Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 285

‫الكتاب‪ :‬الطب النبوي (جزء من كتاب زاد املعاد البن القيم)‬

‫املؤلف‪ :‬دمحم بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية (املتوىف‪157 :‬هـ)‬
‫الناشر‪ :‬دار اهلالل ‪ -‬بريوت‬
‫الطبعة‪- :‬‬
‫عدد األجزاء‪7 :‬‬
‫[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]‬

‫[مقدمة احملقق]‬
‫اَّلل ال هر ْْح ِن ال هرِح ِيم‬
‫بِس ِم هِ‬
‫ْ‬
‫احلمد هلل الذي فتح أبواب اخلري مبا فتح على العاملني من أبواب السنة‪ ،‬وهدى الناس إىل الصراط‬
‫املستقيم بكالم نبيه دمحم سيد األولني واآلخرين‪ .‬اللهم صل على سيدان دمحم وعلى آله وعلى من سار‬
‫على هديه وأخذ نفسه بسنته والتزم طريقته وعلى أصحابه األجلة ومن تبعهم إبحسان أما بعد فهذه‬
‫تعليقات خمتصرة تتعلق بتخريج أحاديث شريفة استشهد هبا مشس الدين دمحم بن أيب بكر أيوب الزرعي‬
‫الدمشقي ابن قيم اجلوزية يف كتابه الطب النبوي الذي ال ختفى قيمته‪ ،‬وال خيفت نوره‪ ،‬وال تبيده فوائده‪.‬‬
‫واملؤلف يعرفه القاصي والداين‪ ،‬وال تغيب مشسه عن كل من أخذ قلما وطرسا‪.‬‬
‫ولد رْحه هللا بدمشق سنة إحدى وتسعني وستمائة (‪ 197‬هـ) ونشأ على العلم والفهم والصالح‬
‫والتقوى واجلد والدأب والبحث‪.‬‬
‫وكتابه الطب النبوي جزء من كتابه «زاد املعاد هبدى خري العباد» غري أن الطب النبوي فيه ذو قيمة‬
‫مستقلة‪ ،‬وحبوث قيمة‪ ،‬يف علم مستقل يتخصص الباحثون فيه اليوم‪ ،‬بل يتخصصون يف كل جزء من‬
‫أجزائه‪ ،‬ففي طب القلب خمتصون‪ ،‬ويف جهاز اهلضم خمتصون وهكذا‪.‬‬
‫فرأى الكثري من الباحثني إفراد هذا اجلزء املتعلق ابلطب عن بقية أجزاء الكتاب‪ ،‬وأن يطبع مستقال‬
‫فكان يف ذلك النفع العظيم‪ ،‬والفوائد اجلمة‪ ،‬فطبع طبعات خمتلفة كثرية وكلها راجت وفقدت‪ ،‬مما يدل‬
‫على أن املسلمني حيبون االستشفاء بشفاء رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وحيبون أن يقرؤا وأن يطلبوا على هذا‬
‫النموذج العظيم سواء تعلقه بطب عالجي حسي‪ ،‬أو تعلقه بطب معنوي من آايت أو أحاديث أو‬
‫تعوذات أو تعويذات أو أدعية‪.‬‬
‫(‪)3/7‬‬

‫والشيخ رْحه هللا حجة يف كل ما ينقل‪ ،‬وما أخذ إال ويرى للشيخ الفضل عليه ولكن ختريج األحاديث‬
‫شيء درج عليه‪ ،‬وفيه النفع الكثري وبه تطمئن القلوب لصحة احلديث إذا كان صحيحا‪ ،‬ويعرف من هو‬
‫الذي خرجه ورواه واملؤلف رْحه هللا أراد أن يبني يف كتابه هذا أن سيدان دمحم ملسو هيلع هللا ىلص شفاء ملا يف الصدور‬
‫هبذا اإلميان‪ ،‬فهذا اإلسالم وهذه السنة‪ ،‬هو شفاء هلذه اجلسوم أيضا مبا أويت من معرفة طبية‪ ،‬وأن هللا‬
‫سبحانه قد علمه الطبني الروحي واجلسمي‪ ،‬فكان هداية من كل نواحي اهلداية‪ ،‬وكان رْحة للعاملني من‬
‫وجه‪ ،‬وإن كان إمنا بعث للشفاء الروحي هبذا القرآن العظيم وهذه السنة املطهرة‪.‬‬
‫تويف رْحه هللا سنة إحدى ومخسني وسبعمائة (‪ 157‬هـ) عن عمر بلغ ستني سنة ولكنه عاش وما زال‬
‫يعيش طيلة الدهر هبذه املؤلفات اليت نشر هللا له فيها ذكرا ونرجوا أن يضاعف له فيها أجرا‪.‬‬
‫دمشق يف ‪7993 /2 /7‬‬
‫دمحم كرمي راجح‬
‫عفا هللا عنه‬

‫(‪)4/7‬‬

‫بوي‬
‫الطب النّ ّ‬
‫ّ‬

‫ص َفهُ لِغَ ِْريهِ‪.‬‬


‫ب بِه َوَو َ‬
‫ب اله ِذي تَطَبه ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫فصول انفعة ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف الطّ ِّ‬ ‫َ‬
‫ول إِلَْيـ َها‪َ ،‬وأَ هن نِ ْسبَةَ ِطبِّ ِه ْم إِلَْيـ َها َكنِ ْسبَ ِة‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني َما فِ ِيه ِم َن ا ْحلِ ْك َم ِة الهِيت تَـ ْع ِج ُز عُ ُق ُ‬
‫ول أَ ْكثَ ِر ْاألَطبهاء َع ِن ال ُْو ُ‬ ‫َونُـبَـِّ ُ‬
‫َّلل ال ُْم ْستَـ َعا ُن َوِم ْنهُ نَ ْستَ ِم ُّد ا ْحلَْو َل َوالْ ُق هو َة‪:‬‬
‫ول وِابَ ِِّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْع َجائ ِز إِ َىل طبّ ِه ْم فَـنَـ ُق ُ َ‬ ‫ط ِّ‬
‫ِ‬
‫آن‪.‬‬‫ان ِيف الْ ُقر ِ‬ ‫ان‪ ،‬و ُُهَا م ْذ ُكور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض الْ ُقلُ ِ‬ ‫ض‪ :‬نَـو َع ِ‬
‫ْ‬ ‫ض ْاألَبَ َد َ َ َ‬ ‫وب‪َ ،‬وَم َر ُ‬ ‫ان َم َر ُ‬ ‫ال َْم َر ُ ْ‬
‫ض َش ْهوةٍ وغَ ٍي‪ ،‬وكِ َال ُُهَا ِيف الْ ُقر ِ‬ ‫ض ُش ْبـ َه ٍة َو َش ٍّ‬ ‫وب‪ :‬نَـو َع ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل ِيف‬ ‫آن‪ .‬قَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ك‪َ ،‬وَم َر ُ َ َ ّ َ‬ ‫ان‪َ :‬م َر ُ‬ ‫ض الْ ُقلُ ِ ْ‬ ‫َوَم َر ُ‬
‫اَّللُ َم َرضاً «‪. »7‬‬ ‫اد ُه ُم ه‬‫ض فَز َ‬ ‫الش ْبـ َه ِة‪ِ :‬يف قُـلُوهبِِ ْم َم َر ٌ‬
‫ض ُّ‬ ‫َم َر ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل ِيف َح ِّق‬ ‫اَّللُ ِهبذا َمثًَال «‪َ »2‬وقَ َ‬ ‫اد ه‬ ‫ض َوالْكافِ ُرو َن ماذا أَر َ‬ ‫ين ِيف قُـلُوهبِِ ْم َم َر ٌ‬ ‫ال تَـع َاىل‪ :‬ولِيـ ُق َ ه ِ‬
‫ول الذ َ‬ ‫َوقَ َ َ َ َ‬
‫آن و ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪:‬‬‫السنهة‪ ،‬فَأَ ََب َوأَ ْع َر َ‬ ‫َم ْن ُدع َي إِ َىل ََتْك ِيم الْ ُق ْر َ‬
‫ِ ِ‬
‫ضو َن‪َ ،‬وإِ ْن يَ ُك ْن َهلُُم ا ْحلَ ُّق ََْتُوا إِلَْيه ُم ْذعنِ َ‬
‫ني‬ ‫اَّلل َوَر ُسولِ ِه لِيَ ْح ُك َم بَـ ْيـنَـ ُه ْم إِذا فَ ِري ٌق ِم ْنـ ُه ْم ُم ْع ِر ُ‬
‫وإِذا ُدعُوا إِ َىل هِ‬
‫َ‬
‫ك ُه ُم الظهالِ ُمو َن «‪ ، »3‬فهذا‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه ْم َوَر ُسولُهُ بَ ْل أُولئِ َ‬
‫يف ه‬ ‫ض أَِم ْاراتبُوا‪ ،‬أ َْم َخيافُو َن أَ ْن َِحي َ‬ ‫أَِيف قُـلُوهبِِ ْم َم َر ٌ‬
‫مرض الشبهات والشكوك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪ -71 -‬واملعىن أن قلوهبم ضعيفة مبا فيها من الشك والنفاق فزادها هللا ضعيفة مبا انزل من‬
‫ِ‬ ‫آن ما هو ِشفاء ور ْْحةٌ لِل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني إِهال َخساراً‪.‬‬ ‫ْم ْؤمنِ َ‬
‫ني َوال يَ ِزي ُد الظهال ِم َ‬ ‫ال تَـ َع َاىل َونـُنَـ ِّز ُل م َن الْ ُق ْر َ ُ َ ٌ َ َ َ ُ‬
‫القرآن‪ .‬قَ َ‬
‫(‪ )2‬املدثر‪ -37 -‬واملعىن أان جعلنا املوكلني على النار مالئكة وجعلنا عدهتم تسعة عشر ليستيقن‬
‫الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إمياان ولكي ال تقع الريبة يف قلوب الذين أوتوا الكتاب ويف‬
‫قلوب املؤمنني‪ ،‬وليقول الكفرة واملنافقون من ذوي أمراض القلوب معرتضني‪ :‬ماذا أراد هللا هبذا مثال؟‬
‫ومسوه مثال لغرابته‪.‬‬
‫(‪ )3‬النور‪ 51 -49 -49 -‬واملعىن وإذا دعي املنافقون مرض القلوب إىل كتاب ليحكم هم رسول هللا‬
‫مبا فيه من االحكام بدا ما خيفون يف قلوهبم من كذب وشك‪ ،‬وظهر ذلك على وجوههم وألسنتهم‪ ،‬فإذا‬
‫هم يعرضون عن احلكم لكتاب هللا‪ ،‬وعن اجمليء إىل رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وذلك أهنم يعلمون أن احلكم يف‬
‫االسالم‬

‫(‪)5/7‬‬

‫ض ْع َن ِابلْ َق ْوِل‬ ‫ُت َكأَح ٍد ِمن النِّ ِ‬


‫ساء إِ ِن اتهـ َق ْيـ ُه‬ ‫ِ‬
‫ُت فَال َختْ َ‬ ‫هب لَ ْس ُه َ َ‬ ‫ساء النِ ِّ‬
‫وأما مرض الشهوات‪ ،‬فقال تعاىل اي ن َ‬
‫ض َش ْه َوةِ ِّ‬
‫الز ََن‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫فَـيَط َْم َع اله ِذي ِيف قَـلْبِ ِه َم َر ٌ‬
‫ض «‪ . »7‬فَـ َه َذا َم َر ُ‬

‫فصل‬
‫ج َوال َعلَى ال َْم ِر ِ‬ ‫ض ْاألَب َد ِ‬
‫ج‬
‫يض َح َر ٌ‬ ‫ج َوال َعلَى ْاألَ ْع َر ِج َح َر ٌ‬ ‫س َعلَى ْاألَ ْعمى َح َر ٌ‬ ‫ال تَـ َع َاىل لَْي َ‬
‫ان‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َوأَ هما َم َر ُ َ‬
‫اء بِ ِه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫صوِم والْو ُ ِ ِ ِ ِ‬ ‫«‪ . »2‬وذَ َكر مر َ ِ‬
‫ك َعظَ َمةَ الْ ُق ْرآن‪َ ،‬واال ْستغْنَ َ‬ ‫ني لَ َ‬ ‫ضوء لس ٍّر بَدي ٍع يُـبَـِّ ُ‬ ‫ض الْبَ َدن ِيف ا ْحلَ ِّج َوال ه ْ َ ُ‬ ‫َ َ ََ‬
‫الص هح ِة‪َ ،‬وا ْحلِ ْميَةُ َع ِن ال ُْم ْؤِذي‪،‬‬ ‫ظ ِّ‬ ‫ان ثََالثَةٌ ِح ْف ُ‬ ‫ب ْاألَبْ َد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لِ َم ْن فَ ِه َمهُ َو َع َقلَهُ َع ْن ِس َواهُ‪َ ،‬وذَلِ َ‬
‫ك أَ هن قَـ َواع َد ط ِّ‬
‫ول الث َهالثَةَ ِيف َه ِذهِ الْمو ِ‬
‫اض ِع الث َهالثَِة‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫واستِ ْفراغُ الْمو ِّ ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ُص َ‬ ‫اد الْ َفاس َدة‪ ،‬فَ َذ َك َر ُس ْب َحانَهُ َهذه ْاأل ُ‬ ‫َ ْ َ ََ‬
‫ال ِيف آي ِة ال ه ِ‬
‫ح ال ِْفط َْر‬
‫ُخ َر «‪ ، »3‬فَأ ََاب َ‬ ‫ص ْوم‪ :‬فَ َم ْن كا َن ِم ْن ُك ْم َم ِريضاً أ َْو َعلى َس َف ٍر فَ ِع هدةٌ ِم ْن أ هَايٍم أ َ‬ ‫َ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫س َف ِر ِالجتِم ِاع ِش هدةِ‬ ‫ص ْو ُم ِيف ال ه‬ ‫ض‪ ،‬ولِلْمسافِ ِر طَلَبا حلِِْف ِظ ِ‬
‫ص هحتِ ِه َوقُـ هوتِِه لِئَ هال يُ ْذ ِهبَـ َها ال ه‬ ‫لِلْم ِر ِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ً‬ ‫يض لعُ ْذ ِر ال َْم َر ِ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ح‬
‫ف‪ ،‬فَأ ََاب َ‬
‫ضعُ ُ‬ ‫ف َما ََتَله َل فَـتَ ُخ ُ‬
‫ور الْ ُق هوةُ‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫يل‪َ ،‬و َع َدِم ال ِْغ َذ ِاء اله ِذي ُخيْلِ ُ‬‫هحلِ ِ‬ ‫ا ْحلرَك ِة‪ ،‬وما ي ِ ِ‬
‫وجبُهُ م َن الت ْ‬ ‫ََ َ َ ُ‬
‫لِلْمسافِ ِر ال ِْفطْر ِح ْفظًا لِ ِ‬
‫ص هحتِ ِه َوقُـ هوتِِه َع هما يُ ْ‬
‫ض ِع ُف َها‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫َذى ِم ْن َرأْ ِس ِه فَِف ْديَةٌ ِم ْن‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ِيف آيَة ا ْحلَ ِّج فَ َم ْن كا َن م ْن ُك ْم َم ِريضاً أ َْو به أ ً‬ ‫َوقَ َ‬
‫__________‬
‫ال رشوة فيه وال تدجيل‪ ،‬وأنه يتبع احلق‪ ،‬لذلك إذا كانوا مبطلني أعرضوا عن كتاب هللا‪ ،‬وإذا كانوا ذوي‬
‫حق رضوا ابلتحاكم إليه ألهنم يعرفون حق املعرفة أنه سينصفهم‪ ،‬ألنه ال معدل فيه عن احلق‪ .‬فهل يف‬
‫قلوهبم مرض أم هم مراتبون يف احلكم‪ ،‬أم خيافون أالينصفهم القرآن؟ ال إهنم يعرفون احلقيقة ولكنهم هم‬
‫الظاملون‪.‬‬
‫(‪ )7‬األحزاب‪ -32 -‬هذا نداء لنساء النب ملسو هيلع هللا ىلص ملا شرفهن هللا سبحانه أبهنن أمهات املؤمنني‪ ،‬وأبهنن‬
‫قدوة النساء اآلخرايت ولسن كبقية النساء فعليهن أن يكن يف غاية التقوى والصالح وحسن األسوة‬
‫أاليلن يف األقوال إذا اضطررن أن خياطنب الرجال األجانب‪ ،‬بل عليهن أن يكون‬
‫ّ‬ ‫والقدوة‪ ،‬فمن التقوى‬
‫كالمهن من غري خضوع وال لني‪ ،‬فذلك أقرب إىل مركزهن ويتناسب مع قيمتهن وحىت ال يطمع الرجال‬
‫الذين يف قلوهبم أغراض سافلة غري رفيعة‪.‬‬
‫(‪ )2‬النور‪ -17 -‬الفتح‪ -71 -‬هؤالء ذو والعلل معذورون يف ترك اجلهاد‪ ،‬فليس عليهم إ م إذا حضر‬
‫اجلهاد أن ال جياهدوا‪.‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.794 -‬‬

‫(‪)1/7‬‬

‫يض‪َ ،‬وَم ْن بِ ِه أَذًى ِم ْن َرأْ ِس ِه‪ ،‬من قمل‪ ،‬أ َْو غَ ِْريُِهَا‪ ،‬أَ ْن َْحيلِ َق‬ ‫ح لِل َْم ِر ِ‬‫سك «‪ ، »7‬فَأ ََاب َ‬
‫يام أَو ص َدقَ ٍة أَو نُ ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫ص ٍ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ت لَهُ ْاألَذَى ِيف َرأْ ِس ِه ِاب ْحتِ َق ِاهنَا ََتْ َ‬ ‫استِ ْفراغًا لِمادهةِ ْاأل ِْ‬
‫َِخ َرةِ ال هرِديئَ ِة الهِيت أ َْو َجبَ ْ‬
‫ش ْع ِر‪،‬‬‫ت ال ه‬ ‫اإل ْح َر ِام ْ َ َ‬ ‫َرأْ َسهُ ِيف ِْ‬
‫استِ ْف َر ٍاغ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت تِل َ ِ ِ‬ ‫فَِإذَا حلَ َق رأْسهُ تَـ َفت ِ‬
‫اس َعلَْيه ُك ُّل ْ‬ ‫ْك ْاأل َِْخ َرةُ م ْنـ َها‪ ،‬فَـ َه َذا اال ْست ْف َراغُ يُـ َق ُ‬ ‫ام‪ ،‬فَ َخ َر َج ْ‬ ‫س ُّ‬
‫هحت ال َْم َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِن إِذَا تَـبَـيه َغ‪،‬‬ ‫ش َرةٌ‪ :‬ال هد ُم إِذَا َه َ‬
‫اج‪َ ،‬وال َْم ِ ُّ‬ ‫اسهُ‪َ ،‬و ْاألَ ْشيَاءُ الهِيت يُـ ْؤذي ْاْنبَ ُ‬
‫اس َها َوُم َدافَـ َعتُـ َها َع َ‬ ‫يُـ ْؤذي ْاْنبَ ُ‬
‫شرةِ‬ ‫ِ ٍ ِ ِِ‬ ‫ط‪َ ،‬و ِّ‬ ‫َوالْبَـ ْو ُل‪َ ،‬والْغَائِ ُ‬
‫ش‪َ .‬وُك ُّل َواحد م ْن َهذه ال َْع َ َ‬ ‫اس‪َ ،‬والنـ ْهو ُم‪َ ،‬وا ْجلُوعُ‪َ ،‬وال َْعطَ ُ‬ ‫يح‪َ ،‬والْ َق ْيءُ‪َ ،‬والْعُطَ ُ‬ ‫الر ُ‬
‫اء ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء ِحبَ ْسبِ ِه‪.‬‬‫سهُ َد ً‬ ‫ب َح ْب ُ‬
‫ِ‬
‫يُوج ُ‬
‫ب ِم ْنهُ‪َ ،‬ك َما‬ ‫َص َع ُ‬ ‫استِ ْف َر ِاغ َما ُه َو أ ْ‬ ‫س َعلَى ْ‬ ‫ِ‬
‫َوقَ ْد نَـبههَ ُس ْب َحانَهُ ِاب ْست ْف َرا ِغ أَ ْد َان َها‪َ ،‬و ُه َو الْبُ َخ ُ‬
‫ار ال ُْم ْحتَـ َق ُن ِيف ال هرأْ ِ‬
‫آن التهـ ْنبِيهُ ِاب ْألَ ْد ََن َعلَى ْاألَ ْعلَى‪.‬‬ ‫ِهي طَ ِري َقةُ الْ ُقر ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن الْغائِ ِط‪،‬‬ ‫ال تَـع َاىل ِيف آي ِة الْو ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضوء‪َ :‬وإِ ْن ُك ْنـتُ ْم َم ْرضى أ َْو َعلى َس َف ٍر أ َْو َ‬
‫جاء أ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوأَ هما ا ْحل ْميَةُ‪ :‬فَـ َق َ َ‬
‫ول َع ِن ال َْم ِاء إِ َىل‬ ‫يض الْعُ ُد َ‬‫ح لِل َْم ِر ِ‬‫صعيداً طَيِّباً «‪ ، »2‬فَأ ََاب َ‬
‫أَو المستُم النِّساء فَـلَم ََِت ُدوا ماء فَـتَـي همموا ِ‬
‫ًَ َ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َْ ُ‬
‫اخ ٍل أ َْو َخار ٍ‬ ‫صيب جس َده ما يـ ْؤِذ ِيه‪ ،‬وه َذا تَـ ْنبِيهٌ علَى ا ْحلِمي ِة عن ُك ِل م ْؤٍذ لَه ِمن د ِ‬ ‫ِ‬ ‫التـُّر ِ ِ‬
‫ِج‬ ‫َْ َ ْ ّ ُ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اب ْحْيَةً لَهُ أَ ْن يُ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اع ِدهِ‪ ،‬وَْْنن نَ ْذ ُكر َه ْدي ر ُس ِ‬ ‫ب وََمَ ِام ِع قَـو ِ‬ ‫ادهُ إِ َىل أ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُصول الطّ ِّ َ‬ ‫ُ‬ ‫فَـ َق ْد أ َْر َش َد‪ُ -‬س ْب َحانَهُ عبَ َ‬
‫ني أَ هن َه ْديَهُ فِ ِيه أَ ْك َم ُل َه ْد ٍي‪.‬‬‫ك‪َ ،‬ونـُبَـِّ ُ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ذَلِ َ‬
‫صولِ ِه إِهال ِم ْن ِج َهتِ ِه ْم‬ ‫يل إِ َىل ُح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات هِ‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَْيه ْم‪َ ،‬وَال َسب َ‬ ‫صلَ َو ُ‬‫الر ُس ِل َ‬‫سله ٌم إِ َىل ُّ‬ ‫ِ‬
‫ب الْ ُقلُوب‪ ،‬فَ ُم َ‬ ‫فَأَهما ِط ُّ‬
‫ص َفاتِِه‪َ ،‬وأَفْـ َعالِ ِه‪،‬‬
‫َمسَائِِه‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وب أَ ْن تَ ُكو َن َعا ِرفَةً ب َرّهبَا‪َ ،‬وفَاط ِرَها‪َ ،‬و ِأب ْ َ‬ ‫ح الْ ُقلُ ِ‬ ‫ص َال َ‬
‫ِ‬
‫َو َعلَى أَيْدي ِه ْم‪ ،‬فَِإ هن َ‬
‫ص هحةَ َهلَا َوَال َحيَا َة الْبَـتهةَ إِهال‬ ‫اخ ِط ِه‪ ،‬وَال ِ‬ ‫اه ِيه ومس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وأَح َك ِام ِه‪ ،‬وأَ ْن تَ ُكو َن م ْؤثِرًة لِمر َ ِِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ضاته َو ُُمَابّه‪ُ ،‬متَ َجنّبَةً ل َمنَ َ َ َ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ون اتِّب ِ‬ ‫ص هح ِة الْ َقل ِ ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ِ‬ ‫يل إِ َىل تَـلَ ِّق ِيه إِهال ِم ْن ِج َه ِة ُّ‬ ‫بِ َذلِ َ‬
‫اع ِه ْم‪ ،‬فَـغَلَ ٌ‬
‫ط‬ ‫ْب بِ ُد َ‬ ‫ص ِ‬ ‫الر ُس ِل َوَما يُظَ ُّن م ْن ُح ُ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬وَال َسب َ‬
‫ص هحتُهُ‪َ ،‬وقُـ هوتُهُ‬ ‫ص هحتُـ َها وقُـ هوتُـ َها‪ ،‬وحياةُ قَـ ْلبِ ِه و ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬
‫ش ْهوانِيه ِة‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ك َحيَاةُ نَـ ْفسه الْبَ ِهيميهة ال ه َ‬ ‫ك‪َ ،‬وإِِّمنَا َذلِ َ‬ ‫ِممه ْن يَظُ ُّن َذلِ َ‬
‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬و َعلَى نُوِره‪ ،‬فَِإنههُ‬ ‫ك َعلَى حياةِ قَـ ْلبِ ِه‪ ،‬فَِإنههُ ِمن ْاأل َْمو ِ‬ ‫ني َه َذا و َه َذا‪ ،‬فَـ ْليـ ْب ِ‬‫ك ِمبَْع ِزٍل َوَم ْن ََلْ ُميَيِّ ْز بَـ ْ َ‬ ‫َع ْن ذَلِ َ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ات‪.‬‬ ‫م ْنـغَ ِمس ِيف ِحبَا ِر الظُّلُم ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪791 -‬‬
‫(‪ )2‬النساء‪ -43 -‬املائدة‪ -1 -‬واملعىن أنه ليس عليكم حرج إذا كنتم ُمدثني وأردمت القيام للصالة‬
‫أن تتطهروا ابملاء ويعفى من ذلك املرضى مرضا يضر معه املاء واملسافرون الذين ال جيدون املاء بعد‬
‫طلبه فإنه يكفيهم أن يتيمموا ابلرتاب فيمسحوا بوجوهم وأيديهم‪.‬‬

‫(‪)1/7‬‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ان‪:‬‬‫ان‪ :‬فَِإنههُ نَـو َع ِ‬
‫ْ‬
‫ب ْاألَبْ َد ِ‬‫َوأَ هما ِط ُّ‬
‫اَّلل َعلَي ِه ا ْحليـوا َن َان ِط َقه وَهبِيمه‪ ،‬فَـه َذا َال ُْحيتاج فِ ِيه إِ َىل معا َجل ِة طَبِ ٍ ِ‬
‫وع‪،‬‬‫ب ا ْجلُ ِ‬ ‫يب‪َ ،‬كط ِّ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َُ َ‬ ‫نَـ ْوعٌ قَ ْد فَطََر هُ ْ ََ َ‬
‫ض َد ِاد َها َوَما يُ ِزيلُ َها‪.‬‬
‫ب ِأبَ ْ‬ ‫هع ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َوالْبَـ ْرد‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫َوال َْعطَ ِ‬
‫ج ِهبَا َع ِن‬ ‫ث َخيْ ُر ُ‬ ‫اج‪ِ ،‬حبَْي ُ‬ ‫ادثَِة ِيف ال ِْم َز ِ‬ ‫ش ِاهب ِة ا ْحل ِ‬
‫اض ال ُْمتَ َ َ َ‬ ‫اج إِ َىل فِ ْك ٍر َو ََت َُّم ٍل‪َ ،‬ك َدفْ ِع ْاأل َْم َر ِ‬
‫هاين‪َ :‬ما َْحيتَ ُ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ني ِم ْنـ َها‪ ،‬و ِهي نَـو َع ِ‬ ‫ب ِم َن اثْـنَـ ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ودةٍ‪ ،‬أَو يـب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫َ َ ْ‬ ‫وسة‪ ،‬أ َْو ُرطُوبَة‪ ،‬أ َْو َما يَـتَـ َرهك ُ‬‫اال ْعت َد ِال‪ ،‬إِ هما إِ َىل َح َر َارة‪ ،‬أ َْو بُـ ُر َ ْ ُ ُ َ‬
‫اب مادهةٍ‪ ،‬أَو ِحب ُد ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إِ هما َم ِّ‬
‫وث َك ْيفيهة‪َ ،‬والْ َف ْر ُق بَـ ْيـنَـ ُه َما أَ هن أ َْم َر َ‬
‫اض‬ ‫ْ ُ‬ ‫اديهةٌ‪َ ،‬وإِ هما َك ْيفيهةٌ‪ ،‬أَ ْع ِِن إِ هما أَ ْن يَ ُكو َن ِابنْصبَ ِ َ‬
‫ُّها‪َ ،‬ويَـ ْبـ َقى أَثَـ ُرَها َك ْي ِفيهةً ِيف ال ِْم َز ِ‬
‫اج‪.‬‬ ‫ول َم َواد َ‬‫اد الهِيت أ َْو َجبَـ ْتـ َها‪ ،‬فَـتَـ ُز ُ‬‫الْ َك ْي ِفيه ِة تَ ُكو ُن بَـ ْع َد َزَو ِال ال َْم َو ِّ‬
‫ب يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يَـ َق َع أَ هوًال‪،‬‬ ‫ِ‬
‫سبَ ِ‬
‫ض َم َعهُ‪ ،‬فَالنهظَُر ِيف ال ه‬ ‫ب ال َْم َر ِ‬‫َسبَابُـ َها َم َع َها ََتُ ُّد َها‪َ ،‬وإِذَا َكا َن َسبَ ُ‬ ‫اض ال َْمادهة أ ْ‬ ‫َوأ َْم َر ُ‬
‫ض َو َع ْن َه ْيـئَتِ ِه‪ ،‬إِ هما ِيف‬ ‫ض ََثنِيًا‪ ،‬مُه ِيف ال هدو ِاء ََثلِثًا‪ .‬أَ ِو ْاأل َْمر ُ ِ ِ ه‬ ‫ مُه ِيف ال َْم َر ِ‬
‫ج الْعُ ْ‬ ‫اض ْاآلليهةُ َوه َي ال ِيت ُختْ ِر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اء إِذَا‬‫ضَ‬ ‫ض ٍع‪ ،‬فَِإ هن َه ِذهِ ا ْألَ ْع َ‬ ‫شونٍَة‪ ،‬أ َْو َم َال َس ٍة‪ ،‬أ َْو َع َد ٍد‪ ،‬أ َْو َعظ ٍْم‪ ،‬أ َْو َو ْ‬ ‫يف‪ ،‬أ َْو ََْم ًرى‪ ،‬أ َْو ُخ ُ‬ ‫َش ْك ٍل‪ ،‬أ َْو ََتْ ِو ٍ‬
‫صِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ ،‬أَ ِو‬ ‫س همى تَـ َف هر َق االتّ َ‬ ‫وج َع ِن اال ْعت َدال فيه يُ َ‬ ‫اخلُُر ُ‬‫ص ًاال‪َ ،‬و ْ‬ ‫ت َوَكا َن م ْنـ َها الْبَ َد ُن ُمسّ َي ََتَلُُّف َها اتّ َ‬ ‫ََتَلهَف ْ‬
‫اض ال َْعا همةُ الهِيت تَـعُ ُّم املتشاهبة راآللية‪.‬‬ ‫ْاأل َْم َر ُ‬
‫ضا بَـ ْع َد أَ ْن يَ ُ‬
‫ض هر‬ ‫س همى َم َر ً‬ ‫اج َع ِن ِاال ْعتِ َد ِال‪َ ،‬و َه َذا ْ‬ ‫ش ِاهبةُ‪ِ :‬هي الهِيت َخيْر ِ ِ‬
‫وج يُ َ‬ ‫اخلُُر ُ‬ ‫ج هبَا الْم َز ُ‬ ‫ُُ‬ ‫اض ال ُْمتَ َ َ َ‬ ‫َو ْاأل َْم َر ُ‬
‫وسا‪.‬‬ ‫س ً‬ ‫ض َر ًارا َُْم ُ‬ ‫ِابل ِْف ْع ِل إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ب‪ :‬أ َْربَـ َعةٌ بَ ِسيطَةٌ‪َ ،‬وأ َْربَـ َعةٌ ُم َرهكبَةٌ‪ ،‬فَالْبَ ِسيطَةُ‪ :‬الْبَا ِر ُد‪َ ،‬وا ْحلَ ُّ‬ ‫ضر ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ْب‪َ ،‬والْيَاب ُ‬ ‫ار‪َ ،‬وال هرط ُ‬ ‫َوه َي َعلَى ََثَانيَة أَ ْ ُ‬
‫صبَ ِ‬
‫اب‬ ‫ار الْيابِس‪ ،‬والْبا ِر ُد ال هرطْب‪ ،‬والْبا ِر ُد الْيابِس‪ ،‬و ِهي إِ هما أَ ْن تَ ُكو َن ِابنْ ِ‬ ‫َوال ُْم َرهكبَةُ ا ْحلَ ُّ‬
‫ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ْب‪َ ،‬وا ْحلَ ُّ َ ُ َ َ‬ ‫ار ال هرط ُ‬
‫ص هحةً‪.‬‬ ‫ض ِابل ِْف ْع ِل يس همى ُخروجا َع ِن ِاال ْعتِ َد ِال ِ‬
‫ُ ً‬ ‫َُ‬ ‫ض هر ال َْم َر ُ‬ ‫اب َمادهةٍ‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يَ ُ‬ ‫صبَ ِ‬ ‫مادهةٍ‪ ،‬أَو بِغَ ِْري انْ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ُوىل‪ِ :‬هبَا‬‫ني ْاأل َْم َريْ ِن‪ ،‬فَ ْاأل َ‬ ‫ولِلْب َد ِن ثََالثَةُ أحوال‪ :‬حال طبيعية‪ ،‬وحار َخا ِرجةٌ َع ِن الطهبِ ِيعيه ِة‪ ،‬وح ٌ ِ‬
‫ال ُمتَـ َو ّسطَةٌ بَـ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ض هد َال‬‫ني‪ ،‬فَِإ هن ال ِّ‬ ‫ني ا ْحلَالَتَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يحا‪َ ،‬والثهانِيَةُ‪ِ :‬هبَا يَ ُكو ُن َم ِر ً‬ ‫ي ُكو ُن الْب َد ُن ِ‬
‫يضا‪َ ،‬وا ْحلَا ُل الثهالثَةُ ه َي ُمتَـ َو ّسطَةٌ بَـ ْ َ‬ ‫صح ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِم َن ا ْحلَ ِّ‬
‫ار‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وج الْبَ َدن َع ْن طَبِ َيعته‪ ،‬إِ هما م ْن َداخله‪ ،‬ألَنههُ ُم َرهك ٌ‬
‫ِ‬ ‫ب ُخ ُر ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ٍ‬
‫يَـ ْنـتَق ُل إِ َىل ض ّده إِهال مبُتَـ َو ّسط‪َ ،‬و َسبَ ُ‬
‫ِ‬

‫(‪)9/7‬‬

‫ِج‪ ،‬فَِِلَ هن َما يَـ ْل َقاهُ قَ ْد يَ ُكو ُن ُم َوافِ ًقا‪َ ،‬وقَ ْد يَ ُكو ُن غَْيـ َر ُم َوافِ ٍق‪،‬‬ ‫س‪َ ،‬وإِ هما ِم ْن َخار ٍ‬ ‫ْب َوالْيَابِ ِ‬ ‫َوالْبَا ِرِد‪َ ،‬وال هرط ِ‬
‫وج ِه َع ِن ِاال ْعتِ َد ِال‪ ،‬وقَ ْد ي ُكو ُن ِمن فَس ٍ‬ ‫اج ِِخُر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ِيف‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫سا َن قَ ْد يَ ُكو ُن م ْن ُسوء الْم َز ِ ُ‬ ‫ْح ُق ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫َوالض َهرُر الهذي يَـل َ‬
‫ال ِيف‬ ‫ك إِ َىل ِزَاي َدةِ َما ِاال ْعتِ َد ُ‬ ‫اح ا ْحلَ ِاملَ ِة َهلَا‪َ ،‬ويَـ ْرِج ُع ذَلِ َ‬‫ف ِيف الْ ُق َوى‪ ،‬أَ ِو ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ض ْع ٍ‬ ‫ض ِو‪َ ،‬وقَ ْد يَ ُكو ُن ِم ْن َ‬ ‫الْعُ ْ‬
‫صِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِيف اتِّ ِ ِ‬ ‫صانِِه‪ ،‬أ َْو تَـ َف ُّر ِق َما ِاال ْعتِ َد ُ‬ ‫ان َما ِاال ْعتِ َد ُ‬ ‫َع َدِم ِزاي َدتِِه‪ ،‬أَو نُـ ْقص ِ‬
‫ال َما‬ ‫صاله‪ ،‬أَ ِو اتّ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ِيف َع َدِم نُـ ْق َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِع ِه َو َش ْكلِ ِه‬
‫ض ٍع َو َش ْك ٍل َع ْن َو ْ‬ ‫وج ِذي َو ْ‬ ‫اض ِه‪ ،‬أ َْو ُخ ُر ِ‬ ‫ال ِيف انْ ِقب ِ‬
‫َ‬ ‫ال يف تفرقه‪ ،‬او امتاد َما ِاال ْعتِ َد ُ‬ ‫ِاال ْعتِ َد ُ‬
‫ث ُخيْ ِر ُجهُ َع ِن ا ْعتِ َدالِ ِه‪.‬‬
‫ِحبَْي ُ‬
‫ان ََجْعُهُ‪ ،‬أ َْو َْجي َم ُع فِ ِيه َما يضره تفرقه‪ ،‬وينقص ِم ْنهُ َما يَ ُ‬
‫ض ُّرهُ‬ ‫ض ُّر ِاب ِْإلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫يب‪ُ :‬ه َو اله ِذي يُـ َف ِّر ُق َما يَ ُ‬ ‫ِ‬
‫فَالطهب ُ‬
‫شبَ ِه‪َ ،‬ويَ ْدفَ ُع ال ِْعلهةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِزَاي َدتُهُ‪ ،‬أ َْو يَ ِزي ُد فِ ِيه َما يَ ُ‬
‫ش ْك ِل َوال ه‬‫ودةَ‪ ،‬أ َْو َْحي َفظَُها ِابل ه‬ ‫الص هحةَ ال َْم ْف ُق َ‬‫ب ِّ‬ ‫صهُ‪ ،‬فَـيَ ْجل ُ‬ ‫ض ُّرهُ نَـ ْق ُ‬
‫وهلَا ِاب ْحلِ ْميَ ِة‪َ ،‬و َستَـ َرى َه َذا ُكلههُ ِيف َه ْد ِي‬ ‫يض‪ ،‬و ُخيْ ِرجها‪ ،‬أَو ي ْدفَـعها ِمبَا ميَْنَع ِمن حص ِ‬ ‫ود َة ِابل ِّ ِ ِ‬
‫ُ ْ ُ ُ‬ ‫ض ّد َوالنهق ِ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ال َْم ْو ُج َ‬
‫ضلِ ِه َوَمعُونَتِ ِه‪.‬‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َشافِيا َكافِيا ِحبوِل هِ‬
‫اَّلل َوقُـ هوتِِه‪َ ،‬وفَ ْ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ ً ً َ َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫فصل‬
‫ض ِم ْن أ َْهلِ ِه‬‫َصابَهُ َم َر ٌ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ف ْع ُل الته َدا ِوي ِيف نَـ ْفسه‪َ ،‬و ْاأل َْم ُر بِه ل َم ْن أ َ‬
‫فَ َكا َن ِمن َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ه‬ ‫ِ‬ ‫وأَصحابِ ِه‪ ،‬ولَ ِكن ََل ي ُكن ِمن ه ْديِ ِه وَال ه ْد ِي أَصحابِ ِه استِعم ُ ِ ِ‬
‫س همى‬ ‫ال َهذه ْاألَ ْد ِويَة ال ُْم َرهكبَة ال ِيت تُ َ‬ ‫ْ َ ْ َْ‬ ‫َ ْ َ َ ْ َْ ْ ْ َ َ َ‬
‫َضافُوا إِ َىل ال ُْم ْف َرِد َما يُـ َعا ِونُهُ‪ ،‬أَ ْو يَ ْك ِس ُر َس ْوَرتَهُ‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ات‪َ ،‬وُرهمبَا أ َ‬ ‫أَقـْراب ِذين‪ ،‬بل َكا َن غَالِب أَ ْد ِويتِ ِهم ِابلْم ْفر َد ِ‬
‫ُ َ ْ ُ َ‬ ‫ََ َ َ ْ‬
‫اطبةً‪ ،‬وإِ همنَا عُ ِِن ِابلْمرهكب ِ‬
‫ات‬ ‫َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوالتـ ُّْرك‪َ ،‬وأ َْه ِل الْبَـ َوادي قَ َ َ‬
‫ِ‬ ‫اس َها ِم َن ال َْعر ِ‬ ‫ف أَجنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْاأل َُم ِم َعلَى ا ْختِ َال ْ‬ ‫ب ط ِّ‬
‫غَالِ ِ‬
‫ُ‬
‫َ‬
‫ب ا ْهلِْن ِد ِابلْم ْفر َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫الروم والْي َ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ُ َ‬ ‫واننيُّو َن‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر ط ِّ‬ ‫ُّ ُ َ ُ‬
‫َطبهاء َعلَى أَنهه مىت أَم َكن الته َدا ِوي ِابل ِْغ َذ ِاء َال يـع َد ُل َع ْنه إِ َىل ال هدو ِاء‪ ،‬ومىت أَم َكن ِابلْب ِس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يط َال‬ ‫َ ََ َ ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ ََ ْ َ‬ ‫َوقَد اتهـ َف َق ْاأل ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫يُـ ْع َد ُل َع ْنهُ إِ َىل ال ُْمرهك ِ‬
‫َ‬
‫قَالُوا َوُك ُّل َد ٍاء قُ ِد َر َعلَى َدفْ ِع ِه ِاب ْألَ ْغ ِذيَِة َوا ْحلِ ْميَ ِة‪ََ ،‬لْ ُحيَ َاو ْل َدفْـعُهُ ِاب ْألَ ْد ِويَِة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَالُوا َوَال يَـ ْنـبَ ِغي لِلطهبِ ِ‬
‫اء إِذَا ََلْ َجي ْد ِيف الْبَ َدن َداءً ُحيَلّلُهُ‪ ،‬أ َْو َو َج َد َد ً‬
‫اء‬ ‫س ْق ِي ْاألَ ْد ِويَة‪ ،‬فَِإ هن ال هد َو َ‬ ‫يب أَ ْن يَـ ْولَ َع ب َ‬
‫ت َك ِّميهـتُهُ َعلَْي ِه‪ ،‬أو كيفيته‪،‬‬ ‫اد ْ‬ ‫َال يُـ َوافِ ُقهُ‪ ،‬أ َْو َو َج َد َما يُـ َوافِ ُقهُ فَـ َز َ‬

‫(‪)9/7‬‬

‫َح ُد فِ َر ِق‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ث ِهبا‪ .‬وأَرابب التهجا ِر ِ ِ‬ ‫نشبت؟؟؟ ِاب ِ ِ‬


‫ب م َن ْاألَطبهاء طبُّـ ُه ْم ِابل ُْم ْف َر َدات غَالبًا‪َ ،‬و ُه ْم أ َ‬ ‫لص هحة‪َ ،‬و َعبَ َ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ّ‬
‫ب الث َهال ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‪.‬‬ ‫الطّ ِّ‬
‫ب أَ ْغ ِذيَتِ َها ال ُْم ْف َر َد ُ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ِ ه ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ْاألَ ْغذيَة‪ ،‬فَ ْاألُهمةُ َوالطهائ َفةُ ال ِيت غَال ُ‬ ‫ك أَ هن ْاألَ ْد ِويَةَ ِم ْن ِج ْن ِ‬ ‫يق ِيف َذلِ َ‬ ‫هح ِق ُ‬ ‫َوالت ْ‬
‫اجو َن إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أ َْمر ُ ِ ِ‬
‫ت َعلَْي ِه ُم ْاألَ ْغذيَةُ الْ ُم َرهكبَةُ َْحيتَ ُ‬ ‫ين غَلَبَ ْ‬ ‫اض َها قَليلَةٌ ج ًّدا‪َ ،‬وطبُّـ َها ِابل ُْم ْف َر َدات‪َ ،‬وأ َْه ُل ال ُْم ُدن الذ َ‬ ‫َ‬
‫اض ُه ْم ِيف الْغَالِ ِ‬
‫ب ُم َرهكبَةٌ‪ ،‬فَ ْاألَ ْد ِويَةُ ال ُْم َرهكبَةُ أَنْـ َف ُع َهلَا‪َ ،‬وأ َْم َر ُ‬
‫اض أ َْه ِل‬ ‫ك أَ هن أ َْم َر َ‬‫ب ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ ْد ِويَة ال ُْم َرهكبَة‪َ ،‬و َسبَ ُ‬
‫اع ِة الطبية‪.‬‬ ‫الصنَ َ‬‫ب ِّ‬ ‫ص َحا ِري ُم ْف َر َدةٌ‪ ،‬فَـيَ ْك ِفي ِيف ُم َد َاو ِاهتَا ْاألَ ْد ِويَةُ ال ُْم ْف َر َدةُ‪ ،‬فَـ َه َذا بُـ ْرَها ٌن ِحبَ ْس ِ‬ ‫الْبَـ َو ِادي َوال ه‬
‫ب الطهْرقِيه ِة َوال َْع َجائِ ِز إِ َىل ِطبِّ ِه ْم‪َ ،‬وقَ ِد‬ ‫آخر‪ ،‬نِسبةُ ِط ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ب ْاألَطبهاء إِلَْيه َكن ْسبَة ط ِّ‬ ‫وْنن نقول‪ :‬إن ها هنا أَ ْم ًرا َ َ ْ َ ّ‬
‫اس َوِم ْنـ ُه ْم َم ْن‬ ‫ِ‬
‫ول‪ُ :‬ه َو قيَ ٌ‬ ‫ب ِم ْنـ ُه ْم َم ْن يَـ ُق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف بِه ُح هذاقُـ ُه ْم َوأَئ همتُـ ُه ْم‪ ،‬فَِإ هن َما ع ْن َد ُه ْم م َن الْعل ِْم ِابلطّ ِّ‬
‫ا ْعتَـر َ ِ‬
‫َ‬
‫ات‪ ،‬وح ْدس صائِب‪ .‬وِم ْنـ ُهم من يـ ُق ُ ِ ِ‬ ‫ول ُه َو ََتْ ِربَةٌ‪َ .‬وِم ْنـ ُه ْم َم ْن يَـ ُق ُ‬
‫ول ُه َو إِ ْهلَ َام ٌ‬
‫ول‪ :‬أُخ َذ َكثريٌ‬ ‫ات‪َ ،‬وَمنَ َام ٌ َ َ ٌ َ ٌ َ ْ َ ْ َ‬ ‫يَـ ُق ُ‬
‫ِ‬ ‫ات ُّ ِ ِ‬ ‫ت ذَو ِ‬ ‫اه ُد ال ه ِ‬ ‫شِ‬ ‫يميه ِة‪َ ،‬ك َما نُ َ‬‫ت الْب ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اج‪ ،‬فَـتَـلَ ُغ ِيف‬ ‫الس ُموم تَـ ْعم ُد إِ َىل ّ‬
‫الس َر ِ‬ ‫ري إِذَا أَ َكلَ ْ َ‬ ‫سنَان َ‬ ‫م ْنهُ م َن ا ْحلَيَـ َو َاان َ‬
‫ارَها ََتِْيت إِ َىل َوَر ِق‬ ‫ض‪َ ،‬وقَ ْد َع ِشيَ ْ‬ ‫ت ِمن بطُ ِ‬ ‫ال هزيْ ِ‬
‫صُ‬ ‫ت أَبْ َ‬ ‫ون ْاأل َْر ِ‬ ‫ات إِ َذا َخ َر َج ْ ْ ُ‬ ‫ت تتداوى به‪ ،‬وكما رؤيت ا ْحلَيه ُ‬
‫اس طَْب ِع ِه‪َ ،‬وأ َْمثَ ُ‬
‫ال‬ ‫اْنبَ ِ‬‫ال هرا ِزاينِ ِج‪ ،‬فَـتُ ِم ُّر عُيونَـ َها َعلَْيـ َها‪ .‬وَكما عُ ِه َد ِمن الطه ِْري اله ِذي َْحيتَ ِقن ِمبَ ِاء الْب ْح ِر ِع ْن َد ِْ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ذلك مما ذكر يف مبادىء الطّ ِّ‬
‫ض ُّرهُ‪ ،‬فَنِ ْسبَةُ َما ِع ْن َد ُه ْم ِم َن‬‫اَّللُ إِ َىل َر ُسولِ ِه ِمبَا يَـ ْنـ َفعُهُ َويَ ُ‬
‫وح ِيه ه‬ ‫وأَين يـ َقع ه َذا وأَمثَالُه ِمن الْوح ِي اله ِذي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َْ َ ُ َ َ ْ ُ َ َ ْ‬
‫وم إىل ما جاءت به األنبياء‪ ،‬بل ها هنا ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة الهِيت‬ ‫ب إِ َىل ه َذا الْوح ِي َكنِسب ِة ما ِعندهم ِمن الْعلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ ْ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫الطّ ِّ َ َ ْ‬
‫ص ْل إِلَْيـ َها علومهم وَتارهبم‪ ،‬و؟؟؟ ن‬ ‫َطبه ِاء‪ ،‬وََل تَ ِ‬ ‫ول أَ َكابِ ِر ْاأل ِ‬ ‫اض َما َل يتهد إِلَْيـ َها عُ ُق ُ‬ ‫تَ ْش ِفي ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬
‫َْ‬
‫هوُّك ِل َعلَْي ِه‪َ ،‬و ِااللْتِ َج ِاء إلَْي ِه‪َ ،‬و ِاالنْ ِط َر ِ‬
‫اح‬ ‫اَّلل‪َ ،‬والتـ َ‬
‫ادهِ َعلَى هِ‬ ‫ْب‪ ،‬وا ْعتِم ِ‬ ‫ِ‬
‫وحانيهة‪َ ،‬وقُـ هوة الْ َقل ِ َ َ‬
‫الر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ ْد ِويَة الْ َق ْلبِيهة‪َ ،‬و ُّ َ‬
‫ان إِ َىل ْ‬ ‫اإل ْحس ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫و ِاالنْ ِكسا ِر بني يديه‪ ،‬والتذلل له‪ ،‬والصدقئة‪ ،‬و ُّ ِ‬
‫اخلَل ِْق‪،‬‬ ‫الد َعاء‪َ ،‬والتـ ْهوبَة‪َ ،‬واال ْستغْ َفا ِر‪َ ،‬و ِْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ف أَ ْد َاي ِهنَا‬ ‫وب‪ ،‬فَِإ هن ه ِذهِ ْاألَ ْد ِويةَ قَ ْد ج هربـ ْتـها ْاألُمم َعلَى ا ْختِ َال ِ‬ ‫يج َع ِن ال َْم ْكر ِ‬ ‫وإِغَاثَِة الْملْه ِ‬
‫وف‪َ ،‬والتهـ ْف ِر ِ‬
‫َ َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫وِملَلِها‪ ،‬فوجودا َهلا ِمن التهأْثِ ِري ِيف ال ِّ ِ‬
‫اسهُ‪.‬‬ ‫ْم أَ ْعلَ ِم ْاألَطبهاء‪َ ،‬وَال ََتْ ِربَـتُهُ‪َ ،‬وَال قيَ ُ‬ ‫ش َفاء َما َال يَص ُل إلَْيه عل ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اها تَـ ْف َع ُل َما َال تفعل األدوية‬ ‫ريةً‪َ ،‬وَرأَيْـنَ َ‬ ‫وقَ ْد ج هربْـنَا َْْنن وغَْيـرَان ِمن َه َذا أُم ِ‬
‫ورا َكث َ‬
‫ُ ً‬ ‫َُ ُ ْ‬ ‫َ َ‬

‫(‪)71/7‬‬

‫ون ا ْحلِ ْك َم ِة‬ ‫َطبه ِاء‪ ،‬و َه َذا جا ٍر َعلَى قَانُ ِ‬ ‫صري ْاألَ ْد ِويةُ ا ْحلِ ِسيهةُ ِع ْن َدها ِمبَْن ِزلَ ِة أَ ْد ِوي ِة الطهرقِيه ِة ِع ْن َد ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫سيهةُ‪ ،‬بَ ْل تَ ُ‬ ‫ا ْحل ّ‬
‫ني‪َ ،‬و َخالِ ِق ال هد ِاء‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ص َل بَِر ِّ‬
‫ْب َم َىت اته َ‬ ‫اب ُمتَـنَـ ِّو َعةٌ‪ ،‬فَِإ هن الْ َقل َ‬ ‫َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫س َخا ِر ًجا َع ْنـ َها‪َ ،‬ولَك هن ْاأل ْ‬
‫ِِِ‬
‫ْاإل َهليهة لَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ه‬ ‫ص ِّرفِ َها َعلَى َما يَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ أَ ْد ِويَةٌ أُ ْخ َرى غَْيـ ُر ْاألَ ْد ِويَة ال ِيت يُـ َعان َيها الْ َقل ُ‬
‫ْب‬ ‫شاءُ َكانَ ْ‬ ‫َوال هد َواء‪َ ،‬وُم َدبِّ ِر الطهبِ َيعة َوُم َ‬
‫س َوالطهبِ َيعةُ تَـ َع َاوَان َعلَى َدفْ ِع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت‪َ ،‬وقَ ِويَت النهـ ْف ُ‬ ‫اح َم َىت قَ ِويَ ْ‬‫ض َع ْنهُ‪َ ،‬وقَ ْد عُل َم أَ هن ْاأل َْرَو َ‬ ‫الْبَعي ُد م ْنهُ ال ُْم ْع ِر ُ‬
‫ت طَبِ َيعتُهُ ونفسه‪ ،‬وفرحت بقرهبا من ابرئها‪ ،‬وأنسهابه‪َ ،‬و ُحبِّ َها لَهُ‪،‬‬ ‫ال هد ِاء َوقَـ ْه ِرهِ‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ف يُـ ْن َك ُر لِ َم ْن قَ ِويَ ْ‬
‫ك‬‫استِ َعانَتِ َها بِ ِه‪َ ،‬وتَـ َوُّكلِ َها َعلَْي ِه‪ ،‬أَ ْن يَ ُكو َن ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص َراف قُـ َو َاها ُكلّ َها إلَْيه‪َ ،‬و ََجْع َها َعلَْيه‪َ ،‬و ْ‬
‫وتَـنَـعُّ ِمها بِ ِذ ْك ِرهِ‪ ،‬وانْ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َه ُل الن ِ‬
‫هاس‪،‬‬ ‫ب َهلَا َهذه الْ ُق هوةُ َدفْ َع ْاألَََِل ِابلْ ُكلّيهة‪َ ،‬وَال يُـ ْنك ُر َه َذا إِهال أ ْ‬ ‫َهلَا م ْن أَ ْك ََِب ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬وأَ ْن تُوج َ‬
‫اإلنْ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وأَ ْغلَظُهم ِحجااب‪ ،‬وأَ ْكثَـ ُفهم نَـ ْفسا‪ ،‬وأَبـع ُدهم ع ِن هِ‬
‫ب‬ ‫سبَ َ‬ ‫اَّللُ ال ه‬‫اء ه‬ ‫سانيهة‪َ ،‬و َسنَ ْذ ُك ُر إِ ْن َش َ‬ ‫اَّلل َو َع ْن َحقي َقة ِْ َ‬ ‫َ ُ ْ َ ً َ ُ ْ ً َ َْ ُ ْ َ‬
‫ام َح هىت َكأَ هن َما بِ ِه قَـلَبَةٌ «‪. »7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اله ِذي بِ ِه أ ََزالَ ْ ِ‬
‫اء الله ْدغَة َع ِن اللهدي ِغ الهِيت ُرق َي هبَا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اءةُ الْ َفاَتَة َد َ‬ ‫ت ق َر َ‬
‫ب ا ْجل ْه ِد والطهاقَ ِة‪ ،‬ومبـلَ ِغ علُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب النـهب ِو ِي َْْنن ِحبوِل هِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومنَا‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫اَّلل نَـتَ َكله ُم َعلَْي ِه َما حبَ ْس ِ َ َ‬ ‫فَـ َه َذان نَـ ْو َعان م َن الطّ ِّ َ ّ ُ َ ْ‬
‫ب َم ْن بِيَ ِدهِ ْ‬
‫اخلَْيـ ُر ُكلُّهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َِ‬ ‫اص َرةِ‪َ ،‬وَم َعا ِرفِنَا ال ُْمتَ َال ِشيَ ِة ِج ًّدا‪َ ،‬وبِ َ‬ ‫الْ َق ِ‬
‫اعتنَا ال ُْم ْز َجاة «‪َ ، »2‬ولَكنها نَ ْستَـ ْوه ُ‬
‫الوهاب‪.‬‬ ‫ضلِ ِه‪ ،‬فإنه العزيز ّ‬ ‫َونَ ْستَ ِم ُّد ِم ْن فَ ْ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫يح ِه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫يث أَِيب الزبري‪َ ،‬عن جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫هب َ‬ ‫ْ َ ْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ُصيب َدواء ال هد ِاء‪ ،‬بـرأَ إبِِ ْذ ِن هِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وسلهم‪ ،‬أَنهه قَ َ ِ‬
‫اَّلل َع هز َو َج هل» «‪. »3‬‬ ‫ََ‬ ‫ال «ل ُك ِّل َداء َد َواءٌ‪ ،‬فَِإ َذا أ َ َ ُ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ما أَنْـ َز َل ه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫ني» َع ْن عطاء‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ قَ َ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ِم ْن َد ٍاء إِهال أَنْـ َز َل له شفاء» «‪. »4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قلبة (بزنة سبلة) الداء أو األَل الذي يتقلب منه صاحبه‬
‫(‪ )2‬بضاعة مزجاة‪ :‬قليلة أو َل يتم إصالحها‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف كتاب الطب عن جابر‪ ،‬واإلمام أْحد‪ ،‬وَل خيرجه البخاري واستدركه احلاكم فوهم‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجه‪ .‬والبخاري يف الطب‪ .‬ورواه مسلم بلفظ «ما أنزل هللا داء إال أنزل له دواء‪ ،‬فإذا‬
‫أصيب دواء الداء برىء إبذن هللا‬

‫(‪)77/7‬‬

‫ت ِع ْن َد النِ ِّ‬
‫هب‬ ‫ال‪ُ :‬ك ْن ُ‬ ‫يث ِزَاي ِد بْ ِن ِع َالقَةَ‪َ ،‬ع ْن أسامة بن شريك‪ ،‬قَ َ‬ ‫َْحَ َد» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َوِيف « ُم ْسنَ ِد ِْ‬
‫اإل َم ِام أ ْ‬
‫ول هِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ ،‬وج ِ‬
‫اَّلل! أَنَـتَ َد َاوى؟‬ ‫اب‪ ،‬فَـ َقالُوا‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫اءت ْاألَ ْع َر ُ‬‫ََ َ ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫َ‬
‫اح ٍد» ‪،‬‬ ‫ضع لَه ِش َفاء غَيـر د ٍاء و ِ‬ ‫اد هِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْع َداءً إِهال َو َ َ ُ ً ْ َ َ َ‬ ‫اَّللَ َع هز َو َج هل ََلْ يَ َ‬ ‫اَّلل تَ َد َاوْوا‪ ،‬فَِإ هن ه‬ ‫ال‪« :‬نَـ َع ْم َاي عبَ َ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫ال‪« :‬ا ْهلََرُم» «‪»7‬‬ ‫قَالُوا َما ُه َو؟ قَ َ‬
‫اء‪َ ،‬علِ َمهُ َم ْن َعلِ َمهُ َو َج ِهلَهُ َم ْن َج ِهلَهُ» «‪»2‬‬ ‫ِ‬
‫َوِيف لَْفظ‪« :‬إِ هن هللا َل ينزل داء ّإال أنزل ش َف ً‬
‫ٍ‬
‫اَّلل َع هز وج هل ََل يـ ْن ِز ْل َداء إِهال أَنْـز َل لَه ِش َف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫اء‪َ ،‬عل َمهُ‬ ‫َ ُ ً‬ ‫ً‬ ‫َوِيف «ال ُْم ْسنَد» ‪ :‬م ْن َحديث ابْ ِن َم ْسعُود يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إِ هن هَ َ َ ْ ُ‬
‫َم ْن َعلِ َمهُ‪َ ،‬و َج ِهلَهُ َم ْن َج ِهلَهُ» ‪.‬‬
‫ت ُرقًى نَ ْستَـ ْرقِ َيها‪،‬‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل! أ ََرأَيْ َ‬ ‫ْت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ال‪ :‬قُـل ُ‬ ‫السنَ ِن» «‪َ »3‬ع ْن أيب خزامة‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوِيف «ال ُْم ْسنَ ِد» َو « ُّ‬
‫اَّلل» «‪. »4‬‬ ‫ال « ِهي ِمن قَ َد ِر هِ‬ ‫و َدواء نَـت َداوى بِ ِه‪ ،‬وتُـ َقاةً نَـت ِهقيها‪ ،‬هل تَـر ُّد ِمن قَ َد ِر هِ‬
‫اَّلل َش ْيـئًا؟ فَـ َق َ َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ًَ َ َ‬
‫ال قَـ ْوِل َم ْن أَنْ َك َرَها‪َ ،‬وَجيُ ُ‬ ‫ات‪َ .‬وإِبْطَ َ‬ ‫اب والْمسبهـب ِ‬ ‫ت َه ِذهِ ْاألَح ِ‬
‫وز أَ ْن يَ ُكو َن‬ ‫َسبَ ِ َ ُ َ َ‬ ‫ات ْاأل ْ‬‫يث إثْـبَ َ‬‫اد ُ‬ ‫َ‬ ‫ض همنَ ْ‬ ‫فَـ َق ْد تَ َ‬
‫اء الْ َقاتِلَةَ‪َ ،‬و ْاألَ ْد َواءَ الهِيت َال ميُْ ِك ُن لِطَبِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يب أَ ْن‬ ‫قَـ ْولُهُ‪« :‬ل ُك ِّل َداء َد َواءٌ» ‪َ ،‬علَى عُ ُمومه َح هىت يَـتَـنَ َاو َل ْاألَ ْد َو َ‬
‫اَّللُ َع هز َو َج هل قَ ْد َج َع َل َهلَا أَ ْد ِويَةً تُـ َِْبئُـ َها‪َ ،‬ولَ ِك ْن طََوى ِعل َْم َها َع ِن الْبَ َ‬
‫ش ِر‪َ ،‬وََلْ َْجي َع ْل َهلُ ْم إِلَْي ِه‬ ‫يُـ َِْبئَـ َها‪َ ،‬ويَ ُكو ُن ه‬
‫ْم لِل َ‬ ‫ِ‬
‫شفاء على‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم ال ّ‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫اَّللُ‪َ ،‬وِهلََذا َعله َق النِ ُّ‬ ‫ْخل ِْق إِهال َما َعله َم ُه ُم ه‬ ‫ِ ِ‬
‫َسب ًيال‪ ،‬ألَنههُ َال عل َ‬
‫مصادفة الدواء للداء‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود والرتمذي واإلمام أْحد وابن ماجه كلهم يف كتاب الطب وأخرجه ابن حبان يف‬
‫صحيحه واحلاكم من حديث زايد بن عالقة‪ ،‬وقال الرتمذي حس صحيح واحلاكم صحيح‪ .‬ومعىن‬
‫احلديث‪ :‬أي تداووا وال تعتمدوا يف الشفاء على التداوي بل كونوا عباد هللا متوكلني عليه‪ .‬ومن تداوى‬
‫عليه أن يعتقد حقا ويؤمن يقينا أبن الدواء ال حيدث شفاء وال يولده‪ ،‬كما أن الداء ال حيدث سقما وال‬
‫يولده‪ ،‬ولكن املوىل جلت قدرته خيلق املوجودات واحدا عقب آخر على ترتيب هو أعلم حبكمته و‬
‫«داء اهلرم» أي الكَب جعل داء تشبيها به ألن املوت يعقبه كالداء‬
‫(‪ )2‬رواه احلاكم‪ .‬وْنوه للنسائي وابن ماجه‪ ،‬وصحيحه ابن حبان‬
‫(‪ )3‬هي سنن الرتمذي‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجه واحلاكم يف صحيحه‪ ،‬والرتمذي وقال‪ :‬حسن صحيح‬

‫(‪)72/7‬‬

‫صلهى ه‬ ‫ض ِّدهِ‪ ،‬فَـ َعله َق النِ ُّ‬ ‫ض ٌّد ِمن ال هدو ِاء يـعا ََلُ بِ ِ‬ ‫ض ٌّد‪ ،‬وُك ُّل َد ٍاء لَهُ ِ‬ ‫ات إِهال لَهُ ِ‬ ‫فَِإنههُ َال َشيء ِمن الْم ْخلُوقَ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َم َىت َج َاوَز َد َر َجةَ‬ ‫َعلَْيه َو َسله َم الْبُـ ْرءَ مبَُوافَـ َقة ال هداء لل هد َواء‪َ ،‬و َه َذا قَ ْد ٌر َزائ ٌد َعلَى َُمَ هرد َو ُجوده‪ ،‬فَِإ هن ال هد َو َ‬
‫اد ِيف الْ َك ِّميه ِة َعلَى َما يَـ ْنـبَ ِغي‪ ،‬نَـ َقلَهُ إِ َىل َد ٍاء َ‬
‫ف ِمبَُق َاوَمتِ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صر َع ْنـ َها ََلْ ي ِ‬
‫َ‬ ‫آخ َر‪َ ،‬وَم َىت قَ َ َ‬ ‫ال هداء ِيف الْ َك ْي ِفيه ِة‪ ،‬أ َْو َز َ‬
‫ص ِل ال ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َفاءُ‪،‬‬ ‫ج قَاص ًرا‪َ ،‬وَم َىت ََلْ يَـ َق ِع ال ُْم َدا ِوي َعلَى ال هد َواء‪ ،‬أ َْو ََلْ يَـ َق ِع ال هد َواءُ َعلَى ال هداء‪ََ ،‬لْ َْحي ُ‬ ‫َوَكا َن الْع َال ُ‬
‫اج َزًة َع ْن‬ ‫ك ال هدو ِاء‪ََ ،‬ل يـ ْنـ َف ْع‪ ،‬وم َىت َكا َن الْب َد ُن غَْيـر قَابِ ٍل لَهُ‪ ،‬أَ ِو الْ ُق هوةُ َع ِ‬ ‫ومىت ََل ي ُك ِن ال هزما ُن ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫صاحلًا ل َذل َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ْ َ‬
‫ص َل الْبُـ ْرءُ إبِِ ْذ ِن‬ ‫ادفَ ِة‪ ،‬وم َىت ََته ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ادفَةُ َح َ‬ ‫صَ‬‫ت ال ُْم َ‬ ‫ص َ ََ‬ ‫ص ِل الْبُـ ْرءُ ل َع َدِم ال ُْم َ‬ ‫َْحْله‪ ،‬أ َْو مَه َمان ٌع ميَْنَ ُع م ْن ََتْث ِريه‪ََ ،‬لْ َْحي ُ‬
‫يث‪.‬‬‫ني ِيف ا ْحل ِد ِ‬ ‫س ُن ال َْم ْح ِملَ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫َح َ‬
‫هللا والبد‪َ ،‬و َه َذا أ ْ‬
‫ِج ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫اف ْ‬
‫اخلَار ِ‬ ‫ضع ِ‬
‫اف أَ ْ َ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫اخ ُل ِيف الله ْف ِظ أَ ْ‬ ‫اص‪َ ،‬ال ِسيهما وال هد ِ‬
‫َ َ‬ ‫اخلَ ُّ‬ ‫ام ال ُْم َر ِاد بِ ِه ْ‬ ‫ِ‬
‫هاين‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن م َن ال َْع ِّ‬ ‫َوالث ِ‬
‫اء إِهال َو َ‬ ‫اد أَ هن ه‬ ‫و َه َذا يستَـ ْعمل ِيف ُك ِل لِس ٍ‬
‫اء‪ ،‬فَ َال‬‫ض َع لَهُ َد َو ً‬ ‫ض ْع َداءً يَـ ْقبَ ُل ال هد َو َ‬ ‫اَّللَ ََلْ يَ َ‬ ‫ان‪َ ،‬ويَ ُكو ُن ال ُْم َر ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ ُْ َ ُ‬
‫اد تُ َد ِّم ُر‬‫يح الهِيت سلهطَها َعلَى قَـوِم َع ٍ‬ ‫اء‪َ ،‬و َه َذا َك َق ْولِ ِه تَـ َع َاىل ِيف ِّ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫الر ِ‬ ‫يَ ْد ُخ ُل ِيف َه َذا ْاألَ ْد َواءُ ال ِيت َال تَـ ْقبَ ُل ال هد َو َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْن ِّ‬ ‫ُك هل َشي ٍء ِأب َْم ِر رِّهبا «‪ »7‬أَي ُك ُّل َشي ٍء يـ ْقبل الته ْد ِمري‪ ،‬وِمن َشأ ِ‬
‫يح أَ ْن تُ َد ّم َرهُ‪َ ،‬ونَظَائ ُرهُ َكث َ‬
‫ريةٌ‪.‬‬ ‫الر ِ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ َ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ط بـ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َها بِبَـ ْع ٍ‬ ‫ض‪ ،‬و َدفْع بـ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َها‬ ‫ض َوتَ ْسلي َ َ‬ ‫ض َداد ِيف َه َذا ال َْعاََِل‪َ ،‬وُم َق َاوَمةَ بَـ ْعض َها لبَـ ْع ٍ َ َ َ‬ ‫ْق ْاألَ ْ‬
‫َوَم ْن ََتَهم َل َخل َ‬
‫صنَـ َعهُ‪َ ،‬وتَـ َف ُّر ُدهُ ِابل ُّربُوبِيه ِة‪َ ،‬وال َْو ْح َدانِيه ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ض‪ ،‬تَـبـ هني لَه َكم ُ ِ‬
‫ب تَـ َع َاىل‪َ ،‬وح ْك َمتُهُ‪َ ،‬وإِتْـ َقانُهُ َما َ‬ ‫ال قُ ْد َرة ال هر ِّ‬ ‫َعلَى بَـ ْع ٍ َ َ ُ َ‬
‫اج بِ َذاتِِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ِن بِ َذاته‪َ ،‬وُك ُّل َما س َواهُ ُُْمتَ ٌ‬
‫ضادُّهُ وُميَانِعهُ‪َ ،‬كما أَنههُ الْغَِ ُّ ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْ َق ْه ِر‪َ ،‬وأَ هن ُك هل َما س َواهُ فَـلَهُ َما يُ َ َ ُ َ‬
‫ش‪،‬‬ ‫هوُّك َل‪َ ،‬ك َما َال يُـنَافِ ِيه َدفْ ُع َد ِاء ا ْجلَْو ِع‪َ ،‬وال َْعطَ ِ‬ ‫ِ‬
‫يحة ْاأل َْم ُر ابلته َدا ِوي‪َ ،‬وأَنههُ َال يُـنَ ِايف التـ َ‬
‫ص ِح ِ‬
‫َحاديث ال ه َ‬
‫وِيف ْاأل ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ضي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ْحل ِر‪ ،‬والْبـرِد ِأبَ ْ ِ‬
‫ات‬ ‫صبَـ َها ه‬
‫اَّللُ ُم ْقتَ َ َ‬ ‫اب الهِيت نَ َ‬ ‫َسبَ ِ‬‫ض َداد َها‪ ،‬بَ ْل َال تَتِ ُّم َحقي َقةُ التـ ْهوحيد إِهال ِمبُبَا َش َرة ْاأل ْ‬ ‫َ َّ َ َ ْ‬
‫ض ِع ُفهُ ِم ْن‬
‫ح ِيف ْاأل َْم ِر َوا ْحلِ ْك َم ِة‪َ ،‬ويُ ْ‬
‫هوُّك ِل‪َ ،‬ك َما يَـ ْق َد ُ‬
‫س التـ َ‬‫ح ِيف نَـ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِم ِ‬
‫سبهـبَاهتَا قَ َد ًرا َو َش ْر ًعا‪َ ،‬وأَ هن تَـ ْعطيلَ َها يَـ ْق َد ُ‬
‫َُ‬
‫هوُّك ِل‪ ،‬فَِإ هن تَـ ْرَك َها َع ْج ًزا يُـنَ ِايف التوكل الذي حقيقته اعتماد‬ ‫ِ‬
‫ث يَظُ ُّن ُم َعطّلُ َها أَ هن تَـ ْرَك َها أَقـ َْوى ِيف التـ َ‬ ‫َح ْي ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األحقاف‪ -25 -‬وهي الريح العاصفة اليت دمر هللا هبا عادا قوم هود‪ ،‬وكان ذلك إبرادة هللا‬
‫سبحانه‪ ،‬فأهلكتهم رجاال ونساء وصغارا وكبارا‪ ،‬وأهلكت أمواهلم‪ .‬وبقي هود ومن آمن معه‪.‬‬

‫(‪)73/7‬‬

‫ض ُّرهُ ِيف ِدينِ ِه َو ُدنْـيَاهُ‪َ ،‬وَال بُ هد َم َع َه َذا‬ ‫ول َما يَـ ْنـ َف ُع ال َْع ْب َد ِيف ِدينِ ِه َو ُدنْـيَاهُ‪َ ،‬و َدفْ ِع َما يَ ُ‬‫ص ِ‬ ‫ْب َعلَى هِ‬ ‫الْ َقل ِ‬
‫اَّلل ِيف ُح ُ‬
‫ْح ْك َم ِة َوال ه‬‫اب‪ ،‬وإِهال َكا َن مع ِطًّال لِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْر ِع‪ ،‬فَ َال َْجي َع ُل ال َْع ْب ُد َع ْج َزهُ تَـ َوُّك ًال‪َ ،‬وَال‬ ‫َُ‬ ‫َسبَ ِ َ‬ ‫اال ْعتِ َماد م ْن ُمبَا َش َرة ْاأل ْ‬
‫تَـ َوُّكلَهُ َع ْج ًزا‪.‬‬
‫ش َفاءُ قَ ْد قُ ِّد َر‪ ،‬فَالته َدا ِوي َال يُِفي ُد‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يَ ُك ْن قَ ْد‬ ‫ال‪ :‬إِ ْن َكا َن ال ِّ‬ ‫َوفِ َيها َردٌّ َعلَى َم ْن أَنْ َك َر الته َدا ِوي‪َ ،‬وقَ َ‬
‫ال ُه َو اله ِذي‬ ‫اَّلل‪ ،‬وقَ َدر هِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َح َ ِ‬ ‫قُ ِّد َر‪ ،‬فَ َك َذلِ َ‬
‫الس َؤ ُ‬
‫اَّلل َال يُ ْدفَ ُع َوَال يُـ َردُّ‪َ ،‬و َه َذا ُّ‬ ‫ص َل ب َق َد ِر ه َ ُ‬ ‫ضا‪ ،‬فَِإ هن ال َْم َر َ‬ ‫ك َوأَيْ ً‬
‫ص َفاتِِه ِم ْن أَ ْن يُوِر ُدوا‬ ‫َّلل و ِح ْكمتِ ِه و ِ‬ ‫ِ‬
‫الص َحابَة‪ ،‬فَأَ ْعلَ ُم ِابَ ه َ َ َ‬
‫اضل ِ ِ‬
‫اب على رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ .‬وأَ هما أَفَ ِ ُ ّ‬ ‫أ َْوَر َدهُ ْاألَ ْع َر ُ‬
‫ال‪َ :‬ه ِذهِ ْاألَ ْد ِويَةُ َو ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِمبَا َش َفى َوَك َفى‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫الرقَى َوالتُّـ َقى‬ ‫هب َ‬ ‫َجابَـ ُه ُم النِ ُّ‬
‫مثْ َل َه َذا‪َ ،‬وقَ ْد أ َ‬
‫يل إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِهي ِمن قَ َد ِر هِ‬
‫ج َش ْيءٌ َع ْن قَ َد ِره‪ ،‬بَ ْل يُـ َر ُّد قَ َد ُرهُ ب َق َد ِره‪َ ،‬و َه َذا ال هر ُّد م ْن قَ َد ِره‪ ،‬فَ َال َسب َ‬ ‫اَّلل‪ ،‬فَ َما َخ َر َ‬ ‫َ ْ‬
‫ض َد ِاد َها‪َ ،‬وَك َرِّد قَ َد ِر ال َْع ُد ِّو‬ ‫ش َوا ْحلَِّر‪َ ،‬والْبَـ ْرِد ِأبَ ْ‬‫وع‪َ ،‬وال َْعطَ ِ‬ ‫وج َع ْن قَ َد ِرهِ بَِو ْج ٍه َما‪َ ،‬و َه َذا َك َرِّد قَ َد ِر ا ْجلُ ِ‬ ‫ْ‬
‫اخلُُر ِ‬
‫اَّلل ال هدافِ ُع َوال َْم ْدفُوعُ َوال هدفْ ُع‪.‬‬ ‫اد‪ ،‬وُكلٌّ ِمن قَ َد ِر هِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫اب ْجل َه َ‬
‫ب ِهبَا َم ْنـ َف َعةً‪ ،‬أ َْو‬ ‫وجب عليك أالتباشر سبـبا ِمن ْاألَسب ِ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال لِموِرِد َه َذا ُّ ِ‬
‫اب ال ِيت ََتْل ُ‬ ‫ًََ َ ْ َ‬ ‫الس َؤال « َه َذا يُ ُ‬ ‫َويُـ َق ُ ُ‬
‫يل إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض هرةً‪ِ ،‬ألَ هن الْم ْنـ َفعةَ والْم َ ِ ِ‬ ‫تَ ْدفَ ُع ِهبَا َم َ‬
‫ض هرةَ إ ْن قُ ّد َرَات‪ََ ،‬لْ يَ ُك ْن بُ ٌّد م ْن ُوقُوع ِه َما‪َ ،‬وإ ْن ََلْ تُـ َق هد َرا ََلْ يَ ُك ْن َسب ٌ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ْح ِّق‪ُ ،‬م َعانِ ٌد لَهُ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫اب ال ِّدي ِن َو ُّ‬ ‫وع ِه َما‪َ ،‬وِيف ذَلِ َ‬ ‫وقُ ِ‬
‫اد الْ َعاََِل‪َ ،‬و َه َذا َال يَـ ُقولُهُ إِهال َداف ٌع لل َ‬ ‫سُ‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬وفَ َ‬ ‫ك َخ َر ُ‬ ‫ُ‬
‫اَّللُ ما أَ ْش َرْكنا َوال آاب ُؤان «‪، »7‬‬ ‫شاء ه‬ ‫فَـي ْذ ُكر الْ َق َدر لِي ْدفَع ح هجةَ الْم ِح ِّق َعلَي ِه‪َ ،‬كالْم ْش ِركِ ه ِ‬
‫ين قَالُوا‪ :‬لَ ْو َ‬ ‫ني الذ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ َ ُ‬
‫اَّلل ما َعب ْدان ِمن ُدونِِه ِمن َشي ٍء َْْنن وال آاب ُؤان «‪ . »2‬فَـه َذا قَالُوهُ َدفْـعا ِحل هج ِة هِ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه ْم‬ ‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َُ‬ ‫ْ‬ ‫شاء هُ َ َ‬ ‫ولَ ْو َ‬
‫ِاب ُّلر ُس ِل‪.‬‬
‫ب‪ .‬فَِإ ْن‬ ‫سبَ ِ‬ ‫اَّللَ قَ هد َر َك َذا َوَك َذا ِهبَ َذا ال ه‬ ‫ال‪ :‬بَِق َي قِ ْس ٌم ََثلِ ٌ‬
‫ث ََلْ تَ ْذ ُك ْرهُ‪َ ،‬و ُه َو أَ هن ه‬ ‫سائِ ِل أَ ْن يُـ َق َ‬
‫اب َه َذا ال ه‬ ‫َو َج َو ُ‬
‫ب‪ ،‬فَـ َعلْتُهُ‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يق ّدره ِل َل‬ ‫سبَ َ‬‫ال‪ :‬إِ ْن َكا َن قَ هد َر ِِل ال ه‬ ‫ب‪َ ،‬وإِهال فَ َال‪ .‬فَِإ ْن قَ َ‬ ‫سبه ُ‬ ‫ص َل ال ُْم َ‬ ‫ب َح َ‬ ‫سبَ ِ‬‫ت ِابل ه‬ ‫أَتَـ ْي َ‬
‫أَتكن من فعله‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬االنعام‪ -749 -‬واملعىن أن املشركني يريدون أن يقولوا‪ :‬إن هللا راض إبشراكنا وَترمينا للبحرية‬
‫والسائبة وغريُها‪ .‬ورد هللا عليهم بقوله «قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا»‬
‫(‪ )2‬النحل‪ -35 -‬واملعىن أن قائل هذا القول أهل مكة وأحزاهبم يف الشرك فرد عليهم أبهنم يتبعون‬
‫الذين كانوا من قبلهم فهم مقلدون الحظ هلم من النظر «كذلك قال الذين من قبلهم فهل على الرسل‬
‫إال البالغ املبني»‬

‫(‪)74/7‬‬

‫يما أ ََم ْرتَهُ بِ ِه‪َ ،‬ونَـ َه ْيـتَهُ‬ ‫َج ِري َك إِذَا احتَ هج بِ ِه َعلَي َ ِ‬ ‫قِيل‪ :‬فَـ َهل تَـ ْقبل َه َذا ِاال ْحتِجاج ِمن َع ْب ِد َك‪ ،‬وولَ ِد َك‪ ،‬وأ ِ‬
‫كف َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ‬
‫ك‪َ .‬وإِ ْن ََلْ‬ ‫ضيه َع ُح ُقوقَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َ‬ ‫ضَ‬ ‫ف ِع ْر َ‬ ‫ك‪َ ،‬وقَ َذ َ‬ ‫اك‪َ ،‬وأَ َخ َذ َمالَ َ‬ ‫صَ‬ ‫ك؟ فَِإ ْن قَبِلْتَهُ‪ ،‬فَ َال تَـلُ ْم َم ْن َع َ‬ ‫َع ْنهُ فَ َخالََف َ‬
‫يم‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ .‬وقَ ْد ر ِوي ِيف أَثَ ٍر ِ ِ‬
‫إس َرائيل ٍّي‪ :‬أَ هن إبْـ َراه َ‬ ‫ْ‬ ‫اَّلل َعلَْي َ َ ُ َ‬
‫وق هِ‬ ‫ك ِيف َدفْ ِع ح ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫وال ِم ْن َ‬ ‫ف يَ ُكو ُن َم ْقبُ ً‬ ‫تَـ ْقبَـلْهُ‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪ِ « :‬م ِِّن» ‪ .‬قَ َ‬ ‫ال‪« :‬فَ ِم هم ِن ال هد َواءُ؟» ؟ قَ َ‬ ‫ال‪ِ « :‬م ِِّن» ‪ .‬قَ َ‬ ‫ب ِممه ِن ال هداءُ؟ قَ َ‬ ‫ال؛ َاي َر ِّ‬ ‫يل قَ َ‬ ‫ِْ‬
‫اخلَل َ‬
‫اء َعلَى يَ َديْ ِه» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ « :‬ر ُج ٌل أ ُْرس ُل ال هد َو َ‬ ‫يب؟‪ ،‬قَ َ‬ ‫فَ َما َاب ُل الطهبِ ِ‬
‫ب‬ ‫ث َعلَى طَلَ ِ‬ ‫يب‪َ ،‬و َح ٌّ‬ ‫يض َوالطهبِ ِ‬ ‫س ال َْم ِر ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم «لِ ُك ِّل َد ٍاء َد َواءٌ» ‪ ،‬تَـ ْق ِويَةٌ لِنَـ ْف ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِِ‬
‫َوِيف قَـ ْوله َ‬
‫سهُ أَ هن لِ َدائِِه َد َواءً يُ ِزيلُهُ‪ ،‬تَـ َعله َق قَـلْبُهُ بِ ُر ِ‬ ‫ك ال هدو ِاء والتهـ ْفتِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وح‬ ‫ت نَـ ْف ُ‬ ‫يض إِ َذا ْ‬
‫استَ ْش َع َر ْ‬ ‫يش َعلَْيه‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ِر َ‬ ‫َذل َ َ َ‬
‫ت َح َر َارتُهُ الْغَ ِري ِزيهةُ‪،‬‬ ‫سهُ انْـبَـ َعثَ ْ‬‫ت نَـ ْف ُ‬ ‫ْس‪َ ،‬وانْـ َفتَ َح لَهُ ابب الرجاء‪ ،‬مىت قَ ِويَ ْ‬ ‫ت ِع ْن َدهُ َح َر َارةُ الْيَأ ِ‬ ‫الر َج ِاء‪َ ،‬وبَـ َر َد ْ‬
‫ِّ‬
‫ت الْ ُق َوى‬ ‫ت َه ِذهِ ْاألَرواح‪ ،‬قَ ِوي ِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫سانِيه ِة َوالطهبِ ِيعيه ِة‪َ ،‬وَم َىت قَ ِويَ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ك َسبَـبًا لِ ُق هوةِ ْاأل َْرَو ِ‬
‫اح ا ْحلَيَـ َوانيهة َوالنهـ ْف َ‬ ‫َوَكا َن ذَلِ َ‬
‫ض َو َدفَـ َع ْتهُ‪.‬‬‫ت ال َْم َر َ‬ ‫الهِيت ِهي حا ِملَةٌ َهلَا‪ ،‬فَـ َق َهر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫يش َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَك َذلِ َ ِ‬
‫اء أ َْم َكنَهُ طَلَبُهُ َوالتهـ ْفت ُ‬ ‫يب إِذَا َعل َم أَ هن هلََذا ال هداء َد َو ً‬ ‫ك الطهب ُ‬ ‫َ‬
‫ض ِّدهِ‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫اء بِ َ‬ ‫ِ‬
‫ضا إِهال َج َع َل لَهُ ش َف ً‬ ‫ْب َم َر ً‬ ‫اَّللُ لِ ْل َقل ِ‬
‫وب‪َ ،‬وَما َج َع َل ه‬ ‫اض الْ ُقلُ ِ‬ ‫ان أ َْم َر ِ‬ ‫ان َعلَى ِوَز ِ‬ ‫اض ْاألَبْ َد ِ‬‫َوأ َْم َر ُ‬
‫اء قَـ ْلبِ ِه‪ ،‬أَبْـ َرأَهُ إبذن هللا تعاىل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫علِمه ِ‬
‫ف َد َ‬ ‫اد َ‬ ‫صَ‬ ‫استَـ ْع َملَهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫ب ال هداء َو ْ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َ َُ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِاال ْحتِ َم ِاء ِم َن الت َ‬
‫هخ ِم‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫الش ْر ِ‬
‫اعاتُهُ ِيف ْاألَ ْك ِل َو ُّ‬ ‫ون اله ِذي يَـ ْنـبَ ِغي ُم َر َ‬ ‫الزاي َدةِ ِيف ا ْألَ ْك ِل َعلَى قَ ْد ِر ا ْحلاج ِة‪ ،‬والْ َقانُ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ََ َ‬ ‫‪َ ،‬و ِّ َ‬
‫ب ابْ ِن‬ ‫اء َش ًّرا ِم ْن بَطْ ٍن‪ِ ،‬حبَ ْس ِ‬ ‫آدم ٌّي ِو َع ً‬
‫ال‪« :‬ما م َِلَ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ َ َ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِيف «ال ُْم ْسنَد» َوغَ ِْريه‪َ :‬ع ْنهُ َ‬
‫ش َرابِِه‪ ،‬وثلث لنفسه» «‪. »7‬‬ ‫ث لِ َ‬ ‫ث لِطَ َع ِام ِه‪َ ،‬وثُـلُ ٌ‬ ‫ات ي ِقمن صلْبه‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن َال ب هد فَ ِ‬
‫اع ًال‪ ،‬فَـثُـلُ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫آد َم لَُق ْي َم ٌ ُ ْ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد والنسائي يف كتاب الزهد‪ ،‬وابن ماجه يف األطعمة واحلاكم يف األطعمة عن‬
‫املقدام بن معد يكرب‪ .‬قال احلاكم هو صحيح‪ .‬وقال ابن حجر يف فتح الباري‪ :‬حديث حسن‪.‬‬

‫(‪)75/7‬‬

‫ت ِأبَفْـ َعالِ ِه الطهبِ ِيعيه ِة‪،‬‬ ‫َض هر ْ‬ ‫ت ِيف الْبَ َد ِن َح هىت أ َ‬ ‫اديهةٌ تَ ُكو ُن َع ْن ِزَاي َدةِ َمادهةٍ أَفْـ َرطَ ْ‬ ‫اض َم ِّ‬‫ان‪ :‬أ َْم َر ٌ‬ ‫اض نَـو َع ِ‬
‫ْاأل َْم َر ُ ْ‬
‫الزَاي َدةُ ِيف الْ َق ْد ِر اله ِذي‬ ‫ض ِم ْاأل هَوِل‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ال الطه َع ِام َعلَى الْبَ َد ِن قَـ ْب َل َه ْ‬ ‫اض ْاألَ ْكثَ ِريهةُ‪َ ،‬و َسبَـبُـ َها إ ْد َخ ُ‬ ‫ِ‬
‫َوه َي ْاأل َْم َر ُ‬
‫ار ِم َن ا ْألَ ْغ ِذيَِة ال ُْم ْختَلِ َف ِة‬ ‫ض ِم‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْكثَ ُ‬ ‫اج إِلَْي ِه الْبَ َد ُن َوتَـنَ ُاو ُل‪ْ ،‬األَ ْغ ِذيَِة الْ َقلِيلَ ِة النهـ ْف ِع‪ ،‬الْبَ ِطيئَ ِة ا ْهلَ ْ‬
‫َْحيتَ ُ‬
‫اضا ُمتَـنَـ ِّو َعةً‪ِ ،‬م ْنـ َها‬ ‫اد ذَلِ َ‬
‫ك‪ ،‬أ َْوَرثَـ ْتهُ أ َْم َر ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ال ُْمتَـنَـ ِّو َع ِة‪ ،‬فَِإذَا َم َِلَ ْاآل َدم ُّي بَطْنَهُ م ْن َه ِذهِ ْاألَ ْغ ِذيَِة‪َ ،‬وا ْعتَ َ‬ ‫هراكِ ِ‬ ‫التـ َ‬
‫اج ِة‪َ ،‬وَكا َن ُم ْعتَ ِد ًال ِيف َك ِّميهتِ ِه َوَك ْي ِفيهتِ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫بَ ِطيءُ ال هزَو ِال َو َس ِريعُهُ‪ ،‬فَِإذَا تَـ َو هس َ‬
‫ط ِيف الْغ َذاء‪َ ،‬وتَـنَ َاو َل م ْنهُ قَ ْد َر ا ْحلَ َ‬
‫اع ِه ِابل ِْغ َذ ِاء الْ َكثِ ِري‪.‬‬
‫َكا َن انْتِ َفاع الْب َد ِن بِ ِه أَ ْكثَـر ِمن انْتِ َف ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ومراتِب ال ِْغ َذ ِاء ثََالثَةٌ‪ :‬أَح ُد َها‪ :‬مرتَـبةُ ا ْحلاج ِة‪ .‬والثهانِيةُ‪ :‬مرتَـبةُ ال ِ‬
‫ْك َفايَِة‪.‬‬ ‫َْ َ َ َ َ َ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ ُ‬
‫ط‬
‫صلْبَهُ‪ ،‬فَ َال تَ ْس ُق ُ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪ :‬أَنههُ ي ْك ِف ِيه لَُقيم ٌ ِ‬
‫ات يُق ْم َن ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫هب َ ه‬ ‫ضلَ ِة‪ .‬فَأَ ْخبَـ َر النِ ُّ‬‫َوالثهالِثَةُ‪َ :‬م ْرتَـبَةُ الْ َف ْ‬
‫ث‬‫ث ْاآل َخ َر لِل َْم ِاء‪َ ،‬والثهالِ َ‬ ‫ث بَطْنِ ِه‪َ ،‬ويَ َد ِع الثُّـلُ َ‬ ‫ف م َع َها‪ ،‬فَِإ ْن ََتَاوَزَها‪ ،‬فَـلْيأْ ُكل ِيف ثُـلُ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ضعُ ُ َ‬ ‫قُـ هوتُهُ‪َ ،‬وَال تَ ْ‬
‫اب‪ ،‬فَِإ َذا َوَر َد‬ ‫شر ِ‬
‫ضا َق َع ِن ال ه َ‬ ‫ْن إِ َذا ْامتَ َِلَ ِم َن الطه َع ِام َ‬ ‫ْب‪ ،‬فَِإ هن الْبَط َ‬ ‫س‪َ ،‬و َه َذا ِم ْن أَنْـ َف ِع َما لِلْبَ َد ِن َوالْ َقل ِ‬ ‫لِلنهـ َف ِ‬
‫يل‪َ ،‬ه َذا إِ َىل َما‬ ‫ب ِحبَ ْملِ ِه ِمبَْن ِزلَ ِة َح ِام ِل ا ْحلِ ْم ِل الث ِهق ِ‬‫هع ُ‬ ‫ب َوالتـ َ‬ ‫ض لَهُ الْ َك ْر ُ‬ ‫س‪َ ،‬و َع َر َ‬ ‫ضا َق َع ِن النهـ َف ِ‬ ‫اب َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫َعلَْي ِه ال ه‬
‫ات الهِيت يَ ْستَـ ْل ِزُم َها ال ِّ‬ ‫ش َهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـلْزم َذلِ َ ِ‬
‫شبَ ُع‪.‬‬ ‫ك م ْن فساد القلب‪ ،‬وكسل اجلوارح عن الئاعات‪َ ،‬وََتَُّرك َها ِيف ال ه َ‬ ‫َ َُ‬
‫ْب َوالْبَ َد ِن‪.‬‬ ‫ض ٌّر لِ ْل َقل ِ‬ ‫فَ ْامتِ َالء الْبطْ ِن ِمن الطهعاِم م ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ان‪ ،‬فَ َال أبْس بِ ِه‪ ،‬فَـ َق ْد َش ِرب أَبو هريـرةَ ِحب ْ ِ‬ ‫َحي ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َرة النِ ِّ‬
‫هب‬ ‫َ ُ ُ َْ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َه َذا إِذَا َكا َن َدائ ًما أ َْو أَ ْكثَ ِرهاي‪َ .‬وأَ هما إِذَا َكا َن ِيف ْاأل ْ َ‬
‫نب‪ ،‬ح هىت قَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫الص َحابَةُ‬ ‫َج ُد لَهُ َم ْسلَ ًكا «‪َ »7‬وأَ َك َل ِّ‬ ‫ك ِاب ْحل ِّق‪َ ،‬ال أ ِ‬
‫ال‪َ :‬والهذي بَـ َعثَ َ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم م َن الله َ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ض َرتِِه ِم َر ًارا َح هىت َشبِعُوا‪.‬‬ ‫ِحبَ ْ‬
‫ب َما يَـ ْقبَ ُل ِم َن ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬ال‬ ‫صبَهُ‪َ ،‬وإِِّمنَا يَـ ْق َوى الْبَ َد ُن ِحبَ ْس ِ‬ ‫ف الْ ُق َوى َوالْبَ َد َن‪َ ،‬وإِ ْن أَ ْخ َ‬ ‫ض ِع ُ‬‫ط يُ ْ‬ ‫شبَ ُع ال ُْم ْف ِر ُ‬‫َوال ِّ‬
‫ب َكثْـ َرتِِه‪.‬‬ ‫ِحبَ ْس ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم طَ َع َامهُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫س َم النِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سان ُج ْزءٌ أ َْرض ٌّي‪َ ،‬و ُج ْزءٌ َه َوائ ٌّي‪َ ،‬و ُج ْزءٌ َمائ ٌّي‪ ،‬قَ َ‬
‫اإلنْ ِ‬
‫َولَ هما َكا َن ِيف ِْ َ‬
‫َج َز ِاء الث َهالثَِة‪.‬‬
‫سهُ َعلَى ْاأل ْ‬ ‫َو َش َرابَهُ َونَـ َف َ‬
‫فَِإ ْن قِيل «فَأَين ح ُّ ِ‬
‫ي؟‪.‬‬ ‫ظ ا ْجلُْزء النها ِر ِّ‬ ‫َ َْ َ‬
‫يل‪َ :‬ه ِذهِ َم ْسأَلَةٌ تَ َكله َم فِ َيها األطباء‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن يف البدن جزء انراي ابلفعل‪ ،‬وهو أحد أركانه‬
‫ق َ‬
‫ِ‬
‫وأسطقساته» «‪. »2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الرقاق‪ :‬ابب كيف كان عيش النب صلّى هللا عليه وسلم وأصحابه وختليهم عن‬
‫الدنيا‬
‫(‪ )2‬لفظ يوانين أي أصوله َجع «اسطقس» مبعىن األصل‬

‫(‪)71/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ك َ ِ‬
‫ي ِابل ِْف ْع ِل‪،‬‬ ‫س ِيف الْبَ َد ِن ُج ْزءٌ َان ِر ٌّ‬ ‫آخ ُرو َن م َن الْعُ َق َالء م َن ْاألَطبهاء َوغَ ِْريه ْم‪َ ،‬وقَالُوا‪ :‬لَْي َ‬ ‫َوَان َز َع ُه ْم ِيف ذَلِ َ‬
‫استَ َدلهوا بِ ُو ُجوهٍ‪:‬‬ ‫َو ْ‬
‫ضيه ِة‪،‬‬ ‫َجز ِاء الْمائِيه ِة و ْاألَر ِ‬ ‫ي إِ هما أَ ْن ي هد َعى أَنهه نَـز َل َع ِن ْاألَثِ ِري‪ ،‬وا ْختـلَ َ ِ ِ ِ‬ ‫ك ا ْجلُْزَء النها ِر ه‬ ‫َح ُد َها‪ :‬أَ هن ذَلِ َ‬
‫ط هبَذه ْاأل ْ َ َ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ‬
‫ني‪ ،‬أَح ُد ُُها‪ :‬أَ هن النهار ِابلطهب ِع ص ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اع َدةٌ‪ ،‬فَـلَ ْو نَـ َزلَ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ال‪ :‬إنههُ تَـ َوله َد فِ َيها َوتَ َك هو َن‪َ ،‬و ْاأل هَو ُل ُم ْستَـ ْبـ َع ٌد لَِو ْج َه ْ ِ َ َ‬ ‫أ َْو يُـ َق ُ‬
‫وهلا أَ ْن تَـعبـر َعلَى ُكرةِ‬
‫َ‬ ‫ُْ َ‬
‫ِ‬
‫اء النها ِريهةَ الب ّد ِيف نُـ ُز َ‬ ‫َج َز َ‬
‫ْك ْاأل ْ‬ ‫هاين‪ :‬أَ هن تِل َ‬ ‫اس ٍر ِم ْن َم ْرَك ِزَها إِ َىل َه َذا ال َْعاََِل‪ .‬الث ِ‬‫ت بَِق ِ‬ ‫لَ َكانَ ْ‬
‫يل‪،‬‬ ‫اه ُد يف هذا العاَل أن النار العظيمة تنطفىء ِابل َْم ِاء الْ َقلِ ِ‬ ‫شِ‬ ‫ال هزْم َه ِري ِر الهِيت ِه َي ِيف غَايَِة الْبَـ ْرِد‪َ ،‬وَْْن ُن نُ َ‬
‫ريةُ ِع ْن َد ُم ُروِرَها بِ ُك َرةِ ال هزْم َه ِري ِر الهِيت ِه َي ِيف غَايَِة الْبَـ ْرِد‪َ ،‬وِهنَايَِة ال ِْعظَِم أ َْو َىل ِاب ِالنْ ِط َف ِاء‪.‬‬ ‫صغ َ‬
‫ْك ْاألَجزاء ال ه ِ‬
‫فَتل َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ار َان ًرا بَـ ْع َد أَ ْن ََلْ‬ ‫صَ‬ ‫هاين‪َ -‬و ُه َو أن يقال‪ :‬إهنا تكونت ها هنا‪ -‬فَـ ُه َو أَبْـ َع ُد َوأَبْـ َع ُد‪ ،‬ألَ هن ا ْجل ْس َم الهذي َ‬ ‫َوأَ هما الث ِ‬
‫ان ِيف َه ِذهِ ْاأل َْربَـ َع ِة‪،‬‬ ‫ضا‪ ،‬وإِ هما ماء‪ ،‬وإِ هما َهواء ِال ِْْنصا ِر ْاألَرَك ِ‬ ‫ك‪ ،‬قَ ْد َكا َن قَـبل صيـر ِِ‬ ‫يَ ُك ْن َك َذلِ َ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ورته إِ هما أ َْر ً َ َ ً َ َ ً‬ ‫ْ َ َْ ُ َ‬
‫هص ًال ِهبَا‪َ ،‬وا ْجلِ ْس ُم اله ِذي َال يَ ُكو ُن َان ًرا‬ ‫َجس ِام‪ ،‬ومت ِ‬ ‫وه َذا اله ِذي قَ ْد صار َانرا أ هَوًال‪َ ،‬كا َن ُخمْتلِطًا ِأب ِ ِ ِ‬
‫َحد َهذه ْاأل ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ً‬ ‫ََ‬
‫ب َان ًرا ِألَنههُ ِيف نَـ ْف ِس ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫َجس ٍام َع ِظيم ٍة لَْيس ْ ِ‬ ‫إِذَا ا ْختَـلَ َ ِ‬
‫ت بنَا ٍر َوَال َواحد م ْنـ َها‪َ ،‬ال يَ ُكو ُن ُم ْستَع ًّدا ألَ ْن يَـ ْنـ َقل َ‬ ‫َ َ‬ ‫ط أب ْ َ‬
‫ف يَ ُكو ُن ُم ْستَ ِع ًّدا ِالنْ ِق َالبِ ِه َان ًرا؟‬ ‫ام ال ُْم ْختَلِطَةُ َاب ِر َدةٌ‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫سُ‬ ‫س بِنَا ٍر‪َ ،‬و ْاأل ْ‬
‫َج َ‬ ‫لَْي َ‬
‫ب ُخمَالَطَتِ َها إ هاي َها؟‬ ‫ِ‬ ‫اك أَجزاء َان ِريهةٌ تَـ ْقلِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سبَ ِ‬ ‫ام‪َ ،‬وََتْ َعلُ َها َان ًرا ب َ‬ ‫سَ‬ ‫َج َ‬ ‫ب َهذه ْاأل ْ‬ ‫ُ‬ ‫فَِإ ْن قُـلْتُ ْم‪َ :‬لَ َال تَ ُكو ُن ُهنَ َ ْ َ ٌ‬
‫َج َز ِاء النها ِريهِة َكالْ َك َالِم ِيف ْاأل هَوِل‪ ،‬فَِإ ْن قُـلْتُ ْم‪:‬‬ ‫ْك ْاأل ْ‬‫ول تِل َ‬ ‫ص ِ‬ ‫قُـلْنَا‪ :‬الْ َك َال ُم ِيف ُح ُ‬
‫ش ْم ِ‬ ‫ص ُل ِم ْنـ َها انرا‪َ ،‬وإِذَا َوقَ َع ُش َعاعُ ال ه‬ ‫ش الْم ِاء َعلَى النـهورةِ «‪ »7‬الْمطْ َفأَةِ تَـ ْنـ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫س َعلَى‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫إ هان نَـ َرى م ْن َر ِّ َ‬
‫ت ِع ْن َد‬ ‫هار‪َ ،‬وُك ُّل َه ِذهِ النها ِريهِة َح َدثَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َربْـنَا ا ْحلَ َج َر َعلَى ا ْحلَديد‪ ،‬ظَ َه َرت الن ُ‬ ‫هار ِم ْنـ َها‪َ ،‬وإِذَا َ‬ ‫ِ‬
‫ورة‪ ،‬ظَ َه َرت الن ُ‬
‫الْبـلُّ ِ‬
‫َ َ‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ك يُـ ْب ِط ُل َما قَـ هرْرَُتُوهُ ِيف ال ِْق ْس ِم ْاألَ هوِل أَيْ ً‬ ‫ِاال ْختِ َال ِط‪َ ،‬و َذلِ َ‬
‫ارةِ َعلَى‬ ‫ضر ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْحل َج َ‬ ‫ال ال ُْم ْنك ُرو َن‪َْْ :‬ن ُن َال نُـ ْنك ُر أن تكون املصا ّكة [‪ ]2‬لشديدة ُُْمدثَةً للنها ِر‪َ ،‬ك َما ِيف َ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ورةِ‪ ،‬لَكِنها نَ ْستَـ ْب ِع ُد َذلِ َ‬
‫ك ِج ًّدا ِيف أ ْ‬
‫َج َر ِام‬ ‫شم ِ ِ ِ‬
‫س ُُْمدثَةً للنها ِر‪َ ،‬ك َما ِيف الْبَـلُّ َ‬ ‫يد‪ ،‬أ َْو تَ ُكو ُن قُـ هوةُ تَ ْس ِخ ِ‬
‫ني ال ه ْ‬
‫ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫س يف أجرامها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النـهبَات َوا ْحلَيَـ َوان‪ ،‬إ ْذ لَْي َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬تطلعه النّورة على حجر الكلس‪ ،‬م غلب هذا اللفظ على مواد تضاف إىل الكلس من زرنيخ‬
‫وغريه‪.‬‬

‫(‪)71/7‬‬

‫ورةِ‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ص َف ِاء و ِّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ِاال ِ ِ‬


‫ف‬ ‫الص َقال َما يَـ ْبـلُ ُغ إِ َىل َح ّد الْبَـلُّ َ‬ ‫وث النها ِر‪َ ،‬وَال ف َيها م َن ال ه َ‬ ‫ب ُح ُد َ‬ ‫صط َكاك َما يُوج ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ف يُـ َولِّ ُد‬ ‫ص ُل إِ َىل َاب ِطنِ َها َك ْي َ‬‫الشعاعُ اله ِذي ي ِ‬
‫َ‬ ‫هار الْبَـتهةَ‪ ،‬فَ ُّ َ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫س يَـ َق ُع َعلَى ظَاه ِرَها‪ ،‬فَ َال تَـتَـ َول ُد الن ُ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫َو ُش َعاعُ ال ه‬
‫ار؟‪.‬‬ ‫النه َ‬
‫الس ُخونَِة ِابلطهْب ِع‪،‬‬ ‫يق ِيف غَايَِة ُّ‬ ‫اب ال َْعتِ َ‬ ‫َطبهاءَ َُْم ِمعُو َن َعلَى أَ هن ال ه‬ ‫هاين‪ِ :‬يف أَص ِل الْمسأَلَ ِة‪ :‬أَ هن ْاأل ِ‬ ‫ال َْو ْجهُ الث ِ‬
‫ش َر َ‬ ‫ْ َْ‬
‫ب ْاألَجز ِاء النها ِريهِة‪ ،‬لَ َكانت ُُم ًاال إ ْذ تِْلك ْاألَجزاء النها ِريهةُ مع ح َق ِ‬
‫ف‬‫ارهتَا َك ْي َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫سبَ ِ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫الس ُخونَةُ ب َ‬ ‫ْك ُّ‬‫ت تِل َ‬ ‫فَـلَ ْو َكانَ ْ‬
‫ِ‬ ‫يـع َقل بـ َقا ُؤها ِيف ْاأل ِ‬
‫يمةَ تُطْ َفأُ‬ ‫هار ال َْعظ َ‬‫َج َزاء املائية الغالبة دهرا طويال‪ ،‬حبيث ال تنطفىء َم َع أَ هان نَـ َرى الن َ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ َ َ‬
‫يل‪.‬‬‫ِابل َْم ِاء الْ َقلِ ِ‬
‫واب ِاب ْجلُْزِء ال َْمائِ ِّي اله ِذي فِ ِيه‪،‬‬ ‫ات ج ْزء َان ِر ٌّ ِ‬
‫ي ِابلْف ْع ِل‪ ،‬لَ َكا َن َم ْغلُ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‪ :‬أَنههُ لَ ْو َكا َن ِيف ا ْحلَيَـ َوان َوالنـهبَ ُ ٌ‬ ‫ال َْو ْجهُ الثهالِ ُ‬
‫ب طَبِ َيع ِة ال َْم ْغلُ ِ‬
‫وب‬ ‫ِ ِ‬
‫ض يَـ ْقتَضي انْق َال َ‬ ‫اص ِر َعلَى بَـ ْع ٍ‬ ‫ض الطهبائِ ِع والْعنَ ِ‬
‫ورا بِه‪َ ،‬وغَلَبَةُ بَـ ْع ِ َ َ َ‬
‫ي م ْقه ِ‬
‫َوَكا َن ا ْجلُْزءُ النها ِر ُّ َ ُ ً‬
‫َج َز ِاء النها ِريهِة الْ َقلِيلَ ِة ِج ًّدا إِ َىل طَبِ َيع ِة ال َْم ِاء اله ِذي‬ ‫ْك ْاأل ْ‬ ‫إِ َىل طَبِ َيع ِة الغالب‪ ،‬فكان يلزم ابلضرورة انقالؤب تِل َ‬
‫ُهو ِ‬
‫ض ُّد النها ِر‪.‬‬ ‫َ‬
‫اضع متَـع ِّد َدةٍ‪ُ ،‬خيَِْب ِيف بـ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنْ ِ ِ ِ‬
‫ض َها أَنههُ‬ ‫ُ َ‬ ‫سان ِيف كتَابِه ِيف َم َو َ ُ َ‬ ‫ْق ِْ َ‬ ‫ال َْو ْجهُ ال هرابِ ُع‪ :‬أَ هن ه‬
‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل ذَ َك َر َخل َ‬
‫ِ‬ ‫ضها أَنهه َخلَ َقه ِمن الْمرهك ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫ني‪،‬‬‫ب م ْنـ ُه َما َو ُه َو الطّ ُ‬ ‫َخلَ َقهُ م ْن َماء‪َ ،‬ويف بَـ ْعض َها أَنههُ َخلَ َقهُ م ْن تُـ َراب‪َ ،‬ويف بَـ ْع َ ُ ُ َ ُ َ‬
‫ني اله ِذي َ‬ ‫ِ‬ ‫ْص ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار‬
‫صَ‬ ‫يح َح هىت َ‬ ‫الر ُ‬‫س َو ِّ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ض َربَـ ْتهُ ال ه‬ ‫ال َكالْ َفخها ِر‪َ ،‬و ُه َو الطّ ُ‬ ‫صل َ‬ ‫َوِيف بَـ ْعض َها أَنههُ َخلَ َقهُ م ْن َ‬
‫اصيهةَ إبلِ‬‫ك َخ ِ‬ ‫اح ٍد أَنهه َخلَ َقه ِمن َان ٍر‪ ،‬بل جعل ذَلِ‬ ‫ض ٍع و ِ‬ ‫ِ‬
‫ت ِيف‬ ‫يس‪َ .‬وثَـبَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْص ًاال َكالْ َفخها ِر‪َ ،‬وََلْ ُخيِْ َْب ِيف َم ْو َ‬ ‫صل َ‬ ‫َ‬
‫ان ِم ْن‬ ‫ت ال َْم َالئِ َكةُ ِم ْن نُوٍر‪َ ،‬و ُخلِ َق ا ْجلَ ُّ‬ ‫ال» ُخلِ َق ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح مسلم» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫«َ‬
‫اَّللُ ِيف كِتَابِ ِه فَـ َقطْ‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫آدم ِممها و ِ‬ ‫ِ‬ ‫مار ٍ ِ‬
‫ص َفهُ ه‬ ‫يح ِيف أَنههُ ُخل َق ممها َو َ‬ ‫ص ِر ٌ‬‫ف لَ ُك ْم» «‪َ . »7‬و َه َذا َ‬ ‫ص َ‬ ‫ِج م ْن َان ٍر‪َ ،‬و ُخل َق َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫ف لَنَا ُس ْب َحانَهُ أَنههُ َخلَ َقهُ ِم ْن َان ٍر‪َ ،‬وَال أَ هن ِيف َمادهتِِه َش ْيـئًا ِم َن النها ِر‪.‬‬ ‫ص ْ‬ ‫وََل ي ِ‬
‫ََْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَ ِامس‪ :‬أَ هن غَايةَ ما يست ِدلِّو َن بِ ِه ما ي َ ِ‬
‫يل َعلَى‬ ‫شاه ُدو َن م َن ا ْحلََر َارة ِيف أَبْ َدان ا ْحلَيَـ َوان‪َ ،‬وه َي َدل ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬ ‫ال َْو ْجهُ ْ ُ‬
‫َع ُّم ِم َن النها ِر‪ ،‬فَِإ ِّهنَا تَ ُكو ُن َع ِن النها ِر َات َرًة‪َ ،‬و َع ِن ا ْحلََرَك ِة‬ ‫ْاأل ِ‬
‫اب ا ْحلََر َارةِ أ َ‬
‫َسبَ َ‬
‫ِ‬
‫َج َزاء النها ِريهة‪َ ،‬و َه َذا َال يَ ُد ُّل‪ ،‬فَِإ هن أ ْ‬
‫ْ‬
‫اسطَِة ُس ُخونَِة ا ْهلََو ِاء‬‫ك بِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اس ْاألَشعهة‪َ ،‬و َع ْن ُس ُخونَة ا ْهلََواء‪َ ،‬و َع ْن َُمَ َاوَرة النها ِر‪َ ،‬وذَل َ َ‬
‫أُ ْخرى‪ ،‬و َع ِن انْ ِع َك ِ ِ ِ‬
‫َ َ‬
‫ُخ َر‪ ،‬فَ َال يَـل َْزُم ِم َن ا ْحلََر َارةِ النار‪.‬‬
‫اب أ َ‬ ‫َسبَ ٍ‬
‫ضا‪َ ،‬وتَ ُكو ُن َع ْن أ ْ‬ ‫أَيْ ً‬
‫__________‬
‫(‪َ )7‬ل خيرجه البخاري‪ .‬وقد رواه اإلمام أْحد واإلمام مسلم يف آخر صحيحه عن عائشة‪.‬‬

‫(‪)79/7‬‬

‫ضي طَْب َخ ُه َما‬ ‫وم أَ هن التـُّراب والْماء إِ َذا ا ْختَـلَطَا فَ َال ب هد َهلُما ِمن حرارةٍ تَـ ْقتَ ِ‬ ‫ال أَصحاب النها ِر‪ِ :‬من الْمعلُ ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫قَ َ ْ َ ُ‬
‫ك إِذَا أَلْ َق ْيـنَا الْبَ ْذ َر ِيف ال ِطّ ِ‬
‫ني‬ ‫هح ًدا بِ ِه‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِج لِ ْْل َخ ِر‪ ،‬وَال مت ِ‬
‫َ ُ‬ ‫اج ُه َما‪َ ،‬وإِهال َكا َن ُكلٌّ ِم ْنـ ُه َما غَْيـ َر ممَُاز ٍ‬ ‫ِ‬
‫َو ْامت َز َ‬
‫ض ٌج طَابِ ٌخ‬ ‫ب ِجسم م ْن ِ‬
‫ص َل ِيف ال ُْم َرهك ِ ْ ٌ ُ‬ ‫س َد‪ ،‬فَ َال َخيْلُو‪ ،‬إِ هما أَ ْن َْحي ُ‬ ‫س فَ َ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ص ُل إِلَْي ِه ا ْهلََواءُ َوَال ال ه‬ ‫ث َال ي ِ‬
‫حبَْي ُ َ‬
‫ِ‬
‫ص ْل‪َ ،‬ل يكن املركب مسخنا بطبعه‪ ،‬بل بَ ْل إِ ْن‬ ‫ي‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ َْحي ُ‬ ‫ص َل‪ ،‬فَـ ُه َو ا ْجلُْزءُ النها ِر ُّ‬ ‫ِابلطهْب ِع أ َْو َال‪ ،‬فَِإ ْن َح َ‬
‫ارا ِيف طَْب ِع ِه‪َ ،‬وَال ِيف َك ْي ِفيهتِ ِه‪،‬‬ ‫ش ْيءُ َح ًّ‬ ‫ض ُّي‪ََ ،‬لْ يَ ُك ِن ال ه‬ ‫ني الْعر ِ‬
‫هسخ ُ َ َ‬
‫ال الت ِ‬
‫ني َع َرضيها‪ ،‬فَِإذَا َز َ ْ‬
‫سخهن َكا َن التهس ِخ ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت‪ِ ،‬ألَ هن‬ ‫َوَكا َن َاب ِر ًدا ُمطْلَ ًقا‪ ،‬لَ ِك ْن ِم َن ْاألَ ْغ ِذيَِة َو ْاألَ ْد ِويَِة َما يَ ُكو ُن حارا ابلطبع‪ ،‬فعل أَ هن َح َر َارتَـ َها إِ همنَا َكانَ ْ‬
‫فِ َيها َج ْو َه ًرا َان ِرًّاي‪.‬‬
‫ت م ْقتَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ضا فَـلَو ََل ي ُكن ِيف الْب َد ِن ج ْزء م ِ‬
‫ضيَةً‬ ‫ب أَ ْن يَ ُكو َن ِيف هنَايَة الْبَـ ْرد‪ ،‬ألَ هن الطهبِ َيعةَ إِ َذا َكانَ ْ ُ‬ ‫س ّخ ٌن لََو َج َ‬ ‫َ ُ ٌَُ‬ ‫َوأَيْ ً ْ ْ َ ْ‬
‫ك لَ َما‬ ‫ْصى الْغَايَِة‪َ ،‬ولَ ْو َكا َن َك َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ب انْت َهاءُ الْبَـ ْرد إِ َىل أَق َ‬
‫ض‪ ،‬وج ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َخاليَةً َع ِن ال ُْم َعا ِون َوال ُْم َعا ِر ِ َ َ َ‬
‫لِ ْلبـرِد‪ ،‬وَكانَ ْ ِ‬
‫َْ َ‬
‫ش ْيءُ َال يَـ ْنـ َف ِع ُل َع ْن‬ ‫اص َل إِلَْي ِه إِ َذا َكا َن ِيف الْغَايَِة َكا َن ِمثْـلَهُ‪َ ،‬وال ه‬ ‫اإل ْحساس ِابلْبـرِد‪ِ ،‬ألَ هن الْبـر َد الْو ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ص َل َهلَا ِْ َ ُ َ ْ‬ ‫َح َ‬
‫ال يَ ُكو ُن‬ ‫س بِ ِه ََلْ يَـتَأَهَلْ َع ْنهُ‪ ،‬وإِ ْن َكا َن ُدونَهُ فَـ َع َد ُم ِاالنْ ِف َع ِ‬
‫َ‬ ‫س بِ ِه‪َ ،‬وإِ َذا ََلْ َحيُ ه‬ ‫ِمثْلِ ِه‪َ ،‬وإِذَا ََلْ يَـ ْنـ َف ِع ْل َع ْنهُ ََلْ َحيُ ه‬
‫س ِّخ ٌن ِابلطهْب ِع لَ َما انْـ َف َع َل َع ِن الْبَـ ْرِد‪َ ،‬وَال ََتَهَلَ بِ ِه‪ .‬قَالُوا‪َ :‬وأ َِدلهتُ ُك ْم إِ همنَا‬ ‫ِ‬
‫أ َْو َىل‪ ،‬فَـلَ ْو ََلْ يَ ُك ْن ِيف الْبَ َدن ُج ْزءٌ ُم َ‬
‫ات َعلَى َح ِاهلَا‪َ ،‬وطَبِ َيعتِ َها النها ِريهِة‪َ ،‬وَْْن ُن َال نَـ ُق ُ‬
‫ول‬ ‫َجزاء النها ِريهةُ ابقِيةٌ ِيف َه ِذهِ الْمرهكب ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ول‪ْ :‬األ ْ َ ُ‬ ‫تُـ ْب ِط ُل قَـ ْو َل َم ْن يَـ ُق ُ‬
‫اج‪.‬‬ ‫س ُد ِع ْن َد ِاال ْمتِ َز ِ‬ ‫ِ‬
‫ورتَـ َها النـ ْهوعيهةَ تَـ ْف ُ‬
‫صَ‬ ‫ول‪ :‬إِ هن ُ‬ ‫ك‪ ،‬بَ ْل نَـ ُق ُ‬ ‫بِ َذلِ َ‬
‫ض َجةُ الطه ِاِخَةُ َهلَا‬ ‫ت‪ ،‬فَا ْحلرارةُ الْم ْن ِ‬ ‫اء إِذَا ا ْختَـلَطَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫اء َوا ْهلََو َ‬‫ض َوال َْم َ‬ ‫ال‪ :‬إِ هن ْاأل َْر َ‬ ‫وز أَ ْن يُـ َق َ‬
‫ال ْاآل َخ ُرو َن «َلَ َال َجيُ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ال نضجه مستعد لقبور ا ْهلَْيـئَ ِة التـ ْهركِيبِيه ِة‬ ‫ك الْمرهكب ِع ْن َد َكم ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َو َسائِ ِر الْ َك َواكِ ِ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫ِه َي َح َر َارةُ ال ه‬
‫َ‬ ‫ب‪ ،‬مُه ذَل َ ُ َ ُ‬
‫ات‬‫الس ُخونَةَ وا ْحلرارةَ الهِيت ِيف الْمرهكب ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ْك ُّ‬ ‫الس ُخونَِة نَـبَ ًاات َكا َن أ َْو َحيَـ َو ًاان أ َْو َم ْع ِد ًان‪َ ،‬وَما ال َْمانِ ُع أَ هن تِل َ‬ ‫اسطَِة ُّ‬ ‫بِو ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫اج َال ِمن أ ٍ ٍ ِ ِ‬ ‫ك ِاال ْمتِ َز ِ‬ ‫اَّللُ تَـ َع َاىل ِع ْن َد َذلِ َ‬
‫ص َوقُـ ًوى ُْحي ِدثُـ َها ه‬ ‫سبَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل لَ ُك ْم‬ ‫َج َزاء َان ِريهة ابلْف ْع ِل؟ َوَال َسب َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ب َخ َوا ه‬ ‫ه َي ب َ‬
‫ك‪.‬‬‫َطبه ِاء بِ َذلِ َ‬
‫ض َال ِء ْاأل ِ‬ ‫اعةٌ ِم ْن فُ َ‬ ‫ف ََجَ َ‬ ‫ان الْبَـتهةَ‪َ ،‬وقَ ِد ا ْعتَـ َر َ‬ ‫اإل ْم َك ِ‬
‫ال َه َذا ِْ‬ ‫إِ َىل إِبْطَ ِ‬
‫ول‪َ :‬ه َذا يَ ُد ُّل َعلَى أَ هن ِيف الْبَ َد ِن َح َر َارًة َوتَ ْس ِخينًا‪َ ،‬وَم ْن يُـ ْن ِك ُر‬ ‫اس الْبَ َد ِن ِابلْبَـ ْرِد‪ ،‬فَـنَـ ُق ُ‬
‫س ِ‬ ‫َوأَ هما َح ِد ُ ِ‬
‫يث إ ْح َ‬
‫س ِّخ ِن ِيف النها ِر‪ ،‬فَِإنههُ َوإِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذَلِ َ ِ‬
‫صا ِر ال ُْم َ‬‫يل َعلَى ْاْن َ‬ ‫ك؟ لَك ْن َما ال هدل ُ‬
‫(‪)79/7‬‬

‫س ِّخ ِن َان ٌر‪.‬‬ ‫ضيهةَ َال تَـ ْنـع ِكس ُكلِّيهةً‪ ،‬بل َع ْكسها ال ه ِ‬ ‫َكا َن ُك ُّل َان ٍر مس ِّخنًا‪ ،‬فَِإ هن َه ِذهِ الْ َق ِ‬
‫ض ال ُْم َ‬ ‫صاد ُق بَـ ْع ُ‬ ‫َ ْ َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ‬
‫اد َها‬ ‫َطبه ِاء َعلَى بـ َق ِاء صورِهتَا‪ ،‬النـهو ِعيه ِة‪ ،‬والْ َقو ُل بَِفس ِ‬ ‫اد صورةِ النها ِر النـهو ِعيه ِة‪ ،‬فَأَ ْكثَـر ْاأل ِ‬ ‫وأَ هما قَـولُ ُكم بَِف ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫س ُ َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬
‫ادهِ أفضل متأخريكم «‪ »7‬يف كتابه املسمى ابلشفاء‪َ ،‬وبَـ ْرَه َن َعلَى بَـ َق ِاء‬ ‫ف بَِفس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫قَـ ْو ٌل فَاس ٌد قَد ا ْعتَـ َر َ َ‬
‫ََجَ َع َعلَى طَبَائِ ِع َها يف املركبات‪ .‬وابهلل التوفيق‪.‬‬ ‫ان أ ْ‬ ‫ْاألَرَك ِ‬
‫ْ‬
‫فصل‪ :‬يف عالجه ص للمرض‬
‫ض ثََالثَةَ أَنْـ َو ٍاع‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم لِل َْم َر ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫َوَكا َن ع َال ُجهُ َ‬
‫َح ُد َها‪ِ :‬اب ْألَ ْد ِويَِة الطهبِ ِيعيه ِة‪.‬‬ ‫أَ‬
‫اإل َهلِيه ِة‪.‬‬
‫هاين‪ِ :‬اب ْألَ ْد ِويَِة ِْ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ب ِم َن ْاأل َْم َريْ ِن‪.‬‬ ‫ث‪ِ :‬ابل ُْمرهك ِ‬
‫َ‬ ‫َوالثهالِ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع الث َهالثَةَ ِمن َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫ص َف َها‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬فَـنَـ ْب َدأُ بِذ ْك ِر ْاألَ ْد ِويَة الطهبِيعيهة الهِيت َو َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َوَْْن ُن نَ ْذ ُك ُر ْاألَنْـ َو َ‬
‫اإل َهلِيهةَ‪ ،‬مُه ال ُْم َرهكبَةَ‪.‬‬
‫استَـ ْع َملَ َها‪ ،‬مُه نَ ْذ ُك ُر ْاألَ ْد ِويَةَ ِْ‬ ‫َو ْ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وإِ َىل‬‫اعيا إِ َىل هِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم إِِّمنَا ب ِع َ ِ‬ ‫ول هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ث َهاد ًاي‪َ ،‬و َد ً‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ارًة‪ ،‬فَِإ هن َر ُس َ‬ ‫َو َه َذا إِ ّمنَا نُشريُ إِلَْيه إِ َش َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫َّلل‪ ،‬ومبـيِنا لِ ِْلُهم ِة مواقِع ِر َ ِ‬
‫َبُه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاهُ َوآم ًرا َهلُ ْم هبَا‪َ ،‬وَم َواق َع َس َخطه َوَانهيًا َهلُ ْم َع ْنـ َها‪َ ،‬و ُخمِْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َجنهتِ ِه‪َ ،‬وُم َع ِّرفًا ِابَ هِ َ ُ َ ًّ‬
‫اد‪ ،‬وَكي ِفيهةَ َش َقاوةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار َختْلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار ْاألَنْبِيَ ِاء َو ُّ‬
‫َ‬ ‫يق ال َْعاََِل‪َ ،‬وأ َْم َر ال َْم ْب َدأ َوال َْم َع َ ْ‬ ‫َح َوا َهلُ ْم َم َع أ َُمم ِه ْم‪َ ،‬وأَ ْخبَ َ‬‫الر ُس ِل َوأ ْ‬ ‫أَ ْخبَ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اب ذَلِ َ‬ ‫َسبَ َ‬ ‫ادهتَا‪َ ،‬وأ ْ‬
‫وس وسع َ ِ‬
‫النُّـ ُف ِ َ َ َ‬
‫اج ِة إِلَْي ِه‪ ،‬فَِإذَا‬ ‫ِ‬ ‫ودا لِغَ ِْريهِ‪ِ ،‬حبَْي ُ‬ ‫ِِ‬ ‫اء ِم ْن تَ ْك ِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأَ هما ِط ُّ‬
‫ث إِ همنَا يُ ْستَـ ْع َم ُل ع ْن َد ا ْحلَ َ‬ ‫ص ً‬ ‫يل َش ِر َيعته‪َ ،‬وَم ْق ُ‬ ‫ب ْاألَبْ َدان «فَ َج َ‬
‫ص هحتِ َها‪َ ،‬و َدفْ ِع‬ ‫اح‪ ،‬و ِح ْف ِظ ِ‬ ‫ف ا ْهلِ َم ِم َوالْ ُق َوى إِ َىل ِع َال ِج الْ ُقلُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وب َو ْاألَ ْرَو ِ َ‬ ‫ص ْر ُ‬‫قَ َد َر َعلَى اال ْستغْنَاء َع ْنهُ‪َ ،‬كا َن َ‬
‫ص َالح الْب َد ِن بِ ُد ِ‬ ‫ود ِابلْ َق ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ْب َال‬ ‫ص َال ِح الْ َقل ِ‬ ‫ون إِ ْ‬ ‫صد ْاأل هَوِل‪َ ،‬وإِ ْ ُ َ‬ ‫ص َ‬ ‫َس َقام َها‪َ ،‬وْحْيَت َها ممها يُـ ْفس ُد َها ُه َو ال َْم ْق ُ‬ ‫ْ‬
‫ض هرةٌ َزائِلَةٌ تَـ ْع ُقبُـ َها ال َْم ْنـ َف َعةُ الدائمة‬ ‫ريةٌ ِج ًّدا‪َ ،‬و ِه َي َم َ‬ ‫ْب م َ ِ‬
‫ض هرتُهُ يَس َ‬ ‫ص َال ِح الْ َقل ِ َ‬ ‫اد الْبَ َد ِن َم َع إِ ْ‬ ‫سُ‬ ‫يَـ ْنـ َف ُع‪َ ،‬وفَ َ‬
‫التامة‪ ،‬وابهلل التوفيق‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أي الشيخ الرئيس أبو علي احلسني بن عبد هللا بن سينا تويف عام ‪ 429‬هـ‪.‬‬
‫(‪)21/7‬‬

‫ج ِاب ْألَ ْد ِويَِة الطهبِ ِيعيه ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫ذ ْك ُر الْق ْس ِم ْاألَ هول َو ُه َو الْع َال ُ‬

‫ص ٌل ِيف َه ْديِ ِه ِيف ِع َال ِج ا ْحلُ همى‬‫فَ ْ‬


‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ْن انفع‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن عُ َم َر‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫هب َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫وها ِابل َْم ِاء» «‪. »7‬‬ ‫هم‪ ،‬فَأَبْ ِر ُد َ‬
‫ِ‬
‫احلمى أو ش ّدة م ْن فَـ ْي ِح َج َهن َ‬ ‫ّ‬ ‫«إ ّمنا‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوقَ ْد أَ ْش َك َل َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫يث َعلَى َكثِ ٍري م ْن َج َهلَة ْاألَطبهاء‪َ ،‬وَرأ َْوهُ ُمنَافيًا ل َد َواء ا ْحلُ همى َوع َال ِج َها‪َ ،‬وَْْن ُن نُـبَـِّ ُ‬
‫ني‬
‫اَّلل وقُـ هوتِِه وجهه وفِ ْقهه‪ ،‬فَـنـ ُق ُ ِ‬
‫ض‪،‬‬‫ان‪َ :‬عامٌّ ِأل َْه ِل ْاأل َْر ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم نَـو َع ِ‬
‫ََ َ ْ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬ ‫اب النِ ِّ‬ ‫ول‪« :‬خطَ ُ‬ ‫ِحبَ ْوِل هِ َ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ‬
‫هاين‪َ :‬ك َق ْولِ ِه‪َ « :‬ال تَ ْستَـ ْقبِلُوا ال ِْق ْبـلَةَ بِغَائِ ٍط» ‪َ .‬وَال بول‪ ،‬وال‬ ‫ض ِه ْم‪ ،‬فَ ْاأل هَو ُل « َك َعا هم ِة ِخطَابِ ِه‪َ ،‬والث ِ‬
‫اص بِبـ ْع ِ‬
‫َو َخ ٌّ َ‬
‫ب وَال ال ِْعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تسدبروها‪ ،‬ولَ ِكن َش ِرقُوا‪ ،‬أَو غَ ِربوا» «‪ ، »2‬فَـه َذا لَي ِِ ٍ ِ‬
‫اق‪،‬‬ ‫س ِخطَاب أل َْه ِل ال َْم ْش ِرق َوال َْم ْغ ِر َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ ُّ‬ ‫َ ْ ّ‬
‫ب قِ ْبـلَةٌ» »‬ ‫ني ال َْم ْش ِر ِق َوال َْم ْغ ِر ِ‬
‫ك قَـ ْولُهُ‪َ « :‬ما بَـ ْ َ‬‫ش ِام َوغَ ِْريَها‪َ .‬وَك َذلِ َ‬
‫َولَ ِك ْن ِأل َْه ِل ال َْم ِدينَ ِة َوَما َعلَى مسَْتِ َها‪َ ،‬كال ه‬
‫‪.‬‬
‫ات الهِيت‬ ‫اص أبهل احلجاز‪ ،‬وما و َاال ُهم‪ ،‬إِ ْذ َكا َن أَ ْكثَـر ا ْحل ِميه ِ‬ ‫يث َخ ٌّ‬ ‫ف َه َذا‪ ،‬فَ ِخطَابهُ ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫َوإِذَا عُ ِر َ‬
‫ُ ُّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫س‪َ ،‬و َه ِذهِ يَـ ْنـ َفعُ َها ال َْماءُ الْبَا ِر ُد‬ ‫ادثَِة َع ْن ِش هدةِ َح َر َارةِ ال ه‬ ‫ض َهلُم ِمن نَـو ِع ا ْحل همى الْيـوِميه ِة الْعر ِ‬
‫ضيه ِة ا ْحل ِ‬
‫ش ْم ِ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫تَـ ْع ِر ُ ْ ْ ْ ُ َ ْ‬
‫ش َرايِ ِ‬
‫ني‬ ‫وح َوال هدِم ِيف ال ه‬ ‫ث ِم ْنهُ بِتَـ َو ُّس ِط ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫ْب‪َ ،‬وتَـ ْنـبَ ُّ‬ ‫س ًاال‪ ،‬فَِإ هن ا ْحلُ همى َح َر َارةٌ غَ ِريبَةٌ تَ ْشتَ ِع ُل ِيف الْ َقل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُش ْرًاب َوا ْغت َ‬
‫ال الطهبِ ِيعيه ِة‪َ ،‬و ِهي تَـ ْنـ َق ِس ُم إِ َىل قِ ْس َم ْ ِ‬
‫ني‪:‬‬ ‫َجي ِع الْب َد ِن‪ ،‬فَـتَ ْشتَ ِعل فِ ِيه ا ْشتِع ًاال ي ِ‬
‫ض ُّر ِاب ْألَفْـ َع ِ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْعُ ُروق إِ َىل َ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫صابَِة َح َر َارةِ الشمس‪ ،‬أو القيظ الشديد‪ ،‬وْنو ذلك‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َع َرضيهةٌ‪َ :‬وه َي ا ْحلَادثَةُ إِ هما َع ِن ال َْوَرم‪ ،‬أَ ِو ا ْحلََرَكة‪ ،‬أ َْو إِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد‪ ،‬والبخاري عن ابن عباس يف الطب‪ -‬ورواه مسلم يف السالم‪ :‬ابب لكل داء‬
‫دواء‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف القبلة‪ .‬ومسلم يف الطهارة‪ .‬قال البغوي‪ :‬هذا خطاب ألهل املدينة‪ ،‬وملن كانت‬
‫قبلته على ذلك السمت‪ .‬فأما من كانت جهته إىل املشرق واملغرب فإنه ينحرف إىل اجلنوب أو‬
‫الشمال‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي وابن ماجه واحلاكم يف الصالة عن أيب هريرة‪ .‬قال الرتمذي‪ -‬حسن صحيح‪ .‬وقال‬
‫احلاكم صحيح على شرطهما‪ .‬أي البخاري ومسلم‪ .‬وأقره الذهب وقال النسائي منكر‪ .‬وأقره عليه‬
‫احلافظ العراقي‪.‬‬
‫(‪)27/7‬‬

‫َجي ُع الْبَ َد ِن‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن َم ْب َدأُ‬ ‫ُوىل‪ ،‬مُه ِم ْنـ َها يسخهن َِ‬ ‫ضيهةٌ‪َ :‬و ِه َي ثََالثَةُ أَنْـ َو ٍاع‪َ ،‬و ِه َي َال تَ ُكو ُن إِهال ِيف َمادهةٍ أ َ‬ ‫ومر ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫َََ‬
‫ول ِيف يَـ ْوٍم‪َ ،‬وِهنَايَـتُـ َها ثََالثَةُ أ هَايٍم‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َم ْب َدأُ تَـ َعلُّ ِق َها‬ ‫ب تَـ ُز ُ‬ ‫ت ُْحهى يَـ ْوٍم‪ِ ،‬ألَنهـ َها ِيف الْغَالِ ِ‬ ‫وح ُِمسّيَ ْ‬‫تَـ َعلُّ ِق َها ِاب ُّلر ِ‬
‫ت َع َفنِيهةً‪َ ،‬و ِه َي أ َْربَـ َعةُ أصناف‪ :‬صفراوية‪ ،‬وسوداوية‪ ،‬بلغمية‪َ ،‬و َد َم ِويهةٌ‪َ .‬وإِ ْن َكا َن َم ْب َدأُ‬ ‫ِاب ْألَ ْخ َال ِط ُِمسّيَ ْ‬
‫ريةٌ‪.‬‬‫َصنَ ٌ ِ‬
‫اف َكث َ‬
‫ت ُْحهى ِد ٍّق‪ ،‬وََتْ َ ِ‬
‫ت َه ِذه ْاألَنْـ َو ِاع أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َصلِيه ِة‪ُِ ،‬مسّيَ ْ‬
‫الصلْبَ ِة ْاأل ْ‬‫ض ِاء ُّ‬ ‫تَـ َعلُّ ِق َها ِاب ْألَ ْع َ‬
‫ريا َما يَ ُكو ُن ُْحهى يَـ ْوٍم‪َ ،‬و ُْحهى ال َْع َف ِن َسبَـبًا‬ ‫ِ‬
‫يما َال يَـ ْبـلُغُهُ ال هد َواءُ‪َ ،‬وَكث ً‬
‫وقَ ْد يـ ْنـت ِفع الْب َد ُن ِاب ْحل همى انْتِ َف ً ِ‬
‫اعا َعظ ً‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ َ‬
‫ص ُل إِلَْيـ َها ْاألَ ْد ِويَةُ ال ُْم َفتِّ َحةُ‪.‬‬ ‫ُّح س َد ٍد ََل ي ُكن تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج َم َوا هد غَلِيظٍَة ََلْ تَ ُك ْن تَـ ْن َ‬ ‫ِِإلنْ َ‬
‫ض ُج بِ ُدوهنَا‪َ ،‬و َسبَـبًا لتَـ َفت ِ ُ ْ َ ْ‬ ‫ضِ‬
‫وأما الرمد احلديث واملتقادم‪ ،‬فإهنا تَبىء أكثر أنواعه برآ َع ِجيبًا َس ِر ًيعا‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع ِم َن الْ َفالِ ِج‪َ ،‬واللِّ ْق َوةِ «‪»7‬‬
‫ول الْغَلِيظَِة‪.‬‬ ‫ض ِ‬ ‫ادثَِة َع ِن الْ ُف ُ‬ ‫اض ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّج األمتالئي‪ ،‬وكثريا م َن ْاأل َْم َر ِ َ‬ ‫شن ِ‬‫‪َ ،‬والته َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ريا ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ض فُ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يض‬‫اض نَ ْستَـ ْبش ُر ف َيها ِاب ْحلُ همى‪َ ،‬ك َما يَ ْستَـ ْبش ُر ال َْم ِر ُ‬ ‫ض َالء ْاألَطبهاء‪ :‬إ هن َكث ً‬ ‫ال ِِل بَـ ْع ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اس َدةِ َما‬ ‫اد الْ َف ِ‬ ‫ض ُج ِم َن ْاألَ ْخ َال ِط َوال َْم َو ِّ‬ ‫ب ال هدو ِاء بِ َكثِ ٍري‪ ،‬فَِإنهـ َها تُـ ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ِابل َْعافيَة‪ ،‬فَـتَ ُكو ُن ا ْحلُ همى فيه أَنْـ َف َع م ْن ُش ْر ِ َ‬
‫ش َف ِاء‪.‬‬ ‫ت َسبَـبًا لِل ِّ‬ ‫اج َها‪ ،‬فَأَ ْخ َر َج َها‪ ،‬فَ َكانَ ْ‬ ‫ضِ‬ ‫وج بِنِ َ‬ ‫ادفَـ َها ال هد َواءُ ُمتَـ َهيِّئَةً لِل ُ‬
‫ْخ ُر ِ‬ ‫صَ‬ ‫ض َج ْتـ َها َ‬‫ض ُّر ِابلْبَ َد ِن‪ ،‬فَِإ َذا أَنْ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ضيه ِة‪ ،‬فَِإ ِّهنَا تَس ُكن َعلَى الْم َك ِ‬ ‫ات الْعر ِ‬ ‫يث ِمن أَقْس ِام ا ْحل ِمي ِ‬ ‫اد ا ْحل ِد ِ‬ ‫َوإِذَا عُ ِر َ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ َ ُّ َ‬ ‫وز أَ ْن يَ ُكو َن ُم َر ُ َ‬ ‫ف َه َذا‪ ،‬فَـيَ ُج ُ‬
‫ك إِ َىل ِع َال ٍج َ‬ ‫وج‪ ،‬وَال َحيتاج ص ِ‬
‫احبُـ َها َم َع ذَلِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِاب ِالنْ ِغ َم ِ‬
‫آخ َر‪،‬‬ ‫اس ِيف ال َْماء الْبَا ِرد‪َ ،‬و َس ْق ِي ال َْماء الْبَا ِرد ال َْمثْـلُ ِ َ َْ ُ َ‬
‫س ِّكنُـ َها‪َ ،‬و ُختْ ِم ُد َهلَبَـ َها ِم ْن‬ ‫وح‪ ،‬فَـي ْك ِفي ِيف َزو ِاهلا َُمَ هر ُد و ِ ِ ٍ ٍ‬
‫صول َك ْيفيهة َاب ِر َدة تُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ٍِ ٍ ٍِ‬
‫فَِإ ّهنَا َُمَ هر ُد َك ْيفيهة َحا هرة ُمتَـ َعلَّقة ِاب ُّلر ِ َ‬
‫ِ‬
‫ض ٍج‪.‬‬‫استِ ْف َر ِاغ َمادهةٍ‪ ،‬أَ ِو انْتِظَا ِر نُ ْ‬‫اجة إِ َىل ْ‬
‫غَ ِْري ح ٍ‬
‫َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ات‪ ،‬وقَ ِد ا ْعتَـر َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وز أَ ْن يـر َ ِ ِ‬
‫اء الْبَا ِر َد يَـ ْنـ َف ُع‬‫ف فَاض ُل ْاألَطبهاء جالينوس‪ِ :‬أبَ هن ال َْم َ‬ ‫َ‬ ‫يع أَنْـ َو ِاع ا ْحلُ ّميَ َ‬ ‫اد بِه ََج ُ‬ ‫َوَجيُ ُ ُ َ‬
‫ب الْبَ َد ِن‬ ‫صَ‬
‫ِ‬
‫س َن الله ْح ِم‪ ،‬خ ْ‬ ‫ااب َح َ‬‫اب « ِحيلَ ِة الْبُـ ْرِء» ‪َ :‬ولَ ْو أَ هن َر ُج ًال َش ه‬ ‫اشرةِ ِم ْن كِتَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال ِيف ال َْم َقالَة ال َْع َ‬ ‫فِ َيها‪ ،‬قَ َ‬
‫استَ َح هم ِمبَ ٍاء َاب ِرٍد‪ ،‬أو سبح فيه‪ ،‬ال نتفع‬ ‫شائِه َوَرٌم‪ْ ،‬‬
‫ْت م ْنـتَـهى ا ْحل همى‪ ،‬ولَيس ِيف أَح َ ِ‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫يف َوقْت الْ َق ْيظ‪َ ،‬ويف َوق ُ َ ُ َ ْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بذلك‪ .‬قال‪ :‬وْنن أنمر بذلك بال توقف‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬داء يكون يف الوجه يعوج منه الشدق‬

‫(‪)22/7‬‬
‫ني وَال ورم ِيف ا ْجلو ِ‬ ‫ت الْ ُق هوةُ قَ ِويهةً‪َ ،‬وا ْحلُ همى َحا هد ًة ِج ًّدا‪َ ،‬والنُّ ْ‬ ‫ال الرازي ِيف كِتَابِ ِه الْ َكبِ ِري‪ :‬إِ َذا َكانَ ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َْ‬ ‫ض ُج بَـِّ ٌ َ َ َ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ال‬‫ادا ِال ْستِ ْعم ِ‬ ‫ب الْبَ َد ِن َوال هزَما ُن َح ٌّ‬ ‫وَال فَـ ْت َق‪ ،‬يـ ْنـ َفع الْماء الْبا ِرد ُشراب‪ ،‬وإِ ْن َكا َن الْعلِ ِ‬
‫َ‬ ‫ار‪َ ،‬وَكا َن ُم ْعتَ ً‬ ‫صَ‬ ‫يل خ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ُ ًْ َ‬ ‫َ‬
‫ِج‪ ،‬فَـلْيُـ ْؤذَ ْن فِ ِيه‪.‬‬ ‫ال َْم ِاء الْبَا ِرِد ِم ْن َخار ٍ‬
‫شا ِرَها‪َ ،‬ونَ ِظريُهُ‪:‬‬ ‫هم» ‪ُ ،‬ه َو ِش هدةُ َهلَبِ َها‪َ ،‬وانْتِ َ‬ ‫ِ‬
‫َوقَـ ْولُهُ‪« :‬ا ْحلُ همى م ْن فَـ ْي ِح َج َهن َ‬
‫ك أ ُْمنُوذَج ورقِي َقةٌ اُ ْشتـ هق ْ ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَ هن ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هم‬
‫ت م ْن َج َهن َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ََ‬ ‫هم» ‪َ .‬وفيه َو ْج َهان‪ :‬أ َ‬ ‫«قَـ ْولُهُ‪ :‬ش هدةُ ا ْحلَِّر م ْن فَـ ْي ِح َج َهن َ‬
‫وح‬
‫الر َ‬‫ض َيها‪،‬؛ َك َما أَ هن ُّ‬ ‫اب تَـ ْقتَ ِ‬
‫َسبَ ٍ‬ ‫ورَها ِأب ْ‬ ‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ قَ هد َر ظُ ُه َ‬ ‫اد َعلَْيـ َها‪َ ،‬ويَـ ْعتََِبُوا ِهبَا‪ ،‬مُه إِ هن ه‬ ‫لِيَ ْستَ ِد هل ِهبَا ال ِْعبَ ُ‬
‫َسبَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ور َوالله هذ َة ِم ْن نَ ِع ِيم ا ْجلَن ِهة أَظ َْه َرَها ه‬
‫اب‬ ‫ورَها ِأب ْ‬‫اَّللُ ِيف َهذه ال هدا ِر ع ْبـ َرًة َو َد َاللَةً‪َ ،‬وقَ هد َر ظُ ُه َ‬ ‫الس ُر َ‬
‫ح َو ُّ‬ ‫َوالْ َف َر َ‬
‫تُ ِ‬
‫وجبُـ َها‪.‬‬
‫ضا تَـ ْنبِ ًيها‬ ‫هم‪َ ،‬و َشبههَ ِش هد َة ا ْحلَِّر بِ ِه أَيْ ً‬ ‫ِ‬
‫شبههَ ش هد َة ا ْحلُ همى َوَهلَبَـ َها ب َف ْي ِح َج َهن َ‬
‫اد الته ْشبِيهَ‪ ،‬فَ َ ِ‬ ‫هاين‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن ال ُْم َر ُ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫اب النها ِر‪ ،‬وأَ هن َه ِذهِ ا ْحلرارَة الْع ِظيمةَ م َ ِ ِ‬ ‫وس َعلَى ِش هدةِ َع َذ ِ‬ ‫لِلنُّـ ُف ِ‬
‫يب َم ْن قَـ ُر َ‬ ‫شبهـ َهةٌ ب َف ْيح َها‪َ ،‬و ُه َو َما يُص ُ‬ ‫ََ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِم ْنـ َها ِم ْن َح ِّرَها‪.‬‬
‫ش ْي َء‪ :‬إِذَا َ‬
‫صيهـ َرهُ َاب ِر ًدا‪،‬‬ ‫ني‪ :‬بَِقطْ ِع ا ْهلَْم َزةِ َوفَـ ْت ِح َها‪ُ ،‬رَاب ِع ٌّي‪ِ :‬م ْن أَبْـ َر َد ال ه‬ ‫ي بَِو ْج َه ْ ِ‬ ‫وها» ‪ُ ،‬ر ِو َ‬ ‫َوقَـ ْولُهُ‪« :‬فَأَبْ ِر ُد َ‬
‫صيهـ َرهُ َس ِخنًا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َس َخنَهُ‪ :‬إِذَا َ‬ ‫مثْ َل أ ْ‬
‫الرَاب ِع ُّي لُغَةٌ َرِديئَةٌ‬ ‫استِ ْع َم ًاال‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ص ُح لُغَةً َو ْ‬ ‫ش ْي َء يُـبَـ ِّر ُدهُ‪َ ،‬و ُه َو أَفْ َ‬ ‫ومةً ِم ْن بَـ هر َد ال ه‬ ‫ض ُم َ‬ ‫ص ِل َم ْ‬ ‫ِ‬
‫هاين‪ِ :‬هبَ ْم َزة ال َْو ْ‬
‫َوالث ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِع ْن َد ُه ْم قَ َ‬
‫ْت َْْن َو ِس َق ِاء الْ َق ْوِم أَبْـ َِرت ُد‬‫ب ِيف َكبِ ِدي ‪ ...‬أَقْـبَـل ُ‬ ‫يب ا ْحلُ ِّ‬
‫إِذَا وج ْد ُ ِ‬
‫ت َهل َ‬ ‫ََ‬
‫ش ِاء تَـت ِهق ُد‬‫َح َ‬ ‫ِ‬ ‫هب ِِن بـر ْد ُ ِ ِ ِ‬
‫ت بِبَـ ْرد ال َْماء ظَاه َرهُ ‪ ...‬فَ َم ْن لنَا ٍر َعلَى ْاأل ْ‬ ‫َْ ََ‬
‫يح‪.‬‬ ‫وقَـولُهُ‪ِ « :‬ابلْم ِاء» فِ ِيه قَـوَال ِن‪ :‬أَح ُد ُُهَا‪ :‬أَنههُ ُك ُّل م ٍاء و ُهو ال ه ِ‬
‫صح ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫يح ِه» ‪َ ،‬ع ْن أيب َجرة نصر‬ ‫ي ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫اب َه َذا الْ َق ْوِل ِمبَا َرَواهُ الْبُ َخا ِر ُّ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫احتَ هج أ ْ‬ ‫هاين‪ :‬أَنههُ َماءُ َزْم َزَم‪َ ،‬و ْ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ك ِمبَ ِاء‬‫ال‪ :‬أَبْ ِر ْد َها َع ْن َ‬ ‫َخ َذتْ ِِن ا ْحلُ همى‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اس ِمبَ هكةَ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫س ابْ َن َعبه ٍ‬ ‫تأ ِ‬
‫ُجال ُ‬ ‫ال‪ُ :‬ك ْن ُ َ‬ ‫بن عمران الضبعي‪ ،‬قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َزْم َزَم‪ ،‬فَِإ هن َر ُس َ‬
‫اَّلل َ‬

‫(‪)23/7‬‬

‫ال‪ِ :‬مبَ ِاء َزْم َزَم» «‪َ . »7‬وَرا ِوي َه َذا قَ ْد َش ه‬


‫ك فِ ِيه‪،‬‬ ‫وها ِابل َْم ِاء‪ ،‬أ َْو قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫قَ َ ِ‬
‫ال‪« :‬إ هن ا ْحلُ همى م ْن فَـ ْي ِح َج َهن َ‬
‫هم فَأَبْ ِر ُد َ‬
‫س ٌر ِع ْن َد ُه ْم‪َ ،‬ولِغَ ِْريِه ْم ِمبَا ِع ْن َد ُه ْم ِم َن ال َْم ِاء‪.‬‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َولَ ْو َج َزَم به لَ َكا َن أ َْم ًرا أل َْه ِل َم هكةَ مبَاء َزْم َزَم‪ ،‬إ ْذ ُه َو ُمتَـيَ ّ‬
‫ِ‬ ‫اد بِ ِه ال ه‬ ‫ِ‬
‫ني‪.‬‬‫استِ ْع َمالُهُ؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ‬
‫ص َدقَةُ ِابل َْماء‪ ،‬أَ ِو ْ‬ ‫ال‪ :‬إنههُ َعلَى عُ ُموم ِه‪َ ،‬ه ِل ال ُْم َر ُ‬ ‫ف َم ْن قَ َ‬ ‫ مُه ا ْختَـلَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال‪َ ،‬وأَظُ ُّن أَ هن اله ِذي َْحَ َل َم ْن قَ َ‬ ‫استِ ْع َم ٌ‬
‫يح أَنههُ ْ‬
‫صح ُ‬
‫وال ه ِ‬
‫َ‬
‫ال ال َْم ِاء الْبَا ِرِد ِيف ا ْحلُ همى‪َ ،‬وََلْ يَـ ْف َه ْم َو ْج َههُ َم َع أَ هن لَِق ْولِ ِه َو ْج ًها‬
‫استِ ْع َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدقَةُ بِه أَنههُ أَ ْش َك َل َعلَْيه ْ‬
‫اد ال ه‬ ‫ال ُْم َر ُ‬
‫َمخَ َد ه‬
‫اَّللُ‬ ‫آن ِابل َْم ِاء الْبَا ِرِد‪ ،‬أ ْ‬ ‫ش َع ِن الظهم ِ‬
‫ْ‬ ‫يب ال َْعطَ ِ‬ ‫س الْعم ِل‪ ،‬فَ َكما أ ْ ِ‬
‫َمخَ َد َهل َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫سنًا‪َ ،‬و ُه َو أَ هن ا ْجلََزاءَ م ْن ج ْن ِ َ َ‬ ‫َح َ‬
‫استِ ْع َمالُهُ‪.‬‬ ‫يث وإِ َشارتِِه‪ ،‬وأَ هما الْمر ُ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد بِه فَ ْ‬ ‫اء ِوفَاقًا‪َ ،‬ولَك هن َه َذا يُـ ْؤ َخ ُذ م ْن ف ْقه ا ْحلَد َ َ َ ُ َ‬ ‫يب ا ْحلُ همى َع ْنهُ َج َز ً‬
‫َهل َ‬
‫ث لَيَ ٍ‬
‫ال‬ ‫اء الْبَا ِر َد ثََال َ‬ ‫يث أنس يـرفَـعهُ‪« :‬إِذَا ح هم أَح ُد ُكم‪ ،‬فَـلْيـر ه ِ‬ ‫وقَ ْد ذَ َكر أبو نعيم وغَْيـرهُ ِمن ح ِد ِ‬
‫ش َعلَْيه ال َْم َ‬ ‫ُ َ ْ َُ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س َح ِر «‪. »2‬‬ ‫ِم َن ال ه‬
‫وها َع ْن ُك ْم ِابل َْم ِاء الْبَا ِرِد»‬‫هم‪ ،‬فَـنَ ُّح َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اج ْه» َع ْن أَِيب ُه َريْـ َرَة يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬ا ْحلُ همى كريٌ م ْن ك ِري َج َهن َ‬‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫«‪. »3‬‬
‫ِ‬ ‫وِيف «الْمسنَ ِد» وغَ ِْريهِ‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫يث احلسن‪َ ،‬ع ْن مسرة يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬ا ْحلُ همى قِط َْعةٌ م َن النها ِر‪ ،‬فَأَبْ ِر ُد َ‬
‫وها َع ْن ُك ْم‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إِ َذا ُح هم َد َعا بِِق ْربٍَة ِم ْن َم ٍاء‪ ،‬فَأَفْـ َرغَ َها َعلَى َرأْ ِس ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ِابل َْم ِاء الْبَا ِرِد» ‪َ ،‬وَكا َن َر ُس ُ‬
‫س َل «‪. »4‬‬ ‫فَا ْغتَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف بدء اخللق‪ ،‬والنسائي وابن ماجه ومالك وأْحد‪ :‬ومعىن احلديث‪ :‬أن احلمى من‬
‫شدة حر الطبيعة وهو يشبه انر جهنم يف كوهنا معذبة ومذيبة للجسد‪ ،‬واملراد أهنا أمنوذج ودقيقة اشتقت‬
‫من جهنم يستدل هبا العباد ويعتَبون هبا‪ ،‬كما أظهر الفرح واللذة ليدل على نعيم اجلة‪« .‬فأبردوها‬
‫ابملاء» أي أسكنوا حرارهتا ابملاء‪ ،‬أبن تغسلوا أطراف احملموم منه‪ ،‬وتسقوه إايه ليقع به التَبد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه النسائي واحلاكم يف املستدرك‪ ،‬والطَباين يف األوسط‪ ،‬ورجاله ثقات‬
‫(‪ )3‬خرجه ابن ماجه‪ ،‬ورجاله ثقات‬
‫(‪ )4‬رواه الطَباين يف الكبري واحلاكم يف الطب‪ ،‬وكذا الَبار عن مسرة بن جندب‪ .‬قال احلاكم‪ :‬صحيح‪،‬‬
‫وأقره عليه الذهب‪ .‬لكن قال ابن حجر يف فتح الباري بعد ما عزاه للبزار واحلاكم وأنه صححه يف سنده‬
‫حم‬
‫راو ضعيف‪ ،‬وقال اهليثمي بعد ما عزاه للطَباين‪ :‬فيه امساعيل بن مسلم‪ ،‬وهو مرتوك‪ .‬و «إذا ّ‬
‫أحدكم» أي أخذته احلمى اليت هي حرارة بني اجللد واللحم‪.‬‬

‫(‪)24/7‬‬

‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬‫ت ا ْحلُ همى ِع ْن َد ر ُس ِ‬ ‫ال‪ :‬ذُكِر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َوِيف « ُّ‬


‫سبهـ َها‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪ ،‬فَ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫السنَ ِن» ‪ :‬م ْن َحديث أَِيب ُه َريْـ َرَة قَ َ َ‬
‫ث‬‫هار َخبَ َ‬ ‫ِ‬ ‫سبهـ َها فَِإنهـ َها تَـ ْن ِفي ُّ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬
‫وب‪َ ،‬ك َما تَـ ْنفي الن ُ‬
‫الذنُ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪َ « :‬ال تَ ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫َر ُج ٌل‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫يد» «‪. »7‬‬ ‫ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫ك إعانة‬ ‫ت ا ْحلُ همى يَـ ْتـبَـعُ َها ِْحْيَةٌ َع ِن ْاألَ ْغ ِذيَِة ال هرِديئَ ِة‪َ ،‬وتَـنَ ُاوِل ْاألَ ْغ ِذيَِة َو ْاألَ ْد ِويَِة النهافِ َع ِة‪َ ،‬وِيف ذَلِ َ‬ ‫لِما َكانَ ِ‬
‫َ‬
‫هار ِيف‬ ‫ِِ‬ ‫ص ِفيتِ ِه ِمن مو ِّ ِ ِ ِ‬ ‫على تنقية البدن‪ ،‬ونفي أخبائثه وفُ ُ ِ ِ‬
‫اده ال هرديئَة‪َ ،‬وتَـ ْف َع ُل فيه َك َما تَـ ْف َع ُل الن ُ‬ ‫ضوله‪َ ،‬وتَ ْ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ْك ِري الهِيت تُص ِّفي جو َهر ا ْحل ِد ِ‬ ‫ت أَ ْشبهَ ْاألَ ْشي ِاء بِنَا ِر ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد ِيف نَـ ْف ِي َخبثِ ِه‪ ،‬وتَ ْ ِ ِ‬ ‫ا ْحل ِد ِ‬
‫يد‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫صفيَة َج ْو َه ِره‪َ ،‬كانَ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ان‪.‬‬‫َطبه ِاء ْاألَبْ َد ِ‬
‫الْ َق ْدر هو الْمعلُوم ِع ْن َد أ ِ‬
‫ُ َُ َ ْ ُ‬
‫وب‪َ ،‬وَِجي ُدونَهُ َك َما‬ ‫وأَ هما تَص ِفيـتـها الْ َقلْب ِمن وس ِخ ِه و َدرنِِه‪ ،‬وإِ ْخراجها َخبائِثَه‪ ،‬فَأَمر يـعلَمه أ ِ‬
‫َطبهاءُ الْ ُقلُ ِ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ٌْ َْ ُ ُ‬ ‫ْ َُ َ‬ ‫َ‬
‫وسا ِم ْن بُـ ْرئِِه‪ََ ،‬لْ يَـ ْنـ َف ْع‬‫ار َمأْيُ ً‬
‫صَ‬ ‫ْب إِ َذا َ‬ ‫ض الْ َقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ ،‬ولَك ْن َم َر ُ‬
‫أَ ْخبـرهم بِ ِه نَبِيُّـهم رس ُ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫ُْ َُ‬ ‫ََُ ْ‬
‫ج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫فيه َه َذا الْع َال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫وم قول‬ ‫ت َم هرًة َوأ ََان َُْم ُم ٌ‬
‫ْم َوعُ ْد َوا ٌن‪َ ،‬وذََك ْر ُ‬ ‫سبُّهُ ظُل ٌ‬‫ْب‪َ ،‬وَما َكا َن هبَذه ال َْمثَابَة فَ َ‬ ‫فَا ْحلُ همى تَـ ْنـ َف ُع الْبَ َد َن َوالْ َقل َ‬
‫بعض الشعراء يسبّها‪:‬‬
‫ت ‪ ...‬تَـبًّا َهلَا ِم ْن َزائِ ٍر َوُم َوِّد ِع‬ ‫هع ْ‬‫وب َوَود َ‬‫الذنُ ِ‬ ‫زارت مك ّفارة ُّ‬
‫ت َعلَى تَـ ْر َح ِاهلَا ‪َ ...‬ماذَا تُ ِري ُد فقلت أالترجعي‬ ‫ت َوقَ ْد َع َزَم ْ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم عن سبه‪ ،‬ولو قال‪:‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ب َما نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫ْت‪ :‬تَـبًّا لَهُ إ ْذ َس ه‬ ‫فَـ ُقل ُ‬
‫صبِّ َها ‪ ...‬أ َْه ًال ِهبَا ِم ْن َزائِ ٍر َوُم َوِّد ِع‬ ‫الذنُ ِ ِ‬
‫وب ل َ‬ ‫زارت مك ّفارة ُّ‬
‫ت َعلَى تَـ ْر َح ِاهلَا ‪َ ...‬ماذَا تُ ِري ُد فقلت‪ :‬أالتقلعي‬ ‫ت َوقَ ْد َع َزَم ْ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ٍ‬
‫ف َحالَهُ « ُْحهى يَـ ْوم َك هف َ‬
‫ارةُ‬ ‫ي ِيف أَثَ ٍر َال أَ ْع ِر ُ‬
‫ت َع ِِّن َس ِر ًيعا‪َ .‬وقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫ت َع ْنهُ‪ ،‬فَأَقْـلَ َع ْ‬‫لَ َكا َن أ َْو َىل بِ ِه‪َ ،‬وَألَقْـلَ َع ْ‬
‫احلمى تدخل يف‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬
‫َسنَة» ‪َ .‬وفيه قَـ ْوَالن‪ ،‬أحدُها‪ :‬أن ّ‬
‫__________‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم على‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َد َخ َل َر ُس ُ‬ ‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األدب عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬قَ َ‬
‫أم السائب فقال‪ :‬مالك تزقزقني؟ «ترتعدين» قالت‪ :‬احلمى ال ابرك هللا فيها فقال ال تسب احلمى فإهنا‬
‫تذهب خطااي بِن آدم كما يذهب الكبري خبث احلديد واحلديث املذكور يف الكتاب أخرجه ابن ماجه‬
‫ويف سنده موسى بن عبيدة وهو ضعيف‪ .‬و «الكري» هو منفاخ من زق أو جلد غليظ ذو حافات‪:‬‬
‫والكالم على التشبيه‪.‬‬

‫(‪)25/7‬‬
‫وب يَـ ْوٍم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاء َوال َْم َفاص ِل‪َ ،‬وع هدتُـ َها ثََال َُثائَة َوستُّو َن َم ْفص ًال‪ ،‬فَـتُ َك ّف ُر َع ْنهُ‪ -‬بِ َع َدد ُك ِّل َم ْفص ٍل‪ -‬ذُنُ َ‬
‫ِ‬ ‫ُك ِل ْاألَ ْع َ ِ‬
‫ّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هاين‪ :‬أَنهـ َها تُـ َؤثِّر ِيف الْبَ َد ِن ََتْثِريا َال يَـ ُز ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫يل ِيف قَـ ْوله َ‬ ‫ول ابلْ ُكلّيهة إ َىل َسنَة‪َ ،‬ك َما ق َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ف ال َْع ْب ِد‪َ ،‬وعُ ُروقِ ِه‪،‬‬ ‫اخلَم ِر يـبـ َقى ِيف جو ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ني يَـ ْوًما» «‪ . »7‬إِ هن أَثَـ َر ْ ْ َ ْ‬ ‫ص َالةٌ أ َْربَع َ‬ ‫ب ْ‬
‫اخلَ ْم َر ََلْ تُـ ْقبَ ْل لَهُ َ‬ ‫َش ِر َ‬
‫وأَ ْع َ ِ ِ‬
‫ضائِه أ َْربَع َ‬
‫ني يَـ ْوًما َواَ هَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫َ‬
‫ض ٍو ِم ِِّن‪َ ،‬وإِ هن ه‬
‫اَّللَ‬ ‫إِل ِم َن ا ْحلُ همى‪ِ ،‬ألَنهـ َها تَ ْد ُخ ُل ِيف ُك ِّل عُ ْ‬ ‫ب َه‬ ‫َح ه‬
‫ال أبو هريرة‪ :‬ما من مرض يصيا بِن أ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ُس ْب َحانَهُ يُـ ْع ِطي ُك هل عُ ْ‬
‫َج ِر‪.‬‬‫ض ٍو َحظههُ م َن ْاأل ْ‬
‫َح َد ُك ُم ا ْحلُ همى‪َ -‬وإِ هن‬ ‫يث َرافِ ِع بْ ِن َخ ِد ٍ‬ ‫وقَ ْد روى الرتمذي ِيف «ج ِام ِع ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫تأَ‬ ‫َصابَ ْ‬ ‫يج يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إِ َذا أ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ا ْحلُ همى قِط َْعةٌ ِم َن النها ِر فَـلْيُط ِْف ْئـ َها ِابل َْم ِاء الْبَا ِرِد‪َ ،‬ويَ ْستَـ ْقبِ ْل نَـ َه ًرا َجا ِرًاي‪ ،‬فَـلْيَ ْستَـ ْقبِ ْل َج ْريَةَ ال َْم ِاء بَـ ْع َد الْ َف ْج ِر‬
‫س فِ ِيه ثالث‬ ‫ِ‬ ‫ص ِّد ْق َر ُسولَ َ‬ ‫س‪ ،‬ولْيـ ُقل‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫اَّلل الله ُه هم ا ْش ِ‬
‫ك‪َ ،‬ويَـ ْنـغَم ُ‬ ‫ف َع ْب َد َك‪َ ،‬و َ‬ ‫ش ْم ِ َ َ ْ ْ‬ ‫وع ال ه‬‫َوقَـ ْب َل طُلُ ِ‬
‫س ْب ٌع‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ يَـ ْبـ َرأْ ِيف َس ْب ٍع‬‫س‪ ،‬فَ َ‬ ‫س‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ يَـ ْبـ َرأْ ِيف َمخْ ٍ‬ ‫غمسات ثالثة أايم‪ ،‬فإن برىء‪َ ،‬وإِهال فَِفي َمخْ ٍ‬
‫اَّلل» «‪. »2‬‬ ‫اد َُتَا ِوُز تِسعا إبِِ ْذ ِن هِ‬ ‫فَتِ ْس ٌع‪ ،‬فَِإنهـ َها َال تَ َك ُ‬
‫ًْ‬
‫ك‬‫اء ِيف ذَلِ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَِإ هن ال َْم َ‬ ‫ش َرائِ ِط الهِيت تَـ َق هد َم ْ‬
‫ف ِيف الْبِ َال ِد ا ْحلَا هرةِ َعلَى ال ه‬ ‫ص ْي ِ‬
‫ص ِل ال ه‬ ‫ْت‪َ :‬و ُه َو يَـ ْنـ َف ُع فِ ْعلُهُ ِيف فَ ْ‬ ‫قُـل ُ‬
‫ك الْوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْت أَبْـ َر ُد َما يَ ُكو ُن لِبُـ ْع ِدهِ َع ْن ُم َالقَاةِ ال ه‬ ‫الْوق ِ‬
‫ْت لَ هما أَفَ َ‬
‫اد َها النـ ْهو ُم‪،‬‬ ‫س‪َ ،‬وُوفُوِر الْ ُق َوى ِيف ذَل َ َ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫َ‬
‫الس ُكو ُن‪َ ،‬وبَـ ْر ُد ا ْهلََو ِاء‪ ،‬فَـتَ ْجتَ ِم ُع فِ ِيه قُـ هوةُ الْ ُق َوى‪َ ،‬وقُـ هوةُ ال هد َو ِاء‪َ ،‬و ُه َو ال َْماءُ الْبَا ِر ُد َعلَى َح َر َارةِ ا ْحلُ همى‬ ‫َو ُّ‬
‫اس َدةِ‪،‬‬ ‫اد الْ َف ِ‬ ‫اض ال هرِديئَ ِة َوال َْم َو ِّ‬ ‫ص ِة‪ ،‬أَ ْع ِِن الهِيت َال َوَرَم َم َع َها‪َ ،‬وَال َش ْي َء ِم َن ْاألَ ْع َر ِ‬ ‫ب ِْ‬
‫اخلَال َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال َْع َرضيهة‪ ،‬أَ ِو الْغ ِّ‬
‫يث‪َ ،‬و ِه َي ْاألَ هاي ُم الهِيت يَـ َق ُع فِ َيها ُْحب َرا ُن‬ ‫اَّلل‪َ ،‬ال ِسيِّما ِيف أَح ِد ْاألَ هايِم الْم ْذ ُكورةِ ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫فَـيط ِْفئُـها إبِِ ْذ ِن هِ‬
‫ُ َ‬
‫ورةِ لِ ِرقهِة أَ ْخ َال ِط ُس هك ِاهنَا‪َ ،‬و ُس ْر َع ِة انْ ِف َعاهلِِ ْم َع ِن ال ِّد َو ِاء النهافِ ِع‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ريا‪ ،‬سيِّ َما ِيف الْب َالد ال َْم ْذ ُك َ‬
‫ض ا ْحلادهةِ َكثِ ِ‬
‫ً‬ ‫ْاأل َْم َرا ِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي والنسائي وابن ماجه من حديث عبد هللا بن عمرو بن العاص وإساده صحيح‬
‫وصححه احلاكم ووافقه الذهب على ذلك‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي من حديث ثوابن وليس من حديث رافع بن ِخديج كما ذكره املصنف وأخرجه‬
‫اإلمام أْحد‪.‬‬

‫(‪)21/7‬‬

‫استِط َْال ِق الْبَطْ ِن‬ ‫ِ ِ‬


‫ص ٌل ِيف َه ْديِه ِيف ع َال ِج ْ‬
‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ي‪ ،‬أَ هن َر ُج ًال أَتَى النِ ه‬ ‫يث أيب املتوكل‪َ ،‬عن أَِيب س ِع ٍ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫هب َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫ال‪ِ ِ « :‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب مُه‬ ‫س ًال» ‪ ،‬فَ َذ َه َ‬ ‫اسقه َع َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‪ :‬إِ هن أَخي يَ ْشتَكي بَطْنَهُ‪َ ،‬وِيف ِرَوايَة‪ْ :‬‬
‫استَطْلَ َق بَطْنُهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َو َسله َم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ني أ َْو ثََال ًَث‪ُ ،‬ك ُّل ذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫استِط َْالقًا َم هرتَـ ْ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ال‪ :‬قَ ْد َس َق ْيـتُهُ‪ ،‬فَـلَ ْم يُـ ْغ ِن َع ْنهُ َش ْيـئًا‪َ .‬وِيف لَْفظ‪ :‬فَـلَ ْم يَ ِز ْدهُ إِهال ْ‬
‫َر َج َع‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ول لَهُ‪:‬‬
‫يَـ ُق ُ‬
‫اَّلل‪ ،‬وَك َذب بطْن أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اس ِق ِه َع َس ًال» ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫يك» «‪. »7‬‬ ‫َخ َ‬ ‫ص َد َق هُ َ َ َ ُ‬ ‫ال لَهُ ِيف الثهالثَة أَ ِو ال هرابِ َعة‪َ « :‬‬ ‫« ْ‬
‫ت َم ِع َدتُهُ‪َ ،‬و ِاال ْس ُم‬ ‫ض ُمهُ‪َ ،‬وا ْعتَـله ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫س َد َه ْ‬ ‫َي فَ َ‬ ‫ب بَطْنُهُ» ‪ ،‬أ ْ‬ ‫يح مسلم» ِيف لَْفظ لَهُ‪« :‬إِ هن أَخي َع ِر َ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫ِ‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ب أَيْ ً‬ ‫ب بَِف ْت ِح ال هراء‪َ ،‬وال هذ َر ُ‬ ‫ال َْع َر ُ‬
‫لرطُواب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال َْعسل فِ ِيه َمنَافِ ُع َع ِظيمةٌ‪ ،‬فَِإنههُ َج َالءٌ لِ ِْل َْو َس ِ ه‬
‫ت أَ ْك ًال‬ ‫اخ ال ِيت ِيف الْعُ ُروق َو ْاأل َْم َعاء َوغَ ِْريَها‪ُُ ،‬مَلّ ٌل ل ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫ني لِلطهبِ َيع ِة‪َ ،‬حافِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِط َال ًء‪َ ،‬انفِ ٌع لِل َْم َ‬
‫ظ‬ ‫اجهُ َاب ِر ًدا َرطْبًا‪َ ،‬و ُه َو ُمغَ ٍّذ ُملَِّ ٌ‬ ‫اب الْبَـ ْلغَ ِم‪َ ،‬وَم ْن َكا َن م َز ُ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫شايِ ِخ َوأ ْ‬
‫ص ْد ِر‪ُ ،‬م ِد ٌّر لِ ْلبَـ ْوِل‪،‬‬ ‫ات ْاألَ ْد ِويَِة الْ َك ِر َيه ِة‪ُ ،‬منَ ٍّق لِ ْل َكبِ ِد َوال ه‬‫ع فِ ِيه‪ ،‬م ْذ ِهب لِ َك ْي ِفيه ِ‬ ‫ني ولِما استُ ِ‬ ‫لِ ُقوى الْمع ِ‬
‫ُ ٌ‬ ‫ود َ‬ ‫اج ِ َ َ ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ون‪،‬‬ ‫ب ْاألَفْـي ِ‬
‫ش ا ْهلََو ِّام‪َ ،‬و ُش ْر ِ ُ‬ ‫ارا بِ ُد ْه ِن ال َْوْرِد‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْن نَـ ْه ِ‬‫ب َح ًّ‬ ‫ِ‬
‫ال الْ َكائ ِن َع ِن الْبَـ ْلغَ ِم‪َ ،‬وإِذَا ُش ِر َ‬ ‫لس َع ِ‬‫ُم َوافِ ٌق لِ ُّ‬
‫هال‪َ ،‬وإِذَا ُج ِع َل فِ ِيه‬ ‫ب‪ ،‬وأَ ْك ِل ال ِْفطْ ِر» «‪ »2‬الْ َقت ِ‬ ‫هة الْ َكل ِ ِ‬ ‫وإِ ْن ُش ِرب وح َدهُ ممَْزوجا ِمبَ ٍاء نَـ َفع ِمن َعض ِ‬
‫ْب الْ َكل ِ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ً‬ ‫َ‬
‫اذ ْْنَا ُن‪،‬‬ ‫اخلِيار‪ ،‬والْ َقرعُ‪ ،‬والْب ِ‬
‫ك إِ ْن ُجع َل فيه الْقثهاءُ‪َ ،‬و ْ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ظ طََر َاوتَهُ ثََالثَةَ أَ ْش ُه ٍر‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ي‪َ ،‬ح ِف َ‬ ‫الله ْح ُم الطه ِر ُّ‬
‫ني‪َ .‬وإِذَا لُ ِطّ َخ بِ ِه الْبَ َد ُن‬ ‫ظ جثهةَ الْموتَى‪ ،‬ويس همى ا ْحلافِ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ظ َكثِ ِ‬
‫ظ ْاألَم َ‬ ‫َ‬ ‫ريا م َن الْ َفاك َهة ستهةَ أَ ْش ُه ٍر‪َ ،‬وَْحي َف ُ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َوَْحي َف ُ ً‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ش ْعر‪ ،‬قَـتَل قَملَهُ و ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر‪،‬‬‫سنَهُ‪َ ،‬ونَـعه َمهُ‪َ ،‬وإِن ا ْكتُح َل بِه‪َ ،‬ج َال ظُل َْمةَ الْبَ َ‬ ‫ش ْع َر‪َ ،‬و َح ه‬ ‫ص ْئـبَانَهُ‪َ ،‬وطَهو َل ال ه‬ ‫ال ُْم َق ّم ُل َوال ه ُ َ ْ َ‬
‫وق‪َ ،‬ويُ ِد ُّر‬ ‫ص هحةَ اللهثَ ِة‪ ،‬ويـ ْفتَح أَفْـو َاه الْعُر ِ‬
‫ََ ُ َ ُ‬
‫ص هحتَـ َها‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬
‫ظ ِ‬ ‫ص َقلَ َها‪َ ،‬و َح ِف َ‬
‫َسنَا َن َو َ‬ ‫ض ْاأل ْ‬
‫وإِ ِن اس ُه ِ‬
‫ُت بِه‪ ،‬بَـيه َ‬ ‫َ ْ‬
‫ث‪َ ،‬ولَ ْع ُقهُ على الريق‬ ‫الطه ْم َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف السالم‪.‬‬
‫(‪« )2‬الفطر» ضرب من الكمشأة قتّال‪ .‬قاموس‪.‬‬

