـ ـ ــا عن م�س�ألة ظروف التخفيف فاملحكمة طرحت ال�س�ؤال رقم ‪ 21‬و قد‬
‫�أجابت عليه بالإيجاب و من ثمة �إدانته ب(‪� )20‬سنة بعد �أن كانت العقوبة الأ�صلية‬
‫ال�سجن امل�ؤبد املادة ‪ 17‬الفقرة الأخرية ‪ ،‬و بذلك تكون املحكمة قد طبقت �صحيح‬
‫القانـ ـ ــون‪.‬‬
‫الوجه الثاين ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة قواعد جوهرية يف الإجراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أن املحكمة بعد �أن �أقفلت باب املرافعات و بعد طرح الأ�سئلة و الأجوبة‬
‫املعطاة عنها ف�إن املحكمة رجعت و ذكرت الوقائع و املرافعات و بذلك تكون‬
‫خالفت املادة ‪ 310‬ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫حيث �أن هذا الوجه غري م�ؤ�س�س �أي�ضا لكون ما ذكر يف احلكم املطعون فيه‬
‫من �أخطاء هي �أخطاء مادية ال ت�ؤدي �إىل النق�ض مادام الأ�سئلة و الأجوبة جاءت‬
‫�سليمة ومن ثمة رف�ض الوجه‪.‬‬
‫عــــن طعـــــــن (ع‪ .‬ع)‪:‬‬
‫عن الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من تناق�ض القرارات ال�صادرة من‬
‫جهات ق�ضائية خمتلفة �أو فيما ق�ضى به احلكم نف�سه املادة ‪،6/500‬‬
‫لقوله �أنه متت متابعته �أمام جمل�س ق�ضاء وهران مرتني بجنايات احليازة‬
‫واملتاجرة يف املخدرات من طرف جماعة �إجرامية منظمة طبقا للمادة ‪ 17‬فقرة‬
‫�أخرية من قانون ‪ 18 /04‬و �أنه �أ�صدرت حكما يف حقه بتاريخ ‪2009/12/29‬‬
‫ق�ضت برباءته من جميع الأفعال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪390‬‬
‫ملف رقـم ‪686852‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫و احلكم الثاين حمل الطعن بالنق�ض �صدر يف ‪ 2009/12/22‬و الذي ق�ضى‬
‫عليه بعقوبة (‪� )20‬سنة �سجنا دون �إفادته ب�أحكام املادة ‪ 30‬من قانون ‪،18 /04‬‬
‫و مل تطرح �س�ؤاال عن ذلك �أ�صال مما يجعل احلكم باطل و معر�ض �إىل النق�ض‪.‬‬
‫لكن حيث ما يثريه الطاعن يف هذا الوجه غري م�ؤ�س�س ذلك �أن العذر املعفي‬
‫من العقاب و الذي �أثاره الطاعن يف هذا الوجه مل يقم الطاعن مبناق�شة �أمام‬
‫ق�ضاة املو�ضوع و �أن طرحه على املحكمة العليا يخرج عن نطاق رقابتها و هو ما‬
‫ي ـ ـ�ؤدي �إل ـ ــى رف�ضـ ـ ــه‪.‬‬
‫عــــن طعــــن �إدارة اجلمــــارك ‪:‬‬
‫عـــن الوجه الوحيد ‪ :‬امل�أخوذ من خمالفة القانون املــــادة ‪7/500‬‬
‫ق‪�.‬إ‪.‬ج ‪،‬‬
‫بدعوى �أن املحكمة ق�ضت بعدم قبول ت�أ�سي�س �إدارة اجلمارك �شكال ب�سبب‬
‫�أن حيازة املخدرات ال تدخل �ضمن اجلرائم امل�صنفة جرمية جمركية رغم �أن‬
‫املادة ‪ 05‬من قانون اجلمارك‪ ،‬تن�ص على �أن املخدرات تعترب ب�ضاعة و تن�ش�أ عنها‬
‫دعوى عمومية و دعوى جبائية و بذلك ف�إن حمكمة اجلنايات قد خالفت االجتهاد‬
‫الق�ضائي اخلا�ص مبفهوم املادة ‪ 05‬من قانون اجلمارك‪.‬‬
‫حيث �أن ما تنعاه �إدارة اجلمارك �صحيح‪ ،‬ذلك �أن املخدرات ب�ضاعة و حيازتها‬
‫تعترب خمالفة مزدوجة‪.‬‬
‫وحيث �أن املخدرات ب�ضاعة و هو ما ا�ستقر عليه ق�ضاء املحكمة العليا و هي‬
‫ب�ضاعة حمظورة حظرا مطلقا و دائما و تدخل يف مفهوم املادتني ‪ 21-05‬من‬
‫قانون اجلمارك‪.‬‬
‫حيث �أن املحكمة �أخط�أت عندما اعتربت �أن احليازة للمخدرات ال ت�شكل‬
‫جرمية جمركية ورف�ضت قبول ت�أ�سي�س �إدارة اجلمارك و هو ما ي�شكل خط�أ يف‬
‫تطبيق القانون و ي�ؤدي �إىل نق�ض و �إبطال احلكم املدين املطعون فيه‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبــــــاب‬
‫تق�ضــي املحكمـــة العليــا ‪ :‬الغرفــة اجلنائيــة‪ -‬الق�ســم الثانـــي‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪391‬‬
‫ملف رقـم ‪686852‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫بعـ ــدم قب ـ ــول طعـ ـ ــن (ح‪.‬ا) �شكال‪.‬‬
‫وبقب ـ ــول طعن (�ش‪ .‬ا) و (ع‪.‬ع) �شكال و برف�ضه مو�ضوع ـ ـ ــا‪.‬‬
‫وبقبول طعن �إدارة اجلمارك �شكال و مو�ضوع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫وبنق�ض و �إبطال احلكم املدين املطعون فيه و �إحالة الق�ضية و الأطراف على‬
‫نف�س اجلهة م�شكلة ت�شكيال �أخر للف�صل فيها طبقا للقانون‪.‬‬
‫امل�ص ــاريف عل ــى اخلزين ـ ــة العامـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صــدر القـرار بالتـاريـخ املـذكـور �أعـاله من قبـل املحـكمـة العليـا‪-‬الغرف ــة‬
‫اجلنائية‪ -‬الق�سم الثاين‪ -‬املرتكبة من ال�سـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫بو �سن ـ ــة حممـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ب ـ ـ ـ ــزي رم�ض ـ ــان‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوروين ـ ــة حمم ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫فنتيـ ـ ــز بلخي ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫زنا�سن ـ ـ ــي ميل ـ ــود‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�أزرو حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضـور ال�سيــد ‪ :‬مالك عبـ ــد اهلل‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬حاجـ ــي عب ـ ــد اهلل‪�-‬أمـي ـ ــن الـ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪392‬‬
‫ملف رقـم ‪700979‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 700979‬قــــرار بتاريخ ‪2010/12/23‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (�ص‪.‬ع) �ضـ ــد �إدارة ال�ضـ ــرائب والنيابـ ــة العامـ ـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬ق�ضـــاء جزائـــي‪-‬اخت�صـــا�ص نوعــي‪-‬غرفـــة االتهــــام‪.‬‬


‫قانـ ــون الإجـ ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املادتـ ـ ــان ‪ 363 :‬و‪.437‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال يجــــوز للنيابة العامة‪ ،‬يف حالة ق�ضاء جهة احلكــــم‬
‫اجلزائـــي بعدم اخت�صا�صها النوعي‪ ،‬جدولة الق�ضية �أمام غرفــــة‬
‫االتهــــام‪� ،‬إال بعد �أن ي�صبح احلكـــم الناطق بعدم االخت�صــــا�ص‬
‫نهائيـــــا‪.‬‬

‫�إن املحكمــــــة العـلــيـــــــــــا‬


‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد قرمو�ش عبد اللطيف امل�ست�شار املق ـ ــرر يف تالوة‬
‫تقريره املكتوب و�إىل ال�سيدة درو�ش فاطمة املحامية العامة يف تقدمي طلباته ـ ــا‬
‫املكتوبة والرامية �إىل رف�ض الطع ـ ــن‪.‬‬
‫ف�صـ ــال يف الطعـ ــن بالنق�ض املرفـ ــوع م ـ ــن طرف املته ـ ــم (�ص‪.‬ع) يف‬
‫‪� 2010/02/01‬ضد القرار ال�صادر عن غرفة االتهام مبجل�س ق�ضاء اجلزائر‬
‫بتاريخ ‪ 2009/12/30‬والقا�ضي ب�إحالة املتهم �أمام حمكمة اجلنايات الرتكابه‬
‫خالل �سنة ‪ 2005‬جناية الغ�ش ال�ضريبي طبقا للمادة ‪ 05/303‬من قانون‬
‫ال�ضرائب املبا�شرة واملادة ‪ 117‬من قانون الر�سم على رقم الأعمال‪.‬‬
‫بعد االطالع على مذكرة الطعن املقدمة من طرف الأ�ستاذ �أحممد بو�شفرة يف‬
‫حق الطاعن‪ ,‬والذي �أثار فيها وجهني للنق�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪393‬‬
‫ملف رقـم ‪700979‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــا‬
‫مـــن حيث ال�شكــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن الطعن بالنق�ض ا�ستوفى �أو�ضاعه القانونية فهو مقبـ ــول �شكال‪.‬‬
‫مــــن حيث املو�ضــــوع ‪:‬‬
‫عــــن الوجــــه الأول ‪ :‬امل�أخــــوذ من خمالفة قواعد جوهريــــة يف‬
‫الإجــــراءات‪،‬‬
‫بدعوى �أنه بالرغم من ا�شتمال امللف على قرار غيابي �صادر يف ‪,2009/06/28‬‬
‫وبالرغم من ت�صريح الطاعن ب�أنه �سجل معار�ضة �ضد هذا القرار‪� ,‬إ ّال �أن غرفة‬
‫االتهام وا�صلت �إجراءاتها ب�إحالة الطاعن على حمكمة اجلنايات قبل الف�صل‬
‫نهائيا يف املعار�ضة‪ ,‬مما يعد م�سا�س ًا بحقوق الدفاع بح�سن �إجراءات التقا�ضي‪.‬‬
‫حيث �أنه خالل االطالع على وثائق امللف والقرار املطعون فيه يت�ضح ب�أنه‬
‫متت متابعة املتهم الطاعن بجرمية التهرب ال�ضريبي بناء على �شكوى م�صحوبة‬
‫بادعاء مدين من طرف �إدارة ال�ضرائب‪ .‬وبعد االنتهاء من التحقيق �أ�صدر قا�ضي‬
‫التحقيق يف ‪� 2009/02/17‬أمر ًا ب�إحالة املتهم على حمكمة اجلنح‪ ,‬التي ق�ضت‬
‫بتاريخ ‪ 2009/04/22‬بعدم االخت�صا�ص النوعي كون الوقائع ت�شكل جناية‪.‬‬
‫وبعد ا�ستئناف املتهم احلكم ال�سالف الذكر ق�ضت الغرفة اجلزائية باملجل�س‬
‫يف ‪ 2009/06/28‬غيابيا اجتاه املتهم والطرف املدين بت�أييد احلكم امل�ست�أنف‪.‬‬
‫ومبا�شـ ــرة بعد ذلك جدولت النيابة العامة الق�ضية �أمام غرفة االتهام‪ ,‬الت ـ ــي‬
‫�أ�صدرت القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫وحيث �أن اجتهاد املحكمة العليا ا�ستقر على تف�سري املادتني ‪ 363‬و ‪ 437‬من‬
‫قانون الإجراءات اجلزائية ب�أنه يتعني على النيابة العامة يف حالة ق�ضاء جهة‬
‫احلكم اجلزائي بعدم اخت�صا�صها النوعي كون الوقائع ت�شكل جناية �أن حتيل‬
‫الدعوى على غرفة االتهام بعد �أن ي�صبح احلكم �أو القرار نهائيا‪ ,‬وهذا تفاديا‬
‫لأي تناق�ض قد يقع م�ستقب ًال بني الأحكام والق ـ ــرارات‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪394‬‬
‫ملف رقـم ‪700979‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫وحيث �أن النيابة العامة بجدولتها الق�ضية �أمام غرفة االتهام من دون‬
‫االنتظار �إىل �أن ي�صبح القرار اجلزائي الغيابي نهائيا تكون قد ا�ستعجلت الأمور‬
‫وخالفت اجتهاد املحكمة العليا‪.‬‬
‫وحيث �أن غرفة االتهام ورغم �إ�شارتها يف القرار املطعون فيه �إىل ت�صريح‬
‫املتهم ب�أنه قد رفع معار�ضة �ضد القرار اجلزائي الذي �صدر غيابيا يف حقه‪� ,‬إ ّال‬
‫�أنها مل تناق�ش هذا الت�صريح رغم �أهميته يف م�سار الدعوى ومل تت�أكد من �أن‬
‫القرار اجلزائي قد �أ�صبح نهائيا‪ ,‬مما يعد ق�صور ًا يف الت�سبيب وم�سا�س ًا بحقوق‬
‫الدف ـ ـ ــاع‪.‬‬
‫وحيث يتبني من وثائق امللف �أن القرار اجلزائي امل�ؤرخ يف ‪2009/06/28‬‬
‫وامل�ؤيد للحكم اجلزائي ال�صادر عن حمكمة احلرا�ش يف ‪ 2009/04/22‬قد‬
‫�صدر غيابيا يف حق املتهم والطرف املدين‪ .‬و�أنه مبوجب ر�سالة حمررة من‬
‫طرف حمامي املتهم ومودعة بكتابة �ضبط املجل�س بتاريخ ‪ 2009/11/12‬التم�س‬
‫الأخري من النائب العام ت�سجيل معار�ضة �ضد القرار اجلزائي الغيابي ال�سالف‬
‫الذكر‪ ,‬وهو ما يفيد �أن هذا القرار مل ي�صبح بعد نهائي‪ .‬وبالتايل كان يتعني على‬
‫غرفة االتهام الت�صريح ب�إرجاء النظر يف الدعوى �إىل حني الف�صل يف املعار�ضة‪,‬‬
‫وبق�ضائها بخالف ذلك تكون قد عر�ضت قرارها للنق�ض والإبطال من دون حاجة‬
‫ملناق�شة الوجه الثاين‪.‬‬
‫فلهـــــــــذه الأ�سبــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــة العليــــا‪-‬الغرفــــة اجلنائيــــــة‪:‬‬
‫بقبول الطعن �شكال ومو�ضوعا‪ ,‬وبنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه وب�إحالة‬
‫الق�ضية على نف�س غرفة االتهام م�شكلة ت�شكي ًال �آخر ًا للف�صل فيها من جديد وفق ًا‬
‫للقانـ ــون‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة تتحملهـ ــا اخلزين ـ ــة العموميـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪395‬‬
‫ملف رقـم ‪700979‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫بـذا �صـدر القرار بالتاريـخ املـذكـور �أعـاله من قبـل املـحـكـمـة العليـا‪ -‬الغرفة‬
‫اجلنائية‪ -‬الق�س ـ ــم الأول‪ -‬املرتكبة من ال�سادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫بباجـ ـ ـ ــي حميـ ـ ـ ـ ـ ــد‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫قرمو�ش عبد اللطيف‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عب ــد النور بوفلجـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫حم ـ ــدادي مبـ ــروك‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫لويفـ ـ ـ ـ ــي الب�شيـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو�شي ــرب خل�ض ـ ـ ــر‬

‫بحـ�ضـور ال�سي ـ ــدة ‪ :‬درو�ش فاطمـ ـ ــة‪-‬املحـامــي الـعـام‪،‬‬


‫و مب�سـاعـدة ال�سـيـ ــدة ‪ :‬بلواهـ ــري ابت�س ـ ــام‪�-‬أمـيـنة ق�س ــم الـ�ضـبــط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪396‬‬
‫ملف رقـم ‪725668‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقـــم ‪ 725668‬قـــرار بتاريخ ‪2011/05/19‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (م‪�.‬س) �ضـ ــد النيابـ ــة العام ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع‪ :‬تبليغ‪-‬تخلف عـــن احل�ضـــور‪-‬حمكمـــة اجلنايـــــات‪.‬‬


‫قانـ ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬امل ــواد‪ 323،317 :‬و‪.439‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬التبليغ عن طريق النيابة العامة �صحيح‪ ،‬ي�سري به �أجل‬


‫الطعـــــن بالنق�ض‪،‬‬

‫ال حاجــــة لتجديده بعد القب�ض على املتهم �أو ت�سليــــم‬


‫نف�ســـه‪ ،‬بعد احلكم عليه بالتخلف عن احل�ضــــور‪.‬‬

‫يعــــد الطعــــن بالنق�ض يف قرار الإحالة �إىل حمكمــــة‬


‫اجلنايات‪ ،‬بعد �صدور احلكم بالتخلف عن احل�ضور‪ ،‬طعنا خارج‬
‫الأجــــل القانونــــي‪.‬‬

‫�إن املحكمــة العـلــيــــــــــــــــا‬


‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد عبد النور بوفلجة امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫والرامية �إىل عدم قبول الطعن �شكال لعدم �إيداع املذكرة ‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفوع من طرف (م‪�.‬س) (مته ـ ــم)‪� ،‬ضد الق ـ ــرار‬
‫ال�صـ ــادر ع ــن غرفـ ـ ــة االتهـ ــام مبجل�س ق�ضــاء باتن ــة بت ـ ــاريخ ‪2004/10/12‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪397‬‬
‫ملف رقـم ‪725668‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫والقا�ضي ب�إحالته على حمكمة اجلنايات مبجل�س ق�ضاء باتنة الرتكابه جناية‬
‫تكوين جماعة �إرهابية م�سلحة ت�ستهدف �أمن الدولة ببث الرعب وامل�سا�س بالوحدة‬
‫الوطنية وال�سالمة الرتابية و ا�ستقرار امل�ؤ�س�سات وفقا للمواد ‪ 87‬مكرر ‪ 87‬مكرر‬
‫‪ 3‬من قانون العقوبـ ـ ــات‪.‬‬
‫بعد االطالع على حم�ضر تبليغ الطاعن بالإنذار ب�إيداع مذكرة الطعن بتاريخ‬
‫‪.2011/01/21‬‬
‫وعليـــــه فـــــــ�إن املحكمــة العلـــيــــــا‬
‫مــن حـيـث الـ�شـكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن املدعو (م‪�.‬س) (متهم) طعن بتاريخ ‪� 2010/05/10‬ضد قرار غرفة‬
‫االتهام ال�صادر بتاريخ ‪ 2004/10/12‬عن غرفة االتهام مبجل�س ق�ضاء باتنة‬
‫القا�ضي ب�إحالته على حمكمة اجلنايات الرتكابه‪ :‬جناية تكوين جماعة �إرهابية‬
‫م�سلحة ت�ستهدف �أمن الدولة ببث الرعب وامل�سا�س بالوحدة الوطنية وال�سالمة‬
‫الرتابية وا�ستقرار امل�ؤ�س�سات طبقا للمواد ‪ 87‬مكرر ‪ 87‬مكرر ‪ 3‬من قانون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫حيث �أنه يبني من �أوراق الطعن �أن الطاعن قد �صدر ب�ش�أنه بتاريخ‬
‫‪ 2005/03/05‬حكم جنائي بالتخلف عن احل�ضور وفقا لأحكام املواد ‪ 317‬و ما‬
‫بعدها من قانون الإجراءات اجلزائية ق�ضى بعقوبة الإعدام‪.‬‬
‫وحيث �أن هذا احلكم قد ق�ضى ب�صحة �إجراءات التخلف عن احل�ضور‬
‫املن�صو�ص عليها يف �أحكام املادة ‪ 317‬من قانون الإجراءات اجلزائية املتعلقة‬
‫بتبليغ قرار الإحالة �إىل الطاعن بالأ�شكال املنوه عنها يف �أحكام الن�ص املذكور‪.‬‬
‫و حيث �أن املتفق عليه فقها وق�ضاء يف هذا املجال‪:‬‬
‫‪� -1‬إن التبليغ عن طريق النيابة وفقا لأحكام املادة ‪ 317‬من قانون الإجراءات‬
‫اجلزائية و املادة ‪ 439‬منه �صحيح ي�سري به �أجل الطعن بالنق�ض و �أنه ال حاجة‬
‫لتجديده بعد القب�ض على املتهم �أو ت�سليم نف�سه �إثر احلكم عليه بالتخلف عن‬
‫احل�ضور و�أن الطعن يف قرار الإحالة بعد ذلك يعترب مت�أخ ـ ــرا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪398‬‬
‫ملف رقـم ‪725668‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫‪� -2‬أنه ال حاجة لتجديد �إجراءات تبليغ قرار الإحالة بعد �إفراغ احلكم‬
‫ب�إجراءات التخلف لأن انعدام الإجراءات ال�سابقة عن حكم �إجراءات التخلف‬
‫بقوة القانون ال يطال �إجراءات التبليغ‪.‬‬
‫‪� -3‬أن املحكوم عليه يف �إجراءات التخلف لي�س له �أن ينعي بعدم �صحتها لأن‬
‫�أحكام املادة ‪ 323‬من قانون الإجراءات اجلزائية قد �سدت عليه طريق الطعن‬
‫بالنق�ض �أ�صال‪.‬‬
‫و حيث �أنه و لأجل ذلك يتعني الت�صريح ب�أن طعن املدعو (م‪� .‬س) (متهم )‬
‫جاء مت�أخرا وبالنتيجة عدم قبول طعنه �شكال لوقوعه خارج الآجل القانونية‪.‬‬
‫فلهــــذه الأ�ســـبــــــــــاب‬
‫تق�ضـــي املحكمـــة العليـــا ‪ -‬الغرفـــة اجلنائيـــة‪:‬‬
‫بعدم قبول طعن (م‪� .‬س) ( متهم) �شكال لوقوعه خارج الآجال القانونية‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة علـ ــى الطاعـ ــن‪.‬‬
‫بذا �صدر القـرار بالتاريـخ املذكور �أعـاله من قبـل املحكمة العليا‪-‬الغرفة‬
‫اجلنائية‪ -‬الق�سم الأول‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�سـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫حم ـ ــدادي مب ـ ـ ــروك‬


‫م�ست�ش ـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫عب ـ ــد النور بوفلج ـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرمو�ش عبد اللطيف‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫لويفـ ـ ــي الب�شيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو�شيـ ـ ـ ــرب خل�ض ـ ــر‬

‫بح�ضـور ال�سيـ ـ ــد ‪ :‬مالك عبـ ـ ــد اهلل‪ -‬املحـامي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�سـاعـدة ال�سـيـ ــدة ‪ :‬بلواهـ ــري ابت�س ــام‪� -‬أمـيـ ــنة ق�سـ ــم ال�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪399‬‬
‫ملف رقـم ‪752121‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 752121‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/19‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة النيابـ ــة العامـ ــة �ضـ ــد ( ق‪.‬ا ) و(ق‪ .‬ك)‬

‫املو�ضوع ‪ :‬فاح�شة بني ذوي املحارم‪-‬هتك عر�ض‪ -‬فعل خمل باحلياء‬


‫بالعنف‪.‬‬
‫قان ــون العقوب ــات ‪ :‬امل ـ ــواد ‪ 336 ،335 ،334،333 :‬و‪ 337‬مك ـ ــرر‪.‬‬

‫املـبد�أ‪ :‬ال ميكن‪ ،‬يف جرمية الفاح�شة بني ذوي املحارم‪� ،‬إدانة متهم‬
‫واحــــد‪ ،‬من �أجل هذه الواقعة‪ ،‬وتربئة الطرف الآخــــر‪،‬‬

‫يتعني علــــى اجلهة الق�ضائية‪ ،‬عند انتفاء الر�ضا لــــدى‬


‫�أحدهما‪� ،‬إعادة تكييف الواقعة بجناية هتك العر�ض‪� ،‬أو الفعــــل‬
‫املخــــل باحليـــــاء بالعنف‪.‬‬
‫�إن املحكمـــة العـلــيــــــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد ميم عي�سى امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و�إىل ال�سيدة درو�ش فاطمة املحامي العام يف تقدمي طلباتها الكتابية الرامية �إىل‬
‫نق�ض القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن املرفوع من طرف النائب العام لدى جمل�س ق�ضاء �إليزي يف‬
‫‪� 2010/10/25‬ضد القرار ال�صادر عن نف�س اجلهة الق�ضائية يف ‪2010/10/19‬‬
‫(غرفة الأحداث) و الذي ق�ضى بقبول ا�ستئناف النيابة‪.‬‬
‫ويف املو�ضـــوع ‪� :‬إلغاء احلكم امل�ست�أنف و ت�صديا من جديد تقرير براءة‬
‫املتهم ــة (ق‪ .‬ك) من جناية الفاح�شة بني املحارم و �إدانة املتهم (ق‪ .‬ا) بجناي ــة‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪400‬‬
‫ملف رقـم ‪752121‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫الفاح�شة بني املحارم وفقا لن�ص املادة ‪ 337‬مكرر‪ 2/‬وعقابا له احلكم عليه‬
‫ب�ستة �أ�شهر حب�سا غري نافذة مع و�ضعه حتت نظام الإفراج املراقب لغاية بلوغه‬
‫�سن الر�شد املدين مع �إيداع تقرير مف�صل عنه ب�صفة دورية من طرف مندوب‬
‫م�صلحة املالحظة والرتبية يف الو�سط املفتوح بعد نهاية الأعمال‪.‬‬
‫ودعما لطعنه �أودع النائب العام تقريرا مكتوبا �ضمنه وجها وحيدا للنق�ض‪.‬‬
‫وعليـــــه فــ�إن املحكمــة العلـــيـــــا‬
‫يف ال�شكـــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن طعن النائب العام جاء داخل الأجل و�ضمن الأ�شكال القانونية فهو‬
‫�صحيح �شكال‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أن النائب العام ي�ستند يف طعنه �إىل وجه وحيد ‪ :‬م�أخوذ من اخلط�أ‬
‫يف تطبيق القانون‪ ،‬ذلك �أن املادة ‪ 337‬مكرر‪ 2/‬من قانون العقوبات‪� ،‬أخط�أ‬
‫ق�ضاة املو�ضوع يف تطبيقها ملا �صرحوا برباءة املتهمة (ق‪ .‬ك) من جناية الفاح�شة‬
‫بني املحارم و�إدانة (ق‪.‬ا) باجلناية املذكورة �إذ �أن املادة املتابع بها املتهمني‬
‫تفرت�ض وجود �شخ�صني وكان على ق�ضاة املجل�س �إدانة املتهمني االثنني‪� ،‬أو كان‬
‫يجب عليهم �إعادة تكييف الوقائع �إىل الفعل املخل باحلياء �أو �إىل هتك العر�ض‬
‫مما يجعل القرار املطعون فيه معيبا طبقا للمادة ‪ 7/500‬ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫عــــن الوجــــه املثــــــار ‪:‬‬
‫حيث يتبني للمحكمة العليا‪ -‬الغرفة اجلنائية‪� -‬أن املتهمني (ق‪ .‬ا) و(ق‪.‬ك) ‪-‬‬
‫�أحيال على حمكمة الأحداث مبوجب �أمر �إحالة �صادر عن ال�سيد قا�ضي التحقيق‬
‫لدى حمكمة �إليزي يف ‪ 2010/06/14‬ليحاكما طبقا للقانون من �أجل جناية‬
‫الفاح�شة بني املحارم طبقا للمادة ‪ 337‬مكرر من قانون العقوبات‪.‬‬
‫حيث يف ‪� 2010/06/28‬أ�صدرت حمكمة �إليزي ق�سم الأحداث حكما ق�ضى‬
‫ح�ضوريا وجاهيا برباءة املتهمة احلدث (ق‪.‬ك) من التهمة املن�سوبة �إليها و�إعادة‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪401‬‬
‫ملف رقـم ‪752121‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫تكييف الوقائع بالن�سبة للمتهم احلدث (ق‪.‬ا) جناية الفاح�شة بني املحارم �إىل‬
‫جناية هتك عر�ض قا�صر طبقا للمادة ‪ 2/336‬من ق‪.‬ع وعقابا له احلكم عليه �ستة‬
‫(‪� )06‬أ�شهر حب�سا موقوفة التنفيذ مع و�ضعه حتت نظام الإفراج املراقب وذلك‬
‫�إىل غاية بلوغه �سن الر�شد املدين مع �إيداع تقرير مف�صل بعد نهاية الأعمال ‪." ...‬‬
‫حيث و نتيجة الطعن اال�ستئناف يف احلكم ال�سالف الذكر من طرف ممثل‬
‫النيابة �أ�صدر املجل�س الق�ضائي ب�إيليزي‪-‬غرفة الأحداث ‪-‬قرارا يف ‪2010/10/19‬‬
‫ق�ضـ ـ ــى ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪ :‬بقب ـ ــول ا�ستئـنـ ــاف النيابـ ـ ــة‪.‬‬
‫يف املو�ضــوع ‪� :‬إلغاء احلكم امل�ست�أنف و ت�صديا من جديد تقرير براءة املتهمة‬
‫(ق‪ .‬ك) من جناية الفاح�شة بني املحارم و �إدانة املتهم (ق‪ .‬ا) بجناية الفاح�شة‬
‫بني املحارم وفقا لن�ص املادة ‪ 2 /337‬ق‪.‬ع وعقابا له احلكم عليه ب�ستة (‪)06‬‬
‫�أ�شهر حب�س موقوفة التنفيذ ‪." ...‬‬
‫عـــن الوجـــه املثـــار مـــن طـــرف النـــائب العــــام ‪:‬‬
‫حيث بالفعل �أن ما ينعاه النائب العام على القرار مو�ضوع الطعن �سديد على‬
‫�أ�سا�س �أن جرمية الفاح�شة بني املحارم تقت�ضى وقوعها من �شخ�صني على عالقة‬
‫قرابة عائلية وفق احلاالت املن�صو�ص عليها يف املادة ‪ 337‬مكرر ق‪.‬ع كما ي�شرتط‬
‫�أن تقع العالقات اجلن�سية بر�ضا الطرفني‪ .‬ال ميكن �إدانة متهم واحد من �أجل هذه‬
‫الواقعة وتربئة الطرف الأخر منها و ال يت�صور وجود �ضحية يف جرمية الفاح�شة‬
‫بني املحارم و �إن قدر ق�ضاة املو�ضوع انتفاء الر�ضا عند �أحد املتهمني و ق�ضوا‬
‫برباءته من الفاح�شة بني املحارم ‪ ،‬تعني عليهم �إعادة تكييف الوقائع �إىل جناية‬
‫هتك العر�ض �أو الفعل املخل باحلياء بالعنف ح�سب احلالة و من ثمة ف�إن ق�ضاة‬
‫اال�ستئناف �أخط�أوا يف تطبيق القانون الأمر الذي ينجر عنه النق�ض و الإبطال‪.‬‬
‫حيث �أن امل�صاريف الق�ضائية يتحملها املطعون �ضدهما بالت�ضامن‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــــاب‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪402‬‬
‫ملف رقـم ‪752121‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫تق�ضـــي املحكمـــة العليـــا ‪ :‬الغرفــة اجلنائيـــة ‪ -‬الق�ســـم الثانــي ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــل ‪:‬‬
‫بقب ـ ـ ــول طع ـ ـ ـ ــن النـ ــائب العـ ـ ــام‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــوع ‪:‬‬
‫بنق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه و�إحالة الق�ضية والأطراف على نف�س اجلهة‬
‫الق�ضائية م�شكلة من هيئة �أخرى للف�صل فيها من جديد طبقا للقانون‪.‬‬
‫وحتميـ ــل املطعـ ــون �ضدهـ ــا امل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫ب ـ ــذا �صدر القرار بالتاريخ املذكور �أعاله من قبل املحكمة العليا‪-‬الغرف ـ ــة‬
‫اجلنائية‪-‬الق�سم الثاين‪ -‬املرتكبة من ال�سـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�سـ ــا‬ ‫بو �سن ـ ــة حممـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مق ـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ميـ ـ ـ ـ ــم عي�سـ ـ ــى‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بوروين ـ ــة حممــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫فنتي ـ ـ ــز بلخيـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫زنا�سنـ ـ ــي ميلــود‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫�أزرو حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫بحـ�ضـور ال�سي ـ ــد ‪ :‬بهيانـ ــي ابراهيـ ــم‪ -‬املحـامـ ــي الـع ــام‪،‬‬
‫و مب�سـاعـدة ال�س ـيـ ــد ‪ :‬حاج ــي عبـ ــد اهلل‪�-‬أمـيـن الـ�ضـبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪403‬‬
‫ملف رقـم ‪755250‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقــــم ‪ 755250‬قـــرار بتاريخ ‪2011/07/21‬‬
‫ق�ضي ـ ــة النيابـ ــة العامـ ــة �ض ـ ــد جمه ـ ــول‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬قا�ضـــي التحقيق‪-‬بحث يف �أ�سبـــاب الوفــاة‪-‬انتفاء وجــه‬


‫الدعـــوى‪-‬دعــــوى عموميــــــة‪.‬‬
‫قانـ ـ ــون الإجـ ــراءات اجلزائيـ ــة ‪ :‬املـ ــادة ‪.62 :‬‬

‫املبــد�أ‪ :‬طلب النيابة‪ ،‬املوجه لقا�ضــــي التحقيق‪ ،‬للبحث يف �أ�سباب‬


‫الوفاة‪ ،‬لي�س طلبا افتتاحيا لتحريك الدعوى العمومية‪ ،‬و�إمنا هو‬
‫طلب ا�ستثنائــــــي‪.‬‬

