الديانة اليهودية نشأتها وتطورها

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 22

‫مقدمة‪:‬‬

‫رغم الدراسات العديدة ال تناولت نشأة الديانة ال ودية إال أن الغموض‬


‫ما زال يلف جوانب هذﻩ النشأة و مراحل تطورها‪ ،‬إ ى درجة يصعب معها‬
‫إعطاء رأي قط ي بشأن أصول أو منابع الديانة ال ودية و حقيقة الكث ﺮ‬
‫من القصص ال تتضم ا‪ ،‬ناهيك عن أفكارها و فقهها و تعاليمها و مما‬
‫يدخل ي نطاق الاهوت ال ودي‪.‬‬

‫و مما ال شك فيه أن سبب هذا الغموض ال ينحصر ي ارتباك املعلومات‬


‫ال تقدمها املصادر ٔالاصلية لهذﻩ الديانة كالتوراة و التلمود بقسميه‪ ،‬بل‬
‫ي املراجع ال تناولت مس ﺮة هذﻩ الديانة و أصولها و فروعها‪،‬‬ ‫وح‬
‫الرتباطها بمرجعيات بعضها معاد و بعضها ٓالاخر صديق لل ود‪.‬‬

‫يعت ﺮ ال ود من أهل الكتاب املوحدين الذين آمنوا باهلل وحدﻩ‪ ،‬إالأ م لم‬
‫يل موا طوال تاريخهم بعبادة إله واحد‪ ،‬وإنما تأثروا بعقائد ٔالامم‬
‫والشعوب ال من حولهم‪ ،‬فكانوا يتجهون إ ى التعدد والتجسيم والنفعية‪،‬‬
‫مما أ ﱠدى إ ى ك ﺮة ٔالانبياء ف م؛ لردهم إ ى جادة التوحيد كلما أصا م‬
‫انحراف ي مفهوم ٔالالوهية‪.‬‬

‫فكيف نشأت الديانة ال ودية؟ وفما ي أبرز املحطات و ٔالاحداث‬

‫التاريخية ال ساهمت ي تطور ال ودية ؟‬


‫لإلجابة عن هذﻩ التساؤالت و لإلحاطة باملوضوع قدر املستطاع‪ ،‬ارتأينا‬
‫تقسيم العرض إ ى مقدمة وفصل ن وخاتمة‪.‬‬
‫الفصل ٔالاول‪ :‬مفهوم ال ودية ونشأ ا فقسمناﻩ إ ى أربعة مباحث‪ٔ :‬الاول‬
‫عرفنا من خالله مفهوم ال ودية لغة و اصطالحا‪ ،‬أما املبحث الثاني‬
‫فخصصناﻩ لرصد سبب تسمية ال ود ذا الاسم‪ ،‬يليه املبحث الثالث و‬
‫الذي اهتممنا فيه بالبحث عن أهم املصادر التشريعية ي الديانة ال ودية‬
‫واملبحث الرابع فقدمنا من خالله نبذة تاريخية عن بدايات الديانة‬
‫ال ودية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني‪ :‬مراحل تطور الديانة ال ودية فقسمناﻩ بدورﻩ إ ى‬


‫أربعة مباحث و ي‪:‬‬

‫املبحث ٔالاول ‪ :‬مرحلة قضاة وملوك ب إسرائيل‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬عهد انقسام مملكة ب اسرائيل والس الباب ي‪.‬‬

‫املبحث الثالث ‪ :‬عصر العودة من الس إ ى أورشليم‪.‬‬

‫املبحث الرابع ‪ :‬عصر الشتات أو الدياسبورا‪.‬‬


‫الفصل ٔالاول‪ :‬مفهوم ال ودية ونشأ ا‬

‫املبحث ٔالاول ‪ :‬مفهوم ال ودية لغة واصطالحا‬

‫ال ودية لغة‪:‬‬

‫اختلف ي كلمة ود هل ي عربية أم غ ﺮ عربية‪.‬‬

‫فقال البعض‪ :‬إ ا كلمة مأخوذة من الهود و ال ود و هو التوبة و العمل‬


‫الصالح‪.‬‬

‫قال الفارابي‪ :‬هاد ود هودا‪ :‬تاب و رجع إ ى الحق فهو هائد‪ ،‬و قوم هود‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫قال أبو عبيدة‪ :‬ال ود التوبة و العمل الصالح‪.‬‬

‫و قال ابن ٔالاعرابي‪ :‬هاد إذا رجع من خ ﺮ إ ى شر أو من شر إ ى خ ﺮ‪ ،‬و هاد‬


‫إذا عقل‪ ،‬و ود اسم للقبيلة‪ 2.‬و قيل إنما اسم هذﻩ القبيلة وذ بالذال‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫و قال ابن سيدﻩ‪ :‬و ليس هذا بالقوي‪.‬‬

‫أما البعض فقال إن كلمة ود ليست عربية و إنما ي نسبة إ ى وذا أحد‬
‫أسباط ب إسرائيل‪ .‬أو إ ى دولة وذا ال كانت ي فلسط ن بعد سليمان‬

‫‪ 1‬منتخب من صحاح الجوهريي‪ ،‬الفارابي‪ ،‬ص ‪.5576‬‬


‫‪ 2‬لسان العرب ‪ ،‬ابن منظور ص ‪ ،439‬ج‪.3‬‬
‫‪ 3‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫عليه السالم‪ .‬و اسم ود لم يذكرﻩ ال ود ي كتا م) العهد القديم( إال ي‬
‫سفر عزرا الذي يتحدث عن ف ﺮة س شعب دولة وذا إ ى بابل‪.‬‬

