Professional Documents
Culture Documents
Usul Ul Fiqh
Usul Ul Fiqh
)مهمة(
موضوع :االجتهاد
٥٨٩٠-FSL/LLB/F19
Section-B
الشرعي؛ فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع في األحكام الشرعية بعد النظر في األدلة الشرع ّية ،ويُطلق على العالم
ّ
الذي يمارس عمل ّية االجتهاد :المجتهد ،ويكون ممتلكًا للشروط تؤ ّهله للقيام بهذه المهمة.1
وفي اصطالح األصوليين :بذل المجتهد وسعه في طلب العلم باألحكام الشرعية بطريق االستنباط .ومن هذا
2
التعريف االصطالحي لالجتهاد يتبين ما يأتي
أوال ً :أن يبذل المجتهد وسعه ،أي يستفرغ غاية جهده بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد عليه.
ثانيا ً :أن يكون الباذل جهده مجتهدا ً ،أما غيره فال عبرة بما يبذله من جهد ،ألنه ليس من أهل االجتهاد واالجتهاد
ثالثا ً :وأن يكون هذا الجهد لغرض التعرف على األحكام الشرعية العملية دون غيرها ،فال يكون الجهد المبذول
للتعرف على األحكام اللغوية أو العقلية أو الحسية من نوع االجتهاد االصطالحي عند األصوليين .
رابعا ً :ويشترط في التعرف على األحكام الشرعية أن يكون بطريق االستنباط ،أي نيلها واستعادتها من أدلتها
بالنظر والبحث فيها .فيخرج بهذا القيد حفظ المسائل ،أو استعالمها من المفتي ،أو بإدرا كها من كتب العلم ،فال
1 محمد حسن عبد الغفار ،تيسير أصول الفقه للمبتدئين ،صفحة .7-6بتص ّرف
2
الوجيز في أصول الفقه ,األستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان
مشروع ّية االجتهاد
3
وردت أدلّة شرع َّيةٌ كثيرة ٌ دالَّةٌ على مشروع ّية االجتهاد وحاثَّة عليه ،ومن ذلك:
من القرآن الكريم :عموم اآليات الداعية إلى التفك ّر وإعمال العقل ،كقوله تعالى:
4
َّرون ِك َآل ٍ
يات ل َِقومٍ يَت ََفك َ إ ِ َّن في ذل َ
وقوله تعالى:
5
اع َت ِب ُروا يَا أُو ِلي ْاأل َ ْب َصار ِ،
َف ْ
وقوله تعالى:
أجران ،وإذا
ِ النبي -عليه الصالة والسالم -من قوله" :إذا حكم الحاك ُِم فاجتهد فأصاب فله
ّ من السنّة ما ُروي عن
7
اجتهد فأخطأ فله أجرٌ"
اإلجماع :حيث أجمع الصحابة وعلماء السلف بعدهم على مشروع ّية االجتهاد .العقل يقتضي أن يكون االجتهاد
تستج ّد مع تغ ّير األزمنة وتط ّورها؛ ما يعني الحاجة إلى االجتهاد لبيان أحكام هذه المسائل والحوادث.
3
محمد مصطفى الزحيلي ،الوجيز في أصول الفقه ،صفحة .281-276بتص ّرف
4
سورة الرعد ،آية3:
5
سورة الحشر ،آية2:
6
سورة النساء ،آية83:
7
رواه األلباني ،في صحيح النسائي ،عن أبي هريرة ،الصفحة أو الرقم,5396:حديث صحيح
حكم االجتهاد
وتوصل إلى
ّ محل النظر
ّ عين على المجتهد إذا كان قاد ًرا على االجتهاد في المسألة
ٍ يكون االجتهاد فرض •
عين عليه إذا خشي أن تفوت المسألة أو الواقعة ،ولم يوجد مجتهدٌ غيره.
ٍ ويكون فرض
9
اشترط علماء أصول الفقه مجموع ًة من الشروط في الشخص ُ
المؤهل لالجتهاد الفقهي ،فيما يأتي ذكرها
العقل :ألن المجنون ال ُيقبل قوله فيما يخصه فال ُيقبل قطعا ً في الفتاوى واألحكام.
معرفة اآليات واألحاديث التي يُستنبط منها األحكام ،سواء كانت تدل على معناها بشكل واضح أو كانت تحتمل
أ كثر من معنى ،ومعرفة صحيح الحديث من ضعيفه ،أما اآليات واألحاديث التي ال تدل بشكل واضح على معناها
8
محمد مصطفى الزحيلي ،الوجيز في أصول الفقه ،صفحة .304-300بتص ّرف
9 بتصرف
ّ عياض السلمي ،اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله ،صفحة .454-451
فال يشترط معرفتها ،وال يشترط أيضا ً معرفة أ كثر من دليل على الحكم ،إال إذا كان هناك دلي ٌ
ل يقيد دليال ً آخر أو
يزيد عليه ،وال ُيشترط أيضا ً حفظها ،بل يكفي إن احتاجها أن يعود إليها وأن يستدل بها.
معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة ،حتى ال يفتي بالحكم المنسوخ ،والنسخ هو رفع الحكم الشرعي،
وتشريع حكم شرعي آخر بعد الحكم األول ،فالناسخ هو الحكم الجديد والمنسوخ هو الحكم القديم.
المجمع عليها حتى ال يخالفها ،فمخالفة اإلجماع ال تجوز ،بل رأي ُه المخالف لإلجماع مردود ،وال
أن يعرف األحكام ُ
المجمع عليها ،بل يكفي أن يعلم أن المسألة التي يبحث بها ليست محل إجماع.
يشترط أن يحفظ المسائل ُ
أن يعرف ما يدل عليه اللفظ ومعرفة أساليب العرب؛ ألن الذي ال يعرف اللغة العربية ال يمكن أن يفهم القرآن
والسنة.
عرفة مصادر التشريع األخرى التي يبنى عليها األحكام ،مثل العرف ،والقياس ،والمصالح المرسلة ،وغيرها،
فاالعتماد فقط على القرآن والسنة واإلجماع ال يكفي ،بسبب الوقائع المستجدة.
القدرة على الجمع بين األدلة عند تعارضها ،وترجيح بعضها على بعض.
أهمية االجتهاد
ّ
10
ن ألبرز مظاهر أهم ّيته:
اإلسالمي ،فيما يلي بيا ٌ
ّ ن لالجتهاد أهم َّي ًة بالغ ًة في التشريع
إ ّ
تطرأ على حياة األفراد في مختلف األزمان ،وفي ذلك تأكيدٌ على صالحية الشريعة لكل زمان ومكان.
10
محمد مصطفى الزحيلي ،الوجيز في أصول الفقه ،صفحة .304-300بتص ّرف
شرط في
ٌ شرط في الرواية عن الرسول -صلى هللا عليه وسلم ،-فكما أنها شرط في الرواية فهي
ٌ العدالة :فالعدالة
ُ
الفتيا التي هي إخبار ٌ عن حكم هللا.
11
تجزؤ االجتهاد
أي االجتهاد والتخصص في بعض المسائل دون بعض ،كاالجتهادات في موضوعات الفرائض أو العقوبات أو
المعامالت المدنية دون غيرها ،مع توافر ملكة االجتهاد في جميع المسائل يرى أ كثر العلماء :أنه يجوز تجزؤ
االجتهاد بمعرفة ما يتعلق بمسألة وما ال بد منه فيها ،وإن جهل ما ال تعلق له بها في بقية المسائل الفقهية ؛ ألن
إعمال ملكة االجتهاد في جميع المسائل ،واالجتهاد الفعلي فيها أمر غير مطلوب لدى جميع العلماء ،فكان
المجتهد يسأل عن كثير من المسائل ،فيجيب عن بعضها ،ويسكت عن البعض اآلخر .
وأما القائلون بأنه ال يتجزأ فأرادوا أنه ال يتصور توافر ملكة االجتهاد إال بالقدرة على االجتهاد في جميع المسائل ،ألن
االجتهاد ملكة وأهلية يقتدر بها المجتهد على فهم النصوص ،واستنباط األحكام الشرعية منها ،واستنباط الحكم
فيما ال نص فيه ،وفهم مبادئ الشريعة وروح التشريع العامة ،وهذه الملكة ال تتجزأ ،كتوافر البالغة ،ال يكون
اإلنسان بليغا ً حتى يتقن فنون الكالم .وهذا الكالم صحيح ،وهو ال يتنافى في الجوهر والحقيقة مع كالم أ كثرية
العلماء.
11
الوجيز في أصول الفقه ,األستاذ الدكتور وهبة الزهيلي
كتب:
الوجيز في أصول الفقه ,األستاذ الدكتور وهبة الزهيلي
المراجع
محمد حسن عبد الغفار ،تيسير أصول الفقه للمبتدئين ،صفحة .7-6بتص ّرف
رواه األلباني ،في صحيح النسائي ،عن أبي هريرة ،الصفحة أو الرقم,5396:حديث صحيح
عياض السلمي ،اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله ،صفحة .454-451بتص ّرف
محمد حسين الجيزاني ،معالم اصول الفقه ،صفحة .246بتص ّرف ↑ .محمد الزحيلي ،الوجيز في اصول الفقه،
عياض السلمي ،اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله ،صفحة .471بتص ّرف