Professional Documents
Culture Documents
AVR 1ER F (Inno SC Et Res Text1)
AVR 1ER F (Inno SC Et Res Text1)
ص ّ
ال ّ معهد القديس يوسف ـ عـينطورة
نيسان 2024 قسم اللّغة العـربيّة
المحور الرابع :مسؤوليتنا أمام المنجزات العـلميَّة
النَّص َّ
األول:
تاريخ
ِ آخر طوا َل
إنجاز َ
ٍ ي ُ
تفوق أ َّ القرن ،أهميَّةً
ِ تسب ،منذُ أوائ ِل هذا لم ق ِد اكـ َ ّ
إن العـ َ
وتعـترف بما تدينُ
ُ حق ،بفلسفاتِها وآدا ِبها وفـنونِها،تفخر عن ّ ُ أن اإلنسانيَّ َة
البشريَّ ِة .فصحي ٌح ّ
ولكن المكانةَ التي اكتسبَها
َّ وروحه،
ِ اإلنسان
ِ ت من فـض ٍل في تشكـي ِل عـقـ ِل ب ِه لهذه اإلنجازا ِ
ظر عـنـض النَّ ِ
البشر ،بِغَ ِ ّ
ِ سه في حياةِ ع أن يمار َ أثير الذي استطا َ القرن ،والتَّ َ
ِ العـل ُم في هذا
شك هـو الحقيقةَ الكبرى في عـ ِ
صرنا بغـير ٍّ
ِ لم كون هـذا التَّ ِ
أثير إيجابيًّا أو سلـبيًّا ،يجعـ ُل العـ َ ِ
نفخر بمواهـ ِبنا الفكريّ ِة أو أعـما ِلنا
ُ صور .وال يعـني هذا أنّنا ال
ِ الحاضر ،ومن ث َّم في ك ِّل العـ
يير الذي أدخلَه العـل ُم عـلى وأن التَّغـ َ
فخرنا بالعـ ِلم أعـظ ُمَّ ،
أن َاألدبيَّ ِة والفنِّيَّ ِة ،ولكنَّه يعـني َّ
آخر.
إنجاز َ
ٍ تغـيير لحقَها بفض ِل أ ّ
يِ ٍ يِ
حياتِنا أقوى من أ ّ
ُ
اإلنجاز هو
العـلم َ
َ الحاضرَّ ،
أن ِ العـصر
ِ العـلم في
ِ واأله ُّم من ذلك ،بالنَّسب ِة إلى مكان ِة
اإلنسان
ِ تاريخ تجرب ِة
ِ مرةٍ في
فألو ِل َّ
العـصرَّ .
ِ بحق في هذانسم َيه مصير ًّيا ّ ٍ الذي يم ِ ّكنُنا من أن ِ
تعـيش ُ مصيره سل ًبا أو إيجا ًبا :إذ
َ سيحد ُد
ِ األرض يُدركُ َّ
أن العـل َم هو الذي ِ الطويل ِة عـلى هذهّ
دائم من أن تد ِّم َر حياتَها وحضارتَها حربٌ نوويَّةٌ أو بيولوجيَّةٌ تعـتم ُد ٍ البشريَّةُ في خوفٍ
ب في استراتيجيّا ِتها وسياسا ِتها العـلم .وتعـم ُل الدُّو ُل لهذ ِه الحقيق ِة َ
ألف حسا ٍ ِ اعـتمادًا كليًّا عـلى
األكبر لدى البشريَّ ِة في
َ األساسيَّ ِة ،وفي طريق ِة إنفاقِها لمواردِها .ومن جه ٍة أخرىَّ ،
فإن األم َل
استمرار قـدرتِها
ِ مستقب ٍل أفضلَ ،وفي ح ِّل مشكالتِها الغـذائيَّ ِة والصحيَّ ِة المستعـصي ِة ،بل في
ماء ،هو اآلنَ معـقـو ٌد على العـلـ ِم. البقاء والنّ ِ
ِ عـلى
القرن الماضي ِ بالعـلم إلى ح ٍ ّد هائ ٍل .ففي
ِ االهتمام
ِ بوضوح في اتّ ِ
ساع ٍ س ذلكوقد انعـكـ َ
المجامع العـلميَّ ِة
ِ ش إالّ في
تكن مشكالتُه تُناقَ ُ صصينَ وح َدهم ،ولم ْ شأن المتخ ِ ّ
كان العـل ُم من ِ
باهتمام،
ٍ العـلم
ِ تطو َر
ُّ اليوم فقد أصب َح الجمي ُع يتابعـونَ
َ صص ِة .أ ّما
ت المتخ ِ ّ وفي المؤسَّسا ِ
فكيف نعـ ِلّ ُل هذه
َ اإلعالم الجماهيري.
