Professional Documents
Culture Documents
77
77
الصالح مرابط
يحيى مومن
محمد لحروش
تحت اشراف:
ذ .خديجة قرفاوي
""يمكن القول ان لدى دور كام نوعا من النضال السوسيولوجيًا بمعنى
برنامج دعاية لصالح االعتراف بهذا العلم الجديد علما مستقل ليس من
طرف الوسط األكاديمي فحسب بل من طرف الجمهور الواسع أيضا "
كان هذا مقتطف من كتاب مدخل إلى علم االجتماع نظرياته مناهجه
قضاياه المعاصرة لحسن احجيج ص .84
وقد حدد إميل دوركايم في كتابة قواعد المنهج في علم االجتماع الذي
صدر سنة 1895بشكل .دقيق موضوع علم االجتماع والمنهج الذي
يجب على علم االجتماع إتباعه إذا أراد أن يتبوأ مكانة العلم.
يؤكد دوركايم أن موضوع علم االجتماع هو الواقعة االجتماعية التي بعد
المجتمع سبب حدوثها أي أنها لم تكن لتوجد لو لم يكن المجتمع.
عرف دوركايم الواقعة االجتماعية بأنها أساليب العمل والتفكير والشعور
خارجة عن الفرد ومزودة بسلطة قسرية تستطيع بفضلها فرض نفسها "
كما يؤكد أن الظاهرة االجتماعية ترتبط بأشكال السلوك والتفكير
واإلحساس وتتميز بخارجيتها عن الفرد وبسلطة اإلكراه التي تفرضها
عليه.
من هذا التعريف نخلص إلى الواقعة االجتماعية لها عدة مميزات بينها :
الخارجية التي يفرضها المجتمع فالواقعة االجتماعية توجد خارج وعينا
ودونما إدراك منا بتواجدها واستقالليتها عنا أي أنها قائمة قبل مجيئنا
ونتلقاها من الخارج لتتسرب إلى وعينا وتستمر حتى بعد وفاتنا مثل اللغة
والعملة النقدية العام ال واألعراف إلى غيرها .....
وخاصية اإلكراه :أي أنها تمارس سلطة اإلكراه وتفرض نفسها على
األفراد بوعي أو من دون وعي .
وتتجاوز إرادتنا وندرك معنا هذا اإلكراه كلما حاولنا مخالفتها ،وقد يكون
هذا اإلكراه رمزيا كأن تصبح أضحوكة في نظر اآلخرين مثل قضية
اللباس كلما خالقنا القواعد العامة والمعروفة أو الصيام كأن تفطر وسط
النهار في شهر رمضان ،وإما أن يكون إكراه ماديا كأن تتعرض للمتابعة
القانونية وخير مثال هو الفصل الذي يحرم اإلفطار العلني خالل رمضان
في الشارع وينص الفصل 222من القانون الجنائي على أن" كل من
ُعرًف باعتناقه الدين اإلسالمي وجاهر باإلفطار في نهار رمضان في
مكان عمومي دون عذر شرعي يعاقب بالحبس من :شهر الى 6أشهر
وغرامة مالية 200درهم .
خاصية العمومية أما أنها منتشرة داخل جماعة معينة ألنها بين قوسين
(شرط للجماعة) أمل أنها عمومية يمارسها كل أفراد المجتمع وقد أعط
الكاتب حسن أحجيج مثال ظاهرة المثلية.
الجنسية التي تتم محاربتها ورفضها من طرف جل أفراد المجتمع فتتم
محاربتها في الخطابات الخاصة ,والعمومية ومن طرف األسرة
والمدرسة ووسائل التواصل واإلعالم.
أما فما يخص المنهج الذي اعتمد عليه دوركهايم في دراسته لهذه الوقائع
فينبني على عده خطوات وقواعد من بينها القاعدة الذهبية العلم االجتماع
الدوركايمي وهي ال يمكن تفسير الوقائع االجتماعية إال بالوقائع
االجتماعية وضرورة تفسير االجتماعي باالجتماعي أي أنه يجب دراسة
الوقائع بمظهراتها االجتماعية ال باستدماج األفراد لها دراسة اإلجرام
ال المجرم مثال .
انتحار القدري
قد الحظ شراح دوركايم أنه لم يعطي ظاهرة االنتحار في الشق القدري
اهتماما كبيرًا و قد قام (بروس دورينويند) بإخراجه من الالمباالة التي
وضعه فيها دوركايم كما أنه لم يتحدث عن االنتحار القدري إال مرة
واحدة،و قد قال فيه أنه انتحار يحدث في بيئات االجتماعية التي يكون
فيها الضبط االجتماعي قويًا للغاية ""أي التي يكون فيها المستقبل مقيدًا
بال رحمة ،و األهواء و الرغبات الخاضعة لنظام ضبط قمعي .ففي ظل
هذه الوضعية المتميزة بالضبط المفرط يعيش األفراد ،الذين يوجدون
تحت رحمة (االستبداد مادي او أخالقي) ,وقد وضح دوركايم اسباب
االنتحار القدري عبر عدة أمثلة منها انتحار العبيد و األشخاص
المتزوجين مبكرًا و النساء اللواتي ال اطفال لهن و هذا ما يجعل المرء
يلجأ لالنتحار كونه يشعر بعدم األمل.
اهتم عالم االجتماع اميل دوركهايم بدراسته الظاهرة الدينية من خالل
مجموعه من المقاالت والتي من بينها تحريم الزنا المحارم واصوله التي
نشر في مجله السوسيولوجيا سنه 1897ثم نشر بعدها مقال في
الطوطميه سنه 1902ودرس في االصول الحياه الدينية في مجله الفلسفة
سنه 1907وقد توج هذه السلسلة من القناه بكتابه االشكال األولية للحياة
الدينيه سنه 1912يقدم فيه تصورا جديدا للدين ; ذ يعرف يعرفه على انه
نظام موحد من المعتقدات المرتبطة بأشياء مقدسه اشياء يجري عزلها
وتحاط بشتى انواع التحريم وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل
المؤمنين بها كما يؤكد ان ما يميز الدين هو القائم بين المقدس والدنيوي
ويكشف ان المقدس والمجتمع هو نفسه اي المجتمع من يمنحه طبع القدس
للممارسات الدينية اذ يقول دوركهايم )المجتمع هو هللا (.