‫و كانت ٔالاسفار قبله تطلق عل م اسم الشعب و إسرائيل‪ ،‬لكن بعد الس‬
‫صاروا يلقبون بال ود‪ ،‬و ما ذلك إال أل م شعب دولة وذا‪.‬‬

‫و يظهر من هذا أن تلقي م بال ود كان من قبل ملوك الفرس الذين صار‬
‫‪4‬‬
‫ال ود تحت حكمهم بإسقاطهم لدولة بابل‪.‬‬

‫ال ود اصطالحا‪:‬‬

‫هم الذين يزعمون أ م أتباع موﺳ عليه السالم‪.‬‬

‫و قد وردت تسمي م ي القرءان ب) قوم موﺳ (‪ ،‬و ) ال ود(‪.‬‬

‫إال أن املالحظ أن هذﻩ التسمية ٔالاخ ﺮة –ال ود‪ -‬لم يذكروا ا إال ي‬
‫مواطن الذم‪ ،‬كقول ﷲ عز و جل‪ } :‬و ﻗـﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮد ﻳﺪ اﷲ ﻣﻐﻠﻮﻟﺔ ﻏﻠﺖ‬
‫‪5‬‬
‫أﻳﺪﻳﻬﻢ وﻟﻌﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﻗـﺎﻟﻮا ﺑﻞ ﻳﺪاﻩ ﻣﺒﺴﻮﻃﺘﺎن{‪.‬‬

‫و قوله تعا ى‪} :‬و ﻗـﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮد و اﻟﻨﺼﺎرى ﻧﺤﻦ أﺑﻨﺎء اﷲ و أﺣﺒﺎؤﻩ{‪.6‬‬

‫‪ 4‬دراسات ي ٔالاديان‪ :‬ال ودية و النصرانية‪ ،‬سعود بن عبد العزيز الخلف‪ ،‬ص ‪.35‬‬
‫‪ 5‬انظر ٔالاديان ي القرآن ص‪ ،135‬ال ودية أحمد شل ص ‪ ،86‬الشخصية ال ودية ص ‪ٔ ،27‬الاديان و الفرق و‬
‫املذاهب املعاصرة ص ‪.15‬‬

‫‪ 5‬سورة املائدة ٓالاية ‪.64‬‬


‫‪ 6‬سورة املائدة ٓالاية ‪.18‬‬
‫و قوله عز و جل‪ } :‬و ﻗـﺎﻟﺖ اﻟﻴﻬﻮد ﻋﺰﻳﺮ اﺑﻦ اﷲ{‪.7‬‬

‫و قوله عز و جل‪ } :‬ﻣﺎ ﻛﺎن إﺑﺮاﻫﻴﻢ ﻳﻬﻮدﻳﺎ و ﻻ ﻧﺼﺮاﻧﻴﺎ{‪.8‬‬


‫ُ‬
‫و هذا يدل ع ى أ م لقبوا ذا اللقب بعد أن فسد حالهم و انحرفوا عن‬
‫‪9‬‬
‫دين ﷲ‪.‬‬

‫و استعمال مصطلح ال ودية للداللة ع ى هذا الدين تأخر ي الظهور إ ى‬


‫قرابة القرن الثاني امليالدي‪ ،‬و قبل ذلك كان مصطلح ود له داللة‬
‫‪10‬‬
‫جغرافية و عرقية فحسب‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬سبب التسمية‪.‬‬


‫ُ‬
‫اختلف ي سبب تسمي م بال ود ع ى أقوال‪:‬‬

‫‪ -1‬سموا ودا من الهوادة و ي املودة‪ ،‬ملود م ي بعضهم لبعض‪.‬‬


‫‪ -2‬و قيل من ال ود و ي التوبة‪.‬‬
‫‪ -3‬و قال أبو عمرو بن العالء‪ :‬أل م ي ودون –أي يتحركون‪ -‬عند قراءة‬
‫‪11‬‬
‫التوراة‪.‬‬

‫‪ 7‬سورة التوبة ٓالاية ‪.30‬‬


‫‪ 8‬سورة آا عمران ٓالاية ‪.67‬‬

‫‪ 10‬مدخل إ ى دراسة ال ودية‪ ،‬سعود بن صالح السرحان‪.‬‬


‫‪ 11‬انظر تفس ﺮ ابن كث ﺮ ‪.107-1‬‬
‫‪ -4‬أطلق اسم وذا ع ى اململكة الجنوبية )مملكة وذا( ألن ملوكها‬
‫كانوا من سبط وذا‪ ،‬و تمي ا لها عن مملكة إسرائيل الشمالية‪ ،‬و‬
‫حينما تشتت ٔالاسباط وأخذ سبط وذا إ ى الس الباب ي فقد توسع‬
‫معناﻩ‪ ،‬فصار يشمل جميع من رجعوا من ٔالاسر من ب إسرائيل‪ ،‬ثم‬
‫‪12‬‬
‫صار يطلق ع ى جميع ال ود املشتت ن ي العالم‪.‬‬

‫هناك مسميات أخرى لل ود كب إسرائيل و الع ﺮاني ن‪ ،‬أما بنو إسرائيل‪:‬‬


‫فهم ٔالاسباط ٕالاثنا عشر أبناء يعقوب عليه السالم و من جاء من نسلهم‪ .‬و‬
‫أما إسرائيل‪ :‬فهو ن ﷲ يعقوب عليه السالم بدليل قوله تعا ى‪} :‬ﻛﻞ‬
‫اﻟﻄﻌﺎم ﻛﺎن ﺣﻼ ﻟﺒﻨﻲ إﺳﺮاﺋﻴﻞ إﻻ ﻣﺎ ﺣﺮم إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أن‬
‫‪13‬‬
‫ﺗﻨﺰل اﻟﺘﻮراة{‪.‬‬