‫(‪)21/7‬‬

‫س ِّخنُـ َها تَ ْس ِخينًا ُم ْعتَ ِد ًال‪َ ،‬ويَـ ْفتَ ُح ُس َد َد َها‪،‬‬ ‫ي ْذ ِهب الْبـ ْلغَم‪ ،‬ويـغْ ِسل َمخْل الْم ِع َدةِ‪ ،‬وي ْدفَع الْ َف َ ِ‬
‫ض َالت َع ْنـ َها‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ ُ َ َ ََ ُ َ َ‬
‫ال ِم ْن ُك ِّل ُح ْل ٍو‪.‬‬ ‫ضررا لِس َد ِد الْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ويـ ْفعل ذَلِ َ ِ ِ ِ‬
‫ك ابلْ َكبد َوالْ ُكلَى َوال َْمثَانَة‪َ ،‬و ُه َو أَقَ ُّل َ َ ً ُ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ني‪َ ،‬و َدفْـعُ َها ِاب ْخلَ ِّل َوَْْن ِوهِ‪ ،‬فَـيَـعُ ُ‬
‫ود‬ ‫ض لِل ه‬
‫ص ْف َرا ِويِّ َ‬ ‫ار‪ ،‬م ِ‬
‫ض ٌّر ِابل َْع َر ِ‬ ‫ض ِّ ُ‬ ‫يل ال َْم َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َو ُه َو َم َع َه َذا ُكلّه َمأ ُْمو ُن الْغَائلَة‪ ،‬قَل ُ‬
‫ِحينَئِ ٍذ َانفِ ًعا لَهُ ِج ًّدا‪.‬‬
‫اب َم َع ْاألَ ْش ِربَِة‪َ ،‬و ُحل ٌْو َم َع ا ْحلَل َْوى‪َ ،‬و ِط َالءٌ َم َع ْاألطْلِيَ ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُه َو غ َذاءٌ َم َع ْاألَ ْغذيَة‪َ ،‬و َد َواءٌ َم َع ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬و َش َر ٌ‬
‫ض ُل ِم ْنهُ‪َ ،‬وَال ِمثْـلُهُ‪ ،‬وال قريبا ِم ْنهُ‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن ُم َع هو ُل‬ ‫املفرحات‪ ،‬فما خلق َش ْيءٌ ِيف َم ْعنَاهُ أَفْ َ‬ ‫ح مع ّ‬ ‫َوُم َف ِّر ٌ‬
‫يث ال َْع ْه ِد َح َد َ‬
‫ث‬ ‫لس هك ِر الْبَـتهةَ‪َ ،‬وَال يَـ ْع ِرفُونَهُ‪ ،‬فَِإنههُ َح ِد ُ‬ ‫ب الْ ُق َد َم ِاء َال ِذ ْك َر فِ َيها لِ ُّ‬ ‫الْ ُق َد َم ِاء إِهال َعلَْي ِه‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر ُكتُ ِ‬
‫الص هح ِة‬ ‫ِ ِ‬ ‫الر ِيق‪ ،‬وِيف ذَلِ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫يع ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫ك س ٌّر بَد ٌ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يشر به ِابل َْماء َعلَى ِّ َ‬ ‫قَ ِريبًا‪َ ،‬وَكا َن النِ ُّ َ‬
‫الص هح ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ك إِ ْن َشاء ه ِ ِ‬ ‫اض ُل‪َ ،‬و َسنَ ْذ ُك ُر ذَلِ َ‬ ‫َال ي ْد ِرُكهُ إِهال الْ َف ِطن الْ َف ِ‬
‫اَّللُ ع ْن َد ذ ْك ِر َه ْديِه ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ات ُك هل َش ْه ٍر‪ََ ،‬ل ي ِ‬ ‫ث غَ َدو ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وِيف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» مرفُ ً ِ ِ ِ‬
‫ص ْبهُ‬ ‫ُْ‬ ‫س َل ثََال َ َ‬ ‫وعا م ْن َحديث أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪َ « :‬م ْن لَع َق ال َْع َ‬ ‫َ َ َْ‬ ‫َ ُ‬
‫ني‬
‫آن» «‪ . »2‬فَ َج َم َع بَـ ْ َ‬ ‫ش َفاءيْ ِن‪ :‬الْعس ِل والْ ُقر ِ‬
‫ََ َ ْ‬
‫ِ‬
‫آخ َر‪َ « :‬علَْي ُك ْم ِابل ّ َ‬ ‫يم ِم َن الْبَ َال ِء» «‪َ ، »7‬وِيف أَثَ ٍر َ‬ ‫َعظ ٌ‬
‫ِ‬
‫س َمائِ ِّي‪.‬‬ ‫ض ِّي َوال هد َو ِاء ال ه‬ ‫ني ال هدو ِاء ْاألَر ِ‬
‫ْ‬ ‫اح‪َ ،‬وبَـ ْ َ َ‬ ‫ب ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ْاألَبْ َدان‪َ ،‬وط ِّ‬
‫اإل َهلِ ِي‪ ،‬وبـ ْ ِ‬
‫ني ط ِّ‬ ‫ي َو ِْ ّ َ َ َ‬ ‫ش ِر ِّ‬
‫ب الْبَ َ‬ ‫ِ‬
‫الطّ ِّ‬
‫استِط َْال ُق بَطْنِ ِه َع ْن ُختَ َم ٍة‬ ‫س َل‪َ ،‬كا َن ْ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم ال َْع َ‬ ‫هب َ‬ ‫ف لَهُ النِ ُّ‬ ‫ص َ‬ ‫ِ‬
‫ف َه َذا‪ ،‬فَـ َه َذا الهذي َو َ‬ ‫إ َذا عُ ِر َ‬
‫احي ال َْم ِع َدةِ َو ْاألَ ْم َع ِاء‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫ول الْمجت ِمع ِة ِيف نَـو ِ‬
‫َ‬ ‫ض ِ ُ َْ َ‬ ‫س ِل لِ َدفْ ِع الْ ُف ُ‬ ‫َصابَـ ْتهُ َع ِن ْامتِ َال ٍء‪ ،‬فَأ ََمرهُ بِ ُ ِ‬
‫ش ْرب ال َْع َ‬ ‫َ‬ ‫أَ‬
‫استِ ْق َر َار ال ِْغ َذ ِاء فِ َيها‬ ‫اب الْ َم ِع َد َة أَ ْخ َال ٌ‬
‫ط لَ ِز َجةٌ‪َ ،‬تَْنَ ُع ْ‬ ‫َص َ‬‫ول‪َ ،‬وَكا َن قَ ْد أ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫س َل فِ ِيه ِج َالءٌ‪َ ،‬و َدفْ ٌع لِ ْل ُف ُ‬ ‫ال َْع َ‬
‫ط الله ِزجةُ‪ ،‬أَفْس َدتْـ َها وأَفْس َد ِ‬ ‫لِلُ ُزوجتِ َها‪ ،‬فَِإ هن الْم ِع َد َة َهلَا َمخْل َك َخم ِل الْ َق ِطي َف ِة‪ ،‬فَِإذَا َعلِ َق ْ ِ‬
‫ت‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ت هبَا ْاألَ ْخ َال ُ َ‬ ‫ٌ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ِن َما عُولِ َج بِ ِه َه َذا‬ ‫َح َ‬
‫ْك ْاألَ ْخ َال ِط‪ ،‬والْعسل ِج َالء‪ ،‬والْع ِ‬
‫س ُل م ْن أ ْ‬ ‫َ ََُ ٌ َ ََ‬ ‫اء‪ ،‬فَ َد َوا ُؤ َها ِمبَا َْجيلُو َها ِم ْن تِل َ‬ ‫ِ‬
‫الْغ َذ َ‬
‫ال هداءُ‪ ،‬ال سيما إن مزج ابملاء احلار‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪« )7‬من لعق العسل» وختصيص الثالث لسر علمه الشارع‪ .‬والعسل يذكر ويؤنث‪ ،‬وأمساؤه تزيد على‬
‫املائة‪ .‬وأخرج احلديث ابن ماجه عن أيب هريرة‪ .‬وأورده ابن اجلوزي يف املوضوعات‪ .‬وقال العقيلي‪ :‬ليس‬
‫هلذا احلديث أصل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه واحلاكم يف الطب عن ابن مسعود‪ .‬قال احلاكم‪ :‬صحيح على شرطهما أي‬
‫البخاري ومسلم‪ .‬وقال البيهقي يف الشعب‪ :‬صحيح موقوف على ابن مسعود‬

‫(‪)29/7‬‬

‫ال‬‫ب َح ِ‬ ‫ب أَ ْن يَ ُكو َن لَهُ ِم ْق َد ٌار‪َ ،‬وَك ِّميهةٌ ِحبَ ْس ِ‬ ‫يع‪ ،‬و ُهو أَ هن ال ِّدو ِ‬
‫اء َجي ُ‬ ‫ََ‬ ‫ب بَد ٌ َ َ‬
‫وِيف تَ ْكرا ِر س ْقيِ ِه الْعسل م ْعىن ِطِ ٌّ ِ‬
‫ََََ ً ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫آخ َر‪ ،‬فَـلَ هما أ ََم َرهُ أَ ْن‬
‫ض َرًرا َ‬ ‫ث َ‬ ‫ص َر َع ْنهُ‪ََ ،‬لْ يُ ِزلْهُ ِابلْ ُكلّيهة‪َ ،‬وإِ ْن َج َاوَزهُ‪ ،‬أ َْو َهى الْ ُق َوى‪ ،‬فَأ ْ‬
‫َح َد َ‬ ‫ال هداء‪ ،‬إِ ْن قَ َ‬
‫ض‪ ،‬فَـلَ هما أَ ْخبَـ َرهُ‪َ ،‬علِ َم أَ هن اله ِذي َس َقاهُ َال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َل‪َ ،‬س َقاهُ م ْق َد ًارا َال يَفي ِمبَُق َاوَمة ال هداء‪َ ،‬وَال يَـ ْبـلُ ُغ الْغَ َر َ‬ ‫يَ ْسقيَهُ ال َْع َ‬
‫ص َل إِ َىل‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم؛ أَ هك َد َعلَْي ِه الْمعاو َد َة لِي ِ‬ ‫اج ِة‪ ،‬فَـلَ هما تَ َك هرَر تَـ ْر َد ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َُ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬‫ادهُ إ َىل النِ ِّ‬ ‫يَـ ْبـلُ ُغ م ْق َد َار ا ْحلَ َ‬
‫اَّلل‪ ،‬وا ْعتِبار م َق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت ِحبس ِ ِ ِ‬ ‫ال ِْم ْق َدا ِر الْم َقا ِوِم لِل هد ِاء‪ ،‬فَـلَ هما تَ َك هرر ِ‬
‫ادي ِر‬ ‫ب َمادهة ال هداء‪ ،‬بَـ َرأَ‪ ،‬إبِِ ْذن ه َ َ ُ َ‬ ‫ش َرَاب ُ َ ْ‬ ‫ت ال ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬‫األدوية‪ ،‬وكيفياهتا‪ ،‬ومقدار قوة املرض واملريض م ْن أَ ْك ََِب قَـ َواعد الطّ ِّ‬
‫يق نَـ ْف ِع َه َذا ال هد َو ِاء‪،‬‬ ‫ارةٌ إِ َىل ََتْ ِق ِ‬
‫يك» ‪ ،‬إ َش َ‬ ‫َخ َ‬ ‫اَّلل وَك َذب بطْن أ ِ‬
‫ص َد َق هُ َ َ َ ُ‬
‫وِيف قَـولِ ِه صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬‬ ‫َ ْ َ‬
‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَ هن بـ َقاء ال هد ِاء لَي ِ‬
‫اس َدةِ فِ ِيه‪ ،‬فَأ ََم َرهُ‬ ‫ب الْبطْ ِن‪ ،‬وَكثْـرةِ الْمادهةِ الْ َف ِ‬
‫صوِر ال هد َواء ِيف نَـ ْفسه‪َ ،‬ولَك ْن ل َكذ ِ َ َ َ َ‬ ‫س ل ُق ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫بِتَ ْك َرا ِر ال هد َو ِاء لِ َكثْـ َرةِ ال َْمادهةِ‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُمتَـيَـ هق ٌن قَط ِْع ٌّي إ َهلِ ٌّي‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ب النِ ِّ‬ ‫كطب األابء‪ ،‬فَِإ هن ِط ه‬ ‫س طبّه صلّى هللا عليه وسلم ّ‬ ‫َولَْي َ‬
‫ال الْع ْق ِل‪ .‬و ِط ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وَال يُـ ْن َك ُر‬ ‫س َوظُنُو ٌن‪َ ،‬وََتَا ِر ُ‬ ‫ب غَ ِْريه‪ ،‬أَ ْكثَـ ُرهُ َح ْد ٌ‬ ‫صاد ٌر َع ِن ال َْو ْح ِي‪َ ،‬وم ْش َكاة النُّـبُـ هوة‪َ ،‬وَك َم َ َ‬ ‫َ‬
‫ش َف ِاء بِ ِه‪،‬‬
‫اد ال ِّ‬ ‫ول‪ ،‬وا ْعتِ َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب النُّـبُـ هوة‪ ،‬فَِإنههُ إِ ّمنَا يَـ ْنـتَف ُع به َم ْن تَـلَ هقاهُ ِابلْ َقبُ َ‬
‫َع َدم انْتِ َف ِاع َكثِ ٍري ِمن الْمر َ ِ‬
‫ضى بِط ِّ‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬
‫الص ُدوِر‪ -‬إِ ْن ََلْ يُـتَـلَ هق َه َذا‬ ‫ان‪ ،‬فَـ َه َذا الْ ُق ْرآ ُن اله ِذي ُه َو ِش َفاءٌ لِ َما ِيف ُّ‬ ‫اإل ْذ َع ِ‬
‫ان َو ِْ‬ ‫ال التهـلَ ِّقي لَهُ ِاب ِْإلميَ ِ‬‫َوَك َم ُ‬
‫ضا إِ َىل‬ ‫سا إِ َىل ِر ْج ِس ِه ْم‪َ ،‬وَم َر ً‬ ‫الص ُدوِر ِم ْن أَ ْد َوائِ َها‪ ،‬بَل َال يَ ِزي ُد ال ُْمنَافِ ِق َ ِ‬
‫ص ْل بِ ِه ِش َفاءُ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ني إ هال ِر ْج ً‬ ‫ْ‬ ‫التهـلَ ّق َي‪ََ -‬لْ َْحي ُ‬
‫اسب إِهال ْاألَبْ َدا َن الطهيِبةَ‪َ ،‬كما أَ هن ِش َفاء الْ ُقر ِ‬
‫آن‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب النُّـبُـ هوة َال يُـنَ ُ‬ ‫ان ِم ْنهُ‪ ،‬فَ ِط ُّ‬ ‫ب ْاألَبْ َد ِ‬ ‫ض ِه ْم‪َ ،‬وأَيْ َن يَـ َق ُع ِط ُّ‬ ‫مر ِ‬
‫ََ‬
‫اض ِه ْم َع ِن ِاال ْستِ ْش َف ِاء‬ ‫ب النُّـبـ هوةِ َكِإ ْعر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫هاس َع ْن ط ِّ ُ‬ ‫اض الن ِ‬ ‫وب ا ْحلَيهةَ‪ ،‬فَِإ ْع َر ُ‬ ‫اح الطهيِّبَةَ َوالْ ُقلُ َ‬‫ب إِهال ْاأل َْرَو َ‬
‫ِ‬
‫َال يُـنَاس ُ‬
‫اد ال َْم َح ِّل‪،‬‬ ‫ث الطهبِيع ِة‪ ،‬وفَس ِ‬ ‫صوٍر ِيف ال هدو ِاء‪ ،‬ولَ ِكن ِخلُْب ِ‬ ‫ش َفاء النهافِع‪ ،‬ولَيس ذَلِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ هِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ك ل ُق ُ‬ ‫ابلْ ُق ْرآن الذي ُه َو ال ّ ُ ُ َ ْ َ‬
‫َو َع َدِم قَـبُولِ ِه‪ ،‬وهللا املوفق‪.‬‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫اب ُخمْتَلِ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ف النهاس ِيف قَـولِِه تَـع َاىل‪َ :‬خيْر ِ‬
‫َوقَ ِد ا ْختَـلَ َ‬
‫ف أَلْوانُهُ‬ ‫ج م ْن بُطُوهنا َشر ٌ‬
‫ُُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬
‫(‪)29/7‬‬

‫ني‪:‬‬‫آن؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ‬ ‫اجع إِ َىل الْ ُقر ِ‬


‫ْ‬ ‫اب‪ ،‬أ َْو َر ِ ٌ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هاس «‪َ ، »7‬ه ِل الضهمريُ ِيف «فيه» َراج ٌع إ َىل ال ه َ‬ ‫فِ ِيه ِشفاءٌ لِلن ِ‬
‫ين‪ ،‬فَِإنههُ‬ ‫اب‪ ،‬و ُهو قَـو ُل اب ِن مسع ٍ‬ ‫يح‪ُ :‬ر ُجوعُهُ إِ َىل ال ه‬ ‫ال ه ِ‬
‫اس‪ ،‬واحلسن‪ ،‬وقتادة‪َ ،‬و ْاألَ ْكثَ ِر َ‬ ‫ود‪َ ،‬وابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ش َر ِ َ َ ْ ْ َ ْ ُ‬ ‫صح ُ‬
‫يح َو ُه َو قَـ ْولُهُ‪:‬‬ ‫يث ال ه ِ‬ ‫َجلِ ِه‪ ،‬وَال ِذ ْكر لِ ْل ُقر ِ‬
‫آن ِيف ْاآليَِة‪َ ،‬و َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫ُهو الْم ْذ ُكور‪ ،‬والْ َك َالم ِس َ ِ‬
‫صح ُ‬ ‫يق أل ْ َ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫يح فِ ِيه‪َ ،‬واَ هَّللُ تَـ َع َاىل أَ ْعلَ ُم‪.‬‬
‫ص ِر ِ‬
‫اَّللُ» َكال ه‬‫ص َد َق ه‬
‫«َ‬

‫ون‪ ،‬و ِع َال ِج ِه‪ ،‬و ِاالحِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫رتا ِز منْهُ‬
‫َ َْ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه ِيف الطهاعُ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ُس َامةَ بْ َن َزيْ ٍد‪َ :‬ما َذا َِمس ْع ُ‬
‫ت‬ ‫اص‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪ ،‬أَنههُ َِمس َعهُ يَ ْسأ ُ‬
‫َل أ َ‬ ‫ني» َع ْن َع ِام ِر بْ ِن َس ْع ِد بْ ِن أَِيب َوقه ٍ‬
‫يح ْ ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫صح َ‬
‫ال أسامة‪:‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم يف الطهاعُ ِ‬
‫ون؟ فَـ َق َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ِم ْن ر ُس ِ‬
‫ول هِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬
‫يل‪َ ،‬و َعلَى َم ْن َكا َن‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪« :‬الطاعُو ُن ِر ْج ٌز أ ُْرس َل َعلَى طَائ َفة م ْن بَِِن إ ْس َرائ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ض َوأَنْـتُ ْم ِهبَا‪ ،‬فَ َال َختْ ُر ُجوا ِم ْنـ َها فِ َر ًارا ِم ْنهُ» ‪.‬‬
‫ض‪ ،‬فَ َال تَ ْد ُخلُوا َعلَْي ِه‪َ ،‬وإِذَا َوقَ َع ِأب َْر ٍ‬
‫قَـ ْبـلَ ُك ْم‪ ،‬فَِإذَا َِمس ْعتُ ْم بِ ِه ِأب َْر ٍ‬
‫«‪»2‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال أَنَس بْن مالِ ٍ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ك‪ :‬قَ َ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ ُ ُ َ‬ ‫ضا‪ :‬عن حفصة بنت سيزين‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ني» أَيْ ً‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ادةٌ لِ ُك ِّل ُم ْسلِ ٍم» «‪. »3‬‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬الطهاعُو ُن َش َه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث اللُّغَةُ‪ :-‬نَـوعٌ ِمن الْواب ِء‪ ،‬قَالَه ِ‬ ‫الطهاعُو ُن‪ِ -‬م ْن َح ْي ُ‬
‫ب‪َ :‬وَرٌم‬ ‫اح» ‪َ ،‬و ُه َو ع ْن َد أ َْه ِل الطّ ِّ‬‫الص َح ِ‬‫ب « ِّ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ ََ‬
‫صريُ َما َح ْولَهُ ِيف ْاألَ ْكثَ ِر أ ْ‬ ‫ك‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َرِديءٌ قَـت ٌ‬
‫َس َو َد‬ ‫ب َشدي ٌد ُم ْؤَلٌ ج ًّدا يَـتَ َج َاوُز الْم ْق َد َار ِيف َذل َ َ َ‬ ‫ج َم َعهُ تَـلَ ُّه ٌ‬
‫هال َخيْ ُر ُ‬
‫اإلبِ ِط‪،‬‬
‫اض َع‪ِ :‬يف ِْ‬ ‫ث ِيف ثََالثَِة مو ِ‬
‫ََ‬ ‫أو أخضر‪ ،‬أو أكمد‪ ،‬ويؤول أَ ْم ُرهُ إِ َىل التهـ َق ُّر ِح َس ِر ًيعا‪َ .‬وِيف ْاألَ ْكثَ ِر‪َْ ،‬حي ُد ُ‬
‫ْف ْاألُذُ ِن‪ ،‬واألرنبة‪ ،‬ويف اللحوم الرخوة‪.‬‬ ‫َو َخل َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النحل‪.19 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األنبياء‪ ،‬وأخرجه مسلم أيضا و «من بِن إسرائيل» هم الذي أمرهم هللا أن‬
‫يدخلوا الباب سجدا‪ ،‬فخالفوا فأرسل عليهم الطاعون فمات منهم يف ساعة سبعون ألفا‪ .‬وهذا الذي‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫جاء يف احلديث هو ما يطلق عليه يف أايمنا هذه ابحلجر الصحي‪ ،‬وقد أمر بِِه َر ُس ُ‬
‫اَّلل َ‬
‫َو َسله َم قبل زهاء ألف وأربعمائة سنة‪ ،‬مما يدل على أن هذا اإلسالم من عند هللا «ال َتيه الباطل من يديه‬
‫وال من خلفه» ‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه اإلمام أْحد والبخاري ومسلم‪ :‬ومعىن احلديث أي أن الطاعون سبب لكون امليت منه‬
‫شهيدا يف حكم اآلخرة‪ .‬وظاهره يشمل الفاسق فيكون شهيدا‪.‬‬

‫(‪)31/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬الطه ْع ُن قَ ْد َع َرفْـنَاهُ‪ ،‬فَ َما الطهاعُو ُن؟‬ ‫صلهى ه‬ ‫وِيف أَثَ ٍر َعن عائشة أَنهـها قَالَ ْ ِ‬
‫هب َ‬ ‫ت للنِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اإلبْ ِط» «‪. »2‬‬ ‫ج ِيف ال َْم َرا ِّق َو ِْ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪« :‬غُ هدةٌ «‪َ »7‬كغُ هدة الْبَع ِري َخيْ ُر ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ْف ْاألُذُ ِن َو ْاأل َْرنَـبَ ِة‪َ ،‬وَكا َن ِم ْن ِج ْن ٍ‬ ‫اخلراج ِيف اللُّح ِ‬ ‫قَ َ ِ‬
‫س‬ ‫الر ْخ َوةِ‪َ ،‬وال َْمغَابِ ِن‪َ ،‬و َخل َ‬
‫وم ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ال ْاألَطبهاءُ‪ :‬إِذَا َوقَ َع ُْه ُ‬
‫يل إِ َىل َج ْو َه ٍر ُِمسّ ٍّي‪ ،‬يُـ ْف ِس ُد الْعُ ْ‬
‫ض َو‬ ‫ِ‬
‫ساد‪ُ ،‬م ْستَح ٌ‬
‫وان‪ ،‬وسبـبهُ َدم رِديء مائِل إِ َىل الْع ُفونَِة والْ َف ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫فَاسد‪ُ ،‬مسّ َي طَاعُ ً َ َ َ ُ ٌ َ ٌ َ ٌ‬
‫ٍِ ِ‬
‫ْب َك ْي ِفيهةً َرِديئَةً‪ ،‬فَـيَ ْح ُد ُ‬
‫ص ِدي ًدا‪َ ،‬ويُـ َؤِّدي إِ َىل الْ َقل ِ‬ ‫ِِ‬
‫ث الْ َق ْيءُ َو ْ‬
‫اخلََف َقا ُن‬ ‫َويُـغَِّريُ َما يَليه‪َ ،‬وُرهمبَا َر َش َح َد ًما َو َ‬
‫هاال‪ ،‬فَِإنههُ‬
‫ك قَـت ً‬ ‫ري لِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫والْغَ ْشي‪ ،‬و َه َذا ِاالسم وإِ ْن َكا َن يـع ُّم ُك هل ورٍم يـ َؤِّدي إِ َىل الْ َقل ِ ِ ِ‬
‫ْب َك ْيفيهةً َرديئَةً َح هىت يَص َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ف ِابلطهْب ِع‪،‬‬ ‫ض ِاء إِهال َما َكا َن أَ ْ‬
‫ض َع َ‬ ‫اءتِِه َال يَـ ْقبَـلُهُ ِم َن ْاألَ ْع َ‬ ‫ث ِيف اللهح ِم الْغُ َد ِد ِ ِ ِ‬
‫ي‪ ،‬ألَنههُ ل َر َد َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫اد ُ‬ ‫ص بِ ِه ا ْحل ِ‬
‫َ‬ ‫َخيْتَ ُّ‬
‫ْف ْاألُذُ ِن لِ ُقرِهبِما ِمن ْاألَ ْع َ ِ ه ِ‬ ‫اإلبِ ِط َو َخل َ‬ ‫ث ِيف ِْ‬
‫َْحَ ُر‪ ،‬مُه‬
‫َسلَ ُمهُ ْاأل ْ‬ ‫ضاء ال ِيت ه َي أ َْرأ ُ‬
‫َس‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َوأ َْر َد ُؤهُ َما َح َد َ‬
‫سو ِاد‪ ،‬فَ َال يـ ْفلِ ُ ِ‬ ‫هِ‬
‫َح ٌد‪.‬‬
‫ت م ْنهُ أ َ‬ ‫َ‬ ‫َص َف ُر‪َ .‬واَلذي إِ َىل ال ه َ‬ ‫ْاأل ْ‬
‫ال اخلليل‪ :‬الْ َوَابءُ‪:‬‬ ‫َب َع ْنهُ ِابل َْوَاب ِء‪َ ،‬ك َما قَ َ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫َولَ هما َكا َن الطاعُو ُن يَ ْكثُـ ُر ِيف ال َْوَابء‪َ ،‬وِيف الْب َالد ال َْوبيئَة‪ ،‬عَُِّ‬
‫ون عُموما و ُخصوصا‪ ،‬فَ ُك ُّل طَاعُ ٍ‬ ‫ني الْواب ِء والطهاعُ ِ‬ ‫هح ِق ُ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ون‬ ‫ُ ً َ ُ ً‬ ‫يق أَ هن بَـ ْ َ َ َ َ‬ ‫ض يَـعُ ُّم‪َ ،‬والت ْ‬ ‫يل‪ُ :‬ه َو ُك ُّل َم َر ٍ‬ ‫الطاعُو ُن‪َ .‬وق َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع ُّم ِمن الطهاعُ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ون‪ ،‬فَِإنههُ َواح ٌد م ْنـ َها‪َ ،‬والطهَواع ُ‬
‫ني‬ ‫اض ال َْعا همةُ أ َ َ‬ ‫ك ْاأل َْم َر ُ‬ ‫وان‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬‫س ُك ُّل َوَابء طَاعُ ً‬ ‫َوَابءٌ‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫اض ِع ال ُْمتَـ َق ِّدِم ِذ ْك ُرَها‪.‬‬
‫ادثَةٌ ِيف الْمو ِ‬
‫ََ‬
‫ات وقُـروح وأَورام رِديئَةٌ ح ِ‬
‫اج ٌ َ ُ ٌ َ ْ َ ٌ َ َ‬ ‫ُخ هر َ‬
‫اء لَ هما ََلْ تُ ْد ِر ْك‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ِ ،‬هي َ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫قُـل ُ ِ ِ‬
‫سهُ‪َ ،‬ولَك هن ا ْألَطبه َ‬ ‫ت نَـ ْف َ‬‫س ْ‬ ‫آَث ُر الطاعُون‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫اح ُ َ‬ ‫وح‪َ ،‬و ْاأل َْوَر ُام‪َ ،‬وا ْجل َر َ‬‫ْت‪َ :‬هذه الْ ُق ُر ُ‬
‫اهر‪ ،‬جعلُوهُ نَـ ْفس الطهاعُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م ْنهُ إِهال ْاألَثَـ َر الظه َ َ َ‬
‫َوالطهاعُو ُن يُـ َعبهـ ُر بِ ِه َع ْن ثََالثَِة أ ُُموٍر‪:‬‬
‫اهر‪ ،‬وهو اله ِذي ذَ َكرهُ ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫َطبهاءُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َح ُد َها‪َ :‬ه َذا ْاألَثَـ ُر الظه ُ َ ُ َ‬ ‫أَ‬
‫يح ِيف قَـ ْولِ ِه‪:‬‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫يث ال ه‬ ‫اد ِاب ْحل ِد ِ‬
‫ث َع ْنهُ‪َ ،‬و ُه َو ال ُْم َر ُ َ‬ ‫اد ُ‬ ‫ت ا ْحل ِ‬
‫هاين‪ :‬ال َْم ْو ُ َ‬ ‫َوالث ِ‬
‫«الطهاعُو ُن شهادة لكل مسلم» ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪« )7‬غده كغدة البعري ‪ » ...‬الغدة‪ :‬كل غده يف اجلسد أطاف هبا شحم‪ ،‬وكل قطعة صلبة بني‬
‫العصب‪ -‬قاموس‪« -‬يف املرا ّق» مرا ّق البطن بفتح امليم وتشديد القاف‪ :‬ما ر ّق منه وال َجع مر ّق أوال‬
‫واحد له‪ -‬قاموس‪ -‬أخرجه اإلمام أْحد‪ .‬وقد جاء بلفظ‪« :‬الطاعون غدة كفدة البعري‪ ،‬املقيم هبا‬
‫كالشهيد‪ ،‬والفار منها كالفار من الزحف‪:‬‬
‫(‪ )2‬قال اهليثمي‪ :‬رجاله ثقات‪.‬‬

‫(‪)37/7‬‬

‫يح‪« :‬أَنههُ بَِقيهةُ ِر ْج ٍز أ ُْر ِس َل َعلَى بَِِن‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫اعل ِهلََذا ال هد ِاء‪ ،‬وقَ ْد ور َد ِيف ا ْحل ِد ِ‬‫ِ‬ ‫َوالثهالِ ُ‬
‫يث ال ه‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ب الْ َف ُ‬ ‫سبَ ُ‬ ‫ث‪ :‬ال ه‬
‫اء أَنههُ َد ْع َوةُ نَِ ٍّ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫يل» «‪َ ، »7‬وَوَر َد فيه «أَنههُ َو ْخ ُز ا ْجل ِّن» «‪َ »2‬و َج َ‬ ‫إ ْس َرائ َ‬
‫س ِع ْن َد ُه ْم َما يَ ُد ُّل َعلَْيـ َها‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وه ِذهِ ال ِْعلَل و ْاألَسباب لَي ِ‬
‫الر ُس ُل ُختَِْبُ‬ ‫س ع ْن َد ْاألَطبهاء َما يَ ْدفَـعُ َها‪َ ،‬ك َما لَْي َ‬
‫ُ َ َْ ُ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫س َم َع ُه ْم َما يَـ ْن ِفي أَ ْن تَ ُكو َن بِتَـ َو ُّس ِط‬ ‫ه ِ‬ ‫ِاب ْألُموِر الْغَائِب ِة‪ ،‬وه ِذهِ ْاآل ََثر الهِيت أَ ْدرُك ِ‬
‫وها م ْن أ َْم ِر الطاعُون لَْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِيف الطهبِيع ِة وأ َْمر ِ‬ ‫ْاألَرو ِ ِ ِ‬
‫هاس ِاب ْأل َْرَو ِ‬
‫اح‬ ‫َج َه ُل الن ِ‬ ‫اض َها َو َه َالك َها أ َْم ٌر َال يُـ ْنك ُرهُ إِهال َم ْن ُه َو أ ْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اح‪ ،‬فَإ هن ََتْث َ‬
‫ري ْاأل َْرَو ِ‬ ‫َْ‬
‫س ِام بَِِن‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫و ََتْثِري ِاهتَا‪ ،‬وانْ ِف َع ِ‬
‫ص ُّرفًا ِيف أ ْ‬
‫َج َ‬ ‫س ِام َوطَبَائع َها َع ْنـ َها‪َ ،‬واَ هَّللُ ُس ْب َحانَهُ قَ ْد َْجي َع ُل هلَذه ْاأل َْرَوا ِح تَ َ‬ ‫َج َ‬‫ال ْاأل ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫اد ال هرِديئَ ِة الهِيت َُتْ ِد ُ‬ ‫ص ُّرفًا ِع ْن َد بَـ ْع ِ‬ ‫وث الْواب ِء‪ ،‬وفَ ِ ِ‬ ‫آدم ِع ْن َد ح ُد ِ‬
‫ث‬ ‫ض ال َْم َو ِّ‬ ‫ساد ا ْهلََواء‪َ ،‬ك َما َْجي َع ُل َهلَا تَ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ان ال هدِم‪ ،‬وال ِْم هرةِ ال ه ِ ِ‬ ‫وس َه ْيـئَةً رِديئَةً‪ ،‬وَال ِسيهما ِع ْن َد َهيج ِ‬ ‫لِلنُّـ ُف ِ‬
‫ِن‪ ،‬فَِإ هن ْاأل َْرَو َ‬
‫اح‬ ‫س ْو َداء‪َ ،‬وع ْن َد َهيَ َجان ال َْم ِِّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض َما َال تَـتَ َم هك ُن ِم ْن غَ ِْريهِ‪َ ،‬ما ََلْ يَ ْدفَـ ْع َها َدافِ ٌع أَقـ َْوى ِم ْن‬ ‫ب َه ِذهِ ال َْع َوا ِر ِ‬ ‫شيطَانِيهةَ تَـتم هكن ِمن فِعلِها بِص ِ‬
‫اح ِ‬ ‫ََ ُ ْ ْ َ َ‬ ‫ال ه ْ‬
‫ك‬ ‫آن‪ ،‬فَِإنههُ يَ ْستَـ ْن ِز ُل بِ َذلِ َ‬ ‫ص َدقَ ِة‪ ،‬وقِراءةِ الْ ُقر ِ‬ ‫هض ُّر ِع‪َ ،‬وال ه‬‫ال َوالت َ‬ ‫الد َع ِاء‪ ،‬و ِاالبْتِ َه ِ‬
‫اب ِم َن ال ِّذ ْك ِر‪َ ،‬و ُّ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َهذه ْاأل ْ‬
‫َََ ْ‬ ‫َ‬
‫ريَها‪َ ،‬وقَ ْد َج هربْـنَا َْْن ُن َوغَْيـ ُرَان‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح الْملَ ِكيه ِة َما يَـ ْق َهر َه ِذهِ ْاأل َْرواح ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اخلَبيثَةَ‪َ ،‬ويُـ ْبط ُل َش هرَها َويَ ْدفَ ُع ََتْث َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫م َن ْاأل َْرَو ِ َ‬
‫يما ِيف‬ ‫ب قُـرِهبا ََتْثِ ِ‬ ‫اح الطهيِّبَ ِة َو ْ ِ ِ‬ ‫اَّللُ‪َ ،‬وَرأَيْـنَا ال ستنزال َه ِذهِ ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ص َيها إِهال ه‬ ‫َه َذا ِمرارا َال ُْحي ِ‬
‫ريا َعظ ً‬ ‫است ْج َال ْ َ ً‬ ‫ًَ‬
‫ِ‬ ‫تَـ ْق ِوي ِة الطهبِيع ِة‪ ،‬و َدفْ ِع الْمو ِّ ِ ِ‬
‫اد يَـ ْن َخ ِرُم‪ ،‬فَ َم ْن َوفهـ َقهُ‬ ‫استِ ْح َكام َها َوََتَ ُّكنِ َها‪َ ،‬وَال يَ َك ُ‬ ‫اد ال هرديئَة‪َ ،‬و َه َذا يَ ُكو ُن قَـ ْب َل ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب الهِيت تَ ْدفَـعُ َها َع ْنهُ‪َ ،‬و ِه َي لَهُ ِم ْن أَنْـ َف ِع ال هد َو ِاء‪،‬‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ش ِّر إِ َىل َهذه ْاأل ْ‬ ‫اب ال ه‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬اب َدر ِع ْن َد إِح ِ ِ‬
‫ساسه ِأب ْ‬ ‫َْ‬ ‫هُ َ َ‬
‫اد ِهتَا‪ ،‬فَ َال يَ ْشعُ ُر‬ ‫ص ُّوِرَها َوإِ َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َع هز وج هل إِنْـ َفا َذ قَ َ ِِ‬ ‫َوإِ َذا أ ََر َ‬
‫ْب ال َْع ْبد َع ْن َم ْع ِرفَت َها َوتَ َ‬ ‫ضائه َوقَ َد ِره‪ ،‬أَ ْغ َف َل قَـل َ‬ ‫اد هُ َ َ‬
‫ِهبَا‪.‬‬
‫اَّللُ فِ ِيه أ َْم ًرا َكا َن َم ْفعُ ً‬
‫وال‪.‬‬ ‫ض َي ه‬ ‫وَال ي ِري ُد َها‪ ،‬لِيـ ْق ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫احا َوبَـيَ ًاان ِع ْن َد الْ َك َالِم َعلَى الته َدا ِوي ِاب ُّلرقَى‪،‬؛ َوالْعُ َوِذ النـهبَ ِويهِة‪،‬‬ ‫يض ً‬ ‫اَّللُ تَـ َع َاىل إِ َ‬
‫اء ه‬ ‫َو َسنَ ِزي ُد َه َذا ال َْم ْع َىن إِ ْن َش َ‬
‫ب النـهب ِو ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات‪ ،‬ونـُبـِني أَ هن نِسبةَ ِط ِ ِ ِ‬ ‫ات‪َ ،‬وفِ ْع ِل ْ‬
‫ب‬‫ي‪َ ،‬كن ْسبَة ط ِّ‬ ‫ب ْاألَطبهاء إِ َىل َه َذا الطّ ِّ َ ّ‬ ‫َْ ّ‬ ‫اخلَْيـ َر ِ َ َ ّ ُ‬ ‫و ْاألَذْ َكا ِر‪ ،‬وال هد َعو ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الطهْرقِيه ِة والعجائز اىل طبهم‪ ،‬كما‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم والرتمذي من حديث أسامة بن زيد‬
‫(‪« )2‬وخز اجلن» أي طعن أعدائكم‪ :‬أخرجه احلاكم عن أيب موسى االشعري بلفظ‪« -‬الطاعون وخز‬
‫أعدائكم من اجلن وهو لكم شهادة» ‪ .‬وهو حديث صحيح‪.‬‬

‫(‪)32/7‬‬

‫اح‪َ ،‬وأَ هن قُـ َوى‬ ‫سانِيهةَ أَ َش ُّد َش ْي ٍء انْ ِف َع ًاال َع ِن ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ني أَ هن الطهبِ َيعةَ ِْ‬
‫اإلنْ َ‬
‫ا ْعتَـر َ ِ‬
‫ف بِه ُح هذاقُـ ُه ْم َوأَئِ همتُـ ُه ْم‪َ ،‬ونُـبَـِّ ُ‬ ‫َ‬
‫ات‪ ،‬فَـو َق قُـوى ْاألَد ِوي ِة‪ ،‬ح هىت إِنهـها تـب ِطل قُـوى السم ِ‬
‫وم الْ َقاتِلَ ِة‪.‬‬ ‫الرقَى‪ ،‬وال هد َعو ِ‬ ‫ِ‬
‫ُّ ُ‬ ‫ْ َ َ َ ُْ ُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫الْعُ َوذ‪َ ،‬و ُّ َ َ‬
‫اد َج ْو َه ِر‬‫سَ‬ ‫ب الت ِّ ِ ه ِ ِ ِ ِ ه ِ ِ‬
‫هام‪َ ،‬والْعلة الْ َفاعلَة للطاعُون‪ ،‬فَإ هن فَ َ‬ ‫َج َز ِاء ال ه‬
‫سبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ا ْهلََواء ُج ْزءٌ م ْن أ ْ‬ ‫سَ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن فَ َ‬‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ادهِ‪ ،‬ي ُكو ُن ِال ْستِحالَ ِة جو َه ِرهِ إِ َىل ال هر َداءةِ‪ ،‬لِغَلَب ِة إِ ْح َدى الْ َك ْي ِفيه ِ‬ ‫وث الْواب ِء وفَ ِ‬ ‫ب ِحل ُد ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫س َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ا ْهلََواء ال ُْموج ِ ُ‬
‫سنَ ِة‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن أَ ْكثَـ ُر حدوته ِيف‬ ‫ْت َكا َن ِمن أَوقَ ِ‬ ‫َي وق ٍ‬ ‫هُت و ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ات ال ه‬ ‫ْ ْ‬ ‫الس ّميهة ِيف أ ِّ َ‬ ‫ال هرديئَة َعلَْيه‪َ ،‬كالْعُ ُفونَة‪َ ،‬والنـ َ ِ َ‬
‫ِ‬ ‫اخلَ ِر ِ ِ ِ ِ‬ ‫أَو ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ص ْي ِ‬‫ص ِل ال ه‬ ‫ت ال َْم َرا ِريهِة ا ْحلَادهة َوغَ ِْريَها ِيف فَ ْ‬‫ض َال ِ‬ ‫اجتِ َم ِاع الْ َف َ‬
‫يف غَالبًا ل َكثْـ َرة ْ‬ ‫ف‪َ ،‬وِيف ْ‬ ‫ص ْي ِ‬
‫اخ ِر ال ه‬ ‫َ‬
‫ت تَـتَ َحله ُل ِيف َزَم ِن‬‫ت الهِيت َكانَ ْ‬ ‫ض َال ِ‬ ‫يف لِبـرِد ا ْجل ِو‪ ،‬ور ْدغَ ِة ْاأل ِْ‬
‫َِخ َرةِ َوالْ َف َ‬ ‫آخ ِرهِ‪ ،‬وِيف ْ ِ‬ ‫وع َدِم ََتَلُّلِها ِيف ِ‬
‫اخلَ ِر َ ْ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ت الْبَ َد َن ُم ْستَ ِع ًّدا‪،‬‬ ‫ادفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ُر‪ ،‬فَـتَ ْس َخ ُن‪َ ،‬وتُـ َع هف ُن‪ ،‬فَـتُ ْح ِد ُ‬ ‫ف‪ ،‬فَـتَـ ْنح ِ‬ ‫ص ْي ِ‬
‫صَ‬ ‫اض ال َْعفنَةَ‪َ ،‬وَال سيه َما إِذَا َ‬ ‫ث ْاأل َْم َر َ‬ ‫َ‬ ‫ال ه‬
‫ب‪.‬‬ ‫ت ِم َن ال َْعطَ ِ‬ ‫اد يُـ ْفلِ ُ‬
‫اد‪ ،‬فَـ َه َذا َال يَ َك ُ‬ ‫ري ال َْم َو ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ا ْحلََرَكة‪َ ،‬كث َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫قَاب ًال‪َ ،‬ره ًال‪ ،‬قَل َ‬
‫اض‪َ ،‬وأَقـْتَ َل‪َ ،‬وأَ هما‬ ‫يف أَ َش هد َما تَ ُكو ُن ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬ ‫اخلَ ِر ِ‬‫وأصح الفصول فيه فصل الربيع‪ .‬قال بقراط‪ :‬إِ هن ِيف ْ‬
‫ادلَ ِة‪َ ،‬و َُمَ ِّه ِزي ال َْم ْوتَى أَنهـ ُه ْم يَ ْستَ ِدينُو َن‪،‬‬
‫صي ِ‬
‫ادةُ ال ه َ‬‫ت َع َ‬ ‫ات ُكلِّ َها َوأَقَـلُّ َها َم ْوًات‪َ ،‬وقَ ْد َج َر ْ‬
‫ال هربِيع‪ ،‬فَأَص ُّح ْاألَوقَ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫يف‪ ،‬فَـهو ربِيعهم‪ ،‬وهم أَ ْشو ُق َشي ٍء إِلَي ِه‪ ،‬وأَفْـرح بِ ُق ُد ِ‬
‫وم ِه‪،‬‬ ‫اخلَ ِر ِ‬
‫ص ِل ْ‬ ‫ص ْي ِ‬‫سله ُفو َن ِيف ال هربِي ِع َوال ه‬
‫ْ ْ َ َُ‬ ‫َُ َ ُُ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ف َعلَى فَ ْ‬ ‫َويَـتَ َ‬
‫ِ‬ ‫س َر بِطُلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫هجم ارتَـ َف َع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َر‬
‫وع الثـ َُّرهاي‪َ ،‬وفُ ّ‬ ‫اهةُ َع ْن ُك ِّل بَـلَد» «‪َ . »7‬وفُ ّ‬ ‫ت ال َْع َ‬ ‫ي ِيف َحديث‪« :‬إِذَا طَلَ َع الن ْ ُ ْ‬ ‫َوقَ ْد ُر ِو َ‬
‫ال طُلُ ِ‬
‫وع ِه َوََتَ َامهُ يَ ُكو ُن ِيف‬ ‫شجر يسج ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع النـهب ِ‬
‫دان «‪ »2‬فَِإ هن َك َم َ‬ ‫هج ُم َوال ه َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ات َزَم َن ال هربِي ِع‪َ ،‬وم ْنهُ َوالن ْ‬ ‫بِطُلُ ِ َ‬
‫ات‪.‬‬‫ص ُل اله ِذي تَـ ْرتَِف ُع فِ ِيه ْاآلفَ ُ‬ ‫ص ِل ال هربِي ِع‪َ ،‬و ُه َو الْ َف ْ‬‫فَ ْ‬
‫وعها مع الْ َفج ِر وس ُق ِ‬
‫وط َها‪.‬‬ ‫وأَ هما الثـُّرهاي‪ ،‬فَ ْاألَمراض تَ ْكثُـر وق َ ِ‬
‫ْت طُلُ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اد وقـْتَ ِ‬ ‫ادا‪ ،‬وأَ ْعظَمها بلِيهةً َعلَى ْاألَج ِ‬ ‫ات ال ه ِ‬ ‫اب «مادهةِ الْبـ َق ِاء» ‪ :‬أَ َش ُّد أَوقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫س َ‬ ‫َْ‬ ‫س ً َ َُ َ‬ ‫سنَة فَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ال التميمي ِيف كتَ ِ َ‬ ‫قَ َ‬
‫وط الثـ َُّرهاي للمغيب عند طلوع الفجر‪.‬‬ ‫ْت س ُق ِ‬
‫َح ُد ُُهَا‪َ :‬وق ُ ُ‬ ‫أَ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه دمحم بن احلسن يف اآلَثر‪ ،‬والطَباين يف «الصغري» وأبو نعيم يف اتريخ أصبهان بلفظ «إذا‬
‫طلع النجم رفعت العاهة عن كل بلد» وإسناده صحح‬
‫(‪ )2‬الرْحن‪1 -‬‬

‫(‪)33/7‬‬

‫س َعلَى ال َْعاََِل‪ِ ،‬مبَْن ِزلَ ٍة ِم ْن َمنَا ِزِل الْ َق َم ِر‪َ ،‬و ُه َو َوق ُ‬
‫ْت‬ ‫ش ْم ِ‬‫وع ال ه‬ ‫وع َها ِم َن ال َْم ْش ِر ِق قَـ ْب َل طُلُ ِ‬‫ْت طُلُ ِ‬ ‫هاين‪َ :‬وق ُ‬ ‫َوالث ِ‬
‫اد الْ َكائِ ِن ِع ْن َد‬‫ضررا ِمن الْ َفس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِل ال هربِي ِع وانْ ِق َ ِِ‬ ‫ت ِ‬
‫اد الْ َكائ َن ع ْن َد طُلُوع َها أَقَ ُّل َ َ ً َ َ‬ ‫سَ‬ ‫ضائه‪ ،‬غَْيـ َر أَ هن الْ َف َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُّرم فَ ْ‬
‫ََ‬
‫س ُق ِ‬
‫وط َها‪.‬‬ ‫ُ‬
‫اإلبِ ِل‪َ ،‬وغُ ُروبُـ َها أَ ْع َوهُ‬ ‫اه ٍة ِيف الن ِ‬
‫هاس َو ِْ‬ ‫َت إِهال بِ َع َ‬
‫ت الثـ َُّرهاي‪َ ،‬وَال َأن ْ‬ ‫ال‪ :‬ما طَلَ َع ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أَبُو ُُمَ همد بْ ُن قُـتَـ ْيـبَةَ‪ :‬يُـ َق ُ َ‬
‫َوقَ َ‬
‫«‪ِ »7‬من طُلُ ِ‬
‫وع َها‪.‬‬ ‫ْ‬
‫اهة‪ْ :‬اآلفَةُ الهِيت تَـل َ‬
‫ْح ُق‬ ‫اد ِابلنهج ِم‪ :‬الثُّـرهاي‪ ،‬وِابلْع َ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ث‪َ -‬ولَ َعلههُ أ َْو َىل ْاألَقـ َْو ِال بِه‪ -‬أَ هن ال ُْم َر َ ْ‬ ‫يث قَـ ْو ٌل ََثلِ ٌ‬
‫وِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ َ‬
‫وع الثـُّرهاي ِيف الْوق ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزروع والثِّمار ِيف فَص ِل ال ِّ ِ‬
‫ْت‬ ‫َ‬ ‫ص َل ْاأل َْم ُن َعلَْيـ َها ع ْن َد طُلُ ِ َ‬ ‫ص ِل ال هربِي ِع‪ ،‬فَ َح َ‬ ‫ص ْد ِر فَ ْ‬ ‫شتَاء َو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ ُ َ َ َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ك نَـهى صلهى ه ِ‬ ‫ِِ‬
‫ود‪:‬‬
‫ص ُ‬ ‫ص َال ُح َها‪َ .‬وال َْم ْق ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َع ْن بَـ ْي ِع الث َهم َرة َوش َرائ َها قَـ ْب َل أَ ْن يَـ ْب ُد َو َ‬ ‫ال َْم ْذ ُكوِر‪َ ،‬ول َذل َ َ َ‬
‫وع الطهاعُ ِ‬
‫ون‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِع ْن َد ُوقُ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫الْ َك َال ُم َعلَى َه ْديِه َ‬
‫فصل‬
‫ض الهِيت ُه َو ِهبَا‪َ ،‬ونَـ ْهيِ ِه َع ِن‬ ‫ول إِ َىل ْاأل َْر ِ‬ ‫الد ُخ ِ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم لِ ِْلُهم ِة ِيف نَـ ْهيِ ِه َع ِن ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َوقَ ْد ََجَ َع النِ ُّ‬
‫ضا لِلْبَ َال ِء‪َ ،‬وُم َوافَاةً‬ ‫ض الهِيت ُه َو ِهبَا تَـ َع ُّر ً‬ ‫ول ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫هح ُّرِز ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإ هن ِيف ُّ‬
‫الد ُخ ِ‬ ‫ال الت َ‬‫وع ِه َك َم َ‬‫وج ِم ْنـها بـع َد وقُ ِ‬
‫اخلُُر ِ َ َ ْ ُ‬ ‫ْ‬
‫الد ُخ ِ‬
‫ول إِ َىل‬ ‫ُّب ُّ‬ ‫ش ْر ِع َوال َْع ْق ِل‪ ،‬بَ ْل ََتَن ُ‬ ‫ف لِل ه‬ ‫ان َعلَى نَـ ْف ِس ِه‪َ ،‬و َه َذا ُخمَالِ ٌ‬ ‫لَهُ ِيف َُمَ ِل س ْلطَانِِه‪ ،‬وإِ َعانَةً لِ ِْْلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ُ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ إِلَْيـ َها‪َ ،‬و ِه َي ِْحْيَةٌ َع ِن ْاأل َْم ِكنَ ِة‪َ ،‬و ْاأل َْه ِويَِة ال ُْم ْؤِذيَِة‪.‬‬‫ب ا ْحلِ ْميَ ِة الهِيت أ َْر َش َد ه‬ ‫ض ِه ِم ْن َاب ِ‬‫أَر ِ‬
‫ْ‬
‫ان‪:‬‬‫وج ِمن بـلَ ِدهِ‪ ،‬فَِف ِيه م ْعنَـي ِ‬ ‫َوأَ هما نَـ ْهيُهُ َع ِن ْ‬
‫َ َ‬ ‫اخلُُر ِ ْ َ‬
‫هوُّك ِل َعلَْي ِه‪ ،‬والصَب على أقضيته‪ ،‬والرضى ِهبَا‪.‬‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪َْ :‬حْ ُل النُّـ ُف ِ‬
‫وس َعلَى الثَّقة ابَ هَّلل‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫أَ‬
‫ضلِيه ِة‪،‬‬ ‫الرطُواب ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت الْ َف ْ‬ ‫ج َع ْن بَ َدنه ُّ َ‬ ‫ب َعلَى ُك ِّل ُُْم َِرت ٍز م َن ال َْوَابء أَ ْن ُخيْ ِر َ‬ ‫ب‪ :‬أَنههُ َجي ُ‬ ‫هاين‪َ :‬ما قَالَهُ أَئ همةُ الطّ ِّ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ف ِم ْن ُك ِّل َو ْج ٍه إِهال ِّ‬ ‫ويـ َقلِّل ال ِْغ َذاء‪ ،‬وَميِيل إِ َىل الته ْدبِ ِري الْمج ِّف ِ‬
‫ب أَ ْن ُْحي َذ َرا‪،‬‬ ‫ام‪ ،‬فَِإنهـ ُه َما ممها َجي ُ‬ ‫ضةَ َوا ْحلَ هم َ‬ ‫الرَاي َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َُ َ‬
‫يء َك ِام ٍن فِ ِيه‪ ،‬فَـتُثِريُهُ ِّ‬ ‫ض ٍل رِد ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ام‪ ،‬وخيلطانه ابلكيموس اجليد‪،‬‬ ‫ضةُ َوا ْحلَ هم ُ‬ ‫الرَاي َ‬ ‫ألَ هن الْبَ َد َن َال َخيْلُو غَالبًا م ْن فَ ْ َ‬
‫وذلك جيلب‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أعوه‪ :‬أشد عاهة وإصابة من‪ :‬عاه الشيء‪ :‬إذا أصابته عاهة‬

‫(‪)34/7‬‬

‫وج‬
‫اخلُُر ُ‬ ‫ان ْاألَ ْخ َال ِط‪َ ،‬وَال ميُْ ِك ُن ْ‬ ‫ني َهيج ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُكو ُن َوال هد َعةُ‪َ ،‬وتَ ْسك ُ َ َ‬ ‫ون ُّ‬ ‫وع الطهاعُ ِ‬ ‫ب ِع ْن َد ُوقُ ِ‬ ‫ِ‬
‫يمةً‪ ،‬بَ ْل َجي ُ‬
‫ِ ِ‬
‫علهةً َعظ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س َفر ِم ْنـ َها إِهال ِحبَرَك ٍة َش ِدي َدةٍ‪ ،‬و ِهي م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْن أ َْر ِ‬
‫ين‪،‬‬ ‫ض ِل ْاألَطبهاء ال ُْمتَأَ ّخ ِر َ‬ ‫ض هرةٌ ِج ًّدا‪َ ،‬ه َذا َك َال ُم أَفْ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ض ال َْوَابء َوال ه ُ‬
‫ص َال ِح ِه َما‬ ‫ِ‬
‫ْب َوالْبَ َدن َو َ‬ ‫ي‪َ ،‬وَما فِ ِيه ِم ْن ِع َال ِج الْ َقل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب م َن ا ْحلَديث النـهبَ ِو ِّ‬
‫فَظَهر الْمعىن ال ِطِّ ُّ ِ‬
‫ََ َ ْ َ ّ‬
‫ِ‬
‫اد َه َذا‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ال َختْ ُر ُجوا فِ َر ًارا م ْنهُ» ‪َ ،‬ما يُـ ْب ِط ُل أَ ْن يَ ُكو َن أ ََر َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ :‬فَفي قَـ ْول النِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ض‪ ،‬وَال َْحيبِس م ِ‬ ‫اخلُر ِ‬ ‫هِ‬
‫َح ٌد‬ ‫ساف ًرا َع ْن َس َف ِره؟ ق َ‬
‫يل‪ََ :‬لْ يَـ ُق ْل أ َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫وج ل َعا ِر ٍ َ‬ ‫ال َْم ْع َىن الذي ذََك ْرَُتُوهُ‪َ ،‬وأَنههُ َال ميَْنَ ُع ْ ُ َ‬
‫ات‪َ ،‬وإِ همنَا يَـ ْنـبَ ِغي فِ ِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اد ِ‬ ‫صريُو َن ِمبَْن ِزلَ ِة ا ْجلَ َم َ‬‫ني‪ ،‬وي ِ‬
‫هاس يَـ ْتـ ُرُكو َن َح َرَكاهت ْم ع ْن َد الطهَواع ِ َ َ‬ ‫ِ‬
‫يب َوَال غَْيـ ُرهُ‪ ،‬إ هن الن َ‬ ‫طَبِ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬والْ َف ُّ ِ‬ ‫التهـ َقلُّ ُل ِم َن ا ْحلَرَك ِة ِحبَ ْس ِ‬
‫ب ِحلََرَكتِ ِه إِهال َُمَ هر ُد ال ِْف َرا ِر م ْنهُ‪َ ،‬و َد َعتُهُ َو ُس ُكونُهُ‬ ‫ِ‬
‫ار م ْنهُ َال ُموج َ‬
‫ب ِْ ِ‬
‫اإل ْم َك َ‬ ‫َ‬
‫ضائِِه‪َ .‬وأَ هما َم ْن َال يَ ْستَـ ْغ ِِن َع ِن ا ْحلََرَك ِة‪،‬‬ ‫استِ ْس َال ِم ِه لَِق َ‬ ‫أَنْـ َفع لَِق ْلبِ ِه وب َدنِِه‪ ،‬وأَقـْرب إِ َىل تَـوُّكلِ ِه َعلَى هِ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ال َهلُ ُم‪ :‬اتْـ ُرُكوا َح َرَكاتِ ُك ْم َُجْلَةً‪َ ،‬وإِ ْن أ ُِم ُروا أَ ْن‬ ‫ين‪َ ،‬والْبُـ ُرِد‪َ ،‬وغَ ِْريِه ْم‪ ،‬فَ َال يُـ َق ُ‬ ‫هاع‪ ،‬و ْاألُجر ِاء‪ ،‬والْم ِ‬
‫ساف ِر َ‬‫الصن ِ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫َك ُّ‬
‫ارا ِم ْنهُ َواَ هَّللُ تَـ َع َاىل أَ ْعلَ ُم‪.‬‬
‫سافِ ِر فَ ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اجةَ َهلُْم إلَْيه‪َ ،‬ك َح َرَكة ال ُْم َ‬
‫ِ‬
‫يَـ ْتـ ُرُكوا م ْنـ َها َما َال َح َ‬
‫ض الهِيت قَ ْد َوقَ َع ِهبَا ِع هدةُ ِح َك ٍم‪:‬‬ ‫ول إِ َىل ْاأل َْر ِ‬ ‫الد ُخ ِ‬ ‫َوِيف ال َْم ْن ِع ِم َن ُّ‬
‫اب ال ُْم ْؤِذيَِة‪َ ،‬والْبُـ ْع ُد ِم ْنـ َها‪.‬‬‫َسبَ ِ‬‫ُّب ْاأل ْ‬ ‫أَ َح ُد َها‪ََ :‬تَن ُ‬
‫اش والْمع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫هاين‪ْ :‬األَ ْخ ُذ ِابل َْعافيَة الهِيت ه َي َما هدةُ ال َْم َع ِ َ َ َ‬ ‫الث ِ‬
‫الثالث‪ :‬أاليستنشقوا اهلواء الدي قد عفن وفسد فيمرضون‪.‬‬
‫س أ َْمر ِ‬
‫اض ِه ْم‪.‬‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضوا بِ َذلِ َ‬ ‫ين قَ ْد َم ِر ُ‬ ‫الرابع‪ :‬أالجياوروا الْمر َ ه ِ‬
‫ص ُل َهلُ ْم مبُ َج َاوَرهت ْم م ْن ج ْن ِ َ‬ ‫ك‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬ ‫ضى الذ َ‬ ‫َْ‬
‫وعا‪« :‬إِ هن ِمن الْ َقر ِ‬
‫ف» «‪. »7‬‬ ‫ف التهـلَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن أيب داود» َم ْرفُ ً‬
‫ضى‪.‬‬ ‫ف ُم َد َاانةُ ال َْوَاب ِء‪َ ،‬وُم َد َاانةُ ال َْم ْر َ‬ ‫ال ابن قتيبة‪ :‬الْ َق َر ُ‬ ‫قَ َ‬
‫وس َع ِن ال ِطّيَـ َرةِ َوال َْع ْد َوى‪ ،‬فَِإنهـ َها تَـتَأَثهـ ُر هبِِ َما‪ ،‬فَِإ هن ال ِطّيَـ َرةَ َعلَى َم ْن تَطَيهـ َر ِهبَا‪َ ،‬وِاب ْجلُ ْملَ ِة‬ ‫س‪ِْ :‬حْيَةُ النُّـ ُف ِ‬ ‫ِْ‬
‫اخلَام ُ‬
‫اب التهـلَ ِ‬ ‫هه ِي َع ِن التـهع ُّر ِ ِ‬ ‫ض ِه ْاأل َْم ُر ِاب ْحلَ َذ ِر َوا ْحلِ ْميَ ِة‪َ ،‬والنـ ْ‬‫ول ِيف أَر ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَِفي النـ ْ‬
‫ف‪َ .‬وِيف النـ ْ‬
‫هه ِي‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ض أل ْ‬ ‫َ‬ ‫هه ِي َع ِن ال ّد ُخ ِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هسلِ ِيم‪َ ،‬والتهـ ْف ِو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم‪ ،‬والثاين‪ :‬تفويض وتسليم‪.‬‬ ‫يب َوتَـ ْعل ٌ‬ ‫يض‪ ،‬فَ ْاأل هَو ُل‪ََ :‬تْد ٌ‬ ‫هوُّك ِل‪َ ،‬والت ْ‬ ‫َع ِن الْف َرا ِر م ْنهُ ْاأل َْم ُر ابلتـ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود واإلمام أْحد ويف سنده جهالة‪ .‬والقرف‪ :‬مداانة املرض واببه طرب‪ .‬خمتار‪.‬‬

‫(‪)35/7‬‬

‫غ‪ ،‬لَِقيَهُ أَبُو عُبَـ ْي َد َة بْ ُن ا ْجلَهر ِ‬


‫اح‬ ‫س ْر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شام‪َ ،‬ح هىت إذَا َكا َن ب َ‬
‫ج إِ َىل ال ه ِ‬ ‫يح‪ :‬أَ هن عمر بن اخلطاب َخ َر َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف ال ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِالبْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ش ِام‪ ،‬فَا ْختَـلَ ُفوا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َص َحابُهُ‪ ،‬فَأَ ْخبَـ ُروهُ أَ هن ال َْوَاب َء قَ ْد َوقَ َع ِابل ه‬
‫ني‪،‬‬
‫ين ْاأل هَول َ‬ ‫ِل ال ُْم َهاج ِر َ‬ ‫اس‪ :‬ا ْدعُ ِ َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ت‬
‫ض ُه ْم‪َ :‬خ َر ْج َ‬ ‫ال لَهُ بَـ ْع ُ‬ ‫ش ِام‪ ،‬فَا ْختَـلَ ُفوا‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ارُه ْم‪َ ،‬وأَ ْخبَـ َرُه ْم أَ هن ال َْوَاب َء قَ ْد َوقَ َع ِابل ه‬
‫شَ‬ ‫استَ َ‬ ‫ال‪ :‬فَ َد َع ْوتُـ ُه ْم‪ ،‬فَ ْ‬‫قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اب ر ُس ِ‬ ‫ك بَِقيهةُ الن ِ‬ ‫ِأل َْم ٍر‪ ،‬فَ َال نَـ َرى أَ ْن تَـ ْرِج َع َع ْنهُ‪َ .‬وقَ َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َص َح ُ َ‬ ‫هاس‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫آخ ُرو َن‪َ :‬م َع َ‬ ‫ال َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ال عمر‪ْ :‬ارتَِفعُوا َع ِِّن‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫َو َسله َم‪ ،‬فَ َال نَـ َرى أَ ْن تُـ ْق ِد َم ُه ْم َعلَى َه َذا ال َْوَاب ِء‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال‪:‬‬‫ين‪َ ،‬وا ْختَـلَ ُفوا َكا ْختِ َالفِ ِه ْم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫يل ال ُْم َهاج ِر َ‬
‫ِ‬
‫سلَ ُكوا َسب َ‬ ‫ارُه ْم‪ ،‬فَ َ‬ ‫شَ‬ ‫استَ َ‬ ‫ار‪ ،‬فَ َد َع ْوتُـ ُه ْم لَهُ‪ ،‬فَ ْ‬
‫صَ‬ ‫ِل ْاألَنْ َ‬ ‫ا ْدعُ ِ َ‬
‫ش ِمن م َه ِ‬
‫اج َرةِ الْ َف ْت ِح‪ ،‬فَ َد َع ْوتُـ ُه ْم لَهُ‪ ،‬فَـلَ ْم َخيْتَلِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ْارتَفعُوا عِن‪ ،‬م قال‪ :‬ادع ِل من ها هنا م ْن َم ْشيَ َخة قُـ َريْ ٍ ْ ُ‬
‫هاس إِِّين‬ ‫هاس َوَال تُـ ْق ِد َم ُه ْم َعلَى َه َذا ال َْوَاب ِء‪ ،‬فَأَذه َن عمر ِيف الن ِ‬ ‫َعلَْي ِه ِم ْنـ ُه ْم َر ُج َال ِن‪ ،‬قَالُوا‪ :‬نَـ َرى أَ ْن تَـ ْرِج َع ِابلن ِ‬
‫اح‪ :‬اي أ َِمري الْم ْؤِمنِني! أَفِرارا ِمن قَ َد ِر هِ‬ ‫َصبِ ُحوا َعلَْي ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اَّلل‬ ‫ال أَبُو عُبَـ ْي َدةَ بْ ُن ا ْجلَهر ِ َ َ ُ َ َ ً ْ‬ ‫صبِ ٌح َعلَى ظَ ْه ٍر‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُم ْ‬
‫اَّلل تَـع َاىل إِ َىل قَ َد ِر هِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت لَ ْو َكا َن‬ ‫اَّلل تَـ َع َاىل‪ ،‬أ ََرأَيْ َ‬ ‫ال‪ :‬لَ ْو غَْيـ ُر َك قَا َهلَا َاي أاب عبيدة‪ ،‬نَـ َع ْم نَف ُّر م ْن قَ َد ِر ه َ‬ ‫تَـ َع َاىل؟ قَ َ‬
‫ت و ِاداي لَه ع ْدوَات ِن‪ ،‬إِح َد ُ ِ‬
‫اخلِ ْ‬
‫صبَةَ‬ ‫ت إِ ْن َر َع ْيـتَـ َها ْ‬ ‫صبَةٌ‪َ ،‬و ْاألُ ْخ َرى‪َ ،‬ج ْدبَةٌ‪ ،‬أَلَ ْس َ‬ ‫اُهَا‪ -‬خ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ك إِب ٌل فَـ َهبَطَ ْ َ ً ُ ُ َ‬
‫لَ َ ِ‬
‫ال‪ :‬فَجاء َعب ُد ال هر ْْح ِن بن َعو ٍ‬ ‫اَّلل تَـع َاىل‪ ،‬وإِ ْن ر َعيـتـها ا ْجل ْدبةَ ر َعيـتـها بَِق َد ِر هِ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫اَّلل تَـ َع َاىل؟ قَ َ َ َ ْ‬ ‫َر َع ْيـتَـ َها بَِق َد ِر ه َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ت ِم ْن ر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجاتِِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َوَكا َن ُمتَـغَيِّبًا ِيف بَـ ْع ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬إِ هن ع ْندي ِيف َه َذا ع ْل ًما‪َ ،‬مس ْع ُ َ‬ ‫ض َح َ‬
‫ول‪:‬‬ ‫َو َسله َم يَـ ُق ُ‬
‫ض َوأَنْـتُ ْم ِهبَا‪ ،‬فَ َال َختْ ُر ُجوا فِ َر ًارا ِم ْنهُ‪َ ،‬وإِذَا َِمس ْعتُ ْم بِ ِه ِأب َْر ٍ‬
‫ض‪ ،‬فَ َال تَـ ْق َد ُموا َعلَْي ِه» «‪. »7‬‬ ‫«إِذَا َكا َن ِأب َْر ٍ‬

‫ص ٌل ِيف َه ْديِ ِه ِيف َد ِاء ِاال ْستِ ْس َق ِاء َو ِع َال ِج ِه‬‫فَ ْ‬


‫صلهى ه‬ ‫ال‪« :‬قَ ِدم رْه ٌ ِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫ط م ْن عُ َريْـنَةَ َوعُ َك ٍل َعلَى النِ ِّ‬
‫هب َ‬ ‫ََ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» ‪ :‬م ْن َحديث أَنَ ِ َ‬ ‫ِيف «ال ه َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ش َك ْوا َذلِ َ ِ‬ ‫اجتَـ َوُوا ال َْم ِدينَةَ‪ ،‬فَ َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬فَ ْ‬
‫ال‪« :‬لو‬ ‫ك إ َىل النِ ِّ‬
‫هب َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف السالم‪ .‬و «سرغ» موضع قرب الشام بني املغيشة وتبوك‪.‬‬
‫قاموس‪ .‬والعدوة‪ :‬بضم العني وكسرها جانب الوادي وحافتاه‪.‬‬

‫(‪)31/7‬‬

‫وه ْم‪،‬‬ ‫ش ِربـتم ِمن أَبـو ِاهلا وأَلْب ِاهنَا‪ ،‬فَـ َفعلُوا‪ ،‬فَـلَ هما ص ُّحوا‪َ ،‬عم ُدوا إِ َىل ُّ ِ‬ ‫َخرجتُم إِ َىل إِبِ ِل ال ه ِ‬
‫الر َعاة فَـ َقتَـلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ص َدقَة فَ َ ْ ُ ْ ْ ْ َ َ َ َ‬ ‫َْ ْ‬
‫آَث ِرِه ْم‪ ،‬فَأ ُِخ ُذوا‪ ،‬فَـ َقطَ َع‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يف َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ث َر ُس ُ‬ ‫اَّللَ َوَر ُسولَهُ‪ ،‬فَـبَـ َع َ‬ ‫اربُوا ه‬ ‫استَاقُوا ِْ ِ‬
‫اإلب َل‪َ ،‬و َح َ‬ ‫َو ْ‬
‫س َح هىت َماتُوا» «‪. »7‬‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫اه ْم ِيف ال ه‬ ‫أَيْ ِديَـ ُه ْم‪َ ،‬وأ َْر ُجلَ ُه ْم‪َ ،‬و َمسَ َل أَ ْعيُـنَـ ُه ْم‪َ ،‬وأَلْ َق ُ‬
‫يث أَنهـ ُه ْم قَالُوا‪:‬‬ ‫يح ِه» ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫وال هدلِيل َعلَى أن هذا املرض كان االستقساء‪ ،‬ما رواهُ مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ‬
‫يث ‪...‬‬ ‫ضا ُؤَان‪ ،‬وذَ َكر ََتَام ا ْحل ِد ِ‬ ‫ت أَ ْع َ‬ ‫شْ‬ ‫ت بُطُونُـنَا‪َ ،‬و ْارتَـ َه َ‬ ‫اجتَـ َويْـنَا ال َْم ِدينَةَ‪ ،‬فَـ َعظُ َم ْ‬ ‫إِ هان ْ‬
‫َ َ َ َ‬
‫اء‬
‫ضَ‬ ‫ي َسبَـبُهُ َما هدةٌ غَ ِريبَةٌ َاب ِر َدةٌ تَـتَ َخله ُل ْاألَ ْع َ‬ ‫ض َم ِّ‬
‫اد ٌّ‬ ‫َوا ْجلََوى‪ :‬داء من أدواء اجلوف‪ -‬واالستقساء‪َ :‬م َر ٌ‬
‫احي الهِيت فِ َيها تَ ْدبِريُ ال ِْغ َذ ِاء‬ ‫اخلَالِيةُ ِمن النـهو ِ‬ ‫ِ‬
‫ضاءُ الظهاه َرةُ ُكلُّ َها‪َ ،‬وإِ هما ال َْم َواض ُع ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫فَـتَـ ْربُو َهلَا إِ هما ْاألَ ْع َ‬
‫ْس ُامهُ ثََالثَةٌ‪َ :‬حلْ ِم ٌّي‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬
‫َص َعبُـ َها‪.‬‬ ‫ط‪َ ،‬وأَق َ‬ ‫َو ْاألَ ْخ َال ُ‬
‫َوِزقِّ ٌّي‪َ ،‬وطَْبلِ ٌّي‪.‬‬
‫ب‬‫اج إِلَْيـ َها ِيف ِع َال ِج ِه ِهي ْاألَ ْد ِويَةُ ا ْجلَالِبَةُ الهِيت فِ َيها إط َْال ٌق ُم ْعتَ ِد ٌل‪َ ،‬وإِ ْد َر ٌار ِحبَ ْس ِ‬ ‫ِ‬
‫َولَ هما َكانَت ْاألَ ْد ِويَةُ ال ُْم ْحتَ ُ‬
‫َ‬
‫ش ْرِهبَا‪ ،‬فَِإ هن ِيف‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم بِ ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫اإلبِ ِل َوأَلْبَ ِاهنَا‪ ،‬أ ََم َرُه ُم النِ ُّ‬
‫ودةٌ ِيف أَبْـ َو ِال ِْ‬ ‫ا ْحل ِ ِ ِ‬
‫هب َ‬ ‫ور َم ْو ُج َ‬ ‫اجة‪َ ،‬و َهذه ْاأل ُُم ُ‬ ‫ََ‬
‫وم‪،‬‬
‫ص َ‬ ‫يح‪َ ،‬والْ َق ْي ُ‬ ‫ش َ‬ ‫لس َد ِد‪ ،‬إِ ْذ َكا َن أَ ْكثَـ ُر َر ْعيِ َها ال ِّ‬ ‫يحا لِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح َج َال ًء َوتَـ ْليِينًا‪َ ،‬وإِ ْد َر ًارا َوتَـلْطي ًفا‪َ ،‬وتَـ ْفت ً‬ ‫نب اللِّ َق ِ‬‫لَ َ ِ‬
‫ك ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة النهافِ َع ِة لِِال ْستِ ْس َق ِاء‪.‬‬ ‫اإل ْذ ِخ َر‪َ ،‬وغَْيـ َر ذَلِ َ‬ ‫ْح َوا َن‪َ ،‬و ِْ‬ ‫َوالْبَابُونَ َج‪َ ،‬و ْاألُق ُ‬
‫نب‬ ‫شارَك ٍة‪ ،‬وأَ ْكثَـرَها َع ِن ال ه ِ ِ‬ ‫ض َال يَ ُكو ُن إِهال َم َع آفَ ٍة ِيف الْ َكبِ ِد َخا ه‬
‫س َدد في َها‪َ ،‬ولَ َُ‬ ‫صةً‪ ،‬أ َْو َم َع ُم َ َ َ ُ‬ ‫َو َه َذا ال َْم َر ُ‬
‫ورةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫يح‪َ ،‬وال َْمنَاف ِع ال َْم ْذ ُك َ‬ ‫س َد ِد‪ ،‬لِ َما فِ ِيه ِم َن التهـ ْفتِ ِ‬
‫اح ال َْع َربِيه ِة َانفِ ٌع ِم َن ال ه‬
‫اللِّ َق ِ‬
‫اح أَر ُّق ْاألَلْب ِ‬ ‫ال اإلسرائيلي‪ :‬لَ ِ‬ ‫اد ال ِْم َز ِ‬ ‫اح ي ْش ِفي أَوج َ ِ ِ‬ ‫ال الرازي‪ :‬لَ ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫نب اللّ َق ِ َ‬ ‫َُ‬ ‫اج‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫سَ‬ ‫اع الْ َكبد‪َ ،‬وفَ َ‬ ‫َْ‬ ‫نب اللّ َق ِ َ‬ ‫َُ‬ ‫قَ َ‬
‫ول‪َ ،‬وإِط َْال ِق الْبَطْ ِن‪َ ،‬وتَـ ْفتِ ِ‬
‫يح‬ ‫ض ِ‬
‫يف الْ ُف ُ‬ ‫ْط ِ‬ ‫ك صار أَقـْواها َعلَى تَـل ِ‬ ‫وأَ ْكثَـرها مائِيهةً و ِح هدةً‪ ،‬وأَقَـلُّها ِغ َذ ِ ِ‬
‫اء‪ ،‬فَل َذل َ َ َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ َُ َ َ‬
‫ص‬
‫َخ ه‬ ‫ار أ َ‬
‫صَ‬ ‫ك َ‬ ‫الس َد ِد‪َ ،‬ويَ ُد ُّل على ذلك ملوحته اليسرية اليت فيه اإلفراط َح َر َارةٍ َحيَـ َوانِيه ٍة ِابلطهْب ِع‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫ُّ‬
‫ال إذا كان حديثا‪،‬‬ ‫ص َالبَِة ال ِطّ َح ِ‬‫يل َ‬ ‫يح ُس َد ِد َها‪َ ،‬وََتْلِ ِ‬
‫ان بِتَطْ ِريَِة الْ َكبِ ِد‪َ ،‬وتَـ ْفتِ ِ‬
‫ْاألَلْب ِ‬
‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري وأبو داود والرتمذي وابن ماجه والنسائي‪ .‬و «عرينة» قبيلة منهم العرينون املرتدون‬
‫عن اإلسالم «عكل» وعكل ابلضم بلد وأبو قبيلة فيهم غباوة‬

‫(‪)31/7‬‬

‫ج ِهبَا ِم َن الض ْهر ِع َم َع بَـ ْوِل الفصيل‪ ،‬وهو‬ ‫صةً إِذَا ْ ِ ِ ِِ ه‬ ‫َوالنهـ ْف ُع ِم َن ِاال ْستِ ْس َق ِاء َخا ه‬
‫استُـ ْعم َل حلََر َارته ال ِيت َخيْ ُر ُ‬
‫ْن‪ ،‬فَِإ ْن تَـ َع هذ َر‬ ‫ِِ‬
‫ول‪َ ،‬وإِط َْالقه الْبَط َ‬ ‫ض َ‬ ‫ك ِممها يَ ِزي ُد ِيف ِمل َْو َحتِ ِه‪َ ،‬وتَـ ْق ِط ِيع ِه الْ ُف ُ‬
‫ان‪ ،‬فَِإ هن ذَلِ َ‬ ‫حاركما َخيْرج ِمن ا ْحليـو ِ‬
‫ُ ُ َ ََ َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ِّه ٍل‪.‬‬‫ب أَ ْن يُطْلَ َق ب َد َواء ُم َ‬ ‫ْن‪َ ،‬و َج َ‬ ‫ْاْن َد ُارهُ َوإِط َْالقُهُ الْبَط َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ضا هدةٌ لِ ِع َال ِج ِاال ْستِ ْس َق ِاء‪ .‬قَ َ‬ ‫نب ُم َ‬ ‫ال‪ِ :‬م ْن أَ هن طَبِ َيعةَ الله َ ِ‬ ‫ت إِ َىل َما يُـ َق ُ‬‫ون‪َ :‬وَال يُـ ْلتَـ َف ُ‬‫احب الْ َقانُ ِ‬
‫ص ُ‬
‫ال ِ‬
‫قَ َ َ‬
‫نب َش ِدي ُد‬ ‫ُّوق َدواء َانفِع لِما فِ ِيه ِمن ا ْجل َال ِء بِ ِرفْ ٍق‪ ،‬وما فِ ِيه ِمن َخ ِ ٍ‬ ‫نب الن ِ‬
‫اصيهة‪َ ،‬وأَ هن َه َذا الله ََ‬ ‫ْ ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌَ ٌ َ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَ هن لَ ََ‬
‫ك ِيف قَـ ْوٍم ُدفِعُوا إِ َىل بِ َال ِد‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ام َعلَْيه بَ َد َل ال َْماء َوالطه َع ِام ُشف َي بِه‪َ ،‬وقَ ْد ُج ِّر َ‬
‫ِ‬
‫س ًاان أَقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْنـ َف َعة‪ ،‬فَـلَ ْو أَ هن إنْ َ‬
‫يب‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ايب‪َ ،‬و ُه َو النهج ُ‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬فَـعُوفُوا‪َ .‬وأَنْـ َف ُع ْاألَبْـ َوال‪ :‬بَـ ْو ُل ا ْجلَ َم ِل ْاألَ ْع َر ِِّ‬ ‫ورةُ إِ َىل ذَلِ َ‬
‫هر َ‬ ‫ادتْـ ُه ُم الض ُ‬
‫ب‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال َْعر ِ‬
‫َ‬
‫انْـتَـ َهى‪.‬‬
‫ول الله ْح ِم‪ ،‬فَِإ هن الته َدا ِوي ِابلْمح هرم ِ‬ ‫ب‪ ،‬و َعلَى طَ َهارةِ بَـ ْوِل َمأْ ُك ِ‬ ‫وِيف ال ِْق ه ِ ِ‬
‫ات‬ ‫َ ََُ‬ ‫َ‬ ‫يل َعلَى الته َدا ِوي َوالتهطَبُّ ِ َ‬ ‫صة‪َ :‬دل ٌ‬ ‫َ‬
‫َصابَـ ْتهُ ثِيَابُـ ُه ْم ِم ْن أَبْـ َو ِاهلَا لِل ه‬
‫ص َالةِ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫غَيـر جائِ ٍز‪ ،‬وََل يـ ْؤمروا مع قُـر ِ ِ ِ‬
‫ب َع ْهده ْم ِاب ِْإل ْس َالِم بِغَ ْس ِل أَفْـ َواه ِه ْم‪َ ،‬وَما أ َ‬ ‫ْ ُ َ َ ْ ُ َُ َ َ ْ‬
‫اج ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و ََت ِْخري الْبـي ِ‬
‫وز َع ْن َوقْت ا ْحلَ َ‬
‫ان َال َجيُ ُ‬ ‫َ ُ ََ‬
‫ص ِح ِ‬ ‫ت ذَلِ َ‬ ‫وعلَى م َقاتَـلَ ِة ا ْجل ِاين ِمبِثْ ِل ما فَـعل‪ ،‬فَِإ هن ه ُؤَال ِء قَـتـلُوا ال هر ِ‬
‫اع َي‪َ ،‬و َمسَلُوا َع ْيـنَـ ْي ِه‪ ،‬ثَـبَ َ‬
‫يح‬ ‫ك ِيف « َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ‬
‫مسلم» ‪.‬‬
‫وعلَى قَـ ْت ِل ا ْجلماع ِة‪ ،‬وأَ ْخ ِذ أَطْرافِ ِهم ِابلْو ِ‬
‫اح ِد‪.‬‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ََ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَطَ َع‬
‫صلهى ه‬ ‫استُوفِيَا َم ًعا‪ ،‬فَِإ هن النِ ه‬
‫هب َ‬ ‫اص ْ‬
‫ص ٌ‬
‫ِ‬
‫َو َعلَى أَنههُ إِذَا ْ‬
‫اجتَ َم َع ِيف َح ِّق ا ْجلَ ِاين َح ٌّد َوق َ‬
‫َّلل علَى ِحراهبِِم‪ ،‬وقَـتـلَهم لَِق ْتلِ ِهم ال هر ِ‬
‫اع َي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َ ُْ‬ ‫أَيْ ِديَـ ُه ْم َوأ َْر ُجلَ ُه ْم َح ًّدا ِهِ َ‬
‫ت ي ُده وِرجلُه ِيف م َق ٍام و ِ‬
‫اح ٍد َوقُتِ َل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب إِذَا أ َ‬
‫ال‪َ ،‬وقَـتَ َل‪ ،‬قُط َع ْ َ ُ َ ْ ُ َ َ‬ ‫َخ َذ ال َْم َ‬ ‫َو َعلَى أَ هن ال ُْم َحا ِر َ‬
‫س‪،‬‬ ‫وابتُـ َها‪ ،‬فَِإ هن َه ُؤَال ِء ْارتَ ُّدوا بَـ ْع َد ْ ِ ِ‬ ‫ت‪ ،‬تَـغَلهظَ ْ‬ ‫ت إِذَا تَـ َع هد َد ْ‬ ‫و َعلَى أَ هن ا ْجلِنَااي ِ‬
‫إس َالمه ْم‪َ ،‬وقَـتَـلُوا النهـ ْف َ‬ ‫ت عُ ُق َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اربَِة‪.‬‬
‫اه ُروا ِابل ُْم َح َ‬
‫ال‪َ ،‬و َج َ‬ ‫َخ ُذوا ال َْم َ‬ ‫ول‪َ ،‬وأ َ‬ ‫وَمثهـلُوا ِابلْم ْقتُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اح ٍد ِم ْنـهم ََل يـب ِ‬ ‫اش ِرِهم‪ ،‬فَِإنهه ِمن الْمعلُ ِ‬
‫وم أَ هن ُك هل و ِ‬ ‫ِ‬
‫اش ِر الْ َق ْت َل‬‫ُ ْ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ني ُح ْك ُم ُمبَ ِ ْ ُ َ َ ْ‬ ‫َو َعلَى أَ هن ُح ْك َم ِر ْدء ال ُْم َحا ِربِ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ِن ذلك‪.‬‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫بِنَـ ْف ِس ِه‪َ ،‬وَال َسأ ََل النِ ه‬

‫(‪)39/7‬‬

‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫ب قَـ ْت َل الْ َقات ِل َح ًّدا‪ ،‬فَ َال يُ ْسقطُهُ ال َْع ْف ُو‪َ ،‬وَال تُـ ْعتَـبَـ ُر فيه ال ُْم َكافَأَةُ‪َ ،‬و َه َذا َم ْذ َه ُ‬
‫ب‬ ‫َو َعلَى أَ هن قَـ ْت َل الْغيلَة يُوج ُ‬
‫ارهُ َش ْي ُخنَا‪َ ،‬وأَفْـ َىت بِ ِه‪.‬‬
‫ب أْحد‪ ،‬ا ْختَ َ‬ ‫ني ِيف َم ْذ َه ِ‬ ‫َح ُد ال َْو ْج َه ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أ َْه ِل ال َْمدينَة‪َ ،‬وأ َ‬

‫ص ٌل ِيف َه ْديِ ِه ِيف ِع َال ِج ا ْجلُْر ِح‬ ‫فَ ْ‬


‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َل َع هما ُدو ِو ِ ِ‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ْن أيب حازم‪ ،‬أَنههُ َِمس َع َس ْه َل بْ َن َس ْع ٍد يَ ْسأ ُ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ح َر ُس َ‬ ‫ي به ُج ْر ُ‬ ‫َ‬ ‫صح َ‬
‫ضةُ َعلَى َرأْ ِس ِه‪َ ،‬وَكانَ ْ‬ ‫ت راب ِعيـتُهُ‪ ،‬و ُه ِشم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُح ٍد‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ت الْبَـ ْي َ‬ ‫ح َو ْج ُههُ‪َ ،‬وُكس َر ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ال‪ُ « :‬ج ِر َ‬ ‫َعلَْيه َو َسله َم يَـ ْوَم أ ُ‬
‫ب َعلَْيـ َها‬ ‫ب يَ ْس ُك ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم تَـ ْغ ِس ُل ال هد َم‪َ ،‬وَكا َن َعلِ ُّي بْ ُن أَِيب طَالِ ٍ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت ر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫فاطمة ب ْن ُ َ‬
‫ت قِطْعةَ ح ِ‬ ‫ِابل ِْم َج ِّن‪ ،‬فَـلَ هما َرأ ْ‬
‫ادا‬
‫ت َرَم ً‬ ‫ار ْ‬‫صَ‬ ‫َح َرقَـ ْتـ َها َح هىت إِ َذا َ‬‫ص ٍري‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫َخ َذ ْ َ َ‬ ‫َت فاطمة ال هد َم َال يَ ِزي ُد إِهال َكثْـ َرًة‪ ،‬أ َ‬
‫ي «‪َ »2‬ولَهُ فِ ْع ٌل قَ ِو ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِري الْمعم ِ ِ‬ ‫اد ا ْحل ِ‬‫ِ‬
‫ي ِيف‬ ‫ول م َن الْبَـ ْرد ِّ‬ ‫َُْ‬ ‫ك ال هد ُم» «‪ ، »7‬بَِرَم َ‬ ‫سَ‬ ‫ْص َق ْتهُ ِاب ْجلُْر ِح فَ ْ‬
‫استَ ْم َ‬ ‫أَل َ‬
‫ت ال هد َم‬ ‫يف إِ َذا َكا َن فِ َيها لَ ْذعٌ َهيهج ِ‬ ‫هج ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫س ال هدِم‪ ،‬ألَ هن فيه ََتْفي ًفا قَ ِوًّاي‪َ ،‬وقلهةَ لَ ْذ ٍع‪ ،‬فَِإ هن ْاألَ ْد ِويَةَ الْ َق ِويهةَ الت ْ‬ ‫َح ْب ِ‬
‫َ‬
‫ف قُ ِط َع ُر َعافُهُ‪.‬‬ ‫اع ِ‬‫ف ال هر ِ‬ ‫اخلَ ِل ِيف أَنْ ِ‬ ‫وجلَبـ ْتهُ‪ ،‬و َه َذا ال هرم ُ ِ ِ‬
‫اد إذَا نُف َخ َو ْح َدهُ‪ ،‬أ َْو َم َع ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ات الطه ِريهِة‪ ،‬فَـيُ ْد ِملُ َها‪،‬‬ ‫ف‪ ،‬وميَْنَـعهُ‪ ،‬وي َذ ُّر َعلَى ا ْجلِراح ِ‬
‫ََ‬
‫ِ‬
‫ي يَـ ْنـ َف ُع م َن النـ ْهز َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ون‪ :‬الْبَـ ْرِد ُّ‬
‫احب الْ َقانُ ِ‬
‫ص ُ‬
‫ال ِ‬
‫َوقَ َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬‫س نَـ ْف َ‬ ‫ادهُ َانف ٌع م ْن أَ َكلَة الْ َفم‪َ ،‬وَْحيب ُ‬ ‫س‪َ ،‬وَرَم ُ‬ ‫ِ‬
‫اجهُ َاب ِرٌد َايب ٌ‬ ‫ي َكا َن قَدميًا يُـ ْع َم ُل م ْنهُ‪َ ،‬وم َز ُ‬ ‫اس ال ِْم ْ‬
‫ص ِر ُّ‬ ‫َوالْق ْرطَ ُ‬
‫الدم‪ ،‬ومينع القروح اخلبيثة أن تسعى‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف اجلهاد ومسلم يف اجلهاد أيضا «رابعيته» السن اليت بني الثنية والناب‪ ،‬واجلمع‬
‫رابعيات‪ :‬ويقال للذي يلقي رابعيته‪ :‬رابع‪ :‬بوزن َثان و «هشمت» اهلشم‪ :‬كسر الشيء اليابس‪.‬‬
‫«البيضة» واحدة البيض من احلديد «اجملن» ابلكسر الرتس‬
‫الَبدي‪ :‬نبات يعمل منه احلصر‪ .‬انظر املصباح املنري‬
‫ّ‬ ‫(‪)2‬‬

‫(‪)39/7‬‬

‫س ِل‪َ ،‬وا ْحلِ َج َام ِة‪َ ،‬والْ َك ِّي‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه ِيف ال ِْع َال ِج بِ ُ ِ‬
‫ش ْرب ال َْع َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫ال‪:‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬قَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اس‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫يد بْ ِن ُجبَـ ٍْري‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫يح الْب َخا ِر ِي» ‪َ :‬عن س ِع ِ‬
‫ْ َ‬ ‫صح ِ ُ ّ‬
‫ِيف « ِ‬
‫َ‬
‫س ٍل‪َ ،‬و َش ْرطَِة ِ ُْم َج ٍم‪َ ،‬وَكيه ِة َان ٍر‪َ ،‬وأ ََان أَنْـ َهى أُهم ِيت َع ِن الْ َك ِّي» «‪. »7‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ش َفاءُ ِيف ثََالث‪َ :‬ش ْربَة َع َ‬ ‫«ال ِّ‬
‫ص ْف َرا ِويهةً‪ ،‬أ َْو بَـ ْلغَ ِميهةً‪ ،‬أ َْو‬ ‫ي‪ْ :‬األ َْمر ُ ِ ِ ِ‬ ‫ال أَبو َعب ِد هِ‬
‫اض اال ْمت َالئيهةُ‪ :‬إِ هما أَ ْن تَ ُكو َن َد َم ِويهةً‪ ،‬أ َْو َ‬ ‫َ‬ ‫اَّلل ال َْما ِزِر ُّ‬ ‫قَ َ ُ ْ‬
‫ْس ِام الث َهالثَِة الْبَاقِيَ ِة‪ ،‬فَ ِش َفا ُؤ َها‬ ‫ت دم ِويهةً‪ ،‬فَ ِش َفا ُؤها إِ ْخراج ال هدِم‪ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ ِ‬
‫ت م َن ْاألَق َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َس ْو َدا ِويهةً‪ .‬فَِإ ْن َكانَ ْ َ َ‬
‫ٍ ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم نَـبههَ ِابلْعس ِل َعلَى الْمس ِّه َال ِ‬
‫َُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫يق بِ ُك ِّل َخ ْلط م ْنـ َها‪َ ،‬وَكأَنههُ َ‬ ‫ال اله ِذي يَلِ ُ‬ ‫ِاب ِْإل ْس َه ِ‬
‫ص َد يَ ْد ُخ ُل ِيف قَـ ْولِ ِه‪َ « :‬ش ْرطَِة ِ ُْم َج ٍم» ‪ .‬فَِإذَا أَ ْعيَا‬ ‫هاس‪ :‬إِ هن الْ َف ْ‬‫ض الن ِ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬‫ص ِد‪َ ،‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫َوِاب ْحلِ َج َام ِة َعلَى الْ َف ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ْاألَ ْد ِويَِة‪ِ ،‬ألَنههُ يُ ْستَـ ْع َم ُل ِع ْن َد غَلَبَ ِة ال ِطّبَ ِاع‬ ‫صلهى ه‬ ‫ب الْ َك ُّي‪ ،‬فَ َذ َك َرهُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ال هد َواءُ‪ ،‬فَآخ ُر الطّ ِّ‬
‫ث َال يـ ْنـ َفع ال هدواء الْم ْشروب‪ .‬وقَـولُهُ‪« :‬وأ ََان أَنْـ َهى أُهم ِيت َع ِن الْ َك ِي» ‪ ،‬وِيف ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‬ ‫ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ل ُق َوى ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬و َح ْي ُ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ ْ‬
‫ورةُ إِلَْي ِه‪َ ،‬وَال‬ ‫ب أَ ْن أَ ْكتَ ِوي» «‪ ، »2‬إِ َشارةٌ إِ َىل أَ ْن يـ َؤخهر ال ِْع َال ِ ِ‬ ‫ْاآل َخ ِر‪« :‬وما أ ِ‬
‫هر َ‬ ‫ج به َح هىت تَ ْدفَ َع الض ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُح ُّ‬ ‫ََ‬
‫ف ِم ْن أَََِل الْ َك ِّي‪ ،‬انْـتَـ َهى‬ ‫ض َع َ‬ ‫يد ِيف َدفْ ِع أٍَََل قَ ْد يَ ُكو ُن أَ ْ‬ ‫ش ِد ِ‬ ‫استِ ْع َج ِ‬
‫ال ْاألَََِل ال ه‬ ‫ِِ ِِِ‬
‫يُـ َع هج ُل الته َدا ِوي بِه ل َما فيه م َن ْ‬
‫َك َال ُمهُ‪.‬‬
‫اجيهةُ‪ :‬إِ هما أَ ْن تَ ُكو َن ِمبَادهةٍ‪ ،‬أ َْو بِغَ ِْري َمادهةٍ‪َ ،‬وال َْما ِّديهةُ ِم ْنـ َها‪ :‬إِ هما َحا هرةٌ‪ ،‬أ َْو‬ ‫اض ال ِْمز ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ْاألَطبهاء‪ْ :‬األ َْم َر ُ َ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اعلَتَ ِ‬ ‫ان فَ ِ‬ ‫ات ْاألَربع‪ِ ،‬م ْنـ َها َك ْي ِفيهـتَ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اب ِردةٌ‪ ،‬أَو رطْبةٌ‪ ،‬أَو ايبِسةٌ‪ ،‬أَو ما تَـرهك ِ‬
‫ان‪َ :‬و ُُهَا‬ ‫ب م ْنـ َها‪َ ،‬و َهذه الْ َك ْيفيه ُ َْ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َ َ َ‬
‫ني الْ َف ِ‬
‫اعلَتَـ ْ ِ‬ ‫وسةُ‪َ ،‬ويَـل َْزُم ِم ْن غَلَبَ ِة إِ ْح َدى الْ َك ْي ِفيهـتَـ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان م ْنـ َف ِعلَتَ ِ‬
‫ني‬ ‫الرطُوبَةُ َوالْيُـبُ َ‬
‫ان؛ َو ُُهَا ُّ‬ ‫ودةُ‪َ ،‬وَك ْيفيهـتَ ُ‬ ‫ا ْحلََر َارةُ َوالْبُـ ُر َ‬
‫ِ ِ‬
‫ودةِ ِيف الْبَ َد ِن‪َ ،‬و َسائِ ِر‬ ‫ك َكا َن لِ ُك ِّل َواح ٍد م َن ْاألَ ْخ َال ِط ال َْم ْو ُج َ‬ ‫اب َك ْي ِفيه ٍة ُم ْنـ َف ِعلَ ٍة َم َع َها‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬
‫ص َح ُ‬ ‫استِ ْ‬ ‫ْ‬
‫اعلَةٌ ومنفعلة‪.‬‬ ‫ان‪ :‬فَ ِ‬ ‫ات َك ْي ِفيهـتَ ِ‬
‫الْمرهكب ِ‬
‫َُ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري‪ ،‬وابن ماجه يف الطب عن ابن عباس‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف السالم‪.‬‬

‫(‪)41/7‬‬
‫ات ْاألَ ْخ َال ِط الهِيت ِه َي ا ْحلََر َارةُ‬ ‫اجيه ِة ِهي التهابِعةُ ِألَقـْوى َك ْي ِفيه ِ‬
‫َ َ َ‬
‫اض ال ِْمز ِ‬
‫َص َل ْاأل َْم َر ِ َ‬ ‫ك أَ هن أ ْ‬ ‫ص َل ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫فَ َح َ‬
‫يل‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫اض الهِيت ِه َي ا ْحلَا هرةُ َوالْبَا ِر َدةُ َعلَى طَ ِر ِيق الت ْهمثِ ِ‬ ‫َص ِل ُم َعا َجلَِة ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َك َال ُم النُّـبُـ هوة ِيف أ ْ‬ ‫ودةُ‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫َوالْبُـ ُر َ‬
‫استِ ْف َراغًا لِل َْمادهةِ‪،‬‬‫ك ْ‬ ‫ص ِد َكا َن أ َْو ِاب ْحلِ َج َام ِة‪ِ ،‬ألَ هن ِيف ذَلِ َ‬ ‫اج ال هدِم‪ِ ،‬ابلْ َف ْ‬ ‫ارا‪َ ،‬عا َجلْنَاهُ إبِِ ْخ َر ِ‬‫ض َح ًّ‬ ‫َكا َن ال َْم َر ُ‬
‫اج‪.‬‬‫َوتَـ َِْبي ًدا لِل ِْم َز ِ‬
‫ك إِ َىل استِ ْفر ِاغ الْمادهةِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫اج َم َع َذلِ َ‬ ‫س ِل‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن ُْحيتَ ُ‬ ‫ك َم ْو ُجو ٌد ِيف ال َْع َ‬ ‫ني‪َ ،‬و َذلِ َ‬ ‫هس ِخ ِ‬ ‫َوإِ ْن َكا َن َاب ِر ًدا َعا َجلْنَاهُ ِابلت ْ‬
‫يف‪َ ،‬وا ْجلََال ِء‪َ ،‬والتهـلْيِ ِ‬ ‫ْط ِ‬ ‫اج‪ ،‬والتهـ ْق ِطي ِع‪ ،‬والتهـل ِ‬ ‫ك لِ َما فِ ِيه ِم َن ِْ‬ ‫ضا يَـ ْف َع ُل ِيف َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ضِ َ‬ ‫اإلنْ َ‬ ‫س ُل أَيْ ً‬ ‫الْبَا ِر َدة‪ ،‬فَال َْع َ‬
‫ت الْ َق ِويهِة‪.‬‬‫ْك الْمادهةِ بِ ِرفْ ٍق وأ َْم ٍن ِمن نِ َكاي ِة الْمس ِه َال ِ‬ ‫ك ِْ ِ‬ ‫ص ُل بِ َذلِ َ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫َ‬ ‫است ْف َراغُ تل َ َ‬ ‫فَـيَ ْح ُ‬
‫َح ِد‬ ‫اإلفْ َ ِ ِ‬ ‫اض الْم ِّ ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬
‫ضاء أل َ‬ ‫يع ِْ‬ ‫اديهة‪ ،‬إِ هما أَ ْن يَ ُكو َن َحادًّا فَـيَ ُكو َن َس ِر َ‬ ‫َوأَ هما الْ َك ُّي‪ :‬فَِلَ هن ُك هل َواحد م َن ْاألَ ْم َر ِ َ‬
‫ض ِاء الهِيت‬ ‫ض ُل ِع َال ِج ِه بَـ ْع َد ِاال ْستِ ْف َر ِاغ الْ َك ُّي ِيف ْاألَ ْع َ‬‫اج إِلَْي ِه فِ ِيه‪َ ،‬وإِ هما أَ ْن يَ ُكو َن ُم ْزِمنًا‪َ ،‬وأَفْ َ‬ ‫ني‪ ،‬فَ َال ُْحيتَ ُ‬ ‫الطهَرفَـ ْ ِ‬
‫ض ِو‪ ،‬وأَفْس َد ْ ِ‬ ‫َجيُوُز فِ َيها الْ َك ُّي‪ِ ،‬ألَنههُ َال يَ ُكو ُن ُم ْزِمنًا إِهال َع ْن َمادهةٍ َاب ِر َدةٍ غَلِيظٍَة قَ ْد َر َس َخ ْ‬
‫اجهُ‪،‬‬ ‫ت م َز َ‬ ‫ت ِيف الْعُ ْ َ َ‬
‫ْك‬‫ج ِابلْ َك ِّي تِل َ‬ ‫ض ِو‪ ،‬فَـيُ ْستَ ْخ َر ُ‬ ‫ك الْعُ ْ‬ ‫شابَـ َه ِة َج ْو َه ِرَها‪ ،‬فَـيَ ْشتَ ِع ُل ِيف ذَلِ َ‬‫ص ُل إِلَْي ِه إِ َىل ُم َ‬ ‫َجيع ما ي ِ‬
‫ت َ ََ َ‬
‫وأَحالَ ْ ِ‬
‫َ َ‬
‫ْك ال َْمادهةِ‪.‬‬‫ود ِابلْ َك ِّي لِتِل َ‬‫ان اله ِذي ُهو فِ ِيه إبِِفْـنَ ِاء ا ْجل ْزِء النها ِر ِي الْموج ِ‬ ‫ك الْم َك ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ّ َْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ال َْما هدةُ م ْن ذَل َ َ‬
‫استَـ ْنـبَطْنَا ُم َعا َجلَةَ ْاأل َْم َر ِ‬
‫اض‬ ‫اديهِة َِ ِ‬
‫اض ال َْم ِّ‬ ‫يف أَ ْخ َذ ُم َعا َجلَِة ْاأل َْم َر ِ‬
‫ش ِر ِ‬ ‫يث ال ه‬ ‫فَـتَـ َعلهمنَا ِهب َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َجيع َها‪َ ،‬ك َما ْ‬ ‫ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫سا َذج ِة ِمن قَـولِ ِه صلهى ه ِ ه ِ ِ‬
‫هم‪ ،‬فأبردوها ابملاء» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪« :‬إ هن ش هدةَ ا ْحلُ همى م ْن فَـ ْي ِح َج َهن َ‬ ‫ال ه َ ْ ْ َ‬

‫فصل‪[ :‬يف احلجامة]‬


‫ض ِع ٌ‬ ‫ارَة بْ ِن ال ُْمغَلِّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يف‪َ -‬ع ْن كثري بن‬ ‫س‪َ - ،‬و ُه َو َ‬ ‫اج ْه» م ْن َحديث ُجبَ َ‬ ‫َوأَ هما ا ْحل َج َامةُ‪ ،‬فَفي « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ما َم َرْر ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ت أَنَس بْن مالِ ٍ‬ ‫سليم‪ ،‬قَ َ ِ‬
‫ُس ِر َ‬
‫ي‬ ‫ت لَْيـلَةً أ ْ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ول‪ :‬قَ َ‬‫ك يَـ ُق ُ‬ ‫ال‪َ :‬مس ْع ُ َ َ َ‬
‫ك ِاب ْحلِ َج َام ِة» «‪. »7‬‬ ‫ِيب ِمبٍََْل إِهال قَالُوا‪َ :‬اي ُُمَ هم ُد! ُم ْر أُهمتَ َ‬
‫ُممد»‬ ‫ال فِ ِيه‪َ « :‬علَْي َ‬ ‫اس َه َذا ا ْحلَ ِد َ‬ ‫وروى الرتمذي ِيف «ج ِام ِع ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫ك ابحلجامة اي ّ‬ ‫يث‪َ :‬وقَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه‪ .‬وسنده ضعيف وهو حديث صحيح بشواهده ويف الباب عن ابن مسعود وابن‬
‫عباس عند الرتمذي‬

‫(‪)47/7‬‬
‫هب صلهى ه ِ‬
‫احتَ َج َم‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم « ْ‬ ‫اس‪ ،‬أَ هن النِ ه َ‬ ‫ويف «الصحيحني» ‪ :‬من حديث طاووس‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫َج َرهُ» ‪.‬‬‫ام أ ْ‬ ‫َوأَ ْعطَى ا ْحلَ هج َ‬
‫يل‪َ ،‬ع ْن أنس‪ ،‬أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص َح َج َمهُ أبو طيبة‪ ،‬فَأ ََم َر لَهُ‬ ‫ضا‪َ ،‬ع ْن ُْحَْي ٍد الطه ِو ِ‬ ‫ني» أَيْ ً‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫ال‪َ « :‬خ ْيـ ُر َما تَ َد َاويْـتُ ْم بِ ِه ا ْحلِ َج َامةُ» «‪. »7‬‬ ‫ض ِريبَتِ ِه‪َ ،‬وقَ َ‬‫ني ِم ْن طَ َع ٍام‪َ ،‬وَكله َم َم َوالِيَهُ‪ ،‬فَ َخ هف ُفوا َع ْنهُ ِم ْن َ‬ ‫اع ْ ِ‬
‫صَ‬ ‫بِ َ‬
‫اس ِغل َْمةٌ ثََالثَةٌ‬‫ول‪َ :‬كا َن ِالبْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ت عكرمة يَـ ُق ُ‬ ‫ال‪َِ :‬مس ْع ُ‬ ‫صوٍر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫َوِيف « َجام ِع الرتمذي» َع ْن َعبهاد بْ ِن َم ْن ُ‬
‫ِ‬
‫اس‪:‬‬‫ال ابْ ُن َعبه ٍ‬ ‫ال‪َ :‬وقَ َ‬ ‫اح ٌد ِحلَ ْج ِم ِه‪َ ،‬و َح ْج ِم أ َْهلِ ِه‪ .‬قَ َ‬ ‫ان يـغَ هال ِن علَي ِه‪ ،‬وعلَى أ َْهلِ ِه‪ ،‬وو ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫َح هج ُامو َن‪ ،‬فَ َكا َن اثْـنَ ُ‬
‫ب ِابل هدِم‪َ ،‬و ُِخي ُّ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال نَِ ُّ ِ‬
‫ص َر» ‪،‬‬ ‫ْب‪َ ،‬وَْجيلُو الْبَ َ‬ ‫الصل َ‬‫ف ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬ن ْع َم ال َْع ْب ُد ا ْحلَ هج ُ‬
‫ام يَ ْذ َه ُ‬ ‫ب ه َ‬ ‫قَ َ‬
‫مر على مالء ِم َن ال َْم َالئِ َك ِة إِهال قَالُوا‪:‬‬ ‫ج به‪ ،‬ما ّ‬ ‫ث عُ ِر َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َح ْي ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬إِ هن َر ُس َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ال‪« :‬إِ هن َخ ْيـ َر َما ََتْتَ ِج ُمو َن فِ ِيه يَـ ْوَم َس ْب َع عشرة‪ ،‬ويوم تسع َع ْش َرَة‪َ ،‬ويَـ ْوَم تِ ْس َع‬ ‫ك ِاب ْحلِ َج َام ِة» ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫« َعلَْي َ‬
‫ود َوا ْحلِ َج َامةُ َوال َْم ْش ُي‪َ ،‬وأَ هن‬ ‫ال‪« :‬إِ هن َخ ْيـ َر َما تَ َد َاويْـتُ ْم بِ ِه ُّ‬ ‫ِ‬
‫ط َواللُّ ُد ُ‬ ‫السعُو ُ‬ ‫ين‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َع ْش َرَة‪َ ،‬ويَـ ْوَم إِ ْح َدى َوع ْش ِر َ‬
‫َح ٌد ِيف‬ ‫ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم لُ هد فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫ال‪َ « :‬ال يَـ ْبـ َقى أ َ‬ ‫س ُكوا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال‪َ « :‬م ْن لَ هدِين» ؟ فَ ُكل ُه ْم أ َْم َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪َ :‬ه َذا حديث غريب‪ ،‬ورواه ابن ماجه» ‪.‬‬ ‫اس» ‪ .‬قَ َ‬ ‫الْبَـ ْيت إ هال لُ هد إ هال ال َْعبه َ‬

‫فصل‪[ :‬يف منافع احلجامة]‬


‫ص ُد ِألَ ْعم ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُل‪َ ،‬وا ْحلِ َج َامةُ‬‫اق الْبَ َد ِن أَفْ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ِد‪َ ،‬والْ َف ْ‬
‫ْح الْبَ َد ِن أَ ْكثَـ َر م َن الْ َف ْ‬
‫أما منافع احلجامة‪ :‬فإهنا تنفي َسط َ‬
‫احي ا ْجلِل ِ‬
‫ْد‪.‬‬ ‫تَست ْخ ِرج ال هدم ِمن نَـو ِ‬
‫َْ ُ َ ْ َ‬
‫ان‪َ ،‬و ْاأل َْم ِز َج ِة‪،‬‬
‫َسنَ ِ‬ ‫ان‪ ،‬والْم َك ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫يق ِيف أَم ِرَها وأَم ِر الْ َف ْ ِ‬ ‫ْت‪ :‬والت ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫صد‪ ،‬أَنهـ ُه َما َخيْتَل َفان ِاب ْخت َالف ال هزَم َ َ‬ ‫هحق ُ ْ َ ْ‬ ‫قُـل ُ َ ْ‬
‫فالبالد احلارة‪ ،‬واألزمنة احلارة‪ ،‬واألمزجة احلارة‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف املساقاة‪ .‬ويف اجلامع الصغري‪« :‬خري ما تداويتم به احلجامة»‬
‫رواه اإلمام أْحد والطَباين يف الكبري عن مسرة بن جندب‪.‬‬
‫السعوط» دواء يصب يف‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي وابن ماجه وسنده ضعيف لضعف عباد بن منصور‪ّ « :‬‬
‫األنف‪ -‬انظر املصباح املنري‪ .‬الّلدود كصبور ما يصب ابملسط من الدواء يف أحد شقي الفم كالّديد‪-‬‬
‫انظر القاموس احمليط‪.‬‬

‫(‪)42/7‬‬
‫ص ِد بِ َكثِ ٍري‪ ،‬فَِإ هن ال هد َم يَـ ْن َ‬ ‫ِ‬
‫ج إِ َىل‬ ‫ض ُج َويَ ِر ُّق َوَخيْ ُر ُ‬ ‫ض ِج ا ْحلِ َج َامةُ فِ َيها أَنْـ َف ُع م َن الْ َف ْ‬ ‫َص َح ِاهبَا ِيف غَايَِة النُّ ْ‬ ‫الهِيت َد ُم أ ْ‬
‫ص ِد‪،‬‬ ‫ان م َن الْ َف ْ‬
‫لصبـي ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت أَنْـ َف َع ل ّ ْ َ‬ ‫ك َكانَ ْ‬ ‫ص ُد‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫ج ا ْحلِ َج َامةُ َما َال ُخيْ ِر ُجهُ الْ َف ْ‬
‫ْح ا ْجل ِ ِ‬
‫سد ال هداخ ِل‪ ،‬فَـتُ ْخ ِر ُ‬ ‫َسط ِ َ َ‬
‫ض ُل ِم َن‬ ‫َطبهاءُ َعلَى أَ هن الْبِ َال َد ا ْحلَا هرةَ ا ْحلِ َج َامةُ فِ َيها أَنْـ َف ُع َوأَفْ َ‬ ‫ص ْاأل ِ‬ ‫ص ِد َوقَ ْد نَ ه‬ ‫ِ‬
‫َول َم ْن َال يَـ ْق َوى َعلَى الْ َف ْ‬
‫ش ْه ِر‪ِ ،‬ألَ هن ال هد َم‬ ‫ث ِم ْن أ َْرَاب ِع ال ه‬ ‫الرب ِع الثهالِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ش ْه ِر‪َ ،‬وبَـ ْع َد َو َسطه‪َ .‬وِاب ْجلُ ْملَة‪ِ ،‬يف ُّ ُ‬ ‫ب ِيف َو َس ِط ال ه‬ ‫ص ِد‪َ ،‬وتُ ْستَ َح ُّ‬ ‫الْ َف ْ‬
‫آخ ِرهِ يَ ُكو ُن قَ ْد َس َك َن‪َ .‬وأَ هما ِيف َو َس ِط ِه َوبُـ َع ْي َدهُ‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ِيف‬ ‫ش ْه ِر ََل ي ُكن بـع ُد قَ ْد هاج وتَـبـيه َغ‪ ،‬وِيف ِ‬
‫َ َََ َ‬ ‫ِيف أَ هوِل ال ه ْ َ ْ َ ْ‬
‫هزيُّ ِد‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫هنَايَة التـ َ‬
‫ش ْه ِر‪ِ ،‬ألَ هن ْاألَ ْخ َال َ‬ ‫ال ا ْحلِ َج َام ِة َال ِيف أ هَوِل ال ه‬ ‫ون‪ :‬ويُـ ْؤَمر ِاب ْستِ ْعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ت‬‫ط َال تَ ُكو ُن قَ ْد ََتَهرَك ْ‬ ‫َ‬ ‫ب الْ َقانُ َ ُ‬ ‫صاح ُ‬ ‫قَ َ َ‬
‫ط َهائِ َجةً َابلِغَةً ِيف‬ ‫ت‪ ،‬بل ِيف وس ِط ال ه ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ني تَ ُكو ُن ْاألَ ْخ َال ُ‬ ‫ش ْه ِر ح َ‬ ‫ص ْ َْ ََ‬ ‫ت‪َ ،‬وَال ِيف آخ ِره ألَنهـ َها تَ ُكو ُن قَ ْد نَـ َق َ‬ ‫اج ْ‬‫َو َه َ‬
‫تَـ َزايُ ِد َها لِتَـ َزيُّ ِد النُّوِر ِيف ُج ْرِم الْ َق َم ِر‪.‬‬
‫ص ُد» «‪َ . »7‬وِيف‬ ‫ال‪َ « :‬خ ْيـ ُر َما تَ َد َاويْـتُ ْم بِ ِه ا ْحلِ َج َامةُ َوالْ َف ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ قَ َ‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ي َع ِن النِ ِّ‬ ‫َوقَ ْد ُر ِو َ‬
‫ِ‬ ‫ح ِد ٍ‬
‫ص ُد» ‪ .‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫يث‪َ « :‬خ ْيـ ُر ال هد َواء ا ْحلِ َج َامةُ َوالْ َف ْ‬ ‫َ‬
‫ارةٌ إِ َىل أ َْه ِل ا ْحلِ َجا ِز‪َ ،‬والْبِ َال ِد ا ْحلَا هرةِ‪ِ ،‬ألَ هن‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وقَـولُهُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬خ ْيـ ُر َما تَ َد َاويْـتُ ْم به ا ْحل َج َامةُ» إِ َش َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ْح ا ْجلس ِد‪ ،‬واجتِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِدماءهم رقِي َقةٌ‪ ،‬و ِهي أَميل إِ َىل ظَ ِ‬
‫اه ِر أَبْ َداهنِِ ْم ِجلَ ْذ ِ‬
‫اع َها ِيف‬ ‫ب ا ْحلََر َارة ا ْخلَا ِر َجة َهلَا إِ َىل َسط ِ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َْ ُ‬ ‫َ َُ ْ َ‬
‫ص ِد َهلُ ْم َخطٌَر‪َ ،‬وا ْحلِ َج َامةُ تَـ َف ُّر ٌق‬ ‫ْخلَةٌ‪ ،‬فَِفي الْ َف ْ‬ ‫اهم متَ َخل ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫سا هم أَبْ َداهن ْم َواس َعةٌ‪َ ،‬وقُـ َو ُ ْ ُ‬ ‫نَـ َواحي ا ْجللْد‪َ ،‬وألَ هن َم َ‬
‫اح ٍد ِم ْنـ َها‬ ‫صةً الْعرو َق الهِيت َال تُـ ْفص ُد َكثِريا ولَِفص ِد ُك ِل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ي يـ ْتـبـعهُ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ً َ ْ َّ‬ ‫است ْف َراغٌ ُكلّ ٌّي م َن الْعُ ُروق َو َخا ه ُ ُ‬ ‫ص ِاِلٌّ إِ َراد ٌّ َ َ ُ‬ ‫اتّ َ‬
‫ال َو ْاأل َْوَر ِام الْ َكائِنَ ِة فِي ِه َما ِم َن ال هدِم‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع‬ ‫يق‪ :‬يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن َحرارةِ الْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اسلِ ِ‬‫ص ُد الْبَ َ‬ ‫اص‪ ،‬فَـ َف ْ‬ ‫نَـ ْف ٌع َخ ٌّ‬
‫اض ال هدم ِويهِة الْعا ِر َ ِ ِ‬ ‫ات ا ْجل ْن ِ ِ‬ ‫الشوص ِة «‪ »2‬و َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن أَور ِام ِ ِ‬
‫َس َف ِل‬‫ضة م ْن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫ب َو ََجي ِع ْاأل َْم َر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الرئَة‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع م َن ُّ َ‬ ‫ْ َْ ّ‬
‫الرْكبَ ِة إِ َىل ال َْوِر ِك‪.‬‬
‫ُّ‬
‫ك إِ َذا َكا َن ال هد ُم قَ ْد‬ ‫َجي ِع الْبَ َد ِن إِذَا َكا َن َد َم ِوًّاي‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ض ِيف َِ‬ ‫ص ُد ْاألَ ْك َح ِل‪ :‬يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ِاال ْمتِ َال ِء ال َْعا ِر ِ‬ ‫َوفَ ْ‬
‫َجي ِع الْبَ َد ِن‪.‬‬‫فَس َد ِيف َِ‬
‫َ‬
‫س َوال هرقَـبَ ِة ِم ْن َكثْـ َرةِ ال هدِم أو فساده‪.‬‬ ‫ض ِة ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫ال‪ »3« :‬يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ال ِْعلَ ِل ال َْعا ِر َ‬ ‫ص ُد ال ِْقي َف ِ‬ ‫َوفَ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابو نعيم يف كتاب الطب النبوي بلفظ «خري ما تداويتم به احلجم والفصد» عن علي أمري‬
‫املؤمنني هنع هللا يضر‪ ،‬أما لفظ «خري ما تداويتم به احلجامة والفصد» بتأنيث احلجامة َل نعثر عليه يف شيء من‬
‫كتب احلديث اليت اطلعنا عليها‪.‬‬
‫شوصة‪ :‬وجع يف البطن‪ ،‬أو هي ريح تعتقب يف األضالع‪ ،‬أو ورم يف حجاهبا من داخل‪ ،‬واحتالح‬
‫(‪ )2‬ال ّ‬
‫العرق‪ -‬انظر القاموس احمليط‬
‫(‪ )3‬القيفال ابلكسر‪ :‬عرق يف اليد يفصد‪ -‬املرجع السابق‬

‫(‪)43/7‬‬

‫ال‪َ ،‬وال هربْ ِو‪َ ،‬والْبَـ َه ِر‪َ ،‬وَو َج ِع ا ْجلَبِ ِ‬


‫ني‪:‬‬ ‫ني‪ :‬يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن و َج ِع ال ِطّ َح ِ‬ ‫ص ُد ال َْو َد َج ْ ِ‬
‫َوفَ ْ‬
‫َ‬
‫ب َوا ْحلَل ِْق‪.‬‬ ‫اه ِل‪ :‬تَـ ْنـ َف ُع ِم ْن َو َج ِع ال َْم ْن ِك ِ‬ ‫وا ْحلِجامةُ َعلَى الْ َك ِ‬
‫َ ََ‬
‫ني‪،‬‬‫ني‪َ ،‬وال َْع ْيـنَـ ْ ِ‬ ‫َسنَ ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ْاألُذُنَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‪ ،‬وأ ِ‬
‫َج َزائِه‪َ ،‬كال َْو ْجه‪َ ،‬و ْاأل ْ‬‫اض ال هرأْ ِ َ ْ‬ ‫ني‪ ،‬تَـ ْنـ َف ُع ِم ْن أ َْم َر ِ‬
‫َوا ْحلِ َج َامةُ َعلَى ْاألَ ْخ َد َع ْ ِ‬
‫ال أنس ر ِ‬ ‫ادهِ‪ ،‬أَو َع ْنـ ُهما َِ‬ ‫ك َعن َكثْـرةِ ال هدِم أَو فَس ِ‬ ‫ف‪ ،‬وا ْحلل ِْق إِ َذا َكا َن ح ُد ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ‬ ‫َ‬ ‫َج ًيعا‪ .‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫وث َذل َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َو ْاألَنْ َ َ‬
‫ني والْ َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫تَـع َاىل َع ْنه‪َ :‬كا َن رس ُ ِ‬
‫اه ِل «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َْحيتَج ُم ِيف ْاألَ ْخ َد َع ْ ِ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اهلِ ِه‪َ ،‬واثْـنَـتَـ ْ ِ‬ ‫اح َدةً َعلَى َك ِ‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلهم حيتحم ثََال ًَث‪ :‬و ِ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ ه‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫ني‬ ‫َ‬ ‫صلى هُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ني» َع ْنهُ‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ني «‪»2‬‬ ‫َعلَى ْاألَ ْخ َد َع ْ ِ‬
‫ص َد ٍاع َكا َن بِ ِه «‪. »3‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫احتَ َج َم َو ُه َو ُُْم ِرٌم ِيف َرأْسه ل ُ‬ ‫يح‪َ :‬ع ْنهُ‪ ،‬أَنههُ ْ‬ ‫َوِيف ال ه‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِِحب َج َام ِة ْاألَ ْخ َد َع ْ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ني‬ ‫هب َ‬‫يل َعلَى النِ ِّ‬ ‫اج ْه» َع ْن علي‪ ،‬نَـ َز َل ج َِْب ُ‬
‫اه ِل «‪. »4‬‬ ‫والْ َك ِ‬
‫َ‬
‫ث ٍء َكا َن‬ ‫احتَ َج َم ِيف َوِركِ ِه ِم ْن َو ْ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم « ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوِيف « ُسنَ ِن أيب داود» م ْن َحديث جابر‪ ،‬أَ هن النِ ه َ‬
‫بِ ِه» «‪. »5‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫َطبهاءُ ِيف ا ْحلِ َج َام ِة َعلَى نُـ ْق َرةِ الْ َق َفا‪َ ،‬و ِه َي الْ َق َم ْح ُد َوةُ‪.‬‬
‫ف ْاأل ِ‬
‫َوا ْختَـلَ َ‬
‫وعا « َعلَْي ُك ْم ِاب ْحلِ َج َام ِة يف جوزة‬ ‫وذَ َكر أبو نعيم ِيف كِت ِ ِ‬
‫ي َح ِديثًا َم ْرفُ ً‬ ‫ب النـهبَ ِو ِّ‬‫اب الطّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف سننه ويف كتاب الشمائل له وأبو داود وابن ماجه واإلمام أْحد واحلاكم‬
‫وصححه وأقره الذهب على ذلك‪ :‬وهذا احلديث بزايدة «وكان حيتجم لسبع عشرة‪ ،‬وتسع عشرة‪،‬‬
‫وإحدى وعشرين‪ :‬أخرجه الرتمذي واحلاكم يف الطب عن أنس بن مالك‪ ،‬والطَباين يف الكبري‪ -‬واحلاكم‬
‫يف الطب أيضا عن ابن عباس وقال صحيح على شرطهما وقال الرتمذي‪ :‬حسن غريب‪.‬‬
‫خيرج هذا احلديث يف الصحيحني‪ ،‬وإمنا خرجه اإلمام أْحد وأصحاب السنن‬
‫(‪َ )2‬ل ّ‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف الطب‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجه‪ .‬وسنده ضعيف‬
‫توجع‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود ورجاله ثقات‪ .‬والوشء‪ ،‬والوشاءة‪ :‬وصم يصيب اللحم ال يبلغ العظم‪ ،‬أو ّ‬
‫يف العظم بال كسر أو هو الفلك‪ :‬وثئت يده كفرح تثأ وشأ فهي وثئة كفرحة‪ -‬انظر القاموس احمليط‪.‬‬

‫(‪)44/7‬‬

‫س ِة أَ ْد َو ٍاء» ‪ ،‬ذَ َك َر ِم ْنـ َها ا ْجلُ َذ َام «‪. »7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫الْ َق َم ْح ُد َوة‪ ،‬فَإنهـ َها تَ ْشفي م ْن َمخْ َ‬
‫آخر‪َ « :‬علَْي ُكم ِاب ْحلِجام ِة ِيف جوَزةِ الْ َقم ْح ُدوةِ‪ ،‬فَِإنهـها ِش َفاء ِمن اثْـنَـ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اء» ‪.‬‬ ‫ني َد ً‬ ‫ني َو َس ْبع َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َوِيف َحديث َ َ‬
‫ض فِ َيها‪ ،‬وَكثِ ٍري ِمن أ َْمر ِ‬ ‫ني‪ ،‬والنـُّت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض َها‪،‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫وء ال َْعا ِر ِ‬ ‫ت‪ :‬إِنهـ َها تَـ ْنـ َف ُع م ْن َج ْحظ ال َْع ْ ِ َ ُ‬ ‫سنَـ ْتهُ َوقَالَ ْ‬‫استَ ْح َ‬ ‫فَطَائَِفةٌ م ْنـ ُه ُم ْ‬
‫احتَاج إِلَْيـ َها‪ ،‬فَ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِمن ثَِق ِل ا ْحل ِ‬
‫اجبَـ ْ ِ‬
‫ب‬
‫احتَ َج َم يف َجان َ ْ‬ ‫َْحَ َد بْ َن َح ْنـبَ ٍل ْ َ‬ ‫ي أَ هن أ ْ‬‫ني َوا ْجلَْف ِن‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع م ْن َج َربِه‪َ .‬وُر ِو َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ث النِّ ْسيَا َن َح ًّقا‪َ ،‬ك َما قَ َ‬
‫ال‬ ‫ال‪ :‬إِنهـ َها تُوِر ُ‬ ‫ون» َوقَ َ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫قَـ َفاه‪ ،‬وََل َحيت ِجم ِيف النُّـ ْقرةِ‪ ،‬وِممهن َك ِرهها ِ‬
‫ص ُ‬ ‫َ َ ْ ََ َ‬ ‫ُ َ ْ َْ ْ‬
‫ض ُع ا ْحلِْف ِظ‪َ ،‬وا ْحلِ َج َامةُ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ ،‬فَِإ هن م َؤخهر ال ِّدم ِاغ مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫سيِ ُد َان وموَال َان و ِ‬
‫ُ َ َ َْ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫ب َش ِر َيعتنَا ُُمَ هم ٌد َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َّ ََْ َ َ‬
‫تُ ْذ ِهبُهُ‪ ،‬انْـتَـ َهى َك َال ُمهُ‪.‬‬
‫ف ُم َؤ هخ ِر ال ِّد َم ِاغ إِذَا‬‫ض ِع ُ‬‫ت فَا ْحلِ َج َامةُ إِ همنَا تُ ْ‬‫ت‪َ ،‬وإِ ْن ثَـبَ َ‬ ‫آخ ُرو َن‪َ ،‬وقَالُوا‪ :‬ا ْحلَ ِد ُ‬
‫يث َال يَـثْـبُ ُ‬ ‫َوَر هد َعلَْي ِه َ‬
‫ت َع ِن‬ ‫ت لِغَلَبَ ِة ال هدِم َعلَْي ِه‪ ،‬فَِإنهـ َها َانفِ َعةٌ لَهُ ِطبًّا َو َش ْر ًعا‪ ،‬فَـ َق ْد ثَـبَ َ‬ ‫استُـ ْع ِملَ ْ‬
‫ورة‪ ،‬فَأَهما إِ َذا ْ‬
‫ضر ٍ‬
‫ت لغَ ِْري َ ُ َ‬
‫استـع ِملَ ْ ِ‬
‫ُْْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ال ِيف َذلِ َ‬ ‫ضاهُ ا ْحلَ ُ‬ ‫ب َما اقـْتَ َ‬ ‫احتَ َج َم ِيف ِع هدةِ أ ََماكِ َن ِم ْن قَـ َفاهُ ِحبَ ْس ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أَنههُ ْ‬ ‫النِ ِّ َ‬
‫ت إِلَْي ِه حاجته‪.‬‬ ‫ب َما َد َع ْ‬ ‫احتَ َج َم ِيف غَ ِْري الْ َق َفا ِحبَ ْس ِ‬ ‫َو ْ‬

‫فصل‪[ :‬يف منافع احلجامة َتت الذقن]‬


‫ت ِيف َوقْتِ َها‪َ ،‬وتُـنَـ ِّقي انرأس‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫استُـ ْع ِملَ ْ‬
‫ان َوال َْو ْجه َوا ْحلُْل ُقوم‪ ،‬إِذَا ْ‬ ‫َوا ْحلِ َج َامةُ ََتْ َ‬
‫ت ال هذقَ ِن تَـ ْنـ َف ُع م ْن َو َج ِع ْاأل ْ‬
‫ب‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع ِم ْن‬
‫يم ِع ْن َد الْ َك ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صاف ِن‪َ ،‬و ُه َو ع ْر ٌق َعظ ٌ‬
‫ص ِد ال ه ِ‬ ‫وب َع ْن فَ ْ‬ ‫والْ َف هك ْ ِ ِ‬
‫ني‪َ ،‬وا ْحل َج َامةُ َعلَى ظَ ْه ِر الْ َق َدِم تَـنُ ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْد ِر‬
‫َس َف ِل ال ه‬ ‫ني‪َ ،‬وا ْحلِ َج َامةُ ِيف أ ْ‬‫ض ِة ِيف ْاألُنْـثَـيَـ ْ ِ‬
‫ث‪َ ،‬وا ْحلَ هك ِة ال َْعا ِر َ‬ ‫ني‪ ،‬وانْ ِقطَ ِاع الطهم ِ‬
‫ْ‬ ‫ساقَـ ْ ِ َ‬ ‫وح الْ َف ِخ َذيْ ِن َوال ه‬
‫قُـ ُر ِ‬
‫يل َو َح هك ِة الظه ْه ِر‪.‬‬ ‫اس ِري‪َ ،‬وال ِْف ِ‬ ‫س والْبـو ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َانفِعةٌ ِمن َدم ِام ِ ِ ِ‬
‫يل الْ َفخذ‪َ ،‬و َج َربِه َوبُـثُوِره‪َ ،‬وم َن النّ ْق ِر ِ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬

‫ات ا ْحلِ َج َام ِة‬


‫فصل ِيف َه ْديِ ِه ِيف أَوقَ ِ‬
‫ْ‬
‫اس يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إ ّن خري ما َتتجمون فيه يَـ ْوِم َسابِ َع َع ْش َرَة‪،‬‬ ‫روى الرتمذي ِيف «ج ِام ِع ِه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫أ َْو َات ِس َع َع ْش َرَة‪َ ،‬ويَـ ْوِم إحدى وعشرين «‪. »2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬رواه الطَباين يف الكب‪ ،‬وابن السِن‪ ،‬وأبو نعيم عن صهيب بلفظ «عليكم ابحلجامة يف جوزة‬
‫القمدوة‪ ،‬فإهنا دواء من اثنني وسبعني داء ومخسة أدواء‪ :‬من اجلنون‪ ،‬واجلذام‪ ،‬والَبص «وجع الضرس»‬
‫واحلديث هبذا النص جيمع بني احلديث الذي قال املصنف‪ :‬رواه أبو نعيم‪ ،‬وبني احلديث الذي ذكره‬
‫بعده‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي وسنده ضعيف فيه عباد بن منصور‬

‫(‪)45/7‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َْحيتَ ِج ُم ِيف ْاألَ ْخ َد َع ْ ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َوفِ ِيه َع ْن أنس َكا َن َر ُس ُ‬
‫ني َوالْ َكاه ِل‪َ ،‬وَكا َن َْحيتَج ُم ل َ‬
‫س ْبـ َعةَ‬ ‫اَّلل َ‬
‫ِ‬ ‫ش َر‪َ ،‬وتِ ْس َعةَ َع َ‬
‫ين «‪. »7‬‬ ‫ش َر‪َ ،‬وِيف إِ ْح َدى َوع ْش ِر َ‬ ‫َع َ‬
‫ش َر‪ ،‬أ َْو‬ ‫ش َر‪ ،‬أ َْو تِ ْس َعةَ َع َ‬ ‫اد ا ْحلِ َج َامةَ فَـ ْليَـتَ َح هر َس ْبـ َعةَ َع َ‬
‫وعا‪َ « :‬م ْن أ ََر َ‬ ‫اج ْه» َع ْن أنس َم ْرفُ ً‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫َح ِد ُك ُم ال هد ُم فَـيَـ ْقتُـلَهُ» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫إِ ْح َدى َوع ْش ِر َ‬
‫ين‪َ ،‬ال يَـتَـبَـيه ْغ ِأب َ‬
‫س ْب َع َع ْش َرةَ‪ ،‬أ َْو تِ ْس َع َع ْش َرةَ‪ ،‬أ َْو‬ ‫ِ‬
‫وعا‪َ « :‬م ِن ْ‬ ‫يث أَِيب ُه َريْـ َرةَ َم ْرفُ ً‬ ‫وِيف «سنَ ِن أيب داود» ِمن ح ِد ِ‬
‫احتَ َج َم ل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اء ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء «‪َ »2‬و َه َذا َم ْعنَاهُ ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء َسبَـبُهُ غَلَبَةُ ال هدِم‪.‬‬ ‫ت ش َف ً‬
‫إِح َدى و ِع ْش ِرين‪َ ،‬كانَ ْ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫الرب ِع الثهالِ ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫يث ُم َوافِ َقةٌ لِ َما أ ْ‬ ‫و َه ِذهِ ْاألَح ِ‬
‫ث‬ ‫هاين‪َ ،‬وَما يَليه م َن ُّ ُ‬ ‫ف الث ِ‬ ‫صِ‬ ‫ََجَ َع َعلَْي ِه ْاألَطبهاءُ‪ ،‬أَ هن ا ْحلِ َج َامةَ ِيف النِّ ْ‬ ‫اد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ش ْه ِر‬‫ْت َكا َن ِم ْن أَ هوِل ال ه‬ ‫ي وق ٍ‬ ‫اج ِة إِلَْيـ َها نَـ َف َع ْ‬ ‫آخ ِرهِ‪ ،‬وإِذَا استـع ِملَ ْ ِ‬ ‫ِمن أَراب ِع ِه أَنْـ َفع ِمن أ هَولِ ِه و ِ‬
‫ت أَ ه َ‬ ‫ت ع ْن َد ا ْحلَ َ‬ ‫َ ُْْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ َْ‬
‫وِ‬
‫آخ ِرهِ‪.‬‬ ‫َ‬
‫َْحَ ُد بْ ُن َح ْنـبَ ٍل َْحيتَ ِج ُم‬ ‫ال‪َ :‬كا َن أَبو عب ِد هِ‬
‫اَّلل أ ْ‬ ‫ال َح هدثَـنَا حنبل‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال اخلالل‪ :‬أَ ْخبَـ َرِين عصمة بن عصام‪ ،‬قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ُ َْ‬
‫ت‪.‬‬‫اع ٍة َكانَ ْ‬ ‫ي َس َ‬ ‫اج بِ ِه ال هد ُم‪َ ،‬وأَ ه‬ ‫أَ ه ٍ‬
‫ي َوقْت َه َ‬
‫ب تَـ َوقِّ َيها بَـ ْع َد ا ْحلَ هم ِام إِهال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سَ ِ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫اعةُ الثهانيَةُ أَ ِو الثهالثَةُ‪َ ،‬وَجي ُ‬ ‫هها ِر‪ :‬ال ه‬ ‫ون» ‪ :‬أ َْوقَاتُـ َها ِيف النـ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوقَ َ َ‬
‫ِ‬
‫اعةً‪ ،‬مُه َْحيتَ ِج َم‪ ،‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫ب أَ ْن يَ ْستَ ِح هم‪ ،‬مُه يَ ْستَ ِج هم َس َ‬ ‫ِ‬
‫يم ْن َد ُمهُ غَليظٌ‪ ،‬فَـيَج ُ‬ ‫فَ‬
‫ِ‬
‫اضا َرِديئَةً‪َ ،‬ال ِسيه َما إِذَا َكا َن ال ِْغ َذاءُ َرِديئًا‬ ‫ت َس َد ًدا َوأ َْم َر ً‬ ‫شبَ ِع فَِإ ِّهنَا ُرهمبَا أ َْوَرثَ ْ‬‫َوتُ ْك َرهُ ِع ْن َد ُه ُم ا ْحلِ َج َامةُ َعلَى ال ِّ‬
‫ش ْه ِر ِش َفاءٌ» ‪.‬‬ ‫ش َر ِم َن ال ه‬ ‫شبَ ِع َداءٌ‪َ ،‬وِيف َس ْبـ َعةَ َع َ‬ ‫الر ِيق َد َواءٌ‪َ ،‬و َعلَى ال ِّ‬ ‫غَلِيظًا‪َ .‬وِيف أَثَ ٍر ا ْحلِ َج َامةُ َعلَى ِّ‬
‫هح ُّرِز ِم َن ْاألَ َذى‪َ ،‬و ِح ْفظًا‬ ‫ت َعلَى سبِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يل اال ْحتيَاط َوالت َ‬ ‫َ‬ ‫يما إِ َذا َكانَ ْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ار َهذه ْاأل َْوقَات للْح َج َامة‪ ،‬ف َ‬
‫وا ْختِي ِ ِ‬
‫َ َُ‬
‫استِ ْع َما ُهلَا‪َ .‬وِيف قَـ ْولِ ِه‪َ « :‬ال يَـتَـبَـيه ْغ‬‫ب ْ‬ ‫اج إِلَْيـ َها َو َج َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫اض‪ ،‬فَ َح ْيـثُ َما ُوج َد اال ْحتيَ ُ‬ ‫لص هح ِة‪َ .‬وأَ هما ِيف ُم َد َاواةِ ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ل ِّ‬
‫ِ‬
‫ت‬ ‫ك‪ ،‬يَـ ْع ِِن لِئَ هال يتبيغ‪ ،‬فحذف حرف اجلرمع (أَ ْن) ‪ ،‬مُه ُح ِذفَ ْ‬ ‫َح ِد ُك ُم ال هد ُم فَـيَـ ْقتُـلَهُ» ‪َ ،‬د َاللَةٌ َعلَى َذلِ َ‬
‫ِأب َ‬
‫ام‬ ‫وب الْبَـ ْغ ِي‪َ ،‬و ُه َو ِمبَْعنَاهُ‪ ،‬فَِإنههُ بَـ ْغي ال هدِم َو َهيَ َجانُهُ‪َ .‬وقَ ْد تَـ َق هد َم أَ هن ِْ‬
‫اإل َم َ‬ ‫(أَ ْن) ‪َ .‬والتهـبَـيُّ ُغ‪ :‬ا ْهلَْي ُج‪َ ،‬و ُه َو َم ْقلُ ُ‬
‫ُ‬
‫أي وقت احتاج من الشهر‪.‬‬ ‫َْحَ َد َكا َن حيتجم ّ‬ ‫أْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الطب وقال حديث حسن غريب‪ ،‬ورجاله ثقات‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه وهو ضعيف يف سنده النهاس بن قهم‬

‫(‪)41/7‬‬

‫فصل [يف وقت احلجامة]‬


‫ِ ِ‬ ‫ْح َج َام ِة‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫وع لِل ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت‬
‫ال‪ :‬قُـل ُ‬
‫يل‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال اخلالل يف «جامعه» ‪ :‬أخَبان حرب ابن إ ْمسَاع َ‬ ‫ار أ هَايِم ْاأل ْ‬
‫ُسبُ ِ‬ ‫َوأَ هما ا ْختيَ ُ‬
‫ت‪.‬‬ ‫اء ِيف ْاأل َْربِ َع ِاء َوال ه‬
‫س ْب ِ‬ ‫ألْحد تُ ْك َرهُ ا ْحلِ َج َامةُ ِيف َش ْي ٍء ِم َن ْاأل هَايِم؟ قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ ْد َج َ‬
‫ِ‬ ‫ي يَـ ْوٍم تُ ْك َرهُ؟ فَـ َق َ‬
‫س ْب ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ال‪ِ :‬يف يَـ ْوم ال ه‬ ‫َوفِ ِيه‪َ :‬ع ِن احلسني بن حسان‪ ،‬أَنههُ َسأ ََل أاب عبد هللا َع ِن ا ْحلِ َج َام ِة‪ :‬أَ ه‬
‫َويَـ ْوِم ْاأل َْربِ َع ِاء‪َ ،‬ويَـ ُقولُو َن‪ :‬يَـ ْوَم ا ْجلُ ُم َع ِة‪.‬‬
‫وعا‪:‬‬‫اخلَهال ُل‪َ ،‬ع ْن أيب سلمة وأيب سعيد املقَبي‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ َم ْرفُ ً‬ ‫َوَرَوى ْ‬
‫ص‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫احتَجم يـوم ْاألَربِ َع ِاء أَو يـوم ال ه ِ‬
‫سهُ» «‪. »7‬‬ ‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫اض أ َْو بَـ َر ٌ‬ ‫َصابَهُ بَـيَ ٌ‬ ‫س ْبت‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ْ َْ َ‬ ‫« َم ِن ْ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫ال اخلالل‪ :‬أَ ْخبـرَان دمحم بن علي بن جعفر‪ ،‬أَ هن يعقوب بن ِختان حدثهم‪ ،‬فال‪ :‬سئِل أْحد َع ِن النـهورةِ‬ ‫َوقَ َ‬
‫َْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ‬
‫ت َويَـ ْوَم ْاأل َْربِ َع ِاء؟ فَ َك ِرَه َها‪َ .‬وقَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫س ْب ِ‬ ‫َوا ْحلِ َج َام ِة يَـ ْوَم ال ه‬
‫ِ‬
‫ْت لَهُ‪:‬‬
‫ص‪ .‬قُـل ُ‬ ‫َصابَهُ الْبَـ َر ُ‬‫احتَ َج َم يَـ ْع ِِن يَـ ْوَم ْاأل َْربِ َعاء‪ ،‬فَأ َ‬ ‫بَـلَغَِِن َع ْن َر ُج ٍل أَنههُ تَـنَـ هوَر َو ْ‬
‫ال‪ :‬نَـ َع ْم‪.‬‬‫يث؟ قَ َ‬ ‫َكأَنههُ تَـ َهاو َن ِاب ْحل ِد ِ‬
‫َ َ‬
‫ال ِِل عبد هللا بن عمر‪ :‬تَـبَـيه َغ ِيب ال هد ُم «‪، »2‬‬ ‫ِْن‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َوِيف كِتَ ِ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث انفع قَ َ‬ ‫اب « ْاألَفْـ َراد» لل هد َارقُط ِِّ ْ َ‬
‫ول‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ُق ُ‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ريا‪ ،‬فَِإِّين َِمس ْع ُ‬ ‫ِ‬ ‫فَابْ ِغ ِِل َح هج ًاما‪ ،‬وَال يَ ُك ْن َ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫صبيًّا َوَال َش ْي ًخا َكب ً‬ ‫َ‬
‫يس‪،‬‬ ‫م‬‫اخلَ ِ‬
‫ْ‬ ‫وا‬ ‫م‬ ‫ج‬ ‫ظ ِح ْفظًا‪ ،‬والْعاقِل َع ْق ًال‪ ،‬فَاحت ِجموا َعلَى اس ِم هِ‬
‫اَّلل تَـع َاىل‪ ،‬وَال ََتْتَ ِ‬ ‫«ا ْحلِ َج َامةُ تَ ِزي ُد ا ْحلَافِ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ص‪ ،‬إِهال نَـ َز َل يَـ ْوَم ْاألَ ْربِ َع ِاء» ‪.‬‬ ‫ني‪َ ،‬وَما َكا َن ِم ْن ُج َذ ٍام َوَال بَـ َر ٍ‬ ‫احتَ ِج ُموا ِاالثْـنَـ ْ ِ‬
‫َح َد‪َ ،‬و ْ‬ ‫ت‪َ ،‬و ْاأل َ‬ ‫س ْب َ‬
‫َوا ْجلُ ُم َعةَ‪َ ،‬وال ه‬
‫ال فِ ِيه‪:‬‬ ‫ِْن‪ :‬تَـ َف هر َد بِ ِه زايد بن حيىي َوقَ ْد َرَواهُ أيوب َع ْن انفع‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال ال هد َارقُط ِ ُّ‬‫قَ َ‬
‫ني َوالث َُّال ََث ِء‪َ ،‬وَال ََتْتَ ِج ُموا يَـ ْوَم ْاأل َْربِ َع ِاء‪.‬‬
‫احتَ ِج ُموا يَـ ْوَم ِاالثْـنَـ ْ ِ‬ ‫« َو ْ‬
‫ال‪ :‬إِ هن‬ ‫يث أيب بكرة‪ ،‬أَنههُ َكا َن يَ ْك َرهُ ا ْحلِ َج َامةَ يَـ ْوَم الث َُّال ََث ِء‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫وقَ ْد روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫اعةٌ َال يرقأ فيها ال ّدم» «‪»3‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم قال‪« :‬يَـ ْو ُم الث َُّال ََث ِء يَـ ْو ُم ُّ‬
‫الدِم َوفِ ِيه َس َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البيهقي واحلاكم ويف سند هذا احلديث سليمان بن أرقم وهو مرتوك‬
‫(‪« )2‬تبيغ يب الدم» البيغ‪ :‬ثوران الدم‪ :‬أخرجه ابن ماجه واحلاكم‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود‬

‫(‪)41/7‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫استِ ْحباب ا ْحلِجام ِة‪ ،‬وأَنهـ َها تَ ُكو ُن ِيف الْمو ِ‬ ‫يث الْمتَـ َق ِّدم ِة ْ ِ‬ ‫اد ِ‬‫ضم ِن َه ِذهِ ْاألَح ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِع‬ ‫َْ‬ ‫اب الته َدا ِوي‪َ ،‬و ْ َ ُ َ َ َ‬ ‫است ْحبَ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف ْ‬
‫ك َجائٌِز‪َ .‬وِيف‬ ‫ش ْع ِر‪ ،‬فَِإ هن ذَلِ َ‬ ‫آل إِ َىل قَطْ ِع َش ْي ٍء ِم َن ال ه‬ ‫احتِ َج ِام ال ُْم ْح ِرِم‪َ ،‬وإِ ْن َ‬ ‫ال‪َ ،‬و َج َو ُاز ْ‬ ‫ض ِيه ا ْحلَ ُ‬ ‫اله ِذي يـ ْقتَ ِ‬
‫َ‬
‫ي» أَ هن‬ ‫ص ِح ِ‬
‫يح الْبُ َخا ِر ِّ‬ ‫صائ ِم‪ ،‬فَِإ هن ِيف « َ‬
‫احتِج ِام ال ه ِ‬
‫وب‪َ ،‬و َج َو ُاز ْ َ‬
‫وج ِ ِ ِ ِ‬
‫وب الْف ْديَة َعلَْيه نَظٌَر‪َ ،‬وَال يَـ ْق َوى ال ُْو ُج ُ‬ ‫ُُ‬
‫ك‪ ،‬أ َْم َال؟ َم ْسأَلَةٌ‬ ‫صائِ ٌم» «‪َ . »7‬ولَ ِك ْن َه ْل يُـ ْف ِط ُر بِ َذلِ َ‬ ‫احتَ َج َم َو ُه َو َ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم « ْ‬
‫رس َ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫َُ‬
‫َص ُّح‬
‫ض‪َ ،‬وأ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِم ْن غَ ِْري ُم َعا ِر ٍ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ص هحتِ ِه َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫صواب‪ :‬ال ِْفطْر ِاب ْحلِجام ِة‪ ،‬لِ ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫أُ ْخ َرى‪ ،‬ال ه َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يث ِحجامتِ ِه و ُهو ِ‬ ‫ما يـعار ِ ِ‬
‫َح ُد َها‪ :‬أَ هن‬ ‫صائ ٌم؛ َولَك ْن َال يَ ُد ُّل َعلَى َع َدِم الْفطْ ِر إال بعد أربعة أموره أ َ‬ ‫ض بِه َحد ُ َ َ َ َ َ‬ ‫َ َُ َ ُ‬
‫اج َم َعهُ إِ َىل ا ْحلِ َج َام ِة‪ .‬ال هرابِ ُع‪:‬‬ ‫احتَ َ‬ ‫ض ْ‬ ‫ث‪ :‬أَنههُ ََلْ يَ ُك ْن بِ ِه َم َر ٌ‬ ‫يما‪ .‬الثهالِ ُ‬ ‫ِ‬
‫هاين‪ :‬أَنههُ َكا َن ُمق ً‬ ‫ضا‪ .‬الث ِ‬ ‫ص ْوَم َكا َن فَـ ْر ً‬ ‫ال ه‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫أَ هن ه َذا ا ْحل ِد َ ِ‬
‫وم» «‪. »2‬‬ ‫يث ُمتَأَ ّخ ٌر َع ْن قَـ ْوله‪« :‬أَفْطََر ا ْحلَاج ُم َوال َْم ْح ُج ُ‬ ‫َ َ‬
‫ص ْوِم َم َع‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى بَـ َق ِاء ال ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات ْاأل َْربَ ُع‪ ،‬أ َْم َك َن اال ْست ْد َال ُل بِف ْعله َ‬ ‫ت َه ِذهِ ال ُْم َق ِّد َم ُ‬ ‫فَِإ َذا ثَـبَـتَ ْ‬
‫ضا َن لَ ِكنههُ‬ ‫وج ِم ْنهُ ِاب ْحلِ َج َام ِة َوغَ ِْريَها‪ ،‬أ َْو ِم ْن َرَم َ‬
‫اخلُُر ُ‬ ‫وز ْ‬ ‫ص ْو ُم نَـ ْف ًال َجيُ ُ‬‫ا ْحلِ َج َام ِة‪َ ،‬وإِهال فَ َما ال َْمانِ ُع أَ ْن يَ ُكو َن ال ه‬
‫ض إِ َىل ال ِْفطْ ِر‪،‬‬ ‫اجةُ َم ْن بِ ِه َم َر ٌ‬ ‫اجةُ إِلَْيـ َها َك َما تَ ْدعُو َح َ‬
‫ِ‬
‫ض ِر‪ ،‬لَك ْن َد َعت ا ْحلَ َ‬
‫ضا َن ِيف ا ْحل َ ِ‬
‫َ‬ ‫س َف ِر‪ ،‬أ َْو ِم ْن َرَم َ‬ ‫ِيف ال ه‬
‫ضا َن ِيف ا ْحل َ ِ‬ ‫ضا ِم ْن َرَم َ‬
‫َص ِل‪َ .‬وقَـ ْولُهُ‪« :‬أَفْطََر‬ ‫اج ٍة إِلَْيـ َها‪ ،‬لَ ِكنههُ ُم ْبـ ًقى َعلَى ْاأل ْ‬ ‫ض ِر م ْن غَ ِْري َح َ‬ ‫َ‬ ‫أ َْو يَ ُكو ُن فَـ ْر ً‬
‫اح َدةٍ ِمن ه ِذهِ‬ ‫ات و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫يل إِ َىل إِثْـبَ َ‬ ‫ني ال َْمصريُ إلَْيه‪َ ،‬وَال َسب َ‬ ‫وم» ‪َ ،‬انق ٌل َوُمتَأَ ّخ ٌر‪ ،‬فَـيَـتَـ َع ه ُ‬ ‫ا ْحلَاج ُم َوال َْم ْح ُج ُ‬
‫ف إبِِثْـبَ ِاهتَا ُكلِّ َها‪.‬‬
‫ات ْاأل َْربَ ِع‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫الْم َق ِّدم ِ‬
‫ُ َ‬
‫ض ِيه‪.‬‬ ‫ُجرةَ ال ِْمثْ ِل‪ ،‬أَو ما يـر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫يب وغَ ِْريهِ ِمن غَ ِْري َع ْق ِد إِج ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وفِ َيها َدلِيل َعلَى ْ ِ‬
‫ْ َ ُْ‬ ‫ارة‪ ،‬بَ ْل يُـ ْعطيه أ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫است ْئ َجا ِر الطهب ِ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ُج َرتِِه ِم ْن غَ ِْري ََتْ ِر ٍمي‬
‫ْح ِّر أَ ْك ُل أ ْ‬
‫اع ِة ا ْحلِجام ِة‪ ،‬وإِ ْن َكا َن َال ي ِط ِ‬
‫يب لل ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫صنَ َ‬ ‫ب بِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫يل َعلَى َج َوا ِز الته َك ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوف َيها َدل ٌ‬
‫َج َرهُ‪َ ،‬وََلْ ميَْنَـ ْعهُ ِم ْن أَ ْكلِ ِه‪َ ،‬وتَ ْس ِميَـتُهُ إِ هايهُ َخبِيثًا َكتَ ْس ِميَتِ ِه‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أَ ْعطَاهُ أ ْ‬ ‫َعلَْيه‪ ،‬فَِإ هن النِ ه َ‬
‫ِ‬
‫ِ ِ‬
‫ك َترميهما‪.‬‬ ‫ني‪َ ،‬وََلْ يَـل َْزْم ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ص ِل َخبِيثَـ ْ ِ‬ ‫للثـ ْهوم َوالْبَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلمام أْحد وأبو داود وابن ماجه واحلاكم عن توابن وهو متواتر‪ :‬قال القاضي البيضاوي‪:‬‬
‫ذهب إىل ظاهر اخلَب َجع فقالوا‪ :‬بفطرُها منهم أْحد وذهب األكثر للكراهة‪ ،‬وصحة الصوم‪ ،‬وْحلوا‬
‫اخلَب على التشديد‪ ،‬وذهب قوم إىل منسوخ‪.‬‬

‫(‪)49/7‬‬

‫وما بَِق ْد ِر طَاقَتِ ِه‪َ ،‬وأَ هن لِل َْع ْب ِد أَ ْن‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ض ْر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اج َعلَى َع ْبده ُك هل يَـ ْوم َش ْيـئًا َم ْعلُ ً‬ ‫ب ال هر ُج ِل ْ‬
‫اخلََر َ‬ ‫يل َعلَى َج َوا ِز َ‬
‫َوف َيها َدل ٌ‬
‫اجا َوََلْ يَ ُك ْن لِتَـ ْق ِدي ِرهِ فَائِ َدةٌ‪،‬‬ ‫اج ِه‪ ،‬ولَو منِع ِمن الت ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـتَص هر َ ِ‬
‫هص ُّرف‪ ،‬لَ َكا َن َك ْسبُهُ ُكلُّهُ َخ َر ً‬‫اد َعلَى َخ َر َ ْ ُ َ َ َ‬ ‫يما َز َ‬
‫فف َ‬ ‫َ َ‬
‫يك من سيده له بتصرف فيه كما أراد‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫اج ِه‪ ،‬فَـ ُه َو َتَْلِ ٌ‬
‫اد َعلَى َخر ِ‬
‫َ‬ ‫بَ ْل َما َز َ‬

‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف قَطْ ِع الْعُر ِ‬ ‫ِ‬


‫وق َوالْ َك ِّي‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم بَـ َع َ ِ‬ ‫يث جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫ص ِح ِ ِ ِ‬
‫ُيب بْ ِن َك ْع ٍ‬
‫ب‬ ‫ث إ َىل أ َِّ‬ ‫َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫اَّلل‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫يح» م ْن َحد ِ َ ْ ْ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫طَبِيبًا‪ ،‬فَـ َقطَ َع لَهُ ِع ْرقًا َوَك َواهُ َعلَْي ِه «‪»7‬‬
‫س َمهُ الثهانِيَةَ «‪. »2‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم مُه َوِرَم ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت‪ ،‬فَ َح َ‬ ‫هب َ‬ ‫س َمهُ النِ ُّ‬‫َولَ هما ُرم َي َس ْع ُد بْ ُن ُم َعاذ ِيف أَ ْك َحله َح َ‬
‫َوا ْحلَ ْس ُم‪ُ :‬ه َو الْ َك ُّي‪.‬‬
‫س َمهُ َس ْع ُد‬ ‫ص‪ ،‬مُه َح َ‬ ‫اذ ِيف أَ ْك َحلِ ِه ِمبِ ْش َق ٍ‬‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َكوى س ْع َد بن مع ٍ‬
‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫هب َ‬ ‫َوِيف طَ ِر ٍيق آ َخ َر‪ :‬أَ هن النِ ه‬
‫َص َحابِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫بن مع ٍ‬
‫اذ أ َْو غَْيـ ُرهُ م ْن أ ْ‬ ‫ْ ُ َُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم بِ ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ص‪ ،‬فَأ ََم َر النِ ُّ‬‫صا ِر ُرِم َي ِيف أَ ْك َحلِ ِه ِمبِ ْش َق ٍ‬ ‫ِ‬
‫آخ َر‪ :‬أَ هن َر ُج ًال م َن ْاألَنْ َ‬ ‫َوِيف لَْف ٍظ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫فَ ُك ِو َ‬
‫ض ُفوهُ»‬ ‫ال‪« :‬ا ْكووهُ وار ِ‬
‫ُ َْ‬ ‫ت لَهُ الْ َك ُّي‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم بَِر ُج ٍل نُِع َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال أبو عبيد‪َ :‬وقَ ْد أُِيتَ النِ ُّ‬ ‫َوقَ َ‬
‫هن‪ ،‬مُه يُ ْك َم ُد ِهبَا‪.‬‬ ‫ض ُ ِ‬
‫سخ ُ‬ ‫ارةُ تُ َ‬
‫ف ا ْحل َج َ‬ ‫ال أبو عبيد‪ :‬ال هر ْ‬ ‫«‪ »3‬قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َك َواهُ ِيف‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ني‪َ :‬ح هدثَـنَا سفيان‪َ ،‬ع ْن أيب الزبري‪َ ،‬ع ْن جابر‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫ضل بْ ُن ُد َك ْ ٍ‬
‫ال الْ َف ْ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫أَ ْك َحلِ ِه‪.‬‬
‫حي‬ ‫صلهى ه‬ ‫ب َوالنِ ُّ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫يث أنس‪ ،‬أَنههُ ُك ِوي ِمن َذ ِ‬ ‫يح الْب َخا ِر ِي» ِمن ح ِد ِ‬ ‫وِيف « ِ‬
‫اَّللُ عليه وسلم ّ‬ ‫هب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫صح ِ ُ ّ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫«‪. »4‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف السالم‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم وأْحد‬
‫(‪ )3‬أخرجه عبد الرزاق يف املصنف‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري يف الطب‪ :‬ابب ذات اجلنب‬

‫(‪)49/7‬‬

‫ش ْوَك ِة» «‪َ ، »7‬وقَ ْد‬ ‫َس َع َد بْ َن ُزَر َارَة ِم َن ال ه‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم « َك َوى أ ْ‬ ‫َوِيف الرتمذي‪َ ،‬ع ْن أنس‪ ،‬أَ هن النِ ه َ‬
‫ي» َوِيف لَْف ٍظ َ‬ ‫يث الْمتهـ َف ُق علَي ِه وفِ ِيه «وما أ ِ‬ ‫ِ‬
‫آخ َر‪َ « :‬وأ ََان أَنْـ َهى أُهم ِيت َع ِن الْ َك ِّي» ‪.‬‬ ‫ب أَ ْن أَ ْكتَ ِو َ‬
‫ُح ُّ‬ ‫ََ‬ ‫َْ َ‬ ‫تَـ َق هد َم ا ْحلَد ُ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم نَـ َهى َع ِن الْ َك ِّي قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫صٍْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هب َ‬ ‫ني‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫َوِيف « َجام ِع الرتمذي» َوغَ ِْريه َع ْن ع ْم َرا َن بْ ِن ُح َ‬
‫ال‪:‬‬‫فَابْـتُلِينَا فَا ْكتَـ َويْـنَا فَ َما أَفْـلَ ْحنَا‪َ ،‬وَال أ َْْنَ ْحنَا‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ‪ُ :‬هنِينَا َع ِن الْ َك ِّي َوقَ َ‬
‫فَ َما أَفْـلَ ْح َن َوَال أ َْْنَ ْح َن «‪. »2‬‬
‫ك‪َ .‬والْ َك ُّي ُم ْستَـ ْع َم ٌل ِيف‬ ‫ف فَـيَـ ْهلَ َ‬‫اف َعلَْي ِه أَ ْن يَـنْ ِز َ‬ ‫ال اخلطايب‪ :‬إِ همنَا َك َوى سعدا لِيَـ ْرقَأَ ال هد َم ِم ْن ُج ْرِح ِه‪َ ،‬و َخ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اب‪َ ،‬ك َما يُ ْك َوى َم ْن تُـ ْقطَ ُع يَ ُدهُ أ َْو ِر ْجلُهُ‪.‬‬ ‫َه َذا الْبَ ِ‬
‫اه ْم‬‫ك‪ ،‬فَـنَـ َه ُ‬ ‫ش َف ِاء‪َ ،‬وَكانُوا يَـ ْعتَ ِق ُدو َن أَنههُ َم َىت ََلْ يَ ْكتَ ِو‪َ ،‬هلَ َ‬ ‫ي طَلَبًا لِل ِّ‬ ‫هه ُي َع ِن الْ َك ِّي‪ ،‬فَـ ُه َو أَ ْن يَ ْكتَ ِو َ‬ ‫َوأَ هما النـ ْ‬
‫َج ِل َه ِذهِ النِّيه ِة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َع ْنهُ أل ْ‬
‫ض ُعهُ َخطًَرا‪ ،‬فَـنَـ َهاهُ َع ْن َكيِّ ِه‪،‬‬ ‫صةً‪ِ ،‬ألَنههُ َكا َن بِ ِه َانصور‪ ،‬وَكا َن مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ٌ َ َْ‬ ‫ني َخا ه‬ ‫صٍْ‬ ‫يل إِ همنَا نَـ َهى َع ْنهُ ع ْم َرا َن بْ َن ُح َ‬ ‫َوق َ‬
‫ف ِم ْنهُ‪َ ،‬واَ هَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬‫ض ِع الْم َخ هو ِ‬
‫ُ‬
‫ههي م ْنص ِرفًا إِ َىل الْمو ِ‬
‫َْ‬ ‫فَـيُ ْشبِهُ أَ ْن يَ ُكو َن النـ ْ ُ ُ َ‬
‫يل فِ ِيه‪:‬‬ ‫هِ ِ‬ ‫ص ِح ِ ِ‬ ‫ال ابن قتيبة‪ :‬الْ َك ُّي ِج ْنس ِ‬
‫يح لئَ هال يَـ ْعتَ هل‪ ،‬فَـ َه َذا الذي ق َ‬ ‫ان‪َ :‬ك ُّي ال ه‬ ‫َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ََلْ يَـتَـ َوهك ْل َم ِن ا ْكتَـ َوى‪ِ ،‬ألَنههُ يُ ِري ُد أَ ْن يَ ْدفَ َع الْ َق َد َر َع ْن نَـ ْف ِس ِه‪.‬‬
‫ش َفاءُ‪.‬‬ ‫ض ِو إِذَا قُ ِط َع‪ ،‬فَِفي َه َذا ال ِّ‬ ‫هاين‪َ :‬ك ُّي ا ْجلُْر ِح إِذَا نَغِ َل‪َ ،‬والْعُ ْ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ب‪ .‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وز أالينجع‪ ،‬فَِإنههُ إِ َىل الْ َك َر َاهة أَقْـ َر ُ‬ ‫وز أَ ْن يَـ ْن َج َع‪َ ،‬وَجيُ ُ‬ ‫َوأَ هما إِذَا َكا َن الْ َك ُّي لِلته َدا ِوي اله ِذي َجيُ ُ‬
‫ين َال يَ ْستَـ ْرقُو َن‬ ‫هِ‬
‫اب أَنهـ ُه ُم الذ َ‬‫ين يَ ْد ُخلُو َن ا ْجلَنهةَ بِغَ ِْري ِحس ٍ‬ ‫هِ‬
‫ني أَلْ ًفا الذ َ‬
‫يث ال ه ِ‬
‫س ْبع َ‬ ‫يح» ِيف ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫َ‬
‫َوَال يَ ْكتَـ ُوو َن َوَال يَـتَطَيهـ ُرو َن‪َ ،‬و َعلَى َرّهبِِ ْم يَـتَـ َوهكلُو َن» «‪. »3‬‬
‫ث‪ :‬الثـهنَاءُ َعلَى َم ْن‬ ‫هاين‪َ :‬ع َد ُم َُمَبهتِ ِه لَهُ‪َ ،‬والثهالِ ُ‬ ‫َح ُد َها‪ :‬فِ ْعلُهُ؛ َوالث ِ‬ ‫يث الْ َك ِّي أ َْربَـ َعةَ أَنْـ َو ٍاع‪ ،‬أ َ‬
‫اد ُ‬ ‫ت أَح ِ‬
‫ض همنَ ْ َ‬ ‫فَـ َق ْد تَ َ‬
‫ِ‬ ‫ههي َع ْنه‪ ،‬وَال تعارض بينهما ِحبم ِد هِ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل‪ ،‬فَِإ هن فِ ْعلَهُ يَ ُد ُّل َعلَى ِج َوا ِزه‪َ ،‬و َع َد ُم َُمَبهتِ ِه لَهُ‬ ‫َْ‬ ‫ِ‬
‫تَـ َرَكهُ‪َ ،‬وال هراب ُع‪ :‬النـ ْ ُ ُ َ‬
‫َال يَ ُد ُّل َعلَى املنع منه‪ .‬وأما الثناء على‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي‪« -‬الشوكة» داء معروف‪ -‬انظر القاموس‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي وأبو داود وابن ماجه‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ومسلم‬

‫(‪)51/7‬‬

‫يل ِاال ْختِيَا ِر َوالْ َك َر َاه ِة‪ ،‬أ َْو َع ِن النـ ْهو ِع‬
‫هه ُي َع ْنهُ‪ ،‬فَـ َعلَى َسبِ ِ‬ ‫َات ِركِ ِه‪ ،‬فَـيَ ُد ُّل َعلَى أَ هن تَـ ْرَكهُ أ َْو َىل َوأَفْ َ‬
‫ض ُل‪َ .‬وأَ هما النـ ْ‬
‫وث ال هد ِاء‪َ ،‬واَ هَّللُ أعلم‪.‬‬ ‫اله ِذي َال ُْحيتَاج إِلَْي ِه‪ ،‬بل يـ ْفعل َخوفًا ِمن ح ُد ِ‬
‫َْ ُ َُ ْ ْ ُ‬ ‫ُ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ال ه‬


‫ص َر ِع‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬‫فَ ْ‬
‫يك ْام َرأَةً ِم ْن أ َْه ِل‬
‫اس‪ :‬أ ََال أُ ِر َ‬‫ال ابْ ُن َعبه ٍ‬ ‫يث َعطَ ِاء بْ ِن أَِيب َرَاب ٍح‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬
‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫أَ ْخرجا ِيف «ال ه ِ‬
‫ََ‬
‫ُص َرعُ‪َ ،‬وإِِّين‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َقالَ ْ‬ ‫سو َداء‪ ،‬أَتَ ِ‬ ‫ْت بـلَى‪ .‬قَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِِّين أ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ت النِ ه‬ ‫ال‪َ :‬هذه ال َْم ْرأَةُ ال ه ْ ُ‬ ‫ا ْجلَنهة؟ قُـل ُ َ‬
‫ك أَ ْن يـعافِي ِ‬ ‫اَّلل لَ ِ‬ ‫ك ا ْجلنهةُ‪ ،‬وإِ ْن ِش ْئ ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ك» ‪،‬‬ ‫َُ َ‬ ‫ت هَ‬ ‫ت َد َع ْو ُ‬ ‫صبَـ ْرت َولَ َ َ‬ ‫ال‪« :‬إِ ْن ش ْئت َ‬ ‫اَّللَ ِِل‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ف‪ ،‬فَا ْدعُ ه‬‫ش ُ‬ ‫أَتَ َك ه‬
‫شف‪ ،‬فادع هللا أالأتكشف‪ ،‬فَ َد َعا َهلَا «‪»7‬‬ ‫ت‪ :‬أصَب‪ .‬قالت فإين أتك ّ‬ ‫فَـ َقالَ ْ‬
‫هاين‪ُ :‬ه َو‬‫ص َرعٌ ِم َن ْاألَ ْخ َال ِط ال هرِديئَ ِة‪َ .‬والث ِ‬ ‫اح ْ ِ ِ ِ‬
‫اخلَبِيثَة ْاأل َْرضيهة‪َ ،‬و َ‬ ‫ص َرعٌ ِم َن ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َر َعان‪َ :‬‬ ‫ص َرعُ َ‬ ‫ْت‪ :‬ال ه‬ ‫قُـل ُ‬
‫َطبهاءُ ِيف َسبَبِ ِه َو ِع َال ِج ِه‪.‬‬ ‫اله ِذي يـت َكلهم فِ ِيه ْاأل ِ‬
‫ََ ُ‬
‫اح‪ ،‬فَأَئِ همتُـ ُه ْم َوعُ َق َال ُؤ ُه ْم يَـ ْع َِرتفُو َن بِ ِه‪َ ،‬وَال يَ ْدفَـعُونَهُ‪َ ،‬ويَـ ْع َِرتفُو َن ِأبَ هن ِع َال َجهُ ِمبَُقابَـلَ ِة ْاأل َْرَو ِ‬
‫اح‬ ‫ص َرعُ ْاأل َْرَو ِ‬ ‫َوأَ هما َ‬
‫ض أَفْـ َعا َهلَا َوتُـ ْب ِطلُ َها‪ ،‬وقد نص‬ ‫اخلَبِيثَ ِة‪ ،‬فَـتُ َدافُ ُع َ‬
‫آَث َرَها‪َ ،‬وتُـ َعا ِر ُ‬ ‫ش ِّر َيرةِ ْ‬ ‫اح ال ِّ‬ ‫ْك ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ريةِ الْعُ ْل ِويهِة لِتِل َ‬ ‫ش ِري َف ِة ْ‬
‫اخلََِّ‬ ‫ال ه‬
‫ص َر ِع اله ِذي َسبَـبُهُ‬ ‫ال‪َ :‬ه َذا إِ همنَا يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ال ه‬ ‫ص َر ِع‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ض ِع َال ِج ال ه‬ ‫على ذلك بقراط ِيف بـ ْع ِ ِ‬
‫ض ُكتُبِه‪ ،‬فَ َذ َك َر بَـ ْع َ‬ ‫َ‬
‫ج‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اح‪ ،‬فَ َال يَـ ْنـ َف ُع فيه َه َذا الْع َال ُ‬ ‫ص َرعُ اله ِذي يَ ُكو ُن ِم َن ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ط َوال َْما هدةُ‪َ .‬وأَ هما ال ه‬ ‫ْاألَ ْخ َال ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اح‪َ ،‬وَال‬ ‫ع ْاأل َْرَو ِ‬‫ص َر َ‬ ‫َوأَ هما َج َهلَةُ ْاألَطبهاء َو َس َقطُ ُه ْم َوس ْفلَتُـ ُه ْم‪َ ،‬وَم ْن يَـ ْعتَق ُد ابلزندقة فضيلة‪ ،‬فأؤلئك يُـ ْنك ُرو َن َ‬
‫اع ِة ال ِطّبِّيه ِة َما يَ ْدفَ ُع‬ ‫س ِيف ِّ‬
‫الصنَ َ‬ ‫ِه‬ ‫ِه‬
‫س َم َع ُه ْم إال ا ْجلَْه ُل‪َ ،‬وإال فَـلَْي َ‬ ‫وع‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫ص ُر ِ‬ ‫يُِق ُّرو َن ِأبَنهـ َها تُـ َؤثُِّر ِيف بَ َد ِن ال َْم ْ‬
‫ْس ِام ِه‬
‫ض أَق َ‬ ‫ك على غلبة بعض األخالط‪ ،‬وصادق ِيف بَـ ْع ِ‬ ‫اه ٌد بِ ِه‪َ ،‬وإِ َحالَتُـ ُه ْم ذَلِ َ‬ ‫ود َش ِ‬ ‫س َوال ُْو ُج ُ‬ ‫ك‪َ ،‬وا ْحلِ ُّ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫َال ِيف ُكلِّ َها‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اإل َهلِ هي‪َ ،‬وقَالُوا‪ :‬إنههُ ِم َن ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ض ِْ‬ ‫ِ ِ‬
‫وس َوغَْيـ ُرهُ‪،‬‬ ‫اح‪َ ،‬وأَ هما َجالينُ ُ‬ ‫ع‪ :‬ال َْم َر َ‬ ‫ص َر َ‬
‫س ُّمو َن َه َذا ال ه‬ ‫َوقُ َد َماءُ ْاألَطبهاء َكانُوا يُ َ‬
‫ض ُّر‬ ‫اإل َهلِ ِّي لِ َك ْو ِن َه ِذهِ ال ِْعله ِة ََتْ ُد ُ‬
‫ث ِيف ال هرأْ ِ‬
‫س‪ ،‬فَـتَ ُ‬ ‫ض ِْ‬‫هس ِميَةَ‪َ ،‬وقَالُوا‪ :‬إِ همنَا َمس ْهوهُ ِابل َْم َر ِ‬ ‫ِِ‬
‫فَـتَأَ هولُوا َعلَْي ِه ْم َهذه الت ْ‬
‫اه ِر اله ِذي َم ْس َكنُهُ الدماغ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اإل َهلِ ِي الطه ِ‬
‫اب ْجلُْزء ْ ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف املرض ومسلم يف الَب والصلة‬