‫ال ي�صدر قا�ضي التحقيق‪ ،‬بعد البحث‪� ،‬أمرا بانتفاء وجه‬


‫الدعـــــوى‪،‬‬

‫يكتفي ب�إرجاع امللف �إىل النيابة للت�صرف فيه‪� ،‬إما بحفظ‬


‫امللف‪� ،‬أو بفتح حتقيق بتهمة حمددة �ضد �شخ�ص م�سمى‪� ،‬أو غيـــر‬
‫م�سمــــى‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العـلـيـــــــــــا‬
‫بعـ ــد اال�ستـماع �إىل ال�سيد لويفي الب�شري امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقري ـ ــره‬
‫املكتوب و �إىل ال�سـيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلبــاته املكتوبة‬
‫و الرامية �إىل قبول الطعن �شك ًال و نق�ض القرار املطعون فيه‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعن بالنق�ض املرفـوع من طـرف الـنائب الـعام لدى جمل�س‬
‫ق�ضاء �سكيكدة بتـ ـ ــاريخ ‪� 2010/11/10‬ض ـ ــد القرار ال�صادر عن غرفة االتهام‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪404‬‬
‫ملف رقـم ‪755250‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫مبجل�س ق�ضاء �سكيك ـ ــدة بتـاريخ ‪ 2010/11/08‬والقا�ضي بـقبول اال�ستئناف‬
‫�شكـال ويف املو�ضوع بتـ�أييد الأمر امل�ستـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫وعليـــــه فــ�إن املحكمــة العلـيــــــــــا‬
‫مـن حيـث الـ�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن طعـ ــن النائب العام قد ا�ستوفى الأو�ضاع وال�شـروط املقررة قانو ًنا‬
‫فيتعني قبول ـ ــه �شكال‪.‬‬
‫مـن حـيث املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيـث �أن النائب العام �أثار يف طلباته وجها م�أخوذا من ق�صور الت�سبيب‬
‫طبقا للمـــــــادة ‪ 4/500‬ق‪�.‬إ‪.‬ج‪،‬‬
‫بدعوى �أن هي�أة الغرفة عندما �صرحت بت�أييد الأمر امل�ست�أنف بانتفاء وجـ ـ ــه‬
‫الدعوى مل تعلل ومل ت�سبب قرارها‪ .‬والتم�س نق�ض القرار املطعون في ـ ــه‪.‬‬
‫عـن الوجه املثار تلقائيا من طرف املحكمة العليا ‪ :‬املتعلقة مبخالفة‬
‫القانـــون طبقــــًا للمــــــادة ‪ 7 /500‬ق‪�.‬إ‪.‬ج‪،‬‬
‫حيث �أنه يتبني من القرار املطعون فيه �أن الأمر يتعلق بالبحث يف �أ�سباب الوفاة‬
‫و�أن قا�ضي التحقيق �أجنز ما �أوكل �إليه �إ ّال �أنه انتهى �إىل �إ�صدار �أمر بانتفاء وجه‬
‫الدعوى بد ًال من �أن ينتهي ب�إرجاع امللف �إىل النيابة للت�صرف فيه ح�سبما تراه ذلك‬
‫�أن طلب البحث يف �أ�سباب الوفاة امللتم�س من طرف النيابة طب ًقا لأحكام املادة‬
‫‪ 62‬ق‪�.‬إ‪.‬ج لي�س طلبا افتتاحيا لتحريك الدعوى العمومية و�إمنا هو طلب ا�ستثنائي‬
‫وارد يف �أحكام الن�ص املنوه عنه للبحث يف �أ�سباب الوفاة امل�شتبه فيها فقط‪.‬‬
‫وحيث �أن ما �أقدم عليه قا�ضي التحقيق من �إ�صدار �أمر بانتفاء وجه الدعوى‬
‫بعد انتهاء بحثه مل يكن �صائ ًبا بل كان عليه �أن يكتفي ب�إر�سال �أوراق الق�ضية �إىل‬
‫النيابة دون حاجة �إىل �إ�صدار �أمر ق�ضائي وللنيابة الت�صرف يف �أوراق الق�ضية‬
‫�إما بحفظها �أو بفتح حتقيق بتهمة حمد ّدة �ضد �شخ�ص م�سمى �أو غري م�سمى �إن‬
‫ارت ـ ـ�أت ذلك‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪405‬‬
‫ملف رقـم ‪755250‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫وحيث �أنه كان على غرفة االتهام �إلغاء الأمر امل�ست�أنف و�إرجاع ملف لق�ضية‬
‫�إىل النيابة للت�صرف فيه طب ًقا ملا تراه منا�سبـ ـ ــا‪.‬‬
‫وحيث �أن غرفة االتهام وبعدم ق�ضائها بذلك فقد �شابت قرارها بعيب‬
‫خمالفة القانون الذي ي�ستوجب النق�ض والإبطال مع متديد البطالن �إىل الأمر‬
‫امل�ست ـ ـ ـ ـ ـ ـ�أنف‪.‬‬
‫وحيث �أنه مل يبق يف النزاع ما ي�ستوجب الف�صل فال حاجة للإحالة �إذن وما‬
‫على النيابة �إال الت�صرف يف �أوراق الق�ضية ح�سبما تراه �إما بحفظها �أو بفتح‬
‫حتقيق ق�ضائـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة علـ ــى النيابـ ــة العامـ ــة‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�سـبــــــــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمــــة العليــــا ‪ -‬الغرفــــة اجلنائيــــة‪:‬‬
‫بقبـ ــول طعن النائب العام �شكال ومو�ضـوعـا وبنق�ض و�إبطال القرار املطعون‬
‫فيه مع متديد البطالن �إىل الأمر امل�ست�أنف دون �إحالة و�صرف النيابة ملا ت ـ ــراه‬
‫منا�سب ـ ــا‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة علـ ــى عـ ــاتق اخلزينـ ــة العامـ ــة‪.‬‬
‫ب ـ ــذا �صـدر القـرار بالتـاريـخ املـذكور �أعاله من قبـل املحكمة العليـا‪-‬الغرفـ ــة‬
‫اجلنائيـ ــة‪-‬الق�سـ ــم الأول‪-‬املرتكبـ ــة مـ ــن ال�سـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫حم ـ ــدادي مب ـ ـ ــروك‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫لويفـ ـ ــي الب�شيـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قرمو�ش عبد اللطيف‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫عبـ ـ ــد النور بوفلج ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو�شي ـ ــرب خل�ضـ ـ ـ ــر‬
‫بحــ�ضــور ال�سي ــدة ‪ :‬درو�ش فاطمة‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬
‫و مب�ســاعـدة ال�س ــيدة ‪ :‬بلواهري ابت�سام‪�-‬أمـيــن الـ�ضـبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪406‬‬
‫ملف رقـم ‪764099‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫ملف رقـــم ‪ 764099‬قــــرار بتاريخ ‪2011/11/17‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ب‪.‬ع )‪( ،‬ب‪.‬ا)‪( ،‬ع‪ .‬ح) و(ك ب) �ض ــد النياب ــة العام ــة‬

‫املو�ضـــــوع ‪ :‬حتقيق‪-‬غرفـــــة االتهــــام‪�-‬صيغــــــة‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬امل ــادة ‪.1/68 :‬‬

‫املـبــد�أ‪ :‬ق�ضاء التحقيق ال يبحث فيما �إذا كان املتهم مدانا باجلرم‬
‫املن�سوب �إليه‪ ،‬من باب �أن ترجيح الإدانة هو مقيا�س االتهام‪،‬‬
‫واجلزم باليقني هو مقيا�س احلكـــــم‪.‬‬

‫يتعني علــــى غرفة االتهام‪ ،‬ا�ستعمال �صيغـــــة الإمكــــان‬


‫والرتجيح‪ ،‬ولي�س مــــا يفيد اليقني والف�صــــل يف املو�ضوع‪ ،‬قبــــل‬
‫املحاكمـــــة‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــــة العـليـــــــــا‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد عبد النور بوفلجة امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريره‬
‫املكتوب و�إىل ال�سيد حمدي با�شا الهادي املحامي العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‬
‫والرامية �إىل رف�ض الطعن‪.‬‬
‫ف�صال يف الطعـون بالنق�ض املرفوعـة من طرف ‪:‬‬
‫‪( – )1‬ب‪ .‬ع) ‪( – )2‬ب‪ .‬ا)‪( – )3 .‬ع‪ .‬ح) ‪( – )4‬ك‪ .‬ب) (متهمني )‪.‬‬
‫�ضد القرار ال�صادر عن غرفة االتهام مبجل�س ق�ضاء البليدة بتاريخ‬
‫‪ 2011/01/05‬والقا�ضي ب�إحالتهم ( ك ّل وما يخ�صه ) على حمكمة اجلنايات‬
‫لأجل جناية و�ضع ال ّنار عمدً ا يف مبنى غري م�سكون �إ�ضرا ًرا بال�ضحية (م‪.‬م)‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪407‬‬
‫ملف رقـم ‪764099‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫بال�سالح �إ�ضرا ًرا بال�ضحية (م‪ .‬ع) الأفعال املنوه‬ ‫وجنحة ال�ضرب واجلرح العمدي ّ‬
‫واملعاقب عليها باملواد ‪ 266 - 396 :‬من قانون العقوبات‪.‬‬
‫بعد االطالع على املذكرة امل�شرتكة للطاعنني جميعهم املت�ضمنة وجهني‬
‫للنق�ض‪.‬‬
‫وعلـــيه فــ�إن املحكمــة العليـــــــــــا‬
‫من حيـث الـ�شكـــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أن طعون املتهمني‪( :‬ب‪.‬ع)‪( ،‬ب‪.‬ا)‪( ،‬ع‪ .‬ح)‪( ،‬ك‪ .‬ب) ا�ستوفت الأو�ضاع‬
‫وال�شروط املقرة قانونا فيتعني قبولها �شكـ ـ ــال‪.‬‬
‫مــــن حيث املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أن الطاعنني �أودعـوا مذكـرة م�شرتكة بوا�سطة حماميهم الأ�ستاذ �أمرزان‬
‫عمار املعتمد لدى املحكمة العليا �أثـاروا فيها وجهني للنق�ض ‪:‬‬
‫الأول ‪ :‬م�أخـوذ من خمالفة القواعد اجلوهرية يف الإجــــراءات‪،‬‬
‫الثانــــي ‪ :‬م�أخــــوذ مـــن الق�صــــور يف الت�سبيب‪،‬‬
‫وعـن الوجــــه الثانــــي ‪ :‬امل�أخوذ من الق�صور يف الت�سبيب امل�ؤدي وحده‬
‫للنق�ض‪،‬‬
‫بدعوى �أن غرفة االتهام اكتفت بت�سبيب قرارها على �أن املتهمني ا�شتغلوا‬
‫باملزرعة وقاموا ب�إ�ضرام النار مب�سكن غري م�سكون و�أنهم تهجموا على احلار�س‬
‫وقامـ ــوا بتك�سري النوافذ والطاوالت وان�صرفت �إرادتهم �إىل ارتكاب الفع ـ ــل‬
‫الإجرامي وتوجد قرائن قوية وكافية على ارتكابهم اجلناية واجلنحة املبينتني‬
‫يف قـ ــرار الإحال ـ ــة‪.‬‬
‫�أنّ غـرفة االتهام �أغفلت ذكر القرائن القوية التي َت ْب َعثُ على االعتقاد �أن‬
‫املتهمني قامـوا باجلرم املتابعني به‪.‬‬
‫وحيث �أن الرا�سخ فقها وق�ضا ًء �أن ق�ضاء التحقيق ال يبحث فيما �إذا كان‬
‫املتهم ُمدا ًنا باجلرم املن�سوب �إليه و�إمنا يف ترجيح �أن يكون كذلك ذلك �أن ترجيح‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪408‬‬
‫ملف رقـم ‪764099‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫الإدانة �إمنا هو مقيا�س االتهام و�أن اجلزم باليقني �إمنا هو مقيا�س احلكم و�أن‬
‫الأدلة القاطعة احلا�سمة ال تخل�ص �إ ّال عن حتقيق �شفهي وعلني و�أن التحقيق‬
‫املكتوب ال يوفر �إ ّال �أعباء وقرائن من �ش�أنها �إذا ثبتت �أن ت�ؤدي �إىل الإدانة‪.‬‬
‫أي�ضا �أن ق�ضاة غرفة االتهام ال يجزمون باليقني با�ستعمال‬ ‫وحـيث �أ ّنه قد ر�سخ � ً‬
‫�صيغة املا�ضي �أو احلا�ضر كا َّلذي فعلته غرفة االتهام يف قرار احلال على نحو‬
‫(�أن املتهمني‪.... :‬قاموا ب�إ�ضرام النريان مب�سكن غـري م�سكون) و( �أن الـمتهمني‬
‫تهجمـوا على املزرعـة ‪.....‬وقـامـوا ‪( )....‬و�أن املتهمني‪....‬اعتدوا ) و�إمنا عليهم‬
‫فح�سب ا�ستعمال �صيغة الإمكــان والرتجيح على نحو ( �أن املتهمني يكونوا قد ‪. )...‬‬
‫وحيث �أنه ويف قرار احلال ف�إن ق�ضاة غرفة االتهام قد حت ّروا اليقني املطلق كما‬
‫لو �أنهم جهة حكم وف�صلوا يف املو�ضوع قبل املحاكمة يف حني كان عليهم االكتفاء‬
‫مبا توفر لديهم من �أعباء وقرائن و�إبرازها وترك الف�صل يف ثبوت اجلرم من‬
‫عدمه ملحكمة املو�ض ـ ــوع‪.‬‬
‫وحـيث �أنهم وقد جـزموا باليقني ب�أ�سباب فا�صلة يف ثبوت اجلرائم على‬
‫املتهمني ف�إن ق�ضاة غرفة االتهام قد عابوا قـرارهم بالق�صور املخل الذي يرتب‬
‫النق�ض والإبطال حتما‪.‬‬
‫فلهــــــذه الأ�ســـــبـــــــاب‬
‫تق�ضــــي املحكمـــة العليـــا ‪ -‬الغرفـــة اجلنائيــــة ‪:‬‬
‫بقبول طعون ‪( )1 :‬ب‪ .‬ع) ‪( )2‬ب‪ .‬ا) ‪( )3‬ع‪.‬ح) ‪( )4‬ك‪.‬ب) �شك ًال ومو�ض ً‬
‫ـوعا‬
‫ونق�ض و�إبطال القرار املطعون فيه و�إحـالة الق�ضية و�أطرافها على نف�س اجلهة‬
‫الق�ضائية م�شكلة ت�شكي ًال مغايـ ًرا للف�صل فيها من جدي ــد‪.‬‬
‫وامل�صـ ــاريف الق�ضائي ــة عل ــى ع ــاتق اخلزين ــة العام ــة‪.‬‬
‫ب ـ ــذا �صدر القرار بالتـاريخ املـذكور �أعاله من قبـل املحكمـة العليا‪-‬الغرفة‬
‫اجلنائيـ ــة‪-‬الق�سم الأول‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪409‬‬
‫ملف رقـم ‪764099‬‬ ‫الغرفة اجلنائيــة‬
‫رئي�س الق�س ـ ــم رئي�س ـ ــا‬ ‫حمـ ــدادي مب ـ ـ ـ ـ ــروك‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــارا مقـ ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫عب ـ ـ ـ ــد النور بوفلجـ ــة‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قـ ــرمو�ش عبد اللطيف‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫لويف ـ ـ ـ ـ ــي الب�شيـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫م�ست�ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫بو�شي ـ ـ ـ ـ ــرب خل�ضـ ـ ــر‬

‫بحــ�ض ـ ــور ال�سيــدة ‪ :‬درو�ش فاطم ـ ـ ــة‪-‬املحـامـي الـعـام‪،‬‬


‫ومب�ســاعـدة ال�س ـيـ ــدة ‪ :‬بلواهـ ــري ابت�سـ ــام‪�-‬أم ـيـن الــ�ضـبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪410‬‬
‫ثالثـا ‪ :‬من االجتهاد الق�ضائي‬
‫ملحكمـ ــة التن ــازع‬
‫ملف رقـم ‪000109‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫ملف رقــــم ‪ 000109‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/09‬‬
‫ق�ضي ــة (و‪.‬ع) �ضــد بنك الفالحــة والتنميــة الريفيــة ومــن معــه‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬حمكمــــة التنــــازع‪-‬تنــــازع االخت�صــــا�ص‪.‬‬


‫قانـ ــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪ : 03-98 :‬املـ ـ ــادة ‪.15 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال ترفع �أمام حمكمة التنازع‪� ،‬إال املوا�ضيع املتعلقة بتنازع‬
‫االخت�صــــــا�ص‪.‬‬
‫�إن حمكمـــــة التنــــــازع‬
‫يف جل�سته ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ - 1960‬الأبيـ ــار ‪-‬‬
‫اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫وبعـ ـ ــد املداولـ ـ ــة القانوني ـ ـ ــة‪،‬‬
‫�أ�صـ ـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ـ ــي ن�صـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫بعد االطالع على القانون الع�ضوي رقم ‪ 03-98 :‬امل�ؤرخ فـي ‪ 03‬يونيو ‪1998‬‬
‫املتعلق باخت�صا�صات حمكمـة التنازع ‪ ،‬تنظيمها و عملهــا‪،‬‬
‫وبعـ ــد درا�سـ ــة كافـ ــة م�ستنـ ـ ــدات امللف‪،‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد كروغلي مقداد رئي�س حمكمة التنـازع املقرر يف تالوة‬
‫تقريره املكتوب‪ ،‬و �إىل ال�سيدة خريات مليكـة حمافظة الدولة لدى حمكمة التنازع‬
‫يف طلباتها املكتوبـ ـ ــة‪،‬‬
‫حيث �أنه مبوجب عري�ضة م�سجلة بتاريخ ‪ 13‬دي�سمرب ‪ 2010‬لدى كتابة �ضبط‬
‫حمكمة التنازع‪ ،‬طلب ال�سيد (و‪.‬ع) من حمكمة التنازع‪،‬‬
‫‪ -‬تكري�س القرار الإداري ال�صادر يف ‪� 16‬أكتوبر ‪ 1994‬حتت رقم (‪)07-94‬‬
‫امل�ؤيـ ــد بالقرار النهائي ال�صادر عن جمل�س الدولة بتاريـخ ‪ 28‬جـوان ‪ 1999‬رق ــم‬
‫(‪. )147803‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪412‬‬
‫ملف رقـم ‪000109‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬معاينة �أن عقد الت�سيري احلر ملحطة البنزين الكائنة ‪ ....‬ب�سعيدة الزال‬
‫�سـ ــاري املفعـ ـ ــول‪.‬‬
‫‪ -‬معاينة �أن املحطة املذكورة ملك ل�شركة نفطال و قبلها كانت ملك ل�شركة‬
‫�سوناطراك كما هو ثابت من عقد ملكية القطعة الأر�ضية التي �شيدت فوقها‬
‫حمطة البنزين بتاريخ ‪ 22‬مار�س ‪( 1957‬جملد ‪ ،3048‬رقـ ــم ‪.)15‬‬
‫‪ -‬و معاينة وجود تنازع �سلبي و �إيجابي يف االخت�صا�ص‪.‬‬
‫‪ -‬و معاينة �أن املدعي تعر�ض ل�ضرر ج�سيم من جراء �أخذ �شركة نفطال حمطة‬
‫البنزين الكائنة ‪ ....‬ب�سعيدة و ت�سليمها لوالية �سعيدة التي تنازلت عنها بنف�سها‬
‫ل�صالح بنك الفالحة و التنمية الريفية ب�سعيدة‪.‬‬
‫‪-‬و �أن املحطة املذكورة توجد الآن يف حالة من الإهمال و بالنتيجة يلتم�س من‬
‫حمكمة التنازع ‪:‬‬
‫‪� -‬إبطال القرار املدين ال�صادر يف ‪� 22‬أكتوبر ‪( 2005‬حتت رقم ‪)04/1636‬‬
‫القا�ضي بطرده من حمطة البنزين و�إلزامه بدفع مبلغ ‪ 2.000.000‬دج كتعوي�ض‪.‬‬
‫‪� -‬إبطال القرار املدين ال�صادر يف ‪ 24‬جويلية ‪( 2004‬رقم‪ )03/112‬الذي‬
‫�أيد احلكم ال�صادر يف ‪ 18‬فيفري ‪( 2003‬رقم ‪.)01/2890‬‬
‫‪ -‬وت�أييد القرار الإداري ال�صادر يف ‪ 08‬ماي ‪( 2000‬حتت رق ــم ‪)2000/108‬‬
‫القا�ضي ب�إبرام ال�صلح بني الطرفني �شرط ت�سليم حمطة البنزين ال�سالفة الذكر‬
‫للمدعـ ـ ــي‪.‬‬
‫و عليـــــــــــه ‪:‬‬
‫عــــن قبــــول عري�ضــــة ال�سيــــــــــد (و‪.‬ع)‪:‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه �سبق لل�سيد (و‪.‬ع) و �أن جل�أ �إىل حمكمة التنازع بتاريخ ‪� 08‬أكتوبر‬
‫‪ 2009‬طالبا منها الف�صل يف تنازع االخت�صا�ص الناجم عن قرارات �صادرة عن‬
‫جهات ق�ضائية خا�ضعة لنظام الق�ضاء الإداري وجهات ق�ضائية خا�ضعة لنظام‬
‫الق�ضاء العادي بخ�صو�ص النزاع القائم بينه و بني والية �سعيدة و �شركة نفطال‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪413‬‬
‫ملف رقـم ‪000109‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬حيث �إن حمكمة التنازع �أ�صدرت قـرارا بتاريـخ ‪ 17‬ماي ‪( 2010‬رقم ‪)89‬‬
‫عاينت مبوجبه وجود تنازع �سلبي يف االخت�صا�ص ناجم عن القرار ال�صادر عن‬
‫الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء �سعيدة بتاريخ ‪ 07‬نوفمرب ‪ 1993‬الذي �صرحت‬
‫مبوجبه هذه اجلهة الق�ضائية بعدم اخت�صا�صها معتربة �أن قرار التنازل عن‬
‫القطعة الأر�ضية التي �شيدت فوقها حمطة البنزين قد اتخذه وايل والية �سعيدة‬
‫بتاريخ ‪ 06‬نوفمرب ‪ 1981‬و القرار ال�صادر عن جمل�س الدولة بتاريخ ‪ 11‬جوان‬
‫‪ 2001‬الذي �أخرجت مبوجبه هذه اجلهة الق�ضائية وايل والية �سعيدة من اخل�صام‬
‫و �صرحت بعدم اخت�صا�ص اجلهة الق�ضائية الإدارية للف�صل يف النزاع ‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه و بعد معاينتها التنازع ال�سلبي الناجم عن القرارين املذكورين‬
‫�أعاله ‪ ،‬ق�ضت حمكمة التنازع ب�أن قرار جمل�س الدولة ال�صادر بتاريخ ‪ 11‬جوان‬
‫‪ 2001‬باطل و ال �أثر له و القول ب�أن هذه اجلهة الق�ضائية خمت�صة للف�صل يف‬
‫النزاع و بالنتيجة �أحالت الق�ضية و الأطراف �إىل هذه اجلهة الق�ضائية للف�صل‬
‫فيها وفقا للقانون‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه ال ميكن اللجوء �إىل حمكمة التنازع �إال بغر�ض الف�صل يف تنازع‬
‫االخت�صا�ص بني اجلهات الق�ضائية اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء العادي و اجلهات‬
‫الق�ضائية اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء الإداري كما هو من�صو�ص عليه يف املادة ‪03‬‬
‫من القانون رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬املتعلق باخت�صا�صات حمكمة‬
‫التنازع و تنظيمهـا و عملها‪.‬‬
‫و �أن املادة ‪ 15‬من نف�س القانون رقم ‪ 03-98‬تن�ص على �أنه " ال ترفع �أمام‬
‫حمكمة التنازع �إال املوا�ضيع املتعلقة بتنازع االخت�صا�ص"‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إن طلب املدعي الرامي �إىل احل�صول على �شيء �آخر غري الف�صل يف‬
‫التنازع ال�سلبي �أو الإيجابي يف االخت�صا�ص بالتايل غري مقبول‪.‬‬
‫لهـــــــــــذه الأ�سبـــــــــــــاب‬
‫تقــــرر حمكمــــة التنــــــــازع ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪414‬‬
‫ملف رقـم ‪000109‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫املــــــادة ‪ : 01‬ع ـ ــدم قبـ ـ ـ ــول الدعـ ـ ـ ــوى‪.‬‬
‫املــــــادة ‪ : 02‬امل�صـ ـ ـ ــاريف علـ ـ ـ ــى املدعـ ـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫بذا �صدر القرار و وقع الت�صريح به فــي اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ التا�سع‬
‫من �شهر جانفي �سنة �ألفني و اثني ع�شر ميالدية من قبل حمكمة التنازع املرتكبـة‬
‫مـ ـ ـ ــن ال�سـ ـ ـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س حمكمة التنازع مقررا‬ ‫كروغلـ ــي مق ـ ـ ـ ــداد‬


‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫بوزيانـ ـ ــي نذيـ ـ ـ ـ ــر‬
‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫لعم ـ ـ ــوري حممـ ـ ــد‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولـة‬ ‫من ـ ـ ـ ــور نعيم ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولة‬ ‫رحمونـ ـ ــي فوزي ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــار مبجل�س الدولـ ـ ــة‬ ‫ح�سان عبد احلميـد‬

‫بح�ضـ ــور ال�سيـ ــدة ‪ :‬خريات مليكة‪ -‬حمافظة الدولة لدى حمكمة التنازع‪،‬‬
‫و مب�ساعـ ــدة ال�سيـ ــد ‪ :‬حمـ ــدي عبـ ــد احلميـ ــد‪�-‬أميـن ال�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪415‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫ملف رقــــم ‪ 000112‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/09‬‬
‫ق�ضيـ ـ ـ ـ ـ ــة (ب‪.‬م) �ضـ ـ ـ ــد �شركـ ـ ـ ــة �سونلغـ ـ ـ ــاز‬

‫املو�ضــوع‪ :‬حمكمـــة التنازع‪-‬تنازع االخت�صا�ص‪-‬تنازع �سلبي‪-‬ق�ضـــاء‬


‫عــــــاد‪.‬‬
‫ٍ‬
‫قانـ ـ ـ ــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪.03-98 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬الق�ضـــاء العادي هو املخت�ص بالف�صل يف النزاع القائـــم‬


‫بني �شخ�ص طبيعــي وبني م�ؤ�س�سة عمومية اقت�صادية (�شركـــة‬
‫�سونلغـــاز)‪ ،‬بخ�صو�ص مترير �أنبوب غاز على قطعة �أر�ضيـــة‪.‬‬

‫�إن حمكمـــــة التنــــــازع‬


‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪-1960‬الأبيـ ــار‪-‬‬
‫اجلزائـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫وبعـ ـ ـ ــد املداولـ ـ ـ ــة القانوني ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫�أ�صـ ـ ـ ــدرت القـ ـ ـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بعد االطالع على القانون الع�ضوي رقم ‪ 03-98 :‬امل�ؤرخ فـي ‪ 03‬يونيو ‪1998‬‬
‫املتعلق باخت�صا�صات حمكمـة التنازع ‪ ،‬تنظيمهـا و عملها‪،‬‬
‫وبعـ ـ ـ ــد درا�سـ ــة كافـ ــة م�ستنـ ـ ـ ــدات امللف‪،‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد كروغلي مقداد رئي�س حمكمة التنـازع املقرر يف تالوة‬
‫تقريره املكتوب‪ ،‬و�إىل ال�سيدة خريات مليكة حمافظة الدولة لدى حمكمة التنازع‬
‫يف طلباتها املكتوبـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪416‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫حيث �أنه مبوجب عري�ضة م�سجلة بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪ 2011‬لدى كتابة �ضبط‬
‫حمكمة التنازع‪ ،‬جل�أ ال�سيد ( ب‪.‬م) �إىل حمكمة التنازع طالبا منها الف�صل يف‬
‫تنازع االخت�صا�ص الناجم عن‪:‬‬
‫‪ -‬القرار ال�صادر عن الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء اجللفة بتاريخ ‪ 01‬جوان‬
‫‪( 2004‬حتت رقم ‪ )2004/22‬القا�ضي ب�إلغاء احلكم ال�صادر عن حمكمة‬
‫اجللفة بتاريخ ‪� 28‬سبتمرب ‪( 2003‬رقم ‪ ،)2003/169‬الذي �صادق على تقرير‬
‫اخلبري ترمول حممد وحكم على �شركة �سونلغاز باجللفة بدفع مبلغ ‪652200‬‬
‫دج للمدعي على �سبيل التعويـ�ض‪ ،‬و ف�صال من جديد �صرح بعدم اخت�صا�ص هذه‬
‫اجلهة الق�ضائية نوعيا للف�صل يف النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬و القـرار ال�صادر عن جمل�س الدولة بتاريخ ‪ 27‬دي�سمبـر‪( 2006‬حتت رقم‬
‫‪ )27190‬الذي �ألغى القرار ال�صادر عن الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء اجللفة‬
‫بتاريخ ‪ 29‬جانفي ‪ ( 2005‬رقم ‪ )2007/183‬الذي �أمر ب�إجراء خربة ‪ ،‬و ف�صال‬
‫من جديد �أخرج والية اجللفة من اخل�صام و �صرح بعدم اخت�صا�ص اجلهة‬
‫الق�ضائية الإدارية نوعيا للف�صل يف النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬وتعيني اجلهة الق�ضائية املخت�صة للف�صل يف الن ـ ــزاع ‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إن املدعي عر�ض �أنه رفع بتاريخ ‪� 25‬سبتمرب‪ 2000‬دعوى ق�ضائيـ ــة‬
‫�ضد �شركة �سونلغاز �أمام الق�سم املدين ملحكمة اجللفة مطالبا بالتعوي�ض عن‬
‫ال�ضرر الذي �أحلقته به هذه ال�شركة من جراء مترير �أنابيب الغاز على القطعة‬
‫الأر�ضية التي ميلكهـ ــا‪.‬‬
‫‪ -‬و�إنه و مبوجب احلكم ال�صادر بتاريخ ‪ 24‬دي�سمرب‪( 2000‬رقم ‪ )244‬عينت‬
‫هذه اجلهة الق�ضائية خبريا بغر�ض تقييم هذا ال�ضرر و بعد �إعادة ال�سري يف‬
‫الدعوى بعد اخلربة حكمت على ال�شركة املدعى عليها بدفع مبلغ ‪ 652200‬دج‬
‫للمدعى عليه على �سبيل التعوي�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪417‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬و �إنه و على �إثر ا�ستئناف �شركة �سونلغاز‪� ،‬ألغت الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء‬
‫اجللفة مبوجب القرار ال�صادر عنها بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ( 2004‬رقم ‪)2004/22‬‬
‫احلكم حمل اال�ستئناف‪ ،‬و ف�صال من جديد ‪� ،‬صرحت بعدم اخت�صا�ص هذه‬
‫اجلهة الق�ضائية نوعيا للف�صل يف النزاع معتربة �أن امل�شروع املنجز من قبل �شركة‬
‫�سونلغاز يكت�سي طابع املنفعة العامة و �أن النزاع القائم بني الطرفني لي�س من‬
‫اخت�صا�ص اجلهات الق�ضائية اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء العادي‪.‬‬
‫‪ -‬و �أن هذا القرار كان مو�ضوع طلب �إعادة النظر الذي مت رف�ضه مبوجب‬
‫القرار ال�صادر بتاريخ ‪ 12‬فيفري‪( 2008‬رقم ‪.)07/183‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه و بعد �صدور القرار القا�ضي بعدم اخت�صا�ص الغرفة املدنية ‪،‬‬
‫رفع املدعي �أمام الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء اجللفة دعوى على ال�شركة املدعى‬
‫عليها بح�ضور والية اجللفة و ذلك لنف�س الغاية املعرو�ضة �أمام اجلهات الق�ضائية‬
‫اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء العادي‪.‬‬
‫‪ -‬و �إنه و مبوجب القرار ال�صادر يف ‪ 29‬جانفي ‪( 2005‬رقم ‪)2004/253‬‬
‫عينت هذه اجلهة الق�ضائية كذلك خبريا بغر�ض تقييم ال�ضرر الالحق باملدعى‬
‫عليه‪.‬‬
‫‪ -‬و�إنه و على �إثر ا�ستئناف �شركة �سونلغاز‪� ،‬ألغى جمل�س الدولة مبوجب القرار‬
‫ال�صادر عنه بتاريخ ‪ 27‬دي�سمرب‪( 2007‬رقم ‪ )27190‬القرار امل�ست�أنف و ف�صال‬
‫من جديد �أخرج والية اجللفة من اخل�صام و �صرح بعدم اخت�صا�صه نوعيا للف�صل‬
‫يف النزاع‪.‬‬
‫‪ -‬و لكن حيث �أنه و بعد �إيداع اخلربة امل�أمور بها مبوجب القرار ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪ 29‬جانفي ‪( 2005‬رقم ‪ )2004/253‬جل�أ املدعي جمددا �إىل الغرفة‬
‫الإدارية ملجل�س ق�ضاء اجللفة طالبا امل�صادقة على تقرير اخلربة و احلكم على‬
‫ال�شركة بدفع تعوي�ض له‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪418‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬و�أنه و مبوجب القرار ال�صادر عنها بتاريخ ‪� 01‬أفريل ‪( 2006‬رقم ‪)05/258‬‬
‫�أمرت الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء اجللفة ب�إرجاء الف�صل �إىل غاية ف�صل جمل�س‬
‫الدولة يف اال�ستئناف املرفوع من قبل ال�شركة املدعى عليها بخ�صو�ص القرار‬
‫ال�صادر يف ‪ 29‬جانفي ‪.2005‬‬
‫‪ -‬و�أن القـ ــرار ال�صادر بتاريخ‪� 01‬أفريل ‪( 2006‬رقم ‪ )05/258‬قد تـ ـ ـ ــم‬
‫ت�أييـ ـ ـ ــده مبوجب القرار ال�صادر عن جمل�س الدولة بتاريخ ‪� 26‬سبتمرب‪2007‬‬
‫(رقـ ـ ـ ــم ‪.)34830‬‬
‫‪ -‬و�أن املدعي جل�أ مرة �أخرى �إىل الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء اجللفة بعد‬
‫�صدور قرار جمل�س الدولة بتاريخ ‪� 26‬سبتمرب ‪ 2007‬غري �أن هذه اجلهة الق�ضائية‬
‫رف�ضت دعواه حلجية ال�شيء املق�ضي فيه‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إن املدعي يعترب �أن ثمة تنازع �سلبي يف االخت�صا�ص مبا �أن اجلهات‬
‫الق�ضائية التابعة للنظامني الق�ضائيني قد �صرحت كل منها بعدم اخت�صا�صها‬
‫للف�صل يف النزاع كما يطلب من حمكمة التنازع تعيني اجلهة الق�ضائية املخت�صة‬
‫للف�صل يف النزاع القائم بينه و بني ال�شركة املدعى عليها‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �أن ال�شركة املدعى عليها مل تودع مذكرة �ضمن الآجال القانونية‪.‬‬
‫وعليـــــــــــــــــــه ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــــــــل ‪:‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه طبقا ملقت�ضيات املادة ‪ ، 17‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬املتعلق باخت�صا�صات حمكمة التنازع و تنظيمها و عملها ف�إنه‬
‫ميكن الأطراف املعنية رفع دعواهم �أمام حمكمة التنازع يف �أجل �شهرين ابتداء‬
‫من اليوم الذي ي�صبح فيه القرار الأخري غري قابل لأي طعن‪.‬‬
‫‪ -‬و�أنـ ـ ـ ــه ال يوجد بامللف �أي �أثر عن التبليغ القانوين للقرار الأخيـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫‪ -‬ومبا �أن الآجال مل تنق�ض بعد ف�إن طلب الف�صل يف تنازع االخت�صا�ص املقدم‬
‫بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪ 2011‬من قبل املدعي بالتايل مقبـ ـ ـ ـ ـ ــول‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪419‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫يف املو�ضــــــــوع ‪:‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه ي�ستخل�ص من امل�ستندات و الوثائق املرفقة بامللف �أن املدعي جل�أ‬
‫�إىل اجلهات الق�ضائية اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء العادي ثم اجلهات الق�ضائية‬
‫اخلا�ضعة لنظام الق�ضاء الإداري طالبا التعوي�ض عن ال�ضرر الالحق به من جراء‬
‫مترير �أنبوب غاز على القطعة الأر�ضية التي ميلكها‪.‬‬
‫‪ -‬و �إن اجلهات الق�ضائية التابعة للنظامني الق�ضائيني �صرحت كل منها بعدم‬
‫اخت�صا�صها للف�صل يف هذا النزاع خالقة بذلك تنازع �سلبي يف االخت�صا�ص‪.‬‬
‫‪ -‬حيث �إنه ثابت �أن �شركة �سونلغاز قد مررت �أنبوب غاز على القطعة الأر�ضية‬
‫التي ميلكها املدعي‪.‬‬
‫‪ -‬و �أن والية اجللفة رخ�صت ل�شركة �سونلغاز ب�إجناز هذا امل�شروع غري �أنها‬
‫حددت يف قرارها رقم ‪ 441‬ال�صادر بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪� 2000‬أنه يف حالة ما �أحلق‬
‫هذا امل�شروع �ضررا بالأمالك العمومية �أو اخلا�صة ف�إن هذه ال�شركة تتحمل‬
‫التعوي�ضات عن ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬و مبا �أن النزاع قائم بني �شخ�ص طبيعي خا�ضع للقانون اخلا�ص و م�ؤ�س�سة‬
‫عمومية اقت�صادية ف�إن الف�صل فيه من اخت�صا�ص اجلهات الق�ضائية اخلا�ضعة‬
‫لنظام الق�ضاء العادي‪.‬‬
‫‪ -‬و�أنه و بت�صريحها بعدم اخت�صا�صها ف�إن الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء اجللفة‬
‫مل تقدر وقائع الدعوى تقديرا �سليما لذلك يتعني القول ب�أن القرار ال�صادر عن‬
‫الغرفة املدنية ملجل�س ق�ضاء اجللفة بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ( 2004‬رقم ‪)2004/22‬‬
‫والقرار ال�صادر عن نف�س امللج�س الق�ضائي بتاريخ ‪ 12‬فيفري ‪( 2008‬رقم‬
‫‪ )07/183‬القا�ضي برف�ض طلب التما�س �إعادة النظر باطالن و ال �أثر لهما‬
‫و�إحالة الق�ضية و الأطراف �إىل هذه اجلهة الق�ضائية للف�صل فيها وفقا للقانون‪.‬‬
‫لهــــــــــــــــذه الأ�سبــــــــــــــــــاب‬
‫تقــــــــــــرر حمكمــــــــة التنــــــــــــازع ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪420‬‬
‫ملف رقـم ‪000112‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫املــــــــــــادة ‪ : 01‬قبول الدعوى �شكال‪.‬‬
‫املــــــــادة ‪ : 02‬القول بوجود تنازع �سلبي يف االخت�صا�ص بني القرار ال�صادر‬
‫عن جمل�س ق�ضاء اجللفة بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪ ( 2004‬حتت رقم ‪)2004/501‬‬
‫و القرار ال�صادر عن جمل�س الدولة بتاريخ ‪ 27‬دي�سمرب ‪( 2006‬حتت رق ـ ــم‬
‫‪.)27190‬‬
‫املــــــــادة ‪ : 03‬القول ب�أن الق�ضاء العادي هو املخت�ص للف�صل يف النزاع‪.‬‬
‫املــــادة ‪ : 04‬القول ب�أن القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء اجللفة باطل و ال‬
‫�أثـر له و �إحالة الدعوى و الأطراف �أمام هذه اجلهة للف�صل فيها طبقا للقانون‪.‬‬
‫املــــــــادة ‪ : 05‬امل�صاريف على اخلزينة العمومية‪.‬‬
‫بذا �صدر القرار و وقع الت�صريح به فــي اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ التا�سع‬
‫من �شهر جانفي �سنة �ألفني و اثني ع�شر ميالدية من قبل حمكمة التنازع املرتكبـة‬
‫من ال�س ـ ـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س حمكمة التنازع مقررا‬ ‫كروغلـ ــي مق ـ ـ ـ ــداد‬


‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫بوزيانـ ـ ــي نذيـ ـ ـ ـ ــر‬
‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫لعم ـ ـ ــوري حممـ ـ ــد‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولـة‬ ‫من ـ ـ ـ ــور نعيم ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولة‬ ‫رحمونـ ـ ــي فوزي ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــار مبجل�س الدولـ ـ ــة‬ ‫ح�سان عبد احلميـد‬

‫بح�ضـ ــور ال�سيـ ــدة ‪ :‬خيـ ــرات مليكـ ــة‪-‬حمافظة الدولة لدى حمكمة التنازع‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ــدة ال�سيـ ــد‪ :‬حمـ ــدي عبـ ــد احلميـ ــد‪�-‬أمي ـ ـ ـ ــن ال�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪421‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫ملف رقـــم ‪ 000119‬قـــــرار بتاريخ ‪2012/01/09‬‬
‫ق�ضيـ ــة (ك‪�.‬س) �ض ــد بلدي ــة بئ ــر غبال ــو ‪ -‬واليـ ـ ــة البويـ ــرة‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬حمكمة التنازع‪-‬تنازع يف االخت�صا�ص‪�-‬إيجار مكان معـــد‬


‫لل�سكن‪-‬قانـون �إجراءات مدنية‪-‬قانون �إجراءات مدنية و �إداريــــــة‪.‬‬
‫قانــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪ : 03-98 :‬امل ـ ــادة ‪.15 :‬‬
‫قانــون الإجــراءات املدنيــة ‪ :‬املـ ــادة ‪ 7 :‬مكــرر‪.‬‬
‫قانون الإجراءات املدنية و الإدارية ‪ :‬امل ــادة ‪.800 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال ي�شكل تنازعا يف االخت�صا�ص‪ ،‬مت�سك الق�ضاء الإداري‬


‫باخت�صا�صه‪ ،‬للف�صل يف نزاع متعلق ب�إيجار مكان معد لل�سكن‪ ،‬طبقا‬
‫لقانـــون الإجراءات املدنية والإدارية‪ ،‬ومت�سك الق�ضاء العـــادي‬
‫باخت�صا�صـــه‪ ،‬بخ�صو�ص نف�س النزاع‪ ،‬طبقا لقانون الإجـــراءات‬
‫املدنيـــة‪.‬‬

‫�إن حمكمــــة التنــــــــازع‬


‫يف جل�ستهـ ــا العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪-1960‬الأبيــار‪-‬‬
‫اجلزائـ ــر‪.‬‬
‫وبعـ ــد املداولـ ــة القانوني ـ ـ ــة‪،‬‬
‫�أ�صـ ــدرت القـ ــرار الآتـ ــي ن�صـ ــه ‪:‬‬
‫بعد االطالع على القانون الع�ضوي رقم ‪ 03-98 :‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬يونيو ‪1998‬‬
‫املتعلق باخت�صا�صات حمكمة التنازع ‪ ،‬تنظيمها و عملهـ ــا‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪422‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫وبعـ ــد درا�سـ ــة كافـ ــة م�ستنـ ـ ــدات امللف‪،‬‬
‫بعــد اال�ستماع �إىل ال�سيد كروغلي مقداد رئي�س حمكمة التن ــازع املقــرر يف‬
‫تالوة تقريره املكتوب‪ ،‬و �إىل ال�سيدة خريات مليكة حمافظة الدولة لدى حمكمة‬
‫التنازع يف طلباتها املكتوبـ ـ ــة‪،‬‬
‫حيث �إنه مبوجب عري�ضة م�سجلة بتاريخ ‪� 26‬أفريل ‪ 2011‬لدى كتابة �ضبط‬
‫حمكمة التنازع‪ ،‬طلب ال�سيد (ك‪�.‬س) من هذه اجلهة الق�ضائية الف�صل يف تنازع‬
‫االخت�صـ ــا�ص الناجـ ــم عـ ـ ـ ــن ‪:‬‬
‫‪ -‬احلكم ال�صادر عن حمكمة عني ب�سام بتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪( 2010‬رقم ‪250‬‬
‫‪ )09/‬الذي �أفرغ احلكم ال�صادر قبل الف�صل يف املو�ضوع بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪2009‬‬
‫(رقم ‪ ) 0073‬و �صادق على تقرير التحقيق املودع لدى كتابة �ضبط املحكمة‬
‫بتاريخ ‪ 26‬مـاي ‪ 2009‬و بالنتيجة حكم على املدعي ب�إرجاع مفاتيح امل�سكن الذي‬
‫كانت ت�سكنه ال�سيدة (ك‪.‬ع) للبلدية املدعى عليها ‪.‬‬
‫‪-‬والقرار اال�ستعجايل ال�صادر عن الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء البويرة بتاريخ‬
‫‪ 02‬جانفي ‪(2011‬رقم ‪ )10/915‬الذي حكم على املدعي بدفع غرامة تهديدية‬
‫قدرها ‪ 5000‬دج ت�سري من يوم تبليغ هذا القرار �إىل غاية التنفيذ الفعلي‪.‬‬
‫‪ -‬والقول ب�أن اجلهات الق�ضائية التابعة لنظام الق�ضاء العادي هي املخت�صة‬
‫للف�صل يف النـ ــزاع‪.‬‬
‫‪-‬و �أن املدعي عر�ض �أن املرحومة (ك‪.‬ع) كانت م�ست�أجرة م�سكنا بلديا كائنا‬
‫بحي ‪ ...‬ببئر غبالو مبوجب عقد �إيجار م�ؤرخ يف ‪ 29‬جوان ‪.1985‬‬
‫‪ -‬و�أنـه بعد وفاة املرحومة (ك‪.‬ع) بتاريخ ‪� 24‬سبتمرب‪ ،2007‬طلبت بلدية‬
‫بئرغبالو من املدعي ت�سليمها مفاتيح امل�سكن الذي كان يقطنه مع ال�سيدة (ك‪.‬ع)‪.‬‬
‫‪ -‬و�أن املدعي رف�ض ذلك ب�سبب �أنه الوارث الوحيد للمرحومة (ك‪.‬ع) و �أنه‬
‫ي�ستفيد من حق البقاء يف الأمكنـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬و�أن البلدية املدعى عليها رفعت دعوى عليه �أمام حمكمة عني ب�سام طالبة‬
‫احلكم عليه بت�سليمها املفاتيح و ذلك حتت طائلة غرامة تهديدية يوميـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪423‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬و �أنـه و بالرغم من الدفع بعدم االخت�صا�ص الذي �أثاره املدعي �إال �أن حمكمة‬
‫عني ب�سام مبوجب احلكم ال�صادر عنها قبل الف�صل فـ ــي املو�ضوع بتاري ــخ ‪17‬‬
‫جانفي ‪( 2009‬رقم ‪� )0073‬أمرت ب�إجراء حتقيق و بعد �إعادة ال�سري يف الدعوى‬
‫بعد التحقيق حكمت على املدعي مبوجب احلكم ال�صادر يف ‪ 11‬فيفري ‪2010‬‬
‫(رقم ‪ )09/250‬ت�سليم مفاتيح امل�سكن حمل النزاع للبلدية املدعى عليها غري �أنه‬
‫مت رف�ض الطلب القا�ضي ب�إلزامه بدفع غرامة يومية قدرها ‪10.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬و �أن هذا احلكم ال�صادر بتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪� 2010‬أ�صبح نهائيا مبا �أنه مت‬
‫تبليغه ب�شكل قانوين و مل يكن حمل ا�ستئناف‪.‬‬
‫حيث �إن بلدية بئر غبالو و بعد حماولة تنفيذ احلكم ال�سالف الذكر‪ ،‬التي‬
‫باءت بالف�شل‪ ،‬جل�أت �إىل الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء البويرة طالبة احلكم على‬
‫املدعى عليه بدفع غرامة تهديدية يومية يف حال عدم تنفيذ احلكم ال�صادر عن‬
‫حمكمة عني ب�سام بتاريخ ‪ 11‬فيفري ‪.2010‬‬
‫‪ -‬و �أنه و مبوجب القرار ال�صادر بتاريخ ‪ 02‬جانفي ‪( 2011‬رقم ‪)10/915‬‬
‫مت�سكت الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء البويرة‪ ،‬حال ف�صلها يف الق�ضايا‬
‫اال�ستعجالية‪ ،‬باخت�صا�صها و حكمت على املدعى عليه بغرامة تهديدية يومية‬
‫قدرها ‪ 5000‬دج ابتداء من تاريخ تبليغ القرار و ذلك �إىل غاية التنفيذ الفعلي‬
‫للقرار ال�سالف الذكر‪.‬‬
‫حيث �إنه مت تبليغ هذا القرار ال�صـادر ف ــي ‪ 02‬جانف ـ ــي ‪ 2011‬بتاريخ ‪01‬‬
‫مار�س‪ 2011‬و �أ�صبح نهائيا‪.‬‬
‫حيث �إن حمكمة عني ب�سام مت�سكت باخت�صا�صها و رف�ضت طلب البلدية‬
‫املدعى عليها الرامي �إىل احلكم على املدعي بدفع غرامة تهديدية يوميـ ــة‪.‬‬
‫‪ -‬و �أن القا�ضي الإداري مت�سك كذلك باخت�صا�صه و �ألزم املدعي بدفع غرامة‬
‫تهديدية يومية‪.‬‬
‫‪ -‬و �أنه ال ميكن للقا�ضي الإداري �أن ي�أمر بغرامة تهديدية يومية بغر�ض تنفيذ‬
‫حكم �أ�صدره القا�ضي اخلا�ضع لنظام الق�ضاء العـ ــادي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪424‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫‪ -‬و�أنـ ــه و لهذه الأ�سباب يلتم�س املدعي القول ب�أن القا�ضي اخلا�ضع لنظـ ــام‬
‫الق�ضاء العادي هو املخت�ص للف�صل يف طلب احلكم بدفع غرامة تهديديــة‪.‬‬
‫حيث �إن بلديــة بئــرغبالــو لــم تــودع مذكـ ــرة جوابيــة‪.‬‬
‫وعليـــــــــــــه ‪:‬‬
‫يف ال�شكــــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �أنه و طبقا ملقت�ضيات املادة ‪ 17‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬املتعلق باخت�صا�صات حمكمة التنازع و تنظيمها و عملها‬
‫ف�إنه ‪":‬ميكن الأطراف املعنية رفع دعواهم �أمام حمكمة التنازع يف �أجل �شهرين‬
‫ابتداء من اليوم الذي ي�صبح فيه القرار الأخري غري قابل لأي طعن �أمام اجلهات‬
‫الق�ضائية اخلا�ضعة للنظام الق�ضائي الإداري �أو النظام الق�ضائي العادي"‪.‬‬
‫‪ -‬و�أن القــرار الأخري بخ�صو�ص النـ ــزاع احلايل‪� ،‬صادر عن الغرفة الإداريــة‬
‫ملجل�س ق�ضاء البويرة بتاريخ ‪ 02‬جانفــي ‪. 2011‬‬
‫‪ -‬و�أنه مت تبليغ هذا القرار الأخري للمدعي قانونيا بتاريخ ‪ 01‬مار�س ‪2011‬‬
‫ومل يطعن يف هذا القرار باال�ستئناف كما ي�صرح به يف عري�ضته املودعة بتاريخ‬
‫‪� 26‬أفريل ‪ 2011‬و الرامية �إىل الف�صل يف تنازع االخت�صـ ــا�ص‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �إنه ي�ستخل�ص من امل�ستندات و الوثائق املرفقة بامللف �أن بلدية بئر غبالو‬
‫جل�أت �إىل الق�سم املدين مبحكمة عني ب�سام طالبة منها احلكم على املدعى عليه‬
‫بت�سليمها مفاتيح امل�سكن املتنازع عليه حتت طائلة غرامة تهديدية يومية قدرها‬
‫‪10.000‬دج‪.‬‬
‫‪ -‬و�إن حمكمة عني ب�سام و بعد �أمرها مبوجب احلكم ال�صادر قبل الف�صل‬
‫يف املو�ضوع بتاريخ ‪ 17‬جانفي ‪ 2009‬ب�إجراء حتقيق بغية الت�أكد من �أن املدعي‬
‫كان ي�شغل امل�سكن مع املرحومة (ك‪.‬ع)‪ ،‬ق�ضت بعد �إعادة ال�سري يف الدعوى بعد‬
‫التحقيق باحلكم على املدعى عليه بت�سليم مفاتيح امل�سكن مبوجب احلكم ال�صادر‬
‫عنها بتاريـخ ‪ 11‬فيفري ‪ 2010‬و مل تنطق بالغرامة التهديدية ب�سبب �أنه ال يوجد‬
‫ما يثبت �أن املدعى عليه لن ينفذ احلكم املذكــور‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪425‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫حيث �أن حمكــمة عني ب�سام مت�سكت باخت�صا�صها م�ستندة يف ذلك �إلـ ــى‬
‫مقت�ضيات املادة ‪ 7‬مكرر من قانون الإجراءات املدنية القدمي معتربة �أن الأمر‬
‫يتعلق بنزاع متعلق ب�إيجار مكان معد لل�سكـ ــن‪.‬‬
‫‪ -‬و �أنه و طاملا �أن مقت�ضيات املادة ‪ 7‬مكرر من قانون الإجراءات املدنية القدمي‬
‫قد مت �إلغا�ؤه باملادة ‪ 1064‬من قانون الإجراءات املدنية و الإدارية‪ ،‬مت�سكت الغرفة‬
‫الإدارية ملجل�س ق�ضاء البويرة باخت�صا�صها تطبيقا ملقت�ضيات املادة ‪ 800‬من‬
‫قانون الإجراءات املدنية و الإدارية و حكمت على املدعي بدفع غرامة تهديدية‬
‫يومية قدرها ‪ 5000‬دج بعد �أن قدمت البلدية املدعى عليها حم�ضر عدم االمتثال‬
‫حمرر من قبل املح�ضر الق�ضائي طيب م�صطفى بتاريخ ‪� 01‬سبتمرب‪.2010‬‬
‫حيث �إن حمكمة عني ب�سام ت�صرفت يف �إطار االخت�صا�ص املمنوح لها مبوجب‬
‫املادة ‪ 7‬مكرر من قانون الإجراءات املدنية القدمي و �أن الغرفة الإدارية ملجل�س‬
‫ق�ضاء البويرة ت�صرفت كذلك يف �إطار اخت�صا�صها ذلك بعد �إلغاء مقت�ضيات‬
‫املادة ‪ 7‬مكرر من قانون الإجراءات املدنية وطبقا ملقت�ضيات املادة ‪ 2‬من قانون‬
‫الإجراءات املدنيـة و الإدارية اجلديـ ــد‪.‬‬
‫‪ -‬و �إنــه ال يوجــد بالتالــي تنــازع يف االخت�صـ ــا�ص‪.‬‬
‫لهـــــــــــذه الأ�سبــــــــــــاب‬
‫تقــــرر حمكمــــة التنــــــازع ‪:‬‬
‫املــــادة ‪ :01‬قب ـ ــول الدعـ ــوى �شكـ ـ ـ ــال‪.‬‬
‫املــــادة ‪ : 02‬القـ ـ ـ ــول ب�أال حمـ ــل للتنـ ــازع يف االخت�صـ ـ ـ ــا�ص‪.‬‬
‫املــــادة ‪ : 05‬امل�صـ ـ ـ ــاريف علـ ـ ـ ــى املدعـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫بذا �صدر القرار و وقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ التا�سع‬
‫من �شهر جانفي �سنة �ألفني و اثني ع�شر ميالدية من قبل حمكمة التنازع املرتكبة‬
‫من ال�س ـ ـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪426‬‬
‫ملف رقـم ‪000119‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫رئي�س حمكمة التنازع مقررا‬ ‫كروغلـ ــي مق ـ ـ ـ ــداد‬
‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫بوزيانـ ـ ــي نذيـ ـ ـ ـ ــر‬
‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫لعم ـ ـ ــوري حممـ ـ ــد‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولـة‬ ‫من ـ ـ ـ ــور نعيم ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولة‬ ‫رحمونـ ـ ــي فوزي ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــار مبجل�س الدولـ ـ ــة‬ ‫ح�سان عبد احلميـد‬

‫بح�ضـ ــور ال�سيـ ــدة ‪ :‬خريات مليكة‪-‬حمافظة الدولة لدى حمكمة التنـ ــازع‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ــدة ال�سيـ ــد ‪ :‬حمـ ــدي عبـ ــد احلميـ ــد‪�-‬أمي ـ ـ ـ ــن ال�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪427‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫ملف رقــــم ‪ 000120‬قــــرار بتاريخ ‪2012/01/09‬‬
‫ق�ضيــة (�س‪.‬ع) �ضد ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري لوالية باتنة ومن معـ ــه‬

‫املو�ضـوع‪ :‬حمكمة التنازع‪-‬تنازع يف االخت�صا�ص‪�-‬شرط نف�س النزاع‪-‬‬


‫عــــاد‪-‬ق�ضـــــاء �إداري‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ق�ضـــاء‬
‫قانـ ــون ع�ضـ ــوي رقـ ــم ‪ : 03-98 :‬املـ ـ ـ ــادة ‪.15 :‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬ال يعــد تنازعا يف االخت�صا�ص‪ ،‬ف�صل الق�ضاء العــادي يف‬


‫طلب تعوي�ض عن بناء �سكنات على قطعة �أر�ضية‪ ،‬و ف�صل الق�ضــاء‬
‫الإداري يف دعوى �إبطال عقد توثيقي‪ ،‬من�صب على نف�س القطعة‬
‫الأر�ضيـــة‪ ،‬وذلك النعدام �شرط نف�س النــــزاع‪.‬‬

‫�إن حمكمـــــة التنــــــازع‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها �شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪-1960‬الأبيـ ـ ـ ــار‪-‬‬
‫اجلزائـ ـ ــر‪.‬‬
‫وبعـ ـ ـ ــد املداولـ ـ ـ ــة القانوني ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫�أ�صـ ـ ـ ــدرت القـ ـ ـ ــرار الآتـ ـ ـ ــي ن�صـ ـ ـ ــه ‪:‬‬
‫وبعد االطالع على القانون الع�ضوي رقـ ــم ‪ 03-98 :‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬يونيو ‪1998‬‬
‫املتعلق باخت�صا�صات حمكمة التنازع‪ ،‬تنظيمهـا و عملهـ ــا‪،‬‬
‫وبعـ ـ ـ ــد درا�سـ ــة كافـ ــة م�ستنـ ـ ـ ــدات امللف‪،‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد كروغلي مقداد رئي�س حمكمة التنـازع املقرر يف تالوة‬
‫تقريره املكتوب‪ ،‬و �إىل ال�سيدة خريات مليكة حمافظة الدولة لدى حمكمة التنازع‬
‫يف طلباتها املكتوبـ ـ ـ ـ ـ ــة‪،‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪428‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫حيث �إنه مبوجب عري�ضة م�سجلة بتاريخ ‪� 27‬أفريل ‪ 2011‬لدى �أمانة �ضبط‬
‫حمكمة التنازع طلب ال�سيد (�س‪.‬ع) من حمكمة التنازع معاينة التنازع ال�سلبي يف‬
‫االخت�صا�ص الناجم عن‪:‬‬
‫‪ -‬القـرار ال�صـادر عـن جمل�س الدولة بتاريـخ ‪� 08‬أكتوبر‪( 2001‬حتت رقـ ــم‬
‫‪ )4361‬الذي �ألغى القرار ال�صادر عن الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء باتنة بتاريخ‬
‫‪ 14‬جوان ‪ 1999‬و ف�صال من جديد �صرح ب�أن الغرفة الإدارية للمجل�س الق�ضائي‬
‫مل تكن خمت�صة للف�صل يف النـ ــزاع‪.‬‬
‫‪-‬والقـرار ال�صادر عن الغرفة العقارية للمحكمة العليا بتاريخ ‪� 15‬أكتوبر‪2009‬‬
‫( حتت رقم ‪ )546143‬الذي نق�ض دون �إحالة قرار الغرفة العقارية ملجل�س ق�ضاء‬
‫باتنة ال�صادر يف ‪ 25‬دي�سمرب‪ ( 2007‬حتت رقم ‪ ،)07/2098‬مع متديد النق�ض‬
‫�إىل حكم حمكمة باتنة ال�صادر يف ‪ 09‬جانفي ‪( 2007‬رقم ‪ )06/598‬معتربا �أن‬
‫اجلهة الق�ضائية املدنية مل تكن خمت�صة للف�صل يف النزاع‪.‬‬
‫و�إبطال قرار الغرفة العقارية للمحكمة العليا ال�صادر يف ‪� 15‬أكتوبر ‪2009‬‬
‫و�إحالة الق�ضية �أمام هذه اجلهة الق�ضائية لأنها خمت�صة‪.‬‬
‫حيث �إن املدعي يتم�سك ب�أنه ا�شرتى القطعتني الأر�ضيتني مبوجب عقدين‬
‫توثيقيني بتاريخ ‪ 21‬مار�س ‪(1998‬حتت الرقمني‪ 361‬و ‪ )362‬من لدن ال�سيد‬
‫(ز‪.‬ر)‪ ،‬مب�ساحة �إجمالية تقدر بـ ‪ 600‬م‪ ²‬الواقعة بحي‪ ...‬باتنة‪.‬‬
‫و�أن ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري امتلك هذه القطعة الأر�ضية و�شرع يف‬
‫بناء ‪� 100‬سكن عليها‪.‬‬
‫و �أن املدعي جل�أ �إىل حمكمة باتنة و حت�صل على قرار توقيف الأ�شغال‪ ،‬غري‬
‫�أنه مل يتم توقيف الأ�شغال‪.‬‬
‫و �أنه و بالتوازي مع طلب توقيف الأ�شغال كان قد جل�أ املدعي �إىل الق�سم‬
‫العقاري ملحكمة باتنة و حت�صل على حكم �صادر بتاريخ ‪ 06‬جويلية ‪ ( 2004‬حتت‬
‫رقم ‪ )1619‬الآمر ب�إجراء خبـ ـ ـ ــرة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪429‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫و�أن اخلبري املعني عاين �أن القطعة الأر�ضية حمل النزاع ملك للمدعي و قيمتها‬
‫مببلغ ‪ 780.0000.00‬دج‪.‬‬
‫و�أنـ ـ ـ ــه مت رف�ض هذه اخلربة و مت تعيني خبري �آخـ ـ ـ ــر‪.‬‬
‫و�أن اخلبري الأخري عاين �أن القطعة الأر�ضية حمل النزاع ذات م�ساحة تقدر بـ‬
‫‪ 600‬م‪ ²‬مل يتم دجمها يف االحتياطات العقارية و هي ملك للمدعي و �أنه قيم هذه‬
‫القطعة الأر�ضية مببلغ ‪ 21.000.000‬دج‪.‬‬
‫و �أنه و مبوجب حكم �صادر بتاريخ ‪ 09‬نوفمرب‪( 2007‬رقم ‪� )06/598‬صادقت‬
‫حمكمة باتنة على تقرير اخلربة و �أمرت ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري لوالية‬
‫باتنة بدفع مبلغ ‪ 21.000.000‬دج للمدعي‪.‬‬
‫و �إنه و بناء على ا�ستئناف ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري لباتنة �ألغت‬
‫الغرفة العقارية ملجل�س ق�ضاء باتنة مبوجب قرار �صادر يف ‪ 25‬دي�سمبـ ـ ـ ــر ‪2007‬‬
‫(رقم‪ )07/2098‬احلكم ال�صادر يف ‪ 09‬جانفي ‪ 2007‬و �أمرت ب�إجراء خبـ ـ ـ ــرة‬
‫�أخـ ـ ـ ــرى‪.‬‬
‫و�أن ديوان الرتقية والت�سيري العقاري مل ينفذ القرار ال�صادر يف ‪ 25‬نوفمرب‪2007‬‬
‫الآمر ب�إجراء خربة �أخرى‪ ،‬و هذا ما دفع املدعي �إىل طلب �إبطال الدعوى و‬
‫تقدمي طعن بالنق�ض يف القرار ال�صادر يف ‪ 25‬دي�سمرب‪ 2007‬املذكور �أعاله‪.‬‬
‫و�أنه و مبوجب قرار �صادر يف ‪� 15‬أكتوبر ‪( 2009‬رقم ‪ ) 546143‬نق�ضت الغرفة‬
‫العقارية للمحكمة العليا دون �إحالة القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء باتنة فـي‬
‫‪ 25‬دي�سمرب‪( 2007‬رقم ‪ )07/2098‬مع التمديد �إىل حكم حمكمة باتنة ال�صادر‬
‫بتاريخ ‪ 09‬جانفي‪( 2007‬رقم ‪ )06/ 598‬ب�سبب �أن اجلهة الق�ضائية اخلا�ضعة‬
‫للنظام الق�ضائي العادي غري خمت�صة باعتبار �أن بلدية باتنة طرف يف النزاع‪.‬‬
‫حيث �إن بلدية باتنة رفعت دعوى �ضد املدعي و ال�سيد (ز‪.‬ر) وديوان الرتقية‬
‫و الت�سيري العقاري �أمام الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء باتنة لطلب �إبطال العقود‬
‫التوثيقية لـ (ز‪.‬ر) و كذا عقـ ـ ـ ــود (�س‪.‬ع)‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪430‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫و�أنـ ــه و مبوجب قرار �صادر يف ‪ 13‬دي�سمرب ‪( 2008‬رقم ‪� )3254‬صـ ــرحت‬
‫الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء باتنة بعدم اخت�صا�ص اجلهة الق�ضائية الإدارية‬
‫للف�صل يف النزاع‪.‬‬
‫و �أن بلدية باتنة كانت قد رفعت دعوى �ضد ال�سيد (ز‪.‬ر) لطلب �إبطال عقد‬
‫البيع املحرر يف ‪ 21‬مار�س‪(1998‬رقم‪ )362‬امل�شهر يف ‪ 06‬ماي ‪ ( 1998‬جملد‬
‫‪ 1080‬رقم ‪ )04‬الذي مبوجبه مت بيع القطعة الأر�ضية حمل النزاع للمدعي‪.‬‬
‫و �أنه و مبوجب قرار �صادر يف ‪ 14‬جوان ‪ 1999‬كانت الغرفة الإدارية ملجل�س‬
‫ق�ضاء باتنة قد �أبطلت عقد البيع املربم بني ال�سيد (ز‪.‬ر) وبني املدعي‪.‬‬
‫و�أنه وبناء على ا�ستئناف ال�سيد (ز‪.‬ر) �ألغى جمل�س الدولة مبوجب قرار �صادر‬
‫يف ‪� 08‬أكتوبر ‪ ( 2001‬رقم‪ )4361‬القرار حمل الطعن و ف�صال من جديد �صرح‬
‫بعدم اخت�صا�ص اجلهة الق�ضائية الإداريـ ــة‪.‬‬
‫و�أن القـ ــرار ال�صادر عن جمل�س الدولة يف ‪� 08‬أكتوبـر‪( 2011‬رقـ ــم ‪)4361‬‬
‫والقرار ال�صادر عن الغرفة العقارية للمحكمة العليا يف ‪� 15‬أكتوبر‪( 2009‬رقـ ــم‬
‫‪ )546143‬ي�شكالن تنازعا �سلبيا يف االخت�صا�ص‪ ،‬وبالتايل ف�إن املدعي طلب من‬
‫حمكمة التنازع �إبطال القرار ال�صادر عن الغرفة العقارية للمحكمة العليا و القول‬
‫ب�أن اجلهة الق�ضائية اخلا�ضعة للنظام الق�ضائي العادي هي املخت�صـ ــة‪.‬‬
‫حيث �إن املدعى عليهم مل يودعوا مذكرة جوابية يف الآجال القانونيـ ــة‪.‬‬
‫وعليــــــــــــــــــــه ‪:‬‬
‫يف ال�شكـــــــــــل ‪:‬‬
‫حيث �إن طلب الف�صل يف تنازع االخت�صا�ص قدم طبقا ملقت�ضيات املـ ـ ـ ــادة‬
‫‪ 17‬فقرة ‪ 01‬من القانون الع�ضوي ‪ 03-98‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬املتعلق‬
‫باخت�صا�صات حمكمة التنازع و تنظيمها و عملها و بالتايل فهو مقبـ ـ ـ ــول‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪431‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫يف املو�ضــــــــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �إنه ي�ستخل�ص من امل�ستندات و الوثائق املقدمة يف امللف �أن ال�سيد‬
‫(�س‪.‬ع) رفع يف الأ�صل دعوى �أمام الق�سم العقاري ملحكمة باتنة �ضد بلدية باتنة‪،‬‬
‫و ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري لباتنة لطلب تعوي�ض عن ال�ضرر الالحق به‬
‫جراء بناء �سكنات من طرف ديوان الرتقية والت�سيري العقاري على قطعة �أر�ضية‬
‫يدعـ ــي �أنـ ــه مالكهـ ــا‪.‬‬
‫و �أنه و مبوجب حكم �صادر بتاريخ ‪� 12‬أفريل ‪ 2005‬عينت هذه اجلهة الق�ضائية‬
‫خبريا لتقييم القطعة الأر�ضية حمل اال�ستيالء من طرف ديوان الرتقية و الت�سيري‬
‫العقـ ـ ـ ــاري‪.‬‬
‫و�أنه و بناء على �إعادة ال�سري يف الدعوى بعد اخلربة �أفرغت حمكمة باتنة‬
‫مبوجب حكم �صادر يف ‪ 09‬جانفي ‪( 2007‬حتت رقم ‪ )06/598‬احلكم ال�صادر‬
‫يف ‪� 12‬أفريل ‪ ،2005‬و�صادقت على تقرير اخلربة وحكمت على ديوان الرتقيـ ـ ـ ــة‬
‫و الت�سيري العقاري لباتنة بدفع مبلغ ‪ 21.000.000‬دج للمدعي‪ ،‬قيمة القطعة‬
‫الأر�ضيـ ـ ـ ــة حمـ ـ ـ ــل النـ ـ ـ ــزاع‪.‬‬
‫و�أن ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري لباتنة ا�ست�أنف هذا احلكم �أمام الغرفة‬
‫العقارية ملجل�س ق�ضاء باتنة‪.‬‬
‫و�أنـ ــه ومبوجب قرار �صادر يف ‪ 25‬دي�سمرب‪( 2007‬رقم ‪� )07/2098‬ألغـ ــى‬
‫املجل�س الق�ضائي لباتنة احلكم ال�صادر يف ‪ 09‬جانفي ‪ 2007‬وف�صال من جديد‬
‫�أمر ب�إجراء خربة �أخـ ـ ـ ــرى‪.‬‬
‫و�أن ال�سيد (�س‪.‬ع) قدم طعنا بالنق�ض ب�إدخال بلدية باتنـة‪ ،‬وديوان الرتقية‬
‫والت�سيري العقاري لباتنة و مديرية ال�سكـ ـ ـ ــن والتجهيزات العمومية لباتنـ ـ ـ ــة يف‬
‫اخل�صـ ـ ـ ــام (‪.)DLEP‬‬
‫و�أنـ ــه ومبوجب قـرار �صادر فـي ‪� 15‬أكتوبر ‪( 2009‬حتت رقـ ـ ـ ــم ‪)546143‬‬
‫نق�ضت الغرفة العقارية للمحكمة العليا القرار ال�صادر عن جمل�س ق�ضاء باتنـ ــة‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪432‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫يف ‪ 25‬دي�سمرب‪ 2007‬بدون �إحالة مع متديد النق�ض �إىل احلكم ال�صادر فـي ‪09‬‬
‫جانفي ‪ 2007‬معتربة �أن اجلهة الق�ضائية املدنية غري خمت�صة نوعيا لأن بلدية‬
‫باتنة طرف يف النـ ــزاع‪.‬‬
‫حيث �إنه و عالوة على ذلك‪ ،‬ف�إن بلدية باتنة رفعت دعوى �ضد ال�سيد (�س‪.‬ع)‬
‫و ال�سيد (ز‪.‬ر) �أمام الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء باتنة لطلب �إبطال عقـد البيع‬
‫املحرر من طرف املوثـق بركات الطاهـر يف ‪ 21‬مار�س‪ 1998‬امل�سجل يف ‪ 29‬مار�س‬
‫‪ 1998‬وامل�شهر لدى املحافظة العقارية لباتنة بتاريخ ‪ 06‬ماي ‪( 1998‬جملد‬
‫‪ 1080‬رقـ ــم ‪ )64‬و املن�صب على القطعة الأر�ضية حمل النزاع‪.‬‬
‫و�أنه و مبوجب قرار �صادر يف ‪ 14‬جوان ‪� 1999‬أبطلت الغرفة الإدارية ملجل�س‬
‫ق�ضاء باتنة عقد البيع املذكور‪.‬‬
‫و�أنه و بناء على ا�ستئناف‪� ،‬ألغى جمل�س الدولة مبوجب قرار �صادر يف ‪� 08‬أكتوبر‬
‫‪( 2001‬رقم ‪ )4361‬القرار ال�صادر عن الغرفة الإدارية ملجل�س ق�ضاء باتنة يف‬
‫‪ 14‬جوان ‪ ،1999‬و ف�صال من جديد اعترب �أن اجلهة الق�ضائية الإدارية غري‬
‫خمت�صة لأن عقد البيع الذي مت طلب �إبطاله هو عقد توثيقي و لي�س عقد �إداري‪.‬‬
‫حيث �إنه و �أمام هذين القرارين‪ ،‬اعترب املدعي �أنه يوجد تنازع �سلبي يف‬
‫االخت�صا�ص و طلب من حمكمة التنازع تعيني اجلهة الق�ضائية املخت�صة للف�صل‬
‫فيـ ــه‪.‬‬
‫حيث �إن الدعوى التي انتهت �إىل القرار ال�صادر عن الغرفة العقارية للمحكمة‬
‫العليا يف ‪� 15‬أكتوبر‪( 2009‬رقم ‪ )546143‬رفعت من طرف املدعي �ضد ديوان‬
‫الرتقية و الت�سيري العقاري لباتنة و بلدية باتنة‪ ،‬وكانت ترمي �إىل احل�صول على‬
‫تعوي�ض من �أجل ال�ضرر الذي يكون قد حلق به جراء بناء �سكنات من طرف‬
‫ديوان الرتقية و الت�سيري العقاري على القطعة الأر�ضية التي يدعي �أنه مالكها‪ ،‬يف‬
‫حني �أنه و �أمام اجلهة الق�ضائية الإدارية‪ ،‬ف�إن بلدية باتنة هي من رفعت دعوى‬
‫�ضد املدعي وال�سيد (ز‪.‬ر) لطلب �إبطال العقـد التوثيقي للبيع بتاريخ ‪ 21‬مار�س‬
‫‪ 1998‬و امل�شهر يف ‪ 06‬ماي ‪.1998‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪433‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫حيث �إنه و طبقا ملقت�ضيات املادة ‪ 15‬من القانون الع�ضوي رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 03‬جـ ــوان ‪ 1998‬املتعلق باخت�صا�صات حمكمة التنازع و تنظيمها و عملها‪،‬‬
‫ف�إنه ال ميكن التقا�ضي �أمام هذه اجلهة الق�ضائية �إال بخ�صو�ص امل�سائل املتعلقة‬
‫بتنـ ـ ـ ــازع االخت�صـ ـ ـ ــا�ص‪.‬‬
‫و�أن املادة ‪ 16‬من نف�س القانون تن�ص على �أن التنازع يف االخت�صا�ص يكون‬
‫عندما تق�ضي جهتان ق�ضائيتان �إحداهما تابعة للق�ضاء العادي والأخرى للق�ضاء‬
‫الإداري باخت�صا�صهما �أو بعدم اخت�صا�صهما للف�صل يف نف�س النـ ــزاع‪.‬‬
‫و�أن الفقرة ‪ 2‬من املادة املذكورة من القانون رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬جوان‬
‫‪ 1998‬املذكور �أعاله تن�ص على �أنه يق�صد بنف�س النزاع عندما يتقا�ضى الأطراف‬
‫بنف�س ال�صفة �أمام جهة �إدارية و �أخرى ق�ضائية‪ ،‬ويكون الطلب مبنيا على نف�س‬
‫ال�سبب و نف�س املو�ضوع املطروح �أمام القا�ضـ ــي‪.‬‬
‫و�أنـ ـ ـ ــه ويف ق�ضية احلال‪ ،‬ف�إنه ال يوجد نف�س النزاع باعتبـ ـ ـ ــار �أن النزاعني‬
‫خمتلفان و �أن الطرفني مل يتقا�ضيا بنف�س ال�صفة‪ ،‬و�أن الطلبني غري م�ؤ�س�سني على‬
‫نف�س ال�سبب‪ ،‬و �أن امل�س�ألتني القانونيتني املطروحتني على اجلهتني الق�ضائيتني‬
‫خمتلفتـ ـ ـ ــان‪.‬‬
‫و�أنه يتعني القول �أنه ال وجود لتنازع يف االخت�صا�ص مبفهوم املادة ‪ 16‬مـ ــن‬
‫القانون الع�ضوي رقم ‪ 03-98‬امل�ؤرخ يف ‪ 03‬جوان ‪ 1998‬ورف�ض طلب املدعي‪.‬‬
‫لهـــــــــــــــــذه الأ�سبــــــــــــــــاب‬
‫تقــــــــــــرر حمكمــــــــة التنــــــــــــازع ‪:‬‬
‫املــــــــــــادة ‪ : 01‬قبـ ـ ــول الدع ـ ــوى �شك ــال‪.‬‬
‫املــــــــــــادة ‪ : 02‬القـ ــول بـ ـ�أال حم ــل للتنـ ــازع يف االخت�ص ـ ــا�ص‪.‬‬
‫املــــــــــــادة ‪ : 05‬امل�ص ـ ــاريف عل ـ ــى املدع ـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪434‬‬
‫ملف رقـم ‪000120‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي ملحكمــة التنــــازع‬
‫بذا �صدر القرار و وقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ التا�سع‬
‫من �شهر جانفي �سنة �ألفني و اثني ع�شر ميالدية من قبل حمكمة التنازع املرتكبة‬
‫مـ ــن ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئي�س حمكمة التنازع مقررا‬ ‫كروغلـ ــي مق ـ ـ ـ ــداد‬


‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫بوزيانـ ـ ــي نذيـ ـ ـ ـ ــر‬
‫رئي�س غرفة باملحكمة العليـا‬ ‫لعم ـ ـ ــوري حممـ ـ ــد‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولـة‬ ‫من ـ ـ ـ ــور نعيم ـ ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫رئي�سة غرفة مبجلـ�س الدولة‬ ‫رحمونـ ـ ــي فوزي ـ ـ ــة‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ــار مبجل�س الدولـ ـ ــة‬ ‫ح�سان عبد احلميـد‬

‫بح�ضــور ال�سي ــدة ‪ :‬خريات مليكــة‪-‬حمافظة الدولة لدى حمكمة التن ــازع‪،‬‬
‫ومب�ساع ــدة ال�سي ـ ــد ‪ :‬حمـ ــدي عب ــد احلميـ ــد‪�-‬أمي ـ ــن ال�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪435‬‬
‫رابعـ ــا ‪:‬‬
‫م ــن االجته ــاد الق�ضائـي‬
‫للجنة التعوي�ض عن احلب�س‬
‫امل�ؤقت واخلط�إ الق�ضائي‬
‫ملف رقـم ‪005743‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ملف رقــــم ‪ 005743‬قـــــرار بتاريخ ‪2011/07/13‬‬
‫ق�ضي ـ ــة (ل‪.‬م) �ض ــد الوكي ــل الق�ضائ ــي للخزينـ ـ ــة‬

‫املو�ضـــوع ‪ :‬جلنة التعوي�ض‪-‬طالب جامعي‪�-‬ضرر مادي‪� -‬ضرر معنوي‪-‬‬


‫تعـــــوي�ض‪.‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مك ــرر‪.‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬الطالب اجلامعـــي‪ ،‬املحبو�س م�ؤقتا‪ ،‬امل�ستفيد من البـــراءة‪،‬‬


‫ال ي�ستحق التعوي�ض عن ال�ضرر املادي‪ ،‬النعدام الدخـــل‪.‬‬

‫ي�ستفيد نف�س الطالب اجلامعي من التعوي�ض املعنوي‪ ،‬من‬


‫جراء فقدان احلرية و العزل عن املحيطني‪ ،‬العائلي واالجتماعي‪.‬‬

‫�إن املحكمــــة العليــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها الكائن ب�شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1960‬الأبيار‪-‬‬
‫اجلزائ ــر العا�صمـ ــة‪.‬‬
‫بعـد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي بيان ـ ـ ــه‪.‬‬
‫بنـاء على املواد ‪ 137 :‬مكرر �إىل ‪ 137‬مكرر ‪ 14‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق امللف وعلى عري�ضة رفع الدعوى املودعة بتاريخ‬
‫‪ 2011/03/17‬وعلى املذكرة اجلوابية التي قدمها الوكيل الق�ضائي للخزينة‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد �إ�سماير حممد الرئي�س املقرر يف تالوة تقريره املكتوب‬
‫و �إل ــى ال�سيد النائب العام يف تقدمي طلباته املكتوب ــة‪.‬‬
‫نظ ــرا للعري�ضة املودعة بتاريخ ‪ 2011/03/17‬من طرف ال�سي ــد (ل‪.‬م)‬
‫والرامية �إىل منحه مبلغ ‪ 2.500.000‬دينار عن احلب�س املـ ـ�ؤقت‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪437‬‬
‫ملف رقـم ‪005743‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ويذكر �أنه متت متابعته من �أجل االنتماء �إىل جماعة �إرهابية‪ ،‬وو�ضع رهن‬
‫احلب�س امل�ؤقت يف الفرتة من ‪� 2009/11/24‬إىل ‪ 2010/10/27‬تاريخ ا�ستفادته‬
‫من الرباءة بحكم ملحكمة اجلنايات مبجل�س ق�ضاء اجلزائر والذي �صار نهائيا‬
‫لعدم الطعن فيه بالنق�ض من النيابة‪.‬‬
‫و�أنه كان يتابع الدرا�سة مبعهد الإعالم واالت�صال بابن عكنون بال�سنة الثالثة‬
‫ويزاول باملوازاة مع ذلك الدرا�سة بجامعة التكوين املتوا�صل و�أن حب�سه فوت عليه‬
‫الدرا�سة وانه يعاين من مر�ض مزمن‪.‬‬
‫رد الوكيل الق�ضائي للخزينة يف مذكرة جوابية خل�ص فيها �إىل �أن التعوي�ض‬
‫املطالب به مبالغ فيه ومنح املدعي تعوي�ضا معنويا معقوال‪.‬‬
‫قدم النائب العام باملحكمة العليا طلبات كتابية خل�ص فيها �إىل منح املدعي‬
‫تعوي�ضا منا�سبـا‪.‬‬
‫حـــول قبــــــول العري�ضــــــة ‪:‬‬
‫حيث �أن العري�ضة جاءت م�ستوفية لل�شروط القانونية ويف الأجل ويتعني‬
‫الت�صريح بقبولها عمال باملادة ‪ 137‬مكرر ‪ 4‬من ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫يف املو�ضـــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أن املادة ‪ 137‬مكرر من ق‪�.‬إ‪.‬ج تن�ص " ميكن �أن مينح تعوي�ض لل�شخ�ص‬
‫الذي كان حمل حب�س م�ؤقت غري مربر خالل متابعة جزائية انتهت يف حقه‬
‫ب�صدور قرار نهائي ق�ضى ب�أال وجه للمتابعة �أو بالرباءة �إذا �أحلق به هذا احلب�س‬
‫�ضررا ثابتا ومتميزا "‪.‬‬
‫حيث �أن هذا الن�ص يطرح مبد�أ التعوي�ض عن ال�ضرر ال�شخ�صي واملبا�شر‬
‫وحده والذي له عالقة بحرمان املعني من حريته‪.‬‬
‫حيث ثبت �أن املدعي مت حب�سه يف الفرتة من ‪� 2009/11/24‬إىل ‪2010/10/27‬‬
‫اثر متابعته من �أجل االنتماء �إىل جماعة �إرهابية ثم ا�ستفاد من الرباءة بحكم‬
‫�صادر عن حمكمة اجلنايات مبجل�س ق�ضاء اجلزائر �صار نهائي ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪438‬‬
‫ملف رقـم ‪005743‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫عـــن ال�ضـــرر املــــــادي ‪:‬‬
‫حيث �أن املدعي يذكر �أنه كان طالبا جامعيا ومل يكن بالتايل يزاول ن�شاطا يدر‬
‫عليه دخال وبالتايل ال ميكن منحه تعوي�ضا عن ال�ضرر املادي‪.‬‬
‫عـــن ال�ضـــرر املعنــــــوي ‪:‬‬
‫حيث �أن املدعي من مواليد ‪ 1989/05/17‬عازب مل يثبت �أن له �سوابق ق�ضائية‬
‫كان وقت حب�سه يزاول لدرا�سة جامعية ال يذكر �أ�سبابا خا�صة كانت �أثرت على‬
‫�شخ�صيته ولها عالقة باحلب�س امل�ؤقت �سوى ما ترتب من فقدانه حلريته وعزله‬
‫عن حميطه العائلي واالجتماعي واعتبارا ملدة احلب�س امل�ؤقت كلها عنا�صر ت�سمح‬
‫بالقول �أن املدعي حلقه �ضرر معنوي معترب يتعني جربه مبنحه مبلغ خم�سمائة‬
‫�ألف دينار "‪."500.000,00‬‬
‫لهـــــــــذه الأ�سبــــــــاب‬
‫تق�ضـــــي جلنــــة التعــــوي�ض‬
‫�أوال ‪ :‬بقب ــول العري�ضة املرفوعة م ــن طرف ال�سيـ ـ ــد (ل‪.‬م)‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مبنحه مبلغ خم�سمائة �ألف دينار (‪ )500.000,00‬بعنوان ال�ضرر‬
‫املعنـ ـ ــوي‪.‬‬
‫ثالثـــا ‪� :‬إل ــزام �أمني خزينة والية اجلزائر بدفع املبلغ املذك ــور‪.‬‬
‫رابعـــا ‪ :‬امل�صـ ـ ــاريف علـ ـ ــى اخلزينـ ـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريـخ الثالث‬
‫ع�شر من �شهر جويلية �ألفني و�إحدى ع�شر ميالدية من قبل املحكمة العليـا‪-‬جلنة‬
‫التعوي�ض‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪439‬‬
‫ملف رقـم ‪005743‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫رئ ــي�س ــا ومق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ا�سمـ ــاي ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رحـ ــاب ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جمال الدي ــن‬

‫بح�ض ــور ال�سيـ ــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاه ــر مليك ــة‪-‬النـائب العــام‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ــدة الآن�س ــة ‪� :‬شربـ ــال عبلــة‪-‬معاون ــة �أمين ــة ال�ضبـط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪440‬‬
‫ملف رقـم ‪005912‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ملف رقــم ‪ 005912‬قــــرار بتاريخ ‪2011/12/07‬‬
‫ق�ضيـ ـ ــة (ب‪.‬ن) �ض ــد الوكي ــل الق�ضائ ــي للخزينـ ـ ــة‬

‫املو�ضــــوع ‪ :‬جلنة التعوي�ض‪-‬حب�س م�ؤقت‪� -‬ضمان اجتماعي‪-‬تعوي�ض‬


‫مــــادي‪-‬تعـــوي�ض معنــــوي‪.‬‬
‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مك ـ ـ ـ ــرر‪.‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬املحبـــو�س م�ؤقتـــا‪ ،‬امل�ستفيد بالرباءة‪ ،‬غري املحروم مـــن‬


‫دخله‪ ،‬املتمثل يف �أداءات ال�ضمان االجتماعي‪ ،‬خالل فرتة احلب�س‪،‬‬
‫ال حق لــــه يف التعوي�ض عن ال�ضرر املــــادي‪.‬‬
‫يع ّو�ض نف�س املحبو�س تعوي�ضا معنويـــا‪ ،‬ب�سبب امل�ســـا�س‬
‫ب�سمعتـــه و�شرفـــه والت�أثيـــر عليــه اجتماعيــا ونف�سيــا‪.‬‬
‫�إن املحكمــــــة العليــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها الكائن ب�شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1960‬الأبيار‬
‫اجلزائ ـ ــر العا�صم ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بع ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي بيان ـ ـ ــه‪.‬‬
‫بناء على املواد ‪ 137 :‬مكرر اىل ‪ 137‬مكرر ‪ 14‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق امللف وعلى عري�ضة رفع الدعوى املودعة بتاريخ‬
‫‪ 2011/06/05‬وعلى املذكرة اجلوابية التي قدمها الوكيل الق�ضائي للخزين ــة‪.‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إل ــى ال�سيد رحابي �أحمد امل�ست�شار املق ــرر يف تالوة تقريـره‬
‫املكتـوب و �إىل ال�سيد النائب العام يف تقدمي طلباته املكتوب ــة‪.‬‬
‫بتاريخ ‪� 2011/06/05‬سجل (ب‪.‬ن) بوا�سطة املحامي جنوعة مربوك دعوى‬
‫�أمام جلنة التعوي�ض باملحكمة العليا �ضد الوكيل الق�ضائي للخزينة بح�ضور النيابة‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪441‬‬
‫ملف رقـم ‪005912‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫العامة يطلب فيها احلكم على املدعى عليه �أن يدفع له مبلغ ‪ 147127,41‬دج‬
‫تعوي�ضا ماديا ومبلغ ‪ 500.000,00‬دج تعوي�ضا معنويا عن ال�ضرر الالحق به من‬
‫احلب�س امل�ؤقت غري املربر طبقا للمادة ‪ 137‬مكرر من ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫وجاء يف عري�ضة املدعي �أنه متت متابعته جزائيا من طرف نيابة عنابة‬
‫عن جناية الفعل املخل باحلياء وجنحة الإهمال العائلي‪ ،‬و�أحيل على قا�ضي‬
‫التحقيق الذي �أمر ب�إيداعه احلب�س امل�ؤقت يف ‪� 2010/06/03‬إىل غاية مثوله‬
‫�أمام حمكمة اجلنايات بتاريخ ‪ 2011/03/21‬والتي ق�ضت برباءته‪ ،‬هذا احلكم‬
‫الذي �صار نهائيا لعدم الطعن فيه من طرف النيابة العامة ح�سب �شهادة عدم‬
‫الطعن املحررة يف ‪ ،2011/05/09‬وعليه فهو يتم�سك بطلباته ال�سابقة وتعوي�ضه‬
‫ماديا عن (‪� )08‬أ�شهر و(‪ )20‬يوم مببلغ �شهري قدره ‪ 16976,24‬دج ح�سب‬
‫ما تثبته �شهادة اال�ستفادة من �أداءات ال�ضمان االجتماعي وتعوي�ضا معنويا بـ ‪:‬‬
‫‪ 500.000,00‬دج عن ال�ضرر الالحق به وب�أ�سرته‪.‬‬
‫حيث �أجاب املدعى عليه الوكيل الق�ضائي للخزينة رد على مذكرة املدعي‬
‫والتم�س تخفي�ض املبلغ على �أ�سا�س الدخل ال�شهري‪.‬‬
‫حيث �أن النيابة العامة ردت على مذكرة املدعي والتم�ست تعوي�ض املدعي على‬
‫�أ�سا�س الت�شريع املعمول به‪.‬‬
‫يف قبــــــول الدعــــــــــــوى ‪:‬‬
‫حيث �أن الدعوى ا�ستوفت ال�شروط ال�شكلية والقانونية مما يتعني الت�صريح‬
‫بقبولهـ ـ ــا‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــوع ‪:‬‬
‫يف التعـــوي�ض عـــن ال�ضـــرر املـــــــــادي ‪:‬‬
‫حيث ثابت من امللف �أن املدعي كان ي�ستفيد من �أداءات ال�ضمان االجتماعي‬
‫الذي ا�ستمر من ‪� 2009/10/19‬إىل غاية ‪ ،2011/10/19‬ومنه ف�إنه مل يحرم‬
‫من هذا الدخل املتمثل يف �أداءات ال�ضمان االجتماعي خالل فرتة احلب�س امل�ؤقت‬
‫غري املربر‪ .‬وطاملا �أنه كان يتقا�ضى هذه املنحة ف�إن احلب�س امل�ؤقت مل يفوت عنه‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪442‬‬
‫ملف رقـم ‪005912‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫هذا الك�سب مما يجعل طلب التعوي�ض املادي عن هذه الفرتة غري م�ؤ�س�س لل�سبب‬
‫املذكـ ـ ـ ــور ويتعني رف�ض طلب ـ ــه‪.‬‬
‫يف التعـــوي�ض عـــن ال�ضـــرر املعنـــوي ‪:‬‬
‫حيث ثابت من امللف �أن املدعي حرم من حريته ملدة (‪� )09‬أ�شهـ ــرا و(‪)18‬‬
‫يوما ب�سبب احلب�س امل�ؤقت غري املربر‪ ،‬كما �أن هذا احلب�س م�س ب�سمعته و�شرفه‪،‬‬
‫و�أثر عليه اجتماعيا ونف�سيا‪ ،‬مما يجعل اللجنة تقدر هذا التعوي�ض املعنوي مببلغ‬
‫‪( 500.000,00‬خم�سمائة �ألف دينار جزائـ ــري)‪.‬‬
‫حيث �أن مـ ــن خ�سـ ــر الدعـ ــوى يتحمـ ــل امل�صـ ــاريف الق�ضائيـ ــة‪.‬‬
‫لهـــــــــــذه الأ�سبـــــــــــــــاب‬
‫قــــــررت اللجنـــــــــة ‪:‬‬
‫قب ـ ـ ـ ــول الدعـ ـ ـ ـ ـ ــوى‪.‬‬
‫رف�ض طلب التعـ ــوي�ض املـ ــادي لعـ ــدم الت ـ ـ ـ ـ�أ�سي�س‪.‬‬
‫منح املدعي تعوي�ضا معنويا مببلغ ‪ 500.000,00‬دج"خم�سمائة �ألــف دينار‬
‫جزائـ ـ ــري"‪.‬‬
‫�إل ــزام �أمني خزين ــة اجلزائ ــر بدفع املبلغ املحك ــوم ب ــه‪.‬‬
‫امل�صـ ـ ــاريف علـ ـ ــى اخلزين ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بذا �صدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريـخ ال�سابع‬
‫م ــن �شهر دي�سمرب �ألفني و�إحدى ع�شر ميالدية من قبل املحكمة العليا‪-‬جلنـ ـ ــة‬
‫التعـ ـ ــوي�ض‪-‬املرتكبـ ـ ــة م ــن ال�س ــادة ‪:‬‬
‫رئ ــي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ا�سمـ ــاي ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ــد‬
‫م�ست�ش ـ ـ ــارا مقـ ـ ــررا‬ ‫رحـ ــاب ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جمال الدي ــن‬
‫بح�ض ــور ال�سيـ ــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاه ــر مليك ــة‪-‬النائب العــام‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ــدة الآن�س ــة ‪� :‬شـربـال عبلـ ـ ــة‪-‬معاون ــة �أمين ــة ال�ضبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪443‬‬
‫ملف رقـم ‪005914‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ملف رقـــم ‪ 005914‬قـــرار بتاريخ ‪2011/12/07‬‬
‫ق�ضي ــة (ي‪.‬ع) �ض ــد الوكي ــل الق�ضائ ــي للخزين ـ ـ ــة‬

‫املو�ضــــوع‪ :‬جلنـــة التعـــوي�ض ‪ -‬حب�س مـــ�ؤقت ‪ -‬تعـــوي�ض‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مكـ ـ ــرر‪.‬‬

‫املبـــد�أ‪ :‬التعوي�ض عن احلب�س امل�ؤقت غري املربر‪ ،‬يكون عن فتـــرة‬


‫احلب�س فقط‪ ،‬وال ي�شمل الفرتة ال�سابقة على الرجوع الفعلي �إىل‬
‫العمـــل‪.‬‬
‫�إن املحكمـــــة العليـــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها الكائن ب�شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1960‬الأبيار‬
‫اجلزائ ــر العا�صم ــة‪.‬‬
‫بعـ ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي بيان ـ ـ ــه‪.‬‬
‫بنـاء عل ــى امل ــواد ‪ 137 :‬مك ــرر �إىل ‪ 137‬مك ــرر ‪ 14‬من قانون الإج ــراءات‬
‫اجلزائي ـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق امللف وعلى عري�ضة رفع الدعوى املودعة بتاريخ‬
‫‪ 2011/06/06‬وعلى املذكرة اجلوابية التي قدمها الوكيل الق�ضائي للخزينة‪.‬‬
‫بع ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد رحابي �أحم ــد امل�ست�شار املقرر يف تالوة تقريـره‬
‫املكتـوب و�إىل ال�سيد النائب العام يف تقدمي طلباته املكتوب ــة‪.‬‬
‫بتاريخ ‪� 2011/06/06‬سجل (ي‪.‬ع) بوا�سطة املحامي حممد �شعور دعوى‬
‫�أمام جلنة التعوي�ض باملحكمة العليا �ضد الوكيل الق�ضائي للخزينة بح�ضور النيابة‬
‫العامة يطلب فيها احلكم على املدعى عليه �أن يدفع له مبلغ ‪ 597771,40‬دج‬
‫عن فرتة احلب�س امل�ؤقت‪ ،‬ومبلغ ‪ 503485,60‬دج عن الفرتة الالحقة على احلب�س‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪444‬‬
‫ملف رقـم ‪005914‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫�إىل غاية الرجوع للعمل‪ ،‬ومبلغ ‪ 85000.000,00‬دج عن ال�ضرر املعنوي طبقا‬
‫للمادة ‪ 137‬مكرر م ــن ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫وجاء يف عري�ضة املدعي �أنه متت متابعته جزائيا من طرف نيابة ق�سنطينة‬
‫عن جناية تكوين جمعية �أ�شرار والتزوير وا�ستعماله‪ ،‬و�أودع احلب�س امل�ؤقت من‬
‫طرف قا�ضي التحقيق يف ‪� 2008/05/13‬إىل غاية مثوله �أمام حمكمة اجلنايات‬
‫التي ق�ضت برباءته بتاريخ ‪ 2009/01/26‬والذي رف�ضت فيه املحكمة العليا طعن‬
‫النيابة العامة بتاريخ ‪ ،2010/12/23‬وعليه فهو يتم�سك بطلباته ال�سابقة خا�صة‬
‫و�أنه مل يعد �إىل من�صب عمله �إال بعد (‪� )08‬أ�شهر والتي فقد فيها راتبه ال�شهري بـ‪:‬‬
‫‪ 62923,20‬دج كما حلقه �ضرر معنوي كبري من هذا احلب�س امل�ؤقت غري املربر‪.‬‬
‫حيث �أجاب املدعى عليه الوكيل الق�ضائي للخزينة رد على مذكرة املدعي‬
‫والتم�س تخفي�ض املبلغ على �أ�سا�س الدخل ال�شهري‪.‬‬
‫حيث �أن النيابة العامة ردت على مذكرة املدعي والتم�ست تخفي�ض املبلغ �إىل‬
‫احل ــد املن ــا�سب‪.‬‬
‫يف قــــــبول الدعــــــوى ‪:‬‬
‫حيث �أن الدعوى ا�ستوفت ال�شروط ال�شكلية والقانونية مما يتعني الت�صريح‬
‫بقبولها‪.‬‬
‫يف املو�ضــــــــــــوع ‪:‬‬
‫يف التعـــوي�ض عـــن ال�ضـــرر املـــادي ‪:‬‬
‫حيث ثابت من امللف �أن املدعي حرم من راتبه ال�شهري ملدة (‪� )08‬أ�شهر‬
‫ون�صف تقريبا ب�سبب احلب�س امل�ؤقت غري املربر مما يجعله حمقا يف التعوي�ض عن‬
‫هذه الفرتة على �أ�سا�س راتبه ال�شهري ال�صايف اخلايل من االقتطاعات ولي�س كما‬
‫طلب املدعي مببلغ �إجمايل ‪ 400.000,00‬دج (�أربعمائة �ألف دينار جزائري)‬
‫ودون الفرتة الالحقة عن خروجه من احلب�س �إىل غاية الرجوع الفعلي ذلك كون‬
‫التعوي�ض مبفهوم املادة ‪ 137‬مكرر يكون فقط عن فرتة احلب�س امل�ؤقت مما يتعني‬
‫رف�ض طلبه يف ال�شق الثاين من التعوي�ض‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪445‬‬
‫ملف رقـم ‪005914‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫يف التعـــوي�ض عـــن ال�ضـــرر املعنـــوي ‪:‬‬
‫حيث ثابت من امللف �أن املدعي حرم من حريته ملدة (‪� )08‬أ�شهر ون�صف‬
‫ب�سبب احلب�س امل�ؤقت غري املربر‪ ،‬كما �أن هذا احلب�س م�س ب�سمعته و�شرفه‪،‬‬
‫و�أثر عليه اجتماعيا ونف�سيا خا�صة بالنظر �إىل املركز االجتماعي الذي ي�شغله‬
‫مما يجعل اللجنة تقدر التعوي�ض عن ال�ضرر املعنوي مببلغ ‪ 400.000,00‬دج‬
‫(�أربعمائة �ألف دينار جزائري)‪.‬‬
‫حيث �أن من خ�سر الدعوى يتحمل امل�صاريف الق�ضائية‪.‬‬
‫لهــــــــــذه الأ�سبـــــــــــاب‬
‫قـــــررت اللجنــــــة ‪:‬‬
‫قبـ ـ ــول الدع ـ ـ ـ ــوى‪.‬‬
‫منح املدعي تعوي�ضا ماديا مببلغ ‪ 400.000,00‬دج"�أربعمائة �ألف دينار جزائري‪.‬‬
‫منح املدع ــي تعوي�ضا معنويا مببلغ ‪ 400.000,00‬دج" �أربعمائة �ألف دين ــار‬
‫جزائـ ـ ــري"‪.‬‬
‫�إل ــزام �أمني خزين ــة اجلزائ ــر بدفع املبلغ املحكوم ب ــه‪.‬‬
‫امل�صاريف على اخلزينة‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريـخ ال�سابع‬
‫من �شهر دي�سمرب �ألفني و�إحدى ع�شر ميالدية من قبل املحكمة العليا‪-‬جلنة‬
‫التعوي�ض‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬
‫رئ ــي�سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا‬ ‫ا�سمـ ــاي ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ــد‬
‫م�ستـ�شـ ــارا مق ـ ـ ــررا‬ ‫رحـ ــاب ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جمال الدي ــن‬
‫بح�ض ــور ال�سي ـ ــدة ‪� :‬صح ــراوي الطاه ــر مليك ــة‪-‬النائب العــام‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ــدة الآن�س ــة ‪� :‬شـربـال عبلـة‪-‬معاون ــة �أمين ــة ال�ضبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪446‬‬
‫ملف رقـم ‪006041‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ملف رقــــم ‪ 006041‬قــــرار بتاريخ ‪2012/02/08‬‬
‫ق�ضيـ ــة (�ش‪.‬ع) �ضـ ــد الوكيـ ــل الق�ضائ ـ ــي للخزين ـ ــة‬

‫حمــــام‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫املو�ضــــوع‪ :‬جلنــــة التعــــوي�ض‪-‬تعـــوي�ض‪�-‬أتعـــاب‬
‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائيـ ــة ‪ :‬امل ـ ــادة ‪ 137 :‬مكـ ــرر‪.‬‬

‫املبد�أ‪ :‬التعوي�ض عن �أتعاب املحامي‪ ،‬حم�صور يف الأتعاب املرتبطة‬


‫بالدفـــاع عـــن احلرمــــان مــــن احلرية‪.‬‬
‫�إن الـمحكمــــــة العليــــــــا‬
‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها الكائن ب�شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1960‬الأبيار‬
‫اجلزائ ـ ــر العا�صم ـ ــة‪.‬‬
‫بع ـ ــد املداول ــة القانونيـ ــة �أ�صـ ــدرت الق ــرار الآتـ ــي بيانـ ـ ــه‪.‬‬
‫بنـاء على املواد‪ 137 :‬مكرراىل‪ 137‬مكرر‪ 14‬من قانون الإجراءات اجلزائية‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق امللف وعلى عري�ضة رفع الدعوى املودعة‬
‫بتاريخ ‪ 2011/08/04‬وعلى املذكرة اجلوابية التي قدمها الوكيل الق�ضائـ ـ ــي‬
‫للخزينـ ـ ــة‪.‬‬
‫بعـ ــد اال�ستماع �إىل ال�سيد �إ�سماير حممد الرئي�س املقرر يف تالوة تقريـ ــره‬
‫املكتـوب و�إىل ال�سيد النائب العام يف تقدمي طلباته املكتوبـ ــة‪.‬‬
‫نظـ ــرا للعري�ضة املودعة بتاريخ ‪ 2011/08/04‬من طرف ال�سيد (�ش‪.‬ع)‬
‫بوا�سط ـ ــة حماميه الأ�ستــاذ عب ـ ــد احلميد دقي�ش والرامية �إىل منح ـ ــه مبلغ‬
‫‪ 501.393,90‬دينار عن احلرمان من الأجرة ومبلغ ‪ 60.000,00‬دينار �أتعاب‬
‫املحاماة لطلبات الإفراج و‪ 180.000,00‬دينار �أتعاب املحاماة املتعلقة باملحاكمات‬
‫و‪ 10.000,000,00‬دينار تعوي�ضا عن ال�ضرر املعنـ ــوي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪447‬‬
‫ملف رقـم ‪006041‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ويذكـر �أنه مبوجب طلب افتتاحي م�ؤرخ يف ‪ 1998/05/04‬متت متابعته من‬
‫�أجل اختال�س وتبديد �أموال عمومية‪ ،‬وو�ضع رهن احلب�س امل�ؤقت يف الفرتة من‬
‫‪� 1998/05/04‬إىل ‪ 1999/05/24‬ثم من ‪� 2001/05/02‬إىل ‪2002/10/20‬‬
‫وبعد عدة مراحل عرفتها الدعوى ا�ستفاد يف الأخري بالرباءة بحكم �صادر عن‬
‫حمكمة اجلنايات بال�شلف يف ‪.2011/03/06‬‬
‫و�أنه خالل فرتة حب�سه طلب الإفراج امل�ؤقت �أمام قا�ضي التحقيق و�أمام غرفة‬
‫االتهام وكلفه ذلك �أتعاب حمامني تقدر مببلغ ‪ 3 × 20.000,00‬مرات كما �أنه مثل‬
‫�ست مرات �أمام حمكمة اجلنايات ب�سبب الطعون املتكررة وكل مرة يكلفه ذلك‬
‫حماميه ويطلب مقابل �أتعاب حمامني ‪.180.000,00= 06× 30.000,00‬‬
‫و�أنه كان موظفا ب�صفة مدير عام م�ساعد وكان يتقا�ضى ‪ 14.590,90‬دينار‬
‫�أجرا �شهريا �سنة ‪ 1998‬ويف عامي ‪ 2002/2001‬كان �أجره ‪ 18.127,95‬دينار‬
‫ويطلب تعوي�ضه عن الفرتة الأوىل من ‪� 1998/05/04‬إىل ‪ 1999/05/24‬مبلغ‬
‫‪ 175.090,80‬وعن الفرتة الثانية من ‪� 2001/05/02‬إىل ‪ 2002/10/20‬مببلغ‬
‫‪ 326.303,10‬دينار‪.‬‬
‫و�أنه �أ�صيب ب�ضررمعنوي ج�سيم يف �شرفه ومركزه االجتماعي خ�صو�صا و�أنه‬
‫كان �إطارا �ساميا ورب عائلة له مكانته ب�صفته ابن �شهيد كونه كان يقدم كل‬
‫ال�ضمانات للمثول �أمام العدالة ‪....‬‬
‫�أجاب الوكيل الق�ضائي للخزينة يف مذكرة جوابية خل�ص فيها �إىل �أن التعوي�ض‬
‫املطالب به مبالغ فيه وبح�ساب التعوي�ض على �أ�سا�س الدخل ال�شهري للمدعي‪.‬‬
‫قدم النائب العام باملحكمة العليا طلبات كتابية خل�ص فيها �إىل منح العار�ض‬
‫تعوي�ضا منا�سبا‪.‬‬
‫حـــــول قبـــــول العري�ضــــة ‪:‬‬
‫حيث �أن العري�ضة جاءت م�ستوفية لل�شروط القانونية ويف الأجل ويتعني‬
‫الت�صريح بقبولها عمال باملادة ‪ 137‬مكرر ‪ 4‬من ق‪�.‬إ‪.‬ج‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪448‬‬
‫ملف رقـم ‪006041‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫يف املو�ضـــــــوع ‪:‬‬
‫حيث �أن املادة ‪ 137‬مكرر من ق‪�.‬إ‪.‬ج تن�ص " ميكن �أن مينح تعوي�ض لل�شخ�ص‬
‫الذي كان حمل حب�س م�ؤقت غري مربر خالل متابعة جزائية انتهت يف حقه‬
‫ب�صدور قرار نهائي ق�ضى باال وجه للمتابعة �أو بالرباءة �إذا �أحلق به هذا احلب�س‬
‫�ضررا ثابتا ومتميزا "‪.‬‬
‫حيث �أن هذا الن�ص يطرح مبد�أ التعوي�ض عن ال�ضرر ال�شخ�صي واملبا�شر‬
‫وحده والذي له عالقة باحلرمان من احلرية " ولذلك ن�ستبعد الأ�ضرار النا�شئة‬
‫عن املتابعة اجلزائية نف�سها �أو تدابري التحقيق عن احلب�س امل�ؤقت‪.‬‬
‫حيث �أن الثابت ب�أن املدعي متت متابعته من �أجل اختال�س وتبديد �أموال عمومية‬
‫وو�ضع رهن احلب�س امل�ؤقت يف الفرتة من ‪� 1998/05/04‬إىل ‪1999/05/24‬‬
‫ومن ‪� 2001/05/02‬إىل ‪ 2002/10/20‬ثم ا�ستفاد من الرباءة بحكم نهائي‪.‬‬
‫عــــن ال�ضـــــرر املــــــادي ‪:‬‬
‫حيث �أن املدعي كان ي�شغل وظيفة مت�صرف اداري رئي�سي بالديوان الوطني‬
‫للخدمات اجلامعية بال�شلف وب�سبب و�ضعه رهن احلب�س امل�ؤقت حرم من الأجر‬
‫الذي كان يتقا�ضاه و�أنه يتعني منحه تعوي�ضا عما فقده من �أجر مدة احلب�س‬
‫امل�ؤقت مببلغ خم�سمائة و�ألف دينار " ‪ "501.000,00‬بعنوان ال�ضرر املادي‪.‬‬
‫عـــــن تعــــوي�ض �أتعـــــاب املحامـــــي ‪:‬‬
‫حيث �أن تعوي�ض �أتعاب املحامي يجب �أن ينح�صر فقط يف الأتعاب املرتتبة‬
‫واملرتبطة بالدفاع عن احلرمان من احلرية‪.‬‬
‫حيث �أن مراجعة امللف تظهر ان املدعي قدم بوا�سطة حماميه طلبات افراج‬
‫ويف غياب تقدمي ك�شف بالأتعاب ف�إن اللجنة متنح املدعي تعوي�ضا جزافيا قدره‬
‫�أربعون �ألف دينار‪.......‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪449‬‬
‫ملف رقـم ‪006041‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫عــــــن ال�ضــــــرر املعنــــــوي ‪:‬‬
‫حيث �أن املدعي من مواليد عام ‪ 1957‬متزوج و�أب لأربعة �أوالد لي�س له‬
‫�سوابق ق�ضائية كان ي�شغل وظيفة عامة قارة واعتبارا ملدة احلب�س امل�ؤقت وما‬
‫ن�ش�أ عنها من حرمان من احلرية وعزلة ومعاناة كلها عنا�صر ت�سمح بدون �شك‬
‫بالقول �أن املدعي حلقه �ضرر معنوي معترب يتعني جربه مبنحه مبلغ مليون دينار‬
‫"‪. "1000.000,00‬‬
‫لهـــــــــذه الأ�سبـــــــــــــاب‬
‫تق�ضــــــــــي جلنـــــــة التعــــــوي�ض ‪:‬‬
‫�أوال ‪ :‬بقب ـ ــول العري�ضة املرفوعة من طرف ال�سي ـ ــد (�ش‪.‬ع)‪.‬‬
‫ثانيـــا ‪ :‬مبنحه مبلغ خم�سمائة و�ألف دينار "‪"501.000,00‬بعنوان ال�ض ـ ــرر‬
‫املـ ـ ــادي‪.‬‬
‫ثالثـــا ‪ :‬مبنح ــه مبلغ �أربعون �ألف دينار "‪� "40.000,00‬أتعاب املحامني‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬مبنحه مبلغ مليون دينار "‪ "1000.000,00‬بعنوان ال�ضرر املعنـ ــوي‪.‬‬
‫خام�ســــا ‪� :‬إلزام �أمني خزينة والية اجلزائر بدفع املبالغ املذكـ ــورة‪.‬‬
‫�ساد�ســـــا ‪ :‬امل�ص ـ ــاريف عل ـ ــى اخلزين ـ ــة‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريـخ‬
‫الثامن من �شهر فيفري �ألفني واثني ع�شر ميالدية من قبل املحكمة العليـا‪ -‬جلنة‬
‫التعوي�ض‪-‬املرتكبة من ال�س ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئـ ــي�س ــا ومق ـ ـ ــررا‬ ‫ا�سمـ ــاي ـ ــر حمم ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رحـ ــابـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جمال الدين‬

