Professional Documents
Culture Documents
الخطأ غير العمدي للقاضي المدني
الخطأ غير العمدي للقاضي المدني
الخالصة :تعد وظيفة القضاء من اهم واخطر الوظائف لكونها تمس حقوق الناس وتؤثر بصورة معلومات البحث :
او بأخرى في تنظيم مختلف جوانب الحياة ,وبالتالي يجب ان يتصف العمل القضائي بالدقة و تواريخ البحث:
الحرص الشديدين ببغية تح قيق الغاية المتوخاة من اصدار الحكم القضائي والمتمثلة بحصول االستالم / 91 :كانون الثاني 0202 / -
-القبول / 90 :آيـار 0202 /
كل صاحب حق على حقه وفقا للقانون ,اال انه وعلى الرغم من ذلك فليس من النادر وقوع
-النشر المباشر /9 :كانون االول 0209/
القاضي او هيئة المحكمة بأخطاء اثناء نظر الدعوى واصدار الحكم ,وان تأثير هذه األخطاء
على الحكم القضائي تختلف بأختالف اسبابها ,فقد تكون االخطاء امالئية سواء كانت كتابية ام الكلمات المفتاحية :
حسابية ,وقد تكون بسبب مخالفة القانون او سوء فهم القاضي للنص القانوني او الخطأ في -الخطأ.
-غير العمدي.
تطبيقه ,وفي كلتا الحالتين المتمثلتين بالخطأ المادي او القانوني فأن الخطأ ال يعدو ان يكون
-القضاء.
خطأً غير متعمد للقاضي او المح كمة وان ترتبت عليه اثار معينة اال انه ال يرتب اية مسؤولية -المدني.
على القاضي ما دام لم يخرج عن نطاق حسن النية . -المرافعة.
-الدعوى.
املقدمة :
تعد ممارسة وظيفة القضاء من اخطر واشق الوظائف التي قد يمارسها األنسان واكثرها مسؤولية نظ ار
لما تقوم عليه من وجوب الحكم بين خصمين متضادين متنازعين كل منهم يدعي أحقيته في موضوع
الخصومة ,خصوصا وان حكم القاضي الذي ينصب على الواقعة محل النزاع يجب ان يكون مبنيا على
وقائع الدعوى وادلتها و متوافقا مع ما ثبت في اوراقها ومستنداتها واال يكون القاضي قد جانب الصواب
في حكمه ,ولما كانت الحقيقة القضائية هي حقيقة تقوم على عملية الترجيح بين األدلة ومحاولة
األقتراب بها من الحقيقة الواقعية فأن ذلك القصد قد يتحقق وقد ال يتحقق ,ولما كان على القاضي ان
يحكم في النزاع المعروض وال يجوز له االمتناع تحت أي ظرف اال في الحاالت االستثنائية التي نص
يقوم بوظيفته الشاقة والمعقدة مستخدما بذلك قدراته وملكاته العقلية عليها القانون ,فأن القاضي
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
854
والقانونية والسلطة الممنوحة له وذلك قد يجعله عرضة للوقوع في اخطاء اثناء عملية اصدار الحكم
القضائي وهذه االخطاء ستؤثر بشكل او باخر في ذلك الحكم .
اهمية الدراسة :
يستمد موضوع الدراسة اهميته من خالل خطورة واهمية النتائج المترتبة على األخطاء التي تشوب
الحكم القضائي سواء كانت اخطاء مادية تتعلق بمبنى الحكم او تلك األخطاء القانونية التي تمتد الى
مخالفة النص القانوني سواء كانت تلك المخالفة تنصب على تطبيق النص القانوني ام فهمه ام مخالفة
قواعد األختصاص واالجراءات القانونية الواجب تباعها عند اصدار الحكم ,ذلك ان الخطأ القضائي وان
كان قد صدر عن غير سوء قصد او نية اضرار فأنه تترتب عليه نتائج خطيرة تتعلق بحقوق اطراف
الدعوى ومن هذا المنطلق تبرز اهمية الدراسة في ايضاح اسس خطأ القاضي غير العمدي وتبيان صوره
واألثر المترتب عليه .
منهجية الدراسة :
اتبعت في الدراسة المنهج التحليلي من خالل استعراض النصوص القانونية الخاصة بمعالجة حاالت
خطأ القاضي وتحليلها واستقراء احكام القضاء للوقوف على الثغرات التشريعية ان وجدت ,في معالجة
موضوع الخطأ العمدي المدني واثره على االحكام القضائية .
نطاق الدراسة :
يتحدد نطاق الدراسة بالخطأ غير العمدي للقاضي المدني والذي ينصب اساساً على غياب القصد
السيء ونية األضرار عن خطأ القاضي ,وقد تناول موضوع البحث بالدراسة صورتين من صور الخطأ
غير العمدي هما الخطأ المادي و الخطأ في القانون او الخطأ المبني على اساس قانوني .
تساؤالت الدراسة :
ما هو الخطأ المادي و ماهي الشروط الواجب توافرها في ذلك الخطأ حتى يمكن ان يعد خطأ ماديا
وما الحد الفاصل بين الخطأ المادي والخطأ الموضوعي ؟ ماهي سلطة المحكمة في تصحيح الخطأ
المادي من تلقاء نفسها ؟ ما مدى سلطة محكمة الموضوع في التصحيح بعد الطعن في الحكم
باألستئناف او التمييز وكيف يتم الطعن في قرار محكمة الطعن المتضمن قبول طلب تصحيح الخطأ
المادي او رفضه ؟
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
ما هي حاالت خطأ القاضي المستند الى مخالفة القانون ؟ ما هو القانون المقصود بالمخالفة وماهي اثار
تلك المخالفة على الحكم القضائي و ما تأثير الخطأ غير العمدي على القاضي وهل يمكن ان يثير ذلك
الخطأ مسؤولية القاضي المدنية او المهنية ؟
هيكلية الدراسة :
سنقسم موضوع البحث الى مبحثين و كاالتي :
المبحث االول :الخطأ المادي للقاضي المدني
المطلب االول :مفهوم الخطأ المادي
المطلب الثاني اثار الخطأ المادي
المبحث الثاني :الخطأ في القانون للقاضي المدني
المطلب االول :صور الخطأ في القانون
المطلب الثاني :اثار الخطأ في القانون
الخاتمة
المبحث االول
الخطأ المادي
يعد الخطأ المادي في الحكم القضائي صورة من صور االخطاء غير العمدية التي قد تقع في
الحكم القضائي لسبب او آلخر ,اال ان اعتبار الخطأ ماديا يستلزم ان تتوافر فيه شروطًا معينة تميزه عن
االخطاء الموضوعية كما ان وقوع الخطأ المادي في الحكم يرتب اثا ار معينة واجراءات يجب اتباعها
لتصحيح ذلك الخطأ وهذا ما سنبحثه من خالل مطلبين :األول يخصص لمفهوم الخطأ المادي ,اما
المطلب الثاني فيخصص آلثار الخطأ المادي على الحكم القضائي :
المطلب االول :مفهوم الخطأ المادي :
يقصد بالخطأ المادي ذلك الخطأ الذي يقع في تعبير القاضي ال في تفكيره ,وهو الخطأ في
المبنى وليس المعنى اي كل خطأ او اغفال ال يترتب عليه البطالن و ال يترتب على تصحيحه تعديل
)(9
اساسي في اإلجراء .
)(9االء مجدي سيد ,االخطاء المادية في ا الحكام القانونية ,بحث منشور على موقع محاماة نت اآللكتروني ,على
الرابط
https://www.mohamah.net/law/%D8%A8%D8%AD%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
قد يتبادر الى الذهن ان الخطأ المادي هو خطأ في الحكم القضائي دون ان ينسب الى القاضي
الذي اصدر الحكم ,وهنا يمكن الرد على ذلك بالقول ان الخطأ المادي وان كان قد وقع في الحكم
القضائي ذاته اال انه اما ان يصدر نتيجة خطأ القاضي نفسه و بصورة مباشرة اثناء اصدار الحكم كأن
يدرج تعبير خاطئ في الحكم او ان يكون الخطأ المادي قد وقع بصورة غير مباشرة عند طباعة وتحرير
الحكم وفي كلتا الحالتين يجب على القاضي او المحكمة تدقيق الحكم والتأكد من صحته وسالمته المادية
والموضوعية قبل التوقيع عليه واصداره ,وبذلك فأن الخطأ المادي في نهاية المطاف ما هو اال خطأ
القاضي او المحكمة.