‫(‪)57/7‬‬

‫َطبه ِاء فَـلَ ْم يُـثْبِتُوا‬ ‫ت َزَان ِدقَةُ ْاأل ِ‬ ‫اء ْ‬‫رياهتَا‪َ ،‬و َج َ‬
‫اح وأَح َك ِامها‪ ،‬و ََتْثِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫شأَ َهلُ ْم م ْن َج ْهل ِه ْم هبَذه ْاأل َْرَو ِ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫يل نَ َ‬‫َو َه َذا التهأْ ِو ُ‬
‫ع ْاألَ ْخ َال ِط َو ْح َدهُ‪.‬‬ ‫إِهال َ‬
‫ص َر َ‬
‫ف عُ ُقوهلِِ ْم‪.‬‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ك ِم ْن َج ْه ِل َه ُؤَال ِء َو َ‬ ‫ض َح ُ‬ ‫ري ِاهتَا يَ ْ‬ ‫ومن لَهُ َع ْقل وم ْع ِرفَةٌ ِهب ِذهِ ْاألَرو ِ ِ‬
‫اح َو ََتْث َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ََ‬ ‫ََ ْ‬
‫وع‪َ ،‬وأ َْم ٍر ِم ْن ِج َه ِة ال ُْم َعالِ ِج‪ ،‬فَاَله ِذي ِم ْن ِج َه ِة‬ ‫ص ُر ِ‬ ‫ِ‬
‫ج َه َذا النـ ْهو ِع يَ ُكو ُن ِأب َْم َريْ ِن‪ :‬أ َْم ٍر م ْن ِج َه ِة ال َْم ْ‬
‫ِ‬
‫َوع َال ُ‬
‫يح اله ِذي قَ ْد‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫هع ُّوِذ ال ه‬ ‫اط ِر ه ِذهِ ْاألَرو ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وع ي ُكو ُن بِ ُق هوةِ نَـ ْف ِس ِه‪ ،‬و ِ‬
‫اح َوَاب ِرئ َها‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫َْ‬ ‫ص ْد ِق تَـ َو ُّج ِه ِه إِ َىل فَ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُر ِ َ‬ ‫ال َْم ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫تَـواطَأَ علَي ِه الْ َقلْب واللِّسا ُن‪ ،‬فَِإ هن ه َذا نَـوع ُُمَارب ٍة‪ ،‬والْمحا ِرب َال يتِ ُّم لَه ِاالنْتِص ُ ِ‬
‫لس َال ِح‬ ‫اف م ْن َع ُد ِّوه ِاب ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ََ َ ُ َ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ َْ‬
‫اع ُد قَ ِوًّاي‪ ،‬فَ َم َىت َختَله َ‬ ‫سِ‬ ‫يحا ِيف نَـ ْف ِس ِه َجيِّ ًدا‪َ ،‬وأَ ْن يَ ُكو َن ال ه‬ ‫الس َالح ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُُهَا ََلْ‬ ‫فأَ‬ ‫صح ً‬ ‫إِهال ِأب َْم َريْ ِن‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن ّ ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ري طَائِ ٍل‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫الس َال ِ‬ ‫ِ‬
‫هوُّك ِل‪،‬‬‫ْب َخ َر ًااب م َن التـ ْهوحيد‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫ف إِذَا عُد َم ْاأل َْم َران ََج ًيعا‪ :‬يَ ُكو ُن الْ َقل ُ‬ ‫ح َكث َ‬ ‫يُـغْ ِن ّ ُ‬
‫ح لَهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫والتهـ ْقوى‪ ،‬والتـ ِ‬
‫هو ُّجه‪َ ،‬وَال س َال َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫ني َم ْن يَ ْكتَ ِفي بَِق ْولِ ِه‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ضا‪َ ،‬ح هىت إِ هن م َن ال ُْم َعاجلِِ َ‬ ‫ان ْاأل َْمر ِ‬
‫ان أَيْ ً‬ ‫َ‬
‫هاين‪ِ :‬من ِج َه ِة الْمعالِ ِج‪ِ ،‬أبَ ْن ي ُكو َن فِ ِيه َه َذ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َوالث ِ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫َّلل» ‪َ ،‬والنِ ُّ‬ ‫اَّلل» ‪ ،‬أَو بَِقوِل « َال حو َل وَال قُـ هوةَ إِهال ِابَ هِ‬ ‫«ا ْخرج ِم ْنه» ‪ .‬أَو بَِقوِل‪« :‬بِس ِم هِ‬
‫هب َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ ُ ْ ْ‬
‫اَّلل» «‪. »7‬‬ ‫ول هِ‬ ‫ول‪« :‬ا ْخرج َع ُد هو هِ‬
‫اَّلل أ ََان َر ُس ُ‬ ‫َو َسله َم َكا َن يَـ ُق ُ‬
‫ُْ‬
‫وح الهِيت فِ ِيه‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫ِ‬
‫ول‪:‬‬ ‫الر َ‬
‫ب ُّ‬ ‫وع َم ْن ُخيَاط ُ‬ ‫ص ُر ِ‬ ‫ت َش ْي َخنَا يُـ ْر ِس ُل إِ َىل ال َْم ْ‬ ‫اه ْد ُ‬‫َو َش َ‬
‫ت‬ ‫صروعُ‪ ،‬ورهمبَا َخاطَبـ َها بِنَـ ْف ِس ِه‪ ،‬ورهمبَا َكانَ ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَـيُِف ُ‬ ‫ش ْي ُخ‪ :‬ا ْخرِجي‪ ،‬فَِإ هن َه َذا َال َِحي ُّل لَ ِ‬ ‫ك ال ه‬ ‫ال لَ ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫يق ال َْم ْ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ك ِم َر ًارا‪.‬‬ ‫اه ْد َان َْْن ُن َوغَْيـ ُرَان ِم ْنهُ ذَلِ َ‬ ‫س ِأبٍَََل‪َ ،‬وقَ ْد َش َ‬ ‫ص ُروعُ َوَال َحيُ ُّ‬ ‫يق ال َْم ْ‬ ‫ب‪ ،‬فَـيُِف ُ‬ ‫وح َما ِر َدةً فَـيُ ْخ ِر ُج َها ِابلض ْهر ِ‬ ‫الر ُ‬
‫ُّ‬
‫وكان كثريا ما يقرأ يف أذن املضروع‪ :‬أَفَ َح ِس ْبـتُ ْم أَهمنا َخلَ ْقنا ُك ْم َعبَثاً َوأَنه ُك ْم إِلَْينا َال تُـ ْر َجعُو َن «‪»2‬‬
‫ص ْوتَهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وح‪ :‬نَـ َع ْم‪َ ،‬وَم هد هبَا َ‬ ‫الر ُ‬‫ت ُّ‬ ‫وع‪ ،‬فَـ َقالَ ِ‬ ‫ص ُر ِ‬ ‫َو َح هدثَِِن أَنههُ قَـ َرأ ََها َم هرةً ِيف أُذُ ِن ال َْم ْ‬
‫يشك احلاضرون‬ ‫ب‪َ ،‬وََلْ ّ‬ ‫اي ِم َن الض ْهر ِ‬ ‫ت يَ َد َ‬ ‫وق عُنُِق ِه َح هىت َكله ْ‬ ‫ضربْـتُهُ ِهبا ِيف عُر ِ‬
‫صا‪َ ،‬و َ َ َ‬ ‫ت لَهُ َع ً‬ ‫َخ ْذ ُ‬ ‫ال‪ :‬فَأ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ُ‬
‫أنه ميوت لذلك الضربة ففي أثناء الضرب قالت‪« :‬أان أحبّه‪،‬‬
‫__________‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد من حديث يعلى بن مرة َع ْن ر ُس ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬
‫(‪ )2‬املؤمنون‪ -775 -‬ومعىن اآلية‪ :‬أي خلقناكم لنتعبدكم يف األمر والنهي وترجعون إلينا وْنازي على‬
‫ذلك‬

‫(‪)52/7‬‬

‫ت أ ََان‬ ‫ك‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫ْت َهلَا ُهو َال ي ِري ُد أَ ْن َحيُ هج مع ِ‬
‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َح هج بِ ِه‪ ،‬فَـ ُقل ُ‬ ‫ت‪ :‬أ ََان أُ ِري ُد أَ ْن أ ُ‬‫ك‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْت َهلَا‪ُ :‬هو َال ُِحيبُّ ِ‬
‫َ‬ ‫فَـ ُقل ُ‬
‫ت‪:‬‬ ‫َّلل َولَِر ُسولِ ِه‪ ،‬قَالَ ْ‬‫اعةً ِهِ‬
‫ْت‪َ :‬ال َولَ ِك ْن طَ َ‬ ‫ال‪ :‬قُـل ُ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫أ ََدعُهُ َك َر َامةً لَ َ‬
‫ش ْي ِخ‪ ،‬قَالُوا لَهُ‪:‬‬ ‫ض َرةِ ال ه‬ ‫اء ِيب إِ َىل َح ْ‬ ‫ال‪َ :‬ما َج َ‬ ‫ت َميِينًا َوِمشَ ًاال‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ص ُروعُ يَـلْتَ ِف ُ‬ ‫ال‪ :‬فَـ َق َع َد ال َْم ْ‬ ‫ج ِم ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫فَأ ََان أَ ْخ ُر ُ‬
‫ب الْبَـتهةَ‬ ‫ض ْر ٌ‬ ‫ب‪َ ،‬وََلْ يَ ْشعُ ْر ِأبَنههُ َوقَ َع بِ ِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِربُِِن ال ه‬
‫ش ْي ُخ َوََلْ أُ ْذن ْ‬ ‫َي َش ْي ٍء يَ ْ‬ ‫ال َو َعلَى أ ِّ‬ ‫ب ُكلُّهُ؟ فَـ َق َ‬ ‫َو َه َذا الض ْهر ُ‬
‫اءةِ ال ُْم َع ِّوذَتَـ ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫اء ِهتَا ال َْم ْ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫وع َوَم ْن يُـ َعاجلُهُ هبَا‪َ ،‬وبق َر َ‬ ‫ص ُر َ‬ ‫َوَكا َن يُـ َعال ُج ِِبيَة الْ ُك ْرس ِّي‪َ ،‬وَكا َن ََ ُْم ُر ب َكثْـ َرة ق َر َ‬
‫ظ ِم َن ال ِْعل ِْم َوال َْع ْق ِل َوال َْم ْع ِرفَ ِة‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر‬ ‫يل ا ْحلَ ِّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ص َر ِع‪َ ،‬وع َالجه َال يُـ ْنك ُرهُ إ هال قَل ُ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة فَـ َه َذا النـ ْهوعُ ِم َن ال ه‬
‫ْسنَتِ ِه ْم ِم ْن َح َقائِ ِق ال ِّذ ْك ِر‪،‬‬ ‫اب قُـلُوهبِِم وأَل ِ‬
‫َْ‬ ‫اخلَبِيثَ ِة َعلَى أ َْهلِ ِه تَ ُكو ُن ِم ْن ِج َه ِة قِله ِة ِدينِ ِه ْم‪َ ،‬و َخر ِ‬
‫َ‬ ‫اح ْ‬ ‫سلُّ ِط ْاأل َْرَو ِ‬ ‫تَ َ‬
‫ِ‬ ‫الروح ْ ِ‬ ‫ات النـهب ِويهِة و ِْ ِ ِ‬ ‫صنَ ِ‬ ‫والتـ ِ‬
‫ح َم َعهُ‪َ ،‬وُرهمبَا َكا َن‬ ‫اخلَبيثَةُ ال هر ُج َل أَ ْع َز َل َال س َال َ‬ ‫اإلميَانيهة‪ ،‬فَـتَـ ْل َقى ُّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫هح ُّ‬‫هعا ِويذ‪َ ،‬والت َ‬ ‫َ َ‬
‫عُ ْرَاي ًان فَـيُـ َؤثُِّر فِ ِيه َه َذا‪.‬‬
‫ضتِ َها‬ ‫اح ْ ِ ِ‬ ‫ص ْر َعى َه ِذهِ ْاأل َْرَو ِ‬ ‫وس الْب َ ِ‬ ‫ف ال ِْغطَاءُ‪ ،‬لََرأَيْ َ‬ ‫َولَ ْو ُك ِش َ‬
‫َس ِرَها َوقَـ ْب َ‬ ‫اخلَبِيثَة‪َ ،‬وه َي ِيف أ ْ‬ ‫ش ِريهة َ‬ ‫ت أَ ْكثَـ َر النُّـ ُف ِ َ‬
‫يق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت‪َ ،‬وَال ميُْ ِكنُـ َها ِاال ْمتِنَاعُ َع ْنـ َها َوَال ُخمَالََفتُـ َها‪َ ،‬وِهبَا ال ه‬
‫صاحبُهُ‬ ‫ص َرعُ ْاألَ ْعظَ ُم الهذي َال يُف ُ َ‬ ‫اء ْ‬ ‫ث َش َ‬ ‫سوقُـ َها َح ْي ُ‬ ‫تَ ُ‬
‫وع ح ِقي َقةً‪ ،‬وِابَ هِ‬ ‫ارقَ ِة َوال ُْم َعايَـنَ ِة‪ ،‬فَـ ُهنَ َ‬ ‫ِ‬
‫َّلل ال ُْم ْستَـ َعا ُن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ص ُر َ َ‬ ‫اك يَـتَ َح هق ُق أَنههُ َكا َن ُه َو ال َْم ْ‬ ‫إِهال ع ْن َد ال ُْم َف َ‬
‫ت بِ ِه ُّ‬ ‫يح إِ َىل ِْ ِ ِ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ان ال َْع ْق ِل ال ه‬ ‫صر ِع ِابقِْرت ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُس ُل‪َ ،‬وأَ ْن تَ ُكو َن ا ْجلَنهةُ َوالن ُ‬
‫هار‬ ‫اء ْ‬‫اإلميَان مبَا َج َ‬ ‫َ‬ ‫ج َه َذا ال ه َ‬ ‫َوع َال ُ‬
‫وع َها ِخ َال َل ِد َاي ِرِه ْم‬ ‫ات هبِِ ْم‪َ ،‬وُوقُ َ‬ ‫ت و ْاآلفَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول ال َْمثَُال َ‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬و ُحلُ َ‬ ‫ض َر أ َْه َل ُّ‬ ‫صب َع ْيـنَـ ْي ِه وقِ ْبـلَةَ قَـ ْلبِ ِه‪ ،‬ويستَ ْح ِ‬
‫ََ ْ‬ ‫َ‬ ‫نُ ْ َ‬
‫ث َال‬ ‫ت الْبَلِيهةُ بِ ِه ِحبَْي ُ‬ ‫صر ِع‪ ،‬ولَ ِكن لَ هما َع هم ِ‬
‫اء َه َذا ال ه َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ص ْر َعى َال يُفي ُقو َن‪َ ،‬وَما أَ َش هد َد َ‬
‫ِ‬
‫َك َم َواق ِع الْ َقطْ ِر‪َ ،‬و ُه ْم َ‬
‫صر مستـغْراب وَال مستـ ْن َكرا‪ ،‬بل صار لِ َكثْـرةِ الْم ِ‬
‫ني ال ُْم ْستَـ ْن َك ِر‬
‫ني َع ْ َ‬
‫ص ُروع َ‬ ‫وعا‪ََ ،‬لْ يَ ِ ْ ُ ْ َ َ ً َ ُ ْ َ ً َ ْ َ َ َ َ ْ‬ ‫يُـ َرى إِهال َم ْ‬
‫ص ُر ً‬
‫ب ِخ َالفَهُ‪.‬‬ ‫ال ُْم ْستَـغْر ِ‬
‫َ‬
‫ني َح ْولَهُ َميِينًا َوِمشَ ًاال َعلَى‬ ‫الدنْـيا م ِ‬
‫ص ُروع َ‬
‫ِ‬
‫ص ْر َع ِة‪َ ،‬ونَظََر إِ َىل أَبْـنَاء ُّ َ َ ْ‬ ‫اَّللُ بِ َع ْب ٍد َخ ْيـ ًرا أَفَا َق ِم ْن َه ِذهِ ال ه‬ ‫اد ه‬ ‫فَِإذَا أ ََر َ‬
‫ود إِ َىل ُجنُونِِه‪َ ،‬وِم ْنـ ُه ْم‬ ‫َحيَ ًاان قَلِيلَةً‪َ ،‬ويَـعُ ُ‬
‫يق أ ْ‬ ‫ف طَبَـ َقاهتِِ ْم‪ ،‬فَ ِم ْنـ ُه ْم َم ْن أَطْبَ َق بِ ِه ا ْجلُنُو ُن‪َ ،‬وِم ْنـ ُه ْم َم ْن يُِف ُ‬ ‫ا ْختِ َال ِ‬
‫اإلفَاقَ ِة َوال َْع ْق ِل‪ ،‬مُه يعاوده الصرع فيقع يف‬ ‫يق َم هرًة‪َ ،‬و ُجيَ ُّن أُ ْخ َرى‪ ،‬فَِإ َذا أَفَا َق َع ِم َل َع َم َل أ َْه ِل ِْ‬ ‫َم ْن يُِف ُ‬
‫التخبط‪.‬‬
‫(‪)53/7‬‬

‫فصل [يف صرع األخالط]‬


‫اب َم ْنـ ًعا غَْيـ َر َاتٍّم‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ضاء النهـ ْف ِسيهةَ َع ِن ْاألَفْـ َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ال َوا ْحلََرَكة َواالنْت َ‬ ‫ص َرعُ ْاألَ ْخ َالط‪ ،‬فَـ ُه َو علهةٌ َتَْنَ ُع ْاألَ ْع َ َ‬ ‫َوأَ هما َ‬
‫س َوا ْحلََرَك ِة فِ ِيه َوِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫س ُّد َمنَاف َذ بُطُون ال ّد َم ِاغ َس هدةً غَْيـ َر َات همة‪ ،‬فَـيَ ْمتَن ُع نُـ ُفوذُ ا ْحل ِّ‬
‫ِ‬
‫ج يَ ُ‬ ‫ظ لَ ِز ٌ‬‫ط غَلِي ٌ‬ ‫َو َسبَـبُهُ ِخ ْل ٌ‬
‫س ِيف َمنَافِ ِذ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ت‬ ‫حي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫يظ‬‫يح غَلِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫ُخ‬
‫َ‬ ‫أ‬ ‫اب‬‫َسبَ ٍ‬ ‫أل‬‫ض ِاء نُـ ُفوذًا َات هما ِمن غَ ِْري انْ ِقطَ ٍاع ِابلْ ُكلِّيه ِة‪ ،‬وقَ ْد تَ ُكو ُن ِ‬ ‫ْاألَ ْع َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ض ال ِّد َماغُ لِ َدفْ ِع ال ُْم ْؤِذي‪،‬‬ ‫ٍِ ِ ٍ‬ ‫ض ْاألَ ْع َ ِ‬ ‫وح‪ ،‬أَو ُِخَا ٍر رِد ٍ‬
‫يء يَـ ْرتَِف ُع إِلَْي ِه ِم ْن بَـ ْع ِ‬
‫ضاء‪ ،‬أ َْو َك ْيفيهة َالذ َعة‪ ،‬فَـيَـ ْنـ َقبِ ُ‬ ‫َ‬ ‫الر ِ ْ‬ ‫ُّ‬
‫ط‪َ ،‬ويَظ َْه ُر ِيف فِ ِيه‬ ‫اإلنْسا ُن معهُ م ْنـتَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجي ِع ْاألَ ْع َ ِ‬ ‫شنُّج ِيف َِ‬
‫صبًا‪ ،‬بَ ْل يَ ْس ُق ُ‬ ‫ضاء‪َ ،‬وَال ميُْك ُن أَ ْن يَـ ْبـ َقى ِْ َ َ َ ُ‬ ‫فَـيَـ ْتـبَـعُهُ تَ َ ٌ‬
‫ال هزبَ ُد غَالِبًا‪.‬‬
‫صةً‪َ ،‬وقَ ْد تُـ َع ُّد ِم ْن َُجْلَ ِة‬ ‫ودهِ ال ُْم ْؤَِل َخا ه‬ ‫ْت وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اض ا ْحلَادهة ِاب ْعتبَا ِر َوق ُ ُ‬ ‫َو َه ِذهِ ال ِْعلهةُ تُـ َع ُّد ِم ْن َُجْلَ ِة ْاأل َْم َر ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْاأل َْمر ِ ِ ِ ِ‬
‫ين َسنَةً‪،‬‬ ‫الس ِّن َمخْ ًسا َوع ْش ِر َ‬ ‫اض ال ُْم ْزمنَة ِاب ْعتبَا ِر طُول ُم ْكث َها‪َ ،‬وعُ ْس ِر بُـ ْرئ َها‪َ ،‬ال سيه َما أَ ْن ََتَ َاوَز ِيف ّ‬ ‫َ‬
‫ع يَـ ْبـ َقى‬ ‫ص َر َ‬ ‫ال أبقراط‪ :‬إِ هن ال ه‬ ‫ع َه ُؤَال ِء يَ ُكو ُن َال ِزًما‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫صةً ِيف َج ْو َه ِره‪ ،‬فَِإ هن َ‬
‫ص َر َ‬ ‫اغ ِه‪َ ،‬و َخا ه‬ ‫وه ِذهِ ال ِْعلهةُ ِيف ِدم ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِيف َه ُؤَال ِء َح هىت َميُوتُوا‪.‬‬
‫ص َرعُ َها ِم ْن‬ ‫وز أَ ْن يَ ُكو َن َ‬ ‫ف‪َ ،‬جيُ ُ‬ ‫ش ُ‬ ‫ص َرعُ َوتَـتَ َك ه‬ ‫ت تُ ْ‬ ‫يث أَنهـ َها َكانَ ْ‬‫اء ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫ه‬ ‫ِِ‬
‫ف َه َذا‪ ،‬فَـ َهذه ال َْم ْرأَةُ ال ِيت َج َ‬ ‫إِذَا عُ ِر َ‬
‫هب صلهى ه ِ‬
‫ض‪َ ،‬و َد َعا َهلَا أالتتكشف‪،‬‬ ‫ص َِْبَها َعلَى َه َذا ال َْم َر ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ا ْجلَنهةَ بِ َ‬ ‫َه َذا النـ ْهو ِع‪ ،‬فَـ َو َع َد َها النِ ُّ َ‬
‫ان‪ ،‬فَا ْختَار ِ‬ ‫ضم ٍ‬ ‫الدع ِاء َهلا ِابل ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْبـ َر َوا ْجلَنهةَ‪.‬‬ ‫ت ال ه‬ ‫َ‬ ‫ش َفاء م ْن غَ ِْري َ َ‬ ‫ني ُّ َ َ‬ ‫ص َِْب َوا ْجلَنهة‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬‫ني ال ه‬ ‫َو َخيهـ َرَها بَـ ْ َ‬
‫ات والتـهو ُّج ِه إِ َىل هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِيف ذَلِ َ ِ‬
‫اَّلل يَـ ْف َع ُل‬ ‫اح ِابل هد َع َو َ َ‬ ‫ج ْاأل َْرَو ِ‬ ‫يل َعلَى َج َوا ِز تَـ ْرك ال ُْم َعا َجلَة َوالته َدا ِوي‪َ ،‬وأَ هن ع َال َ‬ ‫ك َدل ٌ‬ ‫َ‬
‫ريهُ َوفِ ْعلَهُ‪َ ،‬و ََتَثُّـ َر الطهبِ َيع ِة َع ْنهُ َوانْ ِف َعا َهلَا أَ ْعظَ ُم ِم ْن ََتْثِ ِري ْاألَ ْد ِويَِة الْبَ َدنِيه ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج ْاألَطبهاء‪َ ،‬وأَ هن ََتْث َ‬ ‫َما َال يَـنَالُهُ ع َال ُ‬
‫َطبه ِاء ُم ْع َِرتفُو َن ِأبَ هن لِِف ْع ِل الْ ُق َوى‬ ‫ال الطهبِيع ِة َع ْنـها‪ ،‬وقَ ْد ج هربـنَا ه َذا ِمرارا َْْنن وغَيـرَان‪ ،‬وعُ َق َالء ْاأل ِ‬
‫َ َ َ َ ْ َ َ ً ُ َ ُْ َ ُ‬
‫وانْ ِف َع ِ‬
‫َ‬
‫ض ُّر ِم ْن َزَان ِدقَ ِة الْ َق ْوِم‪،‬‬ ‫اع ِة ال ِطّبِّيه ِة أَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وَما َعلَى ِّ‬
‫الصنَ َ‬ ‫ِ‬
‫اض َع َجائ ُ‬ ‫النهـ ْف ِسيه ِة‪َ ،‬وانْ ِف َع َاال ِهتَا ِيف ِش َف ِاء ْاأل َْم َر ِ‬
‫وز أَ ْن يَ ُكو َن ِم ْن ِج َه ِة‬ ‫ع َه ِذهِ ال َْم ْرأَةِ َكا َن ِم ْن َه َذا النـ ْهو ِع‪َ ،‬وَجيُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوس ْفلَت ِه ْم‪َ ،‬و ُجهاهل ْم‪َ .‬والظهاه ُر أَ هن َ‬
‫ص َر َ‬ ‫ِ ِ‬
‫الد َع ِاء‬ ‫ني ُّ‬ ‫ِ‬
‫ك َم َع ا ْجلَنهة‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫ص َِْب َعلَى َذلِ َ‬ ‫ني ال ه‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم قَ ْد َخيهـ َرَها بَـ ْ َ‬ ‫ول ه َ‬
‫اح‪ ،‬وي ُكو ُن رس ُ ِ‬
‫َُ‬ ‫ْاأل َْرَو ِ َ َ‬
‫ش َف ِاء‪ ،‬فاختارت الصَب والسرت‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫َهلَا ِابل ِّ‬

‫(‪)54/7‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم ِيف ع َال ِج ع ْرق الن َ‬
‫هسا‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ال‪َِ :‬مس ْع ُ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫يث ُُمَ هم ِد بْ ِن ِس ِريين‪َ ،‬عن أَنَس بْن مالِ ٍ‬ ‫روى ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫َ ْ ُ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫ول‪« :‬دواء ِعر ِق النهسا أَلْيةُ َشاةٍ أَ ْعرابِيه ٍة تُ َذاب‪ ُ ،‬مُّ َُت هزأُ ثََالثَةَ أ ٍ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫ب‬‫َج َزاء‪ ،‬مُه يُ ْش َر ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يَـ ُق ُ َ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫الر ِيق ِيف ُك ِّل يَـ ْوٍم ُج ْزءٌ» «‪»7‬‬ ‫َعلَى ِّ‬
‫ب‪َ ،‬وُكله َما‬ ‫ْف َعلَى الْ َف ِخ ِذ‪َ ،‬وُرهمبَا َعلَى الْ َك ْع ِ‬ ‫ص ِل الْوِر ِك‪ ،‬ويـ ْن ِز ُل ِم ْن َخل ٍ‬ ‫ِعر ُق النهس ِاء‪ :‬وج ٌع يبتدىء ِمن م ْف ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ‬
‫ب‪ .‬فَأَهما‬ ‫ي‪َ ،‬وَم ْع ًىن ِطٌِّّ‬ ‫يث فِ ِيه َم ْع ًىن لُغَ ِو ٌّ‬ ‫الر ْج ُل َوالْ َف ِخ ُذ‪َ ،‬و َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫اد نُـ ُزولُهُ‪َ ،‬وتَـ ْه ُز ُل َم َعهُ ِّ‬ ‫ت ُم هدتُهُ‪َ ،‬ز َ‬ ‫طَالَ ْ‬
‫هس ِميَةَ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ض بِ ِعر ِق الن ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْمعىن اللُّغَ ِو ُّ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هسا خ َالفًا ل َم ْن َمنَ َع َهذه الت ْ‬ ‫َ‬ ‫يل َعلَى َج َوا ِز تَ ْسميَة َه َذا ال َْم َر ِ ْ‬ ‫ي‪ ،‬فَ َدل ٌ‬ ‫ََْ‬
‫ش ْي ِء إِ َىل نَـ ْف ِس ِه‪َ ،‬و ُه َو ممُْتَنِ ٌع‪.‬‬ ‫ضافَ ِة ال ه‬ ‫ب إِ َ‬ ‫النهسا ُه َو ال ِْع ْر ُق نَـ ْفسهُ‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ِم ْن َاب ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اخلَ ِّ‬
‫اص‬ ‫ام إِ َىل ْ‬ ‫ب إِ َ ِ‬
‫ضافَة ال َْع ِّ‬ ‫َع ُّم ِم َن النهسا‪ ،‬فَـ ُه َو ِم ْن َاب ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا أَ هن ال ِْع ْر َق أ َ‬‫ني‪ .‬أ َ‬ ‫اب َه َذا الْ َقائِ ِل ِم ْن َو ْج َه ْ ِ‬ ‫َو َج َو ُ‬
‫َ‬
‫ض َها‪.‬‬ ‫َْْن َو‪ُ :‬ك ُّل ال هد َر ِاه ِم أ َْو بَـ ْع ُ‬
‫ضافَ ِة ال ه ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ب إِ َ‬ ‫ضافَةُ فِ ِيه ِم ْن َاب ِ‬ ‫ال ِابل ِْع ْر ِق‪َ ،‬و ِْ‬ ‫ض ا ْحلَ ُّ‬ ‫الث ِ‬
‫يل‪:‬‬‫ش ْيء إ َىل َُمَلّه َوَم ْوضعه‪ .‬ق َ‬ ‫اإل َ‬ ‫هسا ُه َو ال َْم َر ُ‬ ‫هاين‪ :‬أَ هن الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُِمسّي بِ َذلِ َ ِ‬
‫ك ألَ هن أَلَ َمهُ يُـ ْنسي َما س َواهُ‪َ ،‬و َه َذا الْع ْر ُق ممُْتَ ٌّد م ْن َم ْفص ِل ال َْوِرك‪َ ،‬ويَـ ْنـتَ ِهي إِ َىل آخ ِر الْ َق َدِم َوَر َ‬
‫اء‬ ‫َ َ‬
‫اق َوال َْوتَ ِر‪.‬‬‫سِ‬ ‫ني َعظْ ِم ال ه‬ ‫يما بَـ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ب ال َْو ْحش ِّي ف َ‬ ‫ب‪ِ ،‬م َن ا ْجلَانِ ِ‬ ‫الْ َك ْع ِ‬
‫َح ُد ُُهَا َعامٌّ ِحبَ ْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ب فَـ َق ْد تَـ َق هدم أَ هن َك َالم رس ِ ِ‬ ‫َوأَ هما ال َْم ْع َىن ال ِطُِّّّ‬
‫ب‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم نَـ ْو َعان‪ :‬أ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫َح َو ِال‪.‬‬
‫اص‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و ْاأل ََماكِ ِن‪َ ،‬و ْاألَ ْش َخ ِ‬ ‫ْاألَ ْزم ِ‬
‫َ‬
‫اب لِل َْعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اص ِحبس ِ ِ ِ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ب‪َ ،‬وأ َْه ِل‬ ‫ب َهذه ْاأل ُُموِر أ َْو بَـ ْعض َها‪َ ،‬و َه َذا م ْن َه َذا الْق ْس ِم‪ ،‬فَإ هن َه َذا خطَ ٌ َ‬ ‫هاين َخ ٌّ َ ْ‬
‫ج ِم ْن أَنْـ َف ِع ال ِْع َال ِج َهلُ ْم‪ ،‬فَِإ هن َه َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الْبَـ َوادي‪ ،‬فَِإ هن َه َذا الْع َال َ‬
‫ِ‬
‫ا ْحل َجا ِز‪َ ،‬وَم ْن َج َاوَرُه ْم‪َ ،‬وَال سيه َما أَ ْع َر ُ‬
‫ِ‬
‫اصيهـتَ ِ‬
‫ان‬ ‫اخلَ ِّ‬‫ال َو ْاألَلْيَةُ فِ َيها ْ‬ ‫ث ِم ْن َمادهةٍ غَلِيظٍَة لَ ِز َج ٍة‪ ،‬فَ ِع َال ُج َها ِاب ِْإل ْس َه ِ‬ ‫س‪َ ،‬وقَ ْد َْحي ُد ُ‬ ‫ث ِم ْن يُـ ْب ٍ‬ ‫ض َْحي ُد ُ‬ ‫ال َْم َر َ‬
‫اج ِع َال ُجهُ إِ َىل َه َذيْ ِن ْاأل َْم َريْ ِن‪َ ،‬وِيف تَـ ْعيِ ِ‬
‫ني‬ ‫ض َْحيتَ ُ‬‫اج‪َ .‬و َه َذا ال َْم َر ُ‬ ‫اج‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْخ َر ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ني‪ ،‬فَِف َيها ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫اج‪َ ،‬والتهـلْيِ ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫ِْ‬
‫اإلنْ َ‬
‫اب‬
‫ش َ‬ ‫اها ِألَنهـ َها تَـ ْر َعى أَ ْع َ‬ ‫اصيه ِة َم ْر َع َ‬
‫ْف َج ْو َه ِرَها‪َ ،‬و َخ ِّ‬ ‫صغَ ِر ِم ْق َدا ِرَها‪ ،‬ولُط ِ‬ ‫وهلَا‪ ،‬و ِ‬ ‫شاةِ ْاألَ ْعرابِيه ِة لِِقله ِة فُ ُ ِ‬ ‫ال ه‬
‫َ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫ار ِيف َحلْ ِم ِه ِم ْن طَْب ِع َها‬ ‫ِ‬ ‫يح‪ ،‬والْ َقي ِ‬
‫صَ‬
‫ِ‬
‫ت إِذَا تَـغَ هذى هبَا ا ْحلَيَـ َوا ُن‪َ ،‬‬ ‫صوم‪َ ،‬وَْْن ِوُهَا‪َ ،‬و َه ِذهِ النـهبَ َاات ُ‬ ‫ش ِ َ ْ ُ‬ ‫الْبَـ ِّر ا ْحلَا هرَة‪َ ،‬كال ِّ‬
‫بَـ ْع َد أَ ْن يُـلَ ِطَّف َها تغذية هبا‪ ،‬ويكسبها مزاجا ألطف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه يف الطب‬

‫(‪)55/7‬‬
‫ب ْاأل َُم ِم‬ ‫نب «‪َ ، »7‬و َه َذا َك َما تَـ َق هد َم أَ هن أَ ْد ِويَةَ غَالِ ِ‬ ‫ور فِ ْع ِل َه ِذهِ النبااتت ِيف الله َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫م ْنـ َها‪َ ،‬وَال سيه َما ْاألَلْيَةُ‪َ ،‬وظُ ُه ُ‬
‫والْبـو ِادي ِهي ْاألَ ْد ِويةُ الْم ْفر َدةُ‪ ،‬و َعلَي ِه أ ِ‬
‫َطبهاءُ ا ْهلِْن ِد‪.‬‬ ‫َ َُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ي ِابل ِْغ َذ ِاء‪،‬‬ ‫يب أَ ْن يُ َدا ِو َ‬ ‫ارةِ الطهبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وان ُن‪ ،‬فَـيَـ ْعتَـنُو َن ِابل ُْم َرهكبَة َو ُه ْم ُمتهف ُقو َن ُكلُّ ُه ْم َعلَى أَ هن م ْن َم َه َ‬ ‫وم َوالْيُ َ‬ ‫الر ُ‬‫َوأَ هما ُّ‬
‫فَِإ ْن َع َج َز فَبِال ُْم ْف َرِد‪ ،‬فَِإ ْن َع َج َز‪ ،‬فَبِ َما َكا َن أَقَ هل تَـ ْركِيبًا‪.‬‬
‫ب وأ َْه ِل الْبـو ِادي ْاألَمراض الْب ِسيطَةُ‪ ،‬فَ ْاألَ ْد ِويةُ الْب ِسيطَةُ تُـنَ ِ‬ ‫وقَ ْد تَـ َق هدم أَ هن غَالِب َع َ ِ‬
‫اسبُـ َها‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ادات ال َْع َر ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يب ْاألَ ْغ ِذيَِة َوتَـنَـ ِّو ِع َها‬
‫ث َع ْن تَـ ْركِ ِ‬‫اض ال ُْم َرهكبَةُ‪ ،‬فَـغَالِبًا َما ََتْ ُد ُ‬ ‫ب َوأَ هما ْاأل َْم َر ُ‬ ‫ساطَِة أَ ْغ ِذيَتِ ِه ْم ِيف الْغَالِ ِ‬
‫لبَ َ‬
‫ِ‬
‫ت َهلَا ْاألَ ْد ِويَةُ ال ُْم َرهكبَةُ‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ري ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوا ْخت َالف َها‪ ،‬فَا ْخت َ‬

‫ش ِيه َويُـلَيِّنُهُ‬
‫اج ِه إِ َىل َما ُميَ ِّ‬
‫احتِي ِ‬
‫س الطهْب ِع‪َ ،‬و ْ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج يُـ ْب ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ال رسو ُل هِ‬
‫اَّلل‬ ‫روى الرتمذي ِيف «ج ِام ِع ِه» وابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ت‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫يث أمساء بنت عميس‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ِ« :‬مبَاذَا ُك ْن ِ‬
‫ت‪ :‬مُه‬‫ار» ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ار َج ٌّ‬ ‫ال « َح ٌّ‬ ‫ت‪ِ :‬اب ُّ‬
‫لش ْبـ ُرم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» ؟ قَالَ ْ‬ ‫ت تَ ْستَ ْمش َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫َ‬
‫سنَا» «‪. »2‬‬ ‫ت لَ َكا َن ال ه‬ ‫ال‪« :‬لَو َكا َن َشيء ي ْش ِفي ِمن الْمو ِ‬ ‫ت ِابل ه‬
‫َ َْ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫سنَا‪ ،‬فَـ َق َ ْ‬ ‫ش ْي ُ‬‫استَ ْم َ‬
‫ْ‬
‫صلهى َم َع‬ ‫ال‪َِ :‬مس ْع ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت عبد هللا بن أم حرام‪َ ،‬وَكا َن قَ ْد َ‬ ‫يم بْ ِن أَِيب َع ْبـلَةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اج ْه» َع ْن إبْـ َراه َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ول‪َ « :‬علَْي ُك ْم‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ُق ُ‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ول‪َِ :‬مس ْع ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ال ِْق ْبـلَتَـ ْ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ر ُس ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ني يَـ ُق ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ام؟ قَ َ‬
‫سُ‬ ‫اَّلل! َوَما ال ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يل‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ام» ‪ ،‬ق َ‬ ‫سَ‬‫اء ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء إِهال ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سنُوت فَِإ هن في ِه َما ش َف ً‬
‫سنَا وال ه ِ‬
‫ِابل ه َ‬
‫«املوت» «‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬قال الدكتور عادل األزهري‪ :‬عرق النسا‪ :‬هو مرض يصيب الرجال والنساء على السواء‪ ،‬وآالمه‬
‫مفرطة تبتدىء غالبا يف أسفل العمود الفقري‪ ،‬وميتد األَل أىل إىل إحدى األليتني‪ ،‬م إىل اجلزء اخللفي من‬
‫الفخذ‪ ،‬وأحياان حىت الكعب‪ .‬وينتج غالبا من انفصال غضرويف أبسفل العمود الفقري‪ ،‬أو التهاب‬
‫روماتزمي ابلعصب اإلنسي‪ ،‬وعالجه األساسي الراحة التامة على الظهر ملدة مخسة عشر يوما على‬
‫األقل مع إعطاء مهدائت لِلَل مثل اإلسَبين‪ ،‬واحلجامات اجلافة والكي أحياان يساعدان على عالجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي وابن ماجه واحلاكم‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن ماجه واحلاكم يف الطب قال احلاكم صحيح‪ ،‬وتعقبه الذهب أبن عمرو بن بكراهتمه ابن‬
‫عدي أبن له مناكري‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪)51/7‬‬
‫ي ِاب ْحتِبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي تُـلَيِّنِ َ ه‬ ‫ِ‬ ‫قَـولُهُ‪ِ« :‬مبَا َذا ُك ْن ِ‬
‫اس‬ ‫ري مبَْن ِزلَة ال َْواقف‪ ،‬فَـيُـ ْؤذ َ‬ ‫ني الط ْب َع َح هىت ميَْش َي‪َ ،‬وَال يَ َ‬ ‫ني» ؟ أ ْ‬ ‫ت تَ ْستَ ْمش َ‬ ‫ْ‬
‫س ِّه ُل َم ِشيًّا َعلَى َوْز ِن فَ ِع ٍ‬ ‫الن ْ ِ ِ‬
‫يل‪.‬‬ ‫هج ِو‪َ ،‬وهلََذا ُمسّ َي ال هد َواءُ ال ُْم َ‬
‫ِ‬ ‫ف لِلْح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقِيل‪ِ :‬ألَ هن الْمس ُه َ ِ‬
‫ني» ؟‬ ‫ي‪ِ« :‬مبَاذَا تَ ْستَ ْشف َ‬ ‫اجة َوقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫ول يُ ْكث ُر ال َْم ْش َي َواال ْخت َال َ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬
‫س ِيف ال هد َر َج ِة‬ ‫وعيِّ ِة‪ ،‬و ُهو قِ ْشر ِع ْر ِق َش َجرةٍ‪ ،‬و ُهو َح ٌّ ِ‬ ‫لشبـرِم‪ ،‬وهو ِمن َُجْلَ ِة ْاألَ ْد ِوي ِة الْيـت ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ت‪ِ :‬اب ُّ ْ ُ َ ُ َ ْ‬ ‫فَـ َقالَ ْ‬
‫وف‪َ ،‬وِاب ْجلُ ْملَ ِة فَـ ُه َو ِم َن‬ ‫يق اله ِذي يُ ْشبِهُ ا ْجلِ ْل َد ال َْم ْل ُف َ‬ ‫يف ال هرقِ ُ‬ ‫اخلَِف ُ‬ ‫َج َو ُدهُ ال َْمائِ ُل إِ َىل ا ْحلُ ْم َرةِ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ال هرابِ َعة‪َ ،‬وأ ْ‬
‫استِ ْع َم ِاهلَا ِخلَطَ ِرَها‪َ ،‬وفَـ ْر ِط إِ ْس َه ِاهلَا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صى ْاألَطبهاءُ بِتَـ ْرك ْ‬
‫ِ‬
‫ْاألَ ْد ِويَة الهِيت أ َْو َ‬
‫ال أبو عبيد‪َ :‬وأَ ْكثَـ ُر َك َال ِم ِه ْم ِابلْيَ ِاء‪.‬‬ ‫ار َاي ٌّر» ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ار» َويُـ ْرَوى‪َ « :‬ح ٌّ‬ ‫ار َج ٌّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم « َح ٌّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫َوقَـ ْولُهُ َ‬
‫اإل ْس َه ِ‬
‫ال‬ ‫ص َفهُ ِاب ْحلََر َارةِ‪َ ،‬و َش ِّدةِ ِْ‬ ‫ال‪ ،‬فَـ َو َ‬ ‫ش ِدي ُد ِْ‬
‫اإل ْس َه ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا أَ هن ا ْحلَا هر ا ْجلَا هر ِاب ْجلِ ِيم ال ه‬ ‫ِ‬ ‫قُـل ُ ِ ِ‬
‫ْت‪َ :‬وفيه قَـ ْوَالن‪ ،‬أ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ك ُه َو‪ ،‬قَالَهُ أبو حنيفة ال ِّدينَـ َوِر ُّ‬ ‫َوَك َذلِ َ‬
‫يد الله ْف ِظ ِّي‬ ‫اإلتْـب ِاع اله ِذي يـ ْقص ُد بِ ِه ََتْكِي ُد ْاأل هَوِل‪ ،‬وي ُكو ُن بـ ْني التهأْكِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اب‪ -‬أَ هن َه َذا م َن ِْ َ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫هاين‪َ -‬و ُه َو ال ه‬ ‫َوالث ِ‬
‫َي‪َ :‬ك ِام ُل ا ْحلُ ْس ِن‪َ ،‬وقَـ ْوُهلُ ْم‪:‬‬ ‫س ٌن‪ ،‬أ ْ‬ ‫س ٌن بَ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫اعهُ ِيف أَ ْكثَ ِر ُح ُروفه‪َ ،‬ك َق ْوهل ْم‪َ :‬ح َ‬ ‫ي‪َ ،‬وِهلََذا يُـ َراعُو َن فِ ِيه إِتْـبَ َ‬ ‫َوال َْم ْعنَ ِو ِّ‬
‫ش ْي َء‬ ‫آخ َر‪َ ،‬و ُه َو اله ِذي َجيُُّر ال ه‬ ‫ار َم ْع ًىن َ‬ ‫ار‪َ ،‬م َع أَ هن ِيف ا ْجلَ ٌّ‬ ‫ار َج ٌّ‬ ‫اف‪َ ،‬وِم ْنهُ َش ْيطَا ٌن لَْيطَا ُن‪َ ،‬و َح ٌّ‬ ‫حسن قَسن ِابلْ َق ِ‬
‫َ ٌَ ٌَ‬
‫ار‪َ ،‬ك َقوهلِِم‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِِ‬
‫ص ْه ِر ٌّ‬
‫ي‬ ‫الهذي يُصيبُهُ م ْن ش هدة َح َر َارته َو َج ْذبِه لَهُ‪َ ،‬كأَنههُ يَـ ْن ِزعُهُ َويَ ْسلُ ُخهُ‪َ .‬وَاي ٌّر‪ :‬إِ هما لُغَةٌ ِيف َج ٍّ ْ ْ‬
‫يج‪َ ،‬وإِ هما إِتْـبَاعُ ُم ْستَ ِقلٌّ‪.‬‬ ‫ص َها ِر ُ‬ ‫ص َها ِري َوال ه‬ ‫يج‪َ ،‬وال ه‬ ‫َوص ْه ِر ٌ‬
‫ِ‬
‫يف َمأ ُْمو ُن‬ ‫ضلُهُ ال َْم ِّك ُّي‪َ ،‬و ُه َو َد َواءٌ َش ِر ٌ‬ ‫ي أَفْ َ‬ ‫ت ِح َجا ِز ٌّ‬ ‫ص ُر‪َ ،‬و ُه َو نَـ ْب ٌ‬ ‫ان ال َْم ُّد َوالْ َق ْ‬ ‫سنَا‪ ،‬فَِف ِيه لُغَتَ ِ‬ ‫َوأَ هما ال ه‬
‫اء‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ِج ْرَم‬ ‫ُوىل‪ ،‬يُ ْس ِه ُل ال ه‬ ‫س ِيف ال هد َر َج ِة ْاأل َ‬ ‫يب ِمن ِاال ْعتِ َد ِال‪َ ،‬ح ٌّ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ْو َد َ‬‫ص ْف َراءَ َوال ه‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫الْغَائلَة‪ ،‬قَ ِر ٌ َ‬
‫ض ِيف‬ ‫اق ال َْعا ِر ِ‬ ‫ش َق ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وِم َن ال ِّ‬ ‫س ْو َدا ِو ِّ‬
‫اس ال ه‬ ‫اصيهـتُهُ النهـ ْف ُع ِم َن ال َْو ْس َو ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضيلَةٌ َش ِري َفةٌ فيه‪َ ،‬و َخ ِّ‬ ‫ْب‪ ،‬و َه ِذهِ فَ ِ‬
‫الْ َقل ِ َ‬
‫ب‪َ ،‬والْبُـثُوِر‪،‬‬ ‫يق‪َ ،‬وا ْجلَر ِ‬
‫َ‬ ‫ص َد ِاع ال َْعتِ ِ‬ ‫ش َع ِر‪َ ،‬وِم َن الْ ُق هم ِل َوال ُّ‬ ‫شا ِر ال ه‬ ‫ض َل َويَـ ْنـ َف ُع ِم ِن انْتِ َ‬ ‫الْبَ َد ِن‪َ ،‬ويَـ ْفتَ ُح ال َْع َ‬
‫ش ْربَِة ِم ْنهُ ثََالثَةُ َد َر ِاه َم‪َ ،‬وِم ْن‬ ‫َصلَ ُح ِم ْن ُش ْربِ ِه َم ْدقُوقًا‪َ ،‬وِم ْق َد ُار ال ه‬ ‫وخا أ ْ‬ ‫ب َمائِِه َمطْبُ ً‬ ‫ص ِر ِع‪َ ،‬و ُش ْر ِ‬ ‫َوا ْحلِ هك ِة‪َ ،‬وال ه‬
‫َْحَ ِر ال َْم ْنـ ُز ِ‬ ‫س ِج َوال هزبِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َصلَ َح‪.‬‬ ‫وع ال َْع َج ُم‪َ ،‬كا َن أ ْ‬ ‫يب ْاأل ْ‬ ‫َمائه َمخْ َسةُ َد َراه َم‪َ ،‬وإ ْن طُب َخ َم َعهُ َش ْيءٌ م ْن َزْه ِر الْبَـنَـ ْف َ‬
‫ش ْربَةُ ِم ْن‬ ‫ب َوا ْحلِ هك ِة‪َ ،‬وال ه‬ ‫ان ِم َن ا ْجلَر ِ‬
‫َ‬
‫ط الْم ْح َِرتقَةَ‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِ‬
‫ََ َ‬ ‫س ِّه َالن ْاألَ ْخ َال َ ُ‬
‫ِ‬
‫ج يُ َ‬ ‫اه ْتـ َر ُ‬
‫شَ‬ ‫سنَاءُ َوال ه‬ ‫ي‪ :‬ال ه‬ ‫ال ال هرا ِز ُّ‬ ‫قَ َ‬
‫اح ٍد ِم ْنـ ُه َما ِم ْن أ َْربَـ َع ِة َد َر ِاه َم إِ َىل َس ْبـ َع ِة َد َر ِاه َم‪.‬‬ ‫ُك ِل و ِ‬
‫َّ‬
‫سنُ ُ ِ ِ ِ‬
‫هاين‪ :‬أَنههُ ّ‬
‫رب‬ ‫س ُل‪َ .‬والث ِ‬ ‫َح ُد َها‪ :‬أَنههُ ال َْع َ‬ ‫وت‪ ،‬فَفيه ََثَانيَةُ أَقـ َْو ٍال؛ أ َ‬ ‫َوأَ هما ال ه‬

‫(‪)51/7‬‬
‫اُهَا عمرو بن بكر السكسكي‪.‬‬ ‫عكة السمن خيرج خططا سوداء على السمن‪َ ،‬ح َك ُ‬
‫ايب‪ .‬ال هرابِع‪ :‬أَنهه الْ َك ُّمو ُن الْ َكرم ِاينُّ‪ِ ْ .‬‬ ‫ب ي ْشبِهُ الْ َك ُّمو َن ولَي ِ ِ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫س‪ :‬أَنههُ‬ ‫اخلَام ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫س به‪ ،‬قَالَهُ ابْ ُن ْاألَ ْع َر ِِّ‬ ‫َْ َ‬ ‫ث‪ :‬أَنههُ َح ٌّ ُ‬
‫سابِ ُع‪ :‬أَنههُ الت ْهم ُر‬
‫ت‪ .‬ال ه‬ ‫شبِ ُّ‬‫س‪ :‬أَنههُ ال ِّ‬
‫ساد ُ‬
‫اب‪ .‬ال ه ِ‬ ‫ض ْاألَ ْعر ِ‬
‫َ‬ ‫ي َع ْن بَـ ْع ِ‬ ‫اُهَا أَبُو َحنِي َفةَ ال ِّدينَـ َوِر ُّ‬‫ال هرا ْزَاينِ ُج‪َ .‬ح َك ُ‬
‫هامن‪ :‬أَنههُ ال َْعسل اله ِذي ي ُكو ُن ِيف ِزقَ ِ‬ ‫الس ِِِن ا ْحلافِ ُ ِ‬
‫س ْم ِن‪َ ،‬ح َكاهُ عبد اللطيف‬ ‫اق ال ه‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ظ‪ .‬الث ُ‬ ‫اُهَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن ُّ ّّ َ‬ ‫َح َك ُ‬
‫ب إِ َىل ال ه‬
‫ص َو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سنَاءُ َم ْدقُوقًا‬ ‫ط ال ه‬ ‫َي‪ُ :‬خيْلَ ُ‬ ‫اب‪ ،‬أ ْ‬ ‫َج َد ُر ِابل َْم ْع َىن‪َ ،‬وأَقـ َْر ُ‬
‫ض ْاألَطبهاء‪َ :‬و َه َذا أ ْ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬
‫البغدادي‪ .‬قَ َ‬
‫س ْم ِن ِم ْن‬
‫س ِل َوال ه‬ ‫ِ‬ ‫َصلَح ِم ِن ِ ِ ِ‬
‫است ْع َماله ُم ْف َر ًدا ل َما ِيف ال َْع َ‬
‫ْ‬ ‫س ْم ِن‪ ،‬مُه يُـل َْع ُق فَـيَ ُكو ُن أ ْ َ‬ ‫س ِل ال ُْم َخالِ ِط لِل ه‬ ‫ِ‬
‫ابل َْع َ‬
‫اإل ْس َها ِل‪َ .‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫سنَا‪َ ،‬وإِ َعانَتِ ِه لَهُ َعلَى ِْ‬ ‫ص َال ِح ال ه‬ ‫إِ ْ‬
‫اس يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إن خري ما تداويتم به السعوط واللدود‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫وقَ ْد روى الرتمذي وغَْيـرهُ ِمن ح ِد ِ‬
‫َ ُ ْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫َوا ْحلِ َج َامةُ َوال َْم ِش ُّي» »‬
‫ويسهل خروج اخلارج‪.‬‬ ‫شي الطهْب َع ويلينّه ّ‬ ‫َوال َْم ِش ُّي‪ُ :‬ه َو اله ِذي ُميَ ِّ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ِح هك ِة ا ْجلِ ْس ِم َوَما يُـ َولِّ ُد الْ َق ْم َل‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫هص َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬رخ َ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫ادةَ‪َ ،‬ع ْن أَنَ ِ َ‬ ‫يث قَـتَ َ‬ ‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫ت هبِِ َما‪.‬‬ ‫س ا ْحلَ ِري ِر حلِِ هك ٍة َكانَ ْ‬ ‫ف‪ ،‬والزبري بن العوام رضي هللا تعاىل عنهما ِيف لُْب ِ‬ ‫لِعب ِد ال هر ْْح ِن ب ِن َعو ٍ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َْ‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ش َك َوا الْ َق ْم َل إِ َىل النِ ِّ‬ ‫الزبـ ْيـر بْن الْع هو ِام ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫هب‬ ‫ض َي ه‬ ‫َوِيف ِرَوايَة‪ :‬أَ هن َع ْب َد ال هر ْْحَ ِن بْ َن َع ْوف‪َ ،‬و ُّ َ َ َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫ص ا ْحلَ ِري ِر‪َ ،‬وَرأَيْـتُهُ َعلَْي ِه َما « «‪. »2‬‬ ‫هص َهلَُما ِيف قُ ُم ِ‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف غَ َزاة َهلَُما‪ ،‬فَـ َرخ َ‬ ‫َ‬
‫يث يَـتَـ َعله ُق بِ ِه أمران‪ :‬أحدُها‪ :‬فقهي‪ ،‬واآلخر طب‪.‬‬ ‫َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي‪ .‬ويف سنده عباد بن منصور وهو ضعيف‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف اجلهاد ومسلم يف اللباس‬

‫(‪)59/7‬‬

‫س ِاء ُمطْلَ ًقا‪َ ،‬وََتْ ِرميُهُ َعلَى‬ ‫ِِ‬ ‫صلهى ه ِ ه ِ‬


‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم إ َاب َحةُ ا ْحلَ ِري ِر للنّ َ‬
‫فَأَهما ال ِْف ْق ِه ُّي‪ :‬فَاله ِذي استَـ َق هر ْ ِ‬
‫ت َعلَْيه ُسنـهتُهُ َ‬ ‫ْ‬
‫اجةُ إِ هما ِم ْن ِش هدةِ الْبَـ ْرِد‪َ ،‬وَال َِجي ُد غَْيـ َرهُ‪ ،‬أ َْو َال َِجي ُد ُس ْتـ َرةً ِس َواهُ‪.‬‬ ‫ال إِهال ِحلاج ٍة وم ْ ٍ ِ ٍ‬
‫صلَ َحة َراج َحة‪ ،‬فَا ْحلَ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫الر َج ِ‬
‫ِّ‬
‫يح‪.‬‬ ‫يث أنس َه َذا ال ه ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وا ْحلِ هك ِة‪َ ،‬وَكثْـ َرةِ الْ َق ْم ِل َك َما َد هل َعلَْي ِه َح ِد ُ‬‫ب‪َ ،‬وال َْم َر ِ‬ ‫ْجر ِ‬ ‫وِم ْنـها‪ :‬لِب ِ‬
‫صح ُ‬ ‫اسهُ لل َ َ‬
‫َ َ َ ُ‬
‫َصل َع َدم الته ْخ ِ‬ ‫اإلم ِام أْحد‪ ،‬وأَص ُّح قَـو َِِل ال ه ِ ِ ِ‬
‫صةُ‬
‫الر ْخ َ‬
‫يص‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ص ِ‬ ‫شافع ِّي‪ ،‬إِذ ْاأل ْ ُ ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ني َع ِن ِْ َ‬ ‫الرَوايَـتَـ ْ ِ‬
‫ص هح ّ‬ ‫َوا ْجلََو ُاز‪ :‬أَ َ‬
‫ض ْاألُهم ِة لِمعىن تـع هدت إِ َىل ُك ِل من و ِجد فِ ِيه َذلِك الْمعىن‪ ،‬إِ ِذ ا ْحل ْكم يـعم بِعم ِ‬
‫وم‬ ‫ُ ُ َ ُ ُّ ُ ُ‬ ‫َ ََْ‬ ‫ّ َْ ُ َ‬ ‫َ ْ ً ََ ْ‬ ‫ت ِيف َح ِّق بَـ ْع ِ‬ ‫إِ َذا ثَـبَـتَ ْ‬
‫َسبَبِ ِه‪.‬‬
‫ف‬ ‫الر ْخص ِة ُْحيتمل ا ْختِصاصها بِعب ِد ال هر ْْح ِن ب ِن َعو ٍ‬ ‫يث التهح ِر ِمي َعا همةٌ‪ ،‬وأَح ِ‬ ‫ال‪ :‬أ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ ْ‬ ‫َ ُ َ َْ‬ ‫يث ُّ َ َ َ ُ‬ ‫اد ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َحاد ُ ْ‬ ‫َوَم ْن َمنَ َع م ْنهُ‪ ،‬قَ َ َ‬
‫وم أ َْو َىل‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬ ‫ان‪َ ،‬كان ْاألَخ ُذ ِابلْعم ِ‬ ‫احتُ ِمل ْاأل َْمر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض‬‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫َ ْ ُُ‬ ‫والزبري‪َ ،‬و ُْحيتَ َم ُل تَـ َع ّد َيها إ َىل غَ ِْريُهَا‪َ .‬وإذَا ْ َ َ‬
‫صةُ ِم ْن بَـ ْع ِد ُِهَا‪ ،‬أ َْم َال؟‬‫الر ْخ َ‬
‫ت ُّ‬ ‫يث‪ :‬فَ َال أَ ْد ِري أَبْـلَغَ ِ‬ ‫الرواةِ ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َ‬
‫اق‬ ‫يص‪ ،‬و َع َدِم إِ ْحل ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ص ِّر ْح ِابلته ْخص ِ َ‬ ‫ك َما ََلْ يُ َ‬ ‫ش ْر ِع ِيف ذَلِ َ‬ ‫اب ال ه‬‫ف ِخطَ ِ‬ ‫ص ِة‪ ،‬فَِإنههُ عُ ْر ُ‬ ‫الر ْخ َ‬
‫وم ُّ‬ ‫يح‪ :‬عُ ُم ُ‬ ‫صح ُ‬
‫وال ه ِ‬
‫َ‬
‫َح ٍد‬‫ي َع ْن أ َ‬ ‫يك َولَ ْن ََتْ ِز َ‬ ‫هص لَهُ أَ هوًال بِ ِه‪َ ،‬ك َق ْولِ ِه ِألَِيب بُـ ْر َد َة ِيف تَ ْ‬
‫ض ِحيَتِ ِه ِاب ْجلَ َذ َع ِة ِم َن ال َْم ْع ِز‪ََ « :‬تْ ِز َ‬ ‫غَ ِْري َم ْن َرخ َ‬
‫ك ِمن ُد ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف نِ َك ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ون‬ ‫صةً لَ َ ْ‬ ‫س َها لَهُ‪ :‬خال َ‬ ‫ت نَـ ْف َ‬ ‫اح َم ْن َو َهبَ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫بَـ ْع َد َك» َوَك َق ْوله تَـ َع َاىل لنَبِيِّه َ‬
‫ِ‬
‫ني «‪»7‬‬ ‫ال ُْم ْؤمنِ َ‬
‫اج َح ِة‪َ ،‬و َه ِذهِ قَا ِع َدةُ َما‬ ‫صلَح ِة ال هر ِ‬ ‫وََتْ ِرميُ ا ْحل ِري ِر‪ :‬إِ همنَا َكا َن س ًّدا لِل هذ ِريع ِة‪ ،‬وِهلََذا أُبِيح لِلنِّس ِاء‪ ،‬ولِلْح ِ‬
‫اجة‪َ ،‬وال َْم ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ح ِرم لِس ِّد ال هذرائِ ِع‪ ،‬فَِإنههُ يـباح ِع ْن َد ا ْحلاج ِة والْم ْ ِ ِ ِ‬
‫صلَ َحة ال هراج َحة‪َ ،‬ك َما َح ُرَم النهظَُر َس ًّدا ل َذ ِر َيعة الْف ْع ِل‪َ ،‬وأُب َ‬
‫يح‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُّ َ‬
‫هه ِي َس ًّدا لِ َذ ِر َيع ِة‬ ‫ص َالةِ ِيف أَوقَ ِ‬ ‫صلَحةُ ال هر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات النـ ْ‬ ‫ْ‬ ‫اج َحةُ‪َ ،‬وَك َما َح ُرَم التهـنَـ ُّف ُل ِابل ه‬ ‫اجةُ َوال َْم ْ َ‬ ‫م ْنهُ َما تَ ْدعُو إِلَْيه ا ْحلَ َ‬
‫ض ِل َس ًّدا لِ َذ ِر َيع ِة ِرَاب‬ ‫اج َح ِة‪َ ،‬وَك َما َح ُرَم ِرَاب الْ َف ْ‬ ‫صلَح ِة ال هر ِ‬
‫ت لل َْم ْ َ‬
‫س‪ ،‬وأُبِيح ْ ِ‬
‫ش ْم ِ َ َ‬ ‫اد ال ه‬‫الصوِريِ ِة بِعبه ِ‬
‫شابَـ َهة ُّ ّ ُ‬
‫الْم َ ِ‬
‫ُ‬
‫يما َِحي ُّل َوَْحي ُرُم ِم ْن لِبَ ِ‬
‫اس‬ ‫ِ‬ ‫هسيئَ ِة‪ ،‬وأُبِيح ِم ْنه ما تَ ْدعو إِلَي ِه ا ْحل ِ‬
‫اجةُ م َن ال َْع َر َااي «‪َ ، »2‬وقَ ْد أَ ْشبَـ ْعنَا الْ َك َال َم ف َ‬ ‫َ َ َُ ُ ْ ََ‬
‫الن ِ‬
‫هحبِريُ لِ َما َِحي ُّل وحيرم من لباس احلرير» ‪.‬‬ ‫اب «الت ْ‬ ‫ا ْحلَ ِري ِر ِيف كِتَ ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األحزاب‪.-51 -‬‬
‫(‪ )2‬العرااي‪َ :‬جع عرية بوزن مضيّة‪ ،‬وهي النخلة اليت يعطيها صاحبها لفقري لينتفع بثمرهتا إىل سنة‪،‬‬
‫فتدفعه احلاجة إىل أن َخذ بثمرهتا َترا قبل أن َترز َثرهتا فال يضر الفضل حينئذ‪.‬‬

‫(‪)59/7‬‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ك يُـ َع ُّد ِيف ْاألَ ْد ِويَِة ا ْحلَيَـ َوانِيه ِة‪،‬‬ ‫ان‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫هخ َذةِ ِمن ا ْحليـو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪ :‬فَـ ُه َو أَ هن ا ْحلَ ِر َير م َن ْاألَ ْد ِويَة ال ُْمت َ َ ََ َ‬ ‫َوأَ هما ْاأل َْم ُر ال ِطُِّّّ‬
‫اصيهتِ ِه تَـ ْق ِويَةُ الْ َقل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل ال َْم ْوق ِع‪َ ،‬وم ْن َخ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪َ ،‬وتَـ ْف ِرحيُهُ‪َ ،‬والنهـ ْف ُع‬ ‫ألَ هن َخمَْر َجهُ م َن ا ْحلَيَـ َوان‪َ ،‬و ُه َو َكثريُ ال َْمنَاف ِع‪َ ،‬جل ُ‬
‫ص ِر إِ َذا ا ْكتُ ِح َل بِ ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اض ِه‪ ،‬وِمن غَلَب ِة ال ِْم هرةِ ال ه ِ‬ ‫ِمن َكثِ ٍري ِمن أ َْمر ِ‬
‫س ْو َداء‪َ ،‬و ْاألَ ْد َواء ا ْحلَادثَة َع ْنـ َها؛ َو ُه َو ُم َق ٍّو للْبَ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ْ‬
‫ْب فِ َيها‪:‬‬ ‫ار ايبِس ِيف ال هدرج ِة ْاأل َ ِ‬ ‫صنَ َ ِ ِ‬ ‫اخلَام ِم ْنهُ‪ -‬و ُهو الْمستَـ ْعمل ِيف ِ‬
‫ار َرط ٌ‬ ‫يل‪َ :‬ح ٌّ‬ ‫ُوىل‪َ .‬وق َ‬ ‫ََ‬ ‫ب‪َ -‬ح ٌّ َ ٌ‬ ‫اعة الطّ ِّ‬ ‫َ َ ُْ َُ‬ ‫َو ْ ُ‬
‫س ِّخنًا لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬وُرهمبَا بَـ ُر َد الْبَ َد ُن‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ُِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس َكا َن ُم ْعتَد َل ا ْحلََر َارة ِيف م َزاجه‪ُ ،‬م َ‬ ‫يل‪ُ :‬م ْعتَد ٌل‪َ .‬وإِ َذا اخت َذ م ْنهُ َملْبُ ٌ‬ ‫َوق َ‬
‫بِتَ ْس ِمينِ ِه إِ هايهُ‪.‬‬
‫اس َخ ِش ٍن‪ ،‬فَِإنههُ يُـ ْه ِز ُل‪،‬‬ ‫هان‪َ ،‬وأَبْـ َر ُد ِم َن الْ ُقطْ ِن‪ ،‬يُـ َرِّيب الله ْح َم‪َ ،‬وُك ُّل لِبَ ٍ‬ ‫َس َخن ِمن الْ َكت ِ‬
‫س ُم أ ْ ُ َ‬ ‫ي ‪ِْ :‬‬
‫اإلبْـ َريْ َ‬ ‫ال ال هرا ِز ُّ‬ ‫قَ َ‬
‫س‪.‬‬ ‫ش َرةَ َوِابل َْع ْك ِ‬ ‫ب الْبَ َ‬ ‫وي ِ‬
‫صل ُ‬ ‫َُ ْ‬
‫س ِّخنُهُ‬ ‫ِ‬
‫س ّخنُهُ‪َ ،‬وق ْس ٌم َال يُ َ‬
‫ْت‪ :‬والْم َالبِس ثََالثَةُ أَقْس ٍام‪ :‬قِسم يس ِّخن الْب َد َن وي َدفِّئُهُ‪ ،‬وقِسم ي َدفِّئُهُ وَال ي ِ‬
‫َ ٌْ ُ َ َُ‬ ‫ْ ٌ ُ َ ُ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫قُـل ُ َ َ ُ‬
‫س ْاأل َْوَاب ِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫اك ما يس ِّخنُهُ وَال ي َدفِّئُهُ‪ ،‬إِ ْذ ما ي ِ‬ ‫ِ‬
‫س ّخنُهُ فَـ ُه َو أ َْو َىل بتَ ْدفئَته‪ ،‬فَ َم َالب ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫س ُهنَ َ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َوَال يُ َدفّئُهُ‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫واألصواف تسخن وتدىفء‪ ،‬ومالبس الكتان واحلرير والقطن تدىفء وَال تُس ِّخن‪ ،‬فَثِياب الْ َكت ِ‬
‫هان َاب ِر َدةٌ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬
‫ْني ِم َن الْ ُقطْ ِن َوأَقَ ُّل‬ ‫اب ا ْحلَ ِري ِر أَل َُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب الْ ُقطْ ِن ُم ْعتَدلَةُ ا ْحلََر َارة‪َ ،‬وثيَ ُ‬
‫ِ‬
‫سةٌ‪َ ،‬وثيَ ُ‬ ‫وف َح ِ‬
‫ارةٌ َايب َ‬
‫َ‬
‫الص ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ِ‬
‫سةٌ‪َ ،‬وثيَ ُ‬ ‫ِ‬
‫َايب َ‬
‫َح َر َارًة ِم ْنهُ‪.‬‬
‫يل‪ ،‬فَِإنههُ أَقَ ُّل‬ ‫ص ِق ٍ‬ ‫س ِّخ ُن َكالْ ُقطْ ِن‪ ،‬بَ ْل ُه َو ُم ْعتَ ِد ٌل‪َ ،‬وُك ُّل لِبَ ٍ‬ ‫ب «ال ِْم ْنـ َه ِ‬ ‫ال ِ‬
‫س َ‬ ‫اس أ َْملَ َ‬ ‫سهُ َال يُ َ‬ ‫اج» ‪َ :‬ولُْب ُ‬ ‫صاح ُ‬ ‫قَ َ َ‬
‫ف‪َ ،‬وِيف الْبِ َال ِد ا ْحلَا هرةِ‪.‬‬ ‫ص ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س ِيف ال ه‬ ‫َح َرى أَ ْن يُـلْبَ َ‬ ‫إِ ْس َخ ًاان للْبَ َدن‪َ ،‬وأَقَ ُّل َع ْوًان ِيف ََتَلُّ ٍل َما يَـتَ َحله ُل م ْنهُ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ت َانفِ َعةً‬ ‫ار ْ‬‫صَ‬ ‫ني ِيف غَ ِْريَها‪َ ،‬‬ ‫شونَِة الْ َكائِنَـ ْ ِ‬ ‫س َو ْ‬
‫اخلُ ُ‬ ‫س فِ َيها َش ْيءٌ ِم َن الْيُـ ْب ِ‬ ‫ك‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫اب ا ْحلَ ِري ِر َك َذلِ َ‬ ‫ولَ هما َكانَ ْ ِ‬
‫ت ثيَ ُ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫هص َر ُس ُ‬ ‫ك َرخ َ‬ ‫شونٍَة‪ ،‬فَلِ َذلِ َ‬
‫س َو ُخ ُ‬ ‫ِم َن ا ْحلِ هك ِة‪ ،‬إِ ِذ ا ْحلِ هكةُ َال تَ ُكو ُن إِهال َع ْن َح َر َارةٍ َويُـ ْب ٍ‬
‫اب ا ْحلَ ِري ِر أَبْـ َع ُد َع ْن تَـ َولُّ ِد الْ َق ْم ِل فِ َيها‪ ،‬إِ ْذ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو َسله َم للزبري وعبد الرْحن ِيف لِبَ ِ‬
‫اس ا ْحلَ ِري ِر ل ُم َد َاواة ا ْحل هكة‪َ ،‬وثيَ ُ‬
‫اج َما يَـتَـ َوله ُد منه القمل‪.‬‬ ‫اج َها ُخمَالًِفا لِ ِم َز ِ‬ ‫ِ‬
‫َكا َن م َز ُ‬
‫اب‪َ ،‬وَْْن ِو َها‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫ب َوالتـُّر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وأما القسم الذي ال يدىفء وَال يس ِّخن‪ ،‬فَالْمت َ ِ‬
‫شِ َ‬ ‫اخلَ َ‬ ‫اص‪َ ،‬و ْ‬ ‫ص ِ‬ ‫هخ ُذ م َن ا ْحلَديد َوال هر َ‬ ‫َ َُ ُ ُ‬
‫اس ا ْحلَ ِري ِر أَ ْع َد َل اللِّبَ ِ‬
‫اس َوأ َْوفَـ َقهُ‬
‫ِ‬
‫يل‪ :‬فَإذَا َكا َن لبَ ُ‬
‫قِ ِ‬
‫َ‬
‫(‪)11/7‬‬

‫اخلَبَائِ َ‬ ‫ات‪ ،‬وح هرم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِلْبُ ْد ِن‪ ،‬فَلِ َماذَا َح هرَم ْتهُ ال ه‬
‫ث؟‬ ‫ت ْ‬ ‫ش ِر َيعةُ الْ َكاملَةُ الْ َفاضلَةُ الهِيت أ ََاب َحت الطهيِّبَ َ َ َ‬
‫يل لِ َما‬ ‫هعلِ ِ‬
‫اب‪ ،‬فَ ُم ْن ِك ُرو ا ْحلُ ْك ِم َوالتـ ْ‬ ‫ني ِِبَ َو ٍ‬ ‫ِ‬
‫ف ال ُْم ْسل ِم َ‬ ‫ال ُِجييب َع ْنهُ ُك ُّل طَائَِف ٍة ِم ْن طَوائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الس َؤ ُ ُ‬ ‫يل‪َ :‬ه َذا ُّ‬ ‫ق َ‬
‫الس َؤ ِال‪.‬‬ ‫اجوا إِ َىل َج َو ٍ‬ ‫يل ِمن أ ِ‬ ‫اع َدةُ التـ ِ‬‫ت قَ ِ‬ ‫ُرفِ َع ْ‬
‫اب َع ْن َه َذا ُّ‬ ‫هعل ِ ْ ْ‬
‫َصل َها ََلْ َْحيتَ ُ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هعلِ ِ‬
‫وس‬
‫َب النُّـ ُف ُ‬ ‫صِ َ‬ ‫يب َع ْن َه َذا ِأبَ هن ال ه‬
‫ش ِر َيعةَ َح هرَم ْتهُ لتَ ْ‬ ‫ِ‬
‫يل َوا ْحلُ ْك ِم‪َ -‬و ُه ُم ْاألَ ْكثَـ ُرو َن‪ -‬م ْنـ ُه ْم َم ْن ُجي ُ‬ ‫َوُمثْبِتُو التـ ْ‬
‫ض َع ْنهُ بِغَ ِْريهِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اب َعلَى ذَلِ َ‬ ‫ِِ‬
‫ك َال ِسيِّ َما َوَهلَا ع َو ٌ‬ ‫َع ْنهُ‪َ ،‬وتَـ ْتـ ُرَكهُ هَّلل‪ ،‬فَـتُـثَ ُ‬
‫الر َجا ِل لِ َما فِ ِيه ِم ْن‬ ‫ب‪ ،‬فَ َح ُرَم َعلَى ِّ‬ ‫س ِاء‪َ ،‬كا ْحلِلْيَ ِة ِابل هذ َه ِ‬ ‫وِم ْنـ ُهم من ُِجييب َع ْنهُ ِأبَنههُ ُخلِ َق ِيف ْاأل ْ ِ ِ‬
‫َص ِل للنّ َ‬ ‫َ ْ َْ ُ‬
‫ب‪َ .‬وِم ْنـ ُه ْم َم ْن‬ ‫اخلُيَ َال ِء َوالْعُ ْج ِ‬
‫ال‪َ :‬ح ُرَم لِ َما يُوِرثُهُ ِم َن الْ َف ْخ ِر َو ْ‬ ‫س ِاء‪َ ،‬وِم ْنـ ُه ْم َم ْن قَ َ‬ ‫شبُّ ِه ِ ِ ِ ِ‬
‫الر َجال ابلنّ َ‬ ‫َم ْف َس َدة تَ َ ّ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ش َه َام ِة َو ُّ ِ ِ‬ ‫ُّث‪ ،‬و ِ‬ ‫ال‪ :‬حرم لِما يوِرثُهُ ِمبَُالمستِ ِه لِلْب َد ِن ِمن ْاألُنُوثَِة والت َ ِ‬
‫ب‬
‫سهُ يُ ْكس ُ‬ ‫الر ُجولَة‪ ،‬فَإ هن لُْب َ‬ ‫ض ُّد ال ه‬ ‫هخن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫قَ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫هخن ِ‬
‫ُّث‬ ‫سهُ ِيف ْاألَ ْكثَ ِر إِهال َو َعلَى َمشَائِلِ ِه ِم َن الت َ‬ ‫ث‪ ،‬وِهلََذا َال تَ َك ُ ِ‬
‫اد ََت ُد َم ْن يَـلْبَ ُ‬
‫ات ِْ ِ‬
‫اإل َان َ‬
‫ص َف ِ‬ ‫ص َفةً ِمن ِ‬
‫ْ‬
‫الْ َقلْب ِ‬
‫َ‬
‫هاس َوأَ ْكثَ ِرِه ْم فُ ُحولِيهةً َوُر ُجولِيهةً‪ ،‬فَ َال بُ هد أَ ْن‬ ‫ث‪َ ،‬وال هر َخ َاوةِ َما َال َخيَْفى‪َ ،‬ح هىت لَ ْو َكا َن ِم ْن أَ ْش َه ِم الن ِ‬ ‫والتهأَنُّ ِ‬
‫َ‬
‫شار ِِع‬ ‫سلِّ ْم لِل ه‬ ‫ت َع ْن فَـ ْه ِم َه َذا‪ ،‬فَـلْيُ َ‬ ‫ت ِطبَاعُهُ َوَكثُـ َف ْ‬ ‫س ا ْحلَ ِري ِر ِم ْنـ َها‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يُ ْذ ِه ْبـ َها‪َ ،‬وَم ْن غَلُظَ ْ‬
‫صهُ لُْب ُ‬
‫ِ‬
‫يُـ ْنق َ‬
‫ص َف ِ‬ ‫شأُ َعلَْي ِه ِمن ِ‬ ‫ب لِ َما يَـ ْن َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات أ َْه ِل‬ ‫ْ‬ ‫صِ ه‬‫سهُ ال ه‬ ‫ِل أَ ْن يُـ ْلب َ‬ ‫ا ْحلَك ِيم‪َ ،‬وهلََذا َكا َن أ َ‬
‫َص ُّح الْ َق ْولَ ْني‪ :‬أَنههُ َْحي ُرُم َعلَى ال َْوِِّ‬
‫يث‪.‬‬ ‫التهأْنِ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫وقَ ْد روى الن ِ ِ ِ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هب َ‬ ‫ي‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫وسى ْاألَ ْش َع ِر ِّ‬‫هسائ ُّي م ْن َحديث أَِيب ُم َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ب‪َ ،‬و َح هرَمهُ َعلَى ذُ ُكوِرَها» ‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ‪:‬‬ ‫اَّلل أ ِ ِ‬
‫َح هل ِإل َانث أُهم ِيت ا ْحلَ ِر َير َوال هذ َه َ‬ ‫«إِ هن هَ َ‬
‫ُح هل ِِإل َانثِ ِه ْم» «‪. »7‬‬ ‫ب علَى ذُ ُكوِر أُهم ِيت‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫اس ا ْحلَ ِري ِر َوال هذ َه ِ َ‬ ‫« َح ُرَم لبَ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ْن لُْب ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫س ا ْحلَ ِري ِر‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫ي» َع ْن حذيفة قَ َ‬ ‫يح الْبُ َخا ِر ِّ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫الدنْـيَا‪ ،‬ولكم يف اآلخرة» «‪. »2‬‬ ‫ال‪ُ « :‬ه َو َهلُْم ِيف ُّ‬ ‫س َعلَْي ِه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫اج‪َ ،‬وأَ ْن ُْجيلَ َ‬‫َوال ِّديبَ ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه عبد الرزاق يف املصنف‪ .‬والنسائي يف الزينة والرتمذي يف اللباس وهو حديث صحيح‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف اللباس‬

‫(‪)17/7‬‬

‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف ِع َال ِج َذ ِ‬ ‫ِ‬


‫ب‬‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ال‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫روى الرتمذي ِيف «ج ِام ِع ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫يث َزيْ ِد بْ ِن أ َْرقَ َم‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫هب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ت» «‪. »7‬‬ ‫ب ِابلْ ُقس ِط الْب ْح ِر ِي وال هزيْ ِ‬ ‫«تَ َداووا ِمن ذَ ِ‬
‫ات ا ْجلَْن ِ‬
‫ْ َ َّ‬ ‫َْ ْ‬
‫ب ِيف‬ ‫احي ا ْجلَْن ِ‬ ‫ار يـع ِرض ِيف نَـو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ات ا ْجل ْن ِ ِ‬
‫ب ع ْن َد ْاألَطبهاء نَـ ْو َعان‪َ :‬حقيق ٌّي َوغَْيـ ُر َحقيق ٍّي‪ .‬فاحلقيقي‪ :‬وره َح ٌّ َ ْ ُ َ‬ ‫َوذَ ُ َ‬
‫ب َع ْن ِرَاي ٍح غَلِيظٍَة ُم ْؤِذيٍَة‬ ‫احي ا ْجلَْن ِ‬ ‫ض َال ِع‪ .‬وغَيـر ا ْحل ِق ِيق ِي‪ :‬أَََل ي ْشبِهه يـع ِرض ِيف نَـو ِ‬
‫َ ُْ َ ّ ٌ ُ ُ ُ َْ ُ َ‬ ‫ش ِاء ال ُْم ْستَـ ْب ِط ِن لِ ِْلَ ْ‬ ‫ال ِْغ َ‬
‫ب ا ْحلَِق ِيق ِّي‪ ،‬إِهال أَ هن ال َْو َج َع ِيف َه َذا ال ِْق ْس ِم‬ ‫ث وجعا قَ ِريبا ِمن وج ِع ذَ ِ‬
‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني ال ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َفاقَات‪ ،‬فَـتُ ْحد ُ َ َ ً ً ْ َ َ‬ ‫ََتْتَق ُن بَـ ْ َ‬
‫ِِ ِ‬
‫س‪.‬‬‫ممَْ ُدو ٌد‪َ ،‬وِيف ا ْحلَقيق ِّي َانخ ٌ‬
‫ض ِل الهِيت ِيف ال ه‬
‫ص ْد ِر‪َ ،‬و ْاألَ ْ‬ ‫ص َفاقَ ِ‬ ‫ض ِيف ا ْجلَْن ِ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ض َال ِع‪،‬‬ ‫ات‪َ ،‬وال َْع َ‬ ‫ب‪َ ،‬وال ه‬ ‫ون» ‪ :‬قَ ْد يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫قَ َ َ‬
‫اعا ِيف‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬‫صةً َوبِ ْر َس ًاما‪َ ،‬و َذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا أ َْو َج ً‬ ‫ب‪َ .‬وقَ ْد تَ ُكو ُن أَيْ ً‬ ‫س همى َش ْو َ‬ ‫َونَـ َواح َيها أ َْوَر ٌام ُم ْؤذيَةٌ ج ًّدا ُموج َعةٌ‪ ،‬تُ َ‬
‫ال‪:‬‬‫ت ِم ْن َوَرٍم‪َ ،‬ولَ ِك ْن ِم ْن ِرَاي ٍح غَلِيظٍَة‪ ،‬فَـيُظَ هن أَنهـ َها ِم ْن َه ِذهِ ال ِْعله ِة‪َ ،‬وَال تَ ُكو ُن ِم ْنـ َها‪ .‬قَ َ‬ ‫س ْ‬ ‫ضاء لَْي َ‬
‫ه ِذهِ ْاألَ ْع َ ِ‬
‫َ‬
‫ات اجلنب‬ ‫ان ْاألَََِل‪ِ ،‬ألَ هن م ْعىن ذَ ِ‬ ‫ب ا ْشتِ َقاقًا ِمن م َك ِ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬‫س همى َذ َ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ُك هل َو َج ٍع ِيف ا ْجلَْن ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ب قَ ْد يُ َ‬
‫ب إِلَْي ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب َكا َن نُس َ‬ ‫َي َسبَ ٍ‬ ‫ب أَََلٌ َع ْن أ ِّ‬ ‫ض ِيف ا ْجلَْن ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَِإذَا َع َر َ‬ ‫صاحبة اجلنب‪ ،‬والغرض به ها هنا َو َج ُع ا ْجلَْن ِ‬
‫اد بِ ِه ُك ُّل َم ْن بِ ِه‬ ‫ات ا ْجل ْن ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َصحاب ذَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫و َعلَْي ِه ُِ‬
‫يل‪ :‬ال ُْم َر ُ‬
‫ب يَـ ْنـتَفعُو َن اب ْحلَ َمام‪ .‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫ط ِيف قَـ ْوله‪ :‬إِ هن أ ْ َ َ‬ ‫ْح َل َك َال ُم بُـ ْق َرا َ‬ ‫َ‬
‫اع ٍة ِم ْن غَ ِْري َوَرٍم َوَال ُْحهى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اج‪ ،‬أ َْو م ْن أَ ْخ َال ٍط غَلِيظٍَة‪ ،‬أ َْو لَ هذ َ‬ ‫وء ِم َز ٍ‬‫ب‪ ،‬أَو وجع ِرئَ ٍة ِمن س ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َو َج ُع َج ْن ٍ ْ َ َ ُ‬
‫اح ٍد‬ ‫ك ورم ُك ِل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِيف لُغَ ِة الْيُ َ‬
‫وان ِن‪ ،‬فَـ ُه َو َوَرُم ا ْجلَْن ِ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬‫َطبه ِاء‪ :‬وأَ هما م ْعىن ذَ ِ‬ ‫ال بـعض ْاأل ِ‬
‫ار‪َ ،‬وَك َذل َ َ َ ُ ّ َ‬ ‫ب ا ْحلَ ُّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫قَ َ َ ْ ُ‬
‫ض ِو إِذَا َكا َن َوَرًما َح ًّ‬ ‫ب َوَرَم ذَلِ َ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫اطنَ ِة‪َ ،‬وإِ همنَا ُِمسّ َي ذَ َ‬ ‫ض ِاء الْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ارا فَـ َق ْط‪.‬‬ ‫ك الْعُ ْ‬ ‫م َن ْاألَ ْع َ َ‬
‫س‪،‬‬ ‫يق النَِّف ِ‬ ‫هاخس‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫اض‪َ :‬و ِه َي ا ْحلُ همى َو ُّ‬ ‫سةُ أَ ْع َر ٍ‬ ‫ات ا ْجل ْن ِ ِ ِ‬
‫ض ُ‬ ‫ال‪َ ،‬وال َْو َج ُع الن ُ َ‬ ‫الس َع ُ‬ ‫ب ا ْحلَقيق ِّي َمخْ َ‬ ‫َويَـل َْزُم َذ َ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫شا ِر ُّ‬ ‫ض ال ِْم ْن َ‬‫َوالنـ ْهب ُ‬
‫يح الْغَلِيظَِة‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫هاين الْ َكائِ ِن َع ِن ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫يث‪ ،‬لَْيس ُه َو ِهلََذا ال ِْق ْس ِم‪ ،‬لَ ِك ْن لِل ِْق ْس ِم الث ِ‬
‫َ‬
‫ود ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ج ال َْم ْو ُج ُ‬ ‫ِ‬
‫َوالْع َال ُ‬
‫ي على ما جاء‬ ‫ود ا ْهلِْن ِد ُّ‬
‫ي‪َ -‬و ُه َو الْعُ ُ‬ ‫ط الْبَ ْح ِر ه‬ ‫الْ ُق ْس َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي واإلمام أْحد واحلاكم يف الطب‪ .‬قال احلاكم‪ :‬صحيح وأقره الذهب‬

‫(‪)12/7‬‬

‫ك بِ ِه‬‫س هخ ِن‪َ ،‬و ُدلِ َ‬ ‫ف ِمن الْ ُقس ِط إِ َذا ُد هق َدقًّا َان ِعما‪ ،‬و ُخلِ َ ِ ِ‬ ‫يث أ َ ِ‬ ‫سرا ِيف أَح ِ‬
‫ط ابل هزيْت ال ُْم َ‬ ‫ً َ‬ ‫ُخ َر‪ -‬ص ْن ٌ َ ْ‬ ‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫ُم َف ه ً‬
‫ك‪َ ،‬انفِ ًعا لَهُ‪ُُ ،‬مَلِّ ًال لِ َمادهتِِه‪ُ ،‬م ْذ ِهبًا َهلَا‪ُ ،‬م َق ِّوًاي‬ ‫اء ُم َوافِ ًقا لِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ور‪ ،‬أ َْو لُع َق‪َ ،‬كا َن َد َو ً‬ ‫يح ال َْم ْذ ُك ُ‬ ‫َم َكا ُن ِّ‬
‫الر ِ‬
‫ور ِيف َمنَافِ ِع ِه َك َذلِ َ‬ ‫اطنَ ِة‪ُ ،‬م َفتِّ ًحا لِ ُّ‬‫ض ِاء الْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪..‬‬ ‫لس َد ِد‪َ ،‬والْعُ ُ‬
‫ود ال َْم ْذ ُك ُ‬ ‫ل ِْلَ ْع َ َ‬
‫اطنَةَ‪َ ،‬ويَط ُْر ُد ِّ‬ ‫ضاء الْب ِ‬ ‫ار ايبِس‪ ،‬قَابِ ٌ ِ‬
‫يح‪،‬‬‫الر َ‬ ‫ْن‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاألَ ْع َ َ َ‬ ‫س الْبَط َ‬ ‫ض َْحيب ُ‬ ‫ود‪َ :‬ح ٌّ َ ٌ‬ ‫ال املسبحي «‪ : »7‬الْعُ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫وز‬
‫ال‪َ :‬وَجيُ ُ‬ ‫ور َجيِّ ٌد لِل ِّد َم ِاغ‪ .‬قَ َ‬ ‫الرطُوبَِة‪َ ،‬والْعُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫الس َد َد‪َ ،‬انفِ ٌع ِمن ذَ ِ‬
‫ود ال َْم ْذ ُك ُ‬ ‫ض َل ُّ‬ ‫ب فَ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫ْ‬ ‫َويَـ ْفتَ ُح ُّ‬
‫ضا إِذَا َكا َن ح ُدوثُـ َها َعن مادهةٍ بـلْغَ ِميِّ ٍة َال ِسيِّما ِيف وق ِ‬ ‫ب ا ْحلَِق ِيقيه ِة أَيْ ً‬ ‫ط ِمن ذَ ِ‬
‫ات ا ْجلَْن ِ‬
‫ْت‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫أَ ْن يَـ ْنـ َف َع الْ ُق ْس ُ ْ‬
‫اط ال ِْعله ِة‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫اْنطَ ِ‬ ‫ِْ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ت‪ :‬بَ َدأَ َر ُس ُ‬ ‫يح‪َ :‬ع ْن أم سلمة‪ ،‬أَنهـ َها قَالَ ْ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫يث ال ه‬ ‫اخلَ ِطرةِ؛ وِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫اض ْ َ َ َ‬ ‫ب‪ِ :‬م َن ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬
‫َوذَ ُ‬
‫هاس‪َ ،‬وَكا َن ُكله َما‬ ‫صلهى ِابلن ِ‬ ‫ت ميمونة‪ ،‬وَكا َن ُكلهما َخ ه ِ‬ ‫ض ِه ِيف بـ ْي ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِمبَر ِ‬
‫ج َو َ‬ ‫ف َعلَْيه‪َ ،‬خ َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫َ‬
‫هاس» ‪َ ،‬وا ْشتَ هد َش ْك َواهُ َح هىت غُ ِم َر َعلَْي ِه ِم ْن ِش هدةِ ال َْو َج ِع‪،‬‬ ‫ص ِّل ِابلن ِ‬ ‫ال‪ُ « :‬م ُروا أاب بكر فَـلْيُ َ‬ ‫َو َج َد ثَِق ًال قَ َ‬
‫ش َاوُروا ِيف لَ ِّدهِ‪،‬‬ ‫سا ُؤهُ‪َ ،‬و َع ُّمهُ العباس‪ ،‬وأم الفضل بنت احلارث وأمساء بنت عميس‪ ،‬فَـتَ َ‬ ‫فَ ْ ِ ِ‬
‫اجتَ َم َع ع ْن َدهُ ن َ‬
‫ِ‬
‫ال‪َ « :‬م ْن فَـ َع َل ِيب َه َذا‪َ ،‬ه َذا م ْن َع َم ِل نساء جئن من ها هنا‪َ ،‬وأَ َش َ‬
‫ار‬ ‫ور‪ ،‬فَـلَ هما أَفَا َق قَ َ‬ ‫فَـلَ ُّدوهُ َو ُه َو َم ْغ ُم ٌ‬
‫َمسَاءُ لَ هد َاتهُ‪ ،‬فَـ َقالُوا‪:‬‬‫ت أم سلمة َوأ ْ‬ ‫ش ِة‪َ ،‬وَكانَ ْ‬ ‫ض ا ْحلَبَ َ‬‫بِيَ ِدهِ إِ َىل أ َْر ِ‬
‫ال‪« :‬فَبِ َم لَ َد ْد َُتُ ِوين» ؟ قَالُوا‪:‬‬ ‫ب‪ .‬قَ َ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬‫ك ذَ ُ‬ ‫اَّلل! َخ ِشينَا أَ ْن يَ ُكو َن بِ َ‬‫ول هِ‬ ‫َاي َر ُس َ‬
‫ك ال هد ِاء» ‪ ،‬مُه‬ ‫اَّللُ لِيَـ ْق ِذفَِِن بِ َذلِ َ‬
‫ال‪َ « :‬ما َكا َن ه‬ ‫ت‪ .‬فَـ َق َ‬ ‫ات ِمن َزيْ ٍ‬
‫ْ‬
‫س‪ ،‬وقَطَر ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫ي‪َ ،‬و َش ْيء م ْن َوْر ٍ َ َ‬
‫ِ ِِ‬
‫ِابلْعُود ا ْهل ْند ِّ‬
‫َح ٌد إِهال لُ هد إِهال َع ِّمي العباس» «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫ت عليكم أاليبقى ِيف الْبَـ ْيت أ َ‬ ‫ال‪َ « :‬ع َزْم ُ‬ ‫قَ َ‬
‫صلهى هللا عليه وسلم‪،‬‬ ‫ول هِ‬ ‫ني» َعن عائشة ر ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت‪ :‬لَ َد ْد َان َر ُس َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫َ‬ ‫يح ْ ِ ْ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫يض لِل هد َو ِاء‪ ،‬فَـلَ هما أَفَا َق قَ َ‬
‫ال‪« :‬أَََلْ أَنْـ َه ُك ْم أَ ْن تَـلُ ُّد ِوين‪َ ،‬ال يَـ ْبـ َقى‬ ‫فأشار أالتل ّدوين‪ ،‬فَـ ُقلْنَا‪َ :‬ك َر ِاهيَةَ ال َْم ِر ِ‬
‫َح ٌد إِهال لُ هد غَْيـ َر َع ِّمي العباس‪ ،‬فَِإنههُ َل يشهدكم» ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن ُك ْم أ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن سعد من طريق الواقدي وهو ضعيف‪ .‬وأخرجه بنحوه عبد الرزاق يف «املصنف» من‬
‫حديث أمساء بنت عميس‪ ،‬وإسناده صحيح‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف اللباس‪.‬‬

‫(‪)13/7‬‬

‫َح ِد ِش هق ِي الْ َف ِم‪ ،‬أ ُِخ َذ ِم ْن لَ ِدي َد ِي ال َْو ِادي‪،‬‬


‫سا ُن ِيف أ َ‬ ‫ود‪َ :‬ما يُ ْس َقى ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫ال أبو عبيد عن األصمعي‪ :‬اللُّ ُد ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ور‪ :‬فَـ ُه َو ِيف َو َس ِط الْ َف ِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو ُُهَا َجانبَاهُ‪َ .‬وأَ هما ال َْو ُج ُ‬
‫ط‪َ :‬ما أُ ْد ِخ َل ِم ْن أَنْ ِف ِه‪.‬‬ ‫ود‪ِ -‬ابلْ َف ْت ِح‪ُ - :‬ه َو ال هد َواءُ اله ِذي يُـلَ ُّد بِ ِه‪َ .‬وال ه‬
‫سعُو ُ‬ ‫ْت‪َ :‬والله ُد ُ‬ ‫قُـل ُ‬
‫يث ِمن ال ِْف ْق ِه معاقَـبةُ ا ْجل ِاين ِمبِثْ ِل ما فَـعل سواء‪ ،‬إِ َذا ََل ي ُكن فِعلُه ُُمَ هرما ِحل ِّق هِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬و َه َذا ُه َو‬ ‫وِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َْ ْ ْ ُ ً َ‬ ‫َ َ َ ََ ٌ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫وص أْحد‪َ ،‬و ُه َو ََثبِ ٌ‬ ‫شر َدلِ ًيال قَ ْد ذَ َكرَان َها ِيف مو ِ‬ ‫اب ال َْم ْقطُوعُ بِ ِه لِبِ ْ‬
‫ص ُ‬ ‫آخ َر‪َ ،‬و ُه َو َم ْن ُ‬
‫ض ٍع َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ض َعةَ َع َ َ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫ال ه‬
‫اص ِيف اللهطْم ِة والضهرب ِة‪ ،‬وفِيها ِع هدةُ أَح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع ِن ْ ِ ِ ِ‬
‫ض َهلَا‬ ‫يث َال ُم َعا ِر َ‬‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ين‪َ ،‬وتَـ ْر ََجَةُ ال َْم ْسأَلَة ِابلْق َ‬
‫اخلُلَ َفاء ال هراشد َ‬
‫ني القول هبا‪.‬‬ ‫الْبَـتهةَ‪ ،‬فَـيَـتَـ َع ه ُ‬

‫ش ِقي َق ِة‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ُّ‬


‫الص َد ِاع َوال ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ف‬‫ع‪ ،‬غَله َ‬ ‫ص ِد َ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن إِذَا ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اج ْه ِيف « ُسنَنه» َحديثًا ِيف ص هحته نَظٌَر‪ :‬أَ هن النِ ه َ‬ ‫َرَوى ابْ ُن َم َ‬
‫الص َد ِاع» «‪. »7‬‬ ‫ول‪« :‬إِنههُ َانفِ ٌع إبذن ِم َن ُّ‬ ‫هاء‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬‫رأْسه ِاب ْحلِن ِ‬
‫َ َُ‬
‫س همى َش ِقي َقةً‪َ ،‬وإِ ْن‬ ‫س َال ِزًما يُ َ‬‫َح ِد ِش هق ِي ال هرأْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َج َز ِاء ال هرأْ ِ‬
‫س أ َْو ُكلّه‪ ،‬فَ َما َكا َن م ْنهُ ِيف أ َ‬ ‫ضأْ‬ ‫الص َداعُ‪ :‬أَََلٌ ِيف بَـ ْع ِ‬‫َو ُّ‬
‫س ُكلِّ ِه‪َ ،‬وُرهمبَا‬ ‫ود ًة تَ ْشبِيها بِبـي َ ِ ِ‬
‫الس َال ِح الهِيت تَ ْشتَ ِم ُل َعلَى ال هرأْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫ضة ّ‬ ‫ً َْ‬ ‫ضةً َو ُخ َ‬
‫س همى بَـ ْي َ‬‫َكا َن َشام ًال جلَميعه َال ِزًما‪ ،‬يُ َ‬
‫س أ َْو ِيف ُم َق هد ِم ِه‪.‬‬ ‫َكا َن ِيف ُم َؤ هخ ِر ال هرأْ ِ‬
‫ِِِ‬ ‫س‪ ،‬و ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫احت َما ُؤهُ ل َما َد َار فيه م َن الْبُ َخا ِر يَطْلُ ُ‬
‫ب‬ ‫الصدع ُس ُخونَةُ ال هرأْ ِ َ ْ‬ ‫َسبَابُهُ ُخمْتَل َفةٌ‪َ .‬و َحقي َقةُ ّ‬ ‫ريةٌ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َوأَنْـ َواعُهُ َكث َ‬
‫ب النُّـ ُفوذَ‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َدعُ ال َْو ْع ُي «‪ »2‬إِذَا َْح َي َما فيه َوطَلَ َ‬ ‫ص َدعُهُ َك َما يَ ْ‬‫س‪ ،‬فَ َال َِجي ُد َم ْنـ َف ًذا‪ ،‬فَـيَ ْ‬ ‫النُّـ ُفوذَ ِم َن ال هرأْ ِ‬
‫ْب إذا ْحي‪ ،‬طلب مكاان‬ ‫فَ ُك ُّل َشي ٍء َرط ٍ‬
‫ْ‬
‫__________‬
‫هاء» وأخرج‬‫ِ‬ ‫(‪ )7‬احلديث الذي يف سنن ابن ماجه «كان ال يصيبه قُـ ْر َحةٌ َوَال َش ْوَكةٌ إِهال َو َ‬
‫ض َع َعلَْيـ َها ا ْحلن َ‬
‫ابن السِن يف الطب وأبو نعيم يف الطب أيضا عن أيب هريرة «كان إذا نزل عليه الوحي صدع فيلف‬
‫رأسه ابحلناء‪.‬‬
‫(‪ )2‬الوعي‪ :‬القح وامل ّدة‪ -‬انظر القاموس احمليط‪ -‬و «امل ّدة ابلكسر‪ :‬القيح‪.‬‬

‫(‪)14/7‬‬

‫ث َال ميُْ ِكنُهُ التهـ َف ِّ‬ ‫س ُكلِّ ِه ِحبَْي ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫هحلُّ ُل‪،‬‬‫شي َوالت َ‬ ‫ار ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫ض َه َذا الْبُ َخ ُ‬ ‫أ َْو َس َع م ْن َم َكانِه الهذي َكا َن فيه‪ ،‬فَِإذَا َع َر َ‬
‫س‪ُِ ،‬مسّ َي ال ه‬
‫س ْد ُر‪.‬‬ ‫ال ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫َو َج َ‬
‫اب َع ِدي َدةٍ‪:‬‬ ‫َسبَ ٍ‬ ‫الص َداعُ يَ ُكو ُن َع ْن أ ْ‬ ‫َو ُّ‬
‫اح ٍد ِم َن الطهبَائِ ِع ْاأل َْربَـ َع ِة‪.‬‬ ‫أَح ُدها‪ِ :‬من غَلَب ِة و ِ‬
‫َ َ ْ َ َ‬
‫ب الْ ُم ْن َح ِد ِر ِم َن‬ ‫صِ‬ ‫صِ‬ ‫وح تَ ُكو ُن ِيف الْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـيأْ ََل ال هرأْس لِ َذلِ َ ِ ِ ِ‬ ‫س‪ :‬يَ ُكو ُن ِم ْن قُـ ُر ٍ‬ ‫وِْ‬
‫ال ال َْع َ‬ ‫ك ال َْوَرم التّ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫اخلَام ُ‬ ‫َ‬
‫س ِابل َْم ِع َدةِ‪.‬‬ ‫ال هرأْ ِ‬
‫ِ‬ ‫ادس‪ِ :‬من ِر ٍ ِ‬
‫ص َدعُهُ‪.‬‬ ‫س فَـتَ ْ‬ ‫ص َع ُد إِ َىل ال هرأْ ِ‬ ‫يح غَليظٍَة تَ ُكو ُن ِيف ال َْم ِع َدة‪ ،‬فَـتَ ْ‬ ‫س ُ ْ‬
‫وال ه ِ‬
‫َ‬
‫ال اله ِذي بَـ ْيـنَـ ُه َما‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫س ِأبَََِل ال َْمع َدة لالتّ َ‬ ‫ساب ُع‪ :‬يَ ُكو ُن م ْن َوَرم ِيف عُ ُروق ال َْمع َدة‪ ،‬فَـيَأْ ََلُ ال هرأْ ُ‬ ‫َ‬
‫س‬ ‫ضهُ نِيئًا‪ ،‬فَـي ِ‬
‫ص ّدعُ ال هرأْ َ‬ ‫َُ‬ ‫ص ُل َع ِن ْامتِ َال ِء ال َْم ِع َدةِ ِم َن الطه َع ِام‪ ،‬مُه يَـ ْن َح ِد ُر َويَـ ْبـ َقى بَـ ْع ُ‬ ‫ص َداعٌ َْحي ُ‬ ‫َوالثهام ُن‪ُ :‬‬
‫ِ‬
‫َويُـثْ ِقلُهُ‪.‬‬
‫ص ُل إِلَْي ِه ِم ْن َح ِّر ا ْهلََو ِاء أَ ْكثَـ ُر ِم ْن قَ ْد ِرهِ‪.‬‬ ‫ض بـ ْع َد ا ْجلِم ِاع لِتَ َخ ْل ُخ ِل ا ْجلِس ِم‪ ،‬فَـي ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َوالتهاس ُع‪ :‬يَـ ْع ِر ُ َ‬
‫َِخ َرةِ ِم َن الْ َم ِع َدةِ إِلَْي ِه‪.‬‬‫س‪ ،‬وإِ هما لِتَصاعُ ِد ْاأل ِْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ص ُل بَـ ْع َد الْ َق ْيء َواال ْست ْف َر ِاغ‪ ،‬إِ هما لغَلَبَة الْيُـ ْب ِ َ‬ ‫ص َداعٌ َْحي ُ‬ ‫َوال َْعاش ُر‪ُ :‬‬
‫ض َع ْن ِش هدةِ ا ْحلَِّر َو ُس ُخونَِة ا ْهلََو ِاء‪.‬‬ ‫ص َداعٌ يَـ ْع ِر ُ‬‫ش َر‪ُ :‬‬ ‫ي َع َ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْحلَاد َ‬
‫س َو َع َدِم ََتَلُّلِ َها‪.‬‬ ‫َِخ َرةِ ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫ف ْاأل ِْ‬ ‫ض َع ْن ِش هدةِ الْبَـرِد‪ ،‬وتَ َكاثُ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ش َر‪َ :‬ما يَـ ْع ِر ُ‬ ‫هاين َع َ‬ ‫َوالث ِ‬
‫س َه ِر َو َع َدِم النـ ْهوِم‪.‬‬ ‫ث ِم َن ال ه‬ ‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬ ‫ث َع َ‬ ‫َوالثهالِ َ‬
‫ش ْي ِء الث ِهق ِ‬
‫يل َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫س َو َْحْ ِل ال ه‬ ‫ض ْغ ِط ال هرأْ ِ‬ ‫ث ِم ْن َ‬ ‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬‫َوال هرابِ َع َع َ‬
‫َجلِ ِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫ف قُـ هوةُ ال ّد َم ِاغ أل ْ‬ ‫ضعُ ُ‬‫ث ِم ْن َكثْـ َرةِ الْ َك َالِم‪ ،‬فَـتَ ْ‬ ‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬
‫س َع َ‬ ‫وِْ‬
‫اخلَام َ‬ ‫َ‬
‫ض ِة ال ُْم ْف ِرطَِة‪.‬‬ ‫ث ِم ْن َكثْـ َرةِ ا ْحلََرَك ِة َو ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬
‫س َع َ‬ ‫وال ه ِ‬
‫ساد َ‬ ‫َ‬
‫َحز ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اض النهـ ْف ِ ِ‬ ‫ث ِم َن ْاألَ ْع َر ِ‬
‫س‪َ ،‬و ْاألَفْ َكا ِر‬ ‫ان‪َ ،‬وال َْو َسا ِو ِ‬ ‫سانيهة‪َ ،‬كا ْهلُُموم‪َ ،‬والْغُ ُموم‪َ ،‬و ْاأل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫سابِ َع َع َ‬
‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬ ‫َوال ه‬
‫ال هرِديئَ ِة‪.‬‬
‫اع ُد إِ َىل ال ِّد َم ِاغ‬
‫صَ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وع‪ ،‬فَِإ هن ْاأل َِْخ َرةَ َال ََِت ُد َما تَـ ْع َم ُل فيه‪ ،‬فَـتَ ْكثُـ ُر َوتَـتَ َ‬ ‫ث ِم ْن ِش هدةِ ا ْجلُ ِ‬ ‫ش َر‪َ :‬ما َْحي ُد ُ‬‫هام َن َع َ‬‫والث ِ‬
‫َ‬
‫فَـتُـ ْؤلِ ُمهُ‪.‬‬

‫(‪)15/7‬‬

‫ب ِابل َْمطَا ِر ِق َعلَى َرأْ ِس ِه‪.‬‬ ‫احبُهُ َكأَنههُ يُ ْ‬‫اق ال ِّدم ِاغ‪ ،‬وَِجي ُد ص ِ‬ ‫ص َف ِ‬ ‫ث َعن ورٍم ِيف ِ‬ ‫والت ِ‬
‫ض َر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ش َر َما َْحي ُد ُ ْ َ َ‬‫هاس َع َع َ‬ ‫َ‬
‫ال َح َر َارِهتَا فِ ِيه فَـيَـتَأَهَلُ‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ب ا ْحلُ همى ِال ْشتِ َع ِ‬‫سبَ ِ‬‫وال ِْع ْشرو َن‪َ :‬ما َْحي ُد ُ ِ‬
‫ثبَ‬ ‫َ ُ‬

‫ص ٌل [يف سبب صداع الشقيقة]‬ ‫فَ ْ‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ِقي َق ِة َما هدةٌ ِيف َش َرايِ ِ‬
‫ب‬‫س َو ْح َد َها َحاصلَةٌ ف َيها‪ ،‬أ َْو ُم ْرتَقيَةٌ إِلَْيـ َها‪ ،‬فَـيَـ ْقبَـلُ َها ا ْجلَان ُ‬ ‫ني ال هرأْ ِ‬ ‫ص َد ِاع ال ه‬ ‫ب ُ‬ ‫َو َسبَ ُ‬
‫ض ْرَاب ِن‬
‫صةُ ِهبَا َ‬ ‫ط َحا هرةٌ أ َْو َاب ِر َدةٌ‪َ ،‬و َع َال َمتُـ َها ْ‬
‫اخلَا ه‬ ‫ْك ال َْما هدةُ إِ هما ُِخَا ِريهةٌ‪َ ،‬وإِ هما أَ ْخ َال ٌ‬ ‫ف ِم ْن َجانِبَـ ْي ِه‪َ ،‬وتِل َ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫ْاألَ ْ‬
‫ت ِم َن الض َهرَاب ِن‪َ ،‬س َك َن ال َْو َج ُع‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬وُمنِ َع ْ‬ ‫صائِ ِ‬‫ت ِابل َْع َ‬ ‫ضبِطَ ْ‬ ‫ي‪َ .‬وإِ َذا ُ‬ ‫صةً ِيف ال هد َم ِو ِّ‬ ‫ني‪َ ،‬و َخا ه‬ ‫ش َرايِ ِ‬
‫ال ه‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫يب النِ ه‬
‫هب َ‬
‫ِ‬
‫ع َكا َن يُص ُ‬ ‫ي» لَهُ‪ :‬أَ هن َه َذا النـ ْهو َ‬ ‫ب النـهبَ ِو ُّ‬ ‫اب «ال ِطّ ُّ‬ ‫َوقَ ْد ذَ َكر أبو نعيم ِيف كِتَ ِ‬
‫َ‬
‫ج‪.‬‬‫ني‪َ ،‬وَال َخيْ ُر ُ‬ ‫ث الْيَـ ْوَم َوالْيَـ ْوَم ْ ِ‬‫فَـيَ ْم ُك ُ‬
‫صابٍَة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال‪َ :‬خطَبـنا رس ُ ِ‬ ‫َوفِ ِيه‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫ب َرأْ َسهُ بِع َ‬ ‫صَ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ ،‬وقَ ْد َع َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫اس قَ َ‬
‫ب‬‫صُ‬ ‫ض ِه‪َ ،‬و َع ْ‬ ‫صب رأْسهُ ِيف مر ِ‬ ‫ِ‬
‫َساهُ» «‪َ »7‬وَكا َن يُـ َع ّ ُ َ َ َ َ‬
‫ال ِيف مر ِ ِِ‬
‫ض َم ْوته‪َ « :‬و ْارأ َ‬ ‫يح» ‪ ،‬أَنههُ قَ َ َ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف «ال ه‬
‫ش ِقي َق ِة َوغَ ِْريَها ِم ْن أ َْو َج ِاع الرأس‪.‬‬ ‫س يَـ ْنـ َف ُع ِيف َو َج ِع ال ه‬ ‫ال هرأْ ِ‬

‫فصل [يف عالج صداع الشقيقة]‬


‫َسبَابِ ِه‪ ،‬فَ ِم ْنهُ َما ِع َال ُجهُ ِاب ِال ْستِ ْف َر ِاغ‪َ ،‬وِم ْنهُ َما ِع َال ُجهُ بِتَـنَ ُاوِل ال ِْغ َذ ِاء‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫ف ِاب ْختِ َالف أَنْـ َواعه َوأ ْ‬ ‫َو ِع َال ُجهُ َخيْتَلِ ُ‬
‫ِ‬ ‫هَب ِ ِ‬ ‫ات‪َ ،‬وِم ْنهُ َما ِع َال ُجهُ ِابلتـ ِْ‬ ‫اد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وِم ْنهُ ما ِع َالجهُ ِاب ُّ ِ‬
‫يد‪َ ،‬وم ْنهُ َما ع َال ُجهُ‬ ‫لس ُكون َوال هد َعة‪َ ،‬وم ْنهُ َما ع َال ُجهُ ِابلض َ‬
‫هم َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ات وا ْحلرَك ِ‬ ‫اع ْاأل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِابلتهس ِخ ِ ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫َص َو َ ََ‬ ‫ب َمسَ َ‬ ‫ني‪َ ،‬وم ْنهُ َما ع َال ُجهُ ِأبَ ْن َْجيتَن َ‬ ‫ْ‬
‫هاء‪ ،‬هو جزئِ ٌّي َال ُكلِّ ٌّي‪ ،‬وهو ِع َالج نَـو ٍع ِمن أَنْـو ِ‬
‫اع ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الص َد ِاع ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ْ ْ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫يث ِاب ْحلِن ُ َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ج ُّ‬‫ف َه َذا‪ ،‬فَع َال ُ‬‫إِ َذا عُ ِر َ‬
‫اع إِذَا َكا َن ِم ْن َح َر َارةٍ ملهبة‪ ،‬وَل يكن من‬ ‫فَِإ هن ُّ‬
‫الص َد َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف املرض‬

‫(‪)11/7‬‬

‫اخلَ ِّل‪َ ،‬س َك َن‬ ‫ت بِ ِه ا ْجلَْبـ َهةُ َم َع ْ‬ ‫ض ِّم َد ْ‬


‫اه ًرا‪َ ،‬وإِ َذا ُد هق َو ُ‬ ‫مداة َِجيب استِ ْفراغُها‪ ،‬نَـ َفع فِ ِيه ا ْحلِنهاء نَـ ْفعا ظَ ِ‬
‫ُ ً‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬
‫س‪ ،‬بَ ْل يَـعُ ُّم‬ ‫ص بَِو َج ِع ال هرأْ ِ‬‫ت أ َْو َجاعُهُ‪َ ،‬و َه َذا َال َخيْتَ ُّ‬ ‫ض ِّم َد بِ ِه‪َ ،‬س َكنَ ْ‬ ‫ب إِ َذا ُ‬
‫صِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الص َداعُ‪َ ،‬وفيه قُـ هوةٌ ُم َواف َقةٌ لل َْع َ‬ ‫ُّ‬
‫ب‪َ ،‬س هكنَهُ‪.‬‬ ‫ض ُع ال َْوَرِم ا ْحلَ ِّ‬
‫ار َوال ُْملْتَ ِه ِ‬ ‫ض ِم َد بِ ِه مو ِ‬
‫َْ‬ ‫ضاءُ‪َ ،‬وإِذَا ُ ّ‬ ‫ش ُّد بِ ِه ْاألَ ْع َ‬
‫ض تُ َ‬‫اء‪َ ،‬وفِ ِيه قَـ ْب ٌ‬
‫ضَ‬ ‫ْاألَ ْع َ‬
‫ِ‬ ‫ي ِيف « َات ِر ِخي ِه» وأبو داود ِيف « ُّ‬
‫َح ٌد َو َج ًعا ِيف‬‫السنَ ِن» أَ هن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ما َش َكى إِلَْيه أ َ‬ ‫َوقَ ْد َرَوى الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫هاء» «‪. »7‬‬ ‫ضب ِاب ْحلِن ِ‬ ‫ِ‬ ‫احتَ ِج ْم» ‪َ ،‬وَال َش َكى إِلَْي ِه َو َج ًعا ِيف ِر ْجلَْي ِه إِهال قَ َ‬ ‫َرأْ ِس ِه إِهال قَ َ‬
‫ال لَهُ‪« :‬ا ْختَ ْ‬ ‫ال لَهُ‪ْ « :‬‬
‫صلهى‬ ‫هب َ‬ ‫يب النِ ه‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ :‬كا َن َال يُص ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَالَ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬
‫ِ ِ‬
‫َويف الرتمذي‪َ :‬ع ْن سلمى أم رافع َخاد َمة النِ ِّ‬
‫ِ‬
‫هاء «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫ض َع َعلَْيـ َها ا ْحلن َ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قُـ ْر َحةٌ َوَال َش ْوَكةٌ إِهال َو َ‬
‫ه‬

‫فصل [يف احلناء]‬


‫سبَـ ْتـ َها ِم ْن‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وا ْحلِنهاء اب ِرٌد ِيف ْاأل َ ِ‬
‫صانُـ َها ُم َرهكبَةٌ م ْن قُـ هوة ُُمَلّلَة ا ْكتَ َ‬ ‫س ِيف الثهانيَة‪َ ،‬وقُـ هوةُ َش َج ِر ا ْحلنهاء َوأَ ْغ َ‬ ‫ُوىل‪َ ،‬ايب ٌ‬ ‫َ َُ‬
‫ض ٍة ا ْكتَسبـ ْتـ َها ِمن جو َه ٍر فِ َيها أَر ِ‬
‫ض ٍّي َاب ِرٍد‪.‬‬ ‫ار ِاب ْعتِ َد ٍال‪َ ،‬وِم ْن قُـ هوةٍ قَابِ َ‬ ‫َج ْو َه ٍر فِ َيها َمائِ ٍي‪َ ،‬ح ٍّ‬
‫ْ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ََ‬ ‫ّ‬
‫ض ِم َد بِ ِه‪ ،‬ويـ ْنـ َفع إِذَا م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬
‫ض َغ من‬ ‫ََ ُ ُ‬ ‫ب إِ َذا ُ ّ‬ ‫صِ‬ ‫َوم ْن َمنَافعه إِنههُ ُُمَلّ ٌل َانف ٌع م ْن َح ْر ِق النها ِر‪َ ،‬وفيه قُـ هوةٌ ُم َواف َقةٌ لل َْع َ‬
‫اد بِ ِه‬ ‫ان‪َ ،‬وال ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫الص ْبـي ِ‬ ‫ع «‪ »4‬ا ْحل ِ‬
‫ض َم ُ‬ ‫ث ِيف أَفْـ َواه ّ َ‬ ‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫والسالق «‪ »3‬العارض فيه‪ ،‬ويَبىء الْ ُق َال َ‬ ‫قروح الفم ّ‬
‫ش ْم ِع‬ ‫ط نَـ ْوُرهُ َم َع ال ه‬‫َخ َويْ ِن‪َ .‬وإِذَا ُخلِ َ‬ ‫يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ْاأل َْوَر ِام ا ْحلَا هرةِ ال ُْم ْل ِهبَ ِة‪َ ،‬ويَـ ْف َع ُل ِيف اجلراحات فعل َد ُم ْاأل َ‬
‫ب‪.‬‬‫ص هفى‪َ ،‬و ُد ْه ِن ال َْوْرِد‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن أ َْو َج ِاع ا ْجلَْن ِ‬
‫ال ُْم َ‬
‫ت أَسافِل ِرجلَي ِه ِِحبن ٍ‬
‫هاء‪ ،‬فَِإنههُ يُـ ْؤَم ُن َعلَى َع ْيـنَـ ْي ِه أَ ْن‬ ‫ي َخيْرج بِصِ ٍب‪ ،‬فَ ُخ ِ‬ ‫اص ِه أَنههُ إِذَا بَ َدأَ ا ْجلُ َد ِ‬‫وِمن َخو ِ‬
‫ضبَ ْ َ ُ ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ر‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ‬
‫وف طَيهـبَـ َها‪،‬‬ ‫الص ِ‬
‫اب ُّ‬ ‫ني طَ ِي ثِيَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ه‬
‫ُ‬‫ر‬ ‫و‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ن‬ ‫ل‬ ‫ك فِ ِيه‪ .‬وإِذَا ج ِ‬
‫ع‬ ‫ه‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ب‬ ‫ر‬‫ه‬ ‫َم‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫يح‬ ‫َخيْرج فِيها َشيء ِم ْنهُ‪ ،‬و َه َذا ص ِ‬
‫ح‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ٌْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كل يوم‬ ‫ني يوما ّ‬ ‫ص ْف ِوه أ َْربَع َ‬
‫ب َم ْن َ‬ ‫وس َع ْنـ َها‪َ ،‬وإِذَا نُق َع َوَرقُهُ ِيف ماء عذب يَـغْ ُم ُرهُ‪ ،‬مُه عُص َر َو ُش ِر َ‬ ‫الس َ‬ ‫َوَمنَ َع ُّ‬
‫عشرون‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه‬
‫السالق‪ :‬كغراب‪ :‬بثر خيرج على أصل اللسان‪ ،‬أو تعثر يف أصول األسنان انظر القاموس‪.‬‬
‫(‪ّ )3‬‬
‫(‪ )4‬القالع‪ :‬داء يف الفم‪ -‬املرجع السابق‬

‫(‪)11/7‬‬

‫اصيه ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْن ال ه ِ‬ ‫ش َرةِ َد َر ِاه َم ُس هك ٍر‪َ ،‬ويُـغَ هذى َعلَْي ِه بِلَ ْح ِم ال ه‬
‫ضأ ِ‬ ‫ِد ْر َُهًا َم َع َع َ‬
‫صغ ِري‪ ،‬فَِإنههُ يَـ ْنـ َف ُع م ِن ابْتِ َداء ا ْجلُ َذ ِام ِِخَ ِّ‬
‫فِ ِيه َع ِجيبَ ٍة‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ش هق َق ْ ِ‬ ‫َو ُح ِك َي أَ هن َر ُج ًال تَ َ‬
‫ت لَهُ ْام َرأَةٌ‪ ،‬أَ ْن‬ ‫ص َف ْ‬‫َصابِ ِع يَده‪َ ،‬وأَنههُ بَ َذ َل ل َم ْن يُـ َِْبئُهُ َم ًاال‪ ،‬فَـلَ ْم ُْجيد‪ ،‬فَـ َو َ‬ ‫ت أَظَافريُ أ َ‬
‫ت أَظَافِريُهُ إِ َىل ُح ْسنِ َها‪.‬‬ ‫هاء‪ ،‬فَـلَ ْم يُـ ْق ِد ْم َعلَْي ِه‪ ،‬مُه نَـ َق َعهُ ِمبَ ٍاء َو َش ِربَهُ‪ ،‬فَـبَـ َرأَ َوَر َج َع ْ‬ ‫ِ‬
‫ش َرةَ أ هَايٍم حن َ‬
‫ب َع َ‬ ‫يَ ْش َر َ‬
‫سنَـ َها َونَـ َف َع َها‪َ ،‬وإِذَا عُ ِج َن ِابل ه‬ ‫وا ْحلِنهاء إِذَا أُلْ ِزم ْ ِ ِ‬
‫وضمد به بقااي األورام احلارة‬ ‫س ْم ِن ّ‬ ‫وان َح ه‬ ‫ار َم ْع ُج ً‬ ‫ت به ْاألَظَْف ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ش ْع َر َويُـ َق ِّو ِيه‪،‬‬
‫ت ال ه‬ ‫ب ال ُْمتَـ َق ِّر ِح ال ُْم ْزِم ِن َم ْنـ َف َعةً بَلِيغَةً‪َ ،‬و ُه َو يُـ ْنبِ ُ‬
‫َص َفر‪ ،‬نَـ َف َع َها َونَـ َف َع ِم َن ا ْجلَر ِ‬
‫َ‬ ‫اء أ ْ َ‬ ‫اليت تشرح َم ً‬
‫ني‪َ ،‬و َسائِ ِر الْبَ َد ِن‪.‬‬‫الر ْجلَ ْ ِ‬ ‫ض ِة ِيف ال ه‬
‫ساقَـ ْ ِ‬
‫ني َو ِّ‬ ‫ات‪َ ،‬والْبُـثُوِر ال َْعا ِر َ‬ ‫و ُحيَ ِسنُهُ‪ ،‬ويـ َق ِوي ال هرأْس‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِمن النهـ هفاطَ ِ‬
‫َ ََ ُ َ‬ ‫َ ّ َُ ّ‬

‫ضى بِتَـ ْر ِك إِ ْعطَائِ ِه ْم َما يَ ْك َرُهونَهُ ِم َن الطعام والشراب‪،‬‬


‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُم َعا َجلَِة ال َْم ْر َ‬ ‫ِ‬
‫فصل ِيف َه ْديِه َ‬
‫صلهى ه‬
‫وأهنم ال يكرهون على تناوهلا‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ِن‪ ،‬قَ َ‬‫اج ْه‪َ ،‬ع ْن عُ ْقبَةَ بْ ِن َعام ٍر ا ْجلَُه ِِّ‬ ‫َرَوى الرتمذي ِيف « َجامعه» ‪َ ،‬وابْ ُن َم َ‬
‫اَّللَ َع هز َو َج هل يُط ِْع ُم ُه ْم َويَ ْس ِقي ِه ْم» «‪. »7‬‬ ‫اب‪ ،‬فَِإ هن ه‬ ‫شر ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ضا ُك ْم َعلَى الط َعام َوال ه َ‬ ‫َو َسله َم‪َ « :‬ال تُ ْك ِرُهوا َم ْر َ‬
‫َطبه ِاء‪َ :‬ما أَ ْغ َزَر فَـ َوائِ َد َه ِذهِ الْ َكلِ َم ِة النـهبَ ِويهِة ال ُْم ْشتَ ِملَ ِة َعلَى ِح َك ٍم إِ َهلِيه ٍة‪َ ،‬ال ِسيه َما‬‫ض َال ِء ْاأل ِ‬‫ض فُ َ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬
‫قَ َ‬
‫ال‬ ‫ك ِال ْشتِغَ ِ‬‫اب‪ ،‬فَ َذلِ َ‬ ‫ش َر َ‬ ‫اف الطه َع َ‬
‫ام أَ ِو ال ه‬ ‫يض إِذَا َع َ‬ ‫ك أَ هن ال َْم ِر َ‬ ‫ضى‪َ ،‬وذَلِ َ‬ ‫َطبه ِاء‪َ ،‬ولِ َم ْن يُـ َعالِ ُج ال َْم ْر َ‬
‫لِ ِْل ِ‬
‫ف ا ْحلرارةِ الْغَ ِري ِزيهِة أَو ُمخُ ِ‬
‫ود َها‪َ ،‬وَك ْيـ َف َما‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ‬
‫ض ْع ِ‬ ‫ص ِاهنَا لِ َ‬ ‫ِِ‬
‫س ُقوط َش ْه َوته‪ ،‬أ َْو نُـ ْق َ‬
‫ض‪ ،‬أَو لِ ِ‬
‫اه َدة ال َْم َر ِ ْ ُ‬
‫الطهبِيع ِة ِمبُج ِ‬
‫َ ََ‬
‫وز ِحينَئِ ٍذ إِ ْعطَاءُ ال ِْغ َذ ِاء ِيف َه ِذهِ ا ْحلَالَ ِة‪.‬‬ ‫َكا َن‪ ،‬فَ َال َجيُ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي وهو حديث قوي‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه واحلاكم يف الطب‪« -‬يطعمهم ويسقيهم» أي‬
‫حيفظ قواهم وميدهم مبا تقع موقع الطعام والشراب يف حفظ الروح وتقومي البدن‬

‫(‪)19/7‬‬
‫ض َما يَـتَ َحله ُل ِم ْنـ َها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف الطهبِ َيعة بِه َعلَْيـ َها ع َو َ‬ ‫ض ِاء لِل ِْغ َذ ِاء لِتَ َخلُّ ِ‬ ‫ب ْاألَ ْع َ‬ ‫وع إِ همنَا ُه َو طَلَ ُ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ا ْجلُ َ‬
‫سا ُن‬‫اإلنْ َ‬‫س ِْ‬ ‫ب إِ َىل ال َْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـيُ ِح ه‬ ‫ض ِاء ُّ‬
‫الدنْـيَا َح هىت يَـ ْنـتَ ِه َي ا ْجلَ ْذ ُ‬ ‫ص َوى ِم َن ْاألَ ْع َ‬ ‫اء الْ ُق ْ‬‫ضَ‬ ‫ب ْاألَ ْع َ‬ ‫ِ‬
‫فَـتَ ْجذ ُ‬
‫ب‬‫اج َها َع ْن طَلَ ِ‬ ‫اج َها وإِ ْخر ِ‬
‫َ َ‬
‫ضِ‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ ِمبَادهتِِه َوإِنْ َ‬ ‫ض‪ ،‬ا ْشتَـغَلَ ِ‬ ‫اء‪َ ،‬وإِذَا ُو ِج َد ال َْم َر ُ‬
‫ِاب ْجلو ِع‪ ،‬فَـيطْلُ ِ‬
‫ب الْغ َذ َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ال َش ْي ٍء ِم ْن َذلِ َ‬
‫ت بِ ِه الطهبِ َيعةُ َع ْن فِ ْعلِ َها‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬تَـ َعطهلَ ْ‬ ‫استِ ْعم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يض َعلَى ْ َ‬ ‫اب‪ ،‬فَِإ َذا أُ ْك ِرَه ال َْم ِر ُ‬ ‫شر ِ‬
‫الْغ َذاء‪ ،‬أَ ِو ال ه َ‬
‫يض‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫ض َرِر ال َْم ِر ِ‬ ‫ك َسبَـبًا لِ َ‬ ‫ض َو َدفْ ِع ِه‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن َذلِ َ‬ ‫اج َمادهةِ ال َْم َر ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ض ِم ِه َوتَ ْدبِ ِريهِ َع ْن إِنْ َ‬ ‫ت ِهبَ ْ‬ ‫َوا ْشتَـغَلَ ْ‬
‫ك ِزَاي َد ًة ِيف الْبَلِيه ِة‪َ ،‬وتَـ ْع ِج ِ‬
‫يل‬ ‫ودهِ‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن َذلِ َ‬ ‫ار الْغَ ِري ِز ِي أَو ُمخُ ِ‬
‫ّ ْ‬ ‫ف ا ْحلَ ِّ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ان «‪ ، »7‬أ َْو َ‬ ‫ات الْب ْحر ِ‬
‫ُ َ‬
‫ِيف أَوقَ ِ‬
‫ْ‬
‫ظ َعلَْي ِه قُـ هوتَهُ َويُـ َق ِّو َيها ِم ْن غَ ِْري‬ ‫ال إِهال َما َْحي َف ُ‬ ‫ْت وا ْحلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫النها ِزلَة ال ُْمتَـ َوقهـ َعة‪َ ،‬وَال يَـ ْنـبَغي أَ ْن يُ ْستَـ ْع َم َل ِيف َه َذا ال َْوق َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ي ُكو ُن ِمبَا لَطُ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫استِ ْعم ٍ ِ ِ ِ‬
‫ف ق َو ُامهُ م َن ْاألَ ْش ِربَة َو ْاألَ ْغذيَة‪َ ،‬وا ْعتَ َد َل م َز ُ‬
‫اجهُ‬ ‫ال ُم ْزع ٍج للطهبِ َيعة الْبَـتهةَ‪َ ،‬وذَل َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫يج ال ُْم ْعتَ ِدلَ ِة الطهيِّبَ ِة‬ ‫ك‪َ ،‬وِم َن ْاألَ ْغ ِذيَِة َم َر ُق الْ َف َرا ِر ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وَما أَ ْشبَهَ ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫اح‪َ ،‬وال َْوْرد الطه ِر ِّ‬ ‫اب اللهْيـنُوفَ ِر‪َ ،‬والتِّهف ِ‬ ‫شر ِ‬
‫َك َ َ‬
‫اد ُم الطهبِ َيع ِة‪َ ،‬وُم ِعينُـ َها َال‬ ‫سا هرةِ‪ ،‬فَِإ هن الطهبِيب َخ ِ‬
‫َ‬ ‫يح ال َْع ِط َرةِ ال ُْم َوافِ َق ِة‪َ ،‬و ْاألَ ْخبَا ِر ال ه‬ ‫اش قُـ َواهُ ِاب ْأل ََرايِ ِ‬
‫فَـ َقطْ‪َ ،‬وإِنْـ َع ُ‬
‫ُم ِعي ُق َها‪.‬‬
‫ض ِج‪ ،‬فَِإذَا َكا َن بَـ ْع ُ‬
‫ض‬ ‫ض النُّ ْ‬ ‫ض َج بَـ ْع َ‬ ‫ج قَ ْد نَ ِ‬‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ال هد َم ا ْجلَيِّ َد ُه َو ال ُْمغَ ِّذي لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬وأَ هن الْبَـ ْلغَ َم َد ٌم فَ ٌّ‬
‫صيهـ َرتْهُ َد ًما‪،‬‬‫ض َج ْتهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ َعلَْي ِه‪َ ،‬وطَبَ َخ ْتهُ‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ضى ِيف ب َدنِِه بـ ْلغَم َكثِري‪ ،‬و َع ِدم ال ِْغ َذاء‪َ ،‬عطََف ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ٌ ٌ َ َ‬ ‫ال َْم ْر َ‬
‫ت بِ ِه َع هما ِس َواهُ‪َ ،‬والطهبِ َيعةُ ِه َي الْ ُق هوةُ الهِيت َوَكلَ َها ه‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ بِتَ ْدبِ ِري الْبَ َد ِن‬ ‫اء‪َ ،‬وا ْكتَـ َف ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ت بِ ِه ْاألَ ْع َ‬ ‫َوغَ هذ ْ‬
‫استِ ِه ُم هد َة َحيَاتِِه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫َوح ْفظه َوص هحته‪َ ،‬وح َر َ‬
‫اض الهِيت يَ ُكو ُن‬ ‫ك ِيف ْاأل َْم َر ِ‬ ‫اب‪َ ،‬و َذلِ َ‬ ‫شر ِ‬ ‫ه ِ‬
‫يض َعلَى الط َعام َوال ه َ‬ ‫اج ِيف النه ْد َرةِ إِ َىل إِ ْجبَا ِر ال َْم ِر ِ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَنههُ قَ ْد َْحيتَ ُ‬
‫وص‪ ،‬أ َْو ِم َن ال ُْمطْلَ ِق اله ِذي قَ ْد َد هل‬ ‫ص ِ‬ ‫ام ال َْم ْخ ُ‬
‫ط الْع ْق ِل‪ ،‬وعلَى ه َذا فَـي ُكو ُن ا ْحل ِد ُ ِ‬
‫يث م َن ال َْع ِّ‬ ‫َ‬ ‫َم َع َها ا ْخت َال ُ َ َ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫يح ِيف ِمثْلِ َها‪.‬‬ ‫يث‪ :‬أَ هن الْم ِريض قَ ْد ي ِعيش بِ َال ِغ َذ ٍاء أ هَايما َال ي ِعيش ال ه ِ‬ ‫يدهِ َدلِيل‪ ،‬وم ْعىن ا ْحل ِد ِ‬ ‫َعلَى تَـ ْقيِ ِ‬
‫صح ُ‬ ‫ً َ ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫ٌ ََ َ َ‬
‫يف َزائِ ٌد علَى ما ذَ َكره ْاأل ِ‬ ‫اَّللَ يُط ِْع ُم ُه ْم َويَ ْس ِقي ِه ْم» َم ْع ًىن لَ ِط ٌ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬فَِإ هن ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِِ‬
‫َطبهاءُ َال‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َوِيف قَـ ْوله َ‬
‫ال الطهبِ َيع ِة َع ْنـ َها‪َ ،‬ك َما‬ ‫اح‪ ،‬و ََتْثِ ِريَها ِيف طَبِ َيع ِة الْبَ َد ِن‪ ،‬وانْ ِف َع ِ‬ ‫َح َك ِام الْ ُقلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫وب َو ْاأل َْرَو ِ َ‬ ‫يَـ ْع ِرفُهُ إِهال َم ْن لَهُ عنَايَةٌ ِأب ْ‬
‫صل َهلَا َما يَ ْشغَلُ َها ِم ْن َُْمبُ ٍ‬
‫وب‬ ‫ول‪ :‬النهـ ْف ِ‬ ‫تَـ ْنـ َف ِعل ِهي َكثِريا َع ِن الطهبِ َيع ِة‪َ ،‬وَْْن ُن نُ ِشري إِلَْي ِه إِ‬
‫س إذَا َح َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ن‬‫ـ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬‫ار‬
‫َ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ً‬
‫وف‪،‬‬‫أَو م ْكروهٍ أَو َخمُ ٍ‬
‫ْ َ ُ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البحران‪ :‬بضم فسكون‪ :‬وهو التغري الذي حيدث دفعة يف األمراض احلادة‬

‫(‪)19/7‬‬
‫ش‪ ،‬بَ ْل َوَال َح ٍّر َوَال بَـ ْرٍد‪ ،‬بَ ْل تَ ْشتَ ِغ ُل بِ ِه‬ ‫وع َوَال َعطَ ٍ‬ ‫س ِِبُ ٍ‬ ‫اب‪ ،‬فَ َال َُِت ُّ‬ ‫شر ِ‬ ‫ت بِ ِه عن طَلَ ِ ِ ِ‬
‫ب الْغ َذاء َوال ه َ‬ ‫ا ْشتَـغَلَ ْ َ ْ‬
‫ك أ َْو َش ْيـئًا ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫َح ٍد إِهال َوقَ ْد َو َج َد ِيف نَـ ْف ِس ِه ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫س بِه‪َ ،‬وَما م ْن أ َ‬
‫يد ْاألَََِل‪ ،‬فَ َال َُِت ُّ ِ‬ ‫ش ِد ِ‬ ‫اس ال ُْم ْؤَِل ال ه‬‫س ِ‬ ‫اإل ْح َ‬‫َع ِن ِْ‬
‫يح‪،‬‬ ‫ي التهـ ْف ِر ِ‬ ‫وع‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن ال َْوا ِر ُد ُم ْف ِر ًحا قَ ِو ه‬ ‫س ِأبَََِل ا ْجلُ ِ‬ ‫س ِمبَا َد َُهَ َها‪َ ،‬وَوَر َد َعلَْيـ َها‪ََ ،‬لْ َُِت ه‬ ‫ِ‬
‫َوإذَا ا ْشتَـغَلَت النهـ ْف ُ‬
‫ِ‬
‫س ِد َح هىت تَظ َْه َر ِيف‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ،‬و َج َرت ال هد َم ِويهةُ ِيف ا ْجلَ َ‬ ‫اع َف ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ت قُـ َو َاها‪َ ،‬وتَ َ‬ ‫شْ‬ ‫ت بِ ِه‪َ ،‬وانْـتَـ َع َ‬ ‫شبِ َع ْ‬ ‫ام ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬فَ َ‬ ‫ام َهلَا َم َق َ‬
‫قَ َ‬
‫ث يف العروق‪،‬‬ ‫ْب‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَ ِع ُ‬‫ط َدِم الْ َقل ِ‬ ‫سا َ‬ ‫وج ِ‬ ‫ْح ِه‪ ،‬فَـي ْش ِر ُق و ْج ُههُ‪ ،‬وتَظ َْهر َدم ِويهـتُهُ‪ ،‬فَِإ هن الْ َفر ِ‬ ‫سط ِ‬
‫ب انْب َ‬ ‫ح يُ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ب إِلَْيـ َها‪َ ،‬وإِ َىل الطهبِ َيع ِة‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضاءُ َحظه َها م َن الْغ َذاء ال ُْم ْعتَاد ال ْشتغَاهلَا ِمبَا ُه َو أ َ‬
‫َح ُّ‬ ‫ب ْاألَ ْع َ‬ ‫فتمتلىء به‪ ،‬فَ َال تَطْلُ ُ‬
‫ب‪ ،‬آثَـ َرتْهُ َعلَى َما ُه َو ُدونَهُ‪.‬‬ ‫ت ِمبَا َُِت ُّ‬ ‫ِم ْنهُ‪َ ،‬والطهبِ َيعةُ إِذَا ظَِف َر ْ‬
‫ب ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬فَ ِه َي ِيف‬ ‫اربَتِ ِه َوُم َق َاوَمتِ ِه َوُم َدافَـ َعتِ ِه َع ْن طَلَ ِ‬ ‫ت ِمبُ َح َ‬ ‫َوإِ ْن َكا َن ال َْوا ِر ُد ُم ْؤلِ ًما أ َْو ُُْم ِزًان أ َْو َخمُوفًا‪ ،‬ا ْشتَـغَلَ ْ‬
‫ت‬ ‫ت قُـ َو َاها‪َ ،‬وأَ ْخلَ َف ْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ب‪ ،‬انْـتَـ َع َ‬ ‫ت ِيف َه َذا ا ْحلَْر ِ‬ ‫اب‪ .‬فَِإ ْن ظَِف َر ْ‬ ‫شر ِ‬ ‫ال َح ْرِهبَا ِيف َش ْغ ٍل َع ْن طَلَ ِ ه ِ‬
‫ب الط َعام َوال ه َ‬
‫َح ِ‬
‫سِ‬ ‫ِ‬ ‫ورةً‪ْ ،‬اْنَطه ْ‬ ‫اب‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َما‬ ‫ت قُـ َو َاها حبَ َ‬ ‫ت َمغْلُوبَةً َم ْق ُه َ‬ ‫ري َما فَاتَـ َها م ْن قُـ هوة الط َعام َوال ه َ‬ ‫َعلَْيـ َها نَظ َ‬
‫ني َه َذا ال َْع ُد ِّو ِس َج ًاال‪ ،‬فَالْ ُق هوةُ تَظ َْه ُر َات َرةً َوَختْتَ ِفي أُ ْخ َرى‪،‬‬ ‫ب بَـ ْيـنَـ َها َوبَـ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬وإِ ْن َكانَت ا ْحلَْر ُ‬ ‫ص َل َهلَا ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫َح َ‬
‫وب‬
‫ب‪َ ،‬وال َْمغْلُ ُ‬ ‫هص ُر لِ ْلغَالِ ِ‬ ‫ني‪َ ،‬والن ْ‬ ‫ني ال َْع ُد هويْ ِن ال ُْمتَـ َقاتِلَ ْ ِ‬‫ِج بَـ ْ َ‬‫اخلَار ِ‬‫ب ْ‬ ‫ال ا ْحلَْر ِ‬ ‫ب بَـ ْيـنَـ ُهما َعلَى ِمثَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوِاب ْجلُ ْملَة فَا ْحلَْر ُ‬
‫َ‬
‫َسريٌ‪.‬‬ ‫إِ هما قَتِيل‪ ،‬وإِ هما ج ِريح‪ ،‬وإِ هما أ ِ‬
‫ٌ َ َ ٌ َ‬
‫َطبهاءُ ِم ْن تَـ ْغ ِذيَتِ ِه ِابل هدِم‪َ ،‬و َه َذا ال َْم َد ُد‬ ‫اَّلل تَـع َاىل يـغَ ِّذ ِيه بِ ِه َزائِ ًدا َعلَى ما ذَ َكرهُ ْاأل ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫يض لَهُ َم َد ٌد م َن ه َ ُ‬ ‫فَال َْم ِر ُ‬
‫ب لَهُ قُـ ْرًاب ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ك َما يُوج ُ‬ ‫ص ُل لَهُ ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ني يَ َد ْي َربِّه َع هز َو َج هل‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬
‫ض ْع ِف ِه وانْ ِك ِ ِ ِ ِ‬
‫سا ِره َوانْط َراحه بَـ ْ َ‬ ‫ب َ َ َ‬ ‫سِ‬ ‫حبَ َ‬
‫ِ‬
‫س َر قَـلْبُهُ‪َ ،‬وَر ْْحَةُ َربِِّه ِع ْن َدئِ ٍذ قَ ِريبَةٌ ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن َولِيًّا لَهُ‪،‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ب َما يَ ُكو ُن م ْن َربّه إ َذا انْ َك َ‬
‫ِ‬
‫َربِّه‪ ،‬فَِإ هن ال َْع ْب َد أَقـ َْر ُ‬
‫اش َها‬ ‫حصل لَهُ ِمن ْاألَ ْغ ِذي ِة الْ َق ْلبِيه ِة ما تَـ ْقوى بِ ِه قُـوى طَبِيعتِ ِه‪ ،‬وتَـ ْنـتَ ِعش بِ ِه قُـواهُ أَ ْعظَم ِمن قُـ هوِهتَا‪ ،‬وانْتِع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ي يَِقينُهُ بَِربِِّه‪َ ،‬وا ْشتَ هد َش ْوقُهُ إِلَْي ِه‬ ‫ِِ‬ ‫ِاب ْألَ ْغ ِذي ِة الْب َدنِيه ِة‪ ،‬وُكلهما قَ ِوي إِميَانُهُ وحبُّهُ لِربِ ِه‪ ،‬وأُنْ ِ ِ‬
‫سهُ به‪َ ،‬وفَـ َر ُحهُ به‪َ ،‬وقَ ِو َ‬ ‫َ ُ َّ َ ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْمهُ‪.‬‬ ‫يب‪َ ،‬وَال يَـنَالُهُ عل ُ‬ ‫ف طَبِ ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫ضاهُ بِ ِه َو َع ْنهُ‪َ ،‬و َج َد ِيف نَـ ْف ِس ِه م ْن َه ِذه الْ ُق هوة َما َال يُـ َعَِّبُ َع ْنهُ‪َ ،‬وَال يُ ْد ِرُكهُ َو ْ‬ ‫َوِر َ‬
‫ين‬ ‫اق ا ُّ ه ِ‬
‫لص َوِر الذ َ‬
‫شِ‬ ‫ال َكثِ ٍري ِم ْن عُ ه‬ ‫هص ِد ِيق بِ ِه‪ ،‬فَـ ْليَـ ْنظُْر َح َ‬ ‫سهُ َع ْن فَـ ْه ِم َه َذا َوالت ْ‬ ‫ت نَـ ْف ُ‬ ‫ظ طَْبـعُهُ‪َ ،‬وَكثُـ َف ْ‬ ‫َوَم ْن غَلُ َ‬
‫هاس ِم ْن َه َذا‬ ‫اه َد الن ُ‬
‫ِ‬
‫ال‪ ،‬أ َْو عل ٍْم‪َ ،‬وقَ ْد َش َ‬ ‫صورةٍ‪ ،‬أَ ْو َجاهٍ‪ ،‬أ َْو َم ٍ‬ ‫ب ما يـع َ ِ‬
‫ش ُقونَهُ م ْن ُ َ‬ ‫َت قُـلُوبُـ ُه ْم ِحبُ ِّ َ َ ْ‬ ‫قَ ِد ْامتَ َِل ْ‬
‫ب ِيف أَنْـ ُف ِس ِه ْم َوِيف غَ ِْريِه ْم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َع َجائ َ‬
‫(‪)11/7‬‬
‫الصي ِام ْاألَ هايم َذو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ َكا َن يُـ َواص ُل ِيف ّ َ‬ ‫يح» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ َ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫َوقَ ْد ثَـبَ َ‬
‫ت َك َه ْيـئَتِ ُك ْم إِِّين أَظَ ُّل يُط ِْع ُم ِِن َرِّيب َويَ ْس ِق ِيِن» «‪. »7‬‬ ‫ول «لَ ْس ُ‬ ‫ال َويَـ ُق ُ‬‫صِ‬ ‫َص َحابَهُ َع ِن الْ ِو َ‬ ‫ال َْع َد ِد‪َ ،‬ويَـ ْنـ َهى أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام اله ِذي ََْ ُكلُهُ ِْ‬
‫سا ُن بَِف ِمه‪َ ،‬وإِهال ََلْ يَ ُك ْن ُم َواص ًال َوََلْ‬ ‫اإلنْ َ‬ ‫س ُه َو الطه َع َ‬ ‫اب لَْي َ‬‫ش َر َ‬ ‫ام َوال ه‬ ‫وم أَ هن َه َذا الطه َع َ‬ ‫َوَم ْعلُ ٌ‬
‫ال «أَظَ ُّل يُط ِْع ُم ِِن َرِّيب َويَ ْس ِق ِيِن» ‪.‬‬ ‫صائِ ًما‪ ،‬فَِإنههُ قَ َ‬ ‫يَـتَ َح هق ِق الْ َف ْر ُق‪ ،‬بَ ْل ََلْ يَ ُك ْن َ‬
‫ال‪َ ،‬وأَنههُ يَـ ْق ِد ُر ِم ْنهُ على ما ال يق يَـ ْق ِد ُرو َن َعلَْي ِه‪ ،‬فَـلَ ْو َكا َن‬ ‫صِ‬ ‫س الْ ِو َ‬ ‫ضا فَِإنههُ فَـ هر َق بَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْيـنَـ ُه ْم ِيف نَـ ْف ِ‬‫َوأَيْ ً‬
‫صيبُهُ ِم ْن ِغ َذ ِاء ْاأل َْرَو ِ‬
‫اح‬ ‫يث من قَ هل نَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َك َه ْيـئَت ُك ْم‪َ ،‬وإِ همنَا فَ ِه َم َه َذا م َن ا ْحلَد َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ب بَِف ِم ِه‪ََ ،‬لْ يَـ ُق ْل لَ ْس ُ‬ ‫ََْ ُك ُل َويَ ْش َر ُ‬
‫اَّللُ ال ُْم َوفِّ ُق‪.‬‬
‫اينّ‪َ ،‬و ه‬‫اش َها‪َ ،‬وا ْغتِ َذائِ َها بِ ِه فَـ ْو َق ََتْثِ ِري ال ِْغ َذ ِاء ا ْجلُ ْس َم ِِ‬ ‫وب‪ ،‬و ََتْثِريهُ ِيف الْ ُق هوةِ وإِنْـع ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َوالْ ُقلُ ِ‬

‫سع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬


‫وط‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ع َال ِج الْعُ ْذ َرة‪َ ،‬وِيف الْع َال ِج ِابل ه ُ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫ي‪َ ،‬وَال تُـ َع ِّذبُوا‬ ‫ال‪َ « :‬خ ْيـ ُر َما تَ َد َاويْـتُ ْم بِ ِه ا ْحلِ َج َامةُ‪َ ،‬والْ ُق ْس ُ‬
‫ط الْبَ ْح ِر ِّ‬ ‫ني» أَنههُ قَ َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫ت َع ْنهُ ِيف «ال ه ِ‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫ص ْبـيَانَ ُك ْم ِابلْغَ ْم ِز ِم َن الْعُ ْذ َرةِ» «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬د َخ َل َر ُس ُ‬ ‫اَّلل قَ َ‬ ‫السنَ ِن» َو «ال ُْم ْسنَد» َع ْنهُ م ْن َحد ِ َ ْ ْ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫ال‪َ « :‬ما َه َذا؟» ‪ .‬فَـ َقالُوا‪ :‬بِ ِه الْعُ ْذ َرةُ‪ ،‬أ َْو َو َج ٌع ِيف‬ ‫يل َم ْن َخ َراهُ َد ًما‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫وسلهم َعلَى عائشة‪ ،‬و ِع ْن َد َها صِ ٌّ ِ‬
‫ب يُس ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫اب َولَ َد َها عُ ْذ َرةٌ أ َْو َو َج ٌع ِيف َرأْ ِس ِه‪ ،‬فَـلْتَأ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫َرأْ ِس ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ْخ ْذ قُ ْسطًا‬ ‫َص َ‬ ‫ْن أ َْوَال َد ُك هن‪ ،‬أَُّميَا ْام َرأَة أ َ‬ ‫ال‪َ « :‬ويْـلَ ُك هن َال تَـ ْقتُـل َ‬
‫ب‪ ،‬فَـبَـ َرأَ «‪»3‬‬ ‫ك ِابل ه‬
‫صِ ِّ‬ ‫صنِ َع ذَلِ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها فَ ُ‬
‫ت عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ِه ْن ِد ًّاي فَـلْتَ ُح هكهُ ِمبَ ٍاء‪ ،‬مُه تُ ْس ِعطْهُ إِ هايهُ» فَأ ََم َر ْ‬
‫يل‪ :‬قَ ْد عُ ِذ َر بِ ِه‪ ،‬فَـ ُه َو‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال أبو عبيد َع ْن أيب عبيدة‪ :‬الْعُ ْذ َرةُ تَـ َهيُّ ٌج ِيف ا ْحلَل ِْق م َن ال هدم‪ ،‬فَإذَا عُول َج م ْنهُ‪ ،‬ق َ‬ ‫قَ َ‬
‫ان غَالِبًا‪.‬‬ ‫ني ْاألُذُ ِن وا ْحلل ِْق‪ ،‬وتَـ ْع ِر ُ ِ ِ‬
‫لص ْبـي ِ‬
‫ضل ّ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫يما بَـ ْ َ‬
‫م ْع ُذور انْـتَـهى‪ .‬وقِيل الْع ْذرةُ‪ :‬قُـرحةٌ َختْر ِ‬
‫جف َ‬ ‫َ ٌ َ َ َ ُ َ َْ ُُ‬
‫وك‪ ،‬فَِِلَ هن الْعُ ْذ َرَة مادهتا دم يغلب عليه‬ ‫وط ِم ْنـها ِابلْ ُقس ِط الْمح ُك ِ‬ ‫سع ِ‬
‫ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ هما نَـ ْف ُع ال ه ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم يف الصيام‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف املساقاة‪ ،‬واإلمام أْحد‪ ،‬والنسائي‬
‫(‪ )3‬أخرجه اإلمام أْحد‪ ،‬وإسناده صحيح‬

‫(‪)17/7‬‬

‫ش ُّد الله َهاةَ َويَـ ْرفَـعُ َها إِ َىل َم َك ِاهنَا‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ان أَ ْكثَـ ُر‪َ ،‬وِيف الْ ُق ْس ِط ََتْ ِف ٌ‬
‫يف يَ ُ‬ ‫الص ْبـي ِ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الْبَـ ْلغَ ُم‪ ،‬لَك هن تَـ َولُّ َدهُ ِيف أَبْ َدان ّ َ‬
‫اصيه ِة‪ ،‬وقَ ْد يـ ْنـ َفع ِيف ْاألَ ْدو ِاء ا ْحلا هرةِ‪ ،‬و ْاألَ ْد ِوي ِة ا ْحلا هرةِ ِابل هذ ِ‬
‫ات َات َرًة َوِابل َْع ْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫يَ ُكو ُن نَـ ْفعُهُ ِيف َه َذا ال هداء ِاب ْخلَ ّ َ َ ُ‬
‫اينّ‪َ ،‬وبِ ْزِر ال َْم ْر ِو‬ ‫وط الله َهاةِ‪ :‬الْ ُق ْس َ‬ ‫ون» ِيف معا َجل ِة س ُق ِ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫أُ ْخرى‪ .‬وقَ ْد ذََكر ِ‬
‫ب الْيَ َم ِِ‬‫ش ِّ‬ ‫ط َم َع ال ه‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ض ِم ْنهُ‪َ ،‬و ُه َو ُحل ٌْو‪َ ،‬وفِ ِيه َمنَافِ ُع‬ ‫ي‪َ ،‬و ُه َو ْاألَبْـيَ ُ‬ ‫ود ا ْهلِْن ِد ُّ‬
‫يث‪ُ :‬ه َو الْعُ ُ‬ ‫ي الْم ْذ ُكور ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ط الْبَ ْح ِر ُّ َ ُ‬ ‫َوالْ ُق ْس ُ‬
‫الص ْبـي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ُم النِ ُّ‬
‫هب‬ ‫ان‪ ،‬فَـنَـ َه ُ‬ ‫َعدي َدةٌ‪َ ،‬وَكانُوا يُـ َعاجلُو َن أ َْوَال َد ُه ْم بِغَ ْم ِز الله َهاة َوِابلْع َالق‪َ ،‬و ُه َو َش ْيءٌ يُـ َعلّ ُقونَهُ َعلَى ّ َ‬
‫ك‪ ،‬وأ َْر َش َد ُه ْم إِ َىل َما ُهو أَنْـ َف ُع لِ ِْلَطْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫َس َه ُل َعلَْي ِه ْم‪.‬‬
‫ال‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َع ْن ذَل َ َ‬ ‫َ‬
‫ف‪ ،‬مُه َُتَ ُّل‬ ‫ف‪َ ،‬وقَ ْد يَ ُكو ُن ِأبَ ْد ِويٍَة ُم ْف َر َدةٍ َوُم َرهكبَ ٍة تُ َد ُّق َوتُـ ْن َخ ُل َوتُـ ْع َج ُن َو َُتَهف ُ‬ ‫ب ِيف ْاألَنْ ِ‬ ‫ص ُّ‬
‫ط‪َ :‬ما يُ َ‬ ‫سعُو ُ‬ ‫َوال ه‬
‫ني َكتِ َف ْي ِه ما يرفعهما لينخفض‬ ‫ِ‬ ‫اإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِع ْن َد ا ْحلاج ِة‪ ،‬ويس َع ُ ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ُه َو ُم ْستَـل ٍْق َعلَى ظَ ْه ِره‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫ط هبَا ِيف أَنْف ِْ َ‬ ‫َ َ َُ ْ‬
‫ح النِ ُّ‬
‫هب‬ ‫اس‪َ ،‬وقَ ْد َم َد َ‬ ‫ج َما فِ ِيه ِم َن ال هد ِاء ِابلْعُطَ ِ‬ ‫ط ِمن الْو ِ ِ ِ ِ‬
‫صول إِ َىل د َماغه‪َ ،‬ويَ ْستَ ْخ ِر ُ‬ ‫سعُو ُ َ ُ ُ‬ ‫َرأْ ُسهُ‪ ،‬فَـيَـتَ َم هك ُن ال ه‬
‫اج إِلَْي ِه فِ ِيه‪.‬‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم الته َدا ِوي ِابل ه ِ ِ‬ ‫َه‬
‫يما ُْحيتَ ُ‬ ‫سعُوط ف َ‬ ‫ص لى ه ُ ْ َ َ َ‬
‫اَّللُ عليه وسلم استعط «‪»7‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َوذَ َك َر أبو داود ِيف « ُسنَنِ ِه» أَ هن النِ ه‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يف عالج املفؤود‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬


‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ضا‪ ،‬فَأ ََاتِين َر ُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬م ِر ْ‬ ‫روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت َم َر ً‬ ‫ضُ‬ ‫يث َماهد‪َ ،‬ع ْن سعد‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ت بَـ ْر َد َها على فؤادي‪ ،‬وقال ِل «إنّك رجل مفؤود‬ ‫ني ثَ ْديَ هي َح هىت َو َج ْد ُ‬ ‫ودِين‪ ،‬فَـ َو َ‬
‫ض َع يَ َدهُ بَـ ْ َ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم يَـعُ ُ‬
‫فليجأهن‬
‫ّ‬ ‫ات ِم ْن َع ْج َوةِ املدينة‪،‬‬ ‫ْخ ْذ س ْبع ََتَر ٍ‬
‫ب‪ ،‬فَـلْيَأ ُ َ َ َ‬
‫ِ ِ ٍ‬
‫فَأْت احلارث بن كلدة م ْن ثَقيف‪ ،‬فَِإنههُ َر ُج ٌل يَـتَطَبه ُ‬
‫ِ‬
‫هبن» «‪. »2‬‬ ‫بنواهن م ليل ّدك ّ‬ ‫ّ‬
‫سا ُن‬ ‫ون اله ِذي يَ ْشتَ ِكي بَطْنَهُ َوالله ُد ُ‬
‫ود َما يُ ْس َقاهُ ا ِْإلنْ َ‬
‫ادهُ‪ ،‬فَـ ُهو ي ْشتَ ِك ِيه‪َ ،‬كالْم ْبطُ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫يب فُـ َؤ ُ‬ ‫هِ ِ‬
‫املفؤود‪ :‬الذي أُص َ‬
‫َح ِد َجانِ َِب الْ َف ِم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫م ْن أ َ‬
‫اصيهةٌ َع ِجيبَةٌ ِهلََذا ال هد ِاء‪َ ،‬وَال ِسيه َما َتََْر ال َْم ِدينَ ِة‪َ ،‬وَال سيما العجوة منه‪.‬‬ ‫َوِيف الت ْهم ِر َخ ِّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود من حديث ابن عباس‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الطب «فليجأهن بنواهن» يريد لريضعهن‪ ،‬والوجيئة‪ :‬حساء يتخذ من التمر‬
‫والدقيق‪ ،‬فيتحساه املريض‬

‫(‪)12/7‬‬

‫اصيهةٌ أُ ْخ َرى‪ ،‬تُ ْد َر ُك ِابل َْو ْح ِي‪ ،‬ويف «الصحيحني» من حديث عامر ابن َس ْع ِد بْ ِن أَِيب‬ ‫ِ‬
‫َوِيف َك ْوهنَا َس ْبـ ًعا َخ ِّ‬
‫ات ِم ْن َتَْ ِر ال َْعالِيَ ِة َل‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم «من تَصبهح بِس ْب ِع ََتَر ٍ‬
‫ََ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬‫اص‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه قَ َ‬
‫َوقه ٍ‬
‫ك الْيَـ ْوَم َس ٌّم َوَال ِس ْح ٌر» ‪.‬‬ ‫ميره َذلِ َ‬ ‫ّ‬
‫ض هرهُ َس ٌّم َح هىت ميُْ ِس َي» «‪. »7‬‬ ‫صبِ ُح‪ََ ،‬لْ يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وِيف لَْف ٍظ‪ :‬من أَ َكل سبع ََتَر ٍ ِ‬
‫ني يُ ْ‬ ‫ني َالبَـتَـ ْيـ َها ح َ‬ ‫ات ممها بَـ ْ َ‬ ‫َ ْ َ َْ َ َ‬ ‫َ‬
‫اض ٌل َحافِ ٌ‬ ‫ُوىل‪ .‬وقِيل‪ :‬رطْب فِ َيها‪ .‬وقِيل‪ :‬م ْعتَ ِد ٌل‪ ،‬و ُهو ِغ َذاء فَ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ظ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫س ِيف ْاأل َ َ َ َ ٌ‬ ‫ار ِيف الثهانيَة‪َ ،‬ايب ٌ‬ ‫َوالت ْهم ُر َح ٌّ‬
‫ض ِل ْاألَ ْغ ِذي ِة ِيف الْبِ َال ِد الْبا ِر َدةِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫اء بِ ِه‪َ ،‬كأ َْه ِل ال َْم ِدينَ ِة َوغَ ِْريِه ْم‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن أَفْ َ‬ ‫لص هح ِة َال ِسيهما لِم ِن ا ْعتَ َ ِ‬
‫اد الْغ َذ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ل ِّ‬
‫ِ‬
‫اط ِن ُس هك ِاهنَا‪،‬‬ ‫ودةِ بـو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ه‬
‫َوا ْحلَا هرة ال ِيت َح َر َارتُـ َها ِيف ال هد َر َجة الثهانيَة‪َ ،‬و ُه َو َهلُْم أَنْـ َف ُع م ْنهُ أل َْه ِل الْب َالد الْبَا ِر َدة‪ ،‬لبُـ ُر َ َ َ‬
‫ف‪َ ،‬وَما يَلِي ِه ْم ِم َن الْبِ َال ِد‬ ‫ك ي ْكثِر أ َْهل ا ْحلِ َجا ِز والْيَم ِن والطهائِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ه ِ ِ ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َو َح َر َارة بَـ َواط ِن ُسكان الْب َالد الْبَا ِر َدة‪َ ،‬ول َذل َ ُ ُ ُ‬
‫ضعُو َن ِيف أَط ِْع َمتِ ِه ْم ِم َن‬ ‫س ِل‪َ ،‬و َش َ‬
‫اه ْد َان ُه ْم يَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫الْم َ ِ ِ ِ‬
‫شاهبَة َهلَا م َن ْاألَ ْغذيَة ا ْحلَا هرة َما َال يَـتَأَتهى لغَ ِْريه ْم‪َ ،‬كالت ْهم ِر َوال َْع َ‬ ‫ُ‬
‫يل َك َما ََْ ُك ُل غَْيـ ُرُه ُم‬ ‫ِ‬ ‫شرةِ أَ ْ ٍ‬ ‫الْ ُف ْل ُف ِل َوال هزْْنَبِ ِ‬
‫ض َعاف أ َْو أَ ْكثَـ َر َو ََْ ُكلُو َن ال هزْْنَب َ‬ ‫يل فَـ ْو َق َما يصنعه غَْيـ ُرُه ْم َْْن َو َع َ َ‬
‫ض ُّرُه ْم لِبُـ ُر َ‬
‫ودةِ‬ ‫ك َوَال يَ ُ‬ ‫ت َم ْن يَـتَـنَـ هق ُل بِ ِه ِم ْنـ ُه ْم َك َما يَـتَـنَـ هق ُل ِابلنهـ ْق ِل‪َ ،‬ويُـ َوافِ ُق ُه ْم َذلِ َ‬‫اه ْد ُ‬‫ا ْحلَل َْوى‪َ ،‬ولََق ْد َش َ‬
‫شتَ ِاء‪،‬‬ ‫ف‪َ ،‬وتَ ْس َخ ُن ِيف ال ِّ‬ ‫اه ُد ِميَاهُ ْاآل َاب ِر تَـ ْبـ ُر ُد ِيف ال ه‬
‫ص ْي ِ‬ ‫شَ‬ ‫س ِد‪َ ،‬ك َما تُ َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫وج ا ْحلََر َارة إ َىل ظَاه ِر ا ْجلَ َ‬ ‫َج َوافِ ِه ْم َو ُخ ُر ِ‬ ‫أْ‬
‫ص ْي ِ‬‫ض ُجهُ ِيف ال ه‬ ‫شتَ ِاء ما َال تُـ ْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وَك َذلِ َ ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ك تُـ ْنض ُج ال َْمع َدةُ م َن ْاألَ ْغذيَة الْغَليظَة ِيف ال ّ َ‬ ‫َ‬
‫اد أَ ْن يَ ُكو َن ِمبَْن ِزلَ ِة ا ْحلِْنطَِة لِغَ ِْريِه ْم‪َ ،‬و ُه َو قُوتُـ ُه ْم َوَما هدتُـ ُه ْم‪َ ،‬وَتَُْر ال َْعالِيَ ِة ِم ْن‬ ‫َوأَ هما أ َْه ُل ال َْم ِدينَ ِة‪ ،‬فَالت ْهم ُر َهلُ ْم يَ َك ُ‬
‫اد ُق ا ْحلََال َوةِ‪َ ،‬والت ْهم ُر يَ ْد ُخ ُل ِيف ْاألَ ْغ ِذيَِة َو ْاألَ ْد ِويَِة‬ ‫اف َتَْ ِرِهم‪ ،‬فَِإنههُ متِني ا ْجلِس ِم‪ ،‬لَ ِذي ُذ الطه ْع ِم‪ ،‬ص ِ‬ ‫أَجوِد أَصنَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬
‫ت ال هرِديئَ ِة َما يَـتَـ َوله ُد‬ ‫ض َال ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وَال يَـتَـ َوله ُد َع ْنهُ ِم َن الْ َف َ‬ ‫ار الْغَ ِري ِز ِّ‬‫ْح ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوالْ َفاك َهة‪َ ،‬و ُه َو يُـ َواف ُق أَ ْكثَـ َر ألبدان‪ُ ،‬م َق ٍّو لل َ‬
‫ادهُ ِمن تَـع ُّف ِن ْاألَ ْخ َال ِط وفَس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫اد َها‪.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َع ْن غَ ِْريه م َن ْاألَ ْغذيَة َوالْ َفاك َهة‪ ،‬بَ ْل ميَْنَ ُع ل َم ِن ا ْعتَ َ ْ َ‬
‫ب أَ هن لِ ِْل َْم ِكنَ ِة‬ ‫ِ ِ‬
‫اص‪َ ،‬كأ َْه ِل ال َْمدينَة َوَم ْن َج َاوَرُه ْم‪َ ،‬وَال َريْ َ‬ ‫اب اله ِذي أُ ِري َد بِ ِه ْ‬
‫اخلَ ُّ‬ ‫يث ِم َن ْ‬
‫اخلِطَ ِ‬ ‫َو َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫ت ِيف َه َذا الْم َك ِ‬ ‫ك الْم َك ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ً ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ان ُدو َن غريه‪ ،‬فيكون الدواء الذي يَـ ْنـبُ ُ‬ ‫اصا بنَـ ْف ِع َكث ٍري م َن ْاألَ ْد ِويَة ِيف َذل َ َ‬ ‫ا ْخت َ‬
‫ان غَ ِْريهِ لِتَأْثِ ِري نَـ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س التـ ُّْربَِة أَ ِو اهلواء‪ ،‬أو ُها‬ ‫ت ِيف م َك ٍ‬
‫ك النهـ ْف ُع إِ َذا نَـبَ َ َ‬ ‫وج ُد فِ ِيه َذلِ َ‬ ‫َانف ًعا م َن ال هداء‪َ ،‬وَال يُ َ‬
‫َجيعا فإن لِلرض‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف األشربة واإلمام أْحد وأبو داود‪.‬‬

‫(‪)13/7‬‬

‫ات ي ُكو ُن ِيف بـع ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنْ ِ ِ ِ‬ ‫خواص وطَبائِع يـ َقا ِرب ا ْختِ َالفُـ َها ا ْختِ َال َ ِ‬
‫ض الْب َالد غ َذ ً‬
‫اء‬ ‫َْ‬ ‫سان‪َ ،‬وَكثريٌ م َن النـهبَ َ‬ ‫ف طَبَائ ِع ِْ َ‬ ‫َ َ َُ ُ‬
‫ين‪َ ،‬وأَ ْد ِويٍَة لَِق ْوٍم ِم ْن أ َْم َر ٍ‬
‫اض ِه َي أَ ْد ِويَةٌ‬ ‫ِ‬ ‫ضها َمسها قَاتًِال‪ ،‬ور ه ٍ‬
‫ب أَ ْد ِويَة لقوم أغفية آل َخ ِر َ‬ ‫َُ‬ ‫وال‪َ ،‬وِيف بَـ ْع ِ َ‬
‫َمأْ ُك ً‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِآل َخ ِرين ِيف أَمر ٍ ِ‬
‫ب غَْيـ َرُه ْم‪َ ،‬وَال تَـ ْنـ َفعُ ُه ْم‪.‬‬‫اض س َو َاها‪َ ،‬وأَ ْد ِويَة أل َْه ِل بَـلَد َال تُـنَاس ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ات س ْبـعا‪ ،‬و ْاألَر ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‬
‫ضَ‬ ‫الس َم َاو َ ً َ َ‬ ‫اَّللُ َع هز َو َج هل ّ‬ ‫ت قَ ْد ًرا َو َش ْر ًعا‪ ،‬فَ َخلَ َق ه‬ ‫س ْب ِع‪ ،‬فَِإنهـ َها قَ ْد َوقَـ َع ْ‬‫اصيهةُ ال ه‬ ‫َوأَ هما َخ ِّ‬
‫ادهِ الطهَو َ‬ ‫اَّلل سبحانَهُ لِ ِعب ِ‬ ‫سا ُن َك ُم َل َخ ْل ُقهُ ِيف َس ْبـ َع ِة أَط َْوا ٍر‪َ ،‬و َش َر َ‬ ‫َس ْبـ ًعا‪َ ،‬و ْاأل هَاي َم َس ْبـ ًعا‪َ ،‬و ِْ‬
‫اف َس ْبـ ًعا‪،‬‬ ‫ع هُ ُ ْ َ َ‬ ‫اإلنْ َ‬
‫ال‬‫ُوىل َوقَ َ‬ ‫ات ال ِْعي َديْ ِن َس ْبـ ًعا ِيف ْاأل َ‬ ‫ص َفا والْمروةِ س ْبـعا ورْمي ا ْجلِما ِر س ْبـعا س ْبـعا‪ ،‬وتَ ْكبِري ِ‬
‫ني ال ه َ َ ْ َ َ ً َ َ َ َ َ ً َ ً َ َ‬ ‫س ْع َي بَـ ْ َ‬
‫َوال ه‬
‫ني أَبَـ َويْ ِه»‬ ‫ِ‬ ‫ص َالةِ لِسب ٍع» «‪« : »7‬وإِذَا ص ِ‬
‫ري بَـ ْ َ‬ ‫ني ُخَِّ‬‫ار ل ْلغُ َالِم َس ْب ُع سنِ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َْ‬ ‫وه ْم ِابل ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم « ُم ُر ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫َ‬
‫َح ُّق بِ ِه» َوأ ََم َر النِ ُّ‬ ‫ٍِ‬ ‫«‪ِ »2‬يف ِرواي ٍة‪ .‬وِيف ِرواي ٍة أُ ْخرى‪« :‬أَبوهُ أ ِ ِ ِ ِ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫َح ُّق بِه م ْن أ ُّمه» َوِيف ََثلثَة «أ ُُّمهُ أ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ َ ََ َ‬
‫اد َس ْب َع لَيَ ٍ‬ ‫الريح َعلَى قَـوِم َع ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ض ِه أَ ْن يص ه ِ ِ‬ ‫َعلَْي ِه وسلهم ِيف مر ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫اَّللُ ِّ َ‬‫هر ه‬ ‫ب َعلَْيه م ْن َس ْب ِع ق َرب «‪َ ، »3‬و َسخ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ‬ ‫هل ه‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَ ْن يُِعينَهُ ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫َو َد َعا النِ ُّ‬
‫ف «‪َ ، »4‬وَمث َ‬ ‫س ْب ِع يُو ُس َ‬ ‫س ْب ٍع َك َ‬ ‫اَّللُ َعلَى قَـ ْومه ب َ‬ ‫هب َ‬
‫سنَابِ ُل الهِيت َر َ‬
‫آها‬ ‫ت َس ْب َع َسنَابِ َل ِيف ُك ِّل ُس ْنـبُـلَ ٍة ِمائَةُ َحبه ٍة‪َ ،‬وال ه‬ ‫ص ِّد ِق ِحبَبه ٍة أَنْـبَـتَ ْ‬ ‫اع ُ ِ‬
‫ف بِه َ‬
‫ص َدقَةَ ال ُْمتَ َ‬
‫ضِ‬ ‫َما يُ َ‬
‫ص َدقَةُ إِ َىل س ْب ِع ِمائَ ِة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف إِ َىل‬ ‫ض ْع ٍ‬
‫َ‬ ‫ف ال ه‬ ‫اع ُ‬ ‫ضَ‬ ‫وها َدأ ًَاب َس ْبـ ًعا‪َ ،‬وتُ َ‬‫ني الهِيت َزَرعُ َ‬ ‫السنِ َ‬
‫ف َس ْبـ ًعا‪َ ،‬و ّ‬ ‫وس َ‬ ‫ب يُ ُ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َ‬
‫اب َس ْبـعُو َن أَلْ ًفا‪.‬‬ ‫اف َكثِريةٍ‪َ ،‬ويَ ْد ُخل ا ْجلَنهةَ ِم ْن َه ِذهِ ْاألُهم ِة بِغَ ِْري ِحس ٍ‬ ‫ضع ٍ‬
‫أَ ْ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اصهُ‪ ،‬فَِإ هن ال َْع َد َد َش ْف ٌع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ت لِغَ ِْريهِ‪َ ،‬وال ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم َع ِاينَ ال َْع َدد ُكلّه َو َخ َو ّ‬ ‫س ْبـ َعةُ ََجَ َع ْ‬ ‫س ْ‬ ‫ب أَ هن هلََذا ال َْع َدد َخ ّ‬
‫اصيهةً لَْي َ‬ ‫فَ َال َريْ َ‬
‫ب‪َ :‬ش ْف ٌع أ هَو ٌل‪َ ،‬وََث ٍن َوَوتْـ ٌر أَ هو ٌل َوََث ٍن‪َ ،‬وَال‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك‪ ،‬فَـ َهذه أ َْربَ ُع َم َرات َ‬ ‫ش ْف ُع أ هَو ٌل َوََث ٍن‪َ .‬وال َْوتْـ ُر‪َ :‬ك َذلِ َ‬ ‫َوَوتْـ ٌر َوال ه‬
‫ش ْف َع‬ ‫ب ال َْع َد ِد ْاأل َْربَـ َع ِة‪ ،‬أَ ْع ِِن ال ه‬ ‫ب ِيف أَقَ هل ِم ْن َس ْبـ َع ٍة‪َ ،‬و ِهي َع َد ٌد َك ِام ٌل َج ِام ٌع لِ َم َراتِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ََتْتَم ُع َهذه ال َْم َرات ُ‬
‫َ‬
‫ني‪َ ،‬وِابلث ِ‬
‫هاين‬ ‫ش ْف ِع ْاألَ هوِل ِاالثْـنَـ ْ ِ‬ ‫سةَ‪َ ،‬وِابل ه‬ ‫هاين ْ‬ ‫َوال َْوتْـ َر‪َ ،‬و ْاأل ََوائِ َل َوالثـ َهو ِاينَ‪َ ،‬ونَـ ْع ِِن ِابل َْوتْ ِر ْاألَ هوِل الث َهالثَةَ‪َ ،‬وِابلث ِ‬
‫اخلَ ْم َ‬
‫س ْبـ َع ِة‪َ ،‬وَال ِسيه َما ِيف البحارين‪ .‬وقد قال‬ ‫يم ِابل ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ْاأل َْربَـ َعةَ‪َ ،‬ول ِْلَطبهاء ا ْعتنَاءٌ َعظ ٌ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد وأبو داود بلفظ «مروا الصب ابلصالة إذا بلغ سبع سنني‪ ،‬وإذا بلغ عشر سنني‬
‫فاضربوه عليها» وسنده صحيح‪.‬‬
‫(‪ )2‬ثبت أنه صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َخيهـ َر غُ َال ًما بَـ ْ َ‬
‫ني أبيه وأمه» أخرجه أْحد والرتمذي وابن ماجه وقال‬ ‫َ‬
‫الرتمذي‪ :‬حديث حسن صحيح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف املغازي‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري يف املغازي‬

