Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫أصول الفقه‬

‫)مهمة(‬

‫موضوع‪ :‬االجتهاد‬

‫مقدم من‪ :‬عائشة صداقت‬

‫‪٥٨٩٠-FSL/LLB/F19‬‬

‫‪Section-B‬‬

‫ارسلت الى‪ :‬استاذ محمد عبدالعزيز خضر‬

‫الجامعة اإلسالمية العالمية السالم آباد‬


‫تعريف االجتهاد‬

‫وأما االجتهاد في االصطالح‬ ‫ّ‬


‫المشقة‪ّ ،‬‬ ‫ُيعرف االجتهاد في اللغة بأنّه بذل ُقصارى الجهد والوسع في أمر ٍ ما‪ ،‬والجهد من‬

‫الشرعي؛ فهو بذل الجهد واستفراغ الوسع في األحكام الشرعية بعد النظر في األدلة الشرع ّية‪ ،‬ويُطلق على العالم‬
‫ّ‬

‫الذي يمارس عمل ّية االجتهاد‪ :‬المجتهد‪ ،‬ويكون ممتلكًا للشروط تؤ ّهله للقيام بهذه المهمة‪.1‬‬

‫وفي اصطالح األصوليين ‪ :‬بذل المجتهد وسعه في طلب العلم باألحكام الشرعية بطريق االستنباط ‪.‬ومن هذا‬

‫‪2‬‬
‫التعريف االصطالحي لالجتهاد يتبين ما يأتي‬

‫أوال ً ‪ :‬أن يبذل المجتهد وسعه ‪ ،‬أي يستفرغ غاية جهده بحيث يحس من نفسه العجز عن المزيد عليه‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬أن يكون الباذل جهده مجتهدا ً ‪ ،‬أما غيره فال عبرة بما يبذله من جهد ‪ ،‬ألنه ليس من أهل االجتهاد واالجتهاد‬

‫إنما يكون مقبوال ً إذا صدر من أهله‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وأن يكون هذا الجهد لغرض التعرف على األحكام الشرعية العملية دون غيرها ‪ ،‬فال يكون الجهد المبذول‬

‫للتعرف على األحكام اللغوية أو العقلية أو الحسية من نوع االجتهاد االصطالحي عند األصوليين ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬ويشترط في التعرف على األحكام الشرعية أن يكون بطريق االستنباط ‪ ،‬أي نيلها واستعادتها من أدلتها‬

‫بالنظر والبحث فيها ‪ .‬فيخرج بهذا القيد حفظ المسائل ‪ ،‬أو استعالمها من المفتي‪ ،‬أو بإدرا كها من كتب العلم‪ ،‬فال‬

‫يسمى شيء من ذلك اجتهادا ً في االصطالح‪.‬‬

‫‪1‬‬ ‫محمد حسن عبد الغفار‪ ،‬تيسير أصول الفقه للمبتدئين‪ ،‬صفحة ‪ .7-6‬بتص ّرف‬
‫‪2‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه‪ ,‬األستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان‬
‫مشروع ّية االجتهاد‬

‫‪3‬‬
‫وردت أدلّة شرع َّيةٌ كثيرة ٌ دالَّةٌ على مشروع ّية االجتهاد وحاثَّة عليه‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫من القرآن الكريم‪ :‬عموم اآليات الداعية إلى التفك ّر وإعمال العقل‪ ،‬كقوله تعالى‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫َّرون‬ ‫ِك َآل ٍ‬
‫يات ل َِقومٍ يَت ََفك َ‬ ‫إ ِ َّن في ذل َ‬

‫وقوله تعالى‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫اع َت ِب ُروا يَا أُو ِلي ْاأل َ ْب َصار ِ‪،‬‬
‫َف ْ‬

‫وقوله تعالى‪:‬‬

‫ى أُو ِلي ْاأل َ ْمر ِ مِ ْن ُه ْم لَ َعل َِم ُه الَّذ َ‬


‫ِين يَ ْستَن ِب ُطونَ ُه مِ ْن ُه ْم‬
‫‪6‬‬
‫َولَ ْو َردُّو ُه إ ِ َلى ال َّر ُس ِ‬
‫ول َوإ ِ َل ٰ‬