استنادا لما ذكر انفًا يمكن ان يعد الخطأ المادي اولى صور خطأ القاضي او المحكمة غير
العم دي ؛ اذ قد تشوب الحكم اخطاء مادية نتيجة السهو او االغفال او زالت القلم ,ويشترط ألعتبار
الخطأ ماديا قابال للتصحيح من المحكمة التي وقعت في الخطأ ما يأتي من الشروط :
.9ان يكون الخطأ كتابيا او حسابيا ويتمثل الخطأ الكتابي بأخطاء القلم المتمثلة باإلضافة او
التغيير او اإلغفال كالخطأ في اسماء الخصوم او محال اقامتهم او رقم العقار او رقم الدعوى
او أي بيان اخر و سواء كان الخطأ الكتابي نتيجة تغيير في البيان ام اضافة بيان بصورة
خاطئة او اغفال ما يجب ان يذكر من بيانات ,اما الخطأ الحسابي فيتمثل باألخطاء في
العمليات الحسابية كالجمع والقسمة والطرح والضرب اما ما كان خارجًا عن حدود الخطأ المادي
فال يمكن تصحيحه ,والعبرة من حصر صالحية المحكمة بتصحيح االخطاء بالمادية الكتابية
والحسابية منها دون غيرها هو سد الطريق امام المحكمة حتى ال تعمد الى تبديل او تعديل
(9).
مضمون حكمها تحت ذريعة تصحيح الخطأ المادي
.0ان يكون الخطأ في الحكم ذاته :يتقيد الخطأ المادي القابل للتصحيح بكونه خطأً في الحكم
القضائي ,وتبعا لذلك ال يعد من نوع الخطأ القابل للتصحيح ذلك الخطأ الذي قد يقع في
عريضة الدعوى او في االوراق والمستندات االخرى التي تقدم من الخصوم او من الخبير
86%D9%88%D9%86%D9%8A-%D9%87%D8%A7%D9%85-
%D8%AD%D9%88%D9%84-
%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1 -
%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D8%A9-
, %D9%81%D9%89-%D8%A7/اخر زيارة في .0291-90-02
)( 9د .عفيف شمس الدين ,المحاكمات المدنية بين النص واالجتهاد ,مكتبة زين الحقوقية ,بيروت,0290 ,ص.642
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
القضائي او الشاهد او غيرهم ,وانما يتحدد نطاق الخطأ المادي بالحكم فقط ,و يجب ان يكون
الخطأ قد وقع في الفقرة الحكمية للحكم او في جزء مكمل له ,كما لو قع في اسباب الحكم
)(9
الجوهرية المتصلة والمؤثرة في منطوقه .
.3ان يكون الحكم الذي وقع فيه الخطأ المادي قطعياً اذ ان الحكم القضائي اذا لم يكن قطعيا فأنه
ال يقبل التصحيح ,اذ ال تنتهي والية المحكمة التي اصدرته وال ترتفع يدها عنه ,بالتالي قد
(0).
تتبين المحكمة ذلك الخطأ و تقوم بتصحيحه قبل اصدار الحكم النهائي في الموضوع
.4ان يكون الخطأ المادي واضحا وجليا من خالل مقارنة منطوق الحكم او الجزء الذي وقع فيه
)(3
الخطأ مع اجزاءه االخرى او من خالل الرجوع الى محضر الجلسة او مسودة الحكم .
.6ان الخطأ المادي يجب ان ال يؤثر على كيان منطوق الحكم القضائي بحيث يقطع صلته بالحكم
الصحيح ويفقده ذاتيته ,فال يعد خطأً مادياً اهمال المحكمة الفصل ببعض جهات الدعوى او
4
عدم تلبية المدعي الى جميع طلباته الموضوعية.
وقد بينت المادة ( )921من قانون المرافعات المدنية العراقي األحكام المتعلقة بالخطأ المادي والية
)(6
تصحيح ذلك الخطأ .
المطلب الثاني :االثار المترتبة على وقوع المحكمة بالخطأ المادي عند اصدار الحكم :
لما كان الخطأ المادي يعد صورة من صور االخطاء غير العمدية التي قد يقع بها القاضي بغير
قصد او سوء نية لسبب او آلخر ,فأن هذه األخطاء تختلف من ناحية االثار التي تترتب عليها و مدى
)(9د .احمد هندي ,قانون المرافعات المدنية والتجارية ,دار الجامعة الجديد ,االسكندرية ,0223 ,ص. 041
)(0المستشار عزالدين الدناصوري – االستاذ حامد عكاز ,التعليق على قانون المرافعات ,ج,0ط , 90دار الجامعة
الجديد للنشر ,مصر , 0226 ,ص .9626
)(3د .عفيف شمس الدين ,المصدر السابق ,ص .641
4
()القاضي عواد حسين ياسين العبيدي ,تنفيذ االحكام القضائية الغامضة واشكاالته العملية ,بحث منشور في مجلة
جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية ,العدد , 6السنة , 0292 , 0ص.61
)(6نصت المادة ( )921من قانون المرافعات العراقي على انه 9-( :ال يؤثر في صحة الحكم ما يقع فيه من اخطاء
مادية بحتة كتابية او حسابية وانما يجب تصحيح هذا الخطأ من قبل المحكمة بناء على طلب الطرفين او احدهما
-0-اذا وقع طلب التصحيح دعت المحكمة الطرفين الستماع اقوالهما او من حضر منهما بشأنه واصدرت قرارها
بتصحيح الخطأ الواقع -3- .يدون قرار التصحيح حاشية للحكم الصادر ويسجل في سجل االحكام ويبلغ للطرفين
(.
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
تأثيرها في الحكم القضائي ,فقد تكون غير ذات تأثير على ذلك الحكم ,بينما نجدها في مواضع اخرى
تشكل اخطاء ذات تأثير في الحكم بصورة او بأخرى .
فإذا كان الخطأ المادي البحت غير ذي قيمة بمعنى ان تأثيره في الحكم القضائي يكون معدومًا
فال يؤثر في الحكم ال من ناحية نطاق ذلك الحكم وال مفهومه ودالالته وال يشكل عقبة امام تنفيذه ,
)(9
وبالتالي فال يكون هناك من ضرورة الى تصحيحه .
اما اذا كان الخطأ المادي الذي وقع فيه القاضي ذو تأثير في الحكم القضائي فأن األثر
المترتب على ذلك الخطأ هو ان يتم تصحيحه ,ويكون الخطأ المادي مؤث ار اذا وقع في بيان جوهري
مؤثر في الحكم القضائي سواء كان ذلك التأثير يتعلق بتحديد المحكوم له ام المحكوم عليه ام ما تضمنه
الحكم من حقوق والتزامات وبالتالي يشكل ذلك الخطأ عقبة امام تنفيذه ,اما اذا كان الخطأ قد تجاوز
مفهوم الخطأ المادي فيجب الطعن فيه بطرق الطعن القانونية المتاحة وال سبيل لتصحيحه وفقا آللية
)(0
تصحيح االخطاء المادية .