‫و الع ﺮانيون‪ :‬كلمة مرادفة لب إسرائيل املنحدرين من ساللة يعقوب بن‬


‫‪14‬‬
‫إسحاق بن إبراهيم عل م السالم‪ ،‬و تسم لغ م الع ﺮية أو الع ﺮانية‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬مصادر الشريعة ال ودية‪.‬‬

‫تقوم الديانة ال ودية ع ى مصدرين أساسي ن‪ :‬التوراة أو بما يعرف بالعهد‬


‫القديم‪ ،‬و التلمود و معناﻩ الشرح أو التعاليم أو التفس ﺮ‪ ،‬و يشتمل ع ى‬
‫مجموعة الشرائع ال ودية و شروح و تعليقات ع ى التوراة وضعها علماء‬

‫‪ 12‬خطط املقريزي ‪ ،503-3‬قاموس الكتاب املقدس ص‪ ،1084‬الشخصية ٕالاسرائيلية ‪ ،‬حسن ظاظا‪ ،‬ص ‪.31-28‬‬
‫‪ 13‬سورة آل عمران ٓالاية ‪.93‬‬
‫‪14‬موجز تاريخ ال ود و الرد ع ى بعض مزاعمهم الباطلة‪ ،‬محمود قدح‪ ،‬ص‪.238‬‬
‫ال ود ٔالاحبار و الحاخامون بعد املسيح فأصبحت ع ى مر الزمن محل‬
‫تقديس عند ال ود كالتوراة‪ .‬لذلك لم يرد أي ذكر للتلمود ال ي ٔالاناجيل وال‬
‫ي الحوار ب ن املسيحي ن و الفرق ال ودية‪ ،‬كما أنه لم يرد ذكر للتلمود ال‬
‫‪15‬‬
‫ي القرءان الكريم و ال ي ٔالاحاديث النبوية‪.‬‬

‫أما العهد القديم فيتألف من الكتاب املقدس أو ما يسم بالتوراة و‬


‫معناها بالع ﺮية ) الهدى و الرشاد ( من ‪ 39‬سفرا‪ ,‬و يقسم إ ى ثالثة أقسام‪:‬‬

‫‪ ‬القسم ٔالاول )البنتاتيك( و يتألف من ‪:‬‬


‫‪ -1‬سفر التكوين‪ :‬و يصف الخليقة و بدء العالم و الشعب املختار بنوع‬
‫خاص‪.‬‬
‫إسرائيل من مصر و عن‬ ‫‪ -2‬سفر الخروج‪ :‬يتحدث عن خروج ب‬
‫الو ي ي جبل سيناء‪.‬‬
‫‪ -3‬سفر الالوي ن‪ :‬و يحتوي ع ى طقوس الكهنة أبناء الوى‪.‬‬
‫‪ -4‬سفر العدد‪ :‬فيه إحصاءات الشعب املختار‪.‬‬
‫‪ -5‬سفر التثنية‪ :‬الذي يبدو كتكرار و تتمة لشريعة موﺳ ‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثاني‪ :‬و هو املسم )نبييم(‬

‫أي ٔالانبياء و يشتمل ع ى مجموعت ن‪ٔ ،‬الاو ى خاصة باألنبياء ٔالاول ن و‬


‫تتناول تاريخ ب إسرائيل من دخول يشوع فلسط ن إ ى هدم الهيكل ي‬
‫بيت املقدس‪ ,‬و هذﻩ ٔالاسفار ي‪ - :‬سفر يشوع و سفر القضاة و سفر‬
‫‪15‬العرب و ال ود ي التاريخ ‪،‬أحمد سوسة‪ ،‬ص‪.278‬‬
‫صموئيل ٔالاول و الثاني و سفر امللك ٔالاول و الثاني و سفر أخبار ٔالايام‬
‫ٔالاول و أخبار ٔالايام الثاني‪.‬‬

‫و املجموعة الثانية‪ :‬الخاصة باألنبياء املتأخرين تتألف من ‪ 14‬سفرا و‬


‫ي‪ :‬أشعيا و أرميا و حزقيال و يونيل و عاموس و عوبديا و يونان و ميخا‬
‫و ناحوم حبقوق و صفنيا و ح ى و زكريا و مال ى‪.‬‬

‫‪ ‬القسم الثالث‪ :‬فيسمى )كتوبيم(‬

‫أي الكتابات و ٔالاشعار و يتألف من ‪ 12‬سفرا و ي ‪ :‬مزام ﺮ داود و أمثال‬


‫سليمان و أيوب و نشيد ٕالانشاء ) نشيد ٔالاناشيد حسب الطبعة‬
‫الكاثوليكية( و راعوث و هوشع و مراثى أرميا و الجامعة و أست ﺮ و دانيال‬
‫‪16‬‬
‫و عزرا و نحميا‪.‬‬

‫املبحث الرابع‪ :‬نشأة الديانة ال ودية‪.‬‬

‫يقول املؤرخ ال ودي شاه ن مكاريوس‪ ":‬وال يخفى أن معظم تاريخ ال ود‬
‫ح خراب أورشليم مأخوذ من التوراة‪ ،‬فﻬ خزانة تاريخهم وحكاية ما‬
‫حل م من العبودية والظلم‪ ،‬وما أصابوﻩ من العز والفوز والسؤدد‪ ،‬كما‬
‫أ ا كتاب وح م ومجموعة معتقدهم و كت م و شرائعهم الدينية و ٔالادبية‬