‫بح�ض ــور ال�سي ـ ــدة ‪� :‬صحـ ــراوي الطاهـ ــر مليكـ ــة‪-‬النـ ــائب العــام‪،‬‬
‫ومب�ساع ـ ــدة الآن�ســة ‪� :‬شربـال عبلــة‪-‬معاونـ ــة �أمينـ ـ ــة ال�ضبـط‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪450‬‬
‫ملف رقـم ‪006107‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫ملف رقـــم ‪ 006107‬قــــرار بتاريخ ‪2011/11/09‬‬
‫ق�ضي ــة ذوي حق ــوق (ب‪.‬ب) �ض ــد الوكي ــل الق�ضائ ــي للخزين ــة‬

‫املو�ضـوع‪ :‬جلنة التعوي�ض‪-‬حب�س مــــ�ؤقت‪-‬تعــــوي�ض‪.‬‬


‫قان ــون الإج ــراءات اجلزائي ــة ‪ :‬املـ ـ ــادة ‪ 137 :‬مك ــرر‪.‬‬

‫املبــــد�أ‪ :‬التعوي�ض املقـــرر عن احلب�س امل�ؤقت غري املربر‪ ،‬تعــوي�ض‬


‫عن �ضرر �شخ�صي ومبا�شر‪ ،‬و له عالقة باحلرمان من احلريــة‪.‬‬

‫ال يحق لذوي حقــوق املحبو�س م�ؤقتـــا‪ ،‬احللول حملـــه‪،‬‬


‫واملطالبـــة بالتعــــوي�ض‪.‬‬

‫�إن املحكمــــة العليــــــــا‬


‫يف جل�ستها العلنية املنعقدة مبقرها الكائن ب�شارع ‪ 11‬دي�سمرب ‪ 1960‬الأبيار‬
‫اجلزائر العا�صمة‪.‬‬
‫بعـ ــد املداول ــة القانوني ــة �أ�ص ــدرت الق ــرار الآتـ ــي بيان ـ ـ ــه‪.‬‬
‫بنـاء على املواد ‪ 137 :‬مكرر �إىل ‪ 137‬مكرر ‪ 14‬من قانون الإجراءات اجلزائيـة‪.‬‬
‫بعد االطالع على جمموع �أوراق امللف وعلى عري�ضة رفع الدعوى املودعة بتاريخ‬
‫‪ 2011/10/05‬وعلى املذكرة اجلوابية التي قدمها الوكيل الق�ضائي للخزين ــة‪.‬‬
‫بعد اال�ستماع �إىل ال�سيد �إ�سماير حممد الرئي�س املقرر يف تالوة تقريـره‬
‫املكتـوب و�إىل ال�سيد النائب العام يف تقدمي طلباته املكتوبة‪.‬‬
‫نظرا للعري�ضة املودعة بتاريخ ‪ 2011/10/05‬من طرف الأ�ستاذ خنتو�ش‬
‫حممد املحامي املعتمد لدى املحكمة العليا يف حق ذوي حقوق املرحوم (ب‪.‬ب)‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪451‬‬
‫ملف رقـم ‪006107‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫وهـ ـ ــم �أرملته (ب‪.‬ف) وابنيه (ب‪�.‬ش) و(ب‪.‬م) والرامية �إىل منحهـ ـ ــم مبلغ‬
‫‪ 500.000,00‬دينار تعوي�ضا عن جميع الأ�ضرار الالحقة بالهالك واملعنوية‬
‫الالحقة بهم جراء وفاته وهو يف احلب�س امل ـ ـ ـ�ؤقت‪.‬‬
‫ويذكرون �أن املرحوم (ب‪.‬ب) متت متابعته من �أجل متوين جمموعة �إرهابية‬
‫وت�شجيع الأعمال الإرهابية وعدم الإبالغ عن جناية‪ ،‬وو�ضع رهن احلب�س امل�ؤقت‬
‫وتويف قبل حماكمته داخل امل�ؤ�س�سة العقابية رغم الطلبات العديدة التي قدمت‬
‫بغر�ض الإفراج عنه ملزاولة العالج‪ ،‬و�أن �أبنا�ؤه مل يبلغوا ب�أي حكم �صادر عن‬
‫حمكمة اجلنايات �أو ب�أي قرار عن غرفة االتهام �أو الطعن ال�صادر يف امللف �أو‬
‫قرار املحكمة العليا برف�ض الطعن‪.‬‬
‫و�أن املرحوم (ب‪.‬ب) كان و�ضع رهن احلب�س امل�ؤقت بتاريخ ‪� 2003/01/21‬إىل‬
‫غاية تاريخ وفاته يف ‪.2003/02/17‬‬
‫حــــــول قبـــــــــول الطلب ‪:‬‬
‫حيث �أنه طبقا للمادة ‪ 137‬مكرر من ق‪�.‬إ‪.‬ج تن�ص " ميكن �أن مينح تعوي�ض‬
‫لل�شخ�ص الذي كان حمل حب�س م�ؤقت غري مربر خالل متابعة جزائية انتهت يف‬
‫حقه ب�صدور قرار نهائي ق�ضى ب�أال وجه للمتابعة �أو بالرباءة �إذا �أحلق به هذا‬
‫احلب�س �ضررا ثابتا ومتميزا "‪.‬‬
‫حيث �أن هذا الن�ص يطرح مبد�أ التعوي�ض عن ال�ضرر ال�شخ�صي واملبا�شر‬
‫وحده والذي له عالقة باحلرمان من احلرية‪.‬‬
‫حيث �أن ال�سيدة (ب‪.‬ف) وابنيها مل يلحقهما �ضرر �شخ�صي مبا�شر زيادة‬
‫على �أنه عند تاريخ وفاة املرحوم (ب‪.‬ب) مل تكن املتابعة انتهت بقرار ب�أن ال‬
‫وجه للمتابعة �أو بالرباءة وبالتايل ال ميلكون �أي حق يف دعوى التعوي�ض التي تكون‬
‫انتقلت �إليهم من مورثهم‪ ،‬مما يتعني معه الت�صريح بعدم قبول الطلب‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪452‬‬
‫ملف رقـم ‪006107‬‬ ‫مــن االجتهـــاد الق�ضائــي للجنـة التعوي�ض‬
‫لهـــــــــــذه الأ�سبــــــــــــــــــاب‬
‫تق�ضــــــي جلنــــــة التعــــــوي�ض ‪:‬‬
‫بعـ ـ ــدم قبـ ـ ــول الطلب‪.‬‬
‫وعلـ ـ ــى الط ـ ـ ـ ــالب بامل�صـ ـ ـ ـ ـ ــاريف‪.‬‬
‫بـذا �صدر القرار ووقع الت�صريح به يف اجلل�سة العلنية املنعقدة بتاريخ التا�سع‬
‫مـ ـ ــن �شهر نوفمرب �ألفني و�إحدى ع�شـ ـ ــر ميالدية من قبل املحكمة العليـا‪-‬جلنة‬
‫التعوي�ض‪-‬املرتكبة من ال�سـ ـ ــادة ‪:‬‬

‫رئ ــي�س ــا ومق ـ ـ ـ ـ ــررا‬ ‫ا�سمـ ــاي ـ ـ ـ ـ ــر حممـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫رحـ ــاب ـ ـ ــي �أحمـ ـ ـ ـ ـ ــد‬
‫م�ست�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا‬ ‫قــراوي جمال الدي ــن‬

‫بح�ض ــور ال�سيـ ــدة ‪ :‬دراق ـ ـ ــي بنينـ ـ ــة‪-‬النـ ـ ــائب العـ ـ ــام‪،‬‬
‫ومب�ساعـ ـ ــدة الآن�سـ ـ ــة ‪� :‬شربـ ـ ــال عبلـ ـ ــة‪-‬معاونـ ـ ــة �أمينـ ـ ــة ال�ضبط‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪453‬‬
‫خـام�ســا ‪ :‬ن�صــو�ص قـانـونيـــة‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫�أهـــــم الن�صــو�ص القانونيــة‬
‫املن�شـــورة يف اجلريـدة الر�سميـة‬
‫مــن �شهــر ينايـــر �إلـــى �شهــــر �أبريــــل ‪2012‬‬

‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 467-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمـ ــن الت�صديق علـ ــى‬
‫‪03‬‬ ‫النظام الأ�سا�سي للوكالة الدولية للطاقة‬
‫املتجددة "�إيرينا" املعتمد ببون يف ‪26‬‬
‫ماي ـ ــو �سنـ ـ ــة ‪.2009‬‬

‫ا‬
‫اتفاقيات مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 468-11‬م�ؤرخ يف‬
‫دوليـــــة ‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمـ ــن الت�صديق عل ـ ــى‬
‫مذكرة التفاهم بني حكومة اجلمهورية‬
‫‪05‬‬ ‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫وحكومة دولة الكويت يف جمال ال�ش�ؤون‬
‫الدينية و الأوقاف‪ ،‬املوقعة يف اجلزائـ ــر‬
‫بتاريخ ‪ 22‬نوفمرب �سنـ ــة ‪.2008‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪455‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 469-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضـ ــمن الت�صديق علـ ــى‬
‫مذكرة التفاهم بني حكومة اجلمهورية‬
‫‪05‬‬ ‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫وحكومة دولة الكويت يف جمال ال�شباب‬
‫اتفاقيات والريا�ضـ ــة‪ ،‬املوقعة يف اجلزائــر بتاريخ‬
‫دوليـــــة ‪ 22‬نوفمبـ ــر �سنـ ــة ‪.2008‬‬
‫ا‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 470-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمـ ــن الت�صديق علـ ــى‬
‫اتفاق التعـ ــاون بني حكومة اجلمهوريـ ــة‬
‫اجلزائريـ ــة الدميق ـ ــراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫‪06‬‬
‫وحكومـ ــة جمهوريـ ــة جنوب �إفريقيـ ــا‬
‫لال�ستخدامات ال�سلمية للطاقة النووية‪،‬‬
‫املوقع يف اجلزائـ ــر بتـ ــاريخ ‪ 26‬مايـ ــو‬
‫�سنـ ـ ــة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪456‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 471-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن الت�صديق علـ ــى‬
‫اتفاق التعاون يف ميدان النقل البحري‬
‫‪07‬‬ ‫بني حكومـ ــة اجلمهوريـ ـ ـ ــة اجلزائريــة‬
‫الدميقراطية ال�شعبية وحكومة جمهورية‬

‫ا‬
‫اتفاقيات فيتنام اال�شرتاكية‪ ،‬املوقع باجلزائر يف‬
‫دوليـــــة ‪ 28‬فربايـ ــر �سنـ ــة ‪.2011‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 139-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫على اتفاق التعاون يف جمال الت�شغيـ ــل‪،‬‬
‫‪19‬‬ ‫بني حكومـ ــة اجلمهوريـ ــة اجلزائريـ ــة‬
‫الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة وحكومـ ـ ـ ـ ــة‬
‫اجلمهورية التون�سية‪ ،‬املوقع باجلزائـ ــر‬
‫يف ‪ 5‬غ�شت �سنـ ـ ــة ‪.2007‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪457‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 140-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صـ ــديق‬
‫على الربنامج التنفيذي بني حكومـ ــة‬
‫‪19‬‬ ‫اجلمهوريـ ــة اجلزائريـ ــة الدميقراطية‬
‫ال�شعبية و حكومة اجلمهورية التون�سية‪،‬‬

‫ا‬
‫للتعاون يف جمال التكوين املهني ل�سنتي‬
‫اتفاقيات ‪ 2012-2011‬املوقع باجلزائر يوم ‪26‬‬
‫دوليـــــة دي�سمبـ ــر �سنـ ــة ‪.2010‬‬
‫مر�سـ ــوم رئا�سي رقم ‪ 141-12‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫‪ 21‬مـ ــار�س �سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن‬
‫الت�صـ ــديق علـ ــى الربنامج التنفيـ ــذي‬
‫‪19‬‬ ‫للتعاون الثقايف بني حكومة اجلمهوريــة‬
‫اجلزائريـ ــة الدميقـ ــراطيـ ـ ــة ال�شعبيــة‬
‫وحكومـ ــة اجلمهورية التون�سية ل�سنتـ ــي‬
‫‪ ،2012-2011‬املوقع باجلزائـ ــر يـ ــوم‬
‫‪ 26‬دي�سمبـ ــر �سنـ ــة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪458‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 142-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫على اتفاق التعاون الإعالمي بني حكومة‬
‫‪20‬‬ ‫اجلمهوريـ ــة اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة‬
‫ال�شعبيـ ــة و حكومة دولة الكويت‪ ،‬املوقع‬
‫اتفاقيات بالكويت يف ‪� 20‬أبريل �سنـ ــة ‪.2008‬‬
‫دوليـــــة مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 143-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫ا‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن الت�صديق‬
‫على مذكرة التفاهم يف جمال التدريب‬
‫‪20‬‬ ‫والتعليم املهني بني حكومة اجلمهوريـ ــة‬
‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫وحكومة دولة الكـ ــويت‪ ،‬املوقعة بالكويت‬
‫يــوم ‪� 20‬أبريــل �سنـ ــة ‪. 2008‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪459‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 144-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ــى مذكـ ــرة التفاهـ ــم بني حكومـ ــة‬
‫‪20‬‬ ‫اجلمهوريــة اجلزائريــة الدميقراطيـ ــة‬
‫ال�شعبية و حكومة دولة الكويت للتعاون‬

‫ا‬
‫اتفاقيات يف املجال ال�صحي املوقعة باجلزائر يف‬
‫دوليـــــة ‪� 12‬أكتوبـ ــر �سنــة ‪.2010‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 145-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ــى االتفاق بني حكوم ـ ــة اجلمهوريـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيــة‬
‫وحكومـ ــة جمهوريـ ــة �صربيـ ــا‪ ،‬املتعلق‬
‫بالإعفاء من الت�أ�شرية حلاملي جوازات‬
‫�سفـ ــر دبلوما�سية وملهمة‪ ،‬املوقع ببلغراد‬
‫يف ‪ 16‬دي�سمبـ ــر �سنـ ــة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪460‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 146-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ــى االتفاق بني حكومة اجلمهوريــة‬
‫‪22‬‬ ‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫اتفاقيات‬
‫دوليـــــة وجمل�س وزراء البو�سنة والهر�سك‪ ،‬حول‬

‫ا‬
‫�إلغـ ــاء الت�أ�شرية للمـ ــواطنني احلاملني‬
‫جــوازات ال�سفـ ــر الدبلوما�سيـ ــة‪ ،‬املوقع‬
‫ب�سراييفو يف ‪ 20‬دي�سمرب �سنة ‪. 2010‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫‪02‬‬
‫�أحـــزاب الع�ضــوي املتعلق بالأحزاب ال�سيا�سيــة‪،‬‬
‫�سيا�سيـــة للد�ستـ ـ ــور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 04-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بالأحزاب ال�سيا�سيـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪461‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 78-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫�إدمـــاج ‪ 12‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سـ ــوم التنفيـ ــذي رق ـ ـ ــم ‪305-09‬‬
‫‪09‬‬ ‫اجتماعي‬
‫املـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 20‬رم�ضان ع ـ ــام ‪1430‬‬
‫املوافق ‪� 10‬سبتمرب �سنة ‪ 2009‬واملتعلق‬
‫بجهاز ن�شاطات الإدماج االجتماعي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 83-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 20‬فرباير �سنة ‪ ، 2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 484-97‬امل�ؤرخ‬ ‫ا‬
‫‪11‬‬ ‫يف ‪� 15‬شعبان عام ‪ 1418‬املوافق ‪15‬‬
‫دي�سمبـ ــر �سنـ ــة ‪ 1997‬الذي ي�ضبط‬
‫أرا�ض ت�شكيلة الهيئة اخلا�صة وكذلك �إجراءات‬ ‫� ٍ‬
‫فالحيــة �إثبات عدم ا�ستغالل الأرا�ضي الفالحية‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 124-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪19‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ، 2012‬يحدد املناطق ذات‬
‫الإمكانيات الفالحية التي يعتمد عليها‬
‫‪17‬‬ ‫ك�أ�سـ ــا�س حل�ساب �إتاوة �أمالك الدولة‬
‫بعنـ ــوان حق االمتيـ ــاز عل ـ ــى الأرا�ضي‬
‫الفالحية التابعة للأم ــالك اخلا�صـ ــة‬
‫للدول ـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪462‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫�أمر رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم القانون رق ــم‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة ع ــام‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سن ـ ــة ‪2005‬‬
‫واملتعلق بالوقاية من تبيي�ض الأمـ ــوال‬
‫ومتويـ ــل الإره ــاب ومكافحتهمــا‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 3‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 30‬أكتوب ــر‬

‫‪18‬‬
‫�إرهـــــاب �سنـ ــة ‪ ،2011‬يحـ ــدد كيفيات متابعـ ــة‬
‫وتقييـ ــم ح�ساب التخ�صي�ص اخل ـ ــا�ص‬ ‫ا‬
‫رقم ‪ 302-075‬الذي عنوانه " �صنــدوق‬
‫تعـ ــوي�ض �ضحايـ ــا الإره ـ ــاب "‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة على الأمر‬
‫رقم ‪ 02-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباي ــر �سنـ ــة‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 2012‬الذي يعدل و يتمم القانون رقم‬
‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة ع ــام‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سنـ ــة ‪2005‬‬
‫واملتعلق بالوقاي ــة مــن تبيي�ض الأموال‬
‫ومتوي ــل الإرهـ ــاب ومكافحتهم ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪463‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 122-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬ ‫ا�ستثمــارات‬
‫‪17‬‬ ‫‪ 19‬مار�س �سنة ‪، 2012‬يحدد كيفيات‬ ‫عموميــة‬
‫تنفيذ نفقات اال�ستثمارات العمومية ذات‬ ‫ذات طابع‬
‫الطابع النهائي من طرف ال�صنـ ــدوق‬ ‫نهائــــــي‬
‫الوطنـ ـ ـ ــي لال�ستثمـ ـ ـ ــار‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 113-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 14‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪7‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شروط و�ضع‬ ‫�أ�شخـــا�ص‬
‫‪16‬‬
‫امل�ؤ�س�سات املتخ�ص�صة وهياكل ا�ستقبال‬
‫الأ�شخـ ـ ـ ــا�ص امل�سنني وكـ ـ ـ ــذا مهامهـ ــا‬
‫م�سنــــون‬ ‫ا‬
‫وتنظيمهـ ـ ـ ــا و�سريهـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫قـ ـ ـ ــرار وزاري م�شرتك م ـ ـ�ؤرخ يف ‪15‬‬
‫�صفر عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 20‬ينايـ ـ ـ ــر‬
‫�إ�شعاعـــات‬
‫‪17‬‬ ‫�سنـ ــة ‪ ،2011‬يحدد الإ�شارة اخلا�صـ ــة‬
‫باملناطق املنظمة التـ ــي حتتوي علـ ـ ـ ــى‬ ‫م�ؤينــــة‬
‫م�صـ ــادر الإ�شعاعـ ــات امل�ؤينـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 29-12‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬ ‫�إ�شهــــــار‬
‫‪08‬‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحـ ـ ـ ــدد كيفيات‬ ‫الرت�شيحات‬
‫�إ�شهـ ـ ـ ــار الرت�شيحـ ـ ـ ــات‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪464‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 05-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 10‬صفـ ــر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 4‬يناير‬
‫�أطفــــال‬
‫‪05‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن القانون الأ�سا�سي‬
‫معوقون‬
‫النموذجي مل�ؤ�س�سات الرتبية والتعليـ ـ ــم‬
‫املتخ�ص�ص ــة للأطفـ ــال املعوقني‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنـ ــة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫�إعــــــالم الع�ضوي املتعلق بالإعالم‪ ،‬للد�ستـ ــور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 05-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫ا‬
‫‪02‬‬ ‫‪� 18‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالإعالم‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ، 2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫�أعــــوان التكميلي للتالميذ الأعوان الطبيني‬
‫طبيـــون يف التخدير والإنعا�ش يف طور التكوين‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنعـ ـ ــا�ش‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪465‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 8‬رم�ضان‬
‫عام ‪ 1432‬امل ــوافق ‪ 8‬غ�شت �سنـ ـ ــة‬
‫‪ ،2011‬يح ــدد �أنواع املعامل والعالمات‬
‫‪09‬‬ ‫اخلا�ص ــة مب�ؤ�س�سات ا�ستغالل املـ ـ ــوارد‬
‫البيولوجيـ ـ ــة البحريـ ـ ــة وك ــذا كيفي ــات‬
‫ت�سج ــيل رق ــم االمتيـ ـ ــاز‪.‬‬
‫امتيـــــاز‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 124-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪19‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد املناطق ذات‬
‫الإمكانيات الفالحية التي يعتمد عليها‬
‫‪17‬‬ ‫ك�أ�سا�س حل�ساب �إتاوة �أمالك الدولـ ـ ــة‬ ‫ا‬
‫بعنـ ـ ــوان حق االمتياز على الأرا�ض ـ ـ ـ ــي‬
‫الفالحيـ ـ ــة التابعة للأمالك اخلا�صة‬
‫للدولـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 124-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪19‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ، 2012‬يحدد املناطق ذات‬ ‫�أمــــالك‬
‫الإمكانيات الفالحية التي يعتمد عليها‬ ‫خا�صـــة‬
‫‪17‬‬ ‫ك�أ�سا�س حل�ساب �إتاوة �أمالك الدول ـ ــة‬ ‫للدولـــة‬
‫بعنــوان حق االمتيـ ــاز علـ ــى الأرا�ضـ ــي‬
‫الفالحيـ ــة التابعة للأمالك اخلا�صــة‬
‫للدولـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪466‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 87-12‬م�ؤرخ يف‬
‫�أمـــــن ‪ 4‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪26‬‬
‫‪12‬‬ ‫نـــــووي فرباير �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن �إن�شاء‬
‫مركز التكوين و الدعم يف جمال الأمن‬
‫النـ ــووي وتنظيمـ ــه و�سيـ ــره‪.‬‬
‫ر�أي رقـ ــم ‪/03‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪22‬‬
‫‪01‬‬ ‫دي�سمبــر �سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبـ ــة‬
‫مطابقة القانون الع�ضوي املتعلق بنظام‬
‫االنتخابـ ــات‪ ،‬للد�ستـ ـ ــور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫ا‬
‫‪01‬‬ ‫انتخابات ‪ ،2012‬يتعلق بنظام االنتخابـ ــات‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يحدد حاالت التنايف مع العهدة‬
‫الربملانيـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 24-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫‪04‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة الت�صريح‬
‫بالتـ ــر�شح النتخــاب �أع�ضــاء املجلـ ــ�س‬
‫ال�شعبـ ــي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪467‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 25-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫�سن ـ ــة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة اكتتاب‬
‫‪04‬‬ ‫التوقيع ــات الفردي ــة ل�صالح قوائـ ـ ــم‬
‫املرت�شحني الأحـ ـ ــرار النتخاب �أع�ض ــاء‬
‫املجل�س ال�شعبـ ـ ــي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 26-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪24‬‬
‫‪04‬‬ ‫يناير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�إيداع قوائم‬
‫الرت�شيحات النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫انتخابات ال�شعبـ ــي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬ ‫ا‬
‫قرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪ ،2012‬يحـ ــدد‬
‫‪04‬‬ ‫املميـ ـ ــزات التقنية ال�ستمارة الت�صريح‬
‫بالتـ ــر�شح النتخـ ــاب �أع�ضـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ــي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد املميزات التقنية ال�ستمارة اكتتاب‬
‫‪04‬‬ ‫التوقيعـ ــات الفرديـ ــة ل�صالح قوائـ ـ ـ ــم‬
‫املرت�شحني الأحرار النتخاب �أع�ضـ ــاء‬
‫املجل�س ال�شعـ ـ ـ ــبي الوطـ ـ ـ ــني‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪468‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رق ـ ــم ‪ 68-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 18‬ربيع الأول عـام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪06‬‬ ‫‪ 11‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد تنظيم‬
‫و�سيـ ــر اللجنة الوطنية للإ�شراف علـ ــى‬
‫االنتخابـ ـ ـ ـ ـ ــات‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 69-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪11‬‬
‫فرباي ــر �سن ـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضم ــن تعيني‬
‫‪06‬‬ ‫�أع�ضاء اللجنـ ــة الوطنية للإ�شراف على‬
‫انتخابات االنتخابات الت�شريعية ل�سن ــة ‪.2012‬‬ ‫ا‬
‫�أم ــر رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباي ــر‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد الدوائر االنتخابي ــة‬
‫‪08‬‬
‫وع ــدد املقاع ــد املطلوب ــة �شغلهـ ـ ــا يف‬
‫انتخابـ ـ ــات الربملـ ـ ــان‪.‬‬
‫مر�س ــوم تنفيذي رق ــم ‪ 28-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول ع ــام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �ش ــروط‬
‫‪08‬‬ ‫ت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫يف اخل ــارج النتخاب �أع�ض ــاء املجل�س‬
‫ال�شعب ــي الوطن ــي وكيفيـ ـ ــات ذلك‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪469‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 29-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪6‬‬
‫‪08‬‬ ‫فرباير �سن ـ ــة ‪ ،2012‬يحـ ــدد كيفيـ ــات‬
‫�إ�شهـ ـ ــار الرت�شيحـ ـ ــات‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 30-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 6‬فرباير �سنـ ــة ‪ ،2012‬يحدد �شك ـ ــل‬
‫و�شروط �إع ـ ـ ــداد الوكالة للت�صويت يف‬
‫االنتخـ ـ ـ ـ ــاب‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 31-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ـ ـ ـ ــوافق‬
‫‪08‬‬ ‫انتخابات ‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �ش ـ ــروط‬
‫ت�سخري امل�ستخدمني خالل االنتخابات‪.‬‬
‫ا‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 32-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�شروط‬
‫‪08‬‬ ‫تعيني �أع�ضـ ـ ـ ـ ــاء مكـ ـ ـ ـ ــاتب الت�صويت‬
‫و كيفيات ممار�سة حق االعرتا�ض و‪� /‬أو‬
‫الطع ـ ــن الق�ضائ ـ ــي ب�ش�أنه ـ ــم‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 81-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 21‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 14‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد قواعد‬
‫�سي ـ ــر اللجن ـ ــة الإداري ـ ــة االنتخابي ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪470‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 86-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 4‬ربيع الثاين عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪26‬‬
‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يح ـ ــدد كيفي ـ ــات‬
‫تطبيق املادة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪01-12‬‬
‫‪11‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول ع ـ ــام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 13‬فرباير �سنة ‪ 2012‬ال ــذي‬
‫يحدد الدوائر االنتخابية وعدد املقاع ــد‬
‫انتخابات املطلوب �شغلها يف انتخابات الربملان‪.‬‬ ‫ا‬
‫النظام الداخلي امل�ؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثاين‬
‫‪13‬‬ ‫ع ـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬فرباير �سن ـ ــة‬
‫‪. 2012‬‬
‫قانون رقم ‪ 09-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جم ـ ــادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة علـ ـ ـ ـ ــى‬
‫الأمر رقم ‪ 01-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫‪19‬‬ ‫الأول عام ‪ 1433‬املـ ـ ـ ـ ــوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫�سنة ‪ 2012‬الـ ـ ـ ـ ــذي يحدد الدوائـ ـ ـ ـ ــر‬
‫االنتخابية وعدد املقاعد املطلوب �شغلها‬
‫يف انتخابـ ـ ـ ـ ــات الربملـ ـ ـ ـ ــان‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪471‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 178-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪22‬‬ ‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفي ـ ــات‬
‫�أداء اليمني م ـ ــن طرف �أع�ضاء مك ـ ــاتب‬
‫الت�صـ ـ ـ ـ ــويت‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 179-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬جمادى الأوىل عـ ـ ـ ـ ــام ‪1433‬‬
‫‪22‬‬ ‫املوافق ‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحـدد‬
‫قواعد تنظيم مركز ومكتب الت�صويت‬

‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 180-12‬م�ؤرخ يف‬


‫و�سريهمـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫انتخابات‬ ‫ا‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد ن�ص �أوراق‬
‫‪22‬‬ ‫الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪ 10‬مايو‬
‫�سنة ‪ 2012‬ومميزاتها التقني ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 21‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 14‬مار�س‬
‫‪22‬‬ ‫�سن ـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني �أع�ض ـ ــاء‬
‫الأمانة الدائمة للجنة الوطنية ملراقبة‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ـ ـ ـ ــو‬
‫�سنـ ـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪472‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 12‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد املميزات التقنية لأوراق الت�صويت‬
‫‪22‬‬
‫الت ـ ــي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع الثاين ع ـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬مار�س �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد عدد وت�شكيلة اللجان االنتخابية‬
‫للدوائـ ـ ـ ـ ــر الدبلوما�سي ـ ــة والقن�صلي ـ ــة‬
‫ا‬
‫‪22‬‬
‫انتخابات لت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫يف اخل ـ ــارج النتخاب �أع�ض ـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ـ ـ ـ ــي الوطنـ ـ ـ ـ ــي ‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 22‬فربايـر �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن‬
‫تعيني الق�ضـ ــاة ر�ؤ�س ـ ــاء و�أع�ض ـ ــاء‬
‫اللج ـ ــان االنتخابية الوالئية واللجنـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫االنتخابي ـ ــة للمواطنني اجلزائـ ـ ـ ـ ــريني‬
‫املقيمني باخلـ ـ ـ ـ ــارج يف االنتخابـ ـ ــات‬
‫الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايو �سنــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪473‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 185-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 19‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يعدل و يتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 180-12‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪23‬‬ ‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ 2012‬الذي يحدد ن�ص‬
‫�أوراق الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪10‬‬
‫مايو �سنـة ‪ 2012‬ومميزاتها التقنية‪.‬‬
‫انتخابات قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 21‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫ا‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل‬
‫‪23‬‬ ‫عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪� 12‬أبريل �سنـ ــة‬
‫‪ 2012‬الذي يحدد املميزات التقني ـ ــة‬
‫لأوراق الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب‬
‫�أع�ضـاء املجل�س ال�شعبي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪25‬‬
‫جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪17‬‬
‫�أبريل �سنة ‪ ،2012‬يرخ�ص لر�ؤ�سـ ــاء‬
‫‪23‬‬ ‫املراكز الدبلوما�سية و القن�صلية بتقدمي‬
‫تاريخ افتتاح االقرتاع املتعلق بانتخ ــاب‬
‫�أع�ضـ ــاء املجل�س ال�شعبــي الوطنــي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪474‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـرار م�ؤرخ يف ‪ 30‬جمادى الأوىل ع ـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 22‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫‪24‬‬ ‫يرخ�ص للوالة تقدمي تاريخ افتتـ ـ ـ ـ ــاح‬
‫االقرتاع املتعلق بانتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قـرار م�ؤرخ يف ‪ 7‬جمـ ــادى الثانية عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 29‬أبريل �سن ـ ـ ــة ‪،2012‬‬
‫يعدل ويتمم القرار امل�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬مار�س‬
‫‪25‬‬ ‫�سنة ‪ 2012‬الذي يحدد عدد وت�شكيلة‬
‫انتخابات اللجان االنتخابية للدوائر الدبلوما�سية‬
‫والقن�صليـ ـ ــة لت�ص ـ ــويت امل ـ ــواطنني‬
‫ا‬
‫اجلزائريني املقيمني يف اخلارج النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قـرار م�ؤرخ يف ‪ 4‬جمادى الثانية ع ـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 26‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير �سن ــة‬
‫‪ ،2012‬واملت�ضم ــن تعيني الق�ضـ ـ ــاة‬
‫‪25‬‬ ‫ر�ؤ�س ــاء و�أع�ض ــاء اللجان االنتخابي ــة‬
‫الوالئية و اللجنة االنتخابية للمواطنني‬
‫اجلزائ ـ ـ ـ ــريني املقيمني باخلـ ـ ــارج يف‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬ماي ــو‬
‫�سنـ ـ ــة ‪.2012‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪475‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 69-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪11‬‬
‫‪06‬‬ ‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يت�ضم ـ ــن تعيني‬
‫�أع�ضاء اللجنة الوطنية للإ�شراف على‬
‫االنتخابات الت�شريعية ل�سنة ‪.2012‬‬
‫النظام الداخلي امل�ؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثاين‬
‫‪13‬‬ ‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬فرباير �سنـ ــة‬
‫‪.2012‬‬
‫انتخابات قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 21‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 14‬مـ ـ ـ ــار�س‬
‫ت�شريعية‬ ‫ا‬
‫�سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني �أع�ضـ ــاء‬
‫‪22‬‬ ‫الأمانة الدائمة للجنة الوطنية ملراقبة‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ـ ـ ــو‬
‫�سنـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير �سنة ‪،2012‬‬
‫يت�ضمن تعيني الق�ضاة ر�ؤ�سـ ــاء و�أع�ضاء‬
‫اللجـ ــان االنتخابيـ ـ ـ ــة الوالئية واللجنة‬
‫‪22‬‬ ‫االنتخابيـ ـ ــة للمواطنني اجلـ ـ ـ ــزائريني‬
‫املقيمي ـ ــن باخلـ ــارج يف االنتخابـ ـ ــات‬
‫الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ــو �سنة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪476‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 4‬جمادى الثانية عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 26‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير �سنة ‪2012‬‬
‫واملت�ضمن تعيني الق�ضاة ر�ؤ�ساء و�أع�ضاء‬ ‫انتخابات‬
‫‪25‬‬ ‫ت�شريعية‬
‫اللج ـ ــان االنتخابية الوالئية واللجنـ ــة‬
‫االنتخابية للمـ ــواطنني اجلــزائريني‬
‫املقيمني باخل ـ ـ ــارج يف االنتخابـ ــات‬
‫الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايو �سنة ‪.2012‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 111-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬ ‫ا‬
‫‪ 6‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شـ ـ ــروط‬ ‫�أن�شطــة‬
‫‪15‬‬ ‫وكيفيات �إن�شاء وتنظيـ ــم الف ـ ــ�ضاءات‬ ‫جتاريـــة‬
‫التجارية وممار�س ـ ــة بع�ض الأن�شطـ ـ ــة‬
‫التجاري ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫التكميل ـ ــي للتالمي ـ ــذ الأعوان الطبيني‬
‫‪21‬‬
‫يف التخدير والإنعا�ش يف طور التكوين‬ ‫�إنعــــا�ش‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ، 2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخديـ ــر‬
‫والإنـع ـ ـ ــا�ش‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪477‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫�أمـ ــر رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فربايـ ــر‬
‫‪08‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد الدوائر االنتخابيـ ــة‬
‫وعـ ــدد املقاعـ ــد املطلوب �شغله ــا يف‬
‫انتخابـ ــات الربملـ ــان‪.‬‬
‫�أمر رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فربايـ ــر‬
‫�أوامـــــر �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم القانون رق ــم‬
‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة عام‬
‫‪08‬‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سن ـ ــة ‪2005‬‬ ‫ا‬
‫واملتعلق بالوقاية من تبيي�ض الأمـ ــوال‬
‫ومتوي ــل الإرهـ ــاب ومكافحتهمـ ـ ــا‪.‬‬
‫�أم ــر رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباي ـ ــر‬
‫‪08‬‬ ‫�سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن قانون املالي ـ ــة‬
‫التكميل ـ ــي ل�سن ــة ‪.2012‬‬
‫�أمر رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباي ـ ــر‬
‫‪08‬‬ ‫برملــــان �سنة ‪ ،2012‬يحدد الدوائر االنتخابي ـ ــة‬
‫وعـ ـ ـ ـ ــدد املقاعـ ــد املطلــوب �شغلهــا يف‬
‫ب‬
‫انتخابـ ـ ـ ـ ــات الربملـ ـ ـ ـ ــان‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪478‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 86-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 4‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪26‬‬
‫فرباير �سن ـ ــة ‪ ،2012‬يحدد كيفيـ ــات‬
‫تطبيق املـ ــادة ‪ 5‬من الأمر رقم ‪01-12‬‬
‫‪11‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املـ ــوافق ‪ 13‬فرباير �سنة ‪ 2012‬الـ ــذي‬
‫يحدد الدوائر االنتخابية وعدد املقاعد‬
‫املطلوب �شغلها يف انتخابات الربملان‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 09-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مـ ــار�س‬
‫�سن ـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة علـ ــى‬
‫برملــــــان‬ ‫ب‬
‫الأمر رقم ‪ 01-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫‪19‬‬ ‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فربايـ ــر‬
‫�سنـ ــة ‪ 2012‬الـ ــذي يحـ ــدد الدوائــر‬
‫االنتخابية وعدد املقاعد املطلوب �شغلها‬
‫يف انتخاب ـ ــات الربملـ ــان‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 92-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫بطاقـــة‬
‫‪ 6‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪28‬‬ ‫�إلكرتونية‬
‫‪13‬‬ ‫فربايـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن �إن�ش ـ ــاء‬ ‫للم�ؤمن له‬
‫املركـ ــز الوطنـ ــي للبطاقـ ــة الإلكرتونية‬ ‫اجتماعيا‬
‫للم�ؤمـ ـ ــن لـ ــه اجتماعيـ ــا "ال�شفـ ــاء"‪.‬‬ ‫"ال�شفــاء"‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪479‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 101-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫‪14‬‬
‫بنــــــاء‬
‫ت�سيري ح�ساب القر�ض رقم ‪304-612‬‬
‫الذي عنوانه "قرو�ض للموظفني القتناء‬
‫�أو بنـ ـ ــاء �أو تو�سيع �سكـ ــن"‪.‬‬
‫نظام رقم ‪ 06-11‬م�ؤرخ يف ‪ 21‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 19‬أكتوبر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمم النظام رقم‬

‫‪08‬‬
‫‪ 01-07‬املـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 15‬حمرم ع ـ ــام‬
‫‪ 1428‬املوافق ‪ 3‬فرباير �سنـ ــة ‪2007‬‬
‫ب‬
‫واملتعلق بالقواعد املطبقة على املعامالت‬
‫بنــــك‬
‫اجلارية مع اخلارج و احل�سابات بالعملة‬
‫اجلزائــر‬
‫ال�صعبـ ـ ــة‪.‬‬
‫نظام رقم ‪ 07-11‬م�ؤرخ يف ‪ 21‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 19‬أكتوبر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمم النظام رقـ ــم‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 01-08‬املـ ـ�ؤرخ يف ‪ 12‬حمـ ــرم عـ ــام‬
‫‪ 1429‬املـ ــوافق ‪ 20‬يناير �سنة ‪2008‬‬
‫واملتعلق برتتيب ــات الوقاية مـ ــن �إ�صدار‬
‫ال�شيكــات ب ــدون ر�صيـ ــد ومكافحته ـ ــا‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪480‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 145-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ــى االتفاق بني حكومة اجلمهوري ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫اجلزائريـ ــة الدميقراطيـ ـ ـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫وحكومـ ـ ـ ــة جمهوري ـ ــة �صربيـ ــا‪ ،‬املتعلق‬
‫بالإعفاء من الت�أ�شرية حلاملي جوازات‬
‫�سفر دبلوما�سية وملهمة‪ ،‬املوقع ببلغراد‬
‫ت�أ�شيـــرة يف ‪ 16‬دي�سمـ ـ ـ ــرب �سنـ ــة ‪.2010‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 146-12‬م�ؤرخ يف‬
‫ت‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ــى االتفاق بني حكومة اجلمهوريـ ــة‬
‫اجلزائريـ ــةالدميقراطيـ ـ ـ ــةال�شعبيـ ـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫وجمل�س وزراء البو�سنة والهر�سك‪ ،‬حــول‬
‫�إلغاء الت�أ�شيـ ــرة للمـ ـ ـ ــواطنني احلاملني‬
‫ج ـ ــوازات ال�سفر الدبلوما�سي ـ ــة‪ ،‬املوقع‬
‫ب�سراييفو يف ‪ 20‬دي�سمرب �سنة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪481‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫�أمر رقـ ــم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم القانون رقم‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة عام‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سنـ ــة ‪2005‬‬
‫واملتعلق بالوقاية من تبيي�ض الأم ـ ــوال‬
‫ومتوي ـ ــل الإره ـ ــاب ومكافحتهمـ ــا‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬ ‫تبيي�ض‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مـ ــار�س‬ ‫�أمــــــوال‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة على الأمر‬

‫‪19‬‬
‫رقم ‪ 02-12‬امل ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير �سنة‬ ‫ت‬
‫‪ 2012‬الذي يعدل و يتمم القانون رقم‬
‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة عـ ــام‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سنـ ــة ‪2005‬‬
‫و املتعلق بالوقاية من تبيي�ض الأموال‬
‫ومتويـ ـ ــل الإرهـ ــاب ومكافحتهمـ ـ ــا‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 16‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 8‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد كيفيات تطبيق املر�سوم الرئا�سي‬
‫رقم ‪ 383-11‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة‬ ‫جتهيزات‬
‫‪25‬‬ ‫عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 23‬نوفمرب �سنة‬ ‫ح�سا�سة‬
‫‪ 2011‬الذي يحدد القواعد والإجراءات‬
‫التي حتكم ت�صدير العتاد والتجهيزات‬
‫واملنتوج ـ ــات احل�سا�سـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪482‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫التكميل ـ ــي للتالميـ ــذ الأعـ ــوان الطبيني‬ ‫تخديــــر‬
‫يف التخدير والإنعا�ش يف طور التكوين‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينه ــم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنع ـ ــا�ش‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 143-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫على مذكرة التفاهم يف جمال التدريب‬
‫ت‬
‫‪20‬‬ ‫تـــدريب‬
‫والتعليم املهني بني حكومة اجلمهوريـ ــة‬
‫اجلزائري ـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبي ـ ــة‬
‫وحكومة دولة الكويت‪ ،‬املوقعة بالكويت‬
‫ي ـ ــوم ‪� 20‬أبريل �سن ــة ‪.2008‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 84-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪20‬‬
‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات منح‬ ‫ترقية‬
‫‪11‬‬ ‫االعتماد ملمار�سة مهنة املرقي العقاري‬ ‫عقارية‬
‫وكـ ـ ــذا كيفيات م�سك اجلدول الوطني‬
‫للمرقني العقاريي ــن‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪483‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 85-12‬م ـ ـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬ربيع الأول ع ــام ‪ 1433‬املـ ـ ــوافق‬
‫‪ 20‬فرباير �سنـ ـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ـ ــن‬ ‫ترقيــة‬
‫‪11‬‬ ‫دفرت ال�شروط النموذجي الذي يحـ ـ ــدد‬ ‫عقاريـــة‬
‫االلتزامات و امل�س�ؤوليات املهنية للمرقي‬
‫العق ـ ـ ـ ــاري‪.‬‬
‫مر�س ــوم تنفيذي رقم ‪ 31-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ـ ــوافق‬ ‫ت�سخيــــر‬
‫‪08‬‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �ش ـ ــروط‬
‫ت�سخري امل�ستخدمني خالل االنتخابات‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 08 -12‬م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫ت‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬فرباير‬ ‫ت�سوية‬
‫‪12‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن ت�سوية امليزاني ـ ــة‬ ‫امليزانيــة‬
‫ل�سنـ ـ ــة ‪.2009‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 16‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 8‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد كيفيات تطبيق املر�سوم الرئا�سي‬
‫رقم ‪ 383-11‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة‬
‫‪25‬‬ ‫ت�صديــر‬
‫عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 23‬نوفمرب �سنة‬
‫‪ 2011‬الذي يحدد القواعد والإجراءات‬
‫التي حتكم ت�صدير العتاد والتجهيزات‬
‫واملنتوجـ ـ ــات احل�سا�سـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪484‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 32-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عـ ــام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�شــروط‬
‫‪08‬‬ ‫تعيني �أع�ضاء مكاتب الت�صويت وكيفيات‬
‫ممار�سة حق االعرتا�ض و‪� /‬أو الطع ـ ــن‬
‫الق�ضائ ـ ــي ب�ش�أنهـ ـ ــم‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 178-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬امل ـ ــوافق‬
‫‪22‬‬ ‫‪� 11‬أبري ـ ــل �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫�أداء اليمني من طرف �أع�ضاء مكـ ـ ـ ـ ــاتب‬

‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 179-12‬م�ؤرخ يف‬


‫ت�صـــويت الت�صـ ـ ـ ـ ــويت‪.‬‬ ‫ت‬
‫‪ 19‬جمـ ـ ـ ـ ــادى الأوىل عـ ـ ـ ـ ــام ‪1433‬‬
‫‪22‬‬ ‫املوافق ‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يح ـ ــدد‬
‫قواعد تنظيم مركز ومكتب الت�ص ـ ــويت‬
‫و�سريهمـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 180-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد ن�ص �أوراق‬
‫‪22‬‬ ‫الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪ 10‬مايو‬
‫�سنة ‪ 2012‬ومميزاتها التقنيـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪485‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع الثاين عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬مار�س �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد عدد وت�شكيلة اللجان االنتخابيـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫للدوائـ ـ ـ ــر الدبلوما�سيـ ـ ـ ــة والقن�صليـ ــة‬ ‫ت�صــــويت‬
‫لت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫يف اخلـ ـ ـ ــارج النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ـ ـ ــي الوطنـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 142-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬

‫‪20‬‬
‫م ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫على اتفاق التعاون الإعالمي بني حكومة‬ ‫تعـــــاون‬
‫�إعالمــــي‬
‫ت‬
‫اجلمهوريـ ـ ــة اجلزائري ــة الدميقراطيــة‬
‫ال�شعبية وحكومة دولة الكويت‪ ،‬املـ ـ ــوقع‬
‫بالكويت يوم ‪� 20‬أبريل �سنـ ـ ــة ‪.2008‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 141-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 21‬مـ ـ ـ ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضـ ـ ــمن‬
‫الت�صديق علـ ــى الربنـ ــامج التنفيـ ـ ـ ــذي‬
‫تعــــاون‬
‫‪19‬‬ ‫للتعاون الثقايف بني حكومة اجلمهورية‬
‫اجلزائريـ ـ ـ ــة الدميقراطيـ ـ ـ ــة ال�شعبية‬ ‫ثقــــايف‬
‫وحكومة اجلمهورية التون�سية ل�سنتي‬
‫‪ ،2012-2011‬املوقع باجلزائر يـ ـ ــوم‬
‫‪ 26‬دي�سمبـ ـ ـ ــر �سنـ ـ ـ ــة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪486‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 144-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫تعـــاون‬
‫علـ ـ ــى مذكرة التفاهم بني حكومـ ـ ــة‬
‫يف‬
‫‪20‬‬ ‫اجلمهورية اجلزائريـ ـ ــة الدميقراطيـ ـ ــة‬
‫املجـــال‬
‫ال�شعبية وحكومة دولة الكويت للتعاون يف‬
‫ال�صحــــي‬
‫املجال ال�صحي املوقعة باجلزائر يف ‪12‬‬
‫�أكتوبـ ـ ــر �سنـ ـ ــة ‪.2010‬‬ ‫ت‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 139-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬ ‫تعــــــاون‬
‫علـ ـ ــى اتفاق التعاون يف جمال الت�شغيل‪،‬‬ ‫يف‬
‫‪19‬‬ ‫بني حكومـ ـ ــة اجلمهوريـ ـ ــة اجلزائرية‬ ‫جمـــال‬
‫الدميقراطيـ ـ ـ ـ ـ ــة ال�شعبية وحكومـ ـ ـ ـ ـ ــة‬ ‫الت�شغيــل‬
‫اجلمهورية التون�سيـ ـ ـ ــة‪ ،‬املوقع باجلزائر‬
‫يف ‪ 5‬غ�شت �سنـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪.2007‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪487‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 140-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬ ‫تعاون‬
‫على الربنامج التنفيذي بني حكومـ ــة‬ ‫يف جمال‬
‫‪19‬‬ ‫اجلمهورية اجلزائريـ ــة الدميقراطي ـ ــة‬ ‫التكوين‬
‫ال�شعبية وحكومة اجلمهورية التون�سية‬
‫املهنـــــي‬
‫للتعاون يف جمال التكوين املهني ل�سنتي‬
‫‪ 2012-2011‬املوقع باجلزائر يوم ‪26‬‬
‫دي�سمب ــر �سنـ ـ ــة ‪.2010‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 108-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 12‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪5‬‬
‫ت‬
‫‪15‬‬ ‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن امل�صادقة‬
‫علـ ــى املخطط التوجيهـ ـ ـ ــي للتكويـ ـ ــن‬
‫والتعليـ ـ ـ ــم املهنيني‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 143-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫تعليــــم‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مهنــــي‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫على مذكرة التفاهم يف جمال التدريب‬
‫‪20‬‬ ‫و التعليم املهني بني حكومة اجلمهورية‬
‫اجلزائري ـ ــة الدميقراطيـ ـ ــة ال�شعبيـ ـ ــة‬
‫وحكومة دولة الكويت‪ ،‬املوقعة بالكويت‬
‫ي ــوم ‪� 20‬أبريـ ـ ــل �سنـ ـ ــة ‪.2008‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪488‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫التكميلـ ــي للتالميـ ــذ �شبـ ــه الطبيني يف‬
‫طور التكوين لدفعات ‪ 2011‬و ‪2012‬‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهم يف رتبة �شبه طبي‬
‫لل�صحـ ـ ـ ـ ــة العمومي ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫‪21‬‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫التكميلي للتلميذات القابالت يف طور‬
‫تكويـــن‬
‫تكميلــــي‬ ‫ت‬
‫التكويـ ـ ـ ـ ــن لدفع ـ ــات ‪ 2011‬و‪2012‬‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهن يف رتبة قابلة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عـ ــام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫التكميلي للتالميذ الأعوان الطبيني يف‬
‫‪21‬‬ ‫التخدي ـ ــر و الإنعا�ش يف طور التكوي ـ ــن‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنعـ ـ ـ ـ ــا�ش‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪489‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 108-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 12‬ربيع الثانـ ــي عام ‪ 1433‬امل ــوافق ‪5‬‬
‫تكويــــن م ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن امل�صادق ــة‬
‫‪15‬‬ ‫مهنــــــي على املخطط التوجيهي للتكوين والتعليم‬
‫املهنييـ ـ ــن‪.‬‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم ع ــام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ، 2011‬يحــدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫تالميــذ‬
‫التكميل ــي للتالميذ الأعـ ـ ــوان الطبيني‬
‫‪21‬‬ ‫يف التخدير والإنعا�ش يف طور التكوين‬
‫�أعـــــوان‬
‫طبيــون‬
‫ت‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنع ـ ـ ـ ــا�ش‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برامج التكوين‬ ‫تالميــذ‬
‫‪21‬‬ ‫التكميل ــي للتالميذ �شب ــه الطبيني يف‬ ‫�شبــــــه‬
‫طور التكوين لدفعات ‪ 2011‬و ‪2012‬‬ ‫طبييــن‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهم يف رتبة �شبه طبي‬
‫لل�صحـ ــة العمومي ـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪490‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫امل ــوافق ‪ 24‬دي�سمبـ ـ ــر �سن ـ ــة ‪،2011‬‬
‫يح ـ ــدد كيفيـ ــات تنظيـ ــم وحمتـ ــوى‬
‫برنامج التكوين التكميلي للتلميـ ـ ـ ــذات‬ ‫تلميذات‬
‫‪21‬‬ ‫قابـــالت‬
‫القابالت يف طـ ــور التكوين لدفعـ ــات‬
‫‪ 2011‬و‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل تعيينهن‬
‫يف رتبـ ــة قابل ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /05‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫ت‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقـ ـ ــة‬
‫‪01‬‬
‫القان ــون الع�ضوي الذي يحدد كيفيات‬
‫تو�سيع حظوظ متثيل املر�أة يف املجال�س‬ ‫متثيـــــل‬
‫املنتخبـ ـ ــة‪ ،‬للد�سـ ـ ــتور‪.‬‬ ‫املـــــــر�أة‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬
‫‪ ،2012‬يحدد كيفيات تو�سيع حظ ــوظ‬
‫متثي ــل امل ــر�أة يف املجال�س املنتخبـ ـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪491‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬

‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�س ــوم تنفيذي رقم ‪ 148-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 5‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 28‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يتمم املر�س ــوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 177-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫‪19‬‬ ‫ذي القعـ ــدة عام ‪ 1411‬املـ ــوافق ‪28‬‬
‫مايو �سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات‬
‫تهيئــــة �إعـ ـ ــداد املخطط التوجيه ـ ــي للتهيئ ـ ــة‬
‫وتعميــــر والتعميـ ــر وامل�صادقة عليه وحمت ـ ــوى‬ ‫ت‬
‫الوثائق املتعلقة ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 166-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬جمــادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يتمم املر�س ـ ــوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 178-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫‪21‬‬ ‫ذي القعدة عام ‪ 1411‬املوافق ‪ 28‬مايو‬
‫�سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات �إعداد‬
‫خمططـ ــات �شغل الأرا�ضي وامل�صادقـ ــة‬
‫عليهـ ــا وحمتوى الوثائق املتعلقة به ـ ــا‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪492‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 83-12‬مـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫‪ 20‬فربايـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سـ ــوم التنفيذي رقـ ـ ــم ‪484-97‬‬ ‫توجيــه‬
‫‪11‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪� 15‬شعبـ ـ ــان ع ـ ــام ‪1418‬‬
‫عقـــاري‬
‫املوافق ‪ 15‬دي�سمرب �سنة ‪ 1997‬الـ ــذي‬
‫ي�ضبط ت�شكيلة الهيئة اخلا�صة وكذلك‬
‫�إجراءات �إثبات عدم ا�ستغالل الأرا�ضي‬
‫الفالحي ـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 83-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬ربيع الأول ع ـ ــام ‪ 1433‬املوافق‬
‫ت‬
‫‪ 20‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتم ــم‬
‫املر�سـ ــوم التنفي ـ ــذي رقـ ـ ــم ‪484-97‬‬ ‫توجيـــه‬
‫‪11‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪� 15‬شعبان عـ ـ ــام ‪1418‬‬
‫فالحـــي‬
‫املوافق ‪ 15‬دي�سمرب �سنة ‪ 1997‬الـ ــذي‬
‫ي�ضبط ت�شكيلة الهيئة اخلا�صة وكذلك‬
‫�إجراءات �إثبات عدم ا�ستغالل الأرا�ضي‬
‫الفالحي ـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪� 15‬صفر‬

‫‪17‬‬
‫عام ‪ 1432‬املـ ــوافق ‪ 20‬ينايــر �سن ــة‬
‫‪ ،2011‬يحدد �شروط ا�ستعمال �أجهزة‬
‫جرعـــة‬
‫فرديـــة‬
‫ج‬
‫قي ـ ــا�س اجلرعـ ــة الفرديـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪493‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪� 22‬شوال عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪� 20‬سبتمرب �سنة ‪ ،2011‬يعدل‬
‫ويتمم القرار امل�ؤرخ يف ‪� 29‬شوال عام‬
‫‪05‬‬ ‫‪ 1430‬املوافق ‪� 18‬أكتوبر �سنة ‪2009‬‬
‫الذي يحدد موقع املفت�شيات اجلهوية‬
‫للجمـ ــارك واخت�صا�صه ــا الإقليمـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 93-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 8‬ربيع الثان ـ ــي عـ ــام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪14‬‬ ‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شـ ــروط‬
‫وكيفيات اال�ستفادة من �صفـ ــة املتعامل‬
‫جمــــارك االقت�ص ــادي املعتمد لدى اجلمـ ــارك‪.‬‬
‫مقـ ــرر م�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام ‪1432‬‬
‫ج‬
‫املـ ــوافق ‪� 15‬سبتمب ـ ــر �سنة ‪،2011‬‬
‫يعـ ــدل ويتمم املقـ ــرر املـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪17‬‬
‫‪16‬‬ ‫�شوال عام ‪ 1419‬املوافق ‪ 3‬فربايـ ــر‬
‫�سنــة ‪ 1999‬واملت�ضمـ ــن تطبيق امل ــادة‬
‫‪ 169‬م ـ ــن قانون اجلمــارك واملتعلق ـ ــة‬
‫بامل�صانع اخلا�ضعة للمراقبة اجلمركية‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 17‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن �إن�شاء مفت�شيات‬
‫‪24‬‬ ‫ملراقبة اجلودة وقمع الغ�ش على م�ستوى‬
‫احلـ ــدود الربيـ ــة والبحريـ ــة واجلويـ ــة‬
‫واملناطق واملخازن حتت اجلمركـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪494‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 06-12‬م�ؤرخ يف ‪� 18‬صفر‬
‫‪02‬‬ ‫جمعيات عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنـ ـ ــة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق باجلمعي ـ ــات‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 145-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ـ ــى االتفاق بني حكومـ ـ ــة اجلمهورية‬
‫اجلزائري ــة الدميقراطية ال�شعبيـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫وحكومـ ـ ــة جمهوريـ ـ ــة �صربيـ ـ ــا‪ ،‬املتعلق‬
‫بالإعفاء من الت�أ�شرية حلاملي جوازات‬
‫�سفر دبلوما�سية وملهمة‪ ،‬املوقع ببلغراد يف‬
‫جــــواز‬
‫�سفـــــر‬
‫ج‬
‫‪ 16‬دي�سمرب �سنـ ـ ــة ‪.2010‬‬
‫دبلوما�سي‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 146-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪21‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن الت�صديق‬
‫علـ ـ ــى االتفاق بني حكومة اجلمهوريـ ـ ــة‬
‫اجلزائريـ ـ ــة الدميقراطيـ ـ ــة ال�شعبيـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫وجمل�س وزراء البو�سنة والهر�سك‪ ،‬ح ــول‬
‫�إلغاء الت�أ�شرية للمواطنني احلامليـ ـ ــن‬
‫جـ ـ ــوازات ال�سفر الدبلوما�سيـ ـ ــة‪ ،‬املوقع‬
‫ب�سراييفو يف ‪ 20‬دي�سمرب �سنة ‪.2010‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪495‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف �أول �صفر عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 26‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫‪01‬‬ ‫جـــواز‬
‫املوا�صفات التقنية جلواز ال�سفر الوطني‬
‫البيومتـ ــري الإلكرتونـ ــي‪.‬‬
‫�سفـــر‬
‫وطنــــي‬
‫بيومرتي قرار م�ؤرخ يف �أول �صفر عام ‪1433‬‬
‫�إلكرتوين املوافق ‪ 26‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫‪01‬‬ ‫تاريخ بداية تداول جواز ال�سفر الوطني‬
‫البيومتـ ــري الإلكتـ ـ ــروين‪.‬‬
‫ج‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 17‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن �إن�شاء مفت�شيات‬
‫‪24‬‬ ‫ملراقبة اجلودة وقمع الغ�ش على م�ستوى‬ ‫جـــــودة‬
‫احلدود الربية والبحرية واجلوية‬
‫واملناطق و املخازن حتت اجلمركـ ــة‪.‬‬
‫مر�س ــوم تنفيذي رقم ‪ 168-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬جم ــادى الأولــى ع ـ ــام ‪1433‬‬
‫املـ ــوافق ‪� 5‬أبريـ ــل �سنة ‪ ،2012‬يع ــدل‬ ‫حظرية‬
‫‪22‬‬
‫ويتمم املر�سوم التنفيذي رقم ‪235-06‬‬
‫امل�ؤرخ يف ‪ 8‬جمادى الثانية عام ‪1427‬‬
‫الريـــاح‬ ‫ح‬
‫املوافق ‪ 4‬يوليو �سنة ‪ 2006‬و املت�ضمن‬ ‫الكبــــرى‬
‫الت�ص ـ ــريح باملنفعة العمومية للعمليـ ـ ــة‬
‫املتعلقة بتهيئة حظرية الرياح الكربى‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪496‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�س ــوم تنفي ــذي رقم ‪ 32-12‬مـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول ع ــام ‪ 1433‬امل ــوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�شــروط‬ ‫حق‬
‫‪08‬‬ ‫االعرتا�ض تعيني �أع�ضاء مكاتب الت�صويت وكيفيات‬
‫ممار�ســة حق االعرتا�ض و‪�/‬أو الطع ـ ــن‬
‫الق�ضائـ ــي ب�ش�أنهـ ـ ــم‪.‬‬ ‫ح‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 70-12‬م�ؤرخ يف‬
‫حماية ‪ 19‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪12‬‬
‫‪09‬‬ ‫مدنيـــة فربايـ ـ ـ ـ ـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن �إن�شاء‬
‫املجموعة اجلوية للحماية املدنيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫�أمر رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫‪08‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد الدوائر االنتخابية‬
‫وعـ ـ ــدد املقاع ــد املطلوب �شغلهـ ـ ـ ـ ـ ــا يف‬
‫انتخابـ ــات الربملـ ــان‪.‬‬
‫دوائر‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 86-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 4‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪26‬‬
‫انتخابية‬ ‫د‬
‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫تطبيق املادة ‪ 5‬من الأمر رقـ ــم ‪01-12‬‬
‫‪11‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 13‬فرباير �سنة ‪ 2012‬الـ ــذي‬
‫يحدد الدوائر االنتخابية وعدد املقاعد‬
‫املطلوب �شغلها يف انتخابات الربملـ ـ ــان‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪497‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 09-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقـ ــة عل ــى‬
‫‪19‬‬
‫الأمر رقم ‪ 01-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫انتخابية الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فربايـ ــر‬
‫دوائـــــر‬
‫د‬
‫�سنـ ــة ‪ 2012‬ال ــذي يح ــدد الدوائ ــر‬
‫االنتخابية وعدد املقاعد املطلوب �شغلها‬
‫يف انتخابـ ــات الربمل ـ ــان‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 123-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 19‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫رخ�ص املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 262-03‬امل�ؤرخ‬
‫‪17‬‬ ‫يف ‪ 23‬جمادى الأوىل عام ‪ 1424‬املوافق‬
‫�سياقـــــة‬
‫‪ 23‬يوليو �سنة ‪ 2003‬الذي يحدد تنظيم‬
‫املركز الوطني لرخ�ص ال�سياقة و�سريه‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 3‬ربيع‬
‫ر‬
‫الأول عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 6‬فرباير �سنة‬
‫ريا�ضــــة ‪ ،2011‬يتم ــم القرار الوزاري امل�شرتك‬
‫‪14‬‬ ‫ودرا�ســــة املـ ـ�ؤرخ يف ‪ 18‬رجب عام ‪ 1429‬املوافق‬
‫‪ 21‬يوليو �سنة ‪ 2008‬واملت�ضمن �إحداث‬
‫�أق�ســام "ريا�ضــة ودرا�سـ ـ ـ ــة"‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪498‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 167-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬جمادى الأوىل ع ـ ــام ‪1433‬‬
‫‪22‬‬ ‫املوافق ‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن‬
‫�إن�شـ ـ ـ ــاء الوكالة الوطنية لزرع الأع�ضاء‬
‫زرع‬
‫�أع�ضــــاء‬ ‫ز‬
‫وتنظيمهـ ـ ـ ــا و�سريهـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 101-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫ت�سيري ح�ساب القر�ض رقم ‪304-612‬‬
‫�سكـــــن‬
‫‪14‬‬
‫الذي عنوانه "قرو�ض للموظفني القتناء‬
‫�أو بناء �أو تو�سيع �سكـ ـ ـ ــن"‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 123-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪19‬‬
‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم املر�سوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 262-03‬امل�ؤرخ يف ‪23‬‬
‫�س‬
‫‪17‬‬ ‫جمادى الأوىل عام ‪ 1424‬املوافق ‪23‬‬ ‫�سياقـــــة‬
‫يوليو �سنة ‪ 2003‬الذي يحدد تنظيم‬
‫املركـ ــز الوطنـ ــي لرخ�صـ ــة ال�سياقـ ــة‬
‫و�سيـ ـ ـ ــره‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 110-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫�سياقــــة‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 6‬مار�س �سنـ ـ ـ ــة ‪ ،2012‬يحدد �شروط‬
‫تنظيم م�ؤ�س�سات تعليم �سياقة ال�سيارات‬ ‫�سيــــــارات‬
‫ومراقبتهـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪499‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 468-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن الت�صديق عل ـ ــى‬
‫مذكرة التفاهم بني حكومة اجلمهورية‬ ‫�شـــ�ؤون‬
‫‪05‬‬ ‫اجلزائري ـ ــة الدميقراطي ـ ــة ال�شعبي ـ ــة‬ ‫دينيــــة‬
‫وحكومة دولة الكويت يف جمال ال�ش�ؤون‬ ‫و �أوقاف‬
‫الدينية و الأوقاف‪ ،‬املوقعة يف اجلزائر‬
‫بتاريخ ‪ 22‬نوفمرب �سن ـ ــة ‪.2008‬‬ ‫�ش‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 469-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمــن الت�صديق علـ ــى‬
‫مذكرة التفاهم بني حكومة اجلمهورية‬ ‫�شبــــاب‬
‫‪05‬‬
‫اجلزائريـ ـ ـ ـ ــةالدميقراطي ـ ــةال�شعبي ـ ــة‬ ‫و ريا�ضــة‬
‫وحكومة دولة الكويت يف جمال ال�شباب‬
‫والريا�ض ــة‪ ،‬املوقع ــة يف اجلزائــر بتاريخ‬
‫‪ 22‬نوفمرب �سن ـ ــة ‪.2008‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪500‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 166-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 5‬أبريـ ــل �سنة ‪ ،2012‬يتمم املر�س ــوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 178-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫ذي القعدة عام ‪ 1411‬املوافق ‪ 28‬مايو‬ ‫�شغـــل‬
‫‪21‬‬ ‫الأرا�ضــي‬
‫�سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات �إعداد‬
‫خمططات �شغل الأرا�ضـ ــي وامل�صادق ــة‬
‫عليها و حمتوى الوثائق املتعلقة بهـ ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 92-12‬م�ؤرخ يف‬