وبخصوص ذلك فقد ذهبت محكمة استئناف المثنى بصفتها التمييزية في قرار لها( (3) :لدى التدقيق
والمداولة وجد ان الطعن التمييزي مقدم ضمن المدة القانونية فقرر قبوله شكالً ,ولدى عطف النظر على
القرار المميز وجد انه صحيح وموافق للقانون لما استند اليه من اسباب وحيثيات ألن الخطأ المطلوب
تصحيحه والمتمثل بتصحيح اسم األب والجد ألحد الخصوم ال يمكن اعتباره من قبيل األخطاء الحسابية
او الكتابية التي اجازت المادة ( )921من قانون المرافعات بتصحيحها ,اذ ان الخطأ المادي الجائز
تصحيحه هو الخطأ الذي حصل في تعبير القاضي ال في تفكيره وان الخطأ المطلوب تصحيحه ليس
ال بفعل القاضي وانما من قبل المدعي ولم يبادر الى تصحيحه خالل السير في المرافعات الجارية
حاص ً
في الدعوى ,عليه قرر تصديق القرار المميز ورد الطعن التمييزي وتحميل المميز رسم وصدر القرار
باالتفاق في ) .0293/6/96
المالحظ ان محكمة األستئناف بادرت الى رد الطعن التمييزي استنادا الى المادة ( )921من قانون
المرافعات التي حددت نطاق الخطأ المادي باألخطاء الكتابية والحسابية التي تصدر عن القاضي او
المحكمة ,وذلك يتضمن الخطأ في التعبير و المبنى دون المعنى ,ولما كان الخطأ في اسم األب والجد
نتيجة خطأ المدعي وليس خطأ القاضي فأنه يخرج عن نطاق تصحيح الخطأ المادي فيكون الطعن
المقدم من المدعي واجب الرد .
اما الية تصحيح الخطأ المادي فقد بينته الفقرة االولى من المادة ( )921من قانون المرافعات
المدنية العراقي والذي يجب ان يتم من خالل طلب يتقدم به الطرفين او احدهما الى المحكمة التي
اصدرت الحكم المطلوب تصحيحه ,وبالتالي لم يجوز المشرع العراقي للمحكمة ان تتولى تصحيح الخطأ
)(9
المادي دون طلب من الخصوم حتى في حال تبينته بنفسها .
بالمقابل نجد ان قوانين اخرى اجازت للمحكمة ان تتولى تصحيح الخطأ المادي من ذات نفسها او بناء
على طلب الخصوم كقانون المرافعات المدنية والتجارية المصري رقم ()93لسنة 9126وقانون اصول
)(0
المحاكمات المدنية اللبناني رقم ( )12لسنة . 9163
ويرى الباحث انه من األفضل لو اتبع المشرع العراقي النهج الذي سار عليه المشرعان المصري واللبناني
في منح المحكمة صالحية تصحيح اخطاءها المادية من تلقاء نفسها حال تبينها لذلك الخطأ ودون
اشتراط ان يتم التصحيح بناء على طلب الخصوم في الدعوى؛ ولذلك نقترح تعديل نص الفقرة االولى من
المادة ( )921لتكون على النحو االتي -9( :ال يؤثر في صحة الحكم ما يقع فيه من اخطاء مادية
بناء على
بحتة كتابية او حسابية وانما يجب تصحيح هذا الخطأ من قبل المحكمة من تلقاء نفسها او َ
طلب الطرفين او احدهما) .
وقد يثار التساؤل حول امكانية تصحيح الخطأ المادي قبل التبليغ بالحكم ؟
لم يتضمن قانون المرافعات المدنية العراقي اجابة مباشرة لهذا التساؤل ,اال ان الباحث يرى امكانية التقدم
بطلب تصحيح الخطأ المادي في الحكم قبل تبليغه ,و سندنا في ذلك الحكم الذي جاءت به المادة
( )910من قانون المرافعات المدنية والمتضمن جواز الطعن باألحكام القضائية قبل تبليغها ,و
قياساً على ذلك ولكون الطعن في الحكم القضائي اكثر اهمية وتأثي اًر من طلب تصحيح الخطأ المادي
فيمكن القول بجواز طلب تصحيح الخطأ المادي في الحكم القضائي قبل تبليغه .
واذا كان من البديهي ان يقدم طلب تصحيح الحكم لدى المحكمة التي اصدرته وذلك استنادًا الى واليتها
التكميلية فالسؤال الذي يثار هنا هو عن حالة وقوع الطعن بالحكم عن طريق االستئناف فهل يقدم طلب
التصحيح الى محكمة االستئناف ام الى ذات محكمة الدرجة االولى التي اصدرته؟
يتجه الرأي الراجح في الفقه الى اشتراط تقديم طلب تصحيح الحكم الى المحكمة التي اصدرته قبل رفع
األستئناف عنه ,اذ ان الطعن بالحكم بطريق األستئناف ينقل الدعوى من والية محكمة الدرجة االولى
)(9
الى والية محكمة االستئناف فال تملك محكمة الدرجة االولى تبعًا لذلك صالحية تصحيح حكمها .
علمًا ان التقدم بطلب تصحيح الخطأ المادي ال يؤثر في حق طالب التصحيح من الطعن في الحكم
المطلوب تصحيحه ,اذ قد تكون لطالب التصحيح مصلحة في طلب تصحيحه دون ان يعد ذلك تنازال
صريحا او ضمنيا عن حقه في الطعن بمعنى ان من حق الخصم التقدم بطلب تصحيح الخطأ المادي ثم
)(0
بعد ذلك مراجعة طرق الطعن القانونية المتاحة .
اما قانون المرافعات المدنية العراقي فقد جاء بنص عام من خالل المادة ( )921بأن تتولى المحكمة
بناء على طلب يقدمه احد الخصوم او كالهما ,وذلك على خالف قوانين اخرى
تصحيح الخطأ المادي ً
فصلت في ذلك بأن اشترطت ان يقدم طلب التصحيح الى المحكمة التي اصدرت الحكم ما لم يتم الطعن
فيه بطرق الطعن العادية فعندئذ يكون التصحيح من صالحية المحكمة التي تنظر الطعن .
)(3
و يرى الباحث انه استنادا الى الفقرة االولى من المادة ( )910من قانون المرافعات العراقي فأن
(االستئناف ينقل الدعوى بحالتها التي كانت عليها قبل صدور حكم البداءة بالنسبة لما رفع عنه
االستئناف فقط )...ولما كانت محكمة االستئناف محكمة موضوع فأنها تتولى نظر الدعوى من ناحيتي
الواقع والقانون ومراجعتها ,وبالتالي فأن وقوع االستئناف يجعل تصحيح الخطأ المادي من اختصاص
محكمة االستئناف ,وال يؤثر في ذلك النص على ان االستئناف ينقل الدعوى لما رفع عنه االستئناف
فقط ,اذ ان المقصود بذلك هو ما وقع نتيجة الطعن به استئنافاً ,ولما كان المشرع لم يجوز الطعن
)(9د .مفلح عواد القضاة ,اصول المحاكمات المدنية والتنظيم القضائي ,ط ,9دار الثقافة للنشر والتوزيع ,االردن ,
,0224ص -349عز الدين الدناصوري ,المصدر السابق ,ص .9623
)(0د .احمد ابو الوفا ,التعليق على نصوص قانون المرافعات ,منشأة المعارف للطباعة والنشر ,االسكندرية ,
,9116ص.149
)(3ينظر نص المادة ( )622من قانون اصول المحاكمات المدنية اللبناني سالفة الذكر .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
866
بالحكم نتيجة الخطأ المادي فقط بل رسم لذلك طريق التصحيح وفق المادة ( )921فأن الخطأ المادي
يخرج عن نطاق العبارة التي اوردتها الفقرة االولى من المادة ( )910ويجعل النظر في تصحيح الخطأ
المادي من اختصاص م حكمة الموضوع سواء كانت محكمة الدرجة االولى التي اصدرته او محكمة
الدرجة الثانية المتمثلة بمحكمة االستئناف في حال الطعن استئنافاً .