‫‪16‬املصدر نفسه) بتصرف(‪.‬‬


‫و املدنية‪ ،‬فالناظر ي تاريخهم البد له أن يعتمد التوراة الستخالص‬
‫‪17‬‬
‫أخبارهم"‬
‫ً‬
‫ومليئا باألحداث والروايات‬ ‫وملا كان تاريخهم طويل يمتد لعشرات القرون‪،‬‬
‫والقصص‪ ،‬فإنه يصعب ٕالاحاطة بتفاصيله ي هذا البحث املوجز‪ ،‬السيما‬
‫والرسائل الجامعية الكث ﺮة‪،‬لذلك سنكتفي‬
‫ِ‬ ‫وقد كتبت ي تاريخهم املجلدات‬
‫ائيل وأبرز ٔالاحداث ال مرت م‬
‫ي عرضنا هذا بموجز عن تاريخ ب إسإر ِ‬
‫الطويل ي النقط التالية‪:‬‬
‫ِ‬ ‫خالل تاريخهم‬

‫‪ .1‬مرحلة ٓالاباء ‪:‬‬


‫‪ ‬إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ‬يعقوب عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .2‬موﺳ عليه السالم‪.‬‬
‫‪ .1‬مرحلة ٓالاباء‪:‬‬
‫‪ ‬إبراهيم عليه السالم‪:‬‬

‫و املقصود باآلباء مجموعة الشخصيات ال سبقت موﺳ عليه السالم‬


‫ي ال ﺮاث القديم‪ .‬و من أشهر ٓالاباء ع ى ٕالاطالق إبراهيم و إسحاق و يعقوب‬
‫َُ‬
‫عل م السالم و أبناء يعقوب املكون ن ألسباط ب إسرائيل‪ .‬و يتجه بعض‬
‫املؤرخ ن ال ود إ ى ضم آدم و نوح إ ى مجموعة ٓالاباء و ذلك لت ﺮير‬

‫‪17‬تاريخ ٕالاسرائلي ن‪،‬شاه ن مكاريوس‪ ،‬ص ‪.3/4‬‬


‫الروايات التوراتية الخاصة م ي سفر التكوين باإلضافة إ ى التأكيد ع ى‬
‫عودة سلسلة ٔالانساب الخاصة بب إسرائيل إ ى بداية الخليقة‪ ...‬و ينﻬ‬
‫عليه السالم‪ .‬و الشخصية‬ ‫بعض املؤرخ ن سلسلة ٓالاباء هذﻩ بموﺳ‬
‫املحورية ي عصر ٓالاباء ي شخصية إبراهيم الذي ينسب إليه عصر دي‬
‫‪18‬‬
‫مستقل يبدأ به التاريخ و الدين ٕالاسرائي ي القديم‪.‬‬

‫و يمكن تلخيص طبيعة هذﻩ املرحلة ٔالاو ى من مراحل نشأة ال ودية ي أن‬
‫ديانة ٓالاباء الع ﺮي ن كانت ديانة بسيطة غ ﺮ معقدة يغلب عل ا الطابع‬
‫البدوي الصحراوي كديانة العرب قبل ٕالاسالم‪ ،‬و أ ا لم تكن تكن تشتمل‬
‫ع ى بناء عقائدي متكامل‪ ،‬و أن املفهوم الدي الوحيد الذي بدأ بدورﻩ‬
‫خالل هذﻩ الف ﺮة هو مفهوم التوحيد و الذي لم يبدأ توحيدا خالصا‪ .‬لكنه‬
‫‪19‬‬
‫توحيد شق طريقه وسط نظام تعددت فيه ٓالالهة‪...‬‬

‫إال أن الباحث ن اختلفوا ي مسألة ارتباط ال ود باألصل الكنعاني العربي‬


‫إلبراهيم‪ ،‬فم م من قال بعدم ارتباطه بعصر موﺳ و ال ود‪ ،‬مخالف ن‬
‫بذلك ادعاء كتبة التوراة بأن إبراهيم )إبرام( شخصية ودية باعتبارﻩ أول‬
‫آباء ال ود‪ ،‬فاعت ﺮوا التوراة تخلط ب ن العصور و ٔالادوار وب ن ٔالاقوام و‬
‫‪20‬‬
‫الديانات دون أن تتقيد بالتسلسل الزم لتجنب التفاصيل‪.‬‬

‫‪18‬تاريخ الديانة ال ودية‪ ،‬محمود خليفة حسن أحمد‪ ،‬ص‪ ،193‬ط‪،1‬سنة ‪1998‬م‪ ،‬دار قباء‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪19‬املصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪20‬مفصل العرب و ال ود ي التاريخ‪ ،‬أحمد سوسة‪ ،‬ص‪ ،303‬ط‪ ،1‬س‪ ،2012‬مكتبة كنوز املعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬يعقوب عليه السالم‪:‬‬

‫يعقوب‪ -‬بن إبراهيم الخليل عل ما الصالة و السالم‪ -‬الذي نشأ و عاش ي‬


‫أرض الكنعاني ن )أرض فلسط ن(‪ ،‬و قد ُولد له اثنا عشر ولدا‪ .‬هؤالء ٔالاوالد‬
‫ٕالاثنا عشر هم أصل ٔالاسباط ٕالاسرائلي ن‪.‬‬