ِ أخباره تحت ُّل مكانَ ال َّ
صدارةِ في وسائ ِل ُ وأصب َحت
بالعـلم،
ِ االهتمام
ِ ق
ع الهائ َل في نطا ِ الظاهرةَ التي تبدو فيها مفارقةٌ صارخةٌ :أعـني اال ِتّسا َ
ّوام ،وابتعـ َدت فيه
ضا وتعـقيدًا عـلى الد ِ ت الذي أصبح فيه العـل ُم يزدا ُد غـمو ً نفس الوق ِ وفي ِ
أن التَّعـلي َل الوحي َد لذلك هو
إفهام العـقو ِل ابتعادًا تا ًّما؟ ال شكَّ َّ
ِ صصةُ عن
الرمزيَّةُ المتخ ِ ّ
لغـتُه َّ
العـلم فإنّنا جمي ًعا نتساءلُ :هل
ِ المعاصر :فمهما كانت صعـوبةُ هذا
ِ للعـلم
ِ ي
الطاب ُع المصير ّ
ب عالميّ ٍة ثالثةٍ؟
ب كارث ِة حر ٍ يمكنُ تجنُّ ُ
ي ،الذي يرتبطُ ارتبا ً
طا وثيقًا بمستقب ِل ك ٍّل منّا، أن هذا السؤا َل المصير َّ ونحنُ نعـل ُم َّ
وبمستقب ِل أجيا ِلنا الجديد ِة ،يعـتم ُد على مجموع ٍة من العـوام ِل ،من أه ِّمها العـل ُم .كذلك نعـل ُم
ت واإلسكان والمواصال ِ
ِ كالغـذاء
ِ ت
ت الحياةِ اليوميَّ ِة وهمو َمها ،أعـني مشكال ٍ أن مشكال ِ َّ
ـف حلُّها إلى ح ٍ ّد بعـي ٍد على َّ
الطريق ِة التي يو ِ ّجهُ بها اإلنسانُ أبحاثَه والطاق ِة والبيئ ِة ،سيتوقَّ ُ
العـلميّةَ في المرحل ِة الكبرى.
فؤاد زكريا
تعـليق:
يعـرض صاحب النَّص قضيَّة تشغـل المجتمعات في مقال مختصر ،ويعـتمد التفكير العـلمي
ويعـرض األفكار متماسكة متكاملة ،فـ يلجأ إلى المقارنة والمقابلة كما في قوله " :في القرن الماضي
تطور العـلم
ُّ صصين وحدهم ،أ ّما اليوم فقد أصبح الجميع يتابعـون كان العـلم من شأن المتخ ّ
ص الضّوء عـلى ي تتَّسم لغـته بالبساطة يلقي الكاتب في هذا النّ ّ
باهتمام "...وأسلوبه تواصلي عـلم ّ
والزخارف َّ
ألن ص بعـيد عـن الجماالت األسلوبيَّة َّ دور العـلم وأهميَّته في عـصرنا الحاضر ،والنَّ ّ
صاحبه ال يبغي فيه سوى إبالغ المعـلومات إلى القارئ بأسلوب بسيط تفسيري موضوعي استترت
فيه ذات الكاتب وراء الحقائق المعـروضة ،فال تحيُّز وال عاطفة وال خيال بل حديث مباشر َّ
ألن
ص واض ًحا ويأتي معـناه بمتناول ك ّل قارئ.اللغة فيه وسيلة ال غاية تجعـل النَّ َّ
َّ
ومعـززة بالشواهد: مؤشرات بارزة فـيه
ِ نوع النص باالستناد إلى
ي إنجاز آخر.
-الفرضيّة :العـلم هو الحقيقة الكبرى في عـصرنا وأه ّميته تفوق أ َّ
-استعـمال األفعال المضارعة ذات الصفة العامة :تفخر ،تدين ،يجعالنه...
ي ووسائل التحليل واالستخالص وكثرة الشروح :من -طغـيان أدوات الربط المنطق ّ
ي ...ولك َّنه يعـني ،إذ ،التّعـليل الوحيد...
هذه الروابط :األه ّم من ذلك ،ال يعـن ّ
-عالمات التَّفسير والتوضيح :مفارقة صارخة ... :نتساءل...:
-استعـمال أداة االستفهام للتَّوضيح :كيف نعـ ِّلل هذه الظاهرة؟ هل يمكن تجنُّب
كارثة؟
ي،
الخاص :العلم إنجاز مصير ّ
ّ المحصلة إلى الدَّليل :أي من العام إلى
ِ االنتقال من
سلبًا ،إيجابًا .مجموعة من العوامل من أه ِّمها العـلـم .مشكالت الحياة اليوميَّة وهمومها
ّ
والطاقة والبيئة. أعـني مشكالت كالغـذاء واإلسكان والمواصالت
غـلبة أسلوب التَّعـيين عـلى التضمين وطغـيان الجمل الخبريّة ،وال ّ
سهولة والبساطة
ص َور في خدمة التَّفسير :مشكالت كالغـذاء...
والوضوح ،وتوظيف ال ُّ