وهنا يجب مالحظة ان محكمة الدرجة االولى التي صدر عنها الخطأ المادي تفقد سلطتها التكميلية في
تصحيح ذلك الخطأ في حال استئناف ذلك الحكم ,على ان يكون االستئناف موضوعيا أي ان ال يكون
قد طعن في الحكم بسبب الخطأ المادي فقط ,اذ ال سبيل للطعن بالحكم لهذا السبب ,وانما يجب
تصحيح الخطأ وفقًا آللية التصحيح المرسومة قانونا ,اما اذا رد الطعن لسبب او آلخر فتستعيد محكمة
الدرجة االولى سلطتها التكميلية في التصحيح خصوصًا ان التصحيح ال يتقيد بمدة كما في الطعن
باألحكام ,اما اذا قضت محكمة االستئناف بفسخ الحكم االبتدائي فستفقد محكمة الدرجة االولى سلطتها
)(9
التكميلية بصورة نهائية .
وقد ذهبت محكمة استئناف الكرخ بصفتها التمييزية في قرار لها الى القول ) ( :(0ان تصحيح الخطأ
المادي الحاصل في الحكم الصادر في الدعوى المرقمة /904استمالك 0221/يتم عن طريق تقديم طلب
تحريري الى المحكمة المختصة بهذا الخصوص طبقا لإلجراءات التي رسمتها احكام المادة 921من
قانون المرافعات المدني رقم 63لسنة 9121المعدل وليس عن طريق اقامة دعوى مستقلة بهذا الصدد
عليه تقرر تصديق القرار ورد الطعن وتحميل المميز رسم التمييز وصدر القرار باالتفاق /99صفر
9432/هـ الموافق 0294/90/4م ).
ولكن اذا كان الحكم الصادر عن محكمة الدرجة االولى القاضي بقرار رد طلب تصحيح الخطأ
المادي او قبوله يطعن فيه امام محكمة االستئناف بصفتها التمييزية فكيف يطعن بحكم محكمة
االستئناف القاضي برد تصحيح الخطأ المادي او قبوله ؟
لقد بين قانون المرافعات الية الطعن بالق اررات الصادرة بخصوص رفض او قبول تصحيح الخطأ المادي ,
اذ جعل الطعن امام محكمة االستئناف بصفتها التميزية بالنسبة الى الق اررات الصادرة عن محاكم الدرجة
)(9د .نبيل اسماعيل عمر – د .احمد خليل ,قانون المرافعات المدنية ,ط ,9منشورات الحلبي الحقوقية ,لبنان,
,0224ص.624
)( 0قرار محكمة استئناف الكرخ بصفتها التمييزية رقم , 0294 | 614منشور على الموقع الرسمي لمجلس القضاء
األعلى على الرابط , https://www.hjc.iq/qview.1856/ :اخر زيارة للموقع في . 0291|90|06
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
االولى ,اما ما يصدر عن محكمة االستئناف بصفتها التمييزية فيطعن فيه امام محكم التمييز ويكون
)(9
. القرار الصادر نتيجة الطعن باتا
ويجب مالحظة ان الخطأ المادي اذا وقع في قرار محكمة التمييز سواء كان صاد ار عن محكمة
االستئناف بصفتها التمييزية ام عن محكمة التمييز فأن القانون لم يوضح الية طلب تصحيحه ,اال انه
وبالرجوع الى نص المادة ( )921نجد انه جاء نصا عاما ,بالتالي يرى الباحث امكانية تقديم الطلب الى
المحكمة التي اصدرت الحكم مباشرة وان كانت محكمة تمييز ,وعندئذ تتولى النظر في طلب تصحيح
الخطأ المادي ,ولما كانت المادة ( )921توجب على المحكمة دعوة الطرفين لالستماع الى اقوالهما او
اقوال من حضر منهما ,ولما كانت الفقرة الثانية من المادة ( )021تجيز لمحكمة الطعن –عند
االقتضاء -دعوة الخصوم لالستيضاح منهم رغم انها ليست محكمة موضوع فأنه و بالجمع بين النصين
يمكن القول ان على محكمة الطعن النظر في طلب التصحيح وفقا لنص المادة ( )921والتي تجد ما
)(0
يؤيد حكمها في المادة ( )0\021من قانون المرافعات ,ويكون قرارها بهذا الشأن باتا .
واستنادا الى ما تقدم نقترح اضافة فقرة رابعة الى المادة ( )921من قانون المرافعات المدنية وعلى النحو
االتي :
(رابعًا -يجوز تقديم طلب تصحيح الخطأ المادي امام محكمة التمييز وتتبع ذات اإلجراءات المنصوص
عليها في هذه المادة ويكون قرارها بهذا الشأن باتا).
)(9نصت الفقرة الثانية من المادة ( )092من قانون المرافعات المدنية العراقي على ان ( -0يكون الطعن تميي از في
الق اررات المنصوص عليها في الفقرة ( ) 9من هذه المادة لدى محكمة استئناف المنطقة سواء كانت صادرة من
محكمة البداءة او محكمة االحوال الشخصية او محكمة المواد الشخصية ,ويكون الطعن فيها تميي از امام محكمة
التمييز االتحادية ان كانت صادرة من محاكم االستئناف بصفتها األستئنافية ويكون القرار التمييزي الصادر نتيجة
الطعن باتا ).
)(0نصــت الفق ـرة الثانيــة مــن المــادة ( )021مــن قــانون المرافعــات المدنيــة الع ارقــي ( 9-تنظــر المحكمــة المختصــة بنظــر
الطعــن فــي الطعــن بــإجراء التــدقيق علــى اوراق الــدعوى دون ان تجمــع بــين الطــرفين ولهــا ان تتخــذ اي اج ـراء يعينهــا
على البت في القضية .
0-للمحكمة المختصة بنظر الطعن عند االقتضاء ان تدعو الخصوم لالستيضاح منهم عن بعض النقاط التي ترى
لزوم االستيضاح عنها .ولها ان تأذن بتقديم بيانات او لوائح جديدة .
- 3ال يجوز احداث دفع جديد وال اي ارد ادلة جديدة امام المحكمة المختصة بالنظر في الطعن تمييزا ,باستثناء
الدفع بالخصومة واالختصاص وسبق الحكم في الدعوى).
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
المبحث الثاني
الخطأ في القانون
قد يحصل ان يقع القاضي اثناء اصدار الحكم بخطأ مرجعه الى األساس القانوني الذي استند اليه
في حكمه ,ويمكن القول ان المقصود بالقانون الذي يمكن للمحكمة ان تستند اليه في حكمها هو القانون
بمعناه العام سواء ما تعلق منه بما تصدره السلطة التشريعية من قوانين او ما يصدر عن السلطة التنفيذية
من انظمة وتع ليمات فضال عن العرف ومبادئ الشريعة االسالمية والقوانين االجنبية والمعاهدات وكذلك
يمكن ان يدخل في مفهوم القانون بمعناه الواسع العقد المبرم بين الخصوم تطبيقا لقاعدة العقد شريعة
)(9
المتعاقدين طالما لم يكن مخالفا للنظام العام .
وبالرجوع الى القواعد العامة في القانون المدني العراقي رقم ( )42لسنة 9161نجد ان المادة األولى منه
قد بينت المقصود بالقانون الذي يجب ان تستند اليه المحكمة في حكمها لتشمل بذلك النصوص
)(0
التشريعية والعرف و مباديء الشريعة االسالمية فضال عن قواعد العدالة واحكام القضاء .
ونتناول في هذا المبحث الخطأ في القانون باعتباره من صور الخطأ غير العمدي للقاضي وذلك من
خالل مطلبين :المطلب االول يخصص لصور الخطأ في القانون ,اما المطلب الثاني فيخصص ال ثار
الخطأ في القانون على الحكم القضائي :
المطلب االول :صور الخطأ في القانون
يبدو الخطأ في القانون و الذي يمكن ان يقع فيه القاضي بأكثر من صورة واحدة ,فقد يكون الخطأ
مرده الى مخالفة احكام القانون او وقوع القاضي في خطأ اثناء تطبيق القانون او تفسيره ,كما قد
يبدو الخطأ في صورة مخالفة القواعد القانونية المتعلقة باختصاص المحكمة اواإلجراءات الواجب
اتباعها عند اصدار الحكم القضائي :
-9مخالفة الحكم للقانون او الخطأ في تطبيقه او العيب في تأويله
)(9د .عباس العبودي ,شرح قانون اصول المحاكمات المدنية ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,االردن ,0221 ,
ص.312
)(0نصت المادة ( )9من القانون المدني العراقي على ان ( -9تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي
تتناولها هذه النصوص في لفظها و فحواها -0-فأذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه حكمت المحكمة بمقتضى
العرف فأذ لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة االسالمية األكثر مالئمة لنصوص هذا القانون دون التقيد بمذهب
معين فأن لم يوجد فبمقتضى قواعد العدالة -3-وتسترشد المحاكم في كل ذلك باألحكام التي اقرها القضاء والفقه
في العراق ثم البالد األخرى التي تتقارب قوانينها مع القوانين العراقية).