‫من أبنائه يوسف عليه الصالة و السالم و قصته مع إخوته و أب م يعقوب‬


‫عليه الصالة و السالم مشهورة‪ ،‬و انتقال إسرائيل )يعقوب( و بنيه للعيش‬
‫‪21‬‬
‫ي أرض مصر معززين مكرم ن ي ظل يوسف عليه الصالة و السالم‪.‬‬

‫ومعلوم أن يعقوب و يوسف عل ما السالم كانا موحدين هلل عز وجل‬


‫فكان هذا العصر يسود فيه التوحيد لدى ب إسرائيل ع ى ديانة أب م‬
‫إبراهيم الذي كان مسلما حنيفا مصداقا لقوله تعا ى ي سورة آل عمران‪،‬‬
‫ٓالاية ‪.67‬‬
‫ان منَ‬ ‫ص َران ًّيا َو َٰلكن َك َ‬
‫ان َحن ًيفا ﱡم ْسل ًما َو َما َك َ‬ ‫يم َ ُ ود ًّيا َوَال َن ْ‬
‫ُ‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫﴿ َما َك َ‬
‫ان إ ْب َٰ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُْ ْ‬
‫ٱملش ِر ِك َن﴾‬

‫و بعد وفاة يعقوب و يوسف عل ما الصالة و السالم و توا ي السنون‬


‫و تعاقب امللوك‪ ،‬تغ ﺮ حال ب إسرائيل ي مصر من العزة و الكرامة‬
‫إسرائيل و‬ ‫إ ى املذلة و املهانة‪ ،‬ألن فرعون مصر اضطهد ب‬

‫‪ 21‬وردت القصة مفصلة ي سورة يوسف‪ ،‬و ي سفر التكوين من ٕالاصحاح ‪ 37‬إ ى ٕالاصحاح ‪.45‬‬
‫‪22‬‬
‫استعبدهم‪ ،‬عندما رأى رؤيا مضمو ا زوال ملكه عل يد رجل من ب‬
‫‪23‬‬
‫إسرائيل ‪.‬‬

‫يقول تعا ى‪} :‬و إذ ﻧﺠﻴﻨﺎﻛﻢ ﻣﻦ آل ﻓﺮﻋﻮن ﻳﺴﻮﻣﻮﻧﻜﻢ ﺳﻮء‬


‫اﻟﻌﺬاب ﻳﺬﺑﺤﻮن أﺑﻨﺎءﻛﻢ و ﻳﺴﺘﺤﻴﻮن ﻧﺴﺎءﻛﻢ و ﻓﻲ ذﻟﻜﻢ ﺑﻼء‬
‫‪24‬‬
‫ﻣﻦ رﺑﻜﻢ ﻋﻈﻴﻢ {‬
‫‪ .2‬موﺳ عليه السالم‪:‬‬

‫و هو رجل من ب إسرائيل‪ ،‬ولد ي مصر أيام فرعو ا رمسيس )‪-1301‬‬


‫‪ (1234‬ق‪.‬م‪ ،‬و قد تربى ي قصر هذا الفرعون بعد أن ألقته أمه ي ال ر‬
‫و هو داخل التابوت‪ ،‬و ملا شب قتل مصريا مما دفعه للهرب إ ى مدين‬
‫حيث عمل راعيا لدى شعيب الذي زوجه إحدى ابنتيه‪ .‬و ي طريق‬
‫عودته إ ى مصر أو ى ﷲ إليه ي سيناء و أمرﻩ بأن يذهب و أخوﻩ هارون‬
‫إ ى فرعون لدعوته و الستخالص ب إسرائيل‪ ،‬فذهب إليه لكنه أعرض‬
‫ع م فخرج م‪ ،‬و قد كان ذلك سنة ‪ 1213‬ق‪.‬م ي عهد فرعو ا‬
‫"منفتاح" الذي خلف أباﻩ رمسيس الثاني‪ ،‬و قد لحق م‪ ،‬لكن ﷲ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ﱠ َ َ َ ْ‬
‫أغرقه ي اليم و ن ى موﺳ و قومه‪ .‬قال تعا ى ‪ ﴿ :‬فلما تراءى الجمع ِان‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ ُ َ ﱠ َُْ َ ُ َ َ َ َ ﱠ‬
‫ال كال ِإ ﱠن َم ِ َي َرِّبي َس َ ْ ِد ِين‪ ،‬فأ ْو َح ْي َنا‬ ‫قال أصحاب موﺳ ِإنا ملدركون‪ ،‬ق‬
‫‪22‬قصص ٔالانبياء‪ ،‬عبد الوهاب النجار‪ ،‬ص ‪.154/153‬‬
‫)انظر تفس ﺮ ابن كث ﺮ‪(93/1‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪24‬سورة البقرة ٓالاية ‪.49‬‬


‫الطودْ‬ ‫ْ ْ َ َ َ َْ ْ َ َ ََْ َ َ َ َ ُ ﱡ ْ َ ﱠ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ِإ ى موﺳ أ ِن اض ِرب ِبعصاك البحر فانفلق فكان كل ِفر ٍق ك ِ‬
‫وﺳ َو َم ْن َم َع ُه َأ ْج َم ِع َن‪ُ ،‬ثمﱠ‬ ‫ٓالا َخرين‪َ ،‬و َأ ْن َج ْي َنا ُم َ‬‫َ َ َْ ْ َ َ ﱠ ْ َ‬
‫م‬ ‫ث‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ز‬ ‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يم‬ ‫ظ‬‫ع‬ ‫ْال َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان َأ ْك َ ُﺮ ُه ْم ُم ْؤمن َن‪َ ،‬وإ ﱠن َرﱠب َك َل ُهوَ‬
‫ين‪ ،‬إ ﱠن ي َذل َك َ َآل َي ًة َو َما َك َ‬ ‫َ ََْْ َْ‬
‫ٓالا َخر َ‬ ‫أغرقنا‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ر‬
‫الع ِزيز الر ِحيم﴾]سو ة الشعراء‪.[68-61 :‬‬