‫أجران‪ ،‬وإذا‬
‫ِ‬ ‫النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬من قوله‪" :‬إذا حكم الحاك ُِم فاجتهد فأصاب فله‬
‫ّ‬ ‫من السنّة ما ُروي عن‬

‫‪7‬‬
‫اجتهد فأخطأ فله أجرٌ"‬

‫اإلجماع‪ :‬حيث أجمع الصحابة وعلماء السلف بعدهم على مشروع ّية االجتهاد‪ .‬العقل يقتضي أن يكون االجتهاد‬

‫أن المسائل والحوادث‬


‫كل المسائل‪ ،‬كما ّ‬
‫ن نصوص القرآن الكريم والسنّة النبويّة لم تتناول أحكام ّ‬
‫مشروعا؛ إذ إ ّ‬
‫ً‬

‫تستج ّد مع تغ ّير األزمنة وتط ّورها؛ ما يعني الحاجة إلى االجتهاد لبيان أحكام هذه المسائل والحوادث‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .281-276‬بتص ّرف‬
‫‪4‬‬
‫سورة الرعد‪ ،‬آية‪3:‬‬
‫‪5‬‬
‫سورة الحشر‪ ،‬آية‪2:‬‬
‫‪6‬‬
‫سورة النساء‪ ،‬آية‪83:‬‬
‫‪7‬‬
‫رواه األلباني‪ ،‬في صحيح النسائي‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪,5396:‬حديث صحيح‬
‫حكم االجتهاد‬

‫فإن حكم االجتهاد يختلف‬ ‫شرعا‪ ،‬وفي ّ‬


‫حق المجتهد ّ‬ ‫ً‬ ‫واجب‬
‫ٌ‬ ‫الشرعي للمسائل والوقائع بوج ٍه عا ٍّم‬
‫ّ‬ ‫إن معرفة الحكم‬
‫ّ‬

‫حال آلخر‪ ،‬وبيان ذلك آت ًيا‪:‬‬


‫‪8‬‬
‫ٍ‬ ‫من‬

‫وتوصل إلى‬
‫ّ‬ ‫محل النظر‬
‫ّ‬ ‫عين على المجتهد إذا كان قاد ًرا على االجتهاد في المسألة‬
‫ٍ‬ ‫يكون االجتهاد فرض‬ ‫•‬

‫ن االجتهاد يتع ّين على المجتهد‬


‫الزما له‪ ،‬كما أ ّ‬
‫فإن الحكم الذي وصل إليه باجتهاده يكون ً‬
‫حكمٍ فيها‪ّ ،‬‬

‫عين عليه إذا خشي أن تفوت المسألة أو الواقعة‪ ،‬ولم يوجد مجتهدٌ غيره‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ويكون فرض‬

‫يكون االجتهاد فرض كفاي ٍة في ّ‬


‫حق المجتهد إذا وجد غيره من المجتهدين وكانوا قادرين على اإلجابة‬ ‫•‬

‫يكون االجتهاد مستح ًّبا في المسائل التي لم تقع‪.‬‬ ‫•‬

‫شروط االجتهاد عند األصوليين‬

‫‪9‬‬
‫اشترط علماء أصول الفقه مجموع ًة من الشروط في الشخص ُ‬
‫المؤهل لالجتهاد الفقهي‪ ،‬فيما يأتي ذكرها‬

‫علم بعلوم الشريعة‪.‬‬


‫اإلسالم‪ :‬فغير المسلم ليس أهال ً لالجتهاد حتى لو كان لديه ُ‬

‫العقل‪ :‬ألن المجنون ال ُيقبل قوله فيما يخصه فال ُيقبل قطعا ً في الفتاوى واألحكام‪.‬‬

‫البلوغ‪ :‬ألن الصبي مرفوع عنه التكليف‪.‬‬

‫معرفة اآليات واألحاديث التي يُستنبط منها األحكام‪ ،‬سواء كانت تدل على معناها بشكل واضح أو كانت تحتمل‬