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
864
يكون القاضي قد وقع في خطأ اذا بنى حكمه على مخالفة للقانون تتمثل بمخالفة نص قانوني
كان يجب االلتزام به في حكمه ,كما لو حكم بصحة بيع عقار لم يستوف الشكل القانوني بالتسجيل في
دائرة التسجيل العقاري ,من جهة ثانية فأن من قبيل الخطأ القانوني الذي قد يقع فيه القاضي عند
اصدار الحكم هو الخطأ في تطبيق القانون والذي يتمثل باألستناد في الحكم الى قاعدة قانونية ال تنطبق
عليه بمعنى اعمال القاعدة القانونية خطأً في غير نطاقها الطبيعي الذي رسمه المشرع ,الصورة االخيرة
لخطأ القاضي القانوني في الحكم تتمثل بالعيب في تأويل القانون ,بمعنى اعطاء النص القانوني غير
معناه الحقيقي الذي قصده المشرع كأن تمتنع المحكمة عن قبول تصحيح خطأ حسابي بحجة عدم
9
انطباق نص المادة ( )921من قانون المرافعات على الحالة المعروضة ().
ويمكن القول ان بناء الحكم على مخالفة للقانون او خطأ في تطبيقه او عيب في تأويله يقصد بها جميعا
الخطأ في القانون بمعناه الواسع وان ذكر المشرع لهذه العبارات جميعا ما هو اال تأكيد لتوسيع سلطة
)(0
محكمة التمييز في الرقابة على تطبيق القانون.
-0الخطأ في قواعد األختصاص واإلجراءات :
يقصد بقواعد االختصاص (اهلية المحكمة للنظر في الدعوى) ,واالختصاص القضائي يقسم الى
اختصاص يتعلق بالنظام العام والمتمثل باالختصاص الوظيفي والذي يعني صالحية المحكمة بنظر نوع
معين من الدعوى ,واالختصاص النوعي الذي يتعين بموجبه صنف و درجة المحكمة التي تنظر
الدعوى من بين المحاكم التابعة لجهة قضائية واحدة ,فضال عن ذلك يوجد االختصاص المكاني وهو ال
يتعلق بالنظام العام والذي يعنى بتحديد المحكمة المختصة مكانيًا من بين المحاكم التي هي من صنف
)(3
الدولة . ودرجة واحدة والموزعة جغرافيا داخل حدود
ومن المعلوم ان االختصاص المكاني ولكونه ليس من النظام العام فال يجوز الطعن فيه ألول مرة امام
محكمة التمييز ,وانما يجب ابداءه امام محكمة الموضوع قبل الدخول في اساس الدعوى ,فإذا صدر
قرار عن المحكمة برفض قبول الطعن في االختصاص المكاني فأن ذلك القرار هو الذي يمكن ان يطعن
(4).
فيه وذلك ضمن الطعن تميي از بالحكم الصادر في الدعوى
)(9ضياء شيت خطاب ,الوجيز في شرح قانون المرافعات المدنية ,مطبعة العاني ,بغداد,9113 ,ص.333
))0القاضي عبدالرحمن العالم ,المصدر السابق ,ص.04
)( 3المحامي حلمي دمحم الحجار ,اسباب الطعن بطريق النقض (دراسة مقارنة) ,ج,0المؤسسة الحديثة للكتاب ,
لبنان,0224,ص 06و 63و . 22
)(4د .عباس العبودي ,شرح احكام قانون المرافعات المدنية ,المصدر لسابق ,ص.464
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
من جهة اخرى فقد يقع القاضي او هيئة المحكمة بخطأ في اإلجراءات التي رسمها القانون والتي
اوجب اتباعها اثناء نظر الدعوى ,وبخصوص اجراءات الدعوى فيجب التمييز بين نوعين من اإلجراءات,
اوالهما :التي ال تتعلق بالنظام العام وال يترتب على عدم مراعاتها وجوب نقض الحكم ,اذا يمكن تالفيه
باإلصالح كما في حالة وجود خطأ في التبليغ اذا حضر المطلوب تبليغه في الموعد المحدد للمرافعة ,
ثانيهما اإلجراءات التي تتعلق بالنظام العام وهي اجراءات اصولية الخطأ فيها يكون مؤث ار في الحكم كما
في حالة افهام ختام المرافعة فال يجوز للمحكمة سماع احد الخصوم اال بحضور الخصم االخر و ال
(9).
قبول مذكرات او مستندات من احد الطرفين
المطلب الثاني :االثار المترتبة على خطأ القاضي في القانون
اذا تحققت حالة من حاالت الخطأ في القانون فأن ذلك الخطأ يرتب اثا ًار معينة تختلف بأختالف
نوع الخطأ المتحقق فقد رتب القانون اثا اًر معينة على األخطاء القانونية و اإلجرائية التي تقع فيها
المحكمة دون توافر سوء النية او التعمد والمتمثلة بصورة مجملة في ما يصدر عن المحكمة من اجراءات
او تفسيرها واعمالها للنصوص القانونية في غير نطاقها الحقيقي مما يرتب اثا ار معينة تلحق بالحكم
القضائي ,وانطالقا من هذا المنطلق سنقسم اثار خطأ القاضي غير المتعمد في القانون كاالتي :
.9االثار المترتبة على الخطأ المتمثل بمخالفة القانون .
.0االثار المترتبة على الخطأ المتمثل بمخالفة قواعد االختصاص واإلجراءات .
)(9ضياء شيت خطاب ,بحوث ودراسات في قانون المرافعات المدنية العراقي ,معهد البحوث والدراسات العربية ,بغداد,
,9112ص.346
)(0نصت الفقرة الثالثة من المادة ( )092من قانون المرافعات المدنية العراقي على انه (بعد اكمال التدقيقات التمييزية
تصدر ال محكمة المختصة بنظر الطعن قرارها على احد الوجوه التالي -3 :نقض الحكم المميز اذا توافر سبب من
االسباب المبينة في المادة .) 023
)(3ينظر نص المواد ( )913و ( )023و ( )091من قانون المرافعات المدنية العراقي .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
فضال عن األصل العام المتمثل بنقض الحكم لوقوعه بخطأ في القانون فأن بعض االثار تختلف بالنسبة
الى الخطأ في مخالفة القانون عنها في الخطأ في تطبيقه او تأويله وكاالتي :
-9األثر المترتب على مخالفة الحكم للقانون :
األثر المهم الذي يترتب على وقوع القاضي او المحكمة في خطأ اساسه مخالفة القانون هو نقض الحكم
المبني على مخالفة صريحة ألحكام القانون
)(9
لدى النظر في الحكم المميز وجد أنه غير صحيح وقد ذهبت محكمة التمييز األتحادية في قرار لها(
ومخالف للقانون ذلك ألن محكمة األستئناف أصدرت حكمها المميز وقضت بتأييد الحكم البدائي
المستأنف دون أن تالحظ أنه قد أستند الى إقرار وكيل المدعي عليه الموظف الحقوقي (ي ).الوارد في
الجلسة المؤرخة 0226/1/9وأن الوكيل المشار إليه كان قد حضر بموجب الوكالة الصادرة عن المدعى
عليه إضافة لوظيفته بالعدد 4329في 0221/1/3وأنه لم يكن مأذوناً باإلقرار بموجب الوكالة المذكورة
وبذلك فأن إق ارره ال يصح االعتداد به وفق ما تقضي به أحكام المادة (/22ثانيًا) من قانون األثبات رقم
921لسنة 9111المعدل مما أخل بصحة حكمها المميز قرر نقضه).