‫و ي صحراء سيناء صعد موﺳ عليه السالم الجبل ليكلم ربه و‬


‫ليستلم ٔالالواح‪ ،‬لكنه ملا عاد وجدهم قد عكفوا ع ى عجل من ذهب‬
‫صنعه لهم السامري فزجرهم موﺳ ‪ ،‬و ملا أمرهم بدخول فلسط ن امتنعوا‬
‫عليه و قالوا له‪ }:‬إن ﻓﻴﻬﺎ ﻗﻮﻣﺎ ﺟﺒﺎرﻳﻦ‪ ،‬ﻓـﺎذﻫﺐ أﻧﺖ و رﺑﻚ ﻓﻘـﺎﺗﻼ إﻧﺎ‬
‫ﻫﻨﺎ ﻗـﺎﻋﺪون{‪ ،‬حكم ﷲ عل م بالتيه ي صحراء سيناء أربع ن سنة‪،25‬‬
‫ح مات الجيل املتخاذل‪ ،‬ثم تو ي موﺳ وهارون وأقام ﷲ مكا ما يوشع‬
‫الذي فتح بيت املقدس وأكمل فتوحاته وقسم‬ ‫موﺳ‬ ‫ذي النون ف‬
‫ع ى ٔالاسباط الاثنا عشر‪ .‬بعد وفاته تو ى القضاء قضاة ب‬ ‫ٔالارا‬
‫إسرائيل‪ ،‬ليأتي بعدها عصر القضاة‪.‬‬

‫‪ -25‬سفر العدد صح ‪.13،14،32.‬‬


‫الفصل الثاني‪ :‬مراحل تطورالديانة ال ودية‬

‫املبحث ٔالاول ‪ :‬مرحلة قضاة وملوك ب إسرائيل‬

‫أ – عصر القضاة‬

‫بعد وفاة يوشع ذي النون تو ى الحكم ي الاسباط الاث عشر‪،‬قضاة ب‬


‫إسرائيل‪،‬ورغم أن سفر القضاة يقول بأن مدة هذا العصر ي ‪ 350‬سنة‬
‫إال أن التحقيق العلم أثبت أنه ال يتعدى ‪ 100‬سنة‪.26‬‬

‫من سمات هذا العصر ك ﺮة ال اعات والحروب الداخلية والخارجية وتكرار‬


‫الارتداد والكفر وانتشار الزناكما ورد ي كت م ‪" :‬وفعل بنو إسرائيل الشر ي‬
‫عي الرب وعبدوا البلعيم‪ ،‬وتركوا إله آبا م الذي أخرجهم من مصر‪،‬و‬

‫‪ -26‬انظر ‪ :‬تاريخ ب إسرائيل ص ‪ 122 :‬محمد دروزة‪ ،‬دائرة املعارف الب ﺮيطانية ‪،2/9،8‬‬
‫ال ودية و املسيحية ص ‪ 83 :‬د محمد الاعظم ‪.‬‬
‫ساروا وراء آلهة الشعوب الذين حولهم وسجدوا لها ‪"27....‬ثم طلبوا من‬
‫ن يد ى صموئيل وهو آخر قضا م أن يختار لهم ملكا يوحد صفوفهم‪.28‬‬
‫وبذلك أتى عصر امللوك‪.‬‬

‫ب ‪ -‬عهد ملوك ب اسرائيل‬

‫هنا بدأ العصر الثاني عند ب إسرائيل وهو عصر امللوك‪ ،‬وقد ب ن ﷲ عز‬
‫فقال‬ ‫وجل السبب الذي من اجله طلب بنو إسرائيل تعي ن ملك عل م‪،‬‬
‫ﱠ‬ ‫وﺳ ٰ إ ْذ َق ُالوا لنَ‬
‫يل من َب ْعد ُم َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ّ ٍ ل ُه ُم‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫تعا ى‪﴿ :‬ألم تر ِإ ى امل ِإل ِمن ب ِ ِإسرا ِئ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ً َ‬ ‫ْ َ‬
‫ْاب َعث ل َنا َم ِلكا ﱡنقا ِت ْل ِ ي َس ِب ِيل الل ِه‪]﴾.....‬البقرة‪ :‬الاية ‪.[245‬‬

‫ويبدأ باختيار شاؤول ملكا ثم داوود ثم سليمان عل ما السالم‪.‬‬

‫‪ -27‬سفر القضاة ٕالاصحاح ‪12‬‬


‫‪" -28‬انظر سفر صموئيل ٔالاول ‪ ،‬الاصحاح ‪"8‬‬
‫من أبرز حوادث هذا العصر بناء داوود عليه السالم للهيكل ثم إتمام بنائه‬
‫ع ى عهد سليمان عليه السالم وتسميته يكل سليمان‪ ،‬وتتكرر حوادث‬
‫الانحراف والكفر والردة عن توحيد ﷲ عز وجل ‪.29‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬عهد انقسام مملكة ب اسرائيل والس الباب ي‪.‬‬

