Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫عرض من انجاز‪:‬‬

‫الصالح مرابط‬
‫يحيى مومن‬
‫محمد لحروش‬
‫تحت اشراف‪:‬‬
‫ذ‪ .‬خديجة قرفاوي‬
‫""يمكن القول ان لدى دور كام نوعا من النضال السوسيولوجيًا بمعنى‬
‫برنامج دعاية لصالح االعتراف بهذا العلم الجديد علما مستقل ليس من‬
‫طرف الوسط األكاديمي فحسب بل من طرف الجمهور الواسع أيضا "‬
‫كان هذا مقتطف من كتاب مدخل إلى علم االجتماع نظرياته مناهجه‬
‫قضاياه المعاصرة لحسن احجيج ص ‪.84‬‬

‫وهذا يظهر من خالل المشروع العلمي لدوركايم الذي يتجلى في كونه‬


‫أول من أسس مدرسة في علم االجتماع وأول من أدخل السوسيولوجيا‬
‫كتخصص الجامعة الفرنسية‪ .‬كما أنه أول من اسس مجلة سماها مجلة‬
‫السنة السوسيولوجيا تهتم باألعمال المؤسسة في حفل العلوم االجتماعية‬
‫كما كانت له عدة مقاالت من بينها مفهوم التضامن االجتماعية وكذلك‬
‫األسرة كمؤسسة اجتماعية‪ .‬وكان دوركايم يؤكد على أن أفضل طريقة‬
‫لعم علم االجتماع هي ممارسة وقد جسد ذلك في بعض أعمال ككتابه‬
‫المعنون ‪ -‬تقسيم العمل االجتماعي ‪ ،‬وكتاب قواعد المنهج في علم‬
‫االجتماع" ‪ ،1895‬وكتاب االنتحار ‪ 1897‬الذي ناقش فيه ظاهرة‬
‫االنتحار وكتاب األشكال األولية لألشكال الدينية » الذي ناقش فيه‬
‫ظاهرة الدينكل هذا يجعلنا أمام القول بأن المؤسس الفعلي للسوسيولوجيا‬
‫مو إميل دوركايم‪.‬‬

‫وقد حدد إميل دوركايم في كتابة قواعد المنهج في علم االجتماع الذي‬
‫صدر سنة ‪ 1895‬بشكل‪ .‬دقيق موضوع علم االجتماع والمنهج الذي‬
‫يجب على علم االجتماع إتباعه إذا أراد أن يتبوأ مكانة العلم‪.‬‬
‫يؤكد دوركايم أن موضوع علم االجتماع هو الواقعة االجتماعية التي بعد‬
‫المجتمع سبب حدوثها أي أنها لم تكن لتوجد لو لم يكن المجتمع‪.‬‬
‫عرف دوركايم الواقعة االجتماعية بأنها أساليب العمل والتفكير والشعور‬
‫خارجة عن الفرد ومزودة بسلطة قسرية تستطيع بفضلها فرض نفسها "‬
‫كما يؤكد أن الظاهرة االجتماعية ترتبط بأشكال السلوك والتفكير‬
‫واإلحساس وتتميز بخارجيتها عن الفرد وبسلطة اإلكراه التي تفرضها‬
‫عليه‪.‬‬
‫من هذا التعريف نخلص إلى الواقعة االجتماعية لها عدة مميزات بينها ‪:‬‬
‫الخارجية التي يفرضها المجتمع فالواقعة االجتماعية توجد خارج وعينا‬
‫ودونما إدراك منا بتواجدها واستقالليتها عنا أي أنها قائمة قبل مجيئنا‬
‫ونتلقاها من الخارج لتتسرب إلى وعينا وتستمر حتى بعد وفاتنا مثل اللغة‬
‫والعملة النقدية العام ال واألعراف إلى غيرها ‪.....‬‬
‫وخاصية اإلكراه‪ :‬أي أنها تمارس سلطة اإلكراه وتفرض نفسها على‬
‫األفراد بوعي أو من دون وعي ‪.‬‬
‫وتتجاوز إرادتنا وندرك معنا هذا اإلكراه كلما حاولنا مخالفتها‪ ،‬وقد يكون‬
‫هذا اإلكراه رمزيا كأن تصبح أضحوكة في نظر اآلخرين مثل قضية‬
‫اللباس كلما خالقنا القواعد العامة والمعروفة أو الصيام كأن تفطر وسط‬
‫النهار في شهر رمضان‪ ،‬وإما أن يكون إكراه ماديا كأن تتعرض للمتابعة‬
‫القانونية وخير مثال هو الفصل الذي يحرم اإلفطار العلني خالل رمضان‬
‫في الشارع وينص الفصل ‪ 222‬من القانون الجنائي على أن" كل من‬
‫ُعرًف باعتناقه الدين اإلسالمي وجاهر باإلفطار في نهار رمضان في‬
‫مكان عمومي دون عذر شرعي يعاقب بالحبس من ‪ :‬شهر الى ‪ 6‬أشهر‬
‫وغرامة مالية ‪ 200‬درهم ‪.‬‬