ان محكمة األستئناف قد اخطأت في اصدار حكمها على خالف ما هو ثابت في نص المادة ()0/22
من قانون االثبات التي تنص (ال يصح اقرار الموظف او المكلف بخدمة عامة ما لم يكن مأذونا بذلك) ,
ولما صدر الحكم على خالف ذلك بقبول اقرار وكيل المدعى عليه اضافة لوظيفته دون مراعاة الحكم
المذكور انفا فقد كان حكمها عرضة للنقض .
ان مخالفة الحكم للقانون تؤدي الى نقضه ولو كانت االسباب التي قدمها المميز في طعنه غير
كافية لنقض ذلك الحكم ما دامت تلك المخالفة ذات اثر واضح فيه ,فأذا وجدت المحكمة ان الحكم قد
بني على مخالفة للقانون فستتولى نقضه وان لم يتطرق المميز لذلك السبب في تمييزه .
)(0
وبهذا الشأن ذهبت محكمة التمييز االتحادية في قرار لها( )(9لدى التدقيق والمداولة وجد ان الطعن
)(9قرار محكمة التمييز االتحادي المرقم 124في , 0226/1/09منشور على الموقع الرسمي لقاعدة التشريعات
اخر زيارة في العراقية على الرابط http://iraqld.hjc.iq:8080/VerdictsTextResults.aspx :
.0291/90/02
)(0نصت المادة ( )099من قانون المرافعات المدنية العراقي على ان (تنقض المحكمة المختصة بنظر الطعن الحكم
المميز من تلقاء نفسها اذا وجدت فيه مخالفة صريحة للقانون ذات اثر بين على صحته وان كانت البيانات
واالسباب التي قدمها المميز غير كافية لذلك)
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
صحيح ومخالف للقانون وان كانت البيانات واالسباب التي قدمها المميز غير كافية لذلك حيث وجد فيه
مخالفة صريحة للقانون ذات اثر بين على صحته فالدعوى حددت بألف دينار وان هكذا نوع من الدعاوى
وبتاريخ أقامتها ال يخضع الحكم الصادر فيها للطعن استئنافا كونها ال تزيد على االلف دينار وفقًا لما
قررته المادة ( )966من قانون المرافعات المدنية وبالتالي يتوجب رد الطعن االستئنافي شكالً ,عليه
واستنادًا للمادة ( )099من ذات القانون قرر نقضه واعادة الدعوى الى محكمتها التباع ما تقدم وصدر
القرار باالتفاق في /02رمضان9431/هـ الموافق 0292/2/02م ).
والواضح من القرار ان محكمة التمييز قامت برد قرار محكمة االستئناف على الرغم من كون االسباب
التي ابداها المميز في الئحته التمييزية غير كافية ,اال ان محكمة االستئناف كانت قد خالفت القانون
بقبولها الطعن االستئنافي في الحكم البدائي على الرغم من ان الدعوى البدائية ونظ ًار الى قيمة التعويض
في حينه ال تقبل الطعن استئنافا مما كان يستلزم رد الطعن شكالً ,وهذه المخالفة كانت سبباً في رد
الحكم االستئنافي على الرغم من عدم اثارة هذا السبب من المميز .
-0األثر المترتب على الخطأ في تطبيق القانون او تأويله :
ان من صور الخطأ في القانون وقوع القاضي او المحكمة بخطأ اساسه التطبيق غير الصحيح او
التأويل والتفسير غير الدقيق للنص القانوني ,وكما ذكرنا سابقا فأن االساس ان خطأ القاضي في القانون
يستلزم رد الحكم المطعون فيه ,اال ان المشرع ومن باب تقليل حاالت الرد والبطالن وبما لدى محكمة
الطعن من صالحية توجيه الدعوى الوجهة الصحيحة دون الحاجة الى ابطال قرار الحكم المطعون فيه او
تعديله فقد ارتأى اإلبقاء على الحكم المطعون فيه لوقوع القاضي او المحكمة بخطأ في تطبيقه او تأويله
ما دام هذا الخطأ غير مؤثر في نتيجته بأن يكون ذلك الحكم من حيث األساس صحيحا وبالتالي تقوم
محكمة الطعن بتصديق الحكم المطعون فيه من حيث النتيجة مادام منطوق الحكم متفقاً مع التطبيق
)(0
الصحيح للقانون على الوقائع الثابتة فيه .
)(9قرار محكمة التمييز االتحادية – الهيئة االستئنافية ذي العدد 9101في , 0292\2\06منشور على الموقع الرسمي
لقاعدة التشريعات العراقية ,على الرابط , http://iraqld.hjc.iq:8080/VerdictsTextResults.aspx :اخر
زيارة للموقع في .0291\92\02
)(0ضياء شيت خطاب ,الوجيز في شرح قانون المرافعات المدنية ,المصدر السابق ,ص . 346وبخصوص ذلك
نصت المادة ( )099من قانون المرافعات المدنية العراقي على ان (اذا وقع خطأ في تطبيق القانون او عيب في
تأويله وكان الحكم من حيث األساس صحيحا وموافقا للقانون تصدقه المحكمة من حيث النتيجة).
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
وبخصوص ذلك فقد ذهبت محكمة التمييز االتحادية في ق ارر لها( )(9القـرار /لدى عطف النظر على
الحكم المميز تبين بأن عريضة دعوى المدعية انصبت على المطالبة بأجر المثل عن استخدام المدعى
عليهم إلجازة ممارسة المهنة الصادرة باسمها للعمل في مستشفى دجلة االهلي و للمدة من 0223/9/9
و لغاية اقامة الدعوى و اكد ذلك وكيلها في جلسة المرافعة المؤرخة 0291/92/92امام محكمة بداءة
الكرادة بأن مطالبة موكلته انصبت على اجر المثل في حين اوضح في جلسة المرافعة المؤرخة
0291/92/06امام محكمة بداءة االعظمية بعد احالة الدعوى اليها حسب االختصاص المكاني بان
موكلته صاحبة اإلجازة الصحية إلنشاء مستشفى دجلة االهلي و قامت باالتفاق مع المدعى عليهم بأن
يتولوا ادارة المستشفى أعاله قبل عام 0223و انهم لم يسددوا مستحقاتها عن االنتفاع باإلجازة واذ ان
المطالبة بأجر المثل تنتفي مع وجود اتفاق بين الطرفين على ادارة المستشفى واستخدام االجازة مما يجعل
دعوى المدعية واجبة الرد من هذه الجهة و اذ ان محكمة االستئناف ردتها ألسباب اخرى مما يقتضى
تصديق حكمها من حيث النتيجة لذا و استنادًا للمادة 093مرافعات قرر تصديق الحكم المميز من حيث
النتيجة ورد الالئحتين التمييزيتين و اسبابهما و تحميل المميزة رسم التمييز ,وصدر القرار باالتفاق في
0291/6/09م).
والمالحظ ان محكمة التمييز قد تبين لها وجود تناقض في ادعاءات المدعية ووكيلها من خالل المطالبة
بأجر المثل عن استغالل اجازة ممارسة المهنة ومن ثم االدعاء في موضع اخر بوجود اتفاق على ادارة
المستشفى مع المدعى عليهم وحيث ان المطالبة بأجر المثل يتناقض واالدعاء بوجود اتفاق على االدارة
فكان لزاما على محكمة االستئناف رد دعوى المدعية لهذا السبب ,ولما كانت محكمة االستئناف قد ردت
الدعوى لغير ذلك من االسباب فقد قررت محكمة التمييز تصديق قرار الرد من حيث النتيجة وتصديق
الحكم المميز ورد الطعون التمييزية .