‫(‪)14/7‬‬

‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َسنَا ُن‬
‫وم َس ْبـ َعةٌ‪َ ،‬و ْاأل هَاي ُم َس ْبـ َعةٌ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ُّج ُ‬
‫اء‪َ ،‬والن ُ‬ ‫بقراط‪ُ :‬ك ُّل َش ْيء م ْن َه َذا ال َْعاََِل‪ ،‬فَـ ُه َو ُم َق هد ٌر َعلَى َس ْبـ َعة أ ْ‬
‫َج َز َ‬
‫اب‪ ،‬مُه َك ْه ٌل‪ ،‬مُه َش ْي ٌخ‪ ،‬مُه َه َرٌم‬ ‫صِبٌّ إِ َىل أ َْربَ َع َع ْش َرَة‪ ،‬مُه ُم َر ِاه ٌق‪ ،‬مُه َش ٌّ‬ ‫ِ‬
‫هاس َس ْبـ َعةٌ‪ ،‬أ هَوُهلَا ط ْف ٌل إِ َىل َس ْب ٍع‪ ،‬مُه َ‬
‫الن ِ‬
‫يص َه َذا ال َْع َد ِد َه ْل ُه َو ِهلََذا ال َْم ْع َىن أ َْو‬ ‫اَّلل تَـع َاىل أَ ْعلَم ِِحب ْكمتِ ِه و َشر ِع ِه‪ ،‬وقَ ْد ِرهِ ِيف َختْ ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ُ َ َ ْ َ‬ ‫إِ َىل ُم ْنـتَـ َهى الْعُ ُم ِر‪َ ،‬و هُ َ‬
‫لِغَ ِْريهِ؟‪.‬‬
‫الس ْح ِر‪ِ ،‬حبَْي ُ‬
‫ث َتَْنَ ُع‬ ‫ِ‬
‫س ِّم َو ّ‬ ‫َونَـ َف َع َه َذا ال َْع َد ُد ِم ْن َه َذا الت ْهم ِر ِم ْن َه َذا الْبَـلَ ِد ِم ْن َه ِذهِ الْبُـ ْق َع ِة بِ َع ْينِ َها ِم َن ال ه‬
‫ِ‬
‫َطبهاء ِابلْ َقبُ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صابَـتُهُ‪ِ ،‬م َن ْ‬
‫ول‬ ‫اها َع ْنـ ُه ُم ا ْأل ُ‬ ‫اص الهِيت لَ ْو قَا َهلَا بقراط وجالينوس َوغَْيـ ُر ُُهَا م َن ْاألَطبهاء‪ ،‬لَتَـلَ هق َ‬ ‫اخلََو ِّ‬ ‫إِ َ‬
‫ْع‬
‫ني‪َ ،‬وقَط ٌ‬ ‫ني َوالظه ُّن‪ ،‬فَ َم ْن َك َال ُمهُ ُكلُّهُ يَِق ٌ‬ ‫س َوالته ْخ ِم ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و ِْ ِ ِ ِ ِ‬
‫اإل ْذ َعان َواالنْقيَاد‪َ ،‬م َع أَ هن الْ َقائ َل إ همنَا َم َعهُ ا ْحلَ ْد ُ‬ ‫َ‬
‫اض‪ .‬وأَد ِوية السم ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ول والت ِ‬
‫وم َات َرةً تَ ُكو ُن‬ ‫رت ِ َ ْ َ ُ ُّ ُ‬ ‫هسل ِيم‪َ ،‬وتَـ ْرك اال ْع َ‬ ‫َوبُـ ْرَها ٌن‪َ ،‬وَو ْح ٌي أ َْو َىل أَ ْن تُـتَـلَ هقى أَقـ َْوالُهُ ِابلْ َقبُ ِ َ ْ‬
‫َحجا ِر وا ْجلو ِاه ِر والْيـواقِ ِ‬ ‫اصيه ِة َك َخو ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫يت‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬ ‫اص َكث ٍري م َن ْاأل ْ َ َ ََ َ َ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ِابلْ َك ْيفيهة‪ ،‬واترة تتكون ِاب ْخلَ ِّ‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫اصيه ِة‬ ‫ِ‬ ‫وم‪ ،‬فَـي ُكو ُن ا ْحل ِد ُ ِ‬ ‫ض السم ِ‬
‫وز نَـ ْفعُهُ خلَ ِّ‬ ‫وص‪َ ،‬وَجيُ ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫ام ال َْم ْخ ُ‬ ‫يث م َن ال َْع ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وز نَـ ْف ُع الت ْهم ِر ال َْم ْذ ُكوِر ِيف بَـ ْع ِ ُّ ُ‬ ‫َوَجيُ ُ‬
‫ص ِة من كل سم‪ ،‬ولكن ها هنا أمر البد ِم ْن بَـيَانِِه‪َ ،‬و ُه َو أَ هن ِم ْن َش ْر ِط انْتِ َف ِاع‬ ‫اخلَا ه‬ ‫ْك التـ ُّْربَِة ْ‬‫ْك الْبَـلَ ِد‪َ ،‬وتِل َ‬ ‫تِل َ‬
‫ريا ِم َن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ هِ‬ ‫اد النهـ ْف ِع بِ ِه‪ ،‬فَـتَـ ْقبـلُهُ الطهبِيعةُ‪ ،‬فَـتَستَ ِع ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال َْعلِ ِ‬
‫ني به َعلَى َدفْ ِع الْعلة‪َ ،‬ح هىت إ هن َكث ً‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يل ِابل هد َواء قَـبُولَهُ‪َ ،‬وا ْعتِ َق َ‬
‫ب‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ِ‬
‫ك َع َجائ َ‬ ‫هاس ِم ْن ذَلِ َ‬
‫اه َد الن ُ‬ ‫ال التهـلَ ِّقي‪َ ،‬وقَ ْد َش َ‬ ‫ول‪ ،‬وَكم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ال ُْم َعا َجلَات يَـ ْنـ َف ُع ِابال ْعت َقاد‪َ ،‬و ُح ْس ِن الْ َقبُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ار‬
‫ث ا ْحلَ ٌّ‬ ‫ش الْ ُق هوةُ‪َ ،‬ويَـ ْق َوى ُس ْلطَا ُن الطهبِ َيع ِة‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِألَ هن الطهبِيعةَ ي ْشتَ ُّد قَـبوُهلَا لَهُ‪ ،‬وتَـ ْفرح النهـ ْف ِ‬
‫س بِه‪ ،‬فَـتَـ ْنـتَع ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ْك ال ِْعله ِة‪ ،‬فَـيَـ ْقطَ ُع َع َملَهُ‬ ‫س يَ ُكو ُن َكثِريٌ ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة َانفِ ًعا لِتِل َ‬ ‫اع ُد َعلَى َدفْ ِع ال ُْم ْؤِذي‪َ ،‬وِابل َْع ْك ِ‬ ‫ي‪ ،‬فَـيس ِ‬
‫الْغَ ِري ِز ٌّ ُ َ‬
‫ول‪ ،‬فَ َال ُْجي ِدي َعلَْيـ َها َش ْيـئًا‪َ .‬وا ْعتَـبَـ َر َه َذا ِأبَ ْعظَِم‬ ‫يل فِ ِيه‪ ،‬و َع َد ُم أَ ْخ ِذ الطهبِ َيع ِة لَهُ ِابلْ َقبُ ِ‬
‫َ‬ ‫اد ال َْعلِ ِ‬‫سوء ا ْعتِ َق ِ‬
‫ُ ُ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ‪َ ،‬و ُه َو الْ ُق ْرآ ُن اله ِذي ُه َو‬ ‫اد‪َ ،‬و ُّ‬ ‫اش والْمع ِ‬ ‫ِ‬
‫وب َو ْاألَبْ َدان‪َ ،‬وال َْم َع ِ َ َ َ‬ ‫ْاألَ ْد ِويَِة َو ْاألَ ْش ِفيَ ِة‪َ ،‬وأَنْـ َف ِع َها لِ ْل ُقلُ ِ‬
‫ضا إِ َىل‬ ‫اء َوالنهـ ْف َع‪ ،‬بَ ْل َال يَ ِزي ُد َها إِهال َم َر ً‬ ‫وب الهِيت َال تَـ ْعتَ ِق ُد فِ ِيه ال ِّ‬
‫ش َف َ‬ ‫ِش َفاءٌ ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء‪َ ،‬ك ْي َ‬
‫ف َال يَـ ْنـ َف ُع الْ ُقلُ َ‬
‫اد ُر فِ َيها‬ ‫هام الْ َك ِامل اله ِذي َال يـغَ ِ‬
‫ُ‬ ‫آن‪ ،‬فَِإنههُ ِش َفا ُؤ َها الت ُّ‬ ‫ط أَنْـ َفع ِمن الْ ُقر ِ‬
‫وب َد َواءٌ قَ ُّ ُ َ ْ‬ ‫ض َها‪َ ،‬ولَْيس لِ ِش َف ِاء الْ ُقلُ ِ‬ ‫مر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ص هحتَـ َها ال ُْمطْلَ َقةَ‪َ ،‬وَْحي ِم َيها ا ْحلَ ِميهةَ التها همةَ ِم ْن ُك ِّل ُم ْؤٍذ ومضر‪،‬‬ ‫ظ َعلَْيـ َها ِ‬ ‫َس َق ًما إِهال أَبْـ َرأَهُ‪َ ،‬وَْحي َف ُ‬

‫(‪)15/7‬‬

‫وب َع ْنهُ‪َ ،‬و َع َد ُم اعتقادها اجلازم الذي ال ريب فيه نه َك َذلِ َ‬


‫ك‪َ ،‬و َع َد ُم‬ ‫َوَم َع َه َذا فَِإ ْع َر ُ‬
‫اض أَ ْكثَ ِر الْ ُقلُ ِ‬
‫ت ال َْع َوائِ ُد‪،‬‬ ‫ش َف ِاء بِ ِه‪ ،‬وغَلَب ِ‬
‫ني ال ِّ‬ ‫ول َع ْنهُ إِ َىل ْاألَ ْد ِويَِة الهِيت َرهكبَـ َها بَـنُو ِج ْن ِس َها َح َ‬
‫ال بَـ ْيـنَـ َها َوبَـ ْ َ‬ ‫استِ ْع َمالِ ِه‪َ ،‬والْعُ ُد ُ‬
‫ْ‬
‫َ َ‬
‫َطبهاءُ َعلَى ِع َال ِج بَِِن‬ ‫ضى و ْاأل ِ‬
‫وب‪َ ،‬وتَـ َرهَب ال َْم ْر َ َ‬ ‫ت ال ِْعلَل َو ْاألَ ْد َواءُ ال ُْم ْزِمنَةُ ِم َن الْ ُقلُ ِ‬
‫ُ‬
‫اض‪ ،‬وََتَ هكنَ ِ‬
‫اإل ْع َر ُ َ‬ ‫َوا ْشتَ هد ِْ‬
‫وخ ُه ْم‪َ ،‬وَم ْن يُـ َع ِظّ ُمونَهُ َو ُْحي ِسنُو َن بِ ِه ظُنُونَـ ُه ْم‪ ،‬فعظم املصاب‪ ،‬واستحكم الداء‪،‬‬ ‫ِج ْن ِس ِه ْم َوَما َو َ‬
‫ض َعهُ َهلُ ْم ُشيُ ُ‬
‫ادثَِة تَـ َفاقَ َم أ َْم ُرَها‪َ ،‬وقَ ِويَ ْ‬
‫ات ا ْحل ِ‬
‫ْك ال ِْع َالج ِ‬
‫وها بِتِل َ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وتركبت أمراض وعل أَ ْعيَا َعلَْي ِه ْم ع َال ُج َها‪َ ،‬وُكله َما َعا َجلُ َ‬
‫ال يـنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ادي َعلَْي ِه ْم‪:‬‬ ‫سا ُن ا ْحلَ ِ ُ‬
‫َول َ‬
‫ِ‬ ‫ب والْعجائِب ََجهةٌ ‪ ...‬قُـرب ال ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫ش َفاء َوَما إِلَْيه ُو ُ‬
‫ص ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َوم َن ال َْع َجائ ِ َ َ َ ُ‬
‫يس ِيف الْبَـ ْي َد ِاء يَـ ْقتُـلُ َها الظما ‪ ...‬واملاء فوق ظهورها ُممول‬ ‫َكال ِْع ِ‬

‫ض َرَرَها‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي‬‫ص َال ِح َها ِمبَا يَ ْدفَ ُع َ‬ ‫ض َرِر ْاألَ ْغ ِذيَِة َوالْ َفاكِ َه ِة َوإِ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف َدفْ ِع َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫نَـ ْف َع َها‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ََْ ُك ُل‬ ‫يث َعب ِد هِ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ال‪ :‬رأيت رسول َ‬ ‫اَّلل بْ ِن جعفر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» م ْن َحد ِ ْ‬ ‫ت ِيف «ال ه َ‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫هاء «‪. »7‬‬ ‫الرطَب ِابل ِْقث ِ‬
‫ُّ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫هع ُّف ِن‪،‬‬ ‫ْب ِيف الثهانيَة‪ ،‬يُـ َق ِّوي ال َْمع َد َة الْبَا ِر َد َة‪َ ،‬ويُـ َواف ُق َها‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف الْبَاه‪َ ،‬ولَكنههُ َس ِر ُ‬
‫يع التـ َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫ب‪َ :‬ح ٌّ‬ ‫الرطَ ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫ْب ِيف الثهانِيَ ِة‪،‬‬ ‫ض ٌّر ِاب ْأل ِ ِ‬ ‫س َد ِد‪ ،‬ووج ِع الْمثَانَِة‪ ،‬وم ِ‬ ‫مع ِطّش مع ِّكر لِل هدِم‪ ،‬م ِ ِ ِ‬
‫َسنَان‪َ ،‬والْقثهاءُ َاب ِرٌد َرط ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬ ‫ص ّدعٌ ُم َولّ ٌد لل ه َ َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ ٌ َُ ٌ‬
‫ف‬‫ش ِّم ِه ملا فيه من العطرية‪ ،‬مطفىء ِحلََر َارةِ ال َْمعِ َدةِ ال ُْملْتَ ِهبَ ِة‪َ ،‬وإِذَا ُج ِّف َ‬ ‫ش لِلْ ُق َوى بِ َ‬ ‫ش‪ُ ،‬م ْن ِع ٌ‬‫س ِّك ٌن لِل َْعطَ ِ‬ ‫ُم َ‬
‫ش‪َ ،‬وأ ََد هر الْبَـ ْو َل‪َ ،‬ونَـ َف َع ِم ْن َو َج ِع ال َْمثَانَِة‪َ .‬وإِذَا ُد هق‬ ‫ِ‬ ‫بِزرهُ‪ ،‬و ُد هق و ِ‬
‫ب‪َ ،‬س هك َن ال َْعطَ َ‬ ‫ب ِابل َْماء‪َ ،‬و ُش ِر َ‬ ‫استُ ْحل َ‬ ‫ُْ َ َ ْ‬
‫ضما ٌد مع الْميـب ْختَ ِج‪ ،‬نَـ َفع ِمن َعض ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫و ُُِنل‪ ،‬و ُدلِ َ ِ‬
‫هة الْ َكل ِ‬
‫ْب‬ ‫َ ْ‬ ‫َسنَا ُن‪َ ،‬ج َال َها‪َ ،‬وإِذَا ُد هق َوَرقُهُ َوعُم َل م ْنهُ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫ك بِه ْاأل ْ‬ ‫َ َ َ‬
‫ب‪.‬‬‫الْ َكلِ ِ‬
‫ح ْاآل َخ ِر‪َ ،‬وإِ َزالَةٌ ألكثر‬ ‫ِ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فَـ َه َذا َح ٌّ‬
‫ص َال ُ‬ ‫ار‪َ ،‬و َه َذا َاب ِرٌد‪َ ،‬وِيف ُك ٍّل م ْنـ ُه َما َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة ومسلم يف األشربة‬

‫(‪)11/7‬‬

‫َص ٌل ِيف ِح ْف ِظ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِدها‪ ،‬ودفْ ِع س ِ‬ ‫َ ِ‬


‫َص ُل ال ِْع َال ِج ُكلّ ِه‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬ ‫ورهتَا ِاب ْألُ ْخ َرى‪َ ،‬و َه َذا أ ْ‬ ‫ٍِِِ‬
‫ض َرِره‪َ ،‬وُم َق َاوَمةُ ُك ِّل َك ْيفيهة ب ّ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ال ذَلِ َ‬ ‫ب ُكلُّه يستـ َف ِ‬ ‫ِ‬
‫ح َهلَا‬‫ص َال ٌ‬ ‫ك َوأ َْمثَال ِه ِيف ْاألَ ْغ ِذيَِة َو ْاألَ ْد ِويَِة إِ ْ‬ ‫استِ ْعم ِ‬
‫اد م ْن َه َذا‪َ .‬وِيف ْ َ‬ ‫ْم ال ِطّ ِّ ُ ُ ْ َ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الص هحة‪ ،‬بَ ْل عل ُ‬ ‫ّ‬
‫ص هح ِة الْبَ َد ِن‪َ ،‬وقُـ هوتِِه‬ ‫ك َعو ٌن َعلَى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪َ ،‬و َدفْ ٌع ل َما ف َيها م َن الْ َك ْيفيهات ال ُْمض هرة ل َما يُـ َقابِلُ َها‪َ ،‬وِيف ذَل َ ْ‬ ‫َوتَـ ْعد ٌ‬
‫َمسن‪ ،‬فَس همن ِوين ِابل ِْقث ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ت عائشة ر ِ‬ ‫صبِ ِه‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ب‪،‬‬‫الرطَ ِ‬ ‫هاء َو ُّ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪َ :‬مسهنُ ِوين بِ ُك ِّل َش ْيء‪ ،‬فَـلَ ْم أ َْ ْ َ ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫َو َخ ْ‬
‫ت‪.‬‬‫س ِم ْن ُ‬ ‫فَ َ‬
‫َح ِد ُِهَا‬‫يل أ َ‬
‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وتَـ ْعد ُ‬ ‫س ِاب ُّلرطَ ِ‬ ‫س‪َ ،‬والْيَابِ ِ‬ ‫ب ِابلْيَابِ ِ‬ ‫ار ِابلْبَا ِرِد‪َ ،‬و ُّ‬
‫الرطَ ِ‬ ‫ض َرِر الْبَا ِرِد ِاب ْحلَ ِّ‬
‫ار‪َ ،‬وا ْحلَ ِّ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فَ َدفْ ُع َ‬
‫الص هح ِة‪َ ،‬ونَ ِظريُ َه َذا َما تَـ َق هد َم ِم ْن أ َْم ِرهِ ِابل ه‬
‫سنَا والسنوات‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫ِاب ْآل َخ ِر ِمن أَبـلَ ِغ أَنْـو ِاع ال ِْع َالج ِ ِ ِ‬
‫ات‪َ ،‬وح ْفظ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ث بِ ِعمارةِ‬ ‫ِ‬ ‫ات هِ‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَى َم ْن بُع َ َ َ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫ِ‬
‫سنَا‪َ ،‬ويُـ ْعدلُهُ‪ ،‬فَ َ‬‫صلُ ُح بِ ِه ال ه‬ ‫س ُل اله ِذي فِ ِيه َش ْيءٌ ِم َن ال ه‬
‫س ْم ِن يَ ْ‬ ‫ال َْع َ‬
‫صالِ ِح الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وب َو ْاألَبْ َدان‪َ ،‬وِمبَ َ‬
‫الْ ُقلُ ِ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ا ْحلِ ْميَ ِة‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ك َم َد ُار‬ ‫يج إِ َىل ِاال ْستِ ْف َر ِاغ ال ُْم َوافِ ِق‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ط‪ِ ْ ،‬‬
‫احت َ‬ ‫ص هح ٍة‪ .‬فَِإذَا َوقَ َع الته ْخلِي ُ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ان‪ِْ :‬حْيَةٌ َو ِح ْف ُ‬ ‫ال هدواء ُكلُّهُ َش ْيـئَ ِ‬
‫َُ‬
‫اع ِد الث َهالثَِة‪َ .‬وا ْحلِ ْميَةُ‪:‬‬ ‫ب ُكلِّ ِه علَى ه ِذهِ الْ َقو ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الطّ ِّ‬
‫ف َعلَى َحالِ ِه‪ ،‬فَ ْاألَ هو ُل‪:‬‬ ‫ض‪َ ،‬وِْحْيَةٌ َع هما يَ ِزي ُدهُ‪ ،‬فَـيَ ِق ُ‬ ‫ب ال َْم َر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ْحْيَـتَان‪ْ :‬حْيَةٌ َع هما َْجيل ُ‬
‫ت‬ ‫َخ َذ ِ‬‫هزايُ ِد‪َ ،‬وأ َ‬
‫ضهُ َع ِن التـ َ‬ ‫ف َم َر ُ‬ ‫احتَ َمى‪َ ،‬وقَ َ‬‫يض إِ َذا ْ‬ ‫ضى‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ِر َ‬ ‫َص هح ِاء َوالثهانِيَةُ‪ِْ :‬حْيَةُ ال َْم ْر َ‬ ‫ِْحْيةُ ْاأل ِ‬
‫َ‬
‫َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِم َن‬ ‫ِ ِ‬
‫َص ُل ِيف ا ْحل ْميَة قَـ ْولُهُ تَـ َع َاىل‪َ :‬وإِ ْن ُك ْنـتُ ْم َم ْرضى أ َْو َعلى َس َف ٍر أ َْو َ‬
‫جاء أ َ‬ ‫الْ ُق َوى ِيف َدفْ ِع ِه‪َ .‬و ْاأل ْ‬
‫استِ ْعم ِ‬ ‫الْغائِ ِط أَو المستم النِّساء فَـلَم ََِت ُدوا ماء فَـتـي همموا ص ِعيداً طَيِباً «‪ ، »7‬فَحمى الْم ِر ِ‬
‫ال‬ ‫يض م ِن ْ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ً ََ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ َ ُُْ‬
‫ال َْم ِاء‪ِ ،‬ألَنههُ يَ ُ‬
‫ض ُّرهُ‪.‬‬
‫اج ْه» َوغَ ِْريهِ َع ْن أم املنذر بنت قيس األنصارية‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ت‪:‬‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ض‪َ ،‬ولَنَا َد َو ِاِل ُم َعله َقةٌ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ام‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم ومعه علي‪ ،‬وعلي َانقِهٌ ِم ْن َم َر ٍ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َد َخ َل َعلَ هي َر ُس ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ام علي ََْ ُك ُل ِم ْنـ َها‪ ،‬فَطَِف َق َر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ََْ ُك ُل م ْنـ َها‪َ ،‬وقَ َ‬
‫رس ُ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫َُ‬
‫َو َسله َم يقول لعلي‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النساء‪ -43 -‬املائدة‪1 -‬‬

‫(‪)11/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬


‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬‫ت بِ ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ريا َو ِس ْل ًقا‪ ،‬فَ ِج ْئ ُ‬ ‫ت‪ :‬وصنَـ ْع ُ ِ‬
‫ت َشع ً‬ ‫ف‪ .‬قَالَ ْ َ َ‬ ‫ك َانقِهٌ» َح هىت َك ه‬ ‫«إِنه َ‬
‫ب‪ ،‬فَِإنههُ أ َْوفَ ُق لَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ك» وِيف لَْف ٍظ فَـ َق َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك» «‪. »7‬‬ ‫ال‪« :‬م ْن َه َذا فَأَص ْ‬ ‫ب‪ ،‬فَِإنههُ أَنْـ َف ُع لَ َ َ‬‫لعلي‪« :‬م ْن َه َذا أَص ْ‬
‫ني يَ َديْ ِه ُخ ْبـ ٌز‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َوبَـ ْ َ‬ ‫ت َعلَى النِ ِّ َ‬ ‫ال‪ :‬قَ ِد ْم ُ‬‫ضا َع ْن صهيب قَ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫اج ْه» أَيْ ً‬
‫ْت‪ :‬اي رسول‬ ‫ك َرَم ٌد» ؟ فَـ ُقل ُ‬ ‫ال‪« :‬أ َََتْ ُك ُل َتًَْرا َوبِ َ‬‫ْت‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ت َتًَْرا فَأَ َكل ُ‬
‫َخ ْذ ُ‬
‫ال‪« :‬ا ْد ُن فَ ُك ْل» ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َوَتٌَْر‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم «‪. »2‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫سم ر ُس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫هللا! أمضع م َن النهاحيَة ْاألُ ْخ َرى‪ ،‬فَـتَـبَ ه َ َ‬
‫الدنْـيَا‪َ ،‬ك َما َْحي ِمي‬ ‫ب َع ْب ًدا‪َْ ،‬حَاهُ ِم َن ُّ‬ ‫َح ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِ هن ه‬
‫اَّللَ إِ َذا أ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َوِيف َحديث َُْم ُفوظ َع ْنهُ َ‬
‫الدنْـيَا» » ‪.‬‬ ‫اَّللَ َْحي ِمي َع ْب َدهُ ال ُْم ْؤِم َن ِم َن ُّ‬ ‫اب» ‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ‪« :‬إِ هن ه‬ ‫شر ِ‬ ‫ه ِ‬
‫يضهُ َع ِن الط َعام َوال ه َ‬ ‫َح ُد ُك ْم َم ِر َ‬‫أَ‬
‫ت ال هد ِاء‪َ ،‬و َع ِّو ُدوا ُك هل‬ ‫ِ‬
‫س ال هد َواء‪َ ،‬وال َْم ِع َدةُ بَـ ْي ُ‬ ‫ِ‬
‫هاس‪« :‬ا ْحل ْميَةُ َرأْ ُ‬ ‫ْسنَ ِة َكثِ ٍري ِم َن الن ِ‬ ‫يث ال هدائِر َعلَى أَل ِ‬
‫ُ‬ ‫َوأَ هما ا ْحلَ ِد ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد» فَـ َه َذا ا ْحلَ ِد ُ ِ ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يث إمنَا ُه َو م ْن َك َالم احلارث بن كلدة طَبيب ال َْع َرب‪َ ،‬وَال يَص ُّح َرفْـعُهُ إ َىل النِ ِّ‬
‫هب‬ ‫ِ‬ ‫ِج ْس ٍم َما ا ْعتَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« .‬أَ هن‬
‫صلهى ه‬ ‫ٍِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫هب َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪ ،‬قَالَهُ غَْيـ ُر َواحد م ْن أَئ همة ا ْحلَديث‪َ .‬ويُ ْذ َك ُر َع ِن النِ ِّ‬ ‫َ‬
‫لص هح ِة‪ ،‬وإِذَا س ِقم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْم ِع َدةَ حو ُ ِ‬
‫ت‬ ‫ص َد َرت الْعُ ُرو ُق ِاب ّ َ َ َ‬ ‫ص هحت ال َْمع َدةُ َ‬ ‫ض الْبَ َدن‪َ ،‬والْعُ ُرو ُق إِلَْيـ َها َوا ِر َدةٌ‪ ،‬فَِإذَا َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫لس َق ِم» «‪. »4‬‬ ‫ت الْعُ ُرو ُق ِاب ُّ‬ ‫الْم ِع َدةُ‪ ،‬ص َدر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫يض َوالنهاقِ ِه‪،‬‬‫يط لِل َْم ِر ِ‬ ‫ض هرةِ ِمبَْن ِزلَ ِة الته ْخلِ ِ‬
‫يح ِيف ال َْم َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ب ا ْحلِ ْميَةُ‪َ ،‬وا ْحلِ ْميَةُ ِع ْن َد ُه ْم لِل ه‬ ‫ال احلارث‪ :‬رأْ ِ‬
‫س الطّ ِّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ض ِعي َفةٌ‪،‬‬
‫اض َمةُ َ‬ ‫ض‪ ،‬فَِإ هن طَبِيعتَهُ ََل تَـرِج ْع بـ ْع ُد إِ َىل قُـ هوِهتَا‪ ،‬والْ ُق هوةُ ا ْهلَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫َوأَنْـ َف ُع َما تَ ُكو ُن ا ْحلِ ْميَةُ لِلنهاقِ ِه ِم َن ال َْم َر ِ‬
‫ض ِه‪.‬‬‫َصعب ِم ِن ابْتِ َد ِاء مر ِ‬ ‫وج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوالطهبِ َيعةُ قَابِلَةٌ‪َ ،‬و ْاألَ ْع َ‬
‫ََ‬ ‫اس َها‪َ ،‬و ُه َو أ ْ َ ُ‬ ‫ب انْت َك َ‬ ‫ضاءُ ُم ْستَع هدةٌ‪ ،‬فَـتَ ْخليطُهُ يُ ُ‬
‫س ُن الته ْدبِ ِري‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫َح َ‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم لعلي م َن ْاألَ ْك ِل م َن ال هد َو ِاِل‪َ ،‬و ُه َو َانقهٌ أ ْ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ِيف َم ْن ِع النِ ِّ َ‬
‫ض‬ ‫ض ُّر ِابلنهاقِ ِه ِم َن ال َْم َر ِ‬
‫ب‪َ ،‬والْ َفاكِ َه ِة تَ ُ‬ ‫يد ال ِْعنَ ِ‬‫ت لِ ِْلَ ْك ِل ِمبَْن ِزلَِة َعنَاقِ ِ‬ ‫ب تُـعله ُق ِيف الْبـ ْي ِ‬
‫َ‬ ‫الرطَ ِ َ‬ ‫اِل أَقـْنَاءٌ ِم َن ُّ‬ ‫ال هد َو ِ َ‬
‫ف الطهبِ َيع ِة َع ْن دفعها‪،‬‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫استِ َحالَتِ َها‪َ ،‬و َ‬ ‫لِ ِ‬
‫س ْر َعة ْ‬ ‫ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه وأبو داود والرتمذي‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والرتمذي‪ ،‬وصححه احلاكم‪ ،‬ووافقه الذهب‬
‫(‪ )4‬ورد يف كتاب َممع الزوائد إال أن يف سنده حيىي البابليت وهو ضعيف‬

‫(‪)19/7‬‬

‫آَث ِر ال ِْعله ِة‪َ ،‬وإِ َزالَتِ َها ِم َن الْبَ َد ِن‪.‬‬


‫فَِإنهـ َها ََلْ تَـتَ َم هك ْن بَـ ْع ُد ِم ْن قُـ هوِهتَا‪َ ،‬و ِه َي َم ْشغُولَةٌ بِ َدفْ ِع َ‬
‫ص َد ِدهِ ِم ْن إِ َزالَ ِة بَِقيه ِة‬ ‫ِ‬ ‫صةً نَـوعُ ثَِق ٍل َعلَى الْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـتَ ْشتَ ِغل ِمبُعا َجلتِ ِه وإِ ْ ِ ِ‬
‫ص َالحه َع هما ه َي بِ َ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ب َخا ه ْ‬ ‫الرطَ ِ‬‫َوِيف ُّ‬
‫ش ِعريُ‪ ،‬أ ََم َرهُ أَ ْن‬ ‫ْق َوال ه‬ ‫ضع ب ـ ْ ِ ِ‬
‫السل ُ‬
‫ني يَ َديْه ّ‬
‫ف تِل َ ِ‬
‫ْك الْبَقيهةُ‪َ ،‬وإِ هما أَ ْن تَـتَـ َزايَ َد‪ ،‬فَـلَ هما ُو ِ َ َ َ‬ ‫آَث ِرهِ‪ ،‬فَِإ هما أَ ْن تَِق َ‬‫ض َو َ‬ ‫ال َْم َر ِ‬
‫ني‪،‬‬‫يف َوالتهـلْيِ ِ‬ ‫ْط ِ‬ ‫يد والتهـغْ ِذي ِة‪ ،‬والتهـل ِ‬
‫هَب َ َ َ‬
‫ش ِع ِري ِمن التـ ِْ ِ‬
‫َ‬ ‫يب ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ ِم ْن أَنْـ َف ِع ْاألَ ْغ ِذيَِة لِلنهاقِ ِه‪ ،‬فَِإ هن ِيف َم ِاء ال ه‬
‫يُص َ‬
‫ِ‬
‫سل ِْق‪ ،‬فَـ َه َذا ِم ْن أ َْوفَ ِق ال ِْغ َذ ِاء لِ َم ْن ِيف‬ ‫ول ال ه‬ ‫ُص ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتَـ ْق ِوي ِة الطهبِيع ِة ما ُهو أ ْ ِ ِ ِ‬
‫َصلَ ُح للنهاقه‪َ ،‬وَال سيه َما إِذَا طُبِ َخ ِأب ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اف ِم ْنهُ‪.‬‬
‫ف‪َ ،‬وَال يَـتَـ َوله ُد َع ْنهُ ِم َن ْاألَ ْخ َال ِط َما ُخيَ ُ‬ ‫ض ْع ٌ‬ ‫َم ِع َدتِِه َ‬
‫هوى‪.‬‬ ‫ص النـ َ‬ ‫يضا لَهُ‪َ ،‬ح هىت إِنههُ ِم ْن ِش هدةِ َما َْحَاهُ َكا َن َميُ ُّ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ َم ِر ً‬
‫ض َي ه‬ ‫َسلَم‪َْ :‬حَى عمر ر ِ‬
‫َ‬ ‫ال َزيْ ُد بْ ُن أ ْ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ص َل‪ ،‬فَـتَ ْمنَ ُع تَـ َزايُ َدهُ َوانْتِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ارهُ‪.‬‬
‫شَ‬ ‫صولَهُ‪َ ،‬وإِ َذا َح َ‬
‫َوِاب ْجلُ ْملَة‪ :‬فَا ْحل ْميَةُ م ْن أَنْـ َف ِع ْاألَ ْد ِويَة قَـ ْب َل ال هداء‪ ،‬فَـتَ ْمنَ ُع ُح ُ‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ت‬ ‫ش ْه َوةُ إِلَْي ِه‪َ ،‬وَمالَ ْ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ص ِحيح‪ ،‬إِذَا ا ْشتَ هد ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِممها يـ ْنـب ِغي أَ ْن يـعلَم أَ هن َكثِريا ِممها ُْحيمى َع ْنه الْعلِ‬
‫يل َوالنهاقهُ َوال ه ُ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫ً‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ض ِم ِه‪ََ ،‬لْ يَ ُ‬
‫ض هرهُ تَـنَ ُاولُهُ‪ ،‬بَ ْل ُرهمبَا‬ ‫ري اله ِذي َال تَـ ْع ِج ُز الطهبِ َيعةُ َع ْن َه ْ‬ ‫ِ‬
‫ش ْي َء الْيَس َ‬ ‫إِلَْي ِه الطهبِ َيعةُ‪ ،‬فَـتَـنَ َاو َل ِم ْنهُ ال ه‬
‫ض َرِرهِ‪َ ،‬وقَ ْد يَ ُكو ُن‬ ‫شى ِم ْن َ‬ ‫ان َما ُخيْ َ‬ ‫صلِح ِ‬ ‫ِ‬
‫ول َوال َْم َحبهة‪ ،‬فَـيُ ْ َ‬ ‫انْـتَـ َف َع بِ ِه‪ ،‬فَِإ هن الطهبِ َيعةَ والْم ِع َدةَ تَـتَـلَ هقيَانِِه ِابلْ َقبُ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم صهيبا َو ُه َو‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫أَنْـ َف َع ِم ْن تَـنَ ُاوِل َما تَ ْك َرُههُ الطهبِ َيعةُ‪َ ،‬وتَ ْدفَـعُهُ ِم َن ال هد َواء‪َ ،‬وِهلََذا أَقَـ هر النِ ُّ‬
‫ض ُّرهُ‪َ ،‬وِم ْن َه َذا َما يُـ ْرَوى َع ْن علي أَنههُ َد َخ َل َعلَ هي‬ ‫ريةِ‪َ ،‬و َعلِ َم أَنهـ َها َال تَ ُ‬ ‫أَرم ُد َعلَى تَـنَاوِل الت ِ ِ‬
‫هم َرات الْيَس َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َتٌَْر ََْ ُكلُهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫رس ُ ِ‬
‫ال‪َ :‬اي‬ ‫هب َ‬ ‫ني يَ َد ِي النِ ِّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َو ُه َو أ َْرَم ُد‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬
‫ك َاي علي» ‪.‬‬ ‫ال‪َ « :‬ح ْسبُ َ‬ ‫علي! تَ ْشتَ ِه ِيه؟ َوَرَمى إِلَْي ِه بِتَ ْم َرةٍ‪ ،‬مُه ِأبُ ْخ َرى َح هىت َرَمى إِلَْي ِه َس ْبـ ًعا‪ ،‬مُه قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫اس‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫يث عكرمة‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫وِمن َه َذا ما رواهُ ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫هب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ال النِ ُّ‬
‫هب‬ ‫ال‪ :‬أَ ْشتَ ِهي ُخ ْبـ َز بُـ ٍّر‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ‪ :‬أَ ْشتَ ِهي َك ْع ًكا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال لَهُ‪َ « :‬ما تَ ْشتَ ِهي» ؟ فَـ َق َ‬ ‫َو َسله َم َع َ‬
‫اد َر ُج ًال‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫َح ِد ُك ْم‬ ‫َخ ِيه» ‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫ث إِ َىل أ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن َكا َن ِع ْن َدهُ ُخ ْبـ ُز بُـ ٍّر فَـ ْليَـ ْبـ َع ْ‬
‫يض أ َ‬ ‫ال‪« :‬إِذَا ا ْشتَـ َهى َم ِر ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫َ‬
‫شيئا‪ ،‬فليطعمه» «‪. »7‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه يف اجلنائز‪.‬‬

‫(‪)19/7‬‬

‫اد ٍق طَبِ ِيع ٍّي‪َ ،‬وَكا َن فِ ِيه‬ ‫وع ص ِ‬ ‫ِ‬


‫يض إِذَا تَـنَ َاو َل َما يَ ْشتَ ِهيه َع ْن ُج ٍ َ‬ ‫يف‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ِر َ‬ ‫ب لَ ِط ٌ‬ ‫يث ِس ٌّر ِطٌِّّ‬
‫فَِفي َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫ص ْد َق َش ْه َوتِِه‪َ ،‬وَُمَبهةَ الطهبِ َيع ِة‬ ‫ضررا ِممها َال ي ْشتَ ِه ِيه‪ ،‬وإِ ْن َكا َن َانفِعا ِيف نَـ ْف ِس ِه‪ ،‬فَِإ هن ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َرٌر َما‪َ ،‬كا َن أَنْـ َف َع َوأَقَ هل َ َ ً‬
‫َ‬
‫ب َهلَا ِم ْنهُ َ‬
‫ض َرًرا‪َ .‬وِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فَالله ِذي ُذ ال ُْم ْشتَـ َهى تُـ ْقبِ ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض الطهب َيعة َوَك َر َاهتَـ َها للنهاف ِع‪ ،‬قَ ْد َْجيل ُ‬ ‫ض َرَرهُ‪َ ،‬وبُـغْ َ‬ ‫يَ ْدفَ ُع َ‬
‫ص هح ِة‬ ‫ش ْهوةِ‪ ،‬و ِ‬ ‫اث النهـ ْف ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َْحَ ِد الْوجوهِ‪ِ ،‬سيهما ِع ْن َد انْبِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫س إِلَْيه بص ْدق ال ه َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الطهبِ َيعةُ َعلَْيه بِعنَايَة‪ ،‬فَـتَـ ْهض ُمهُ َعلَى أ ْ ُ ُ‬
‫الْ ُق هوةِ‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬

‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف ِع َال ِج ال هرم ِد ِاب ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫لس ُكون‪َ ،‬وال هد َعة‪َ ،‬وتَـ ْرك ا ْحلََرَكة‪َ ،‬وا ْحل ْميَة ممها يَ ِه ُ‬
‫يج‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫صلهى هُ‬ ‫فَ ْ‬
‫ال هرَم َد‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َْحَى صهيبا ِم َن الت ْهم ِر‪َ ،‬وأَنْ َك َر َعلَْي ِه أَ ْكلَهُ‪َ ،‬و ُه َو أ َْرَم ُد‪َ ،‬و َْحَى‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َوقَ ْد تَـ َق هد َم أَ هن النِ ه‬
‫َصابَهُ ال هرَم ُد‪.‬‬
‫ب لَ هما أ َ‬ ‫الرطَ ِ‬ ‫عليا ِم َن ُّ‬
‫سائِِه‬ ‫ت َع ْ ُ ٍ ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن إِذَا َرِم َد ْ‬ ‫صلهى ه‬
‫ني ْام َرأَة م ْن ن َ‬ ‫وذكر أبو نعيم يف كتاب «الطب النبوي» ‪ :‬أَنههُ َ‬
‫ََلْ ََ ِْهتَا َح هىت تَـ ْبـ َرأَ َع ْيـنُـ َها‪.‬‬
‫َح ِد‬
‫اب أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اض َها الظهاه ُر‪َ ،‬و َسبَـبُهُ انْصبَ ُ‬ ‫ني‪َ ،‬و ُه َو بَـيَ ُ‬ ‫ض ِيف الطهبَـ َق ِة ال ُْملْتَ ِح َم ِة ِم َن ال َْع ْ ِ‬ ‫ار يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ال هرَم ُد‪َ :‬وَرٌم َح ٌّ‬
‫ني‪ ،‬أ َْو‬ ‫ط إِ َىل َج ْو َه ِر ال َْع ْ ِ‬ ‫ث ِم ْنـ َها قِ ْس ٌ‬ ‫س َوالْبَ َد ِن‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَ ِع ُ‬ ‫يح َحا هرةٌ تَ ْكثُـ ُر َك ِّميهـتُـ َها ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَ ْخ َالط ْاأل َْربَـ َعة‪ ،‬أ َْو ِر ٌ‬
‫ك ِش َف ِ‬ ‫وم بِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬ ‫ني‪ ،‬فَـتُـ ْر ِس ُل الطهبِ َيعةُ إِلَْيـ َها ِم َن ال هدِم َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫ض‬‫اء َها ممها َع َر َ‬ ‫َ‬ ‫ريا‪ ،‬تَـ ُر ُ‬ ‫وح م ْق َد ًارا َكث ً‬ ‫يب ال َْع ْ َ‬ ‫ض ْربَةٌ تُص ُ‬ ‫َ‬
‫ض هدهُ‪.‬‬‫وجب ِ‬ ‫ِ‬
‫اس يُ ُ‬
‫ِ‬
‫وب‪َ ،‬والْقيَ ُ‬ ‫ض ُر َ‬ ‫ض َو ال َْم ْ‬ ‫ك يَ ِرُم الْعُ ْ‬ ‫َج ِل َذلِ َ‬ ‫َهلَا‪َ ،‬وِأل ْ‬
‫ار رطْب‪ ،‬فَـيـ ْنـع ِق َد ِ‬
‫ان‬ ‫س‪َ ،‬و ْاآل َخ ُر‪َ :‬ح ٌّ َ ٌ َ َ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪َ :‬ح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫اران‪ ،‬أ َ‬
‫ض إِ َىل ا ْجل ِو ُِخَ ِ‬
‫َّ َ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَنههُ َك َما يَـ ْرتَِف ُع ِم َن ْاأل َْر ِ‬
‫اها ِمثْ ُل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك يَـ ْرتَِف ُع م ْن قَـ ْع ِر ال َْم ِع َدة إِ َىل ُم ْنـتَـ َه َ‬ ‫س َم ِاء‪ ،‬فَ َك َذلِ َ‬ ‫اك ال ه‬ ‫ان أَبصارَان ِمن إِ ْدر ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َح ًااب ُمتَـ َراك ًما‪َ ،‬وميَْنَـ َع ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫اخلَي ِ‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ َعلَى ذَلِ َ‬ ‫ان النهظَر‪ ،‬ويـتَـوله ُد َع ْنـ ُهما ِعلَل َش هىت‪ ،‬فَِإ ْن قَ ِوي ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَـيمنَـع ِ‬ ‫ِ‬
‫اش ِيم‪،‬‬ ‫ك َو َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ذَل َ َ ْ َ‬
‫اخلُنَا َق‪َ ،‬وإِ ْن َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل ا ْجلَْن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث‬‫َح َد َ‬ ‫ب‪ ،‬أ ْ‬ ‫ث ْ‬ ‫َح َد َ‬‫ام‪َ ،‬وإِ ْن َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل الله َهاة َوال َْم ْنخ َريْ ِن أ ْ‬ ‫الزَك َ‬‫ث ُّ‬ ‫َح َد َ‬‫أْ‬
‫اخلَْبطَةَ‪َ ،‬وإِ ْن َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل‬ ‫ث ْ‬ ‫َح َد َ‬‫ْب‪ ،‬أ ْ‬ ‫ث النـ ْهزلَةَ‪َ ،‬وإِ ِن ْاْنَ َد َر إِ َىل الْ َقل ِ‬ ‫َح َد َ‬ ‫ص ْد ِر‪ ،‬أ ْ‬ ‫صةَ‪َ ،‬وإِ ْن َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل ال ه‬ ‫ش ْو َ‬ ‫ال ه‬
‫ف‪،‬‬ ‫ث رم ًدا‪ ،‬وإِ ِن ْاْنَ َدر إِ َىل ا ْجلو ِ‬ ‫ال َْع ْ ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َح َد َ ََ َ‬ ‫ني أ ْ‬

‫(‪)91/7‬‬

‫ت أ َْو ِعيَةُ ال ِّد َم ِاغ ِم ْنهُ‪َ ،‬و ْامتَ َِل ْ‬


‫َت‬ ‫ث النِّ ْسيَا َن‪َ ،‬وإِ ْن تَـ َرطهبَ ْ‬ ‫َح َد َ‬ ‫ِ‬
‫سيَ َال َن‪َ ،‬وإِ ْن َدفَـ َع ْتهُ إِ َىل َمنَا ِزِل ال ّد َم ِاغ أ ْ‬ ‫ث ال ه‬ ‫َح َد َ‬ ‫أْ‬
‫ار النُّـ ُفو َذ ِم َن‬ ‫ب الْبُ َخ ُ‬ ‫سا‪َ .‬وإِ ْن طَلَ َ‬
‫ك َكا َن النـ ْهو ُم رطْبًا‪ ،‬وال ه ِ‬
‫س َه ُر َايب ً‬ ‫َ َ‬ ‫ش ِدي َد‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬‫ث النـ ْهوَم ال ه‬ ‫بِه عُ ُروقُهُ أ ْ‬
‫َح َد َ‬ ‫ِ‬
‫ش ِقي َقةُ‪،‬‬ ‫س‪ ،‬أَ ْع َقبَهُ ال ه‬ ‫َح ِد ِش هق ِي ال هرأْ ِ‬
‫ار إِ َىل أ َ‬ ‫ال الْبُ َخ ُ‬ ‫س َه ُر‪َ ،‬وإِ ْن َم َ‬‫الص َداعُ َوال ه‬ ‫س‪ ،‬فَـلَ ْم يَـ ْق ِد ْر َعلَْي ِه‪ ،‬أَ ْع َقبَهُ ُّ‬ ‫ال هرأْ ِ‬
‫اب ال ِّد َم ِاغ‪ ،‬أ َْو َس ُخ َن‪ ،‬أ َْو‬ ‫ِ ِ‬ ‫ط ا ْهلَام ِة‪ ،‬أَ ْع َقبهُ َداء الْبـي َ ِ‬ ‫ك قِ همةَ ال هرأْ ِ‬
‫ضة‪َ ،‬وإِ ْن بَـ ُر َد م ْنهُ ح َج ُ‬ ‫َ ُ َْ‬ ‫س َوَو َس َ َ‬ ‫َوإِ ْن َملَ َ‬
‫ِ ِِ‬ ‫تَـرطهب وهاج ْ ِ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ار الْغَ ِري ِز ُّ‬ ‫ب ا ْحلَ ُّ‬ ‫الرطُوبَةَ الْبَـ ْلغَميهةَ فيه َح هىت غَلَ َ‬ ‫اج ُّ‬ ‫اس‪َ ،‬وإِ ْن أ ََه َ‬‫ث الْعُطَ َ‬ ‫َح َد َ‬‫ح‪ ،‬أ ْ‬ ‫ت م ْنهُ أ َْرَاي ٌ‬ ‫َ َ ََ َ‬
‫اس‪َ ،‬وإِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫اج ال ِْم هرةَ ال ه‬
‫ث ال َْو ْس َو َ‬ ‫َح َد َ‬‫اء َح هىت أَظْلَ َم َه َواءُ ال ّد َم ِاغ‪ ،‬أ ْ‬ ‫س ْو َد َ‬ ‫ات‪َ ،‬وإِ ْن أ ََه َ‬ ‫الس َك َ‬ ‫اء َو ُّ‬ ‫ث ِْ‬
‫اإل ْغ َم َ‬ ‫َح َد َ‬ ‫أْ‬
‫اض ذَلِ َ‬ ‫صرع الطهبِ ِيع هي‪ ،‬وإِ ْن تَـرطهب ْ ِ‬ ‫اض ذَلِ َ‬
‫ك‬ ‫س َوفَ َ‬ ‫ب ال هرأْ ِ‬ ‫صِ‬ ‫ت ََمَام ُع َع َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ث ال ه َ َ‬ ‫َح َد َ‬ ‫ب‪ ،‬أ ْ‬ ‫صِ‬ ‫ك إِ َىل ََمَا ِري ال َْع َ‬ ‫فَ َ‬
‫ام‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫اء ُملْتَ ِهبَ ٍة َُْم ِميه ٍة لِل ِّد َم ِاغ‪ ،‬أَ ْح َد َ‬ ‫ِيف ََمَا ِر ِيه‪ ،‬أَ ْع َقبه الْ َفالِج‪ ،‬وإِ ْن َكا َن الْب َخ ِ ِ ٍ‬
‫ث ال ِ ْ‬
‫َْب َس َ‬ ‫ص ْف َر َ‬
‫ار م ْن م هرة َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َُ‬
‫ص َل‪.‬‬‫ك‪َ ،‬كا َن ِس ْر َس ًاما‪ ،‬فَافْـ َه ْم َه َذا الْ َف ْ‬ ‫ص ْد ُر ِيف َذلِ َ‬ ‫َش ِرَكهُ ال ه‬
‫ال ال هرَم ِد‪َ ،‬وا ْجلِ َماعُ ِممها يَ ِزي ُد َح َرَكتَـ َها‬ ‫س تَ ُكو ُن ُمتَ َح ِرَكةً َهائِ َجةً ِيف َح ِ‬
‫ّ‬ ‫ط الْبَ َد ِن َوال هرأْ ِ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن أَ ْخ َال َ‬‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫س تَ ْشتَ ُّد‬ ‫ِ ِ‬
‫وح َوالطب َيعة‪ .‬فَأَهما الْبَ َد ُن‪ ،‬فَـيَ ْس ُخ ُن اب ْحلََرَكة َال َُمَالَةَ‪َ ،‬والنهـ ْف ُ‬
‫الر ِ هِ ِ‬ ‫َوثَـ َوَرانَـ َها‪ ،‬فَِإنههُ َح َرَكةٌ ُكلِّيهةٌ لِلْبَ َد ِن َو ُّ‬
‫وح ِم َن‬‫الر ِ‬‫س َوالْبَ َد ِن‪ ،‬فَِإ هن أَ هو َل تَـ َعلُّ ِق ُّ‬ ‫وح تَـتَ َح هر ُك تَـبَـ ًعا ِحلََرَك ِة النهـ ْف ِ‬ ‫الر ُ‬ ‫استِ ْك َم ِاهلَا‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح َرَكتُـ َها طَلَبًا لله هذة َو ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث ِيف ْاألَ ْع َ ِ‬ ‫ْب‪َ ،‬وِم ْنهُ يَـ ْن َ‬ ‫الْبَ َد ِن ِابلْ َقل ِ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫َج ِل أَ ْن تُـ ْرس َل َما َجي ُ‬ ‫ضاء‪َ .‬وأَ هما َح َرَكةُ الطهبِ َيعة‪ ،‬فَِل ْ‬ ‫وح‪َ ،‬وتَـ ْنـبَ ُّ‬‫الر ُ‬
‫شأُ ُّ‬
‫ب إِ ْر َسالُهُ‪.‬‬ ‫هِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن َعلَى الْم ْق َدا ِر الذي َجي ُ‬ ‫إ ْر َسالُهُ م َن ال َْم ِِّ‬
‫س‪ ،‬فَ ُك ُّل‬ ‫وح َوالنهـ ْف ُ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فاجلماع حركة كلية عامة يتحرك فها الْبَ َد ُن َوقُـ َواهُ‪َ ،‬وطَبِ َيعتُهُ َوأَ ْخ َالطُهُ‪َ ،‬و ُّ‬
‫الر ُ‬
‫وجب َدفْـعها وسي َالنَـها إِ َىل ْاألَ ْع َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫حرَك ٍة فَ ِهي مثِ ِ‬
‫ال‬‫ني ِيف َح ِ‬ ‫ضاء الضهعي َفة‪َ ،‬وال َْع ْ ُ‬ ‫ريةٌ ل ِْلَ ْخ َالط ُم َرقَّقةٌ َهلَا تُ ِ ُ َ َ َ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ‬
‫َض هر َما َعلَْيـ َها َح َرَكةُ ا ْجلِ َم ِاع‪.‬‬ ‫ف َما تَ ُكو ُن‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫َرَم ِد َها أَ ْ‬
‫الس ُف ِن أَ هن ا ْحلََرَكةَ تُـثَـ ِّوُر ْاألَبْ َدا َن‪َ .‬ه َذا َم َع أَ هن ِيف ال هرَم ِد‬ ‫وب ُّ‬ ‫ول» ‪َ :‬وقَ ْد يَ ُد ُّل ُرُك ُ‬ ‫ص ِ‬ ‫اب «الْ ُف ُ‬ ‫ال بقراط ِيف كِتَ ِ‬ ‫قَ َ‬
‫وانهتِِ َما‪،‬‬
‫ض َالهتِِ َما َوعُ ُف َ‬ ‫س َوالْبَ َد ِن ِم ْن فَ َ‬ ‫ريةً‪ِ ،‬م ْنـ َها َما يَ ْستَ ْد ِع ِيه ِم َن ا ْحلِ ْميَ ِة َو ِاال ْستِ ْف َر ِاغ‪َ ،‬وتَـ ْن ِقيَ ِة ال هرأْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َمنَاف َع َكث َ‬
‫شاقه ِة‪َ .‬وِيف‬ ‫ال ال ه‬ ‫ات ال َْعنِي َف ِة‪ ،‬و ْاألَ ْعم ِ‬‫ب‪ ،‬وا ْهلَِم وا ْحل ْز ِن‪ ،‬وا ْحلرَك ِ‬ ‫ف َع هما يُـ ْؤِذي النهـ ْفس َوالْبَ َد َن ِم َن الْغَ َ ِ‬ ‫َوالْ َك ُّ‬
‫َ َ‬ ‫ض َ ّ َ ُ َ ََ‬ ‫َ‬
‫أَثَ ٍر َسلَ ِف ٍّي‪َ :‬ال تَ ْك َرُهوا ال هرَم َد‪ ،‬فَِإنههُ يَـ ْقطَ ُع عروق العمى‪.‬‬
‫ني َو ِاال ْشتِغَ ُ‬
‫ال‬ ‫س ال َْع ْ ِ‬ ‫اح ِة‪َ ،‬وتَـ ْر ُك َم ه‬ ‫اب ِع َال ِج ِه م َال َزمةُ ُّ ِ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ُكون َوال هر َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َوم ْن أ ْ‬

‫(‪)97/7‬‬

‫اب ُُمَ هم ٍد َمثَ ُل‬‫َص َح ِ‬ ‫ف‪َ :‬مثَ ُل أ ْ‬ ‫سلَ ِ‬ ‫ض ال ه‬ ‫اد إِلَْيـ َها‪َ .‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫اب ال َْم َو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫اد ذَلِ َ ِ‬ ‫ِهبَا‪ ،‬فَِإ هن أَ ْ‬
‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫ب انْصبَ َ‬ ‫ك يُوج ُ‬ ‫ض َد َ‬
‫ج ال هرَم ِد تَـ ْق ِطريُ ال َْم ِاء‬ ‫ِِ ِ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم به‪« :‬ع َال ُ‬ ‫وع‪ ،‬ه‬ ‫يث َم ْرفُ ٍ‬ ‫ني تَـر ُك م ِس َها‪ .‬وقَ ْد ر ِوي ِيف ح ِد ٍ‬
‫ني‪َ ،‬و َد َواءُ ال َْع ْ ِ ْ َ ّ َ ُ َ َ‬ ‫ال َْع ْ ِ‬
‫ار‪ ،‬فَِإ هن الْماء َدواء اب ِرٌد يستـعا ُن بِ ِه َعلَى إِطْ َف ِاء حرارةِ‬ ‫ني» َو ُه َو ِم ْن أَنْـ َف ِع ْاألَ ْد ِويَِة لِل هرَم ِد ا ْحلَ ِّ‬‫الْبَا ِرِد ِيف ال َْع ْ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ َ ٌ َ ُ ََْ‬
‫ت َع ْيـنُـ َها‪ :‬لَْو‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ ِال ْم َرأَتِِه زينب َوقَ ِد ا ْشتَ َك ْ‬ ‫ض َي ه‬ ‫ود ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ال َعب ُد هِ‬ ‫ال هرم ِد إِ َذا َكا َن ح ًّ ِ‬
‫اَّلل بْ ُن َم ْسعُ َ‬ ‫ارا‪َ ،‬وهلََذا قَ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ني ِيف َع ْينِ ِ‬ ‫ك وأَج َدر أَ ْن تُ ْش ِفي‪ ،‬تَـ ْن َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ْت َكما فَـعل رس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ضح َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن َخ ْيـ ًرا لَ َ ْ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫فَـ َعل َ َ َ َ ُ‬
‫ش ِايف‪َ ،‬ال ِش َفاء إِهال ِش َفا ُؤ َك‪ِ ،‬ش َفاء َال يـغَ ِ‬ ‫هاس‪ ،‬وا ْش ِ‬ ‫ني‪« :‬أَ ْذ ِه ِ‬ ‫ِ‬
‫اد ُر‬ ‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ف أَنْ َ‬ ‫ب الن ِ َ‬ ‫ْس َر ه‬ ‫ب الْبَأ َ‬ ‫اء‪ ،‬مُه تَـ ُقول َ‬‫ال َْم َ‬
‫ني‪ ،‬فَ َال ُْجيعل َك َالم النُّـبـ هوةِ‬
‫َُ ُ ُ‬ ‫ض أ َْو َج ِاع ال َْع ْ ِ‬‫ض الْبِ َال ِد‪َ ،‬وبَـ ْع ِ‬ ‫َس َق ًما» «‪َ . »7‬و َه َذا ِممها تَـ َق هد َم ِم َر ًارا أَنههُ َخ ٌّ‬
‫اص بِبَـ ْع ِ‬
‫اب َما يَـ َق ُع‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫ف ال ه‬ ‫اخلَطَأِ‪َ ،‬و ِخ َال ُ‬ ‫اصا‪ ،‬فَـيَـ َق ُع ِم َن ْ‬ ‫ام ُج ْزئِيًّا َخ ًّ‬ ‫اص ُكلِّيًّا َع ًّاما‪َ ،‬وَال الْ ُكلِّ ُّي ال َْع ُّ‬‫اخلَ ُّ‬ ‫ا ْجلُْزئِ ُّي ْ‬
‫أَ ْعلَ ُم‪.‬‬

‫ان الْ ُكلِّ ِّي اله ِذي َْجي ُم ُد َم َعهُ الْبَ َد ُن‬
‫اخلَ َدر ِ‬ ‫ِ‬ ‫فصل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ع َال ِج ْ َ‬ ‫َ‬
‫ش َج َرةٍ فَأَ َكلُوا ِم ْنـ َها‪،‬‬
‫ي‪ :‬أَ هن قَـ ْوًما َم ُّروا بِ َ‬ ‫يث أَِيب عُثْما َن النـ ْ ِ‬
‫ههد ِّ‬ ‫َ‬
‫يث» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬
‫يب ا ْحل ِد ِ‬
‫ذَ َك َر أبو عبيد ِيف «غَ ِر ِ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫ََجَ َدتْـ ُه ْم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫يح‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫فَ َكأَهمنَا م هر ْ ِِ‬
‫ت هب ْم ِر ٌ‬ ‫َ‬
‫ني ْاألَذَانَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫«قَـ ِرسوا الْماء ِيف ال ِّ ِ‬
‫ال أبو عبيد‪:‬‬ ‫ني» ‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫يما بَـ ْ َ‬ ‫صبُّوا َعلَْي ِه ْم ف َ‬‫شنَان‪َ ،‬و ُ‬ ‫ُّ َ َ‬
‫شنَا ُن‪:‬‬‫اد‪َ .‬وال ِّ‬ ‫صِ‬ ‫س ِابل ه‬ ‫س الْبَـ ْر ُد‪ ،‬إِ همنَا ُه َو ِم ْن َه َذا ِاب ِّ ِ‬ ‫قَـ ِّر ُسوا‪ :‬يَـ ْع ِِن بَـ ِّر ُدوا‪َ .‬وقَـ ْو ُل الن ِ‬
‫لسني لَْي َ‬ ‫هاس‪ :‬قَ ْد قَـ َر َ‬
‫لس َق ِاء‪َ :‬ش ٌّن‪َ ،‬ولِل ِْق ْربَِة‪:‬‬ ‫ان‪ ،‬يـ َق ُ ِ ِ‬
‫ال ل ّ‬
‫َس ِقيةُ وال ِْقرب ْ ِ‬
‫اخلُْل َق ُ‬ ‫ْاأل ْ َ َ َ ُ‬
‫ني ْاألَذَانَـ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َشنهةٌ‪َ .‬وإِ همنَا ذَ َك َر ال ِّ‬
‫ني» ‪ ،‬يَـ ْع ِِن أَذَا َن الْ َف ْج ِر‬ ‫شنَا َن ُدو َن ا ْجلُ ُدد ألَنهـ َها أَ َش ُّد تَـ َِْبي ًدا لل َْماء‪َ .‬وقَـ ْولُهُ‪« :‬بَـ ْ َ‬
‫س همى ِْ‬
‫اإلقَ َامةَ أَذَ ًاان‪ ،‬انْـتَـ َهى َك َال ُمهُ‪.‬‬ ‫اإلقَ َامةَ‪ ،‬فَ َ‬‫َو ِْ‬
‫ض ِل ِع َال ِج َه َذا ال هد ِاء إِ َذا َكا َن‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِم ْن أَفْ َ‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ج م َن النِ ِّ‬
‫َطبه ِاء‪ :‬وه َذا ال ِْع َال ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ال بـعض ْاأل ِ‬
‫قَ َ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي ضعيف يف بواطن‬ ‫ار الْغَ ِري ِز ُّ‬ ‫سةٌ‪َ ،‬وا ْحلَ ُّ‬ ‫ُوقُوعُهُ اب ْحل َجا ِز‪َ ،‬وه َي ب َال ٌد َحا هرةٌ َايب َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه وأبو داود‬

‫(‪)92/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س هك ِاهنَا‪ ،‬وص ُّ ِ ِ‬


‫ب ََجْ َع ا ْحلَ ِّ‬
‫ار‬ ‫ب ال َْماء الْبَا ِرد َعلَْي ِه ْم ِيف ال َْوقْت ال َْم ْذ ُكوِر‪َ - ،‬و ُه َو أَبْـ َر ُد أ َْوقَات الْيَـ ْوَم‪ -‬يُوج ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ي ال ُْم ْنـتَ ِش ِر ِيف الْبَ َد ِن ا ْحلَ ِام ِل ِجلَ ِمي ِع قُـ َواهُ‪ ،‬فَـيُـ َق ِّوي الْ ُق هوةَ ال هدافِ َعةَ‪َ ،‬وَْجيتَ ِم ُع ِم ْن أَقْطَا ِر الْبَ َد ِن إِ َىل َاب ِطنِ ِه‬
‫الْغَ ِري ِز ِّ‬
‫ض الْم ْذ ُكوِر‪ ،‬فَـي ْدفَـعه إبِِ ْذ ِن هِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اله ِذي هو َُمَ ُّل َذ َ ِ‬
‫اَّلل َع هز‬ ‫َ ُُ‬ ‫اك ال هداء‪َ ،‬ويَ ْستَظْ ِه ُر ببَاقي الْ ُق َوى َعلَى َدفْ ِع ال َْم َر ِ َ‬ ‫َُ‬
‫ف هذا الدواء هلذا الداء‪ ،‬خلصعت لَه ْاأل ِ‬
‫َطبهاءُ‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ص َ‬ ‫َو َج هل‪َ ،‬ولَ ْو أَ هن بقراط‪ ،‬أ َْو جالينوس‪ ،‬أ َْو غَْيـ َر ُُهَا‪َ ،‬و َ‬
‫و َع ِجبُوا ِم ْن َكم ِ‬
‫ال َم ْع ِرفَتِ ِه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ادهِ إِ َىل َدفْ ِع‬


‫الذابب‪ ،‬وإِر َش ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص َال ِح الطهَع ِام الهذي يَـ َق ُع فيه ُّ َ ُ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف إِ ْ‬‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫فصل ِيف َه ْديِه َ‬
‫ض َد ِاد َها‬ ‫ِ‬ ‫ض هر ِ‬
‫الس ُموم ِأبَ ْ‬
‫ات ُّ‬ ‫َم َ‬
‫ال‪« :‬إِذَا َوقَ َع ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫ب ِيف‬
‫الذ َاب ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫يث أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫ِ‬ ‫إِ َان ِء أَح ِد ُكم‪ ،‬فَام ُقلُوهُ‪ ،‬فَِإ هن ِيف أَح ِد جنَ ِ‬
‫اء» «‪. »7‬‬ ‫اء‪َ ،‬وِيف ْاآل َخ ِر ش َف ً‬ ‫اح ْيه َد ً‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫وِيف «سنَ ِن اب ِن ماج ْه» َعن أَِيب س ِع ٍ‬
‫ال‪:‬‬‫ي‪ ،‬أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قَ َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ َ َ‬
‫الس هم‪َ ،‬ويُـ َؤ ِّخ ُر‬
‫ب ُسمٌّ‪َ ،‬و ْاآل َخ ُر ِش َفاءٌ‪ ،‬فَِإذَا َوقَ َع ِيف الطه َع ِام‪ ،‬فَ ْام ُقلُوهُ‪ ،‬فَِإنههُ يُـ َق ِّد ُم ُّ‬ ‫الذ َاب ِ‬
‫اح ِي ُّ‬ ‫َح ُد َجنَ َ‬‫«أ َ‬
‫اء» «‪. »2‬‬ ‫ش َف َ‬‫ال ِّ‬
‫اه ُر ال هد َاللَ ِة ِج ًّدا َعلَى أَ هن‬ ‫ب‪ ،‬فَأَهما ال ِْف ْق ِه ُّي‪ ،‬فَـهو َدلِيل ظَ ِ‬ ‫ان‪ :‬أ َْم ٌر فِ ْق ِه ٌّي‪َ ،‬وأ َْم ٌر ِطٌِّّ‬
‫يث فِ ِيه أ َْمر ِ‬‫َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫َُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ف‬ ‫سلَ ِ‬
‫ف ِيف ال ه‬ ‫سهُ‪َ ،‬و َه َذا قَـ ْو ُل َُجْ ُهوِر الْعُلَ َم ِاء‪َ ،‬وَال يُـ ْع َر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات ِيف َماء أ َْو َمائ ٍع‪ ،‬فَإنههُ َال يُـنَ ّج ُ‬ ‫ب إِ َذا َم َ‬ ‫ُّ‬
‫الذ َاب َ‬
‫سهُ ِيف الطه َع ِام‪،‬‬ ‫ِ ِِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ف ِيف ذَلِ َ‬
‫ك‪َ .‬وَو ْجهُ ِاال ْستِ ْد َال ِل بِ ِه أَ هن النِ ه‬ ‫ُخمَالِ ٌ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم أ ََم َر مبَْقله‪َ ،‬و ُه َو غَ ْم ُ‬ ‫هب َ‬
‫اد الطه َع ِام‪،‬‬‫ارا‪ .‬فَـلَو َكا َن يـنَ ِجسهُ لَ َكا َن أَمرا إبِِفْس ِ‬
‫ًْ َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ام َح ًّ ْ‬
‫ِ‬
‫ك‪َ ،‬وَال سيه َما إِذَا َكا َن الطه َع ُ‬ ‫وت ِم ْن ذَلِ َ‬
‫وم أَنههُ َميُ ُ‬
‫َوَم ْعلُ ٌ‬
‫هحلَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم إِ همنَا أَمر إبِِ ْ ِ ِ‬
‫س لَهُ َسائِلَةٌ‪َ ،‬كالن ْ‬ ‫ِ‬
‫ي َه َذا ا ْحلُ ْك ُم إ َىل ُك ِّل َما َال نَـ ْف َ‬ ‫ص َالحه‪ ،‬مُه عُ ّد َ‬ ‫ََ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫َو ُه َو َ ه‬
‫وم ِعلهتِ ِه‪َ ،‬ويَـ ْنـتَ ِفي ِالنْتِ َف ِاء سببه‪ ،‬فلما‬ ‫وت وأَشباهِ ذَلِك‪ ،‬إِ ِذ ا ْحل ْكم يـعم بِعم ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ ُ َ ُ ُّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫الزنْـبُوِر‪َ ،‬وال َْع ْن َكبُ َ ْ َ‬ ‫َو ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري وأبو داود يف الطب‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه‬

‫(‪)93/7‬‬

‫يما َال َد َم لَهُ َسائِ ٌل انْـتَـ َفى‬ ‫ك م ْف ُق ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ب التهـ ْن ِج ِ‬
‫ودا ف َ‬ ‫يس ُه َو ال هد ُم ال ُْم ْحتَق ُن ِيف ا ْحلَيَـ َوان ِمبَْوته‪َ ،‬وَكا َن ذَل َ َ‬ ‫َكا َن َسبَ ُ‬
‫يس ِالنْتِ َف ِاء ِعلهتِ ِه‪.‬‬ ‫ا ْحلُ ْك ُم ِابلتهـ ْن ِج ِ‬
‫الرطُواب ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال من ََل َْحي ُكم بِنَج ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫اسة َعظ ِْم ال َْم ْيـتَة‪ :‬إِذَا َكا َن َه َذا ََثبتًا ِيف ا ْحلَيَـ َوان الْ َكام ِل َم َع َما فيه م َن ُّ َ‬ ‫ مُه قَ َ َ ْ ْ ْ َ َ‬
‫ان ال هدِم‬ ‫ت‪ ،‬وا ْحتِ َق ِ‬ ‫ت والْ َف َ ِ‬ ‫الرطُ ِ‬ ‫هِ‬ ‫ت‪ ،‬و َع َدِم ال ه ِ‬ ‫والْ َف َ ِ‬
‫ض َال َ‬ ‫واب َ‬ ‫ص َالبَة‪ ،‬فَـثُـبُوتُهُ ِيف ال َْعظ ِْم الذي ُه َو أَبْـ َع ُد َع ِن ُّ َ‬ ‫ض َال َ‬ ‫َ‬
‫صريُ إِلَْي ِه أ َْو َىل‪.‬‬‫أَو َىل‪ ،‬و َه َذا ِيف غَاي ِة الْ ُق هوةِ‪ ،‬فَالْم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫هخ ِع ُّي‪،‬‬ ‫يم الن َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اإل ْس َالِم أَنههُ تَ َكله َم ِهبَ ِذهِ الله ْفظَِة‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ظ َع ْنهُ ِيف ِْ‬ ‫َوأ هَو ُل َم ْن ُح ِف َ‬
‫س لَهُ َسائلَةٌ‪ ،‬إبْـ َراه ُ‬ ‫ال‪َ :‬ما َال نَـ ْف َ‬
‫ُّون‪ -‬إِ َذا‬ ‫ت الْمرأَةُ‪ -‬بَِف ْت ِح الن ِ‬ ‫اها الْ ُف َق َهاء‪ -‬والنهـ ْفس ِيف اللُّغَ ِة‪ :‬يـ َعبهـر ِهبا َع ِن ال هدِم‪ ،‬وِم ْنهُ نَـ َف ِ‬ ‫َو َع ْنهُ تَـلَ هق َ‬
‫س َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫ت‪.‬‬‫ض ِّم َها‪ -‬إِ َذا َولَ َد ْ‬ ‫ت‪ -‬بِ َ‬ ‫سْ‬ ‫اض ْ ِ‬
‫ت‪َ ،‬ونُف َ‬ ‫َح َ‬
‫ِ‬
‫ج ال هداءُ‪،‬‬ ‫سوهُ ليخرج الشفاء بضمها م ْنهُ‪َ ،‬ك َما َخ َر َ‬
‫ِ‬
‫ال أبو عبيد‪َ :‬م ْع َىن ْام ُقلُوهُ‪ :‬ا ْغم ُ‬ ‫ب‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َوأَ هما ال َْم ْع َىن ال ِطُِّّّ‬
‫ني‪ُُ :‬هَا يَـتَ َماقَ َال ِن‪ ،‬إِذَا تَـغَاطها ِيف ال َْم ِاء‪.‬‬ ‫ال لِل هر ُجلَ ْ ِ‬
‫يُـ َق ُ‬
‫ضةُ َع ْن لَ ْس ِع ِه‪َ ،‬و ِه َي ِمبَْن ِزلَ ِة‬ ‫ب ِع ْن َد ُه ْم قُـ هوةً ُِمسّيهةً يَ ُد ُّل َعلَْيـ َها ال َْوَرُم‪َ ،‬وا ْحلِ هكةُ ال َْعا ِر َ‬ ‫الذ َاب ِ‬
‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ِيف ُّ‬
‫الس ِّميهةَ‬
‫ْك ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَ ْن يُـ َقابِ َل تِل َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يما يُـ ْؤِذ ِيه‪ ،‬اتهـ َقاهُ بِ ِس َال ِح ِه‪ ،‬فَأ ََم َر النِ ُّ‬ ‫طف َ‬
‫الس َال ِح‪ ،‬فَِإذَا س َق َ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫س ُكلُّهُ ِيف ال َْم ِاء َوالطه َع ِام‪ ،‬فَـيُـ َقابِ ُل ال َْما هدةَ‬ ‫اح ِه ْاآل َخ ِر ِمن ال ِّ ِ‬
‫ش َفاء‪ ،‬فَـيُـغْ َم ُ‬ ‫َ‬
‫اَّلل سبحانَه ِيف جن ِ‬
‫ِمبَا أ َْو َد َعهُ هُ ُ ْ َ ُ َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َرُرَها‪َ ،‬و َه َذا ِط ٌّ‬ ‫الس ِّميهةَ ال َْما هدةُ النهافِ َعةُ‪ ،‬فَـيَـ ُز ُ‬
‫ِج‬
‫ار ْاألَطبهاء َوأَئ همتُـ ُه ْم‪ ،‬بَ ْل ُه َو َخار ٌ‬ ‫ب َال يَـ ْهتَدي إِلَْيه كبَ ُ‬ ‫ول َ‬ ‫ُّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ف الْموفه ُق َخيْ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اء بِ ِه ِأبَنههُ‬‫ض ُع هلََذا الْع َال ِج‪َ ،‬ويُق ُّر ل َم ْن َج َ‬ ‫يب ال َْعاَلُ ال َْعا ِر ُ ُ َ‬
‫ِ‬
‫م ْن م ْش َكاة النُّـبُـ هوة‪َ ،‬وَم َع َه َذا فَالطهب ُ‬
‫ش ِريهِة‪.‬‬
‫ِج َع ِن الْ ُق َوى الْبَ َ‬ ‫اإلط َْال ِق‪َ ،‬وأَنههُ ُم َؤيه ٌد بَِو ْح ٍي إِ َهلِ ٍّي َخار ٍ‬ ‫اخلَل ِْق َعلَى ِْ‬ ‫أَ ْك َم ُل ْ‬
‫ب نَـ َف َع ِم ْنهُ نَـ ْف ًعا بَـيِّنًا‪،‬‬
‫لذ َاب ِ‬ ‫ك مو ِ‬
‫ضعُهُ ِاب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ب إِ َذا ُدل َ َ ْ‬ ‫َطبه ِاء أَ هن لَ ْس َع ُّ‬
‫الزنْـبُوِر َوال َْع ْقر ِ‬
‫َ‬
‫اح ٍد ِمن ْاأل ِ‬
‫َ‬
‫وقَ ْد ذَ َكر غَيـر و ِ‬
‫َ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫هِ‬ ‫ش َف ِاء‪ ،‬وإِذَا ُدلِ َ ِ ِ‬ ‫وس هكنَهُ‪ ،‬وما ذَ َ ِ ِ ه ِ ِ ِ ِ‬
‫ج ِيف شعر العني املسمى‬ ‫ك به ال َْوَرُم الذي َخيْ ُر ُ‬ ‫اك إِهال لل َْمادهة ال ِيت فيه م َن ال ّ َ‬ ‫ََ‬ ‫ََ‬
‫شعرة بعد قطع رؤوس الذابب‪ ،‬أبرأه‪.‬‬

‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم ِيف ِع َال ِج الْبـثْـرةِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه َ ه‬


‫ََ‬ ‫صلى ه ُ ْ َ َ َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَالَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِن ِيف كِتَابِ ِه َع ْن بَـ ْع ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت‪َ :‬د َخ َل َعلَ هي َر ُس ُ‬ ‫هب َ‬ ‫اج النِ ّ‬ ‫ض أَ ْزَو ِ‬ ‫الس ِِّّ‬
‫ذَ َك َر ابْ ُن ُّ‬
‫ال‪ِ « :‬ع ْن َد ِك َذ ِر َيرةٌ؟ قُـل ُ‬
‫ْت‪ :‬نَـ َع ْم‪ .‬قال‪:‬‬ ‫ُصبُ ِعي بَـثْـ َرةٌ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ج ِيف أ ْ‬ ‫ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َوقَ ْد َخ َر َ‬
‫(‪)94/7‬‬

‫ص ِغّ ْر َما ِيب» «‪»7‬‬ ‫صغ ِري‪َ ،‬‬


‫وِل‪ :‬اللهه هم مص ِغّر الْ َكبِ ِري‪ ،‬وم َكَِّب ال ه ِ‬
‫َُ َ‬ ‫ُ ُ ََ‬ ‫ض ِع َيها َعلَْيـ َها» َوقُ ِ‬
‫«َ‬
‫سةٌ تَـ ْنـ َف ُع ِم ْن أ َْوَر ِام ال َْم ِع َدةِ َوالْ َكبِ ِد‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب ال هذ ِر َيرة‪َ ،‬وه َي َحا هرةٌ َايب َ‬ ‫صِ‬ ‫ي يـت َ ِ‬
‫هخ ُذ م ْن قَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ال هذ ِر َيرةُ‪َ :‬د َواءٌ ه ْند ٌّ ُ‬
‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫ني» َع ْن عائشة أَنهـ َها قَالَ ْ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫و ِاالستِس َق ِاء‪ ،‬وتُـ َق ِوي الْ َقلْب لِ ِطيبِها‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت‪ :‬طَيهـ ْب ُ‬ ‫صح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ْ ْ‬
‫اإل ْح َر ِام «‪. »2‬‬ ‫ْح ِّل َو ِْ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم بِي ِدي بِ َذ ِريرةٍ ِيف ح هج ِة الْو َد ِاع لِل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫هُ ْ َ َ َ َ‬
‫ج ِم ْنهُ‪ ،‬فَ ِه َي‬ ‫والْبـثْـرةُ‪ُ :‬خ هراج ص ِغري ي ُكو ُن َعن مادهةٍ حا هرةٍ تَ ْدفَـعها الطهبِيعةُ‪ ،‬فَـتَس َِرت ُق م َك ًاان ِمن ا ْجل ِ‬
‫سد َختْ ُر ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫ٌ َ ٌَ‬ ‫َ ََ‬
‫اجا َم َع ِط ِ‬
‫يب‬ ‫اجا َوإِ ْخ َر ً‬ ‫ض ً‬‫ك‪ ،‬فَِإ هن فِ َيها إِنْ َ‬ ‫َح ُد َما يُـ ْف َع ُل ِهبَا َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫اجةٌ إِ َىل َما يُـ ْنض ُج َها َو ُخيْ ِر ُج َها‪َ ،‬وال هذ ِر َيرةُ أ َ‬
‫ُُْمتَ َ‬
‫ون» ‪ :‬إِنههُ َال أَفْ َ‬
‫ض َل‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ْك ال َْمادهةِ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫َرائِ َحتِ َها‪َ ،‬م َع أَ هن فِ َيها تَـ َِْبي ًدا لِلنها ِريهِة الهِيت ِيف تِل َ‬
‫ص ُ‬ ‫ك قَ َ َ‬
‫ِحلَْر ِق النها ِر ِم َن ال هذ ِر َيرةِ بِ ُد ْه ِن الورد واخلل‪.‬‬

‫ط َوالْبَـ ْزِل‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يف عالج األورام‪ ،‬واخلراجات الهِيت تَـ ْبـ َرأُ ِابلْبَ ِّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ودهُ بِظَ ْه ِرهِ َوَرٌم‪،‬‬ ‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى َر ُج ٍل يَـعُ ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ْت َم َع ر ُس ِ‬
‫ال‪َ :‬د َخل ُ َ‬ ‫يُ ْذ َك ُر َع ْن علي أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫ت‪َ ،‬والنِ ُّ‬ ‫ت َح هىت بُطه ْ‬ ‫ال علي‪ :‬فَ َما بَ ِر ْح ُ‬ ‫ال‪« :‬بُطُّوا َع ْنهُ» ‪ ،‬قَ َ‬ ‫اَّلل! ِهبَ ِذهِ ِم هدةٌ‪ .‬قَ َ‬
‫ول هِ‬ ‫فَـ َقالُوا‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫اه ٌد «‪. »3‬‬ ‫َعلَي ِه وسلهم َش ِ‬
‫ْ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم أ ََمر طَبِيبًا أَ ْن يَـبُ ه‬
‫صلهى ه‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫َج َوى الْبَطْ ِن‪ ،‬فَق َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ْن َر ُج ٍل أ ْ‬ ‫ط بَط َ‬ ‫َ َ‬ ‫هب َ‬
‫اء» ‪.‬‬ ‫يما َش َ‬
‫ش َف ِ‬
‫اء‪ ،‬ف َ‬
‫ِ‬
‫اء‪ ،‬أَنْـ َز َل ال ّ َ‬
‫ب؟ قَ َ ه ِ‬
‫ال‪« :‬الذي أَنْـ َز َل ال هد َ‬ ‫اَّلل‪َ :‬ه ْل يَـ ْنـ َف ُع ال ِطّ ُّ‬
‫ول هِ‬ ‫َاي َر ُس َ‬
‫ض ِل َمادهةٍ غَ ِْري طبيعية تنصب اليه‪ ،‬ويوجد يف‬ ‫ض ِو لَِف ْ‬‫ال َْوَرُم‪َ :‬ما هدةٌ ِيف َح ْج ِم الْعُ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن السِن وأْحد‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف اللباس‪ ،‬ومسلم يف احلج‪ ،‬واإلمام أْحد‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو يعلى‪ :‬ويف سنده أبو الربيع السمان وهو ضعيف‬

‫(‪)95/7‬‬

‫اجتَ َم َع‬ ‫يح‪َ ،‬وإِ َذا ْ‬ ‫اد الهِيت تَ َك هو َن َع ْنـ َها ِم َن ْاألَ ْخ َال ِط ْاأل َْربَـ َع ِة‪َ ،‬وال َْمائِيه ِة‪َ ،‬و ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫اض ُكلِّ َها‪َ ،‬وال َْم َو ُّ‬ ‫اس ا ْأل َْم َر ِ‬ ‫َجنَ ِ‬ ‫أْ‬
‫استِ َحالٍَة‬ ‫ِ ٍ‬
‫اء‪ :‬إِ هما ََتَلُّ ٍل‪َ ،‬وإِ هما ََجْ ِع م هدة‪َ ،‬وإِ هما ْ‬
‫ول أَمرهُ إِ َىل أ ِ ِ‬
‫َحد ثََالثَة أَ ْشيَ َ‬ ‫َ‬ ‫ار يَـ ُؤ ُ ْ ُ‬ ‫اجا‪َ ،‬وُك ُّل َوَرٍم َح ٍّ‬ ‫ِ‬
‫ال َْوَرُم ُمسّ َي ُخ هر ً‬
‫ت الهِيت يَـ ُؤ ُ‬ ‫َصلَح ا ْحل َاال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص َالب ِة‪ .‬فَِإ ْن َكانَ ِ‬
‫ول‬ ‫ت َعلَى َمادهة ال َْوَرم َو َحلهلَْتهُ‪َ ،‬وه َي أ ْ ُ َ‬ ‫ت الْ ُق هوةُ قَ ِويهةً‪ْ ،‬‬
‫استَـ ْولَ ْ‬ ‫إِ َىل ال ه َ‬
‫ت َهلَا َم َك ًاان‬ ‫ه‬ ‫ت الْما هد َة‪ ،‬وأَحالَْتـها ِ‬ ‫ضج ِ‬ ‫َ‬ ‫ت ُدو َن ذَلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الْورِ‬
‫اء‪َ ،‬وفَـتَ َح ْ‬
‫َ‬ ‫ض‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫د‬ ‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬‫ن‬‫ا‬‫ك‬‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫إ‬‫و‬‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ي‬‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫َح ُ َ َ‬
‫ت َع ْن فَـ ْت ِح‬ ‫ض ِج‪َ ،‬و َع َج َز ْ‬ ‫ت ال َْما هدةَ ِم هدةً غَْيـ َر ُم ْستَ ْح ِك َم ِة النُّ ْ‬ ‫ك أَحالَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َع ْن ذَل َ َ‬ ‫صْ‬ ‫ِ‬
‫َسالَْتـ َها م ْنهُ‪َ .‬وإِ ْن نَـ َق َ‬ ‫أَ‬
‫اج ِحينَئِ ٍذ إِ َىل إِ َعانَِة‬ ‫ض ِو الْ َفس َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اد بطُول لُْبث َها فيه‪ ،‬فَـيَ ْحتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫اف َعلَى الْعُ ْ‬ ‫ض ِو تَ ْدفَـعُ َها ِم ْنهُ‪ ،‬فَـيُ َخ ُ‬ ‫ان ِيف الْعُ ْ‬ ‫م َك ٍ‬
‫َ‬
‫ْك ال َْمادهةِ ال هرِديئَ ِة ال ُْم ْف ِس َدةِ لِلْعُ ْ‬
‫ض ِو‪.‬‬ ‫اج تِل َ‬ ‫ط‪ ،‬أ َْو غَ ِْريهِ ِِإل ْخ َر ِ‬ ‫يب ِابلْبَ ِّ‬ ‫الطهبِ ِ‬
‫اج ال َْمادهةِ ال هرِديئَ ِة ال ُْم ْف ِس َدةِ‪.‬‬ ‫اُهَا‪ :‬إِ ْخ َر ُ‬ ‫ط فَائِ َد َات ِن‪ :‬إِ ْح َد ُ‬ ‫َوِيف الْبَ ِّ‬
‫اجتِ َم ِاع َمادهةٍ أُ ْخ َرى إِلَْيـ َها تُـ َق ِّو َيها‪.‬‬ ‫َوالثهانِيَةُ‪َ :‬م ْن ُع ْ‬
‫ال َعلَى مع ٍ‬
‫ان‬ ‫َج َوى الْبَطْ ِن» ‪ ،‬فَا ْجلََوى يُـ َق ُ‬ ‫ْن َر ُج ٍل أ ْ‬ ‫هاين‪« :‬إِنههُ أ ََمر طَبِيبًا أَ ْن يَـبُ ه‬ ‫يث الث ِ‬ ‫وأَ هما قَـولُهُ ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫ََ‬ ‫ط بَط َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ث َع ْنهُ ِاال ْستِ ْس َقاءُ‪.‬‬ ‫ُت اله ِذي يَ ُكو ُن ِيف الْبَطْ ِن َْحي ُد ُ‬ ‫ِ‬
‫م ْنـ َها‪ :‬ال َْماءُ ال ُْم ْنِ ُ‬
‫س َال َم ِة َم َعهُ‪َ ،‬و َج هوَزتْهُ‬ ‫وج َه ِذهِ ال َْمادهةِ‪ ،‬فَ َمنَـ َع ْتهُ طَائَِفةٌ ِم ْنـ ُه ْم ِخلَطَ ِرهِ‪َ ،‬وبُـ ْع ِد ال ه‬ ‫َطبهاءُ ِيف بَـ ْزلِ ِه ِخلُُر ِ‬ ‫ف ْاأل ِ‬ ‫َوقَ ِد ا ْختَـلَ َ‬
‫ج لَهُ ِس َواهُ‪َ ،‬و َه َذا ِع ْن َد ُه ْم إِ همنَا ُه َو ِيف ِاال ْستِ ْس َق ِاء ِّ‬
‫الزقِّ ِّي‪ ،‬فَِإنههُ َك َما تَـ َق هد َم ثََالثَةُ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ :‬ال ع َال َ‬ ‫طَائَِفةٌ أُ ْخ َرى‪َ ،‬وقَالَ ْ‬
‫ت الطهْب ِل‪،‬‬ ‫ت َكصو ِ‬ ‫ضربْ َ ِ ِ‬ ‫أَنْـ َو ٍاع‪ :‬طَْبلِ ٌّي‪َ ،‬و ُه َو اله ِذي يَـ ْنـتَ ِف ُخ َم َعهُ الْبَط ُ ِ ٍ ِ ٍ ِ‬
‫ص ْو ٌ َ ْ‬ ‫ت َعلَْيه ُمس َع لَهُ َ‬ ‫ْن مبَادهة ِرحييهة إذَا َ َ‬
‫ب ِم َن‬ ‫شو مع ال هدِم ِيف ْاألَ ْع َ ِ‬ ‫ِ ٍ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص َع ُ‬ ‫ضاء‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬ ‫َو َحلْم ٌّي‪َ :‬و ُه َو الهذي يَـ ْربُو َم َعهُ َحلْ ُم ََجي ِع الْبَ َدن ِمبَادهة بَـ ْلغَميهة تَـ ْف ُ َ َ‬
‫ضةٌ‬‫ض َخ َ‬ ‫َس َف ِل َما هدةٌ َرِديئَةٌ يُ ْس َم ُع َهلَا ِع ْن َد ا ْحلََرَك ِة َخ ْ‬ ‫ِ‬
‫ْاأل هَوِل‪َ ،‬وِزقّ ٌّي‪َ :‬و ُه َو الهذي َْجيتَ ِم ُع َم َعهُ ِيف الْبَطْ ِن ْاأل ْ‬
‫ِ‬
‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬أَردأُ أَنْـو ِ‬
‫اع ِه‬ ‫َْ َ‬ ‫َطبه ِاء‪َ .‬وقَالَ ْ‬ ‫اع ِه ِع ْن َد ْاألَ ْكثَ ِرين ِمن ْاأل ِ‬
‫َ َ‬
‫الز ِّق‪ ،‬وهو أَردأُ أَنْـو ِ‬
‫ضة ال َْماء ِيف ِّ َ ُ َ ْ َ َ‬
‫ض َخ َ ِ ِ‬ ‫َك َخ ْ‬
‫ص ِد الْعُر ِ‬ ‫ك ِابلْبـ ْزِل وي ُكو ُن ذَلِ َ ِ ِ‬ ‫الزقِّ ِي إِ ْخر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫وق‬ ‫ك مبَْن ِزلَة فَ ْ ُ‬ ‫اج ذَل َ َ َ َ‬ ‫الله ْحم ُّي لعُ ُموم ْاآلفَة به‪َ .‬وم ْن َُجْلَة ع َال ِج ِّ ّ َ ُ‬
‫يل َعلَى َج َوا ِز بَـ ْزلِ ِه‪ ،‬وهللا‬ ‫ِ‬
‫يث‪ ،‬فَـ ُه َو َدل ٌ‬ ‫ت َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫اس ِد‪ ،‬لَ ِكنههُ َخطٌَر َك َما تَـ َق هد َم‪َ ،‬وإِ ْن ثَـبَ َ‬ ‫اج ال هدِم الْ َف ِ‬ ‫ِِإل ْخ َر ِ‬
‫أعلم‪.‬‬

‫(‪)91/7‬‬
‫وس ِه ْم َوتَـ ْق ِويَِة قُـلُوهبِِ ْم‬
‫يب نُـ ُف ِ‬ ‫ضى بِتَطْيِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ال َْم ْر َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أَِيب س ِع ٍ‬ ‫روى ابْن ماج ْه «ِيف سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫يض»‬ ‫س ال َْم ِر ِ‬ ‫ب نَـ ْف َ‬
‫ِ‬
‫ك َال يَـ ُر ُّد َش ْيـئًا‪َ ،‬و ُه َو يُطَيّ ُ‬ ‫َج ِل‪ ،‬فَِإ هن ذَلِ َ‬ ‫سوا لَهُ ِيف ْاأل َ‬
‫«إِذَا َد َخلْتُم َعلَى الْم ِر ِ ِ‬
‫يض‪ ،‬فَـنَـ ّف ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫«‪. »7‬‬
‫يل ِم َن‬ ‫س ال َْعلِ ِ‬
‫ب نَـ ْف َ‬
‫ِ‬
‫اد إِ َىل َما يُطَيّ ُ‬ ‫ف أَنْـ َو ِاع ال ِْع َال ِج‪َ ،‬و ُه َو ِْ‬
‫اإل ْر َش ُ‬ ‫يف ِج ًّدا ِمن أَ ْشر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫يث نَـ ْوعٌ َش ِر ٌ‬ ‫وِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اع ُد َعلَى َدفْ ِع الْ ِعله ِة‬ ‫سَ‬ ‫ي‪ ،‬فَـيَـتَ َ‬ ‫ث بِ ِه ا ْحلَ ُّ‬
‫ار الْغَ ِري ِز ُّ‬ ‫ش بِ ِه الْ ُق هوةُ‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِع ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َك َالِم الهذي تَـ ْق َوى بِه الطهبِ َيعةُ‪َ ،‬وتَـ ْنـتَع ُ‬
‫أ َْو َختِْف ِيف َها اله ِذي ُه َو غَايَةُ ََتْثِ ِري الطهبِ ِ‬
‫يب‪.‬‬
‫يب ِيف ِش َف ِاء ِعلهتِ ِه َو ِخ هفتِ َها‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُّرهُ َعلَْيه‪ ،‬لَهُ ََتْثريٌ َعج ٌ‬ ‫ال َما يَ ُ‬ ‫يب قَـ ْلبِ ِه‪َ ،‬وإِ ْد َخ ُ‬ ‫ِ‬
‫يض‪َ ،‬وتَطْي ُ‬ ‫س ال َْم ِر ِ‬ ‫َوتَـ ْف ِر ُ‬
‫يح نَـ ْف ِ‬
‫ريا ِم َن‬ ‫اه َد الن ِ‬
‫هاس َكث ً‬ ‫ُ‬ ‫ساع ُد الطهبِ َيعةَ َعلَى َدفْ ِع ال ُْم ْؤِذي‪َ ،‬وقَ ْد َش َ‬
‫ك‪ ،‬فَـت ِ‬ ‫ِِ‬
‫اح َوالْ ُق َوى تَـ ْق َوى ب َذل َ ُ َ‬ ‫فَِإ هن ْاأل َْرَو َ‬
‫ادةِ َم ْن ُِحيبُّونَهُ‪َ ،‬ويُـ َع ِظّ ُمونَهُ‪َ ،‬وُرْؤيَتِ ِه ْم َهلُ ْم‪َ ،‬ولُط ِْف ِه ْم هبِِ ْم‪َ ،‬وُم َكالَ َمتِ ِه ْم إِ هاي ُه ْم‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ش قُـ َواهُ بِ ِعيَ َ‬ ‫ِ‬
‫ضى تَـ ْنـتَع ُ‬ ‫ال َْم ْر َ‬
‫يض‪،‬‬‫ضى الهِيت تَـتَـ َعله ُق هبِِ ْم‪ ،‬فَِإ هن فِ َيها أ َْربَـ َعةَ أَنْـ َو ٍاع ِم َن الْ َف َوائِ ِد‪ :‬نَـ ْوعٌ يَـ ْرِج ُع إِ َىل ال َْم ِر ِ‬ ‫ادةِ ال َْم ْر َ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد فَـ َوائِ ِد عيَ َ‬
‫أَ‬
‫ود َعلَى ال َْعا هم ِة‪.‬‬ ‫يض‪َ ،‬ونَـ ْوعٌ يَـعُ ُ‬ ‫ود َعلَى أ َْه ِل ال َْم ِر ِ‬ ‫ود َعلَى ال َْعائِ ِد‪َ ،‬ونَـ ْوعٌ يَـعُ ُ‬ ‫َونَـ ْوعٌ يَـعُ ُ‬
‫ف َِجي ُدهُ َويَ ْسأَلُهُ َع هما‬ ‫يض َع ْن َش ْك َواهُ‪َ ،‬وَك ْي َ‬ ‫َل ال َْم ِر َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ َكا َن يَ ْسأ ُ‬ ‫صلَى ه‬ ‫ِ‬
‫َوقَ ْد تَـ َق هد َم ِيف َه ْديِه َ‬
‫ف لَهُ َما يَـ ْنـ َفعُهُ ِيف ِعلهتِ ِه‪َ ،‬وُرهمبَا‬ ‫ص ُ‬ ‫ني ثَ ْديـ ْي ِه‪ ،‬وي ْدعُو لَهُ‪ ،‬وي ِ‬
‫ََ‬ ‫ض َع َها بَـ ْ َ َ َ َ‬ ‫ض ُع يَ َدهُ َعلَى َج ْبـ َهتِ ِه‪َ ،‬وُرهمبَا َو َ‬ ‫يَ ْشتَ ِه ِيه‪َ ،‬ويَ َ‬
‫اَّللُ» «‪، »2‬‬ ‫اء ه‬ ‫ور إِ ْن َش َ‬ ‫ْس طَ ُه ٌ‬ ‫يض‪َ « :‬ال َأب َ‬ ‫ول لِل َْم ِر ِ‬‫ضوئِِه‪َ ،‬وُرهمبَا َكا َن يَـ ُق ُ‬ ‫يض ِم ْن َو ُ‬ ‫ب َعلَى ال َْم ِر ِ‬ ‫صه‬ ‫ضأَ َو َ‬ ‫تَـ َو ه‬
‫ْف‪َ ،‬و ُح ْس ِن ال ِْع َال ِج َوالته ْدبِ ِري‪.‬‬ ‫ال اللُّط ِ‬ ‫و َه َذا ِم ْن َكم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الطب‪ ،‬وابن ماجه يف اجلنائز‪ .‬ومعىن «فنفسوا له يف األجل» أي وسعوا له‬
‫وأطمعوه يف طول احلياة‪ ،‬وأذهبوا حزنه فيما يتعلق أبجله‪ ،‬أبن تقولوا‪ :‬ال أبس‪ ،‬طهور‪ ،‬فإن يف ذلك‬
‫تنفيسا ملا هو فيه من الكرب وطمأنينة لقلبه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‬

‫(‪)91/7‬‬

‫ان ِمبَا ا ْعت ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف ِع َال ِج ْاألَبْ َد ِ‬


‫ادتْهُ م َن ْاألَ ْد ِويَِة َو ْاألَ ْغ ِذيَِة ُدو َن َما ََلْ تَـ ْعتَ ْدهُ‬
‫ََ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬
‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫فَ ْ‬
‫يض ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫َصل َع ِظيم ِمن أ ِ ِ‬
‫ث يَظُ ُّن‬ ‫ض هر ال َْم ِر َ‬ ‫يب‪ ،‬أَ َ‬ ‫ُصول الْع َال ِج‪َ ،‬وأَنْـ َف ُع َش ْيء فيه‪َ ،‬وإِذَا أَ ْخطَأَهُ الطهب ُ‬ ‫َه َذا أ ْ ٌ ٌ ْ ُ‬
‫اه ٌل‪ ،‬فَِإ هن ُم َال َء َمةَ ْاألَ ْد ِويَِة‬ ‫ب إِهال طَبِيب ج ِ‬ ‫أَنهه يـ ْنـ َفعه‪ ،‬وَال يـع ِد ُل َع ْنه إِ َىل ما َِجي ُدهُ ِمن ْاألَ ْد ِوي ِة ِيف ُكت ِ ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫ب الطّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ َ ُُ َ َْ‬
‫ارو َن َوغَْيـ ُرُه ْم َال يَـ ْن َج ُع فِي ِه ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِ ِ‬ ‫ِِِ ِِ‬
‫است ْع َداد َها َوقَـبُوهلَا‪َ ،‬و َه ُؤَالء أ َْه ُل الْبَـ َوادي َو ْاألَ هك ُ‬ ‫سِ ْ‬ ‫َو ْاألَ ْغذيَة ل ِْلَبْ َدان حبَ َ‬
‫ض ِر وأهل‬ ‫اع ِه ْم َش ْيـئًا‪ ،‬بَ ْل َعا همةُ أَ ْد ِويَِة أ َْه ِل ا ْحلَ َ‬ ‫َشراب اللِّينوفَ ِر والْورِد الطه ِر ِي وَال الْم ْغلِ ِي‪ ،‬وَال يـ َؤثِّر ِيف ِطب ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ ّ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ َْ‬
‫ي‪َ ،‬رآهُ ُكلههُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اه َدةٌ بِ َذلِ َ‬
‫الرفاهية ال َتدي عليهم‪ ،‬والتهج ِربةُ َش ِ‬
‫ك‪َ ،‬وَم ْن ََتَهم َل َما ذَ َك ْرَانهُ م َن الْع َال ِج النـهبَ ِو ِّ‬ ‫َ َْ‬
‫ب ِاال ْعتِنَاءُ بِ ِه‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ِ‬ ‫َصل َع ِظيم ِمن أ ِ ِ‬ ‫ض ِه‪ ،‬وما نَ َ ِ‬ ‫ادةِ الْعلِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُصول الْع َال ِج َجي ُ‬ ‫شأَ َعلَْيه‪ .‬فَـ َه َذا أ ْ ٌ ٌ ْ ُ‬ ‫يل َوأ َْر َ َ‬ ‫ُم َواف ًقا ل َع َ َ‬
‫ب بَ ْل أَطَبُّـ ُه ُم احلارث بن كلدة‪َ ،‬وَكا َن فِي ِه ْم كأبقراط ِيف‬ ‫ب َح هىت قَ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص هر ِ ِ‬
‫يب ال َْعر ِ‬
‫ال طَب ُ َ‬ ‫ح بِه أَفَاض ُل أ َْه ِل الطّ ِّ‬ ‫َ َ‬
‫اد‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ َع ْنهُ‪ْ :‬األَ ْزُم َد َواءٌ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ت ال هداء‪َ ،‬و َع ِّو ُدوا ُك هل بَ َد ٍن َما ا ْعتَ َ‬ ‫س ال هد َواء‪َ ،‬وال َْم ِع َدةُ بَـ ْي ُ‬ ‫قَـ ْومه‪ :‬ا ْحل ْميَةُ َرأْ ُ‬
‫اض ِاال ْمتِ َالئِيه ِة ُكلِّ َها‬ ‫وع‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن أَ ْك ََِب ْاألَ ْد ِويَِة ِيف ِش َف ِاء ْاأل َْم َر ِ‬ ‫اك َع ِن ْاألَ ْك ِل يَـ ْع ِِن بِ ِه ا ْجلُ َ‬ ‫سُ‬ ‫َو ْاألَ ْزُم‪ِْ :‬‬
‫اإل ْم َ‬
‫ان ْاألَ ْخ َال ِط‪َ ،‬و ِح هد ِهتَا‬ ‫ف ِمن َكثْـرةِ ِاال ْمتِ َال ِء‪ ،‬و َهيج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ث إِنههُ أَفْ َ‬ ‫ِحبَْي ُ‬
‫َ ََ‬ ‫ض ُل ِيف ع َالج َها م َن ال ُْم ْستَـ ْف ِرغَات إ َذا ََلْ َخي ه ْ َ‬
‫أ َْو غَلَيَ ِاهنَا‪.‬‬
‫ات‪،‬‬ ‫ث طَبـ َق ٍ‬ ‫ِ‬
‫ب م ْن ثََال َ‬
‫ف َكالْ َقرع ِة ِيف َش ْكلِها‪ ،‬مرهك ِ‬
‫َ َُ ٌ‬ ‫صِبٌّ َُمَ هو ٌ ْ َ‬ ‫ض ٌو َع َ‬ ‫ت ال هد ِاء‪ .‬ال َْم ِع َدةُ‪ :‬عُ ْ‬ ‫َوقَـ ْولُهُ‪ :‬ال َْم ِع َدةُ بَـ ْي ُ‬
‫ول‪َ ،‬و ْاألُ ْخ َرى‬ ‫ات ِابلطُّ ِ‬ ‫يف إِ ْح َدى الطهبـ َق ِ‬
‫َ‬ ‫ط ِهبَا َحلْ ٌم‪َ ،‬ولِ ٌ‬ ‫يف‪َ ،‬و ُِحيي ُ‬ ‫س همى اللِّ َ‬ ‫م َؤلهَف ٍة ِمن َشظَااي َدقِي َق ٍة َع ِ ٍ‬
‫صبيهة تُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪َ ،‬والثهالِثَةُ ِابل َْوْر ِ‬ ‫ِابل َْع ْر ِ‬
‫ورةٌ‬
‫صَ‬ ‫صبًا‪َ ،‬وقَـ ْع ُرَها أَ ْكثَـ ُر َحلْ ًما‪َ ،‬وِيف َابطن َها َمخْ ٌل‪َ ،‬وه َي َُْم ُ‬ ‫ب‪َ ،‬وفَ ُم ال َْمع َدة أَ ْكثَـ ُر َع َ‬
‫الص َف ِة حلِِ ْك َم ٍة لَ ِطي َف ٍة ِم َن ْ‬
‫اخلَالِ ِق‬ ‫ِِ‬
‫ت َعلَى َهذه ِّ‬ ‫ب ْاأل َْميَ ِن قَلِ ًيال‪ُ ،‬خلِ َق ْ‬ ‫ِيف َو َس ِط الْبَطْ ِن‪َ ،‬وأ َْميَ ُل إِ َىل ا ْجلَانِ ِ‬
‫ض ُج ال ِْغ َذاءُ َويَـ ْن َح ِد ُر ِم ْنـ َها بَـ ْع َد‬ ‫ض ِم ْاأل هَوِل‪َ ،‬وفِ َيها يَـ ْن َ‬ ‫ت َُمَ ًّال لِل َْه ْ‬ ‫ت ال هد ِاء‪َ ،‬وَكانَ ْ‬ ‫ا ْحلَ ِك ِيم ُس ْب َحانَهُ‪َ ،‬و ِه َي بَـ ْي ُ‬
‫ض ِم َها‪ ،‬إِ هما‬ ‫اض َمةُ َع ْن ََتَاِم َه ْ‬ ‫ت الْ ُق هوةُ ا ْهلَ ِ‬‫ت قَ ْد َعجز ِ‬
‫ََ‬ ‫ض َال ٌ‬ ‫ف ِم ْنهُ فِ َيها فَ َ‬ ‫ك إِ َىل الْ َكبِ ِد َو ْاأل َْم َع ِاء‪َ ،‬ويَـتَ َخله ُ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ض َها ِممها َال‬ ‫ك‪َ ،‬و َه ِذهِ ْاألَ ْشيَاءُ بَـ ْع ُ‬ ‫وع َذلِ َ‬ ‫استِ ْع َمالِ ِه‪ ،‬أ َْو لِ َم ْج ُم ِ‬
‫يب ِيف ْ‬ ‫وء تَـ ْرتِ ٍ‬‫لِ َكثْـرةِ الْ ِغ َذ ِاء‪ ،‬أَو لِرداءتِِه‪ ،‬أَو لِس ِ‬
‫ْ ََ َ ْ ُ‬ ‫َ‬
‫سا ُن‬ ‫ص ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫يَـتَ َخله ُ‬

‫(‪)99/7‬‬

‫يل ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬وَم ْن ِع‬


‫ث َعلَى تَـ ْقلِ ِ‬ ‫ك إِ َىل ا ْحلَ ِّ‬ ‫ك‪َ ،‬وَكأَنههُ يُ ِشريُ بِ َذلِ َ‬ ‫ت ال هد ِاء لِ َذلِ َ‬ ‫ِم ْنهُ غَالِبًا‪ ،‬فَـتَ ُكو ُن ال َْم ِع َدةُ بَـ ْي َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ض َال ِ‬ ‫هح ُّرِز َع ِن الْ َف َ‬ ‫س ِم ِن اتِّب ِاع ال ه ِ‬ ‫النهـ ْف ِ‬
‫ش َه َوات‪َ ،‬والت َ‬ ‫َ‬
‫يمةٌ ِيف الْبَ َد ِن‪َ ،‬ح هىت‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫ادةُ طَْب ٌع ََثن‪َ ،‬وه َي قُـ هوةٌ َعظ َ‬ ‫ال‪ :‬ال َْع َ‬ ‫ك يُـ َق ُ‬‫ان‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫ادةُ فَِِلَنهـ َها َكالطهبِيع ِة لِ ِْْلنْس ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ هما ال َْع َ‬
‫ات‪َ ،‬كا َن ُخمْتَلِ َ‬ ‫إِ هن أَمرا و ِ‬
‫ْك ْاألَبْ َدا ُن‬ ‫ت تِل َ‬ ‫ف النِّ ْسبَ ِة إِلَْيـ َها‪َ .‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫اد ِ‬ ‫ان ُخمْتَلِ َف ِة ال َْع َ‬
‫اح ًدا إِذَا قِيس إِ َىل أَبْ َد ٍ‬
‫َ‬ ‫ًْ َ‬
‫َح ُد َها‪ :‬عُ ِّو ُد تَـنَ ُاو َل‬
‫اب‪ ،‬أ َ‬ ‫شبَ ِ‬ ‫اج ِيف ِس ِّن ال ه‬ ‫ك أَبْ َدا ٌن ثََالثَةٌ َحا هرةُ ال ِْم َز ِ‬ ‫ُمت ِهف َقةً ِيف ال ُْو ُجوهِ ْاألُ ْخ َرى ِمثَ ُ‬
‫ال َذلِ َ‬
‫ث‪ :‬عُ ِّو َد تَـنَ ُاو َل ْاألَ ْشيَ ِاء ال ُْمتَـ َو ِّسطَِة‪ ،‬فَِإ هن ْاألَ هو َل‬ ‫هاين‪ :‬عُ ِّو ُد تَـنَ ُاو َل ْاألَ ْشيَ ِاء الْبَا ِر َدةِ‪َ ،‬والثهالِ ُ‬ ‫ْاألَ ْشيَ ِاء ا ْحلَا هرةِ؛ َوالث ِ‬
‫َض هر بِ ِه‪َ ،‬والثهالِ ُ‬
‫ث‪:‬‬ ‫ض هر بِِه‪َ ،‬والث ِ‬
‫هاين‪َ :‬م َىت تَـنَ َاولَهُ‪ ،‬أ َ‬ ‫س ًال ََلْ يَ ُ‬
‫َم َىت تَـنَ َاو َل َع َ‬
‫الص هح ِة‪ ،‬ومعا َجل ِة ْاألَمر ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج النـهبَ ِو ُّ‬
‫ي‬ ‫كج ِ‬
‫اء الْع َال ُ‬
‫اض‪َ ،‬ول َذل َ َ َ‬ ‫يم ِيف ح ْفظ ّ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ادةُ ُرْك ٌن َعظ ٌ‬‫ض ُّر بِ ِه قَلِ ًيال‪ ،‬فَال َْع َ‬
‫يَ ُ‬
‫ِ‬
‫ادتِِه ِيف استعمال األغذية واألدوية وغري ذَلِ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫إبِِ ْج َراء ُك ِّل بَ َد ٍن َعلَى َع َ‬

‫ادهُ ِم َن ْاألَ ْغ ِذيَِة‬


‫ف َما ا ْعتَ َ‬ ‫يض ِأبَلْطَ ِ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف تَـغْ ِذيَِة ال َْم ِر ِ‬‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اجتَ َم َع لِ َذلِ َ‬ ‫ات الْميِ ُ ِ ِ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫ك‬ ‫ت م ْن أ َْهل َها‪َ ،‬و ْ‬ ‫ت إِذَا َم َ َ ّ‬ ‫يث عروة َع ْن عائشة‪ ،‬أَنهـ َها َكانَ ْ‬ ‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫ت التهـ ْلبِينَةَ َعلَْي ِه‪،‬‬
‫ت ثَ ِري ًدا‪ ،‬مُه صبه ِ‬
‫َ‬ ‫صنَـ َع ْ‬
‫ت‪َ ،‬و َ‬ ‫ت بِبُـ ْرَم ٍة ِم ْن تَـ ْلبِينَ ٍة فَطُبِ َخ ْ‬‫ْن إِ َىل أ َْهلِ ِه هن‪ ،‬أ ََم َر ْ‬
‫ساءُ‪ ،‬مُه تَـ َف هرق َ‬
‫ِ‬
‫النّ َ‬
‫ول‪« :‬التهـ ْلبِينَةُ ََمَ همةٌ لُِف َؤ ِاد ال َْم ِر ِ‬
‫يض‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ُق ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت‪ُ :‬كلُوا ِم ْنـ َها‪ ،‬فَِإِّين َِمس ْع ُ‬ ‫ مُه قَالَ ْ‬
‫ض ا ْحلُْز ِن» «‪»7‬‬ ‫ب بِبَـ ْع ِ‬ ‫تَ ْذ َه ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫السنَ ِن» ِمن ح ِد ِ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ‬ ‫ضا‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫يث عائشة أَيْ ً‬ ‫ْ َ‬
‫َح ٌد ِم ْن‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم إِذَا ا ْشتَ َكى أ َ‬
‫ت‪ :‬وَكا َن رس ُ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫ني» ‪ ،‬قَالَ ْ َ َ ُ‬ ‫يض النهافِ ِع التهـ ْلبِ ِ‬ ‫« َعلَْي ُك ْم ِابلْبَ ِغ ِ‬
‫أ َْهلِ ِه ََلْ تَـ َزِل الْبُـ ْرَمةُ َعلَى النها ِر َح هىت يَـ ْنـتَ ِه َي أحد طرفيه‪ .‬يعِن يَبأ أو ميوت‪»2« .‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة ومسلم يف اللباس‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه وأْحد واحلاكم‬

‫(‪)99/7‬‬

‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ ه ِ ِ‬ ‫و َع ْنـها‪َ :‬كا َن رس ُ ِ‬


‫ال‪َ « :‬علَْي ُك ْم‬ ‫ام‪ ،‬قَ َ‬ ‫يل لَهُ‪ :‬إِ هن فَُال ًان َوج ٌع َال يَط َْع ُم الطه َع َ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم إ َذا ق َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ‬
‫َح ِد ُك ْم َك َما تَـ ْغ ِس ُل إِ ْح َدا ُك هن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫هِ‬ ‫ِابلتهـلْبِينَ ِة فَ َح ُّ‬
‫ْن أ َ‬‫ول‪َ « :‬والذي نَـ ْفسي بيَده إِنهـ َها تَـ ْغس ُل بَط َ‬ ‫سوهُ إِ هاي َها» ‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬
‫َو ْج َه َها ِم َن ال َْو َس ِخ» «‪»7‬‬
‫ت تَـ ْلبِينَةً لِ َ‬
‫شبَ ِه َها‬ ‫ال اهلروي‪ُِ :‬مسّيَ ْ‬ ‫نب‪َ ،‬وِم ْنهُ ا ْشتُ هق ْ‬
‫امسُهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫يق اله ِذي ُه َو ِيف قِ َو ِام الله َ ِ‬ ‫ساءُ ال هرقِ ُ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ُ :‬ه َو ا ْحل َ‬ ‫التهـلْبِ ُ‬
‫الِنءُ‪َ ،‬وإِذَا ِش ْئ َ‬
‫ت‬ ‫ظ ِّ‬ ‫يق النضيج َال الْغَلِي ُ‬ ‫اض َها َوِرقهتِ َها‪َ ،‬و َه َذا ال ِْغ َذاءُ ُه َو النهافِ ُع لِل َْعلِ ِ‬
‫يل‪َ ،‬و ُه َو ال هرقِ ُ‬ ‫نب لِبـي ِ‬
‫ِابلله َ ِ َ َ‬
‫هخ ٌذ ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ِع ِري‪ ،‬بل ِهي ماء ال ه ِ‬ ‫ف فَ ْ ِ‬ ‫ض َل التهـ ْلبِينَ ِة‪ ،‬فَا ْع ِر ْ‬
‫ساءٌ ُمت َ‬ ‫شع ِري َهلُ ْم‪ ،‬فَإنهـ َها ح َ‬ ‫ض َل َماء ال ه َ ْ َ َ ُ‬ ‫ف فَ ْ‬ ‫أَ ْن تَـ ْع ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ش ِع ِري بِنُ َخالَتِ ِه‪ ،‬والْ َفر ُق بـ ْيـنَـها وبـ ْني م ِاء ال ه ِ‬ ‫َدقِ ِ‬
‫وان‪،‬‬
‫ْح ً‬ ‫احا‪َ ،‬والتهـ ْلبِينَةُ تُطْبَ ُخ من َمط ُ‬ ‫شع ِري أَنههُ يُطْبَ ُخ ص َح ً‬ ‫َ ْ َ َ ََ َ َ‬ ‫يق ال ه‬
‫ريا ِيف ِاالنْتِ َف ِاع ِاب ْألَ ْد ِويَِة‬‫ش ِع ِري ِابلطه ْح ِن‪ ،‬وقَ ْد تَـ َق هدم أَ هن لِلْع َ ِ ِ‬
‫ادات ََتْث ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اصيه ِة ال ه‬
‫وج َخ ِّ‬ ‫َو ِه َي أَنْـ َف ُع ِم ْنهُ ِخلُُر ِ‬
‫احا‪َ ،‬و ُه َو أَ ْكثَـ ُر تَـ ْغ ِذيَةً‪َ ،‬وأَقـ َْوى‬ ‫ش ِع ِري ِم ْنهُ مطْح ً ِ‬ ‫ِ‬
‫وان َال ص َح ً‬ ‫َ ُ‬ ‫اء ال ه‬‫ادةُ الْ َق ْوم أَ ْن يتخدوا َم َ‬ ‫ت َع َ‬ ‫َو ْاألَ ْغ ِذيَِة‪َ ،‬وَكانَ ْ‬
‫ف‪ ،‬فَ َال يَـثْـ ُق ُل َعلَى طَبِ َيع ِة‬ ‫احا لِيَ ُكو َن أ ََر هق َوأَلْطَ َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ْع ًال‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُم َج َال ًء‪َ ،‬وإِ همنَا هاختَ َذهُ أَطبهاءُ ال ُْم ُدن م ْنهُ ص َح ً‬
‫ود‪:‬‬‫ص ُ‬ ‫ْحون َعلَْيـ َها‪َ .‬وال َْم ْق ُ‬
‫ش ِع ِري الْمط ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ب طَبَائِ ِع أ َْه ِل ال ُْم ُد ِن َوَر َخ َاوِهتَا‪َ ،‬وثَِق ِل َم ِاء ال ه‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬
‫يض‪َ ،‬و َه َذا حبَ َ‬ ‫ال َْم ِر ِ‬
‫اهرا‪ ،‬ويـغَ ِّذي ِغ َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِع ِري مطْب ً ِ‬
‫ارا‬
‫ب َح ًّ‬ ‫اء لَطي ًفا‪َ .‬وإِذَا ُش ِر َ‬ ‫ً‬ ‫احا يَـ ْنـ ُف ُذ َس ِر ًيعا‪َ ،‬وَْجيلُو َج َال ًء ظَ ً َ ُ‬ ‫وخا ص َح ً‬ ‫اء ال ه َ ُ‬ ‫أَ هن َم َ‬
‫وح ال َْم ِع َدةِ أ َْوفَ َق‪.‬‬ ‫ع‪ ،‬وإِ ْمنَا ُؤهُ لِلْحرارةِ الْغَ ِري ِزيهِة أَ ْكثَـر‪ ،‬وتَـل ِْم ِ‬
‫سطُ ِ‬ ‫يسهُ ل ُ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َس َر َ َ‬ ‫َكا َن َج َال ُؤهُ أَقـ َْوى‪َ ،‬ونُـ ُفوذُهُ أ ْ‬
‫ني‪ .‬بَِف ْت ِح ال ِْم ِيم َوا ْجلِ ِيم‪َ ،‬وبِ َ‬
‫ض ِّم‬ ‫يض» يُـ ْرَوى بَِو ْج َه ْ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فِ َيها‪ََ « :‬مَ همةٌ لُِف َؤ ِاد ال َْم ِر ِ‬‫صلهى ه‬ ‫َوقَـ ْولُهُ َ‬
‫احةُ‪.‬‬‫اإل َْجَ ِام‪َ ،‬و ُه َو ال هر َ‬ ‫س ِّكنُهُ ِم َن ِْ‬‫َي‪ :‬تُ ِرحيُهُ َوتُ َ‬
‫ِ‬
‫الْم ِيم‪َ ،‬وَك ْس ِر ا ْجل ِيم‪َ ،‬و ْاألَ هو ُل‪ :‬أَ ْش َه ُر‪َ ،‬وَم ْعنَاهُ‪ :‬أَنهـ َها ُم ِرحيَةٌ لَهُ‪ ،‬أ ْ‬
‫ِ‬
‫ض ِع َف ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ا ْحلُْز ِن» ‪َ ،‬ه َذا‪َ -‬و ه‬ ‫ب بِبَـ ْع ِ‬
‫ان ا ْحلََر َارَة‬ ‫اج‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪ -‬ألَ هن الْغَ هم َوا ْحلُْز َن يُـبَـ ِّر َدان الْم َز َ‬ ‫َوقَـ ْولُهُ‪« :‬تَ ْذ َه ُ‬
‫ساءُ يُـ َق ِّوي ا ْحلََر َارَة الْغَ ِري ِزيهةَ‬ ‫ِ‬
‫ش ُؤ َها‪َ ،‬و َه َذا ا ْحل َ‬ ‫ْب اله ِذي ُه َو َم ْن َ‬ ‫وح ا ْحلَ ِام ِل َهلَا إِ َىل ِج َه ِة الْ َقل ِ‬ ‫الْغَ ِري ِزيهةَ لِ َم ْي ِل ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ض لَهُ ِم َن الْغَ ِّم َوا ْحلُْز ِن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ب ِزَاي َدته ِيف َمادههتَا‪ ،‬فَـتُ ِز ُ‬
‫يل أَ ْكثَـ َر َما َع َر َ‬
‫اص ْاألَ ْغ ِذيَِة ال ُْم ْف ِر َح ِة‪،‬‬‫س َخ َو ِّ‬ ‫اصيه ٍة فِ َيها ِم ْن ِج ْن ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ا ْحلُْزن ِِخَ ِّ‬ ‫ب بِبَـ ْع ِ‬ ‫ب‪ :-‬إِنهـ َها تَ ْذ َه ُ‬ ‫ال‪َ -‬و ُه َو أَقـ َْر ُ‬ ‫َوقَ ْد يُـ َق ُ‬
‫اصيه ِة‪َ ،‬و ه‬‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ح ِاب ْخلَ ّ‬ ‫فَِإ هن م َن ْاألَ ْغذيَة َما يُـ ْف ِر ُ‬
‫ال‪ :‬إِ هن قُـ َوى ا ْحلَ ِزي ِن تضعف ابستيالء اليبس على أعضائه‪ ،‬وعلى‬ ‫َوقَ ْد يُـ َق ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد‬

‫(‪)91/7‬‬

‫صةً لِتـ ْقلِ ِ ِ ِ‬


‫ك بُِف َؤ ِاد ال َْم ِر ِ‬
‫يض‪،‬‬ ‫ساءُ يُـ َر ِطّبُـ َها‪َ ،‬ويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬ويُـغَ ِّذ َيها‪َ ،‬ويَـ ْف َع ُل ِمثْ َل َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫يل الْغ َذاء‪َ ،‬و َه َذا ا ْحل َ‬ ‫َم ِع َدتِِه َخا ه َ‬
‫ساءُ َْجيلُو َذلِ َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬
‫ي‪َ ،‬و َه َذا ا ْحل َ‬‫يد ٌّ‬ ‫ي‪ ،‬أَو بـ ْلغَ ِم ٌّي‪ ،‬أَو ص ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ط َم َرا ِر ٌّ ْ َ‬ ‫ريا َما َْجيتَ ِم ُع ِيف َم ِع َدتِِه َخ ْل ٌ‬‫لَ ِك هن الْم ِر َ ِ‬
‫يض َكث ً‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫َع ِن ال َْم ِع َدةِ َويَ ْس ُروهُ‪َ ،‬وَْحي ُد ُرهُ‪َ ،‬وُميَيِّعُهُ‪َ ،‬ويُـ َع ِّد ُل َك ْي ِفيهـتَهُ‪َ ،‬ويَ ْك ِس ُر َس ْوَرتَهُ‪ ،‬فَـ ُِريحيُ َها َوَال ِسيه َما ل َم ْن َع َ‬
‫ادتُهُ‬
‫ت ا ْحلِْنطَةُ َع ِز َيزةً‬ ‫اك‪ ،‬وَكا َن ُهو غَالِب قُوهتِِم‪ ،‬وَكانَ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ش ِع ِري‪َ ،‬و ِه َي َع َ‬ ‫ِاال ْغتِ َذاءُ ِِخُْب ِز ال ه‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ادةُ أ َْه ِل ال َْمدينَة إ ْذ ذَ َ َ‬
‫ِع ْن َد ُه ْم‪َ .‬و ه‬
‫اَّللُ أعلم‪.‬‬

‫الس ِم اله ِذي أَصابهُ ِِخَيـبـر ِمن الْيـه ِ‬ ‫ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫ود‬ ‫َ َ ََْ َ َ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ع َال ِج ُّ ّ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫الزْه ِر ِي‪َ ،‬عن عبد الرْحن بن كعب بن مالك‪ :‬أَ هن امرأَةً يـه ِ‬
‫ت‬
‫وديهةً أ َْه َد ْ‬ ‫َْ َُ‬ ‫ذَ َك َر عبد الرزاق‪َ ،‬ع ْن معمر‪َ ،‬ع ِن ُّ ّ ْ‬
‫ال‪َ « :‬ما َه ِذهِ» ؟‬ ‫صلِيهةً ِِخَْيـبَـ َر‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َشا ًة َم ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ِ‬
‫إ َىل النِ ِّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وأَ َك َل‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ص َدقَ ِة‪ ،‬فَ َال ََْ ُك ُل ِم ْنـ َها‪ ،‬فَأَ َك َل النِ ُّ‬ ‫ول‪ِ :‬م َن ال ه‬ ‫ت أَ ْن تَـ ُق َ‬ ‫ت‪َ :‬ه ِديهةٌ‪َ ،‬و َح ِذ َر ْ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ت‪َ :‬م ْن أَ ْخبَـ َر َك ِهبَ َذا؟‬ ‫شا َة» ؟ قَالَ ْ‬ ‫ت َه ِذهِ ال ه‬ ‫ال لِلْمرأَةِ‪َ « :‬هل َمسَم ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ْ‬ ‫ال‪« :‬أ َْمس ُكوا» ‪ ،‬مُه قَ َ َ ْ‬ ‫ص َحابَةُ‪ ،‬مُه قَ َ‬
‫ال ه‬
‫ساقِ َها» ‪َ ،‬و ُه َو ِيف يَ ِدهِ؟‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ « :‬ه َذا ال َْعظ ُْم ل َ‬‫قَ َ‬
‫ت نَبِيًّا‪ََ ،‬لْ‬ ‫هاس‪َ ،‬وإِ ْن ُك ْن َ‬
‫ك الن ُ‬ ‫يح ِم ْن َ‬ ‫ت إِ ْن ُك ْن َ ِ‬
‫ت َكاذ ًاب أَ ْن يَ ْس َِرت َ‬ ‫ال‪َِ« :‬لَ» ؟ قَالَ ْ‬
‫ت‪ :‬أ ََر ْد ُ‬ ‫ت‪ :‬نَـ َع ْم‪ .‬قَ َ‬‫قَالَ ْ‬
‫ِ‬
‫َص َحابَهُ أَ ْن َْحيتَ ِج ُموا‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ثََالثَةً َعلَى الْ َكاه ِل‪َ ،‬وأ ََم َر أ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫احتَ َج َم النِ ُّ‬
‫ال‪ :‬فَ ْ‬ ‫ض هر َك‪ ،‬قَ َ‬
‫يَ ُ‬
‫ض ُه ْم «‪. »7‬‬ ‫ات بَـ ْع ُ‬‫احتَ َج ُموا‪ ،‬فَ َم َ‬
‫فَ ْ‬
‫شاةِ‪،‬‬ ‫َج ِل اله ِذي أَ َك َل ِم َن ال ه‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫َّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َعلَى َكاهله م ْن أ ْ‬
‫وِيف طَ ِر ٍيق أُ ْخرى‪ :‬واحتجم رس ُ ِ‬
‫ول ا ه َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ك ثََال َ ِ‬ ‫صا ِر‪َ ،‬وبَِق َي بَـ ْع َد َذلِ َ‬ ‫ش ْفرةِ‪ ،‬وهو مو ًىل لِب ِِن بـي َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث سنِ َ‬
‫ني َح هىت‬ ‫اضةَ م َن ْاألَنْ َ‬ ‫َح َج َمهُ أبو هند ِابلْ َق ْرن َوال ه َ َ ُ َ َ ْ َ َ َ‬
‫شاةِ يَـ ْوَم َخ ْيـبَـ َر َح هىت َكا َن‬‫ْت ِم َن ال ه‬ ‫َج ُد ِم َن ْاألُ ْكلَ ِة الهِيت أَ َكل ُ‬
‫ْت أ ِ‬ ‫يف فِ ِيه‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال‪َ « :‬ما ِزل ُ‬ ‫هِ‬
‫َكا َن َو َجعُهُ الذي تُـ ُوَِّ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ه َذا أَوا َن انْ ِقطَ ِاع ْاألَبـه ِر ِم ِِن» فَـتـوِّيف رس ُ ِ‬
‫وسى بْ ُن عقبة»‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َش ِهي ًدا‪ ،‬قَالَهُ ُم َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َْ ّ ُُ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫«‪. »2‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ذكره عبد الرزاق يف املصنف ورجاله ثقات‬
‫(‪ )2‬ذكره عبد الرزاق يف املصنف ورجاله ثقات‬

‫(‪)97/7‬‬

‫الس ِّم َوتُـ ْب ِطلُهُ‪ ،‬إِ هما بِ َك ْي ِفيه ِاهتَا‪َ ،‬وإِ هما‬
‫ض فِ ْع َل ُّ‬ ‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬وِاب ْألَ ْد ِويَة الهِيت تُـ َعا ِر ُ‬ ‫الس ِم تَ ُكو ُن ِاب ِال ْستِ ْفراغَ ِ‬
‫َ‬ ‫ُم َعا َجلَةُ ُّ ّ‬
‫اد ْر إِ َىل ِاال ْستِ ْف َر ِاغ الْ ُكلِّ ِّي َوأَنْـ َفعُهُ ا ْحلِ َج َامةُ‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِ َذا َكا َن الْبَـلَ ُد‬ ‫اصها‪ ،‬فَمن َع ِدم ال هدواء‪ ،‬فَـلْيـب ِ‬
‫ِخََو ّ َ َ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ص َل إِ َىل‬ ‫وق والْمجا ِري ح هىت تَ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ث ِيف الْعُ ُر َ َ َ‬ ‫الس ِّميهةَ تَ ْس ِري إِ َىل ال هدِم‪ ،‬فَـتَـ ْنـبَ ِع ُ‬ ‫ارا‪ ،‬فَِإ هن الْ ُق هو َة ُّ‬ ‫ارا‪َ ،‬وال هزَما ُن َح ًّ‬ ‫َح ًّ‬
‫ْب و ْاألَ ْع َ ِ‬ ‫ص ُل لِ ُّ‬
‫وم‪،‬‬‫ضاء‪ ،‬فَِإذَا َاب َد َر ال َْم ْس ُم ُ‬ ‫لس ِّم إِ َىل الْ َقل ِ َ‬ ‫ْب‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ا ْهلََال ُك‪ ،‬فَال هد ُم ُه َو ال َْم ْنـ َف ُذ ال ُْم َو ِّ‬ ‫الْ َقل ِ‬
‫الس ُّم‪ ،‬بَ ْل‬‫ض هرهُ ُّ‬ ‫استِ ْف َراغًا َات ًّما ََلْ يَ ُ‬ ‫الس ِّميهةُ الهِيت َخالَطَْتهُ‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن ْ‬ ‫ْك الْ َك ْي ِفيهةُ ُّ‬ ‫ت َم َعهُ تِل َ‬ ‫ج ال هد َم‪َ ،‬خ َر َج ْ‬ ‫َوأَ ْخ َر َ‬
‫ف فَـتَـ ْق َوى َعلَْي ِه الطهبِ َيعةُ‪ ،‬فَـتُـ ْب ِط ُل فِ ْعلَهُ أ َْو تُ ْ‬
‫ض ِع ُفهُ‪.‬‬ ‫ضعُ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِ هما أَ ْن يَ ْ‬ ‫إِ هما أَ ْن يَ ْذ َه َ‬
‫اض ِع الهِيت ميُْ ِك ُن فِ َيها‬ ‫اه ِل‪ ،‬و ُهو أَقـْرب الْمو ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪ ،‬احتجم ِيف الْ َك ِ‬ ‫هب َ ه‬ ‫احتَ َج َم النِ ه‬
‫َ َ َ ُ ََ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ ْ َ َ َ‬ ‫َولَ هما ْ‬
‫ض ْع ِف ِه لِ َما يُ ِري ُد‬
‫وجا ُكلِّيًّا‪ ،‬بَ ْل بَِق َي أَثَـ ُرَها َم َع َ‬ ‫الس ّميهةُ َم َع ال هدِم َال ُخ ُر ً‬
‫ت الْما هدةُ ُّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪ ،‬فَ َخ َر َج َ‬ ‫ا ْحلِ َج َامةُ إِ َىل الْ َقل ِ‬
‫ك ْاألَثَ ِر‬ ‫ادةِ‪ ،‬ظَ َه َر ََتْثِريُ ذَلِ َ‬ ‫ش َه َ‬ ‫اَّللُ إِ ْك َر َامهُ ِابل ه‬
‫اد ه‬ ‫ض ِل ُكلِّ َها لَهُ‪ ،‬فَـلَ هما أ ََر َ‬ ‫ب الْ َف ْ‬‫يل َم َراتِ ِ‬‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ ِم ْن تَ ْك ِم ِ‬‫ه‬
‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫الس ِم لِيـ ْق ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وال‪َ ،‬وظَ َه َر س ُّر قَـ ْوله تَـ َع َاىل ألَ ْع َدائه م َن الْيَـ ُهود‪ :‬أَفَ ُكلما َ‬
‫جاء ُك ْم‬ ‫اَّللُ أ َْم ًرا َكا َن َم ْفعُ ً‬‫ض َي ه‬ ‫الْ َكام ِن م َن ُّ ّ َ‬
‫اء بِلَ ْف ِظ َك هذبْـتُ ْم‬ ‫ِ‬
‫استَ ْكبَـ ْرُْمت فَـ َف ِريقاً َك هذبْـتُ ْم َوفَ ِريقاً تَـ ْقتُـلُو َن [الْبَـ َق َرة‪ ، ]91 :‬فَ َج َ‬ ‫س ُك ُم ْ‬ ‫ول مبا َال تَـ ْهوى أَنْـ ُف ُ‬
‫َر ُس ٌ ِ‬
‫اء بِلَ ْف ِظ‪« :‬تَـ ْقتُـلُو َن» ِابل ُْم ْستَـ ْقبَ ِل الذي يتوقعونه وينتظرونه‪ ،‬وهللا‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِ‬
‫ِابل َْماضي الذي قَ ْد َوقَ َع م ْنهُ‪َ ،‬وََتَهق َق‪َ ،‬و َج َ‬
‫أعلم‪.‬‬

‫ود بِِه‬ ‫ِ‬


‫الس ْح ِر اله ِذي َس َح َرتْهُ الْيَـ ُه ُ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ع َال ِج ّ‬
‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬
‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫س ْاأل َْم ُر َك َما َز َع ُموا‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ـ‬‫ي‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ص‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ُّوه‬‫ن‬‫َ‬‫ظ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫وز َه َذا َعلَي ِ‬
‫ه‬ ‫ُ‬ ‫جي‬‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫وا‬ ‫ل‬
‫ُ‬ ‫ا‬‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫ه‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬‫قَ ْد أَنْ َكر ه َذا طَائَِفةٌ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ض ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬
‫اض‪،‬‬ ‫َس َق ِام َو ْاأل َْو َج ِاع‪َ ،‬و ُه َو َم َر ٌ‬
‫ِ‬ ‫س ما َكا َن يـ ْع َِرت ِيه صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم م َن ْاأل ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫بَ ْل ُه َو م ْن ج ْن ِ َ‬
‫ني» َعن عائشة ر ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫صابَتِ ِه ِاب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها‪،‬‬ ‫َ‬ ‫يح ْ ِ ْ‬ ‫صح َ‬ ‫لس ِّم َال فَـ ْر َق بَـ ْيـنَـ ُه َما‪َ ،‬وقَ ْد ثَـبَ َ‬ ‫صابَـتُهُ بِه َكِإ َ‬
‫َوإِ َ‬
‫ت‪ُ :‬س ِح َر َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫أَنهـ َها قَالَ ْ‬

‫(‪)92/7‬‬

‫ك أَ َش ُّد َما يَ ُكو ُن ِم َن‬ ‫اءهُ‪َ ،‬وََلْ ََْهتِِ هن‪َ ،‬وذَلِ َ‬ ‫سَ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم َح هىت إ ْن َكا َن لَيُ َخيه ُل إلَْيه أَنههُ ََِْيت ن َ‬
‫هِ‬
‫اَّلل َ‬
‫الس ْح ِر «‪. »7‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪،‬‬‫صلهى ه‬ ‫ض ِمن ال ِْعلَ ِل َجي ُ ِ‬ ‫ض ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الْ َق ِ ِ‬
‫وز َعلَْيه َ‬ ‫ُ‬ ‫اض‪َ ،‬و َعا ِر ٌ َ‬ ‫الس ْح ُر َم َر ٌ‬ ‫اض‪َ :‬و ّ‬ ‫اضي عيَ ٌ‬ ‫قَ َ‬
‫ح ِيف نُـبُـ هوتِِه‪َ ،‬وأَ هما َك ْونُهُ ُخيَيه ُل إِلَْي ِه أَنههُ فَـ َع َل ال ه‬ ‫َكأَنْـو ِاع ْاألَمر ِ ِ‬
‫س‬
‫ش ْي َء َوََلْ يَـ ْف َعلْهُ‪ ،‬فَـلَْي َ‬ ‫اض ممها َال يُـنْ َك ُر‪َ ،‬وَال يَـ ْق َد ُ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫ص َمتِ ِه ِم ْن َه َذا‪َ ،‬وإِ همنَا‬ ‫ِ‬
‫اإل َْجَ ِاع َعلَى ع ْ‬ ‫يل َو ِْ‬ ‫ص ْدقِ ِه‪ ،‬لِِقيَ ِام ال هدلِ ِ‬ ‫اخلَةً ِيف َشي ٍء ِمن ِ‬ ‫ِيف ه َذا ما ي ْد ِخل علَي ِه د ِ‬
‫َ َ ُ ُ َْ َ‬
‫ْ ْ‬
‫َجلِ َها‪َ ،‬و ُه َو فِ َيها عُ ْر َ‬ ‫ث لِسببِها‪ ،‬وَال فُ ِّ ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضةٌ‬ ‫ض َل م ْن أ ْ‬ ‫وز طُُرُّوهُ َعلَْيه ِيف أ َْم ِر ُدنْـيَاهُ ال ِيت ََلْ يُـ ْبـ َع ْ َ َ َ َ‬ ‫يما َجيُ ُ‬ ‫َه َذا ف َ‬
‫يد أَنههُ ُخيَيه َل إِلَْي ِه ِم ْن أ ُُموِرَها َما َال َح ِقي َقةَ لَهُ‪ ،‬مُه يَـ ْن َجلِي َع ْنهُ َك َما َكا َن‪.‬‬ ‫ش ِر‪ ،‬فَـغَيـر ب ِع ٍ‬
‫ُْ َ‬ ‫سائِ ِر الْبَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ل ْْلفَات َك َ‬
‫ض‪ ،‬وقَ ْد ر ِوي َع ْنهُ فِ ِيه نَـو َع ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫والْم ْقص ُ ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ود‪ :‬ذ ْك ُر َه ْديه ِيف ع َال ِج َه َذا ال َْم َر ِ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ َسأ ََل َربههُ ُس ْب َحانَهُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ص هح َع ْنهُ َ‬ ‫اجهُ َوإِبْطَالُهُ‪َ ،‬ك َما َ‬ ‫است ْخ َر ُ‬
‫أَح ُد ُُهَا‪ -‬و ُهو أَبْـلَغُ ُهما‪ِ ْ :-‬‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫استَ ْخ َر َجهُ‪،‬‬ ‫شاطٍَة‪ ،‬وج ِّ ِ‬
‫ف طَل َْعة ذَ َك ٍر‪ ،‬فَـلَ هما ْ‬ ‫َُ‬ ‫استَ ْخ َر َجهُ ِم ْن بِْئ ٍر‪ ،‬فَ َكا َن ِيف ُم ْش ٍط َوُم َ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬فَ َد هل َعلَْيه‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ِيف ذَلِ َ‬
‫ال‪ ،‬فَـه َذا ِمن أَبـلَ ِغ ما يـعا ََل بِ ِه الْمطْبوب‪ ،‬وه َذا ِمبَْن ِزلَ ِة إِ َزالَ ِة الْمادهةِ‬ ‫ذَهب ما بِ ِه‪ ،‬ح هىت َكأَهمنَا أُنْ ِش َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ط م ْن ع َق ٍ َ ْ ْ َ ُ َ ُ َ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫س ِد ِاب ِال ْستِ ْف َر ِاغ‪.‬‬ ‫ِْ ِ ِ ِ‬
‫اخلَبيثَة َوقَـلْع َها م َن ا ْجلَ َ‬
‫ريا ِيف الطهبِ َيع ِة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ ِ ِ‬ ‫والنـهوعُ الث ِ ِ ِ‬
‫الس ْح ِر‪ ،‬فَِإ هن ل ّ‬
‫لس ْح ِر ََتْث ً‬ ‫هاين‪ :‬اال ْست ْف َراغُ ِيف ال َْم َح ِّل الذي يَص ُل إِلَْيه أَذَى ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ك‬ ‫استِ ْف َراغُ ال َْمادهةِ ال هرِديئَ ِة ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫ض ٍو‪َ ،‬وأ َْم َك َن ْ‬ ‫اج َها‪ ،‬فَِإذَا ظَ َه َر أَثَـ ُرهُ ِيف عُ ْ‬ ‫و َهيجا َن أَ ْخ َال ِط َها‪ ،‬وتَ ْش ِويش ِمز ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ض ِو‪ ،‬نَـ َف َع ِج ًّدا‪.‬‬‫الْعُ ْ‬
‫صلهى‬ ‫هب َ‬ ‫ادهِ‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد ال هر ْْحَ ِن بْ ِن أَِيب لَْيـلَى‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫يث» لَهُ إبِِسنَ ِ‬
‫ْ‬ ‫يب ا ْحل ِد ِ‬
‫اب «غَ ِر ِ َ‬ ‫َوقَ ْد ذَ َكر أبو عبيد ِيف كِتَ ِ‬
‫َ‬
‫َي ُس ِح َر‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ه ِ‬
‫ب‪ :‬أ ْ‬ ‫ال أبو عبيد‪َ :‬م ْع َىن طُ ه‬ ‫ب «‪ . »2‬قَ َ‬ ‫احتَ َج َم َعلَى َرأْسه بَِق ْر ٍن ح َ‬
‫ني طُ ه‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ْ‬
‫ني َه َذا ال هد ِاء َو َه َذا‬ ‫الس ْح ِر‪َ ،‬وَما ال هرابِطَةُ بَـ ْ َ‬
‫وقَ ْد أَ ْش َكل َه َذا َعلَى من قَ هل ِعلْمهُ‪ ،‬وقَ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ال‪َ :‬ما للْح َج َامة َو ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ص َعلَى َه َذا ال ِْع َال ِج‪ ،‬لَتَـلَ هقاهُ ِابلْ َقبُ ِ‬
‫ول‬ ‫ال هد َو ِاء‪َ ،‬ولَ ْو َو َج َد َه َذا الْ َقائِ ُل أبقراط‪ ،‬أَ ِو ابْ َن ِسينَا‪ ،‬أ َْو غَْيـ َر ُُهَا قَ ْد نَ ه‬
‫ضلِ ِه‪.‬‬
‫ك ِيف َم ْع ِرفَتِ ِه َوفَ ْ‬‫شه‬‫ص َعلَْي ِه َم ْن َال يُ َ‬
‫ال‪ :‬قَ ْد نَ ه‬‫هسلِ ِيم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َوالت ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف ابب السحر‪.‬‬
‫(‪ )2‬هذا احلديث ال يصح‬

‫(‪)93/7‬‬

‫ت إِ َىل َرأْ ِس ِه إِ َىل إِ ْح َدى قُـ َواهُ الهِيت فِ ِيه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم انْـتَـ َه ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ُص ِ‬
‫يب بِه َ‬
‫فَا ْعلَم أَ هن ما هدةَ ِ ه ِ ِ‬
‫الس ْح ِر الذي أ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ‬
‫اح ِر ِيف الطهبِ َيع ِة َوال َْمادهةِ ال هد َم ِويهِة‬ ‫سِ‬ ‫ف ِم َن ال ه‬ ‫ص ُّر ٌ‬ ‫ث َكا َن ُخيَيه ُل إِلَْي ِه أَنههُ يَـ ْف َع ُل ال ه‬ ‫ِحبَْي ُ‬
‫ش ْي َء َوََلْ يَـ ْف َعلْهُ‪َ ،‬و َه َذا تَ َ‬
‫َصلِيه ِة‪.‬‬ ‫ْك الْما هدةُ علَى الْبطْ ِن الْم َق هدِم ِم ْنه‪ ،‬فَـغَيهـر ْ ِ‬
‫اجهُ َع ْن طَبِ َيعتِ ِه ْاأل ْ‬ ‫ت م َز َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ت تل َ َ َ َ‬
‫ث غَلَب ْ ِ‬
‫حبَْي ُ َ‬
‫ِ‬
‫ال الْ ُق َوى الطهبِ ِيعيه ِة َع ْنـ َها‪َ ،‬و ُه َو أَ َش ُّد َما يَ ُكو ُن ِم َن‬ ‫اخلَبِيثَ ِة‪ ،‬وانْ ِف َع ِ‬
‫َ‬ ‫اح ْ‬ ‫ات ْاأل َْرَو ِ‬ ‫الس ْحر‪ُ :‬هو مرهكب ِمن ََتْثِري ِ‬
‫َو ّ ُ َ ُ َ ٌ ْ َ‬
‫ِ‬
‫ان اله ِذي‬ ‫ك الْم َك ِ‬ ‫ِ‬ ‫السحر إِلَي ِه‪ ،‬واستِ ْعم ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ا ْحل َج َامة َعلَى ذَل َ َ‬ ‫الس ْح ِر‪َ ،‬وَال سيه َما ِيف ال َْم ْوض ِع الذي انْـتَـ َهى ّ ْ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫ّ‬
‫ون اله ِذي يَـ ْنـبَ ِغي‪ .‬قَ َ‬ ‫ت َعلَى الْ َقانُ ِ‬ ‫استُـ ْع ِملَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَفْـعالُه ِاب ِ ِ‬
‫ال أبقراط‪:‬‬ ‫لس ْح ِر م ْن أَنْـ َف ِع ال ُْم َعا َجلَة إِ َذا ْ‬ ‫ض هرَر ْ َ ُ ّ‬ ‫تَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ ِمن الْمو ِ‬ ‫ْاألَ ْشيَاء الهِيت يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن تُ ْستَـ ْفر َ ِ‬
‫صلُ ُح‬ ‫اض ِع الهِيت ه َي إِلَْيـ َها أ َْميَ ُل ِاب ْألَ ْشيَاء الهِيت تَ ْ‬ ‫ب أَ ْن تُ ْستَـ ْف َر َ َ َ َ‬ ‫غ َجي ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِالستِ ْفر ِ‬
‫اغ َها‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ت طَائَِفةٌ ِمن النهاس‪ :‬إِ هن رس َ ِ‬
‫يب ِهبَ َذا ال هداء‪َ ،‬وَكا َن ُخيَيه ُل إِلَْي ِه أَنههُ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم لَ هما أُص َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ت َعلَى‬ ‫ت إِ َىل ِج َه ِة ال ِّد َما ِغ‪َ ،‬وغَلَبَ ْ‬ ‫ك َع ْن َمادهةٍ َد َم ِويهٍة أ َْو غَ ِْريَها َمالَ ْ‬ ‫ش ْي َء َوََلْ يَـ ْف َعلْهُ‪ ،‬ظَ هن أَ هن ذَلِ َ‬ ‫فَـ َع َل ال ه‬
‫اك ِم ْن أَبْـلَ ِغ‬‫ال ا ْحلِ َج َام ِة إِ ْذ ذَ َ‬‫استِ ْع َم ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اجهُ َع ِن ا ْحلَالَة الطهبِيعيهة لَهُ‪َ ،‬وَكا َن ْ‬
‫الْبطْ ِن الْم َق هدِم ِم ْنه‪ ،‬فَأ ََزالَ ْ ِ‬
‫ت م َز َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك قَـبل أَ ْن يوحى إِلَي ِه أَ هن ذَلِ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ْح ِر‪ ،‬فَـلَ هما َج َ‬
‫اءهُ‬ ‫ك م َن ّ‬ ‫احتَ َج َم‪َ ،‬وَكا َن ذَل َ ْ َ ُ َ ْ‬ ‫ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬وأَنْـ َف ِع ال ُْم َعا َجلَة‪ ،‬فَ ْ‬
‫الس ْح ِر َوإِبْطَالُهُ‪،‬‬ ‫اَّلل تَـع َاىل‪ ،‬وأَ ْخبـرهُ أَنههُ قَ ْد س ِحر‪َ ،‬ع َد َل إِ َىل ال ِْع َال ِج ا ْحل ِق ِيق ِي و ُهو استِ ْخر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اج ّ‬ ‫َ َّ َ ْ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ال َْو ْح ُي م َن ه َ َ َ َ‬
‫الس ْح ِر‬ ‫ِ‬ ‫ام َكأَهمنَا أُنْ ِش َ ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ‪ ،‬فَ َدلههُ َعلَى َم َكانِه‪ ،‬فَ ْ‬ ‫سأ ََل ه‬
‫ط م ْن ع َقال‪َ ،‬وَكا َن غَايَةُ َه َذا ّ‬ ‫استَ ْخ َر َجهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫فَ َ‬
‫ص هحةَ َما ُخيَيه ُل إِلَْي ِه‬ ‫ك ََل ي ُكن يـ ْعتَ ِق ُد ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫فِ ِيه إِ همنَا هو ِيف ج ِ ِ‬
‫سده‪َ ،‬وظَاه ِر َج َوا ِرحه‪َ ،‬ال َعلَى َع ْقله َوقَـ ْلبِه‪َ ،‬ول َذل َ ْ َ ْ َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫اض‪َ ،‬و ه‬ ‫ض ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ث ِم ْن بَـ ْع ِ‬ ‫ال َال َح ِقي َقةَ لَهُ‪َ ،‬وِمثْ ُل َه َذا قَ ْد َْحي ُد ُ‬ ‫س ِاء‪ ،‬بَ ْل يَـ ْعلَ ُم أَنههُ َخيَ ٌ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫م ْن إتْـيَان النّ َ‬
‫فصل‬
‫ات‪ ،‬فَِإنههُ ِمن ََتْثِري ِ‬
‫اإل َهلِيهةُ‪ ،‬بل ِهي أَ ْد ِويـتُهُ النهافِعةُ ِابل هذ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اح‬
‫ات ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫الس ْح ِر ْاألَ ْد ِويَةُ ِْ َ ْ َ َ‬ ‫َوم ْن أَنْـ َف ِع ع َال َجات ّ‬
‫ات الهِيت تُـ ْب ِط ُل‬
‫ت‪ ،‬وال هد َعو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الس ْفلِيه ِة‪َ ،‬و َدفْ ُع ََتْثِ ِريَها يَ ُكو ُن ِمبَا يُـ َعا ِر ُ‬
‫اخلَبِيثَ ِة ُّ‬
‫ض َها َويُـ َقا ِوُم َها م َن ْاألَذْ َكا ِر‪َ ،‬و ْاآل َاي َ َ‬ ‫ْ‬
‫ريَها‪َ ،‬وُكله َما َكانَ ْ‬
‫ت أَقـ َْوى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ْعلَ َها َو ََتْث َ‬
‫(‪)94/7‬‬

‫اح ٍد ِم ْنـ ُه َما عُ هدتُهُ َو ِس َال ُحهُ‪،‬‬ ‫ني مع ُك ِل و ِ‬


‫شِْ َ َ ّ َ‬ ‫ك ِمبَْن ِزلَ ِة الْتِ َق ِاء َج ْي َ‬ ‫ت أَبْـلَ َغ ِيف النُّ ْش َرةِ «‪َ ، »7‬و َذلِ َ‬ ‫َوأَ َش هد‪َ ،‬كانَ ْ‬
‫ورا بِ ِذ ْك ِرهِ‪َ ،‬ولَهُ ِم َن‬ ‫فَأَيُّـهما غَلَب ْاآل َخر‪ ،‬قَـهرهُ‪ ،‬وَكا َن ا ْحل ْكم لَه‪ ،‬فَالْ َقلْب إِ َذا َكا َن ممُْتلِئًا ِمن هِ‬
‫اَّلل َم ْغ ُم ً‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬
‫سانَهُ‪َ ،‬كا َن َه َذا ِم ْن أَ ْعظَِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫هع ُّوذَات ِوْرٌد َال ُخي ُّل به يُطَاب ُق فيه قَـلْبُهُ ل َ‬
‫ات و ْاألَذْ َكا ِر والتـ ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هو ُّج َهات َوال هد َع َو َ‬ ‫التـ َ‬
‫ات لَهُ بـ ْع َد ما ي ِ‬ ‫الس ْح ِر لَهُ‪ ،‬وِمن أَ ْعظَِم ال ِْع َالج ِ‬ ‫ِ‬
‫صيبُهُ‪.‬‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫صابَةَ ّ‬ ‫اب الهِيت َتَْنَ ُع إِ َ‬ ‫َسبَ ِ‬‫ْاأل ْ‬
‫ش ْه َوانِيه ِة الهِيت ِه َي‬ ‫وس ال ه‬ ‫هعي َف ِة ال ُْم ْنـ َف ِعلَ ِة‪َ ،‬والنُّـ ُف ِ‬
‫وب الض ِ‬ ‫س َحرةِ‪ :‬أَ هن ِس ْحرُه ْم إِ همنَا يَتِ ُّم ََتْثِريهُ ِيف الْ ُقلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َوع ْن َد ال ه َ‬
‫ف‬
‫ضعُ َ‬‫ال‪َ ،‬وأ َْه ِل الْبَـ َو ِادي‪َ ،‬وَم ْن َ‬ ‫ان‪ ،‬وا ْجلُه ِ‬ ‫ات‪ ،‬وِهلََذا فَِإ هن غَالِب ما يـ َؤثِّر ِيف النِّس ِاء‪ ،‬و ِّ ِ‬ ‫معله َقةٌ ِاب ُّ ِ ِ‬
‫الص ْبـيَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ‬ ‫لس ْفليه َ‬ ‫َُ‬
‫ات النـهبَ ِويهِة‪.‬‬‫ات والتـهع ُّوذَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيب لَهُ ِمن ْاألَور ِاد ِْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫اإل َهليهة َوال هد َع َو َ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫هوُّك ِل َوالتـ ْهوحيد‪َ ،‬وَم ْن َال نَ َ‬ ‫َحظهُ م َن ال ّدي ِن َوالتـ َ‬
‫ات‪ ،‬قَالُوا‪:‬‬ ‫الس ْفلِيه ِ‬
‫هعي َف ِة ال ُْم ْنـ َف ِعلَ ِة الهِيت يَ ُكو ُن َم ْيـلُ َها إِ َىل ُّ‬ ‫وب الض ِ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فَس ْلطَا ُن ََتْثِ ِريهِ ِيف الْ ُقلُ ِ‬
‫ُ‬
‫ط َعلَى‬ ‫سله ُ‬ ‫والْمسحور ُهو اله ِذي ي ِعني َعلَى نَـ ْف ِس ِه‪ ،‬فَِإ هان َِْن ُد قَـلْبهُ متَـعلِّ ًقا بِ َ ٍ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ش ْيء َكثريُ االلْت َفات إلَْيه‪ ،‬فَـيَـتَ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ َُْ ُ َ‬
‫سلُّ ِط َها‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ْ ِ ِ ه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫اح تَـ ْل َقا َها ُم ْستَع هد ًة لتَ َ‬‫ط َعلَى أ َْرَو ٍ‬ ‫سله ُ‬ ‫اخلَبيثَةُ إمنَا تَـتَ َ‬ ‫قَـ ْلبه ِمبَا فيه م َن ال َْم ْي ِل َوااللْت َفات‪َ ،‬و ْاأل َْرَو ُ‬
‫اغ َها ِم َن الْ ُق هوةِ ِْ‬
‫اإل َهلِيه ِة‪َ ،‬و َع َدِم أَ ْخ ِذ َها لِلْعُ هدةِ الهِيت‬ ‫اخلَبِيثَةَ‪ ،‬وبَِفر ِ‬
‫َ َ‬ ‫اح ْ‬ ‫ب تِل َ‬
‫ْك ْاأل َْرَو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعلَْيـ َها مبَْيل َها إِ َىل َما يُـنَاس ُ‬
‫ط َعلَْيـ َها‪َ ،‬ويَـتَ َم هك ُن ََتْثِريَُها‬ ‫سله ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َُتَا ِربُـ َها هبَا‪ ،‬فَـتَج ُد َها فَا ِرغَةً َال عُ هد َة َم َع َها‪َ ،‬وف َيها َم ْي ٌل إ َىل َما يُـنَاسبُـ َها‪ ،‬فَـتَـتَ َ‬
‫فيها ابلسحر وغريه‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِاال ْستِ ْف َر ِاغ ِابلْ َق ْي ِء‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫َرَوى الرتمذي ِيف « َج ِام ِع ِه» َع ْن معدان بن أيب طلحة‪َ ،‬ع ْن أَِيب ال هد ْر َداء‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫هب َ‬
‫ال‪:‬‬
‫ك‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ت لَهُ ذَلِ َ‬ ‫يت ثَـ ْوَاب َن ِيف َم ْس ِج ِد ِد َم ْش َق‪ ،‬فَ َذ َك ْر ُ‬ ‫ضأَ فَـلَ ِق ُ‬
‫اء‪ ،‬فَـتَـ َو ه‬
‫قَ َ‬
‫َص ُّح َش ْي ٍء يف الباب «‪. »2‬‬ ‫ال الرتمذي‪َ :‬و َه َذا أ َ‬ ‫وءهُ‪ .‬قَ َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت لَهُ َو ُ‬
‫صبَـ ْب ُ‬
‫ص َد َق‪ ،‬أ ََان َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النشرة ابلضم‪ :‬رقية يعاَل هبا اجملنون واملريض‪ -‬القاموس احمليط‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلمام أْحد واحلاكم والدارقطِن والبيهقي والطحاوي‬

‫(‪)95/7‬‬

‫اج ال هدِم‪،‬‬ ‫ال‪َ ،‬والْ َق ْيءُ‪َ ،‬وإِ ْخ َر ُ‬ ‫اإل ْس َه ُ‬‫ول ِاال ْستِ ْف َر ِاغ‪َ ،‬و ِهي ِْ‬ ‫ُص ُ‬ ‫ِ‬
‫سة الهِيت ه َي أ ُ‬
‫اخلَم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح ُد ْاال ْست ْف َراغَات ْ ْ َ‬ ‫الْ َق ْيءُ‪ :‬أ َ‬
‫َ‬
‫ت ِهبَا ُّ‬
‫السنهةُ‪.‬‬ ‫اء ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫وج ْاأل َِْخ َرة َوال َْع َرق‪َ ،‬وقَ ْد َج َ‬ ‫َو ُخ ُر ُ‬
‫سنَا‪.‬‬‫يث «ال ه‬ ‫يث « َخ ْيـر ما تَ َداويْـتُم بِ ِه الْم ِش ُّي» وِيف ح ِد ٍ‬ ‫ال‪ :‬فَـ َق ْد م هر ِيف ح ِد ِ‬ ‫فَأَهما ِْ‬
‫اإل ْس َه ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يث ا ْحلِ َج َام ِة‪.‬‬ ‫اد ِ‬ ‫وأَ هما إِ ْخراج ال هدِم‪ ،‬فَـ َق ْد تَـ َق هدم ِيف أَح ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وأَ هما ْ ِ‬
‫اء ه‬
‫اَّللُ‪.‬‬ ‫ص ِل إِ ْن َش َ‬ ‫يب َه َذا الْ َف ْ‬ ‫است ْف َراغُ ا ْأل َِْخ َرة‪ ،‬فَـنَ ْذ ُك ُرهُ َعق َ‬ ‫َ‬
‫ف‬‫اد ُ‬ ‫اه ِر ا ْجلس ِد‪ ،‬فَـيص ِ‬ ‫وأَ هما ِاالستِ ْفراغُ ِابلْعر ِق‪ ،‬فَ َال ي ُكو ُن غَالِبا ِابلْ َقص ِد‪ ،‬بل بِ َدفْ ِع الطهبِيع ِة لَه إِ َىل ظَ ِ‬
‫ََ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ َْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ج منها‪.‬‬ ‫هحةً‪ ،‬فَـيَ ْخ ُر ُ‬‫سا هم ُم َفت َ‬ ‫ال َْم َ‬
‫َس َفلِ َها‪ ،‬والْ َقيء‪ :‬نَـو َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫والقيء استفراغ من أعال الْم ِع َدةِ‪ ،‬وا ْحل ْقنَةُ ِمن أ ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫َ ُْ ْ‬ ‫َس َفل َها‪َ ،‬وال هد َواءُ م ْن أَ ْع َال َها َوأ ْ‬ ‫َ ُ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ان‪َ ،‬ونَـ ْوعٌ ِاب ِال ْستِ ْد َع ِاء َوالطهلَ ِ‬ ‫نَـوعٌ ِابلْغَلَب ِة وا ْهلَيج ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ْ‬
‫ف‪ ،‬فَـيُـ ْقطَ ُع ِاب ْألَ ْشيَ ِاء الهِيت َتُْ ِس ُكهُ‪َ .‬وأَ هما‬ ‫يف ِم ْنهُ التهـلَ ُ‬ ‫ط َو ِخ َ‬ ‫سهُ َو َدفْـعُهُ إِهال إِذَا أَفْـ َر َ‬ ‫سوغُ َح ْب ُ‬ ‫فَأَهما ْاأل هَو ُل‪ :‬فَ َال يَ ُ‬
‫وع َي َزَمانُهُ َو ُش ُروطُهُ الهِيت تُ ْذ َك ُر‪.‬‬ ‫هاين‪ :‬فَأَنْـ َفعه ِع ْن َد ا ْحلاج ِة إِ َذا ر ِ‬ ‫الث ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫ُُ‬
‫ش َرةٌ‪.‬‬ ‫اب الْ َق ْي ِء َع َ‬‫َسبَ ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ص ْفر ِاء‪ ،‬وطَْفوها َعلَى رأْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‪.‬‬
‫الصعُ َ‬‫ب ُّ‬ ‫س ال َْمع َدة‪ ،‬فَـتَطْلُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َح ُد َها‪ :‬غَلَبَةُ ال ِْم هرة ال ه َ َ ُ َ‬ ‫أَ‬
‫اج إِ َىل ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الث ِ ِ‬
‫وج‪.‬‬
‫اخلُُر ِ‬ ‫احتَ َ‬ ‫هاين‪ :‬م ْن غَلَبَة بَـ ْلغَ ٍم لَ ِز ٍج قَ ْد ََتَهر َك ِيف ال َْمع َدة‪َ ،‬و ْ‬
‫ام‪ ،‬فَـتَـ ْق ِذفُهُ إِ َىل ِج َه ِة فَـ ْو َق‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضع ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ف ال َْمع َدة ِيف ذَاهتَا‪ ،‬فَ َال تَـ ْهض ُم الطه َع َ‬ ‫ث‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن م ْن َ ْ‬
‫ف فِ ْعلَ َها‪.‬‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ض َم َها‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫ب إِلَْيـ َها‪ ،‬فَـيُ ِسيءُ َه ْ‬ ‫ص ُّ‬ ‫ال هرابِع‪ :‬أَ ْن ُخيَالِطَها َخ ْل ٌ ِ‬
‫ط َرديءٌ يَـ ْن َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫وب َعلَى الْ َق ْد ِر اله ِذي ََتْتَ ِملُهُ ال َْم ِع َدةُ‪ ،‬فَـتَـ ْع ِج ُز َع ْن‬ ‫ول أَ ِو ال َْم ْشر ِ‬ ‫اخلَ ِامس‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن ِم ْن ِزاي َدةِ الْمأْ ُك ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫ب َدفْـ َعهُ َوقَ ْذفَهُ‪.‬‬ ‫إِم ِ ِ‬
‫ساكه‪ ،‬فَـتَطْلُ ُ‬ ‫َْ‬
‫ب َدفْـ َعهُ َوقَ ْذفَهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ول َوال َْم ْشر ِ‬ ‫ادس‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن ِم ْن َع َدِم ُموافَـ َق ِة الْمأْ ُك ِ‬ ‫ال ه ِ‬
‫وب َهلَا‪َ ،‬وَك َر َاهت َها لَهُ‪ ،‬فَـتَطْلُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س ُ‬
‫ف بِ ِه‪.‬‬‫ام بِ َك ْي ِفيهتِ ِه َوطَبِ َيعتِ ِه‪ ،‬فَـتَـ ْق ِذ ُ‬ ‫سابِع‪ :‬أَ ْن َْحي ِ‬
‫ص َل ف َيها َما يُـثَـ ِّوُر الطه َع َ‬ ‫ُ‬ ‫ال ه ُ‬
‫س َوتَـ َه ِّو ِع َها‪.‬‬ ‫ان النهـ ْف ِ‬‫وجب غَثَـي ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪َ ،‬و ُه َو ُم ُ َ‬
‫الث ِ‬
‫هام ُن‪ :‬الْ َق َر ُ‬

‫(‪)91/7‬‬
‫ال الطهبِ َيع ِة َوالْ ُق َوى الطهبِ ِيعيه ِة‬ ‫يد‪ ،‬والْغَ ِم‪ ،‬وا ْحلََز ِن‪ ،‬وغَلَبَ ِة ا ْشتِغَ ِ‬
‫َ‬ ‫شد َ ّ َ‬
‫اض النهـ ْفسانِيه ِة‪َ ،‬كا ْهلَِم ال ه ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫هاس ُع‪ِ :‬م َن ْاألَ ْع َر ِ‬ ‫الت ِ‬
‫ض ِم ِه‪ ،‬فَـتَـ ْق ِذفُهُ ال َْم ِع َدةُ‪َ ،‬وقَ ْد‬
‫اج ِه‪َ ،‬و َه ْ‬ ‫ضِ‬ ‫ص َال ِح ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬وإِنْ َ‬‫وده َع ْن تَ ْدبِ ِري الْبَ َد ِن‪َ ،‬وإِ ْ‬
‫بِ ِه‪ ،‬و ْاهتِم ِامها بِور ِ ِ‬
‫َ َ َ ُُ‬
‫احبِ ِه‪،‬‬‫س والْب َد ِن يـ ْنـ َف ِعل عن ص ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫َج ِل ََتَُّر ِك ْاألَ ْخ َال ِط ِع ْن َد َختَبُّ ِط النهـ ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪ ،‬فَِإ هن ُك هل َواحد م َن النهـ ْف ِ َ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫يَ ُكو ُن أل ْ‬
‫َويُـ َؤثُِّر ِيف َك ْي ِفيهتِ ِه‪.‬‬
‫استِ ْد َع ٍاء‪ ،‬فَِإ هن الطهبِ َيعةَ نَـ هقالَةٌ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َْعاش ُر‪ :‬نَـ ْق ُل الطهبِ َيعة ِأبَ ْن يَـ َرى َم ْن يَـتَـ َقيهأُ‪ ،‬فَـيَـ ْغلبُهُ ُه َو الْ َق ْيءُ م ْن غَ ِْري ْ‬
‫س َك هح ًاال‪ ،‬فَ َكا َن إِذَا فَـتَ َح‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ال‪َ :‬كا َن ِِل ابْ ُن أُ ْخت َح َذ َق يف الْ ُك ْح ِل‪ ،‬فَ َجلَ َ‬ ‫َطبه ِاء‪ ،‬قَ َ‬ ‫اق ْاأل ِ‬ ‫ض ح هذ ِ‬
‫َوأَ ْخبَـ َرِين بَـ ْع ُ ُ‬
‫ك؟‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫عني ال هرج ِل‪ ،‬ورأَى ال هرم َد وَك هحلَه‪ ،‬رِم َد هو‪ ،‬وتَ َك هرر ذَلِ َ ِ‬
‫ْت لَهُ‪ :‬فَ َما َسبَ ُ‬ ‫وس‪ .‬قُـل ُ‬ ‫ك م ْنهُ‪ ،‬فَـتَـ َر َك ا ْجلُلُ َ‬ ‫َ َ ُ َ َُ َ َ‬ ‫ََْ ُ ََ‬
‫ض ٍع ِم ْن ِج ْس ِم َر ُج ٍل َحيُ ُّكهُ‪،‬‬ ‫آخر‪َ ،‬كا َن رأَى ُخ هراجا ِيف مو ِ‬
‫ً َْ‬ ‫َ‬ ‫ف ََ‬ ‫ال‪َ :‬وأَ ْع ِر ُ‬‫ال‪ :‬نَـ ْق ُل الطهبِ َيع ِة‪ ،‬فَِإنهـ َها نَـ هقالَةٌ‪ ،‬قَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫استِ ْع َد ِاد الطهبِ َيع ِة‪َ ،‬وتَ ُكو ُن‬ ‫ِِِ‬ ‫ضع‪ ،‬فَ َخرج ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ُه َو ذَلِ َ‬
‫اجةٌ‪ .‬قلت‪ :‬وكل هذا البد فيه م ِن ْ‬ ‫ت فيه ُخ هر َ‬ ‫ك ال َْم ْو َ َ َ‬ ‫فَ َح ه‬
‫اب لِتَ َح ُّر ِك ال َْمادهةِ َال‬ ‫ِِ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫الْما هدةُ ساكِنَةً فِيها غَيـر متح ِرَك ٍة‪ ،‬فَـتـتح هر ُك لِسب ٍ ِ ِ ِ‬
‫َسبَ ٌ‬ ‫اب‪ ،‬فَـ َهذه أ ْ‬ ‫ب م ْن َهذه ْاأل ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ َ َُ َ ّ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫أَنهـ َها هي املوجبة هلذا العارض‪.‬‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ب إِ َىل فَـ ْو َق‪َ ،‬كا َن الْ َق ْيءُ فِ َيها أَنْـ َف َع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولَ هما َكانَ ِ‬
‫ط ِيف الْبِ َالد ا ْحلَا هرة‪َ ،‬و ْاألَ ْزمنَة ا ْحلَا هرة تَ ِر ُّق َوتَـ ْن َجذ ُ‬ ‫ت ْاألَ ْخ َال ُ‬ ‫َ‬
‫استِ ْفراغُ َها ِاب ِْإل ْس َه ِ‬
‫ال‬ ‫ِ‬
‫ب َج ْذبُـ َها إ َىل فَـ ْو َق‪َ ،‬كا َن ْ َ‬ ‫صعُ ُ‬ ‫ظ‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫ت ِيف ْاألَ ْزِمنَ ِة الْبَا ِر َدةِ َوالْبِ َال ِد الْبَا ِر َدةِ تَـ ْغلُ ُ‬
‫َولَ هما َكانَ ْ‬
‫أَنْـ َف َع‪.‬‬
‫ب يَ ُكو ُن ِم ْن أَبْـ َع ِد الطُُّر ِق‪َ ،‬و ِاال ْستِ ْف َراغُ ِم ْن‬ ‫وإِ َزالَةُ ْاألَ ْخ َال ِط و َدفْـع َها تَ ُكو ُن ِاب ْجل ْذ ِ ِ ِ‬
‫ب َواال ْست ْف َر ِاغ‪َ ،‬وا ْجلَ ْذ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫اب أَ ِو التـ ِ‬ ‫صبَ ِ‬ ‫ت َع ِاملَةً ِيف ِاالنْ ِ‬ ‫أَقـ َْرِهبَا‪َ ،‬والْ َف ْر ُق بَـ ْيـنَـ ُه َما أَ هن ال َْما هدةَ إِذَا َكانَ ْ‬
‫هرقّي ََلْ تَ ْستَق هر بَـ ْع ُد‪ ،‬فَ ِه َي ُُْمتَ َ‬
‫اجةٌ‬ ‫َ‬
‫ت ِم ْن فَـ ْو َق‪َ ،‬وأَ هما إِذَا‬ ‫صبهةً ُج ِذبَ ْ‬ ‫ت ُم ْن َ‬ ‫َس َف َل‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫اع َدةً ج ِذب ْ ِ‬
‫ت م ْن أ ْ‬ ‫ُ َ‬
‫ت متص ِ‬
‫ب‪ ،‬فَِإ ْن َكانَ ْ ُ َ َ‬ ‫إِ َىل ا ْجلَ ْذ ِ‬
‫اجتُ ِذبَ ْ‬
‫ت‬ ‫ت الْما هدةُ ِاب ْألَ ْع َ ِ‬ ‫ب الطُّر ِق إِلَْيـ َها‪ ،‬فَم َىت أ َ ِ‬ ‫ت ِم ْن أَقـْر ِ‬ ‫ت ِيف مو ِ ِ‬
‫ضاء الْعُلْيَا‪ْ ،‬‬ ‫َض هر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫استَـ ْف َرغَ ْ‬
‫ضع َها‪ْ ،‬‬ ‫استَـ َق هر ْ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ب‬ ‫ت ِم ْن أَقـْر ِ‬
‫َ‬ ‫استَـ ْف َرغَ ْ‬
‫ت‪ْ ،‬‬ ‫استَـ َق هر ِ‬
‫ت م ْن فَـ ْو َق‪َ ،‬وَم َىت ْ‬
‫الس ْفلَى‪ ،‬اجت ِذب ْ ِ‬
‫ُْ َ‬ ‫ض ِاء ُّ‬ ‫ت ِاب ْألَ ْع َ‬ ‫َض هر ْ‬
‫َس َف َل‪َ ،‬وَم َىت أ َ‬ ‫م ْن أ ْ‬
‫ِ‬
‫اهلِ ِه‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َعلَى َك ِ‬
‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫هب َ ه‬ ‫احتَ َج َم النِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ان إِلَْيـ َها‪َ ،‬وهلََذا ْ‬ ‫م َك ٍ‬
‫َ‬