‫خاصية العمومية أما أنها منتشرة داخل جماعة معينة ألنها بين قوسين‬
‫(شرط للجماعة) أمل أنها عمومية يمارسها كل أفراد المجتمع وقد أعط‬
‫الكاتب حسن أحجيج مثال ظاهرة المثلية‪.‬‬
‫الجنسية التي تتم محاربتها ورفضها من طرف جل أفراد المجتمع فتتم‬
‫محاربتها في الخطابات الخاصة ‪,‬والعمومية ومن طرف األسرة‬
‫والمدرسة ووسائل التواصل واإلعالم‪.‬‬
‫أما فما يخص المنهج الذي اعتمد عليه دوركهايم في دراسته لهذه الوقائع‬
‫فينبني على عده خطوات وقواعد من بينها القاعدة الذهبية العلم االجتماع‬
‫الدوركايمي وهي ال يمكن تفسير الوقائع االجتماعية إال بالوقائع‬
‫االجتماعية وضرورة تفسير االجتماعي باالجتماعي أي أنه يجب دراسة‬
‫الوقائع بمظهراتها االجتماعية ال باستدماج األفراد لها دراسة اإلجرام‬
‫ال المجرم مثال ‪.‬‬

‫وكن إلى التعامل مع الوقائع ومعالجتها كأنها أشياء وكانت لدوركايم‬


‫عبارة شهيرة وهي يجب اعتبار الوقائع االجتماعية على أنها أشياء " وقد‬
‫تعرضت عبارته هذه لعدة انتقادات من أناس لم يتحملوا عناء قراءة‬
‫العبارة في سياقها ومعرفة ما كان دوركايم يرمي إليه ألنه في األصل لم‬
‫يقل أن الوقائع االجتماعية أشياء بالمعنى المبتذل والعادي للكلمة‪ ،‬أي‬
‫شيء مادي ملموس‪ ،‬إنما وصفها كأشياء من أجل در استها من الخارج‬
‫بمعزل عن األفكار والبديهيات والمعرفة العامة التي كنا نحملها من‬
‫أجل بناء معرفة ونتائج علمية موضوعة‪ ،‬أما االعتراف بوجودها المستقل‬
‫عن الذل ودراستها موضوعيا‪.‬‬
‫القاعدة االخرى هي استبعاد االفكار المسبقة ;ثم التفسير أما أن يفسر‬
‫االجتماعي من خالل االجتماعي بمعنى تفسير الوقائع بمسبباتها‬
‫االجتماعية من داخل المجتمع فليس من المقبول تقديم تفسيرات الظاهرة‬
‫الطالق منها بأنها سبب السحر أو ظاهرة الفقر بأنها لعنة إلهية بل لهما‬
‫مسببات داخل المجتمع‪.‬‬
‫ومن بين الخطوات كذلك تعريف المفاهيم أي تعريف كل للعناصر‬
‫المشكلة الواقعة كما فعل دوركايم في دراسة الظاهرة االنتحار حيث حدد‬
‫مجموعة من العناصر السن ‪ /‬الجنس اإلقامة المستوى التعليمي‬
‫كما أنه كان لدوركايم أمور أخرى بم يتطرق لها حسن حجيج من بينها‬
‫التوجه الهوليستي حيت أن المقاربة الدوركايمة تعطي األولوية للكل‬
‫المؤسسات‪ /‬البنيات‪ .‬عل حساب الفردي (الخاص ‪ /‬المعزول…) في‬
‫دراسة الطالق بتطبيق التوجه الهوليستي الكلي الشمولي يجب أن ننظر‬
‫لها من كل الجوانب مثل ‪ :‬العالقة قبل الزواج العالقة أثار الخطوبة ‪/‬‬
‫العالمة بعد الزواج ‪ /‬طريقة التعارف عالقة الزوجين مع اآلخرين‬
‫(الجيران ‪ /‬العائلة ‪ /‬الشروط التي كانت قبل الزواج ‪ /‬السكن ‪/‬االطفال‬
‫حتى نخلص في األخير بنتيجة موضوعية تفسر هذه الظاهرة قام إميل‬
‫دوركايم بدراسة حول االنتحار ويعرف ظاهرة االنتحار على انها كل‬
‫حالة وفاة ناتجة بشكل مباشر او غير مباشر عن فعل ايجابي او سلبي‬
‫تقوم به الضحية نفسها مع علمها المسبق أنه سينتج تلك النتيجة و قد قام‬
‫السوسيولوجي إميل دوركايم بتصنيف ظاهرة االنتحار في كتابه‬
‫االنتحار ‪:‬‬
‫_االنتحار األناني‪.‬‬
‫_االنتحار الغيري ‪.‬‬
‫_االنتحار الالمعياري‪.‬‬
‫_االنتحار القدري‪.‬‬
‫*االنتحار األناني‪.‬‬
‫يرجح السوسيولوجي إميل دوركايم علي ان االنتحار األناني هو بسبب‬
‫االندماج االجتماعي ضعيف جذا و ذلك من خالل البحوث التي أجريت‬
‫من قبل إميل دوركايم فضعف الروابط االجتماعية من األسرة والعائلة و‬
‫األصدقاء يؤدي إلى العزلة و االنسحاب من الحياة االجتماعية و في ظل‬
‫هذه الرواسب االجتماعية المنحطة تتولد لنا تلك الشخصية األنانية‬
‫المفرطة التي ال تخضع إال لما يناسبها و قد قام السوسيولوجي إميل‬
‫دوركايم ببحوث عديدة من أجل تفسير هذه الظاهرة على دراسة بعض‬
‫الجماعات االجتماعية و هو المجتمع الديني بحيث قارن بين معدالت‬
‫االنتحار بحسب العقائد الدينية وتوصل إلى أن البروتستانتيين في كل‬
‫بلدان العالم أكبر معدل من المنتحرين الكاثوليكيين بينما اليهود أقل من‬
‫هؤالء و أولئك و يرجح دوركايم أن سبب االنتحار لدى البروتستانت‬
‫كونهم طور نوعًا من الفردانية الدينية على مستوى االعتقاد المؤسساتي و‬
‫يستخلص على أن ضعف االندماج عندهم هو السبب الرئيسي في إرتفاع‬
‫ظاهرة االنتحار لديهم مقارنة مع الكنيسة الكاثوليكية التي تتسم بانهيار‬
‫المعتقدات التقليدية و تخترقها روح التفكير الحر و التسامح مع النقد و مع‬
‫ذلك الكاثوليكية تتميز بوحدة أكبر و اندماج قوى و قناعات دينية متينة‬
‫وقوية و مقاومة أكبر للتجديدات التي تربك العامة و هذه هي اآلساب التي‬
‫فسر من خاللها دور كايهم ضعف معدل االنتحار ‪.‬‬