)(9قرار محكمة التمييز االتحادية – هيئة موسعة منقول ذي العدد \ 9623-9620هـ م م في , 0291\6\09منشور
على الموقع الرسمي لقاعدة التشريعات العراقية على الرابط:
, http://iraqld.hjc.iq:8080/VerdictsTextResults.aspxاخر زيارة للموقع في .0291\92\02
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
848
من جهة اخرى فقد رتب المشرع اث اًر هاماً على نقض الحكم المميز لوقوع القاضي او المحكمة
في خطأ في القانون سواء كان ذلك لمخالفة الحكم للقانون او الخطأ في تطبيقه ويتمثل هذا األثر بتصدي
)(9
محكمة التمييز للفصل في النزاع.
والمقصود بالتصدي قيام محكمة التمييز بالحكم في موضوع الدعوى الذي سبق عرضه والفصل فيه من
)(0
محكمة الموضوع.
فأذا نقض الحكم المميز لمخالفته القانون او الخطأ في تطبيقه وكان الحكم صالحا للفصل فقد اوجب
المشرع على محكمة التمييز الفصل في ذلك الحكم ,ويجب ان يكون الموضوع صالحا للفصل فيه اذ ال
يمكن لمحكمة التميز سماع الشهود او انتداب الخبراء ألن معنى ذلك ان الدعوى لم تكن صالحة للفصل
)(3
فيها ,اال ان لها الحق في دعوة الخصوم وسماع اقوالهم.
(4لدى عطف النظر على الحكم وبخصوص ذلك فقد ذهبت محكمة تميز اقليم كردستان في قرار لها
المميز تبين انه غير صحيح ومخالف للقانون الن اصرار محكمة البداءة على حكمها المنقوض بالقرار
التمييزي /341هيئة مدنية اولى 0221/في 0221/1/1ال يستند الى سبب قانـوني طالما ان المدعية
عـلمت بالتصرف الفضولي الذي أقدم عليه احدى مكاتب الداللية بتأجير دارها موضوعة الدعوى للمميز
( المدعى عليه ) واستالم بدالت االيجار من قبل ابن المدعية الساكن معها في دار واحدة منذ
0224/90/02ولم تستعمل المدعية خيار النقض خالل المدة القانونية البالغة ثالثة أشهر من يوم
علمها بالتصرف والواردة في المادة /932مدني وحيث ان عدم استعمال خيار النقض من قبل صاحب
الملك على تصرف الفضولي في ملكه خالل المدة القانونية البالغة ثالثة أشهر يجعل تصرف الفضولي
نافذًا بحقه وهذا يعني ان عقد االيجار المبرم للدار موضوعة الدعوى لمستأجرها المدعى عليه نافذ وساري
المفعول بحق المدعية صاحبة الدار وبالتالي ال يحق لها طلب منع معارضة المستأجر ( المميز ) لها
لكل ما تقدم تقرر نقض الحكم المميز ولما كان الموضوع صالحًا للفصل فيه استنادًا لنص المادة( 094
)(9نصت المادة ( )094من قانون المرافعات المدنية العراقي على انه (اذا رات محكمة التمييز نقض الحكم المميز
لمخالفته للقانون او الخطأ في تطبيقه وكان الموضوع صالحا للفصل فيه ,وجب عليها ان تفصل فيه ولها في هذه
الحالة دعوة الطرفين وسماع اقوالهما ان وجدت ضرورة لذلك ) ...
)( 0د .نبيل اسماعيل عمر ,اصول المرافعات المدنية والتجارية ,االسكندرية , 9162 ,ص. 492
)(3د .عباس العبودي ,شرح احكام قانون المرافعات المدنية ,المصدر السابق ,ص . 412
)(4قرار محكمة تمييز اقليم كردستان -الهيئة العامة ذي الرقم ( )9في , 0226\0\91منشور على الموقع الرسمي
لقاعدة التشريعات العراقية على الرابط , http://iraqld.hjc.iq:8080/VerdictsTextResults.aspx :اخر
زيارة للموقع في .0291\90\39
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
845
) من قانون المرافعات تقرر الحكم برد دعوى المدعية ( المميز عليها ) وتحميلها المصاريف واتعاب
المحاماة وصدر القرار باالتفاق في .) 0226/0/91
.0اثار الخطأ المترتب على مخالفة قواعد األختصاص واإلجراءات :
اذا صدر الحكم القضائي على خالف قواعد االختصاص القضائي فأن ذلك الحكم يكون عرضة
للنقض ,مع مالحظة ان االختصاص هو لفظ عام لم يحدد نوع االختصاص الذي يوجب النقض تميي از
)(9
وبالتالي فهو يشمل االختصاص الوظيفي والنوعي والمكاني .
اال ان ما يجب مالحظته ان االختصاص المكاني ليس من النظام وبالتالي يجب لنقض الحكم بسبب
عدم اختصاص المحكمة مكانيا ان يكون المدعى عليه قد اثار الطعن بعدم االختصاص المكاني امام
محكمة الموضوع قبل الدخول في اساس موضوع الدعوى واال فلن يقبل منه الطعن على اساس عدم
االختصاص المكاني ,في حين ان االختصاص النوعي والوظيفي يعدان من النظام العام ويجوز اثارتهما
في اية مرحلة من مراحل الدعوى ,كما يمكن للمحكمة ان تثيرهما من تلقاء نفسها .
اما اثار خطأ القاضي المتعلق بمخالفة اإلجراءات المتبعة اثناء نظر الدعوى فيجب التمييز
بصدده بين الخطأ اإلجرائي المؤثر والخطأ غير المؤثر في الحكم .
فأذا كان خطأ القاضي بسبب مخالفة اإلجراءات مؤث ار في صحة الحكم فسيتم نقض ذلك الحكم
من المحكمة المختصة بنظر الطعن ,وعندئذ يجب على المحكمة التي اصدرت الحكم المطعون فيه
لمخالفة اإلجراءات ان تعيد النظ ر في الحكم من النقطة التي وقع نقض الحكم بسببها ,اما اإلجراءات
)(0
اء اوليًا قد بنيت عليه
السابقة على ذلك فتبقى معتبرة .ما لم يكن االجراء الذي وقع الخطأ فيه هو اجر ً
بقية اجراءات الدعوى ,اذ تبطل اإلجراءات كافة كما لو جرت المرافعة دون تبليغ المدعى عليه او لكون
)(3
التبليغ وقع باطالً ولم يصحح بالحضور.
اما اذا لم يكن خطا القاضي او المحكمة مؤث ًار في الحكم فعندئذ تتولى المحكمة المختصة
بالطعن تصديق الحكم ما دام موافقا للقانون وان تضمن خطأً اجرائيًا ,كما لو وقع خطأ في اجراءات
)(4
تبليغ الدعوى اال ان الخصم حضر في الموعد المحدد على الرغم من ذلك
)(9ضياء شيت خطاب ,الوجيز في شرح قانون المرافعات المدنية ,المصدر السابق ,ص . 341
)(0ينظر نص الفقرة الثالثة من المادة ( )090من قانون المرافعات المدنية .
)(3ضياء شيت خطاب ,بحوث ودراسات في قانون المرافعات المدنية ,المصدر السابق ,ص . 361
)(4ينظر الفقرة الثانية من المادة ( )092من قانون المرافعات المدنية .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
846
الخاتمة :
اوال :النتائج
.9ال يجوز للمحكمة تصحيح الخطأ المادي من تلقاء نفسها .
.0تفقد المحكمة التي اصدرت الحكم صالحية تصحيح الخطأ المادي عند الطعن فيه باألستئناف
اال انها تستعيد تلك الصالحية اذا رد الطعن شكال او قضي ببطالنه.
.3ال يتقيد الحق في تقديم طلب تصحيح الخطأ المادي بمدة معينة اذ يمكن تقديم ذلك الطلب ولو
انقضت مدد الطعن القانونية .
.4العبرة في قبول تصحيح الخطأ المادي او رفض طلب تصحيحه في مدى تأثيره في الحكم سواء
وجد في منطوق الحكم ام في اسبابه .