‫أ كثر من معنى‪ ،‬ومعرفة صحيح الحديث من ضعيفه‪ ،‬أما اآليات واألحاديث التي ال تدل بشكل واضح على معناها‬

‫‪8‬‬
‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .304-300‬بتص ّرف‬
‫‪9‬‬ ‫بتصرف‬
‫ّ‬ ‫عياض السلمي‪ ،‬اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬صفحة ‪.454-451‬‬
‫فال يشترط معرفتها‪ ،‬وال يشترط أيضا ً معرفة أ كثر من دليل على الحكم‪ ،‬إال إذا كان هناك دلي ٌ‬
‫ل يقيد دليال ً آخر أو‬

‫يزيد عليه‪ ،‬وال ُيشترط أيضا ً حفظها‪ ،‬بل يكفي إن احتاجها أن يعود إليها وأن يستدل بها‪.‬‬

‫معرفة الناسخ والمنسوخ من القرآن والسنة‪ ،‬حتى ال يفتي بالحكم المنسوخ‪ ،‬والنسخ هو رفع الحكم الشرعي‪،‬‬

‫وتشريع حكم شرعي آخر بعد الحكم األول‪ ،‬فالناسخ هو الحكم الجديد والمنسوخ هو الحكم القديم‪.‬‬

‫المجمع عليها حتى ال يخالفها‪ ،‬فمخالفة اإلجماع ال تجوز‪ ،‬بل رأي ُه المخالف لإلجماع مردود‪ ،‬وال‬
‫أن يعرف األحكام ُ‬

‫المجمع عليها‪ ،‬بل يكفي أن يعلم أن المسألة التي يبحث بها ليست محل إجماع‪.‬‬
‫يشترط أن يحفظ المسائل ُ‬

‫أن يعرف ما يدل عليه اللفظ ومعرفة أساليب العرب؛ ألن الذي ال يعرف اللغة العربية ال يمكن أن يفهم القرآن‬

‫والسنة‪.‬‬

‫عرفة مصادر التشريع األخرى التي يبنى عليها األحكام‪ ،‬مثل العرف‪ ،‬والقياس‪ ،‬والمصالح المرسلة‪ ،‬وغيرها‪،‬‬

‫فاالعتماد فقط على القرآن والسنة واإلجماع ال يكفي‪ ،‬بسبب الوقائع المستجدة‪.‬‬

‫القدرة على الجمع بين األدلة عند تعارضها‪ ،‬وترجيح بعضها على بعض‪.‬‬

‫أهمية االجتهاد‬
‫ّ‬

‫‪10‬‬
‫ن ألبرز مظاهر أهم ّيته‪:‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬فيما يلي بيا ٌ‬
‫ّ‬ ‫ن لالجتهاد أهم َّي ًة بالغ ًة في التشريع‬
‫إ ّ‬

‫الشرعية‪.‬‬ ‫االجتهاد وسيلةٌ في غاية األهم ّية الستنباط األحكام ّ‬


‫الشرعية من األدلّة ّ‬ ‫•‬

‫المستجدّة في حياة األفراد اليوم ّية‪ - .‬موا كب ُة التّغيرات التي‬


‫حلول للمسائل ُ‬
‫ٍ‬ ‫باالجتهاد يمكننا الوصول إلى‬ ‫•‬

‫تطرأ على حياة األفراد في مختلف األزمان‪ ،‬وفي ذلك تأكيدٌ على صالحية الشريعة لكل زمان ومكان‪.‬‬

‫سبب لتراجع نهضة المجتمع‬


‫ٌ‬ ‫لمجاالت حيات َّي ٍة عدَّة‪ ،‬وهو‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫تعطيال‬ ‫ن في ترك االجتهاد وعدم القيام به‬
‫إ ّ‬ ‫•‬

‫ن االجتهاد يدفع حركة المجتمع العلم ّية‬


‫المسلم؛ أل ّ‬

‫‪10‬‬
‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .304-300‬بتص ّرف‬
‫شرط في‬
‫ٌ‬ ‫شرط في الرواية عن الرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬فكما أنها شرط في الرواية فهي‬
‫ٌ‬ ‫العدالة‪ :‬فالعدالة‬