‫انتحار القدري‬
‫قد الحظ شراح دوركايم أنه لم يعطي ظاهرة االنتحار في الشق القدري‬
‫اهتماما كبيرًا و قد قام (بروس دورينويند) بإخراجه من الالمباالة التي‬
‫وضعه فيها دوركايم كما أنه لم يتحدث عن االنتحار القدري إال مرة‬
‫واحدة‪،‬و قد قال فيه أنه انتحار يحدث في بيئات االجتماعية التي يكون‬
‫فيها الضبط االجتماعي قويًا للغاية ""أي التي يكون فيها المستقبل مقيدًا‬
‫بال رحمة‪ ،‬و األهواء و الرغبات الخاضعة لنظام ضبط قمعي ‪ .‬ففي ظل‬
‫هذه الوضعية المتميزة بالضبط المفرط يعيش األفراد‪ ،‬الذين يوجدون‬
‫تحت رحمة (االستبداد مادي او أخالقي) ‪ ,‬وقد وضح دوركايم اسباب‬
‫االنتحار القدري عبر عدة أمثلة منها انتحار العبيد و األشخاص‬
‫المتزوجين مبكرًا و النساء اللواتي ال اطفال لهن و هذا ما يجعل المرء‬
‫يلجأ لالنتحار كونه يشعر بعدم األمل‪.‬‬
‫اهتم عالم االجتماع اميل دوركهايم بدراسته الظاهرة الدينية من خالل‬
‫مجموعه من المقاالت والتي من بينها تحريم الزنا المحارم واصوله التي‬
‫نشر في مجله السوسيولوجيا سنه ‪ 1897‬ثم نشر بعدها مقال في‬
‫الطوطميه سنه ‪ 1902‬ودرس في االصول الحياه الدينية في مجله الفلسفة‬
‫سنه ‪ 1907‬وقد توج هذه السلسلة من القناه بكتابه االشكال األولية للحياة‬
‫الدينيه سنه ‪ 1912‬يقدم فيه تصورا جديدا للدين ; ذ يعرف يعرفه على انه‬
‫نظام موحد من المعتقدات المرتبطة بأشياء مقدسه اشياء يجري عزلها‬
‫وتحاط بشتى انواع التحريم وهذه المعتقدات والممارسات تجمع كل‬
‫المؤمنين بها كما يؤكد ان ما يميز الدين هو القائم بين المقدس والدنيوي‬
‫ويكشف ان المقدس والمجتمع هو نفسه اي المجتمع من يمنحه طبع القدس‬
‫للممارسات الدينية اذ يقول دوركهايم )المجتمع هو هللا (‪.‬‬

You might also like