‫أ – انقسام مملكة ب اسرائيل‬

‫بعد وفاة سليمان عليه السالم أجمع بنو اسرائيل لتنصيب رحبعامابن‬
‫سليمان مكان أبيه وذلك سنة ‪ 935‬ق م‪ ،‬واش ﺮطوا عليه تخفيف ٔالاحكام‬
‫ال فرضها سليمان‪ ،‬فرفض‪ ،‬فانحاز العشر أسباط إ ى مبايعة يربعام‬
‫الذي كان قد انشق عن سليمان وهرب إ ى مصر ثم عاد بعد وفاته وبايع‬
‫سبطا ود وبنيام ن رحبعام و ذا انقسمت الدولة إ ى دولت ن متنازعت ن ‪:‬‬

‫‪ -‬ي الشمال مملكة اسرائيل أو شكيم ال بناها يربعام‪،‬‬


‫‪ -‬والثانية ي الجنوب مملكة ود عاصم ا اورشليم‪.‬‬

‫‪ -29‬سفر صموئيل الثاني ص ‪ : 11‬سفر امللوك ٔالاول صح ‪.11‬‬


‫العصر ‪:‬‬
‫ر‬ ‫أبرز ح‬
‫حوادث هذذا‬

‫جور‪30‬و س‬
‫سلسلة الححروب‬ ‫شرك واللكفر والرردة والفج‬ ‫حوادث الش‬ ‫‪ - -‬تكرار ح‬
‫جاورة‪.‬‬
‫كت ن ومع البالد املج‬
‫ب ن اململكت‬
‫شوري ململلكة اسرائيل الشممالية والققضاء عل ا وأخذ مما بقي‬
‫‪ -‬الغزو ٓالاش‬
‫الام ﺮاطور سرجون الثاني ‪722‬‬ ‫م ا إ ى آشور اللعراق ع ى يد الا‬
‫الشمالية‪.32‬‬
‫ة‬ ‫ق‪.‬م‪31‬وبذللك ان ت إسرائيل‬
‫العثور عل ا ي عهد‬
‫ضياع الثوورة وإهممالها سنووات عديددة ثم ادععاء و‬
‫‪ -‬ض‬
‫‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫لوك مملككة وذا ببعد تدم ﺮ مملكة إسرائيل‬
‫شيا من ملو‬
‫امللك يوش‬

‫االصحاحات من‬
‫ت‬ ‫الصحاحات )‪ (22-12‬وسفر المللوك الثاني ا‬
‫ت‬ ‫‪ -30‬ر‬
‫انظر سفر الملووك األول اال‬
‫)‪(24-1‬‬
‫ك ٔالاول الاصحاحات ‪.(22-12‬‬ ‫‪ ) -31‬ر‬
‫انظر سفر امللوك‬
‫الاصحاح ‪.2‬‬
‫ح‬ ‫‪ -32‬ر‬
‫سفر امللوك الثاني‬
‫ك الثاني الاصحاح )‪(22.223‬‬ ‫‪ -33‬ر‬
‫انظر سفر امللوك‬
‫الس البابب ي‪.‬‬
‫ب‪ -‬س‬

‫أن جاء‬ ‫ظظلت مملككة ودا الجنوبية تكافح وت‬


‫وتناضل اللطامع ن ف ا إ ى ن‬
‫فرعون مصر فززحف عل ا سنة ‪ 6088‬ق‪.‬م‪ .‬فاحتلها واستمر ي زحفه ففاحتل‬
‫تحت حكم ٓالاشوري نن‪ ،‬فثار للذلك الباابليون‬
‫مملكة إسرائيل ال سققطت ت‬
‫بختنصر الذي‬
‫ر‬ ‫ٓالاشوري ن وورثوا ممتلكا م وجاؤوا بقيادة‬
‫الذين خلفوا ٓالا‬
‫أسوار املدينة‪ ،‬وأخذ‬
‫ر‬ ‫احتل اورشليم‪ ،،‬وأحرق هيكل س‬
‫سليمان وههدمه ودممر‬
‫ما يعرف ععند ال وود ب"‬
‫ائيل عبيدا إ ى بابل‪ ،‬وهذا ا‬
‫بقي من ب اسر ل‬
‫من ي‬
‫سنة ‪ 586‬ق م"‪ ،‬ععاش بعدهها ال ود سنوات ططويلة ي‬
‫الس الباب ي س‬

‫يث عبدووا ٔالاوثان تأثرا بأسي‬


‫سيادهم‪.‬‬ ‫الس حيث‬

‫من الس إ ى أورشلليم‪.‬‬


‫حث الث ‪ :‬عصر اللعودة ن‬
‫املبح‬

‫وممتلكا م‪،‬وأظههرملك‬
‫ا‬ ‫الفرس بالد بابل وورثووا‬
‫سنة ‪ 539‬ق م‪ ،‬احتتل س‬
‫ي ة‬
‫الفرس قورش تتعاطفا ككب ﺮا نحو ب إسرا‬
‫ائيل‪،‬حيث سمح للهم بالعوودة إ ى‬
‫ث‬
‫‪ 50‬ألف‬
‫ضلوا البققاء وعاد حوا ي ‪5‬‬
‫فلسط ن سنة ‪ 5366‬ق م‪ ،‬و لكن الكث ﺮ فض‬
‫ودي ‪،‬‬