‫(‪)91/7‬‬
‫َات َرًة‪َ ،‬وِيف َرأْ ِس ِه أُ ْخ َرى‪َ ،‬و َعلَى ظَ ْه ِر قَ َد ِم ِه َات َرًة‪ ،‬فَ َكا َن يَ ْستَـ ْف ِرغُ َما هد َة ال هدِم ال ُْم ْؤِذي ِم ْن أقرب مكان إليه‪.‬‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫يل ثَِق َل ال هرأْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح الْ ُكلَى‪َ ،‬وال َْمثَانَة‪َ ،‬و ْاأل َْم َر َ‬
‫اض‬ ‫س‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع قُـ ُر َ‬ ‫ص َر‪َ ،‬ويُ ِز ُ‬ ‫َوالْ َق ْيءُ يُـنَـ ّقي ال َْمع َدةَ َويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬و ُحي ُّد الْبَ َ‬
‫ش ِة‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع الْيَـ َرقَا َن‪.‬‬ ‫ال ُْم ْزِمنَةَ َكا ْجلُ َذ ِام َو ِاال ْستِ ْس َق ِاء‪َ ،‬والْ َفالِ ِج َوال هر ْع َ‬
‫ص َر َع ْنهُ‬ ‫هاين َما قَ ه‬ ‫ني ِم ْن غَ ِْري ِح ْف ِظ َد ْوٍر‪ ،‬لِيَـتَ َد َار َك الث ِ‬ ‫ني ُمتَـ َوالِيَـتَـ ْ ِ‬
‫ش ْه ِر َم هرتَـ ْ ِ‬
‫يح ِيف ال ه‬ ‫صح ُ‬
‫ويـ ْنـب ِغي أَ ْن يستَـ ْع ِملَهُ ال ه ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ َ‬
‫ض ُّر‬
‫ول‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ض ُّر ال َْم ِع َد َة‪َ ،‬وَْجي َعلُ َها قَابِلَةً لِ ْل ُف ُ‬
‫ض ِ‬ ‫ار ِم ْنهُ يَ ُ‬ ‫اإل ْكثَ ُ‬ ‫سبَبِ ِه‪َ ،‬و ِْ‬ ‫تبَ‬
‫صبه ْ ِ‬ ‫ض َالت الهِيت انْ َ‬
‫ْاأل هَو ُل‪ ،‬ويـنَـ ِّقي الْ َف َ ِ‬
‫َُ‬
‫ص ْد ِر‪،‬‬‫ف ِيف ال ه‬ ‫ب أَ ْن َْجيتَنِبَهُ َم ْن بِ ِه َوَرٌم ِيف ا ْحلَل ِْق‪ ،‬أ َْو َ‬ ‫ِ‬ ‫سم ِع‪ ،‬ورهمبَا ص َد ِ‬ ‫ِاب ْأل ْ ِ‬
‫ض ْع ٌ‬ ‫ع ع ْرقًا‪َ ،‬وَجي ُ‬ ‫ص ِر َوال ه ْ َ ُ َ َ‬ ‫َسنَان َوالْبَ َ‬
‫اإل َجابَِة لَهُ‪.‬‬ ‫ث ال هدِم‪ ،‬أ َْو عُ ْس ِر ِْ‬ ‫يق ال هرقَـب ِة‪ ،‬أَو مستَ ِع ٌّد لِنَـ ْف ِ‬ ‫ِ‬
‫أ َْو َدق ُ َ ْ ُ ْ‬
‫ات َع ِدي َدةٌ‪ِ ،‬م ْنـ َها‪:‬‬ ‫ري‪َ ،‬و ُه َو أَ ْن ميتلىء ِم َن الطه َع ِام‪ ،‬مُه يَـ ْق ِذفُهُ‪ ،‬فَِف ِيه آفَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوأَ هما َما يَـ ْف َعلُهُ َكثريٌ ممه ْن يُسيءُ الته ْدب َ‬
‫ش ِاء‪،‬‬‫َح َ‬ ‫ف ْاأل ْ‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫وس ِة‪َ ،‬و َ‬ ‫ادةً‪َ .‬والْ َق ْيءُ َم َع الْيُـبُ َ‬ ‫اض َرِديئَ ٍة‪َ ،‬وَْجي َع ُل الْ َق ْي َء لَهُ َع َ‬ ‫أَنههُ يُـ َع ِّج ُل ا ْهلََرَم‪َ ،‬ويُوقِ ُع ِيف أ َْم َر ٍ‬
‫ف الْمست ِق ِ‬
‫يء َخطٌَر‪.‬‬ ‫ض ْع ِ ُ ْ َ‬ ‫َو ُه َز ِال ال َْم َرا ِّق «‪ . »7‬أ َْو َ‬
‫ني‪َ ،‬ويَـ ْق ِم َ‬ ‫ب ال َْع ْيـنَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫شتَ ِاء و ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْحَ ُد أ َْوقَاتِِه ال ه‬
‫ط‬ ‫اخلَ ِريف‪َ ،‬ويَـ ْنـبَغي ع ْن َد الْ َق ْيء أَ ْن يَـ ْعص َ‬ ‫يع ُدو َن ال ّ َ‬ ‫ف َوال هربِ ُ‬ ‫ص ْي ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫صطَ َكى‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اح َم َع يَ ِس ٍري م ْن ُم ْ‬ ‫اب التِّهف ِ‬ ‫الْبطْن‪ ،‬ويـغْ ِسل الْوجهَ ِمبَ ٍاء اب ِرٍد ِع ْن َد الْ َفر ِاغ‪ ،‬وأَ ْن ي ْشر ِ‬
‫ب َعقيبَهُ َش َر َ‬ ‫َ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ َ ْ‬
‫َوَماءُ ال َْوْرِد يَـ ْنـ َفعُهُ نفعا بيتا‪.‬‬
‫ال أبقراط‪َ :‬ويَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن‬ ‫س‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال ِابل َْع ْك ِ‬ ‫َس َف َل‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْس َه ُ‬ ‫والْ َقيء يستـ ْفرغُ ِمن أَ ْعلَى الْم ِع َدةِ‪ ،‬و ُجي َذ ِ‬
‫ب م ْن أ ْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َْ َ ْ‬
‫َس َف َل‪.‬‬ ‫ف ِمن فَـو َق أَ ْكثَـر ِمن ِاالستِ ْفر ِاغ ِابل هدو ِاء‪ ،‬وِيف ال ِّ ِ ِ‬ ‫ي ُكو َن ِاال ْستِ ْفراغُ ِيف ال ه ِ‬
‫شتَاء م ْن أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ص ْي ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مراق البطن البطن‪ :‬بفتح امليم وتشديد القاف‪ :‬مارق منه والن‪ ،‬وال واحد له‬

‫(‪)99/7‬‬

‫َح َذ ِق الطهبِيبَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم ِيف ِْ ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه َ ه‬
‫ني‬ ‫اإل ْر َشاد إِ َىل ُم َعا َجلَة أ ْ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ان رس ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أ َ‬
‫َصابَهُ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َسلَ َم‪ ،‬أَ هن َر ُج ًال ِيف َزَم َ ُ‬ ‫ذَ َك َر مالك ِيف « ُم َوطهئِه» ‪َ :‬ع ْن َزيْد بْ ِن أ ْ‬
‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫ار‪ ،‬فَـنَظََرا إِلَْي ِه فَـ َز َع َما أَ هن َر ُس َ‬ ‫جرح‪ ،‬فَاحتـ َقن ا ْجلرح ال هدم‪ ،‬وأَ هن ال هرجل دعا رجلَ ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ني م ْن بَِِن أ َْمنَ َ‬ ‫ُ َ َ َ َُ ْ‬ ‫ُ ْ ٌ ْ َ َ ُْ ُ َ َ‬
‫ول هِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫ال‪« :‬أَنْـ َز َل ال هد َو َ‬
‫اء‬ ‫اَّلل؟ فَـ َق َ‬ ‫ب َخ ْيـ ٌر َاي َر ُس َ‬ ‫ال‪ :‬أ ََو ِيف الطّ ِّ‬ ‫ب» ؟ فَـ َق َ‬‫ال َهلَُما‪« :‬أَيُّ ُك َما أَطَ ُّ‬ ‫ه‬
‫هِ‬
‫اء» «‪. »7‬‬ ‫الذي أَنْـ َز َل ال هد َ‬
‫صابَِة‬ ‫َح َذ ِق‪ ،‬فَِإنههُ إِ َىل ِْ‬ ‫ِ‬
‫َح َذ ِق َم ْن ف َيها فَ ْاأل ْ‬ ‫اعة ِأب ْ‬
‫صنَ َ ٍ‬ ‫يث أَنههُ يـ ْنـب ِغي ِاال ْستِعانَةُ ِيف ُك ِل ِعل ٍْم و ِ‬
‫فَِفي َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫اإل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ب‪.‬‬‫أَقـ َْر ُ‬
‫صابَةً ِممه ْن ُه َو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َعلَى َما نَـ َز َل بِه ِاب ْألَ ْعلَ ِم فَ ْاألَ ْعلَ ِم‪ ،‬ألَنههُ أَقـ َْر ُ‬
‫ب إِ َ‬
‫ِ‬
‫ب َعلَى ال ُْم ْستَـ ْف ِيت أَ ْن يَ ْستَع َ‬ ‫ِ‬
‫َو َه َك َذا َجي ُ‬
‫ُدونَهُ‪.‬‬
‫سافِ َر‬ ‫ت علَي ِه ال ِْقبـلَةُ‪ ،‬فَِإنهه يـ َقلِّ ُد أَ ْعلَم من َِجي ُده‪ ،‬وعلَى ه َذا فَطَر ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوَك َذلِ َ‬
‫ادهُ‪َ ،‬ك َما أَ هن ال ُْم َ‬ ‫اَّللُ عبَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ ُ ََ َ‬ ‫ُُ‬ ‫ك َم ْن َخفيَ ْ َ ْ ْ‬
‫ص ُد‪َ ،‬و َعلَْي ِه يَـ ْعتَ ِم ُد‪،‬‬ ‫ني وأَ ْخ ََِبُِهَا‪ ،‬ولَهُ يـ ْق ِ‬ ‫ِيف الْبـ ِر والْبح ِر إِ همنَا س ُكو ُن نَـ ْف ِس ِه‪ ،‬وطُمأْنِينَـته إِ َىل أ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َح َذق ال هدليلَ ْ ِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ‬
‫ش ِر َيعةُ َوال ِْفط َْرةُ َوال َْع ْق ُل‪.‬‬
‫ت َعلَى َه َذا ال ه‬ ‫فَـ َق ِد اتهـ َف َق ْ‬
‫ريةٍ‪،‬‬ ‫اد َ ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪« :‬أَنْـز َل ال هدواء اله ِذي أَنْـز َل ال هداء» ‪ ،‬قَ ْد جاء ِمثْـلُهُ َع ْنهُ ِيف أَح ِ‬
‫يث َكث َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ‬ ‫َوقَـ ْولُهُ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫فَ ِم ْنـ َها َما َرَواهُ َع ْم ُرو بْ ُن ِدينَا ٍر‪َ ،‬ع ْن هالل بن يساف‪ ،‬قَ َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬د َخ َل َر ُس ُ‬
‫ال‪« :‬نَـ َع ْم إِ هن‬ ‫اَّلل؟ قَ َ‬ ‫ول هِ‬ ‫ك َاي َر ُس َ‬ ‫ول ذَلِ َ‬ ‫ت تَـ ُق ُ‬ ‫ال قَائِ ٌل‪َ :‬وأَنْ َ‬ ‫يب» ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال‪« :‬أ َْر ِسلُوا إِ َىل طَبِ ٍ‬ ‫ودهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫يض يَـعُ ُ‬ ‫َم ِر ٍ‬
‫اء» ‪.‬‬ ‫اء إِهال أَنْـ َز َل لَهُ َد َو ً‬
‫اَّللَ َع هز َو َج هل ََلْ يُـ ْن ِز ْل َد ً‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫يث أَِيب هريـرةَ يـرفَـعه‪« :‬ما أَنْـز َل ه ِ ٍ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ‬
‫اء» ‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم‬ ‫اَّللُ م ْن َداء إِهال أَنْـ َز َل لَهُ ش َف ً‬ ‫ني» م ْن َحد ِ ُ َ ْ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬ ‫َوِيف «ال ه َ‬
‫يث َوغَْيـ ُرهُ‪.‬‬ ‫َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫اد بِِه‪ ،‬ولَيس بِ َ ٍ‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬إِنْـزالُهُ إِ ْع َالم ال ِْعب ِ‬ ‫وا ْختلِ‬
‫ش ْيء‪ ،‬فَِإ هن النِ ه‬
‫هب‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫»‬ ‫اء‬
‫َ‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ه‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫اء‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫د‬ ‫ال‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ز‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ْ‬‫ن‬‫َ‬
‫أ‬ ‫«‬ ‫ىن‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ْ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫يف‬‫فِ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫اإلنْـ َز ِال لِ ُك ِّل َد ٍاء َو َد َوائِِه‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر ْ‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلهم أَخبـر بِعم ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ك‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬ ‫اخلَل ِْق َال يَـ ْعلَ ُمو َن ذَلِ َ‬ ‫وم ِْ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫« َعلِ َمهُ َم ْن علمه‪ ،‬وجهله من جهله» ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مالك يف املوطأ‬

‫(‪)99/7‬‬

‫اء إِهال‬ ‫يث ْاآل َخ ِر‪« :‬إِ هن ه‬ ‫ض‪َ ،‬كما ِيف ا ْحل ِد ِ‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬إِنْـ َزا ُهلَُما‪َ :‬خ ْل ُق ُه َما َوَو ْ‬
‫ض ْع َد ً‬ ‫اَّللَ ََلْ يَ َ‬ ‫َ‬ ‫ضعُ ُه َما ِيف ْاأل َْر ِ َ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ض ِع‪،‬‬ ‫ص ِم ْن لَْفظَِة ْ‬
‫اخلَل ِْق َوال َْو ْ‬ ‫َخ ُّ‬ ‫ب ِم َن اله ِذي قَـ ْبـلَهُ‪ ،‬فَـلَ ْفظَةُ ِْ‬
‫اإلنْـ َز ِال أ َ‬ ‫اء» ‪َ ،‬و َه َذا َوإِ ْن َكا َن أَقـ َْر َ‬ ‫ض َع لَهُ َد َو ً‬
‫َو َ‬
‫وصيه ِة الله ْفظَِة بِ َال م ِ‬ ‫ط ُخص ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪.‬‬‫وج ٍ‬ ‫ُ‬ ‫فَ َال يَـ ْنـبَغي إِ ْس َقا ُ ُ‬
‫ك‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫اخلَل ِْق ِم ْن َد ٍاء َو َد َو ٍاء َوغَ ِْري َذلِ َ‬
‫ني ِمبُبَا َش َرةِ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬إِنْـ َزا ُهلَُما بَِواسطَة ال َْم َالئِ َكة ال ُْم َوهكل َ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫وط ِه ِيف َرِح ِم أ ُِّم ِه إِ َىل ِح ِ‬
‫ني َم ْوتِِه‪ ،‬فَِإنْـ َز ُ‬ ‫ني س ُق ِ‬ ‫اإلنْس ِِ ِ ِ‬
‫اينّ م ْن ح ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫ال َْم َالئ َكةَ ُم َوهكلَةٌ أب َْم ِر َه َذا ال َْعاََِل‪َ ،‬وأ َْم ِر النـ ْهو ِع ِْ َ‬
‫ب ِم َن ال َْو ْج َه ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني قَـ ْبـلَهُ‪.‬‬ ‫ال هداء َوال هد َواء َم َع ال َْم َالئ َكة‪َ ،‬و َه َذا أَقـ َْر ُ‬
‫س َم ِاء اله ِذي تَـتَـ َوله ُد بِ ِه ْاألَ ْغ ِذيَةُ‪،‬‬ ‫ث ِم َن ال ه‬ ‫اسطَِة إِنْـ َز ِال الْغَْي ِ‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬إِ هن َعا همةَ ْاألَ ْدو ِاء و ْاألَ ْد ِوي ِة ِهي بِو ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫اد ِن‬‫ك ُكلِّ ِه‪ ،‬وأَسبابهُ وم َك ِم َالتُهُ‪ ،‬وما َكا َن ِم ْنـها ِمن الْمع ِ‬ ‫ت ذَلِ َ‬ ‫آال ُ‬ ‫ات‪َ ،‬و ْاألَ ْد ِويَةُ‪َ ،‬و ْاألَ ْد َواءُ‪َ ،‬و َ‬ ‫َو ْاألَقـ َْو ُ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ََ‬ ‫َ َْ ُ َُ ّ‬
‫اخ ٌل ِيف الله ْف ِظ َعلَى طَ ِر ِيق‬ ‫ال‪ ،‬وما َكا َن ِم ْنـها ِمن ْاألَوِدي ِة و ْاألَنْـها ِر والثِّما ِر‪ ،‬فَ َد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫الْعُ ْل ِويهة‪ ،‬فَ ِه َي تَـ ْن ِز ُل م َن ا ْجلبَ ِ َ َ‬
‫ب‪ ،‬بَ ْل َوغَ ِْريَها ِم َن‬ ‫وف ِم ْن لُغَ ِة ال َْعر ِ‬ ‫ني بِِفع ٍل و ِ‬ ‫التهـغْلِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ض همنُـ ُه َما‪َ ،‬و ُه َو َم ْع ُر ٌ‬ ‫اح ٍد يَـتَ َ‬ ‫ِ‬
‫يب َواال ْكت َفاء َع ِن الْف ْعلَ ْ ِ ْ َ‬
‫شِ‬
‫اع ِر‪:‬‬ ‫ْاأل َُم ِم‪َ ،‬ك َق ْوِل ال ه‬
‫اها‬
‫ت َُههالَةً َع ْيـنَ َ‬ ‫اء َاب ِر ًدا ‪َ ...‬ح َىت غَ َد ْ‬ ‫ِ‬
‫َعلَ ْفتُـ َها ت ْبـنًا َوَم ً‬
‫[‪َ ]7‬وقَـ ْوِل ْاآل َخ ِر‪:‬‬
‫ك قَ ْد غَ َدا ‪ُ ...‬متَـ َقلِّ ًدا َس ْيـ ًفا َوُرُْمًا‬ ‫ت َزوج ِ‬
‫َوَرأَيْ ُ ْ َ‬
‫[‪َ ]2‬وقَـ ْوِل ْاآل َخ ِر‪:‬‬
‫وان‬
‫ب َوالْعُيُ َ‬ ‫ِ‬ ‫إِذَا َما الْغَانِيَ ُ‬
‫ات بَـ َرْز َن يَـ ْوًما ‪َ ...‬وَز هج ْج َن ا ْحلََواج َ‬
‫س ُن ِممها قَـ ْبـلَهُ ِم َن ال ُْو ُجوهِ َو ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫[‪َ ]3‬و َه َذا أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعانَـ ُه ْم َعلَْيـ َها ِمبَا‬ ‫َو َه َذا من َتام حكمة الرب عزوجل‪َ ،‬وََتَ ِام ُربُوبِيهتِ ِه‪ ،‬فَِإنههُ َك َما ابْـتَـلَى عبَ َ‬
‫ادهُ ِاب ْألَ ْد َواء‪ ،‬أ َ‬
‫ات املاحية واملصائب‬ ‫َعانَـ ُهم َعلَْيـ َها ِابلتـهوب ِة‪ ،‬وا ْحلسنَ ِ‬
‫َْ َ َ َ‬ ‫وب أ َ ْ‬ ‫لذنُ ِ‬ ‫س َرهُ َهلُ ْم ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة‪َ ،‬وَك َما ابْـتَ َال ُه ْم ِاب ُّ‬ ‫يَ ه‬
‫اح الطهيِّبَ ِة‪َ ،‬و ُه ُم‬‫َعانَـ ُه ْم َعلَْيـ َها ِِبُْن ٍد ِم َن ْاأل َْرَو ِ‬
‫ني‪ ،‬أ َ‬ ‫اط ِ‬ ‫شي ِ‬ ‫اح ْ ِ ِ‬
‫اخلَبِيثَة م َن ال ه َ‬ ‫املفكرة‪َ ،‬وَك َما ابْـتَ َال ُه ْم ِاب ْأل َْرَو ِ‬
‫سرهُ َهلُم َشر ًعا وقَ َدرا ِمن الْم ْشتَـ َهيا ِ‬ ‫َعانَـ ُهم َعلَى قَ َ ِ‬ ‫الْم َالئِ َكةُ‪ .‬وَكما ابْـتَ َال ُهم ِابل ه ِ‬
‫ت‬ ‫ضائ َها ِمبَا يَ ه َ ْ ْ َ ً َ ُ َ‬ ‫ش َه َوات أ َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الله ِذي َذةِ النهافِع ِة‪ ،‬فَما ابـت َالهم سبحانَه بِ َ ٍ‬
‫ك‬‫اه ْم َما يَ ْستَ ِعينُو َن بِ ِه َعلَى َذلِ َ‬ ‫ش ْيء إِهال أَ ْعطَ ُ‬ ‫َ َ َْ ُ ْ ُْ َ ُ‬

‫(‪)711/7‬‬

‫ص ِل إِلَْي ِه‪ ،‬وابهلل‬


‫هو ُّ‬ ‫ك‪ ،‬وال ِْعل ِْم بِطَ ِر ِيق ح ِ ِ‬
‫صوله َوالتـ َ‬
‫ُ ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫الْبَ َال ِء‪َ ،‬ويَ ْدفَـعُونَهُ بِ ِه‪َ ،‬ويَـ ْبـ َقى التهـ َف ُاو ُ‬
‫ت بَـ ْيـنَـ ُه ْم ِيف الْعل ِْم ب َذل َ َ‬
‫املستعان‪.‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِم ِ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف تَ ْ‬ ‫ِ‬


‫ب‬‫هاس‪َ ،‬و ُه َو َجاه ٌل ِابلطّ ِّ‬ ‫ب الن َ‬ ‫ني َم ْن طَ ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ال‬ ‫ب‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َج ِّدهِ‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث َع ْم ِرو بْ ِن ُش َع ْي ٍ‬ ‫روى أبو داود‪ ،‬والنهسائِ ُّي‪ ،‬وابْن ماج ْه‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫َ َُ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ض ِام ٌن» «‪»7‬‬ ‫ك‪ ،‬فَـ ُه َو َ‬ ‫ب قَـ ْب َل َذلِ َ‬ ‫ب َوََلْ يُـ ْعلَ ْم ِم ْنهُ ال ِطّ ُّ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن تَطَبه َ‬
‫رس ُ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫َُ‬
‫ي‪َ ،‬وأ َْم ٌر فِ ْق ِه ٌّي‪َ ،‬وأ َْم ٌر ِطِّبٌّ‪.‬‬ ‫يث يَـتَـ َعله ُق بِ ِه ثََالثَةُ أ ُُموٍر‪ :‬أ َْم ٌر لُغَ ِو ٌّ‬
‫َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫ال‪ :‬طَبهـ ْبـتُهُ‪ :‬إِ َذا‬
‫ح‪ ،‬يُـ َق ُ‬
‫ص َال ُ‬ ‫ان‪ِ .‬م ْنـ َها ِْ‬
‫اإل ْ‬ ‫ال‪َ :‬علَى مع ٍ‬
‫ََ‬ ‫ب‪ ،‬يُـ َق ُ‬ ‫ب بِ َك ْس ِر الطه ِاء ِيف لُغَ ِة ال َْعر ِ‬‫ي‪ :‬فَال ِطّ ُّ‬ ‫فَأَهما اللُّغَ ِو ُّ‬
‫َ‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬
‫اسةٌ‪ .‬قَ َ‬ ‫ب ِاب ْألُموِر‪ .‬أَي‪ :‬لُط ٌ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْف َوسيَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال‪ :‬لَهُ ط ٌّ ُ‬ ‫َصلَ ْحتَهُ‪َ .‬ويُـ َق ُ‬ ‫أْ‬
‫يب َهلَا بَِرأْ ٍي ََثقِ ٍ‬ ‫وإِذَا تَـغَيهـر ِم ْن ََتِي ٍم أ َْمرَها ‪ُ ...‬ك ْن َ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ت الطهب َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب‪ :‬ا ْحلِ ْذ ُق‬ ‫ِ‬
‫َص ُل الطّ ِّ‬
‫ال أبو عبيد‪ :‬أ ْ‬ ‫ب‪ ،‬قَ َ‬‫يب ِع ْن َد ال َْعر ِ‬ ‫ٍِ‬
‫ال اجلوهري‪ُ :‬ك ُّل َحاذق طَبِ ٌ‬ ‫َوِم ْنـ َها‪ :‬ا ْحلِ ْذ ُق‪ .‬قَ َ‬
‫َ‬
‫ال لِل هر ُج ِل‪ِ :‬ط ٌّ‬‫ارةُ ِهبَا‪ .‬يُـ َق ُ‬ ‫ِ‬
‫ب َوطَبِ ٌ‬
‫يب‪:‬‬ ‫ِاب ْألَ ْشيَاء َوال َْم َه َ‬
‫اذ ٌق‪ُِ ،‬مسّ َي طَبِيبًا حلِِ ْذقِ ِه‬‫ال غَيـرهُ‪ :‬رجل طَبِيب‪ :‬أَي ح ِ‬
‫ض‪َ .‬وقَ َ ْ ُ َ ُ ٌ ٌ ْ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ِيف غَ ِْري ِع َال ِج ال َْم ِري ِ‬ ‫إِذَا َكا َن َك َذلِ َ‬
‫ال علقمة‪:‬‬ ‫َوفِطْنَتِ ِه‪ .‬قَ َ‬
‫يب‬ ‫فَِإ ْن تَ ْسأَلُ ِوين ِابلنِّس ِاء فَِإنهِِن ‪َ ...‬خبِريٌ ِأبْ ْدو ِاء النِّ ِ ِ‬
‫ساء طَب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‬
‫س لَهُ م ْن ُو ّده هن نَص ُ‬ ‫س ال َْم ْرء أ َْو قَ هل َمالُهُ ‪ ...‬فَـلَْي َ‬ ‫اب َرأْ ُ‬ ‫إِ َذا َش َ‬
‫ال عنرتة‪:‬‬ ‫َوقَ َ‬
‫ب أبخد الفارس املستلئم‬ ‫اع فَِإنهِِن ‪ِ ...‬ط ٌّ‬ ‫إِ ْن تُـ ْغ ِد ِيف ُد ِوين ال ِْقنَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود والنسائي متصال ومنقطعا‪ ،‬وابن ماجه يف الدايت‪ ،‬واحلاكم يف الطب‬

‫(‪)717/7‬‬

‫اذ ٌق ِأبَ ْخ ِذ الْ َفا ِر ِ ه ِ‬ ‫ك ر ْغبةً َع ِِن‪ ،‬فَِإِّين َخبِري ح ِ‬ ‫ِ‬


‫س‬ ‫ِ‬
‫س الذي قَ ْد لَب َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وتَ ْس ُِرتي َو ْج َه ِ َ َ ّ‬ ‫َي‪ :‬إِ ْن تُـ ْرخي َع ِِّن قِنَ َ‬
‫اع ِ‬
‫أْ‬
‫َألْ َمةَ َح ْربِ ِه‪.‬‬
‫ال‪ :‬لَيس َذ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال فروة بن مسيك [‪]3‬‬ ‫ادِيت‪ ،‬قَ َ‬ ‫َي‪َ :‬ع َ‬ ‫اك بِطِّب‪ ،‬أ ْ‬ ‫ادةُ‪ ،‬يُـ َق ُ ْ َ‬ ‫َوم ْنـ َها‪ :‬ال َْع َ‬
‫نب َولَ ِك ْن ‪َ ...‬منَ َااي َان َو َد ْولَةُ َ‬ ‫ِ‬
‫آخ ِرينَا‬ ‫فَ َما إِ ْن طبُّـنَا ُج ٌْ‬
‫ال أْحد بن احلسني املتنب‪:‬‬ ‫َوقَ َ‬
‫ِل ا ْجل ِ‬
‫اه ُل ال ُْمتَـ َعاقِ ُل‬ ‫ِ‬
‫يض إِ َه َ‬ ‫َوَما التِّيهُ طِّب فِي ِه ْم غَْيـ َر أَنهِِن ‪ ...‬بَ ِغ ٌ‬
‫ت‬‫يث عائشة لَ هما َس َح َر ْ‬ ‫يح» ِيف ح ِد ِ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ور‪َ ،‬وِيف «ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َي‪َ :‬م ْس ُح ٌ‬ ‫وب‪ ،‬أ ْ‬ ‫ال‪َ :‬ر ُج ٌل َمطْبُ ٌ‬ ‫الس ْح ُر‪ ،‬يُـ َق ُ‬
‫َوم ْنـ َها‪ّ :‬‬
‫َح ُد ُُهَا‪َ :‬ما َاب ُل‬
‫ال أ َ‬ ‫ان ِع ْن َد َرأْ ِس ِه َو ِع ْن َد ِر ْجلَْي ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ ،‬وجلَس الْملَ َك ِ‬
‫ََ َ ََ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ود َر ُس َ‬ ‫يَـ ُه ُ‬
‫ال‪َ :‬م ْن طَبههُ؟‬ ‫وب‪ .‬قَ َ‬ ‫ال ْاآل َخ ُر‪َ :‬مطْبُ ٌ‬ ‫ال هر ُج ِل؟ قَ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ال‪ :‬فَُال ٌن الْيـه ِ‬
‫ود ُّ‬ ‫قَ َ‬
‫َُ‬
‫الس ْح ِر‪َ ،‬ك َما َكنـ ْهوا َع ِن الله ِدي ِغ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َع ِن ّ‬ ‫وب‪ ،‬ألَنهـ ُه ْم َكنـ ْهوا ِابلطّ ِّ‬ ‫ال أبو عبيد‪ :‬إِ همنَا قَالُوا لل َْم ْس ُحوِر‪َ :‬مطْبُ ٌ‬ ‫قَ َ‬
‫اء فِ َيها‪ ،‬فَـ َقالُوا‪َ :‬م َف َ‬ ‫ِ ِ ِ ه‬ ‫س َالم ِة‪ ،‬وَكما َكنـهوا ِابلْم َف َِ‬ ‫ِ‬
‫ازةٌ‬ ‫ازة َع ِن الْ َف َالة ال ُْم ْهل َكة ال ِيت َال َم َ‬ ‫يم تَـ َفا ُؤًال ِابل ه َ َ َ ْ َ‬ ‫فَـ َقالُوا‪َ :‬سل ٌ‬
‫تَـ َفا ُؤًال ِابلْ َف ْوِز ِم َن ا ْهلََال ِك‪.‬‬
‫ت‪:‬‬‫َسلَ ِ‬ ‫س ال هد ِاء‪ .‬قَ َ‬
‫ال ابْ ُن أَِيب ْاأل ْ‬ ‫ب لِنَـ ْف ِ‬‫ال‪ :‬ال ِطّ ُّ‬ ‫َويُـ َق ُ‬
‫َس ْح ٌر َكا َن ِطبُّ َ‬
‫ك أ َْم ُجنُو ُن‬ ‫سا َن َع ِِن ‪ ...‬أ ِ‬ ‫ِ‬
‫أ ََال َم ْن ُم ْبل ٌغ َح ه ّ‬
‫َوأَ هما قَـ ْو ُل احلماسي‪:‬‬
‫ِ‬
‫الس ْح ُر‬ ‫ْت َه َك َذا ‪َ ...‬وإِ ْن ُك ْن ُ‬ ‫واب فَ َال ِزل ُ‬ ‫فَِإ ْن ُك ْن ُ‬
‫ورا فال برىء ّ‬ ‫ت َم ْس ُح ً‬ ‫ت َمطْبُ ً‬
‫ِ‬ ‫وب اله ِذي قَ ْد ُس ِحر‪َ ،‬وأ ََر َ ِ‬
‫ض‪.‬‬‫يل ِابل َْم َر ِ‬
‫اد ابل َْم ْس ُحوِر‪ :‬ال َْعل ُ‬ ‫َ‬ ‫فَِإنههُ أ ََر َ‬
‫اد ِابل َْمطْبُ ِ‬
‫ك َوِم ْن‬
‫ت‪ .‬وم ْعنَاهُ‪ :‬إِ ْن َكا َن َه َذا اله ِذي قَ ْد َعر ِاين ِم ْن ِ‬
‫َ‬ ‫ش َد الْبَـ ْي َ َ َ‬ ‫ور‪َ .‬وأَنْ َ‬ ‫ال لِل َْعلِ ِ‬
‫يل‪َ :‬م ْس ُح ٌ‬ ‫ال اجلوهري‪َ :‬ويُـ َق ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ضا‪.‬‬ ‫اَّللَ َد َو َامهُ‪َ ،‬وَال أُ ِري ُد َزَوالَهُ‪َ ،‬س َواءٌ َكا َن ِس ْح ًرا أ َْو َم َر ً‬
‫َل ه‬ ‫َسأ ُ‬
‫كأْ‬ ‫حبِّ ِ‬
‫ُ‬
‫وح الطه ِاء‪ُ :‬ه َو ال َْع ِاَلُ ِاب ْأل ُُموِر‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ب‪ :‬مثـله ُ ِ‬
‫ك‬ ‫ث الطهاء‪ ،‬فَال َْم ْفتُ ُ‬ ‫َوال ِطّ ُّ ُ َ‬

‫(‪)712/7‬‬

‫اسم مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ :‬بِ َك ْس ِر الطه ِاء‪ :‬فِ ْع ُل الطهبِ ِ‬


‫ضا‪َ .‬وال ِطّ ُّ‬
‫ض ٍع‪،‬‬ ‫ب بِ َ‬
‫ض ِّم الطهاء‪ْ َ ُ ْ :‬‬ ‫يب‪َ ،‬والطُّ ُّ‬ ‫ب أَيْ ً‬
‫ال لَهُ‪ :‬طَ ٌّ‬ ‫ِ‬
‫الطهب ُ‬
‫يب يُـ َق ُ‬
‫ش َد‪:‬‬‫قَالَهُ ابن السيد‪َ ،‬وأَنْ َ‬
‫اب ِطينُـ َها‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ب ِرَكابِ ُك ْم ‪ِ ...‬بَائ َزة ال َْماء الهِيت طَ َ‬ ‫ْت َه ِل انْـ َهلْتُ ْم بِطُ ِّ‬ ‫فَـ ُقل ُ‬
‫ف‬ ‫ظ التهـ َف ُّع ِل ي ُد ُّل َعلَى تَ َكلُّ ِ‬
‫َ‬ ‫ب‪ِ ،‬ألَ هن لَْف َ‬ ‫ب» ‪َ ،‬وََلْ يَـ ُق ْل‪َ :‬م ْن طَ ه‬ ‫وقَـولُهُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن تَطَبه َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫صبهـ َر َونَظَائِ ِرَها‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫س ِم ْن أَ ْهلِ ِه‪َ ،‬كتَ َحله َم َوتَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫شي ِء و ُّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ك بَـنَـ ْوا‬ ‫ش هج َع َوتَ َ‬ ‫الد ُخول فيه بعُ ْس ٍر َوُك ْل َفة‪َ ،‬وأَنههُ لَْي َ‬ ‫ال ه ْ َ‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫ف َعلَى َه َذا ال َْوْز ِن‪ ،‬قَ َ‬ ‫تَ َكله َ‬
‫سا‬
‫س َع ْي َال َن َوَم ْن تَـ َقيه َ‬ ‫َوقَـ ْي ُ‬
‫اه ِل‪ ،‬فَِإذَا تَـعاطَى ِعل ِ‬ ‫يب ا ْجل ِ‬ ‫شر ِع ُّي‪ ،‬فَِإجياب الض ِ‬
‫ب َو َع َملَهُ‪َ ،‬وََلْ يَـتَـ َق هد ْم لَهُ‬‫ْم الطّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫همان َعلَى الطهبِ ِ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َوأَ هما ْاأل َْم ُر ال ه ْ‬
‫بِ ِه مع ِرفَةٌ‪ ،‬فَـ َق ْد هجم ِِب ْهلِ ِه َعلَى إِتْ َال ِ‬
‫هه ُّوِر َعلَى َما ََلْ يَـ ْعلَ ْمهُ‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن قَ ْد غَ هرَر‬ ‫س‪َ ،‬وأَقْ َد َم ِابلتـ َ‬‫ف ْاألَنْـ ُف ِ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َْ‬
‫ك‪َ ،‬و َه َذا إِ َْجَاعٌ ِم ْن أَ ْه ِل العلم‪.‬‬ ‫هما ُن لِ َذلِ َ‬ ‫يل‪ ،‬فَـيَـل َْزُمهُ الض َ‬ ‫ِابل َْعلِ ِ‬
‫اطي ِعل ًْما أ َْو‬ ‫ض ِامنًا‪ ،‬والْمتـع ِ‬
‫َ َُ َ‬ ‫يض َكا َن َ‬ ‫ف ال َْم ِر ُ‬ ‫وقال اخلطايب‪َ :‬ال أَ ْعلَ ُم ِخ َالفًا ِيف أَ هن ال ُْم َعالِ َج إِذَا تَـ َع هدى‪ ،‬فَـتَلِ َ‬
‫ك‬‫ط َع ْنهُ الْ َق َو ُد‪ِ ،‬ألَنههُ َال يَ ْستَبِ ُّد بِ َذلِ َ‬‫ض ِم َن ال ِّديَةَ‪َ ،‬و َس َق َ‬ ‫ف َ‬ ‫َع َم ًال َال يَـ ْع ِرفُهُ ُمتَـ َع ٍّد‪ ،‬فَِإذَا تَـ َوله َد ِم ْن فِ ْعلِ ِه التهـلَ ُ‬
‫ب ِيف قَـ ْوِل َعا هم ِة الفقهاء على عاقلته‪.‬‬ ‫يض َو ِجنَايَةُ ال ُْمتَطَبِّ ِ‬ ‫ون إِ ْذ ِن ال َْم ِر ِ‬ ‫بِ ُد ِ‬
‫ص ْنـعةَ ح هق َها وََل ََتْ ِن ي ُدهُ‪ ،‬فَـتَـوله َد ِمن فِ ْعلِ ِه الْمأْذُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ون‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫يب َحاذ ٌق أَ ْعطَى ال ه َ َ َ ْ َ‬ ‫َح ُد َها‪ :‬طَبِ ٌ‬ ‫سةٌ‪ :‬أ َ‬ ‫ام َمخْ َ‬ ‫ْس ُ‬‫ْت‪ْ :‬األَق َ‬ ‫قُـل ُ‬
‫ض َما َن َعلَْي ِه‬ ‫ص َف ٍة‪ ،‬فَـ َه َذا َال َ‬ ‫س‪ ،‬أَو َذ َهاب ِ‬
‫ُ‬ ‫ض ِو أَ ِو النهـ ْف ِ ْ‬
‫ف الْعُ ْ‬ ‫شار ِِع‪َ ،‬وِم ْن ِج َه ِة َم ْن يَ ِطبُّهُ تَـلَ ُ‬ ‫فِ ِيه ِم ْن ِج َه ِة ال ه‬
‫ْختَ ِ‬‫ْت‪ ،‬و ِسنُّهُ قَابِل لِل ِ‬ ‫ٍ‬ ‫اتَِّفاقًا‪ ،‬فَِإنهـها ِسرايةُ مأْذُ ٍ ِ ِ‬
‫ان‪َ ،‬وأَ ْعطَى ال ه‬
‫ص ْنـ َعةَ‬ ‫ٌ‬ ‫ب ِيف َوق َ‬ ‫صِ ه‬
‫ُت ال ه‬ ‫ون فيه‪َ ،‬و َه َذا َك َما إِذَا َخ ََ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ط ِم ْن َعاقِ ٍل أ َْو غَ ِْريهِ َما يَـ ْنـبَ ِغي بَطُّهُ ِيف َوقْتِ ِه َعلَى‬ ‫ك إِذَا بَ ه‬‫ض َم ْن‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ب‪ََ ،‬لْ يَ ْ‬‫صِ ُّ‬‫ض ُو أَ ِو ال ه‬ ‫ف الْعُ ْ‬ ‫َح هق َها‪ ،‬فَـتَلِ َ‬
‫اع ُل ِيف َسبَبِ َها‪َ ،‬ك ِس َرايَِة‬ ‫ون فِ ِيه ََل يـتـع هد الْ َف ِ‬
‫ضمن‪ ،‬و َه َك َذا ِسرايةُ ُك ِل مأْذُ ٍ‬ ‫الْوج ِه اله ِذي يـ ْنـب ِغي فَـتَلِ َ ِ ِ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫ََ ّ َ‬ ‫ف به‪ََ ،‬لْ يَ ْ َ ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َْ‬
‫اص ِع ْن َد ا ْجلُ ْم ُهوِر ِخ َالفًا أليب حنيفة يف إجيابه الضمان هبا‪ ،‬وسراية التعزيز‪،‬‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْحل ِّد ِاب ِالتَِّف ِ ِ‬
‫اق‪َ .‬وس َرايَةُ الْق َ‬ ‫َ‬
‫ب‪َ ،‬وال ُْم ْستَأ ِْج ِر ال هدابهةَ‪ِ ،‬خ َالفًا أليب حنيفة َوال ه‬
‫شافِ ِع ِّي ِيف إِجيَاهبِِ َما‬ ‫صِ ه‬‫ب ال هر ُج ِل ْام َرأَتَهُ‪َ ،‬وال ُْم َعلِّ ِم ال ه‬ ‫ض ْر ِ‬
‫َو َ‬
‫ب ال هدابهِة‪.‬‬‫ض ْر َ‬ ‫شافِ ِع ُّي َ‬ ‫استَـثْـ َىن ال ه‬‫ك‪َ ،‬و ْ‬ ‫هما َن ِيف َذلِ َ‬ ‫الض َ‬
‫(‪)713/7‬‬

‫ب م ْه َدرةٌ ِاب ِالتَِّف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫اعا‪ :‬أَ هن ِس َرايَةَ ا ْجلِنَايَِة َم ْ‬ ‫وقَ ِ‬
‫اق‪َ ،‬وَما‬ ‫ض ُمونَةٌ ِابالتَّفاق‪َ ،‬وس َرايَةُ ال َْواج ِ ُ َ‬ ‫اعا َونَِز ً‬ ‫اب إِ َْجَ ً‬
‫اع َدةُ الْبَ ِ‬ ‫َ‬
‫ني‬ ‫ضمانَهُ‪ ،‬وفَـ هر َق ال ه ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫شافع ُّي بَـ ْ َ‬ ‫ض َمانَهُ ُمطْلَ ًقا‪ ،‬وأْحد ومالك أ َْه َد َرا َ َ َ‬ ‫ب َ‬ ‫بَـ ْيـنَـ ُه َما فَفيه النّ َزاعُ‪ .‬فأبو حنيفة أ َْو َج َ‬
‫اإل ْذ َن ِيف ال ِْف ْع ِل إِ همنَا‬
‫ض َمانَهُ‪ .‬فأبو حنيفة نَظََر إِ َىل أَ هن ِْ‬ ‫ب َ‬ ‫ني غَ ِْري ال ُْم َق هد ِر فَأ َْو َج َ‬
‫ض َمانَهُ‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬‫ال ُْم َق هد ِر‪ ،‬فَأ َْه َد َر َ‬
‫شافِ ِع ُّي نَظََر إِ َىل أَ هن ال ُْم َق هد َر‬
‫هما َن‪َ ،‬وال ه‬
‫ط الض َ‬ ‫َس َق َ‬
‫اإل ْذ َن أ ْ‬ ‫س َال َم ِة‪ ،‬وأْحد ومالك نَظََرا إِ َىل أَ هن ِْ‬ ‫َوقَ َع َم ْش ُروطًا ِابل ه‬
‫ات‪ ،‬فَاجتِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اديهةٌ‪ ،‬فَِإذَا‬ ‫ات‪َ ،‬والتهأْديبَ ِ ْ َ‬ ‫هع ِزير ِ‬
‫صا ُن م ْنهُ‪ ،‬فَـ ُه َو ِمبَْن ِزلَة الن ِّ‬
‫هص‪َ ،‬وأَ هما غَْيـ ُر ال ُْم َق هد ِر َكالتـ ْ َ‬ ‫َال ميُْك ُن النُّـ ْق َ‬
‫ف هبا‪ ،‬ضمن‪ ،‬ألنه يف مظنّة العدوان‪.‬‬ ‫تَلِ َ‬

‫فصل‬
‫ِن َعلَي ِه أَنهه ج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ي ُدهُ من ي ِطبُّهُ‪ ،‬فَـتَلِ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اه ٌل َال‬ ‫ف بِه‪ ،‬فَـ َه َذا إِ ْن َعل َم ال َْم ْج ِ ُّ ْ ُ َ‬ ‫القسم الثاين‪ :‬متطبّب َجاه ٌل َاب َش َر ْ َ َ ْ َ‬
‫السيَا َق َوقُـ هوةَ الْ َك َالِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ف َه ِذهِ ُّ‬ ‫ض َم ْن‪َ ،‬وَال ُختَالِ ُ‬
‫ْم لَهُ‪َ ،‬وأ َِذ َن لَهُ ِيف ِطبِّ ِه ََلْ يَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ورةُ ظَاه َر ا ْحلَديث‪ ،‬فَِإ هن ّ‬ ‫الص َ‬ ‫عل َ‬
‫يب‪َ ،‬وأ َِذ َن لَهُ ِيف طَبِّ ِه‬ ‫يض أَنههُ طَبِ ٌ‬ ‫ك‪َ ،‬وإِ ْن ظَ هن ال َْم ِر ُ‬ ‫س َك َذلِ َ‬ ‫يب‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫يل‪َ ،‬وأ َْو َُهَهُ أَنههُ طَبِ ٌ‬
‫ِ‬
‫يَ ُدل َعلَى أَنههُ غَ هر ال َْعل َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت يَ ُدهُ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫َج ِل م ْع ِرفَتِ ِه‪ِ َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫يل يَظُ ُّن أَنههُ‬
‫اء يَ ْستَـ ْعملُهُ‪َ ،‬وال َْعل ُ‬
‫ف لَهُ َد َو ً‬ ‫ص َ‬‫ك إِ ْن َو َ‬ ‫يب َما َجنَ ْ‬ ‫ضم َن الطهب ُ‬ ‫أل ْ َ‬
‫اه ٌر فِ ِيه أو صريح‪.‬‬ ‫يث ظَ ِ‬ ‫ض ِمنَهُ‪َ ،‬وا ْحلَ ِد ُ‬ ‫ف بِ ِه‪َ ،‬‬ ‫ص َفهُ لِ َم ْع ِرفَتِ ِه َو ِح ْذقِ ِه فَـتَلِ َ‬‫َو َ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ض ٍو‬‫ت إِ َىل عُ ْ‬ ‫ص ْنـ َعةَ َح هق َها‪ ،‬لَ ِكنههُ أَ ْخطَأ ْ‬
‫َت يَ ُدهُ‪َ ،‬وتَـ َع هد ْ‬ ‫اذ ٌق‪ ،‬أ َِذ َن لَهُ‪َ ،‬وأَ ْعطَى ال ه‬ ‫ث‪ :‬طَبِيب ح ِ‬
‫ٌ َ‬ ‫ال ِْق ْس ُم الثهالِ ُ‬
‫ضمن‪ِ ،‬ألَنهـ َها ِجنَايةُ َخطٍَأ‪ ،‬مُه إِ ْن َكانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ي ُد ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِح ٍ‬
‫ت‬ ‫َ‬ ‫اخلَات ِن إِ َىل الْ َك َم َرة‪ ،‬فَـ َه َذا يَ ْ َ ُ‬ ‫يح فَأَتْـلَ َفهُ‪ ،‬مثْ َل‪ :‬أَ ْن َسبَـ َق ْ َ‬ ‫َ‬
‫ت الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ال؟‬ ‫اد‪ ،‬فَـ ُه َو َعلَى َعاقلَته‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ تَ ُك ْن َعاقلَةٌ‪ ،‬فَـ َه ْل تَ ُكو ُن ال ّديَةُ ِيف َماله‪ ،‬أ َْو ِيف بَـ ْي َ‬ ‫ث فَ َما َز َ‬ ‫الثُّـلُ َ‬
‫يب ِذ ِّميًّا‪ ،‬فَِفي َمالِ ِه‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ُم ْسلِ ًما‪ ،‬فَِف ِيه‬‫ِ‬
‫يل‪ :‬إِ ْن َكا َن الطهب ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَى قَـ ْولَ ْني‪ُُ ،‬هَا ِرَوايَـتَان َع ْن أْحد‪َ .‬وق َ‬
‫ب ِيف مال اجلاين؟ فيه‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ ،‬أَو تَـع هذر ََتْ ِميلُهُ‪ ،‬فَـهل تَس ُق ُ ِ‬ ‫الروايـتَ ِ‬
‫ان‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ يَ ُك ْن بَـ ْي ُ ٍ‬
‫ط ال ّديَةُ‪ ،‬أ َْو ََت ُ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ت َم ْ َ َ‬ ‫َِّ َ‬
‫وجهان أشهرُها‪ :‬سقوطها‪.‬‬

‫(‪)714/7‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫ادهِ‪،‬‬‫يض َدواء‪ ،‬فَأَ ْخطَأَ ِيف اجتِه ِ‬ ‫اعتِ ِه‪ ،‬اجتـه َد فَـوص َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ‬ ‫ف لل َْم ِر ِ َ ً‬ ‫صنَ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫يب ا ْحلَاذ ُق ال َْماه ُر بِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْق ْس ُم ال هراب ُع‪ :‬الطهب ُ‬
‫ال‪َ .‬والثهانِيَةُ‪ :‬أَنهـ َها َعلَى َعاقِلَ ِة‬ ‫ِ‬
‫ت الْم ِ‬ ‫اُهَا‪ :‬أَ هن ِديَةَ ال َْم ِر ِ‬
‫يض ِيف بَـ ْي َ‬ ‫ني‪ :‬إِ ْح َد ُ‬
‫ج َعلَى ِرَوايَـتَـ ْ ِ‬‫فَـ َقتَـلَهُ‪ ،‬فَـ َه َذا ُخيَهر ُ‬
‫ام أْحد يف خطأ اإلمام واحلاكم‪.‬‬ ‫ص َعلَْي ِه َما ِْ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫يب‪َ ،‬وقَ ْد نَ ه‬ ‫الطهبِ ِ‬
‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ص ْنـعةَ ح هق َها‪ ،‬فَـ َقطَع ِسلْعةً «‪ِ »7‬من رج ٍل أَو صِ ٍب‪ ،‬أَو ََْمنُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِْقسم ْ ِ‬
‫ون‬ ‫ْ َُ ْ َ ّ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يب َحاذ ٌق‪ ،‬أَ ْعطَى ال ه َ َ‬ ‫س‪ :‬طَبِ ٌ‬ ‫اخلَام ُ‬ ‫ُْ‬
‫ض َم ُن‪ِ ،‬ألَنههُ تَـ َوله َد ِم ْن فِ ْع ٍل‬ ‫َص َحابُـنَا‪ :‬يَ ْ‬ ‫ال أ ْ‬ ‫ف‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صبِيًّا بِغَ ِْري إِ ْذ ِن َولِيِّ ِه فَـتَلِ َ‬
‫ُت َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫بِغَ ِْري إِ ْذنِه‪ ،‬أ َْو إِ ْذ ِن َوليِّه‪ ،‬أ َْو َخ ََ‬
‫ض َم ْن‪َ ،‬وَْحيتَ ِم ُل أاليضمن ُمطْلَ ًقا ِألَنههُ‬ ‫ون‪ََ ،‬لْ يَ ْ‬ ‫صِ ِب والْم ْجنُ ِ‬
‫ِل ال ه ّ َ َ‬ ‫ون فِ ِيه‪َ ،‬وإِ ْن أ َِذ َن لَهُ الْبَالِ ُغ‪ ،‬أ َْو َوِ ُّ‬ ‫غَ ِْري مأْذُ ٍ‬
‫َ‬
‫ضا فَِإنهه إِ ْن َكا َن متـع ِّداي‪ ،‬فَ َال أَثَـر ِِإل ْذ ِن الْوِِِل ِيف إِس َق ِ‬
‫اط‬ ‫َّ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ً‬ ‫يل‪َ .‬وأَيْ ً ُ‬ ‫ني ِم ْن َسبِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُُْمس ٌن‪َ ،‬وَما َعلَى ال ُْم ْحسنِ َ‬
‫ِ‬
‫اإل ْذ ِن‪ ،‬غَْيـ ُر ُمتَـ َع ٍّد ِع ْن َد‬‫ْت‪ُ :‬ه َو ُمتَـ َع ٍّد ِع ْن َد َع َدِم ِْ‬ ‫ض َمانِِه‪ .‬فَِإ ْن قُـل َ‬ ‫ان‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يَ ُك ْن ُمتَـ َع ِّد ًاي‪ ،‬فَ َال َو ْجهَ لِ َ‬ ‫الضهم ِ‬
‫َ‬
‫ْت‪ :‬الْعُ ْد َوا ُن َو َع َد ُمهُ إِ همنَا يَـ ْرِج ُع إِ َىل فِ ْعلِ ِه ُه َو‪ ،‬فَ َال أَثَـ َر لِ ِْْل ْذ ِن وعدمه فيه‪ ،‬وهذا موضع نظر‪.‬‬ ‫اإل ْذ ِن‪ ،‬قُـل ُ‬
‫ِْ‬
‫فصل‬
‫ص ِاب ْس ِم الطهبَائِ ِع ِّي‪ ،‬وميروده‪،‬‬ ‫ص ِف ِه َوقَـ ْولِ ِه‪َ ،‬و ُه َو اله ِذي ُخيَ ُّ‬ ‫ب بَِو ْ‬ ‫يث يَـتَـنَ َاو ُل َم ْن يَ ِط ُّ‬ ‫والطهبِيب ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫اص ُد‪ ،‬وِمبَح ِِ‬
‫اَج ِه‬ ‫شتِ ِه و ُهو الْ َف ِ‬ ‫وساهُ و ُهو ْ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ ،‬وِمبِب َ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫اخلَات ُن‪َ ،‬وب ِري َ َ َ‬ ‫ضعه َوَم َراُهه َو ُه َو ا ْجلََرائح ُّي‪َ ،‬ومبُ َ َ َ‬ ‫َو ُه َو الْ َك هح ُ َ ْ‬
‫صلِ ِه َوِرَاب ِط ِه َو ُه َو ال ُْم َجَِّبُ‪َ ،‬وِمبِ ْك َواتِِه َوَان ِرهِ َو ُه َو الْ َك هواءُ‪َ ،‬وبِِق ْربَتِ ِه َو ُه َو‬ ‫ِ ِِ‬
‫ام‪َ ،‬وِِخَل ِْع ِه َوَو ْ‬ ‫َوم ْش َرطه َو ُه َو ا ْحلَ هج ُ‬
‫ان‪ ،‬فاسم الطبيب يطلق لغة على‬ ‫ان َهبِ ٍيم‪ ،‬أَو إِنْس ٍ‬ ‫ا ْحلاقِن‪ ،‬وسواء َكا َن ِطبُّهُ ِحليـو ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ ُ َ ََ ٌ‬
‫__________‬
‫السلعة‪ :‬زايدة َتدث يف البدن كالغدة تتحرك إذا حركت‬
‫(‪ّ )7‬‬
‫(‪)715/7‬‬
‫يص لَْف ِظ ال هدابهِة‬ ‫ث‪َ ،‬كتَ ْخ ِ‬ ‫فحِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫هاس لَهُ بِبَـ ْع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ِ‬ ‫اد ٌ‬ ‫ض أَنْـ َو ِاع ْاألَطبهاء عُ ْر ٌ َ‬ ‫َه ُؤَالء ُكلّ ِه ْم‪َ ،‬ك َما تَـ َق هد َم‪َ ،‬وَختْص ُ‬
‫يص الن ِ‬
‫ص َها بِ ِه ُك ُّل قَـ ْوٍم‪.‬‬‫ِمبَا َخيُ ُّ‬

‫فصل‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ين أ َْم ًرا‪:‬‬ ‫يب ا ْحلَاذ ُق‪ُ :‬ه َو الذي يُـ َراعي ِيف ع َالجه ع ْش ِر َ‬ ‫َوالطهب ُ‬
‫أَح ُدها‪ :‬النهظَر ِيف نَـو ِع الْمر ِ ِ‬
‫اض ُه َو؟‬ ‫َي ْاأل َْم َر ِ‬‫ض م ْن أ ِّ‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫َ َ‬
‫ب ُح ُدوثِِه َما ِه َي؟‬ ‫اعلَةُ الهِيت َكانَ ْ‬ ‫ث‪ ،‬وال ِْعلهةُ الْ َف ِ‬ ‫هاين‪ :‬النهظَر ِيف سببِ ِه ِمن أ ِ ٍ‬ ‫الث ِ‬
‫ت َسبَ َ‬ ‫َي َش ْيء َح َد َ َ‬ ‫ُ ََ ْ ّ‬
‫ض‪ُ ،‬م ْستَظْ ِه َرةً‬ ‫ت ُم َقا ِوَمةً لِل َْم َر ِ‬ ‫ض‪ ،‬أَ ْو أضعف منه؟ فإذا َكانَ ْ‬ ‫يض‪َ ،‬و َه ْل ِه َي ُم َقا ِوَمةٌ لِل َْم َر ِ‬ ‫ث‪ :‬قُـ هوةُ ال َْم ِر ِ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ض‪َ ،‬وََلْ ُحيَ ِّر ْك ِابل هد َو ِاء َساكِنًا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه‪ ،‬تَـ َرَك َها َوال َْم َر َ‬
‫اج الْبَ َد ِن الطهبِ ِيع ُّي َما ُه َو؟‬ ‫ِ ِ‬
‫ال هراب ُع‪ :‬م َز ُ‬
‫ث َعلَى غَ ِْري ال ُْم ْج َرى الطهبِيعِ ِّي‪.‬‬ ‫اخلَ ِامس‪ :‬ال ِْمزاج ا ْحل ِ‬
‫اد ُ‬ ‫ْ ُ َُ َ‬
‫يض‪.‬‬ ‫س‪ِ :‬س ُّن ال َْم ِر ِ‬ ‫ساد ُ‬
‫ال ه ِ‬

‫سابِ ُع‪َ :‬ع َ‬


‫ادتُهُ‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫ِ ِ‬ ‫الث ِ‬
‫يق بِ ِه‪.‬‬‫سنَ ِة َوَما يَلِ ُ‬ ‫ول ال ه‬ ‫ص ِ‬ ‫ْت ا ْحلَاض ُر م ْن فُ ُ‬ ‫هام ُن‪ :‬ال َْوق ُ‬
‫يض َوتُـ ْربَـتُهُ‪.‬‬‫هاس ُع‪ :‬بَـلَ ُد ال َْم ِر ِ‬ ‫الت ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ال ا ْهلَو ِاء ِيف وق ِ‬
‫ْت ال َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ال َْعاش ُر‪َ :‬ح ُ َ‬
‫ْك ال ِْعله ِة‪.‬‬ ‫اد لِتِل َ‬
‫ض ِّ‬‫ش َر‪ :‬النهظَُر ِيف ال هد َو ِاء ال ُْم َ‬ ‫ي َع َ‬ ‫ِ‬
‫ا ْحلَاد َ‬
‫ني قُـ هوةِ ال َْم ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يض‪.‬‬ ‫ش َر‪ :‬النهظَُر ِيف قُـ هوة ال هد َواء َو َد َر َجتِه‪َ ،‬وال ُْم َو َازنَةُ بَـ ْيـنَـ َها َوبَـ ْ َ‬ ‫هاينَ َع َ‬ ‫الث ِ‬
‫ب‬
‫َص َع َ‬ ‫وث أ ْ‬‫ْك ال ِْعله ِة فَـ َقطْ‪ ،‬بَ ْل إِ َزالَتُـ َها َعلَى َو ْج ٍه ََ َْم ُن َم َعهُ ُح ُد َ‬ ‫ص ِدهِ إِ َزالَةَ تِل َ‬‫ش َر‪ :‬أ هَال يَ ُكو َن ُك ُّل قَ ْ‬ ‫ث َع َ‬ ‫الثهالِ َ‬
‫وث ِعله ٍة أُ ْخرى أَصعب ِم ْنـها‪ ،‬أَبـ َقاها َعلَى ح ِاهلا‪ ،‬وتَـل ِ‬
‫ْطي ُف َها ُه َو‬ ‫ِم ْنـ َها‪ ،‬فَ َم َىت َكا َن إِ َزالَتُـ َها َال ََ َْم ُن َم َع َها ُح ُد َ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ َْ َ َ ْ َ‬
‫ب ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫َص َع ُ‬ ‫وث َما ُه َو أ ْ‬ ‫يف ُح ُد ُ‬ ‫وق‪ ،‬فَِإنههُ َم َىت عُولِ َج بَِقط ِْع ِه َو َح ْب ِس ِه ِخ َ‬ ‫ض أَفْـواهِ الْعُر ِ‬
‫ب‪َ ،‬و َه َذا َك َم َر ِ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ال َْواج ُ‬
‫َس َه ِل‪ ،‬فَ َال يَـ ْنـتَ ِق ُل ِم َن ال ِْع َال ِج ِابل ِْغ َذ ِاء إِ َىل ال هد َو ِاء إِهال ِع ْن َد تَـ َع ُّذ ِرهِ‪َ ،‬وَال‬ ‫ِ‬
‫ش َر‪ :‬أَ ْن يُـ َعال َج ِاب ْأل ْ‬
‫َس َه ِل فَ ْاأل ْ‬ ‫ال هرابِ َع َع َ‬
‫يب ِع َال ُجهُ ِاب ْألَ ْغ ِذيَِة بَ َد َل‬ ‫يط فَ ِم ْن ِح ْذ ِق الطهبِ ِ‬ ‫ب إِهال ِع ْن َد تَـع ُّذ ِر ال هدو ِاء الْب ِس ِ‬ ‫يَـ ْنـتَ ِق ُل إِ َىل ال هد َو ِاء ال ُْمرهك ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْاألَ ْد ِويَِة‪َ ،‬وِاب ْألَ ْد ِويَِة الْبَ ِسيطَِة بدل املركبة‬

‫(‪)711/7‬‬
‫اعتَهُ‬
‫صنَ َ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ش َر‪ :‬أَ ْن يَـ ْنظَُر ِيف ال ِْعله ِة‪َ ،‬ه ْل هي مما ميكن عالجها أوال؟ فَِإ ْن ََلْ ميُْكِ ْن ِع َال ُج َها‪َ ،‬ح ِف َ‬ ‫س َع َ‬ ‫ِْ‬
‫اخلَام َ‬
‫َو ُح ْرَمتَهُ‪َ ،‬وَال َْحي ِملُهُ الطه َم ُع َعلَى ِع َال ٍج َال يُِفي ُد َش ْيـئًا‪.‬‬
‫َوإِ ْن أ َْم َك َن ِع َال ُج َها‪ ،‬نَظََر َه ْل ميُْ ِك ُن َزَوا ُهلَا أ َْم َال؟ فَِإ ْن َعلِ َم أَنههُ َال ميُْ ِك ُن َزَوا ُهلَا‪ ،‬نَظََر َه ْل ميُْ ِك ُن َختِْفي ُف َها‬
‫ك‪،‬‬ ‫ص َد ِابل ِْع َال ِج ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ْع ِزَاي َدهتَا‪ ،‬قَ َ‬
‫وتَـ ْقلِيلُ َها أم ال؟ فإن َل ميكن تَـ ْقلِيلُ َها‪ ،‬ورأَى أَ هن غَايةَ ِْ ِ‬
‫اإل ْم َكان إِي َقافُـ َها َوقَط ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ف ال َْما هدةَ‪.‬‬ ‫ض َع َ‬ ‫َعا َن الْ ُق هوةَ‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫َوأ َ‬
‫ض ُجهُ‪َ ،‬اب َد َر إِ َىل‬ ‫اجهُ‪ ،‬فَِإذَا َمته نُ ْ‬ ‫ص ُد إِنْ َ‬ ‫ض ِج ِه ِاب ْستِ ْفر ٍاغ‪ ،‬بل يـ ْق ِ‬ ‫ْخل ِ‬
‫ض لِل َ‬ ‫ال ه ِ‬
‫ض َ‬ ‫َ َْ َ‬ ‫ْط قَـ ْب َل نُ ْ‬ ‫ش َر‪ :‬أ هَال يَـتَـ َع هر َ‬ ‫س َع َ‬ ‫ساد َ‬
‫استِ ْفر ِ‬
‫اغ ِه‪.‬‬ ‫ْ َ‬
‫يم ِيف ِع َال ِج‬ ‫ِ‬
‫َص ٌل َعظ ٌ‬ ‫كأ ْ‬ ‫اح َوأَ ْد ِويَتِ َها‪َ ،‬و َذلِ َ‬‫وب َو ْاأل َْرَو ِ‬ ‫شر‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن لَهُ ِخ ْبـرةٌ ِاب ْعتِ َال ِل الْ ُقلُ ِ‬
‫َ‬ ‫ساب َع َع َ َ‬
‫ال ه ِ‬
‫اض‬‫يب إِ َذا َكا َن َعا ِرفًا ِأب َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب أ َْم ٌر َم ْش ُهو ٌد‪َ ،‬والطهب ُ‬ ‫س َوالْ َقل ِ‬ ‫ال الْبَ َد ِن َوطَبِ َيعتَهُ َع ِن النهـ ْف ِ‬ ‫ان‪ ،‬فَِإ هن انْ ِف َع َ‬ ‫ْاألَبْ َد ِ‬
‫اذقًا ِيف ِع َال ِج‬ ‫ك وإِ ْن َكا َن ح ِ‬
‫َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬
‫يب الْ َكام َل‪َ ،‬والذي َال خ ْبـ َرةَ لَهُ ب َذل َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وح َوع َالج ِه َما‪َ ،‬كا َن ُه َو الطهب َ‬
‫الر ِ ِ ِ‬ ‫ْب َو ُّ‬ ‫الْ َقل ِ‬
‫يب َال ي َدا ِوي الْعلِيل‪ ،‬بِتـ َف ُّق ِد قَـ ْلبِ ِه وص َال ِح ِه‪ ،‬وتَـ ْق ِوي ِة ر ِ‬
‫وح ِه‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫يب‪َ .‬وُك ُّل طَبِ ٍ ُ‬ ‫ف طَبِ ٍ‬ ‫ص ُ‬ ‫َح َو ِال الْبَ َد ِن نِ ْ‬ ‫الطهبِ َيعة َوأ ْ‬
‫ب‬‫يب‪ ،‬بَ ْل ُمتَطَبِّ ٌ‬ ‫اَّلل َوال هدا ِر ْاآل ِخ َرةِ‪ ،‬فَـلَْيس بِطَبِ ٍ‬ ‫ال َعلَى هِ‬ ‫اإلقـْبَ ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ِْ‬ ‫اإل ْحس ِ‬
‫اخلَ ِْري‪َ ،‬و ِْ َ‬ ‫ص َدقَ ِة‪َ ،‬وفِ ْع ِل ْ‬ ‫َوقُـ َواهُ ِابل ه‬
‫َ‬
‫ال إِ َىل ا هِ‬
‫َّلل‪،‬‬ ‫هض ُّرعُ َو ِاالبْتِ َه ُ‬
‫الد َعاءُ‪َ ،‬والت َ‬ ‫سا ُن َوال ِّذ ْك ُر َو ُّ‬ ‫اخلَ ِْري َو ِْ‬ ‫ض فِ ْع ُل ْ‬ ‫ات ال َْم َر ِ‬‫اصر‪ .‬وِمن أَ ْعظَِم ِع َالج ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْح َ‬ ‫َ‬ ‫قَ ٌ َ ْ‬
‫سِ‬ ‫ِ هِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ال ِّ ِ‬ ‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ب‬ ‫ش َفاء أَ ْعظَ ُم م َن ْاألَ ْد ِويَة الطبيعيهة‪َ ،‬ولَك ْن حبَ َ‬ ‫َوالتـ ْهوبَةُ‪َ ،‬وهلَذه ْاأل ُُموِر ََتْثريٌ ِيف َدفْ ِع الْعلَ ِل‪َ ،‬و ُح ُ‬
‫ك َونَـ ْف ِع ِه‪.‬‬‫وهلَا َو َع ِقي َد ِهتَا ِيف ذَلِ َ‬
‫س وقَـب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫است ْع َداد النهـ ْف ِ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ف ِابل ه‬ ‫الرفْ ُق بِ ِه‪َ ،‬كالتهـلَطُّ ِ‬ ‫يض‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ف ِابل َْم ِر ِ‬ ‫ش َر‪ :‬التهـلَطُّ ُ‬ ‫الث ِ‬
‫ب‪.‬‬‫صِ ِّ‬ ‫هام َن َع َ‬
‫َطبه ِاء ِيف‬ ‫اق ا ْأل ِ‬ ‫يل‪ ،‬فَِإ هن ِحل هذ ِ‬
‫ُ‬ ‫ج ِابلته ْخيِ ِ‬ ‫ات الطهبِ ِيعيه ِة و ِْ ِ ِ ِ‬
‫اإل َهليهة‪َ ،‬والْع َال َ‬ ‫َ‬
‫اع ال ِْع َالج ِ‬
‫َ‬ ‫ش َر‪ :‬أَ ْن يَ ْستَـ ْع ِم َل أَنْـ َو َ‬ ‫هاس َع َع َ‬ ‫الت ِ‬
‫ض بِ ُك ِل ُم ِع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الته ْخيِ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ني َعلَى ال َْم َر ِ ّ‬ ‫يب ا ْحلَاذ ُق يَ ْستَع ُ‬ ‫ورا َعجيبَةً َال يَص ُل إِلَْيـ َها ال هد َواءُ‪ ،‬فَالطهب ُ‬ ‫يل أ ُُم ً‬
‫الص هح ِة‬
‫ظ ِّ‬ ‫ان‪ِ :‬ح ْف ُ‬ ‫يب‪ ،-‬أَ ْن َْجيعل ِع َالجهُ وتَ ْدبِريهُ َدائِرا َعلَى ِست ِهة أَرَك ٍ‬
‫ْ‬ ‫ََ َ َ َ ً‬ ‫ال ِْع ْش ُرو َن‪َ - :‬و ُه َو ِم َال ُك أ َْم ِر الطهبِ ِ‬
‫ال‬‫احتِ َم ُ‬‫ان‪َ ،‬و ْ‬ ‫اإل ْم َك ِ‬
‫ب ِْ‬ ‫سِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ هِ‬ ‫ب ِْ ِ ِ‬ ‫سِ‬ ‫الص هح ِة الْم ْف ُق َ ِ ِ‬ ‫ودة‪َ ،‬وَر ُّد ِّ‬
‫الْموج َ ِ‬
‫اإل ْم َكان‪َ ،‬وإ َزالَةُ الْعلة أ َْو تَـ ْقليلُ َها حبَ َ‬ ‫ودة حبَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ُص ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ني لِتَ ْح ِ‬ ‫صلَ َحتَـ ْ ِ‬ ‫ني ِِإل َزالَ ِة أَ ْعظَ ِم ِه َما‪َ ،‬وتَـ ْف ِو ُ‬‫س َدتَـ ْ ِ‬
‫ول‬ ‫يل أَ ْعظَم ِه َما‪ ،‬فَـ َعلَى َهذه ْاأل ُ‬ ‫صِ‬ ‫يت أَ ْد ََن ال َْم ْ‬ ‫أَ ْد ََن ال َْم ْف َ‬
‫الست ِهة َم َد ُار‬
‫ّ‬
‫ِ‬

‫(‪)711/7‬‬

‫يب َال تَ ُكو ُن ه ِذهِ أ ِ‬


‫َخيهـتَهُ «‪ »7‬الهِيت يَـ ْرِج ُع إِلَْيـ َها‪ ،‬فَـلَْيس بِطَبِ ٍ‬
‫يب‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ال ِْع َال ِج‪َ ،‬وُك ُّل طَبِ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫اعاةُ ُك ِل َح ٍ‬
‫ال‬ ‫يب ُم َر َ ّ‬ ‫ني َعلَى الطهبِ ِ‬ ‫اْنطَاطٌ‪ ،‬تَـ َع ه َ‬ ‫َحو ٍال‪ :‬ابْتِ َداء‪ ،‬وصعو ٌد‪ ،‬وانْتِ َهاء‪ ،‬و ِْ‬
‫ٌ َ ُُ َ ٌ َ‬ ‫ض أ َْربَـ َعةُ أ ْ َ‬‫َولَ هما َكا َن لِل َْم َر ِ‬
‫استِ ْع َمالُهُ فِ َيها‪ .‬فَِإذَا َرأَى ِيف‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اسبـ َها ويلِ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح َو ِال ال َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْ‬ ‫يق هبَا‪َ ،‬ويَ ْستَـ ْعم ُل ِيف ُك ِّل َحال َما َجي ُ‬ ‫ض ِمبَا يُـنَ ُ َ َ‬ ‫م ْن أ ْ‬
‫ض ِج َها‪َ ،‬اب َد َر إِلَْي ِه‪ ،‬فَِإ ْن فَاتَهُ ََتْ ِر ُ‬
‫يك‬ ‫ت َويَ ْستَـ ْف ِرغُ َها لِنُ ْ‬ ‫ض َال ِ‬‫اجةٌ إِ َىل َما ُحيَ ِّر ُك الْ َف َ‬ ‫ض أَ هن الطهبِ َيعةَ ُُْمتَ َ‬ ‫ابْتِ َد ِاء ال َْم َر ِ‬
‫احتِ َم ِاهلَا لالستفراغ‪ ،‬أو لَبودة‬ ‫ِ‬
‫ف الْ ُق هوة َو َع َدِم ْ‬ ‫ض ْع ِ‬‫ك‪ ،‬أ َْو لِ َ‬ ‫ض لِ َعائِ ٍق َمنَ َع ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫الطهبِ َيع ِة ِيف ابْتِ َد ِاء ال َْم َر ِ‬
‫ض‪ِ ،‬ألَنههُ إِ ْن فَـ َعلَهُ‪،‬‬ ‫ك ِيف صع ِ‬
‫ود ال َْم َر ِ‬ ‫ُُ‬ ‫الفصل‪ ،‬أو لتفريط رقع‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن َْحي َذ َر ُك هل ا ْحلَ َذ ِر أَ ْن يَـ ْف َع َل ذَلِ َ‬
‫يء إِ َىل فارس‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫ض َوُم َق َاوَمته ِابلْ ُكلّيهة‪َ ،‬ومثَالُهُ‪ :‬أَ ْن َجي َ‬ ‫ت َع ْن تَ ْدبِ ِري ال َْم َر ِ‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ ِال ْشتِغَ ِاهلَا ِابل هد َو ِاء‪َ ،‬وَختَله ْ‬ ‫ََتَيهـر ِ‬
‫َ‬
‫ني الطهبِ َيعةَ َعلَى ِح ْف ِظ‬ ‫ِ‬
‫ال أَ ْن يُع َ‬ ‫اجب ِيف َه ِذهِ ا ْحلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آخ َر‪َ .‬ولَك هن ال َْو َ‬ ‫مشغول مبوافقة َع ُد ِّوهِ‪ ،‬فَـيَ ْشغَلَهُ َع ْنهُ ِأب َْم ٍر َ‬
‫الْ ُق هوةِ َما أ َْم َكنَهُ‪.‬‬
‫َخ َذ ِيف ِاال ِْْنطَ ِ‬ ‫َسبَابِ ِه‪ ،‬فَِإذَا أ َ‬ ‫صِ‬ ‫اغ ِه‪ ،‬و ْ ِ‬ ‫َخ َذ ِيف ِ ِ‬
‫اط‪َ ،‬كا َن‬ ‫ال أ ْ‬ ‫است ْئ َ‬ ‫است ْف َر َ‬ ‫ْ‬ ‫ف َو َس َك َن‪ ،‬أ َ‬ ‫ض َوَوقَ َ‬ ‫فَِإ َذا انْـتَـ َهى ال َْم َر ُ‬
‫غ ِس َال ُحهُ‪َ ،‬كا َن أَ ْخ ُذهُ َس ْه ًال‪ ،‬فَِإذَا َو هىل َوأ َ‬
‫َخ َذ‬ ‫ت قُـ هوتُهُ‪َ ،‬وفَـ َر َ‬ ‫ال َه َذا ِمثَ ُ‬
‫ال ال َْع ُد ِّو إِذَا انْـتَـ َه ْ‬ ‫ك‪َ .‬وِمثَ ُ‬ ‫أ َْو َىل بِ َذلِ َ‬
‫ال استِ ْفر ِ‬
‫اغ ِه‪َ ،‬و َس َع ِة قُـ هوتِِه‪ ،‬فَـ َه َك َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيف ا ْهلَر ِ‬
‫َس َه َل أَ ْخ ًذا‪َ ،‬وح هدتُهُ َو َش ْوَكتُهُ إمنَا ه َي ِيف ابْت َدائه‪َ ،‬و َح ْ َ‬ ‫ب‪َ ،‬كا َن أ ْ‬ ‫َ‬
‫ال هداءُ َوال هد َواءُ َس َواءٌ‪.‬‬
‫فصل‬
‫ف إِ َىل‬ ‫ج ِم َن ْاألَ ْ‬
‫ض َع ِ‬
‫ب‪َ ،‬ويَـتَ َد هر ُ‬ ‫َس َه ِل‪ ،‬فَ َال يَـ ْع ِد ُل إِ َىل ْاأل ْ‬
‫َص َع ِ‬ ‫ث أ َْم َك َن الته ْدبِريُ ِاب ْأل ْ‬
‫يب أَنههُ َح ْي ُ‬‫َوِم ْن ِح ْذ ِق الطهبِ ِ‬
‫ت القوة حينئذ‪ ،‬فيجب أن يبتدىء ِاب ْألَقـْوى‪ ،‬وَال يُِقيم ِيف الْم َعا َجلَِة َعلَى َح ٍ‬
‫ال‬ ‫اف فَـ ْو َ‬‫ْاألَقـ َْوى إِهال أَ ْن َخيَ َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫واحدة فتألفها الطبيعة‪ ،‬ويقل‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األخية بزنة أبية‪ :‬احلرمة والذمة‬

‫(‪)719/7‬‬

‫ج ِابل ِْغ َذ ِاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫صول الْ َق ِويهة‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم أَنههُ إِذَا أ َْم َكنَهُ الْع َال ُ‬
‫انْ ِف َعا ُهلَا َع ْنهُ‪ ،‬وَال ََتْسر َعلَى ْاألَ ْد ِويَِة الْ َق ِويهِة ِيف الْ ُف ُ ِ‬
‫َ ُُ‬
‫ني لَهُ‪َ ،‬وَال ُجيَ ِّربُهُ ِمبَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ار ُه َو أ َْم َاب ِرٌد؟ فَ َال يُـ ْقد ُم َح هىت يَـتَـبَـ ه َ‬ ‫َح ٌّ‬
‫ضأَ‬ ‫فَ َال يُـ َعال ُج ِابل هد َواء‪َ ،‬وإِذَا أَ ْش َك َل َعلَْيه ال َْم َر ُ‬
‫ْس بِتَ ْج ِربَتِ ِه ِمبَا َال يَ ُ‬
‫ض ُّر أَثَـ ُرهُ‪.‬‬ ‫َخيَ ُ ِ‬
‫اف َعاقبَـتَهُ‪َ ،‬وَال َأب َ‬
‫صٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت أَمراض‪ ،‬ب َدأَ ِمبَا َختُ ُّ ِ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫صهُ َواح َدةٌ م ْن ثََالث خ َ‬ ‫اجتَ َم َع ْ ْ َ ٌ َ‬ ‫َوإِ َذا ْ‬
‫إِ ْح َد َاها‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن بُـ ْرءُ ْاآل َخ ِر َم ْوقُوفًا َعلَى بُـ ْرئِِه َكال َْوَرِم َوالْ ُق ْر َح ِة‪ ،‬فَِإنههُ يَـ ْب َدأُ ِابل َْوَرِم‪.‬‬
‫ب‪.‬‬ ‫سبَ ِ‬ ‫َح ُد َها َسبَـبًا لِ ْْل َخ ِر‪َ ،‬ك ُّ‬
‫الس هدةِ َوا ْحلُهمى ال َْع ِفنَ ِة‪ ،‬فَِإنههُ يَـ ْب َدأُ إبِِ َزالَِة ال ه‬ ‫ِ‬
‫الثهانيَةُ‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن أ َ‬
‫اد َوال ُْم ْزِم ِن‪ ،‬فَـيَـ ْب َدأُ ابحلاد‪ ،‬ومع هذا فال يغافل َع ِن ْاآل َخ ِر‪.‬‬ ‫َح ُد ُُهَا أ ََه هم ِم َن ْاآل َخ ِر‪َ ،‬كا ْحلَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫الثهالثَةُ‪ :‬أَ ْن يَ ُكو َن أ َ‬
‫س ِّك َن ال َْو َج َع‬‫ض أَقـ َْوى َكالْ ُقولَْن ِج «‪ ، »7‬فَـيُ َ‬ ‫ض‪ ،‬إِهال أَ ْن يَ ُكو َن ال َْع َر ُ‬ ‫ض‪ ،‬بَ َدأَ ِابل َْم َر ِ‬ ‫ض َوال َْع َر ُ‬ ‫َوإِذَا ْ‬
‫اجتَ َم َع ال َْم َر ُ‬
‫ِ‬ ‫وع أَ ِو ال ه ِ‬
‫ص ْوم أَ ِو النـ ْهوم‪ََ ،‬لْ‬ ‫اض َع ِن ال ُْم َعا َجلَِة ِاب ِال ْستِ ْف َر ِاغ ِاب ْجلُ ِ‬ ‫الس هدةَ‪َ ،‬وإِذَا أ َْم َكنَهُ أَ ْن يَـ ْعتَ َ‬‫أَ هوًال‪ ،‬مُه يُـ َعالِ َج ُّ‬
‫ض ُل منها‪،‬‬ ‫شبَ ِه‪َ ،‬وإِ ْن أ ََر َ‬
‫اد نَـ ْقلَ َها إِ َىل َما ُه َو أَفْ َ‬ ‫اد ِح ْفظَ َها‪َ ،‬ح ِفظَ َها ِابل ِْمثْ ِل أَ ِو ال ه‬ ‫ص هح ٍة أ ََر َ‬ ‫يستَـ ْف ِر ْغهُ‪ ،‬وُك ُّل ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫نقلها ابلضد‪.‬‬

‫اء إِ َىل َُمَانَـبَ ِة‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلهم ِيف الت ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه َ ه‬
‫هح ُّرِز م َن ْاألَ ْد َواء ال ُْم ْعديَة بطَْبع َها َوإِ ْر َشاده ْاألَص هح َ‬
‫َ‬ ‫ص لى ه ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫أ َْهلِ َها‬
‫وم‪ ،‬فَأ َْر َس َل إِلَْي ِه‬ ‫يث جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬أَنههُ َكا َن ِيف وفْ ِد ثَِق ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫يف َر ُج ٌل ََْم ُذ ٌ‬ ‫َ‬ ‫يح مسلم» م ْن َحد ِ َ ْ ْ‬ ‫ت ِيف « َ‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬ارجع فقد ابيعناك» «‪. »2‬‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫النِ ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬القولنج‪ :‬مرض معوي مؤَل يعسر معه خروج التفل والريح‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف السالم‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه وأْحد وابن خزمية وابن جرير عن عمرو بن الشريد عن‬
‫أبيه‬

‫(‪)719/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ي ِيف « ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َوَرَوى الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هب َ‬ ‫صحيحه» تَـ ْعلي ًقا م ْن َحديث أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫َ‬
‫َس ِد» «‪. »7‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫«ف هر م َن ال َْم ْج ُذوم َك َما تَف ُّر م َن ْاأل َ‬
‫ال‪َ « :‬ال تُ ِدميُوا النهظََر إِ َىل‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫اس‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫وِيف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» ِمن ح ِد ِ‬
‫هب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ني» «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْم ْج ُذوم َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ال يُوِر َد هن ممُْ ِر ٌ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫ض‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬‫يث أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ص ٍّح» «‪. »3‬‬ ‫َعلَى م ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫وي ْذ َكر َع ْنهُ صلهى ه ِ‬
‫ني» «‪. »4‬‬ ‫ك َوبَـ ْيـنَهُ قَـ ْي ُد ُرْم ٍح أ َْو ُرُْمَ ْ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬كلّ ِم ال َْم ْج ُذ َ‬
‫وم‪َ ،‬وبَـ ْيـنَ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬
‫ض ِاء َو َه ْيـئَـتُـ َها‬
‫اج ْاألَ ْع َ‬ ‫سود ِاء ِيف الْب َد ِن ُكلِّ ِه‪ ،‬فَـيـ ْف ِ‬
‫س ُد م َز ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫شا ِر ال ِْم هرةِ ال ه ْ َ‬‫ث ِم َن انْتِ َ‬‫ا ْجلُ َذ ُام‪ِ :‬علهةٌ َرِديئَةٌ ََتْ ُد ُ‬
‫َس ِد‪.‬‬ ‫صا ُهلَا َح هىت تَـتَأَ هك َل ْاألَ ْع َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اء ْاأل َ‬ ‫س همى َد َ‬ ‫ط َويُ َ‬ ‫ضاءُ َوتَ ْس ُق َ‬ ‫س َد ِيف آخ ِره اتّ َ‬ ‫َو َش ْكلُ َها‪َ ،‬وُرهمبَا فَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وِيف َه ِذهِ الت ِ ِ‬
‫َس َد‪.‬‬‫َح ُد َها‪ :‬أَنهـ َها ل َكثْـ َرة َما تَـ ْع َِرتي ْاأل َ‬ ‫هسميَة ثََالثَةُ أَقـ َْو ٍال ل ِْلَطبهاء‪ :‬أ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫َس ِد‪َ .‬والثهالِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫هاين‪ِ :‬ألَ هن ه ِذهِ ال ِْعلهةَ َُتَ ِهم وجه ِ‬
‫س َم ْن يَـ ْق َربُهُ‪ ،‬أ َْو‬ ‫ث‪ :‬أَنههُ يَـ ْف َِرت ُ‬ ‫صاحبِ َها َوََتْ َعلُهُ ِيف َس ْحنَة ْاأل َ‬ ‫ُّ ََْ َ‬ ‫َ‬ ‫َوالث ِ‬
‫َس ِد‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اس ْاأل َ‬ ‫يَ ْدنُو م ْنهُ بِ َدائه افْ َ‬
‫رت َ‬
‫الس ِّل يَ ْس َق ُم‬ ‫ب ُّ‬ ‫اح ِ‬ ‫َطبه ِاء ِمن ال ِْعلَ ِل الْمع ِدي ِة الْمتـوارثَِة‪ ،‬وم َقا ِرب الْمج ُذ ِوم‪ ،‬وص ِ‬ ‫وه ِذهِ ال ِْعلهةُ ِع ْن َد ْاأل ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ ْ َ َُ َ َ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اب الهِيت‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫اه ْم َع ِن ْاأل ْ‬ ‫ص ِح ِه َهلُ ْم نَـ َه ُ‬
‫ال َش َف َقتِ ِه َعلَى ْاألُهم ِة‪َ ،‬ونُ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه و َسلهم لِ َكم ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫بَِرائِ َحتِ ِه‪ ،‬فَالنِ ُّ‬
‫َ َ َ‬
‫ب أَنههُ قَ ْد يَ ُكو ُن ِيف الْبَ َد ِن تَـ َهيُّـ ٌؤ‬ ‫ِِ‬ ‫اد إِ َىل أَج ِ‬ ‫ب والْ َفس ِ‬ ‫ض ُه ْم لِو ُ ِ‬
‫سام ِه ْم َوقُـلُوهب ْم‪َ ،‬وَال َريْ َ‬ ‫َْ‬ ‫صول ال َْع ْي ِ َ َ‬ ‫تُـ َع ِّر ُ ُ‬
‫اب ِمن أَبْ َد ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫و ِْ‬
‫ان َم ْن‬ ‫س ِ ْ‬ ‫است ْع َدا ٌد َكام ٌن ل َقبُول َه َذا ال هداء‪َ ،‬وقَ ْد تَ ُكو ُن الطب َيعةُ َس ِر َيعةَ االنْف َعال قَابلَةً لال ْكت َ‬ ‫َ‬
‫ْك ال ِْعله ِة َهلَا‪،‬‬ ‫صابَِة تِل َ‬ ‫ِ‬ ‫َُتَا ِوُرهُ َو ُختَالِطُهُ‪ ،‬فَِإنهـ َها نَـ هقالَةٌ‪َ ،‬وقَ ْد يَ ُكو ُن َخ ْوفُـ َها ِم ْن َذلِ َ‬
‫اب إِ َ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ك َوَو ُْهُ َها م ْن أَ ْك ََِب أ ْ‬
‫يح فَـتُ ْس ِق ُمهُ‪َ ،‬و َه َذا‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫يل إِ َىل ال ه‬ ‫ص ُل َرائِ َحةُ ال َْعلِ ِ‬ ‫ال مستَـوٍل َعلَى الْ ُقوى والطهبائِ ِع‪ ،‬وقَ ْد تَ ِ‬
‫َ َ َ َ‬ ‫فَِإ هن ال َْو ْه َم فَـ هع ٌ ُ ْ ْ‬
‫استِ ْع َد ِاد الْبَ َد ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ُم َعايَ ٌن ِيف بَـ ْع ِ‬
‫اب ال َْع ْد َوى‪َ ،‬وَم َع َه َذا ُكلّه فَ َال بُ هد م ْن ُو ُجود ْ‬ ‫َح ُد أ ْ‬
‫اض‪َ ،‬وال هرائ َحةُ أ َ‬
‫ول ِهبَا‪َ ،‬و َج َد بِ َك ْش ِح َها‬ ‫وقَـبولِ ِه لِ َذلِ َ ِ‬
‫الد ُخ َ‬ ‫اد ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ْام َرأَ ًة‪ ،‬فَـلَ هما أ ََر َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ج النِ ُّ‬‫ك ال هداء‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َزهو َ‬ ‫َ ُ‬
‫ال‪« :‬احلقي أبهلك» «‪. »5‬‬ ‫اضا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫بَـيَ ً‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬وأخرجه موصوال أبو نعيم يف مستخرجه وابن خزمية وابن حبان يف‬
‫صحيحهما‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلمام أْحد وابن ماجه عن ابن عباس‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‪ .‬وأبو داود وابن ماجه وأْحد والبيهقي وابن جرير‬
‫وصنعفه‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه عبد هللا بن اإلمام أْحد‪ ،‬وأخرجه ابن السِن وأبو نعيم يف الطب ّ‬
‫(‪ )5‬أخرجه اإلمام أْحد‬

‫(‪)771/7‬‬

‫يث أُ َخ َر تُـ ْب ِطلُ َها َوتُـنَاقِ ُ‬


‫ض َها‪ ،‬فَ ِم ْنـ َها‪َ :‬ما َرَواهُ‬ ‫اد َ‬‫ضةٌ ِأبَح ِ‬
‫ار َ َ‬ ‫يث ُم َع َ‬
‫هاس أَ هن َه ِذهِ ْاألَح ِ‬
‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ ْد ظَ هن طَائَِفةٌ ِم َن الن ِ‬
‫يث جابر»‬‫الرتمذي‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬
‫ص َع ِة‪َ ،‬وقَا َل‪ُ « :‬ك ْل بِ ْس ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم آخذ بِيَ ِد َر ُج ٍل ََْم ُذوم‪ ،‬فَأَ ْد َخلَ َها َم َعهُ ِيف الْ َق ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ ِ‬
‫اَّلل ث َقةً ِاب هَّلل‪َ ،‬وتَـ َوُّك ًال َعلَْيه» ‪َ ،‬وَرَواهُ ابْ ُن َم َ‬
‫اج ْه‪.‬‬
‫ال‪َ « :‬ال َع ْد َوى َوَال‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫يح» ‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرَة‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫َوِمبَا ثَـبَ َ‬
‫ِطيَـ َرَة»‬
‫ص ِح ِ‬ ‫اَّلل بـ ْني أ ِ ِ ِ‬ ‫ول‪َ :‬ال تَـعار ِ ِ ِ‬
‫َح ُد‬‫ض‪ ،‬فَِإ هما أَ ْن يَ ُكو َن أ َ‬ ‫ار ُ‬ ‫هع ُ‬‫يحة‪ .‬فَِإذَا َوقَ َع التـ َ‬ ‫َحاديثه ال ه َ‬ ‫ض حبَ ْمد ه َ َ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َوَْْن ُن نَـ ُق ُ‬
‫الرَواةِ َم َع َك ْونِِه ثَِقةً ثَـ ْبـتًا‪ ،‬فَالثَِّقةُ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم وقَ ْد غَلِ َ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ني لَي ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُّ‬ ‫ط فيه بَـ ْع ُ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ‬ ‫س م ْن َك َالمه َ‬ ‫ا ْحلَديثَـ ْ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ط‪ ،‬أَو ي ُكو ُن أَح ُد ا ْحل ِديثَـ ْ ِ ِ ِ‬
‫ض ِيف فَـ ْه ِم‬ ‫ار ُ‬ ‫هع ُ‬‫هس َخ‪ ،‬أ َْو يَ ُكو ُن التـ َ‬ ‫ني َانس ًخا ل ْْل َخ ِر إِذَا َكا َن ممها يَـ ْقبَ ُل الن ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يَـغْلَ ُ ْ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَ َال بُ هد ِم ْن َو ْج ٍه ِم ْن َه ِذهِ ال ُْو ُجوهِ الثهَالثَِة‪.‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫س ِام ِع‪َ ،‬ال ِيف نَـ ْف ِ ِ ِ‬
‫س َك َالمه َ‬ ‫ال ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ان متـناقِ َ ِ ِ‬ ‫ان ص ِح ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َح ُد ُُهَا َانس ًخا ل ْْل َخ ِر‪ ،‬فَـ َه َذا َال يُ َ‬
‫وج ُد‬ ‫سأَ‬ ‫ضان م ْن ُك ِّل َو ْجه‪ ،‬لَْي َ‬ ‫ص ِرحيَ ِ ُ َ َ‬ ‫يحان َ‬ ‫َوأَ هما َحديثَ َ َ‬
‫ني َش َفتَـ ْي ِه إِهال ا ْحلَقُّ‪َ ،‬و ْاآلفَةُ‬ ‫ج ِم ْن بَـ ْ ِ‬ ‫اد ِق الْم ْ ِ ه ِ‬
‫ص ُدوق الذي َال َخيْ ُر ُ‬ ‫َ‬
‫صِ‬ ‫وج َد ِيف َك َالِم ال ه‬ ‫أَص ًال‪ ،‬ومعا َذ هِ‬
‫اَّلل أَ ْن يُ َ‬ ‫ْ َََ‬
‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ول‪ ،‬والتهميِي ِز بـ ْني ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬ ‫صوِر ِيف فَـ ْه ِم ُم َراده َ‬ ‫صحيحه َوَم ْعلُوله‪ ،‬أ َْو م َن الْ ُق ُ‬ ‫م َن التهـ ْقص ِري ِيف َم ْع ِرفَة ال َْم ْنـ ُق ِ َ ْ َ َ َ‬
‫ف والْ َفس ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ه‬
‫اد‬ ‫َعلَْيه َو َسل َم‪َ ،‬و َْحْ ِل َك َالمه َعلَى غَ ِْري َما َعنَاهُ به‪ ،‬أ َْو م ْنـ ُه َما َم ًعا‪َ ،‬وم ْن ها هنا َوقَ َع م َن اال ْخت َال َ َ‬
‫ما وقَع‪ ،‬وِاب هِ‬
‫َّلل التـ ْهوفِ ُ‬
‫يق‪.‬‬ ‫َ َ َ َ‬
‫يث وأ َْهلِ ِه‪ ،‬قَالُوا‪ :‬ح ِديثَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال ابن قتيبة ِيف كِتَ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫اب «ا ْخت َالف ا ْحلَديث» لَهُ ح َكايَةً َع ْن أَ ْع َداء ا ْحلَد َ‬ ‫قَ َ‬
‫يل لَهُ‪ :‬إِ هن النُّـ ْقبَةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫متَـنَاقِ َ ِ‬
‫ال‪َ « :‬ال َع ْد َوى َوَال طيَـ َرةَ» ‪َ .‬وق َ‬ ‫هب َ‬ ‫ضان َرَويْـتُ ْم َع ِن النِ ِّ‬ ‫ُ‬
‫اه ٍة‬
‫ور ُد ذُو َع َ‬ ‫ال‪« :‬فَ َما أَ ْع َدى ْاأل هَو َل» «‪ ، »2‬مُه َرَويْـتُ ْم « َال يُ َ‬ ‫اإلبِ ُل‪ .‬قَ َ‬‫ك ِْ‬ ‫ب لِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تَـ َق ُع ِمب ْش َف ِر الْبَع ِري‪ ،‬فَـيَ ْج َر ُ‬
‫وم لِيُـبَايِ َعهُ بَـ ْيـ َعةَ اإلسالم‪ ،‬فأرسل إليه‬ ‫ص ٍح‪ ،‬وفِ هر ِمن الْمج ُذ ِوم فِرار َك ِمن ْاأل ِ‬
‫َسد» ‪َ ،‬وأ ََاتهُ َر ُج ٌل ََْم ُذ ٌ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َعلَى ُم ِ ّ َ َ َ ْ‬
‫البيعة‪ ،‬وأمره‬
‫__________‬
‫ال الرتمذي‪ :‬غَ ِر ٌ‬
‫يب َال‬ ‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف األطعمة‪ ،‬وأبو داود يف الطب‪ ،‬وابن ماجه يف الطب َوقَ َ‬
‫يث املفضل بن فضالة‪ ،‬واملفضل قال فيه ابن معني‪ :‬ليس بذاك‪ .‬أي ضعيف‪.‬‬ ‫نَـ ْع ِرفُهُ إِهال ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬
‫(‪ )2‬أخرجه اإلمام أْحد‬

‫(‪)777/7‬‬

‫الش ْؤ ُم ِيف ال َْم ْرأَةِ َوال هدا ِر َوال هدابهِة‪ .‬قَالُوا‪:‬‬


‫ال‪ُّ « :‬‬ ‫اف‪َ ،‬وََلْ ََْذَ ْن لَهُ‪َ ،‬وقَ َ‬‫صر ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ابالنْ َ‬
‫ف ال يشبه بعضه بعا‪.‬‬ ‫َو َه َذا ُكلُّهُ ُخمْتَلِ ٌ‬
‫ضع مو ِ‬
‫ض َعهُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت َوَم ْوض ٌع‪ ،‬فَِإذَا ُو َ َ ْ‬ ‫ف‪َ ،‬ولِ ُك ِّل َم ْع ًىن ِم ْنـ َها َوق ٌ‬
‫س ِيف َه َذا ا ْختِ َال ٌ‬ ‫ال أبو دمحم‪َ :‬وَْْن ُن نَـ ُق ُ ِ‬
‫ول‪ :‬إنههُ لَْي َ‬ ‫قَ َ‬
‫ف‪.‬‬ ‫ال ِاال ْختِ َال ُ‬‫َز َ‬
‫ستَهُ‬ ‫وم تَ ْشتَ ُّد َرائِ َحتُهُ َح هىت يُ ْس ِق َم َم ْن أَطَ َ‬
‫ال َُمَالَ َ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪َ :‬ع ْد َوى ا ْجلُ َذ ِام‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ْج ُذ َ‬
‫والْع ْدوى ِج ْن ِ‬
‫سان‪ :‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وص ُل إِلَْيـ َها ا ْألَ َذى‪َ ،‬وُرهمبَا‬ ‫اح ٍد‪ ،‬فَـي ِ‬ ‫اجعه ِيف ِشعا ٍر و ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫و ُُمادثَـته‪ ،‬وَك َذلِك الْمرأَةُ ت ُكون ََتت الْمج ُذ ِ‬
‫وم‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َُ َ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ك من َكا َن بِ ِه ِسلٌّ وِد ٌّق ونُـ ْقب‪ .‬و ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ت‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ُج ِذ َم ْ‬
‫َطبهاءُ ََت ُْم ُر أَ ْن َال‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫ك َولَ ُدهُ يَـ ْن ِزعُو َن ِيف الْك ََِب إِلَْيه‪َ ،‬وَك َذل َ َ ْ‬
‫ك َم ْع َىن ال َْع ْد َوى‪َ ،‬وإِ همنَا يُ ِري ُدو َن بِ ِه َم ْع َىن تَـغَ ُِّري ال هرائِ َح ِة‪،‬‬ ‫وم‪َ ،‬وَال يُ ِري ُدو َن بِ َذلِ َ‬ ‫ول َوَال ال َْم ْج ُذ ُ‬ ‫س ال َْم ْسلُ ُ‬ ‫ُجيَالَ َ‬
‫ٍ‬
‫ك النُّـ ْقبَةُ تَ ُكو ُن‬ ‫ان بِيُ ْم ٍن َو ُش ْؤم‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫اإلميَ ِ‬
‫هاس َع ِن ِْ‬ ‫َطبهاءُ أَبْـ َع ُد الن ِ‬ ‫ال ا ْشتِمامها‪ ،‬و ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأَنهـ َها قَ ْد تُ ْسق ُم َم ْن أَطَ َ َ َ َ َ‬
‫ص َل إِلَْيـ َها ِابل َْم ِاء اله ِذي‬ ‫ِ‬
‫اإلبِ َل أ َْو َحا هك َها‪َ ،‬وأ ََوى ِيف َمبَا ِرك َها‪َ ،‬و َ‬ ‫ط ِْ‬ ‫ْب‪ -‬فَِإذَا َخالَ َ‬ ‫ب َرط ٌ‬ ‫ِابلْبَ ِع ِري‪َ -‬و ُه َو َج َر ٌ‬
‫هب صلهى ه ِ‬ ‫ف َْْنو ما بِ ِه‪ ،‬فَـه َذا ُهو الْم ْعىن اله ِذي قَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِس ِ‬
‫ور ُد ذُو‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬ال يُ َ‬ ‫ال فيه النِ ُّ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫يل م ْنهُ‪َ ،‬وِابلنهطَ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫يح‪ ،‬لِئَ هال يَـنَالَهُ ِم ْن نَطَِف ِه َو ِح هكتِ ِه َْْن ٌو ِممها بِ ِه‪.‬‬ ‫صح َ‬
‫ط الْم ْعيوهُ ال ه ِ‬ ‫ِ‬
‫اهة َعلَى ُمص ٍّح» ‪َ ،‬ك ِرَه أَ ْن ُخيَال َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫َع َ ٍ‬
‫ال‬
‫ف ال َْع ْد َوى‪َ ،‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫ج ِم ْنهُ َخ ْو َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫س ْاآل َخ ُر م َن ال َْع ْد َوى‪ ،‬فَـ ُه َو الطهاعُو ُن يَـ ْن ِز ُل ببَـلَد‪ ،‬فَـيَ ْخ ُر ُ‬
‫ِ‬
‫ال‪َ :‬وأَ هما ا ْجل ْن ُ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِ َذا َوقَ َع بِبَـلَ ٍد‪َ ،‬وأَنْـتُ ْم بِ ِه‪ ،‬فَ َال َختْ ُر ُجوا ِم ْنهُ‪َ ،‬وإِ َذا َكا َن بِبَـلَ ٍد‪ ،‬فَ َال تَ ْد ُخلُوهُ» ‪ .‬يُ ِري ُد‬ ‫صلهى ه‬ ‫َ‬
‫اَّلل يـ ْن ِجي ُكم ِمن هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ويُ ِري ُد إِ َذا‬ ‫ْ َ‬ ‫بَِق ْوله‪َ :‬ال َختْ ُر ُجوا م َن الْبَـلَد إِ َذا َكا َن فيه َكأَنه ُك ْم تَظُنُّو َن أَ هن الْف َر َار م ْن قَ َد ِر ه ُ‬
‫ض ِع اله ِذي َال طَاعُو َن فِ ِيه أ ْ ِ ِ‬ ‫َكا َن بِبـلَ ٍد‪ ،‬فَ َال تَ ْد ُخلُوهُ‪ ،‬أَي‪ :‬م َقام ُكم ِيف الْمو ِ‬
‫ب‬‫َس َك ُن ل ُقلُوب ُك ْم‪َ ،‬وأَطْيَ ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ال ال هر ُج َل َم ْك ُروهٌ أ َْو َجائِ َحةٌ‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫لش ْؤِم أَ ِو ال هد ُار‪ ،‬فَـيَـنَ ُ‬ ‫ف ِاب ُّ‬ ‫لِ َع ْي ِش ُك ْم‪َ ،‬وِم ْن ذَلِ َ‬
‫ك ال َْم ْرأَةُ تُـ ْع َر ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ال َع ْد َوى» «‪»7‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال فِ ِيه َر ُس ُ‬ ‫ش ْؤِم َها‪ ،‬فَـ َه َذا ُه َو ال َْع ْد َوى اله ِذي قَ َ‬ ‫َع َدتْ ِِن بِ ُ‬
‫أَ‬
‫اإلر َش ِ‬ ‫اب الْم ْج ُذ ِوم وال ِْفرا ِر ِم ْنهُ َعلَى ِاال ْستِ ْحب ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَالَ ْ ِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫اب‪َ ،‬واال ْختيَا ِر‪َ ،‬و ِْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ت ف ْرقَةٌ أُ ْخ َرى‪ :‬بَ ِل ْاأل َْم ُر ِاب ْجتنَ ِ َ‬ ‫َ‬
‫س ِحبَ َر ٍام‪.‬‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫وأَ هما ْاألَ ْكل معهُ‪ ،‬فَـ َفعلَهُ لِبـي ِ‬
‫ان ا ْجلََوا ِز‪َ ،‬وأَ ه‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬ ‫ني جزئِ ٌّي َال ُكلِّ ٌّي‪ ،‬فَ ُك ُّل و ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اح ٍد َخاطَبَهُ النِ ُّ‬ ‫َ‬ ‫اخلِطَابَـ ْ ِ ُ ْ‬ ‫اب ِهبَ َذيْ ِن ْ‬ ‫اخلطَ ُ‬
‫ت فِرقَةٌ أُ ْخرى‪ :‬ب ِل ِْ‬
‫َ َ‬ ‫َوقَالَ ْ ْ‬
‫وسلهم ِمبَا يلِ ُ ِ ِ‬
‫قوي التوكل‬‫قوي اإلميان‪ّ ،‬‬ ‫هاس يكون ّ‬ ‫ض الن ِ‬ ‫يق ِحبَاله‪ ،‬فَـبَـ ْع ُ‬ ‫ََ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام مالك‪ ،‬والبخاري يف النكاح‪ ،‬ومسلم يف السالم والرتمذي‬

‫(‪)772/7‬‬

‫ك‪،‬‬ ‫هاس َال يَـ ْق َوى َعلَى ذَلِ َ‬ ‫ض الن ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫تَ ْدفَ ُع قُـ هوةُ تَـ َوُّكله قُـ هوةَ ال َْع ْد َوى‪َ ،‬ك َما تَ ْدفَ ُع الطهبِ َيعة قُـ هوةَ الْعلهة فَـتُـ ْبطلُ َها‪َ ،‬وبَـ ْع ُ‬
‫ي بِ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َعل ا ْحلَالَتَـ ْ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫هح ُّف ِظ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني َم ًعا‪ ،‬لتَـ ْقتَد َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُه َو َ‬ ‫فَ َخاطَبَهُ ِابال ْحتيَاط َو ْاألَ ْخذ ِابلت َ‬
‫ف ِم ْنـ ُه ْم بِطَ ِري َق ِة‬‫ضعُ َ‬‫َّلل‪َ ،‬و ََْ ُخ َذ َم ْن َ‬ ‫ْخ َذ من قَ ِوي ِمن أُهمتِ ِه بِطَ ِري َق ِة التـهوُّك ِل والْ ُق هوةِ والثَِّق ِة ِاب هِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْاألُهمةُ في ِه َما‪ ،‬فَـيَأ ُ َ ْ َ ْ‬
‫ِ‬
‫هع ِ‬ ‫ان‪ .‬أَح ُد ُُهَا‪ :‬لِلْم ْؤِم ِن الْ َق ِو ِي‪ ،‬و ْاآل َخر لِلْم ْؤِم ِن الض ِ‬ ‫اط‪ ،‬و ُُهَا طَ ِري َقا ِن ص ِحيح ِ‬ ‫الت ِ ِ ِ ِ‬
‫يف‪،‬‬ ‫ّ َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫هح ُّفظ َواال ْحتيَ َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬ ‫ني ح هجةٌ وقُ ْدوةٌ ِحبس ِ ِِ‬ ‫ِ ٍ ِ هِ‬ ‫ِ‬
‫ب َحاهل ْم َوَما يُـنَاسبُـ ُه ْم‪َ ،‬و َه َذا َك َما أَنههُ َ‬ ‫فَـتَ ُكو ُن ل ُك ِّل َواحد م َن الطائ َفتَـ ْ ِ ُ َ َ َ َ‬
‫ريةٌ‪َ ،‬و َه ِذهِ طَ ِري َقةٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫هوُّك ِل‪َ ،‬وتَـ َر َك الطّيَـ َرَة‪َ ،‬وهلََذا نَظَائ ُر َكث َ‬ ‫َو َسل َم َك َوى‪َ ،‬وأَثْـ َىن َعلَى َات ِرك الْ َك ِّي‪َ ،‬وقَـ َر َن تَـ ْرَكهُ ابلتـ َ‬
‫لسن ِهة‬ ‫ت َع ْنهُ تَـعار ً ِ‬ ‫اها َح هق َها‪َ ،‬وُرِز َق فِ ْقهَ نَـ ْف ِس ِه فِ َيها‪ ،‬أ ََزالَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ريا يَظُنُّهُ ِاب ُّ‬ ‫ضا َكث ً‬ ‫َُ‬ ‫سنَةٌ ِج ًّدا َم ْن أَ ْعطَ َ‬ ‫لَطي َفةٌ َح َ‬
‫يح ِة‪.‬‬‫صح َ‬
‫ال ه ِ‬
‫اسطَِة‬ ‫ال ال هد ِاء ِم ْنهُ بِو ِ‬ ‫ت فِ ْرقَةٌ أُ ْخ َرى إِ َىل أَ هن ْاأل َْم َر ِابل ِْف َرا ِر ِم ْنهُ‪َ ،‬و َُمَانَـبَتِ ِه ِأل َْم ٍر طَبِ ِيع ٍّي‪َ ،‬و ُه َو انْتِ َق ُ‬ ‫َوذَ َهبَ ْ‬
‫َ‬
‫س ِة لَهُ‪َ ،‬وأَ هما أَ ْكلُهُ‬ ‫ِ‬
‫يح‪َ ،‬و َه َذا يَ ُكو ُن َم َع تَ ْك ِري ِر ال ُْم َخالَطَة َوال ُْم َال َم َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ال ُْم َال َم َس ِة َوال ُْم َخالَطَِة َوال هرائِ َح ِة إِ َىل ال ه‬
‫اح َدةٍ َو َحلْظٍَة‬ ‫اجح ٍة‪ ،‬فَ َال أبْس بِ ِه‪ ،‬وَال ََتْصل الْع ْدوى ِمن م هرةٍ و ِ‬ ‫ان لِم ْ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫معه ِم ْق َدارا ي ِس ِ‬
‫ُُ َ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫صلَ َحة َر َ‬ ‫ريا م َن ال هزَم َ‬ ‫ً َ ً‬ ‫ََُ‬
‫لص هح ِة‪ ،‬و َخالَطَهُ ُخمَالَطَةً ما لِلْحاج ِة والْم ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ني‬
‫ض بَـ ْ َ‬ ‫ار َ‬ ‫صلَ َحة‪ ،‬فَ َال تَـ َع ُ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َواح َدة‪ ،‬فَـنَـ َهى َس ًّدا لل هذ ِر َيعة‪َ ،‬وْحَايَةً ل ّ َ‬
‫ْاأل َْم َريْ ِن‪.‬‬
‫وم اله ِذي أَ َك َل َم َعهُ بِ ِه ِم َن ا ْجلُ َذاِم أ َْم ٌر يَ ِسريٌ َال يُـ ْع ِدي‬ ‫وز أَ ْن يَ ُكو َن َه َذا ال َْم ْج ُذ ُ‬ ‫ت طَائَِفةٌ أُ ْخ َرى‪َ :‬جيُ ُ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ض ُّر ُخمَالَطَتُهُ‪َ ،‬وَال‬ ‫َج ِيع ِه ْم‪ ،‬بَ ْل ِم ْنـ ُه ْم َم ْن َال تَ ُ‬ ‫اصلَةٌ ِمن َِ‬
‫ْ‬
‫ِمثْـلُهُ‪ ،‬ولَْيس ا ْجل ْذمى ُكلُّ ُهم سواء‪ ،‬وَال الْع ْدوى ح ِ‬
‫ْ ََ ً َ َ َ َ‬ ‫َ َ ََ‬
‫استَ َم هر َعلَى َحالِ ِه‪َ ،‬وََلْ يُـ ْع ِد بَِقيهةَ ِج ْس ِم ِه‪ ،‬فهو أن‬ ‫ف َو ْ‬ ‫ك َش ْيءٌ يَ ِسريٌ‪ ،‬مُه َوقَ َ‬ ‫َصابَهُ ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫تُـ ْعدي‪َ ،‬و ُه َو َم ْن أ َ‬
‫ِ‬
‫َح َرى‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ي غَْيـ َرهُ أ َْو َىل َوأ ْ‬ ‫يُـ ْعد َ‬
‫ضافَ ٍة إِ َىل هِ‬
‫اَّلل‬ ‫اض ال ُْم ْع ِديَةَ تُـ ْع ِدي بِطَْب ِع َها ِم ْن غَ ِْري إِ َ‬ ‫اهلِيهةَ َكانَ ْ ِ‬
‫ت تَـ ْعتَق ُد أَ هن ْاأل َْم َر َ‬
‫ت فِرقَةٌ أُ ْخرى‪ :‬إِ هن ا ْجل ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوقَالَ ْ ْ‬
‫ِِ‬ ‫اد ُه ْم ذَلِ َ‬
‫ني َهلُْم أَ هن ه‬
‫اَّللَ‬ ‫ك‪َ ،‬وأَ َك َل َم َع ال َْم ْج ُذوم ليُـبَـِّ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ا ْعتِ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ُس ْب َحانَهُ‪ ،‬فَأَبْطَ َل النِ ُّ‬
‫اب الهِيت َج َعلَ َها ه‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبحانَه هو اله ِذي ميُْ ِرض وي ْش ِفي‪ ،‬ونَـهى َع ِن الْ ُقر ِ ِ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫ني َهلُْم أَ هن َه َذا م َن ْاأل ْ‬ ‫ب م ْنهُ ليَـتَـبَـ ه َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُْ َ ُ ُ َ‬
‫ب ُس ْب َحانَهُ‬ ‫ش ْي ٍء‪ ،‬بَ ِل ال هر ُّ‬ ‫اب‪َ ،‬وِيف فِ ْعلِ ِه بَـيَا ُن أَنهـ َها َال تَ ْستَ ِق ُّل بِ َ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ات ْاأل ْ‬ ‫سبهـبَ ِاهتَا‪ ،‬فَِفي نَـ ْهيِ ِه إِثْـبَ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُم ْفضيَةً إ َىل ُم َ‬
‫ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫اء أَبْـ َقى َعلَْيـ َها قُـ َو َاها فَأَثهـ َر ْ‬ ‫اء َسلَبَـ َها قُـ َو َاها‪ ،‬فَ َال تُـ َؤثُّر َش ْيـئًا‪َ ،‬وإِ ْن َش َ‬ ‫إِ ْن َش َ‬
‫وخ‪ ،‬فَـيُـ ْنظَُر ِيف َات ِر ِخي َها‪ ،‬فَِإ ْن عُلِ َم ال ُْمتَأَ ِّخ ُر‬ ‫س ُ‬ ‫ِ‬
‫يث ف َيها النهاس ُخ َوال َْم ْن ُ‬
‫اد ُ ِ‬ ‫ت فِرقَةٌ أُ ْخرى‪ :‬بل َه ِذهِ ْاألَح ِ‬
‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َوقَالَ ْ ْ‬
‫هاس ُخ‪َ ،‬وإِهال توقفنا فيها‪.‬‬ ‫ِم ْنـها‪ ،‬ح ِكم ِأبَنههُ الن ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫(‪)773/7‬‬

‫يث « َال َع ْد َوى» ‪،‬‬ ‫ض َها غري ُمفوظ‪ ،‬وتكلمات ِيف ح ِد ِ‬ ‫ض َها َُْم ُفوظٌ‪َ ،‬وبَـ ْع ُ‬ ‫ت فِ ْرقَةٌ أُ ْخ َرى‪ :‬بَ ْل بَـ ْع ُ‬‫َوقَالَ ْ‬
‫َ‬
‫ث بِ ِه‪ ،‬فَأ َََب‬
‫اك َُتَ ِّد ُ‬
‫اجعُوهُ فِ ِيه‪َ ،‬وقَالُوا‪َِ :‬مس ْعنَ َ‬ ‫ت‪ :‬قَ ْد َكا َن أَبو ُهريـرةَ يـر ِو ِيه أ هَوًال‪ ،‬مُه َش ه ِ ِ‬
‫ك فيه فَـتَـ َرَكهُ‪َ ،‬وَر َ‬ ‫ُ َْ َ َ ْ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ث بِ ِه‪.‬‬‫أَ ْن ُحيَ ِّد َ‬
‫َح ُد ا ْحلَ ِديثَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ْاآل َخ َر؟‬ ‫س َخ أ َ‬ ‫ال أبو سلمة‪ :‬فَ َال أَ ْد ِري‪ ،‬أَنَس َي أَبُو ُه َريْـ َرَة‪ ،‬أ َْم نَ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ص َع ِة‪ ،‬فَ َح ِد ٌ‬ ‫ٍ‬
‫يث َال‬ ‫َخ َذ بِيَ ِد ََْم ُذوم‪ ،‬فَأَ ْد َخلَ َها َم َعهُ ِيف الْ َق ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يث جابر‪ :‬أَ هن النِ ه‬ ‫َوأَ هما َح ِد ُ‬
‫ال شعبة َوغَْيـ ُرهُ‪:‬‬ ‫س ْنهُ‪َ .‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ال فِ ِيه الرتمذي‪ :‬إِنههُ غَ ِريب‪ََ ،‬ل ي ِ‬ ‫ت وَال ي ِ‬
‫ص ّح ْحهُ َوََلْ ُحيَ ّ‬ ‫ٌ ُْ َ‬ ‫ص ُّح‪َ ،‬وغَايَةُ َما قَ َ‬ ‫يَـثْـبُ ُ َ َ‬
‫ت‪ ،‬فَـ َه َذا َشأْ ُن َه َذيْ ِن ا ْحلَ ِديثَـ ْ ِ‬
‫ني‬ ‫ال الرتمذي‪َ :‬ويُـ ْرَوى َه َذا ِم ْن فِ ْع ِل عمر‪َ ،‬و ُه َو أَثْـبَ ُ‬ ‫ب‪ .‬قَ َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اتهـ ُقوا َهذه الْغَ َرائ َ‬
‫ص ُّح‬‫هاين‪َ :‬ال ي ِ‬
‫َ‬ ‫يث بِِه َوأَنْ َك َرهُ‪َ ،‬والث ِ‬‫هح ِد ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪َ :‬ر َج َع أَبُو ُه َريْـ َرةَ َع ِن الت ْ‬
‫هه ِي‪ ،‬أ َ‬‫يث النـ ْ‬
‫اد ُ‬ ‫الله َذي ِن عُوِرض هبِِما أَح ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَم‪َ ،‬وقَ ْد أَ ْشبَـ ْعنَا الْ َك َال َم ِيف َه ِذهِ ال َْم ْسأَلَ ِة ِيف كِتَ ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َع ْن ر ُس ِ‬
‫اب‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪َ ،‬و ه ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬
‫يق‪.‬‬ ‫اح» ِأبَطْو َل ِمن هذا‪ ،‬وِاب هِ‬
‫َّلل التـ ْهوفِ ُ‬ ‫«ال ِْم ْفتَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬

‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف الْم ْن ِع ِمن الته َدا ِوي ِابلْمح هرم ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫ََُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللَ أَنْـ َز َل‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل ملسو هيلع هللا ىلص‪« :‬أن ه‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫يث أَِيب ال هدر َد ِاء ر ِ‬
‫روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫اء‪ ،‬فَـتَ َد َاوْوا‪َ ،‬وَال تَ َد َاوْوا ِابل ُْم َح هرِم» «‪. »7‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬و َج َع َل ل ُك ِّل َداء َد َو ً‬ ‫اء َوال هد َو َ‬
‫ال هد َ‬
‫يما َح هرَم َعلَْي ُك ْم «‪. »2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ود‪ :‬إِ هن ه‬ ‫يح ِه» َع ِن اب ِن مسع ٍ‬ ‫ي ِيف «ص ِح ِ‬ ‫َوذَ َك َر الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫اء ُك ْم ف َ‬
‫اَّللَ ََلْ َْجي َع ْل ش َف َ‬ ‫ْ َ ُْ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ِن ال هد َو ِاء اخلبيث «‪. »3‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫السنَ ِن» ‪َ :‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرَة‪ ،‬قَ َ‬‫َوِيف « ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الطب‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطَباين يف الكبري‪ ،‬وأخرجه البخاري تعليقا يف الطب‪ .‬ووصله الطَباين إبسناد رجاله رجال‬
‫الصحيح‪ ،‬وأخرجه أْحد وابن حبان يف صحيحه والبزار وأبو يعلى ورجال أيب يعلى ثقات‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود والرتمذي وابن ماجه وأْحد‪ .‬وسنده قوي‬

‫(‪)774/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ِن ْ‬


‫اخلَ ْم ِر‪،‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح مسلم» َع ْن طارق بن سويد اجلعفي‪ ،‬أَنههُ َسأ ََل النِ ه‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫س بِ َد َو ٍاء‪َ ،‬ولَ ِكنههُ َداءٌ» «‪. »7‬‬ ‫َصنَـعُ َها لِل هد َو ِاء‪ ،‬فَـ َق َ ِ‬
‫ال‪« :‬إنههُ لَْي َ‬ ‫ال‪ :‬إِ همنَا أ ْ‬ ‫فَـنَـ َهاهُ‪ ،‬أ َْو َك ِرَه أَ ْن يَ ْ‬
‫صنَـ َع َها‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اخلَ ْم ِر ُْجي َعل ِيف ال هد َو ِاء‪ ،‬فَـ َق َ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُسئِ َل َع ِن ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫ت‬
‫س ْ‬ ‫ال‪« :‬إنهـ َها َداءٌ َولَْي َ‬ ‫ُ‬ ‫السنَ ِن» أَنههُ َ‬
‫الرتِم ِذ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ي «‪. »2‬‬ ‫ِابل هد َواء» ‪َ ،‬رَواهُ أبو داود‪َ ،‬و ِّْ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل! إِ هن ِأبَر ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫ضنَا أَ ْعنَ ًااب‬ ‫ْ‬ ‫ْت‪َ :‬اي َر ُس َ‬‫ال‪ :‬قُـل ُ‬ ‫يح مسلم» َع ْن طارق بن سويد احلضرمي‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫س بِ ِش َف ٍاء‬ ‫ك لَْي َ‬ ‫ال‪« :‬إِ هن ذَلِ َ‬ ‫يض‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْت‪ :‬إِ هان نَ ْستَ ْش ِفي لِل َْم ِر ِ‬
‫اج ْعتُهُ‪ ،‬قُـل ُ‬
‫ال‪َ « :‬ال» فَـ َر َ‬ ‫ب ِم ْنـ َها‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫نَـ ْعتَص ُرَها فَـنَ ْش َر ُ‬
‫َولَ ِكنههُ َداءٌ» «‪. »3‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـنَـ َهاهُ َع ْن‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ض ْف َد ًعا ِيف َدو ٍاء ِع ْن َد ر ُس ِ‬ ‫وِيف «سنَ ِن النهسائِ ِي» أَ هن طَبِيبا ذََكر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُ‬
‫قَـ ْتلِ َها «‪. »4‬‬
‫اَّللُ» «‪. »5‬‬ ‫ال‪َ :‬م ْن تَ َد َاوى ِاب ْخلَ ْم ِر‪ ،‬فَ َال َش َفاهُ ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬‫صلهى ه‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ْنهُ َ‬
‫اد ِ‬ ‫ع فَما ذَ َكرَان ِمن َه ِذهِ ْاألَح ِ‬ ‫ِ‬
‫يث َوغَ ِْريَها‪َ ،‬وأَ هما ال َْع ْق ُل‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ش ْر ُ َ ْ ْ‬ ‫يحةٌ َع ْق ًال َو َش ْر ًعا‪ ،‬أَ هما ال ه‬ ‫ال ُْم َعا َجلَةُ ِابل ُْم َح هرَمات قَبِ َ‬
‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ إِ همنَا َح هرَمهُ ِخلُْبثِ ِه‪ ،‬فَِإنههُ ََلْ ُحيَ ِّرْم َعلَى َه ِذهِ ْاألُهم ِة طَيِّبًا عُ ُقوبَةً َهلَا‪َ ،‬ك َما َح هرَمهُ َعلَى بَِِن‬
‫فَـ ُه َو أَ هن ه‬
‫ت َهلُ ْم «‪َ . »1‬وإِ همنَا َح هرَم َعلَى َه ِذهِ ْاألُهم ِة‬ ‫بات أ ِ‬
‫ُحله ْ‬ ‫هادوا ح هرْمنا َعلَْي ِهم طَيِ ٍ‬ ‫إِسرائِ ِ ِ ِ ِ ِ ه ِ‬
‫ْ ّ‬ ‫ين ُ َ‬ ‫يل ب َق ْوله‪ :‬فَبظُل ٍْم م َن الذ َ‬ ‫َْ َ‬
‫َس َق ِام‬ ‫اسب أَ ْن يطْلَب بِ ِه ال ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ش َفاءُ م َن ْاأل ْ‬ ‫َما َح هرَم خلُْبثه‪َ ،‬وََتْ ِرميُهُ لَهُ َْحيهةً َهلُ ْم‪َ ،‬وصيَانَةً َع ْن تَـنَ ُاوله‪ ،‬فَ َال يُـنَ ُ ُ َ‬
‫ث اله ِذي فِ ِيه‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن‬ ‫اخلُْب ِ‬ ‫ب َس َق ًما أَ ْعظَ َم ِم ْنهُ ِيف الْ َقل ِ‬
‫ْب بِ ُق هوةِ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوالْعلَ ِل‪ ،‬فَِإنههُ َوإِ ْن أَثهـ َر ِيف إِ َزالَت َها‪ ،‬لَكنههُ يُـ ْعق ُ‬
‫ِ‬
‫ال ُْم َد َاوى بِ ِه قَ ْد َس َعى ِيف إِ َزالَ ِة ُس ْق ِم الْبَ َد ِن بسقم القلب‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األشربة‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الطب‪ ،‬والرتمذي وقال‪ :‬حسن صحيح‪ .‬وصححه ابن حبان‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد يف مسنده‪ .‬وَل خيرجه اإلمام مسلم‬
‫(‪ )4‬أخرجه النسائي يف الصيد‪ ،‬وأْحد‪ ،‬وأخرجه أبو داود واحلاكم‪ .‬وإسناده قوي‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو نعيم يف الطب بلفظ‪« :‬من تداوى حبرام َل جيعل هللا فيه شفاء» ‪.‬‬
‫(‪ )1‬النساء‪711 -‬‬

‫(‪)775/7‬‬

‫يب فِ ِيه‬‫ض َعلَى التـ ْهر ِغ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫اء َح ٌّ‬ ‫ضا فَِإ هن ََتْ ِرميَهُ يَـ ْقتَضي ََتَنـُّبَهُ َوالْبُـ ْع َد َع ْنهُ ب ُك ِّل طَ ِر ٍيق‪َ ،‬وِيف ّاختَاذه َد َو ً‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ش ِر َيع ِة‪ ،‬فَ َال َجيُ ُ‬ ‫ص علَي ِه ِ‬ ‫ض ُّد م ْقص ِ‬ ‫وم َالبستِ ِه‪ ،‬و َه َذا ِ‬
‫وز أَ ْن‬ ‫ب ال ه‬ ‫صاح ُ‬ ‫ضا فَِإنههُ َداءٌ َك َما نَ ه َ ْ َ‬ ‫شار ِِع‪َ ،‬وأَيْ ً‬ ‫ود ال ه‬ ‫َ ُ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫اء‪.‬‬
‫هخ َذ َد َو ً‬
‫يُـت َ‬
‫ث‪ِ ،‬ألَ هن الطهبِ َيعةَ تَـ ْنـ َف ِع ُل َع ْن َك ْي ِفيه ِة ال هد َو ِاء انْ ِف َع ًاال بَـيِّنًا‪ ،‬فَِإذَا‬ ‫اخلُْب ِ‬‫ص َفةَ ْ‬ ‫الروح ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الطهب َيعةَ َو ُّ َ‬
‫ِ‬
‫ضا فَِإنههُ يُ ْكس ُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ‬‫ف إِذَا َكا َن َخبِيثًا ِيف ذَاتِِه‪َ ،‬وِهلََذا َح هرَم ه‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ ِم ْنهُ ُخ ْبـثًا فَ َك ْي َ‬ ‫ت َك ْي ِفيهـتُهُ َخبِيثَةً‪ ،‬ا ْكتَسب ِ‬
‫ََ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫ص َفتِ ِه‪.‬‬
‫ثوِ‬ ‫اخلَبِيثَةَ‪ ،‬لِما تُ ْك ِسب النهـ ْفس ِمن َه ْيـئَ ِة ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫اخلُْب َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫س ْ‬ ‫َعلَى عبَاده ْاألَ ْغذيَةَ َو ْاألَ ْش ِربَةَ َوال َْم َالب َ‬
‫ش ْه َوةِ َوالله هذةِ‪،‬‬ ‫يل إِلَْي ِه ذَ ِر َيعةً إِ َىل تَـنَ ُاولِ ِه لِل ه‬ ‫ت النهـ ُف ِ‬
‫وس ََت ُ‬ ‫ُ‬
‫ضا فَِإ هن ِيف إِابح ِة الته َدا ِوي بِ ِه‪ ،‬وَال ِسيهما إِذَا َكانَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ب َش ْي ٍء إِلَْيـ َها‪،‬‬ ‫َح ُّ‬ ‫َس َق ِام َها جالِ ِ ِ ِ‬
‫ب لش َفائ َها‪ ،‬فَـ َه َذا أ َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ت النُّـ ُفوس أَنههُ َانفِع َهلَا م ِز ِ‬
‫يل أل ْ‬ ‫ٌ ُ ٌ‬ ‫ُ‬
‫َال ِسيهما إِ َذا َعرفَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ني َس ِّد ال هذ ِر َيع ِة إِ َىل تَـنَ ُاولِ ِه‪َ ،‬وفَـ ْت ِح ال هذ ِر َيع ِة إِ َىل‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫شارِعُ َس هد ال هذ ِر َيعةَ إِ َىل تَـنَ ُاوله ب ُك ِّل ممُْك ٍن‪َ ،‬وَال َريْ َ‬
‫ب أَ هن بَـ ْ َ‬ ‫َوال ه‬
‫ضا‪.‬‬ ‫ار ً‬ ‫ضا َوتَـ َع ُ‬‫تَـنَ ُاولِ ِه تَـنَاقُ ً‬
‫ش َف ِاء‪َ ،‬ولْنَـ ْف ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫ض الْ َك َال َم ِيف‬ ‫ضا فَِإ هن ِيف َه َذا ال هد َو ِاء ال ُْم َح هرم ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء َما يَ ِزي ُد َعلَى َما يُظَ ُّن فِ ِيه ِم َن ال ِّ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ض هرةِ ِابل ِّد َم ِاغ اله ِذي ُه َو َم ْرَك ُز ال َْع ْق ِل ِع ْن َد‬ ‫ط‪ ،‬فَِإنهـ َها َش ِدي َدةُ ال َْم َ‬ ‫اء قَ ُّ‬ ‫ث الهِيت ما جعل ه ِ ِ‬
‫اَّللُ لَنَا ف َيها ش َف ً‬ ‫َ ََ َ‬
‫اخلَبائِ ِ‬
‫أُِّم ْ َ‬
‫اخلَمرةِ‬
‫ض َرُر ْ ْ َ‬ ‫اض ا ْحلَادهةِ‪َ :‬‬ ‫ال أبقراط ِيف أَثْـنَ ِاء َك َال ِم ِه ِيف ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ني‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْاألَطبهاء‪َ ،‬وَكثِ ٍري م َن الْ ُف َق َهاء َوال ُْمتَ َكلّ ِم َ‬
‫ض ُّر‬
‫ك يَ ُ‬ ‫ط الهِيت تَـ ْعلُو ِيف الْبَ َد ِن‪َ ،‬و ُه َو َك َذلِ َ‬ ‫اع ِه ْاألَ ْخ َال ُ‬‫س َش ِدي ٌد‪ِ .‬ألَنهه يس ِرع ِاالرتَِفاع إِلَي ِه‪ .‬ويـرتَِفع ِابرتَِف ِ‬ ‫ِابل هرأْ ِ‬
‫ُ ُ َ ّ ُ ْ َ ْ ََْ ُ ْ‬
‫ِابل ِّذ ْه ِن‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫صِ‬ ‫ض َر ُار ِابل ّد َم ِاغ َوال َْع َ‬
‫اإل ْ‬ ‫شر ِ‬
‫اب ِْ‬ ‫ب «الْ َكام ِل» ‪ :‬إِ هن َخ ِّ‬
‫اصيهةَ ال ه َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َوقَ َ َ‬
‫ان‪:‬‬‫وأَ هما غَْيـرهُ ِمن ْاألَ ْد ِوي ِة الْمح هرم ِة فَـنَـو َع ِ‬
‫َ ََُ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫وم ْاألَفَ ِ‬ ‫وم‪ ،‬و ُحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫أَح ُد ُُهَا‪ :‬تَـعافُه النهـ ْفس وَال تَـ ْنـب ِع ُ ِ‬
‫اعي‬ ‫الس ُم َ ُ‬ ‫ض بِ ِه َك ُّ‬ ‫اع َدتِِه الطهبِ َيعةُ َعلَى َدفْ ِع ال َْم َر ِ‬ ‫سَ‬ ‫ث ل ُم َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ٍِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َال َد َوا ًء‪.‬‬‫َوغَ ِْريَها م َن ال ُْم ْستَـ ْق َذ َرات‪ ،‬فَـيَـ ْبـ َقى َك ًّال َعلَى الطهب َيعة ُمثْق ًال َهلَا‪ ،‬فَـيَصريُ حينَئذ َد ً‬
‫(‪)771/7‬‬

‫ض َرُرهُ أَ ْكثَـ ُر ِم ْن نَـ ْف ِع ِه‪َ ،‬وال َْع ْق ُل‬‫اب اله ِذي تَ ْستَـ ْع ِملُهُ ا ْحلََو ِام ُل َمثَ ًال‪ ،‬فَـ َه َذا َ‬ ‫شر ِ‬
‫س َكال ه َ‬ ‫َوالثهاين‪َ :‬ما َال تَـ َعافُهُ النهـ ْف ُ‬
‫ِ‬
‫ك‪ ،‬فَال َْع ْق ُل َوال ِْفط َْرةُ مطابق للشرع يف ذلك‪.‬‬ ‫ضي بِتَ ْح ِر ِمي ذَلِ َ‬ ‫يـ ْق ِ‬
‫َ‬
‫ش َف ِاء ِابل هدو ِاء تَـلَ ِّق ِيه ِابلْ َقبُ ِ‬
‫ول‪،‬‬ ‫ط ال ِّ‬ ‫ات َال يُ ْستَ ْش َفى ِهبَا‪ ،‬فَِإ هن َش ْر َ‬ ‫يف ِيف َكو ِن الْمح هرم ِ‬
‫ْ ََُ‬ ‫وها هنا ِس ٌّر لَ ِط ٌ‬
‫َ‬
‫ار ُك‪َ ،‬وأَنْـ َف ُع ْاألَ ْشيَ ِاء أَبْـ َرُك َها‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل فِ ِيه ِمن بـرَك ِة ال ِّ ِ‬
‫ش َفاء‪ ،‬فَِإ هن النهاف َع ُه َو ال ُْمبَ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫وا ْعتِ َق ُ ِ ِ‬
‫اد َم ْنـ َف َعته‪َ ،‬وَما َج َع َل هُ‬ ‫َ‬
‫اد ال ُْم ْسلِ ِم ََتْ ِرميَ َه ِذهِ ال َْع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫وم أَ هن ا ْعتِ َق َ‬‫ث َح هل‪َ ،‬وَم ْعلُ ٌ‬ ‫هاس أَيْـنَ َما َكا َن ُه َو اله ِذي يُـ ْنـتَـ َف ُع بِ ِه َح ْي ُ‬ ‫ار ُك ِم َن الن ِ‬ ‫َوال ُْمبَ َ‬
‫ول‪ ،‬بَ ْل ُكله َما َكا َن‬ ‫ني ُح ْس ِن ظَنِّ ِه ِهبَا‪ ،‬وتَـلَ ِّقي طَْب ِع ِه َهلَا ِابلْ َقبُ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ني ا ْعتِ َقاد بَـ َرَكتِ َها َوَم ْنـ َف َعتِ َها‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫ِممها َحيُ ُ‬
‫ول بَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْ َ‬
‫ال‪،‬‬ ‫ادا فِ َيها‪ ،‬وطَْبـعُهُ أَ ْكرهَ َشي ٍء َهلَا‪ ،‬فَِإذَا تَـنَاوَهلَا ِيف َه ِذهِ ا ْحلَ ِ‬ ‫َس َوأَ ا ْعتِ َق ً‬ ‫ال َْع ْب ُد أَ ْعظَ َم إِميَ ًاان‪َ ،‬كا َن أَ ْك َرَه َهلَا َوأ ْ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ث فِ َيها‪َ ،‬و ُسوءُ الظه ِّن َوالْ َك َر َاهةُ َهلَا ِابل َْم َحبه ِة‪َ ،‬و َه َذا يُـنَ ِايف‬ ‫اخلُْب ِ‬‫اد ْ‬ ‫ول ا ْعتِ َق ُ‬ ‫اء إِهال أَ ْن يَـ ُز َ‬ ‫ت َداءً لَهُ َال َد َو ً‬ ‫َكانَ ْ‬
‫اَّللُ أعلم‪.‬‬‫ط إِهال َعلَى َو ْج ِه َد ٍاء‪َ ،‬و ه‬ ‫اإلميَا َن فَ َال يَـتَـنَ َاوُهلَا ال ُْم ْؤِم ُن قَ ُّ‬
‫ِْ‬

‫س َوإِ َزالَتِ ِه‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج الْ َق ْم ِل اله ِذي ِيف ال هرأْ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬‫ْت إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني» َع ْن َك ْع ِ‬‫يح ْ ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬كا َن ِيب أَذًى م ْن َرأْسي‪ ،‬فَ ُحمل ُ َ‬ ‫ب بْ ِن عُ ْج َرةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫صح َ‬
‫ك َما أ ََرى» ‪َ ،‬وِيف ِرَوايٍَة‪:‬‬ ‫ت أ ََرى ا ْجلَْه َد قَ ْد بَـلَ َغ بِ َ‬‫ال‪َ « :‬ما ُك ْن ُ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم َوالْ َق ْم ُل يَـتَـنَاثَـ ُر َعلَى َو ْج ِهي‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫وم ثََالثَةَ أ هَايٍم «‪. »7‬‬ ‫ِ‬ ‫فَأَمرهُ أَ ْن َْحيلِ َق رأْسهُ‪ ،‬وأَ ْن يط ِْعم فَـرقًا بـ ْ ِ ٍ‬
‫ص َ‬ ‫ي َشا ًة‪ ،‬أ َْو يَ ُ‬
‫ني ستهة‪ ،‬أ َْو يُـ ْهد َ‬ ‫ََ َ ُ َ َ ََ‬ ‫ََ‬
‫اخ ٍل فِ ِيه‪ ،‬فَ ْ‬‫ِج ع ِن الْب َد ِن ود ِ‬ ‫س َوالْبَ َد ِن ِم ْن َش ْيـئَـ ْ ِ‬ ‫الْ َق ْم ُل يَـتَـ َوله ُد ِيف ال هرأْ ِ‬
‫س‬‫ِج‪ :‬ال َْو َس ُخ َوال هدنَ ُ‬ ‫اخلَار ُ‬ ‫ني‪َ :‬خار ٍ َ َ َ َ‬
‫يء َع ِف ٍن تَ ْدفَـعهُ الطهبِيعةُ بـ ْني ا ْجلِل ِ‬
‫ْد َوالله ْح ِم‪ ،‬فَـيَـتَـ َع هف ُن‬ ‫ْط رِد ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ْح ا ْجلس ِد‪ ،‬والث ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫هاين م ْن َخل َ‬ ‫ال ُْمتَـ َراك ُم ِيف َسط ِ َ َ َ‬
‫ك بَـ ْع َد‬ ‫ام‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ِم ْنهُ الْ َق ْم ُل‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر َما يَ ُكو ُن ذَلِ َ‬
‫س ِّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِاب ُّلرطُوب ِة ال هدم ِويهِة ِيف الْب َ ِ‬
‫ش َرة بَـ ْع َد ُخ ُروج َها م َن ال َْم َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫العلل واألسقام‪ ،‬وبسبب‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم يف احلج وأخرجه اإلمام أْحد أيضا‬

‫(‪)771/7‬‬

‫اب الهِيت تُـ َولِّ ُد الْ َق ْم َل‪،‬‬ ‫َسبَ َ‬


‫ِ‬
‫وابهت ْم َوتَـ َعاطي ِه ُم ْاأل ْ‬
‫ان أَ ْكثَـر لِ َكثْـرةِ رطُ ِِ‬
‫َ َ ُ َ‬
‫الص ْبـي ِ‬
‫ِ‬
‫األوساخ‪ ،‬وإمنا كان يف رؤوس ّ َ‬
‫اَّللُ عليه وسلم رؤوس بَِِن َج ْع َف ٍر‪.‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ك َحلَ َق النِ ُّ‬ ‫َولِ َذلِ َ‬
‫ْط‪،‬‬ ‫اخلَل ِ‬ ‫ف َما هدةَ ْ‬ ‫ض ِع َ‬ ‫َِخ َرةُ ال هرِديئَةُ‪ ،‬فَـتُ ْ‬ ‫اع َد ْاأل ِْ‬ ‫صَ‬ ‫س لِتـ ْنـ َفتِح مس ُّ ِ ِ‬
‫ام ْاأل َِْخ َرة‪ ،‬فَـتَـتَ َ‬ ‫ْق ال هرأْ ِ َ َ َ َ‬ ‫َوِم ْن أَ ْك ََِب ِع َال ِج ِه َحل ُ‬
‫ك ِاب ْألَ ْد ِويَِة الهِيت تَـ ْقتُ ُل الْ َق ْم َل‪َ ،‬وَتَْنَ ُع تَـ َوله َدهُ‪.‬‬ ‫س بَـ ْع َد ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫َويَـ ْنـبَغي أَ ْن يُطْلَى ال هرأْ ُ‬
‫اجةٌ َو َد َواءٌ فَ ْاأل هَو ُل‪ :‬احللق‬ ‫ث َح َ‬ ‫هاين بِ ْد َعةٌ َو ِش ْر ٌك‪َ ،‬والثهالِ ُ‬ ‫ك َوقُـ ْربَةٌ َوالث ِ‬ ‫سٌ‬ ‫َح ُد َها نُ ُ‬‫س ثََالثَةُ أَنْـ َو ٍاع أ َ‬ ‫ْق ال هرأْ ِ‬‫َو َحل ُ‬
‫اَّلل ُس ْب َحانَهُ‪َ ،‬ك َما َْحيلِ ُق َها ال ُْم ِري ُدو َن‬ ‫س لِغَ ِْري هِ‬ ‫ْق ال هرأْ ِ‬‫هاين‪َ :‬حل ُ‬ ‫يف أحد النسكني‪ ،‬احلج أو العمرةه َوالث ِ‬
‫ت‬
‫ول َس َج ْد ُ‬ ‫ت َحلَ ْقتَهُ لُِف َال ٍن‪َ ،‬و َه َذا ِمبَْن ِزلَ ِة أَ ْن يَـ ُق َ‬ ‫ت َرأْ ِسي لُِف َال ٍن‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫َح ُد ُه ْم‪ :‬أ ََان َحلَ ْق ُ‬ ‫وخ ِه ْم‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬‫شي ِ‬ ‫ِ‬
‫ول أ َ‬ ‫ل ُُ‬
‫شافِ ِع ِّي ُرْك ٌن ِم ْن‬ ‫وديهةٌ َوذُ ٌّل‪َ ،‬وِهلََذا َكا َن ِم ْن ََتَ ِام ا ْحلَ ِّج‪َ ،‬ح هىت إِنههُ ِع ْن َد ال ه‬ ‫ضوعٌ وعُب ِ‬
‫س ُخ ُ َ ُ‬ ‫ْق ال هرأْ ِ‬ ‫لُِف َال ٍن فَِإ هن َحل َ‬
‫وعا لِ َعظَ َمتِ ِه‪َ ،‬وتَ َذلًُّال لِ ِع هزتِِه‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن أَبْـلَ ِغ‬ ‫ض ً‬ ‫ني يَ َد ْي َرِّهبَا ُخ ُ‬ ‫اصي بَـ ْ َ‬ ‫ضع النـهو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫أ َْرَكانه َال يَت ُّم إِهال به‪ ،‬فَِإنههُ َو ْ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ت إِ ْذ َال َل ْاألَس ِري م ْنـ ُه ْم َوع ْتـ َقهُ‪َ ،‬حلَ ُقوا َرأْ َسهُ َوأَطْلَ ُقوهُ‪ ،‬فَ َج َ‬
‫اء‬ ‫اد ْ‬ ‫ب إِ َذا أ ََر َ‬ ‫أَنْـ َو ِاع الْعُبُوديهة‪َ ،‬وهلََذا َكانَت ال َْع َر ُ‬
‫يدي ِه ْم‬ ‫شر ِك والْبِ ْد َع ِة‪ ،‬فَأَرا ُدوا ِمن م ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اْحُو َن لِ ُّ ِ ِ ه ِ‬ ‫هال ِل والْمز ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫اس َم ْشيَ َخت ِه ْم َعلَى ال ّ َ َ‬ ‫َس ُ‬ ‫ين أ َ‬ ‫لربُوبيهة الذ َ‬ ‫وخ الض َ َ ُ َ‬ ‫ُشيُ ُ‬
‫امس ِه‪َ ،‬وقَالُوا‪ُ :‬ه َو‬ ‫ود َهلُم‪ ،‬و َمسهوهُ بِغَ ِْري ِْ‬
‫الس ُج َ ْ َ ْ‬ ‫أَ ْن يَـتَـ َعبه ُدوا َهلُ ْم‪ ،‬فزيّنوا هلم حلق رؤوسهم َهلُْم َك َما َزيهـنُوا َهلُ ُم ُّ‬
‫ني يَ َديْ ِه ُس ْب َحانَهُ‪َ ،‬وَزيهـنُوا َهلُ ْم‬ ‫ود ِهِ‬ ‫اَّلل إِ هن ُّ‬ ‫شي ِخ‪ ،‬ولَعمر هِ‬
‫س بَـ ْ َ‬ ‫ض ُع ال هرأْ ِ‬ ‫َّلل ُه َو َو ْ‬ ‫الس ُج َ‬ ‫ني يَ َد ِي ال ه ْ َ َ ْ ُ‬ ‫س بَـ ْ َ‬‫ض ُع ال هرأْ ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ون هِ‬ ‫آهلَةً ِمن ُد ِ‬ ‫َمسَائِ ِهم‪ ،‬وه َذا هو ِّاختَاذُهم أَراباب و ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل َما‬ ‫اَّلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َْ ً َ‬ ‫أَ ْن يَـ ْن ُذ ُروا َهلُ ْم‪َ ،‬ويَـتُوبُوا َهلُْم‪َ ،‬وَْحيل ُفوا ِأب ْ ْ َ َ ُ َ‬
‫ِ ِ‬
‫اَّلل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول لِلن ِ‬ ‫ش ٍر أَ ْن يـ ْؤتِيهُ ه ِ‬ ‫كا َن لِبَ َ‬
‫لك ْن ُكونُوا‬ ‫هاس ُكونُوا عباداً ِِل م ْن ُدون ه َ‬ ‫تاب َوا ْحلُ ْك َم َوالنُّـبُـ هوةَ مُه يَـ ُق َ‬
‫اَّللُ الْك َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تاب‪َ ،‬وِمبا ُك ْنـتُ ْم تَ ْد ُر ُسو َن َوال ََ ُْم َرُك ْم أَ ْن تَـتهخ ُذوا ال َْمالئِ َكةَ َوالنهبِيِّ َ‬
‫ني أ َْرابابً‬ ‫ني ِمبا ُك ْنـتُ ْم تُـ َعلّ ُمو َن الْك َ‬ ‫َرهابنِيِّ َ‬
‫أ َََ ُْم ُرُك ْم ِابلْ ُك ْف ِر بَـ ْع َد إِ ْذ أَنْـتُ ْم ُم ْسلِ ُمو َن «‪. »7‬‬
‫وخ‬
‫شيُ ُ‬ ‫َخ َذ ال ه‬ ‫شبِّ ُهو َن ِابلْعُلَ َم ِاء َوا ْجلَبَابَِرةُ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫وخ َوال ُْمتَ َ‬ ‫شيُ ُ‬ ‫امسَ َها ال ه‬ ‫ص َالةِ‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق َ‬ ‫وديهةُ ال ه‬‫وديهِة عُب ِ‬
‫ُ‬
‫ف الْعب ِ‬
‫َوأَ ْش َر ُ ُ ُ‬
‫ضا‬ ‫وع‪ ،‬فَِإ َذا لَِق َي بَـ ْع ُ‬
‫ض ُه ْم بَـ ْع ً‬ ‫شبِّ ُهو َن ِابلْعُلَ َم ِاء ِم ْنـ َها ُّ‬
‫الرُك َ‬ ‫َخ َذ ال ُْمتَ َ‬
‫ود‪َ ،‬وأ َ‬
‫س ُج ُ‬ ‫ِم ْنـ َها أَ ْش َر َ‬
‫ف َما فِ َيها‪َ ،‬و ُه َو ال ه‬
‫َرَك َع له كما يركع املصلي لربه سواء‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬آل عمران‪91 ،19 -‬‬

‫(‪)779/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وس‪َ ،‬وقَ ْد نَـ َهى‬ ‫َح َر ُار َوال َْعبِي ُد على رؤوسهم عُبُوديهةً َهلُْم‪َ ،‬و ُه ْم ُجلُ ٌ‬ ‫وم ْاأل ْ‬‫ام‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬‫َخ َذ ا ْجلَبَابَِرةُ م ْنـ ُه ُم الْقيَ َ‬
‫َوأ َ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم َعن َه ِذهِ ْاألُموِر الث َهالثَِة َعلَى التهـ ْف ِ‬ ‫ول هِ‬
‫ص ِرحيَةٌ لَهُ‪،‬‬‫يل‪ ،‬فَـتَـ َعاط َيها ُخمَالََفةٌ َ‬ ‫صِ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َر ُس ُ‬
‫ود لِغَ ِْري هِ‬
‫َح ٍد» ‪َ .‬وأَنْ َك َر َعلَى معاذ لَ هما َس َج َد لَهُ‬ ‫ِ‬
‫َحد أَ ْن يَ ْس ُج َد أل َ‬
‫ال‪َ « :‬ال يـ ْنـب ِغي ِأل ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اَّلل َوقَ َ‬ ‫السج ِ‬
‫فَـنَـ َهى َع ِن ُّ ُ‬
‫َّلل َوَر ُسولِ ِه‪،‬‬ ‫اَّلل مراغَمةٌ ِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورة‪َ ،‬وََتْ ِو ُيز َم ْن َج هوَزهُ لغَ ِْري ه ُ َ َ‬
‫ال‪« :‬م ْه» «‪ . »7‬وََتْ ِرمي ه َذا معلُوم ِمن ِدينِ ِه ِابلضهر ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ َ َْ ٌ ْ‬ ‫َوقَ َ َ‬
‫وديهةَ لِغَ ِْري هِ‬
‫اَّلل‪،‬‬ ‫ش ِر‪ ،‬فَـ َق ْد ج هوَز الْعب ِ‬ ‫ع لِلْبَ َ‬‫وديهِة‪ ،‬فَِإذَا َج هوَز َه َذا ال ُْم ْش ِر ُك َه َذا النـ ْهو َ‬ ‫و ُهو ِمن أَبـلَ ِغ أَنْـو ِاع الْعب ِ‬
‫َ ُُ‬ ‫َ َ ْ ْ َ ُُ‬
‫ِ‬
‫ال‪:‬‬‫ال‪« :‬ال» ‪ .‬قيل أيلتزمه ويقلّه قَ َ‬ ‫َخاهُ أَيَـ ْن َح ِِن لَهُ؟ قَ َ‬ ‫يل لَهُ‪ :‬ال هر ُج ُل يَـ ْل َقى أ َ‬ ‫ص هح أَنههُ ق َ‬ ‫َوقَ ْد َ‬
‫ال «نَـ َع ْم» «‪. »2‬‬ ‫صافِ ُحهُ؟ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫« َال» ‪ .‬قي َل أَيُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وأَي ً ِ ِ ِ‬
‫ني‪َ ،‬وإِهال‬ ‫َي ُم ْن َحنِ َ‬ ‫ْباب ُس هجداً «‪ »3‬أ ْ‬ ‫ضا‪ :‬فَاال ْْننَاءُ ع ْن َد التهحيهة ُس ُجو ٌد‪َ ،‬وم ْنهُ قَـ ْولُهُ تَـ َع َاىل‪َ :‬وا ْد ُخلُوا ال َ‬ ‫َْ‬
‫س‪َ ،‬ك َما تُـ َع ِظّ ُم ْاأل َ‬
‫َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَ َال ميُْ ِك ُن ال هد ُخ ُ‬
‫ض َها‬‫اج ُم بَـ ْع ُ‬ ‫هه ُي َع ِن الْقيَام‪َ ،‬و ُه َو َجال ٌ‬ ‫ص هح َع ْنهُ النـ ْ‬ ‫ول َعلَى ا ْجلبَاه‪َ ،‬و َ‬
‫َص هحاءُ َال عُ ْذ َر‬ ‫ص َالةِ‪ ،‬وأَمرُهم إِ َذا صلهى جالِسا أَ ْن يصلُّوا جلُوسا‪ ،‬و ُهم أ ِ‬
‫َ َ ً َُ ُ ً َ ْ‬ ‫ك ِيف ال ه َ َ َ ْ‬ ‫ضا‪َ ،‬ح هىت َمنَ َع ِم ْن َذلِ َ‬ ‫بَـ ْع ً‬
‫وديهةً لِغَ ِْريهِ‬‫ف إِ َذا َكا َن ال ِْقيام تَـ ْع ِظيما وعُب ِ‬ ‫َهلم‪ ،‬لِئَ هال يـ ُقوموا َعلَى رأْ ِس ِه وهو جالِس‪ ،‬مع أَ هن قِيامهم ِهِ‬
‫َّلل‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ً َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َُ َ ٌ َ َ َ َُ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُْ‬
‫ُس ْب َحانَهُ‪.‬‬
‫ت فِ َيها َم ْن تُـ َع ِظّ ُمهُ ِم َن‬ ‫وديهةَ هِ‬
‫اَّلل ُس ْب َحانَهُ‪َ ،‬وأَ ْش َرَك ْ‬ ‫ت عُب ِ‬
‫َس َقطَ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫وس ا ْجلَاهلَةَ الضهالهةَ أ ْ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن النُّـ ُف َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ت بِغَ ِْريهِ‪َ ،‬ونَ َذ َر ْ‬ ‫ص َالةِ‪َ ،‬و َحلَ َف ْ‬ ‫ت بـ ْ ِ ِ‬ ‫ت لِغَ ِْري هِ‬
‫ت لغريه‪،‬‬ ‫ام ال ه‬ ‫ني يَ َديْه قيَ َ‬ ‫ت لَهُ‪َ ،‬وقَ َام ْ َ َ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬وَرَك َع ْ‬ ‫س َج َد ْ‬ ‫اخلَل ِْق‪ ،‬فَ َ‬ ‫ْ‬
‫اع ِة‪َ ،‬ك َما يُـ َعظه ُم‬ ‫ِ‬ ‫اخلَو ِ‬ ‫ِِ‬
‫ف‪َ ،‬وال هر َجاء‪َ ،‬والطه َ‬ ‫ب‪َ ،‬و ْ ْ‬ ‫وحلقت لغريه‪ ،‬وذحبت لغريه‪ ،‬وطافت بغري بَـ ْيته َو َعظه َم ْتهُ ِاب ْحلُ ِّ‬
‫الر ُس ِل‪،‬‬ ‫ضادُّو َن لِ َد ْع َوةِ ُّ‬ ‫ني‪َ ،‬و َه ُؤَال ِء ُه ُم ال ُْم َ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬ ‫ني بَِر ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َم ْن تَـ ْعبُ ُدهُ م َن ال َْم ْخلُوق َ‬ ‫اخلَالِ ُق‪ ،‬بَ ْل أَ َش ُّد‪َ ،‬و َس هو ْ‬ ‫ْ‬
‫َّلل إِ ْن ُكنها لَِفي‬ ‫آهلتِ ِهم خيصمون‪َ -‬ات هِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫و ُهم اله ِذ ِ ِ ِ‬
‫ين يَـ ُقولُو َن‪َ -‬و ُه ْم ِيف النها ِر َم َع َ ْ‬ ‫ين ب َرههب ْم يَـ ْعدلُو َن‪َ ،‬و ُه ُم الذ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ون هِ‬ ‫هخ ُذ ِمن ُد ِ‬ ‫هاس من يـت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب الْعالَ ِمني‪ »4« .‬و ُهم اله ِذين قَ َ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ْ‬ ‫ال في ِه ْم َوم َن الن ِ َ ْ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫س ِّوي ُك ْم بَِر ِّ‬ ‫الل ُمبِ ٍ ِ‬
‫ني إ ْذ نُ َ‬
‫ض ٍ‬ ‫َ‬
‫ب هِ ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ين‬
‫اَّلل َوالذ َ‬ ‫أَنْداداً ُحيبُّونَـ ُه ْم َك ُح ِّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اإلمام أْحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف االستئذان‪ ،‬وابن ماجه يف األدب‪ ،‬وأْحد‬
‫(‪ )3‬البقرة‪59 -‬‬
‫(‪ )4‬الشعراء‪99 -‬‬

‫(‪)779/7‬‬

‫ض ِيف َه ْديِ ِه‬ ‫اَّللُ َال يَـ ْغ ِف ُر أَ ْن يُ ْش َر َك بِ ِه‪ .‬فَـ َه َذا فَ ْ‬


‫ص ٌل ُم ْعتَـ َر ٌ‬ ‫َّلل «‪ »7‬هذا ُكلُّهُ ِم َن ال ِّ‬
‫ش ْر ِك‪َ ،‬و ه‬ ‫آمنُوا أَ َش ُّد حبًّا ِهِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫س‪ ،‬ولَعلههُ أ ََه ُّم ِممها قُ ِ‬
‫ص َد الكالم فيه‪ ،‬وهللا املوفق‪.‬‬ ‫ِيف َحل ِْق ال هرأْ ِ َ َ‬

‫اإل َهلِيه ِة ال ُْم ْف َر َدةِ‪،‬‬


‫وحانِيه ِة ِْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ال ِْع َال ِج ِاب ْألَ ْد ِويَِة ُّ‬
‫الر َ‬
‫ِ‬
‫ول ِيف َه ْديِه َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ص ٌ‬ ‫[القسم الثاين وهو] فُ ُ‬
‫َوال ُْم َرهكبَ ِة ِم ْنـ َها‪َ ،‬وِم َن ْاألَ ْد ِويَِة الطهبِ ِيعيه ِة‬

‫ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬


‫اب ِابل َْع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ع َال ِج ال ُْم َ‬
‫ص ِ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫يح ِه» َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫ني َح ٌّق َولَ ْو‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬ال َْع ْ ُ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ني» «‪. »2‬‬ ‫َكا َن َش ْيءٌ َسابَ َق الْ َق َد َر‪ ،‬لَ َ‬
‫سبَـ َق ْتهُ ال َْع ْ ُ‬
‫ني َوالن ْهملَ ِة‬ ‫الرقية من احلمى َوال َْع ْ ِ‬
‫ّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه وسلم ر ّخص يف ّ‬
‫هب صلهى ه ِ‬
‫ضا َع ْن أنس‪ ،‬أَ هن النِ ه َ‬ ‫يح ِه» أَيْ ً‬ ‫وِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫«‪. »3‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث أَِيب ُه َريْـ َرَة‪ ،‬قَ َ‬ ‫صحي َح ْ ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ني َح ٌّق» «‪. »4‬‬‫«ال َْع ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ضأُ مُه يَـ ْغتَ ِس ُل م ْنهُ‬
‫ت‪َ :‬كا َن يُـ ْؤَم ُر ال َْعائِ ُن فَـيَـتَـ َو ه‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫وِيف «سنَ ِن أيب داود» َعن عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ني» «‪. »5‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْمع ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أ َْو أ ََم َر أَ ْن نَ ْستَـ ْرقِي ِم َن ال َْع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫صلهى ه‬‫هب َ‬ ‫ت أ ََم َرِين النِ ُّ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫ني» َع ْن عائشة قَالَ ْ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫صح َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫«‪. »1‬‬
‫يث ُس ْفيَا َن بْ ِن عُيَـ ْيـنَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ِدينَا ٍر‪ ،‬عن عروة‬ ‫وذَ َكر الرتمذي‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪715 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف السالم‪ ،‬وأخرجه أيضا أْحد وابن حبان واحلاكم والطَباين‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف السالم‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف السالم‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود يف الطب‪ .‬ورجاله ثقات‪ ،‬وإسناده صحيح‪ .‬وأخرجه ابن ماجه والنسائي‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف الطب ومسلم يف السالم‬

‫(‪)721/7‬‬

‫ول هِ‬
‫اَّلل! إِ هن بَِِن َج ْع َف ٍر‬ ‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ابن عامر‪َ ،‬ع ْن عبيد بن رفاعة الزرقي‪ ،‬أَ هن أمساء بنت عميس‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ال الرتمذي‪:‬‬ ‫ني» قَ َ‬ ‫سبَـ َق ْتهُ ال َْع ْ ُ‬
‫ضا َء لَ َ‬ ‫ال نَـ َع ْم فَـلَ ْو َكا َن َش ْيءٌ يَ ْسبِ ُق الْ َق َ‬ ‫َستَـ ْرقِي َهلُْم؟ فَـ َق َ‬ ‫ني أَفَأ ْ‬
‫صيبُـ ُه ُم ال َْع ْ ُ‬ ‫تُ ِ‬
‫يح «‪. »7‬‬ ‫يث حسن ِ‬ ‫ِ‬
‫صح ٌ‬ ‫َحد ٌ َ َ ٌ َ‬
‫ال‪َ :‬رأَى َع ِام ُر بْ ُن َربِ َيعةَ‬ ‫ف‪ ،‬قَ َ‬ ‫اب َع ْن أَِيب أُمامةَ بْ ِن س ْه ِل بْ ِن حنَـ ْي ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اَّللُ‪َ :‬ع ِن ابْ ِن ِش َه ٍ‬ ‫َوَرَوى مالك َرِْحَهُ ه‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ط سهل‪ ،‬فَأَتَى َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬فَـلُبِ َ‬ ‫ت َكالْيَـ ْوِم َوَال ِج ْل َد ُخمَبهأَةٍ قَ َ‬ ‫اَّلل َما َرأَيْ ُ‬‫ال‪ :‬و هِ‬ ‫ٍ ِ‬
‫َس ْه َل بْ َن ُحنَـ ْيف يَـغْتَس ُل‪ ،‬فَـ َق َ َ‬
‫ت ا ْغتَ ِس ْل لَهُ» ‪،‬‬ ‫َخاهُ أ ََال بَـ هرْك َ‬ ‫َح ُد ُك ْم أ َ‬ ‫ال‪َ « :‬ع َال َم يَـ ْقتُ ُل أ َ‬‫ظ َعلَْي ِه َوقَ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم عامرا‪ ،‬فَـتَـغَيه َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫َ‬
‫ب َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َل لَهُ عامر َو ْج َههُ َويَ َديْ ِه َوِم ْرفَـ َق ْي ِه َوُرْكبَـتَـ ْي ِه‪َ ،‬وأَط َْر َ‬
‫صه‬ ‫اف ِر ْجلَْيه‪َ ،‬و َداخلَةَ إِ َزا ِره ِيف قَ َد ٍح‪ ،‬مُه َ‬ ‫فَـغَ َ‬
‫هاس «‪. »2‬‬ ‫اح َم َع الن ِ‬ ‫فَـ َر َ‬
‫ث‪ ،‬وقَ َ ِ ِ‬
‫ال فيه إِ هن ال َْع ْ َ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ضا َع ْن دمحم بن أيب أمامة بن سهل‪َ ،‬ع ْن أَبيه َه َذا ا ْحلَدي َ َ‬ ‫َوَرَوى مالك َرِْحَهُ ه‬
‫اَّللُ أَيْ ً‬
‫ضأَ لَهُ «‪»3‬‬ ‫ضأْ لَهُ فَـتَـ َو ه‬ ‫َحقٌّ‪ ،‬تَـ َو ه‬
‫ني َحقٌّ‪َ ،‬ولَ ْو َكا َن َش ْيءٌ َسابَ َق الْ َق َد َر‪،‬‬ ‫وعا «ال َْع ْ ُ‬ ‫َوذَ َك َر عبد الرزاق‪َ ،‬ع ْن معمر َع ِن ابن طاووس‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه َم ْرفُ ً‬
‫صلُهُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح‪.‬‬
‫صح ٌ‬ ‫استُـغْس َل أحكم‪ ،‬فَـ ْليَـ ْغتَس ْل» «‪َ »4‬وَو ْ َ‬ ‫ني‪َ ،‬وإِذَا ْ‬ ‫سبَـ َق ْتهُ ال َْع ْ ُ‬‫لَ َ‬
‫ض‪ ،‬مُه َميُ ُّجهُ ِيف الْ َق َد ِح‪َ ،‬ويَـ ْغ ِس ُل‬ ‫ض َم ُ‬ ‫ي‪ :‬يُـ ْؤَم ُر ال هر ُج ُل ال َْعائِ ُن بَِق َد ٍح‪ ،‬فَـيُ ْد ِخ ُل َك هفهُ فِ ِيه‪ ،‬فَـيَـتَ َم ْ‬ ‫الزْه ِر ُّ‬
‫ال ُّ‬ ‫قَ َ‬
‫ب َعلَى ُرْكبَتِ ِه اليمىن يف القدح‪ ،‬م يدل يَ َدهُ الْيُ ْم َىن‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ص ُّ‬‫َو ْج َههُ ِيف الْ َق َد ِح‪ ،‬مُه يُ ْدخ ُل يَ َدهُ الْيُ ْس َرى‪ ،‬فَـيَ ُ‬
‫ب َعلَى َرأْ ِ‬ ‫ح ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫اخلَةَ إِ َزا ِرهِ‪َ ،‬وَال يُو َ‬ ‫ب علَى رْكبتِ ِه الْيسرى‪ ،‬مُه يـغْ ِسل د ِ‬
‫س‬ ‫ص ُّ‬ ‫ض‪ ،‬مُه يُ َ‬ ‫ض ُع الْ َق َد ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫ص ُّ َ ُ َ ُ ْ َ‬ ‫فَـيَ ُ‬
‫اح َدةً «‪. »5‬‬ ‫ال هرج ِل اله ِذي نصيبه الْعني ِمن َخل ِْف ِه صبهةً و ِ‬
‫َ َ‬ ‫َُْ ْ‬ ‫ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َرأَى ِيف‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ص هح َع ْن أم سلمة‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫ني إِنْ ِسيهةٌ‪ ،‬و َع ٌْ ِ ِ‬
‫ني جنّيهةٌ‪ ،‬فَـ َق ْد َ‬ ‫َ‬ ‫ان‪َ :‬ع ٌْ‬ ‫ني‪َ :‬ع ْيـنَ ِ‬ ‫َوال َْع ْ ُ‬
‫استَـ ْرقُوا َهلَا‪ ،‬فَِإ هن ِهبَا النهظ َْرَة» «‪. »1‬‬ ‫ال‪ْ « :‬‬ ‫بَـ ْيتِ َها َجا ِريَةً ِيف َو ْج ِه َها َس ْف َعةٌ‪ ،،‬فَـ َق َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي وأْحد وابن ماجه والنسائي‬
‫(‪ )2‬أخرجه مالك يف املوطأ‪ ،‬وأخرجه النسائي وابن ماجه وأْحد وابن حبان واحلاكم يف صحيحهما‬
‫(‪ )3‬أخرجه مالك يف املوطأ وابن ماجه وأْحد‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه عبد الرزاق يف املصنف‬
‫(‪ )5‬ذكره البيهقي يف السنن‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‪ .‬واحلاكم وأبو نعيم‬

‫(‪)727/7‬‬

‫َي نَظ َْرةٌ يَـ ْع ِِن‪ِ :‬م َن ا ْجلِ ِّن‪.‬‬ ‫ال احلسني بن مسعود الفراء‪َ :‬وقَـ ْولُهُ « َس ْف َعةٌ» أ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫اح‪.‬‬‫الرَم ِ‬‫َسن ِهة ِّ‬ ‫ني أَصابـ ْتـها ِمن نَظَ ِر ا ْجلِ ِن أَنْـ َف ُذ ِمن أ ِ‬ ‫يـ ُق ُ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ول‪ :‬هبَا َع ٌْ َ َ َ ْ‬ ‫َ‬
‫الرجل القبظر‪َ ،‬وا ْجلَ َم َل ال ِْق ْد َر» «‪. »7‬‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ْن جابر يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إِ هن العني لتخل ّ‬
‫اإلنْس ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن يَـتَـ َع هوذُ ِم َن ا ْجلَا ِّن‪َ ،‬وِم ْن َع ْ ِ‬ ‫صلهى ه‬
‫ان «‪. »2‬‬ ‫ني ِْ َ‬ ‫هب َ‬ ‫َو َع ْن أيب سعيد‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫ني‪ ،‬وقالوا‪ :‬إمنا ذلك أوهام ال حقيقة هلا‪،‬‬ ‫س ْم ِع َوال َْع ْق ِل أ َْم َر ال َْع ْ ِ‬ ‫صيبُـ ُه ْم ِم َن ال ه‬ ‫ت طَائَِفةٌ ِممهن قَ هل نَ ِ‬
‫ْ‬ ‫فَأَبْطَلَ ْ‬
‫اعا‪َ ،‬وأَبْـ َع ِد ِه ْم َم ْع ِرفَةً َع ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ْم ِع َوال َْع ْق ِل‪َ ،‬وم ْن أَ ْغلَ ِظ ِه ْم ح َج ًااب‪َ ،‬وأَ ْكثَِف ِه ْم ِطبَ ً‬ ‫هاس ِابل ه‬ ‫َج َه ِل الن ِ‬‫َو َه ُؤَالء م ْن أ ْ‬
‫ف ِملَلِ ِه ْم َوِْنَلِ ِه ْم َال تَ ْدفَ ُع أ َْم َر‬ ‫ص َف ِاهتَا وأَفْـع ِاهلا و ََتْثِري ِاهتَا‪ ،‬وعُ َق َالء ْاألُم ِم َعلَى ا ْختِ َال ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ ُ َ‬
‫وس و ِ‬
‫اح َوالنُّـ ُف ِ َ‬ ‫ْاأل َْرَو ِ‬
‫العني وال تنكره‪ ،‬وإن اختلفوا يف سببه َو ِج َه ِة ََتْثِ ِري ال َْع ْ ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫هصل ِابل َْم ِع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت نَـ ْفسهُ ِابلْ َكي ِفيه ِة ال هرِديئَ ِة‪ ،‬انْـبـع َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَـ َقالَ ْ ِ ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ث م ْن َع ْينه قُـ هوةٌ ُمسّيهةٌ تَـت ُ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ت طَائ َفةٌ‪ :‬إ هن ال َْعائ َن إ َذا تَ َكيهـ َف ْ ُ‬
‫هصل ِاب ِْإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض هرر‪ .‬قَالُوا وَال يستـ ْن َكر ه َذا‪َ ،‬كما َال يستـ ْن َكر انْبِع ُ ٍ ِ ٍ ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫اث قُـ هوة ُمسّيهة م َن ْاألَفْـ َعى تَـت ُ‬ ‫َ ُ َْ ُ َ‬ ‫َ ُ َْ ُ َ‬ ‫فَـيَـتَ َ ُ‬
‫ك فَ َك َذلِ َ‬ ‫اإلنْس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ان َهلَ َ‬ ‫ص ُرَها َعلَى ِْ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و َه َذا أ َْم ٌر قَد ا ْشتُ ِه َر َع ْن نَـ ْو ٍع م َن ْاألَفَاعي أَنهـ َها إِذَا َوقَ َع بَ َ‬ ‫فَـيَـ ْهلَ ُ‬
‫ال َْعائِ ُن‪.‬‬
‫هاس جوا ِهر لَ ِطي َفةٌ غَْيـر مرئِيه ٍة‪ ،‬فَـتَـت ِ‬ ‫ث ِم ْن َع ْ ِ‬ ‫ت فِ ْرقَةٌ أُ ْخ َرى‪َ :‬ال يُ ْستَـ ْبـ َع ُد أَ ْن يَـ ْنـبَ ِع َ‬
‫هص ُل‬ ‫ُ َْ‬ ‫ض الن ِ َ َ ُ‬ ‫ني بَـ ْع ِ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ني‪ ،‬وتَـتَ َخلهل م ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُل لَهُ الض َهرُر‪.‬‬ ‫سا هم ج ْس ِمه‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬ ‫ََُ‬ ‫ِابل َْمع ِ َ‬
‫ني ال َْعائِ ِن لِ َم ْن يَ ِعينُهُ ِم ْن‬ ‫شاءُ ِم َن الض َهرِر ِع ْن َد ُم َقابَـلَ ِة َع ْ ِ‬ ‫ادةَ ِِخَل ِْق َما يَ َ‬ ‫َج َرى ه‬
‫اَّللُ ال َْع َ‬ ‫وقَالَ ْ ِ‬
‫ت ف ْرقَةٌ أُ ْخ َرى‪ :‬قَ ْد أ ْ‬ ‫َ‬
‫اب والْ ُقوى والتهأْثِري ِ‬ ‫ب ُم ْن ِك ِري ْاأل ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ات ِيف‬ ‫َسبَ َ َ َ َ‬ ‫َص ًال‪َ ،‬و َه َذا َم ْذ َه ُ‬ ‫ب َوَال ََتْثِريٌ أ ْ‬ ‫غَ ِْري أَ ْن يَ ُكو َن م ْنهُ قُـ هوةٌ َوَال َسبَ ٌ‬
‫اب‪ ،‬و َخالَُفوا الْع َق َالء أ ْ ِ‬ ‫الْعاََِل‪ ،‬و َه ُؤَال ِء قَ ْد س ُّدوا َعلَى أَنْـ ُف ِس ِهم ابب ال ِْعلَ ِل والتهأْثِري ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫ََجَع َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َسبَ ِ َ‬ ‫ات َو ْاأل ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ص‬‫اح قُـ ًوى َوطَبَائِ َع ُخمْتَلِ َفةً‪َ ،‬و َج َع َل ِيف َكثِ ٍري ِم ْنـ َها َخ َوا ه‬ ‫س ِام َو ْاأل َْرَو ِ‬ ‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ َخلَ َق ِيف ْاأل ْ‬
‫َج َ‬ ‫ب أَ هن ه‬ ‫َوَال َريْ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬
‫َوَك ْيفيهات ُم َؤثَّرًة‪َ ،‬وَال ميُْك ُن ل َعاق ٍل إِنْ َك ُ‬
‫ار َتثري األرواح يف‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البزار بسند حسن مبعناه‬
‫(‪ )2‬أخرجه النسائي وابن ماجه‪ ،‬والرتمذي وحسنه‬