‫‪13‬‬
‫‪ 6‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪28‬‬
‫فربايـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن �إن�شـ ــاء‬ ‫�شفــــاء‬
‫�ش‬
‫املرك ـ ــز الوطنـ ــي للبطاقة الإلكرتونيـ ــة‬
‫للم�ؤمن له اجتماعيا "ال�شفـ ـ ـ ــاء"‪.‬‬
‫نظام رقم ‪ 07-11‬م�ؤرخ يف ‪ 21‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 19‬أكتوبــر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمم النظام رقم‬ ‫�شيــــك‬
‫‪ 01-08‬امل ـ�ؤرخ يف ‪ 12‬حمـ ــرم عـ ـ ـ ــام‬ ‫بــــدون‬
‫‪08‬‬
‫‪ 1429‬املوافق ‪ 20‬يناير �سنـ ـ ـ ــة ‪2008‬‬
‫ر�صيــــد‬
‫واملتعلق برتتيبات الوقاية من �إ�صـ ـ ـ ــدار‬
‫ال�شيكات بدون ر�صيد ومكافحتهـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫ ‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪501‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫التكميلـ ــي للتالميـ ــذ �شب ــه الطبيني يف‬
‫طور التكوين لدفعات ‪ 2011‬و‪2012‬‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهم يف رتبة �شبه طبي‬
‫لل�صح ـ ــة العموميـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمبـ ـ ـ ــر �سنـ ـ ـ ــة ‪،2011‬‬
‫يحدد كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج‬
‫‪21‬‬ ‫التكوين التكميلي للتلميذات القابالت‬
‫يف طور التكويـ ـ ـ ـ ـ ــن لدفعـ ـ ـ ــات ‪2011‬‬
‫�صحــــة‬
‫عمومية‬ ‫�ص‬
‫و‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل تعيينهن يف رتبة‬
‫قابلـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫التكميلي للتالميذ الأعوان الطبيني يف‬
‫‪21‬‬
‫التخديـ ــر والإنعا�ش يف طور التكويـ ــن‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنعـ ـ ـ ــا�ش‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪502‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�س ـ ــوم رئا�سي رقم ‪ 23-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪� 24‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪18‬‬
‫يناير �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم املر�سوم‬
‫‪04‬‬ ‫الرئا�سي رقم ‪ 236 -10‬امل�ؤرخ يف ‪28‬‬
‫�شوال عام ‪ 1431‬املوافق ‪� 7‬أكتوبر �سنة‬
‫‪ 2010‬واملت�ضم ــن تنظيم ال�صفق ــات‬
‫العموميـ ـ ــة‪.‬‬
‫�صفقــات‬
‫عموميــــة قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 2‬رم�ضان‬
‫عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 2‬غ�شت �سنـ ـ ــة‬
‫‪ ،2011‬يحدد قائمة الدرا�سات واللوازم‬ ‫�ص‬
‫‪06‬‬ ‫واخلدمـ ـ ــات اخلا�صـ ـ ــة بتكنولوجيـ ـ ــات‬
‫الإعـ ـ ــالم واالت�صال والتي ال تتطلب‬
‫اللجـ ـ ــوء �إلـ ـ ــى مناق�صـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 122-12‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬امل ــوافق‬
‫�صندوق ‪ 19‬م ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫‪17‬‬ ‫وطنــــي تنفيذ نفقات اال�ستثمارات العمومية ذات‬
‫لال�ستثمــار الطابع النهائ ــي من طرف ال�صنـ ــدوق‬
‫الوطن ــي لال�ستثمـ ـ ــار ‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪503‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 457-11‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪� 3‬صف ـ ـ ــر عام ‪ 1433‬املوافق ‪28‬‬
‫�صيدليـــة دي�سمبـ ـ ــر �سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمـ ـ ــم‬
‫‪01‬‬ ‫مركزيــــة املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 293-94‬امل�ؤرخ‬ ‫�ص‬
‫للم�ست�شفيات يف ‪ 19‬ربيع الثاين ع ـ ــام ‪ 1415‬املوافق‬
‫‪� 25‬سبتمرب �سنة ‪ 1994‬املت�ضمـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫�إن�شاء ال�صيدلي ـ ــة املركزية للم�ست�شفيات‬
‫وتنظيمهـ ـ ــا وعملهـ ـ ــا‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 15‬رم�ضان عام ‪1432‬‬

‫‪15‬‬
‫املوافق ‪ 15‬غ�شت �سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن‬ ‫�ضبط‬
‫عقــــــاري تعيني �أع�ض ـ ــاء جمل�س �إدارة الوكال ـ ــة‬
‫�ض‬
‫الوطنية للو�ساطة و ال�ضبط العقاري‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪504‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 126-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 19‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬امل�ؤرخ‬
‫�ضبط‬
‫‪17‬‬ ‫يف ‪ 5‬ربيع الثاين عام ‪ 1428‬املوافق‬
‫عقـــــاري ‪� 23‬أبريل �سنة ‪ 2007‬واملت�ضمن �إن�شاء‬
‫الوكالـ ــة الوطنية للو�ساط ـ ــة وال�ضبط‬
‫العقاري وحتديد قانونها الأ�سا�سـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 92-12‬م�ؤرخ يف‬

‫‪13‬‬
‫‪ 6‬ربيع الثانــي عام ‪ 1433‬املوافق ‪28‬‬
‫فرباير �سن ــة ‪ ،2012‬يت�ضمــن �إن�ش ــاء‬ ‫�ض‬
‫املركـ ــز الوطني للبطاق ــة الإلكرتوني ــة‬
‫للم�ؤمن له اجتماعيا "ال�شفـ ــاء"‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 158-12‬م�ؤرخ‬
‫�ضمان يف ‪ 9‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪20‬‬ ‫اجتماعي �أول �أبريل �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن �إن�شاء‬
‫املدر�س ــة العليـ ــا لل�ضمـ ــان االجتماعـ ــي‬
‫وتنظيمهـ ــا و�سريهـ ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 159-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 9‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪20‬‬ ‫�أول �أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد االتفاقي ــة‬
‫النموذجية املربمة بني هيئات ال�ضم ــان‬
‫االجتماعي و الب�صاراتيني النظاراتيني‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪505‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪� 15‬صفر‬
‫ع ـ ــام ‪ 1432‬املوافق ‪ 20‬يناير �سنـ ــة‬ ‫طــــارئ‬
‫‪17‬‬ ‫‪ ،2011‬يحدد م�ستويات التدخل والعمل‬ ‫�إ�شعاعي‬
‫واجلرعـ ــة يف حالة طارئ �إ�شعاعي �أو‬ ‫�أو نــووي‬
‫ن ـ ـ ــووي‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 470-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن الت�صديق عل ــى‬
‫اتفاق التعاون بني حكومة اجلمهوري ــة‬ ‫طاقــــة‬
‫‪06‬‬ ‫اجلزائري ـ ــة الدميقراطيـ ــة ال�شعبيـ ــة‬
‫وحكومـ ــة جمهوريـ ــة جن ـ ــوب �إفريقيـ ــا‬
‫نوويــــة‬ ‫ط‬
‫لال�ستخدامات ال�سلمية للطاقة النووية‪،‬‬
‫املوقع يف اجلزائر بتاريخ ‪ 26‬مايو �سن ــة‬
‫‪.2010‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫التكميل ـ ــي للتالميـ ــذ �شبه الطبيني يف‬ ‫طــــــب‬
‫طور التكوين لدفعات ‪ 2011‬و ‪2012‬‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهم يف رتبة �شبه طبي‬
‫لل�صحـ ــة العموميـ ــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪506‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ، 2011‬يحدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫‪21‬‬ ‫التكميلي للتلميذات القابالت يف طور‬
‫التكويـ ــن لدفع ـ ـ ـ ـ ــات ‪ 2011‬و‪2012‬‬
‫و‪ ،2013‬قبل تعيينهن يف رتبة قابلة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫طــــــب املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يحدد‬

‫ط‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫التكميلي للتالميذ الأعوان الطبيني يف‬
‫‪21‬‬ ‫التخدير و الإنعا�ش يف طور التكوين‬
‫لدفعات ‪ 2011‬و ‪ 2012‬و‪ ،2013‬قبل‬
‫تعيينهم يف رتبة عون طبي يف التخدير‬
‫والإنع ـ ـ ــا�ش‪.‬‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقـ ــم ‪ 32-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫طعـــن ‪ 6‬فرباير �سنـ ــة ‪ ،2012‬يتعلق ب�شروط‬
‫‪08‬‬ ‫ق�ضائــــي تعيني �أع�ضاء مكاتب الت�صويت وكيفيات‬
‫ممار�سـ ــة حق االعرتا�ض و‪� /‬أو الطعن‬
‫الق�ضائـ ــي ب�ش�أنهـ ــم‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪507‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 165-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬جمادى الأوىل عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن‬
‫‪21‬‬ ‫تعدي ـ ــل القانون الأ�سا�سـ ــي النموذجي‬ ‫طفولـــــة‬
‫للم�ؤ�س�سات املتخ�ص�صـ ــة يف حمايـ ــة‬
‫الطفولـ ــة واملراهقـ ــة‪.‬‬ ‫ط‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 04-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 10‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 4‬يناير‬ ‫طفولــة‬
‫‪05‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن القانون الأ�سا�سي‬ ‫م�سعفــة‬
‫النموذجي مل�ؤ�س�سات الطفولة امل�سعفة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 16‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 8‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد كيفيات تطبيق املر�سوم الرئا�سي‬
‫رقم ‪ 383-11‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة‬ ‫عتــــاد‬
‫‪25‬‬ ‫عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 23‬نوفمرب �سنة‬ ‫ح�ســــا�س‬
‫‪ 2011‬الذي يحدد القواعد والإجراءات‬
‫التي حتكم ت�صدير العتاد والتجهيزات‬
‫ع‬
‫واملنتوجـ ــات احل�سا�سـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 112-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن �إج ــراءات‬
‫عفــــــــو‬
‫عفـ ــو مبنا�سبـ ــة عيـ ــد املـ ــر�أة ‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪508‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫نظام رقم ‪ 06-11‬م�ؤرخ يف ‪ 21‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 19‬أكتوبر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمم النظام رقـ ــم‬
‫عملة‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 01-07‬امل�ؤرخ يف ‪ 15‬حمرم عام ‪1428‬‬
‫�صعبة‬
‫املوافق ‪ 3‬فرباير �سنة ‪ 2007‬واملتعلق‬
‫بالقواعد املطبقة على املعامالت اجلارية‬
‫مع اخلارج و احل�سابات بالعملة ال�صعبة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 04‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫ع‬
‫‪01‬‬ ‫�سنـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقـ ــة‬
‫عهـــــدة القان ـ ــون الع�ضوي الذي يحدد حـ ــاالت‬
‫برملانيـــة التنايف مع العهدة الربملانية‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يحدد حاالت التنايف مع العهدة‬
‫الربملاني ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 17‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب‬
‫‪24‬‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن �إن�شاء مفت�شيات‬
‫ملراقبة اجلودة وقمع الغ�ش على م�ستوى‬
‫غــــــ�ش‬ ‫غ‬
‫احلـ ــدود الربيـ ــة والبحريـ ــة واجلويـ ــة‬
‫واملناطق واملخازن حتت اجلمرك ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪509‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�س ــوم رئا�سي رق ــم ‪ 64-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 14‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 7‬فربايـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتم ــم‬
‫املر�سوم الرئا�سي رقم ‪ 413-06‬امل�ؤرخ‬
‫‪08‬‬ ‫يف �أول ذي القعدة عام ‪ 1427‬املوافق‬
‫‪ 22‬نوفمرب �سنة ‪ 2006‬الذي يحـ ــدد‬
‫ت�شكيلة الهيئة الوطنية للوقاية من الف�ساد‬
‫ومكافحته وتنظيمها وكيفيات �سريها‪.‬‬
‫ف�ســــــاد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 65-12‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 7‬فرباير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد النظام التعوي�ضي‬

‫‪08‬‬
‫املطبق علـ ــى �أع�ضاء جمل�س اليقظـ ـ ــة‬
‫والتقييم وكيفية منح مرتبات املوظفني‬
‫ف‬
‫والأعـ ــوان العموميني العاملني بالهيئـ ــة‬
‫الوطنية للوقاية من الف�ساد ومكافحته‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫ف�صائل‬
‫‪� 10‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 4‬ينايـ ــر‬ ‫نباتيـــة‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد قائمة الف�صائـ ــل‬ ‫غيــــر‬
‫‪03‬‬ ‫النباتيـ ــة غيـ ــر املزروعـ ــة املحميـ ــة‪.‬‬ ‫مزروعة‬
‫حمميــــة‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪510‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 111-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬ربيع الثان ـ ــي عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫‪ 6‬م ـ ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �ش ــروط‬ ‫ف�ضاءات‬
‫‪15‬‬ ‫وكيفيـ ــات �إن�شاء وتنظيم الف�ض ـ ـ ــاءات‬
‫التجاري ـ ــة وممار�سة بع�ض الأن�شط ـ ــة‬
‫جتاريـــة‬ ‫ف‬
‫التجاري ـ ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬حمرم عـ ــام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 24‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يح ــدد‬
‫كيفيات تنظيم وحمتوى برنامج التكوين‬
‫‪21‬‬
‫التكميلي للتلميذات القابالت يف طور‬
‫قابلــــــة‬
‫التكوي ـ ــن لدفع ـ ـ ــات ‪ 2011‬و‪2012‬‬
‫و‪ ، 2013‬قبل تعيينهن يف رتبة قابلـ ــة‪.‬‬
‫مقرر م�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪� 15‬سبتمرب �سنة ‪ ،2011‬يعدل‬
‫ويتمم املقرر امل�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام‬
‫‪ 1419‬املوافق ‪ 3‬فرباير �سنة ‪1999‬‬
‫قانــــون‬ ‫ق‬
‫‪16‬‬
‫واملت�ضمن تطبيق املادة ‪ 169‬من قانون‬ ‫جمــــارك‬
‫اجلمارك واملتعلقة بامل�صانع اخلا�ضعة‬
‫للمراقبـ ــة اجلمركي ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقـ ــم ‪ 101-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيـ ــات‬
‫‪14‬‬ ‫ت�سيري ح�ساب القر�ض رقــم ‪304-612‬‬
‫قـــــر�ض‬
‫الذي عنوانه "قرو�ض للموظفني القتناء‬
‫�أو بناء �أو تو�سيع �سكـ ـ ــن"‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪511‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ر�أي رق ـ ــم ‪/ 03‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬حمرم ع ـ ــام ‪ 1433‬امل ـ ــوافق ‪22‬‬
‫‪01‬‬ ‫دي�سمرب �سن ـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقب ـ ــة‬
‫مطابقة القانون الع�ضوي املتعلق بنظام‬
‫االنتخاب ـ ــات‪ ،‬للد�ست ـ ــور‪.‬‬
‫‪01‬‬ ‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بنظام االنتخابات‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 04‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫‪01‬‬ ‫�سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابق ـ ــة‬
‫قوانيـــــن القان ـ ــون الع�ضوي الذي يحدد حـ ــاالت‬ ‫ق‬
‫التنايف مع العهدة الربملانية‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يحدد حاالت التنايف مع العهدة‬
‫الربملانيـ ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 05‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حم ــرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقة‬
‫‪01‬‬ ‫القانون الع�ضوي الذي يحدد كيفيـ ــات‬
‫تو�سيع متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخبة‪،‬‬
‫للد�ست ـ ــور‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪512‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يحـ ــدد كيفيات تو�سيع حظوظ‬
‫متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخبـ ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ضوي املتعلق بالأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬
‫للد�س ـتـ ـ ـ ـ ـ ــور‪.‬‬
‫قوانيـــــن قانون ع�ضوي رقم ‪ 04-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬ ‫ق‬
‫‪02‬‬ ‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بالأحـ ــزاب ال�سيا�سي ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ضوي املتعلق بالإعالم‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 05-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪02‬‬ ‫‪� 18‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالإعالم‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪513‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 06-12‬م�ؤرخ يف ‪� 18‬صفـ ــر‬
‫‪02‬‬
‫ع ــام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنـ ــة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق باجلمعي ــات‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 16-11‬م�ؤرخ يف ‪� 3‬صفر‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب �سنـ ـ ــة‬
‫‪07‬‬ ‫‪ ،2011‬يت�ضمـ ــن قانـ ــون املاليـ ــة ل�سنة‬
‫‪( 2012‬ا�ستدراك) ‪.‬‬
‫قوانيـــــن �أمر رقـ ــم ‪ 03-12‬م ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬ ‫ق‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فربايـ ــر‬
‫‪08‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن قانـ ــون املاليـ ــة‬
‫التكميلـ ــي ل�سنـ ــة ‪.2012‬‬
‫قانون رقم ‪ 07-12‬م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫‪12‬‬ ‫الأول عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬فربايـ ــر‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالوالية‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 08-12‬م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫الأول عـام ‪ 1433‬امل ــوافق ‪ 21‬فربايـ ــر‬
‫‪12‬‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن ت�سوي ـ ــة امليزانيـ ــة‬
‫ل�سنـ ــة ‪.2009‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪514‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 09-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مـ ــار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن املوافقة علـ ــى‬
‫‪19‬‬ ‫الأمر رقم ‪ 01-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬امل ـ ــوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫�سنـ ــة ‪ 2012‬ال ـ ــذي يحـ ــدد الدوائـ ــر‬
‫االنتخابية وعدد املقاعد املطلوب �شغلها‬
‫يف انتخاب ـ ــات الربملـ ـ ــان‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 10-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫قوانيـــــن �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة على الأمر‬
‫رقم ‪ 02-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬
‫ق‬
‫‪19‬‬ ‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير �سن ـ ــة‬
‫‪ 2012‬الذي يعدل و يتمم القانون رقم‬
‫‪ 01-05‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة عام‬
‫‪ 1425‬املـ ــوافق ‪ 6‬فرباير �سنة ‪2005‬‬
‫واملتعلق بالوقايـ ــة من تبيي�ض الأم ــوال‬
‫ومتويــل الإرهـ ــاب ومكافحته ـ ــم‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 11-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة على الأمر‬
‫‪19‬‬ ‫رقم ‪ 03-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير �سنة‬
‫‪ 2012‬املت�ضمن قانون املالية التكميلي‬
‫ل�سن ــة ‪.2012‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪515‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ر�أي رقـ ــم ‪/03‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬مـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪22‬‬
‫‪01‬‬ ‫دي�سمرب �سنـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة‬
‫مطابقة القانون الع�ضوي املتعلق بنظام‬
‫االنتخابـ ــات‪ ،‬للد�ست ـ ـ ــور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫‪01‬‬ ‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بنظام االنتخابـ ـ ــات‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /04‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬

‫‪01‬‬
‫قوانني حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫ع�ضويــــة �سنـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقـ ــة‬ ‫ق‬
‫القانــون الع�ض ــوي الذي يحدد حــاالت‬
‫التنايف مع العهدة الربملانية‪ ،‬للد�ستـور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 02-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 18‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير‬
‫‪01‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يحـ ــدد حاالت التنايف مع‬
‫العهـ ـ ــدة الربملاني ـ ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 05‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سن ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابق ــة‬
‫‪01‬‬
‫القانــون الع�ضوي الذي يحدد كيفي ــات‬
‫تو�سيع متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخبة‪،‬‬
‫للد�ستـ ـ ـ ــور‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪516‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يح ـ ــدد كيفيات تو�سيع حظوظ‬
‫متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخب ـ ــة‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنـ ــة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ض ـ ــوي املتعلق بالأحزاب ال�سيا�سي ــة‪،‬‬
‫قوانني للد�ست ـ ــور‪.‬‬
‫ع�ضويــــة قانون ع�ضوي رقم ‪ 04-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫ق‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬
‫‪ ،2012‬يتعلق بالأحزاب ال�سيا�سية‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬
‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ضوي املتعلق بالإعالم‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 05-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪02‬‬ ‫‪� 18‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق بالإعالم‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪517‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 06-12‬م�ؤرخ يف ‪� 18‬صفر‬
‫‪02‬‬ ‫عام ‪ 1433‬امل ـ ــوافق ‪ 12‬يناير �سنـ ــة‬ ‫قوانني‬
‫ع�ضويــــة‬
‫ق‬
‫‪ ،2012‬يتعلق باجلمعيـ ـ ــات‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 150-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 5‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 28‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل املر�سوم‬

‫‪19‬‬
‫التنفيذي رقم ‪ 138-10‬امل�ؤرخ يف ‪28‬‬
‫جمادى الأوىل عام ‪ 1431‬املوافق ‪13‬‬
‫كهربــــاء‬
‫وغـــــاز‬ ‫ك‬
‫مايو �سنة ‪ 2010‬الذي يحدد القواعد‬
‫التقنيـ ــة لت�صميم وا�ستغالل و�صيان ـ ــة‬
‫�شبكات توزيع الكهرباء و الغاز‪.‬‬
‫ق ـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 7‬جمادى الثانية عـ ـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 29‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل ويتمم القرار امل�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬م ــار�س‬
‫‪25‬‬ ‫�سنة ‪ 2012‬الذي يحدد عدد وت�شكيلة‬
‫اللجان االنتخابية للدوائر الدبلوما�سية‬
‫جلــــان‬
‫انتخابية‬ ‫ل‬
‫والقن�صلي ـ ـ ـ ــة لت�ص ـ ـ ــويت امل ـ ــواطنني‬
‫اجلزائريني املقيمني يف اخلارج النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطنــي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪518‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 4‬جمادى الثانية عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 26‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير �سنة‬
‫‪ 2012‬واملت�ضمن تعيني الق�ضاة ر�ؤ�ساء‬ ‫جلــــان‬
‫‪25‬‬ ‫و�أع�ض ــاء اللجـ ــان االنتخابية الوالئي ــة‬ ‫انتخابيــــة‬
‫واللجن ـ ــة االنتخـ ــابيـ ـ ـ ــة للمــواطنني‬
‫اجلزائرييـ ــن املقيمي ــن باخلـ ـ ــارج يف‬
‫االنتخاب ـ ـ ـ ــات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايو‬

‫ل‬
‫�سنة ‪.2012‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 81-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 21‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪14‬‬
‫جلنـــــــة‬
‫‪08‬‬ ‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد قواعد �سري‬ ‫�إداريــــة‬
‫اللجن ــة الإداري ــة االنتخابي ــة‪.‬‬ ‫انتخابيـــة‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول ‪ 29‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباي ــر‬ ‫جلنـــــة‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمــن تعيني الق�ضـ ــاة‬ ‫انتخابيـــة‬
‫ر�ؤ�س ــاء و�أع�ضـ ـ ــاء اللجان االنتخابي ــة‬ ‫للمواطنني‬
‫‪22‬‬ ‫الوالئية واللجنة االنتخابية للمواطنني‬ ‫اجلزائريني‬
‫اجلزائريي ـ ــن املقيمني باخل ـ ــارج يف‬ ‫املقيمني‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬ماي ــو‬ ‫باخلــــارج‬
‫�سنـ ـ ــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪519‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬

‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول ‪ 29‬ربيع‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني الق�ضاة‬
‫ر�ؤ�سـ ـ ــاء و�أع�ضاء اللجان االنتخابيـ ـ ــة‬ ‫جلنــــة‬
‫‪22‬‬ ‫الوالئية واللجنة االنتخابية للمواطنني‬ ‫انتخابيـــة‬
‫اجلزائ ــريني املقيمني باخلـ ـ ــارج يف‬ ‫والئيـــة‬
‫االنتخابات الت�شريعيـ ـ ــة ليوم ‪ 10‬مايو‬
‫�سن ـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬
‫مر�س ــوم رئا�سي رق ــم ‪ 68-12‬م�ؤرخ‬ ‫جلنــــة‬

‫‪06‬‬
‫يف ‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 11‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد تنظيم‬
‫وطنيــــة‬
‫للإ�شــــراف‬
‫ل‬
‫و�سي ــر اللجنة الوطنية للإ�شراف عل ــى‬ ‫علــــى‬
‫االنتخابـ ـ ــات‪.‬‬ ‫االنتخابات‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 69-12‬م�ؤرخ يف‬
‫جلنــــة ‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪11‬‬
‫وطنيـــة فرباير �سنة ‪ ،2012‬يت�ضم ــن تعيني‬
‫‪06‬‬ ‫للإ�شـــراف �أع�ض ــاء اللجنة الوطنية للإ�شراف على‬
‫علـــــى االنتخابات الت�شريعية ل�سن ــة ‪.2012‬‬
‫االنتخابات النظام الداخلي امل�ؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثاين‬
‫‪13‬‬ ‫الت�شريعية عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬فرباير �سنة‬
‫‪.2012‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪520‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 21‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 14‬مار�س‬ ‫جلنــــــة‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ـ ـ ــن تعيني �أع�ضاء‬ ‫وطنـــــية‬
‫‪22‬‬
‫الأمانة الدائمة للجنة الوطنية ملراقبـ ــة‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ــو‬
‫ملراقبة‬
‫االنتخابات‬
‫ل‬
‫�سنـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬ ‫الت�شريعية‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 21-12‬م�ؤرخ يف‬ ‫م�ؤ�س�ســـة‬
‫‪� 22‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 16‬يناير‬ ‫ع�سكريــة‬
‫‪07‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن القانون الأ�سا�سي‬ ‫ذات طابع‬
‫النموذجي للم�ؤ�س�سـ ـ ـ ــة الع�سكرية ذات‬ ‫علمـــي‬
‫الطابع العلمـ ــي و التكنولوجـ ــي‪.‬‬ ‫وتكنولوجي‬
‫قانون رقم ‪ 16-11‬م�ؤرخ يف ‪� 3‬صفـ ــر‬

‫‪07‬‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب �سنـ ــة‬
‫‪ ،2011‬يت�ضمـ ـ ـ ــن قانون املالية ل�سنـ ــة‬
‫م‬
‫‪( 2012‬ا�ستـ ـ ـ ــدراك)‪.‬‬
‫�أمر رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬ ‫ماليــــــــة‬
‫الأول عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫‪08‬‬
‫�سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمن قانون املاليـ ــة‬
‫التكميلـ ــي ل�سنـ ــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪521‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون رقم ‪ 11-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 26‬مار�س‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن املوافقة على الأمر‬
‫رقم ‪ 03-12‬امل�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬ ‫ماليــــــــة‬
‫‪19‬‬
‫عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪ 13‬فرباير �سنة‬
‫‪ 2012‬املت�ضمن قانون املالية التكميلي‬
‫ل�سن ـ ــة ‪.2012‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 93-12‬م�ؤرخ‬ ‫متعامــــل‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬ ‫اقت�صادي‬
‫‪14‬‬
‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شروط‬
‫وكيفيات اال�ستفادة من �صفة املتعامل‬
‫معتمــــد‬
‫لـــدى‬
‫م‬
‫االقت�صادي املعتمد لدى اجلمارك‪.‬‬ ‫اجلمـارك‬
‫ر�أي رقم ‪ / 05‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقة‬
‫‪01‬‬ ‫القانون الع�ضوي الذي يحدد كيفيات‬
‫جمالــــ�س تو�سيع متثيل حظوظ املر�أة يف املجال�س‬
‫منتخبــة املنتخبة‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 03-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يحدد كيفيات تو�سيع حظوظ‬
‫متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخبة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪522‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ر�أي رقم ‪/03‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عـ ـ ــام ‪ 1433‬املـ ـ ــوافق ‪22‬‬
‫‪01‬‬ ‫دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبـ ـ ــة‬
‫مطابقة القانون الع�ضوي املتعلق بنظام‬
‫االنتخابـ ـ ـ ـ ـ ــات‪ ،‬للد�ستـ ـ ـ ـ ـ ــور‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ / 04‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سنـ ـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقة‬
‫‪01‬‬
‫جملــــ�س القانـ ـ ــون الع�ضوي الذي يحدد حـ ـ ــاالت‬
‫التنايف مع العهدة الربملانية‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫د�ستـــوري‬ ‫م‬
‫ر�أي رقم ‪ /05‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م�ؤرخ يف ‪27‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬دي�سمرب‬
‫�سنـ ـ ــة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة مطابقـ ــة‬
‫‪01‬‬
‫القانون الع�ضوي الذي يحدد كيفيات‬
‫تو�سيع متثيل املر�أة يف املجال�س املنتخبة‪،‬‬
‫للد�ستـ ـ ــور‪.‬‬
‫ر�أي رقم ‪ /01‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنـ ـ ــة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ضوي املتعلق بالأحزاب ال�سيا�سية‪،‬‬
‫للد�ستـ ـ ـ ـ ـ ــور‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪523‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ر�أي رقم ‪ /02‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 12/‬م�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 8‬يناير �سنة‬
‫‪02‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق مبراقبة مطابقة القانون‬
‫الع�ضوي املتعلق بالإعالم‪ ،‬للد�ستور‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 102-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 11‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪4‬‬
‫‪13‬‬ ‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني ع�ضو‬
‫يف املجل�س الد�ستوري‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 103-12‬م�ؤرخ‬
‫جملــــ�س يف ‪ 11‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 4‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل املر�سـ ــوم‬
‫د�ستـــوري الرئا�سي رقم ‪ 113-11‬امل�ؤرخ يف �أول‬
‫م‬
‫‪13‬‬
‫ربيع الثاين عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 6‬مار�س‬
‫‪ 2011‬و املتعلق بن�شر الت�شكيلة اال�سمية‬
‫للمجل�س الد�ستـ ـ ــوري‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 154-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 6‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 29‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني‬
‫رئي�س املجل ـ ــ�س الد�ستـ ــوري‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 155-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 6‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 29‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يتعلق بن�شر‬
‫الت�شكيلة اال�سمية للمجل�س الد�ستوري‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪524‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي م�ؤرخ يف ‪ 4‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 27‬مار�س‬
‫جملــــ�س‬
‫‪23‬‬ ‫د�ستـــوري‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن التعيني باملجل�س‬
‫الد�ستـ ــوري‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 24-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫‪04‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة الت�صريح‬
‫بالت ـ ــر�شح النتخ ـ ــاب �أع�ض ـ ـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ـ ـ ـ ــي الوطنـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 25-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة اكتتاب‬ ‫م‬
‫‪04‬‬ ‫التوقيع ـ ــات الفردية ل�صالح قوائـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫جملـــ�س‬
‫املرت�شحني الأح ـ ــرار النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبـ ـ ـ ـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬ ‫�شعبــــي‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 26-12‬م ـ�ؤرخ‬ ‫وطنـــي‬
‫يف ‪� 30‬صف ـ ــر عام ‪ 1433‬املوافق ‪24‬‬
‫‪04‬‬ ‫يناير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�إيداع قوائم‬
‫الرت�شيحات النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪ ،2012‬يحدد‬
‫‪04‬‬ ‫املميزات التقنية ال�ستمارة الت�صريح‬
‫بالتـ ـ ــر�شح النتخ ـ ــاب �أع�ض ـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪525‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املـ ــوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد املميزات التقنية ال�ستمارة اكتتاب‬
‫‪04‬‬ ‫التوقيعـ ــات الفرديــة ل�ص ــالح قوائ ــم‬
‫املرت�شحني الأحرار النتخ ــاب �أع�ضــاء‬
‫املجل�س ال�شعب ــي الوطن ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 28-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شروط‬
‫‪08‬‬ ‫جملـــ�س ت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫�شعبــــي يف اخلارج النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫وطنـــي ال�شعبي الوطني وكيفيات ذلك‪.‬‬
‫م‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 180-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد ن�ص �أوراق‬
‫‪22‬‬
‫الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪ 10‬مايو‬
‫�سنة ‪ 2012‬ومميزاتها التقني ـ ــة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 12‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫‪22‬‬ ‫يحدد املميزات التقنية لأوراق الت�صويت‬
‫التي ت�ستعمل النتخاب �أع�ض ــاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطن ـ ــي ‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪526‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع الثاين عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬مار�س �سنة ‪،2012‬‬
‫يحـ ــدد عدد وت�شكيلة اللجان االنتخابية‬
‫‪22‬‬ ‫للدوائ ـ ــر الدبلوما�سيـ ـ ـ ـ ــة والقن�صليـ ـ ــة‬
‫لت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫يف اخلـ ـ ـ ـ ــارج النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ـ ـ ـ ــي الوطنـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 185-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬جم ــادى الأولـ ــى عـ ــام ‪1433‬‬
‫جملـــ�س‬
‫�شعبــــي‬
‫م‬
‫وطنـــي املوافق ‪� 19‬أبريل �سنـ ــة ‪ ،2012‬يعدل‬
‫ويتمم املر�سوم التنفيذي رقم ‪180-12‬‬
‫‪23‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪1433‬‬
‫امل ــوافق ‪� 11‬أبريل �سنة ‪ 2012‬ال ــذي‬
‫يحـ ــدد ن�ص �أوراق الت�صـ ـ ــويت الت ــي‬
‫ت�ستعمـ ــل النتخ ـ ــاب �أع�ض ــاء املجلـ ــ�س‬
‫ال�شعب ــي الوطن ــي ليوم ‪ 10‬مايو �سنـ ــة‬
‫‪ 2012‬ومميزاتهـ ــا التقنيــة‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪527‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 21‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل‬
‫عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪� 12‬أبريل �سنـ ــة‬
‫‪23‬‬
‫‪ 2012‬الذي يحدد املميزات التقنيـ ــة‬
‫لأوراق الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب‬
‫جملـــ�س �أع�ضـ ــاء املجل�س ال�شعبـ ــي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫�شعبــــي ق ـ ــرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪25‬‬
‫وطنـــي جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪17‬‬
‫م‬
‫�أبريل �سنة ‪ ،2012‬يرخ�ص لر�ؤ�سـ ــاء‬
‫‪23‬‬
‫املراكز الدبلوما�سية و القن�صلية بتقدمي‬
‫تاريخ افتتاح االقرتاع املتعلق بانتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 30‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪� 1433‬أبريـ ــل �سنة ‪ ،2012‬يـ ـ ــرخ�ص‬
‫‪24‬‬ ‫لل ــوالة تقدمي تاريخ افتتاح االقتـ ــراع‬
‫املتعلق بانتخاب �أع�ضاء املجل�س ال�شعبي‬
‫الوطنـ ـ ـ ـ ــي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪528‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 7‬جمادى الثانية عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 29‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل ويتمم القرار امل�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬م ـ ــار�س‬ ‫جملـــ�س‬
‫‪25‬‬ ‫�سنة ‪ 2012‬الذي يحدد عدد وت�شكيلة‬ ‫�شعبــــي‬
‫اللجان االنتخابية للدوائر الدبلوما�سية‬ ‫وطنـــي‬
‫والقن�صلي ـ ــة لت�ص ـ ــويت امل ـ ــواطنني‬
‫اجلزائريني املقيمني يف اخلارج النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 17‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن �إن�شاء مفت�شيات‬
‫خمـــازن‬
‫حتـــت‬
‫م‬
‫‪24‬‬ ‫ملراقبة اجلودة وقمع الغ�ش على م�ستوى‬
‫احل ـ ــدود الربي ـ ــة والبحرية واجلوي ـ ــة‬ ‫اجلمركـة‬
‫واملناطق واملخازن حتت اجلمركة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 148-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 5‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 28‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يتمم املر�سوم‬ ‫خمطط‬
‫التنفيذي رقم ‪ 177-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬ ‫توجيهــي‬
‫‪19‬‬ ‫ذي القعدة عام ‪ 1411‬املـ ـ ــوافق ‪28‬‬
‫للتهيئـــة‬
‫مايو �سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات‬
‫�إع ـ ــداد املخطط التوجيه ـ ــي للتهيئـ ـ ــة‬
‫والتعميـر‬
‫والتعم ـ ــري وامل�صادقة عليه وحمتـ ـ ــوى‬
‫الوثـ ــائق املتعلقـ ــة بـ ــه‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪529‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 166-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يتم ــم املر�سـ ــوم‬ ‫خمطط‬
‫التنفيذي رقم ‪ 178-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬ ‫توجيهــي‬
‫‪21‬‬ ‫ذي القعدة عام ‪ 1411‬املوافق ‪ 28‬مايو‬ ‫للتهيئـــة‬
‫�سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات �إعداد‬
‫والتعميـر‬
‫خمططات �شغل الأرا�ض ــي وامل�صادق ــة‬
‫عليها و حمتوى الوثائق املتعلقة به ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 166-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يتمم املر�سـ ــوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 178-91‬امل�ؤرخ يف ‪14‬‬
‫خمطط‬
‫�شغـــــل‬
‫م‬
‫‪21‬‬ ‫ذي القعدة عام ‪ 1411‬املوافق ‪ 28‬مايو‬
‫�سنة ‪ 1991‬الذي يحدد �إجراءات �إعداد‬
‫الأرا�ضـي‬
‫خمططات �شغل الأرا�ضي و امل�صادقة‬
‫عليها و حمتوى الوثائق املتعلقة بهـ ــا ‪.‬‬
‫مقرر م�ؤرخ يف ‪ 13‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 8‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن‬ ‫مديرية‬
‫‪24‬‬ ‫امل�صادقة على البذل اجلديدة و لواحقها‬ ‫عامـــــة‬
‫املدرجة �ضمن ت�شكيلة بذل م�ستخدمي‬ ‫للجمارك‬
‫املديري ـ ــة العامـ ــة للجمـ ــارك‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪530‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 94-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫مدينـــة‬
‫‪14‬‬ ‫�أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شروط‬
‫كبيـــرة‬
‫وكيفيات �إعداد املخطط التوجيهي لتهيئة‬
‫ف�ضاء املدينة الكبرية و املوافقة عليه‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 112-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن �إجراءات‬
‫مـــــــر�أة‬
‫عفو مبنا�سبة عيد املر�أة‪.‬‬
‫مقرر م�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪� 15‬سبتمرب �سنة ‪ ،2011‬يعدل‬ ‫م‬
‫ويتمم املقرر امل�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام‬
‫‪ 1419‬املوافق ‪ 3‬فرباير �سنة ‪1999‬‬
‫مراقبــة‬
‫‪16‬‬ ‫جمركيـة‬
‫واملت�ضمن تطبيق املادة ‪ 169‬من قانون‬
‫اجلمارك و املتعلقة بامل�صانع اخلا�ضعة‬
‫للمراقبـ ـ ـ ــة اجلمركيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 165-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 13‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪21‬‬ ‫‪� 5‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعدي ـ ــل‬ ‫مراهقـــة‬
‫القانون الأ�سا�سي النموذجي للم�ؤ�س�سات‬
‫املتخ�ص�صـ ـ ـ ـ ـ ــة يف حمايـ ـ ـ ــة الطفولـ ــة‬
‫واملراهقـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪531‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 84-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪20‬‬
‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات منح‬
‫‪11‬‬ ‫االعتماد ملمار�سة مهنة املرقي العقاري‬
‫وكذا كيفيات م�سك اجلدول الوطني‬
‫للمرقني العقاريني‪.‬‬ ‫مرقــــي‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 85-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬امل ــوافق‬ ‫عقــــاري‬
‫‪ 20‬فرباي ــر �سن ــة ‪ ،2012‬يت�ضم ــن‬
‫‪11‬‬
‫دفت ــر ال�شروط النموذجي الذي يحدد‬
‫االلتزامات وامل�س�ؤوليات املهنية للمرق ــي‬
‫العقـ ـ ـ ــاري‪.‬‬ ‫م‬
‫مقرر م�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪� 15‬سبتمرب �سنة ‪ ،2011‬يعدل‬ ‫م�صــانع‬
‫ويتمم املقرر امل�ؤرخ يف ‪� 17‬شوال عام‬ ‫خا�ضعــة‬
‫‪16‬‬ ‫‪ 1419‬املوافق ‪ 3‬فرباير �سنة ‪1999‬‬
‫للمراقبة‬
‫واملت�ضمن تطبيق املادة ‪ 169‬من قانون‬
‫اجلمارك و املتعلقة بامل�صانع اخلا�ضعة‬ ‫اجلمركية‬
‫للمراقب ـ ــة اجلمركي ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك مـ ـ�ؤرخ يف ‪16‬‬
‫حمـ ـ ــرم عـ ـ ــام ‪ 1433‬املـ ـ ــوافق ‪11‬‬ ‫م�صلحـــة‬
‫‪19‬‬ ‫دي�سمب ــر �سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن حتدي ــد‬ ‫ا�ست�شفائية‬
‫امل�صلحـ ــة اال�ست�شفائيـ ـ ــة اجلامعي ـ ـ ـ ــة‬ ‫جامعيـــة‬
‫والوحـ ــدة اال�ست�شفائيــة اجلامعي ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪532‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫نظام رق ــم ‪ 06-11‬م�ؤرخ يف ‪ 21‬ذي‬
‫القعدة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 19‬أكتوبـر‬ ‫معامالت‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يعدل ويتمم النظام رقم‬ ‫جارية‬
‫‪08‬‬ ‫‪ 01-07‬امل�ؤرخ يف ‪ 15‬حمرم عام ‪1428‬‬
‫مع‬
‫املوافق ‪ 3‬فرباير �سنة ‪ 2007‬و املتعلق‬
‫اخلـــارج‬
‫بالقواعد املطبقة على املعامالت اجلارية‬
‫مع اخلارج و احل�سابات بالعملة ال�صعبة‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪� 22‬شوال عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪� 20‬سبتمرب �سنة ‪ ،2011‬يعـ ــدل‬
‫مفت�شيات‬
‫ويتمم القرار امل�ؤرخ يف ‪� 29‬شوال عام‬
‫‪05‬‬ ‫جهويـــة‬
‫‪ 1430‬املوافق ‪� 18‬أكتوبر �سنة ‪2009‬‬
‫ال ــذي يحدد موقع املفت�شيات اجلهويــة‬
‫للجمارك‬ ‫م‬
‫للجم ـ ــارك واخت�صا�صه ــا الإقليم ــي‪.‬‬
‫مر�س ــوم تنفيذي رقم ‪ 89-12‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 6‬ربيع الثانـي عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫‪ 28‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمـ ــم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 488-05‬امل�ؤرخ‬ ‫ممتلكات‬
‫‪13‬‬ ‫يف ‪ 20‬ذي القعدة عام ‪ 1426‬املوافق‬ ‫ثقافيـــة‬
‫‪ 22‬دي�سمرب �سنـ ــة ‪ 2005‬الذي يحدد‬
‫القانون الأ�سا�سي للديوان الوطني لت�سيري‬
‫املمتلكات الثقافية املحمية وا�ستغاللها‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪533‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 16‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 8‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد كيفيات تطبيق املر�سوم الرئا�سي‬
‫رقم ‪ 383-11‬امل�ؤرخ يف ‪ 27‬ذي احلجة‬ ‫منتوجات‬
‫‪25‬‬ ‫عام ‪ 1432‬املوافق ‪ 23‬نوفمرب �سنة‬ ‫ح�سا�ســـة‬
‫‪ 2011‬الذي يحدد القواعد والإجراءات‬
‫التي حتكم ت�صدير العتاد والتجهيزات‬
‫واملنتوجـ ــات احل�سا�س ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 8‬رم�ضان‬
‫عـ ـ ــام ‪ 1432‬املوافق ‪ 8‬غ�شت �سنـ ـ ــة‬