‫عصر‪:‬‬ ‫أبرز حوادث‬


‫ث هذا العص‬ ‫من ر‬

‫وهيكل سليمان‪.344‬‬
‫ل‬ ‫‪ -‬أوال‪ :‬إعادةة بناء مديينة اورشليليم‬
‫أعادالتوراة املفقوودة ي س‬
‫الس الباب ي من‬ ‫و‬ ‫‪ -‬ثاثانيا ‪ :‬زعمم ال ود أن "عزرا"‬
‫حفظه‪ ،‬وأأنه جمع أسفار الككتاب املقددس ونظممها ‪ ،‬ي القرن الخخامس‬ ‫ح‬
‫ققبل امليالدد ولذلك يلقب ب " الكاهن الكاتب أ الوراق"‪،355‬والحقيق‬
‫يقة أن‬
‫سنة‪.‬‬
‫حيث بينه ووب ن موﺳ ألفي س‬ ‫لعدة قرون ح‬
‫اللتوراة فققدت ة‬
‫سكندر اململقدوني‬
‫ثم بعدها حكم الاس‬
‫لفارﺳ م‬‫‪ -‬العائئدين كانووا تحت الحكم الف‬
‫ثم الحكم الروماني سنة ‪6‬‬
‫‪ 63‬ق م‬ ‫طالسة اململصري ن م‬
‫حكم البط‬
‫اليووناني‪ .‬ثم ح‬
‫سالم‪ ،‬وقد حاول‬ ‫ولد ن ﷲ عيﺴ ععليه السال‬ ‫قبل امليالد‪ .‬الذي ي عهدﻩ د‬

‫خبار ٔالايام الثاني صح ‪ 366‬وتاريخ ب إسرائيل ص‬


‫سفر امللوك الثاني صح ‪ 25-24‬وسفر اخ‬
‫‪ -34‬ر‬
‫‪ 208‬ملحمد درووزة و ال وديية ص ‪ 84‬د‪.‬احمد شل ‪.‬‬
‫‪2 -207‬‬
‫قصة الحضارة‪ 2/366‬وول دديورانت‪.‬‬‫صح ‪ .7‬ة‬‫‪ -35‬انظر سفر عزرا ص‬
‫ال ود مرات عديدة إقامة حلمهم الكب ﺮ ي مملكة مستقلة لل ود‪ ،‬ولكن‬
‫كانت محاوال م الكث ﺮة تبوء بالفضل والندم والدم‪ ،36‬حيث ان ت ثورا م‬
‫‪37‬‬
‫املتعددة باضطهادهم وتدم ﺮهم وقتلهم وتشريدهم وذلهم وهوا م‪.‬‬
‫املبحث الخامس ‪ :‬عصر الشتات أو الدياسبورا‬
‫خالل إحدى الثورات ال قام ا ال ود سنة ‪ 70‬ميالدية دمر الام ﺮاطور‬
‫الروماني تيطس"هيكل سليمان" مرة ثانية وقتل وسبأ عددا كب ﺮافيسنة ‪135‬‬
‫م‪ ،‬قام ال ود بثورة أخرى زمن الام ﺮاطور الروماني ادريانوس الذي دمر مدينة‬
‫اورشليم‪ .‬وب مكان الهيكل معبد ل "جوبيتي ﺮ" كب ﺮ آلهة اليونان وغ ﺮ اسم‬
‫املدينة إ ى "إيليا كابيتولينا" وتخلص من ال ود بالقتل والتدم ﺮ والتشريد‪ ،‬فزاد‬
‫تشتت ال ود وتفرقهم ي أنحاء العالم ي دول أسيا وأوربا وإفريقيا‪ ،‬حيث‬
‫يقول املؤرخ ال ودي شاه ن مكاريوس‪ " :‬إ ى هنا ينتﻬ تاريخ ٕالاسرائيلي ن كأمة‪،‬‬
‫فا م بعد خراب اورشليم تفرقوا ي جميع بالد ﷲ وتاريخهم فيما بقي من‬
‫العصور ملحق بتاريخ املماليك ال توطنوها أو نزلوا ف ا وقد قاسوا ي غرب م‬
‫صنوف العذاب والبالء‪ ،‬فإن الروماني ن حضروا عل م دخول أورشليم‪."38‬‬

‫‪ -36‬سفر املكاب ن ٔالاول والثاني‪ ،‬تاريخ الاسرائلي ن ص ‪ 71-32‬شاه ن مكاريوس‪.‬‬


‫‪ -37‬مقدمات ي تاريخ ٔالاديان ص‪ . 73‬د‪.‬شفيق المة‬
‫‪ -38‬تاريخ ٕالاسرائلي ن‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫ويقول وول ديورانت ‪ " :‬إنه لم يبق لدينا من شريعة موﺳ سوى الوصايا‬
‫العشر‪."39‬‬

‫خاتمة‬

‫• إ ى هنا نكون قد وصلنا إ ى آخر محطات هذا العرض والذي تطرقنا‬

‫فيه للحديث حول أحد املواضيع ٔالاك ﺮ جدال ي التاريخ و ي )نشأة‬

‫الديانة ال ودسة وتطورها(‪ ،‬و ال ك ﺮ الخالف حولها‪ ،‬إذ باستقرائنا‬

‫لكل املحطات السابقة نجد أن مراحل التاريخ ال ودي لم تعرف‬

‫تطورا لألع ى بقدر ماعرفت ا زاما و شتاتا نتيجة الضعف الدي و‬

‫التفريط ي عقيدة التوحيد وهو ما أقرته النصوص الدينية سواء‬

‫القرآن الكريم أو الكتب املقدسة لدى ال ود‪.‬‬

‫• و مع تشعب املوضوع وك ﺮة الخالف إال أننا نرجو أن نكون توفقنا ي‬

‫تقريب الصورة واختصرنا أهم ٔالاحداث ال عرف ا ال ودية ي أبرز‬

‫محطا ا‪.‬‬

‫‪ -39‬قصة الحضارة‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪ .271 :‬وقد وردت هذﻩ الوصايا العشر ي الاصحاح الرابع‬
‫والثالث ن من سفر الخروج‪.‬‬

You might also like