.6يحق ألي من طرفي الدعوى طلب تصحيح الخطأ المادي وذلك على العكس من الطعن في
الحكم اذ ال يقبل اال ممن خسر الدعوى .
.2يجوز تقديم طلب تصحيح الخطأ المادي قبل التبليغ بالحكم القضائي .
.1يجوز طلب تصحيح الخطأ المادي الصادر عن محكمة التمييز بتقديم طلب الى ذات المحكمة
التي صدر عنها الخطأ.
.6جعل المشرع صالحية الفصل في النزاع المطعون فيه لمخالفته للقانون لمحكمة التمييز حص ًار
مادام صالحاً للفصل فيه و لم يمنح تلك الصالحية لمحكمة االستئناف بصفتها التمييزية .
.1الخطأ في تطبيق القانون او تأويله ال يؤدي الى نقض الحكم اذا كان ذلك الحكم من حيث
االساس صحيحًا و توصل الى نتيجة غير مخالفة للقانون .
.92ان كال من الخطأ المادي والخطأ في القانون بمعناه الواسع يدخالن ضمن نطاق الخطأ غير
العمدي للقاضي .
.99الخطأ غير العمدي ال يثير مسؤولية القاضي المدنية او المهنية ما لم يندرج تحت مفهوم الخطأ
المهني الجسيم المبني على اإلهمال الشديد والذي يدخل عندئذ ضمن نطاق الخطأ العمدي .
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
ثانيا :التوصيات
.9تعديل نص الفقرة 9من المادة ( )921من قانون المرافعات المدنية بما يعطي الصالحية
للمحكمة لتصحيح الخطأ المادي من تلقاء نفسها وكاآلتي -9( :ال يؤثر في صحة الحكم ما
يقع فيه من اخطاء مادية بحتة كتابية او حسابية وانما يجب تصحيح هذا الخطأ من قبل المحكمة
بناء على طلب احد الخصوم ) .
من تلقاء نفسها او َ
.0اضافة فقرة جديدة الى المادة ( )921من قانون المرافعات العراقي وبتسلسل الفقرة الرابعة من
المادة المذكورة وكاالتي ( :يجوز تقديم طلب تصحيح الخطأ المادي امام محكمة التمييز وتتبع
ذات اإلجراءات المنصوص عليها في هذه المادة ويكون قرارها بهذا الشأن باتا).
.3تق أر المادة ()921بعد تعديلها كاآلتي ( -ال يؤثر في صحة الحكم ما يقع فيه من اخطاء مادية
بناء
بحتة كتابية او حسابية وانما يجب تصحيح هذا الخطأ من قبل المحكمة من تلقاء نفسها او َ
على طلب احد الخصوم -0-اذا وقع طلب التصحيح دعت المحكمة الطرفين الستماع اقوالهما
او من حضر منهما بشأنه واصدرت قرارها بتصحيح الخطأ الواقع -3-يدون قرار التصحيح
حاشية للحكم الصادر ويسجل في سجل االحكام ويبلغ للطرفين -4-يجوز تقديم طلب تصحيح
الخطأ المادي امام محكمة التمييز وتتبع ذات اإلجراءات المنصوص عليها في هذه المادة ويكون
قرارها بهذا الشأن باتا (.
مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة ( )6المجلد ( )6العدد ( )2الجزء (782-754 )2222( )2
844
المصادر :
او ًال :الكتب القانونية
.9د .احمد ابو الوفا ,نظرية االحكام في قانون المرافعات ,منشأة المعارف ,مصر.9161,
.0د .احمد ابو الوفا ,التعليق على نصوص قانون المرافعات ,منشأة المعارف للطباعة والنشر ,
االسكندرية .9116 ,
.3د .احمد هندي ,قانون المرافعات المدنية والتجارية ,دار الجامعة الجديد ,االسكندرية .0223 ,
.4المحامي حلمي دمحم الحجار ,اسباب الطعن بطريق النقض (دراسة مقارنة) ,ج,0المؤسسة الحديثة
للكتاب ,لبنان.0224,
.6القاضي ضياء شيت خطاب ,الوجيز في شرح قانون المرافعات المدنية ,مطبعة العاني ,بغداد,
.9113
.2القاضي ضياء شيت خطاب ,بحوث ودراسات في قانون المرافعات المدنية العراقي ,معهد البحوث
والدراسات العربية ,بغداد .9112 ,
.1د .عباس العبودي ,شرح احكام قانون المرافعات المدنية ,ط,9دار السنهوري ,بغداد .0296 ,
.6د .عباس العبودي ,شرح قانون اصول المحاكمات المدنية ,دار الثقافة للنشر والتوزيع ,االردن ,
.0221
.1القاضي عبدالرحمن العالم ,شرح قانون المرافعات المدنية ,ج, 4بغداد . 9112 ,
.92د .عفيف شمس الدين ,المحاكمات المدنية بين النص واالجتهاد ,مكتبة زين الحقوقية ,بيروت,
.0290
.99المستشار عزالدين الدناصوري – االستاذ حامد عكاز ,التعليق على قانون المرافعات ,ج,0ط, 90
دار الجامعة الجديد للنشر ,مصر .0226 ,
.90القاضي مدحت المحمود ,شرح قانون المرافعات المدنية وتطبيقاته العملية ,المكتبة القانونية,
بغداد.
.93د .مفلح عواد القضاة ,اصول المحاكمات المدنية ,ط ,9دار الثقافة للنشر والتوزيع ,االردن,
.0224
.94د .نبيل اسماعيل عمر ,اصول المرافعات المدنية والتجارية ,االسكندرية .9162 ,
.96د .نبيل اسماعيل عمر – د .احمد خليل ,قانون المرافعات المدنية ,ط ,9منشورات الحلبي
الحقوقية ,لبنان. 0224 ,
ثانيًا :البحوث العلمية:
.9القاضي عواد حسين ياسين العبيدي ,تنفيذ األحكام القضائية الغامضة واشكاالته العملية ,بحث
منشور في مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية والسياسية ,العدد , 6السنة .0292 , 0
782-754 )2222( )2( ) الجزء2( ) العدد6( ) المجلد6( مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة
844
Sources :
First, the legal books
1. Dr. Ahmed Abu Al-Wafa, Theory of Judgments in the Pleadings Law,
Mansha’at Al-Maaref, Egypt, 1989.
2. Dr. Ahmed Abu Al-Wafa, Commenting on the Texts of the Procedure Code, Al-
Maaref Establishment for Printing and Publishing, Alexandria, 1975.
3. Dr. Ahmed Hindi, Civil and Commercial Procedures Law, New University
House, Alexandria, 2003.
4. Lawyer Helmy Muhammad Al-Hajjar, Reasons for Appeal by Cassation
(Comparative Study), Part 2, Modern Book Foundation, Lebanon, 2004.
782-754 )2222( )2( ) الجزء2( ) العدد6( ) المجلد6( مجلة جامعة تكريت للحقوق السنة
844
Third: Websites
1. Alaa Magdy Sayed, Material errors in legal rulings, research published on the
Law Net website, at the link
https://www.mohamah.net/law/%D8%A8%D8%AD%D8%AB%DDB2
%D8%A7%D8%A7%D8%A%D8%A7%D8%D8%A7%D8%A7%D8%D8%A
7%D8%A7%D8%D8%A7%D8%D8%D8%Down
D8%A7%D8%A7%D8%A7%D8%A7%D8%A7%D8%A1%
%D8%A93%D8%D8%D8%A7
2. Judicial decisions - on the official website of the Iraqi Legislation Base at the
link: http://iraqld.hjc.iq.
3. Judicial decisions - the official website of the Supreme Judicial Council on the
link: https://www.hjc.iq/qview.1856
Fourth: Laws:
1. Iraqi Civil Law No. (40) of 1951.
2. Iraqi Civil Procedure Law No. (83) of 1969.
3. Iraqi Evidence Law No. 107 of 1979.
4. Egyptian Civil and Commercial Procedures Law No. (13) of 1968.
5. Lebanese Civil and Commercial Procedures Law No. (90) of 1983