‫ُ‬
‫الفتيا التي هي إخبار ٌ عن حكم هللا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫تجزؤ االجتهاد‬

‫أي االجتهاد والتخصص في بعض المسائل دون بعض ‪ ،‬كاالجتهادات في موضوعات الفرائض أو العقوبات أو‬

‫المعامالت المدنية دون غيرها ‪ ،‬مع توافر ملكة االجتهاد في جميع المسائل يرى أ كثر العلماء ‪ :‬أنه يجوز تجزؤ‬

‫االجتهاد بمعرفة ما يتعلق بمسألة وما ال بد منه فيها ‪ ،‬وإن جهل ما ال تعلق له بها في بقية المسائل الفقهية ؛ ألن‬

‫إعمال ملكة االجتهاد في جميع المسائل ‪ ،‬واالجتهاد الفعلي فيها أمر غير مطلوب لدى جميع العلماء ‪ ،‬فكان‬

‫المجتهد يسأل عن كثير من المسائل ‪ ،‬فيجيب عن بعضها ‪ ،‬ويسكت عن البعض اآلخر ‪.‬‬

‫وأما القائلون بأنه ال يتجزأ فأرادوا أنه ال يتصور توافر ملكة االجتهاد إال بالقدرة على االجتهاد في جميع المسائل ‪ ،‬ألن‬

‫االجتهاد ملكة وأهلية يقتدر بها المجتهد على فهم النصوص ‪ ،‬واستنباط األحكام الشرعية منها ‪ ،‬واستنباط الحكم‬

‫فيما ال نص فيه ‪ ،‬وفهم مبادئ الشريعة وروح التشريع العامة ‪ ،‬وهذه الملكة ال تتجزأ ‪ ،‬كتوافر البالغة ‪ ،‬ال يكون‬

‫اإلنسان بليغا ً حتى يتقن فنون الكالم ‪ .‬وهذا الكالم صحيح ‪ ،‬وهو ال يتنافى في الجوهر والحقيقة مع كالم أ كثرية‬

‫العلماء‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه‪ ,‬األستاذ الدكتور وهبة الزهيلي‬
‫كتب‪:‬‬
‫الوجيز في أصول الفقه‪ ,‬األستاذ الدكتور وهبة الزهيلي‬

‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪،‬‬

‫الوجيز في أصول الفقه‪ ,‬األستاذ الدكتور عبد الكريم زيدان‬

‫المراجع‬

‫محمد حسن عبد الغفار‪ ،‬تيسير أصول الفقه للمبتدئين‪ ،‬صفحة ‪ .7-6‬بتص ّرف‬

‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .281-276‬بتص ّرف‬

‫سورة الرعد‪ ،‬آية‪3:‬‬

‫سورة الحشر‪ ،‬آية‪2:‬‬

‫سورة النساء‪ ،‬آية‪83:‬‬

‫رواه األلباني‪ ،‬في صحيح النسائي‪ ،‬عن أبي هريرة‪ ،‬الصفحة أو الرقم‪,5396:‬حديث صحيح‬

‫محمد مصطفى الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .304-300‬بتص ّرف‬

‫عياض السلمي‪ ،‬اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬صفحة ‪ .454-451‬بتص ّرف‬

‫محمد الزحيلي‪ ،‬الوجيز في أصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .287‬بتص ّرف‪.‬‬

‫محمد حسين الجيزاني‪ ،‬معالم اصول الفقه‪ ،‬صفحة ‪ .246‬بتص ّرف‪ ↑ .‬محمد الزحيلي‪ ،‬الوجيز في اصول الفقه‪،‬‬

‫صفحة ‪ .290‬بتص ّرف‪.‬‬

‫عياض السلمي‪ ،‬اصول الفقه الذي ال يسع الفقيه جهله‪ ،‬صفحة ‪ .471‬بتص ّرف‬

You might also like