‫(‪)722/7‬‬

‫ف َْحي َم ُّر ُْحْ َرًة َش ِدي َد ًة إِ َذا نَظََر إليه من حيتشمه‬ ‫ت تَـ َرى ال َْو ْجهَ َك ْي َ‬ ‫وس‪َ ،‬وأَنْ َ‬
‫س ٌ‬ ‫اه ٌد َُْم ُ‬
‫شَ‬ ‫س ِام‪ ،‬فَِإنههُ أ َْم ٌر ُم َ‬ ‫َج َ‬‫ْاأل ْ‬
‫هاس َم ْن يَ ْس َق ُم ِم َن النهظَ ِر‬ ‫اه َد الن ُ‬
‫ِ‬
‫ص ْف َرًة َش ِدي َد ًة ع ْن َد نَظَ ِر َم ْن َخيَافُهُ إِلَْي ِه‪َ ،‬وقَ ْد َش َ‬ ‫ص َف ُّر ُ‬ ‫ويستحي منهج َويَ ْ‬
‫ت ِه َي‬ ‫ني يُـ ْنس ُ ِ ِ‬ ‫اسطَِة ََتْثِ ِري ْاأل َْرَو ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ف قُـواهُ‪ ،‬و َه َذا ُكلُّهُ بِو ِ‬
‫س ْ‬ ‫ب الْف ْع ُل إلَْيـ َها‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫اح‪َ ،‬ولش هدة ْارتبَاط َها ابل َْع ْ ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ضعُ ُ َ َ‬ ‫َوتَ ْ‬
‫اس ِد ُم ْؤِذيَةٌ‬ ‫اصها‪ ،‬فَـروح ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الْ َف ِ‬
‫اعلَةَ‪َ ،‬وإِ همنَا التهأْثِريُ لِ ُّ‬
‫اح ُخمْتَل َفةٌ ِيف طَبَائع َها َوقُـ َو َاها َوَك ْيفيهاهتَا َو َخ َو ّ َ ُ ُ َ‬ ‫وح‪َ ،‬و ْاأل َْرَو ُ‬ ‫لر ِ‬
‫اس ِد ِيف أَذَى‬ ‫اَّلل‪ -‬سبحانَهُ رسولَهُ أَ ْن يستَ ِعي َذ بِ ِه ِمن َش ِرهِ‪ ،‬و ََتْثِري ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِلْمح ِ‬
‫ْ ّ َ ُ َ‬ ‫َْ‬ ‫سود أَذًى بَـيِّنًا‪َ ،‬وهلََذا أ ََم َر هُ ُ ْ َ َ ُ‬ ‫َُْ‬
‫اإل َ ِ ِ ِ ِ ه‬ ‫َص ُل ِْ‬ ‫سانِيه ِة‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬ ‫ِج َع ْن َح ِقي َق ِة ِْ‬ ‫ِ‬
‫سود أ َْم ٌر َال يُـ ْنك ُرهُ إِهال َم ْن ُه َو َخار ٌ‬
‫الْمح ِ‬
‫صابَة ابلْ َع ْني‪ ،‬فَإن النهـ ْف َ‬
‫س‬ ‫اإلنْ َ‬ ‫َُْ‬
‫اصيه ِة‪َ ،‬وأَ ْشبَهُ ْاألَ ْشيَ ِاء ِهبَ َذا‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ْك ْ‬ ‫ود‪ ،‬فَـتُـ َؤثُِّر فِ ِيه بِتِل َ‬ ‫س َ‬ ‫ِ‬ ‫اس َدةَ تَـتَ َكيه ُ ِ ِ ٍ ِ ٍ‬
‫ف ب َك ْيفيهة َخبيثَة‪َ ،‬وتُـ َقاب ُل ال َْم ْح ُ‬
‫ا ْخلَبِيثَةَ ا ْحل ِ‬
‫َ‬
‫ت بِ َك ْي ِفيه ٍة‬ ‫ضبِيهةٌ‪َ ،‬وتَ َكيهـ َف ْ‬ ‫ت ِم ْنـ َها قُـ هوةٌ غَ َ‬ ‫ت َع ُد هو َها انْـبَـ َعثَ ْ‬ ‫الس هم َك ِام ٌن فِ َيها ِابلْ ُق هوةِ‪ ،‬فَِإذَا قَابَـلَ ْ‬‫ْاألَفْـ َعى فَِإ هن ُّ‬
‫س‬‫ني‪َ ،‬وِم ْنـ َها َما تُـ َؤثُِّر ِيف طَ ْم ِ‬ ‫اط ا ْجلَنِ ِ‬ ‫َخبِيثَ ٍة م ْؤِذي ٍة‪ ،‬فَ ِم ْنـها ما تَ ْشت ُّد َكي ِفيهـتـها وتَـ ْقوى ح هىت تُـ َؤثِّر ِيف إِس َق ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َُ َ َ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ات «إِنهـ ُهما يـلْتَ ِمس ِ‬ ‫ني ِمن ا ْحليه ِ‬ ‫ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫ان‬ ‫َ َ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ْاألَبْـ َِرت‪َ ،‬وذي الطُّْفيَـتَـ ْ ِ َ َ‬ ‫ال النِ ُّ َ‬ ‫ص ِر‪َ ،‬ك َما قَ َ‬ ‫الْبَ َ‬
‫ان ا ْحلَبَ َل» » ‪.‬‬ ‫الْبصر‪ ،‬ويس ِقطَ ِ‬
‫َ ََ َُ ْ‬
‫س‪َ ،‬وَك ْي ِفيهتِ َها‬ ‫ث تِل َ‬ ‫ال بِ ِه لِ ِش هدةِ ُخ ْب ِ‬ ‫صٍ‬ ‫ِ‬ ‫ان َكي ِفيهـتـها ِمبُج هرِد ُّ ِ ِ‬ ‫اإلنْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْك النهـ ْف ِ‬ ‫الرْؤيَة م ْن غَ ِْري اتّ َ‬ ‫س ْ َُ َ‬ ‫َوم ْنـ َها‪َ ،‬ما تُـ َؤثُّر ِيف ِْ َ‬
‫ْمهُ َوَم ْع ِرفَـتُهُ ِابلطهبِ َيع ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ْ ِ ِِ ِ‬
‫ص َاالت ا ْجل ْسميهة‪َ ،‬ك َما يَظُنُّهُ َم ْن قَ هل عل ُ‬ ‫اخلَبِيثَة ال ُْم َؤثَّرة َوالتهأْثريُ غَْيـ ُر َم ْوقُوف َعلَى االتّ َ‬
‫وح َْْن َو َم ْن يُـ َؤثُِّر‬ ‫الر ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وَات َرةً ِابل ُْم َقابَـلَ ِة‪َ ،‬وَات َرةً ِاب ُّلرْؤيَِة‪َ ،‬وَات َرةً بِتَـ َو ُّج ِه ُّ‬‫صِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫ش ِر َيعة‪ ،‬بَ ِل التهأْثريُ يَ ُكو ُن َات َرةً ِابالتّ َ‬ ‫َ‬
‫ف ََتْثِريَُها َعلَى‬ ‫س ال َْعائِ ِن َال يَـتَـ َوقه ُ‬ ‫ات‪َ ،‬وَات َرةً ِابل َْو ْه ِم َوالت َ‬ ‫الرقَى والتـهع ُّوذَ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬
‫هخيُّ ِل‪َ ،‬ونَـ ْف ُ‬ ‫فيه َوَات َرةً ِاب ْألَ ْدعيَة َو ُّ َ َ‬
‫ني يُـ َؤثُِّر ِيف‬ ‫ِ‬ ‫شيء‪ ،‬فَـتُـ َؤثِّر نَـ ْف ِ ِ‬ ‫ُّ ِ‬
‫سهُ فيه َوإِ ْن ََلْ يَـ َرهُ‪َ ،‬وَكثِريٌ م َن ال َْعائِنِ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ف لَهُ ال ه ْ ُ‬ ‫الرْؤيَة‪ ،‬بَ ْل قَ ْد يَ ُكو ُن أَ ْع َمى‪ ،‬فَـيُ َ‬
‫وص ُ‬
‫ك ِأبَبْصا ِرِه ْم لَ هما َِمسعُوا‬ ‫ِ‬ ‫ال تَـع َاىل لِنَبِيِ ِه وإِ ْن ي ُ ه ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ني ِابلْوص ِ ِ‬
‫ين َك َف ُروا لَيُـ ْزل ُقونَ َ‬ ‫كاد الذ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ف م ْن غَ ِْري ُرْؤيَة َوقَ ْد قَ َ َ‬ ‫ال َْم ِع ِ َ ْ‬
‫غاس ٍق إِذا وقَب وِمن َش ِر النهـ هف ِ‬ ‫ب الْ َفلَ ِق ِمن َش ِر ما َخلَ َق وِمن َش ِر ِ‬ ‫ال ِّذ ْك َر «‪َ »2‬وقَ َ‬
‫اَثت ِيف‬ ‫َ َ َ ْ ّ‬ ‫َ ْ ّ‬ ‫ْ ّ َ‬ ‫ال‪ :‬قُ ْل أَعُوذُ بَِر ِّ‬
‫الْعُ َق ِد َوِم ْن َش ِّر‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف بدأ اخللق‪ ،‬ومسلم يف السالم‪ .‬وقد مسي بذلك ألن على ظهره خطني يشبهان‬
‫الطّفيتني‪ ،‬اي اخلوصتني‪ .‬واألبرت‪ :‬قصري الذنب‬
‫(‪ )2‬القلم‪57 -‬‬

‫(‪)723/7‬‬

‫َع هم ِمن ال َْعائِ ِن َكانَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍِِ‬


‫ت‬ ‫س ُك ُّل َحاسد َعائنًا‪ ،‬فَـلَ هما َكا َن ا ْحلَاس ُد أ َ َ‬ ‫س َد‪ ،‬فَ ُك ُّل َعائ ٍن َحاس ٌد‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫حاسد إذا َح َ‬
‫ود َوال َْم ِع ِ‬
‫ني‬ ‫اس ِد والْعائِ ِن َْْنو الْمحس ِ‬ ‫ِاالستِعا َذةُ ِم ْنهُ استِعا َذ ًة ِمن الْعائِ ِن‪ ،‬و ِهي ِسهام َختْرج ِمن نَـ ْف ِ ِ‬
‫َ َُْ‬ ‫س ا ْحلَ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ٌ ُُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫َْ‬
‫ادفَـ ْتهُ َح ِذ ًرا‬ ‫شوفًا َال ِوقَايةَ َعلَي ِه‪ ،‬أَثهـر ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت فيه‪َ ،‬وَال بُ هد‪َ ،‬وإِ ْن َ‬
‫صَ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ادفَـ ْتهُ َم ْك ُ‬
‫صَ‬ ‫تُصيبُهُ َات َرًة َو ُختْطئُهُ َات َرًة‪ ،‬فَِإ ْن َ‬
‫السهام علَى ص ِ‬
‫احبِ َها‪َ ،‬و َه َذا ِمبَثَابَِة ال هرْم ِي‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لس َه ِام‪ََ ،‬لْ تُـ َؤثّْر فيه‪َ ،‬وُرهمبَا ُردهت ّ َ ُ َ َ‬ ‫الس َال ِح َال َم ْنـ َف َذ فيه ل ّ‬ ‫َشاك َي ّ‬
‫اب ال َْعائِ ِن‬‫َصلُهُ ِم ْن إِ ْع َج ِ‬
‫اح‪َ .‬وأ ْ‬ ‫س ِام َو ْاألَ ْشبَ ِ‬ ‫اح‪ ،‬وذَ َ ِ‬ ‫اء فَـ َه َذا ِم َن النُّـ ُف ِ‬ ‫ِِ‬
‫َج َ‬ ‫اك م َن ْاأل ْ‬ ‫وس َو ْاأل َْرَو ِ َ‬ ‫س ِّي َس َو ً‬ ‫ا ْحل ّ‬
‫ني ال هر ُج ُل‬ ‫ِ‬ ‫يذ ُِمسّ َها بِنَظ َْرةٍ إِ َىل ال َْم ِع ِ‬
‫ني‪َ ،‬وقَ ْد يَع ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ش ْي ِء‪ ،‬مُه تَـ ْتـبَـعُهُ َك ْي ِفيهةُ نَـ ْف ِس ِه ْ‬
‫اخلَبِيثَ ِة‪ ،‬مُه تَستَ ِعني َعلَى تَـ ْن ِف ِ‬ ‫ِابل ه‬
‫َص َحابُـنَا‬
‫ال أ ْ‬ ‫س ِِ‬
‫اينّ َوقَ ْد قَ َ‬ ‫ادتِِه بَ ْل بِطَْب ِع ِه‪َ ،‬و َه َذا أ َْر َدأُ َما يَ ُكو ُن ِم َن النـ ْهو ِع ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫ني بِغَ ِْري إِ َر َ‬ ‫ِ‬
‫سهُ‪َ ،‬وقَ ْد يَع ُ‬ ‫نَـ ْف َ‬
‫َج َرى لَهُ َما يُـ ْن ِف ُق َعلَْي ِه إِ َىل املوت‪ ،‬وهذا هو‬ ‫ام‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫سهُ ِْ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫ك َحبَ َ‬ ‫ف بِ َذلِ َ‬ ‫َوغَْيـ ُرُه ْم ِم َن الْ ُف َق َه ِاء‪ :‬إِ هن َم ْن عُ ِر َ‬
‫الصواب قطعا‪.‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ي ِهلَ ِذهِ ال ِْعله ِة‪ ،‬و ُهو أَنْـواعٌ‪ ،‬وقَ ْد روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» َع ْن س ْه ِل بْ ِن حنَـ ْي ٍ‬ ‫ج النـهبَ ِو ُّ‬ ‫والْم ْقص ُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫ود‪ :‬الْع َال ُ‬ ‫َ َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ك إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْت فِ ِيه‪ ،‬فَ َخ َر ْج ُ‬ ‫س ْي ٍل‪ ،‬فَ َد َخل ُ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫وما‪ ،‬فَـنُم َي َذل َ َ‬ ‫ت َُْم ُم ً‬ ‫سل ُ‬ ‫ْت‪ ،‬فَا ْغتَ َ‬ ‫ال‪َ :‬م َرْرَان ب َ‬ ‫قَ َ‬
‫الرقَى ص ِ‬ ‫ِ‬
‫ال « َال ُرقـْيَةَ إِهال ِيف‬ ‫احلَةٌ؟ فَـ َق َ‬ ‫ْت َاي َسيِّدي! َو ُّ َ‬ ‫ال‪ :‬فَـ ُقل ُ‬ ‫ال‪ُ « :‬م ُروا أاب َثبت يَـتَـ َع هوذُ» ‪ ،‬قَ َ‬ ‫وسلم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫س‪ ،‬أ َْو ُْحَ ٍة أَ ْو لَ ْدغَ ٍة» «‪. »7‬‬ ‫نَـ ْف ٍ‬
‫س ال َْعائِ ُن‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ .‬والنهاف ُ‬ ‫َي َع ٌْ‬ ‫س‪ ،‬أ ْ‬ ‫ت فَُال ًان نَـ ْف ٌ‬‫َصابَ ْ‬
‫ال‪ :‬أ َ‬ ‫ني‪ ،‬يُـ َق ُ‬
‫س‪ :‬ال َْع ْ ُ‬
‫َوالنهـ ْف ُ‬
‫ب َوَْْن َو َها‪.‬‬ ‫ني ُم ْع َج َم ٍة‪َ -‬و ِه َي َ‬
‫ض ْربَةُ ال َْع ْقر ِ‬
‫َ‬ ‫َوالله ْدغَةُ‪ -‬بِ َد ٍال ُم ْه َملَ ٍة َوغَ ْ ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫ني وفَ ِاَتَ ِة ال ِ‬ ‫اإل ْكثَار ِمن قِر ِ‬ ‫فَ ِمن التـهع ُّوذَ ِ‬
‫ات‬
‫هع ُّوذَ ُ‬‫اب‪َ ،‬وآيَة الْ ُك ْرس ِّي‪َ ،‬وم ْنـ َها التـ َ‬ ‫اءة ال ُْم َع ِّوذَتَـ ْ ِ َ‬
‫الرقَى ِْ ُ ْ َ َ‬ ‫ات َو ُّ‬ ‫َ َ‬
‫النـهبَ ِويهةُ‪.‬‬
‫ات ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َق‪.‬‬ ‫ات هِ‬
‫اَّلل التها هم ِ‬ ‫َْْنو أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الطب‪ ،‬وأخرجه احلاكم‬

‫(‪)724/7‬‬

‫ان َو َها هم ٍة‪َ ،‬وِم ْن ُك ِل َع ْ ٍ‬


‫ني َال هم ٍة‪.‬‬ ‫اَّلل التها هم ِة ِمن ُك ِل َش ْيطَ ٍ‬ ‫ات هِ‬ ‫وَْْنو‪ :‬أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اج ٌر‪ِ ،‬م ْن َش ِّر َما َخلَ َق َو َذ َرأَ َوبَـ َرأَ‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر َما‬ ‫ات الهِيت َال ُجيَا ِوُزُه هن بـ ٌّر وَال فَ ِ‬
‫َ َ‬
‫ات هِ‬
‫اَّلل التها هم ِ‬ ‫وَْْنو أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ض‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر ما خيرج منها‪ ،‬ومن‬ ‫ج فِ َيها‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر َما َذ َرأَ ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫يـ ْن ِز ُل ِمن ال ه ِ ِ‬
‫س َماء‪َ ،‬وم ْن َش ِّر َما يَـ ْع ُر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫هها ِر‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر طََوا ِر ِق اللهْي ِل إِهال طَا ِرقًا يَط ُْر ُق ِِخَ ٍْري َاي َر ْْحَ ُن‪.‬‬ ‫شرفُت اللهْي ِل‪َ ،‬والنـ َ‬ ‫ّ‬
‫شي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫اَّلل التها هم ِة ِمن غَ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ات هِ‬ ‫وِم ْنـ َها‪ :‬أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬
‫ني َوأَ ْن‬‫اط ِ‬ ‫ضبِه َوع َقابِه‪َ ،‬وم ْن َش ِّر عبَاده‪َ ،‬وم ْن َُهَ َزات ال ه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ون‪.‬‬‫ضر ِ‬
‫َْحي ُ ُ‬
‫ت‬‫اصيَتِ ِه الله ُه هم أَنْ َ‬‫آخ ٌذ بِنَ ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ات ِم ْن َش ِّر َما أَنْ َ‬ ‫ك التها هم ِ‬ ‫ك الْ َك ِر ِمي‪َ ،‬وَكلِ َماتِ َ‬ ‫َوِم ْنـ َها‪ :‬الله ُه هم إِِّين أَعُوذُ بَِو ْج ِه َ‬
‫ك َوِحبَ ْم ِد َك‪.‬‬ ‫ف َو ْع ُد ُك‪ُ ،‬س ْب َحانَ َ‬ ‫ف ال َْمأ َْ مَ َوال َْمغْ َرَم‪ ،‬الله ُه هم إِنههُ َال يُـ ْه َزُم ُج ْن ُد َك‪َ ،‬وَال ُخيْلَ ُ‬ ‫تَ ْك ِش ُ‬
‫ات الهِيت َال ُجيَا ِوُزُه هن بـ ٌّر وَال فَ ِ‬ ‫اَّلل الْع ِظ ِيم اله ِذي َال َشيء أَ ْعظَم ِم ْنهُ‪ ،‬وبِ َكلِماتِِه التها هم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اج ٌر‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َوم ْنـ َها‪ :‬أَعُوذُ بَِو ْجه ه َ‬
‫ت ِم ْنـ َها َوَما ََلْ أَ ْعلَ ْم‪ِ ،‬م ْن َش ِّر َما َخلَ َق َوذَ َرأَ َوبَـ َرأَ‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر ُك ِّل ِذي َش ٍّر َال‬ ‫َمسَ ِاء هِ‬
‫اَّلل ا ْحلُ ْس َىن‪َ ،‬ما َعلِ ْم ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫اط ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬ ‫صر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫يق َش هرهُ‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر ُك ِل ِذي َش ٍّر أَنْ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫أِ‬
‫ت آخ ٌذ بنَاصيَته‪ ،‬إ هن َرِّيب َعلَى َ‬ ‫ّ‬ ‫ُط ُ‬
‫اَّللُ َكا َن‪َ ،‬وَما ََلْ‬ ‫اء ه‬ ‫ب الْعر ِ ِ‬
‫ش ال َْعظ ِيم‪َ ،‬ما َش َ‬ ‫ت َر ُّ َ ْ‬ ‫ْت‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ك تَـ َوهكل ُ‬ ‫ت‪َ ،‬علَْي َ‬ ‫ت َرِّيب َال إِلَهَ إِهال أَنْ َ‬ ‫َوِم ْنـ َها الله ُه هم أَنْ َ‬
‫ط بِ ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫اَّللَ َعلَى ُك ِّل َش ْي ٍء قَ ِد ٌير‪َ ،‬وأَ هن ه‬
‫اَّللَ قَ ْد أَ َحا َ‬ ‫َّلل‪ ،‬أَ ْعلَ ُم أَ هن ه‬‫شأْ ََل ي ُكن‪َ ،‬ال حو َل وَال قُـ هو َة إِهال ِاب هِ‬
‫َْ َ‬ ‫يَ َ ْ َ ْ‬
‫ش ْيطَا ِن َو ِش ْركِ ِه‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر ُك ِّل‬ ‫ك ِم ْن َش ِّر نَـ ْف ِسي‪َ ،‬و َش ِّر ال ه‬ ‫صى ُك هل َش ْي ٍء َع َد ًدا‪ ،‬الله ُه هم إِِّين أَعُوذُ بِ َ‬ ‫َح َ‬‫عل ًْما‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ِ‬
‫اط ُم ْستَ ِق ٍيم‪.‬‬‫صر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َدابهٍة أَنْ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت آخ ٌذ بنَاصيَت َها‪ ،‬إ هن َرِّيب َعلَى َ‬
‫ب ُك ِّل َش ْي ٍء‪،‬‬ ‫ت بَِرِّيب َوَر ِّ‬ ‫ص ْم ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ت ِاب هَّلل الهذي َال إِلَهَ إِهال ُه َو‪ ،‬إِ َهلي َوإِلَه ُك ِّل َش ْيء‪َ ،‬وا ْعتَ َ‬
‫ص ْن ُ ِ ِ‬ ‫ال ََتَ ه‬ ‫اء قَ َ‬ ‫َوإِ ْن َش َ‬
‫اَّللُ َونِ ْع َم‬ ‫ِه ِ ِ‬ ‫ت ال ه ِ‬ ‫ْت َعلَى ا ْحلَ ِّي اله ِذي َال َميُ ُ‬ ‫َوتَـ َوهكل ُ‬
‫ب ه‬ ‫ش هر ب َال َح ْو َل َوَال قُـ هوةَ إال اب هَّلل‪َ ،‬ح ْسِ َ‬ ‫استَ ْدفَـ ْع ُ‬
‫وت‪َ ،‬و ْ‬
‫ب اله ِذي‬ ‫ِ‬ ‫وق‪ ،‬حسِب ال هرا ِز ُق ِمن الْمرُز ِ‬ ‫اخلَالِ ُق ِمن الْم ْخلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِمن ال ِْعب ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫س‬
‫ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫وق‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ح‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫اد‬ ‫ب ال هر ُّ َ َ‬ ‫يل‪َ ،‬ح ْسِ َ‬ ‫ال َْوك ُ‬
‫اَّللُ َوَك َفى‪َِ ،‬مس َع ه‬ ‫ب ه‬ ‫ِ‬ ‫وت ُك ِل َشي ٍء‪ ،‬و ُهو ُِجيري وَال ُجيار َعلَي ِ‬ ‫هو حسِب‪ ،‬حسِب اله ِذي بِي ِدهِ‬
‫اَّللُ‬ ‫َ‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫ح‬‫َ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ك‬‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ْ َ ْ َ‬
‫ب ال َْع ْر ِ‬ ‫اَّللُ َال إِلَهَ إِهال ُه َو‪َ ،‬علَْي ِه تَـ َوهكل ُ‬ ‫لِمن َد َعا‪ ،‬لَيس وراء هِ‬
‫ش العظيم‪.‬‬ ‫ْت‪َ ،‬و ُه َو َر ُّ‬ ‫ب ه‬ ‫اَّلل َم ْرَمى‪َ ،‬ح ْسِ َ‬ ‫ْ َ ََ َ‬ ‫َْ‬

‫(‪)725/7‬‬
‫ِ‬ ‫ف ِم ْق َدار م ْنـ َفعتِها‪ ،‬و ِش هدةَ ا ْحل ِ‬ ‫ومن ج هرب َه ِذهِ ال هد َعو ِ‬
‫ول أَثَ ِر‬
‫ص َ‬‫اجة إِلَْيـ َها‪َ ،‬وه َي َتَْنَ ُع ُو ُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ََ َ‬ ‫ات َوالْعُ َوذَ‪َ ،‬ع َر َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ َ َ‬
‫ات قَـلْبِ ِه‪،‬‬ ‫استِ ْع َد ِادهِ‪ ،‬وقُـ هوةِ تَـوُّكلِ ِه وثَـب ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ب قُـ هوةِ إِميَ ِ ِ‬
‫ان قَائِل َها‪َ ،‬وقُـ هوة نَـ ْفسه‪َ ،‬و ْ‬ ‫سِ‬ ‫الْعائِ ِن‪ ،‬وتَ ْدفَـعهُ بـ ْع َد و ِ ِ ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫صوله حبَ َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ ُ‬
‫ضا ِربِ ِه‬
‫ح بِ َ‬ ‫ِ‬
‫الس َال ُ‬
‫ح َو ّ‬
‫ِ‬
‫فَِإنهـ َها س َال ٌ‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫ني‪ ،‬فَـلْيَ ْدفَ ْع َش هرَها بَِق ْولِ ِه‪ :‬الله ُه هم َاب ِر ْك َعلَْي ِه‪َ ،‬ك َما قَ َ‬
‫ال‬ ‫صابَـتَـ َها لِل َْم ِع ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض َرَر َع ْينه َوإِ َ‬ ‫شى َ‬ ‫َوإِ َذا َكا َن ال َْعائِ ُن َخيْ َ‬
‫ف‪:‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلهم لِ َع ِام ِر بْ ِن ربِ َيعةَ لَ هما َعا َن س ْهل بْن حنَـ ْي ٍ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫النِ ُّ‬
‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ْت‪ :‬الله ُه هم َاب ِر ْك َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫َي‪ :‬قُـل َ‬ ‫ت» أ ْ‬ ‫«أ ََال بَـ هرْك َ‬
‫ِ‬
‫ام بْ ُن عُ ْرَوةَ‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪ ،‬أَنههُ َكا َن إِذَا‬ ‫شُ‬ ‫َّلل‪َ ،‬رَوى ِه َ‬ ‫اَّلل َال قُـ هوةَ إِهال ِاب هِ‬
‫اء هُ‬ ‫ني قَـ ْو ُل‪َ :‬ما َش َ‬ ‫صابَةُ ال َْع ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوممها يُ ْدفَ ُع بِه إِ َ‬
‫اَّلل‪َ ،‬ال قُـ هوةَ إِهال ِاب هِ‬
‫َّلل‪.‬‬ ‫اء هُ‬ ‫ال‪َ :‬ما َش َ‬ ‫َرأَى َش ْيـئًا يُـ ْع ِجبُهُ‪ ،‬أ َْو َد َخ َل َحائِطًا ِم ْن ِحيطَانِِه‪ ،‬قَ َ‬
‫يح ِه» « ِابس ِم هِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم الهِيت رو َاها مسلم ِيف «ص ِح ِ‬ ‫هب َ ه‬ ‫س َال ُم لِلنِ ِّ‬‫يل َعلَْي ِه ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬ ‫َوم ْنـ َها ُرقـْيَةُ ج َِْب َ‬
‫يك» «‪. »7‬‬ ‫يك ِابس ِم هِ‬
‫اَّلل أ َْرقِ َ‬ ‫اس ٍد ه ِ‬
‫اَّللُ يَ ْشف َ ْ‬
‫ني ح ِ‬
‫س أ َْو َع ْ ِ َ‬ ‫يك‪ِ ،‬م ْن َش ِّر ُك ِّل نَـ ْف ٍ‬ ‫يك‪ِ ،‬م ْن ُك ِّل َش ْي ٍء يُـ ْؤِذ َ‬ ‫أ َْرقِ َ‬
‫ت ِمن الْ ُقر ِ‬ ‫اعةٌ ِمن ال ه ِ‬
‫ب‬‫ْس أَ ْن يَ ْكتُ َ‬‫ال َماهد َال َأب َ‬ ‫آن‪ ،‬مُه يَ ْش َربَـ َها‪ .‬قَ َ‬ ‫ب لَهُ ْاآل َاي ُ َ ْ‬ ‫سلَف أَ ْن تُ ْكتَ َ‬ ‫َوَرأَى ََجَ َ َ‬
‫يض‪َ ،‬وِمثْـلُهُ َع ْن أيب قالبة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ ُق ْرآ َن‪َ ،‬ويَـ ْغسلَهُ‪َ ،‬ويَ ْسقيَهُ ال َْم ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِال ْم َرأَةٍ تَـ َع ه‬
‫س ُل َوتُ ْس َقى‪.‬‬ ‫س َر َعلَْيـ َها ِوَال ُد َها أَثَـ ٌر م َن الْ ُق ْرآن مُه يُـ ْغ َ‬ ‫اس أَنههُ أ ََم َر أَ ْن يُ ْكتَ َ‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫سلَهُ ِمبَ ٍاء‪َ ،‬و َس َقاهُ َر ُج ًال َكا َن بِ ِه وجع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ت أاب قالبة َكت ِ ِ‬
‫ب كتَ ًااب م َن الْ ُق ْرآن مُه غَ َ‬ ‫ََ‬ ‫ال أيوب َرأَيْ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف السالم‬

‫(‪)721/7‬‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هاين أَنههُ‬ ‫َوم ْنـ َها أَ ْن يُـ ْؤَم َر ال َْعائ ُن بِغَ ْس ِل َمغَابِنه َوأَط َْرافه َو َداخلَة إِ َزا ِره‪َ ،‬وفيه قَـ ْوَالن أ َ‬
‫َح ُد ُُهَا أَنههُ فَـ ْر ُجهُ‪َ .‬والث ِ‬
‫ني ِم ْن َخل ِْف ِه بَـ ْغتَةً‪،‬‬‫س ال َْم ِع ِ‬‫ب َعلَى َرأْ ِ‬ ‫ص ُّ‬‫ب ْاأل َْميَ ِن‪ ،‬مُه يُ َ‬‫س َدهُ ِم َن ا ْجلَانِ ِ‬ ‫طَر ُ ِ ِ ِ ه ِ ِ‬
‫ف إ َزا ِره ال هداخ ِل الذي يَلي َج َ‬ ‫َ‬
‫ك فِي ِه‪ ،‬أ َْو فَـ َعلَهُ َُمَ ِّرًاب َال‬ ‫َطبه ِاء‪َ ،‬وَال يَـ ْنـتَ ِف ُع بِ ِه َم ْن أَنْ َك َرهُ‪ ،‬أ َْو َس ِخ َر ِم ْنهُ‪ ،‬أ َْو َش ه‬
‫وه َذا ِممها َال يـنَالُه ِع َالج ْاأل ِ‬
‫َ ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫يَـ ْعتَ ِق ُد أَ هن َذلِ َ‬
‫ك يَـ ْنـ َفعُهُ‬
‫اس الطهبِ َيع ِة‬ ‫َطبهاءُ ِعلَلَ َها الْبَـتهةَ‪ ،‬بَ ْل ِه َي ِع ْن َد ُه ْم َخا ِر َجةٌ َع ْن قِيَ ِ‬ ‫ف ْاأل ِ‬ ‫اص َال تَـ ْع ِر ُ‬‫َوإِ َذا َكا َن ِيف الطهبِ َيع ِة َخ َو ُّ‬
‫ش ْر ِعيه ِة‪َ ،‬ه َذا َم َع أَ هن ِيف ال ُْم َعا َجلَِة ِهبَ َذا‬ ‫اص ال ه‬‫اخلََو ِّ‬‫اصيه ِة‪ ،‬فَ َما اله ِذي يُـ ْن ِك ُرهُ َزَان ِدقَـتُـ ُه ْم َو َج َهلَتُـ ُه ْم ِم َن ْ‬ ‫تَـ ْف َع ُل ِاب ْخلَ ِّ‬
‫اسبَتِ ِه‪ ،‬فَا ْعلَ ْم أَ هن تِْرَاي َق ُس ِّم ا ْحلَيه ِة ِيف َحلْ ِم َها‪َ ،‬وأَ هن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ول ال ه ِ‬ ‫ِاال ْستِ ْغس ِ‬
‫يحةُ‪َ ،‬وتُق ُّر ل ُمنَ َ‬ ‫صح َ‬ ‫ال َما تَ ْش َه ُد لَهُ الْعُ ُق ُ‬ ‫َ‬
‫ض ِع يَ ِد َك َعلَْي ِه َوال َْم ْس ِح َعلَْي ِه‪َ ،‬وتَ ْس ِك ِ‬
‫ني‬ ‫ضبِ َها‪َ ،‬وإِطَْف ِاء َان ِرهِ بَِو ْ‬ ‫ني غَ َ‬ ‫ضبِيه ِة ِيف تَ ْس ِك ِ‬ ‫س الْغَ َ‬ ‫ج ََتْثِ ِري النهـ ْف ِ‬‫ع َال َ‬
‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬و ِه َي ِيف‬ ‫اد أَ ْن يَـ ْق ِذفَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضبِ ِه‪َ ،‬وذَلِ َ‬
‫ت َعلَْيـ َها ال َْم َ‬ ‫ك ِهبَا‪ ،‬فَ َ‬
‫صبَـ ْب َ‬ ‫ك ِمبَْن ِزلَ ِة َر ُج ٍل َم َعهُ ُش ْعلَةٌ م ْن َان ٍر‪َ ،‬وقَ ْد أ ََر َ‬ ‫غَ َ‬
‫لد َع ِاء‬ ‫ْك الْ َك ْي ِفيهةَ ْ‬
‫اخلَبِيثَةَ ِاب ُّ‬ ‫ول‪« :‬الله ُه هم َاب ِر ْك َعلَْي ِه لِيَ ْدفَ َع تِل َ‬ ‫ك أ ُِم َر ال َْعائِ ُن أَ ْن يَـ ُق َ‬ ‫ت‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬‫يَ ِدهِ َح هىت طُِفئَ ْ‬
‫ت َه ِذهِ الْ َك ْي ِفيهةُ ْ‬
‫اخلَبِيثَةُ تَظ َْه ُر ِيف‬ ‫ض ِّدهِ‪َ ،‬ولَ هما َكانَ ْ‬ ‫شي ِء بِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اله ِذي ُه َو إِ ْح ِ‬
‫سا ٌن إ َىل ال َْمعني‪ ،‬فَإ هن َد َواءَ ال ه ْ‬ ‫َ‬
‫اإل َزا ِر‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫اخلَ ِة ِْ‬ ‫اض ِع ال هرقِي َق ِة ِمن ا ْجلس ِد‪ِ ،‬ألَنهـها تَطْلُب النُّـ ُفو َذ‪ ،‬فَ َال ََِت ُد أَر هق ِمن الْمغَابِ ِن‪ ،‬ود ِ‬ ‫الْمو ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ‬
‫اح‬ ‫اض ُع لِ ِْل َْرَو ِ‬
‫ضا فَـ َه ِذهِ الْمو ِ‬
‫ََ‬ ‫ت ِابل َْم ِاء‪ ،‬بَطَ َل ََتْثِريَُها َو َع َملُ َها‪َ ،‬وأَيْ ً‬ ‫إِ ْن َكا َن كِنَايَةً َع ِن الْ َف َر ِج‪ ،‬فَِإ َذا غُ ِسلَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ال ه ِ ِ‬
‫اص‪.‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫ش ْيطَانيهة ِهبَا ا ْخت َ‬
‫الس ِّميه ِة‪.‬‬
‫ْك ُّ‬ ‫ب بِتِل َ‬ ‫ِ‬
‫ْك النها ِريهة‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن غَ ْسلَ َها ابملاء يطفىء تِل َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ْك‬ ‫ْب من أر ّق املواضع وأسرعها تنفيذا‪ ،‬فيطفىء تِل َ‬ ‫ول أَثَ ِر الْغَ ْس ِل إِ َىل الْ َقل ِ‬ ‫ص ُ‬ ‫آخ ُر‪َ ،‬و ُه َو ُو ُ‬ ‫َوفِي ِه أ َْم ٌر َ‬
‫ت بَـ ْع َد لَ ْس ِع َها‪َ ،‬خ ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف أَثَـ ُر‬ ‫الس ُموم إِذَا قُتِلَ ْ‬ ‫ات ُّ‬ ‫ني‪ ،‬و َه َذا َكما أَ هن ذَو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ّميهةَ ِابل َْماء‪ ،‬فَـيُ ْش َفى ال َْمع ُ َ‬
‫النها ِريهةَ و ُّ ِ‬
‫َ‬
‫وع‪ .‬فَِإذَا‬ ‫احةً‪ ،‬فَِإ هن أَنْـ ُفس َها ََتُ ُّد أَذَ َاها بَـ ْع َد لَ ْس ِع َها‪َ ،‬وتُـ َو ِّ ِ‬ ‫ه ِ‬
‫ْس ِ‬‫صلُهُ إ َىل ال َْمل ُ‬ ‫َ‬ ‫وع‪َ ،‬وَو َج َد َر َ‬ ‫ْس ِ‬‫الل ْس َعة َع ِن ال َْمل ُ‬
‫وع‪َ ،‬وا ْشتِ َفاءُ نَـ ْف ِس ِه بَِق ْت ِل َع ُد ِّوهِ‪،‬‬ ‫ف ْاألَََل‪ ،‬وهذا مشاهده وإِ ْن َكا َن ِمن أ ِِ‬ ‫قُتِلَ ْ‬
‫ْس ِ‬
‫ح ال َْمل ُ‬ ‫َسبَابه فَـ َر ُ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ت‪َ ،‬خ ه ُ‬
‫فَـتَـ ْق َوى الطهبِ َيعةُ َعلَى ْاألَََِل‪ ،‬فَـتَ ْدفَـعُهُ‪.‬‬
‫ف نَـ ْف ِس ِه بِتِل َ‬ ‫ت ِم ْنهُ‪ ،‬وإِ همنَا يـ ْنـ َفع غَسلُهُ ِع ْن َد تَ َكيُّ ِ‬ ‫ْك الْ َك ْي ِفيه ِة الهِيت ظَ َه َر ْ‬ ‫ب تِل َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْك‬ ‫َ َ ُ ْ‬ ‫َوِاب ْجلُ ْملَة‪ :‬غَ ْس ُل ال َْعائ ِن يُ ْذه ُ‬
‫الْ َك ْي ِفيه ِة‪.‬‬

‫(‪)721/7‬‬

‫ك ال َْم ِاء َعلَى ال َْم ِع ِ‬


‫ني؟‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫ص ِّ‬‫اسبَةُ َ‬ ‫اسبَةُ الْغَ ْس ِل‪ ،‬فَ َما ُمنَ َ‬ ‫ت ُمنَ َ‬ ‫يل‪ :‬فَـ َق ْد ظَ َه َر ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫ْك الْ َك ْي ِفيهةَ ال هرِديئَةَ ِم َن‬ ‫ْك النها ِريهةُ‪َ ،‬وأَبْطَ َل تِل َ‬‫اء ماء طفىء بِ ِه تِل َ‬ ‫ك ال َْم َ‬‫اسبَ ِة‪ ،‬فَِإ هن ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ُ :‬ه َو ِيف غَايَة ال ُْمنَ َ‬ ‫ق َ‬
‫ِ‬
‫ستِ ِه‬ ‫ِ‬ ‫ت بِ ِه‪َ ،‬وأُبْ ِطلَ ْ‬ ‫اع ِل طُِفئَ ْ‬ ‫ت بِ ِه النها ِريهةُ الْ َقائِمةُ ِابلْ َف ِ‬‫اع ِل‪ ،‬فَ َك َما طُِفئَ ْ‬‫الْ َف ِ‬
‫ت َع ِن ال َْم َح ِّل ال ُْمتَأَثّ ِر بَـ ْع َد ُم َالبَ َ‬ ‫َ‬
‫ْم َؤثِّ ِر ال َْعائِ ِن‪َ ،‬وال َْماءُ اله ِذي يُطْ َفأُ بِ ِه ا ْحلَ ِدي ُد يَ ْد ُخ ُل ِيف أَ ْد ِويٍَة ِع هدةٍ طَبِ ِيعيه ٍة ذكرها األطباء‪ ،‬فهذا الذي؟‬ ‫لل ُ‬
‫ِ‬
‫ب الطهبَائِ ِعيه ِة‬ ‫اء َوِاب ْجلُ ْملَ ِة فَ ِط ُّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب َه َذا ال هد َ‬ ‫طفىء به َان ِريهةُ ال َْعائ ِن َال يُ ْستَـ ْن َك ُر أَ ْن يَ ْد ُخ َل ِيف َد َواء يُـنَاس ُ‬
‫ت اله ِذي‬ ‫ب الطُُّرقِيه ِة ِابلنِّ ْسبَ ِة إِ َىل ِطبِّ ِه ْم‪ ،‬بَ ْل أَقَ ُّل‪ ،‬فَِإ هن التهـ َف ُاو َ‬ ‫و ِع َالجهم ِابلنِّسب ِة إِ َىل ال ِْع َال ِج النـهب ِو ِ ِ‬
‫ي‪َ ،‬كط ِّ‬ ‫َ ّ‬ ‫َ ُ ُ ْ َْ‬
‫سا ُن ِم ْق َد َارهُ‪،‬‬ ‫ني الطُُّرقِيه ِة ِمبَا َال يُ ْد ِر ُك ِْ‬ ‫بـيـنَـهم وبـ ْني ْاألَنْبِي ِاء أَ ْعظَم‪ ،‬وأَ ْعظَم ِمن التهـ َفاو ِ ِ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫ت الهذي بَـ ْيـنَـ ُه ْم َوبَـ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫َْ ُ ْ ََ َ َ‬
‫َح ِد ُِهَا لِ ْْل َخ ِر‪َ ،‬و ه‬
‫اَّللُ يَـ ْه ِدي َم ْن‬ ‫ضة أ َ‬
‫شر ِع و َع َدم منَاقَ َ ِ‬
‫ني ا ْحل ْك َمة َوال ه ْ َ ُ ُ‬
‫اإل َخ ِاء اله ِذي بـ ْ ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ك َع ْق ُد ِْ‬
‫فَـ َق ْد ظَ َه َر لَ َ‬
‫سابِغَةُ‪ ،‬واحلجة‬ ‫ب‪َ ،‬ولَهُ النِّ ْع َمةُ ال ه‬ ‫يق ِم ْنهُ ُك هل َاب ٍ‬ ‫ب التـ ْهوفِ ِ‬ ‫اب‪َ ،‬ويَـ ْفتَ ُح لِ َم ْن أ ََد َام قَـ ْر َ‬
‫ع َاب ِ‬ ‫ص َو ِ‬‫شاءُ إِ َىل ال ه‬ ‫يَ َ‬
‫البالغة‪.‬‬

‫فصل‬
‫اس ِن من ُخيَ ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا و ِاالحِ ِ‬ ‫من ِع َال ِج َذلِ َ‬
‫ُّها َع ْنهُ‪َ ،‬ك َما ذََك َر البغوي ِيف‬ ‫ني ِمبَا يَـ ُرد َ‬
‫اف َعلَْيه ال َْع ْ ُ‬ ‫رتا ِز م ْنهُ َس ْتـ ُر َُمَ َ ْ‬ ‫ك أَيْ ً َ ْ َ‬
‫ال‪َ :‬د ِّمسُوا نُونَـتَهُ لِئَ هال تُ ِ‬
‫صيبَهُ‬ ‫صبِيًّا مليحاج فَـ َق َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫السن ِهة» ‪ :‬أَ هن عثمان ر ِ‬ ‫كِتَ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ َرأَى َ‬ ‫َ‬ ‫اب « َش ْر ِح ُّ‬
‫َي َس ِّو ُدوا نُونَـتَهُ‪َ ،‬والنُّونَةُ النُّـ ْق َرةُ الهِيت تَ ُكو ُن ِيف ذَقَ ِن ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صِ ِّ‬
‫ب‬ ‫ال ِيف تَـ ْفس ِريه َوَم ْع َىن‪َ :‬د ّمسُوا نُونَـتَهُ أ ْ‬ ‫ني‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫ال َْع ْ ُ‬
‫ص ِغ ِري‪.‬‬
‫ال ه‬
‫صبِيًّا َتخذه العني‪ ،‬فقال‪ّ :‬‬ ‫ال اخلطايب ِيف «غَ ِر ِ ِ ِ‬
‫دمسوا نوننه؟؟؟‬ ‫يب ا ْحلَديث» لَهُ َع ْن عثمان‪ :‬إِنههُ َرأَى َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اد ِابلنُّونَِة النُّـ ْق َرةَ الهِيت ِيف ذقنه‪ .‬والتدسيم التسويده‬ ‫ال أ ََر َ‬ ‫َْحَ َد بْ َن َْحي َىي َع ْنهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ْت أ ْ‬‫ال أبو عمرو َسأَل ُ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫يث عائشة أَ هن َر ُس َ‬ ‫ال‪َ :‬وِم ْن َه َذا َح ِد ُ‬ ‫ني قَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك الْمو ِ ِ‬
‫ض َع م ْن ذَقَنِه‪ ،‬ليَـ ُر هد ال َْع ْ َ‬
‫ِ‬
‫اد‪َ :‬س ِّو ُدوا ذَل َ َ ْ‬ ‫أ ََر َ‬
‫اد َعلَى الله ْفظَِة‪َ ،‬وِم ْن‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫اد ِاال ْستِ ْش َه َ‬ ‫َي َس ْو َداءُ‪ .‬أ ََر َ‬ ‫ات يَـ ْوم‪َ ،‬و َعلَى َرأْسه ع َم َامةٌ َد ْمسَاءُ أ ْ‬ ‫ب ذَ َ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسله َم َخطَ َ‬
‫َخ َذ ال ه ِ‬
‫شاع ُر قَـ ْولَهُ‬ ‫َه َذا أ َ‬
‫ب يُـ َوقِّ ِيه ِم َن ال َْع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫ال إِ َىل ‪َ ...‬ع ْي ٍ‬‫َحوج ذَا الْ َكم ِ‬
‫َ‬ ‫َما َكا َن أ ْ َ َ‬
‫(‪)729/7‬‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ضأ ِِ‬
‫ني َما ذُك َر َع ْن أيب عبد هللا الساجي‪ ،‬أَنههُ َكا َن ِيف بَـ ْع ِ ْ‬
‫َس َفا ِره لل َ‬
‫ْح ِّج أَ ِو الْغَ ْز ِو‬ ‫ِ‬
‫الرقَى الهِيت تَـ ُر ُّد ال َْع ْ َ‬ ‫َوِم َن ُّ‬
‫الرفْـ َق ِة رجل َعائِن قَـلهما نَظَر إِ َىل َشي ٍء إِهال أَتْـلَ َفهُ‪ ،‬فَِ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫اح َف ْظ‬ ‫يل أليب عبد هللا‪ْ :‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ْ‬ ‫َعلَى َانقَة فَا ِرَهة‪َ ،‬وَكا َن ِيف ُّ َ ُ ٌ ٌ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ك ِمن الْعائِ‬
‫اء‬
‫ني غَْيـبَةَ أيب عبد هللا‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫َب ال َْعائِ ُن بَِق ْوله‪ ،‬فَـتَ َح ه َ‬
‫يل‪ ،‬فَأُ ْخِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س لَهُ إ َىل َانقَِيت َسب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬‫َ‬‫ل‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫َانقَـتَ َ َ َ‬
‫َب أَ هن ال َْعائِ َن قَ ْد َعانَـ َها‪َ ،‬و ِه َي‬
‫اء أبو عبد هللا‪ ،‬فَأُ ْخِ َ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫ت َو َس َقطَ ْ‬ ‫إِ َىل َر ْحلِ ِه‪ ،‬فَـنَظََر إِ َىل النهاقَ ِة‪ ،‬فَا ْ‬
‫ضطََربَ ْ‬
‫اب‬ ‫ِ‬ ‫ف َعلَْي ِه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال ِدلُّ ِوين َعلَْي ِه‪ ،‬فَ ُد هل‪ ،‬فَـ َوقَ َ‬
‫ال بسم هللا‪ ،‬حبس طبس‪ ،‬وحجر ايس‪َ ،‬وش َه ٌ‬ ‫َك َما تَـ َرى‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ص َر َه ْل تَرى ِم ْن فُطُوٍر‪ ،‬مُه ْارِج ِع‬ ‫ب الن ِ ِ ِ‬
‫هاس إِلَْيه‪ ،‬فَ ْارج ِع الْبَ َ‬ ‫َح ِّ‬
‫ِ‬ ‫ت َع ْ َ ِ‬
‫ني ال َْعائ ِن َعلَْيه‪َ ،‬و َعلَى أ َ‬ ‫س‪َ ،‬ر َد ْد ُ‬ ‫ِ‬
‫قَاب ٌ‬
‫ت النهاقَةُ َال‬ ‫ت ح َدقَـتَا ال َْعائِ ِن‪ ،‬وقَام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب إِلَْي َ‬ ‫الْبصر َك هرتَـ ْ ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ص ُر خاسئاً َو ُه َو َحسريٌ «‪ »7‬فَ َخ َر َج ْ َ‬ ‫ك الْبَ َ‬ ‫ني يَـ ْنـ َقل ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ْس هبا‪.‬‬
‫َأب َ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف العالج لكل شكوى ابلرقية اإللية‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ِيف َه ْديِه َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ُق ُ‬
‫ول‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ال َِمس ْع ُ‬‫يث أَِيب ال هد ْر َد ِاء‪ ،‬قَ َ‬ ‫روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ك‪ ،‬أ َْم ُر َك ِيف‬ ‫اَّلل اله ِذي ِيف ال ه ِ‬ ‫« َم ِن ا ْشتَ َكى ِم ْن ُك ْم َش ْيـئًا‪ ،‬أَ ِو ا ْشتَ َكاهُ أَ ٌ‬
‫امسُ َ‬‫س ْ‬ ‫س َماء‪ ،‬تَـ َق هد َ‬ ‫خ لَهُ فَـ ْليَـ ُق ْل‪َ :‬ربهـنَا هَ‬
‫ك ِيف ال ه ِ‬ ‫س َم ِاء َو ْاأل َْر ِ‬
‫ب‬‫ت َر ُّ‬ ‫ض َوا ْغ ِف ْر لَنَا ُحوبَـنَا َو َخطَ َااي َان أَنْ َ‬ ‫ك ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫اج َع ْل َر ْْحَتَ َ‬‫س َماء‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ض َك َما َر ْْحَتُ َ‬ ‫ال ه‬
‫اَّلل» «‪»2‬‬ ‫الطهيِبِني‪ ،‬أَنْ ِز ْل ر ْْحةً ِمن رْحتك‪ ،‬وشفاء من شفائيك َعلَى ه َذا الْوج ِع‪ ،‬فَـيـبـرأُ إبِِ ْذ ِن هِ‬
‫َ َ َ َْ َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ّ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫س َال ُم‪ -‬أَتَى النِ ه‬ ‫يل‪َ -‬علَْي ِه ال ه‬ ‫ِ‬
‫ي‪ ،‬أَ هن ج َِْب َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫يح مسلم» َعن أَِيب س ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫س َال ُم‪:-‬‬ ‫يل‪َ -‬علَْي ِه ال ه‬ ‫ال‪« :‬نَـعم» ‪ ،‬فَـ َق َ ِ‬
‫ال ج َِْب ُ‬ ‫ت؟ فَـ َق َ َ ْ‬ ‫ال َاي ُُمَ هم ُد! ا ْشتَ َك ْي َ‬‫فَـ َق َ‬
‫يك ابسم هللا أرقيك»‬ ‫اَّللُ يَ ْش ِف َ‬
‫اس ٍد ه‬ ‫ني ح ِ‬
‫س أَ ْو َع ْ ِ َ‬ ‫يك ِم ْن َش ِّر ُك ِّل نَـ ْف ٍ‬ ‫يك ِم ْن ُك ِّل َش ْي ٍء يُـ ْؤِذ َ‬ ‫« ِابس ِم هِ‬
‫اَّلل أ َْرقِ َ‬ ‫ْ‬
‫«‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬امللك‪.4 -3 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الطب‪ .‬ورواه أْحد‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف السالم‬

‫(‪)729/7‬‬

‫ات‬‫ني‪ ،‬أ َْو ُْحَ ٍة‪َ ،‬وا ْحلُ َمةُ‪َ :‬ذ َو ُ‬ ‫يث اله ِذي َرَواهُ أبو داود « َال ُرقـْيَةَ إِهال ِم ْن َع ْ ٍ‬ ‫فَِإ ْن قِيل فَما تَـ ُقولُو َن ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫السم ِ‬
‫وم ُكلُّ َها‪.‬‬ ‫ُّ ُ‬
‫اد بِ ِه َال ُرقـْيَةَ أ َْو َىل َوأَنْـ َف ُع‬
‫الرقـْيَ ِة ِيف غَ ِْريَها‪ ،‬بَ ِل ال ُْم َر ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ََلْ يُ ِر ْد بِ ِه نَـ ْف َي َج َوا ِز ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫اب أَنههُ َ‬ ‫فَا ْجلََو ُ‬
‫يث‪ ،‬فَِإ هن س ْهل بْن حنَـ ْي ٍ‬ ‫ني وا ْحلم ِة‪ ،‬وي ُد ُّل َعلَْي ِه ِسيا ُق ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ال لَهُ ملا أصابته العني أّو يف‬ ‫ف قَ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ْنـ َها ِيف ال َْع ْ ِ َ ُ َ َ َ‬
‫ص ِة‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫اخلَا ه‬‫الرقَى ال َْعا هم ِة َو ْ‬
‫يث ُّ‬ ‫اد ِ‬ ‫س أَو ُْحَ ٍة وي ُد ُّل َعلَي ِه سائِر أَح ِ‬
‫ْ َ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ال « َال ُرقـْيَةَ إِهال ِيف نَـ ْف ٍ ْ‬ ‫الرقَى َخ ْيـ ٌر؟ فَـ َق َ‬‫ُّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َال ُرقـْيَةَ إِهال من عني أو ْحة أو‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫روى أبو داود ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال قَ َ‬ ‫يث أنس قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬
‫دم يفرقأ «‪. »7‬‬
‫الرقـْيَ ِة من العني واحلمة‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫هص َر ُس ُ‬
‫ضا‪َ :‬رخ َ‬
‫يح مسلم» َع ْنهُ أَيْ ً‬ ‫َوِيف « َ‬
‫والنملة‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُرقـْيَ ِة الله ِدي ِغ ِابلْ َف ِاَتَ ِة‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ال‪ :‬انْطَلَ َق نَـ َف ٌر ِم ْن أ ْ ِ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يث أَِيب س ِع ٍ‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬
‫يح ْ ِ ْ َ‬
‫أَ ْخرجا ِيف «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫َص َحاب النِ ِّ‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫صح َ‬ ‫ََ‬
‫وه ْم‪،‬‬ ‫ضيِّ ُف ُ‬‫وه ْم‪ ،‬فَأَبَـ ْوا أَ ْن يُ َ‬ ‫ضافُ ُ‬ ‫استَ َ‬
‫ب‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َحيَ ِاء ال َْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫وها َح هىت نَـ َزلُوا َعلَى َح ٍّي م ْن أ ْ‬
‫ٍ‬
‫َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف َس ْف َرة َسافَـ ُر َ‬
‫َ‬
‫ين‬ ‫ضهم لَو أَتَـيـتُم َه ُؤَال ِء ال هرْه َ ه ِ‬ ‫س َع ْوا لَهُ بِ ُك ِّل َش ْي ٍء َال يَـ ْنـ َفعُهُ َش ْيءٌ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫غ َسيِّ ُد ذَلِ َ‬ ‫فَـلُ ِد َ‬
‫ط الذ َ‬ ‫ال بَـ ْع ُ ُ ْ ْ ْ ْ‬ ‫ك ا ْحلَ ِّي‪ ،‬فَ َ‬
‫غ‪َ ،‬و َس َع ْيـنَا لَهُ بِ ُك ِّل‬ ‫ط إِ هن َسيه َد َان لُ ِد َ‬
‫ض ِه ْم َش ْيءٌ‪ ،‬فَأَتَـ ْو ُه ْم‪ ،‬فَـ َقالُوا َاي أَيُّـ َها ال هرْه ُ‬ ‫نَـزلُوا لَعله ُهم أَ ْن ي ُكو َن ِع ْن َد بـ ْع ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬
‫ض ْفنَا ُك ْم‪،‬‬ ‫استَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل إِِّين َأل َْرقي‪َ ،‬ولَك ِن ْ‬
‫ضهم‪ :‬نَـعم و هِ‬
‫ال بَـ ْع ُ ُ ْ َ ْ َ‬ ‫َح ٍد ِم ْن ُك ْم ِم ْن َش ْي ٍء؟ فَـ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫َش ْيء َال يَـ ْنـ َفعُهُ‪ ،‬فَـ َه ْل ع ْن َد أ َ‬
‫وه ْم َعلَى قَ ِطي ٍع ِم َن الْغَنَ ِم‪ ،‬فَانْطَلَ َق يَـ ْتـ ُف ُل َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫صا َحلُ ُ‬ ‫اق َح هىت ََتْ َعلُوا لَنَا ُج ْع ًال‪ ،‬فَ َ‬ ‫وان‪ ،‬فَما أ ََان بـر ٍ‬
‫ضيّ ُف َ َ َ َ‬
‫فَـلَ ْم تُ َ ِ‬
‫ال فَأ َْوفَـ ْو ُه ْم ُج ْعلَ ُه ُم‬‫ال‪ ،‬فَانْطَلَ َق ميَْ ِشي َوَما بِ ِه قَـلَبَةٌ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ط ِم ْن ِع َق ٍ‬ ‫ني‪ ،‬فَ َكأَهمنَا أُنْ ِش َ‬‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ِِ‬
‫َويَـ ْق َرأُ ا ْحلَ ْم ُد هَّلل َر ِّ‬
‫ول هِ‬ ‫ال اله ِذي َرقَى َال تَـ ْف َعلُوا َح هىت َأنِْيتَ َر ُس َ‬ ‫ض ُه ْم‪ :‬اقـْتَ ِس ُموا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫وه ْم َعلَْي ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫صلهى‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫صا َحلُ ُ‬ ‫الهذي َ‬
‫ه‬
‫اَّللُ عليه وسلم‪ ،‬فنذكر له‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود والرتمذي بلفظ «وال رقية إال من عني أو ْحة» وإسناده صحيح‪.‬‬

‫(‪)731/7‬‬

‫ال « َوَما‬ ‫ك‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَ َذ َك ُروا لَهُ ذَلِ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اله ِذي َكا َن‪ ،‬فَـنَـ ْنظُر َما َ ُْمرَان‪ ،‬فَـ َق ِد ُموا َعلَى ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ض ِربُوا ِِل َم َع ُك ْم َس ْه ًما» «‪»7‬‬ ‫ْس ُموا َوا ْ‬ ‫ال «قَ ْد أَصبـتُم‪ ،‬اق ِ‬ ‫يك أَنهـ َها ُرقـْيَةٌ؟» ‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫يُ ْد ِر َ‬
‫َْ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َخ ْيـ ُر ال هد َو ِاء‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث علي قَ َ‬ ‫وقَ ْد روى ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ َ َ‬
‫الْ ُق ْرآ ُن» «‪. »2‬‬
‫وِمن الْمعلُ ِ‬
‫ضلُهُ َعلَى‬ ‫ني‪ ،‬اله ِذي فَ ْ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫وم أَ هن بـ ْعض الْ َك َالِم لَهُ َخو ُّ ِ‬
‫اص َوَمنَاف ُع َُمَ هربَةٌ‪ ،‬فَ َما الظه ُّن بِ َك َالِم َر ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ادي‪َ ،‬وال هر ْْحَةُ ال َْعا همةُ‪،‬‬ ‫صمةُ النهافِعةُ‪ ،‬والنُّور ا ْهلَ ِ‬ ‫ش َفاء الت ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ هِ‬ ‫ض ِل هِ‬ ‫ُك ِّل َك َالٍم َك َف ْ‬
‫َ َ ُ‬ ‫هام‪َ ،‬والْع ْ َ‬ ‫اَّلل َعلَى َخلْقه الذي ُه َو ال ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ع ِم ْن َعظَ َمتِ ِه َو َج َاللَتِ ِه‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل َونُـنَـ ِّز ُل م َن الْ ُق ْرآن َما ُه َو شفاءٌ‬ ‫الهذي لو أنزل ظل َعلَى َجبَ ٍل لَتَ َ‬
‫ص هد َ‬
‫ني‪َ ،‬ك َق ْولِ ِه تَـ َع َاىل‪َ :‬و َع َد‬‫َص ُّح الْ َق ْولَ ْ ِ‬
‫يض َه َذا أ َ‬ ‫س َال لِلتـ ْهب ِع ِ‬ ‫ان ا ْجلِْن ِ‬ ‫ني «‪ »3‬و «من» ها هنا لِبـي ِ‬
‫ََ‬
‫ور ْْحةٌ لِل ِ‬
‫ْم ْؤمنِ َ‬
‫ََ َ ُ‬
‫آمنُوا َو َع ِملُوا‬ ‫ِ هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫احل ِ ِ‬ ‫صِ‬ ‫آمنُوا َو َع ِملُوا ال ه‬ ‫ه هِ‬
‫ين َ‬ ‫َجراً َعظيماً «‪َ . »4‬وُكلُّ ُه ْم م َن الذ َ‬ ‫ات م ْنـ ُه ْم َمغْف َرةً َوأ ْ‬ ‫ين َ‬ ‫اَّللُ الذ َ‬
‫يل‪َ ،‬وَال ِيف‬ ‫اإل ِْْن ِ‬‫آن‪َ ،‬وَال ِيف التـ ْهوَراةِ‪َ ،‬وَال ِيف ِْ‬ ‫اب الهِيت ََل يـ ْنـز ْل ِيف الْ ُقر ِ‬ ‫ْكتَ ِ‬‫ات‪ ،‬فَما الظه ُّن بَِف ِاَتَ ِة ال ِ‬ ‫احل ِ‬ ‫ال ه ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ص َ‬
‫َمسَ ِاء الرب‪ -‬تعاىل‪-‬‬ ‫ول أ ْ‬ ‫ُص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل‪ ،‬ال ُْم ْشتَملَة َعلَى ذ ْك ِر أ ُ‬
‫ب هِ‬ ‫ض ِّمنَ ِة ِجلَ ِمي ِع َم َع ِاين ُكتُ ِ‬‫ال هزبُوِر ِمثْـلُ َها‪ ،‬ال ُْمتَ َ‬
‫يد ال هربوبِيه ِة‪ ،‬وتَـو ِح ِ‬ ‫اد‪ ،‬وِذ ْك ِر التـهو ِحي َدي ِن‪ :‬تَـو ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ْ ْ‬ ‫وَمامعها‪ ،‬وهي هللا‪ ،‬والرب‪ ،‬وو الرْحن‪َ ،‬وإِثْـبَات ال َْم َع َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫يص ِه ُس ْب َحانَهُ بِ َذلِ َ‬
‫ص ِ‬ ‫ب ا ْهلِ َداي ِة‪ ،‬وَختْ ِ‬
‫َ َ‬ ‫اإل َعانَِة َوطَلَ ِ‬‫ب ِْ‬ ‫ب ُس ْب َحانَهُ ِيف طَلَ ِ‬ ‫ِْ ِ ِ ِ ِ‬
‫اإل َهليهة‪َ ،‬وذ ْك ِر االفْتِ َقا ِر إِ َىل ال هر ِّ‬
‫صر ِ‬
‫اط ِه‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫ض ِه‪َ ،‬وَما ال ِْعبَ ُ‬‫اإلط َْال ِق وأَنْـ َف ِع ِه وأَفْـر ِ‬‫الد َع ِاء َعلَى ِْ‬ ‫ض ِل ُّ‬ ‫َوِذ ْك ِر أَفْ َ‬
‫ج َش ْيء إلَْيه‪َ ،‬و ُه َو ا ْهل َدايَةُ إ َىل َ‬ ‫َح َو ُ‬ ‫اد أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب َما نَـ َهى َع ْنهُ‪َ ،‬و ِاال ْستِ َق َام ِة‬ ‫اجتِنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يدهِ و ِعب َ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ال ُْم ْستَ ِق ِيم‪ ،‬ال ُْمتَ َ‬
‫ادتِه بِف ْع ِل َما أ ََم َر بِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫ال َم ْع ِرفَته َوتَـ ْوح َ َ‬ ‫ض ِّم ِن َك َم َ‬
‫س َام ُه ْم إِ َىل ُم ْنـ َع ٍم َعلَْي ِه ِمبَْع ِرفَ ِة ا ْحلَِّق‪َ ،‬وال َْع َم ِل بِ ِه‪،‬‬ ‫اف ْ ِ ِ‬ ‫ض همن ِذ ْكر أَصنَ ِ‬ ‫َعلَْي ِه إِ َىل الْمم ِ‬
‫اخلََالئ ِق َوانْق َ‬ ‫ات‪َ ،‬ويَـتَ َ ُ َ ْ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬
‫ام‬
‫ْس ُ‬
‫ِِ‬ ‫ض ٍّ ِ ِ‬
‫ال ب َع َدم َم ْع ِرفَته لَهُ‪َ .‬و َه ُؤَالء أَق َ‬ ‫وب َعلَْي ِه بِعُ ُدولِ ِه َع ِن ا ْحلَِّق بَـ ْع َد َم ْع ِرفَتِ ِه لَهُ‪َ ،‬و َ‬
‫ض ٍ‬ ‫َوَُمَبهتِ ِه‪َ ،‬وإِيثَا ِرهِ‪َ ،‬وَمغْ ُ‬
‫الص َف ِ‬ ‫شر ِع‪ ،‬وا ْأل ْ ِ‬ ‫اخلَلِي َق ِة مع تَ َ ِ ِ ِ‬
‫ات‪ ،‬واملعاد‪ ،‬والنبوات‪ ،‬وتزكية النفوس‪،‬‬ ‫َمسَاء‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ض ُّمن َها ِإلثْـبَات الْ َق َد ِر‪َ ،‬وال ه ْ َ‬ ‫ْ ََ‬
‫وإصالح‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‪ ،‬وأخرجه الرتمذي وابن ماجه وأْحد‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه يف الطب‬
‫(‪ )3‬اإلسراء‪92 -‬‬
‫(‪ )4‬الفتح‪29 -‬‬

‫(‪)737/7‬‬

‫ك ِيف كِتَابِنَا‬ ‫اط ِل‪َ ،‬ك َما ذَ َك ْرَان َذلِ َ‬ ‫َجي ِع أ َْه ِل الْبِ َد ِع والْب ِ‬
‫َ َ‬
‫اَّلل وإِ ْحسانِِه‪ ،‬وال هرِّد َعلَى َِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وب‪َ ،‬وذ ْك ِر َع ْدل ه َ َ َ‬
‫الْ ُقلُ ِ ِ‬
‫ض َشأ ِْهنَا‪ ،‬أَ ْن يُ ْستَ ْش َفى ِهبَا ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء‪،‬‬ ‫ورة َه َذا بَـ ْع ُ‬
‫سالِ ِكني» ِيف َشرِحها‪ .‬وح ِقي ٌق بِس ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫ْ َ ََ‬ ‫ِج ال ه َ‬ ‫الْ َكبِ ِري « َم َدار ِ‬
‫َويُـ ْرقَى ِهبَا الله ِدي ُغ‪.‬‬
‫َوِاب ْجلُ ْملَ ِة فما َتنته الفاَتة ن إخالص العبودية والثناء على هللا‪ ،‬وتقويض ْاأل َْم ِر ُكلِّ ِه إِلَْي ِه‪َ ،‬و ِاال ْستِ َعانَِة بِ ِه‪،‬‬
‫ب النِّ َع َم‪َ ،‬وتَ ْدفَ ُع النِّ َق َم‪ِ ،‬م ْن أَ ْعظَِم ْاألَ ْد ِويَِة‬ ‫ِ ِ ه ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هوُّك ِل َعلَْيه‪َ ،‬و ُس َؤاله ََمَام َع النّ َع ِم ُكلّ َها‪َ ،‬وه َي ا ْهل َدايَةُ ال ِيت ََتْل ُ‬ ‫َوالتـ َ‬
‫شافِيَ ِة الْ َكافِيَ ِة‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫ني ِم ْن أَقـ َْوى‬ ‫ني الْ َكلِ َمتَـ ْ ِ‬
‫ب أَ هن َهاتَـ ْ ِ‬ ‫ني‪َ ،‬وَال َريْ َ‬
‫ِ‬ ‫ضع ُّ ِ‬
‫الرقـْيَة منها‪ :‬إِ هاي َك نَـ ْعبُ ُد َوإِ هاي َك نَ ْستَع ُ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ :‬إِ هن َم ْو َ‬
‫ِ‬
‫َوقَ ْد ق َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫هوُّك ِل‪َ ،‬و ِااللْتِ َج ِاء َو ِاال ْستِ َعانَِة‪َ ،‬و ِاالفْتِ َقا ِر َوالطهلَ ِ‬ ‫وم التهـ ْف ِو ِ‬ ‫أَجز ِاء ه َذا ال هدو ِاء‪ ،‬فَِإ هن فِي ِهما ِمن عم ِ‬
‫يض َوالتـ َ‬ ‫َ ْ ُُ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ال َْو َسائِ ِل َو ِه َي ِاال ْستِ َعانَةُ بِ ِه َعلَى عبَ َ‬ ‫ب وح َدهُ‪ ،‬وأَ ْشر ِ‬
‫ادتِِه َما‬ ‫ادةُ ال هر ّ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ت‪َ ،‬و ِه َي عبَ َ‬ ‫ني أَ ْعلَى الْغَااي ِ‬
‫َ‬ ‫َوا ْجلَ ْم ِع بَـ ْ َ‬
‫ت أَتَـ َعا ََلُ ِهبَا‪ُ ،‬‬ ‫ت فِ ِيه وفَـ َق ْد ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫آخ ُذ‬ ‫اء‪ ،‬فَ ُك ْن ُ‬ ‫يب َوال هد َو َ‬ ‫ت الطهب َ‬ ‫ْت ِمبَ هكةَ َسق ْم ُ َ‬ ‫س ِيف غَ ِْريَها‪َ ،‬ولََق ْد َم هر ِيب َوق ٌ‬ ‫لَْي َ‬
‫ك‬‫ت أَ ْعتَ ِم ُد ذَلِ َ‬ ‫ص ْر ُ‬ ‫ك الْبـرء التها هم‪ ،‬مُه ِ‬ ‫َشربةً ِمن م ِاء َزمزم‪ ،‬وأَقـْرُؤها َعلَيـها ِمرارا‪ ،‬مُه أَ ْشربه‪ ،‬فَـوج ْد ُ ِ ِ‬
‫ت ب َذل َ ُ ْ َ‬ ‫َُُ َ َ‬ ‫َْ ْ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ً‬
‫ِع ْن َد َكثِ ٍري ِم َن ْاأل َْو َج ِاع‪ ،‬فَأَنْـتَ ِف ُع ِهبَا غَايَةَ االنتفاع‪.‬‬

‫فصل‬
‫ت بِ َك ْي ِفيه ِ‬ ‫ِ‬ ‫يع‪ ،‬فَِإ هن ذَو ِ‬ ‫ات ُّ ِ ِ ِ‬ ‫ويف َتثري الرقى ابلفاَتة وغريها ِع َال ِج ذَو ِ‬
‫ات‬ ‫الس ُموم أَثهـ َر ْ‬ ‫ات ُّ‬ ‫َ‬ ‫الس ُموم س ٌّر بَد ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ضب‪ ،‬فَِإذَا غَ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫وسها ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪،‬‬ ‫ضبَ ْ‬ ‫اخلَبيثَة‪َ ،‬ك َما تَـ َق هد َم‪َ ،‬وس َال ُح َها ُْحَاتُـ َها ال ِيت تَـلْ َدغُ هبَا‪َ ،‬وه َي َال تَـ ْل َدغُ َح هىت تَـغْ َ َ‬ ‫نُـ ُف َ‬
‫س ال هراقِي‬ ‫ٍ ِ‬ ‫اَّلل سبحانَه لِ ُك ِل د ٍاء دو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ََث َر فِ َيها ُّ‬
‫اء‪َ ،‬ول ُك ِّل َش ْيء ض ًّدا َونَـ ْف ُ‬ ‫الس ُّم‪ ،‬فَـتَـ ْقذفُهُ ِِبلَت َها‪َ ،‬وقَ ْد َج َع َل هُ ُ ْ َ ُ ّ َ َ َ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ْي ِه َما فِ ْع ٌل َوانِْف َع ٌ‬ ‫تَـ ْفعل ِيف نَـ ْف ِ ِ‬
‫س‬‫ني ال هداء َوال هد َواء‪ ،‬فَـتَـ ْق َوى نَـ ْف ُ‬ ‫ال‪َ ،‬ك َما يَـ َق ُع بَـ ْ َ‬ ‫ني نَـ ْف َ‬
‫س ال َْم ْرق ِّي‪ ،‬فَـيَـ َق ُع بَـ ْ َ‬ ‫َُ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وَم َد ُار ََتْثِ ِري ْاألَ ْد ِويَِة َو ْاألَ ْد َو ِاء َعلَى ال ِْف ْع ِل‬
‫ك ال هد ِاء‪ ،‬فَـي ْدفَـعه إبِِ ْذ ِن هِ‬
‫َ ُُ‬ ‫ال هراقِي َوقُـ هوتُهُ ِاب ُّلرقـْيَ ِة َعلَى َذلِ َ‬
‫وح ِاينُّ‪،‬‬
‫الر َ‬ ‫وحانِيهـ ْ ِ‬
‫ني‪َ ،‬و ُّ‬ ‫الر َ‬‫ني ال هد ِاء َوال هد َو ِاء ُّ‬ ‫ني ال هد ِاء َوال هد َو ِاء الطهبِ ِيعيهـ ْ ِ‬
‫ني‪ ،‬يَـ َق ُع بَـ ْ َ‬ ‫ال َو ُه َو َك َما يَـ َق ُع بَـ ْ َ‬‫و ِاالنْ ِف َع ِ‬
‫َ‬
‫الد َع ِاء‪،‬‬
‫لرقـْيَ ِة‪َ ،‬وال ِّذ ْك ِر َو ُّ‬‫اش ِر لِ ُّ‬
‫س الْمب ِ‬ ‫ِ‬
‫الرطُوبَة َوا ْهلََواء‪َ ،‬والنهـ َف ِ ُ َ‬
‫ْك ُّ ِ‬ ‫استِ َعانَةٌ بِتِل َ‬
‫ث َوالتهـ ْف ِل ْ‬ ‫والطهبِ ِيع ُّي‪ ،‬وِيف النهـ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫س‪،‬‬‫الر ِيق َوا ْهلََو ِاء َوالنهـ َف ِ‬ ‫َج َز ِاء َاب ِطنِ ِه ِم َن ِّ‬ ‫ِ‬
‫احبَـ َها َش ْيءٌ م ْن أ ْ‬ ‫ص َ‬
‫الرقـْيةَ َختْرج ِمن قَـل ِ ِ ِ ِ‬
‫ْب ال هراقي َوفَمه‪ ،‬فَِإذَا َ‬ ‫فَِإ هن ُّ َ ُ ُ ْ‬
‫ت أمتّ‬
‫َكانَ ْ‬

‫(‪)732/7‬‬

‫يب‬‫ادثَِة ِع ْن َد تَـ ْركِ ِ‬ ‫اج بـيـنَـهما َكي ِفيهةٌ م َؤثِّرةٌ َشبِيهةٌ ِابلْ َكي ِفيه ِة ا ْحل ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ص ُل ابال ْزد َو ِ َ ْ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ََتْثِريا‪ ،‬وأَقـْوى فِ ْع ًال ونُـ ُفو ًذا‪ ،‬وَْحي ِ ِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َ‬
‫ْاألَ ْد ِويَِة‪.‬‬
‫ث َعلَى‬ ‫ني ِاب ُّلرقـْي ِة وِابلنهـ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫اخلَبِيثَةَ‪َ ،‬وتَ ِزي ُد بِ َك ْيفيهة نَـ ْفسه‪َ ،‬وتَ ْستَع ُ‬ ‫وس ْ‬ ‫س ال هراقِي تُـ َقابِ ُل تِل َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ْك النهـ ُف َ‬ ‫َواب ْجلُ ْملَة‪ :‬فَـنَـ ْف ُ‬
‫استِ َعانَِة تِل َ‬
‫ْك‬ ‫ِ‬
‫استِ َعانَـتُهُ بِنَـ ْفثِه َك ْ‬
‫الرقـْيَةُ أَ َمته‪َ ،‬و ْ‬‫ت ُّ‬ ‫س ال هراقِي أَقـْوى‪َ ،‬كانَ ِ‬
‫َ‬ ‫ت َك ْي ِفيهةُ نَـ ْف ِ‬ ‫ك ْاألَثَ ِر‪َ ،‬وُكله َما َكانَ ْ‬ ‫إِ َزالَ ِة َذلِ َ‬
‫وس ال هرِديئَ ِة بِلَ ْس ِع َها‪.‬‬
‫النُّـ ُف ِ‬
‫اخلَبِيثَةُ‪َ ،‬وِهلََذا تَـ ْف َعلُهُ ال ه‬ ‫اح الطهيِّبَةُ َو ْ‬ ‫آخر‪ ،‬فَِإنههُ ِممها تَستَ ِع ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َح َرةُ َك َما يَـ ْف َعلُهُ أ َْه ُل‬ ‫ني به ْاأل َْرَو ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َوِيف النهـ ْفث س ٌّر َ ُ‬
‫اربَِة‪،‬‬ ‫ضِ‬ ‫ف بِ َك ْي ِفيه ِة الْغَ َ‬ ‫اَثت ِيف الْعُ َق ِد‪َ ،‬وذَلِ َ ِ ه‬ ‫ال تَـع َاىل وِمن َش ِر النهـ هف ِ‬ ‫ِْ ِ‬
‫ب َوال ُْم َح َ‬ ‫س تَـتَ َكيه ُ‬ ‫ك ألَن النهـ ْف َ‬ ‫اإلميَان قَ َ َ َ ْ ّ‬
‫ب لِ َك ْي ِفيه ٍة ُم َؤثَِّرةٍ‪،‬‬ ‫لر ِيق م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وتُـر ِسل أَنْـ َفاس َها ِس َهاما َهلَا‪ ،‬وََتُ ُّد َها ِابلنهـ ْف ِ‬
‫صاح ٌ‬ ‫ث َوالتهـ ْف ِل الهذي َم َعهُ َش ْيءٌ م َن ا ِّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َْ ُ َ‬
‫ث َعلَى الْع ْق َدةِ‬ ‫هص ْل ِ ِِب ْس ِم ال َْم ْس ُحوِر‪ ،‬بَ ْل تَـ ْنـ ُف ُ‬ ‫استِعانَةً بـيِنَةً‪ ،‬وإِ ْن ََل تَـت ِ‬ ‫ني ِابلنهـ ْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫ُ‬ ‫ث ْ َ َّ َ ْ‬ ‫س َواح ُر تَ ْستَع ُ‬ ‫َ‬
‫وح‬
‫الر ُ‬ ‫اخلَبِيثَ ِة‪ ،‬فَـتُـ َقابِلُ َها ُّ‬‫الس ْفلِيه ِة ْ‬ ‫اح ُّ‬ ‫ك ِيف ال َْم ْس ُحوِر بِتَـ َو ُّس ِط ْاأل َْرَو ِ‬ ‫لس ْح ِر‪ ،‬فَـيَـ ْع َم ُل ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوتَـ ْعق ُد َها‪َ ،‬وتَـتَ َكله ُم ِاب ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ي َكا َن ا ْحلُ ْك ُم لَهُ‪َ ،‬وُم َقابَـلَةُ‬ ‫ني ِابلنهـ ْفث‪ ،‬فَأَيُّـ ُه َما قَ ِو َ‬ ‫ال هزكيهةُ الطهيِّبَةُ بِ َك ْيفيهة ال هدفْ ِع َوالته َكلُّ ِم ِاب ُّلرقـْيَة‪َ ،‬وتَ ْستَع ُ‬
‫اربَـتُـ َها َوآلَتُـ َها َس َواءٌ‪ ،‬بَ ِل ْاأل ْ‬
‫َص ُل‬ ‫س ِام‪َ ،‬و ُُمَ َ‬ ‫َج َ‬
‫ِ‬
‫س ُم َقابَـلَة ْاأل ْ‬ ‫اربَـتُـ َها َوآلَتُـ َها ِم ْن ِج ْن ِ‬ ‫ض‪َ ،‬و ُُمَ َ‬ ‫ض َها لِبَـ ْع ٍ‬ ‫اح بـ ْع ِ‬
‫ْاأل َْرَو ِ َ‬
‫س َال ي ْشعر بِتَأْثِري ِ‬
‫ات‬ ‫ب َعلَْيه ا ْحل ُّ َ ُ ُ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِام آلَتُـ َها َو ُج ْن ُد َها َولَك ْن َم ْن غَلَ َ‬ ‫َج َ‬ ‫اربَِة َوالتهـ َقابُ ِل لِ ِْل َْرَو ِ‬
‫اح َو ْاأل ْ‬ ‫ِيف ال ُْم َح َ‬
‫َح َك ِام َها‪َ ،‬وأَفْـ َع ِاهلَا‪.‬‬ ‫س َعلَْي ِه‪َ ،‬وبُـ ْع ِدهِ ِم ْن َعاََِل ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اح‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اح َوأَفْـ َعاهلَا َوانْف َع َاالهتَا ال ْست َيالء ُس ْلطَان ا ْحل ِّ‬ ‫ْاأل َْرَو ِ‬
‫ت ذَلِ َ‬ ‫ت ِابلنهـ ْف ِ‬ ‫ِِ‬
‫ك‬ ‫ث َوالتهـ ْف ِل‪ ،‬قَابَـلَ ْ‬ ‫ت ِمبََع ِاين الْ َفاَتَة‪َ ،‬و ْ‬
‫استَـ َعانَ ْ‬ ‫ت قَ ِويهةً َوتَ َكيهـ َف ْ‬‫وح إِذَا َكانَ ْ‬ ‫الر َ‬‫ود‪ :‬أَ هن ُّ‬ ‫ص ُ‬‫َوال َْم ْق ُ‬
‫اخلَبِيثَ ِة‪ ،‬فَأ ََزالَْتهُ وهللا أعلم‪.‬‬ ‫وس ْ‬ ‫ص َل ِم َن النُّـ ُف ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاألَثَـ َر الهذي َح َ‬

‫ب ِاب ُّلرقـْيَ ِة‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم ِيف ِع َال ِج لَ ْدغَ ِة ال َْع ْقر ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫فَ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّلل ب ِن مسع ٍ‬ ‫روى ابن أَِيب َشيـبةَ ِيف «مسنَ ِدهِ‪ِ ،‬من ح ِد ِ ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬بَـ ْيـنَا َر ُس ُ‬
‫ود‪ ،‬قَ َ‬ ‫يث َع ْبد ه ْ َ ْ ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫َْ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫وسلهم يصلِّي‪ ،‬إِ ْذ سج َد فَـلَ َدغَْتهُ َع ْقرب ِيف أ ْ ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ف َر ُس ُ‬ ‫ص َر َ‬
‫ُصبُعه‪ ،‬فَانْ َ‬ ‫ٌَ‬ ‫ََ‬ ‫ََ ََُ‬

‫(‪)733/7‬‬

‫ضع مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِِ‬ ‫ب َما تَ َدعُ نَبِيًّا َوَال غَْيـ َرهُ» ‪ ،‬قَ َ‬
‫ض َع‬ ‫ْح‪ ،‬فَ َج َع َل يَ َ ُ َ ْ‬ ‫ال مُه َد َعا إبِِ َانء فيه َماءٌ َومل ٌ‬ ‫ال «لَ َع َن ه‬
‫اَّللُ ال َْع ْق َر َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ت «‪. »7‬‬ ‫ني َح هىت َس َكنَ ْ‬ ‫َح ٌد‪َ ،‬وال ُْم َع ِّوذَتَـ ْ ِ‬ ‫ْح‪َ ،‬ويَـ ْق َرأُ قُ ْل ُه َو ه‬
‫اَّللُ أ َ‬ ‫الله ْدغَ ِة ِيف ال َْم ِاء َوال ِْمل ِ‬
‫ص ِم ْن‬ ‫ورةِ ِْ‬ ‫ب ِمن ْاألَمري ِن‪ :‬الطهبِ ِيع ِي و ِْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْخ َال ِ‬ ‫اإل َهل ِّي‪ ،‬فَِإ هن ِيف ُس َ‬ ‫َّ‬ ‫ج ِابل هد َواء ال ُْم َرهك ِ َ ْ َ ْ‬ ‫فَفي َه َذا ا ْحلَديث الْع َال ُ‬
‫َّلل‪ ،‬الْمستَـلْ ِزم ِة نَـ ْفي ُك ِل َش ِرَك ٍة َع ْنهُ‪ ،‬وإِثْـب ِ‬ ‫ات ْاأل ِ ِ ِ ِ‬ ‫اد ِي‪ ،‬وإِثْـب ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫َكم ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ‬ ‫َحديهة ه ُ ْ َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ال التـ ْهوحيد الْعلْم ِّي اال ْعت َق ّ َ َ‬ ‫َ‬
‫صم ُد إِلَْي ِه ِيف حوائِ ِج َها‪ ،‬أَي‪ :‬تَـ ْق ِ‬ ‫ال لَهُ مع َكو ِن ْ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ال ه ِ ِ‬
‫ص ُدهُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫اخلََالئ ِق تَ ْ ُ‬ ‫ص َمديهة ال ُْم ْستَـلْ ِزَمة ِإلثْـبَات ُك ِّل َك َم ٍ َ َ ْ‬
‫ف ِء َع ْنه الْمت َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫َص ِل‪،‬‬ ‫ض هم ِن لنَـ ْف ِي ْاأل ْ‬ ‫اخلَلي َقةُ‪َ ،‬وتَـتَـ َو هجهُ إِلَْي ِه‪ ،‬عُ ْل ِويُّـ َها َو ُس ْفليُّـ َها‪َ ،‬ونَـ ْف ِي ال َْوال ِد َوال َْولَ ِد‪َ ،‬والْ ُك ْ ُ ُ َ‬
‫ات ُك ِّل‬ ‫ص َم ِد إِثْـبَ ُ‬
‫امس ِه ال ه‬‫آن‪ ،‬فَِفي ِْ‬ ‫ث الْ ُقر ِ‬
‫ت تَـ ْعد ُل ثُـلُ َ ْ‬
‫ت بِ ِه وصار ْ ِ‬
‫صْ َ ََ‬ ‫هظ ِري‪َ ،‬وال ُْم َماثِ ِل ِممَا ا ْختَ ه‬ ‫والْ َفر ِع والن ِ‬
‫َ ْ َ‬
‫ال‪ .‬وِيف ْاألَح ِد نفي كل شريك الذي ا ْجل َال ِل‪ ،‬وه ِذهِ‬ ‫ف ِء التهـ ْن ِزيهُ َع ِن ال ه ِ ِ ِ ِ‬ ‫ال‪َ ،‬وِيف نَـ ْف ِي الْ ُك ْ‬ ‫الْ َكم ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫شبيه َوالْمثَ َ‬ ‫َ‬
‫يد‪.‬‬‫ول الث َهالثَةُ ِهي ََمَ ِامع التـهو ِح ِ‬ ‫ُص ُ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫ْاأل ُ‬
‫ص ًيال‪ ،‬فَِإ هن ِاال ْستِ َعاذَةَ ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َق تَـعُ ُّم ُك هل َش ٍّر‬ ‫ني ِاال ْستِعاذَةُ ِمن ُك ِل م ْكروهٍ َُجْلَةً وتَـ ْف ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف ال ُْم َع ِّوذَتَـ ْ ِ‬
‫اس ِق َو ُه َو اللهْي ُل‪َ ،‬وآيَتِ ِه َو ُه َو الْ َق َم ُر‬ ‫اح و ِاالستِعاذَةَ ِمن َش ِر الْغَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ ّ‬ ‫س ِام أَ ِو ْاأل َْرَو ِ َ ْ َ‬ ‫َج َ‬ ‫يُ ْستَـ َعاذُ م ْنهُ‪َ ،‬س َواءٌ َكا َن ِيف ْاأل ْ‬
‫ول بَـ ْيـنَـ َها‬ ‫هها ِر َحيُ ُ‬ ‫اح ْ ِ ِ ه‬
‫اخلَبيثَة ال ِيت َكا َن نُ ُ‬
‫ور النـ َ‬ ‫ض هم ُن ِاال ْستِ َعاذَةَ ِم ْن َش ِّر َما يَـ ْنـتَ ِش ُر فِ ِيه ِم َن ْاأل َْرَو ِ‬ ‫اب‪ ،‬تَـتَ َ‬ ‫إِذَا غَ َ‬
‫ت‪.‬‬‫ت َو َعاثَ ْ‬ ‫اب الْ َق َم ُر‪ ،‬انْـتَ َ‬
‫ش َر ْ‬ ‫شا ِر‪ ،‬فَـلَ هما أَظْلَ َم اللهْي ُل َعلَْيـ َها َوغَ َ‬ ‫ني ِاالنْتِ َ‬ ‫َوبَـ ْ َ‬
‫اح ِر َو ِس ْح ِرِه هن‪.‬‬ ‫سو ِ‬ ‫ت ِيف الْع َق ِد تَـت َ ِ ِ ِ‬ ‫و ِاال ْستِعاذَةَ ِمن َش ِر النهـ هف َاَث ِ‬
‫ض هم ُن اال ْست َعاذَةَ م ْن َش ِّر ال ه َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ ّ‬ ‫َ َ‬
‫س ِد َها َونَظَ ِرَها‪.‬‬ ‫وس ْ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اخلَبيثَة ال ُْم ْؤذيَة حبَ َ‬ ‫ض هم ُن ِاال ْستِ َعا َذ َة ِم َن النُّـ ُف ِ‬ ‫اس ِد تَـتَ َ‬ ‫و ِاالستِعا َذ َة ِمن َش ِر ا ْحل ِ‬
‫ْ ّ َ‬ ‫َ َْ‬
‫ورَات ِن ِاال ْستِ َعا َذةَ ِم ْن‬ ‫الس َ‬
‫ت ُّ‬ ‫س وا ْجلِ ِن‪ ،‬فَـ َق ْد ََجَ َع ِ‬
‫اإلنْ ِ َ ّ‬ ‫ني ِْ‬ ‫اط ِ‬‫ض همن ِاالستِعا َذ َة ِمن َش ِر َشي ِ‬
‫ْ ّ َ‬ ‫ورةُ الثهانيَةُ‪ :‬تَـتَ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫الس َ‬ ‫َو ُّ‬
‫ِ‬
‫ُك ِّل َش ٍّر‪َ ،‬وَهلَُما َشأْ ٌن َعظ ٌ‬
‫يم يف االحرتاس والتحصن‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي‪ ،‬وأخرجه الطَباين يف الكبري واألوسط‪ ،‬والبيهقي يف الشعب وأبو نعيم يف الطب‪.‬‬

‫(‪)734/7‬‬

‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم عُ ْقبةَ بن َع ِام ٍر بِِقر ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِم َن ُّ‬


‫ب ُك ِّل‬ ‫اءهت َما َعق َ‬ ‫ََ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫هب َ‬ ‫صى النِ ُّ‬ ‫الش ُروِر قَـ ْب َل ُوقُوع َها‪َ ،‬وهلََذا أ َْو َ‬
‫الش ُروِر ِم َن ال ه‬
‫ص َالةِ إِ َىل‬ ‫استِ ْدفَ ِاع ُّ‬ ‫يم ِيف ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ص َالة‪ ،‬ذَ َك َرهُ الرتمذي ِيف « َجامعه» «‪َ »7‬وِيف َه َذا س ٌّر َعظ ٌ‬
‫ٍ‬
‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُس ِح َر ِيف إِ ْح َدى َع ْش َرَة‬ ‫ِِ‬ ‫ص َالةِ‪َ .‬وقَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ال‪َ :‬ما تَـ َع هو َذ ال ُْمتَـ َع ِّوذُو َن ِمبثْل ِه َما‪َ .‬وقَ ْد ذََك َر أَنههُ َ‬ ‫ال ه‬
‫ت الْعُ َق ُد ُكلُّ َها‪،‬‬ ‫ت عُ ْق َدةٌ‪ ،‬ح هىت ْاْنَله ِ‬
‫َ‬ ‫يل نَـ َز َل َعلَْي ِه هبِِ َما‪ ،‬فَ َج َع َل ُكله َما قَـ َرأَ آيَةً ِم ْنـ ُه َما ْاْنَله ْ‬ ‫ِ‬
‫عُ ْق َد ًة‪َ ،‬وأَ هن ج َِْب َ‬
‫ال‪.‬‬‫ط ِم ْن ِع َق ٍ‬ ‫َوَكأَهمنَا أُنْ ِش َ‬
‫ال ِ‬ ‫وم‪َ ،‬وَال ِسيه َما لَ ْدغَةُ ال َْع ْقر ِ‬ ‫ْح نـ ْفعا لِ َكثِ ٍري ِمن السم ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫صاح ُ‬ ‫ب‪ ،‬قَ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ُ‬ ‫ج الطهبِيع ُّي فيه‪ ،‬فَِإ هن ِيف ال ِْمل ِ َ ً‬ ‫َوأَ هما الْع َال ُ‬
‫ْح ِمن الْ ُق هوةِ ا ْجل ِ‬
‫اذبَِة‬ ‫ِ‬ ‫هان لِلَ ْس ِع ال َْع ْقر ِ‬‫ض هم ُد بِ ِه مع بـ ْزِر الْ َكت ِ‬ ‫«الْ َقانُ ِ‬
‫َ‬ ‫ضا‪َ .‬وِيف الْمل ِ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وذَ َك َرهُ غَْيـ ُرهُ أَيْ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ون» ‪ :‬يُ َ‬
‫اج ََجَ َع‬ ‫ب َوإِ ْخ َر ٍ‬ ‫يد َو َج ْذ ٍ‬ ‫السموم و ُحيلِّلُها‪ ،‬ولَ هما َكا َن ِيف لَس ِعها قُـ هوةٌ َان ِريهةٌ ََتْتَاج إِ َىل تَـ َِْب ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ب ُّ ُ َ َ َ َ َ‬ ‫ال ُْم َحلّلَة َما َْجيذ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫بـ ْني الْم ِاء الْمبـ هرِد لِنَا ِر اللهسع ِة‪ ،‬وال ِْمل ِ ِ ِ ِ‬
‫س ُرهُ‬ ‫اج‪َ ،‬و َه َذا أ ََمتُّ َما يَ ُكو ُن م َن الْع َال ِج َوأَيْ َ‬ ‫ب َوإِ ْخ َر ٌ‬ ‫ْح الهذي فيه َج ْذ ٌ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ َ َ َُ‬
‫اج َو ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ب َو ِْ‬
‫اإل ْخ َر ِ‬ ‫ج َه َذا ال هد ِاء ِابلتـ ِْ‬
‫هَب ِ‬
‫يد َوا ْجلَ ْذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫َس َهلُهُ‪َ ،‬وفيه تَـ ْنبيهٌ َعلَى أَ هن ع َال َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ال‪َ :‬اي‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ِ‬
‫اء َر ُج ٌل إ َىل النِ ِّ‬ ‫ال‪َ :‬ج َ‬ ‫يح ِه» َع ْن أَِيب ُه َريْـ َرَة قَ َ‬ ‫وقَ ْد روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ات هِ‬ ‫ت‪ :‬أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬ ‫ال‪« :‬أَما لَو قُـل َ ِ‬ ‫يت ِم ْن َع ْقر ٍ‬ ‫اَّلل! َما لَِق ُ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫َ‬ ‫س ْي َ‬‫ني أ َْم َ‬‫ْت ح َ‬ ‫ب لَ َدغَْت ِِن الْبَا ِر َحةَ فَـ َق َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫ض هر َك» «‪»2‬‬ ‫ات ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َق‪ََ ،‬لْ تَ ُ‬ ‫التها هم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإل َهلِيهةَ تَـ ْنـ َفع ِمن ال هد ِاء بـع َد ح ِ‬
‫صول ِه‪َ ،‬وَتَْنَ ُع م ْن ُوقُوع ِه‪َ ،‬وإِ ْن َوقَ َع ََلْ يَـ َق ْع ُوقُ ً‬
‫وعا‬ ‫َْ ُ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َوا ْعلَ ْم أَ هن ْاألَ ْد ِويَةَ الطهبِ ِيعيهةَ ِْ‬
‫ار‪ ،‬إِ هما أَ ْن‬ ‫ض ًّرا‪ ،‬وإِ ْن َكا َن م ْؤِذاي‪ ،‬و ْاألَ ْد ِويةُ الطهبِ ِيعيهةُ إِ همنَا تَـ ْنـ َفع‪ ،‬بـع َد حص ِ ِ‬ ‫مِ‬
‫ات َو ْاألَذْ َك ُ‬‫هع ُّوذَ ُ‬ ‫ول ال هداء‪ ،‬فَالتـ َ‬ ‫ُ َْ ُ ُ‬ ‫ُ ً َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ض ْع ِف ِه‪،‬‬‫هع ُّوِذ َوقُـ هوتِِه َو َ‬ ‫ب َكم ِ‬ ‫ول بـ ْيـنَـ َها وبـ ْ َ ِ ِ ِ‬ ‫َتَْنَع وقُ َ ِ ِ‬
‫ال التـ َ‬ ‫سِ َ‬ ‫ني َك َمال ََتْث ِريَها حبَ َ‬ ‫اب‪َ ،‬وإِ هما أَ ْن ََتُ َ َ َ َ‬ ‫َسبَ ِ‬‫وع َهذه ْاأل ْ‬ ‫َُ‬
‫ني» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ض‪ ،‬أَ هما ْاأل هَو ُل‪ :‬فَ َكما ِيف «ال ه ِ‬ ‫الص هح ِة‪َ ،‬وِِإل َزالَ ِة ال َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫الرقَى َوالْعُ َوذُ تُ ْستَـ ْع َم ُل حلِِْفظ ِّ‬
‫يث‬ ‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫فَ ُّ‬
‫ث ِيف َك هف ْي ِه قُ ْل ُه َو ه‬ ‫اش ِه نَـ َف َ‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪ ،‬إذ أَوى إِ َىل فِر ِ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ ه‬
‫َح ٌد‬
‫اَّللُ أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬ ‫عائشة َكا َن َر ُس ُ‬
‫ت يده من جسده «‪»3‬‬ ‫س ُح هبِِ َما َو ْج َههُ‪َ ،‬وَما بَـلَغَ ْ‬ ‫ني‪ .‬مُه ميَْ َ‬‫َوال ُْم َع ِّوذَتَـ ْ ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أْحد وأبو داود والنسائي‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف السالم‪ ،‬وأخرجه أْحد‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف الدعوات‪ ،‬ومسلم يف السالم‬

‫(‪)735/7‬‬

‫ب‬‫ت َر ُّ‬ ‫ك تَـ َوهكل ُ‬


‫ْت َوأَنْ َ‬ ‫ت َعلَْي َ‬ ‫ت َرِّيب َال إِلَهَ إِهال أَنْ َ‬ ‫وع «الله ُه هم أَنْ َ‬ ‫يث عُو َذةِ أَِيب ال هد ْر َد ِاء ال َْم ْرفُ ِ‬ ‫وَكما ِيف ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫آخر نَـها ِرهِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ْبهُ م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الْعر ِ ِ‬
‫صيبَةٌ َح هىت ميُْس َي‪َ ،‬وَم ْن قَا َهلَا َ َ‬ ‫ش ال َْعظ ِيم» ‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم َوفيه‪َ :‬م ْن قَا َهلَا أ هَوِل نَـ َها ِره ََلْ تُ ُ‬ ‫َْ‬
‫صبِ َح «‪. »7‬‬ ‫صيبَةٌ َح هىت يُ ْ‬ ‫ص ْبهُ م ِ‬ ‫ِ‬
‫ََلْ تُ ُ‬
‫ورةِ الْبَـ َق َرةِ ِيف لَْيـلَ ٍة َك َفتَاهُ» «‪. »2‬‬ ‫ني» ‪« :‬من قَـرأَ ْاآليـتـ ِ ِ ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وَكما ِيف «ال ه ِ‬
‫ني م ْن آخ ِر ُس َ‬ ‫َ ْ َ ََ ْ‬ ‫صح َ‬ ‫َ َ‬
‫ات هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ال‪ :‬أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬ ‫َوَك َما ِيف «صحيح مسلم» عن النب صلى هللا عليه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن نَـ َز َل َم ْن ِزًال فَـ َق َ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ك» «‪. »3‬‬ ‫ض هرهُ َش ْيءٌ َح هىت يَـ ْرََِت َل ِم ْن َم ْن ِزل ِه ذَلِ َ‬ ‫ات ِم ْن َش ِّر َما َخلَ َق‪ََ ،‬لْ يَ ُ‬ ‫التها هم ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن ِيف ال ه‬ ‫ول هِ‬
‫ض‪َ ،‬رِّيب‬ ‫ول ِابللهْي ِل‪َ « :‬اي أ َْر ُ‬‫س َف ِر يَـ ُق ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َوَك َما ِيف « ُسنَ ِن أيب داود» أَ هن َر ُس َ‬
‫ود‪َ ،‬وِم َن‬
‫َّلل ِمن أَس ٍد وأَس ٍ‬ ‫ِ‬
‫ك‪ ،‬أَعُوذُ ِاب ه ْ َ َ ْ‬ ‫ب َعلَْي ِ‬ ‫يك‪َ ،‬و َش ِّر َما يَ ُد ُّ‬ ‫َّلل ِمن َش ِر ِك و َش ِر ما فِ ِ‬
‫اَّللُ‪ ،‬أَعُوذُ ِاب ه ْ ّ َ ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ك ه‬ ‫وربُّ ِ‬
‫ََ‬
‫ب‪َ ،‬وِم ْن َساكِ ِن الْبَـلَ ِد‪َ ،‬وِم ْن َوالِ ٍد َوَما َولَ َد» «‪. »4‬‬ ‫ا ْحلَيه ِة َوال َْع ْقر ِ‬
‫َ‬
‫الرقـْيَ ِة للعقرب وغريها مما َيت‪.‬‬ ‫الرقـْيَ ِة ِابلْ َف ِاَتَ ِة‪َ ،‬و ُّ‬
‫هاين‪ :‬فَ َك َما تَـ َق هد َم ِم َن ُّ‬‫َوأَ هما الث ِ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُرقـْيَ ِة الن ْهملَ ِة‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫الرقـْيَ ِة ِم َن‬ ‫يح مسلم» أَنههُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َرخ َ‬
‫هص ِيف ُّ‬ ‫َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫قَ ْد تَـ َق هد َم م ْن َحديث أنس الهذي ِيف « َ‬
‫ني َوالن ْهملَ ِة‪.‬‬
‫ا ْحلُ َم ِة َوال َْع ْ ِ‬
‫علي رسول هللا‬ ‫شفاء بنت عبد هللا‪ ،‬قالت‪ :‬دخل ّ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن أيب داود» عن ال ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن السِن‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف فضائل القرآن‪ ،‬ومسلم يف املسافرين‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف الذكر والدعاء‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود وأْحد‪.‬‬

‫(‪)731/7‬‬
‫ْكتَابَةَ» «‪»7‬‬ ‫َُ ْ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوأ ََان ِع ْن َد حفصة‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال‪« :‬أ ََال تُـعلِّ ِمني َه ِذهِ رقـْيةَ النهملَ ِة َكما َعلهمتِيها ال ِ‬ ‫صلهى ه‬
‫َ‬
‫‪.‬‬
‫ب‬‫س ِيف َم َكانِِه َكأَ هن منَْلَةً تَ ِد ُّ‬ ‫وف‪ ،‬و ُِمسّي منَْلَةً‪ِ ،‬ألَ هن ص ِ‬
‫احبَهُ ُِحي ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وح َختْ ُر ُ ِ‬
‫َ‬ ‫ج يف ا ْجلَْنـبَـ ْني‪َ ،‬و ُه َو َداءٌ َم ْع ُر ٌ َ َ‬ ‫الن ْهملَةُ‪ :‬قُـ ُر ٌ‬
‫وس يَـ ْزعُ ُمو َن أَ هن َولَ َد ال هر ُج ِل ِم ْن أُ ْختِ ِه إِذَا‬
‫ال ابن قتيبة َوغَْيـ ُرهُ‪َ :‬كا َن ال َْم ُج ُ‬ ‫َصنَافُـ َها ثََالثَةٌ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َعلَْي ِه َوتَـ َعضُّهُ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫شِ‬ ‫احبَـ َها‪َ ،‬وِم ْنهُ قَـ ْو ُل ال ه‬ ‫ط علَى النهملَ ِة‪َ ،‬ش َفى ص ِ‬
‫اع ِر‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُخ ه َ‬
‫ط َعلَى الن ْهم ِل‬‫ش ٍر ‪ ...‬كِر ٍام َوأَ هان َال َُنُ ُّ‬
‫َ‬ ‫ف لِ َم ْع َ‬ ‫وَال َعيب فِينَا غَيـر عُر ٍ‬
‫َْ ْ‬ ‫َ َْ‬
‫صلهى‬ ‫اجر ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫وروى اخلالل‪ :‬أَ هن الشفاء بنت عبد هللا َكانَ ْ ِ‬
‫هب َ‬ ‫ت إ َىل النِ ِّ‬ ‫ت تَـ ْرقي ِيف ا ْجلَاهليهة م َن الن ْهملَة‪ ،‬فَـلَ هما َه َ َ‬ ‫َ ََ‬
‫اهلِيه ِة ِم َن الن ْهملَ ِة‪َ ،‬وإِِّين‬
‫ت أَرقِي ِيف ا ْجل ِ‬
‫َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل! إِِّين ُك ْن ُ ْ‬ ‫ت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ت قَ ْد َابيَـ َع ْتهُ ِمبَ هكةَ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوَكانَ ْ‬
‫ه‬
‫َح ًدا‪،‬‬ ‫ض ُّر أ َ‬‫ود ِم ْن أَفْـ َو ِاه َها‪َ ،‬وَال تَ ُ‬
‫ت َح هىت تَـعُ َ‬ ‫ضله ْ‬ ‫ت‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ضْ ِ‬
‫ت َعلَْيه فَـ َقالَ ْ ْ‬ ‫ك‪ ،‬فَـعُ ِر َ‬ ‫ض َها َعلَْي َ‬ ‫أُ ِري ُد أَ ْن أَ ْع ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ات‪ ،‬وتَـ ْق ِ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫هاس‪ ،‬قَ َ ِ ِ‬ ‫ب الن ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه‬
‫ص ُد َم َك ًاان نَظي ًفا‪َ ،‬وتَ ْدلُ ُكهُ‬ ‫ال‪ :‬تَـ ْرقي هبَا َعلَى عُود َس ْب َع َم هر َ‬ ‫ْس َر ه‬
‫الل ُه هم ا ْكشف الْبَأ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫يل َعلَى َج َوا ِز تعليم النساء الكتابة‪.‬‬ ‫َعلَى َح َج ٍر ِخَ ِّل َمخْ ٍر َحاذق‪َ ،‬وتَطْليه َعلَى الن ْهملَة‪َ .‬وِيف ا ْحلَديث‪َ :‬دل ٌ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُرقـْيَ ِة ا ْحلَيه ِة‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ض ِّم ا ْحلَ ِاء َوفَـ ْت ِح ال ِْم ِيم َوَختِْف ِيف َها‪َ .‬وِيف‬‫ني‪ ،‬أ َْو ُْحَ ٍة» «‪ ، »2‬ا ْحلُ َمةُ‪ :‬بِ َ‬ ‫قَ ْد تَـ َق هد َم قَـ ْولُهُ‪َ « :‬ال ُرقـْيَةَ إِهال ِيف َع ْ ٍ‬
‫الرقـْيَ ِة ِم َن ا ْحلَيه ِة‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫هص َر ُس ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اج ْه» م ْن َحديث عائشة‪َ :‬رخ َ‬ ‫« ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬‫اب ر ُس ِ‬ ‫ب «‪َ . »3‬ويُ ْذ َكر َع ِن ابْ ِن ِش َه ٍ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َص َح ِ َ‬ ‫ضأ ْ‬ ‫غ بَـ ْع َ‬‫ال‪ :‬لَ َد َ‬
‫ي قَ َ‬ ‫اب ال ُّزْه ِر ِّ‬ ‫ُ‬
‫َوال َْع ْقر ِ‬
‫َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪َ « :‬هل ِمن ر ٍ‬
‫اق؟» فقالوا‪ :‬اي رسول‬ ‫ْ ْ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬ ‫َو َسله َم َحيهةٌ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال النِ ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود وأْحد‬
‫(‪ )2‬احلمة‪ :‬بضم احلاء وختفيف امليم هم السم‪ ،‬واملراد هبا ذوات السموم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن ماجه يف الطب‪.‬‬

‫(‪)731/7‬‬

‫وها‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ت َع ِن ُّ‬


‫الرقَى تَـ َرُك َ‬ ‫هللا! إن آل حزم كانوا يرون ُرقـْيَةَ ا ْحلَيه ِة‪ ،‬فَـلَ هما نَـ َه ْي َ‬
‫ْس ِهبَا» فَأ َِذ َن لَهُ فِ َيها فرقاه «‪. »7‬‬
‫ال‪َ « :‬ال َأب َ‬ ‫ض َعلَْي ِه ُرقَاهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫«ادعو عمارة بن حزم» ‪ ،‬فَ َد َع ْوهُ‪ ،‬فَـ َع َر َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُرقـْيَ ِة الْ َق ْر َح ِة َوا ْجلُْر ِح‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫سا ُن أ َْو‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إِذَا ا ْشتَ َكى ِْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫أَ ْخرجا ِيف «ال ه ِ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ني» َع ْن عائشة قَالَ ْ‬ ‫صح َ‬ ‫ََ‬
‫ال‪« :‬بِ ْس ِم‬ ‫ض‪ ،‬مُه َرفَـ َع َها‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ض َع ُس ْفيَا ُن َسبهابَـتَهُ ِاب ْأل َْر ِ‬ ‫ُصبُ ِع ِه‪َ :‬ه َك َذا َوَو َ‬ ‫ال ِأب ْ‬‫ح‪ ،‬قَ َ‬ ‫َكانَ ْ ِ‬
‫ت بِه قَـ ْر َحةٌ أ َْو ُج ْر ٌ‬
‫يمنَا إبِِ ْذ ِن َربِّنَا» «‪. »7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬تُـ ْربَةُ أ َْرضنَا ب ِري َقة بَـ ْعضنَا‪ ،‬يُ ْش َفى َسق ُ‬
‫ات الطه ِريهةُ‪َ ،‬ال ِسيه َما‬ ‫اح ُ‬ ‫ِ‬
‫وح َوا ْجل َر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وه َي ُم َعا َجلَةٌ لَطي َفةٌ يُـ َعا ََلُ هبَا الْ ُق ُر ُ‬
‫س ِر النهافِ ِع الْمرهك ِ ِ‬
‫َُ‬ ‫َه َذا ِم َن ال ِْع َال ِج ال ُْميَ ه‬
‫ص َاب ِر َدةٌ‬ ‫اخلَالِ ِ‬‫اب ْ‬ ‫ض‪َ ،‬وقَ ْد عُلِم أَ هن طَبِ َيعةَ التـُّر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ود ًة بِ ُك ِّل أ َْر ٍ‬ ‫ت َم ْو ُج َ‬ ‫ِع ْن َد َع َدِم غَ ِْريَها ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة إِ ْذ َكانَ ْ‬
‫ات الهِيت َتَْنَ ُع الطهبِ َيعةُ ِم ْن َج ْو َدةِ فِ ْعلِ َها‪َ ،‬و ُس ْر َع ِة انْ ِد َم ِاهلَا‪َ ،‬ال ِسيه َما ِيف‬ ‫وح وا ْجلِراح ِ‬
‫وابت الْ ُق ُر ِ َ َ َ‬
‫ايبِسةٌ َُمَ هف َفةٌ لِرطُ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ‬
‫ار‪،‬‬‫اج َح ٍّ‬ ‫ات يَـ ْتـبَـعُ َها ِيف أَ ْكثَ ِر ْاأل َْم ِر ُسوءُ ِم َز ٍ‬ ‫اب ْاأل َْم ِزج ِة ا ْحلا هرةِ‪ ،‬فَِإ هن الْ ُقروح وا ْجلِراح ِ‬
‫ُ ََ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫الْبِ َال ِد ا ْحلَا هرة‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َجي ِع ْاألَ ْد ِويَِة‬ ‫ودةِ َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَالِ ِ‬ ‫اح‪َ ،‬وطَبِ َيعةُ التـُّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سةٌ أَ َش ُّد م ْن بُـ ُر َ‬ ‫ص َاب ِر َدةٌ َايب َ‬ ‫اب ْ‬ ‫َ‬ ‫فَـيَ ْجتَم ُع َح َر َارةُ الْبَـلَد َوالْم َز ُ‬
‫اج َوا ْجل َر ُ‬
‫اب قَ ْد غُ ِس َل َو ُج ِّف َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ودةُ التـُّر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف‪،‬‬ ‫ُّر ُ‬
‫ض‪َ ،‬ال سيه َما إ ْن َكا َن التـ َ‬ ‫اب َح َر َارَة ال َْم َر ِ‬ ‫ال ُْم ْف َر َدة الْبَا ِر َدة‪ ،‬فَـتُـ َقاب ُل بُـ ُر َ َ‬
‫لرطُوبَِة‬ ‫ف َهلَا‪ُ ،‬م ِزي ٌل لِ ِش هدةِ يُـ ْب ِس ِه َوََتْ ِف ِيف ِه لِ ُّ‬ ‫اب َُمَ ِّف ٌ‬‫ُّر ُ‬ ‫سيَ َال ُن‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫ت ال هرِديئَ ِة‪َ ،‬وال ه‬ ‫الرطُواب ِ‬
‫ضا َكثْـ َرةُ ُّ َ‬ ‫َويَـ ْتـبَـعُ َها أَيْ ً‬
‫ض ِو‬ ‫اج الْعُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِو ال َْعلِ ِ‬ ‫يل ِم َز ِ‬ ‫ك‪ -‬تَـ ْع ِ‬ ‫ال هرِديئَ ِة الْمانِع ِة ِمن بـرئِها‪ ،‬وَْحيصل بِ ِه‪ -‬مع ذَلِ‬
‫يل‪َ ،‬وَم َىت ا ْعتَ َد َل م َز ُ‬ ‫اج الْعُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ ْ َْ َ َ ُ ُ‬
‫ت َع ْنهُ األَل إبذن هللا‪.‬‬ ‫ت قُـ َواهُ ال ُْم َدبَِّرةُ‪َ ،‬و َدفَـ َع ْ‬ ‫قَ ِويَ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ذكره احلافظ يف اإلصابة‪ ،‬ورواه البخاري يف «التاريخ الصغري» ابسناد جيد‪ ،‬وأخرجه مسلم يف‬
‫صحيحه‪ .‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‪ ،‬وأخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأْحد‪.‬‬
‫قال أبصبعه‪ :‬العرب َتعل القول عبارة عن َجيع األفعال‪.‬‬

‫(‪)739/7‬‬

‫ِ‬ ‫سبهابَِة‪ ،‬مُه يَ َ‬‫ُصبُ ِع ِه ال ه‬ ‫يث‪ :‬أَنهه َ ُ ِ‬


‫اب‪ ،‬فَـيَـ ْعلَ ُق ِهبَا م ْنهُ‬
‫ضعُ َها َعلَى التـُّر ِ‬
‫َ‬ ‫ْخ ُذ م ْن ِر ِيق نَـ ْف ِس ِه َعلَى أ ْ‬ ‫َُ‬
‫وم ْعىن ا ْحل ِد ِ‬
‫ََ َ َ‬
‫يض ْاأل َْم ِر إِلَْي ِه‪،‬‬ ‫ول ه َذا الْ َك َالم لِما فِ ِيه ِمن بـرَك ِة ِذ ْك ِر اس ِم هِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬وتَـ ْف ِو ِ‬ ‫ْ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫س ُح بِ ِه َعلَى ا ْجلُْر ِح‪َ ،‬ويَـ ُق ُ َ‬ ‫َش ْيءٌ‪ ،‬فَـيَ ْم َ‬
‫َح ُد ال ِْع َال َج ْ ِ‬
‫ني إِ َىل ْاآل َخ ِر‪ ،‬فَـيَـ ْق َوى التهأْثِريُ‪.‬‬ ‫هوُّك ِل َعلَْي ِه‪ ،‬فَـيَـ ْن َ‬
‫ض ُّم أ َ‬ ‫َوالتـ َ‬
‫ب أَ هن ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫ض أَو أَرض الْم ِدينَ ِة َخا ه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َه ِل الْمر ُ ِ ِ‬
‫صةً؟ فيه قَـ ْوَالن‪َ ،‬وَال َريْ َ‬ ‫يع ْاأل َْر ِ ْ ْ ُ َ‬ ‫اد بَِق ْوله‪« :‬تُـ ْربَةُ أ َْرضنَا» ََج ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫َس َق ًاما َرِديئَةً‪ .‬قَ َ‬ ‫ٍ‬ ‫اصيهةٌ يـ ْنـ َفع ِِخَ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬
‫ال جالينوس‪َ :‬رأَيْ ُ‬ ‫اصيهتِه م ْن أَ ْد َواء كثرة‪ ،‬ويشفي هبا أ ْ‬ ‫التـ ُّْربَة َما تَ ُكو ُن فيه َخ ِّ َ ُ ّ‬
‫اذ ِه ْم‪،‬‬ ‫صر‪ ،‬ويطْلُو َن بِ ِه َعلَى سوقِ ِهم‪ ،‬وأَفْ َخ ِ‬ ‫ِاب ِْإلس َك ْن َد ِريهِة مطْحولِني‪ ،‬ومستس ِقني‪َ ،‬كثِريا يستـع ِملُو َن ِط ِ‬
‫ُ ْ َ‬ ‫ني م ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َُ َْ ْ َ ً َ َْ ْ‬ ‫ْ‬
‫هح ِو فَـ َق ْد يَـ ْنـ َف ُع َه َذا‬
‫ال‪َ :‬و َعلَى َه َذا الن ْ‬ ‫ض َال ِع ِه ْم‪ ،‬فَـيَـ ْنـتَ ِفعُو َن بِ ِه َم ْنـ َف َعةً بَـيِّنَةً‪ .‬قَ َ‬
‫اع ِد ِه ْم‪َ ،‬وظُ ُهوِرِه ْم‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫وسو ِ‬
‫َ ََ‬
‫استِ ْف َر ِاغ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِطَّالءُ لِ ِْل َْوَر ِام ال َْع ِفنَ ِة َوال ُْمتَـ َرِّهلَ ِة ال هر ْخ َوةِ‪ ،‬قَ َ‬
‫ت أَبْ َدانُـ ُه ْم ُكلُّ َها م ْن َكثْـ َرة ْ‬ ‫ف قَـ ْوًما تَـ َرههلَ ْ‬‫ال‪َ :‬وإِِّين َألَ ْع ِر ُ‬
‫ت ُمتَ َم ِّكنَةً ِيف‬ ‫اعا ُم ْزِمنَةً َكانَ ْ‬‫ين َش َف ْوا بِ ِه أ َْو َج ً‬‫آخ ِر َ‬‫ني نَـ ْف ًعا بَـيِّنًا‪َ ،‬وقَـ ْوًما َ‬ ‫َس َفل‪ ،‬انْـتَـ َفعُوا ِهبَ َذا ال ِطّ ِ‬
‫ال هدم م ْن أ ْ َ‬
‫ِ ِ‬
‫يح ِي‪ :‬قُـ هوةُ ال ِطّ ِ‬
‫ني‬ ‫اب الْم ِس ِ‬ ‫ْكتَ ِ‬ ‫احب ال ِ‬ ‫ال ص ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫ال‬ ‫ً‬ ‫َص‬ ‫أ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫َت‬
‫ْ‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـ‬
‫َ‬‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ض ِاء ََتَ ُّكنًا َش ِ‬
‫د‬ ‫ض ْاألَ ْع َ‬ ‫بَـ ْع ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وح‪َ ،‬وَختْتِ ُم‬‫ت الله ْح َم ِيف الْ ُق ُر ِ‬ ‫صطَ َكى‪ -‬قُـ هوةٌ ََتْلُو َوتَـغْ ِس ُل‪َ ،‬وتُـ ْنبِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وس‪َ -‬وه َي َج ِز َيرةُ ال َْم ْ‬ ‫ال َْم ْجلُوب م ْن ُكنُ َ‬
‫وح‪ .‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫الْ ُق ُر َ‬
‫ت ِر َ‬
‫يق‬ ‫ض َوأَبْـ َركِ َها‪َ ،‬وقَ ْد َخالَطَ ْ‬ ‫ب تُـ ْربٍَة َعلَى َو ْج ِه ْاأل َْر ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َما الظه ُّن ِأبَطْيَ ِ‬ ‫وإِ َذا َكا َن َه َذا ِيف َه ِذهِ التـُّراب ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬
‫يض ْاأل َْم ِر إِلَْي ِه‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم أَ هن قُـ َوى‬
‫ت ُرقْـيَـتَهُ ِاب ْس ِم َربِِّه‪َ ،‬وتَـ ْف ِو ِ‬ ‫هللا صلهى ه ِ‬ ‫ول ِ‬ ‫ر ُس ِ‬
‫ارنَ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اض ٌل َعاقِ ٌل ُم ْسلِ ٌم‪،‬‬ ‫ال الْمرقِ ِي َعن رقـْيتِ ِه‪ ،‬و َه َذا أ َْمر َال يـ ْن ِكرهُ طَبِيب فَ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ ُ ُ‬ ‫ب ال هراقي‪َ ،‬وانْف َع َ ْ ّ ْ ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫الرقـْي ِة و ََتْثِريَها ِحبس ِ ِ‬
‫ُّ َ َ َ َ َ‬
‫اف‪ ،‬فَـ ْليَـ ُق ْل ما شاء‪.‬‬ ‫فَِإ ِن انْـتـ َفى أَح ُد ْاألَوص ِ‬
‫َ َ ْ َ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ال َْو َج ِع ِاب ُّلرقـْيَ ِة‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اص‪ ،‬أَنههُ َش َكى إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫يح ِه» َع ْن عُثْ َما َن بْ ِن أَِيب ال َْع ِ‬ ‫روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ض ْع يَ َد َك َعلَى اله ِذي ََتَهَلَ ِم ْن‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬
‫َسلَ َم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫وجعا َِجي ُدهُ ِيف ج ِ ِ‬
‫سده ُم ْن ُذ أ ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ ًَ‬
‫اَّلل َوقُ ْد َرتِِه ِم ْن َش ِّر‬
‫ات‪ :‬أَعُوذُ بِ ِع هزةِ هِ‬ ‫اَّلل ثََال ًَث‪ ،‬وقُل س ْبع م هر ٍ‬
‫َ ْ َ ََ‬
‫جس ِد َك وقُل‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫ََ َ ْ ْ‬
‫(‪)739/7‬‬

‫يض إِلَْي ِه‪َ ،‬و ِاال ْستِ َعا َذةِ بِ ِع هزتِِه َوقُ ْد َرتِِه ِم ْن َش ِّر‬ ‫اذر» «‪ »7‬فَِفي ه َذا ال ِْع َال ِج ِمن ِذ ْك ِر هِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬والتهـ ْف ِو ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َج ُد وأ ِ‬
‫ُح ُ‬
‫َما أ َ َ‬
‫ِ‬

‫س ْب ِع َخ ِّ‬
‫اصيهةٌ َال‬ ‫اج ال َْمادهةِ‪َ ،‬وِيف ال ه‬ ‫ب بِ ِه‪َ ،‬وتَ ْك َر ُارهُ لِيَ ُكو َن أ َْْنَ َع َوأَبْـلَ َغ‪َ ،‬كتَ ْك َرا ِر ال هد َو ِاء ِألَ ْخ َر ِ‬
‫ْاألَََِل َما يَ ْذ َه ُ‬
‫ني» ‪:‬‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫تُوج ُد ِيف غَ ِْريَها‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬
‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول‪« :‬الله ُه هم َر ه‬ ‫س ُح بِيَ ِدهِ الْيُ ْم َىن‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫ب الن ِ‬
‫هاس‪،‬‬ ‫ض أ َْهله‪ ،‬ميَْ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ ،‬كا َن يُـ َع ِّوذُ بَـ ْع َ‬ ‫أَ هن النِ ه َ‬
‫اد ُر َس َق ًما» «‪ . »2‬فَِفي َه ِذهِ ُّ‬
‫الرقـْيَ ِة‬ ‫ش ِايف‪َ ،‬ال ِش َفاء إِهال ِش َفا ُؤ َك‪ِ ،‬ش َفاء َال يـغَ ِ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ف أَنْ َ‬ ‫ب الْبَاس‪ ،‬وا ْش ِ‬
‫َ َ‬ ‫أَ ْذ ِه ِ‬
‫اء إِهال ِش َفا ُؤهُ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ش ِايف‪َ ،‬وأَنههُ َال ش َف َ‬ ‫ش َف ِاء‪َ ،‬وأَنههُ َو ْح َدهُ ال ه‬ ‫ال َر ْْحَتِ ِه ِابل ِّ‬‫ال ربُوبِيهتِ ِه‪ ،‬وَكم ِ‬
‫َ َ‬
‫تَـو ُّسل إِ َىل هِ ِ ِ‬
‫اَّلل ب َك َم ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫سانِِه وربوبيته‪.‬‬ ‫ت التـ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ض همنَ ِ‬
‫هو ُّس َل إلَْيه بتَـ ْوحيده َوإ ْح َ‬ ‫فَـتَ َ‬

‫صيبَ ِة َو ُح ْزِهنَا‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف ِع َال ِج ح ِر الْم ِ‬
‫َّ ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬
‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫فَ ْ‬
‫اجعُو َن أُولئِ َ‬ ‫َّلل وإِ هان إِلَْي ِه ر ِ‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِر ال ه ِ ه ِ‬ ‫ال تَـ َع َاىل‪َ :‬وبَ ِّ‬
‫ك َعلَْي ِه ْم‬ ‫ين إِذا أَصابَـ ْتـ ُه ْم ُمصيبَةٌ قالُوا‪ :‬إِ هان ه َ‬ ‫صاب ِري َن الذ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن «‪َ . »3‬وِيف «ال ُْم ْسنَد» َع ْنهُ َ‬ ‫وات ِم ْن َرّهبِِ ْم َوَر ْْحَةٌ َوأُولئِ َ‬
‫صلَ ٌ‬ ‫َ‬
‫صيبَِيت َوأَ ْخلِ ْ‬ ‫اجعو َن‪ ،‬الله ُه هم أْجرِين ِيف م ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫صيبهُ م ِ‬ ‫قَا َل‪« :‬ما ِمن أ ٍ ِ‬
‫ف ِِل‬ ‫ُ‬ ‫ُْ‬ ‫ول‪ :‬إِ هان هَّلل َوإِ هان إِلَْيه َر ُ‬
‫صيبَةٌ فَـيَـ ُق ُ‬ ‫َحد تُ ُ ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ف لَهُ َخ ْيـ ًرا ِم ْنـ َها» «‪»4‬‬ ‫صيبَتِ ِه‪َ ،‬وأَ ْخلَ َ‬ ‫اَّلل ِيف م ِ‬
‫ارهُ هُ ُ‬
‫ِ‬
‫َخ ْيـ ًرا م ْنـ َها‪ ،‬إِهال أ َ‬
‫َج َ‬
‫آجلَتِ ِه‪ ،‬فَِإنهـ َها تتضمن أصلني عظيمني إذا‬ ‫اجلَتِ ِه و ِ‬ ‫اب‪ ،‬وأَنْـ َف ِع ِه لَهُ ِيف َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ص ِ َ‬ ‫َو َهذه الْ َكل َمةُ م ْن أَبْـلَ ِغ ع َال ِج ال ُْم َ‬
‫صيبَتِ ِه‪.‬‬
‫َتقق العبد مبعرفتها تَسلهى َعن م ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َ‬
‫َخ َذهُ ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫عزوجل َح ِقي َقةً‪َ ،‬وقَ ْد َج َعلَهُ ِع ْن َد ال َْع ْب ِد َعا ِريَةً‪ ،‬فَِإ َذا أ َ‬
‫ّ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَ هن ال َْع ْب َد َوأ َْهلَهُ وماله ملك هلل‬ ‫أَ‬
‫ْك‬‫ني‪َ :‬ع َدٍم قَـ ْبـلَهُ‪َ ،‬و َع َدٍم بَـ ْع َدهُ‪َ ،‬وِمل ُ‬ ‫وف بِ َع َد َم ْ ِ‬
‫ضا فَِإنههُ َُْم ُف ٌ‬ ‫اعهُ ِم َن ال ُْم ْستَ ِع ِري‪َ ،‬وأَيْ ً‬
‫ْخ ُذ َمتَ َ‬‫فَـ ُه َو َكال ُْم ِع ِري ََ ُ‬
‫ارةٌ يف زمن‬ ‫ِ‬
‫ال َْع ْبد لَهُ ُم ْتـ َعةٌ ُم َع َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف السالم‪ .‬وأخرجه ابن ماجه وأْحد والطَباين‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‬
‫(‪ )3‬البقرة‪ .‬آية ‪.755‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أْحد ومسلم يف اجلنائز‬

‫(‪)741/7‬‬

‫س اله ِذي أ َْو َج َدهُ َع ْن َع َد ِم ِه‪َ ،‬ح هىت يَ ُكو َن ِم ْل ُكهُ َح ِقي َقةً‪َ ،‬وَال ُه َو اله ِذي َْحي َفظُهُ ِم َن‬ ‫يَ ِس ٍري‪َ ،‬وأَيْ ً ِ‬
‫ضا فَإنههُ لَْي َ‬
‫ف‬‫ص ِّر ٌ‬ ‫ضا فَِإنههُ ُمتَ َ‬ ‫ْك َح ِق ِيق ٌّي‪َ ،‬وأَيْ ً‬‫س لَهُ فِ ِيه ََتْثِريٌ‪َ ،‬وَال ِمل ٌ‬ ‫ودهُ‪ ،‬فَـلَْي َ‬ ‫ودهِ‪َ ،‬وَال يُـ ْب ِقي َعلَْي ِه ُو ُج َ‬ ‫ات بـ ْع َد وج ِ‬
‫ْاآلفَ َ ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ات فِ ِيه إِهال َما‬ ‫ف الْم هال ِك‪ ،‬وِهلََذا َال يـباح لَهُ ِمن التهص ُّرفَ ِ‬ ‫فِ ِيه ِاب ْألَم ِر تَص ُّر َ ِ‬
‫َُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ص ُّر َ ُ‬ ‫ف ال َْع ْبد ال َْمأ ُْموِر ال َْم ْن ِه ِّي‪َ ،‬ال تَ َ‬ ‫ْ َ‬
‫َوافَ َق أ َْم َر َمالِ ِك ِه ا ْحلَِق ِيق ِّي‪.‬‬
‫يء َربههُ فَـ ْر ًدا‬ ‫ِ ِ‬
‫اء ظَ ْه ِره‪َ ،‬وَجي َ‬ ‫ف ُّ‬
‫الدنْـيَا َوَر َ‬ ‫اَّلل َم ْوَالهُ ا ْحلَِّق‪َ ،‬وَال بُ هد أَ ْن ُخيَلِّ َ‬
‫صري الْعب ِد ومرِجعه إِ َىل هِ‬
‫هاين‪ :‬أَ هن َم ِ َ َ ْ َ َ ْ َ ُ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ت َه ِذهِ بِ َدايَةَ‬ ‫ات‪ ،‬فَِإذَا َكانَ ْ‬ ‫سيِئَ ِ‬ ‫ال وَال َع ِشريةٍ‪ ،‬ولَ ِكن ِاب ْحل ِ‬
‫سنَات َوال ه ّ‬ ‫َ َ ْ ََ‬
‫ٍ‬ ‫ٍِ‬
‫َك َما َخلَ َقهُ أ هَو َل َم هرة ب َال أَ ْه ٍل َوَال َم َ‬
‫ادهِ ِم ْن أَ ْعظَِم‬ ‫ود‪ ،‬فَِف ْكرهُ ِيف مب َدئِِه ومع ِ‬
‫ُ َْ َ َ َ‬
‫ود‪ ،‬أَو َْسى َعلَى م ْف ُق ٍ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ح ِمبَْو ُج ْ َ َ‬ ‫ف يَـ ْف َر ُ‬‫ال َْع ْب ِد َوَما ُخ ِّولَهُ َوِهنَايَـتَهُ‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫َصابَهُ ََلْ يَ ُك ْن لِيُ ْخ ِطئَهُ‪َ ،‬وَما أَ ْخطَأَهُ ََلْ يَ ُك ْن‬ ‫ْم الْيَ ِق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ني أَ هن َما أ َ‬ ‫ع َال ِج َه َذا ال هداء‪َ ،‬وم ْن ع َالجه أَ ْن يَـ ْعلَ َم عل َ‬
‫تاب ِم ْن قَـ ْب ِل أَ ْن نَـ ْبـ َرأَها إِ هن‬‫ض َوال ِيف أَنْـ ُف ِس ُك ْم إِهال ِيف كِ ٍ‬ ‫صيبَ ٍة ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫ال تَـع َاىل‪ :‬ما أَصاب ِمن م ِ‬
‫َ ْ ُ‬ ‫ليُصيبَهُ‪ .‬قَ َ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫تال فَ ُخوٍر‬ ‫ب ُك هل ُخمْ ٍ‬ ‫اَّللُ َال ُِحي ُّ‬
‫ْس ْوا َعلى َما فاتَ ُك ْم َوال تَـ ْف َر ُحوا ِمبا آات ُك ْم َو ه‬ ‫ك َعلَى هِ ِ ِ‬ ‫ذلِ َ‬
‫اَّلل يَسريٌ ل َك ْيال ََت َ‬
‫«‪»7‬‬
‫هخ َر لَهُ‪ -‬إِ ْن‬‫ض َل ِم ْنهُ‪َ ،‬واد َ‬ ‫يب بِ ِه‪ ،‬فَـيَ ِج ُد َربههُ قَ ْد أَبْـ َقى َعلَْي ِه ِمثْـلَهُ‪ ،‬أ َْو أَفْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َوم ْن ع َالجه أَ ْن يَـ ْنظَُر إِ َىل َما أُص َ‬
‫ضٍَ‬ ‫ضع ٍ‬ ‫ات تِل َ ِ ِ‬ ‫ضي‪ -‬ما ُهو أَ ْعظَم ِمن فَـو ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َجلََعلَ َها أعظم مما‬ ‫اع َفة‪َ ،‬وأَنههُ لَ ْو َش َ‬ ‫اف ُم َ‬ ‫ْك ال ُْمصيبَة ِأبَ ْ َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫صبَـ َر َوَر َ َ َ‬ ‫َ‬
‫هي‪.‬‬
‫ب‪َ ،‬ولِيَـ ْعلَ َم أَنههُ ِيف ُك ِّل َو ٍاد بَـنُو َس ْع ٍد [‪، ]7‬‬ ‫صائِ ِ‬ ‫َسي ِأب َْه ِل ال َْم َ‬
‫ِ ِِ ِ ِ‬
‫ومن عالجه أن يطفىء َان َر ُمصيبَته بِبَـ ْرد التهأ ّ‬
‫ف يَ ْس َرةً‪ ،‬فَـ َه ْل يَـ َرى إِهال َح ْس َرةً؟ [‪َ ، ]2‬وأَنههُ لَ ْو فتش العاَل َل‬ ‫َولْيَـ ْنظُْر ميَْنَةً‪ ،‬فَـ َه ْل يَـ َرى إِهال ِ ُْمنَةً؟ مُه لِيَـ ْع ِط ْ‬
‫َح َال ُم نَـ ْوٍم أ َْو َك ِظ ٍّل َزائِ ٍل‪ ،‬إِ ْن‬ ‫ور ُّ‬
‫الدنْـيَا أ ْ‬
‫ٍ‬
‫صول َم ْك ُروه‪َ ،‬وأَ هن ُش ُر َ‬
‫وب‪ ،‬أ َْو ُح ُ ِ‬ ‫ات َُْمبُ ٍ‬ ‫يرفيهم إِهال م ْبـتَـلًى‪ ،‬إِ هما بَِفو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ت طَ ِو ًيال‪َ ،‬وَما‬‫ت قَلِ ًيال‪َ ،‬منَـ َع ْ‬ ‫هع ْ‬‫ت َد ْه ًرا‪َ ،‬وإِ ْن َمتـ َ‬ ‫اء ْ‬
‫ت يَـ ْوًما‪َ ،‬س َ‬ ‫ريا‪َ ،‬وإِ ْن َس هر ْ‬ ‫ت قَلِ ًيال‪ ،‬أَبْ َك ْ ِ‬
‫ت َكث ً‬ ‫ض َح َك ْ‬ ‫أَ ْ‬
‫ود‪ -‬ر ِ‬ ‫ال ابن مسع ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي‬ ‫َ‬ ‫َت لَهُ يَـ ْوَم ُش ُروٍر‪ ،‬قَ َ ْ ُ َ ْ ُ‬ ‫ريًة إِهال َم َِلَتْـ َها َع ْبـ َرًة‪َ ،‬وَال َس هرتْهُ بِيَـ ْوم ُس ُروٍر إِهال َخبهأ ْ‬‫َت َد ًارا خ َ‬ ‫َم َِل ْ‬
‫ك قَ ُّ‬
‫ط‬ ‫ض ِح ٌ‬ ‫ين‪َ :‬ما َكا َن َ‬ ‫ِ‬
‫ال ابْ ُن س ِري َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ :-‬لِ ُك ِّل فَـ ْر َح ٍة تَـ ْر َحةٌ‪ ،‬وما ملىء بيت فرحا إال ملىء تَـ َر ًحا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ه‬
‫إِهال َكا َن ِم ْن بَـ ْع ِدهِ بُ َكاءٌ‪.‬‬
‫س َح هىت َرأَيْـتُـنَا‬ ‫ب ال ه‬ ‫هاس َوأَ َش ِّد ِه ْم ُم ْل ًكا‪ ،‬مُه ََلْ تَ ِغ ِ‬
‫َع ِّز الن ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْم ُ‬ ‫ت هند بنت النعمان‪ :‬لََق ْد َرأَيْـتُـنَا َوَْْن ُن م ْن أ َ‬ ‫َوقَالَ ْ‬
‫ِ‬ ‫هاس‪ ،‬وأَنهه ح ٌّق َعلَى هِ‬
‫ريةً إال مِلها عَبة‪.‬‬ ‫اَّلل أ هَال ميََِْلَ َد ًارا خ َ‬ ‫َوَْْن ُن أَقَ ُّل الن ِ َ ُ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬احلديد‪-22 -‬‬

‫(‪)747/7‬‬

‫س ْيـنَا‬ ‫َح ٌد إِهال يَـ ْر ُج َ‬


‫وان‪ ،‬مُه أ َْم َ‬ ‫بأَ‬ ‫اح‪َ ،‬وَما ِيف ال َْعر ِ‬
‫َ‬ ‫صبَ ٍ‬‫َصبَ ْحنَا ذَا َ‬ ‫ت؛ أ ْ‬ ‫َو َسأَ َهلَا َر ُج ٌل أَ ْن َُتَ ِّدثَهُ َع ْن أ َْم ِرَها‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬
‫َح ٌد إِهال يَـ ْر َْحُنَا‪.‬‬
‫بأَ‬ ‫َوَما ِيف ال َْعر ِ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫اك؟ قَالَ ْ‬ ‫يك‪ ،‬لَع هل أَح ًدا آذَ ِ‬ ‫ت أُ ْختُـ َها حرقة بنت النعمان يوما‪ ،‬وهي يف غزها‪ ،‬فَِقيل َهلَا‪ :‬ما يـ ْب ِك ِ‬ ‫َوبَ َك ْ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫َت ُح ْزًان‪.‬‬ ‫ورا إِهال ْامتَ َِل ْ‬ ‫َت َد ٌار ُس ُر ً‬ ‫ارةً [‪ِ ]7‬يف أ َْهلِي‪َ ،‬وقَـله َما ْامتَ َِل ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ت غَ َ‬ ‫َال‪َ ،‬ولَ ِك ْن َرأَيْ ُ‬
‫ات الْملُ ِ‬ ‫ت َعبـر ِ‬ ‫ْت َهلَا‪َ :‬ك ْي َ ِ‬
‫ت‪َ :‬ما َْْن ُن‬ ‫وك؟ فَـ َقالَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف َرأَيْ َ َ‬ ‫ْت َعلَْيـ َها يَـ ْوًما‪ ،‬فَـ ُقل ُ‬ ‫ْحةَ‪َ :‬د َخل ُ‬ ‫ال إِ ْس َحا ُق بْ ُن طَل َ‬ ‫قَ َ‬
‫ريةٍ إِهال‬ ‫ِ‬ ‫ت يَ ِعي ُ‬ ‫ب أَنههُ لَْيس ِمن أ َْه ِل بـ ْي ٍ‬ ‫فِ ِيه الْيَـ ْوَم َخ ْيـ ٌر ِممها ُكنها فِ ِيه ْاأل َْمس‪ ،‬إِ هان َِْن ُد ِيف الْ ُكتُ ِ‬
‫شو َن ِيف خ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬
‫ت‪:‬‬ ‫َسيُـ ْع َقبُو َن بَـ ْع َد َها َع ْبـ َرةً‪َ ،‬وأَ هن ال هد ْه َر ََلْ يَظ َْه ْر لَِق ْوم بِيَـ ْوم ُِحيبُّونَهُ إِهال بَطَ َن َهلُ ْم بِيَـ ْوم يَ ْك َرُهونَهُ‪ ،‬مُه قَالَ ْ‬
‫ف‬‫ص ُ‬‫هاس َو ْاأل َْم ُر أ َْم ُرَان ‪ ...‬إِ َذا َْْن ُن فِي ِه ْم ُسوقَةٌ نَـتَـنَ ه‬ ‫وس الن َ‬ ‫س ُ‬ ‫فَـبَـ ْيـنَا نَ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ُف لِ ُدنْـيا َال ي ُد ِ‬ ‫ٍ‬
‫ف‬‫ص هر ُ‬ ‫ب َات َرات بِنَا َوتَ َ‬ ‫يم َها ‪ ...‬تَـ َقله ُ‬ ‫وم نَع ُ‬ ‫فَأ ّ َ َ ُ‬
‫ض‪.‬‬‫اع ُف َها‪َ ،‬و ُه َو ِيف ا ْحلَِقي َق ِة ِم ْن تَـ َزايُ ِد ال َْم َر ِ‬
‫ضِ‬ ‫ُّها‪ ،‬بَ ْل يُ َ‬ ‫ع َال يَـ ُرد َ‬
‫ِ ِ‬
‫[‪َ ]2‬وم ْن ع َال ِج َها أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَ هن ا ْجلََز َ‬
‫ض ِمنَـ َها ه‬
‫اَّللُ‬ ‫ص َالةُ َوال هر ْْحَةُ َوا ْهلِ َدايَةُ الهِيت َ‬ ‫يم‪َ ،‬و ُه َو ال ه‬‫هسل َ‬
‫ص َِْب والت ِ‬
‫اب ال ه َ ْ‬ ‫ت ثَـ َو ِ‬ ‫َوِم ْن ِع َال ِج َها أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَ هن فَـ ْو َ‬
‫صيبَ ِة ِيف ا ْحلَِقي َق ِة‪.‬‬ ‫ص َِْب‪ ،‬و ِاال ْسِرتج ِاع أَ ْعظَم ِمن الْم ِ‬
‫ُ َ ُ‬ ‫َعلَى ال ه َ ْ َ‬
‫ط‬‫س ُّر َش ْيطَانَهُ‪َ ،‬و ُْحيبِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ومن عالجها أن يعلم أن اجلزع بشمت َع ُد هوهُ‪ ،‬ويسوء ِ‬
‫ب َربههُ‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫صدي َقهُ‪َ ،‬ويُـغْض ُ‬ ‫ََ ُ ُ َ‬
‫ص ِدي َقهُ‪،‬‬ ‫ضى َربههُ‪َ ،‬و َس هر َ‬ ‫اسئًا‪َ ،‬وأ َْر َ‬ ‫ضى َشيطَانَهُ‪ ،‬وردههُ َخ ِ‬
‫ََ‬ ‫ب أَنْ َ ْ‬ ‫سَ‬ ‫احتَ َ‬
‫صبَـ َر َو ْ‬ ‫سهُ‪َ ،‬وإِذَا َ‬ ‫ف نَـ ْف َ‬‫ض ِع ُ‬
‫َج َرهُ‪َ ،‬ويُ ْ‬
‫أْ‬
‫ال ْاألَ ْعظَ ُم‪َ ،‬ال لَط ُْم‬ ‫ات َوالْ َك َم ُ‬ ‫اه ْم ُه َو قَـ ْب َل أَ ْن يُـ َع ُّزوهُ‪ ،‬فَـ َه َذا ُه َو الثـهبَ ُ‬‫اء َع ُد هوهُ‪َ ،‬و َْحَ َل َع ْن إِ ْخ َوانِِه‪َ ،‬و َع هز ُ‬ ‫َو َس َ‬
‫ط َعلَى ال َْم ْق ُدوِر‪.‬‬ ‫الس ْخ ُ‬ ‫الد َعاءُ ِابل َْويْ ِل َوالثـُّبُوِر‪َ ،‬و ُّ‬ ‫وب‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ود‪َ ،‬و َش ُّق ا ْجلُيُ ِ‬ ‫اخلُ ُد ِ‬
‫ْ‬
‫س هرةِ أَ ْ‬ ‫صبـر و ِاالحتِس ِ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص ُل لَهُ‬ ‫اف َما َكا َن َْحي ُ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫اب م َن الل هذة َوال َْم َ‬ ‫َوم ْن ع َالج َها‪ :‬أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَ هن َما يُـ ْعقبُهُ ال ه ْ ُ َ ْ َ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ت ا ْحلَ ْم ِد الذي اي بىن لَهُ ِيف ا ْجلَن ِهة َعلَى َْحْ ِدهِ لَِربِِّه‬ ‫ك بَـ ْي ُ‬ ‫يب بِ ِه لَ ْو بَِق َي َعلَْي ِه‪َ ،‬ويَ ْك ِف ِيه ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ببَـ َقاء َما أُص َ‬
‫ت ا ْحلَ ْم ِد ِيف َجن ِهة‬ ‫ات بـ ْي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َي الْم ِ‬
‫صيبَـتَـ ْ ِ‬ ‫و ِ ِِ‬
‫ني أَ ْعظَ ُم؟‪ُ :‬مصيبَةُ ال َْعاجلَة‪ ،‬أ َْو ُمصيبَةُ فَـ َو َ‬ ‫اس ْرت َجاعه‪ ،‬فَـ ْليَـ ْنظُْر‪ :‬أ ُّ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ْد‪ .‬ويف‬ ‫اخلُل ِ‬
‫ْ‬

‫(‪)742/7‬‬

‫س يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة أَ هن جلودهم كانت تقرض ابملقاريض يف التدنيا لِ َما يَـ َرْو َن ِم ْن‬ ‫وعا‪« :‬يَـ َو ُّد َان ٌ‬ ‫الرتمذي َم ْرفُ ً‬
‫اب أ َْه ِل الْبَ َال ِء» «‪. »7‬‬ ‫ثَـ َو ِ‬
‫يس‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال بعض السلف‪ :‬لوال مصائب الدنيا لوردان القيامة َم َفال َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِمن هِ‬ ‫وح رج ِاء ْ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ض‬
‫اَّللَ‪ ،‬فَ َما م ْنهُ ع َو ٌ‬ ‫ض إِهال ه‬ ‫اَّلل‪ ،‬فَِإنههُ م ْن ُك ِّل َش ْيء ع َو ٌ‬ ‫اخلَلَ َ‬ ‫ح قَـلْبَهُ بِ ُر ِ َ َ‬ ‫َوم ْن ع َالج َها‪ :‬أَ ْن يُـ َرِّو َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َك َما ق َ‬
‫اَّلل إِ ْن َ ِ‬ ‫ضيهـعته ِعوض ‪ ...‬وما ِمن هِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض‬
‫ضيهـ ْعتَهُ ع َو ُ‬ ‫م ْن ُك ِّل َش ْيء إِذَا َ ْ َ ُ َ ٌ َ َ َ‬
‫ضى‪َ ،‬وَم ْن َس ِخ َ‬ ‫ضي‪ ،‬فَـلَهُ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ه ه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ط‪ ،‬فَـلَهُ‬ ‫الر َ‬ ‫َوم ْن ع َالج َها‪ :‬أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَن َحظهُ م َن ال ُْمصيبَة َما َُتْدثُهُ لَهُ‪ ،‬فَ َم ْن َر َ‬
‫ِ‬ ‫ط‪ ،‬فَحظُّ َ ِ‬
‫ت لَهُ ُس ْخطًا َوُك ْف ًرا‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬فَا ْختَـ ْر َخ ْيـ َر ا ْحلُظُوظ أ َْو َش هرَها‪ ،‬فَِإ ْن أ ْ‬
‫َح َدثَ ْ‬ ‫َح َدثَـ ْتهُ لَ َ‬
‫ك م ْنـ َها َما أ ْ‬ ‫الس ْخ ُ َ‬ ‫ُّ‬
‫ب‪ ،‬أَو فِ ْع ِل ُُمَ هرٍم‪ُ ،‬كتِب ِيف ِديو ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ُكتِب ِيف ِديو ِ ِ ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت لَهُ َج َز ًعا َوتَـ ْف ِريطًا ِيف تَـ ْرك َواج ٍ ْ‬ ‫ني‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬
‫َح َدثَ ْ‬ ‫ان ا ْهلَالك َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت لَهُ ِش َكايةً‪ ،‬و َع َدم ص ٍَْب‪ُ ،‬كتِب ِيف ِديو ِ‬ ‫ِ‬
‫اضا َعلَى‬ ‫رت ً‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ ا ْع َ‬ ‫ني‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬
‫َح َدثَ ْ‬ ‫ان ال َْمغْبُونِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َح َدثَ ْ‬ ‫ني‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬‫ال ُْم َف ِّرط َ‬
‫َّلل‪ُ ،‬كتِب ِيف ِديو ِ‬ ‫ت لَه صبـرا وثَـب ًاات ِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َح َدثَ ْ ُ َ ْ ً َ َ‬ ‫ب ال هزنْ َدقَة أ َْو َو َجلَهُ‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬
‫ع َاب َ‬‫اَّلل‪َ ،‬وقَ ْد ًحا ِيف ح ْك َمتِ ِه‪ ،‬فَـ َق ْد قَـ َر َ‬
‫ان ال هر ِ‬ ‫اَّلل‪ُ ،‬كتِب ِيف ِديو ِ‬ ‫ضى َع ِن هِ‬ ‫ال ه ِ‬
‫ت لَهُ ا ْحلَ ْم َد َو ُّ‬
‫الش ْك َر‪،‬‬ ‫ني‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬
‫َح َدثَ ْ‬ ‫اض َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ت لَهُ ِّ‬
‫الر َ‬ ‫َح َدثَ ْ‬ ‫ين‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬‫صاب ِر َ‬
‫ت لَهُ َُمَبهةً َوا ْشتِيَاقًا إِ َىل لَِق ِاء‬ ‫ين‪َ ،‬وإِ ْن أ ْ‬
‫َح َدثَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شاكِ ِرين‪ ،‬وَكا َن ََتْ ِ ِ‬
‫ت ل َواء ا ْحلَ ْمد َم َع ا ْحلَ هماد َ‬ ‫َ‬ ‫ب ِيف د َيوان ال ه َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ُكت َ‬
‫ِ‬
‫ني الْم ْخلِ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫صَ‬ ‫ب ِيف د َيوان ال ُْمحبّ َ ُ‬ ‫َربّه‪ُ ،‬كت َ‬
‫ود ب ِن لَبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الرتِم ِذ ِي‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬ ‫َوِيف « ُم ْسنَ ِد ِْ‬
‫ب قَـ ْوًما‬ ‫اَّللَ إِذَا أ َ‬
‫َح ه‬ ‫يد يَـ ْرفَـعُهُ‪« :‬إِ هن ه‬ ‫يث َُْم ُم ْ‬ ‫َْحَ َد» َو ِّْ ّ ْ َ‬ ‫اإل َم ِام أ ْ‬
‫ع فَـلَهُ ا ْجلََزعُ» «‪. »2‬‬ ‫السخط» ‪ .‬زاد « َوَم ْن َج ِز َ‬ ‫ضي فَـلَهُ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ضى‪ ،‬ومن سخط فله ّ‬ ‫الر َ‬ ‫ابْـتَ َال ُه ُم‪ ،‬فَ َم ْن َر َ‬
‫ض ِطرا ِر‪ ،‬و ُهو غَيـر َُْمم ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ود َوَال‬ ‫ص َِْب اال ْ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫َوم ْن ع َالج َها‪ :‬أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَنههُ َوإِ ْن بَـلَ َغ ِيف ا ْجلََز ِع غَايَـتَهُ‪ ،‬فَآخ ُر أ َْم ِره إِ َىل َ‬
‫ض ا ْحلُ َك َم ِاء‪ :‬ال َْعاقِ ُل يفعل يف ّأول‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬‫اب‪ ،‬قَ َ‬ ‫ُمثَ ٍ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف ابب الزهد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد يف املسند‪ ،‬وهو حديث صحيح‪.‬‬

‫(‪)743/7‬‬

‫ص ْبـ َر الْكِ َر ِام‪َ ،‬س َال ُسلُهو الْبَـ َهائِِم‪َ .‬وِيف‬ ‫ِ‬
‫صيبَ ِة َما يَـ ْف َعلُهُ ا ْجلَاه ُل بَـ ْع َد أ هَايٍم‪َ ،‬وَم ْن ََلْ يَ ْ‬‫يـوٍم ِمن الْم ِ‬
‫صِ َْب َ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫ت‬ ‫صبَـ ْر َ‬ ‫ك إِ ْن َ‬ ‫س‪ :‬إِنه َ‬‫ث بْ ُن قَـ ْي ٍ‬ ‫ال ْاألَ ْش َع ُ‬ ‫ُوىل» «‪َ . »7‬وقَ َ‬ ‫ص ْد َم ِة ْاأل َ‬‫ص ْبـ ُر ِع ْن َد ال ه‬‫وعا‪« :‬ال ه‬ ‫يح» َم ْرفُ ً‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫«ال ه‬
‫ت ُسلُهو الْبَـ َهائِِم‪.‬‬ ‫س ًااب‪َ ،‬وإِهال َسلَ ْو َ‬ ‫احت َ‬
‫إِميَ ًاان و ْ ِ‬
‫َ‬
‫اصيهةَ ال َْم َحبه ِة‬ ‫وِمن ِع َال ِج َها‪ :‬أَ ْن يـ ْعلَم أَ هن أَنْـ َفع ْاألَ ْد ِوي ِة لَهُ موافَـ َقةُ ربِِه وإِ َهلِِه فِيما أَحبههُ ور ِ‬
‫ضيَهُ لَهُ‪َ ،‬وأَ هن َخ ِّ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ْ‬
‫ب َما يَ ْس َخطُهُ‪ ،‬فَـ َق ْد َش ِه َد‬ ‫َح ه‬ ‫وب‪ ،‬مُه س ِخ َ ِ‬ ‫هعى َُمَبهةَ َُْمبُ ٍ‬ ‫وب‪ ،‬فَ َم ِن اد َ‬ ‫َو ِس هرَها ُم َوافَـ َقةُ ال َْم ْحبُ ِ‬
‫ط َما ُحيبُّهُ‪َ ،‬وأ َ‬ ‫َ‬
‫ت إِ َىل َُْمبُوبِ ِه‪.‬‬‫َعلَى نَـ ْف ِس ِه بِ َك ِذبِ ِه‪َ ،‬وََتَهق َ‬
‫ول ِيف ِعلهتِ ِه‪:‬‬ ‫ني يَـ ُق ُ‬‫صٍْ‬ ‫اء‪ ،‬أحب أن يرضى به‪ ،‬وكان عمران ابن ُح َ‬ ‫ضً‬ ‫ضى قَ َ‬ ‫ال أَبُو ال هد ْر َد ِاء‪ :‬إِ هن ه‬
‫اَّللَ إِ َذا قَ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ال أبو العالية‪.‬‬ ‫ك قَ َ‬ ‫َحبُّهُ إِلَْي ِه‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬
‫ِل أ َ‬ ‫َحبُّهُ إِ َه‬
‫أَ‬
‫َح ٍد أَ ْن يَـتَـ َعا ََلَ بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ ،‬وَال ميُْك ُن ُك ُّل أ َ‬ ‫ج َال يَـ ْع َم ُل إِهال َم َع ال ُْمحبِّ َ‬ ‫َو َه َذا َد َواءٌ َوع َال ٌ‬
‫يب بِ ِه‪َ ،‬ولَ هذةِ ََتَت ُِّع ِه‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْن عالجها‪ :‬أن يوازن بني أعظم اللذتني والتمتعني‪َ ،‬وأَ ْد َوم ِه َما‪ :‬لَ هذة ََتَتُّعه مبَا أُص َ‬
‫وح ِم ْن‬ ‫ِ ِِ‬
‫اَّللَ َعلَى تَـ ْوفيقه‪َ ،‬وإِ ْن آثَـ َر ال َْم ْر ُج َ‬ ‫الر ْج َحا ُن‪ ،‬فَآثَـ َر ال هرا ِج َح‪ ،‬فَـلْيَ ْح َم ِد ه‬ ‫اَّلل لَهُ‪ ،‬فَِإ ْن ظَ َه َر لَهُ ُّ‬ ‫اب هِ‬ ‫بِثَـ َو ِ‬
‫يب ِهبَا ِيف ُدنْـيَاهُ‪.‬‬ ‫ِ ِ ِِ ه ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ُك ِّل َو ْجه‪ ،‬فَـ ْليَـ ْعلَ ْم أَ هن ُمصيبَـتَهُ ِيف َع ْقله َوقَـ ْلبه َودينه أَ ْعظَ ُم م ْن ُمصيبَته ال ِيت أُص َ‬
‫ني‪َ ،‬وأَنههُ ُس ْب َحانَهُ ََلْ يُـ ْر ِس ْل إِلَْي ِه‬ ‫اْح َ‬‫ني‪ ،‬وأَرحم ال هر ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َوم ْن ع َال ِج َها أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَ هن الهذي ابْـتَ َالهُ ِهبَا أ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫َح َك ُم ا ْحلَاكم َ َ ْ َ ُ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ضاهُ َع ْنهُ َوإِميَانَهُ‪،‬‬ ‫احهُ‪َ ،‬وإِ همنَا افْـتَـ َق َدهُ بِه ليَ ْمتَح َن َ‬
‫ص ْبـ َرهُ َوِر َ‬ ‫الْبَ َال َء ليُـ ْهل َكهُ بِه‪َ ،‬وَال ليُـ َع ّذبَهُ بِه‪َ ،‬وَال ليَ ْجتَ َ‬
‫ْب بـ ْ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َولِيَ ْس َم َع تَ َ‬
‫ص‬ ‫ص َ‬ ‫ني يَ َديْه‪َ ،‬راف ًعا قَ َ‬ ‫ور الْ َقل ِ َ َ‬ ‫سَ‬ ‫ض ُّر َعهُ َوابْت َهالَهُ‪َ ،‬وليَـ َراهُ طَ ِرحيًا ببَابه‪َ ،‬الئ ًذا ِبَنَابه‪َ ،‬م ْك ُ‬
‫ش ْك َوى إِلَْي ِه‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫ك‪َ ،‬اي‬‫ص ْبـ َر َك َوإِميَانَ َ‬ ‫ِن! إِ هن املصيبة ما جاءت لتهلك‪ ،‬وإِ همنَا جاء ْ ِ ِ‬
‫ت لتَ ْمتَح َن َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ال الشيخ عبد القادر‪َ :‬اي بُـ َه‬ ‫قَ َ‬
‫سبُ ُع َال ََْ ُك ُل ال َْم ْيـتَةَ‪.‬‬
‫ِن! الْ َق َد ُر َسبُ ٌع‪َ ،‬وال ه‬
‫بُـ َه‬
‫صيبةَ كِري الْع ْب ِد اله ِذي يسب ُ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َْحََر‪َ ،‬وإِ هما أَ ْن َخيْ ُر َ‬
‫ج َخبَـثًا‬ ‫ك به َحاصلُهُ‪ ،‬فَِإ هما أَ ْن َخيْ ُر َ‬
‫ج ذَ َهبًا أ ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن ال ُْم َ ُ َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ُّ‬
‫ُكلهُ‪َ ،‬ك َما ق َ‬
‫ث ا ْحل ِد ِ‬
‫يد‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َسبَ ْكنَاهُ َوَْْنسبُهُ ُجلَْيـنًا ‪ ...‬فَأَبْ َدى الْكريُ َع ْن َخبَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف اجلنائز‪ ،‬ومسلم يف اجلنائز‪.‬‬

‫(‪)744/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الدنْـيا‪ ،‬فَـبـ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫ري ُّ‬
‫الدنْـيَا‬ ‫ني يَ َديْه الْكريُ ْاألَ ْعظَ ُم‪ ،‬فَإذَا َعل َم ال َْع ْب ُد أَ هن إ ْد َخالَهُ ك َ‬ ‫فَِإ ْن ََلْ يَـ ْنـ َف ْعهُ َه َذا الْكريُ ِيف ُّ َ َ َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه ِيف‬ ‫ْكريي ِن‪ ،‬فَـلْيـعلَم قَ ْدر نِعم ِة هِ‬ ‫ومسب َكها َخيـر لَهُ من ذلك الكري واملسبك‪ ،‬وأنه البد ِمن أ ِ ِ‬
‫َْ ْ َ َْ‬ ‫َحد ال َْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ َْ َ ٌْ‬
‫ْك ِري الْع ِ‬
‫اج ِل‪.‬‬ ‫ال ِ‬
‫َ‬
‫ب َوالْ َف ْر َعنَ ِة‬ ‫الدنْـيا ومصائِبـها‪َ ،‬ألَصاب الْعب َد ِمن أَ ْدو ِاء ال ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْك َِْب َوالْعُ ْج ِ‬ ‫َ َ َْ ْ َ‬ ‫َوم ْن ع َال ِج َها‪ :‬أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَنههُ لَ ْوَال ُمَ ُن ُّ َ َ َ َ ُ َ‬
‫ان ِأبَنْـ َو ٍاع‬ ‫َحي ِ‬ ‫آج ًال‪ ،‬فَ ِمن ر ْْحَ ِة أَرح ِم ال هر ِِ‬ ‫اج ًال و ِ‬ ‫ْب ما ُهو سبب َه َالكِ ِه َع ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أَ ْن يَـتَـ َف هق َدهُ ِيف ْاأل ْ َ‬
‫اْح َ‬ ‫ْ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ ْس َوة الْ َقل ِ َ َ َ َ ُ‬
‫اس َدةِ‬ ‫اد الْ َف ِ‬ ‫استِ ْف َراغًا لِل َْم َو ِّ‬ ‫ْحيهةً لَهُ ِمن َه ِذهِ ْاألَ ْدو ِاء‪ ،‬و ِح ْفظًا لِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص هحة عُبُوديهتِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫ب‪ ،‬تَ ُكو ُن َِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫م ْن أَ ْد ِويَة ال َْم َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬
‫س ْب َحا َن َم ْن يَـ ْر َح ُم ببَ َالئه‪َ ،‬ويَـ ْبـتَلي بنَـ ْع َمائه َك َما ق َ‬ ‫ال هرديئَة ال ُْم ْهل َكة م ْنهُ‪ ،‬فَ ُ‬
‫ض الْ َق ْوِم ِابلنِّ َع ِم‬ ‫ت ‪َ ...‬ويَـ ْبـتَلِي ه‬
‫اَّللُ بَـ ْع َ‬ ‫قد ينعم هللا ِابلْبَـل َْوى َوإِ ْن َعظُ َم ْ‬
‫اَّللُ‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪ -‬إِ َذا‬ ‫ادهُ ِأبَ ْد ِويَِة ال ِْم َح ِن َو ِاالبْتِ َال ِء‪ ،‬لَطَغَ ْوا‪َ ،‬وبَـغَ ْوا‪َ ،‬و َعتَـ ْوا‪َ ،‬و ه‬ ‫ِ‬
‫فَـلَ ْوَال أَنههُ‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪ -‬يُ َدا ِوي عبَ َ‬
‫ان َعلَى قَ ْد ِر َحالِ ِه يَ ْستَـ ْف ِرغُ بِ ِه ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء ال ُْم ْهلِ َك ِة‪َ ،‬ح هىت‬ ‫اد بِع ْب ٍد َخ ْيـرا س َقاهُ َدواء ِمن ِاالبْتِ َال ِء و ِاال ْمتِح ِ‬
‫َ َ‬ ‫ًَ َ‬ ‫ً َ‬ ‫أ ََر َ َ‬
‫وديهـته‪ ،‬وأَرفَ ِع ثَـو ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ُّ‬ ‫ف َم َراتِ ِ‬‫إِذَا ه هذبه ونَـ هقاهُ وص هفاهُ‪ ،‬أَ ههلَه ِألَ ْشر ِ‬
‫اب ْاآلخ َرة‪َ ،‬و ُه َو ُرْؤيَـتُهُ‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬وه َي عُبُ ُ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َُ َ َ َ‬
‫َوقُـ ْربُهُ‪.‬‬
‫ك‪َ ،‬و َح َال َوةَ‬ ‫الدنْـيَا ِه َي بِ َع ْينِ َها َح َال َوةُ ْاآل ِخ َرةِ‪ ،‬يَـ ْقلِبُـ َها ه‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ َك َذلِ َ‬ ‫َوِم ْن ِع َال ِج َها‪ :‬أَ ْن يَـ ْعلَ َم أَ هن َم َر َارةَ ُّ‬
‫ك‪ ،‬فَِإ ْن‬ ‫س ذَلِ َ‬ ‫الدنْـيَا بِ َع ْينِ َها َم َر َارةُ ْاآل ِخ َرةِ‪َ ،‬وَألَ ْن يَـ ْنـتَ ِق َل ِم ْن َم َر َارةٍ ُم ْنـ َق ِط َع ٍة إِ َىل َح َال َوةٍ َدائِ َم ٍة َخ ْيـ ٌر لَهُ ِم ْن َع ْك ِ‬
‫ُّ‬
‫ش َهو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ِق الْم ْ ِ‬ ‫صِ‬ ‫ك َه َذا‪ ،‬فَانْظُْر إِ َىل قَـ ْوِل ال ه‬ ‫َخ ِف َي َعلَْي َ‬
‫ات»‬ ‫هار ِابل ه َ‬ ‫ص ُدوق‪ُ « :‬ح هفت ا ْجلَنهةُ ِابل َْم َكا ِره َو ُح هفت الن ُ‬ ‫َ‬
‫»‪.‬‬
‫ال‪ ،‬فَأَ ْكثَـ ُرُه ْم آثَـ َر ا ْحلََال َو َة ال ُْم ْنـ َق ِط َعةَ َعلَى‬ ‫ت َح َقائِ ُق ِّ‬
‫الر َج ِ‬ ‫اخلََالئِ ِق‪َ ،‬وظَ َه َر ْ‬
‫ول ْ‬ ‫َوِيف َه َذا ال َْم َق ِام تَـ َف َاوتَ ْ‬
‫ت عُ ُق ُ‬
‫اع ٍة لِ ِع ِّز ْاألَبَ ِد‪َ ،‬وَال ِ ُْمنَةَ‬
‫اع ٍة ِحلََال َوةِ ْاألَبَ ِد‪َ ،‬وَال ذُ هل َس َ‬ ‫ا ْحلََال َوةِ ال هدائِ َم ِة الهِيت َال تَـ ُز ُ‬
‫ول‪َ ،‬وََلْ َْحيتَ ِم ْل َم َر َارَة َس َ‬
‫ش ْهوةِ‬ ‫ض ِع ٌ‬ ‫ب‪َ ،‬و ِْ‬ ‫ساع ٍة لِعافِي ِة ْاألَب ِد‪ ،‬فَِإ هن ا ْحل ِ ِ‬
‫يف‪َ ،‬و ُسلْطَا ُن ال ه َ‬ ‫اإلميَا َن َ‬ ‫ادةٌ‪َ ،‬وال ُْم ْنـتَظََر غَْي ٌ‬‫اض َر ع ْن َدهُ َش َه َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫ال النهظَ ِر ال َْواقِ ِع َعلَى ظواهر األمور‪،‬‬ ‫ض ْاآل ِخ َرةِ‪َ ،‬و َه َذا َح ُ‬ ‫اجلَة‪َ ،‬وَرفْ ُ‬
‫ك إِيثَار الْع ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َحاك ٌم‪ ،‬فَـتَـ َوله َد م ْن ذَل َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف اجلنة‪.‬‬

‫(‪)745/7‬‬

‫ب والْغَااي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ادئِها‪ ،‬وأَ هما النهظَر الثهاقِ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬


‫ت‪ ،‬فَـلَهُ‬ ‫ب ال َْعاجلَة‪َ ،‬و ُجيَا ِوُزهُ إِ َىل ال َْع َواق ِ َ َ‬ ‫ب الذي َخيْ ِر ُق ُح ُج َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َوأ ََوائل َها َوَمبَ َ َ‬
‫َشأْ ٌن َ‬
‫آخ ُر‪.‬‬
‫ادةِ ْاألَبَ ِديهِة‪َ ،‬والْ َف ْوِز ْاألَ ْك ََِب‪،‬‬ ‫اعتِ ِه ِم َن الن ِهع ِيم ال ُْم ِق ِيم‪َ ،‬وال ه‬ ‫ك إِ َىل ما أَع هد ه ِ‬
‫س َع َ‬ ‫اَّللُ ِأل َْوليَائِِه َوأ َْه ِل طَ َ‬ ‫سَ َ َ‬ ‫فَا ْدعُ نَـ ْف َ‬
‫ني أَلْيَ ُق بِ َ‬ ‫َي الْ ِق ْس َم ْ ِ‬
‫ات ال هدائِ َم ِة‪ ،‬مُه ا ْختَـ ْر أ ُّ‬
‫اب وا ْحلسر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اع ِة ِمن ِْ‬ ‫َع هد ِأل َْه ِل الْبِطَالَ ِة َو ِْ‬
‫ك‪،‬‬ ‫اخل ْز ِي َوالْع َق َ َ َ َ‬ ‫ضَ َ‬ ‫اإل َ‬ ‫َوَما أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ج‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صبُو إِ َىل َما يُـنَاسبُهُ‪َ ،‬وَما ُه َو ْاأل َْو َىل به‪َ ،‬وَال تَ ْستَط ْل َه َذا الْع َال َ‬ ‫َح ٍد يَ ْ‬ ‫ِ ِِ‬
‫َوُكلٌّ يَـ ْع َم ُل َعلَى َشاكلَته‪َ ،‬وُك ُّل أ َ‬
‫يق‪.‬‬ ‫ت إِ َىل بس ِط ِه‪ ،‬وِاب هِ‬
‫َّلل التـ ْهوفِ ُ‬ ‫يل َد َع ْ َ ْ َ‬ ‫يب َوال َْعلِ ِ‬ ‫اج ِة إِلَْي ِه ِم َن الطهبِ ِ‬
‫فَش هدةُ ا ْحلَ َ‬
‫ِ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم ِيف ِع َال ِج الْ َك ْر ِ‬


‫ب َوا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم َوا ْحلََز ِن‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫َ‬
‫ول ِع ْن َد‬‫صلهى هللا عليه وسلم كان يَـ ُق ُ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اس‪ ،‬إِ هن َر ُس َ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬‫ني» ِم ْن َح ِد ُ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫أَ ْخرجا ِيف «ال ه ِ‬
‫ََ‬
‫ات‬‫سماو ِ‬ ‫يم‪َ ،‬ال إِلَهَ إِهال ه‬ ‫ب الْعر ِ ِ‬ ‫يم‪َ ،‬ال إِلَهَ إِهال ه‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ « :‬ال إِلَه إِهال ه ِ‬ ‫الْ َك ْر ِ‬
‫ب ال ه َ َ‬ ‫اَّللُ َر ُّ‬ ‫ش ال َْعظ ُ‬ ‫اَّللُ َر ُّ َ ْ‬ ‫يم ا ْحلَل ُ‬
‫اَّللُ ال َْعظ ُ‬ ‫َ‬
‫ش الْ َك ِرميُ» «‪. »7‬‬ ‫ب ال َْع ْر ِ‬
‫ض َر ُّ‬ ‫ب ْاأل َْر ِ‬ ‫س ْب ِع‪َ ،‬وَر ُّ‬ ‫ال ه‬
‫ال‪َ « :‬اي َح ُّي‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬كا َن إِذَا َح َزبَهُ أ َْم ٌر‪ ،‬قَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫س‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫َوِيف « َج ِام ِع الرتمذي» َع ْن أَنَ ٍ‬
‫يث» «‪»2‬‬ ‫َستَ ِغ ُ‬
‫كأْ‬ ‫وم بَِر ْْحَتِ َ‬
‫َاي قَـيُّ ُ‬
‫ال‪:‬‬‫س َم ِاء فَـ َق َ‬
‫َُهَهُ ْاأل َْم ُر‪َ ،‬رفَ َع طَْرفَهُ إِ َىل ال ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه و َسلهم‪َ ،‬كا َن إِذَا أ ه‬
‫َ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫َوفِ ِيه‪َ :‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫وم» «‪. »3‬‬ ‫ال‪َ « :‬اي َح ُّي َاي قَـيُّ ُ‬ ‫الد َع ِاء قَ َ‬
‫اجتَـ َه َد ِيف ُّ‬ ‫«سبحا َن هِ ِ‬
‫اَّلل ال َْعظ ِيم» ‪َ ،‬وإِذَا ْ‬ ‫ُْ َ‬
‫وب‪:‬‬ ‫ات ال َْم ْكر ِ‬ ‫ال‪َ « :‬د َع َو ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن أيب داود» َع ْن أيب بكرة‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬
‫ُ‬ ‫اَّلل َ‬
‫َصلِ ْح ِِل َشأِْين ُكلههُ‪ ،‬ال إله إال أنت» «‪- »4‬‬ ‫ني‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ك أ َْر ُجو‪ ،‬فَ َال تَ ِكل ِِْن إِ َىل نَـ ْف ِسي طَْرفَةَ َع ْ ٍ‬ ‫اللُّ ُه هم َر ْْحَتَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الدعوات‪ ،‬ومسلم يف الذكر والدعاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود وأْحد والبخاري يف األدب املفرد‪.‬‬