‫‪09‬‬
‫‪ ،2011‬يحدد �أنواع املعامل والعالمات‬
‫اخلا�صـ ـ ــة مب�ؤ�س�سات ا�ستغالل املـ ـ ــوارد‬
‫مــــوارد‬
‫بيولوجية‬ ‫م‬
‫البيولوجية البحرية وكذا كيفيات ت�سجيل‬
‫بحريــــة‬
‫رقـ ـ ــم االمتي ـ ـ ـ ــاز‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 3‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 30‬أكتوبر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يحـ ـ ـ ــدد كيفيات متابع ــة‬
‫وتقييم ح�ساب التخ�صي�ص اخل ــا�ص‬
‫‪18‬‬ ‫رقم ‪ 302-112‬الذي عنوانه " �صندوق‬ ‫مواطنــــة‬
‫تعوي�ض �ضحايا الأحداث وذوي حقوق‬
‫�ضحايا الأحداث التي رافقت احلركة‬
‫مـ ــن �أجـ ــل ا�ستكمال الهويــة الوطني ــة‬
‫وترقيـ ـ ــة املواطن ــة "‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪534‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�ســوم تنفيذي رقم ‪ 101-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 8‬ربيع الثانـ ــي عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫موظفــون �أول مار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫‪14‬‬
‫ت�سيري ح�ساب القر�ض رقم ‪304-612‬‬
‫الذي عنوانه "قرو�ض للموظفني القتناء‬
‫�أو بنـ ــاء �أو تو�سيع �سك ـ ــن"‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 187-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 3‬جمادى الثانية عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 25‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬

‫‪25‬‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 196-04‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 27‬جم ــادى الأولـ ــى عـ ــام ‪1425‬‬
‫م‬
‫املوافق ‪ 15‬يوليو �سنـ ــة ‪ 2004‬واملتعلق‬
‫با�ستغالل املياه املعدنية الطبيعية و مياه‬
‫ميـــــــاه‬
‫املنبع وحمايتهـ ــا‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 17‬رجب عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪ 19‬يونيو �سنة ‪ ،2011‬يع ـ ــدل‬
‫القـ ــرار املـ ـ�ؤرخ يف ‪ 30‬رم�ضان ع ـ ــام‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 1425‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب �سنة ‪2004‬‬
‫الذي يحدد تنظيم اللجنة الدائمة للمياه‬
‫املعدنية الطبيعية ومياه املنبع و�سريها‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪535‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 187-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 3‬جمادى الثانية عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 25‬أبريل �سن ــة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 196-04‬امل�ؤرخ‬
‫‪25‬‬ ‫يف ‪ 27‬جمـ ــادى الأوىل عـ ـ ـ ــام ‪1425‬‬
‫املوافق ‪ 15‬يوليو �سنة ‪ 2004‬واملتعلق‬
‫ميــــاه با�ستغالل املياه املعدنية الطبيعية ومياه‬
‫املنبــع املنبع وحمايتهـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 17‬رجب عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪ 19‬يونيو �سنة ‪ ،2011‬يعـ ــدل‬

‫‪25‬‬
‫القرار امل�ؤرخ يف ‪ 30‬رم�ضـ ــان عـ ــام‬ ‫م‬
‫‪ 1425‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب �سنة ‪2004‬‬
‫الذي يحدد تنظيم اللجنة الدائمة للمياه‬
‫املعدنية الطبيعية ومياه املنبع و�سريها‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 187-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 3‬جمادى الثانية عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫ميـــــاه ‪� 25‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتم ـ ــم‬
‫معدنيــة املر�سـ ــوم التنفيذي رقـ ــم ‪196-04‬‬
‫‪25‬‬ ‫امل�ؤرخ يف ‪ 27‬جمادى الأوىل عام ‪1425‬‬
‫طبيعيـــة‬
‫املوافق ‪ 15‬يوليو �سنة ‪ 2004‬و املتعلق‬
‫با�ستغالل املياه املعدنية الطبيعية و مياه‬
‫املنبع وحمايتهـ ـ ـ ـ ـ ــا‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪536‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 17‬رجب عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪ 19‬يونيو �سنة ‪ ،2011‬يعـ ــدل‬ ‫ميـــــاه‬
‫القـ ــرار امل�ؤرخ يف ‪ 30‬رم�ضان عـ ــام‬ ‫معدنيــة‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 1425‬املوافق ‪ 13‬نوفمرب �سنة ‪2004‬‬
‫الذي يحدد تنظيم اللجنة الدائمة للمياه‬
‫طبيعيـــة‬ ‫م‬
‫املعدنية الطبيعية ومياه املنبع و�سريها‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 28‬ذي احلجة عام‬
‫نـــــزع ‪ 1432‬املوافق ‪ 20‬نوفمرب �سنة ‪،2011‬‬
‫امللكيــــة يح ـ ــدد القائمة الوطني ـ ــة للأ�شخا�ص‬
‫‪24‬‬ ‫من �أجــل امل�ؤهلني للقيام بالتحقيق امل�سبق لإثبات‬
‫املنفعــة املنفعة العمومية يف �إطار عمليات ن ـ ــزع‬
‫العمومية امللكية من �أجل املنفعة العمومية بعنوان‬
‫�سن ـ ــة ‪.2012‬‬ ‫ن‬
‫ر�أي رقم ‪ /03‬ر‪.‬م‪.‬د‪ 11/‬م ـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬حمـ ــرم عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪22‬‬
‫‪01‬‬ ‫دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يتعلق مبراقبة‬
‫نظـــــام مطابقة القانون الع�ضوي املتعلق بنظام‬
‫االنتخابات االنتخابـ ــات‪ ،‬للد�ستـ ــور‪.‬‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪18‬‬
‫�صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير �سنة‬
‫‪01‬‬ ‫‪ ،2012‬يتعلق بنظام االنتخابـ ــات‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪537‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قانون ع�ضوي رقم ‪ 02-12‬مـ ـ�ؤرخ يف‬
‫‪� 18‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 12‬يناير‬
‫‪01‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يحدد حاالت التنايف مع‬
‫العه ــدة الربملانيـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 24-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫‪04‬‬ ‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة الت�صريح‬
‫بالرت�شح النتخاب �أع�ضـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ــي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 25-12‬م�ؤرخ يف‬
‫نظـــــام ‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 24‬يناير‬
‫‪04‬‬
‫�سنة ‪ ،2012‬يتعلق با�ستمارة اكتتاب‬
‫االنتخابات التوقيعـ ــات الفرديـ ــة ل�صالح قوائـ ــم‬
‫ن‬
‫املرت�شحني الأحـ ــرار النتخاب �أع�ضـ ــاء‬
‫املجل�س ال�شعبـ ــي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 26-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪� 30‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪24‬‬
‫‪04‬‬ ‫يناير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�إيداع قوائم‬
‫الرت�شيحات النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫املوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪ ،2012‬يحدد‬
‫‪04‬‬ ‫املميـ ــزات التقنية ال�ستمارة الت�صريح‬
‫بالرت�شح النتخ ـ ــاب �أع�ض ـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ــي الوطن ـ ــي‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪538‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف �أول ربيع الأول ع ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 25‬يناير �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد املميزات التقنية ال�ستمارة اكتتاب‬
‫‪04‬‬ ‫التوقيعـ ــات الفردي ــة ل�صالح قوائـ ــم‬
‫املرت�شحني الأحـ ــرار النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبـ ــي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 68-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪11‬‬
‫‪06‬‬ ‫فربايـ ــر �سنة ‪ ،2012‬يح ـ ــدد تنظيـ ــم‬
‫و�سيـ ــر اللجنـ ــة الوطنية للإ�شراف على‬
‫االنتخابـ ـ ـ ــات‪.‬‬
‫نظـــــام‬
‫االنتخابات‬ ‫ن‬
‫مر�سـ ــوم رئا�سي رقم ‪ 69-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 18‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬
‫‪06‬‬ ‫‪ 11‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تعيني‬
‫�أع�ضاء اللجنة الوطنية للإ�شراف على‬
‫االنتخابات الت�شريعية ل�سنـ ــة ‪.2012‬‬
‫�أمر رقم ‪ 01-12‬م�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول‬
‫عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير �سنـ ــة‬
‫‪08‬‬ ‫‪ ،2012‬يحدد الدوائر االنتخابية وعدد‬
‫املقاعـ ــد املطلوب �شغلها يف انتخابـ ــات‬
‫الربملـ ـ ـ ــان‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪539‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سـ ــوم تنفيذي رقم ‪ 28-12‬م ـ ـ�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �ش ــروط‬
‫‪08‬‬ ‫ت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫يف اخلـ ــارج النتخاب �أع�ضـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعب ــي الوطن ــي وكيفيـ ــات ذلك‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقـ ــم ‪ 29-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬امل ــوافق‬
‫‪08‬‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيات‬
‫�إ�شه ـ ــار الرت�شيحـ ـ ــات‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 30-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪08‬‬
‫‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪6‬‬
‫االنتخابات فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد �شكل و �شروط‬
‫نظـــــام‬
‫ن‬
‫�إعداد الوكالة للت�صويت يف االنتخاب‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 31-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪08‬‬
‫‪ 6‬فرباير �سن ــة ‪ ،2012‬يحدد �شروط‬
‫ت�سخري امل�ستخدمني خالل االنتخابات‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 32-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪ 6‬فرباير �سنة ‪ ،2012‬يتعلق ب�شروط‬
‫‪08‬‬
‫تعيني �أع�ضاء مكاتب الت�صويت وكيفيات‬
‫ممار�سة حق االعرتا�ض و‪� /‬أو الطعن‬
‫الق�ضائ ـ ــي ب�ش�أنهـ ــم‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪540‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 81-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 21‬ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪14‬‬
‫‪08‬‬ ‫فرباير �سنة ‪ ،2012‬يحدد قواعد �سري‬
‫اللجن ــة الإداريـ ــة االنتخابي ـ ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 86-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 4‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪26‬‬
‫فرباي ــر �سن ـ ــة ‪ ،2012‬يحدد كيفيـ ــات‬
‫تطبيق املادة ‪ 5‬من الأمر رق ــم ‪01-12‬‬
‫‪11‬‬ ‫امل ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع الأول عام ‪1433‬‬
‫نظـــــام املوافق ‪ 13‬فرباير �سنة ‪ 2012‬الذي‬
‫يحدد الدوائر االنتخابية وعدد املقاع ــد‬
‫املطلوب �شغلها يف انتخابات الربملـ ــان‪.‬‬
‫االنتخابات‬ ‫ن‬
‫النظام الداخلي امل�ؤرخ يف ‪ 6‬ربيع الثانـي‬
‫‪13‬‬ ‫عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬فرباير �سنـ ــة‬
‫‪.2012‬‬
‫قانون رقم ‪ 09-12‬م�ؤرخ يف ‪ 3‬جمادى‬
‫الأوىل عام ‪ 1433‬املـ ــوافق ‪ 26‬م ــار�س‬
‫�سن ــة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن املوافقة علـ ــى‬
‫الأمر رقم ‪ 01-12‬امل ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 20‬ربيع‬
‫‪19‬‬ ‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 13‬فرباير‬
‫�سنـ ــة ‪ 2012‬الـ ــذي يحـ ــدد الدوائ ـ ــر‬
‫االنتخابية وعدد املقاعد املطلوب �شغلها‬
‫يف انتخابـ ــات الربمل ـ ــان‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪541‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 178-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪22‬‬ ‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفيـ ــات‬
‫�أداء اليمني من طرف �أع�ضاء مكـ ــاتب‬
‫الت�ص ـ ــويت‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 179-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬جمادى الأولـ ــى ع ـ ــام ‪1433‬‬
‫‪22‬‬ ‫املـ ــوافق ‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد‬
‫قواعد تنظيم مركز ومكتب الت�صويت‬
‫و�سريهمـ ـ ــا‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 180-12‬م�ؤرخ يف‬
‫نظـــــام‬
‫االنتخابات‬
‫ن‬
‫‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد ن�ص �أوراق‬
‫‪22‬‬ ‫الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء‬
‫املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪ 10‬مايو‬
‫�سنة ‪ 2012‬ومميزاتها التقني ـ ــة‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 21‬ربيع‬
‫الثاين عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 14‬مار�س‬
‫�سنـ ــة ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن تعيني �أع�ضاء‬
‫‪22‬‬
‫الأمانة الدائمة للجنة الوطنية ملراقب ــة‬
‫االنتخابـ ــات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬ماي ــو‬
‫�سنـ ــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪542‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 12‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫‪22‬‬ ‫يحدد املميزات التقنية لأوراق الت�صويت‬
‫التـ ــي ت�ستعمل النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعب ـ ــي الوطنـ ــي‪.‬‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع الثاين عـ ــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬مار�س �سنة ‪،2012‬‬
‫يحدد عدد وت�شكيلة اللجان االنتخابيـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬
‫نظـــــام للدوائـ ـ ــر الدبلوما�سيـ ـ ــة والقن�صليـ ـ ــة‬
‫االنتخابات لت�صويت املواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫ن‬
‫يف اخل ـ ــارج النتخاب �أع�ض ـ ــاء املجل�س‬
‫ال�شعبـ ـ ـ ـ ـ ــي الوط ـن ـ ــي‪.‬‬
‫ق ـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عـ ــام‬
‫‪ 1433‬امل ـ ــوافق ‪ 22‬فرباي ـ ــر �سن ـ ــة‬
‫‪ ،2012‬يت�ضم ــن تعييـ ـ ــن الق�ضـ ــاة‬
‫ر�ؤ�سـ ـ ــاء و�أع�ضاء اللجان االنتخابيـ ـ ــة‬
‫‪22‬‬ ‫الوالئية واللجنة االنتخابية للمـ ـ ــواطنني‬
‫اجلزائـ ـ ــريني املقيمي ـ ــن باخلـ ـ ــارج يف‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ـ ــو‬
‫�سنـ ـ ـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪543‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 185-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 27‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪� 19‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يعدل و يتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 180-12‬امل�ؤرخ‬
‫يف ‪ 19‬جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪23‬‬
‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ 2012‬الذي يحدد ن�ص‬
‫�أوراق الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطني ليوم ‪10‬‬
‫مايو �سنة ‪ 2012‬ومميزاتها التقنيـ ــة ‪.‬‬
‫نظـــــام قرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬جمادى الأوىل عام‬
‫االنتخابات ‪ 1433‬املوافق ‪� 21‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬ ‫ن‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 20‬جمادى الأوىل‬
‫‪23‬‬ ‫عام ‪ 1433‬املـ ـ ــوافق ‪� 12‬أبريل �سنـ ـ ــة‬
‫‪ 2012‬الذي يحدد املميزات التقنيـ ــة‬
‫لأوراق الت�صويت التي ت�ستعمل النتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطـ ـ ــني‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪25‬‬
‫جمادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق ‪17‬‬
‫‪23‬‬ ‫�أبريل �سنة ‪ ،2012‬يرخ�ص لر�ؤ�سـ ــاء‬
‫املراكز الدبلوما�سية و القن�صلية بتقدمي‬
‫تاريخ افتتاح االقرتاع املتعلق بانتخاب‬
‫�أع�ضاء املجل�س ال�شعبي الوطنـ ـ ــي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪544‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 30‬جمادى الأوىل عام‬
‫‪� 1433‬أبريل �سنـ ــة ‪ ،2012‬يرخ�ص‬
‫‪24‬‬ ‫للوالة تقدمي تاريخ افتتاح االقتـ ــراع‬
‫املتعلق بانتخاب �أع�ضاء املجلـ�س ال�شعبـي‬
‫الوطنـ ــي‪.‬‬
‫ق ـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 7‬جمـ ـ ــادى الثانية‬
‫عـ ــام ‪ 1433‬املوافق ‪� 29‬أبريل �سنة‬
‫‪ ،2012‬يعدل ويتمم القرار امل�ؤرخ يف‬
‫‪ 28‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪25‬‬ ‫‪ 21‬م ـ ــار�س �سنة ‪ 2012‬الذي يحدد‬
‫نظـــــام عدد وت�شكيلة اللجان االنتخابية للدوائر‬
‫االنتخابات الدبلوما�سية والقن�صليـ ـ ـ ـ ـ ــة لت�صويت‬
‫املـ ـ ـ ـ ـ ــواطنني اجلزائريني املقيمني‬
‫ن‬
‫يف اخلارج النتخاب �أع�ضاء املجل�س‬
‫ال�شعبي الوطني‪.‬‬
‫قــرار م ـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪ 4‬جمـ ـ ــادى الثانيـ ـ ــة‬
‫عام ‪ 1433‬املوافق ‪� 26‬أبريل �سـ ـ ــنة‬
‫‪ ،2012‬يعدل القرار امل ـ ـ�ؤرخ يف ‪29‬‬
‫ربيع الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪22‬‬
‫فرباي ــر �سنة ‪ 2012‬واملت�ضمن تعيني‬
‫‪25‬‬ ‫الق�ضـ ـ ــاة ر�ؤ�ساء و�أع�ضاء اللجـ ـ ـ ـ ـ ــان‬
‫االنتخابية الوالئية واللجنة االنتخابيـ ـ ــة‬
‫للمـ ـ ـ ـ ـ ــواطننياجلزائـ ـ ـ ـ ـ ــرينياملقيمني‬
‫باخلارج يف االنتخابات الت�شريعية ليوم‬
‫‪ 10‬مايـ ـ ــو �سـ ـ ــنة ‪.2012‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪545‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 471-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن الت�صديق على‬
‫اتفاق التعاون يف ميدان النقل البحري‬ ‫نقــــل‬
‫‪07‬‬ ‫بني حكومـ ـ ــة اجلمهوريـ ـ ــة اجلزائرية‬ ‫بحــــري‬
‫الدميقرطية ال�شعبية وحكومة جمهورية‬
‫فيتنام اال�شرتاكية‪ ،‬املوقع باجلزائر يف‬
‫ن‬
‫‪ 28‬فربايـ ـ ــر �سنـ ـ ــة ‪.2011‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 109-12‬م�ؤرخ‬
‫يف ‪ 13‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬ ‫نقــــل‬
‫‪15‬‬ ‫‪ 6‬مـ ـ ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يحدد تنظيم‬
‫ح�ضـري‬
‫ال�سلطة املنظمة للنقـ ـ ــل احل�ضـ ـ ـ ـ ـ ــري‬
‫و�سريهـ ـ ــا ومهامهـ ـ ــا‪.‬‬
‫قرار وزاري م�شرتك م�ؤرخ يف ‪ 3‬ذي‬
‫احلجة عام ‪ 1432‬املوافق ‪� 30‬أكتوبر‬
‫�سنة ‪ ،2011‬يحدد كيفيات متابع ـ ــة‬
‫وتقييم ح�ساب التخ�صي�ص اخلا�ص‬
‫‪18‬‬ ‫رقم ‪ 302-112‬الذي عنوانه " �صندوق‬
‫تعوي�ض �ضحايا الأحداث وذوي حقوق‬
‫هويــــة‬
‫وطنيــــة‬ ‫هـــ‬
‫�ضحايا الأحداث التي رافقت احلركة‬
‫مـ ــن �أجل ا�ستكم ــال الهوية الوطنيـ ــة‬
‫وترقيـ ــة املواطن ـ ــة "‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪546‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ق ـ ــرار وزاري م�شرتك م ـ ـ ـ�ؤرخ يف ‪16‬‬
‫حمرم عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 11‬دي�سمرب‬ ‫وحـــدة‬
‫‪19‬‬ ‫�سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن حتديد امل�صلحة‬ ‫ا�ست�شفائية‬
‫جامعيــــة اال�ست�شفائـ ــية اجلـ ـ ــامعيـ ــة والوحـ ــدة‬
‫اال�ست�شفائيـ ــة اجلامعيـ ــة‪.‬‬
‫مقرر م�ؤرخ يف ‪ 13‬حمرم عام ‪1433‬‬
‫وزارة املوافق ‪ 8‬دي�سمرب �سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن‬
‫‪24‬‬ ‫الدفــــاع امل�صادقة على البذل اجلديدة و لواحقها‬
‫الوطنـــــي املدرجة �ضمن ت�شكيلة بذل م�ستخدمي‬
‫املديرية العامة للجم ـ ــارك‪.‬‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 156-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 6‬جم ــادى الأوىل عام ‪ 1433‬املـ ــوافق‬ ‫و‬
‫‪19‬‬ ‫‪ 29‬مار�س �سنة ‪ ،2012‬يت�ضمن تكليف‬
‫الأمني العـ ــام للحكوم ــة مبهام وزي ـ ــر‬
‫العدل‪ ،‬حافظ الأختام بالنياب ـ ــة‪.‬‬
‫قـ ــرار م�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عـ ــام‬
‫وزارة‬
‫‪ 1433‬املـ ــوافق ‪ 22‬فرباي ـ ــر �سن ـ ــة‬
‫العــــــدل ‪ ،2012‬يت�ضمـ ــن تعيي ـ ــن الق�ض ـ ــاة‬
‫‪22‬‬
‫ر�ؤ�سـ ــاء و�أع�ضـ ــاء اللجـ ــان االنتخابية‬
‫الوالئية واللجنة االنتخابية للمواطنني‬
‫اجلزائـ ــريني املقيميـ ـ ــن باخلـ ــارج يف‬
‫االنتخابات الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايـ ــو‬
‫�سنـ ـ ـ ـ ــة ‪.2012‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪547‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫ق ــرار م�ؤرخ يف ‪ 4‬جمادى الثانية عــام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪� 26‬أبريل �سنة ‪،2012‬‬
‫يعدل القرار امل�ؤرخ يف ‪ 29‬ربيع الأول عام‬
‫‪ 1433‬املوافق ‪ 22‬فرباير �سنة ‪2012‬‬
‫وزارة واملت�ضمن تعيني الق�ضاة ر�ؤ�ساء و�أع�ضاء‬
‫‪25‬‬
‫العــــــدل اللجـ ـ ـ ـ ــان االنتخابية الوالئية واللجن ـ ــة‬
‫االنتخابي ـ ــة للمواطنني اجلـ ـ ـ ـ ــزائريني‬
‫املقيمني باخلـ ـ ـ ـ ــارج يف االنتخابـ ـ ـ ـ ــات‬
‫الت�شريعية ليوم ‪ 10‬مايو �سنة ‪.2012‬‬
‫قرار م�ؤرخ يف ‪ 15‬رم�ضان عام ‪1432‬‬
‫املوافق ‪ 15‬غ�شت �سنة ‪ ،2011‬يت�ضمن‬
‫و‬
‫‪15‬‬
‫تعيي ــن �أع�ضـ ــاء جمل�س �إدارة الوكالـ ــة‬
‫الوطنية للو�ساطة و ال�ضبط العقاري‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 126-12‬م�ؤرخ‬
‫و�ساطــة‬
‫يف ‪ 26‬ربيع الثاين عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫عقاريــة‬
‫‪ 19‬م ـ ــار�س �سنة ‪ ،2012‬يعدل ويتمم‬
‫املر�سوم التنفيذي رقم ‪ 119-07‬امل�ؤرخ‬
‫‪17‬‬ ‫يف ‪ 5‬ربيع الثاين عام ‪ 1428‬امل ـ ــوافق‬
‫‪� 23‬أبريل �سنة ‪ 2007‬واملت�ضمن �إن�شاء‬
‫الوكال ـ ــة الوطني ـ ــة للو�ساط ـ ــة وال�ضبط‬
‫العق ـ ــاري وحتديد قانونها الأ�سا�س ـ ــي‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪548‬‬
‫ن�صـــو�ص قانونيـــة‬
‫اجلريــدة‬
‫الر�سميــة‬ ‫احلــروف‬
‫الن�صــو�ص القانونيـة‬ ‫املو�ضــوع‬
‫رقـم‬ ‫الهجائيـــة‬
‫العــدد‬
‫مر�سوم رئا�سي رقم ‪ 467-11‬م�ؤرخ يف‬
‫‪� 3‬صفر عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 28‬دي�سمرب‬ ‫وكالة‬
‫�سن ـ ــة ‪ ،2011‬يت�ضمن الت�صديق عل ــى‬ ‫دولية‬
‫‪03‬‬ ‫النظام الأ�سا�سي للوكالة الدولية للطاقة‬ ‫للطاقة‬
‫املتج ـ ــددة "�إيرينا" املعتمد ببون يف ‪26‬‬
‫يناي ـ ــر �سن ـ ــة ‪.2009‬‬
‫املتجددة‬
‫"�إيرينا"‬ ‫و‬
‫قان ــون رقم ‪ 07 -12‬م�ؤرخ يف ‪ 28‬ربيع‬
‫‪12‬‬ ‫الأول عام ‪ 1433‬املوافق ‪ 21‬فربايـ ـ ــر‬ ‫واليـــــة‬
‫�سن ــة ‪ ،2012‬يتعلق بالوالي ــة‪.‬‬
‫مر�سوم تنفيذي رقم ‪ 178-12‬م�ؤرخ يف‬
‫‪ 19‬جم ــادى الأوىل عام ‪ 1433‬املوافق‬
‫‪22‬‬ ‫‪� 11‬أبريل �سنة ‪ ،2012‬يحدد كيفي ــات‬ ‫مييـــــن‬ ‫ي‬
‫�أداء اليمني من طرف �أع�ضاء مكـ ـ ــاتب‬
‫الت�صـ ـ ــويت‪.‬‬

‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬


‫‪549‬‬
‫�ساد�ســا‪:‬‬
‫مــن ن�ش ــاط املحكم ــة العلي ـــا‬
‫مــن ن�شـــاط املحكمــة العليـــــا‬
‫■ بتـــاريخ ‪ 05‬جانفــــي ‪ ،2012‬ا�ستقبلت املحكمة العليا ال�شيخ الدكتور‬
‫�إ�سحاق بن �أحمد البو�سعدي‪ ،‬رئي�س املحكمة العليا ل�سلطنة عمان‪ ،‬رفقـ ــة ثالثة‬
‫من الق�ضاة‪ ،‬و قد ا�ستقبل الوفد من طرف ال�سيد قدور براجع‪ ،‬الرئي�س الأول‬
‫للمحكمة العليا‪ ،‬بح�ضور �إطارات وم�س�ؤولني باملحكمة‪ ،‬كما قام الوفد بجولة عرب‬
‫خمتلف م�صالح املحكمة‪ ،‬و قدمت له �شروحات عن �سري وتنظيم هذه امل�صالح‪.‬‬
‫يتكـ ـ ــون الوف ـ ــد مـ ـ ــن ‪:‬‬
‫‪ -‬ف�ضيلة ال�شيخ الدكتور ‪� :‬إ�سحاق بن �أحمد البو�سعدي ‪ :‬رئي�س املحكمة العليا‬
‫ل�سلطنـ ــة عمـ ــان‪.‬‬
‫ـا�ض‪.‬‬
‫‪ -‬ف�ضيل ــة ال�شيخ زهران بن نا�صر بن �سامل الرا�شدي ‪ :‬ق ـ ـ ٍ‬
‫ـا�ض‪.‬‬
‫‪ -‬ف�ضيلـ ــة ال�شيخ حممد بن عبد اهلل بن �سامل الها�شمي ‪ :‬قـ ـ ـ ٍ‬
‫ـا�ض‪.‬‬
‫‪ -‬الفا�ضـ ــل ‪� :‬سال ــم ب ــن حم ــود ب ــن �سال ـ ــم الدرمكي ‪ :‬قـ ـ ـ ٍ‬

‫■ بتاريخ ‪ 28‬مــــار�س ‪ ،2012‬ا�ستقبلت املحكمة العليا جمموعة متكونة من‬


‫�أربع ـ ــة (‪ )04‬ق�ضاة فرن�سيني من املدر�سة الوطنية للق�ضاء ببوردو (فرن�سـ ـ ــا)‪،‬‬
‫بغـ ــر�ض �إجـ ــراء ترب�ص باملحكم ـ ــة‪.‬‬
‫يتك ـ ــون الوف ـ ــد م ـ ــن ال�س ـ ــادة الق�ضـ ــاة ‪:‬‬
‫‪ -‬ال�سيـ ـ ــدة ‪Laurence CUROT :‬‬
‫‪ -‬الآن�س ـ ـ ــة ‪Anne-Laure LACOSTE :‬‬
‫‪ -‬الآن�س ـ ــة ‪Alexandra PEYER :‬‬
‫‪ -‬ال�سيـ ـ ـ ــد ‪Bruno SAUVAGE :‬‬

‫تن ّقـ ــل الوفد برفقة �إطارات من املحكمة‪ ،‬عرب خمتلف امل�صالح‪ ،‬كما زار املقر‬
‫الإداري وتع ـ ّرف عل ــى امل�صـالح املرفقـ ــة‪.‬‬
‫جملـة املحكمـة العليـا – العـدد الأول ‪2012‬‬
‫‪551‬‬
‫طبــع ‪ :‬امل�ؤ�س�ســة الوطنيــة لالت�صــال‪ ،‬الن�شــر والإ�شه ـ ــار‬
‫الـ ـ ــرويب ــة ‪2012‬‬

You might also like