‫(‪)741/7‬‬

‫ك َكلِم ٍ‬ ‫ُعلِّم ِ‬ ‫ول هِ‬ ‫َوفِ َيها أَيْ ً‬


‫ات‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ عليه َو َسله َم‪« :‬أ ََال أ َ ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال ِِل َر ُس ُ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ‬ ‫ضا َع ْن أمساء بنت عميس قَالَ ْ‬
‫اَّللُ َرِّيب َال أُ ْش ِر ُك بِ ِه َش ْيـئًا» «‪َ . »7‬وِيف ِرَوايٍَة أَنهـ َها تُـ َق ُ‬
‫ال َس ْب َع‬ ‫ب‪ :‬ه‬ ‫ب‪ ،‬أ َْو ِيف الْ َك ْر ِ‬ ‫تَـ ُقولِي ِه هن َع ْن َد الْ َك ْر ِ‬
‫ات‪.‬‬‫م هر ٍ‬
‫َ‬
‫اب َع ْب ًدا َه ٌّم‬ ‫َص َ‬ ‫ال‪َ « :‬ما أ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬
‫ٍ‬
‫َْحَ َد» َع ِن ابْ ِن َم ْس ُعود‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫َوِيف « ُم ْسنَ ِد ِْ‬
‫اإل َم ِام أ ْ‬
‫ك‪َ ،‬ع ْد ٌل ِ ه‬
‫يف‬ ‫يف ُح ْك ُم َ‬ ‫اض ِ ه‬‫صيَِيت بِيَ ِد َك‪َ ،‬م ٍ‬ ‫ك َان ِ‬ ‫ال‪ :‬الله ُه هم إِِّين َع ْب ُد َك‪ ،‬ابْ ُن َع ْب ِد َك‪ ،‬ابْ ُن أ ََمتِ َ‬ ‫َوَال ُح ْز ٌن فَـ َق َ‬
‫ك‪،‬‬ ‫َح ًدا ِم ْن َخل ِْق َ‬ ‫ك‪ ،‬أ َْو َعله ْمتَهُ أ َ‬ ‫ك‪ ،‬أ َْو أَنْـ َزلْتَهُ ِيف كِتَابِ َ‬ ‫سَ‬ ‫ك َمسهي َ ِ ِ‬
‫ت به نَـ ْف َ‬ ‫اس ٍم ُه َو لَ َ ْ‬ ‫ك بِ ُك ِّل ْ‬ ‫َسأَلُ َ‬
‫ضا ُؤ َك‪ ،‬أ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ت بِ ِه ِيف ِعل ِْم الْغَي ِ ِ‬
‫ص ْد ِري‪َ ،‬و َج َال َء ُح ْزِين‪،‬‬ ‫ور َ‬ ‫يع قَـلِْب‪َ ،‬ونُ َ‬ ‫يم َربِ َ‬‫ب ع ْن َد َك‪ :‬أَ ْن ََتْ َع َل الْ ُق ْرآ َن ال َْعظ َ‬ ‫ْ‬ ‫استَأْثَـ ْر َ‬‫أَ ِو ْ‬
‫وذَه ِ‬
‫اَّللُ ُح ْزنَهُ َو َُهههُ‪َ ،‬وأَبْ َدلَهُ َم َكانَهُ فَـ َر ًحا» «‪. »2‬‬ ‫ب ه‬ ‫اب َُهّي‪ ،‬إِهال أَ ْذ َه َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪َ « :‬د ْعوةُ ِذي الن ِ‬
‫ُّون إِ ْذ‬ ‫ول هِ‬ ‫َوِيف الرتمذي َع ْن َس ْع ِد بْ ِن أَِيب َوقه ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫اص‪ ،‬قَ َ‬
‫ني‪ََ ،‬لْ يَ ْدعُ ِهبَا َر ُج ٌل ُم ْسلِ ٌم ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ك إِِين ُك ْن ُ ِ‬ ‫َد َعا ربههُ و ُهو ِيف بطْ ِن ا ْحل ِ‬
‫ت م َن الظهال ِم َ‬ ‫ت ُس ْب َحانَ َ ّ‬ ‫وت‪َ :‬ال إِلَهَ إِهال أَنْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫يب لَهُ» «‪»3‬‬ ‫ط إِهال ْ ِ‬ ‫َشي ٍء قَ ُّ‬
‫استُج َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫س» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ :‬كل َمةَ أَخي يُونُ َ‬ ‫ج ه‬ ‫وب إِهال فَـ هر َ‬ ‫َوِيف ِرَوايَة «إِِّين َألَ ْعلَ ُم َكل َمةً َال يَـ ُقوُهلَا َم ْك ُر ٌ‬
‫ات يَـ ْوٍم‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َذ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬د َخ َل َر ُس ُ‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫وِيف «سنَ ِن أيب داود» َعن أَِيب س ِع ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫اك ِيف ال َْم ْس ِج ِد ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ « :‬اي أاب أمامة َم ِاِل أ ََر َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬أبو أمامة‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صا ِر يُـ َق ُ‬ ‫ال َْم ْسج َد‪ ،‬فَِإذَا ُه َو بَِر ُج ٍل م َن ْاألَنْ َ‬
‫ت قُـلْتَهُ‬ ‫ك َك َال ًما إِذَا أَنْ َ‬ ‫ُعلِّ ُم َ‬
‫ال‪« :‬أ ََال أ َ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫وم لَ ِزَم ْت ِِن‪َ ،‬و ُديُو ٌن َاي َر ُس َ‬ ‫ال‪ُُ :‬هُ ٌ‬ ‫ص َالةِ؟» فَـ َق َ‬ ‫ْت ال ه‬ ‫غَ ِْري وق ِ‬
‫َ‬
‫ت َوإِذَا‬ ‫ول هِ‬
‫َصبَ ْح َ‬ ‫ال‪« :‬قُ ْل إِذَا أ ْ‬ ‫اَّلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْت‪ :‬بَـلَى َاي َر ُس َ‬ ‫ال‪ :‬قُـل ُ‬ ‫ك؟» قَ َ‬ ‫ضى َديْـنَ َ‬ ‫هك َوقَ َ‬ ‫اَّللُ َع هز َو َج هل َُه َ‬ ‫ب ه‬ ‫أَ ْذ َه َ‬
‫ك ِم َن ا ْجلُْ ِ‬ ‫س ِل‪َ ،‬وأَعُوذُ بِ َ‬ ‫ك ِمن ا ْهل ِم وا ْحلز ِن‪ ،‬وأَعوذُ بِ َ ِ‬
‫ت‪ :‬الله ُه هم إِِّين أَعُوذُ بِ َ َ َ ّ َ ََ َ ُ‬
‫نب‬ ‫ك م َن ال َْع ْج ِز َوالْ َك َ‬ ‫س ْي َ‬
‫أ َْم َ‬
‫ال» ‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫ك ِم ْن غَلَبَ ِة ال هديْ ِن َوقَـ ْه ِر ِّ‬
‫الر َج ِ‬ ‫َوالْبُ ْخ ِل‪َ ،‬وأَعُوذُ بِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الصالة‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد يف «املسند» وسنده صحيح وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪ ،‬وأْحد‪ ،‬وصححه احلاكم‪.‬‬

‫(‪)741/7‬‬

‫ضى َع ِِّن َديِِْن «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َع هز َو َج هل َُِهّي‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ب ه‬ ‫ْت َذلِ َ‬
‫ك‪ ،‬فَأَ ْذ َه َ‬ ‫فَـ َف َعل ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن لَ ِزَم اال ْست ْغ َف َ‬
‫ار‪،‬‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن أيب داود» َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫ب» «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫ث َال َْحيتَس ُ‬ ‫يق َخمَْر ًجا‪َ ،‬وَرَزقَهُ ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ضٍ‬ ‫اَّلل لَهُ ِمن ُك ِل َه ٍم فَـرجا‪ ،‬وِمن ُك ِل ِ‬
‫َج َع َل هُ ْ ّ ّ َ ً َ ْ ّ‬
‫ص َالةِ َوقَ ْد قَ َ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪:‬‬ ‫ع إِ َىل ال ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن إِ َذا َح َزبَهُ أ َْم ٌر‪ ،‬فَ ِز َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َوِيف «ال ُْم ْسنَ ِد» أَ هن النِ ه‬
‫« َوا ْستَ ِعينُوا ابلصَب والصالة» «‪. »3‬‬
‫اَّللُ بِ ِه َع ِن النُّـ ُف ِ‬
‫وس ا ْهلَ هم َوالْغَ هم»‬ ‫اب ا ْجلَن ِهة‪ ،‬يَ ْدفَ ُع ه‬ ‫ب ِم ْن أَبْـ َو ِ‬ ‫ِ‬
‫السنَ ِن» ‪َ « :‬علَْي ُك ْم ِاب ْجلِ َهاد‪ ،‬فَِإنههُ َاب ٌ‬
‫َوِيف « ُّ‬
‫«‪. »4‬‬
‫ومهُ‪ ،‬فَـلْيُ ْكثِ ْر ِم ْن قَـ ْوِل‪َ :‬ال‬ ‫ومهُ َوغُ ُم ُ‬
‫ت ُُهُ ُ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن َكثُـ َر ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اس‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫حو َل وَال قُـ هوةَ إِهال ِاب هِ‬
‫َّلل» ‪.‬‬ ‫َْ َ‬
‫ني» أَنهـ َها َك ْنـ ٌز ِم ْن ُكنُوِز ا ْجلَن ِهة «‪. »5‬‬ ‫يح ْ ِ‬‫صح َ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫اب ا ْجلَن ِهة» «‪. »1‬‬ ‫ب ِم ْن أَبْـ َو ِ‬ ‫َوِيف الرتمذي‪« :‬أَنهـ َها َاب ٌ‬
‫اب َد ِاء ا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم َوا ْحلُْز ِن‪ ،‬فَـ ُه َو‬
‫شر نَـ ْو ًعا ِم َن ال هد َو ِاء‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ تَـ ْق َو َعلَى إِ ْذ َه ِ‬
‫سةَ َع َ َ‬ ‫ض هم ُن َمخْ َ‬ ‫َه ِذهِ ْاألَ ْد ِويَةُ تَـتَ َ‬
‫استِ ْف َر ٍاغ ُكلِّ ٍّي‪.‬‬
‫اج إِ َىل ْ‬
‫َسبَابُهُ‪َ ،‬وَْحيتَ ُ‬ ‫تأْ‬ ‫استَ ْح َك َم‪َ ،‬وََتَ هكنَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َداءٌ قَد ْ‬
‫الربُوبِيه ِة‪.‬‬‫ا ْأل هَو ُل‪ :‬تَـ ْو ِحي ُد ُّ‬
‫هاين‪ :‬تَـ ْو ِحي ُد ِْ‬
‫اإل َهلِيه ِة‪.‬‬ ‫الث ِ‬
‫ي‪.‬‬‫اد ُّ‬‫ث‪ :‬التـهو ِحي ُد ال ِْعل ِْم ُّي ِاال ْعتِ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫الثهال ُ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الصالة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الصالة‪ ،‬وأْحد‪ ،‬وابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )3‬البقرة‪.45 -‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الطَباين يف األوسط‪ ،‬وأْحد يف «املسند» وصححه احلاكم‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري يف الدعوات‪ ،‬ومسلم يف الذكر والدعاء‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬

‫(‪)749/7‬‬

‫ب َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْخ َذه بِ َال سب ٍ ِ‬ ‫ِ‬


‫ك‪.‬‬ ‫ب م َن ال َْع ْبد يُوج ُ‬ ‫ب تَـ َع َاىل َع ْن أَ ْن يَظْل َم َع ْب َدهُ‪ ،‬أ َْو ََ ُ ُ َ َ‬ ‫ال هرابِ ُع‪ :‬تَـ ْن ِزيهُ ال هر ِّ‬
‫اف ال َْع ْب ِد ِأبَنههُ ُه َو الظه ِاَلُ‪.‬‬ ‫رت ُ‬ ‫ِ‬
‫س‪ :‬ا ْع َ‬
‫ِْ‬
‫اخلَام ُ‬
‫ََجَ ِع َها لِ َم َع ِاين ْاألَ ْمسَ ِاء‬
‫ص َفاتُهُ‪َ ،‬وِم ْن أ ْ‬
‫َمسَا ُؤهُ و ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ْاألَ ْشيَاء‪َ ،‬و ُه َو أ ْ َ‬ ‫ب تَـ َع َاىل ِأب َ‬
‫َح ِّ‬ ‫هو ُّس ُل إِ َىل ال هر ِّ‬ ‫س‪ :‬التـ َ‬
‫ال ه ِ‬
‫ساد ُ‬
‫و ِّ ِ‬
‫الص َفات‪ :‬ا ْحلَ ُّي الْ َقيُّ ُ‬
‫وم‪.‬‬ ‫َ‬
‫سابِ ُع‪ِ :‬اال ْستِ َعانَةُ بِ ِه َو ْح َدهُ‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫هام ُن‪ :‬إِقـ َْر ُار ال َْع ْب ِد لَهُ ِابل هر َج ِاء‪.‬‬
‫الث ِ‬
‫ِ‬ ‫يض إِلَي ِه‪ ،‬و ِاال ْعِرت ِ‬
‫شاءُ‪َ ،‬وأَنههُ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫ص ِرفُهُ َك ْي َ‬‫صيَـتَهُ ِيف يَ ِده‪ ،‬يَ ْ‬ ‫اف لَهُ ِأبَ هن َان ِ‬
‫هوُّك ِل َعلَْيه‪َ ،‬والتهـ ْف ِو ِ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫يق التـ َ‬ ‫هاس ُع‪ََ :‬تْ ِق ُ‬ ‫الت ِ‬
‫اض فِ ِيه ُح ْك ُمهُ‪َ ،‬ع ْد ٌل فِ ِيه قَ َ‬
‫ضا ُؤهُ‪.‬‬ ‫َم ٍ‬
‫ضيء بِ ِه ِيف ظُلُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫آن‪ ،‬وَْجيعلَهُ لَِق ْلبِ ِه َكال هربِي ِع لِل ِ‬ ‫ِ‬ ‫اش ُر‪ :‬أَ ْن يَـ ْرتَ َع قَـلْبُهُ ِيف ِرَاي ِ‬ ‫الْع ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫ْحيَـ َوان‪َ ،‬وأَ ْن يَ ْستَ َ‬ ‫َ‬ ‫ض الْ ُق ْر َ َ‬ ‫َ‬
‫صيبَ ٍة‪َ ،‬ويَ ْستَ ْش ِف َي بِ ِه ِم ْن أَ ْد َو ِاء‬ ‫ت‪ ،‬ويـتَـع هزى بِ ِه َعن ُك ِل م ِ‬
‫ْ ُّ‬
‫ِ‬
‫سلهى بِه َع ْن ُك ِّل فَائ ٍ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ات وال ه ِ‬
‫ش َه َوات‪َ ،‬وأَ ْن يَـتَ َ‬
‫ُّ ِ‬
‫الشبُـ َه َ‬
‫اء َُِهّ ِه َوغَ ِّم ِه‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ص ْد ِره‪ ،‬فَـيَ ُكو َن َج َال َء ُح ْزنه‪َ ،‬وش َف َ‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ار‪.‬‬ ‫ادي َع َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش َر‪ :‬اال ْست ْغ َف ُ‬ ‫ا ْحلَ َ‬
‫ش َر‪ :‬التـ ْهوبَةُ‪.‬‬ ‫هاينَ َع َ‬‫الث ِ‬
‫اد‪.‬‬‫ش َر‪ :‬ا ْجلِ َه ُ‬ ‫ث َع َ‬ ‫الثهالِ َ‬
‫ص َالةُ‪.‬‬ ‫ش َر‪ :‬ال ه‬ ‫ال هرابِ َع َع َ‬
‫اءةُ ِم َن ا ْحلَْوِل َوالْ ُق هوةِ َوتَـ ْف ِو ُ‬
‫يض ُه َما إِ َىل َم ْن ُُهَا بِيَ ِدهِ‪.‬‬ ‫ش َر‪ :‬الْبَـ َر َ‬ ‫س َع َ‬ ‫ِْ‬
‫اخلَام َ‬

‫ان ِج َه ِة ََتْثِ ِري َه ِذهِ ْاألَ ْد ِويَِة ِيف َه ِذهِ ْاأل َْم َر ِ‬
‫اض‬ ‫صل ِيف بـي ِ‬
‫فَ ْ ٌ َ َ‬
‫ضاءه‪ ،‬وجعل لِ ُك ِل ع ْ ِ‬
‫س ِاب ْألَََِل‪َ ،‬و َج َع َل‬
‫َح ه‬‫ض ٍو م ْنـ َها َك َم ًاال إِذَا فَـ َق َدهُ أ َ‬ ‫آد َم َوأَ ْع َ َ ُ َ َ َ َ ّ ُ‬ ‫اَّللُ‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪ -‬ابْ َن َ‬ ‫َخلَ َق ه‬
‫وم و ْاألَ ْحز ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضرتْه أَس َقامه و َ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫آال ُمهُ م َن ا ْهلُُموم َوالْغُ ُم َ َ‬ ‫ْب َك َم ًاال‪ ،‬إِذَا فَـ َق َدهُ‪َ ،‬ح َ َ ُ ْ ُ ُ َ‬ ‫ل َملك َها َو ُه َو الْ َقل ُ‬
‫سا ُن‬ ‫ه‬
‫س ْم ِع‪َ ،‬والل َ‬ ‫ت لَهُ ِم ْن قُـ هوةِ ال ه‬ ‫ت ْاألُذُ ُن َما ُخلِ َق ْ‬ ‫اإلبْصا ِر‪ ،‬وفَـ َق َد ِ‬ ‫ِ‬
‫ت لَهُ م ْن قُـ هوة ِْ َ َ‬
‫ت الْعني ما ُخلِ َق ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫فَِإ َذا فَـ َق َد َ ْ ُ َ‬
‫َما ُخلِ َق لَهُ ِم ْن قُـ هوةِ الْ َك َالِم‪ ،‬فقدت كماهلا‪.‬‬
‫(‪)749/7‬‬

‫ب فِ ِيه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫هوُّك ِل َعلَْيه‪َ ،‬وا ْحلُ ِّ‬ ‫ضى َع ْنهُ‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫الر َ‬‫اج ِحبُبِّ ِه‪َ ،‬و ِّ‬ ‫والقلب‪ :‬خلق ملعرفة فاطره وُمبته وتوحيده بِ ِه‪َ ،‬و ِاالبْتِ َه ِ‬
‫ب إِلَْي ِه ِم ْن ُك ِّل َما ِس َواهُ‪َ ،‬وأ َْر َجى‬ ‫َح ه‬ ‫ِ ِ‬
‫اداة فيه‪َ ،‬و َد َو ِام ذ ْك ِره‪َ ،‬وأَ ْن يَ ُكو َن أ َ‬
‫ض فِ ِيه‪ ،‬والْمو َاالةِ فِ ِيه‪ ،‬والْمع َ ِ ِ ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َوالْبُـ ْغ ِ‬
‫ور َوَال لَ هذةَ‪ ،‬بَ ْل َوَال َحيَاةَ إِهال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يم لَهُ َوَال ُس ُر َ‬ ‫َج هل ِيف قَـ ْلبه م ْن ُك ِّل َما س َواهُ‪َ ،‬وَال نَع َ‬ ‫ع ْن َدهُ م ْن ُك ِّل َما س َواهُ‪َ ،‬وأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ ،‬و َه َذا لَهُ ِمبَْن ِزلَ ِة ال ِْغ َذ ِاء و ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫وم َوالْغُ ُم ُ‬
‫وم‬ ‫اءهُ َوص هحتَهُ‪َ ،‬و َحيَاتَهُ‪ ،‬فَا ْهلُُم ُ‬ ‫الص هحة َوا ْحلَيَاة‪ ،‬فَِإذَا فَـ َق َد غ َذ َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ب َذل َ َ‬
‫يم َعلَْي ِه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫و ْاألَحزا ُن مسا ِر َعةٌ ِمن ُك ِل صو ٍ ِ‬
‫ب إِلَْيه‪َ ،‬وَرْه ٌن ُمق ٌ‬ ‫ْ ّ َْ‬ ‫َ َْ ُ َ‬
‫يض إِلَْي ِه‪َ ،‬وقِلهةُ‬
‫اض ِيه‪َ ،‬وتَـ ْر ُك التهـ ْف ِو ِ‬ ‫الذنُوب والغافلة و ِاال ْستِ َهانَةُ ِمبَحابِ ِه ومر ِ‬
‫َ ّ َََ‬ ‫َ‬ ‫ش ْر ُك َو ُّ ُ‬ ‫َوِم ْن أَ ْعظَِم أَ ْد َوائِِه‪ :‬ال ِّ‬
‫يدهِ‪.‬‬‫ك ِيف و ْع ِدهِ وو ِع ِ‬ ‫ط ِمبَْق ُدوِرهِ‪َ ،‬وال ه‬ ‫اد َعلَْي ِه‪َ ،‬وال هرُكو ُن إِ َىل َما ِس َواهُ‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ِاال ْعتِم ِ‬
‫ش ُّ َ َ َ‬ ‫الس ْخ ُ‬ ‫َ‬
‫ب َهلَا ِس َو َاها‪ ،‬فَ َد َوا ُؤهُ اله ِذي‬ ‫ِ‬ ‫ْب‪ ،‬وج ْد َ ِ ِ‬ ‫َوإِ َذا ََتَهمل َ‬
‫َسبَابُـ َها َال َسبَ َ‬ ‫ور َوأ َْمثَا َهلَا ه َي أ ْ‬ ‫ت َهذه ْاأل ُُم َ‬ ‫اض الْ َقل ِ َ َ‬ ‫ْت أ َْم َر َ‬
‫ِ‬ ‫ات النـهب ِويهةُ ِمن ْاألُموِر الْم َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ال‬
‫ض يُـ َز ُ‬ ‫ضادهة هلَذه ْاألَ ْد َواء‪ ،‬فَِإ هن ال َْم َر َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ض همنَـ ْتهُ َهذه الْع َال َج ُ َ‬ ‫اء لَهُ ِس َواهُ َما تَ َ‬ ‫َال َد َو َ‬
‫ض َد ِاد َها‪.‬‬ ‫ظ ِهبَ ِذهِ ْاأل ُُموِر النـهبَ ِويهِة‪َ ،‬وأ َْم َر ُ‬
‫اضهُ ِأبَ ْ‬ ‫ص هحتُهُ َُتْ َف ُ‬‫ظ ِابل ِْمثْ ِل‪ ،‬فَ ِ‬ ‫ض ّد‪َ ،‬و ِّ‬
‫الص هحةُ َُتْ َف ُ‬ ‫ِابل ِّ ِ‬
‫استِ ْف َراغٌ لِ ِْلَ ْخ َال ِط َوال َْم َو ِّ‬
‫اد‬ ‫الس ُروِر َوالله هذةِ َوالْ َف َر ِح َو ِاالبْتِ َه ِ‬ ‫اخلَ ِْري َو ُّ‬
‫ب ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اج‪َ ،‬والتـ ْهوبَةُ ْ‬ ‫فَالتـ ْهوحي ُد‪ :‬يَـ ْفتَ ُح لل َْع ْبد َاب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس َدةِ الهِيت ِهي سبب أ ِ ِ ِ‬ ‫الْ َف ِ‬
‫ب‬‫الش ُروِر‪ ،‬فَـيُـ ْفتَ ُح لَهُ َاب ُ‬ ‫ب ُّ‬ ‫َس َقامه‪َ ،‬وْحْيَةٌ لَهُ م َن الته ْخليط‪ ،‬فَ ِه َي تُـ ْغل ُق َع ْنهُ َاب َ‬ ‫َ ََ ُ ْ‬
‫الش ُروِر ِابلتـ ْهوبَِة َو ِاال ْستِ ْغ َفا ِر‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ادةِ َو ْ‬
‫ب ُّ‬ ‫اخلَ ِْري ِابلتـ ْهوحيد‪َ ،‬ويُـ ْغلَ ُق َاب ُ‬ ‫س َع َ‬‫ال ه‬
‫شر ِ‬ ‫ِ ِ ه ِ‬ ‫ب‪ :‬من أَر َ ِ ِ‬ ‫ال بـعض الْمتـ َق ِّد ِم ِ ِ ِ ِ‬
‫ني م ْن أَئ همة الطّ ِّ َ ْ َ‬
‫اد‬
‫اب‪َ ،‬وَم ْن أ ََر َ‬ ‫اد َعافيَةَ ا ْجل ْس ِم‪ ،‬فَـلْيُـ َقلّ ْل م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫قَ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫ت بْ ُن قُـ هرةَ‪:‬‬ ‫ال ََثبِ ُ‬‫ْب‪ ،‬فَـ ْليَـ ْتـ ُر ِك ْاآل ََث َم‪َ .‬وقَ َ‬‫َعافِيَةَ الْ َقل ِ‬
‫ان ِيف قِله ِة الْ َك َالِم‪.‬‬ ‫وح ِيف قِله ِة ْاآل ََثِم‪ ،‬وراحةُ اللِّس ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫الر ِ‬‫احةُ ُّ‬‫احةُ ا ْجل ْس ِم ِيف قلهة الطه َع ِام‪َ ،‬وَر َ‬ ‫َر َ‬
‫ِ‬
‫ت قُـ هوتُهُ‪ََ ،‬لْ يَـ ْق ِد ْر َعلَى ُم َق َاوَم ِة‬ ‫ض َع َف ْتهُ‪َ ،‬وَال بُ هد‪َ ،‬وإِذَا َ‬
‫ضعُ َف ْ‬ ‫الس ُموم‪ ،‬إِ ْن ََلْ تُـ ْهلِ ْكهُ أَ ْ‬ ‫ْب‪ِ ،‬مبَنْ ِزلَ ِة ُّ‬ ‫وب لِ ْل َقل ِ‬
‫الذنُ ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫ار ِك‪:‬‬ ‫وب َعب ُد هِ‬ ‫اض‪ ،‬قَ َ ِ‬
‫اَّلل بْ ُن ال ُْمبَ َ‬ ‫يب الْ ُقلُ ِ ْ‬ ‫ال طَب ُ‬ ‫ْاأل َْم َر ِ‬

‫(‪)751/7‬‬

‫الذ هل إِ ْد َمانُـ َها‬


‫ث ُّ‬‫وب ‪َ ...‬وقَ ْد يُوِر ُ‬ ‫يت الْ ُقلُ َ‬ ‫وب َُتِ ُ‬ ‫الذنُ َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫َرأَيْ ُ‬
‫صيَانُـ َها‬ ‫وب ‪ ...‬و َخيـر لِنـ ْف ِس َ ِ‬ ‫وب َحيَاةُ الْ ُقلُ ِ‬ ‫الذنُ ِ‬ ‫َوتَـ ْر ُك ُّ‬
‫كع ْ‬ ‫َ ٌْ َ‬
‫اهلَةً ظَالِ َمةً‪ ،‬فَ ِه َي ِجلَْهلِ َها‬
‫تجِ‬ ‫ِ‬
‫س ِيف ْاألَ ْ‬
‫ص ِل ُخل َق ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فَا ْهلََوى أَ ْكبَـ ُر أَ ْد َوائ َها‪َ ،‬و ُخمَالََفتُهُ أَ ْعظَ ُم أَ ْد ِويَت َها‪َ ،‬والنهـ ْف ُ‬
‫ض ُع‬‫هاص ِح‪ ،‬بَ ْل تَ َ‬ ‫يب الن ِ‬ ‫اء َها ِيف اتِّبَ ِاع َه َو َاها‪َ ،‬وإِ همنَا فِ ِيه تَـلَ ُف َها َو َعطَبُـ َها‪َ ،‬ولِظُل ِْم َها َال تَـ ْقبَ ُل ِم َن ال ِطّبِ ِ‬ ‫ِ‬
‫تَظُ ُّن ش َف َ‬
‫ني إِيثَا ِرَها لِل هد ِاء‪،‬‬ ‫ض َع ال هد ِاء فَـتَ ْجتَنِبُهُ‪ ،‬فَـيَـتَـ َوله ُد ِم ْن بَـ ْ ِ‬ ‫ضع ال هدواء مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اء َم ْوض َع ال هد َواء فَـتَـ ْعتَم ُدهُ‪َ ،‬وتَ َ ُ َ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫ال هد َ‬
‫ش َفاء‪ .‬والْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صيبَةُ الْعُظ َْمى‪،‬‬ ‫اء‪َ ،‬ويَـتَـ َع هذ ُر َم َع َها ال ّ ُ َ ُ‬ ‫َس َق ِام َوالْعلَ ِل ال ِيت تُـ ْعيي ْاألَطبه َ‬ ‫اجتِنَ ِاهبَا لل هد َواء أَنْـ َواعٌ م َن ْاأل ْ‬ ‫َو ْ‬
‫ان ا ْحل ِ ِ‬ ‫فتَبىء نَـ ْفس َها‪ ،‬وتَـلُوم ربهـ َها بِلِ ِ‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ص ِّر َ‬
‫ح‬ ‫ال َدائ ًما‪َ ،‬ويَـ ْق َوى الله ْو ُم َح هىت يُ َ‬ ‫س َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ك على القدر‪ّ ،‬‬ ‫أَنهـ َها تُـ َرّك ُ‬
‫سا ُن‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫به اللّ َ‬
‫ال‪ ،‬فَ َال يَط َْم ُع ِيف بُـ ْرئِِه إِهال أَ ْن تَـتَ َدا َرَكهُ َر ْْحَةٌ ِم ْن َربِِّه‪ ،‬فَـيُ ْحيِ ِيه َحيَاةً َج ِدي َدةً‪،‬‬ ‫صل ال َْعلِيل إِ َىل َه ِذهِ ا ْحلَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َوإذَا َو َ َ‬
‫ِ‬
‫اإل َهلِيه ِة‬ ‫ب م ْشتَ ِم ًال َعلَى تَـو ِح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْحي َد ًة‪ ،‬فَلِ َه َذا َكا َن َح ِد ُ‬ ‫ويـرُزقُهُ طَ ِري َقةً َِ‬
‫يد ِْ‬ ‫ْ‬ ‫اس ِيف ُد َعاء الْ َك ْر ِ ُ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ََْ‬
‫ال الْ ُق ْد َرةِ َوال هر ْْحَ ِة‪،‬‬ ‫ان لِ َكم ِ‬ ‫ان مستَـ ْل ِزمتَ ِ‬
‫الص َفتَ ُ ْ َ‬
‫ب س ْبحانَهُ ِابلْعظَم ِة وا ْحلِل ِْم‪ ،‬و َه َاات ِن ِّ ِ‬
‫ف ال هر ِّ ُ َ‬ ‫صِ‬ ‫الربُوبِيه ِة‪َ ،‬وَو ْ‬
‫َو ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ف الْم ْخلُوقَ ِ‬ ‫ان والتهجاوِز‪ ،‬وو ْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اإل ْح ِ‬
‫ات‬ ‫صفه ب َك َمال ُربُوبيهته للعاَل العلوي والسفلي‪ ،‬والعرش ُه َو َس ْق ُ َ‬ ‫س َ َ ُ ََ‬ ‫َو ِْ َ‬
‫ِ‬
‫ف َوال هر َجاءُ‬ ‫اخلَْو ُ‬‫ب َو ْ‬ ‫ادةُ َوا ْحلُ ُّ‬ ‫الربُوبِيهةُ التها همةُ تَ ْستَـ ْل ِزُم تَـ ْوحي َدهُ‪َ ،‬وأَنههُ اله ِذي َال تَـ ْنـبَ ِغي ال ِْعبَ َ‬ ‫َوأَ ْعظَ ُم َها‪َ .‬و ُّ‬
‫يل َع ْنهُ‪.‬‬ ‫ص َوَتَْثِ ٍ‬ ‫ْب ُك ِّل نَـ ْق ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ات ُك ِّل َك َمال لَهُ‪َ ،‬و َسل َ‬ ‫اعةُ إِهال لَهُ‪َ .‬و َعظَ َمتُهُ ال ُْمطْلَ َقةُ تَ ْستَـلْ ِزُم إِثْـبَ َ‬ ‫اإل ْج َال ُل َوالطه َ‬ ‫َو ِْ‬
‫سانِِه إِ َىل َخل ِْق ِه‪.‬‬ ‫ْمهُ يَ ْستَـ ْل ِزُم َك َم َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َر ْْحَته َوإ ْح َ‬ ‫َوحل ُ‬
‫الس ُروِر َما‬ ‫اج َوالله هذةِ َو ُّ‬ ‫ص ُل لَهُ ِم َن ِاالبْتِ َه ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َُمَبهـتَهُ َوإِ ْج َاللَهُ َوتَـ ْوحي َدهُ‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬
‫ْب وم ْع ِرفَـتُهُ بِ َذلِ َ ِ‬
‫ك تُوج ُ‬ ‫ْم الْ َقل ِ َ َ‬
‫ِ‬
‫فَعل ُ‬
‫ِ‬ ‫ت ََِت ُد ال َْم ِر َ ِ‬ ‫ب َوا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم‪َ ،‬وأَنْ َ‬‫يَ ْدفَ ُع َع ْنهُ أَََلَ الْ َك ْر ِ‬
‫سهُ‪،‬‬ ‫س ُّرهُ َويُـ ْف ِر ُحهُ‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي نَـ ْف َ‬‫يض إذَا َوَر َد َعلَْيه َما يَ ُ‬
‫َح َرى‪.‬‬‫ْب أ َْو َىل َوأ ْ‬ ‫ش َف ِاء لِ ْل َقل ِ‬ ‫ول َه َذا ال ِّ‬ ‫ص ُ‬ ‫س ِّي‪ ،‬فَ ُح ُ‬
‫ف تَـ ْقوى الطهبِيعةُ َعلَى َدفْ ِع الْمر ِ ِ ِ‬
‫ض ا ْحل ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َك ْي َ َ‬
‫ب‪َ ،‬و َج ْدتَهُ ِيف غَايَِة‬ ‫ض همنَـ َها ُد َعاءُ الْ َك ْر ِ‬ ‫اف الهِيت تَ َ‬ ‫ب وسع ِة ه ِذهِ ْاألَوص ِ‬ ‫ني ِ‬ ‫ مُه إِذَا قَابَـل َ‬
‫ْ َ‬ ‫يق الْ َك ْر ِ َ َ َ َ‬ ‫ضِ‬ ‫ْت بَـ ْ َ‬
‫ص ِّد ُق ِهبَا‬ ‫ور إِ همنَا يُ َ‬
‫ِِ‬
‫الس ُروِر‪َ ،‬و َهذه ْاأل ُُم ُ‬ ‫ْب ِم ْنهُ إِ َىل َس َع ِة الْبَـ ْه َج ِة َو ُّ‬ ‫وج الْ َقل ِ‬‫يق‪َ ،‬و ُخ ُر ِ‬ ‫ضِ‬ ‫يج َه َذا ال ِّ‬ ‫اسبَ ِة لِتَـ ْف ِر ِ‬
‫ال ُْمنَ َ‬
‫ت فِ ِيه أَنْـ َو ُارَها‪َ ،‬وَاب َش َر قَـلْبُهُ َح َقائَِق َها‪.‬‬ ‫َم ْن أَ ْش َرقَ ْ‬

‫(‪)757/7‬‬

‫ص َفةَ ا ْحلياةِ‬ ‫يث» ِيف َدفْ ِع َه َذا ال هد ِاء منَاسبةٌ ب ِديعةٌ‪ ،‬فَِإ هن ِ‬ ‫َستَ ِغ ُ‬ ‫وم‪ ،‬بَِر ْْحَتِ َ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ََ‬ ‫ُ ََ َ َ‬ ‫كأْ‬ ‫َوِيف ََتْث ِري قَـ ْوله‪َ « :‬اي َح ُّي َاي قَـيُّ ُ‬
‫اب‪َ ،‬وإِذَا ُسئِ َل بِ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ ،‬وِهل َذا َكا َن اسم هِ‬ ‫ص َف ِ‬ ‫ض ِمنَةٌ ِجل ِمي ِع ِ‬
‫َج َ‬ ‫اَّلل ْاألَ ْعظَ ُم الهذي إِذَا ُدع َي بِه أ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ات ْاألَفْـ َع ِ َ َ‬ ‫ُمتَ َ ّ َ‬
‫ِ‬
‫ت َحيَاةُ أ َْه ِل‬ ‫َس َق ِام َو ْاآل َالِم‪َ ،‬وِهلََذا لَ هما َك ُملَ ْ‬‫يع ْاأل ْ‬ ‫ض ُّ ِ‬
‫اد ََج َ‬ ‫اس ُم ا ْحلَ ِّي الْ َقيُّوم‪َ ،‬وا ْحلَيَاةُ التها همةُ تُ َ‬
‫أَ ْعطَى‪ُ :‬ه َو ْ‬
‫صا ُن ا ْحلَيَاةِ تَ ُ‬
‫ض ُّر ِاب ْألَفْـ َع ِ‬
‫ال‪َ ،‬وتُـنَ ِايف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْح ْق ُه ْم َهمٌّ َوَال غَ ٌّم َوَال َح َز ٌن َوَال َش ْيءٌ م َن ْاآلفَات‪َ .‬ونُـ ْق َ‬ ‫ا ْجلَنهة ََلْ يَـل َ‬
‫ص َفةُ الْ َكم ِ‬ ‫هام ا ْحلياةِ َال تَـ ُفوتُهُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال الْ َقيُّ ِ‬
‫وميه ِة لِ َكم ِ‬ ‫الْ َقيُّ ِ‬
‫ال الْبَـتهةَ‪َ ،‬والْ َقيُّ ُ‬
‫وم‬ ‫َ‬ ‫ال ا ْحلَيَاة‪ ،‬فَا ْحلَ ُّي ال ُْمطْلَ ُق الت ُّ ََ‬ ‫َ‬ ‫وميهةَ‪ ،‬فَ َك َم ُ‬
‫ض ُّر‬
‫اد ا ْحلَيَا َة‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ض ُّ‬ ‫ص َف ِة احلياة والقيومية لَهُ ََتْثِريٌ ِيف إِ َزالَ ِة َما يُ َ‬ ‫َال يـتَـع هذر َعلَْي ِه فِ ْعل ممُْ ِكن الْبـتهةَ‪ ،‬فَالتـهو ُّسل بِ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ٌ ٌ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫ال‪.‬‬ ‫ِاب ْألَفْـ َع ِ‬
‫يل أَ ْن يَـ ْه ِديَهُ لِ َما‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم إِ َىل ربِ ِه بِربوبِيهتِ ِه جلِِ َِْب ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َومي َكائي َل َوإ ْس َراف َ‬ ‫َ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َّ ُ ُ‬ ‫هب َ‬ ‫َونَظريُ َه َذا تَـ َو ُّس ُل النِ ِّ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ َه ُؤَال ِء ْاأل َْم َال َك الث َهالثَةَ‬
‫ْب ِاب ْهلِ َدايَِة‪َ ،‬وقَ ْد َوهك َل ه‬ ‫ف فِ ِيه ِم َن ا ْحلَِّق إبِِ ْذنِِه‪ ،‬فَِإ هن َحيَاةَ الْ َقل ِ‬ ‫ا ْختُلِ َ‬
‫وب‪ ،‬وِمي َكائِيل ِابلْ َقطْ ِر اله ِذي ُهو حياةُ ْاألَبْ َد ِ‬ ‫هِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ان‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫يل ُم َوهك ٌل ِابل َْو ْح ِي الذي ُه َو َحيَاةُ الْ ُقلُ ِ َ‬ ‫اب ْحلَيَاة‪ ،‬فَج َِْب ُ‬
‫هو ُّس ُل‬‫ساد َها‪ ،‬فَالتـ َ‬
‫اح إِ َىل أَج ِ‬
‫َْ‬ ‫ب َحيَاةِ ال َْعاََِل َو َع ْوِد ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ان‪ ،‬وإِسرافِيل ِابلنهـ ْف ِخ ِيف ُّ ه ِ‬
‫الصوِر الذي ُه َو َسبَ ُ‬ ‫َوا ْحلَيَـ َو َ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ص ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح الْع ِظ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫وب‪.‬‬ ‫ول ال َْمطْلُ ِ‬ ‫يمة ال ُْم َوهكلَة ِاب ْحلَيَاة‪ ،‬لَهُ ََتْثريٌ ِيف ُح ُ‬ ‫إِلَْيه ُس ْب َحانَهُ ب ُربُوبيهة َهذه ْاأل َْرَو ِ َ َ‬
‫ف الْ ُكراب ِ‬ ‫ات‪ ،‬وَك ْش ِ‬ ‫ِ‬ ‫وم ََتْثِريا َخ ًّ ِ ِ‬ ‫والْم ْقصود‪ :‬أَ هن ِالس ِم ا ْحل ِي الْ َقيُّ ِ‬
‫السنَ ِن» َو‬ ‫ت‪َ ،‬وِيف « ُّ‬ ‫َُ‬ ‫اصا ِيف إ َجابَة ال هد َع َو َ‬ ‫ً‬ ‫ْ َّ‬ ‫َ َ ُ ُ‬
‫اح ٌد ال إِلهَ إِهال ُه َو ال هر ْْح ُن‬ ‫ني وإِهل ُكم إِلهٌ و ِ‬ ‫وعا‪« :‬اسم هِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫ني ْاآليَـتَـ ْ ِ َ ُ ْ‬ ‫اَّلل ْاألَ ْعظَ ُم ِيف َهاتَـ ْ ِ‬ ‫ُْ‬ ‫يح أيب حامت» َم ْرفُ ً‬ ‫«َ‬
‫يح «‪. »2‬‬ ‫صح ٌ‬
‫يث ِ‬ ‫ِ‬
‫ال الرتمذي‪َ .‬حد ٌ َ‬ ‫وم‪ ،‬قَ َ‬ ‫آل ِع ْم َرا َن اَل ه‬
‫اَّللُ َال إِلهَ إِهال ُه َو ا ْحلَ ُّي الْ َقيُّ ُ‬ ‫ال هرِحيم «‪ »7‬وفَ ِاَتَ ِة ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ال‪ :‬اللُّ ُه هم إِِّين أ ْ‬ ‫يث أنس أَ هن َر ُج ًال َد َعا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ضا‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫ك‬‫َسأَلُ َ‬ ‫يح ابْ ِن حبها َن» أَيْ ً ْ َ‬ ‫السنَ ِن» َو « َ‬
‫ض‪َ ،‬اي ذَا ا ْجلََال ِل َو ِْ‬ ‫سماو ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْك َر ِام‪َ ،‬اي َح ُّي َاي قَـيُّ ُ‬
‫وم‪،‬‬ ‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫يع ال ه َ َ‬ ‫ت ال َْمنها ُن‪ ،‬بَد ُ‬ ‫ك ا ْحلَ ْم َد‪َ ،‬ال إِلَهَ إِهال أَنْ َ‬ ‫ِأبَ هن لَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪« :‬لََق ْد َد َعا ه ِ ِ‬
‫اب‪ ،‬وإذا سئل به‬ ‫َج َ‬ ‫اَّللَ ِاب ْمسه ْاألَ ْعظَِم الهذي إِذَا ُدع َي بِه أ َ‬ ‫ص لى ه ُ ْ َ َ َ‬
‫هب َ ه‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫أعطى» «‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪.713 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪ ،‬وابن ماجة يف الدعاء‪ ،‬وأبو داود يف الصالة‪ ،‬والدارمي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه النسائي يف السهو‪ ،‬وأبو داود يف الصالة‪.‬‬

‫(‪)752/7‬‬

‫وم‬
‫ال‪َ :‬اي َح ُّي َاي قَـيُّ ُ‬ ‫الد َع ِاء قَ َ‬
‫اجتَـ َه َد ِيف ُّ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم إِذَا ْ‬ ‫َوهلََذا َكا َن النِ ُّ َ‬
‫ِ‬
‫ت»‬ ‫َصلِ ْح ِِل َشأِْين ُكلههُ َال إِلَهَ إِهال أَنْ َ‬ ‫ني‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ك أ َْر ُجو فَ َال تَكِل ِِْن إِ َىل نَـ ْف ِسي طَْرفَةَ َع ْ ٍ‬ ‫َوِيف قَـ ْولِ ِه‪« :‬الله ُه هم َر ْْحَتَ َ‬
‫ض ُّرعُ إِلَْي ِه‪ ،‬أَ ْن‬
‫يض ْاأل َْم ِر إِلَْي ِه‪َ ،‬والته َ‬ ‫اخلَيـر ُكلُّهُ بِي َدي ِه و ِاال ْعتِم ُ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِم ْن ََتْ ِق ِ‬
‫اد َعلَْيه َو ْح َدهُ َوتَـ ْف ِو ُ‬ ‫َ ْ َ َ‬ ‫يق ال هر َجاء ل َم ِن ْ ْ ُ‬
‫ي ِيف َدفْ ِع َه َذا ال هد ِاء‪،‬‬ ‫يدهِ ِممها لَهُ ََتْثِريٌ قَ ِو ٌّ‬‫ص َالح َشأْنِِه‪ ،‬وَال ي ِكلَهُ إِ َىل نَـ ْف ِس ِه‪ ،‬والتـهو ُّسل إِلَي ِه بِتَـو ِح ِ‬
‫َ َ ُ ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫يَـتَـ َو هىل إِ ْ َ‬
‫اَّللُ َرِّيب َال أُ ْش ِر ُك بِ ِه َش ْيـئًا‪.‬‬
‫ك قَـ ْولُهُ‪ :‬ه‬ ‫َوَك َذلِ َ‬
‫وديهِة َما‬
‫اإل َهلِيه ِة‪ ،‬وأَسرا ِر الْعب ِ‬ ‫ف ِْ‬ ‫ود‪« :‬اللهه هم إِِّين َعب ُد َك ابن َعب ِد َك» ‪ ،‬فَِف ِيه ِمن الْمعا ِر ِ‬ ‫يث اب ِن مسع ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ ْ َ ُُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ْ ُْ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َوأَ هما َحد ُ ْ َ ْ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وديهِة ِِ‬ ‫وديهتِ ِه وعُب ِ‬‫اف بِعب ِ‬ ‫اب‪ ،‬فَِإنههُ يَـتَ َ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آابئه َوأُهم َهاته‪َ ،‬وأَ هن َانصيَـتَهُ بِيَده يُ َ‬
‫ص ِّرفُـ َها‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫رت َ ُ ُ‬ ‫ض هم ُن اال ْع َ‬ ‫َال يَـتهس ُع لَهُ كتَ ٌ‬
‫صيَـتُهُ‬ ‫شورا‪ِ ،‬ألَ هن من َان ِ‬
‫َْ‬ ‫ض ًّرا‪َ ،‬وَال َم ْوًات َوَال َحيَا ًة‪َ ،‬وَال نُ ُ ً‬ ‫ك ال َْع ْب ُد ُدونَهُ لِنَـ ْف ِس ِه نَـ ْف ًعا َوَال َ‬ ‫شاءُ‪ ،‬فَ َال ميَْلِ ُ‬ ‫ف يَ َ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ان قَـ ْه ِرهِ‪.‬‬
‫ت س ْلطَ ِ‬ ‫ان ِيف قَـب َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫يل ََتْ َ ُ‬ ‫ضته‪ ،‬ذَل ٌ‬ ‫س إِلَْيه َش ْيءٌ م ْن أ َْم ِره‪ ،‬بَ ْل ُه َو َع ٍ ْ‬ ‫بيَد غَ ِْريه‪ ،‬فَـلَْي َ‬
‫ني َعلَي ِهما م َدار التـهو ِح ِ‬ ‫ض ِمن ِألَصلَ ْ ِ ِ‬
‫يد‪.‬‬ ‫يم ْ ِ ْ َ َ ُ ْ‬ ‫ني َعظ َ‬ ‫ضا ُؤ َك « ُمتَ َ ّ ٌ ْ‬ ‫يف قَ َ‬ ‫ك َع ْد ٌل ِ ه‬ ‫يف ُح ْك ُم َ‬ ‫اض ِ ه‬‫َوقَـ ْولُهُ‪َ « :‬م ٍ‬
‫اك لَهُ َع ْنـ َها‪َ ،‬وَال ِحيلَةَ‬ ‫اضيَةٌ فِ ِيه‪َ ،‬ال انْ ِف َك َ‬‫ب تَـع َاىل َانفِ َذةٌ ِيف َع ْب ِدهِ م ِ‬
‫َ‬ ‫ام ال هر ِّ َ‬ ‫ات الْ َق َد ِر‪َ ،‬وأَ هن أَ ْح َك َ‬‫َح ُد ُُهَا‪ :‬إِثْـبَ ُ‬ ‫أَ‬
‫لَهُ ِيف َدفْ ِع َها‪.‬‬
‫ب ال َْع ْد ِل‬ ‫ج فِ َيها َع ْن ُمو َج ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫َح َك ِام‪ ،‬غَْيـ ُر ظَ ٍاَل ل َع ْبده‪ ،‬بَ ْل َال َخيْ ُر ُ‬‫هاين‪ :‬أَنههُ‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪َ -‬ع ْد ٌل ِيف َهذه ْاأل ْ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ورهُ ِممه ْن ُه َو بِ ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫ص ُد ُ‬‫يل ُ‬
‫ِ‬ ‫هِ‬
‫اجةُ الظاَل‪ ،‬أ َْو َج ْهلُهُ أ َْو َس َف ُههُ‪ ،‬فَـيَ ْستَح ُ‬ ‫ْم َسبَـبُهُ َح َ‬ ‫اإل ْح ِ ِ ُّ‬
‫سان‪ ،‬فَإ هن الظل َ‬ ‫َو ِْ َ‬
‫ج َذ هرةٌ ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬فَ َال َختْ ُر ُ‬ ‫َح َك ُم ا ْحلَاك ِم َ‬‫ِن َع ْن ُك ِّل َش ْيء‪َ ،‬وُك ُّل َش ْيء فَقريٌ إِلَْيه‪َ ،‬وَم ْن ُه َو أ ْ‬ ‫يم‪َ ،‬وَم ْن ُه َو غَ ِ ٌّ‬ ‫َعل ٌ‬
‫ت َم ِشيئَـتُهُ‬ ‫ث نَـ َف َذ ْ‬ ‫وراتِِه َع ْن ِح ْك َمتِ ِه َو َْحْ ِدهِ‪َ ،‬ك َما ََلْ َختْ ُر ْج َع ْن قُ ْد َرتِِه َوَم ِشيئَتِ ِه‪ ،‬فَ ِح ْك َمتُهُ َانفِ َذةٌ َح ْي ُ‬ ‫َم ْق ُد َ‬
‫اَّللُ َعلَى نَبِيِّنَا َو َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وقَ ْد َخ هوفَهُ قَـ ْوُمهُ ِِب ِهلَتِ ِه ْم‪ :‬إِِّين أُ ْش ِه ُد ه‬
‫صلهى ه‬ ‫ب هِ‬ ‫ال نَِ ُّ‬ ‫َوقُ ْد َرتُهُ‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬
‫اَّللَ‬ ‫اَّلل ُهو ٌد َ‬
‫ْت َعلَى هِ‬
‫اَّلل َرِّيب َوَربِّ ُك ْم َما‬ ‫َين ب ِريء ِممها تُ ْش ِرُكو َن ِمن ُدونِِه فَ ِكي ُد ِوين َِ‬
‫َجيعاً مُه ال تُـ ْن ِظر ِ‬
‫ون إِِّين تَـ َوهكل ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َوا ْش َه ُدوا أِّ َ ٌ‬
‫آخ ًذا بِنَـو ِ‬ ‫اط مست ِق ٍيم «‪ ، »7‬أَي‪ :‬مع َكونِِه سبحانَه ِ‬ ‫ناصيتِها إِ هن رِيب َعلى ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اصي‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ ْ ُْ َ ُ‬ ‫صر ُ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫م ْن َدابهة إِهال ُه َو آخ ٌذ بِ َ‬
‫َخل ِْق ِه‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬هود‪51 -54 -‬‬

‫(‪)753/7‬‬

‫اإل ْحس ِ‬ ‫اط مستَ ِق ٍيم َال يـتَص هر ُ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ص ِر ِيف ِه ْم َك َما يَ َ‬


‫ان‬ ‫ف في ِه ْم إ هال ابل َْع ْدل َوا ْحل ْك َمة‪َ ،‬و ِْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫شاءُ‪ ،‬فَـ ُه َو َعلَى ص َر ُ ْ‬ ‫َوتَ ْ‬
‫ك‪ُ ،‬مطَابِ ٌق لَِق ْولِ ِه‪:‬‬ ‫يف ُح ْك ُم َ‬ ‫اض ِ ه‬‫َوال هر ْْحَ ِة‪ .‬فَـ َق ْولُهُ‪َ :‬م ٍ‬
‫اط ُم ْستَ ِق ٍيم‪،‬‬ ‫صر ٍ‬ ‫ضا ُؤ َك مطَابِ ٌق لَِقولِ ِه‪ :‬إِ هن رِّيب َعلى ِ‬ ‫ناصيَتِها‪َ ،‬وقَـ ْولُهُ‪َ :‬ع ْد ٌل ِ ه‬ ‫آخ ٌذ بِ ِ‬ ‫ما ِمن دابهٍة إِهال هو ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يف قَ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫استَأْثَـ َرهُ ِيف ِعل ِْم‬ ‫ِ‬ ‫َمسائِِه الهِيت َمسهى ِهبا نَـ ْفسه ما علِم ال ِْعب ِ‬
‫اد م ْنـ َها َوَما ََلْ يَـ ْعلَ ُموا‪َ .‬وم ْنـ َها‪َ :‬ما ْ‬ ‫َ َُ َ َ َ َ ُ‬ ‫ مُه تَـ َو هس َل إِ َىل َربِِّه ِأب َْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْغَي ِ ِ‬
‫ب ع ْن َدهُ‪ ،‬فَـلَ ْم يُطْل ْع َعلَْيه َملَ ًكا ُم َق هرًاب‪َ ،‬وَال نَبِيها ُم ْر َس ًال‪َ ،‬و َهذه ال َْوسيلَةُ أَ ْعظَ ُم ال َْو َسائ ِل‪َ ،‬وأ َ‬
‫َحبُّـ َها إِ َىل‬ ‫ْ‬
‫وب‪.‬‬‫ص ًيال لِل َْمطْلُ ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬وأَقـْربـ َها ََتْ ِ‬
‫ه َ َُ‬
‫ِ‬

‫وب‪َ ،‬وأَ ْن َْجي َعلَهُ‬ ‫يع الْ ُقلُ ِ‬


‫ك الْ ُق ْرآ ُن َربِ ُ‬‫ مُه َسأَلَهُ أَ ْن َْجي َع َل الْ ُق ْرآ َن لَِق ْلبِ ِه َكال هربِي ِع اله ِذي يَـ ْرتَ ُع فِ ِيه ا ْحلَيَـ َوا ُن‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬
‫ص هحتِ ِه َوا ْعتِ َدالِ ِه‪َ ،‬وأَ ْن‬‫ْصل ال هداء‪ ،‬وي ِعي ُد الْب َد َن إِ َىل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِش َف ِ ِ ِ ِ‬
‫اء َُهّه َوغَ ّمه‪ ،‬فَـيَ ُكو َن لَهُ ِمبَْن ِزلَة ال هد َواء الهذي يَ ْستَأ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وع و ْاأل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫يل ِيف‬
‫ص َد َق ال َْعل ُ‬ ‫َح َرى هبَ َذا الْع َال ِج إِ َذا َ‬ ‫َصديَةَ َوغَْيـ َرَها فَأ ْ‬ ‫َْجي َعلَهُ حلُْزنه َكا ْجلََالء الذي حيلو الطُّبُ َ َ‬
‫اَّللُ ال ُْم َوفِّ ُق‪.‬‬
‫ص هحةً َو َعافِيَةً‪َ ،‬و ه‬ ‫استِ ْعمالِ ِه أَ ْن ي ِزيل َع ْنهُ َداءهُ‪ ،‬ويـ ْع ِقبهُ ِش َفاء َات ًّما‪ ،‬و ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ َ‬
‫اف ال َْع ْب ِد بِظُل ِْم ِه َوذَنْبِ ِه َما‬ ‫ب تَـع َاىل وا ْعِرت ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ُّون‪ :‬فَِإ هن فِيها ِمن َكم ِ ِ ِ‬ ‫وأَ هما َد ْعوةُ ِذي الن ِ‬
‫ال التـ ْهوحيد َوالتهـ ْن ِزيه لل هر ِّ َ َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ِاء ا ْحلََوائِ ِج‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫اَّلل‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪ِ -‬يف قَ َ‬ ‫ب وا ْهل ِم والْغَ ِم‪ ،‬وأَبـلَ ِغ الْوسائِ ِل إِ َىل هِ‬ ‫ِ‬
‫ُه َو م ْن أَبْـلَ ِغ أَ ْد ِويَة الْ َك ْر ِ َ َ ّ َ ّ َ ْ َ َ‬
‫ِ‬
‫اف ِابلظُّل ِْم‬ ‫رت ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب َوَتَْثِ ٍ‬ ‫ص َو َع ْي ٍ‬‫ْب ُك ِّل نَـ ْق ٍ‬ ‫ِ‬
‫يل َع ْنهُ‪َ .‬واال ْع َ‬ ‫التـ ْهوحي َد والتنزيه يتضمنان إثبات كل كمال هلل‪َ ،‬و َسل َ‬
‫استِ َقالَتَهُ َعثْـ َرتَهُ‪،‬‬ ‫وعه إِ َىل هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب َوال ِْع َق ِ‬ ‫ض هم ُن إِميَا َن ال َْع ْب ِد ِابل ه‬
‫ش ْر ِع َوالثـ َهو ِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬و ْ‬ ‫ارهُ َوُر ُج َ ُ‬ ‫سَ‬ ‫ب انْك َ‬ ‫اب‪َ ،‬ويُوج ُ‬ ‫يَـتَ َ‬
‫هو ُّس ُل ِهبَا‪ :‬التـ ْهو ِحي ُد‪َ ،‬والتهـ ْن ِزيهُ‪،‬‬ ‫واالعرتاف بعبوديته‪ ،‬وافتقاره إىل ربه‪ ،‬فها هنا أ َْربَـ َعةُ أ ُُموٍر قَ ْد َوقَ َع التـ َ‬
‫اف‪.‬‬‫رت ُ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوالْعُبُوديهةُ َواال ْع َ‬
‫ك ِمن ا ْهلَِم وا ْحلز ِن‪ ،‬فَـ َق ْد تَ َ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫َوأَ هما َح ِد ُ‬
‫اء‪ُ ،‬ك ُّل‬ ‫ض هم َن اال ْست َعا َذ َة م ْن ََثَانيَة أَ ْشيَ َ‬ ‫يث أيب أمامة‪ :‬الله ُه هم إِِّين أَعُوذُ بِ َ َ ّ َ ََ‬
‫َخو ِ‬ ‫َخو ِ‬ ‫ان‪ ،‬فَا ْهلَ ُّم وا ْحلز ُن أ َ ِ‬ ‫ان م ْز َدوج ِ‬ ‫ِ‬ ‫اثْـنـ ِ ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫نب َوالْبُ ْخ ُل أ َ َ‬ ‫ان‪َ ،‬وا ْجلُْ ُ‬ ‫س ُل أ َ َ‬ ‫َخ َوان‪َ ،‬وال َْع ْج ُز َوالْ َك َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ني م ْنـ َها قَ ِرينَ ُ َ َ‬ ‫َْ‬
‫ْب‪ ،‬فَِإ هما أَ ْن يَ ُكو َن َسبَـبُهُ أ َْم ًرا‬ ‫وه ال ُْم ْؤَِلَ إِ َذا َوَر َد َعلَى الْ َقل ِ‬ ‫َخو ِ‬
‫ان‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ْك ُر َ‬ ‫ضلَ ُع ال هديْ ِن وغَلَبَةُ ِ ِ‬
‫الر َجال أ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َو َ‬
‫صاحلِِِه‬ ‫وجب لَهُ ا ْحل ْز َن‪ ،‬وإِ ْن َكا َن أَمرا متَـوقهـعا ِيف الْمستَـ ْقب ِل‪ ،‬أَوجب ا ْهلَهم‪ ،‬وَختَله ُ ِ‬
‫ف ال َْع ْبد َع ْن َم َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َْ َ‬ ‫ًْ ُ َ ً‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫َماضيًا‪ ،‬فَـيُ ُ‬
‫ِ‬
‫اإلر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‬‫س ُل‪َ ،‬و َح ْب ُ‬ ‫ادة َو ُه َو الْ َك َ‬ ‫َوتَـ ْف ِويتُـ َها َعلَْيه‪ ،‬إِ هما أَ ْن يَ ُكو َن م ْن َع َدِم الْ ُق ْد َرة َو ُه َو ال َْع ْج ُز‪ ،‬أ َْو م ْن َع َدِم ِْ َ‬
‫َخ ِْريهِ َونَـ ْف ِع ِه َع ْن نَـ ْف ِس ِه َو َع ْن بَِِن ِج ْن ِس ِه‪ ،‬إما‬

‫(‪)754/7‬‬

‫ضلَ ُع ال هديْ ِن‪،‬‬ ‫نب‪ ،‬أ َْو ِمبَالِ ِه‪ ،‬فَـ ُه َو الْبُ ْخ ُل‪َ ،‬وقَـ ْه ُر الن ِ‬
‫هاس لَهُ إِ هما ِحبَ ٍّق‪ ،‬فَـ ُه َو َ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْن يَ ُكو َن َمنَ َع نَـ ْف َعهُ بِبَ َدنِه‪ ،‬فَـ ُه َو ا ْجلُْ ُ‬
‫يث ِاال ْستِ َعا َذ َة ِم ْن ُك ِّل َش ٍّر‪َ ،‬وأَ هما ََتْثِريُ ِاال ْستِ ْغ َفا ِر ِيف َدفْ ِع‬‫ض هم َن ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫ال‪ ،‬فَـ َق ْد تَ َ‬ ‫الر َج ِ‬
‫اط ٍل فَـ ُه َو غَلَبَةُ ِّ‬ ‫أَو بِب ِ‬
‫ْ َ‬
‫اصي والْ َفس َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ضِ ِ‬ ‫ا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم َوال ِّ‬
‫ب‬‫اد تُوج ُ‬ ‫يق‪ ،‬فَل َما ا ْشتَـ َر َك ِيف الْعل ِْم به أ َْه ُل الْملَ ِل َوعُ َق َالءُ ُك ِّل أُهمة أَ هن ال َْم َع َ َ َ‬
‫ْب‪ ،‬ح هىت إِ هن أ َْهلَها إِذَا قَ َ ِ‬ ‫ف وا ْحل ْز َن‪ ،‬و ِ‬
‫ارُه ْم‪،‬‬
‫ض ْوا م ْنـ َها أ َْوطَ َ‬ ‫َ‬ ‫اض الْ َقل ِ َ‬ ‫ص ْد ِر‪َ ،‬وأ َْم َر َ‬ ‫يق ال ه‬ ‫ض َ‬ ‫اخلَْو َ َ ُ َ‬ ‫ا ْهلَ هم َوالْغَ هم‪َ ،‬و ْ‬
‫ال َش ْي ُخ‬‫يق َوا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم‪َ ،‬ك َما قَ َ‬‫ضِ‬ ‫ص ُدوِرِه ْم ِم َن ال ِّ‬ ‫ِ‬
‫وها َدفْـ ًعا ل َما َِجي ُدونَهُ ِيف ُ‬ ‫وس ُه ُم‪ْ ،‬ارتَ َكبُ َ‬ ‫ِ‬
‫َو َسئ َم ْتـ َها نَـ ُف ُ‬
‫وق‪:‬‬‫الْ ُفس ِ‬
‫ُ‬
‫ت ِم ْنـ َها ِهبَا‬‫ت َعلَى لَ هذةٍ ‪َ ...‬وأُ ْخ َرى تَ َد َاويْ ُ‬ ‫ْس َش ِربْ ُ‬ ‫َوَكأ ٍ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ار‪.‬‬ ‫اء َهلَا إِهال التـ ْهوبَةُ َواال ْستغْ َف ُ‬
‫وب‪ ،‬فَ َال َد َو َ‬ ‫وب َو ْاآل ََثِم ِيف الْ ُقلُ ِ‬ ‫الذنُ ِ‬‫ري ُّ‬ ‫َوإذَا َكا َن َه َذا ََتْث َ‬
‫ِ‬
‫صِ‬ ‫ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ال‬ ‫ْب َوتَـ ْق ِويته‪َ ،‬و َش ْرحه َوابْت َهاجه َولَ هذته أَ ْكبَـ ُر َشأْن َوف َيها م َن اتّ َ‬ ‫يح الْ َقل ِ‬ ‫شأْنُـ َها ِيف تَـ ْف ِر ِ‬
‫ص َالةُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫َوأَ هما ال ه‬
‫َجي ِع الْبَ َد ِن‬ ‫استِ ْعم ِ‬ ‫وف بـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ِمبُنَ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الر ِ ِ‬
‫ال َِ‬
‫ني يَ َديْه‪َ ،‬و ْ َ‬ ‫اجاتِه‪َ ،‬وال ُْوقُ َ َ‬ ‫وح ِاب هَّلل‪َ ،‬وقُـ ْربِه َوالتهـنَـ ُّع ِم بِذ ْك ِره‪َ ،‬واالبْت َه ِ َ‬ ‫ْب َو ُّ‬ ‫الْ َقل ِ‬
‫ستِ ِه ْم‬ ‫ض ٍو َحظههُ ِم ْنـ َها‪َ ،‬وا ْشتِغَالِ ِه َع ِن التـ َ ُّ ِ‬
‫هعل ِق اب ْخلَل ِْق َوُم َالبَ َ‬ ‫وديهتِ ِه‪َ ،‬وإِ ْعطَ ِاء ُك ِّل عُ ْ‬ ‫آالتِِه ِيف عُب ِ‬
‫ُ‬ ‫َوقُـ َواهُ َو َ‬
‫ت بِ ِه‬ ‫اط ِرهِ‪ ،‬وراحتِ ِه ِمن َع ُد ِوهِ حالَةَ ال ه ِ‬ ‫اب قُـوى قَـلْبِ ِه وجوا ِرِح ِه إِ َىل ربِ ِه وفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ار ْ‬‫صَ‬ ‫ص َالة َما َ‬ ‫ََ َ ْ ّ َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َو ُُمَ َاوَراهت ْم‪َ ،‬و ْاْن َذ ِ َ‬
‫ات و ْاألَ ْغ ِذي ِة الهِيت َال تَُالئِم إِهال الْ ُقلُوب ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يحةَ‪.‬‬
‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫م ْن أَ ْك ََِب ْاألَ ْد ِويَة َوال ُْم َف ِّر َح َ‬
‫اسبـ َها إِهال ْاألَ ْغ ِذيةُ الْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اضلَةُ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وب ال َْعليلَةُ‪ ،‬فَ ِه َي َك ْاألَبْ َدان َال تُـنَ ُ‬ ‫َوأَ هما الْ ُقلُ ُ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ‪َ ،‬و ِه َي َم ْنـ َهاةٌ‬ ‫الدنْـيا و ْاآل ِخرةِ‪ ،‬و َدفْ ِع م َف ِ‬
‫اس ِد ُّ‬ ‫صال ِح ُّ َ َ َ َ َ‬
‫يل م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َالةُ م ْن أَ ْك ََِب ال َْع ْون َعلَى ََتْص ِ َ َ‬
‫فَال ه ِ‬
‫ضةٌ لِل َْو ْج ِه‪َ ،‬وُمنَ ِّ‬ ‫س ِد‪َ ،‬وُمنَـ ِّوَرةٌ لِ ْل َقل ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شطَةٌ‬ ‫ْب‪َ ،‬وُمبَـيِّ َ‬ ‫ِ‬
‫اإل ِْ م‪َ ،‬و َداف َعةٌ ألَ ْد َواء الْ ُقلُوب‪َ ،‬وَمط َْر َدةٌ لل هداء َع ِن ا ْجلَ َ‬ ‫َع ِن ِْ‬
‫ات‪َ ،‬و َحافِظَةٌ‬ ‫ش َهو ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س‪ ،‬وجالية لِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لرْزق‪َ ،‬و َداف َعةٌ للظُّل ِْم‪َ ،‬وَانص َرةٌ لل َْمظْلُوم‪َ ،‬وقَام َعةٌ ألَ ْخ َالط ال ه َ‬ ‫ّ‬ ‫ِح َوالنهـ ْف ِ‬
‫ْج َوار ِ‬
‫لل َ‬
‫اش َفةٌ لِ ْلغُ هم ِة‪َ ،‬وَانفِ َعةٌ ِم ْن َكثِ ٍري ِم ْن أ َْو َج ِاع الْبَطْ ِن‪َ .‬وقَ ْد َرَوى ابْ ُن‬ ‫لِلنِّ ْعم ِة‪ ،‬و َدافِعةٌ لِلنِّ ْقم ِة‪ ،‬وم ْن ِزلَةٌ لِل هر ْْحَ ِة‪ ،‬وَك ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوأ ََان َانئِ ٌم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال‪َ :‬ر ِآين َر ُس ُ‬ ‫يث َماهد‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ قَ َ‬ ‫ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْت‪ :‬نَـ َع ْم َاي َر ُس َ‬‫ال‪ :‬قُـل ُ‬ ‫ت َد ْر ْد؟» قَ َ‬ ‫َش َك َم ْ‬‫ال ِِل‪« :‬اي أَاب ُهريـرَة أ ِ‬
‫َ َ َْ َ‬ ‫أَ ْش ُكو ِم ْن َو َج ِع بَط ِِْن‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ص ِّل‪ ،‬فَِإ هن ِيف‬
‫«قُ ْم فَ َ‬

‫(‪)755/7‬‬

‫ك جملاهد‪،‬‬ ‫ال ذَلِ َ‬ ‫يث َم ْوقُوفًا َعلَى أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪َ ،‬وأَنههُ ُه َو اله ِذي قَ َ‬ ‫ي َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫اء» «‪َ . »7‬وقَ ْد ُر ِو َ‬
‫ال ه ِ ِ‬
‫ص َالة ش َف ً‬
‫ك؟‪.‬‬ ‫ك بَطْنُ َ‬ ‫وجعُ َ‬ ‫و ُهو أَ ْشبهُ‪ .‬وم ْعىن َه ِذهِ الله ْفظَِة ِابلْ َفا ِر ِس ِي‪ :‬أَي ِ‬
‫ّ ُ‬ ‫َ َ َ ََ َ‬
‫صنَ َ ِ ِ‬ ‫َطبه ِاء ِهب َذا ال ِْع َال ِج‪ ،‬فَـي َخاطَب بِ ِ‬ ‫ش ِرح ص ْدر ِزنْ ِد ِيق ْاأل ِ‬
‫ضةُ‬‫ص َالةُ ِرَاي َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬ال ه‬ ‫ب‪َ ،‬ويُـ َق َ‬ ‫اعة الطّ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫فَِإ ْن ََلْ يَـ ْن َ ْ َ ُ‬
‫ص ِ‬ ‫ٍِِ ِ ِ‬ ‫ت تَ ْشتَ ِمل َعلَى حرَك ٍ‬ ‫س والْب َد ِن َِ‬
‫وع‪،‬‬‫الرُك ِ‬ ‫اب‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ض ٍاع ُخمْتَل َفة م َن االنْت َ‬ ‫ات َوأ َْو َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َج ًيعا‪ ،‬إذا َكانَ ْ‬ ‫النهـ ْف ِ َ َ‬
‫ض ِاع الهِيت يـتَح هر ُك مع َها أَ ْكثَـر الْم َف ِ‬
‫اص ِل‪َ ،‬ويَـ ْنـغَ ِم ُز َم َع َها‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫ت َوغَ ِْريَها ِم َن ْاأل َْو َ‬ ‫ود‪ ،‬والتـهوُّر ِك‪ ،‬و ِاالنْتِ َق َاال ِ‬
‫الس ُج َ َ َ‬
‫و ُّ ِ‬
‫َ‬
‫س‪ ،‬وال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬فَما يـ ْن ِكر أَ ْن ي ُكو َن ِيف ه ِذهِ‬ ‫اطنَ ِة‪َ ،‬كالْم ِع َدةِ‪ ،‬و ْاأل َْمع ِاء‪ ،‬وسائِ ِر َ ِ‬ ‫ض ِاء الْب ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫آالت النهـ ْف ِ َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫أَ ْكثَـ ُر ْاألَ ْع َ َ‬
‫ص َالةِ‪ ،‬فَـتَـ ْق َوى الطهبِ َيعةُ‪،‬‬ ‫اح َها ِيف ال ه‬ ‫س وانْ ِشر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫يل لِل َْم َو ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‪َ ،‬وَال سيه َما ب َواسطَة قُـ هوة النهـ ْف ِ َ َ‬ ‫ا ْحلََرَكات تَـ ْق ِويَةٌ َوََتْل ٌ‬
‫س لَهُ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫هع ُّو ِ‬ ‫ت بِ ِه ُّ‬ ‫اإل ْع َر ِ‬‫فَـيَـ ْن َدفِ ُع ْاألَََلُ‪َ ،‬ولَ ِك ْن َداءُ ال هزنْ َدقَ ِة َو ِْ‬
‫ض َع ْنهُ اب ْإل ْحلَاد َداءٌ لَْي َ‬ ‫الر ُس ُل‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫اء ْ‬‫اض َع هما َج َ‬
‫ِ‬
‫ب َوتَـ َو هىل‪.‬‬‫ص َال َها إِهال ْاألَ ْش َقى الهذي َك هذ َ‬ ‫َد َواءٌ إِهال َان ٌر تَـلَظهى َال يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ِ ِه‬ ‫اد ِيف َدفْ ِع ا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم‪ ،‬فَأ َْم ٌر َم ْعلُ ٌ ِ‬ ‫وأَ هما ََتْثِري ا ْجلِه ِ‬
‫صائ َل الْبَاط ِل َو َ‬
‫ص ْولَتَهُ‬ ‫س َم َىت تَـ َرَك ْ َ‬ ‫وم ابلْ ِو ْج َدان‪ ،‬فَإن النهـ ْف َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫شاطًا‬ ‫ك ا ْهلَ هم َوا ْحلُْز َن فَـ َر ًحا َونَ َ‬‫َّلل أَبْ َد َل ذَلِ َ‬
‫واستِ َيالءهُ‪ ،‬ا ْشت هد َُهُّها وغَ ُّمها‪ ،‬وَكربـها و َخوفُـها‪ ،‬فَِإذَا جاه َدتْه ِهِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َُْ َ ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهم يـع ِّذبـهم ه ِ‬
‫ور قَـ ْوم ُم ْؤمنِ َ‬
‫ني‬ ‫ص ُد َ‬ ‫ف ُ‬ ‫صرُكم َعلَْي ِهم وي ْش ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫اَّللُ ِأبَيْدي ُك ْم َو ُخيْ ِزه ْم َويَـ ْن ُ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪ :‬قاتلُ ُ ْ ُ َ ْ ُ ُ‬ ‫َوقُـ هوةً‪َ ،‬ك َما قَ َ‬
‫ْب وغَ ِم ِه و َُِهّ ِه وح ْزنِِه ِمن ا ْجلِه ِ‬ ‫ظ قُـلُوهبِِم «‪ . »2‬فَ َال َشيء أَ ْذ َه ِ‬ ‫ِ‬
‫اد َو ه‬
‫اَّللُ‬ ‫َ َ‬ ‫ب جلََوى الْ َقل ِ َ ّ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ب غَْي َ‬ ‫َويُ ْذه ْ‬
‫ال ُْم ْستَـ َعا ُن‪.‬‬
‫يض َوالتهـبَـ ِّري ِم َن ا ْحلَْوِل‬ ‫ال التهـ ْف ِو ِ‬ ‫َّلل ِيف َدفْ ِع َه َذا ال هد ِاء‪ ،‬فَلِما فِ َيها ِم ْن َكم ِ‬ ‫وأَ هما ََتْثِري َال حو َل وَال قُـ هوةَ إِهال ِاب هِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َْ َ‬ ‫َ‬
‫ال إِ َىل‬ ‫ك لِ ُك ِل ََتَُّوٍل ِم ْن َح ٍ‬ ‫از َعتِ ِه ِيف َشي ٍء ِم ْنه‪ ،‬وعُم ِ‬ ‫َوالْ ُق هوةِ إِهال بِ ِه‪َ ،‬وتَ ْسلِ ِيم ْاأل َْم ِر ُكلِّ ِه لَهُ‪َ ،‬و َع َدِم ُمنَ َ‬
‫وم ذَل َ ّ‬ ‫ْ ُ َ ُ ُ‬
‫َّلل وح َدهُ‪ ،‬فَ َال يـ ُقوم ِهل ِذهِ‬ ‫ِ‬ ‫هح ُّوِل‪َ ،‬وأَ هن ذَلِ َ‬ ‫الس ْفلِ ِّي‪َ ،‬والْ ُق هوةِ َعلَى ذَلِ َ‬ ‫َح ٍ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ك ُكلههُ ِاب ه َ ْ‬ ‫ك الت َ‬ ‫ي َو ُّ‬ ‫ال ِيف ال َْعاََِل الْعُ ْل ِو ِّ‬
‫الْ َكلِ َم ِة َش ْيءٌ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ِمن ال ه ِ‬
‫ص َع ُد إِلَْيـ َها إِهال بِ َال َح ْو َل َوَال قُـ هوةَ إِهال ِاب هَّلل‪َ ،‬وَهلَا ََتْثريٌ‬
‫س َماء‪َ ،‬وَال يَ ْ‬ ‫ض ْاآل ََث ِر‪ :‬إِنههُ َما يَـ ْن ِز ُل َملَ ٌ َ‬ ‫َوِيف بَـ ْع ِ‬
‫عجيب يف طرد الشيطان‪ ،‬وهللا املستعان‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬رواه ابن ماجه يف الطب‪ ،‬واإلمام أْحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬التوبة‪75 -74 -‬‬

‫(‪)751/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج الْ َف َز ِع َو ْاأل ََر ِق ال َْمانِ ِع ِم َن النـ ْهوِم‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬ش َكى خالد إ َىل النِ ِّ‬ ‫َرَوى الرتمذي ِيف « َج ِام ِع ِه» َع ْن بريدة قَ َ‬
‫ك فَـ ُق ِل‪:‬‬ ‫اش َ‬‫ت إِ َىل فِر ِ‬
‫َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِذَا أ ََويْ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫اَّلل! َما أ ََان ُم اللهْي َل ِم َن ْاأل ََر ِق‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ول هِ‬ ‫َاي َر ُس َ‬
‫ت‪ُ ،‬ك ْن ِِل‬ ‫َضله ْ‬ ‫شي ِ‬
‫اط ِ‬ ‫ني‪َ ،‬وَما أَقَـله ْ‬ ‫ب ْاألَر ِ‬ ‫س ْب ِع َوَما أَظَله ْ‬ ‫سماو ِ‬ ‫الله ُه هم َر ه‬
‫ني َوَما أ َ‬ ‫ب ال ه َ‬ ‫ت‪َ ،‬وَر ه‬ ‫ضَ‬ ‫ت‪َ ،‬وَر ه َ‬ ‫ات ال ه‬ ‫ب ال ه َ َ‬
‫ِ‬ ‫ط علَ هي أ ِ‬ ‫جارا ِمن َش ِر َخل ِْق َ ِ ِ‬
‫ار َك‪َ ،‬و َج هل ثَـنَا ُؤ َك‪َ ،‬وَال‬ ‫َح ٌد م ْنـ ُه ْم‪ ،‬أ َْو يَـ ْبغ َي َعلَ هي‪َ ،‬ع هز َج ُ‬ ‫ك ُكلّ ِه ْم ََج ًيعا أَ ْن يَـ ْف ُر َ َ َ‬ ‫ًَ ْ ّ‬
‫إِلَهَ غَْيـ ُر َك» «‪»7‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن يُـ َعلِّ ُم ُه ْم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ب‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َج ِّدهِ‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫ضا‪َ :‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َع ْي ٍ‬ ‫َوفِ ِيه أَيْ ً‬
‫ني‪َ ،‬وأَعُوذُ بِ َ‬ ‫شي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫اَّلل التها هم ِة ِمن غَ َ ِ ِ ِ‬ ‫ات هِ‬ ‫ِمن الْ َفز ِع‪« :‬أَعُوذُ بِ َكلِم ِ‬
‫ك‬ ‫اط ِ‬ ‫ضبِه َوع َقابِه‪َ ،‬و َش ِّر عبَاده‪َ ،‬وم ْن َُهَ َزات ال ه َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪ :‬وَكا َن َعب ُد هِ‬
‫اَّلل بْ ُن َع ْم ٍرو يُـ َعلّ ُم ُه هن َم ْن َع َق َل م ْن بَنِ ِيه‪َ .‬وَم ْن ََلْ يَـ ْع ِق ْل َكتَـبَهُ‪ ،‬فَأَ ْعلَ َقهُ‬ ‫ْ‬ ‫ض ُرون» ‪ ،‬قَ َ َ‬
‫ب أَ ْن َْحي ُ ِ‬
‫َر ِّ‬
‫اسبَةُ َه ِذهِ الْعُوذَةِ لِ ِع َال ِج هذا الداء‪.‬‬ ‫َعلَْيه «‪َ »2‬وَال َخيَْفى ُمنَ َ‬
‫ِ‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج َد ِاء ا ْحلَ ِر ِيق َوإِطْ َفائِِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِذَا َرأَيْـتُ ُم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ب َع ْن أَبِ ِيه َع ْن َج ِّدهِ قَ َ‬ ‫يُ ْذ َك ُر َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َع ْي ٍ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬
‫ان الهِيت ُخلِ َق‬ ‫ش ْيطَ ِ‬‫هار‪َ ،‬و ِه َي َما هدةُ ال ه‬
‫يق فَ َكَِّبُوا‪ ،‬فَِإ هن التّكبري يطفئه» «‪ . »3‬ملا كان احلرق َسبَـبُهُ الن ُ‬ ‫ا ْحلَ ِر َ‬
‫ان إِ َعانَةٌ َعلَْي ِه‪َ .‬وتَـ ْن ِفي ٌذ لَهُ‪.‬‬ ‫ادتِِه َوفِ ْعلِ ِه‪َ ،‬كا َن لِل ه‬
‫ش ْيطَ ِ‬ ‫ش ْيطَا َن ِمبَ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِم ْنـها‪ ،‬وَكا َن فِ ِيه ِمن الْ َف ِ‬
‫ب ال ه‬ ‫ام َما يُـنَاس ُ‬ ‫ساد ال َْع ِّ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ان ْاأل َْمر ِ‬
‫ان‪َ ،‬و ُُهَا الْعُلُُّو ِيف األرض والفساد ُها هدي‬ ‫اد‪ ،‬و َه َذ ِ‬ ‫ت النهار تَطْلُ ِ ِ‬
‫وَكانَ ِ‬
‫َ‬ ‫سَ َ‬ ‫ب بطَْبع َها الْعُلُهو َوالْ َف َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫الشيطان‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الطب‪ ،‬والرتمذي وأْحد يف املسند‪ ،‬واحلاكم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن السِن‪ ،‬وابن عدي‪ ،‬وابن عساكر يف اترخيه‪.‬‬

‫(‪)751/7‬‬

‫اد‪َ ،‬وكِ َِْبَاي َء‬


‫سَ‬‫ض َوالْ َف َ‬‫ش ْيطَا ُن ُكلٌّ ِم ْنـ ُه َما يُ ِري ُد الْعُلُهو ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫هار َوال ه‬
‫آد َم‪ ،‬فَالن ُ‬ ‫ك بَِِن َ‬ ‫َوإِلَْي ِه َما يَ ْدعُو‪َ ،‬وهبِِ َما يُـ ْهلِ ُ‬
‫ش ْيطَا َن َوفِ ْعلَهُ‪.‬‬
‫ب‪َ -‬ع هز َو َج هل‪ -‬تَـ ْق َم ُع ال ه‬ ‫ال هر ِّ‬
‫وم َهلَا َش ْيءٌ‪،‬‬ ‫اَّلل‪َ -‬ع هز وج هل‪ -‬لَه أَثَـر ِيف إِطْ َف ِاء ا ْحل ِر ِيق‪ ،‬فَِإ هن كِ َِْبايء هِ‬ ‫وِهل َذا َكا َن تَ ْكبِري هِ‬
‫اَّلل‪َ -‬ع هز َو َج هل‪َ -‬ال يَـ ُق ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ان الهِيت ِه َي َما هدتُهُ‪ ،‬فيطفىء ا ْحلَ ِر َ‬
‫يق‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫ود ال ه‬ ‫َ‬
‫فَِإذَا َكبهـر الْمسلِم ربههُ‪ ،‬أَثهـر تَ ْكبِريهُ ِيف ُمخُ ِ‬
‫ود النها ِر و ُمخُ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُْ َُ َ‬
‫َج هربْـنَا َْْن ُن َوغَْيـ ُرَان َه َذا‪ ،‬فَـ َو َج ْد َانهُ كذلك‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫الص هح ِة‬ ‫ِ ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬


‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫الرطُوبَِة ال ُْم َقا ِوَم ِة للحرارة‪ ،‬فالرطوبة مادة‪،‬‬ ‫اسطَِة ُّ‬ ‫ص هحتُهُ وبـ َقا ُؤهُ إِ همنَا ُهو بِو ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ال الْب َد ِن و ِ‬ ‫ِ‬
‫لَ هما َكا َن ا ْعت َد ُ َ َ‬
‫ك‬‫ت الْبَ َد َن َوََلْ ميُْ ِك ْن قِيَ ُامهُ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫صلِح َها وتُـلَ ِطُّف َها‪ ،‬وإِهال أَفْس َد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ض َالهتَا َوتُ ْ ُ َ‬
‫ضجها‪ ،‬وتَ ْدفَع فَ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْحلََرا َرةُ تُـ ْن ُ َ َ ُ‬
‫اح َدةٍ ِم ْنـ ُه َما‬
‫ت الْب َد َن وأَيـبس ْته وأَفْس َدتْه‪ ،‬فَِقوام ُك ِل و ِ‬
‫َح َرقَ َ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ َ ُ ّ َ‬
‫الرطُوبةُ‪َ ،‬أل ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الرطُوبَةُ ه َي غ َذاءُ ا ْحلََر َارة‪ ،‬فَـلَ ْوَال ُّ َ‬ ‫ُّ‬
‫لرطُوبَِة ََتْ َفظُ َها َوَتَْنَـعُ َها ِم َن‬‫َج ًيعا‪َ ،‬وُكلٌّ ِم ْنـ ُه َما َما هدةٌ لِ ِْلُ ْخ َرى‪ ،‬فَا ْحلََر َارةُ َما هدةٌ لِ ُّ‬ ‫احبتِ َها‪ ،‬وقِوام الْب َد ِن هبِِما َِ‬
‫َ‬ ‫ص َ ََُ َ‬
‫بِ ِ‬
‫َ‬
‫الزَاي َدةِ َعلَى‬
‫اُهَا إِ َىل ِّ‬ ‫اح َد ُ‬ ‫وها وََتْ ِملُ َها‪ ،‬وم َىت مالَ ِ‬ ‫الرطُوبةُ ما هدةٌ لِل ِ‬ ‫الْ َف ِ ِ ِ ِ‬
‫ت ْ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْح َر َارة تَـ ْغ ُذ َ َ‬‫َ‬ ‫ساد َواال ْست َحالَة‪َ ،‬و ُّ َ َ‬ ‫َ‬
‫اج الْبَ َد ُن إِ َىل َما‬‫الرطُوبَةَ‪ ،‬فَـيَ ْحتَ ُ‬ ‫ك‪ ،‬فَا ْحلََر َارةُ َدائِ ًما َُتَلِّ ُل ُّ‬ ‫ب ذَلِ َ‬ ‫سِ‬ ‫اج الْب َد ِن ِاال ِْْنر ُ ِ‬
‫اف حبَ َ‬ ‫َ‬
‫ْاألُ ْخرى‪ ،‬ح َ ِ ِ‬
‫ص َل لم َز ِ َ‬ ‫َ َ‬
‫هحلُّ ِل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ضر ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫بِ ِه ُخيْلَ ُ ِ‬
‫اد َعلَى م ْق َدا ِر الت َ‬ ‫اب‪َ ،‬وَم َىت َز َ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ام َوال ه‬ ‫ورة بَـ َقائه‪َ -‬و ُه َو الطه َع ُ‬ ‫ف َعلَْيه َما َحلهلَْتهُ ا ْحلََر َارةُ‪ -‬ل َ ُ َ‬
‫ت‬ ‫صلَ ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَ َح َ‬ ‫س َد ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ِيف الْبَ َدن‪َ ،‬وأَفْ َ‬ ‫ت َم َوا هد َرِديئَةً‪ ،‬فَـ َعاثَ ْ‬ ‫استَ َحالَ ْ‬ ‫يل فَ َ ِ‬
‫ض َالتِه‪ ،‬فَ ْ‬ ‫ت ا ْحلََر َارةُ َع ْن ََتْلِ ِ‬ ‫ضعُ َف ِ‬ ‫َ‬
‫استِ ْع َد ِاد َها‪َ ،‬و َه َذا ُكلُّهُ ُم ْستَـ َفا ٌد ِم ْن قَـ ْولِ ِه تعاىل‪:‬‬ ‫ول ْاألَ ْع َ ِ‬‫اد َها وقَـبُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬
‫ضاء َو ْ‬ ‫ب تَـنَـ ُّو ِع َم َو ّ َ‬ ‫اض ال ُْمتَـنَـ ِّو َعةُ حبَ َ‬
‫ْاأل َْم َر ُ‬
‫شر ِ ِ‬ ‫ِ ه ِ‬ ‫وُكلُوا وا ْشربوا وال تُس ِرفُوا «‪ ، »7‬فَأَر َش َد ِعب َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض َما‬ ‫اب ع َو َ‬ ‫يم الْبَ َد َن م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫ادهُ إ َىل إ ْد َخال َما يُق ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َُ َ ْ‬
‫ك َكا َن إِ ْس َرافًا‪َ ،‬وكِ َال ُُهَا‬ ‫ََتَله َل ِم ْنهُ‪َ ،‬وأَ ْن يَ ُكو َن بَِق ْد ِر َما يَـ ْنـتَ ِف ُع بِ ِه الْبَ َد ُن ِيف الْ َك ِّميه ِة َوالْ َك ْي ِفيه ِة‪ ،‬فَ َم َىت َج َاوَز َذلِ َ‬
‫اف فِ ِيه‪.‬‬
‫اإل ْس َر َ‬ ‫الش ْر ِ‬
‫ب أَ ِو ِْ‬ ‫ب لِل َْم َر ِ‬
‫ض‪ ،‬أَ ْع ِِن َع َد َم ْاألَ ْك ِل َو ُّ‬ ‫مانِع ِمن ِ ِ ِ‬
‫الص هحة َجال ٌ‬
‫َ ٌ َ ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األعراف‪.37 -‬‬

‫(‪)759/7‬‬

‫ني‪ ،‬وَال ريب أَ هن الْب َد َن َدائِما ِيف التهحلُّ ِل و ِاالستِ ْخ َال ِ‬ ‫ني ِْ ِ‬ ‫ني الْ َكلِ َمتَـ ْ ِ‬
‫الص هح ِة ُكلُّهُ ِيف َهاتَـ ْ ِ‬ ‫فَ ِح ْف ُ‬
‫ف‪،‬‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫اإل َهليهـتَـ ْ ِ َ َْ َ‬ ‫ظ ِّ‬
‫الرطُوبَةَ‪َ ،‬و ِه َي َما هدةُ ا ْحلََر َارةِ‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫هحلُّ ِل تُـ ْف ِِن ُّ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫وُكلهما َكثُـر التهحلُّل َ ِ‬
‫ضعُ َفت ا ْحلََر َارةُ ل َفنَاء َمادههتَا‪ ،‬فَِإ هن َكثْـ َرَة الت َ‬ ‫َ َ َ َ ُ‬
‫ض ُم‪ ،‬وال يزال كذلك حىت تفىن الرطوبة‪ ،‬وتنطفىء ا ْحلََرا َرةُ َُجْلَةً‪ ،‬فَـيَ ْستَ ْك ِم ُل‬ ‫ف ا ْهلَ ْ‬ ‫ضعُ َ‬ ‫ت ا ْحلََر َارةُ‪َ ،‬‬ ‫ضعُ َف ِ‬ ‫َ‬
‫ص َل إِلَْي ِه‪.‬‬‫اَّلل لَهُ أَ ْن ي ِ‬
‫َ‬ ‫ب هُ‬
‫الْعب ُد ْاأل ه ِ‬
‫َج َل الذي َكتَ َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫صل إِ َىل ه ِذهِ ا ْحلالَ ِة‪َ ،‬ال أَنهه يستـ ْل ِزم بـ َقاء ا ْحلرارةِ‬ ‫اإلنْ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ َ ْ َ ُ َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫اسةُ الْبَ َد ِن إِ َىل أَ ْن يَ ِ َ َ‬ ‫سان لنَـ ْفسه َولغَ ِْريه ح َر َ‬ ‫فَـغَايَةُ ع َال ِج ِْ َ‬
‫ش ٍر ِيف َه ِذهِ ال هدا ِر‪َ ،‬وإِ همنَا غَايَةُ‬ ‫ص ْل لِبَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫اب و ِ ِ‬ ‫الرطُوبَِة اللهتَـ ْ ِ‬
‫الص هحة َوالْ ُق هوة هب َما‪ ،‬فَِإ هن َه َذا ممها ََلْ َْحي ُ‬ ‫شبَ ِ َ ّ‬ ‫ني بَـ َقاءُ ال ه‬ ‫َو ُّ‬
‫ض ِع َف ِاهتَا‪َ ،‬ويَـ ْع ِد َل بَـ ْيـنَـ ُه َما‬‫الرطُوبَةَ َع ْن ُم ْف ِس َد ِاهتَا ِم َن الْعُ ُفونَِة وغريها‪َ ،‬وَْحي ِم َي ا ْحلََر َارةَ َع ْن ُم ْ‬ ‫يب أَ ْن َْحي ِم َي ُّ‬ ‫الطهبِ ِ‬
‫ض وسائِر الْم ْخلُوقَ ِ‬ ‫ان‪َ ،‬كما أَ هن بِ ِه قَام ِ‬ ‫اإلنْس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات‪،‬‬ ‫ات َو ْاأل َْر ُ َ َ ُ َ‬ ‫س َم َاو ُ‬ ‫ت ال ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام بَ َد ُن ِْ َ‬ ‫ِابل َْع ْد ِل ِيف الته ْدبِ ِري الهذي بِه قَ َ‬
‫الص هح ِة‬
‫ظ ِّ‬ ‫ض َل َه ْد ٍي ميُْ ِك ُن ِح ْف ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َو َج َدهُ أَفْ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ي النِ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إِ همنَا ق َو ُام َها ِابل َْع ْدل‪َ ،‬وَم ْن ََتَهم َل َه ْد َ‬
‫س َوال َْم ْس َك ِن‪َ ،‬وا ْهلََو ِاء َوالنـ ْهوِم‪،‬‬ ‫ب‪َ ،‬وال َْملْبَ ِ‬ ‫وف َعلَى ُح ْس ِن تَ ْدبِ ِري ال َْمط َْع ِم َوال َْم ْشر ِ‬
‫َ‬ ‫بِ ِه‪ ،‬فَِإ هن ِح ْفظَ َها َم ْوقُ ٌ‬
‫ت َه ِذهِ َعلَى ال َْو ْج ِه ال ُْم ْعتَ ِد ِل‬ ‫صلَ ْ‬ ‫اس‪ ،‬فَِإ َذا َح َ‬ ‫ون َوال َْم ْن َك ِح‪َ ،‬و ِاال ْستِ ْف َر ِاغ َو ِاال ْحتِبَ ِ‬ ‫الس ُك ِ‬‫َوالْيَـ َقظَِة َوا ْحلََرَك ِة‪َ ،‬و ُّ‬
‫الص هح ِة أَو غَلَبتِها إِ َىل انْ ِق َ ِ‬ ‫الس ِن والْع َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج ِل‪.‬‬ ‫ضاء ْاأل َ‬ ‫ب إِ َىل َد َو ِام ِّ ْ َ َ‬ ‫ادة‪َ ،‬كا َن أَقـ َْر َ‬ ‫ال ُْم َواف ِق ال ُْم َالئ ِم للْبَ َدن َوالْبَـلَد َو ّ ّ َ َ‬
‫َج َزِل َعطَ َاايهُ‪َ ،‬وأ َْوفَ ِر ِمنَ ِح ِه‪ ،‬بَ ِل ال َْعافِيَةُ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل َعلَى َع ْبده‪َ ،‬وأ ْ‬
‫الص هحةُ والْعافِيةُ ِمن أَج ِل نِع ِم هِ‬
‫ت ّ َ َ َ ْ َّ َ‬
‫ولَ هما َكانَ ِ ِ‬
‫َ‬
‫اعاتُـ َها َو ِح ْفظُ َها َوِْحَايَـتُـ َها َع هما‬ ‫اإلط َْال ِق‪ ،‬فَ َح ِقي ٌق لِ َم ْن ُرِز َق َحظًّا ِم َن التـ ْهوفِ ِ‬
‫يق ُم َر َ‬ ‫َج ُّل النِّ َع ِم َعلَى ِْ‬ ‫ال ُْمطْلَ َقةُ أ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫يح ِه» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ي ِيف «ص ِح ِ‬ ‫ُّها‪َ ،‬وقَ ْد َرَوى الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ضاد َ‬ ‫يُ َ‬
‫الص هحةُ َوالْ َف َراغُ» «‪. »7‬‬ ‫هاس‪ِّ :‬‬ ‫ان َمغْبُو ٌن فِي ِه َما َكثِريٌ ِم َن الن ِ‬ ‫وسلهم‪« :‬نِ ْعمتَ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫وِيف الرتمذي وغَ ِْريهِ ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث عبيد هللا بن ُمصن األنصاري‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت له ال ّدنيا» «‪. »2‬‬ ‫وت يَـ ْوِم ِه‪ ،‬فَ َكأَهمنَا ِح َيز ْ‬ ‫آمنًا ِيف ِس ْربِ ِه‪ِ ،‬ع ْن َدهُ قُ ُ‬ ‫اىف ِيف جس ِدهِ‪ِ ،‬‬
‫َصبَ َح ُم َع ً َ َ‬ ‫َو َسله َم‪َ « :‬م ْن أ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الرقاق‪ ،‬والرتمذي وابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي وابن ماجه يف الزهد‪ ،‬والبخاري يف األدب‪.‬‬
‫(‪)759/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم أنه قال‪ّ « :‬أول ما يسأل ال َْع ْب ُد‬ ‫صلهى ه‬ ‫وِيف الرتمذي أَيْ ً ِ ِ ِ‬
‫هب َ‬ ‫ضا م ْن َحديث أَِيب ُه َريْـ َرَة‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫َ‬
‫ك‪َ ،‬ونَـ ْر ِو َك ِم َن املاء البارد» «‪. »7‬‬ ‫ك ِج ْس َم َ‬ ‫ص هح لَ َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬أَََل نُ ِ‬
‫ْ‬ ‫يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة ِم َن الن ِهع ِيم‪ ،‬أَ ْن يُـ َق َ‬
‫ال‪َ :‬ع ِن‬ ‫ف ِيف قَـ ْولِ ِه تعاىل‪ :‬مُه لَتُ ْسئَـلُ هن يَـ ْوَمئِ ٍذ َع ِن الن ِهع ِيم‪ ، »2« ،‬قَ َ‬ ‫سلَ ِ‬ ‫ال ِم َن ال ه‬ ‫ال َم ْن قَ َ‬ ‫ومن ها هنا قَ َ‬
‫الص هح ِة‪.‬‬
‫ِّ‬
‫اَّلل! َس ِل‬ ‫ول هِ‬ ‫ال للعباس‪« :‬اي عباس‪ ،‬اي َع هم ر ُس ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫َْحَ َد» أَ هن النِ ه‬ ‫اإل َم ِام أ ْ‬‫َوِيف « ُم ْسنَ ِد ِْ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫هب َ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ» «‪. »3‬‬ ‫اَّللَ ال َْعافِيَةَ ِيف ُّ‬‫ه‬
‫ول‪« :‬سلُوا ه ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ت رس َ ِ‬ ‫الص ِّد ِيق‪ ،‬قَ َ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني‬‫اَّللَ الْيَق َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يَـ ُق ُ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪َ :‬مس ْع ُ َ ُ‬ ‫َوفيه َع ْن أَِيب بَ ْك ٍر ِّ‬
‫الدنْـيَا‪َ ،‬وَال يَتِ ُّم‬ ‫ني َعافِيَـ َِيت ال ِّدي ِن َو ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٌد بَـ ْع َد الْيَ ِق ِ‬ ‫َوال ُْم َعافَا َة‪ ،‬فَ َما أ ِ‬
‫ني َخ ْيـ ًرا م َن ال َْعافيَة» «‪ . »4‬فَ َج َم َع بَـ ْ َ‬ ‫ُويتَ أ َ‬
‫ني يَ ْدفَ ُع َع ْنهُ عقوابت اآلخرة‪ ،‬واآلخرة تَ ْدفَ ُع َع ْنهُ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ح ال َْع ْب ِد ِيف ال هد َاريْ ِن إِهال ِابلْيَ ِق ِ‬
‫ني َوال َْعافيَة‪ ،‬فَالْيَق ُ‬ ‫ص َال ُ‬ ‫َ‬
‫الدنْـيَا ِيف قَـ ْلبِ ِه َوبَ َدنِِه‪.‬‬
‫اض ُّ‬ ‫أ َْم َر َ‬
‫َح ٌد‬ ‫اَّللَ ال َْع ْف َو َوال َْعافِيَةَ َوال ُْم َعافَا َة‪ ،‬فَ َما أ ِ‬
‫يث أَِيب ُه َريْـ َرَة يَـ ْرفَـعُهُ‪َ « :‬سلُوا ه‬ ‫وِيف «سنَ ِن النهسائِ ِي» ِمن ح ِد ِ‬
‫ُويتَ أ َ‬ ‫َ ّ ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اضرةِ‬
‫ِ‬ ‫ِِِ‬
‫الش ُروِر ال َْماضيَة ابل َْع ْف ِو‪َ ،‬وا ْحلَ َ‬ ‫ض هم ُن إِ َزالَةَ ُّ‬ ‫ني َخ ْيـ ًرا ِم ْن ُم َعافَاةٍ» «‪َ ، »5‬و َه ِذهِ الث َهالثَةُ تَـتَ َ‬ ‫بَـ ْع َد يَِق ٍ‬
‫ض هم ُن ال ُْم َد َاوَمةَ َو ِاال ْستِ ْم َر َار َعلَى ال َْعافِيَ ِة‪.‬‬ ‫ِابل َْعافِيَ ِة‪َ ،‬وال ُْم ْستَـ ْقبَـلَ ِة ِابل ُْم َعافَاةِ‪ ،‬فَِإنهـ َها تَـتَ َ‬
‫ب إِلَْي ِه ِم َن ال َْعافِيَ ِة» «‪. »1‬‬ ‫َح ه‬ ‫وعا‪َ « :‬ما ُسئِ َل ه‬
‫اَّللُ َش ْيـئًا أ َ‬ ‫َوِيف الرتمذي َم ْرفُ ً‬
‫ِل ِم ْن‬ ‫ب إِ َه‬ ‫ول هِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُّ‬
‫اىف فَأَ ْش ُك َر أ َ‬
‫ُع َ‬ ‫اَّلل! َألَ ْن أ َ‬ ‫ْت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ال َع ْب ُد ال هر ْْحَ ِن بْ ُن أَِيب لَْيـلَى‪َ :‬ع ْن أَِيب ال هد ْر َداء‪ ،‬قُـل ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬
‫حيب معك العافية» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬ورسول هللا ّ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َب‪ ،‬فَـ َق َ َ ُ‬ ‫َصِ َ‬
‫أَ ْن أُبْـتَـلَى فَأ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف التفسري‪.‬‬
‫(‪ )2‬التكاثر‪.9 -‬‬
‫(‪ )3‬وأخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬
‫(‪ )4‬وأخرجه ابن ماجه‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه النسائي يف عمل اليوم والليلة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪.‬‬

‫(‪)711/7‬‬
‫َل ه‬
‫اَّللَ بَـ ْع َد‬ ‫َسأ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اس أَ هن أَ ْعرابِيًّا َجاء إِ َىل ر ُس ِ‬‫َويُ ْذ َك ُر َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫ال لَهُ‪َ :‬ما أ ْ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ال لَهُ ِيف الثهالِثَ ِة‪َ « :‬س ِل ه‬
‫اَّللَ ال َْعافِيَةَ ِيف‬ ‫اد َعلَْي ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫َع َ‬ ‫اَّللَ ال َْعافِيَةَ» ‪ ،‬فَأ َ‬
‫ال‪َ « :‬س ِل ه‬ ‫س؟ فَـ َق َ‬‫اخلَ ْم ِ‬
‫ات ْ‬ ‫صلَو ِ‬
‫ال ه َ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ» ‪.‬‬
‫ُّ‬
‫اعاةِ َه ِذهِ ْاأل ُُموِر َما‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ُم َر َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬ ‫وإِ َذا َكا َن َه َذا َشأْ َن الْعافِي ِة و ِ ِ‬
‫الص هحة‪ ،‬فَـنَ ْذ ُك ُر م ْن َه ْديِه َ‬‫َ َ َ ّ‬ ‫َ‬
‫ْب‪َ ،‬و َحيَاةِ ُّ‬
‫الدنْـيَا‬ ‫ص هح ِة الْبَ َد ِن َوالْ َقل ِ‬‫ظ ِ‬ ‫ال بِ ِه ِح ْف َ‬ ‫ني لِ َم ْن نَظََر فِ ِيه أَنههُ أَ ْك َم ُل َه ْد ٍي َعلَى ِْ‬
‫اإلط َْال ِق يَـنَ ُ‬ ‫يَـتَـبَـ ه ُ‬
‫اَّلل الْمستـعا ُن‪ ،‬و َعلَي ِه التُّ ْك َال ُن‪ ،‬وَال حو َل وَال قُـ هو َة إِهال ِاب هِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّلل‪.‬‬ ‫َ َْ َ‬ ‫َو ْاآلخ َرة‪َ ،‬و هُ ُ ْ َ َ َ ْ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫اح ٍد ِم َن‬ ‫س علَى نَـو ٍع و ِ‬
‫س النهـ ْف ِ َ ْ َ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم َح ْب ُ‬ ‫ادته َ‬
‫فَأَهما الْمطْعم والْم ْشرب‪ ،‬فَـلَم ي ُكن ِمن َع َ ِِ‬
‫َ َُ َ َ َ ُ ْ َ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫ض ُّر ِابلطهبِ َيعة ِج ًّدا‪َ ،‬وقَ ْد يَـتَـ َع هذ ُر َعلَْيـ َها أ ْ‬
‫َحيَ ًاان‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ يَـتَـنَ َاو ْل‬ ‫ك يَ ُ‬ ‫ْاألَ ْغ ِذيَِة َال يَـتَـ َع هداهُ إِ َىل َما ِس َواهُ‪ ،‬فَِإ هن ذَلِ َ‬
‫اح ٍد‬‫ض هر بِ ِه‪ ،‬فَـ َقصرها علَى نَـو ٍع و ِ‬
‫َََ َ ْ َ‬ ‫استَ َ‬‫ك‪َ ،‬وإِ ْن تَـنَ َاو َل غَْيـ َرهُ‪ََ ،‬لْ تَـ ْقبَـلْهُ الطهبِ َيعةُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫ف أ َْو َهلَ َ‬ ‫ضعُ َ‬‫غَْيـ َرهُ‪َ ،‬‬
‫ضل ْاألَ ْغ ِذي ِة‪َ -‬خطَر م ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ٌّر‪.‬‬ ‫ٌ ُ‬ ‫َ‬ ‫َدائ ًما‪َ -‬ولَ ْو أَنههُ أَفْ َ ُ‬
‫ادةُ أ َْه ِل بَـلَ ِدهِ ِأبَ ْكلِ ِه ِم َن الله ْح ِم‪َ ،‬والْ َفاكِ َه ِة َوا ْخلُْب ِز‪َ ،‬والت ْهم ِر‪َ ،‬وغَ ِْريهِ ِممها ذََك ْرَانهُ ِيف‬ ‫ت َع َ‬ ‫بَ ْل َكا َن ََْ ُك ُل َما َج َر ْ‬
‫اك‪.‬‬‫اج َعتِ ِه ُهنَ َ‬
‫ك ِمبَُر َ‬ ‫ول‪ ،‬فَـ َعلَْي َ‬ ‫َه ْديِ ِه ِيف الْمأْ ُك ِ‬
‫َ‬
‫ض ِّد َها إِ ْن أ َْم َك َن‪َ ،‬كتَـ ْع ِد ِ‬
‫يل‬ ‫يل‪َ ،‬كسرَها و َع َد َهلَا بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اج إِ َىل َك ْس ٍر َوتَـ ْعد ٍ َ َ َ‬
‫وإِ َذا َكا َن ِيف أَح ِد الطهعام ْ ِ ِ‬
‫ني َك ْيفيهةٌ ََتْتَ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ِمن غَ ِْري إِسر ٍ‬ ‫ك‪ ،‬تَـناولَه علَى ح ٍ ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِابلْبِ ِطّ ِ‬ ‫َح َر َارةِ ُّ‬
‫اف‪ ،‬فَ َال‬ ‫َْ‬ ‫اجة َو َداعيَة م َن النهـ ْف ِ ْ‬ ‫يخ‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ َِجي ْد َذل َ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫الرطَ ِ‬
‫ض هرُر بِ ِه الطهبِ َيعةُ‪.‬‬
‫تَـتَ َ‬
‫الص هح ِة‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫َص ٌل َعظ ٌ‬ ‫ام ََلْ ََْ ُكلْهُ‪َ ،‬وََلْ ُحيَ ِّمل َْها إِ هايهُ َعلَى ُك ْره َو َه َذا أ ْ‬ ‫سهُ الطهَع َ‬ ‫ت نَـ ْف ُ‬ ‫َوَكا َن إِذَا َعافَ ْ‬
‫ض ُّرره بِ ِه أَ ْكثَـر ِم ِن انْتِ َف ِ‬
‫اع ِه‪ .‬قَ َ‬
‫ال أَبُو ُه َريْـ َرةَ»‬ ‫َ‬ ‫سهُ‪َ ،‬وَال يَ ْشتَ ِه ِيه‪َ ،‬كا َن تَ َ ُُ‬ ‫سا ُن َما تَـ َعافُهُ نَـ ْف ُ‬ ‫فَ َم َىت أَ َك َل ِْ‬
‫اإلنْ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم طَ َع ًاما قط‪ ،‬إن‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اب ر ُس ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫‪َ :‬ما َع َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والرتمذي وأْحد‪.‬‬

‫(‪)717/7‬‬
‫ي ََلْ ََْ ُك ْل ِم ْنهُ‪ ،‬فَِقي َل لَهُ‪ :‬أ َُه َو َح َر ٌام؟‬ ‫هب ال َْم ْش ِو ُّ‬ ‫ا ْشتَـ َهاهُ أَ َكلَهُ‪َ ،‬وإِهال تَـ َرَكهُ‪َ ،‬وََلْ ََْ ُك ْل ِم ْنهُ‪َ .‬ولَ هما قُ ِّد َم إِلَْي ِه الض ُّ‬
‫ض قَـوِمي‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد‬
‫ادتَهُ َو َش ْه َوتَهُ‪ ،‬فَـلَ هما ََلْ يَ ُك ْن يَـ ْعتَ ُ‬ ‫اعى َع َ‬ ‫َعافُهُ» «‪ . »7‬فَـ َر َ‬ ‫َج ُدِين أ َ‬ ‫ال‪َ « :‬ال‪َ ،‬ولَك ْن ََلْ يَ ُك ْن ِأب َْر ِ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬
‫ادتُهُ أَ ْكلُهُ‪.‬‬‫ك َع ْنهُ‪َ ،‬وََلْ ميَْنَ ْع م ْن أَ ْكلِ ِه َم ْن يَ ْشتَ ِه ِيه‪َ ،‬وَم ْن َع َ‬ ‫سَ‬ ‫ِ‬
‫سهُ َال تَ ْشتَ ِهيه‪ ،‬أ َْم َ‬ ‫ت نَـ ْف ُ‬ ‫ض ِه‪َ ،‬وَكانَ ْ‬ ‫أَ ْكلَهُ ِأبَر ِ‬
‫ْ‬
‫ني» ‪ :‬أُِيتَ َر ُس ُ‬
‫ول‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ك س هم فِ ِيه‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬ ‫ب اللهحم‪ ،‬وأَحبُّه إِلَي ِه ال ِّذراعُ‪ ،‬وم َق هدم ال ه ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫شاة‪َ ،‬ول َذل َ ُ‬ ‫َوَكا َن ُحي ُّ ْ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ ُ‬
‫ت تُـ ْع ِجبُهُ «‪. »2‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم بِلَ ْح ٍم‪ ،‬فَـ ُرفِ َع إِلَْي ِه ال ِّذ َراعُ‪َ ،‬وَكانَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫هِ‬
‫اَّلل َ‬
‫ت ِيف بَـ ْيتِ َها َشاةً‪.‬‬ ‫َوذَ َك َر أبو عبيدة َوغَْيـ ُرهُ َع ْن ضباعة بنت الزبري‪ ،‬أَنهـ َها ذَ َحبَ ْ‬
‫ول‪ :‬ما بقي عندان إال‬ ‫ت لِل هر ُس ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَ ْن أَط ِْع ِمينَا ِم ْن َشاتِ ُك ْم‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫فَأ َْر َس َل إِلَْيـ َها َر ُس ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـ َر َج َع ال هر ُس ُ‬
‫ول فَأَ ْخبَـ َرهُ‪.‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫الرقبة‪ ،‬وإين ألستحي أَ ْن أ ُْر ِسل ِهبَا إِ َىل ر ُس ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اخلَ ِْري‪َ ،‬وأَبْـ َع ُد َها ِم َن ْاألَ َذى» «‪»3‬‬ ‫ب إِ َىل ْ‬ ‫اديةُ ال ه ِ‬
‫شاة َوأَقـ َْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ال‪ْ « :‬ارج ْع إِلَْيـ َها فَـ ُق ْل َهلَا‪ :‬أ َْرسلي هبَا‪ ،‬فَِإنهـ َها َه َ‬
‫ِ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫‪.‬‬
‫َس َرعُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َخ ُّ‬‫ض ِد‪َ ،‬و ُه َو أ َ‬ ‫شاةِ َحلْ ُم ال هرقَـبَ ِة‪َ ،‬و َحلْ ُم ال ِّذ َر ِاع َوال َْع ُ‬‫ف َحلِْم ال ه‬ ‫َخ ه‬ ‫ب أَ هن أ َ‬
‫ف َعلَى ال َْمع َدة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َوَال َريْ َ‬
‫َح ُد َها‪َ :‬كثْـ َرةُ نَـ ْف ِع َها َو ََتْثِ ِريَها ِيف الْ ُق َوى‬ ‫اعاةُ ْاألَ ْغ ِذي ِة الهِيت ََتْمع ثََالثَةَ أَو ٍ‬ ‫ْاهنِ َ‬
‫صاف‪ .‬أ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ض ًاما‪َ ،‬وِيف َه َذا ُم َر َ‬
‫ض ُل َما يَ ُكو ُن ِم َن‬ ‫ض ِم َها‪َ ،‬و َه َذا أَفْ َ‬ ‫ث‪ُ :‬س ْر َعةُ َه ْ‬ ‫هاين‪ِ :‬خ هفتُـ َها َعلَى ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬و َع َد ُم ثَِقلِ َها َعلَْيـ َها‪ .‬الثهالِ ُ‬ ‫الث ِ‬
‫ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬والتهـغَ ِّذي ِابلْيَ ِس ِري ِم ْن َه َذا أَنْـ َف ُع ِم َن الْ َكثِ ِري ِم ْن غَ ِْريهِ‪.‬‬
‫ض ِل ْاألَ ْغ ِذيَِة‪َ ،‬وأَنْـ َفعِ َها‬ ‫اء‪ِ -‬م ْن أَفْ َ‬ ‫س َل َوا ْحلَل َْو َ‬ ‫ه‬ ‫ِِ‬
‫س َل‪َ ،‬و َهذه الث َهالثَةُ‪ -‬أَ ْع ِِن‪ :‬الل ْح َم َوال َْع َ‬ ‫اء َوال َْع َ‬
‫ب ا ْحلَل َْو َ‬‫َوَكا َن ُِحي ُّ‬
‫الص هح ِة َوالْ ُق هوةِ‪َ ،‬وَال يَـ ْن ِف ُر منها إال من به علة‬ ‫ِ ِ‬
‫يم ِيف ح ْفظ ِّ‬
‫ِ‬ ‫لِلْب َد ِن والْ َكبِ ِد و ْاألَ ْع َ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫ضاء‪َ ،‬ولال ْغت َذاء هبَا نَـ ْف ٌع َعظ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫وآفة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف الصيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األنبياء‪ ،‬ومسلم يف اإلميان‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والنسائي‪.‬‬

‫(‪)712/7‬‬

‫ول‪ُ « :‬ه َو َسيِّ ُد طَ َع ِام أ َْه ِل ُّ‬


‫الدنْـيَا‬ ‫ارةً ََ ِْد ُمهُ ِابلله ْح ِم َويَـ ُق ُ‬
‫وما َما َو َج َد لَهُ إِ َد ًاما‪ ،‬فَـتَ َ‬ ‫َوَكا َن ََْ ُك ُل ْ‬
‫اخلُْبـ َز َمأ ُْد ً‬
‫ض َع َتََْرًة َعلَى كِ ْس َرةِ َش ِع ٍري‪،‬‬ ‫اج ْه َوغَْيـ ُرهُ «‪َ . »7‬وَات َرةً ِابلْبِ ِطّ ِ‬
‫يخ‪َ ،‬وَات َرًة ِابلت ْهم ِر‪ ،‬فَِإنههُ َو َ‬ ‫ِ ِ‬
‫َو ْاآلخ َرة» ‪َ .‬رَواهُ ابْ ُن َم َ‬
‫ِ‬ ‫ال‪َ :‬ه َذا إِ َدام َه ِذهِ» «‪ . »2‬وِيف َه َذا ِمن تَ ْدبِ ِري ال ِْغ َذ ِاء أَ هن ُخ ْبـز ال ه ِ‬
‫ْب‬
‫ار َرط ٌ‬ ‫س‪َ ،‬والت ْهم َر َح ٌّ‬ ‫شع ِري َاب ِرٌد َايب ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ادتُـ ُه ْم‪َ ،‬كأ َْه ِل ال َْم ِدينَ ِة‪،‬‬ ‫س ِن الته ْدبِ ِري‪َ ،‬ال ِسيه َما لِ َم ْن تِل َ‬ ‫ني‪ ،‬فَأَ ْدم ُخب ِز ال ه ِ ِ ِ‬
‫ْك َع َ‬ ‫َح َ‬‫شع ِري بِه م ْن أ ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َص ِّح الْ َق ْولَ ْ ِ‬‫َعلَى أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سِ‬ ‫ِِ‬ ‫ول‪« :‬نِ ْع َم ِْ‬ ‫َوَات َرةً ِاب ْخلَ ِّل‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬
‫يل لَهُ‬‫ضى ا ْحلَال ا ْحلَاض ِر‪َ ،‬ال تَـ ْفض ٌ‬ ‫ب ُم ْقتَ َ‬ ‫اخلَ ُّل» ‪َ ،‬و َه َذا ثَـنَاءٌ َعلَْيه حبَ َ‬ ‫اإل َد ُام ْ‬
‫ال‪َ « :‬ه ْل‬ ‫يث أَنههُ َد َخ َل َعلَى أ َْهلِ ِه يَـ ْوًما‪ ،‬فَـ َق هد ُموا لَهُ ُخ ْبـ ًزا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال‪ ،‬وسبب ا ْحل ِد ِ‬
‫َعلَى غَ ِْريه‪َ ،‬ك َما يَظُ ُّن ا ْجلُه ُ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫ِع ْن َد ُك ْم ِم ْن إِ َد ٍام؟» قَالُوا‪:‬‬
‫اخلَ ُّل» «‪. »3‬‬ ‫ال‪« :‬نِ ْع َم ِْ‬
‫اإل َد ُام ْ‬ ‫َما ِع ْن َد َان إِهال َخلٌّ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫َح ِد ُِهَا َو ْح َدهُ‪َ .‬و ُِمسّ َي‬ ‫صا ِر َعلَى أ َ‬
‫اب ِح ْف ِظ ِّ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫الص هحة‪ِ ،‬خ َالف االقْت َ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫اخلُب ِز مأْد ِ‬
‫وما م ْن أ ْ‬‫ود‪ :‬أَ هن أَ ْك َل ْ ْ َ ُ ً‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ب النهظََر‪ :‬إِنههُ‬ ‫اط ِ‬ ‫ْخ ِ‬ ‫الص هح ِة‪َ .‬وِم ْنهُ قَـ ْولُهُ ِيف إِ َاب َحتِ ِه لِل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اخلُْبـ َز‪َ ،‬و َج ْعله ُم َالئِ ًما حلِِْفظ ِّ‬ ‫ص َال ِح ِه ْ‬ ‫ْاألُ ْد ُم أُ ْد ًما‪ِِ :‬إل ْ‬
‫ريةٍ‪ ،‬فَ َال يَـ ْن َد ُم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ج يَ ْد ُخ ُل َعلَى بَص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب إِ َىل االلْتئَ ِام َوال ُْم َوافَـ َقة‪ ،‬فَِإ هن ال هزْو َ‬ ‫َي أَقـ َْر ُ‬
‫َح َرى أَ ْن يُـ ْؤ َد َم بَـ ْيـنَـ ُه َما‪ ،‬أ ْ‬ ‫أْ‬
‫الص هح ِة‪،‬‬ ‫ضا ِمن أَ ْك َِب أَسب ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫اب ح ْفظ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوَكا َن ََْ ُك ُل م ْن فَاك َهة بَـلَده ع ْن َد ََِميئ َها‪َ ،‬وَال َْحيتَمي َع ْنـ َها‪َ ،‬و َه َذا أَيْ ً ْ َ ْ َ‬
‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ ِِحب ْك َمتِ ِه َج َع َل ِيف ُك ِّل بَـ ْل َدةٍ ِم َن الْ َفاكِ َه ِة َما يَـ ْنـتَ ِف ُع بِ ِه أ َْهلُ َها ِيف َوقْتِ ِه‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن تَـنَ ُاولُهُ ِم ْن‬ ‫فَِإ هن ه‬
‫احتَ َمى َع ْن فَاكِ َه ِة بَـلَ ِدهِ َخ ْشيَةَ ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س َق ِم‬ ‫ص هحتِ ِه ْم َو َعافيَتِ ِه ْم‪َ ،‬ويُـ ْغ ِِن َع ْن َكثِ ٍري م َن ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬وقَ هل َم ِن ْ‬ ‫اب ِ‬ ‫َسبَ ِ‬‫أْ‬
‫الص هح ِة َوالْ ُق هوةِ‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هاس ِج ْس ًما‪َ ،‬وأَبْـ َعده ْم م َن ِّ‬ ‫َس َق ِم الن ِ‬ ‫إِهال َو ُه َو م ْن أ ْ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫الرطُواب ِ‬ ‫وما ِيف تِل َ ِ ِ ِ‬
‫ض‪َ ،‬و َح َر َارةُ ال َْمع َدة تُـ ْنض ُج َها َوتَ ْدفَ ُع َش هرَها إِذَا ََلْ‬ ‫ص ِل َو ْاأل َْر ِ‬‫ت‪ ،‬فَ َح َر َارةُ الْ َف ْ‬ ‫ْك الْ َفاك َهة م َن ُّ َ‬ ‫ََ‬
‫ض ِم ِه‪َ ،‬وَال أفسدها‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء قَـ ْب َل َه ْ‬ ‫ف ِيف تَـنَ ُاوهلَا‪َ ،‬وََلْ ُحيَ ّم ْل م ْنـ َها الطهب َيعةَ فَـ ْو َق َما ََتْتَملُهُ‪َ ،‬وََلْ يُـ ْفس ْد هبَا الْغ َذ َ‬ ‫يُ ْس ِر ْ‬
‫بشرب املاء عليها‪ ،‬وتناول‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود والرتمذي يف الشمائل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف األشربة‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬والرتمذي‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬والنسائي يف اإلميان‪ .‬واإلمام أْحد‪.‬‬

‫(‪)713/7‬‬

‫ك‪ ،‬فَمن أَ َكل ِم ْنـ َها ما يـ ْنـب ِغي ِيف الْوق ِ‬


‫ْت‬ ‫ال ِْغ َذ ِاء بـع َد التهحلِّي ِم ْنـها‪ ،‬فَِإ هن الْ ُقولَْنج َكثِريا ما َْحي ُد ُ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ث ع ْن َد ذَل َ َ ْ َ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫ت لَهُ َد َواءً َانفِ ًعا‪.‬‬‫اله ِذي يَـ ْنـبَ ِغي َعلَى ال َْو ْج ِه اله ِذي يَـ ْنـبَ ِغي‪َ ،‬كانَ ْ‬

‫وس لِ ِْلَ ْك ِل‬


‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف َه ْيـئَ ِة ا ْجلُلُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬
‫صلهى ه‬ ‫فَ ْ‬
‫س ال َْع ْب ُد‪َ ،‬وآ ُك ُل َك َما ََْ ُك ُل‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬إِ همنَا أ ِ‬ ‫ال‪َ « :‬ال آ ُكل مت ِ‬ ‫ص هح َع ْنهُ أَنههُ قَ َ‬
‫س َك َما َْجيل ُ‬
‫َجل ُ‬
‫ْ‬ ‫هكئًا «‪َ ، » »7‬وقَ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َ‬
‫ال َْع ْب ُد» «‪. »2‬‬
‫اج ْه ِيف « ُسنَنِ ِه» أَنههُ نَـ َهى أَ ْن ََْ ُك َل ال هر ُج ُل َو ُه َو ُم ْنـبَ ِط ٌح َعلَى َو ْج ِه ِه «‪. »3‬‬ ‫َوَرَوى ابْ ُن َم َ‬
‫س َر ِاب ِالتِّ َك ِاء َعلَى‬‫شي ِء‪ ،‬و ُهو ِاال ْعتِم ُ ِ ِ‬
‫اد َعلَْيه‪َ ،‬وفُ ّ‬ ‫َ‬ ‫س َر ِابالتّ َكاء َعلَى ال ه ْ َ َ‬
‫وقَ ْد فُ ِسر ِاالتِّ َكاء ِابلتـهربُّ ِع‪ ،‬وفُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ َ َ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫ب‪ ،‬فَِإنههُ ميَْنَ ُع ََْم َرى‬ ‫ض ُّر ِاب ْآلكِ ِل‪َ ،‬و ُه َو ِاالتِّ َكاءُ َعلَى ا ْجلَْن ِ‬ ‫ب‪َ .‬و ْاألَنْـ َواعُ الث َهالثَةُ ِم َن ِاالتِّ َك ِاء‪ ،‬فَـنَـ ْوعٌ ِم ْنـ َها يَ ُ‬‫ا ْجلَْن ِ‬
‫ط ال َْم ِع َدةَ‪ ،‬فَ َال يُ ْستَ ْح َك ُم فَـ ْت ُح َها‬ ‫ضغَ ُ‬ ‫وذهِ إِ َىل ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫الطهع ِام الطهبِ ِيع ِي َعن َهيـئَتِ ِه‪ ،‬ويـعوقُهُ َعن سر َع ِة نُـ ُف ِ‬
‫ْ ُْ‬ ‫ّ ْ ْ ََ ُ‬ ‫َ‬
‫س ُهولَ ٍة‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫لِل ِْغ َذ ِاء‪ ،‬وأَيْ ً ِ ِ‬
‫ضا فَإنهـ َها ََتي ُل َوَال تَـ ْبـ َقى ُم ْنـتَصبَةً‪ ،‬فَ َال يَص ُل الْغ َذاءُ إلَْيـ َها ب ُ‬ ‫َ‬
‫وديهِة‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬ ‫وس ا ْجلبابِرةِ الْمنَ ِايف لِلْعب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪« :‬آ ُك ُل َك َما ََْ ُك ُل ال َْع ْب ُد» َوَكا َن‬ ‫ُُ‬ ‫َوأَ هما النـ ْهو َعان ْاآل َخ َران‪ :‬فَم ْن ُجلُ ِ ََ َ ُ‬
‫ْن قَ َد ِم ِه الْيُ ْس َرى‬ ‫ض ُع بَط َ‬ ‫س لِ ِْلَ ْك ِل ُمتَـ َوِّرًكا َعلَى ُرْكبَـتَـ ْي ِه‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫ِ‬
‫ََْ ُك ُل َو ُه َو ُم ْق ٍع «‪َ ، »4‬ويُ ْذ َك ُر َع ْنهُ أَنههُ َكا َن َْجيل ُ‬
‫ْم َؤاكِ ِل‪ ،‬فَـ َه ِذهِ ا ْهلَْيـئَةُ‬ ‫ِ‬ ‫اضعا لِربِ ِه َع هز وج هل‪ ،‬وأ ََداب بـ ْني ي َدي ِه‪ ،‬واحِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫رت ًاما للطه َع ِام َولل ُ‬ ‫ََ َ ً َ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َعلَى ظَ ْه ِر قَ َدمه الْيُ ْم َىن تَـ َو ُ ً َ ّ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ‬‫ض ِع َها الطهبِ ِيع ِّي اله ِذي َخلَ َق َها ه‬ ‫اء ُكله َها تَ ُكو ُن َعلَى َو ْ‬ ‫ضَ‬ ‫ضلُ َها‪ِ ،‬ألَ هن ْاألَ ْع َ‬‫ات ْاألَ ْك ِل َوأَفْ َ‬ ‫أَنْـ َفع َه ْيـئَ ِ‬
‫ُ‬
‫ض ِع َها الطهبِ ِيع ِّي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا ُؤهُ َعلَى َو ْ‬ ‫ت أَ ْع َ‬ ‫سا ُن إِذَا َكانَ ْ‬ ‫َج َو ُد َما ا ْغتَ َذى ِْ‬
‫اإلنْ َ‬ ‫َعلَْيه َم َع َما ف َيها م َن ا ْهلَْيـئَة ْاأل ََدبِيهة‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ك إِهال إذا كان اإلنسان منتصبا‬ ‫َوَال يَ ُكو ُن َك َذلِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬واإلمام أْحد‪ ،‬وأبو داود‪ ،‬وابن ماجة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو الشيخ من حديث عائشة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪ ،‬وأبو داود‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫(‪)714/7‬‬

‫ِ‬ ‫ات لِ ِْلَ ْك ِل ِاالتِّ َكاء َعلَى ا ْجل ْن ِ ِ‬ ‫ِاالنْتِصاب الطهبِ ِيع ِي‪ ،‬وأَر َدأُ ا ْجلِلْس ِ‬
‫اء‬
‫ضَ‬ ‫يء‪َ ،‬وأَ ْع َ‬‫ب‪ ،‬ل َما تَـ َق هد َم م ْن أَ هن ال َْم ِر َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫يق ِع ْن َد َه ِذهِ ا ْهلَْيـئَ ِة‪ ،‬والْم ِع َدةُ َال تَـ ْبـ َقى َعلَى و ْ ِ‬ ‫ِاال ْزِدر ِاد تَ ِ‬
‫ضع َها الطهبيع ِّي‪ ،‬ألَنهـ َها تَـ ْنـ َعص ُر ممها يَلي الْبَط َ‬
‫ْن‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ض ُ‬ ‫َ‬
‫س‪.‬‬ ‫آال ِ‬
‫ت التهـنَـ ُّف ِ‬ ‫ت ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬و َ‬ ‫آال ِ‬
‫ني َ‬ ‫اب الْ َف ِ‬
‫اص ِل بَـ ْ َ‬ ‫ض‪َ ،‬وِممها يَلِي الظه ْهر ِاب ْحلِ َج ِ‬ ‫ِاب ْأل َْر ِ‬
‫َ‬
‫ت ا ْجلَالِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َين إِذَا‬
‫س‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ال َْم ْع َىن أِّ‬ ‫اد َعلَى ال َْو َسائِ ِد َوال َْوطَاء اله ِذي ََتْ َ‬ ‫اد ِاب ِالتِّ َكاء ِاال ْعتِ َم َ‬ ‫َوإِ ْن َكا َن ال ُْم َر ُ‬
‫ار ِم َن الطه َع ِام‪ ،‬لَ ِك ِِّن آ ُك ُل‬ ‫ْت ََلْ أَقـْعُ ْد ُمتِّ ِكئًا َعلَى ْاأل َْو ِطيَ ِة َوال َْو َسائِ ِد‪َ ،‬ك ِف ْع ِل ا ْجلَبَابَِرةِ‪َ ،‬وَم ْن يُ ِري ُد ِْ‬
‫اإل ْكثَ َ‬ ‫أَ َكل ُ‬
‫بُـ ْلغَةً َك َما ََْ ُك ُل ال َْع ْب ُد‪.‬‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ُصبُ ٍع أ َْو أصبعني ال يستل ّذ‬ ‫ت‪ ،‬فَِإ هن ْاألَ ْك َل ِأب ْ‬ ‫ث‪ ،‬و َه َذا أَنْـ َفع ما ي ُكو ُن ِمن ْاألَ َك َال ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَكا َن َْ ُكل ِأب ِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َصابعه الث َهال َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ت الطه َع ِام َوال َْم ِع َدةُ ِمبَا يَـنَا ُهلَا ِيف ُك ِّل أَ ْكلَ ٍة‪،‬‬ ‫آال ُ‬‫ح َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫به اآلكل‪ ،‬وال مير به‪َ ،‬وَال يُ ْشبعُهُ إِهال بَـ ْع َد طُول‪َ ،‬وَال تَـ ْف َر ُ‬
‫س ُّر‬ ‫ِ ِِ‬
‫ك‪ ،‬فَ َال يَـلْتَ ُّذ أبَ ْخذه‪َ ،‬وَال يُ َ‬ ‫ني أ َْو َْْن َو ذَلِ َ‬‫ْخ ُذ ال هر ُجل َح هقهُ َحبهةً أ َْو َحبهـتَـ ْ ِ‬
‫ُ‬ ‫اض‪َ ،‬ك َما ََ ُ‬‫ْخ ُذ َها َعلَى إِ ْغ َم ٍ‬ ‫فَـتَأ ُ‬
‫آالتِِه‪َ ،‬و َعلَى ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وُرهمبَا انسدت االآلت فمات‪،‬‬ ‫ام الطه َع ِام َعلَى َ‬ ‫ِ‬
‫بِه‪َ ،‬و ْاألَ ْك ُل ابخلمسة والراحة ا ْزد َح َ‬
‫ِ‬

‫اء‪ ،‬فَأَنْـ َف ُع ْاألَ ْك ِل أَ ْكلُهُ‬ ‫احتِمالِ ِه‪ ،‬وَال َِجي ُد لَهُ لَ هذةً وَال ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫است ْم َر ً‬ ‫َ‬ ‫ت َعلَى َدفْعه‪َ ،‬وال َْمع َدةُ َعلَى ْ َ َ‬ ‫وتغضب ْاآل َال ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وأَ ْك ُل َم ِن اقتدى به ابألصابع الثالث‪.‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫َ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ني‬
‫ك‪َ ،‬وَال بَـ ْ َ‬ ‫نب و َمسَ ٍ‬
‫ني لَ َ ٍ َ‬ ‫ط بَـ ْ َ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم‪َ ،‬وَما َكا َن ََْ ُكلُهُ‪َ ،‬و َج َدهُ ََلْ َْجي َم ْع قَ ُّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫َوَم ْن تَ َدبهـ َر؟؟؟ أَ ْغذيَـتَهُ َ‬
‫َ‬
‫ني‪َ ،‬وَال غَلِيظَ ْ ِ‬ ‫ني‪َ ،‬وَال ُم ْس ِهلَ ْ ِ‬ ‫ضِْ‬‫ني‪َ ،‬وَال قَابِ َ‬ ‫اءيْ ِن َحا هريْ ِن‪َ ،‬وَال َاب ِر َديْ ِن‪َ ،‬وَال لَ ِز َج ْ ِ‬ ‫ض‪ ،‬وَال بـ ِ‬ ‫لَ ٍ ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ني غ َذ َ‬ ‫نب َو َحام ٍ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ض ِم َوبَ ِطيئِ ِه‪َ ،‬وَال‬ ‫ني َك َقابِ ٍ‬ ‫ني ُخمْتَلِ َف ْ ِ‬ ‫ٍ ٍِ‬ ‫َوَال ُم ْرِخيَـ ْ ِ‬
‫ني‪َ ،‬وَال ُم ْستَ ِحيلَ ْ ِ‬
‫ض َوُم ْس ِه ٍل‪َ ،‬و َس ِري ِع ا ْهلَ ْ‬ ‫ني إِ َىل َخلْط َواحد‪َ ،‬وَال بَـ ْ َ‬
‫يخ‪ ،‬وَال بـ ْني طَ ِر ٍ ِ ٍ‬
‫نب‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن ََْ ُك ُل طَ َع ًاما ِيف‬ ‫ني َحلٍْم َولََ ٍ‬‫ض‪َ ،‬وَال بَـ ْ َ‬ ‫نب َوبَـ ْي ٍ‬ ‫ني لََ ٍ‬‫ي َوقَديد‪َ ،‬وَال بَـ ْ َ‬ ‫ي َوطَبِ ٍ َ َ َ ّ‬ ‫ني َش ِو ٍّ‬ ‫بَـ ْ َ‬
‫هن لَهُ ِابلْغَ ِد‪َ ،‬وَال َش ْيـئًا ِم َن‬ ‫ْت ِش هدةِ حرارتِِه‪ ،‬وَال طَبِ ً ِ‬ ‫وق ِ‬
‫سخ ُ‬ ‫يخا َابئتًا يُ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫(‪)715/7‬‬

‫ار ُم َولِّ ٌد ِألَنْـ َو ٍاع ِم َن‬ ‫ات‪َ ،‬وُك ُّل َه ِذهِ ْاألَنْـ َو ِاع َ‬
‫ض ٌّ‬ ‫ت‪ ،‬والْملُوح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْاألَطْع َمة ال َْعفنَة َوال َْماحلَة‪َ ،‬كالْ َك َوام ِخ َوال ُْم َخله َال َ ُ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫الص هح ِة َو ِاال ْعتِ َد ِال‪.‬‬
‫وج َع ِن ِّ‬ ‫ْ‬
‫اخلُُر ِ‬
‫وسةَ‬‫ودة َه َذا‪َ ،‬ويُـبُ َ‬
‫ض إِ َذا وج َد إِلَي ِه سبِ ًيال‪ ،‬فَـي ْك ِسر حرارَة ه َذا بِبـر َ ِ‬
‫َ ُ ََ َ َ ُُ‬ ‫ض ْاألَ ْغذيَة بِبَـ ْع ٍ َ َ ْ َ‬
‫ِِ‬ ‫ض َرَر بَـ ْع ِ‬ ‫صلِ ُح َ‬ ‫َوَكا َن يُ ْ‬
‫ب‪َ ،‬وَك َما َكا َن ََْ ُك ُل الت ْهم َر ِابل ه‬ ‫الرطَ ِ‬ ‫ه َذا بِرطُوب ِة ه َذا‪َ ،‬كما فَـعل ِيف ال ِْقث ِ‬
‫ب‬‫س‪َ ،‬ويَ ْش َر ُ‬ ‫س ْم ِن‪َ ،‬و ُه َو ا ْحلَْي ُ‬ ‫هاء َو ُّ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫ش ِدي َدةِ‪.‬‬
‫ات ْاألَ ْغ ِذيَِة ال ه‬ ‫ف بِ ِه َك ْيموس ِ‬
‫ُ َ‬ ‫يع الت ْهم ِر يُـلَ ِطّ ُ‬ ‫ِ‬
‫نَق َ‬
‫ش ِاء َم ْه َرَمةٌ» ‪ ،‬ذَ َك َرهُ الرتمذي ِيف « َج ِام ِع ِه» ‪،‬‬ ‫ول‪« :‬تَـ ْر ُك ال َْع َ‬ ‫ف ِم ْن َتَْ ٍر‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫ش ِاء‪َ ،‬ولَ ْو بِ َك ٍّ‬ ‫َوَكا َن ََ ُْم ُر ِابل َْع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫سي‬ ‫اج ْه ِيف « ُسنَنه» «‪َ »7‬وذَ َك َر أبو نعيم َع ْنهُ أَنههُ َكا َن يَـ ْنـ َهى َع ِن النـ ْهوم َعلَى ْاألَ ْك ِل‪َ ،‬ويَ ْذ ُك ُر أَنههُ يُـ َق ّ‬ ‫َوابْ ُن َم َ‬
‫ات َولَ ْو ِمائَةَ ُخط َْوةٍ‪،‬‬ ‫ش ِاء ُخطُو ٍ‬ ‫الص هح ِة‪ :‬أَ ْن ميَْ ِش َي بَـ ْع َد ال َْع َ‬
‫ظ ِّ‬ ‫اد ِح ْف َ‬ ‫الْ َقلْب‪ ،‬وِهل َذا ِيف وصااي ْاأل ِ ِ‬
‫َطبهاء لِ َم ْن أ ََر َ‬ ‫َ ََ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫صلِّي َع ِقيبَهُ لِيَ ْستَ ِق هر ال ِْغ َذاءُ بَِق ْع ِر ال َْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـيَ ْس ُه َل‬ ‫وه ْم‪ :‬أ َْو يُ َ‬
‫ض ٌّر ِج ًّدا‪ ،‬وقَ َ ِ‬
‫ال ُم ْسل ُم ُ‬ ‫َ‬
‫وَال يـنَام َع ِقبهُ‪ ،‬فَِإنههُ م ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ود بِ َذلِ َ‬
‫ض ُمهُ‪َ ،‬وَجيُ َ‬ ‫َه ْ‬
‫ِ‬
‫ارا أ َْو َاب ِر ًدا‪ ،‬فَِإنههُ َرديءٌ‬ ‫ب َعلَى طَ َع ِام ِه فَـيُـ ْف ِس َدهُ‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِ ْن َكا َن ال َْماءُ َح ًّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َوََلْ يَ ُك ْن م ْن َه ْديِه أَ ْن يَ ْش َر َ‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫ِج ًّدا‪ .‬قَ َ‬
‫اء‬ ‫َال تَ ُك ْن ِع ْن َد أَ ْك ِل ُس ْخ ٍن وبَـ ْرٍد ‪ ...‬و ُد ُخ ِ‬
‫ول ا ْحلَ هم ِام تَ ْش َر ُ‬
‫ب َم َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ف َما َحيِ َ‬ ‫ت ذَلِ َ‬
‫يت ِيف ا ْجلَْوف َداءَ‬ ‫ك َح ًّقا ‪ََ ...‬لْ َختَ ْ‬ ‫فَِإذَا َما ْ‬
‫اجتَـنَـ ْب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِة‪ ،‬والتـهع ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب أَ ْك ِل‬‫يب الطه َع ِام َوقَـ ْبـلَهُ‪َ ،‬و َعق َ‬ ‫يب ا ْجل َم ِاع‪َ ،‬و َعق َ‬
‫ب‪َ ،‬و َعق َ‬ ‫الرَاي َ َ َ‬ ‫يب ِّ‬ ‫ب ال َْماء َعق َ‬ ‫َويُ ْك َرهُ ُش ْر ُ‬
‫ب ا ْحلَ هم ِام‪َ ،‬و ِع ْن َد ِاالنْتِبَاهِ ِم َن النـ ْهوِم‪،‬‬ ‫الفاكهة‪ ،‬وإن كان الشرب عقيب بعضها أسهب ِمن بـ ْع ٍ ِ‬
‫ض‪َ ،‬و َعق َ‬ ‫َْ‬
‫الص هح ِة‪َ ،‬وَال اعتبار ابلعوائد‪ ،‬فإهنا طبائع ثوان‪.‬‬ ‫ٍ ِ‬
‫فَـ َه َذا ُكلُّهُ ُمنَاف حلِِْفظ ِّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف األطعمة‪ .‬وأخرجه ابن ماجه‪.‬‬

‫(‪)711/7‬‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫وج ِابل َْم ِاء‬
‫س َل الْ َم ْم ُز َ‬ ‫ب ال َْع َ‬‫الص هحةُ‪ ،‬فَِإنههُ َكا َن يَ ْش َر ُ‬
‫اب‪ ،‬فَ ِمن أَ ْكم ِل َه ْد ٍي ُْحي َف ُ ِ‬
‫ظ بِه ِّ‬ ‫ْ َ‬ ‫شر ِ‬
‫َوأَ هما َه ْديُهُ ِيف ال ه َ‬
‫َطبه ِاء‪ ،‬فَِإ هن ُش ْربَهُ َولَ ْع َقهُ َعلَى‬ ‫اضل ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الص هحة َما َال يَـ ْهتَدي إ َىل َم ْع ِرفَته إ هال أَفَ ُ‬
‫الْبا ِرِد‪ ،‬وِيف َه َذا ِمن ِح ْف ِظ ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫س ِّخنُـ َها ِاب ْعتِ َد ٍال‪،‬‬ ‫الر ِيق ي ِذيب الْبـ ْلغَم‪ ،‬ويـغْ ِسل َمخْل الْم ِع َدةِ‪ ،‬وَْجيلُو لُزوجتَـ َها‪ ،‬وي ْدفَع َع ْنـ َها الْ َف َ ِ‬
‫ض َالت‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ك ِابلْ َكبِ ِد َوالْ ُكلَى َوال َْمثَانَِة‪َ ،‬و ُه َو أَنْـ َف ُع لِل َْم ِع َدةِ ِم ْن ُك ِّل ُح ْل ٍو َد َخلَ َها‪َ ،‬وإِ همنَا‬ ‫َويَـ ْفتَ ُح َس َد َد َها‪َ ،‬ويَـ ْف َع ُل ِمثْ َل َذلِ َ‬
‫ص ْفر ِاء‪ ،‬فَـرهمبا هيهجها‪ ،‬ودفْع م ِ‬
‫ود‬ ‫ص ْف َر ِاء حلِِ هدتِِه َو ِح هدةِ ال ه َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ض هرت ِه َهلُ ْم ِاب ْخلَ ِّل‪ ،‬فَـيَـعُ ُ‬ ‫ب ال ه‬ ‫اح ِ‬ ‫ض لِص ِ‬
‫ض ُّر ِابل َْع َر ِ َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫الس هك ِر أ َْو أَ ْكثَ ِرَها‪َ ،‬وَال سيه َما ل َم ْن ََلْ‬ ‫ِحينَئِ ٍذ َهلُْم َانفِ ًعا ِج ًّدا‪َ ،‬و ُش ْربُهُ أَنْـ َف ُع ِم ْن َكثِ ٍري ِم َن ْاألَ ْش ِربَِة ال ُْمته َخ َذةِ ِم َن ُّ‬
‫س ِل‪َ ،‬وَال قَ ِريبًا ِم ْنهُ‪َ ،‬وال ُْم َح هك ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يَـ ْعتَ ْد َهذه ْاألَ ْش ِربَةَ‪َ ،‬وَال أَل َف َها طَْبـعُهُ‪ ،‬فَإنههُ إ َذا َش ِربَـ َها َال تَُالئ ُمهُ ُم َال َء َمةَ ال َْع َ‬
‫وال‪.‬‬ ‫ُص ً‬‫وال‪َ ،‬وتَـ ْب ِِن أ ُ‬ ‫ُص ً‬ ‫ِ‬
‫ادةُ‪ ،‬فَِإنهـ َها تَـ ْهد ُم أ ُ‬‫ك ال َْع َ‬ ‫ِيف ذَلِ َ‬
‫اب ِح ْف ِظ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬
‫َسبَ ِ‬ ‫ودةُ‪ ،‬فَ ِم ْن أَنْـ َف ِع َش ْيء للْبَ َد ِن‪َ .‬وم ْن أَ ْك ََِب أ ْ‬ ‫ص ِّف َي ا ْحلََال َوةُ َوالْبُـ ُر َ‬ ‫ِ‬
‫اب إِذَا َُج َع َو ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫َوأَ هما ال ه‬
‫ِ‬ ‫اح والْ ُقوى‪ ،‬والْ َكبِ ِد والْ َقل ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫استِ ْم َدا ٌد م ْنهُ‪َ ،‬وإِذَا َكا َن فِ ِيه ال َْو ْ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ص َف ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪ ،‬ع ْش ٌق َشدي ٌد لَهُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ‬ ‫الص هحة‪َ ،‬ول ِْل َْرَو ِ َ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ض ِاء‪ ،‬وإِيصالُهُ إِلَيـها أ ََمته تَـ ْن ِف ٍ‬ ‫ِ‬ ‫حصلَ ْ ِ ِ‬
‫يذ‪.‬‬ ‫ت بِه التهـغْذيَةُ‪َ ،‬وتَـ ْنفي ُذ الطه َع ِام إِ َىل ْاألَ ْع َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ظ على البدن رطوابته األصلية‪ ،‬ويرد عليه ما َتلل منها‪ ،‬ويرفّق‬ ‫َوال َْماءُ الْبَا ِر ُد َرط ٌ‬
‫ْب يَـ ْق َم ُع ا ْحلََر َارةَ‪َ ،‬وَْحي َف ُ‬
‫وق‪.‬‬ ‫ال ِْغ َذاء ويـ ْن ِف ُذهُ ِيف الْعُر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َُ‬
‫اه ُدونَهُ ِم َن‬ ‫شِ‬ ‫اء َعلَى َما يُ َ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ت طَائ َفةٌ التهـ ْغذيَةَ به بنَ ً‬
‫ني‪ :‬فَأَثْـبـتَ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ْاألَطبهاءُ‪َ :‬ه ْل يُـغَ ّذي الْبَ َد َن؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ َ‬
‫وا ْختـلَ َ ِ‬
‫َ َ‬
‫اج ِة إِلَْي ِه‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النُّم ِو و ِ ِ‬
‫الزَاي َدة َوالْ ُق هوة ِيف الْبَ َدن بِه‪َ ،‬وَال سيه َما ع ْن َد ش هدة ا ْحلَ َ‬ ‫ُّ َ ّ‬
‫ُّم ُّو َو ِاال ْغتِ َذاءُ َو ِاال ْعتِ َد ُ‬
‫ال‪َ ،‬وِيف‬ ‫ٍ ِ ٍِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ا ْحلَيَـ َوان َوالنـهبَات قَ ْد ٌر ُم ْشتَـ َر ٌك م ْن ُو ُجوه َعدي َدة م ْنـ َها‪ :‬الن ُ‬
‫قَالُوا‪َ :‬وبَـ ْ َ‬
‫اسبهُ‪ ،‬وِهلََذا َكا َن ِغ َذاء النهـب ِ‬
‫ات‬ ‫ات قُـ هوةُ ِح ٍ ِ‬ ‫النـهب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫س تُـنَ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬

‫(‪)711/7‬‬

‫ان بِ ِه نَـ ْوعُ ِغ َذ ٍاء‪َ ،‬وأَ ْن يَ ُكو َن ُج ْزًءا ِم ْن ِغ َذائِِه التام‪.‬‬ ‫ِابلْم ِاء‪ ،‬فَما يـ ْن َكر أَ ْن ي ُكو َن لِلْحيـو ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫قالوا‪ :‬وْنن ال تنكر أَ هن قُـ هو َة ال ِْغ َذ ِاء َوُم ْعظَ َمهُ ِيف الطهَع ِام‪َ ،‬وإِ همنَا أَنْ َك ْرَان أَ ْن َال يَ ُكو َن لِ ْل َم ِاء تَـ ْغ ِذيَةٌ الْبَـتهةَ‪.‬‬
‫ت بِ ِه التهـغْ ِذيَةُ‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬
‫صلَ ْ‬‫ام إِ همنَا يُـغَ ّذي ِمبَا فيه م َن ال َْمائيهة‪َ .‬ولَْوَال َها لَ َما َح َ‬ ‫ضا الطه َع ُ‬ ‫قَالُوا‪َ :‬وأَيْ ً‬
‫ت بِ ِه‬ ‫ات‪ ،‬وَال ريب أَ هن ما َكا َن أَقـْرب إِ َىل مادهةِ ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صلَ ْ‬ ‫ش ْيء‪َ ،‬ح َ‬ ‫ََ َ‬ ‫اء َما هدةُ َحيَاة ا ْحلَيَـ َوان َوالنـهبَ َ َْ َ َ‬ ‫قَالُوا‪َ :‬وألَ هن ال َْم َ‬
‫ْماء ُك هل َش ْي ٍء َح ٍّي «‪ »7‬فكيف‬ ‫اَّلل تَـع َاىل‪ :‬وجعلْنا ِمن ال ِ‬
‫ال هُ َ َ َ َ َ‬ ‫َصلِيهةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ت َما هدتَهُ ْاأل ْ‬ ‫ف إِذَا َكانَ ْ‬ ‫التهـ ْغ ِذيَةُ‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ول التهـ ْغ ِذيَِة ِمبَا ُه َو َما هدةُ ا ْحلَيَاةِ َعلَى اإلطالق؟‪.‬‬ ‫ص َ‬ ‫تنكر ُح ُ‬
‫صبَـ َر َع ِن الطه َع ِام‪،‬‬ ‫ت إِلَْي ِه قُـ َواهُ َونَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫شاطُهُ َو َح َرَكتُهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫اج َع ْ‬‫ي ِابل َْماء الْبَا ِرد‪ ،‬تَـ َر َ‬ ‫ص َل لَهُ ِّ‬
‫الر ُّ‬ ‫قالوا‪ :‬وقد رأينا إِذَا َح َ‬
‫شا َن َال يَـ ْنـتَ ِف ُع ِابلْ َق ْد ِر الْ َكثِ ِري ِم َن الطه َع ِام‪َ ،‬وَال َِجي ُد بِ ِه الْ ُق هوةَ‬ ‫َوانْـتَـ َف َع ِابلْ َق ْد ِر الْيَ ِس ِري ِم ْنهُ‪َ ،‬وَرأَيْـنَا ال َْعطْ َ‬
‫ض ِاء‪َ ،‬وأَنههُ َال يَتِ ُّم أ َْم ُر‬ ‫َجي ِع ْاألَ ْع َ‬ ‫َج َز ِاء الْب َد ِن‪ ،‬وإِ َىل َِ‬
‫اء إِ َىل أ ْ َ َ‬
‫و ِاال ْغتِ َذاء‪ ،‬وَْْنن َال نُـ ْن ِكر أَ هن الْم ِ ِ‬
‫اء يُـ ْنف ُذ الْغ َذ َ‬‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اد قَـ ْولُهُ ِع ْن َد َان يَ ْد ُخ ُل ِيف إِنْ َكا ِر‬ ‫ب قُـ هوةَ التهـغْ ِذيَِة َع ْنهُ الْبَـتهةَ‪َ ،‬ويَ َك ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫الْغ َذاء إِهال به‪َ ،‬وإِ همنَا نُـ ْنك ُر َعلَى َم ْن َسلَ َ‬
‫ْاأل ُُموِر الْ ِو ْج َدانِيه ِة‪.‬‬
‫اصلُ َها إِ َىل َع َدِم ِاال ْكتِ َف ِاء بِ ِه‪َ ،‬وأَنههُ َال‬ ‫ت ِأبُموٍر يـرِجع ح ِ‬
‫احتَ هج ْ ُ َ ْ ُ َ‬
‫ت طَائَِفةٌ أُ ْخرى حص َ ِ ِ ِ‬
‫ول التهـ ْغذيَة بِه‪َ ،‬و ْ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َوأَنْ َك َر ْ‬
‫ك ِممها‬ ‫ف َعلَْيـ َها بَ َد َل َما َحلهلَْتهُ ا ْحلََر َارةُ‪َ ،‬وَْْن ُو َذلِ َ‬ ‫ض ِاء‪َ ،‬وَال ُخيَلِّ ُ‬ ‫ام الطه َع ِام‪َ ،‬وأَنههُ َال يَ ِزي ُد ِيف ُمنُِّو ْاألَ ْع َ‬ ‫وم َم َق َ‬
‫يَـ ُق ُ‬
‫ب َج ْو َه ِرهِ‪َ ،‬ولَطَافَتِ ِه َوِرقهتِ ِه‪َ ،‬وتَـ ْغ ِذيَةُ ُك ِّل َش ْي ٍء‬ ‫سِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َص َح ُ ِ ِ ِ‬
‫اب التهـ ْغذيَة‪ ،‬فَإنهـ ُه ْم َْجي َعلُو َن تَـ ْغذيَـتَهُ حبَ َ‬ ‫َال يُـ ْن ِك ُرهُ أ ْ‬
‫ني الله ِذي ُذ يُـغَ ِّذي ِحبَ ْسبِ ِه‪َ ،‬وال هرائِ َحةُ الطهيِّبَةُ تُـغَ ِّذي نَـ ْو ًعا ِم َن‬ ‫ْب الْبَا ِر ُد اللهِّ ُ‬
‫ِ‬
‫حبَ ْسبه‪َ ،‬وقَ ْد ُشوه َد ا ْهلََواءُ ال هرط ُ‬
‫ِ ِِ‬
‫ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬فتغذية ال َْم ِاء أَظ َْه ُر َوأَظ َْه ُر‪.‬‬
‫الس هك ِر‪َ ،‬كا َن ِم ْن أَنْـ َف ِع‬ ‫يب‪ ،‬أَ ِو الت ْهم ِر أَ ِو ُّ‬ ‫س ِل أَ ِو ال هزبِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ص ُ ِ‬
‫ود‪ :‬أَنههُ إذَا َكا َن َاب ِر ًدا‪َ ،‬و َخالَطَهُ َما ُحيَلّيه َكال َْع َ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫أحب‬ ‫ِ‬ ‫ما ي ْد ُخل الْب َد َن‪ ،‬وح ِف َ ِ ِ‬
‫ظ َعلَْيه ص هحتَهُ‪ ،‬فَل َه َذا كان ّ‬ ‫َ َ ُ َ ََ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األنبياء‪.31 -‬‬

‫(‪)719/7‬‬
‫ض هد َه ِذهِ ْاألَ ْشيَ ِاء‪.‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم الْبا ِر َد ا ْحللْو‪ .‬والْماء الْ َفاتِر يـ ْنـ ُف ُخ‪ ،‬ويـ ْفعل ِ‬
‫ََ َ ُ‬ ‫َُ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اب إِ َىل ر ُس ِ‬
‫ش َر ِ َ‬ ‫ال ه‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوقَ ْد َد َخ َل‬ ‫استِ َقائِِه‪ ،‬قَ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َولَ هما َكا َن ال َْماءُ الْبَائِ ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫ْت ْ‬ ‫ب َوق َ‬ ‫ت أَنْـ َف َع م َن الهذي يُ ْش َر ُ‬
‫ب ِم ْنهُ‪َ ،‬رَواهُ الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫ي‬ ‫ش ِر َ‬‫ت ِيف َشن ٍهة؟» فَأ ََاتهُ بِ ِه‪ ،‬فَ َ‬ ‫ان‪َ « :‬ه ْل ِم ْن َم ٍاء َاب َ‬
‫إِ َىل حائِ ِط أَِيب ا ْهلَْيـثَ ِم بْ ِن التـهيِ َه ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ت ِيف َشن ٍهة َوإِهال َك َر ْعنَا» «‪. »7‬‬ ‫َولَْفظُهُ‪« :‬إِ ْن َكا َن ِع ْن َد َك َماءٌ َاب َ‬
‫ُّرابِيهةَ‬
‫اء التـ َ‬ ‫ضا فَِإ هن ْاأل ْ‬
‫َج َز َ‬ ‫ب لَِوقْتِ ِه ِمبَْن ِزلَ ِة الْ َف ِط ِري‪َ ،‬وأَيْ ً‬ ‫ِ‬
‫اخلَم ِري‪َ ،‬والهذي ُش ِر َ‬
‫ني ْ ِ‬ ‫ت ِمبَْن ِزلَ ِة ال َْع ِج ِ‬ ‫َوال َْماءُ الْبَائِ ُ‬
‫هب صلهى ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ْاألَر ِ‬
‫ار‬
‫ب لَهُ ال َْماءُ‪َ ،‬وَخيْتَ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن يُ ْستَـ ْع َذ ُ‬ ‫ت‪َ ،‬وقَ ْد ذُك َر أَ هن النِ ه َ‬ ‫ضيهةَ تُـ َفا ِرقُهُ إِ َذا َاب َ‬ ‫َ ْ‬
‫ب ِم ْن بِْئ ِر ُّ‬
‫الس ْقيَا‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يُ ْستَـ َقى لَهُ ال َْماءُ ال َْع ْذ ُ‬
‫شةُ‪َ :‬كا َن رس ُ ِ‬
‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫ت َعائِ َ‬ ‫ت ِم ْنهُ‪َ .‬وقَالَ ْ‬ ‫الْبَائِ َ‬
‫«‪. »2‬‬
‫َح َجا ِر َوغَ ِْريُِهَا‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ان‪ ،‬أَلَ ُّذ م َن الهذي يَ ُكو ُن ِيف آنِيَة الْ َفخها ِر َو ْاأل ْ‬ ‫شنَ ِ‬ ‫ب َوال ِّ‬ ‫َوال َْماءُ اله ِذي ِيف ال ِْقر ِ‬
‫َ‬
‫ت ِيف شتة دو َن غَ ِريها ِمن ْاألَو ِاين‪ ،‬وِيف الْماءِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ُ َْ َ َ َ َ‬ ‫اء َاب َ‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َم ً‬ ‫س النِ ُّ َ‬ ‫َسقيَةُ ْاأل ََدم‪َ ،‬وهلََذا الْتَ َم َ‬ ‫ْ‬
‫صةٌ لَ ِطي َفةٌ ملا فيها من املسام املنتفخة الهِيت يَـ ْر َش ُح ِم ْنـ َها ال َْماءُ‪َ ،‬وِهلََذا‬ ‫ب ْاأل ََدِم َخا ه‬ ‫ان‪َ ،‬وقِر ِ‬
‫َ‬
‫شنَ ِ‬ ‫ض َع ِيف ال ِّ‬ ‫إِذَا و ِ‬
‫ُ‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَى أَ ْك َم ِل‬ ‫َكا َن الْماء ِيف الْ َفخها ِر اله ِذي يـر َشح أَلَ ُّذ ِم ْنه‪ ،‬وأَبـر ُد ِيف اله ِذي َال يـر َشح‪ ،‬فَص َالةُ هِ‬
‫َْ ُ َ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َُ‬
‫ضلِ ِه ْم َه ْد ًاي ِيف ُك ِّل َش ْي ٍء‪ ،‬لََق ْد َد هل أُهمتَهُ َعلَى أَفْ َ‬
‫ض ِل ْاأل ُُموِر َوأَنْـ َف ِع َها َهلُ ْم ِيف‬ ‫سا‪َ ،‬وأَفْ َ‬ ‫ِ‬
‫اخلَل ِْق‪َ ،‬وأَ ْش َرف ِه ْم نَـ ْف ً‬
‫ْ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ‪.‬‬‫ان‪َ ،‬و ُّ‬ ‫وب و ْاألَبْ َد ِ‬
‫الْ ُقلُ ِ َ‬
‫ِِ‬ ‫شر ِ‬
‫اب إىل رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ا ْحلُل َْو الْبَا ِر َد «‪َ . »3‬و َه َذا ُْحيتَ َم ُل أَ ْن يُ ِري َد به ال َْم َ‬
‫اء‬ ‫ب ال ه َ‬ ‫َح ُّ‬ ‫ت عائشة‪َ :‬كا َن أ َ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وج‬ ‫ب لَهُ ال َْماءُ‪َ .‬و ُْحيتَ َم ُل أَ ْن يُ ِري َد به ال َْم َ‬
‫اء ال َْم ْم ُز َ‬ ‫ب‪َ ،‬كميَاه الْعُيُون َو ْاآل َاب ِر ا ْحلُل َْوة‪ ،‬فَِإنههُ َكا َن يُ ْستَـ ْع َذ ُ‬ ‫ال َْع ْذ َ‬
‫هِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِل‪ ،‬أَ ِو الذي نُق َع فيه الت ْهم ُر أَ ِو ال هزبِ ُ‬
‫يب‪.‬‬ ‫ابل َْع َ‬
‫ال‪َ -‬و ُه َو األظهر‪ :-‬يعمهما َجيعا‪.‬‬
‫َوقَ ْد يُـ َق ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والرتمذي يف اجلامع‪.‬‬

‫(‪)719/7‬‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِح ِ ِ‬ ‫وقَـولُهُ ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫يل َعلَى َج َوا ِز‬ ‫يح‪« :‬إ ْن َكا َن ع ْن َد َك ماء ابت يف سنّة َوإ هال َك َر ْعنَا» ‪ ،‬فيه َدل ٌ‬ ‫يث ال ه‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫اَّلل أَ ْعلَم‪ -‬واقِ َعةُ َع ْ ٍ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫الشرب ِابلْ َف ِم ِمن ا ْحلو ِ ِ ِ‬
‫اجةُ‬‫ني َد َعت ا ْحلَ َ‬ ‫ض َوالْم ْق َراة َوَْْن ِو َها‪َ ،‬و َهذه‪َ -‬و هُ ُ َ‬ ‫َ َْ‬ ‫الْ َك ْر ِع‪َ ،‬و ُه َو ُّ ْ ُ‬
‫اد َُتَِّرُمهُ‪َ ،‬ويَـ ُقولُو َن‪ :‬إِنههُ‬ ‫فِ َيها إِ َىل الْ َك ْر ِع ِابلْ َف ِم‪ ،‬أ َْو قَالَهُ ُمبَـيِّنًا جلوازه‪ ،‬فإن من الناس من يكرهه‪ ،‬األطباء تَ َك ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم نَـ َه َاان‬
‫صلهى ه‬ ‫يث َال أَ ْد ِري َما َحالُهُ َع ِن ابْ ِن عُ َم َر‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫ض ُّر ِابلْم ِع َدةِ‪ ،‬وقَ ْد ر ِوي ِيف ح ِد ٍ‬
‫هب َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫يَ ُ َ‬
‫ف ِابلْي ِد الْو ِ‬
‫اح َدةِ َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُك ْم َك َما يَـلَ ُغ‬
‫ال‪َ « :‬ال يَـلَ ْغ أ َ‬ ‫ب َعلَى بُطُوننَا‪َ ،‬و ُه َو الْ َك ْرعُ‪َ ،‬ونَـ َه َاان أَ ْن نَـغْ َِرت َ َ َ‬ ‫أَ ْن نَ ْش َر َ‬
‫َبهُ إِهال أَ ْن يَ ُكو َن ُخمَ هم ًرا» «‪. »7‬‬ ‫ه ِ ِ ٍ‬
‫ب ِابلل ْي ِل م ْن إ َانء َح هىت َخيْتَِ َ‬ ‫ْب‪َ ،‬وَال يَ ْش َر ْ‬ ‫الْ َكل ُ‬
‫ب ِابلْيَ ِد ََلْ يَ ُك ْن ميُْ ِك ُن‬ ‫ض بَـ ْيـنَـ ُه َما‪ ،‬إِ ْذ لَ َع هل ُّ‬ ‫يث الْب َخا ِر ِي أ ِ‬ ‫ِ‬
‫الش ْر َ‬ ‫ار َ‬
‫ص هح‪ ،‬فَ َال تَـ َع ُ‬ ‫َص ُّح م ْن َه َذا‪َ ،‬وإِ ْن َ‬ ‫َو َحد ُ ُ ّ َ‬
‫ب‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ب َعلَى َو ْج ِهه َوبَطْنه‪َ ،‬كالهذي يَ ْش َر ُ‬ ‫شا ِر ُ‬
‫ب ال ه‬ ‫ض ُّر إِ َذا انْ َك ه‬ ‫ب ِابلْ َف ِم إِ همنَا يَ ُ‬ ‫ال‪َ :‬وإِهال َك َر ْعنَا‪َ ،‬و ُّ‬
‫الش ْر ُ‬ ‫ِحينَئِ ٍذ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ض مرتَِف ٍع وَْْن ِوهِ‪ ،‬فَ َال فَـر َق بـ ْني أَ ْن ي ْشرب بِي ِدهِ‬
‫ْ ََ َ ََ َ‬ ‫ب ُم ْنـتَصبًا ب َفمه م ْن َح ْو ٍ ُ ْ َ‬
‫ِ‬
‫هه ِر َوالْغَدي ِر‪ ،‬فَأَهما إِذَا َش ِر َ‬‫ِم َن النـ ْ‬
‫أ َْو بفمه‪.‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫الشر ِ ِ‬ ‫الشر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص هح َع ْنهُ‬ ‫ب قَائ ًما‪َ ،‬و َ‬ ‫ص هح َع ْنهُ أَنههُ نَـ َهى َع ِن ُّ ْ‬
‫اد‪َ ،‬و َ‬ ‫ب قَاع ًدا‪َ ،‬ه َذا َكا َن َه ْديَهُ ال ُْم ْعتَ َ‬ ‫َوَكا َن م ْن َه ْديِه ُّ ْ ُ‬
‫ب قَائِ ًما‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫أَنههُ أَمر اله ِذي َش ِر ِ‬
‫ص هح َع ْنهُ أَنههُ َش ِر َ‬ ‫يء‪َ ،‬و َ‬‫ب قَائ ًما أَ ْن يَ ْستَق َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ههي لَيس لِلتهح ِر ِمي‪ ،‬بل لِ ِْْلر َش ِ‬
‫اد َوتَـ ْر ِك‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪ :‬بَ ْل ُمبَـِّ ٌ‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪َ :‬ه َذا َان ِس ٌخ لِلنـ ْ‬
‫ني أَ هن النـ ْ َ ْ َ ْ َ ْ ْ‬ ‫هه ِي‪َ ،‬وقَالَ ْ‬ ‫قَالَ ْ‬
‫اء إِ َىل َزْم َزَم‪َ ،‬و ُه ْم‬ ‫َص ًال‪ ،‬فَِإنههُ إِ همنَا َش ِرب قَائِما لِلْح ِ‬ ‫ْاألَو َىل‪ ،‬وقَالَ ْ ِ‬
‫اجة‪ ،‬فَِإنههُ َج َ‬ ‫َ ً َ َ‬ ‫ض بَـ ْيـنَـ ُه َما أ ْ‬
‫ار َ‬
‫ت طَائ َفةٌ‪َ :‬ال تَـ َع ُ‬ ‫ْ َ‬
‫اج ٍة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َو ُه َو قَائ ٌم‪َ ،‬و َه َذا َكا َن َم ْوض َع َح َ‬ ‫ش ِر َ‬ ‫استَـ َقى فَـنَ َاولُوهُ ال هدل َْو‪ ،‬فَ َ‬
‫يَ ْستَـ ُقو َن م ْنـ َها‪ ،‬فَ ْ‬
‫يستقر يف‬
‫ّ‬ ‫الري التام‪ ،‬وال‬ ‫ص ُل به ّ‬
‫ب قَائِما آفَ ٌ ِ ِ‬
‫ات َعدي َدةٌ م ْنـ َها‪ :‬أَنههُ َال َْحي ُ‬ ‫لش ْر ِ ً‬ ‫َولِ ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه يف األشربة‪.‬‬

‫(‪)711/7‬‬

‫شى ِم ْنهُ أَ ْن يُـبَـ ِّر َد‬ ‫س ْر َع ٍة َو ِح هدةٍ إِ َىل ال َْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـيُ ْخ َ‬ ‫ِ‬ ‫الْم ِع َدةِ ح هىت يـ ْق ِسمه الْ َكبِ ُد علَى ْاألَ ْع َ ِ‬
‫ضاء‪َ ،‬ويَـ ْن ِز َل ب ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬
‫ب‪َ ،‬وأَ هما إِذَا فَـ َعلَهُ‬ ‫شا ِر ِ‬‫ض ُّر ِابل ه‬
‫يج‪َ ،‬وُك ُّل َه َذا يَ ُ‬ ‫َس َف ِل الْبَ َد ِن بِغَ ِْري تَ ْد ِر ٍ‬ ‫ع النُّـ ُفوذَ إِ َىل أ ْ‬ ‫ش ِّو َش َها‪َ ،‬ويُ ْس ِر َ‬
‫َح َر َارتَـ َها‪َ ،‬ويُ َ‬
‫ام أُ ْخ َرى‪،‬‬ ‫َح َك ٌ‬ ‫ض ِابلْعوائِ ِد َعلَى َه َذا‪ ،‬فَِإ هن الْعوائِ َد طَبائِع ثَـو ٍ‬ ‫اج ٍة‪ََ ،‬لْ يَ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪َ ،‬وَهلَا أ ْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ض هرهُ‪َ ،‬وَال يُـ ْعتَـ َر ُ َ َ‬ ‫َاند ًرا أ َْو حلَ َ‬
‫اس ِع ْن َد الْ ُف َق َه ِاء‪.‬‬
‫ِج َع ِن ال ِْقيَ ِ‬ ‫َو ِه َي ِمبَْن ِزلَ ِة ْ‬
‫اخلَار ِ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫س ِيف‬ ‫صلهى ه ِ ه ه‬ ‫ول هِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم يَـتَـنَـف ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ك‪ ،‬قَ َ‬ ‫يح مسلم» م ْن َحديث أَنَ ِ َ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫ول‪« :‬إِنههُ أ َْرَوى َوأ َْم َرأُ َوأَبْـ َرأُ» «‪. »7‬‬ ‫اب ثََال ًَث‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫شر ِ‬
‫ال ه َ‬
‫ح َع ْن فِ ِيه‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫شار ِِع َو َْحَلَ ِة ال ه‬ ‫شراب ِيف لِس ِ‬
‫اب‪ :‬إِ َابنَـتُهُ الْ َق َد َ‬
‫شر ِ‬
‫ش ْر ِع‪ُ :‬ه َو ال َْماءُ‪َ ،‬وَم ْع َىن تَـنَـ ُّفسه ِيف ال ه َ‬ ‫ان ال ه‬ ‫َ‬ ‫ال ه َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُك ْم فَ َال‬
‫بأَ‬ ‫ص هر ًحا بِه ِيف ا ْحلَديث ْاآل َخ ِر‪« :‬إِذَا َش ِر َ‬ ‫اء ُم َ‬ ‫اب‪َ ،‬ك َما َج َ‬ ‫شر ِ‬ ‫َوتَـنَـ ُّفسهُ َخا ِر َجهُ‪ ،‬مُه يَـعُ ُ ِ‬
‫ود إ َىل ال ه َ‬ ‫ُ‬
‫اإل َانءَ َع ْن فِ ِيه» «‪. »2‬‬ ‫يَـتَـنَـ هفس ِيف الْ َق َد ِح‪َ ،‬ولَ ِك ْن لِيُِ ِ‬
‫نب ِْ‬ ‫ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى ََمَ ِام ِع َها بَِق ْولِ ِه‪.‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ب ح َك ٌم ََجهةٌ‪َ ،‬وفَـ َوائ ُد ُم ِه همةٌ‪َ ،‬وقَ ْد نَـبههَ َ‬
‫الشر ِ ِ‬
‫َوِيف َه َذا ُّ ْ‬
‫َي يَبىء‬ ‫ش َفاءُ‪ ،‬أ ْ‬ ‫«إِنههُ أ َْرَوى َوأ َْم َرأُ َوأَبْـ َرأُ» فَأ َْرَوى‪ :‬أَ َش ُّد ِرًّاي‪َ ،‬وأَبْـلَغُهُ َوأَنْـ َفعُهُ‪َ ،‬وأَبْـ َرأُ‪ :‬أَفْـ َع ُل ِم َن الْبُـ ْرِء‪َ ،‬و ُه َو ال ِّ‬
‫الدفْـعةُ الثهانِيةُ ما َعجز ِ‬ ‫ات‪ ،‬فَـتُ ِ‬ ‫ُّدهِ َعلَى الْم ِع َدةِ الْملْتَ ِهب ِة ُدفُـع ٍ‬ ‫ش و َدائِِه لِتَـرد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُوىل‬
‫ت ْاأل َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫س ّك ُن ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫م ْن َش هدة ال َْعطَ ِ َ‬
‫َسلَ ُم ِحلََر َارةِ ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وأَبْـ َقى َعلَْيـ َها ِم ْن أَ ْن يَـ ْه ُج َم‬ ‫ضا فَِإنههُ أ ْ‬ ‫ت الثهانِيَةُ َع ْنهُ‪َ ،‬وأَيْ ً‬ ‫َعن تَس ِكينِ ِه‪ ،‬والثهالِثَةُ ما َعجز ِ‬
‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫اح َدةً‪.‬‬‫اح َدةً‪ ،‬ونَـ ْهلَةً و ِ‬ ‫علَيـها الْبا ِرد و ْهلَةً و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ ُ َ َ‬
‫س ْر َس ْوَرتُـ َها َو ِح هدتُـ َها‪َ ،‬وإِ ِن‬ ‫ِ‬
‫ش َحلْظَةً‪ ،‬مُه يُـ ْقل ُع َع ْنـ َها‪َ ،‬ولَ هما تُ ْك َ‬ ‫ادفَتِ ِه ِحلََر َارةِ ال َْعطَ ِ‬‫صَ‬ ‫ِ‬
‫ضا فَِإنههُ َال يَـ ْر ِوي ل ُم َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫يج‪.‬‬‫هم ُّه ِل َوالته ْد ِر ِ‬ ‫ت ََلْ تَـ ْبطُ ْل ِابلْ ُكلّيهة ِخ َالف َك ْس ِرَها َعلَى الت َ‬ ‫س َر ْ‬ ‫انْ َك َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه من حديث رواه احلارث بن أيب ذائب عن عمه عن أيب هريرة‪.‬‬

‫(‪)717/7‬‬

‫اح َدةً‪ ،‬فَِإنههُ خياف منه أن يطفىء‬ ‫َجي ِع ما يـر ِوي دفْـعةً و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫آم ُن غَائلَةً م ْن تَـنَ ُاول َ َ ُ ْ ُ َ َ‬ ‫َسلَ ُم َعاقبَةً َو َ‬ ‫ضا فَِإنههُ أ ْ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اج ال َْم ِع َدةِ َوالْ َكبِ ِد‪َ ،‬وإِ َىل‬ ‫اد ِم َز ِ‬
‫ك إِ َىل فَس ِ‬
‫َ‬ ‫ض ِع ُف َها فَـيُـ َؤِّدي ذَلِ َ‬‫ا ْحلََر َارةَ الْغَ ِري ِزيهةَ بِ ِش هدةِ بَـ ْرِدهِ‪َ ،‬وَكثْـ َرةِ َك ِّميهتِ ِه‪ ،‬أ َْو يُ ْ‬
‫ان الْبِ َال ِد ا ْحلا هرةِ‪َ ،‬كا ْحلِجا ِز والْيم ِن وَْْن ِوُِهَا‪ ،‬أَو ِيف ْاألَ ْزِمنَ ِة ا ْحلا هرةِ َك ِش هدةِ‬ ‫اض رِديئَ ٍة‪ُ ،‬خصوصا ِيف س هك ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ً‬ ‫أ َْم َر ٍ َ‬
‫اط ِن أ َْهلِ َها‪َ ،‬وِيف‬ ‫يف ِيف بـو ِ‬ ‫ي َِ‬ ‫وف َعلَْي ِه ْم ِج ًّدا‪ ،‬فَِإ هن ا ْحلَا هر الْغَ ِري ِز ه‬ ‫الشرب و ْهلَةً و ِ‬ ‫ال ه ِ‬
‫ضع ٌ َ َ‬ ‫اح َدةً َخمُ ٌ‬ ‫ص ْيف‪ ،‬فَِإ هن ُّ ْ َ َ َ‬
‫ْك ْاألَ ْزِمنَ ِة احلارة‪.‬‬ ‫تِل َ‬
‫س ُهولَ ٍة َولَ هذةٍ َونَـ ْف ٍع‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫اب ِيف بَ َدنه‪ :‬إ َذا َد َخلَهُ‪َ ،‬و َخالَطَهُ ب ُ‬ ‫ش َر ُ‬ ‫ام َوال ه‬ ‫وقوله‪« :‬وأمرأ» ‪ :‬هو أفعل من مرىء الطه َع ُ‬
‫اْن َدارا ع ِن الْم ِر ِ‬ ‫وِم ْنهُ‪ :‬فَ ُكلُوهُ َهنِيئاً م ِريئاً «‪َ »7‬هنِيئًا ِيف َعاقِبتِ ِه‪ ،‬م ِريئًا ِيف م َذاقِ ِه‪ .‬وقِيل‪ :‬م ْعنَاهُ أَنههُ أ ْ ِ‬
‫يء‬ ‫َس َرعُ ْ ً َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يء ِْ‬
‫اْن َد ُارهُ‪.‬‬ ‫ف الْ َكثِ ِري‪ ،‬فَِإنهه َال يسهل علَى الْم ِر ِ‬ ‫لِسهولَتِ ِه و ِخ هفتِ ِه َعلَي ِه‪ِِِ ،‬خ َال ِ‬
‫ُ َ ُْ ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ َ‬
‫اب لِ َكثْـ َرةِ ال َْوا ِرِد َعلَْي ِه‪،‬‬‫شر ِ‬ ‫ات ُّ ِ‬ ‫وِمن آفَ ِ‬
‫الش ْرب نَـ ْهلَةً واحدة أنه خياف منه الشرق أبن يس ّد ََْم َرى ال ه َ‬ ‫َ ْ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬أ َِم َن ِم ْن ذَلِ َ‬‫س ُرَويْ ًدا‪ ،‬مُه َش ِر َ‬ ‫فَـيَـغَ ُّ ِ ِ ِ ه‬
‫ص به‪ ،‬فَإذَا تَـنَـف َ‬
‫ار اله ِذي َكا َن َعلَى الْ َقل ِ‬
‫ْب‬ ‫الد َخ ِاينُّ ا ْحلَ ُّ‬
‫ار ُّ‬ ‫اع َد الْبُ َخ ُ‬
‫صَ‬ ‫ٍ‬
‫ب أَ هو َل َم هرة تَ َ‬ ‫ب إِذَا َش ِر َ‬ ‫شا ِر َ‬ ‫َوِم ْن فَـ َوائِ ِدهِ‪ :‬أَ هن ال ه‬
‫ول ال َْم ِاء الْبَا ِرِد‪،‬‬ ‫اح َدةً‪ ،‬اتهـ َف َق نُـ ُز ُ‬ ‫ود الْم ِاء الْبا ِرِد علَي ِه‪ ،‬فَأَ ْخرج ْته الطهبِيعةُ ع ْنـها‪ ،‬فَِإذَا َش ِرب م هرةً و ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َوالْ َكبِد ل ُوُر َ َ َ ْ‬
‫ِِ ِ‬
‫ب ِابل َْم ِاء‪َ ،‬وَال‬ ‫شا ِر ُ‬
‫صةُ‪َ ،‬وَال يَـتَـ َهنهأُ ال ه‬ ‫ش َر ُق َوالْغُ ه‬‫ث ال ه‬ ‫ك َْحي ُد ُ‬‫ان َويَـتَـ َعا َجلَا ِن‪َ ،‬وِم ْن ذَلِ َ‬
‫ود الْب َخا ِر‪ ،‬فَـيـتَ َدافَـع ِ‬
‫َ َ‬ ‫صعُ ُ ُ‬ ‫َو ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل بن الْمب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هب َ‬ ‫ارك‪ ،‬والبيهقي‪َ ،‬وغَْيـ ُر ُُهَا َع ِن النِ ِّ‬ ‫ميُْ ِرئْهُ‪َ ،‬وَال يَت ُّم ِريُّهُ‪َ .‬وقَ ْد َرَوى َع ْب ُد ه ْ ُ ُ َ َ‬
‫ب َعبًّا‪ ،‬فَِإنههُ ِمن الْ ُكب ِ‬
‫اد» «‪. »2‬‬ ‫َ َ‬ ‫صا‪َ ،‬وَال يَـعُ ه‬ ‫اء َم ًّ‬ ‫ص ال َْم َ‬ ‫َح ُد ُك ْم فَـلْيَ ُم ه‬‫بأَ‬ ‫«إِ َذا َش ِر َ‬
‫يف الْب ِاء‪ -‬هو وجع الْ َكبِ ِد‪ ،‬وقَ ْد علِم ِابلتهج ِرب ِة أَ هن ورود الْم ِاء َُجْلَةً و ِ‬ ‫اف وَختِْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد‪ -‬بِ َ‬
‫اح َدةً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ َ ُُ َ َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬ ‫ض ِّم الْ َك َ‬ ‫َوالْ ُكبَ ُ‬
‫ِ‬
‫ني َما َوَر َد َعلَْيـ َها ِم ْن‬ ‫ني َح َر َارهتَا‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬‫ضا هدةُ الهِيت بَـ ْ َ‬
‫ك ال ُْم َ‬ ‫ب ذَلِ َ‬‫ف َح َر َارتَـ َها‪َ ،‬و َسبَ ُ‬ ‫ضعِ ُ‬ ‫َعلَى الْ َكبِ ِد يُـ ْؤلِ ُم َها َويُ ْ‬
‫ب‬‫ص ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ضا هد حرارتَـها‪ ،‬وََل ي ْ ِ‬ ‫ود َوَك ِّميهتِ ِه‪َ .‬ولَْو َوَر َد ِابلته ْد ِر ِ‬
‫َكي ِفيه ِة الْمبـر ِ‬
‫ضع ْف َها‪َ ،‬و َه َذا مثَالُهُ َ‬ ‫ش ْيـئًا‪ََ ،‬لْ يُ َ َ َ َ َ َ ْ ُ‬ ‫يج َش ْيـئًا فَ َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ْ‬
‫ال َْم ِاء البارد على القدر‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النساء‪.4 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الطَباين يف الصغري وابن السي وأبو نعيم يف الطب‪ ،‬والبيهقي يف شعب اإلميان‪.‬‬

‫(‪)712/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬


‫صلهى ه‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صبُّهُ قَل ًيال قَل ًيال‪َ .‬وقَ ْد َرَوى الرتمذي ِيف « َجامعه» َع ْنهُ َ‬ ‫ض ُّرَها َ‬
‫وهي تفوز َال يَ ُ‬
‫اْحَ ُدوا إِذَا‬
‫ث‪َ ،‬و َمسُّوا إِذَا أَنْـتُ ْم َش ِربْـتُ ْم َو ْ‬ ‫ب الْبَ ِع ِري‪َ ،‬ولَ ِك ِن ا ْش َربُوا َمثْـ َىن َوثَُال َ‬
‫ش ْر ِ‬ ‫« َال تَ ْشربوا نَـ َفسا و ِ‬
‫اح ًدا َك ُ‬ ‫ً َ‬ ‫َُ‬
‫أَنْـتُ ْم فَـ َر ْغتُ ْم» «‪. »7‬‬
‫ض هرتِِه‪.‬‬
‫استِ ْم َرائِِه‪َ ،‬و َدفْ ِع َم َ‬ ‫ِِ‬
‫يب ِيف نَـ ْفعه َو ْ‬ ‫اب‪ ،‬و َْحْ ِد هِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اَّلل ِيف آخ ِره ََتْثريٌ َعج ٌ‬ ‫ش َر ِ َ‬ ‫َولِلتِّ ْس ِميَ ِة ِيف أَ هوِل الطه َع ِام َوال ه‬
‫اَّلل ِيف ِ‬
‫آخ ِرهِ‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫َْح ُد‪ :‬إِذَا ََجع الطهعام أَربـعا‪ ،‬فَـ َق ْد َكمل‪ :‬إِذَا ذُكِر اسم هِ‬ ‫ال ِْ‬
‫اَّلل ِيف أَ هوله‪َ ،‬و ُْح َد هُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ ُ َْ ً‬ ‫ام أ ْ َ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ت َعلَْي ِه األيدي‪ ،‬وكان من حل‪.‬‬ ‫َوَكثُـ َر ْ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫يث جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫وقَ ْد روى مسلم ِيف « ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ال‪:‬‬
‫اَّلل‪ ،‬قَ َ‬ ‫صحيحه» ‪ :‬م ْن َحد ِ َ ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫سنَ ِة لَْيـلَةً يَـ ْن ِز ُل‬
‫اء‪ ،‬فَِإ هن ِيف ال ه‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يقول‪« :‬غَطُّوا ِْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َِمس ْع ُ‬
‫الس َق َ‬
‫اإل َان َء‪َ ،‬وأ َْوُكوا ّ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬
‫ك ال هد ِاء» «‪. »2‬‬ ‫س َعلَْي ِه ِوَكاءٌ إِهال َوقَ َع فِ ِيه ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َعلَْيه غطَاءٌ‪ ،‬أ َْو س َقاء لَْي َ‬
‫ِِ ٍ‬
‫ف َيها َوَابءٌ َال َميُُّر إب َانء لَْي َ‬
‫ِ‬
‫َطبه ِاء َوَم َعا ِرفُـ ُه ْم‪ ،‬وقد عرفه من عرفه من عقالء الناس ابلتجربة‪ .‬قال الليث ابن‬ ‫وه َذا ِممها َال تَـنَالُه عُلُوم ْاأل ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫ََ‬
‫سنَ ِة ِيف َكانُو َن ْاألَ هوِل ِم ْنـ َها‪.‬‬ ‫اج ُم ِع ْن َد َان يَـتهـ ُقو َن تِل َ‬
‫ْك اللهْيـلَةَ ِيف ال ه‬ ‫َع ِ‬
‫يث‪ْ :‬األ َ‬ ‫س ْع ٍد أَح ُد رواةِ ا ْحل ِد ِ‬
‫َ َ َُ َ‬
‫ِ‬ ‫وص هح ع ْنه أَنهه أَمر بِت ْخ ِم ِري ِْ ِ‬
‫ود َعلَْي ِه م َن ا ْحلِ ْك َم ِة‪ ،‬أَنههُ‬ ‫ض الْع ِ‬
‫ودا «‪َ »3‬وِيف َع ْر ِ ُ‬ ‫ض َعلَْي ِه عُ ً‬‫اإل َانء َولَ ْو أَ ْن يَـ ْع ِر َ‬ ‫َ َ َ ُ ُ ََ َ‬
‫ط فِ ِيه‪ ،‬فَـيم هر َعلَى الْع ِ‬ ‫ود‪ ،‬وفِ ِيه‪ :‬أَنههُ رهمبَا أَر َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ود‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫اد ال هدب ُ‬
‫يب أَ ْن يَ ْس ُق َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ادهُ َح هىت ِابلْعُ َ‬ ‫ريهُ‪ .‬بَ ْل يَـ ْعتَ ُ‬
‫سى َختْم َ‬ ‫َال يَـ ْن َ‬
‫وط فِ ِيه‪.‬‬‫الس ُق ِ‬ ‫ود ِج ْس ًرا لَهُ ميَْنَـعُهُ ِم َن ُّ‬ ‫فَـيَ ُكو ُن الْعُ ُ‬
‫اَّلل‪ ،‬فَِإ هن ذكر اسم هللا عند‬ ‫اإل َان ِء بِ ِذ ْك ِر اس ِم هِ‬ ‫ص هح َع ْنهُ‪ :‬أَنههُ أ ََم َر ِع ْن َد إِي َك ِاء ِْ‬
‫ْ‬ ‫َو َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف األشربة‪ ،‬واالمام أْحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬

‫(‪)713/7‬‬

‫ض َع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫َْ‬
‫ك أَمر بِ ِذ ْك ِر اس ِم هِ‬
‫اَّلل ِيف َه َذيْ ِن الْمو ِ‬ ‫ْ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْيطَا َن‪َ ،‬وإي َكا ُؤهُ يَط ُْر ُد َع ْنهُ ا ْهلََوا هم َول َذل َ َ َ‬ ‫اإل َان ِء يَط ُْر ُد َع ْنهُ ال ه‬ ‫َختْ ِم ِري ِْ‬
‫ِهلََذيْ ِن ال َْم ْعنَـيَـ ْ ِ‬
‫ني‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم نَـ َهى َع ِن‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اس‪ ،‬إِ هن َر ُس َ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫يح ِه» ِم ْن َح ِد ُ‬ ‫ي ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َوَرَوى الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫الس َق ِاء «‪. »7‬‬ ‫ِ‬
‫ب م ْن ِيف ّ‬
‫الشر ِ ِ‬
‫ُّ ْ‬
‫َجلِ َها‪.‬‬ ‫ب فِ ِيه ي ْك ِسبهُ ُزُهومةً ورائِحةً َك ِريهةً يـع ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫اف أل ْ‬ ‫شا ِر ِ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫اس ال ه‬ ‫اب َع ِدي َدةٌ‪ ،‬م ْنـ َها‪ :‬أَ هن تَـ َرد َ‬
‫ُّد أَنْـ َف ِ‬ ‫آد ٌ‬ ‫َوِيف َه َذا َ‬
‫اخ ُل إِ َىل َج ْوفِ ِه ِم َن ال َْم ِاء‪ ،‬فَـتَ َ‬
‫ض هرَر بِ ِه‪.‬‬ ‫وِم ْنـها‪ :‬أَنهه رهمبَا غَلَب ال هد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ُُ‬
‫َوِم ْنـ َها‪ :‬أَنههُ ُرهمبَا َكا َن فِ ِيه َحيَـ َوا ٌن َال يَ ْشعُ ُر بِ ِه‪ ،‬فَـيُـ ْؤِذ ِيه‪.‬‬
‫ب‪ ،‬فَـتَلِ ُج َج ْوفَهُ‪.‬‬ ‫ومنها‪ :‬أن املاء َكا َن فِ ِيه قَ َذاةٌ أ َْو غَْيـ ُرَها َال يَـ َر َاها ِع ْن َد ُّ‬
‫الش ْر ِ‬
‫ضيق عن أَ ْخ ِذ ح ِظِّه ِمن الْم ِاء‪ ،‬أَو يـز ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ك ميََِْلُ الْبط ِ‬ ‫َوِم ْنـ َها‪ :‬أَ هن ُّ‬
‫اْحُهُ‪ ،‬أَ ْو يُـ ْؤِذ ِيه‪،‬‬ ‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫ْن م َن ا ْهلََواء‪ ،‬فَـيَ ُ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ب َك َذلِ َ‬ ‫الش ْر َ‬
‫ك ِم َن ا ْحلِ َك ِم‪.‬‬ ‫َولِغَ ِْري ذَلِ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َد َعا إبداوة يوم‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫صنَـعُو َن ِمبَا ِيف « َج ِام ِع الرتمذي» ‪ :‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫يل‪ :‬فَ َما تَ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫ب ِم ْنـ َها ِم ْن فِ َيها «‪ »2‬؟ قُـلْنَا‪:‬‬ ‫أحد‪ ،‬فقال‪« :‬اخنث فم اإلدواة» ‪ ،‬مُه َش ِر َ‬
‫ف ِم ْن‬‫ضعه ُ‬ ‫ي يُ َ‬ ‫يح‪ ،‬و َعب ُد هِ‬
‫اَّلل بْ ُن عُ َم َر الْعُ َم ِر ُّ‬ ‫صح ٍ َ ْ‬
‫ادهُ بِ ِ‬
‫س إِ ْسنَ ُ َ‬
‫يث لَْي َ‬ ‫نَ ْكتَ ِفي فِ ِيه بَِق ْوِل الرتمذي‪َ :‬ه َذا َح ِد ٌ‬
‫قِبَ ِل ِح ْف ِظ ِه‪َ ،‬وَال أَ ْد ِري َِمس َع ِم ْن عيسى أ َْو َال انْـتَـ َهى‪ .‬يُ ِري ُد عيسى بن عبد هللا َرَواهُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ْن َر ُج ٍل ِم َن‬
‫صا ِر‪.‬‬ ‫ْاألَنْ َ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ِن‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أَِيب س ِع ٍ‬‫وِيف «سنَ ِن أيب داود» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪« :‬نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫اب» «‪َ ، »3‬و َه َذا ِم َن اآلداب‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُّ ِ ِ‬
‫الش ْرب م ْن ثُـل َْمة الْ َق َد ِح‪َ ،‬وأَ ْن يَـ ْنـ ُف َخ ِيف ال ه َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود‪ .‬واإلختاث‪ :‬أنه يثىن رؤوسها ويعطفها م يشرب منها‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف األشربة‪.‬‬

‫(‪)714/7‬‬

‫الشرب ِمن ثُـلْم ِة الْ َق َد ِح فِ ِيه ِع هدةُ م َف ِ‬ ‫الهِيت تَتِ ُّم ِهبَا َم ْ‬
‫اس َد‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ب‪ ،‬فَِإ هن ُّ ْ َ ْ َ‬ ‫شا ِر ِ‬ ‫صلَ َحةُ ال ه‬
‫يح‪.‬‬ ‫ص ِح ِ‬‫ب ال ه‬ ‫ف ا ْجلَانِ ِ‬ ‫أَح ُدها‪ :‬أَ هن ما ي ُكو ُن َعلَى وج ِه الْم ِاء ِمن قَ ًذى أَو غَ ِْريهِ َْجيت ِمع إِ َىل الثُّـلْم ِة ِِِخ َال ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬
‫ب ِم َن الثُّـل َْم ِة‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬وََلْ يَـتَ َم هك ْن ِم ْن ُح ْس ِن ُّ‬
‫الش ْر ِ‬ ‫شا ِر ِ‬
‫ش َعلَى ال ه‬ ‫هاين‪ :‬أَنههُ ُرهمبَا َش هو َ‬ ‫الث ِ‬
‫يح‪.‬‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫ص ُل إِ َىل ا ْجلَانِ ِ‬ ‫صل إِلَْيـ َها الْغَسل‪َ ،‬كما ي ِ‬
‫ُْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ومةَ ََتْتَم ُع ِيف الثُّـل َْمة‪َ ،‬وَال يَ ُ‬ ‫ث‪ :‬أَ هن ال َْو َس َخ َو ُّ‬
‫الزُه َ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫يح‪،‬‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫ص ُد ا ْجلَانِ ِ‬ ‫ب ِيف الْ َق َد ِح‪ ،‬و ِهي أَر َدأُ م َك ٍ‬
‫ان فِ ِيه‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَ ِغي ََتَنـُّبُهُ‪َ ،‬وقَ ْ‬ ‫ال هرابِ ُع‪ :‬أَ هن الثُّـل َْمةَ َُمَ ُّل ال َْع ْي ِ‬
‫َ َ ْ َ‬
‫اجةً َرِديئَةً‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ض ال ه ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪َ :‬ال تَـ ْف َع ْل‬ ‫سلَف َر ُج ًال يَ ْش َِرتي َح َ‬ ‫فَِإ هن ال هرديءَ م ْن ُك ِّل َش ْيء َال َخ ْيـ َر فيه‪َ ،‬وَرأَى بَـ ْع ُ‬
‫اَّلل نَـزع الْبـرَكةَ ِمن ُك ِل رِد ٍ‬
‫يء‪.‬‬ ‫ت أَ هن هَ َ َ َ َ ْ ّ َ‬ ‫أ ََما َعلِ ْم َ‬
‫اس ِد‪.‬‬‫ب‪ ،‬ولِغَ ِْري َه ِذهِ ِمن الْم َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِْ‬
‫َ َ‬ ‫شا ِر ِ َ‬ ‫ح فَ َم ال ه‬ ‫س‪ :‬أَنههُ ُرهمبَا َكا َن ِيف الثُّـل َْمة َش ٌّق أ َْو ََتْدي ٌد َْجي َر ُ‬ ‫اخلَام ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫اف ِأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َجل َها‪َ ،‬وَال سيه َما إ ْن َكا َن ُمتَـغََِّ‬
‫ري‬ ‫اب‪ ،‬فَِإنههُ يُ ْكسبُهُ م ْن فَ ِم النهاف ِخ َرائِ َحةً َك ِر َيهةً يُـ َع ُ ْ‬ ‫شر ِ‬
‫َوأَ هما النهـ ْف ُخ ِيف ال ه َ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫الْ َف ِم‪ .‬وِاب ْجلملَ ِة‪ :‬فَأَنْـ َفاس النهافِ ِخ ُختَالِطُه‪ ،‬وِهل َذا ََجع رس ُ ِ‬
‫هه ِي َع ِن‬
‫ني النـ ْ‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم بَـ ْ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ُ َ َ ََ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫اس ر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫س ِيف ِْ ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪،‬‬ ‫ص هح َحهُ‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫اإل َانء َوالنهـ ْف ِخ فيه ِيف ا ْحلَديث الهذي َرَواهُ الرتمذي َو َ‬ ‫التهـنَـ ُّف ِ‬
‫اإل َان ِء‪ ،‬أ َْو يُـ ْنـ َف َخ فِ ِيه «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَ ْن يُـتَـنَـ هفس ِيف ِْ‬
‫َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أنس‪ ،‬إِ هن َر ُس َ‬ ‫ني» ‪ِ .‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫صنَـعو َن ِمبَا ِيف «ال ه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫يل‪ :‬فَ َما تَ ْ ُ‬ ‫فَإ ْن ق َ‬
‫ني ْاألَ هوِل‪ ،‬فَِإ هن َم ْعنَاهُ أَنههُ َكا َن‬ ‫ول والت ِ‬ ‫ِ‬ ‫يـتـنـ هفس ِيف ِْ ِ‬
‫ضةَ بَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْ َ‬
‫ار َ‬ ‫يل‪ :‬نُـ َقابِلُهُ ِابلْ َقبُ ِ َ ْ‬
‫هسل ِيم‪َ ،‬وَال ُم َع َ‬ ‫اإل َانء ثََال ًَث؟ ق َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫س ِيف ُش ْربِ ِه ثََال ًَث‪َ ،‬وذََك َر اإلانء ألنه آلة‬ ‫ه‬
‫يَـتَـنَـف ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي وأبو داود وابن ماجه وأْحد‪.‬‬

‫(‪)715/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َم َ‬


‫ات ِيف‬ ‫صلهى ه‬ ‫ص ِح ِ‬
‫يح‪ :‬أَ هن إبراهيم ابن رسول هللا َ‬
‫ب‪ ،‬و َه َذا َكما جاء ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫يث ال ه‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫الش ْر ِ َ‬
‫ُّ‬
‫َي‪ِ :‬يف مدة الرضاع‪.‬‬ ‫الثه ْد ِي «‪ »7‬أ ْ‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫نب ا ْحلُْل ِو ِيف‬ ‫ب الله َ ِ‬‫واب ِابل َْم ِاء أُ ْخرى‪َ .‬وِيف ُش ْر ِ‬ ‫شً‬ ‫صا َات َرةً‪َ ،‬وَم ُ‬ ‫ِ‬
‫نب َخال ً‬ ‫ب الله ََ‬
‫وَكا َن صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يَ ْش َر ُ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ي الْ َكبِ ِد‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫يب الْبَ َد ِن‪َ ،‬وِر ُّ‬ ‫ِ‬ ‫شواب نَـ ْفع َع ِظيم ِيف ِح ْف ِظ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫تِل َ‬
‫الص هحة‪َ ،‬وتَـ ْرط ُ‬ ‫ّ‬ ‫صا َوَم ُ ً ٌ ٌ‬ ‫ْك الْبِ َالد ا ْحلَا هرة َخال ً‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫نب اله ِذي تَـ ْر َعى َد َوابُّهُ ال ِّ‬
‫اخلَُز َامى َوَما أَ ْشبَـ َه َها‪ ،‬فَِإ هن لَبَـنَـ َها غ َذاءٌ َم َع ْاألَ ْغذيَة‪َ ،‬و َش َر ٌ‬
‫اب‬ ‫وم َو ْ‬
‫ص َ‬ ‫يح َوالْ َق ْي ُ‬
‫ش َ‬ ‫الله ََ‬
‫مع ْاألَ ْش ِرب ِة‪ ،‬و َدواء مع ْاألَ ْد ِوي ِة وِيف «ج ِام ِع الرتمذي» َع ْنهُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬إِذَا أَ َك َل أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ َ ٌ ََ‬ ‫ََ‬
‫طَ َع ًاما فَـ ْليَـ ُق ْل‪ :‬الله ُه هم َاب ِر ْك لَنَا فيه‪ ،‬فأطعمنا َخ ْيـ ًرا ِم ْنهُ َوإِ َذا ُس ِق َي لَبَـنًا فَـ ْليَـ ُق ْل‪ :‬الله ُه هم َاب ِر ْك لَنَا فِ ِيه‪َ ،‬وِز ْد َان‬
‫اب إِهال الله َُ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ ه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال الرتمذي‪ :‬هذا حديث حسن «‪. »2‬‬ ‫نب» ‪ .‬قَ َ‬ ‫س شيء جيزىء‪ ،‬م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫م ْنهُ‪ ،‬فَإنههُ لَْي َ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫َصبَ َح يَـ ْوَمهُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َكا َن يُـ ْنـبَ ُذ لَهُ أ هَو َل اللهْي ِل‪َ ،‬ويَ ْش َربُهُ إِ َذا أ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫يح مسلم» أَنههُ َ‬ ‫ص ِح ِ‬‫ت ِيف « َ‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫اد َم‪ ،‬أ َْو‬ ‫ص ِر‪ ،‬فَِإ ْن بَِق َي ِم ْنهُ َش ْيءٌ َس َقاهُ ْ‬
‫اخلَ ِ‬ ‫ك‪َ ،‬واللهْيـلَةَ الهِيت ََِتيءُ‪َ ،‬والْغَ َد‪َ ،‬واللهْيـلَةَ ْاألُ ْخ َرى‪َ ،‬والْغَ َد إِ َىل ال َْع ْ‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ب «‪ . »3‬و َه َذا النهبِي ُذ‪ُ :‬هو ما يطْر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب‪َ ،‬ولَهُ نَـ ْف ٌع‬ ‫شر ِ‬
‫ح فيه َتٌَْر ُحيَلّيه‪َ ،‬و ُه َو يَ ْد ُخ ُل ِيف الْغ َذاء َوال ه َ‬ ‫َ َ ُ َُ‬ ‫َ‬ ‫صه‬ ‫أ ََم َر بِه فَ ُ‬
‫ث َخ ْوفًا ِم ْن تَـغَ ُِّريهِ إِ َىل ِْ‬
‫اإل ْس َكا ِر‪.‬‬ ‫الص هح ِة‪ ،‬وََل ي ُكن ي ْشربهُ بـ ْع َد ثََال ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫يم ِيف ِزَاي َدة الْ ُق هوة‪َ ،‬وح ْفظ ّ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف الفضائل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف الدعوات‪ ،‬وأبو داود واالمام أْحد‪ ،‬والبيهقي يف شعب االميان‪ ،‬وابن ماجة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف األشربة‪.‬‬

‫(‪)711/7‬‬
‫س‬‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر ال َْملْبَ ِ‬ ‫فَ ْ‬
‫سا َو َخل ًْعا‪َ ،‬وَكا َن أَ ْكثَـ ُر لُْب ِس ِه ْاأل َْرِديَةَ َو ْاأل ُُزَر‪،‬‬ ‫َخ ِّف ِه َعلَي ِه‪ ،‬وأَي ِ‬
‫س ِره لُْب ً‬ ‫ْ ََْ‬ ‫َوَكا َن ِم ْن أ ََِمتّ ا ْهلَ ْد ِي‪َ ،‬وأَنْـ َف ِع ِه لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬وأ َ‬
‫اب إِلَْي ِه‪َ .‬وَكا َن َه ْديُهُ ِيف لَْب ِس ِه‬ ‫ب الثِّيَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َو ِه َي أَ َخ ُّ‬
‫َح ه‬ ‫يص‪ ،‬بَ ْل َكا َن أ َ‬ ‫س الْ َقم َ‬ ‫ف َعلَى الْبَ َدن م ْن غَ ِْريَها‪َ ،‬وَكا َن يَـلْبَ ُ‬
‫يص ِه إِ َىل ُّ‬ ‫ت ُك ُّم قَ ِم ِ‬ ‫يل أَ ْك َم َامهُ‪َ ،‬ويُـ َو ِّسعُ َها‪ ،‬بَ ْل َكانَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْس ِغ َال‬ ‫سهُ أَنْـ َف َع َش ْيء للْبَ َدن‪ ،‬فَإنههُ ََلْ يَ ُك ْن يُط ُ‬ ‫ل َما يَـلْبَ ُ‬
‫ْح ِّر َوالْبَـ ْرِد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص ُر َع ْن َهذه‪ ،‬فَـتَـ ْبـ ُرُز لل َ‬ ‫ْش‪َ ،‬وَال تَـ ْق ُ‬ ‫ش ُّق َعلَى َالبِ ِس َها‪َ ،‬وَتَْنَـعُهُ ِخ هفةَ ا ْحلََرَك ِة َوالْبَط ِ‬ ‫ُجيَا ِوُز الْيَ َد‪ ،‬فَـتَ ُ‬
‫ودهُ‪َ ،‬وَْجي َعلُهُ‬‫اش َي َويَـ ُؤ ُ‬ ‫يص ِه وإِ َزا ِرهِ إىل أنصاف الساقني َل يتجاوز الكعبني‪ ،‬فيؤدي الْم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َوَكا َن ذَيْ ُل قَم َ‬
‫ريةِ الهِيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْر َع ْن عضلة ساقيه‪ ،‬فتنكشف فيؤذي ِاب ْحلَِّر َوالْبَـ ْرد‪َ ،‬وََلْ تَ ُك ْن ع َم َامتُهُ ِابلْ َكب َ‬ ‫َكال ُْم َقيهد‪َ ،‬وََلْ يَـ ْق ُ‬
‫َص َح ِاهبَا‪َ ،‬وَال‬ ‫اه ُد ِم ْن َح ِ‬ ‫ف و ْاآلفَ ِ‬ ‫ضعِ ُفهُ وَْجي َعلُهُ عُر َ ِ ِ‬
‫ال أ ْ‬ ‫شَ‬ ‫ات‪َ ،‬ك َما يُ َ‬ ‫ضةً للض ْهع َ‬ ‫ْ‬ ‫س َْحْلُ َها‪َ ،‬ويُ ْ َ‬ ‫يؤذي ال هرأْ َ‬
‫ت َحنَ ِك ِه‪،‬‬ ‫ك‪َ ،‬وَكا َن يُ ْد ِخلُ َها ََتْ َ‬ ‫ني ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫س م َن ا ْحلَِّر َوالْبَـ ْرد‪ ،‬بَ ْل َو َسطًا بَـ ْ َ‬
‫ص ِغريةِ الهِيت تَـ ْقصر عن ِوقَاي ِة ال هرأْ ِ ِ‬
‫ُُ َ ْ َ‬ ‫ِابل ه َ‬
‫اخلَْي ِل‬
‫وب ْ‬ ‫ت َهلَا‪َ ،‬وَال ِسيه َما ِع ْن َد رُك ِ‬ ‫ك فَـ َوائِ ُد َع ِدي َدةٌ‪ :‬فَِإنهـ َها تَِقي الْعُنُ َق ا ْحلَهر َوالْبَـ ْر َد‪َ ،‬و ُه َو أَثْـبَ ُ‬ ‫َوِيف ذَلِ َ‬
‫ُ‬
‫ك‪َ ،‬وَاي بُـ ْع َد َما بَـ ْيـنَـ ُه َما ِيف النهـ ْف ِع‬ ‫ضا َع ِن ا ْحلنَ ِ‬
‫َ‬ ‫يب ِع َو ً‬ ‫ِ‬ ‫اإلبِ ِل‪ ،‬والْ َك ِر والْ َف ِر‪ ،‬وَكثِري ِمن الن ِ ه‬
‫هاس اختَ َذ الْ َك َالل َ‬ ‫َو ِْ َ ّ َ ّ َ ٌ َ‬
‫ص هح ِة الْبَ َد ِن َوقُـ هوتِِه‪،‬‬ ‫ات وأَبْـلَ ِغ َها ِيف ِح ْف ِظ ِ‬ ‫ْت َه ِذهِ اللُّْبسةَ وج ْدتَـ َها ِمن أَنْـ َف ِع اللُّْب ِ‬ ‫ت إِذَا ََتَهمل َ‬ ‫الزينَ ِة‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫َو ِّ‬
‫س َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ََ‬
‫ش هق ِة َعلَى الْبَ َد ِن‪.‬‬‫ف َوال َْم َ‬ ‫وأَبْـ َع ِد َها ِمن الته َكلُّ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ني إِ َىل َما يَِقي ِه َما ِم َن ا ْحلَِّر َوالْبَـ ْرِد‪َ ،‬وِيف‬ ‫اج ِة ِّ‬
‫الر ْجلَ ْ ِ‬ ‫س َف ِر َدائِما‪ ،‬أَو أَ ْغلَب أ ِ ِ ِ‬
‫َح َواله حلَ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ً ْ‬ ‫اف ِيف ال ه‬ ‫اخلَِف َ‬‫س ْ‬ ‫َوَكا َن يَـلْبَ ُ‬
‫َحيَ ًاان‪.‬‬ ‫ض ِر أ ْ‬‫ا ْحلَ َ‬
‫ِ‬
‫َْحَ ِر‪،‬‬
‫س ْاأل ْ‬ ‫ِِ‬
‫ود ال ُْم َحبهـ َرةُ‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن م ْن َه ْديه لُْب ُ‬ ‫اض‪َ ،‬وا ْحلِبَـ َرَة‪َ ،‬و ِه َي الْبُـ ُر ُ‬ ‫ان الثِّي ِ ِ‬
‫اب إِلَْيه الْبَـيَ َ‬ ‫وَكا َن أَح ُّ ِ‬
‫ب أَل َْو َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الر َداءُ الْيَ َم ِاينُّ اله ِذي فِ ِيه‬ ‫س َها‪ ،‬فَ ِهي ِّ‬
‫َ‬
‫ه ِ‬ ‫ه‬
‫ص ُقول‪َ .‬وأَ هما ا ْحلُلةُ ا ْحلَ ْم َراءُ ال ِيت لَب َ‬
‫صبه ِغ‪ ،‬وَال الْم ْ ِ‬
‫َس َود‪َ ،‬وَال ال ُْم َ َ َ‬
‫وَال ْاأل ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ك‪َ ،‬وتَـ ْغلِي ُ‬ ‫اخلَ ْ ِ‬
‫ط َم ْن َز َع َم أَنههُ‬ ‫س َه ِذهِ َو َه ِذهِ‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم تَـ ْق ِر ُير ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ض َراء‪ ،‬فَـ َق ْد لَب َ‬ ‫اض‪َ ،‬كا ْحلُله ِة ْ‬ ‫َس َوا ٌد َو ُْحْ َرةٌ َوبَـيَ ٌ‬
‫َْحََر الْ َق ِاينَ ِمبَا فِ ِيه كِ َفايَةٌ‪.‬‬ ‫س ْاأل ْ‬ ‫ِ‬
‫لَب َ‬
‫(‪)711/7‬‬

‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر ال َْم ْس َك ِن‬‫فَ ْ‬


‫سافِ ٍر يَـ ْن ِز ُل فِ َيها ُم هد َة عُ ُم ِرهِ‪ ،‬مُه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ َعلَى ظَ ْه ِر َس ٍْري‪َ ،‬وأَ هن ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫الدنْـيَا َم ْر َحلَةُ ُم َ‬ ‫لَ هما َعل َم َ‬
‫َصحابِ ِه‪ ،‬ومن تَبِعهُ ِاال ْعتِنَاء ِابلْمساكِ ِن وتَ ْشيِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يد َها‪،‬‬ ‫ُ ََ َ‬ ‫يَـ ْنـتَق ُل َع ْنـ َها إِ َىل ْاآلخ َرة‪ََ ،‬لْ يَ ُك ْن م ْن َه ْديِه َو َه ْد ِي أ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫َحس ِن منَا ِزِل الْمسافِ ِر تَِقي ا ْحل هر والْبـر َد‪ ،‬وتَستُـر َع ِن الْعي ِ‬
‫ون‪،‬‬ ‫وتَـعلِيتِها وَز ْخرفَتِها وتَـو ِسيعِها‪ ،‬بل َكانَ ْ ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ َ َْ َ ْ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ت م ْن أ ْ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ َ َْ‬
‫ش فِ َيها ا ْهلََو ُّام لِ ِس َعتِ َها َوَال تَـ ْعتَ ِوُر َعلَْيـ َها‬‫ش ُ‬ ‫اف ُس ُقوطُ َها لَِف ْر ِط ثَِقلِ َها‪َ ،‬وَال تُـ َع ِّ‬ ‫اب‪َ ،‬وَال ُخيَ ُ‬ ‫وج ال هد َو ِّ‬ ‫َوَتَْنَ ُع ِم ْن ُولُ ِ‬
‫ض فَـتُـ ْؤِذي َساكِنَـ َها‪َ ،‬وَال ِيف غَايَِة ِاال ْرتَِف ِاع َعلَْيـ َها‪،‬‬ ‫ت ْاأل َْر ِ‬ ‫ت ََتْ َ‬ ‫سْ‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ه‬
‫َ‬
‫الرايح الْم ْؤِذيةُ ِالرتَِف ِ‬
‫اع‬ ‫ْاأل َْه ِويَةُ َو ِّ َ ُ ُ َ ْ‬
‫يق َعن ساكِنِ َها‪ ،‬فَـيـ ْنح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْك أَ ْع َد ُل الْم ِ‬ ‫بَ ْل َو َسطٌ‪َ ،‬وتِل َ‬
‫ص ُر‪َ ،‬وَال‬ ‫َ َ‬ ‫ساك ِن َوأَنْـ َفعُ َها‪َ ،‬وأَقَـلُّ َها َح ًّرا َوبَـ ْر ًدا‪َ ،‬وَال تَض ُ ْ َ‬ ‫ََ‬
‫ف تُـ ْؤِذي َساكِنَـ َها بَِرائِ َحتِ َها‪،‬‬ ‫ض ُل َع ْنهُ بِغَ ِْري َم ْنـ َف َع ٍة َوَال فَائِ َدةٍ‪ ،‬فَـتَأْ ِوي ا ْهلََو ُّام ِيف ُخلُِّو َها‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن فِ َيها ُكنُ ٌ‬
‫تَـ ْف ُ‬
‫ب ال هرائِ َح ِة‪،‬‬ ‫ال ِع ْن َدهُ‪َ ،‬وِرحيُهُ ُه َو ِم ْن أَطْيَ ِ‬ ‫يب‪َ ،‬وَال يَـ َز ُ‬ ‫ب ال هروائِ ِح ِألَنهه َكا َن ُِحي ُّ ِ‬
‫ب الطّ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫بَ ْل َرائ َحتُـ َها م ْن أَطْيَ ِ َ‬
‫ِ‬
‫ساكِ ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن ِيف ال هدا ِر َكنِ ٌ‬ ‫ب ال ِطّ ِ‬ ‫َو َع َرقُهُ ِم ْن أَطْيَ ِ‬
‫ب أَ هن َهذه م ْن أَ ْع َدل الْ َم َ‬ ‫يف تَظ َْه ُر َرائ َحتُهُ‪َ ،‬وَال َريْ َ‬
‫ص هحتِ ِه‪.‬‬‫وأَنْـ َف ِع َها وأَوفَِق َها لِلْب َد ِن‪ ،‬و ِح ْف ِظ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬

‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر النوم واليقظة‬ ‫فَ ْ‬


‫ض ِاء َوالْ ُق َوى‪ ،‬فَِإنههُ َكا َن‬ ‫ٍ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬و َج َدهُ أَ ْع َد َل نَـ ْوم‪َ ،‬وأَنْـ َف َعهُ لِلْبَ َد ِن َو ْاألَ ْع َ‬
‫صلهى ه‬ ‫من تدبر َويَـ َقظَتَهُ َ‬
‫ضأُ وي ِ‬ ‫ام أ هَو َل اللهْي ِل‪َ ،‬ويَ ْستَـ ْي ِق ُ‬
‫ب ه‬
‫اَّللُ لَهُ‪،‬‬ ‫صلّي َما َكتَ َ‬ ‫اك‪َ ،‬ويَـتَـ َو ه َ ُ َ‬ ‫وم َويَ ْستَ ُ‬ ‫هاين‪ ،‬فَـيَـ ُق ُ‬ ‫ف الث ِ‬ ‫صِ‬ ‫ظ ِيف أ هَوِل النِّ ْ‬ ‫يَـنَ ُ‬
‫الراي َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضاء‪ ،‬والْ ُقوى حظهها ِمن النـهوِم وال هر ِ‬
‫َج ِر‪َ ،‬و َه َذا‬‫ضة َم َع ُوفُوِر ْاأل ْ‬ ‫احة‪َ ،‬و َحظه َها م َن ِّ َ‬ ‫ْخ ُذ الْبَ َد ُن َو ْاألَ ْع َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫فَـيَأ ُ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ‪.‬‬
‫ْب َوالْبَ َد ِن‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ص َال ِح الْ َقل ِ‬
‫غَايَةُ َ‬
‫سهُ من القدر‬ ‫ْخ ُذ ِمن النـهوِم فَـو َق الْ َق ْد ِر الْمحتَ ِ ِ ِ‬
‫اج إلَْيه‪َ ،‬وَال ميَْنَ ُع نَـ ْف َ‬ ‫ُْ‬ ‫َوََلْ يَ ُك ْن ََ ُ َ ْ ْ‬

‫(‪)719/7‬‬

‫اجةُ إِ َىل النـ ْهوِم َعلَى ِش ِّق ِه ْاألَْميَ ِن‪،‬‬ ‫ام إِ َذا َد َع ْتهُ ا ْحلَ َ‬
‫ِ‬ ‫الْمحت ِ ِ ِ‬
‫اج إِلَْيه م ْنهُ‪َ ،‬وَكا َن يَـ ْف َعلُهُ َعلَى أَ ْك َم ِل ال ُْو ُجوه‪ ،‬فَـيَـنَ ُ‬ ‫ُ َْ‬
‫هخ ٍذ‬
‫اش ٍر ِِب ْنبِ ِه ْاألَرض‪ ،‬وَال مت ِ‬
‫ْ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اب‪ ،‬وَال مب ِ‬
‫ش َر ِ َ ُ َ‬ ‫اَّللَ َح هىت تَـ ْغلِبَهُ عيناه‪ ،‬غري ممتلىء الْبَ َد ِن ِم َن الطه َع ِام َوال ه‬ ‫َذاكِ ًرا ه‬
‫ت‬‫ض ُع يَ َدهُ ََتْ َ‬ ‫ادةِ‪َ ،‬ويَ َ‬ ‫ضطَ ِج ُع َعلَى الْ ِو َس َ‬ ‫يف‪َ ،‬وَكا َن يَ ْ‬ ‫ض َجاعٌ َم ْن أ ََدٍم َح ْش ُوهُ لِ ٌ‬ ‫ش الْمرتَِفع ِة‪ ،‬بل لَهُ ِ‬
‫ل ْل ُف ُر ِ ُ ْ َ َ ْ‬
‫ِ‬
‫َحيَ ًاان‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫َخ ّده أ ْ‬
‫ول‪:‬‬ ‫ص ًال ِيف النـ ْهوِم َوالنهافِ ِع ِم ْنهُ َوالض ِّ‬
‫هار‪ ،‬فَـنَـ ُق ُ‬ ‫َوَْْن ُن نَ ْذ ُك ُر فَ ْ‬
‫ان‪ :‬طَبِيعِ ٌّي‬ ‫ب ال هراح ِة‪ ،‬و ُهو نَـو َع ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫النـ ْهو ُم َحالَةٌ للْبَ َدن يَـ ْتـبَـعُ َها غَ ْوُر ا ْحلََر َارة الْغَ ِري ِزيهة َوالْ ُق َوى إِ َىل َابط ِن الْبَ َدن لطَلَ ِ َ َ َ ْ‬
‫اإل َر ِاديهِة‪َ ،‬وَم َىت‬‫س َوا ْحلَرَك ِة ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اك الْ ُقوى النهـ ْف ِ ِ‬ ‫هِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫سانيهة َع ْن أَفْـ َعاهلَا‪َ ،‬وه َي قُـ َوى ا ْحل ِّ َ‬ ‫َ‬ ‫سُ َ‬ ‫َوغَْيـ ُر طَبيع ٍّي‪ .‬فَالطبيع ُّي‪ :‬إ ْم َ‬
‫ت تَـتَ َحله ُل‬ ‫ت و ْاأل ِْ‬
‫َِخ َرةُ الهِيت َكانَ ْ‬ ‫اجتَم َع ِ‬ ‫يك الْبَ َد ِن ْ‬ ‫ت َه ِذهِ الْ ُقوى َعن ََتْ ِر ِ‬
‫واب ُ َ‬ ‫الرطُ َ‬ ‫ت ُّ‬ ‫استَـ ْر َخى‪َ ،‬و ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫س َك ْ‬ ‫أ َْم َ‬
‫ك النـ ْهو ُم‬‫ات َوالْيَـ َقظَِة ِيف ال ِّد َم ِاغ اله ِذي ُه َو َم ْب َدأُ َه ِذهِ الْ ُق َوى‪ ،‬فَـيَـتَ َخ هد ُر َويَ ْستَـ ْرِخي‪َ ،‬وذَلِ َ‬ ‫وتَـتَـ َف هر ُق ِاب ْحلرَك ِ‬
‫ََ‬ ‫َ‬
‫الطهبِ ِيع ُّي‪.‬‬
‫استِ َيال ًء َال‬ ‫ِ‬ ‫ض‪َ ،‬و َذلِ َ ِ‬ ‫َوأَ هما النـ ْهو ُم غَْيـ ُر الطهبِ ِيع ِّي‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن لِ َع َر ٍ‬
‫ت َعلَى ال ّد َم ِاغ ْ‬ ‫واب ُ‬
‫الرطُ َ‬ ‫ِل ُّ‬ ‫ك أبَ ْن تَ ْستَـ ْوِ َ‬ ‫ض أ َْو َم َر ٍ‬
‫شر ِ‬ ‫َِخرةٌ َرطْبَةٌ َكثِريةٌ َك َما يَ ُكو ُن َع ِق َ ِ ِ ِ ِ ه ِ‬ ‫تَـ ْق ِدر الْيـ َقظَةُ َعلَى تَـ ْف ِر ِيق َها‪ ،‬أَو تَ ْ ِ‬
‫اب‪،‬‬ ‫يب اال ْمت َالء م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫َ‬ ‫ص َع ُد أ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫سانِيه ِة َع ْن أَفْـ َع ِاهلَا‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن النـ ْهو ُم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فَـتُـثْ ِقل ال ِّدما َ ِ ِ‬
‫اك الْ ُق َوى النهـ ْف َ‬
‫سُ‬ ‫غ َوتُـ ْرخيه‪ ،‬فَـيَـتَ َخ هد ُر‪َ ،‬ويَـ َق ُع إ ْم َ‬ ‫ُ َ‬
‫س ِم ْن‬ ‫هع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان‪ ،‬إِ ْح َد ُ‬ ‫ولِلنـهوِم فَائِ َد َات ِن جلِيلَتَ ِ‬
‫ب‪ ،‬فَـ ُِري ُ‬
‫يح ا ْحلََوا ه‬ ‫ض َهلَا م َن التـ َ‬ ‫احتُـ َها ممها يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ِح َوَر َ‬
‫اُهَا‪ُ :‬س ُكو ُن ا ْجلََوار ِ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫يل ِْ‬ ‫ِ‬ ‫صِ‬
‫اء َوالْ َك َال َل‪.‬‬ ‫اإل ْعيَ َ‬ ‫ب الْيَـ َقظَة‪َ ،‬ويُ ِز ُ‬ ‫نَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور إِ َىل َابط ِن الْبَ َد ِن‪ ،‬فَـتُع ُ‬
‫ني‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُج ْاألَ ْخ َالط ألَ هن ا ْحلََر َارةَ الْغَ ِري ِزيهةَ ِيف َوقْت النـ ْهوم تَـغُ ُ‬ ‫ض ُم ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬ونُ ْ‬ ‫َوالثهانِيَةُ‪َ :‬ه ْ‬
‫ض ِل ِد ََث ٍر‪.‬‬
‫اج النهائِ ُم إِ َىل فَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَى َذلِ َ ِ‬
‫ك‪َ ،‬وهلََذا يَـ ْبـ ُر ُد ظَاه ُرهُ َوَْحيتَ ُ‬
‫ام ِهبَ ِذهِ ا ْهلَْيـئَ ِة يف‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ِّق ْاأل َْميَ ِن‪ ،‬ليَ ْستَق هر الطهَع ُ‬‫ام َعلَى ال ِّ‬ ‫َوأَنْـ َف ُع النـ ْهوم‪ :‬أَ ْن يَـنَ َ‬

‫(‪)719/7‬‬

‫س ِر قَلِ ًيال‬ ‫س ِر قَلِ ًيال‪ ،‬مُه يَـتَ َح هو ُل إِ َىل ال ِّ‬


‫ش ِّق ْاألَيْ َ‬ ‫ب ْاألَيْ َ‬ ‫سنًا‪ ،‬فَِإ هن ال َْم ِع َدةَ أ َْميَ ُل إِ َىل ا ْجلَانِ ِ‬ ‫الْم ِع َدةِ ْ ِ‬
‫است ْق َر ًارا َح َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ض َم بِ َذلِ َ‬
‫ِ‬
‫ب ْاأل َْميَ ِن‪ ،‬ليَ ُكو َن الْغ َذاءُ‬ ‫ك ِال ْستِ َمالَ ِة ال َْم ِع َدةِ َعلَى الْ َكبِ ِد‪ ،‬مُه يَ ْستَ ِق ُّر نَـ ْوُمهُ َعلَى ا ْجلَانِ ِ‬ ‫ع ا ْهلَ ْ‬ ‫لِيُ ْس ِر َ‬
‫ب‬‫اءةَ نَـ ْوِم ِه َوِهنَايَـتَهُ‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ النـ ْهوِم َعلَى ا ْجلَانِ ِ‬ ‫ب ْاأل َْميَ ِن بُ َد َ‬ ‫اْن َد ًارا َع ِن ال َْم ِع َدةِ‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن النـ ْهو ُم َعلَى ا ْجلَانِ ِ‬ ‫ع ِْ‬ ‫َس َر َ‬
‫أْ‬
‫ب إِلَْي ِه املواد‪.‬‬ ‫ب مي ِل ْاألَ ْع َ ِ ِ‬ ‫ض ٌّر ِابلْ َقل ِ ِ‬ ‫ْاألَيْس ِر م ِ‬
‫ص ُّ‬ ‫ضاء إِلَْيه‪ ،‬فَـتَـ ْن َ‬ ‫سبَ ِ َ ْ‬ ‫ْب ب َ‬ ‫َ ُ‬
‫ام ُم ْنـبَ ِط ًحا َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ض ُّر ِاالستِ ْل َقاء علَي ِه لِل هر ِ ِ‬
‫احة م ْن غَ ِْري نَـ ْوم‪َ ،‬وأ َْر َدأُ م ْنهُ أَ ْن يَـنَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َْ‬ ‫وأردأ النـ ْهو ُم َعلَى الظه ْه ِر‪َ ،‬وَال يَ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى َر ُج ٍل‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال‪َ :‬م هر النِ ُّ‬ ‫اج ْه» َع ْن أيب أمامة قَ َ‬ ‫ِ‬
‫َو ْج ِهه‪َ ،‬وِيف «ال ُْم ْسنَد» َو « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ِ‬
‫هميهةٌ» «‪. »7‬‬ ‫ال‪« :‬قُم أَ ِو اقـْعُ ْد‪ ،‬فَِإنهـ َها نَـومةٌ ج َهن ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ض َربَهُ بِ ِر ْجلِ ِه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َانئٍِم ِيف ال َْم ْس ِج ِد ُم ْنـبَ ِط ٍح َعلَى َو ْج ِه ِه‪ ،‬فَ َ‬
‫ص هحتِ ِه َج َر ْ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ادتُهُ ِيف ِ‬ ‫يض َعلَى بَطْنِ ِه م ْن غَ ِْري أَ ْن يَ ُكو َن َع َ‬ ‫اب «التهـ ْق ِد َم ِة» ‪َ :‬وأَ هما نَـ ْو ُم ال َْم ِر ِ‬ ‫ال أبقراط ِيف كِتَ ِ‬ ‫قَ َ‬
‫اح لِ ِكتَابِ ِه‪ِ :‬ألَنههُ َخالَ َ‬
‫ف‬ ‫ال ُّ‬ ‫احي الْبَطْ ِن‪ ،‬قَ َ‬ ‫ك‪ ،‬فذلك ي ُد ُّل علَى ا ْختِ َال ِط ع ْق ٍل‪ ،‬وعلَى أٍَََل ِيف نَـو ِ‬ ‫بِ َذلِ َ‬
‫الش هر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫اه ٍر َوَال َاب ِط ٍن‪.‬‬ ‫ب ظَ ِ‬ ‫ادةَ ا ْجلَيِّ َدةَ إِ َىل َه ْيـئَ ٍة َرِديئَ ٍة ِم ْن غَ ِْري َسبَ ٍ‬
‫ال َْع َ‬
‫سانِيه ِة‪ُ ،‬م ْكثٌِر ِم ْن َج ْو َه ِر َح ِاملِ َها‪َ ،‬ح هىت‬ ‫والنـهوم الْمعت ِد ُل ممَُ ِّكن لِ ْل ُقوى الطهبِ ِيعيه ِة ِمن أَفْـع ِاهلا‪ ،‬م ِر ِ ِ‬
‫يح ل ْل ُق هوة النهـ ْف َ‬ ‫ْ َ َ ُ ٌ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ْ ُ ُ َْ‬
‫اد إبِِ َر َخائِِه َمانِ ًعا ِم ْن ََتَلُّ ِل‪ْ .‬األ َْرَو ِ‬
‫اح‪.‬‬ ‫إِنههُ ُرهمبَا َع َ‬
‫هوا ِز َل‪َ ،‬ويُـ ْف ِس ُد الله ْو َن‪.‬‬ ‫اض ُّ ِ‬
‫الرطُوبيهةَ َوالنـ َ‬ ‫ث ْاأل َْم َر َ‬ ‫هها ِر َرِديءٌ يُوِر ُ‬ ‫َونَـ ْو ُم النـ َ‬
‫اج َرةِ‪َ ،‬وأ َْر َد ُؤهُ نوم‬
‫ْت ا ْهلَ ِ‬
‫ف َوق َ‬ ‫ص ْي ِ‬ ‫ش ْه َوةَ إِهال ِيف ال ه‬ ‫ف ال ه‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ب‪َ ،‬ويُ ْك ِس ُل‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ث ال ِطّ َح َ‬ ‫َويُوِر ُ‬
‫صَ‬ ‫ال‪َ ،‬ويُـ ْرخي ال َْع َ‬
‫الص ْب َح ِة‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ال‬ ‫اس ابْـنًا لَهُ َانئِ ًما نَـ ْوَمةَ ُّ‬ ‫اَّلل بْ ُن َعبه ٍ‬‫آخرهُ بـع َد الْعص ِر‪ ،‬ورأَى َعب ُد هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أول النهار‪ ،‬أردأ م ْنهُ النـ ْهو ُم َ َ ْ َ ْ َ َ ْ‬
‫اع ِة اليت تقسم فيها األرزاق‪.‬؟‬ ‫سَ‬ ‫ام ِيف ال ه‬ ‫لَهُ‪ :‬قُ ْم‪ ،‬أَتَـنَ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه ىف األدب‪.‬‬

‫(‪)791/7‬‬

‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اجرةِ‪ ،‬و ِهي ُخلُ ُق ر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫هها ِر ثََالثَةٌ‪ُ :‬خلُ ٌق‪َ ،‬و ُح َر ٌق‪َ ،‬و ُْحْ ٌق‪ .‬فَ ْ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫اخلُلُ ُق‪ :‬نَـ ْوَمةُ ا ْهلَ َ َ َ‬ ‫يل‪ :‬نَـ ْو ُم النـ َ‬
‫َوق َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‬
‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫ص ِر‪ .‬قَ َ‬ ‫الدنْـيَا َو ْاآلخ َرة‪َ .‬وا ْحلُ ْم ُق‪ :‬نَـ ْوَمةُ ال َْع ْ‬ ‫ُّحى‪ ،‬تَ ْشغَ ُل َع ْن أ َْم ِر ُّ‬ ‫َعلَْيه َو َسله َم‪َ .‬وا ْحلَُر ُق‪ :‬نَـ ْوَمةُ الض َ‬
‫شِ‬ ‫ص ِر‪ ،‬فَا ْختُلِس َع ْقلُهُ‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫سلَ ِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫سهُ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫َ‬ ‫ف‪َ :‬م ْن َان َم بَـ ْع َد ال َْع ْ‬ ‫ال ه‬
‫ِ‬
‫ص ِْري ُجنُو ُن‬ ‫ات الْعُ َ‬ ‫ث الْ َف َىت ‪َ ...‬خبَ ًاال َونَـ ْوَم ُ‬ ‫ُّحى تُوِر ُ‬ ‫أ ََال إِ هن نَـ ْوَمات الض َ‬
‫ْت قِسم ِة ْاألَرَز ِ‬ ‫ْت تَطْلُب فِ ِيه ْ ِ‬ ‫الرْز َق‪ِ ،‬ألَ هن ذَلِ َ‬ ‫الص ْب َح ِة ميَْنَ ُع ِّ‬
‫اق‪ ،‬فَـنَـ ْوُمهُ‬ ‫اخلَلي َقةُ أ َْرَزاقَـ َها‪َ ،‬و ُه َو َوق ُ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ك َوق ٌ‬ ‫َونَـ ْو ُم ُّ‬
‫ت الهِيت يَـ ْنـبَ ِغي‬ ‫ض َال ِ‬‫ادهِ لِ ْل َف َ‬
‫ض ٌّر ِج ًّدا ِابلْب َد ِن ِِإلر َخائِِه الْب َد َن‪ ،‬وإِفْس ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ضرورةٍ‪ ،‬و ُهو م ِ‬
‫ض أ َْو َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫ِح ْرَما ٌن إِهال لِ َعا ِر ٍ‬
‫ال الْم ِع َدةِ‬ ‫ِ‬
‫ضة َوإِ ْشغَ َ‬
‫الراي َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ْع ًفا‪َ .‬وإِ ْن َكا َن قَـ ْب َل التهـبَـ ُّرِز َوا ْحلََرَكة َو ِّ َ‬ ‫س ًرا َو ِعيًّا َو َ‬ ‫ث تَ َك ُّ‬ ‫ض ِة‪ ،‬فَـيُ ْح ِد ُ‬ ‫لرَاي َ‬ ‫ََتْلِيلُ َها ِاب ِّ‬
‫ال ال ُْم َولِّ ُد ِألَنْـ َو ٍاع ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء‪.‬‬
‫ضُ‬ ‫ك ال هداءُ الْعُ َ‬ ‫ش ْي ٍء‪ ،‬فَ َذلِ َ‬ ‫بِ َ‬
‫ضهُ ِيف ال ِظّ ِّل َرِديءٌ‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫س‪َ ،‬وبَـ ْع ُ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫ضهُ ِيف ال ه‬ ‫ان بَـ ْع ُ‬ ‫اإلنْس ِ‬
‫ني‪َ ،‬ونَـ ْو ُم ِْ َ‬
‫ِ‬
‫اء ال هدف َ‬ ‫شم ِ ِ‬
‫س يُثريُ ال هد َ‬ ‫َوالنـ ْهو ُم ِيف ال ه ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِذَا َكا َن‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أَِيب ُه َريْـ َرةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ضهُ ِيف ال ِظّ ِّل فَـ ْليَـ ُق ْم» » ‪.‬‬ ‫س‪َ ،‬وبَـ ْع ُ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫ضهُ ِيف ال ه‬ ‫ار بَـ ْع ُ‬
‫صَ‬
‫ِ‬
‫ص َع ْنهُ الظّ ُّل فَ َ‬ ‫س فَـ َقلَ َ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫َح ُد ُك ْم ِيف ال ه‬ ‫أَ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم نَـ َهى أَ ْن‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ب‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫ص ْي ِ‬ ‫وِيف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» وغَ ِْريهِ ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫يث بُـ َريْ َد َة بْ ِن ا ْحلُ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫س‪َ ،‬و َه َذا تَـ ْنبِيهٌ َعلَى َم ْن ِع النـ ْهوم بَـ ْيـنَـ ُه َما‪.‬‬ ‫ش ْم ِ‬‫ني ال ِظّ ِّل َوال ه‬ ‫يَـ ْقعُ َد ال هر ُج ُل بَـ ْ َ‬
‫ك‬‫ض َج َع َ‬ ‫ت َم ْ‬ ‫ال‪« :‬إِ َذا أَتَـ ْي َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ب‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫ني» َع ِن الْبَـر ِاء بْ ِن َعا ِز ٍ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫ك ْاأل َْميَ ِن‪ ،‬مُه قُ ْل‪:‬‬ ‫ضطَ ِج ْع َعلَى ِش ِّق َ‬ ‫ص َالةِ‪ ،‬مُه ا ْ‬ ‫وء َك لِل ه‬ ‫ض َ‬ ‫ضأْ ُو ُ‬ ‫فَـتَـ َو ه‬
‫ت أ َْم ِري إِلَْي َ‬
‫ك‬ ‫ضُ‬ ‫ك َوفَـ هو ْ‬ ‫ت َو ْج ِهي إِلَْي َ‬ ‫ك‪َ ،‬وَو هج ْه ُ‬ ‫ت نَـ ْف ِسي إِلَْي َ‬ ‫َسلَ ْم ُ‬ ‫الله ُه هم إِِّين أ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف األدب‪.‬‬

‫(‪)797/7‬‬
‫ْت‪،‬‬‫ك اله ِذي أَنْـ َزل َ‬ ‫ت بِ ِكتَابِ َ‬‫آم ْن ُ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫ك‪ ،‬إِهال إِلَْي َ‬ ‫ْجأَ َوَال َم ْن َجا ِم ْن َ‬ ‫ك‪َ ،‬ال َمل َ‬ ‫ك َر ْغبَةً َوَرْهبَةً إِلَْي َ‬ ‫ْت ظَ ْه ِري إِلَْي َ‬ ‫َوأَ ْجلَأ ُ‬
‫ت َعلَى ال ِْفط َْرةِ» «‪. »7‬‬ ‫ك‪ُ ،‬م ه‬ ‫ت ِم ْن لَْيـلَتِ َ‬ ‫ك‪ ،‬فَِإ ْن ُم ه‬ ‫آخ َر َك َال ِم َ‬
‫ْت‪ .‬واجعلْه هن ِ‬
‫ك الهذي أ َْر َسل َ َ ْ َ ُ‬
‫ونَبِيِ َ ِ‬
‫َ ّ‬
‫صلهى َرْك َع َِيت الْ َف ْج ِر‪-‬‬ ‫ول هِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫اَّللُ عليه وسلم‪َ ،‬كا َن إِذَا َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ي» َع ْن عائشة أَ هن َر ُس َ‬ ‫يح الْبُ َخا ِر ِّ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫ضطَ َج َع َعلَى ِش ِّق ِه ْاأل َْميَ ِن «‪. »2‬‬ ‫يَـ ْع ِِن ُسنهـتَـ َها‪ -‬ا ْ‬
‫ْب فِ ِيه َم ْي ٌل إِ َىل‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ :‬إِ هن احلكمة يف النوم على اجلانب األمين‪ ،‬أاليستغرق النهائ ُم ِيف نَـ ْومه‪ ،‬ألَ هن الْ َقل َ‬ ‫َوقَ ْد ق َ‬
‫ك ميَْنَ ُع ِم ِن‬ ‫س ِر‪َ ،‬وذَلِ َ‬ ‫ب ْاألَيْ َ‬ ‫ْب ُم ْستَـ َق هرهُ ِم َن ا ْجلَانِ ِ‬ ‫ب الْ َقل ُ‬
‫ِِ‬
‫سا ِر‪ ،‬فَِإذَا َان َم َعلَى َج ْنبه ْاأل َْميَ ِن‪ ،‬طَلَ َ‬
‫ِ ِ‬
‫ج َهة الْيَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ ِ‬
‫ك‬ ‫ص ُل بِ َذلِ َ‬ ‫سا ِر‪ ،‬فَِإنههُ ُم ْستَـ َق ُّرهُ‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬
‫ِ‬
‫استثْـ َقاله ِيف نَـ ْومه‪ِ ،‬خ َالف قَـ َرا ِره ِيف النهـ ْوم َعلَى الْيَ َ‬
‫استِ ْقرا ِر النهائِِم و ِ ِ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ َ‬
‫صالِ ُح ِدينِ ِه َو ُدنْـيَاهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال هد َعةُ التها همةُ‪ ،‬فَـيَ ْستَـ ْغ ِر ُق ِْ‬
‫سا ُن ِيف نَـ ْومه‪َ ،‬ويَ ْستَـثْق ُل‪ ،‬فَـيَـ ُفوتُهُ َم َ‬ ‫اإلنْ َ‬
‫وت‪َ ،‬وأ َْه ُل‬ ‫يل َعلَى ا ْحلَ ِّي اله ِذي َال َميُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ولَ هما َكا َن النهائِم ِمبَْن ِزلَ ِة الْميِّ ِ‬
‫َخو ال َْم ْوت‪َ -‬وهلََذا يَ ْستَح ُ‬ ‫ت‪َ ،‬والنـ ْهو ُم أ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْجلَن ِهة َال يَـنَ ُامو َن فِ َيها‪َ -‬كا َن النهائِم ُُْمتَ ً ِ‬
‫س‬
‫ض َهلَا م َن ْاآلفَات‪َ ،‬وَْحي ُر ُ‬ ‫سهُ‪َ ،‬وَْحي َفظُ َها ممها يَـ ْع ِر ُ‬ ‫س نَـ ْف َ‬‫اجا إ َىل َم ْن َْحي ُر ُ‬ ‫ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ك َو ْح َدهُ‪َ .‬عله َم النِ ُّ‬ ‫اط ُرهُ تَـ َع َاىل ُه َو ال ُْمتَـ َوِِّل لِ َذلِ َ‬
‫ات‪ ،‬وَكا َن ربُّه وفَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َدنَه أَي ً ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫ضا م ْن طََوا ِرق ْاآلفَ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ال ِح ْف ِظ هِ‬
‫اَّلل‬ ‫يض َو ِااللْتِ َج ِاء‪َ ،‬وال هر ْغبَ ِة َوال هرْهبَ ِة‪ ،‬لِيَ ْستَ ْد ِع َي ِهبَا َك َم َ‬ ‫ات التهـ ْف ِو ِ‬ ‫ول َكلِم ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه َو َسله َم النهائ َم أَ ْن يَـ ُق َ َ‬
‫ِ‬
‫اإلميَا َن‪ ،‬ويـنام علَي ِه‪ ،‬وَجيعل الته َكلُّم بِ ِه ِ‬
‫آخ َر‬ ‫ك إِ َىل أَ ْن يَ ْستَذْكِ َر ِْ‬ ‫استِ ِه لِنَـ ْف ِس ِه َوبَ َدنِِه‪َ ،‬وأ َْر َش َدهُ َم َع ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ َ ْ َ ْ َ َ‬ ‫لَهُ‪َ ،‬وح َر َ‬
‫ي ِيف‬ ‫ض هم َن َه َذا ا ْهلَ ْد ُ‬ ‫آخ َر َك َال ِم ِه َد َخ َل ا ْجلَنهةَ‪ ،‬فَـتَ َ‬ ‫اإلميَا ُن ِ‬ ‫اَّللُ ِيف َمنَ ِام ِه‪ ،‬فَِإذَا َكا َن ِْ‬‫َك َال ِم ِه‪ ،‬فَِإنههُ ُرهمبَا تَـ َوفهاهُ ه‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَى َم ْن‬ ‫ات هِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآلخ َرة‪ ،‬فَ َ‬ ‫وح ِيف النـ ْهوِم َوالْيَـ َقظَِة‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ْب َوالْبَ َد ِن‪َ ،‬و ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫صالِ َح الْ َقل ِ‬ ‫ال َْمنَ ِام َم َ‬
‫كل خري‪.‬‬ ‫َانلَ ْ ِ ِ‬
‫ت به ّأمته ّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األدب‪ ،‬ومسلم يف الذكر والدعاء‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف التهجري‪.‬‬

‫(‪)792/7‬‬

‫وك نَـ ْفسه إِ َىل سيِ ِدهِ‬ ‫ك تَسلِيم الْعب ِد الْمملُ ِ‬ ‫ت نَـ ْف ِسي إِلَْي َ‬
‫َ ُ َّ‬ ‫سله َمةً لَ َ ْ َ َ ْ َ ْ‬ ‫َي‪َ :‬ج َع ْلتُـ َها ُم َ‬
‫ك» ‪ ،‬أ ْ‬ ‫َسلَ ْم ُ‬
‫َوقَـ ْولُهُ‪« :‬أ ْ‬
‫ادةِ لَهُ‪َ ،‬وإِقـ َْر َارهُ‬ ‫ص ِد َو ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫َوَمالِ ِك ِه‪َ .‬وتَـ ْو ِجيهُ َو ْج ِه ِه إِلَْي ِه يَـتَ َ‬
‫اإل َر َ‬ ‫ض هم ُن إِقـْبَالَهُ ِابلْ ُكلّيهة َعلَى َربِّه‪َ ،‬وإِ ْخ َال َ‬
‫ص الْ َق ْ‬
‫ت وج ِهي ِهِ‬ ‫ال تَـ َع َاىل‪ :‬فَِإ ْن َح ُّ‬ ‫الذ ِّل و ِاالنْ ِقي ِ‬ ‫ِاب ْخلُ ُ‬
‫َّلل‪َ ،‬وَم ِن اتهـبَـ َع ِن «‪َ »7‬وذَ َك َر‬ ‫َسلَ ْم ُ َ ْ َ‬ ‫وك فَـ ُق ْل أ ْ‬‫اج َ‬ ‫اد‪ ،‬قَ َ‬ ‫وع َو ُّ َ َ‬ ‫ض ِ‬
‫ص ِد ِم ْن قَـ ْولِ ِه‪:‬‬
‫ف َما ِيف االنسان‪ ،‬وَممع احلواس‪ ،‬وأيضا ففيه معىن الوجه َوالْ َق ْ‬ ‫ال َْو ْجهَ إِ ْذ ُه َو أَ ْش َر ُ‬
‫اد إِلَْي ِه ال َْو ْجهُ َوال َْع َم ُل‬
‫ب ال ِْعب ِ‬
‫ت ُُْمصيَهُ ‪َ ...‬ر ه َ‬
‫اَّلل َذنْـبا لَس ُ ِ‬
‫َستَـ ْغف ُر هَ ً ْ‬
‫أ ِ‬
‫ْ‬
‫ض ِيه‬ ‫ضى ِمبَا يـ ْق ِ‬ ‫ْب َوطُ َمأْنِينَـتَهُ‪َ ،‬و ِّ‬ ‫اَّلل س ْبحانَهُ‪ ،‬و َذلِ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫الر َ‬ ‫ب ُس ُكو َن الْ َقل ِ‬ ‫ك يُوج ُ‬ ‫يض ْاأل َْم ِر إِلَْيه َردُّهُ إِ َىل ه ُ َ َ‬ ‫َوتَـ ْف ِو ُ‬
‫وديهِة‪ ،‬وَال ِعلهةَ فِ ِيه‪ ،‬و ُهو ِمن م َقام ِ‬ ‫ات الْعب ِ‬ ‫ف م َقام ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضاه‪ ،‬والتهـ ْف ِو ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُُ‬ ‫يض م ْن أَ ْش َر َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ارهُ لَهُ ممها ُحيبُّهُ َويَـ ْر َ ُ َ‬ ‫َوَخيْتَ ُ‬
‫ك‪.‬‬‫ف ذَلِ َ‬ ‫اع ِمي ِخ َال ِ‬ ‫ص ِة ِخ َالفًا لِز ِ‬ ‫اخلَا ه‬‫ْ‬
‫َ‬
‫هوُّك َل َعلَْي ِه‪ ،‬فَِإ هن َم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫الس ُكو َن إلَْيه‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫اد َعلَْي ِه‪َ ،‬والثَِّقةَ بِ ِه‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ض همن قُـ هوةَ ِاال ْعتِم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫َوإِ ْجلَاءُ الظه ْه ِر إِلَْيه ُس ْب َحانَهُ يَـتَ َ ُ‬
‫ط‪.‬‬‫الس ُقو َ‬
‫ف ُّ‬ ‫أَ ْسنَ َد ظَ ْه َرهُ إِ َىل ُرْك ٍن َوثِ ٍ‬
‫يق‪ََ ،‬لْ َخيَ ِ‬
‫ب‪َ ،‬و ِه َي ال هرْهبَةُ‪َ ،‬وَكا َن ال َْع ْب ُد طَالِبًا‬ ‫ب‪َ ،‬و ِهي ال هر ْغبَةُ‪َ ،‬وقُـ هوةُ ا ْهلَر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْب قُـ هوَات ِن‪ :‬قُـ هوةُ الطهلَ ِ‬‫َولَ هما َكا َن لِ ْل َقل ِ‬
‫ك‪ ،‬مُه أَثْـ َىن‬ ‫ال‪َ :‬ر ْغبَةً َوَرْهبَةً إِلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫هو ُّجه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ارهِ‪ََ ،‬جَ َع ا ْأل َْم َريْ ِن ِيف َه َذا التهـ ْف ِو ِ‬
‫يض َوالتـ َ‬ ‫صاحلِِِه‪َ ،‬ها ِرًاب ِم ْن َم َ‬
‫ض ِّ‬ ‫ل َم َ‬
‫ِ‬
‫ْجأُ إِلَْي ِه ال َْع ْب ُد لِيُـنَ ِّجيَهُ ِم ْن نَـ ْف ِس ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَى ربِ ِه‪ِ ،‬أبَنههُ َال مل ِ ِ ِ‬
‫ْجأَ لل َْع ْبد س َواهُ‪َ ،‬وَال َم ْن َجا لَهُ م ْنهُ غَْيـ ُرهُ‪ ،‬فَـ ُه َو الهذي يَـل َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ك ِم ْن عُ ُقوبَتِ َ‬ ‫ك‪َ ،‬وِمبَُعافَاتِ َ‬ ‫اك ِم ْن َس َخ ِط َ‬ ‫ضَ‬ ‫يث ْاآل َخ ِر‪« :‬أَعُوذُ بِ ِر َ‬ ‫َكما ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬آل عمران‪.21 -‬‬

‫(‪)793/7‬‬

‫ك» «‪ ، »7‬فَـ ُه َو ُس ْب َحانَهُ اله ِذي يُِعي ُذ َع ْب َدهُ َويُـنَ ِّج ِيه ِم ْن َأب ِْس ِه اله ِذي ُه َو ِمبَ ِشيئَتِ ِه َوقُ ْد َرتِِه‪،‬‬ ‫ك ِم ْن َ‬ ‫َوأَعُوذُ بِ َ‬
‫ْجأُ إِلَْي ِه ِيف‬ ‫ِ‬ ‫اإل َعانَةُ‪ ،‬وِم ْنه ما يطْلُب النهجا َة ِم ْنه‪ ،‬وإِلَي ِه ِااللْتِجاء ِيف الن ِ‬ ‫فَ ِم ْنهُ الْبَ َالءُ‪َ ،‬وِم ْنهُ ِْ‬
‫هجاة‪ ،‬فَـ ُه َو الهذي يُـل َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُ َ ُ َ ُ َ ْ‬
‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أَ ْن يُـ ْن ِج َي ِممها ِم ْنهُ‪َ ،‬ويُ ْستَـ َعاذُ بِ ِه ِممها ِم ْنهُ‪ ،‬فَـ ُه َو َر ُّ‬
‫ك‬‫س ْس َ‬ ‫ب ُك ِّل َش ْيء‪َ ،‬وَال يَ ُكو ُن َش ْيءٌ إ هال مبَشيئَته‪َ :‬وإ ْن ميَْ َ‬
‫اد بِ ُك ْم‬ ‫صم ُكم ِمن هِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬ ‫ض ٍر فَال ِ‬
‫اد بِ ُك ْم ُسوءاً أ َْو أَر َ‬ ‫اَّلل إِ ْن أَر َ‬ ‫ف لَهُ إِهال ُه َو «‪ »2‬قُ ْل َم ْن َذا الذي يَـ ْع ُ ْ َ‬ ‫كاش َ‬ ‫ه ِ‬
‫اَّللُ ب ُ ّ‬
‫هجاةِ‪َ ،‬والْ َف ْوِز ِيف ُّ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الدنْـيَا‬ ‫اء ِاب ِْإلقـ َْرا ِر ِاب ِْإلميَان بِكتَابِه َوَر ُسوله الهذي ُه َو َم َال ُك الن َ‬ ‫الد َع َ‬‫َر ْْحَةً «‪ »3‬مُه َختَ َم ُّ‬
‫َو ْاآل ِخ َرةِ‪ ،‬فَـ َه َذا َه ْديُهُ ِيف نَـ ْوِم ِه‪.‬‬
‫اه ٌد ِيف هديه ينطق‬ ‫ول لَ َكا ‪َ ...‬ن َش ِ‬ ‫لَ ْو ََلْ يَـ ُق ْل إِِّين َر ُس ٌ‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِخ َو ُه َو ال ِّد ُ‬ ‫َوأَ هما َه ْديُهُ ِيف يَـ َقظَتِ ِه‪ ،‬فَ َكا َن يَ ْستَـ ْي ِق ُ‬
‫اَّللَ تَـ َع َاىل َويُ َكَِّبُهُ‪َ ،‬ويُـ َهلّلُهُ‬
‫يك‪ ،‬فَـيَ ْح َم ُد ه‬ ‫صار ُ‬ ‫اح ال ه‬
‫ص َ‬ ‫ظ إِذَا َ‬
‫اجيًا لَهُ بِ َك َال ِم ِه‪ُ ،‬مثْنِيًا َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫ني ي َدي ربِ ِه‪ ،‬منَ ِ‬
‫ص َالة بَـ ْ َ َ ْ َّ ُ‬
‫ف لِل ه ِ‬ ‫ضوئِِه‪ ،‬مُه يَِق ُ‬‫وم إِ َىل ُو ُ‬ ‫اك‪ ،‬مُه يَـ ُق ُ‬‫َويَ ْدعُوهُ‪ ،‬مُه يَ ْستَ ُ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ فوق‬ ‫وح َوالْ ُق َوى‪َ ،‬ولِنَعِ ِيم ُّ‬‫الر ِ‬ ‫ص هح ِة الْ َقل ِ‬
‫ْب َوالْبَ َد ِن‪َ ،‬و ُّ‬ ‫َي ِح ْف ٍظ لِ ِ‬ ‫اغبًا َر ِاهبًا‪ ،‬فَأ ُّ‬‫اجيا لَه‪ ،‬ر ِ‬
‫َر ً ُ َ‬
‫ِ‬
‫هذا‪.‬‬
‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ص ًال يُـ ْعلَ ُم ِم ْنهُ ُمطَابَـ َقةُ َه ْديِ ِه ِيف ذَلِ َ‬
‫ك ِألَ ْك َم ِل‬ ‫ِ‬
‫ضةُ‪ ،‬فَـنَ ْذ ُك ُر م ْنـ َها فَ ْ‬ ‫ون‪َ ،‬و ُه َو ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫الس ُك ِ‬‫َوأَ هما تَ ْدبِريُ ا ْحلََرَك ِة َو ُّ‬
‫أَنْـو ِ‬
‫َْحَ ِد َها َوأ ْ‬
‫َص َوِهبَا‪ ،‬فَـنَـ ُق ُ‬
‫ول‪:‬‬ ‫اع ِه َوأ ْ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف الصالة‪.‬‬
‫(‪ )2‬االنعام‪.71 -‬‬
‫(‪ )3‬األحزاب‪.71 -‬‬

‫(‪)794/7‬‬

‫ار الْبَ َد ِن ِيف بَـ َقائِِه إِ َىل الغذاء والشراب‪ ،‬وال يصري الغذاء ِبملته جزآ من البدن‪ ،‬بل البد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫م َن ال َْم ْعلُوم افْت َق ُ‬
‫اجتَ َم َع ِم ْنـ َها َش ْيءٌ لَهُ َك ِّميهةٌ َوَك ْي ِفيهةٌ‪،‬‬ ‫ان ْ‬ ‫ت َعلَى ممََ ِر ال هزم ِ‬
‫ّ َ‬ ‫ض ٍم بَِقيهةٌ َما‪ ،‬إِذَا َكثُـ َر ْ‬ ‫أَ ْن يَـ ْبـ َقى ِم ْنهُ ِع ْن َد ُك ِّل َه ْ‬
‫غ ََتَذهى الْبَ َد ُن ِاب ْألَ ْد ِويَِة‪،‬‬ ‫اس‪َ ،‬وإِ ِن ْ‬
‫استَـ ْف َر َ‬ ‫اض ِاال ْحتِبَ ِ‬ ‫ب أ َْم َر َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س هد َويُـثْق َل الْبَ َد َن‪َ ،‬ويُوج َ‬ ‫فَـيَ ُ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض ُّر ب َك ّميهته أبَ ْن يَ ُ‬
‫س ِّخ َن بِنَـ ْف ِس ِه‪ ،‬أ َْو‬ ‫صالِ ِح ال ُْم ْنـتَـ َف ِع بِ ِه‪َ ،‬ويَ ُ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض ُّر ب َك ْيفيهته‪ ،‬أبَ ْن يُ َ‬ ‫اج ال ه‬ ‫ِألَ هن أَ ْكثَـ َرَها ُِمسّيهةٌ‪َ ،‬وَال َختْلُو ِم ْن إِ ْخ َر ِ‬
‫اج ِه‪.‬‬
‫ضِ‬ ‫ف ا ْحلََر َارةَ الْغَ ِري ِزيهةَ َع ْن إِنْ َ‬‫ض ِع َ‬ ‫ابلعفن‪ ،‬أو يَبد بنفسسه‪ ،‬أ َْو يُ ْ‬
‫ت‪ ،‬واحلركة أقوى األسباب يف منع تولدها‪ ،‬فإنه‬ ‫ت‪ ،‬أَ ِو ْ‬
‫استُـ ْف ِرغَ ْ‬ ‫ضا هرةٌ تُ ِرَك ْ‬‫ت َال َُمَالَةَ َ‬ ‫ض َال ِ‬ ‫َو ُس َد ُد الْ َف َ‬
‫اخلِهفةَ َوالنه َ‬ ‫ول ال هزم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضاء‪ ،‬وتُ ِسيل فَ َ ِ‬ ‫تُ ِ‬
‫ط‪َ ،‬وََتْ َعلُهُ‬ ‫شا َ‬ ‫ان‪َ ،‬وتُـ َع ِّو ُد الْبَ َد َن ْ‬ ‫ض َالهتَا‪ ،‬فَ َال ََتْتَم ُع َعلَى طُ ِ َ‬ ‫س ّخ ُن ْاألَ ْع َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫اض ال َْما ِّديهِة َوأَ ْكثَـ َر‬‫يع ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اصل‪ ،‬وتُـ َق ِوي ْاألَوَاتر و ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَابِ ًال لِل ِْغ َذ ِاء‪ ،‬وتُ ِ‬
‫الرَابطَات‪َ ،‬وتُـ َؤّم ُن ََج َ‬ ‫ْ ََ ّ‬ ‫ب ال َْم َف َ َ ّ‬ ‫صلّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اجيه ِة إِذَا ْ ِ‬ ‫اض ال ِْمز ِ‬
‫استُـ ْعم َل الْ َق ْد ُر ال ُْم ْعتَد ُل م ْنـ َها ِيف َوقْته‪َ ،‬وَكا َن َابقي الته ْدبِ ِري َ‬
‫ص َو ًااب‪.‬‬ ‫ْاأل َْم َر ِ َ‬
‫ش َرةُ‪َ ،‬وتَـ ْربُو‬ ‫ضةُ ال ُْم ْعتَ ِدلَةُ ِه َي الهِيت ََتْ َم ُّر فِ َيها الْبَ َ‬ ‫ض ِم‪َ ،‬و ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫ال ا ْهلَ ْ‬ ‫اْن َدا ِر ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬وَكم ِ‬‫ض ِة بـ ْع َد ِْ‬
‫الرَاي َ َ‬ ‫ْت ِّ‬ ‫َوَوق ُ‬
‫َ َ‬
‫وصا‬‫ص ً‬ ‫ي‪َ ،‬و ُخ ُ‬ ‫ضتُهُ قَ ِو َ‬ ‫ت ِرَاي َ‬ ‫ض ٍو َكثُـ َر ْ‬ ‫َي عُ ْ‬ ‫َويَـتَـنَ هدى ِهبَا الْبَ َد ُن‪َ ،‬وأَ هما الهِيت يَـل َْزُم َها َسيَ َال ُن ال َْع َر ِق فَ ُم ْف ِرطَةٌ‪َ ،‬وأ ُّ‬
‫ت َحافِظَتُهُ‪َ ،‬وَم ِن‬ ‫استَ ْكثَـ َر ِم َن ا ْحلِْف ِظ قَ ِويَ ْ‬ ‫ٍ‬
‫ضة‪ ،‬بَ ْل ُك ُّل قُـ هوة فَـ َه َذا َشأْنُـ َها‪ ،‬فَِإ هن َم ِن ْ‬
‫الراي َ ِ‬
‫ْك ِّ َ‬ ‫َعلَى نَـ ْو ِع تِل َ‬
‫اءةُ‪ ،‬فليبتدىء فِ َيها ِم َن‬ ‫صهُ‪ ،‬فَلِل ه ِ‬
‫ص ْد ِر الْق َر َ‬ ‫ضةٌ َختُ ُّ‬‫ض ٍو ِرَاي َ‬ ‫ت قُـ هوتُهُ ال ُْم َف ِّك َرةُ‪َ ،‬ولِ ُك ِّل عُ ْ‬ ‫استَ ْكثَـ َر ِم َن ال ِْف ْك ِر قَ ِويَ ْ‬‫ْ‬
‫ف إِ َىل‬ ‫يج‪ ،‬فَـيَـ ْنـتَ ِق ُل ِم َن ْاألَ َخ ِّ‬ ‫ات‪َ ،‬والْ َك َالِم ِابلته ْد ِر ِ‬ ‫َصو ِ‬
‫س ْم ِع ْاأل ْ َ‬
‫ضةُ ال ه ِ‬
‫س ْم ِع ب َ‬ ‫يج‪َ ،‬وِرَاي َ‬‫اخلُْفيَ ِة إِ َىل ا ْجلَْه ِر بِتَ ْد ِر ٍ‬
‫ْ‬
‫يج َش ْيـئًا‬ ‫ضةُ ال َْم ْش ِي ِابلته ْد ِر ِ‬ ‫ك ِرَاي َ‬ ‫ص ِر‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ك ِرَاي َ‬
‫ضةُ الْبَ َ‬ ‫ان ِيف الْ َك َالِم‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ضةُ اللِّس ِ‬
‫ك ِرَاي َ َ‬ ‫ْاألَثْـ َق ِل‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬
‫ش ْيـئًا‪.‬‬
‫فَ َ‬
‫ضةٌ لِلْبَ َد ِن ُكلِّ ِه‪َ ،‬و ِه َي قَالِ َعةٌ‬
‫سابَـ َقةُ َعلَى ْاألَقْ َد ِام‪ ،‬فَ ِرَاي َ‬ ‫اب‪َ ،‬و ِّ‬
‫الص َراعُ‪َ ،‬وال ُْم َ‬
‫ش ِ‬ ‫اخلَْي ِل‪َ ،‬وَرْم ُي النُّ ه‬
‫وب ْ‬ ‫َوأَ هما ُرُك ُ‬
‫اض ُم ْزِمنَ ٍة‪َ ،‬كا ْجلُ َذ ِام َو ِاال ْستِ ْس َق ِاء‪ ،‬والقولنج‪.‬‬
‫ِأل َْم َر ٍ‬

‫(‪)795/7‬‬

‫اح ِة‪َ ،‬وفِ ْع ِل ْ‬


‫اخلَ ِْري‪،‬‬ ‫س َم َ‬ ‫اإلقْ َد ِام َوال ه‬
‫ات‪َ ،‬و ِْ‬ ‫ص َِْب والثـهب ِ‬
‫الس ُروِر‪َ ،‬وال ه َ َ‬ ‫ُّب‪َ ،‬والْ َف َر ِح َو ُّ‬‫هعلُّ ِم َوالتهأَد ِ‬ ‫وس ِابلتـ َ‬ ‫ضةُ النُّـ ُف ِ‬ ‫َوِرَاي َ‬
‫ال‬‫سا ُن‪ ،‬فَ َال تَـ َز ُ‬ ‫اإل ْح َ‬‫اعةُ َو ِْ‬‫ش َج َ‬ ‫ب‪َ ،‬وال ه‬ ‫ص ْبـ ُر َوا ْحلُ ُّ‬ ‫ضتِ َها‪ :‬ال ه‬ ‫وس‪َ ،‬وِم ْن أَ ْعظَِم ِرَاي َ‬ ‫ض به النُّـ ُف ُ‬
‫ك ِممها تَـرَات ِ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫َوَْْن ِو َذلِ َ‬
‫اس َخةً‪ ،‬وملَ َك ٍ‬
‫ات ََثبِتَةً‪.‬‬ ‫ََ‬
‫ات ر ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات َه ْيـئَ َ‬ ‫الص َف ُ‬ ‫ِِ‬
‫ري َهلَا َهذه ِّ‬ ‫ِ‬
‫ش ْيـئًا َح هىت تَص َ‬ ‫ك َش ْيـئًا فَ َ‬ ‫ض بِ َذلِ َ‬‫تَـ ْرَات ُ‬
‫لص هح ِة َوالْ ُق َوى‪َ ،‬وَانفِ ٍع‬ ‫ٍِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف َذلِ َ‬
‫ك‪َ ،‬و َج ْدتَهُ أَ ْك َم َل َه ْد ٍي َحافظ ل ِّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ْت َه ْديَهُ َ‬ ‫ت إِذَا ََتَهمل َ‬ ‫َوأَنْ َ‬
‫اش والْمع ِ‬
‫اد‪.‬‬ ‫ِيف ال َْم َع ِ َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ض َالتِِه َما ُه َو م ْن أَنْـ َف ِع َش ْيء لَهُ‬ ‫ب أَ هن الصالة نفسها فيها من حفظ الْبَ َد ِن‪َ ،‬وإِذَابَِة أَ ْخ َال ِط ِه َوفَ َ‬ ‫َوَال َريْ َ‬
‫ِ‬ ‫الدنْـيا و ْاآل ِخرةِ‪ ،‬وَك َذلِ َ ِ‬ ‫ان‪ ،‬وسع َ ِ‬ ‫ص هح ِة ِْ ِ‬ ‫ِسوى ما فِ َيها ِمن ِح ْف ِظ ِ‬
‫َسبَ ِ‬
‫اب‬ ‫ام اللهْي ِل م ْن أَنْـ َف ِع أ ْ‬ ‫ك قيَ ُ‬ ‫ادة ُّ َ َ َ َ‬ ‫اإلميَ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ب‪،‬‬ ‫وح َوالْ َق ْل ِ‬ ‫ش ِط َش ْي ٍء لِلْبَ َد ِن َو ُّ‬
‫الر ِ‬ ‫اض ال ُْم ْزِمنَ ِة‪َ ،‬وِم ْن أَنْ َ‬ ‫الص هح ِة‪َ ،‬وِم ْن أ َْمنَ ِع ْاأل ُُموِر لِ َكثِ ٍري ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬‫ح ْفظ ِّ‬
‫ِ ِ‬
‫س‬‫ش ْيطَا ُن َعلَى قَافِيَ ِة َرأْ ِ‬ ‫ال‪« :‬يَـ ْع ِق ُد ال ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح ْني» َع ِن النِ ِّ‬
‫ص ِح َ ِ‬ ‫َك َما ِيف «ال ه‬
‫ظ‪ ،‬فَ َذ َك َر‬ ‫يل‪ ،‬فَ ْارقُ ْد‪ ،‬فَِإ ْن ُه َو ْ‬
‫استَـ ْيـ َق َ‬ ‫ك لَْي ٌل طَ ِو ٌ‬ ‫ب َعلَى ُك ِّل عُ ْق َدةٍ‪َ :‬علَْي َ‬ ‫ض ِر ُ‬ ‫ث عُ َق ٍد يَ ْ‬ ‫َح ِد ُك ْم إِذَا ُه َو َان َم ثََال َ‬ ‫أَ‬
‫ِ‬ ‫ت عُ َق ُدهُ ُكلُّها‪ ،‬فَأَ ْ ِ‬ ‫صلهى ْاْنَله ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫صبَ َح نَشيطًا طَيّ َ‬ ‫َ‬ ‫ت عُ ْق َدةٌ ََثنيَةٌ‪ ،‬فَِإ ْن َ‬ ‫ضأَ‪ْ ،‬اْنَله ْ‬ ‫ت عُ ْق َدةٌ‪ ،‬فَِإ ْن تَـ َو ه‬ ‫اَّللَ ْاْنَله ْ‬
‫ه‬
‫س َك ْس َال َن» «‪. »7‬‬ ‫يث النهـ ْف ِ‬ ‫َصبَ َح َخبِ َ‬ ‫س‪َ ،‬وإِهال أ ْ‬ ‫النهـ ْف ِ‬
‫يح ال ِْفط َْرةِ‪.‬‬ ‫س ما َال ي ْدفَـعهُ ص ِ‬ ‫ض ِة الْب َد ِ‬ ‫اب ِح ْف ِظ ِ‬
‫الص هح ِ‬ ‫ِ‬ ‫شر ِع ِي ِ‬ ‫صوِ‬
‫ُ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ـ‬‫ه‬‫ن‬ ‫ال‬‫و‬‫َ َ‬‫ن‬ ‫َ‬ ‫اي‬‫ِ‬
‫ر‬
‫ََ‬ ‫و‬ ‫ة‬ ‫ّ‬ ‫ب‬ ‫َس‬
‫ْ‬ ‫أ‬
‫ْ ّ ْ َ‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫َوِيف ال ه ْ‬
‫ص َالبَِة‬ ‫اب الْ ُق هوةِ‪ ،‬و ِح ْف ِظ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اد وما فِ ِيه ِمن ا ْحلرَك ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الص هحة‪َ ،‬و َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ات الْ ُكلّيهة الهِيت ه َي م ْن أَ ْعظَِم أ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َوأَ هما ا ْجل َه ُ َ َ‬
‫يب‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْب والْب َد ِن‪ ،‬و َدفْ ِع فَ َ ِِ‬
‫ك‬ ‫ض َالهت َما‪َ ،‬وَزَو ِال ا ْهلَِّم َوالْغَ ِّم َوا ْحلُْزن‪ ،‬فَأ َْم ٌر إِ همنَا يَـ ْع ِرفُهُ َم ْن لَهُ م ْنهُ نَص ٌ‬ ‫الْ َقل ِ َ َ َ‬
‫اإل ْخو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫ا ْحلَ ُّج‪َ ،‬وف ْع ُل ال َْمنَاسك‪ ،‬وكذلك املسابقة على اخليل‪ ،‬وابلنصال‪ ،‬واملشيء ِيف ا ْحلََوائ ِج‪َ ،‬وإِ َىل ِْ َ‬
‫اج ِد لِلْجمع ِ‬ ‫اهم‪ ،‬وتَ ْشيِيع جنَائِ ِزِهم‪ ،‬والْم ْشي إِ َىل الْمس ِ‬ ‫ِ‬
‫ات واجلماعات‪،‬‬ ‫ُ َُ‬ ‫ََ‬ ‫ض ُْ َ ُ َ ْ َ َ ُ‬ ‫ادةُ َم ْر َ‬‫ضاءُ ُح ُقوقِ ِه ْم‪َ ،‬وعيَ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫وحركة الوضوء واالغتسال‪ ،‬وغري ذلك‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف التهجري‪ ،‬ومسلم يف صالة املسافرين‪.‬‬

‫(‪)791/7‬‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫وأَ هما ا ْجلِماعُ والْباهُ‪ ،‬فَ َكا َن َه ْديهُ فِ ِيه أَ ْكمل َه ْد ٍي‪َْ ،‬حي َف ُ ِ‬
‫ص ُل‬‫س‪َ ،‬وَْحي ُ‬ ‫ور النهـ ْف ِ‬‫الص هحةَ َوتَت ُّم به الله هذةُ َو ُس ُر ُ‬ ‫ظ بِه ِّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اص ُدهُ ْاأل ِ‬ ‫َص ِل لِثَ َالثَِة أُموٍر ِهي م َق ِ‬ ‫اع و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضع ِأل ِ‬ ‫بِ ِه م َق ِ‬
‫َح ُد َها‪:‬‬ ‫َصليهةُ‪ :‬أ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ض َع ِيف ْاأل ْ‬ ‫َجل َها‪ ،‬فَِإ هن ا ْجل َم َ ُ‬ ‫اص ُدهُ الهِيت ُو ِ َ ْ‬ ‫َ‬
‫وزَها إِ َىل َه َذا ال َْعاََِل‪.‬‬
‫اَّللُ بُـ ُر َ‬‫هس ِل‪َ ،‬و َد َو ُام النـ ْهو ِع إِ َىل أَ ْن تَـتَ َك َام َل الْعُ هدةُ الهِيت قَ هد َر ه‬ ‫ظ الن ْ‬ ‫ِح ْف ُ‬
‫احتِ َقانُهُ ِِبُ ْملَ ِة الْبَ َد ِن‪.‬‬
‫اسهُ َو ْ‬ ‫ض ُّر ْ ِ‬
‫احتبَ ُ‬ ‫اج ال َْم ِاء اله ِذي يَ ُ‬ ‫هاين‪ :‬إِ ْخ َر ُ‬‫الث ِ‬
‫ُّع ِابلنِّ ْع َم ِة‪َ ،‬و َه ِذهِ َو ْح َد َها ِه َي الْ َفائِ َدةُ الهِيت ِيف ا ْجلَنه ِة‪ ،‬إِ ْذ َال‬ ‫همت ُ‬
‫ِ‬
‫ضاءُ ال َْوطَ ِر‪َ ،‬ونَـ ْي ُل الله هذة‪َ ،‬والت َ‬ ‫ث‪ :‬قَ َ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ال‪.‬‬ ‫احتِ َقا َن يَ ْستَـ ْف ِرغُهُ ِْ‬
‫اإلنْـ َز ُ‬ ‫اك‪َ ،‬وَال ْ‬ ‫اس َل ُهنَ َ‬‫تَـنَ ُ‬
‫ِ‬ ‫الص هح ِة‪ .‬قَ َ‬ ‫اع ِمن أَح ِد أَسب ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ب َعلَى َج ْو َه ِر‬ ‫ال جالينوس‪ :‬الْغَال ُ‬ ‫اب ح ْفظ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ض َالءُ ْاألَطبهاء‪ :‬يَـ َرْو َن أَ هن ا ْجل َم َ ْ َ ْ َ‬ ‫َوفُ َ‬
‫ْب‪ِ ،‬ألَ هن َك ْونَهُ ِم َن ال هدِم الصايف الذي تغتذي به األعضاء األصلية‪،‬‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫اجهُ َح ٌّ‬ ‫ِ‬
‫هار َوا ْهلََواءُ‪َ ،‬وم َز ُ‬ ‫ِن الن ُ‬ ‫ال َْم ِِّ‬
‫ِ‬
‫اج ال ُْم ْحتَ ِق ِن م ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ‬ ‫هس ِل‪ ،‬أ َْو إِ ْخ َر ُ‬‫ب الن ْ‬ ‫اجهُ إِهال ِيف طَلَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن‪ .‬فَا ْعلَ ْم أَنههُ َال يَـ ْنـبَغي إِ ْخ َر ُ‬ ‫ض ُل ال َْم ِِّ‬‫ت فَ ْ‬ ‫وإذ ثَـبَ َ‬
‫ث أَمر ً ِ ِ‬
‫ص َرعُ َوغَْيـ ُر ذلك‪ ،‬وقد يَبىء‬ ‫اس‪َ ،‬وا ْجلُنُو ُن‪َ ،‬وال ه‬ ‫اضا َرديئَةً‪ ،‬م ْنـ َها‪ :‬ال َْو ْس َو ُ‬ ‫َح َد َ ْ َ‬ ‫احتِ َقانُهُ‪ ،‬أ ْ‬‫إِذَا َد َام ْ‬
‫ٍِ ٍِ ِ‬ ‫ال ْ ِ‬ ‫استِ ْعمالُهُ ِمن َه ِذهِ ْاأل َْمر ِ ِ‬
‫اضا‬
‫ب أ َْم َر ً‬ ‫ال إِ َىل َك ْيفيهة ُمسّيهة تُوج ُ‬ ‫استَ َح َ‬
‫س َد َو ْ‬ ‫اسهُ‪ ،‬فَ َ‬‫احتبَ ُ‬ ‫ريا‪ ،‬فَِإنههُ إِذَا طَ َ‬ ‫اض َكث ً‬ ‫َ‬ ‫ْ َ ْ‬
‫ك تَ ْدفَـعُهُ الطهبِ َيعةُ ِاب ِال ْحتِ َالِم إِذَا َكثُـ َر ِع ْن َد َها ِم ْن غَ ِْري َِجَ ٍاع‪.‬‬ ‫َرِديئَةً َك َما ذَ َك ْرَان‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬
‫اج إِلَْي ِه يَـ ْوًما قَ َد َر‬ ‫ِ ِ‬
‫احتَ َ‬‫ف‪ :‬يَـ ْنـبَغي لل هر ُج ِل أَ ْن يتعاهد من نفسه ثالَث‪ :‬أاليدع ال َْم ْش َي‪ ،‬فَِإ ِن ْ‬ ‫سلَ ِ‬ ‫ض ال ه‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬‫َوقَ َ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫َعلَْي ِه‪ ،‬وينبغي أاليدع األكل‪ ،‬فإن أمعاءه تضيق‪ ،‬وينبغي أاليدع ا ْجلِ َم َ‬
‫اع‪ ،‬فَِإ هن الْب ْئـ َر إِ َذا ََلْ تُـ ْنـ َز ْح‪َ ،‬ذ َه َ‬
‫ت ََمَا ِر َيها‪،‬‬ ‫س هد ْ‬ ‫ت قُـوى أَ ْع ِ ِ‬ ‫اع ُم هد ًة طَ ِويلَةً‪َ ،‬‬ ‫ال ُُمَ هم ُد بْ ُن َزَك ِرهاي‪َ :‬م ْن تَـ َر َك ا ْجلِ َم َ‬
‫صابه‪َ ،‬وانْ َ‬ ‫َ‬ ‫ضعُ َف ْ َ‬ ‫َما ُؤ َها‪َ .‬وقَ َ‬
‫ت َح َرَكاتُـ ُه ْم‪،‬‬ ‫س َر ْ‬
‫ت أَبْ َدانُـ ُه ْم‪َ ،‬و َع ُ‬ ‫ف‪ ،‬فَـبَـ ُر َد ْ‬ ‫شِ‬ ‫اعةً تَـ َرُكوهُ لِنَـ ْو ٍع ِم َن التهـ َق ُّ‬‫ت ََجَ َ‬ ‫ال‪َ :‬وَرأَيْ ُ‬ ‫ص ذَ َك ُرهُ‪ .‬قَ َ‬ ‫َوتَـ َقله َ‬
‫ت َش َه َواتُـ ُه ْم وهضمهم‪ ،‬انتهى‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬وقَـله ْ‬ ‫ت َعلَْي ِه ْم َكآبَةٌ بِ َال َسبَ ٍ‬ ‫َوَوقَـ َع ْ‬

‫(‪)791/7‬‬

‫ك لِل َْم ْرأَةِ‪ ،‬فَـ ُه َو‬


‫يل ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫س‪َ ،‬والْ ُق ْد َرةُ َعلَى الْع هفة َع ِن ا ْحلََرام‪َ ،‬وََتْص ُ‬ ‫ف النهـ ْف ِ‬ ‫ص ِر‪َ ،‬وَك ُّ‬ ‫ض الْبَ َ‬ ‫َوِم ْن َمنَافِ ِع ِه‪ :‬غَ ُّ‬
‫ول‪:‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـتَـ َع َ‬
‫اه ُدهُ َو ُِحيبُّهُ‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫صلهى ه‬
‫ك َكا َن َ‬ ‫سهُ ِيف ُدنْـيَاهُ َوأُ ْخ َراهُ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ال َْم ْرأَةَ‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬‫يَـ ْنـ َف ُع نَـ ْف َ‬
‫يب» «‪. »7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫«حبِب إِ َه ِ‬
‫ساءُ َوالطّ ُ‬ ‫ِل م ْن ُدنْـيَا ُك ْم‪ :‬النّ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫شر ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫يث ِزَاي َدةٌ لَ ِطي َفةٌ‪َ ،‬و ِهي‪ :‬أ ْ ِ‬‫َْحَ َد ِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫الزْه ِد» لِ ِْْل َم ِام أ ْ‬ ‫َوِيف كِتَ ِ‬
‫اب‪َ ،‬وَال‬ ‫َصَبُ َع ِن الط َعام َوال ه َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اب « ُّ‬
‫َصَِبُ َع ْنـ ُه هن‪.‬‬
‫أْ‬
‫ال‪« :‬تَـ َزهو ُجوا فَِإِّين ُم َكاثٌِر بِ ُك ُم ْاأل َُم َم» «‪. »2‬‬ ‫ث َعلَى التـ ْهز ِو ِ‬
‫يج أُهمتَهُ فَـ َق َ‬ ‫َو َح ه‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ال ابْ ُن َعبه ٍ‬
‫اء‪. »3« .‬‬ ‫سً‬ ‫اس‪َ :‬خ ْيـ ُر َهذه ْاألُهمة أَ ْكثَـ ُرَها ن َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫س ِم ِِّن» «‪. »4‬‬ ‫ب َع ْن ُسن ِهيت فَـلَْي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم َوأُفْط ُر‪ ،‬فَ َم ْن َرغ َ‬ ‫َص ُ‬ ‫وم‪َ ،‬وأ ُ‬ ‫اء‪َ ،‬وأ ََان ُم َوأَقُ ُ‬
‫سَ‬
‫ال‪« :‬إِِّين أَتَـزهو ِ‬
‫ج النّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ض لِلْبص ِر‪ ،‬وأَح َف ُ ِ‬ ‫اب! م ِن استطَ ِ‬
‫ظ ل ْل َف ْر ِج‪َ ،‬وَم ْن ََلْ‬ ‫اءةَ فَـلْيَـتَـ َزهو ْج‪ ،‬فَِإنههُ أَغَ ُّ َ َ َ ْ‬ ‫شبَ ِ َ ْ َ َ‬
‫اع م ْن ُك ُم الْبَ َ‬ ‫ش َر ال ه‬‫ال‪َ « :‬اي َم ْع َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ص ْوِم‪ ،‬فَِإنههُ لَهُ ِو َجاءٌ» «‪. »5‬‬ ‫يَ ْستَ ِط ْع‪ ،‬فَـ َعلَْي ِه ِابل ه‬
‫ك» «‪. »1‬‬ ‫ال لَهُ‪َ « :‬ه هال بِ ْك ًرا تَُال ِعبُـ َها َوتَُال ِعبُ َ‬ ‫ج جابر ثَـيِّبًا قَ َ‬ ‫َولَ هما تَـ َزهو َ‬
‫اح» «‪. »1‬‬ ‫ني ِمثْ َل النِّ َك ِ‬
‫ْمتَ َحابهـ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ََ « :‬لْ نَـ َر لل ُ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫اس يَـ ْرفَـعُهُ قَ َ‬ ‫ضا ِمن ح ِد ِ‬ ‫ِِ‬
‫َوِيف « ُسنَنه» أَيْ ً ْ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أْحد‪ ،‬والنسائي يف عشرة النساء‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي يف شعب االميان‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري ومسلم يف النكاح‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه البخاري يف النكاح‪ ،‬ومسلم يف املساقاة‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجة يف النكاح‪.‬‬

‫(‪)799/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬


‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يح مسلم» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫يث عبد هللا بن عُ َم َر‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َوِيف َ‬
‫احلَةُ» «‪. »7‬‬ ‫صِ‬ ‫الدنْـيَا َمتَاعٌ‪َ ،‬و َخ ْيـ ُر َمتَ ِاع ُّ‬
‫الدنْـيَا ال َْم ْرأَةُ ال ه‬ ‫« ُّ‬
‫هسائِ ِّي»‬ ‫ِ ِ‬ ‫اح ْاألَبْ َكا ِر ا ْحلِ ِ‬‫ض أُهمتَهُ َعلَى نِ َك ِ‬ ‫وَكا َن صلهى ه ِ‬
‫سان‪َ ،‬وذَ َوات ال ّدي ِن‪َ ،‬وِيف « ُسنَ ِن الن َ‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ُحيَ ِّر ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫س ُّرهُ إِذَا نَظََر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َي النِّساء َخ ْيـر؟ قَ َ ه‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال‪ُ :‬سئِ َل َر ُس ُ‬
‫ال‪ :‬ال ِيت تَ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم‪ :‬أ ُّ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ قَ َ‬
‫يما يَ ْك َرهُ ِيف نَـ ْف ِس َها َوَمالِ ِه» «‪. »2‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوتُطيعُهُ إِذَا أ ََم َر‪َ ،‬وَال ُختَال ُفهُ ف َ‬
‫ِ‬
‫سبِ َها‪َ ،‬و ِجلَ َم ِاهلَا‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ني» َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫ال‪« :‬تُـ ْن َك ُح ال َْم ْرأَةُ ل َماهلَا‪َ ،‬وحلَ َ‬ ‫هب َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫اك» «‪. »3‬‬ ‫ت يَ َد َ‬ ‫ات ال ِّدي ِن‪ ،‬تَ ِربَ ْ‬ ‫ولِ ِدينِ َها‪ ،‬فَاظْ َفر بِ َذ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ث َعلَى نِ َك ِ‬
‫سا ٍر‪،‬‬ ‫اح ال َْولُود‪َ ،‬ويَ ْك َرهُ ال َْم ْرأَةَ ال ِيت َال تَل ُد‪َ ،‬ك َما ِيف « ُسنَ ِن أيب داود» َع ْن َم ْعق ِل بْ ِن يَ َ‬ ‫َوَكا َن َحيُ ُّ‬
‫ال‪َ ،‬وإِنهـ َها َال تَلِ ُد‪،‬‬ ‫ب و ََجَ ٍ‬
‫سٍ َ‬ ‫ات َح َ‬‫ت ْام َرأَ ًة َذ َ‬ ‫َص ْب ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َق َ‬
‫ال‪ :‬إِِّين أ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫أَ هن َر ُج ًال َج َ ِ‬
‫اء إ َىل النِ ِّ‬
‫ود‪ ،‬فَِإِّين‬‫ود ال َْولُ َ‬
‫ال‪« :‬تَـ َزهو ُجوا ال َْو ُد َ‬‫ال‪َ « :‬ال» ‪ ،‬مُه أ ََاتهُ الثهانِيَةَ‪ ،‬فَـنَـ َهاهُ‪ ،‬مُه أ ََاتهُ الثهالِثَةَ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫أَفَأَتَـ َزهو ُج َها؟ قَ َ‬
‫ُم َكاثٌِر بِ ُك ْم» ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وعا‪« :‬أَرب ٌع ِمن سنَ ِن الْمرسلِ َ ِ‬
‫ي ِيف‬ ‫هعطُُّر‪َ ،‬وا ْحلنهاءُ» ُر ِو َ‬‫اك َوالتـ َ‬‫س َو ُ‬
‫اح‪َ ،‬وال ّ‬ ‫ني‪ :‬النّ َك ُ‬ ‫َوِيف الرتمذي َع ْنهُ َم ْرفُ ً َْ ْ ُ ُ ْ َ‬
‫ت النُّو ُن ِم َن‬ ‫اخلِتَا ُن‪ ،‬وس َقطَ ِ‬ ‫«ا ْجل ِام ِع» ِابلن ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫اب‪ :‬أَنههُ ْ‬ ‫ص َو ُ‬‫ول‪ :‬ال ه‬ ‫ت أاب احلجاج احلافظ يَـ ُق ُ‬ ‫ُّون َوالْيَاء «‪َ »4‬و َِمس ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ك رواهُ احملاملي َعن َشي ِخ أَِيب ِعيسى ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ي‪.‬‬‫الرتمذ ِّ‬
‫َ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ا ْحلَاشيَة‪َ ،‬وَك َذل َ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫س ِاهنَا‪َ ،‬وَكا َن َر ُس ُ‬ ‫وِممها يـ ْنـب ِغي تَـ ْق ِدميُه َعلَى ا ْجلِم ِاع م َال َعبةُ الْمرأَةِ‪ ،‬وتَـ ْقبِيلُها‪ ،‬وم ُّ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫صلَ‬ ‫َ ُ َ َ ْ َ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬
‫ب أ َْهلَهُ‪َ ،‬ويُـ َقبِّلُ َها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َو َسله َم يَُالع ُ‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َكا َن يـ َقبِل عائشة‪ ،‬وَميُ ُّ ِ‬ ‫َوَرَوى أبو داود ِيف « ُسنَنِ ِه» أَنههُ َ ه‬
‫سانَـ َها «‪. »5‬‬ ‫صلَ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف الرضاع‪ .‬واالمام أْحد والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه النسائي يف النكاح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف النكاح ومسلم يف الرضاع‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي يف النكاح وأْحد‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو داود يف الصوم وأْحد‪.‬‬

‫(‪)799/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ِن ال ُْم َواقَـ َع ِة قَـ ْب َل ال ُْم َال َعبَ ِة‪.‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫وي ْذ َكر َعن جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫اَّلل قَ َ‬ ‫َُ ُ ْ َ ْ ْ‬
‫اح َدةٍ ِم ْنـ ُه هن‪،‬‬ ‫اح ٍد‪ ،‬ورهمبَا ا ْغتسل ِع ْن َد ُك ِل و ِ‬
‫َّ‬ ‫َُ َ َ َ‬
‫اَّلل علَي ِه وسلهم رهمبَا جامع نِساءه ُكلهه هن بِغُس ٍل و ِ‬
‫ْ َ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َوَكا َن َ‬
‫سائِِه بِغُ ْس ٍل‬ ‫ِ‬
‫وف َعلَى ن َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬كا َن يَطُ ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫يح ِه» َع ْن أنس‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫فَـروى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫اح ٍد «‪. »7‬‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫وروى أبو داود ِيف « ُسنَنِ ِه» َع ْن أَِيب رافِ ٍع َم ْو َىل ر ُس ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل! لَ ِو‬ ‫ْت‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫س َل ِع ْن َد ُك ِّل ْام َرأَةٍ ِم ْنـ ُه هن غُ ْس ًال‪ ،‬فَـ ُقل ُ‬ ‫ٍ‬
‫سائه ِيف لَْيـلَة‪ ،‬فَا ْغتَ َ‬
‫اف َعلَى نِ ِِ‬
‫َ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم طَ َ‬
‫ْت غُس ًال و ِ‬
‫ب» «‪. »2‬‬ ‫ال‪َ « :‬ه َذا أَ ْزَكى َوأَط َْه ُر َوأَطْيَ ُ‬ ‫اح ًدا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫سل َ ْ َ‬ ‫ا ْغتَ َ‬
‫يح ِه» ِم ْن‬ ‫ني‪َ ،‬كما روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫اع ْ ِ َ َ َ‬ ‫ني ا ْجلِ َم َ‬
‫ضوءُ بَـ ْ َ‬‫اد ال َْع ْو َد قَـ ْب َل الْغُ ْس ِل ال ُْو ُ‬ ‫و ُش ِرع لِل ِ‬
‫ْم َجام ِع إِذَا أ ََر َ‬
‫َ َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أَِيب س ِع ٍ‬
‫ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِّ‬
‫يد ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضأْ» «‪. »3‬‬ ‫ود فَـ ْليَـتَـ َو ه‬
‫اد أَ ْن يَـعُ َ‬ ‫«إِ َذا أَتَى أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم أ َْهلَهُ‪ ،‬مُه أ ََر َ‬
‫ض َما ََتَلهل ِاب ْجلِم ِاع‪ ،‬وَكم ِ‬
‫ف بَـ ْع ِ‬ ‫س‪ ،‬وإِ ْخ َال ِ‬ ‫اط‪َ ،‬و ِط ِ‬
‫ش ِ‬ ‫ْء ِم َن النه َ‬ ‫وء بـع َد الْوط ِ‬ ‫وِيف الْغُس ِل والْو ُ ِ‬
‫ال‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫يب النهـ ْف ِ َ‬ ‫ض َْ َ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ول النهظَافَ ِة الهِيت‬
‫ص ِ‬ ‫اخ ِل الْب َد ِن بـ ْع َد انْتِ َ ِ ِ‬‫ار الْغَ ِري ِز ِي إِ َىل د ِ‬
‫اجتِ َم ِاع ا ْحلَ ِّ‬ ‫ِ‬
‫شا ِره ِاب ْجل َم ِاع‪َ ،‬و ُح ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ‬ ‫الطُّ ْه ِر َوالنهظَافَة‪َ ،‬و ْ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬ويـبـغَ ِ‬
‫س ِن الته ْدبِ ِري ِيف اجلماع‪ ،‬وحفظ الصحة والقوى فيه‪.‬‬ ‫َح َ‬ ‫ض خ َالفَـ َها َما ُه َو م ْن أ ْ‬ ‫ُِحيبُّـ َها هُ َ َ ْ ُ‬

‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫وستِ ِه َوُرطُوبَتِ ِه‪َ ،‬و َخ َالئِِه‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَنْـ َفع ا ْجلِم ِاع‪ :‬ما حصل بـع َد ا ْهل ْ ِ‬
‫ض ِم‪َ ،‬وع ْن َد ا ْعت َد ِال الْبَ َدن ِيف َح ِّره َوبَـ ْرده‪َ ،‬ويُـبُ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ َْ َ‬
‫ض َرُرهُ ِع ْن َد َكثْـ َرةِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫الرطُوبَِة‬ ‫ك َ‬ ‫ض َرِرهِ ِع ْن َد ُخلُِّوهِ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬
‫َس َه ُل َوأَقَ ُّل ِم ْن َ‬ ‫وامتِ َالئِِه‪ .‬و َ ِ‬
‫ض َرُرهُ ع ْن َد ْامتِ َالء الْبَ َد ِن أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫أَقَ ُّل ِم ْنهُ ِع ْن َد اليبوسة‪ ،‬وعند‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف احليصن‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف الطهارة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫(‪)791/7‬‬

‫هام اله ِذي‬ ‫ص َل ِاالنْتِ َ‬ ‫ت ال ه‬ ‫ودتِِه‪ ،‬وإِ همنَا يـ ْنـب ِغي أَ ْن ُجيَ ِامع إِ َذا ا ْشتَ هد ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ار الت ُّ‬ ‫شُ‬ ‫ش ْه َوةُ‪َ ،‬و َح َ‬ ‫َ‬ ‫َح َر َارته أَقَ ُّل م ْنهُ ع ْن َد بُـ ُر َ َ َ َ‬
‫ورةٍ‪َ ،‬وَال نَظَ ٍر ُمتَـتَابِ ٍع‪َ ،‬وَال يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يَ ْستَ ْد ِع َي َش ْه َو َة ا ْجلِ َم ِاع َويَـتَ َكلهَف َها‪،‬‬ ‫صَ‬
‫ِ‬
‫ف َوَال ف ْك ٍر ِيف ُ‬ ‫لَْيس َع ْن تَ َكلُّ ٍ‬
‫َ‬
‫ِن‪َ ،‬وا ْشتَ هد َشبَـ ُقهُ‪َ ،‬ولْيَ ْح َذ ْر َِجَ َ‬
‫اع ال َْع ُجوِز‬ ‫ادر إِلَي ِه إِ َذا َهاج ْ ِ ِ‬
‫ت به َكثْـ َرةُ ال َْم ِِّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫سهُ َعلَْيـ َها‪َ ،‬ولْيُـبَ ْ ْ‬ ‫ِ‬
‫َوَْحيم َل نَـ ْف َ‬
‫يض ِة‪ ،‬فَـ َوطْءُ َه ُؤَال ِء‬ ‫يح ِة ال َْم ْنظَ ِر‪َ ،‬والْبَ ِغ َ‬ ‫ضة‪َ ،‬والْ َقبِ َ‬
‫ص ِغريةِ الهِيت َال يوطَأُ ِمثْـلُها‪ ،‬والهِيت َال َش ْهو َة َهلَا‪ ،‬والْم ِري َ ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َوال ه َ‬
‫ب أَنْـ َف ُع ِم ْن َِجَ ِاع‬ ‫ِ ِ‬ ‫ط من قَ َ ِ‬ ‫ف ا ْجلِماع ِاب ْخلَ ِ ِ ِ‬ ‫ي ِ‬
‫ال م َن ْاألَطبهاء‪ :‬إِ هن َِجَ َ‬
‫اع الثـهيِّ ِ‬ ‫اصيهة‪َ ،‬وغَل َ َ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ض ِع ُ َ َ‬ ‫وه ُن الْ ُق َوى‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ف لِ َما َعلَْي ِه‬ ‫ض ُه ْم‪َ ،‬و ُه َو ُخمَالِ ٌ‬‫اس ِد‪َ ،‬ح هىت ُرهمبَا َح هذ َر ِم ْنهُ بَـ ْع ُ‬ ‫اس الْ َف ِ‬ ‫لص هح ِة‪َ ،‬و َه َذا ِم َن ال ِْقيَ ِ‬ ‫ظ ل ِّ‬
‫الْبِ ْك ِر وأَح َف ُ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ت َعلَْي ِه الطهبِ َيعةُ َوال ه‬
‫ش ِر َيعةُ‪.‬‬ ‫هاس‪َ ،‬ولِ َما اتهـ َف َق ْ‬ ‫عُ َق َالءُ الن ِ‬
‫ني َُمَ ِام ِع َها‪َ ،‬و ْامتِ َال ِء قَـ ْلبِ َها ِم ْن َُمَبهتِ ِه‪َ ،‬و َع َدِم تَـ ْق ِس ِيم‬
‫هعلُّ ِق بَـ ْيـنَـ َها َوبَـ ْ َ‬
‫ال التـ َ‬‫اصيه ِة وَكم ِ‬‫وِيف َِجَ ِاع الْبِ ْك ِر ِمن ْ ِ‬
‫اخلَ ّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ت بِ ْك ًرا»‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم جلابر‪َ « :‬ه هال تَـ َزهو ْج َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫ب‪َ .‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫ني غَ ِْريهِ‪َ ،‬ما لَْيس لِلثـهيِّ ِ‬ ‫َه َو َاها بَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْ َ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬أَنهـ ُه هن ََلْ يَطْمثْـ ُه هن أ َ‬ ‫س ِاء أ َْه ِل ا ْجلَن ِهة ِم َن ا ْحلُوِر ال ِْع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْن‬
‫َح ٌد قَـ ْب َل َم ْن ُجعل َ‬ ‫‪َ ،‬وقَ ْد َج َع َل ا هَّللُ ُس ْب َحانَهُ م ْن َك َمال ن َ‬
‫ش َج َرةٍ قَ ْد أ ُْرتِ َع فِ َيها‪،‬‬ ‫ت بِ َ‬‫ت لَ ْو َم َرْر َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ :‬أ ََرأَيْ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬
‫ِ‬
‫ت عائشة للنِ ِّ‬ ‫لَهُ ِم ْن أ َْه ِل ا ْجلَن ِهة‪َ .‬وقَالَ ْ‬
‫ال‪ِ« :‬يف الهِيت ََلْ يُـ ْرتَ ْع فِ َيها» «‪ . »7‬تُ ِري ُد أَنههُ ََلْ ََ ُ‬
‫ْخ ْذ‬ ‫ري َك؟ قَ َ‬ ‫و َشجرةٍ ََل يـرتَع فِيها‪ ،‬فَِفي أَيِ ِهما ُك ْن َ ِ ِ‬
‫ت تُـ ْرت ُع بَع َ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُْ ْ َ‬
‫بِ ْك ًرا غَْيـ َرَها‪.‬‬
‫ِن‪َ ،‬و َِجَاعُ الْبَ ِغ َ‬
‫يض ِة ُِحي ُّل‬ ‫ضعافُه لِلْب َد ِن مع َكثْـرةِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫و َِجَاعُ الْمرأَةِ الْمحبوب ِة ِيف النهـ ْف ِ ِ‬
‫است ْف َراغه لل َْم ِِّ‬ ‫س يَق ُّل إِ ْ َ ُ َ َ َ َ ْ‬ ‫َْ َ ُْ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وهن الْ ُقوى مع قِله ِة استِ ْفر ِ‬
‫اغ ِه‪َ .‬و َِجَاعُ ا ْحلَائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َح َر ٌام طَْبـ ًعا َو َش ْر ًعا‪ ،‬فَِإنههُ ُمض ٌّر ج ًّدا‪َ ،‬و ْاألَطبهاءُ‬ ‫ْ َ‬ ‫الْبَ َد َن‪َ ،‬ويُ ُ َ َ َ‬
‫قاطبة َتذر منه‪.‬‬
‫ت الْ َم ْرأَةُ‬‫ال ا ْجلِم ِاع أَ ْن يـ ْعلُو ال هرجل الْمرأَةَ‪ ،‬مستفرشا هلا بعد املالعبة والبلة‪ ،‬وِهب َذا ُِمسّي ِ‬ ‫َحسن أَ ْش َك ِ‬
‫ََ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َْ‬ ‫َ‬ ‫َوأ ْ َ ُ‬
‫الر ُج ِل َعلَى ال َْم ْرأَةِ‪،‬‬ ‫اش» «‪َ ، »2‬و َه َذا ِم ْن ََتَ ِام قَـ هو ِاميه ِة ُّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬ال َْولَ ُد لِل ِْف َر ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫فِ َرا ًشا‪َ ،‬ك َما قَ َ‬
‫ال َ‬
‫ساء «‪، »3‬‬ ‫جال قَـ هوامو َن علَى النِّ ِ‬ ‫ال تعاىل‪ِّ :‬‬
‫الر ُ ُ َ‬ ‫َك َما قَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف نكاح األبكار‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الوصااي‪.‬‬
‫(‪ )3‬النساء‪.34 -‬‬

‫(‪)797/7‬‬

‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َوَك َما ق َ‬
‫اغي َخ ِ‬
‫اد ٌم يَـتَ َمله ُق‬ ‫ت فِرا ًشا ي ِقلُِِّن ‪ ...‬و ِع ْن َد فَـر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫إِ َذا ُرْمتُـ َها َكانَ ْ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ال‪ ،‬فَِإ هن ف َر َ‬
‫اش‬ ‫َسبَـغُهُ َعلَى َه ِذهِ ا ْحلَ ِ‬ ‫اس َوأ ْ‬ ‫باس َهلُ هن‪َ ،.‬وأَ ْك َم ُل اللِّبَ ِ‬ ‫ِ‬
‫باس لَ ُك ْم َوأَنْـتُ ْم ل ٌ‬
‫ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪ُ :‬ه هن ل ٌ‬ ‫َوقَ ْد قَ َ‬
‫س ُن َم ْوقِ ُع‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اف ال َْم ْرأَةِ َهلَا‪ ،‬فَـ َه َذا ال ه‬
‫ك ِحلَ ُ‬ ‫اس لَهُ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ش ْك ُل الْ َفاض ُل َمأْ ُخوذٌ م ْن َهذه ْاآليَة‪َ ،‬وبه َْحي ُ‬ ‫ال هر ُج ِل لبَ ٌ‬
‫آخر‪ ،‬و ُهو أَنهـها تَـ ْنـع ِط ُ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اس ِمن ُك ٍل ِمن ال هزوج ْ ِ ِ‬ ‫استِع ِ ِ‬
‫َحيَ ًاان‪ ،‬فَـتَ ُكو ُن‬ ‫ف َعلَْيه أ ْ‬ ‫ني ل ْْل َخ ِر‪َ .‬وفيه َو ْجهٌ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫ارة اللّبَ ِ ْ ّ َ ْ َ‬ ‫ََْ‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫س‪ ،‬قَ َ‬ ‫َعلَْي ِه َكاللِّبَا ِ‬
‫هت فَ َكانَ ْ ِ ِ‬ ‫يع ثَـ َىن ِجي َد َها ‪ ...‬تَـثَـن ْ‬ ‫ِ‬
‫اسا‬
‫ت َعلَْيه لبَ َ‬ ‫إِذَا َما الضهج ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫ش ْك ِل الطهبِ ِيع ِّي اله ِذي طَبَ َع ه‬ ‫ف ال ه‬ ‫َوأ َْر َدأُ أَ ْش َكالِ ِه أَ ْن تَـ ْعلَُوهُ ال َْم ْرأَةُ‪َ ،‬و ُجيَ ِام َع َها َعلَى ظَ ْه ِرهِ‪َ ،‬و ُه َو ِخ َال ُ‬
‫وجهُ ُكلُّهُ‪ ،‬فَـ ُرهمبَا بَِق َي ِيف‬ ‫اس ِد‪ ،‬أَ هن ال َْم ِ ه‬ ‫ع ال هذ َك ِر و ْاألُنْـثَى‪ ،‬وفِ ِيه ِمن الْم َف ِ‬ ‫ال هر ُج َل َوال َْم ْرأَةَ‪ ،‬بَ ْل نَـ ْو َ‬
‫س ُر ُخ ُر ُ‬ ‫ِن يَـتَـ َع ه‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضا‪ ،‬فَِإ هن ال هرِح َم‬ ‫ت ِم َن الْ َف ْر ِج‪َ ،‬وأَيْ ً‬ ‫واب ٌ‬ ‫ال إِ َىل ال هذ َك ِر ُرطُ َ‬ ‫ضا‪ :‬فَـ ُرهمبَا َس َ‬‫ض ُّر َوأَيْ ً‬
‫س ُد‪ ،‬فَـيَ ُ‬ ‫الْع ْ ِ‬
‫ض ِو م ْنهُ فَـيَـتَـ َع هف ُن َويَـ ْف ُ‬ ‫ُ‬
‫ضا‪:‬‬ ‫يق ال َْولَ ِد‪َ ،‬وأَيْ ً‬‫َال يَـتَ َم هك ُن من االشتمال على املاء واجتماعه فيه‪ ،‬وانضامه َعلَْي ِه لِتَ ْخلِ ِ‬
‫ش ْر ِع‪.‬‬‫ضى الطهْب ِع َوال ه‬ ‫ت ُم ْقتَ َ‬ ‫اعلَةً َخالََف ْ‬ ‫ت فَ ِ‬ ‫ول ِهبَا طَْبـ ًعا َو َش ْر ًعا‪َ ،‬وإِ َذا َكانَ ْ‬ ‫فَِإ هن ال َْم ْرأَةَ َم ْفعُ ٌ‬
‫س ُر لِل َْم ْرأَةِ‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫اء َعلَى ُجنُوهب ِّن َعلَى َح ْرف‪َ ،‬ويَـ ُقولُو َن‪ُ :‬ه َو أَيْ َ‬ ‫سَ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِه‬
‫َوَكا َن أ َْه ُل الْكتَاب إمنَا ََْتُو َن النّ َ‬
‫ح النّساء على أقفائهن‪ ،‬فعابت اليهود عليهما ذَلِ َ‬
‫ك‪ ،‬فَأَنْـ َز َل ه‬
‫اَّللُ َع هز َو َج هل‪:‬‬ ‫ار تَ ْش َر ُ‬
‫صُ‬ ‫ش َو ْاألَنْ َ‬‫ت قُـ َريْ ٌ‬‫َوَكانَ ْ‬
‫ََن ِش ْئـتُ ْم «‪. »7‬‬ ‫ث لَ ُك ْم فَأْتُوا َح ْرثَ ُك ْم أ ه‬ ‫نِسا ُؤُك ْم َح ْر ٌ‬
‫ول‪ :‬إِذَا أَتَى ال هر ُج ُل ْام َرأَتَهُ ِم ْن ُدبُ ِرَها ىف قلبها‪َ ،‬كا َن‬ ‫ت الْيَـ ُه ُ‬
‫ود تَـ ُق ُ‬ ‫ال‪َ :‬كانَ ِ‬ ‫ني» َع ْن جابر‪ ،‬قَ َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫اَّللُ َع هز َو َج هل‪ :‬نِسا ُؤُك ْم‬
‫َح َو َل‪ ،‬فَأَنْـ َز َل ه‬ ‫ال َْولَ ُد أ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪.791 -‬‬

‫(‪)792/7‬‬

‫ك‬‫اء َُمَبِّيَةً‪َ ،‬وإِ ْن َشاءَ غَْيـ َر َُمَبِّيَ ٍة‪ ،‬غَْيـ َر أَ هن ذَلِ َ‬ ‫ٍ‬
‫ََن ش ْئـتُ ْم‪َ .‬وِيف لَْفظ ملسلم‪« :‬إِ ْن َش َ‬
‫ث لَ ُكم فَأْتُوا حرثَ ُكم أ ه ِ‬
‫َْ ْ‬ ‫َح ْر ٌ ْ‬
‫اح ٍد» «‪. »7‬‬ ‫صم ٍام و ِ‬ ‫ِ‬
‫ِيف َ َ‬
‫ام الواحد‪ :‬الفرج‪ ،‬وهو موضع احلرث والولد‪.‬‬ ‫َوال ُْم َجبِّيَةُ‪ :‬ال ُْم ْن َكبهةُ َعلَى َو ْج ِه َها‪َ ،‬و ِّ‬
‫الص َم ُ‬
‫ْء ال هزْو َج ِة‬ ‫ف إِابحةَ وط ِ‬ ‫ض ال ه ِ‬ ‫ب إِ َىل بَـ ْع ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان نَِ ٍ ِ‬
‫ط َعلَى لِ ِ‬ ‫الدبُـر‪ :‬فَـلَ ْم يُـبَ ْح قَ ُّ‬
‫سلَ َ َ َ‬ ‫سَ‬ ‫ب م َن ْاألَنْبيَاء‪َ ،‬وَم ْن نَ َ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ هما ُّ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ط َعلَْي ِه‪َ ،‬وِيف « ُسنَ ِن أيب داود» َع ْن أَِيب ُه َريْـ َرةَ قَ َ‬ ‫ِيف ُدبُ ِرَها‪ ،‬فَـ َق ْد غَلِ َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬
‫َو َسله َم‪َ « :‬ملْعُو ٌن َم ْن أَتَى ال َْم ْرأَةَ ِيف ُدبُ ِرَها» «‪. »2‬‬
‫اَّللُ إِ َىل َر ُج ٍل َج َام َع ْام َرأَتَهُ ِيف ُدبُ ِرَها» ‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫َوِيف لَْفظ ألْحد َوابْ ِن َم َ‬
‫اج ْه‪َ « :‬ال يَـ ْنظُُر ه‬
‫ص هدقَهُ‪ ،‬فَـ َق ْد َك َف َر ِمبَا أُنْ ِز َل َعلَى‬ ‫ِ‬ ‫ي وأْحد‪َ « :‬م ْن أَتَى َحائِ ً‬ ‫وِيف لَْف ٍظ لِ ِّ ِ ِ‬
‫ضا أَ ِو ْام َرأَ ًة ِيف ُدبُ ِرَها أ َْو َكاهنًا‪ ،‬فَ َ‬ ‫لرتمذ ِّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم» «‪. »3‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ٍ‬
‫ُُمَ همد َ‬
‫س ِاء ِيف ْاألَ ْد َاب ِر فَـ َق ْد َك َف َر» ‪.‬‬ ‫وِيف لَْف ٍظ للبيهقي‪« :‬من أَتَى َش ْيـئًا ِمن ِ ِ ِ‬
‫الر َجال َوالنّ َ‬
‫َ ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬
‫هف َوكِي ٍع» ‪َ :‬ح هدثَِِن زمعة بن صاحل‪َ ،‬ع ِن ابن طاووس‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ِدينَا ٍر‪َ ،‬ع ْن عبد‬ ‫صن ِ‬ ‫َوِيف « ُم َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إن هللا‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اب ر ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ :‬قَ َ‬ ‫اخلَطه ِ َ‬ ‫ال عُ َم َر بْ ِن ْ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫هللا بن يزيد‪ ،‬قَ َ‬
‫ال َم هرةً‪ِ« :‬يف أَ ْد َاب ِرِه هن» ‪.‬‬ ‫اء ِيف أَ ْع َجا ِزِه هن» ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سَ‬ ‫َال يَ ْستَ ْحيي م َن ا ْحلَِّق‪َ ،‬ال ََتْتُوا النّ َ‬
‫اء ِيف‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫َوِيف الرتمذي‪َ :‬ع ْن علي بن طلق‪ ،‬قَ َ‬
‫سَ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه وسلم‪« :‬ال ََتْتُوا النّ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬
‫ي‪ِ :‬م ْن َح ِديثِ ِه َع ِن احملاملي‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّللَ َال يستحي م َن ا ْحلَِّق» «‪َ . »4‬وِيف «الْ َكام ِل» البْ ِن َعد ٍّ‬
‫ِ‬ ‫أَ ْع َجا ِزِه هن‪ ،‬فَِإ هن ه‬
‫َع ْن سعيد بن حيىي األموي‪ ،‬قال‪ :‬ح ّدثنا دمحم‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف التفسري‪ ،‬ومسلم‪ .‬واآلية اليت يف احلديث‪ :‬اآلية‪ /223 /‬من سورة البقرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي وابن ماجة وأْحد وأبو داود والدارمي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه الرتمذي والدارمي‪.‬‬

‫(‪)793/7‬‬

‫اء ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ابن ْحزة‪َ ،‬عن زيد بن رفيع‪َ ،‬عن أَِيب عُبـي َدةَ‪َ ،‬عن َعب ِد هِ‬
‫سَ‬ ‫اَّلل بْ ِن َم ْسعُود يَـ ْرفَـعُهُ‪َ « :‬ال ََتْتُوا النّ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫أَ ْع َجا ِزِه هن» ‪.‬‬
‫اء ِيف أَ ْد َاب ِرِه هن‪،‬‬ ‫سَ‬
‫ِ‬
‫ال أَ ِو النّ َ‬ ‫وعا‪َ « :‬م ْن أَتَى ِّ‬
‫الر َج َ‬ ‫يث احلسن بن علي اجلوهري‪َ ،‬ع ْن أيب ذر َم ْرفُ ً‬ ‫ور ِوينَا ِيف ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُّ‬
‫فَـ َق ْد َك َف َر» ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اش‪َ ،‬عن سهي ِل ب ِن أَِيب ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫استَ ْحيُوا‬ ‫صال ٍح‪َ ،‬ع ْن ُُمَ همد بْ ِن ال ُْم ْن َكد ِر‪َ ،‬ع ْن جابر يَـ ْرفَـعُهُ‪ْ « :‬‬ ‫َ‬ ‫يل بْ ُن َعيه ٍ ْ ُ َ ْ ْ‬ ‫َوَرَوى إ ْمسَاع ُ‬
‫ِْن ِمن ه ِذهِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمن هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬فَِإ هن ه‬
‫وش ِه هن» ‪َ .‬وَرَواهُ ال هد َارقُط ِ ُّ ْ َ‬ ‫اء ِيف ُح ُ‬ ‫سَ‬ ‫اَّللَ َال يَ ْستَ ْحيي م َن ا ْحلَِّق‪َ ،‬ال ََتْتُوا النّ َ‬ ‫َ‬
‫وش ِه هن» «‪. »7‬‬ ‫ش ِ‬ ‫اء ِيف ُح ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الطه ِر ِيق‪َ ،‬ولَْفظُهُ‪« :‬إِ هن ه‬
‫سَ‬ ‫اَّللَ َال يَ ْستَ ْحيي م َن ا ْحلَِّق‪َ ،‬ال َحي ُّل َمأ َْات َك النّ َ‬
‫ال‪َ :‬ح هدثَِِن‬ ‫ال‪ُ :‬سئِ َل قتادة َع ِن اله ِذي ََِْيت ْام َرأَتَهُ ِيف ُدبُ ِرَها؟ فَـ َق َ‬ ‫ال البغوي‪َ :‬ح هدثَـنَا ُه ْدبَةُ‪َ ،‬ح هدثَـنَا ُهام‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫الصغْ َرى» ‪.‬‬ ‫وطيهةُ ُّ‬ ‫ْك اللُّ ِ‬‫َع ْم ُرو بن شعيب‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬أن رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص قال‪« :‬تِل َ‬
‫ال‪َ :‬ح هدثَـنَا ُهام‪ ،‬أَ ْخبَـ َرَان َع ْن قتادة‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن‬ ‫ال أْحد ِيف « ُم ْسنَ ِدهِ» ‪َ :‬ح هدثَـنَا عبد الرْحن‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ب‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َج ِّدهِ‪ ،‬فَ َذ َك َرهُ‬ ‫ُش َع ْي ٍ‬
‫صا ِر‪ ،‬أَتَـ ْوا‬ ‫ث لَ ُكم ِيف أ َُان ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس‪ ،‬أُنْ ِزلَ ْ ِ ِ‬ ‫ضا‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫َوِيف «ال ُْم ْسنَ ِد» أَيْ ً‬
‫س م َن ْاألَنْ َ‬ ‫ت َهذه ْاآليَةُ‪ :‬نسا ُؤُك ْم َح ْر ٌ ْ‬
‫ال إِ َذا َكا َن ِيف الْ َف ْر ِج» »‬ ‫ال‪« :‬ائْتِ َها َعلَى ُك ِل َح ٍ‬ ‫سأَلُوهُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬
‫ّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم فَ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اب إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫َوِيف «ال ُْم ْسنَ ِد» أَيْ ً‬
‫اَّلل َ‬ ‫اخلَطه ِ َ‬ ‫اء عُ َم ُر بْ ُن ْ‬ ‫ال‪َ :‬ج َ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬‫ضا‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫ال‪ :‬فَـلَ ْم يَـ ُر هد‬‫ْت َر ْحلِي الْبَا ِر َحةَ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬ح هول ُ‬ ‫ك؟» قَ َ‬ ‫ال‪َ « :‬وَما اله ِذي أ َْهلَ َك َ‬ ‫ت‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل‪َ ،‬هلَ ْك ُ‬ ‫ال « َاي َر ُس َ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫ََن ِش ْئـتُ ْم أقبل وأدبر‪ ،‬واتّق احليضة‬ ‫ث لَ ُك ْم‪ ،‬فَأْتُوا َح ْرثَ ُك ْم أ ه‬ ‫اَّللُ إِ َىل َر ُسولِ ِه «نِسا ُؤُك ْم َح ْر ٌ‬‫َعلَْي ِه َش ْيـئًا‪ ،‬فَأ َْو َحى ه‬
‫وال ّدبر» «‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الدارقطِن‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والرتمذي‪.‬‬
‫(‪)794/7‬‬

‫الدبُ ِر» «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ إِ َىل َر ُج ٍل أَتَى َر ُج ًال أَ ِو ْام َرأَ ًة ِيف ُّ‬
‫وعا‪َ « :‬ال يَـ ْنظُُر ه‬ ‫اس َم ْرفُ ً‬‫َوِيف الرتمذي‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫َّلل‪ ،‬ال َْع ِظ ِيم‬
‫ب يـرفَـعه‪َ « :‬ك َفر ِاب هِ‬ ‫ِ‬ ‫ور ِوينَا ِمن ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫يث أيب علي احلسن بن احلسني بن دوما‪َ ،‬ع ِن الْبَـ َراء بْ ِن َعا ِز ٍ َ ْ ُ ُ‬ ‫َ ُّ ْ َ‬
‫وث‪َ ،‬وَانكِ ُح ال َْم ْرأَةِ ِيف ُدبُ ِرَها‪َ ،‬وَمانِ ُع ال هزَكاةِ‪َ ،‬وَم ْن َو َج َد َس َعةً‬ ‫اح ُر‪َ ،‬وال هديُّ ُ‬ ‫سِ‬ ‫عشرة من هذه األمة‪ :‬القا‪َ ،‬وال ه‬
‫ات‬‫ب‪َ ،‬وَم ْن نَ َك َح ذَ َ‬ ‫الس َال ِح ِم ْن أ َْه ِل ا ْحلَْر ِ‬
‫اعي ِيف ال ِْف َ ِ ِ ِ‬
‫ُت‪َ ،‬وَابئ ُع ّ‬
‫سِ‬ ‫اخلَ ْم ِر‪َ ،‬وال ه‬
‫ب ْ‬ ‫ات‪َ ،‬وََلْ َحيُ هج‪َ ،‬و َشا ِر ُ‬
‫فَ َم َ‬
‫َُْم َرٍم ِم ْنهُ» «‪. »2‬‬
‫ب‪َ :‬ح هدثَـنَا عبد هللا بن هليعة عن شرح بن هاعان‪َ ،‬ع ْن عُ ْقبَةَ بْ ِن َع ِام ٍر‪ ،‬أَ هن رسول هللا‬ ‫ال َعب ُد هِ‬
‫اَّلل بْ ُن َو ْه ٍ‬ ‫َوقَ َ ْ‬
‫اء ِيف َُمَا ِّش ِه هن‪ .‬يَـ ْع ِِن‪:‬‬
‫سَ‬
‫ِ‬
‫ملسو هيلع هللا ىلص قال‪َ « :‬ملْعُو ٌن َم ْن ََِْيت النّ َ‬
‫أَ ْد َاب َرُه هن» «‪. »3‬‬
‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫ث بْ ِن أَِيب أُسامةَ» ‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫يث أَِيب ُه َريْـ َرةَ َوابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫وِيف «مسنَ ِد ا ْحلا ِر ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َاال « َخطَبَـنَا َر ُس ُ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫آخ ُر ُخطْبَ ٍة َخطَبَـ َها ِابل َْم ِدينَ ِة حىت حلق ابهلل عز وجل‪ ،‬وظنا فيها‪ ،‬وقال‪:‬‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلهم قَـبل وفَاتِِه‪ ،‬و ِهي ِ‬
‫َ َ‬ ‫هُ َ ْ َ َ َ ْ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫«من نكح املرأة ِيف ُدب ِرَها‪ ،‬أَو رج ًال أَو صبِيًّا‪ ،‬ح ِشر يـوم ال ِْقيام ِة‪ ،‬وِرحيهُ أَنْـ ِ ِ ِ‬
‫ُت م َن ا ْجلي َفة يَـتَأَذهى به الن ُ‬
‫هاس‬ ‫ْ َ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َ ُ َُ‬ ‫ُ‬
‫وت ِم ْن َان ٍر‪َ ،‬ويُ َ‬
‫ش ُّد‬ ‫َجرهُ‪ ،‬وَال يـ ْقبل ِم ْنهُ صرفًا وَال َع ْد ًال‪ ،‬وي ْد َخل ِيف َاتب ٍ‬
‫َُ ُ ُ‬ ‫َْ َ‬ ‫اَّللُ أ ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫ط ه‬‫َحبَ َ‬
‫هار‪َ ،‬وأ ْ‬‫َح هىت يَ ْد ُخ َل الن َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َعلَْيه مسامري من انر» ‪ ،‬وقال أَبُو ُه َريْـ َرةَ‪َ :‬ه َذا ل َم ْن ََلْ يَـتُ ْ‬
‫يث ُخ َزْميَةَ بْ ِن َثبت يرفعه‪« ،‬إ ّن هللا ال يستحي ِم َن ا ْحلَِّق‪َ ،‬ال ََتْتُوا‬ ‫َصبـ َه ِاينُّ‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َوذَ َك َر أَبُو نُـ َع ْي ٍم ْاأل ْ َ‬
‫اء ِيف أَ ْع َجا ِزِه هن» «‪. »4‬‬ ‫سَ‬
‫ِ‬
‫النّ َ‬
‫شافِ ِع ُّي «أَ ْخبَـ َرِين َع ِّمي دمحم بن علي بن شافع‪ ،‬قال‪ :‬أخَبين عبد هللا ابن علي بن السائب‪َ ،‬ع ْن‬ ‫ال ال ه‬ ‫َوقَ َ‬
‫عمرو بن أحيحة بن اجلالح‪ ،‬عن خزمية ابن َثبت‪ ،‬أن‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي وصححه ابن حبان‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه ابن عساكر‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه ابن عدي يف الكامل‪.‬‬
‫(‪ )4‬ذكره يف حلية األولياء‪.‬‬

‫(‪)795/7‬‬
‫ال‪َ « :‬ح َال ٌل» ‪ ،‬فَـلَ هما َو هىل‪َ ،‬د َعاهُ‬ ‫س ِاء ِيف أَ ْد َاب ِرِه هن‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم َع ْن إتْـيَان النّ َ‬ ‫هب َ‬‫َر ُج ًال َسأ ََل النِ ه‬
‫ني أ َِم ْن ُدبُ ِرَها ِيف قُـبُلِ َها؟‬ ‫ص َفتَـ ْ ِ‬ ‫َي ْ‬
‫اخلَ ْ‬ ‫ني‪ ،‬أ َْو ِيف أ ِّ‬ ‫اخلَْرَزتَـ ْ ِ‬
‫َي ْ‬ ‫ني‪ ،‬أ َْو ِيف أ ِّ‬ ‫اخلُْربَـتَـ ْ ِ‬
‫َي ْ‬ ‫ْت‪ِ ،‬يف أ ِّ‬ ‫ف قُـل َ‬ ‫ال‪َ « :‬ك ْي َ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫اء ِيف أَ ْد َاب ِرِه هن» «‪. »7‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سَ‬ ‫فَـنَـ َع ْم‪ .‬أ َْم م ْن ُدبُ ِرَها ِيف ُدبُ ِرَها‪ ،‬فَ َال‪ ،‬إ هن ا هَّللَ َال يَ ْستَ ْحيي م َن ا ْحلَِّق‪َ ،‬ال ََتْتُوا النّ َ‬
‫ال‪َ :‬ع ِّمي ثَِقةٌ‪ ،‬وعبد هللا بن علي ثَِقةٌ‪َ ،‬وقَ ْد أَثْـ َىن َعلَى‬ ‫ول؟ فَـ َق َ‬ ‫شافِ ِع ِّي‪ :‬فَ َما تَـ ُق ُ‬ ‫يل لِل ه‬ ‫ال ال هربِ ِ‬
‫يع‪ :‬فَق َ‬ ‫ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ك ِيف ثَِقتِ ِه‪ ،‬فَـلَس ُ ِ‬ ‫ي َخ ْيـ ًرا‪ ،‬يَـ ْع ِِن عمرو بن اجلالح‪ ،‬وخزمية ِممه ْن َال يُ َ‬
‫ص فيه‪ ،‬بل أهنى‬ ‫ت أ َُر ّخ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ش ُّ‬ ‫صا ِر ِّ‬
‫ْاألَنْ َ‬
‫عنه‪.‬‬
‫ف َو ْاألَئِ هم ِة‪ ،‬فَِإنهـ ُه ْم أ ََاب ُحوا أَ ْن يَ ُكو َن‬ ‫سلَ ِ‬ ‫اإل َاب َحةُ ِم َن ال ه‬ ‫ط َعلَى َم ْن نُِق َل َع ْنهُ ِْ‬ ‫شأَ الْغَلَ ُ‬ ‫قلت‪ :‬ومن ها هنا نَ َ‬
‫س ِام ِع « ِم ْن» ِ‬ ‫ْء ِيف الْ َف ْر ِج‪ ،‬فَـيَطَأُ ِم َن ُّ‬ ‫الدبـر طَ ِري ًقا إِ َىل الْوط ِ‬
‫ب «ِيف» َوََلْ‬ ‫الدبُ ِر‪ ،‬فَا ْشتَـبَهَ َعلَى ال ه‬ ‫الدبُ ِر َال ِيف ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ ُ‬
‫شهُ‪.‬‬‫ط أَقـْبَ َح الْغَلَ ِط َوأَفْ َح َ‬ ‫ط َعلَْي ِه ُم الْغَالِ ُ‬ ‫ف َو ْاألَئِ همةُ‪ ،‬فَـغَلِ َ‬ ‫سلَ ُ‬ ‫يَظُ هن بَـ ْيـنَـ ُه َما فَـ ْرقًا‪ ،‬فَـ َه َذا اله ِذي أ ََاب َحهُ ال ه‬
‫وه هن ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫وه هن ِم ْن َح ْي ُ‬
‫اس َع ْن قَـ ْول ِه تعاىل‪ :‬فَأْتُ ُ‬ ‫ْت ابْ َن َعبه ٍ‬ ‫ال َماهد‪َ :‬سأَل ُ‬ ‫ث أ ََم َرُك ُم ه‬
‫اَّللُ قَ َ‬ ‫ال تعاىل‪ :‬فَأْتُ ُ‬ ‫َوقَ ْد قَ َ‬
‫ض‪َ .‬وقَا َل علي بن أيب طلحة‬ ‫ت أَ ْن تَـ ْعتَ ِزَهلَا يَـ ْع ِِن ِيف ا ْحلَْي ِ‬ ‫ث أ ُِم ْر َ‬‫ال‪ََ :‬تْتِ َيها ِم ْن َح ْي ُ‬ ‫ث أ ََم َرُك ُم ه‬
‫اَّللُ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َح ْي ُ‬
‫ول‪ِ :‬يف الْ َف ْر ِج‪َ ،‬وَال تَـ ْع ُدهُ إِ َىل غَ ِْريهِ‪.‬‬ ‫َع ْنهُ‪ ،‬يَـ ُق ُ‬
‫ث‪ ،‬و ُهو مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْء ِيف ُدبُ ِرَها ِم ْن َو ْج َه ْ ِ‬ ‫ت ْاآليةُ علَى ََتْ ِر ِمي الْوط ِ‬
‫ض ُع‬ ‫ح إِتْـيَانَـ َها ِيف ا ْحلَْر َ َ َ ْ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَنههُ أ ََاب َ‬‫ني‪ :‬أ َ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ ْد َدله ِ َ َ‬
‫اد ِم ْن قَـ ْولِ ِه‪ِ ( :‬م ْن حيث أمركم هللا)‬ ‫ث ُه َو ال ُْم َر ُ‬ ‫ضع ا ْحلر ِ‬ ‫ِ‬
‫ش الهذي ُه َو َم ْوض ُع ْاألَذَى‪َ ،‬وَم ْو ُ َْ‬
‫ِ‬ ‫الْولَ ِد َال ِيف ا ْحل ِ ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ََن ِش ْئـتُ ْم‪ ،‬أَ ْي‪:‬‬ ‫ال‪ :‬أ ه‬ ‫ضا ِألَنههُ قَ َ‬ ‫ََن ِش ْئـتُ ْم وإتياهنا يف قلبها ِم ْن ُدبُ ِرَها ُم ْستَـ َفا ٌد ِم َن ْاآليَِة أَيْ ً‬ ‫قال‪ :‬فَأْتُوا َح ْرثَ ُك ْم أ ه‬
‫ِم ْن أَيْن ِش ْئـتُم ِم ْن أَم ٍام أ َْو ِم ْن َخل ٍ‬
‫ج‪.‬‬ ‫ال ابْ ُن عباس‪ :‬فأتوا حرثكم‪ ،‬يَـ ْع ِِن‪ :‬الْ َف ْر َ‬ ‫ْف‪ .‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫الال ِزِم‬‫ش اله ِذي ُه َو َُمَ ُّل ْاألَ َذى ه‬ ‫ض‪ ،‬فَ َما الظه ُّن ِاب ْحلُ ِّ‬ ‫َج ِل ْاألَ َذى ال َْعا ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫ْء ِيف الْ َف ْر ِج أل ْ‬ ‫اَّللُ َح هرَم ال َْوط َ‬‫َوإِ َذا َكا َن ه‬
‫الص ْبـي ِ‬
‫ِ‬ ‫ض ِالنْ ِقطَ ِاع النهس ِل وال هذ ِريع ِة الْ َق ِريب ِة ِج ًّدا ِمن أَ ْداب ِر النِّ ِ‬ ‫مع ِزاي َدةِ الْم ْف ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ساء إِ َىل أَ ْد َاب ِر ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫س َدة ِابلتـ َ‬
‫هع ُّر ِ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن حبان‪.‬‬

‫(‪)791/7‬‬

‫ِ‬ ‫وأَي ً ِ ِ‬
‫ص ُل‬ ‫ضي َوطََرَها‪َ ،‬وَال ُحيَ ِّ‬ ‫ت ح هق َها‪ ،‬وَال يـ ْق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ضا‪ :‬فَلل َْم ْرأَة َح ٌّق َعلَى ال هزْو ِج ِيف الْ َوطْء‪َ ،‬وَوط ُْؤ َها ِيف ُدبُ ِرَها يُـ َف ِّو ُ َ‬ ‫َْ‬
‫ود َها‪.‬‬
‫ص َ‬‫َم ْق ُ‬
‫الدبـر ََل يـتَـهيهأْ ِهلََذا الْعم ِل‪ ،‬وََل ُخيْلَ ْق لَهُ‪ ،‬وإمنا الذي هىيء لَهُ الْ َفرج‪ ،‬فَالْع ِ‬
‫ادلُو َن َع ْنهُ إِ َىل ُّ‬
‫الدبُ ِر‬ ‫ُْ َ‬ ‫ََ َ ْ‬ ‫ضا «فَِإ هن ُّ ُ َ ْ َ َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اَّلل و َشر ِع ِه َِ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫َج ًيعا‪.‬‬ ‫َخا ِر ُجو َن َع ْن ح ْك َمة ه َ ْ‬
‫َطبه ِاء ِم َن الْ َف َال ِس َف ِة َوغَ ِْريِه ْم‪ِ ،‬ألَ هن لِ ْل َف ْر ِج‬‫ض ٌّر ِاب ُّلرج ِل‪ ،‬وِهل َذا يـ ْنـهى َع ْنه عُ َق َالء ْاأل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ََ َ َ ُ‬ ‫كم ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا‪ :‬فَِإ هن َذل َ ُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اجتِ َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ِة ال هر ُج ِل ِم ْنهُ‪َ ،‬وال َْوطْءُ ِيف ُّ‬ ‫اصيهةً ِيف اجتِ َذ ِ ِ‬
‫َجي ِع‬ ‫اب َِ‬ ‫ني َعلَى ْ‬ ‫الدبُ ِر َال يُع ُ‬ ‫اب ال َْماء ال ُْم ْحتَـ َق ِن َوَر َ‬ ‫ْ‬ ‫َخ ِّ‬
‫ج ُك هل ال ُْم ْحتَـ َق ِن لِ ُم َخالََفتِ ِه لِ ِْل َْم ِر الطهبِ ِيع ِّي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ال َْماء‪َ ،‬وَال ُخيْ ِر ُ‬
‫ات ُم ْت ِعبَ ٍة ِج ًّدا لِ ُم َخالََفتِ ِه لِلطهبِ َيع ِة‪.‬‬ ‫آخر‪ ،‬و ُهو إِ ْحواجهُ إِ َىل حرَك ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ضا‪ :‬ي ُ ِ‬
‫ََ‬ ‫ض ُّر م ْن َو ْجه َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َوأَيْ ً َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫سهُ‪.‬‬‫هج ِو‪ ،‬فَـيَ ْستَـ ْقبلُهُ ال هر ُج ُل ب َو ْج ِهه‪َ ،‬ويَُالب ُ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ َُمَ ُّل الْ َق َذ ِر َوالن ْ‬
‫َوأَيْ ً‬
‫يب بَ ِعي ٌد َع ِن ال ِطّبَ ِاع‪ُ ،‬منَافِ ٌر َهلَا غَايَةَ ال ُْمنَافَـ َرةِ‪.‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ض ُّر ِابل َْم ْرأَة ج ًّدا‪ ،‬ألَنههُ َوا ِرٌد غَ ِر ٌ‬ ‫ضا «فَِإنههُ يَ ُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اع ِل والْم ْفعُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ ُْحي ِد ُ‬
‫ول‪.‬‬ ‫ث ا ْهلَ هم َوالْغَ هم‪َ ،‬والنُّـ ْف َرَة َع ِن الْ َف َ َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫صريُ َعلَْي ِه‬ ‫شةً تَ ِ‬ ‫سو ال َْو ْجهَ َو ْح َ‬ ‫ْب‪َ ،‬ويَ ْك ُ‬ ‫ور الْ َقل ِ‬ ‫س نُ َ‬
‫ِ‬
‫ص ْد َر‪َ ،‬ويَطْم ُ‬ ‫س ِّو ُد ال َْو ْجهَ‪َ ،‬ويُظْلِ ُم ال ه‬ ‫َوأَيْ ً ِ‬
‫ضا‪ :‬فَإنههُ يُ َ‬
‫اس ٍة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الس ِ‬ ‫ِ‬
‫يماء يَـ ْع ِرفُـ َها َم ْن لَهُ أَ ْد ََن ف َر َ‬‫َك ّ َ‬
‫ِ‬ ‫وجب النُّـ ْفرةَ والتـهباغُض ال ه ِ‬
‫ول‪َ ،‬وَال بُ هد‪.‬‬ ‫اع ِل والْم ْفعُ ِ‬
‫ني الْ َف َ َ‬ ‫شدي َد‪َ ،‬والتهـ َقاطُ َع بَـ ْ َ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ يُ ِ ُ َ َ َ َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫اَّللُ ِابلتـ ْهوبَِة‬ ‫ح‪ ،‬إِهال أَ ْن يَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ضا فَِإنهه يـ ْف ِس ُد ح َ ِ‬
‫اء ه‬ ‫شَ‬ ‫ص َال ٌ‬ ‫اد يُـ ْر َجى بَـ ْع َدهُ َ‬ ‫ادا َال يَ َك ُ‬ ‫سً‬‫ال الْ َفاع ِل َوال َْم ْفعُول فَ َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَيْ ً ُ ُ‬
‫وح‪.‬‬
‫هص ِ‬
‫الن ُ‬
‫ب ِابل َْم َودهةِ بَـ ْيـنَـ ُه َما‪َ ،‬ويُـ ْب ِد ُهلَُما ِهبَا‬ ‫اس ِن ِم ْنـ ُهما‪ ،‬وي ْكس ُ ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ ي ْذ َهب ِابلْمح ِ‬
‫وُهَا ض هد َها‪َ ،‬ك َما يَ ْذ َه ُ‬ ‫َ ََ ُ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ضا َوتَ َالعُنًا‪.‬‬
‫تَـبَاغُ ً‬
‫ب الله ْعنَةَ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َسب ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اب َزَوال النّ َع ِم‪َ ،‬و ُحلُول النَّق ِم‪ ،‬فَِإنههُ يُوج ُ‬‫ضا‪ :‬فَِإنههُ م ْن أَ ْك ََِب أ ْ َ‬‫َوأَيْ ً‬

‫(‪)791/7‬‬

‫اعلِ ِه‪َ ،‬و َع َد َم نَظَ ِرهِ إِلَْي ِه‪ ،‬فَأَ ه‬‫اضه عن فَ ِ‬ ‫ت ِمن هِ‬
‫ي َخ ٍْري يَـ ْر ُجوهُ بَـ ْع َد َه َذا‪َ ،‬وأَ ه‬
‫ي َش ٍّر ََ َْمنُهُ‪،‬‬ ‫اَّلل‪َ ،‬وإِ ْع َر َ ُ َ ْ‬ ‫َوال َْم ْق َ َ‬
‫ض َع ْنهُ بَِو ْج ِه ِه‪َ ،‬وََلْ يَـ ْنظُْر إِلَْي ِه‪.‬‬ ‫ت علَي ِه لَعنةُ هِ‬
‫اَّلل َوَم ْقتُهُ‪َ ،‬وأَ ْع َر َ‬ ‫ف َحيَاةُ َع ْب ٍد قَ ْد َحله ْ َ ْ ْ َ‬ ‫َوَك ْي َ‬
‫يح‪،‬‬ ‫ِ‬
‫س َن الْ َقب َ‬ ‫وب فَِإذَا فَـ َق َد َها الْ َقل ُ‬ ‫ب ِاب ْحلَيَ ِاء َُجْلَةً‪َ ،‬وا ْحلَيَاءُ ُه َو َحيَاةُ الْ ُقلُ ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ يَ ْذ َه ُ‬
‫استَ ْح َ‬
‫ْب‪ْ ،‬‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ِ ٍ ِ‬
‫ادهُ‪.‬‬‫سُ‬ ‫استَ ْح َك َم فَ َ‬ ‫س َن‪َ ،‬وحينَئِذ فَـ َقد ْ‬ ‫استَـ ْقبَ َح ا ْحلَ َ‬
‫َو ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َش ْيـئًا ِم َن‬
‫ب ه‬ ‫سا َن َع ْن طَْب ِع ِه إِ َىل طَْب ٍع ََلْ يُـرّكِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ج ِْ‬
‫اإل‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫خي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ه‬
‫اَّلل‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ب‬ ‫اع َع هما ره‬
‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ب‬
‫َ‬‫ّ‬‫ضا‪ :‬فَِإنهه ُِحييل ال ِ‬
‫ط‬ ‫ُ ُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫يب ِحينَئِ ٍذ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪َ ،‬وال َْع َم ُل‪َ ،‬وا ْهلَُدى‪ ،‬فَـيَ ْستَط ُ‬ ‫س الْ َقل ُ‬ ‫ه‬
‫س الط ْب ُع انْـتَ َك َ‬
‫ِ ِ‬
‫وس‪َ ،‬وإذَا نُك َ‬
‫ِ‬
‫ا ْحلَيَـ َوان‪ ،‬بَ ْل ُه َو طَْب ٌع َم ْن ُك ٌ‬
‫س ُد َحالُهُ َو َع َملُهُ َوَك َال ُمهُ بِغَ ِْري ا ْختِيَا ِرهِ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَبِ َ ِ‬
‫يث م َن ْاألَ ْع َمال َوا ْهلَْيـئَات َويَـ ْف ُ‬ ‫ْ‬
‫اح ِة َوا ْجلُْرأَةِ َما َال يُوِرثُهُ ِس َواهُ‪.‬‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنهه يوِر ُ ِ‬
‫ث م َن ال َْوقَ َ‬ ‫ُُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ارةِ َما َال يُوِرثُهُ غَْيـ ُرهُ‪.‬‬ ‫ث ِمن الْم َهانَِة و ِ ِ‬
‫الس َفال َوا ْحلََق َ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإنههُ يُوِر ُ َ َ َ ّ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫هاس لَه‪ ،‬واحتِ َقا ِرِهم إِ هايهُ‪ ،‬واستِ ِ‬ ‫ت والْبـ ْغ َ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صغَا ِره ْم لَهُ‬‫َ ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ضاء‪َ ،‬وا ْزد َراء الن ِ ُ َ ْ‬ ‫سو ال َْع ْب َد م ْن ُحلهة ال َْم ْق َ َ‬ ‫َوأَيْ ً ِ‬
‫ضا‪ :‬فَإنههُ يَ ْك ُ‬
‫اء بِ ِه‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫س فَص َالةُ هِ‬ ‫شَ ِ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآلخ َرة ِيف َه ْديه َواتّبَ ِاع َما َج َ‬
‫ادةُ ُّ‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَى َم ْن َس َع َ‬ ‫اه ٌد ِاب ْحل ِّ َ‬ ‫َما ُه َو ُم َ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآل ِخ َرةِ ِيف ُخمَالََف ِة هديه وما جاء به‪.‬‬
‫َو َه َال ُك ُّ‬
‫ص ٌل‬‫فَ ْ‬
‫هار َش ْر ًعا‪:‬‬
‫ار طَْبـ ًعا‪ .‬فَالض ُّ‬‫ض ٌّ‬ ‫ار َش ْر ًعا‪َ ،‬و َ‬‫ض ٌّ‬
‫ان‪َ :‬‬ ‫هار‪ :‬نَـو َع ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْجل َماعُ الض ُّ ْ‬
‫الال ِزِم‪َ ،‬كتَ ْح ِر ِمي ِْ‬
‫اإل ْح َر ِام‪،‬‬ ‫ف ِم َن ه‬ ‫َخ ُّ‬‫ض ِم ْنهُ أ َ‬
‫هح ِرميُ الْ َعا ِر ُ‬
‫ض‪َ .‬والت ْ‬‫ض َها أَ َش ُّد ِم ْن بَـ ْع ٍ‬
‫ب بَـ ْع ُ‬ ‫ِ‬
‫ال ُْم َح هرُم‪َ ،‬و ُه َو َم َرات ُ‬
‫اف‪ ،‬وََتْ ِر ِمي الْمظَاه ِر ِم ْنـها قَـبل الته ْك ِف ِري‪ ،‬وََتْ ِر ِمي وط ِ‬
‫ك‪َ ،‬وِهلََذا َال َح هد‬ ‫ض َوَْْن ِو َذلِ َ‬‫ْء ا ْحلَائِ ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َْ‬ ‫َ‬
‫الصي ِام‪ ،‬و ِاال ْعتِ َك ِ‬
‫َو ّ َ َ‬
‫ِ‬
‫ِيف َه َذا ا ْجلِ َم ِاع‪.‬‬
‫ات ال َْم َحا ِرِم‪ ،‬فَـ َه َذا ِم ْن‬
‫ان‪ .‬نَـوعٌ َال سبِيل إِ َىل ِحلِّ ِه الْبـتهةَ‪َ ،‬ك َذو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫الال ِزم‪ :‬فَـنَـو َع ِ‬
‫َوأَ هما ه ُ ْ‬

‫(‪)799/7‬‬

‫َْحَ َد بْ ِن َح ْنـبَ ٍل َرِْحَهُ ه‬


‫اَّللُ َوغَ ِْريهِ‪َ ،‬وفِ ِيه‬ ‫ب الْ َق ْت َل َح ًّدا ِع ْن َد طَائَِف ٍة ِم َن الْعُلَ َم ِاء‪َ ،‬كأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫أَ ِ‬
‫َض ِّر ا ْجل َم ِاع‪َ ،‬و ُه َو يُوج ُ‬
‫ت [‪. ]7‬‬ ‫يث َم ْرفُوعٌ ََثبِ ٌ‬ ‫َح ِد ٌ‬
‫ان‪ .‬ح ٌّق ِهِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجنَبِيه ِة‪ ،‬فَِإ ْن َكانَ ْ‬ ‫ِ‬
‫َّلل‪َ ،‬و َح ٌّق‬ ‫ات َزْو ٍج‪ ،‬فَفي َوطْئ َها َح هق َ‬ ‫ت ذَ َ‬ ‫هاين‪َ :‬ما ميُْك ُن أَ ْن يَ ُكو َن َح َال ًال‪َ ،‬ك ْاأل ْ‬ ‫َوالث ِ‬
‫ار فِ ِيه‬ ‫صَ‬ ‫ك َ‬ ‫ار بِ َذلِ َ‬ ‫ْح ُق ُه ُم ال َْع ُ‬
‫ب يَـل َ‬
‫ٍ‬ ‫ِِ‬
‫ت ُم ْك َرَهةً‪ ،‬فَفيه ثََالثَةُ ُح ُقوق‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َهلَا أ َْه ٌل َوأَقَا ِر ُ‬ ‫لِل هزْو ِج‪ .‬فَِإ ْن َكانَ ْ‬
‫ب َد َر َجاتِِه ِيف‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬ ‫ات َُْمرٍم ِم ْنهُ‪ ،‬صار فِ ِيه َمخْسةُ ح ُق ٍ‬ ‫وق‪ ،‬فَِإ ْن َكانَ ْ‬ ‫أَربـ َعةُ ح ُق ٍ‬
‫ض هرةُ َه َذا النـ ْهو ِع حبَ َ‬ ‫وق‪ .‬فَ َم َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫ت َذ َ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫هح ِر ِمي‪.‬‬
‫الت ْ‬
‫ار بِ َك ِميهتِ ِه َك ِْ ِ‬ ‫ار بِ َك ْي ِفيهتِ ِه َك َما تَـ َق هد َم‪َ ،‬ونَـ ْوعٌ َ‬ ‫هار طَْبـعا‪ ،‬فَـنَـو َع ِ‬
‫اإل ْكثَا ِر م ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ‬ ‫ض ٌّ ّ‬ ‫ض ٌّ‬‫ضا‪ :‬نَـ ْوعٌ َ‬ ‫ان أَيْ ً‬ ‫َوأَ هما الض ُّ ً ْ‬
‫ص َر وسائر القوى‪،‬‬ ‫ف الْبَ َ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫ُّج‪َ ،‬ويُ ْ‬
‫شن َ‬ ‫شةَ‪َ ،‬والْ َفالِ َج‪َ ،‬والته َ‬ ‫ث ال هر ْع َ‬ ‫ب‪َ ،‬و ُْحي ِد ُ‬ ‫صِ‬ ‫ض ُّر ِابل َْع َ‬
‫ط الْ ُق هوةَ‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫يُ ْس ِق ُ‬
‫ت ال ُْم ْؤِذيَِة‪.‬‬ ‫ض َال ِ‬‫ي‪َ ،‬وَْجي َعلُ َها ُم ْستَ ِع هدةً لِ ْل َف َ‬ ‫ِ‬
‫ويطفىء ا ْحلََر َارةَ الْغَ ِري ِزيهةَ‪َ ،‬ويُـ َو ّس ُع ال َْم َجا ِر َ‬
‫ف ا ْحلَا هر‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫وع‪ ،‬فَِإنههُ يُ ْ‬ ‫ان ُم ْعتَ ِد ٍل َال َعلَى ُج ٍ‬ ‫ض ِام ال ِْغ َذ ِاء ِيف الْم ِع َدةِ وِيف َزم ٍ‬ ‫َوأَنْـ َف ُع أ َْوقَاتِِه‪َ ،‬ما َكا َن بَـ ْع َد ْاهنِ َ‬
‫َ َ َ‬
‫هام‪َ ،‬وَال ا ْستِ ْف َر ٍاغ َوَال‬ ‫ب‪َ ،‬وَال إِثْـر َْح ٍ‬
‫َ‬ ‫ضا َش ِدي َدةً‪َ ،‬وَال َعلَى تَـ َع ٍ‬ ‫ب أ َْم َرا ً‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪َ ،‬وَال َعلَى شبَ ٍع‪ ،‬فَِإنههُ يُوج ُ‬ ‫الْغَ ِري ِز ه‬
‫اينّ َكالْغَ ِّم َوا ْهلَِّم َوا ْحلُْز ِن َو ِش هدةِ الْ َف َر ِح‪.‬‬
‫س ٍِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫انْف َعال نَـ ْف َ‬
‫ِ‬ ‫ام الطه َع ِام‪ ،‬مُه يَـغْتَ ِس ُل أ َْو يَـتَـ َو ه‬ ‫ف ْاهنِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ام‬
‫ام َعلَْيه‪َ ،‬ويَـنَ ُ‬ ‫ضأُ‪َ ،‬ويَـنَ ُ‬ ‫ضَ‬ ‫اد َ‬‫صَ‬ ‫َج َو ُد أ َْوقَاته بَـ ْع َد َه ِزي ٍع م َن اللهْي ِل إِذَا َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ض هرةٌ جدا‪.‬‬ ‫ضةَ َع ِقبهُ‪ ،‬فَِإنهـ َها م ِ‬ ‫اج ُع إِلَْي ِه قُـ َواهُ‪َ ،‬ولْيَ ْح َذ ِر ا ْحلََرَكةَ َو ِّ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫الرَاي َ َ‬ ‫َعقبَهُ‪ ،‬فَـتَـ َر َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف ِع َال ِج ال ِْع ْش ِق‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫اض ِيف ذَاتِِه وأ ِ ِ ِ‬ ‫ْب‪ُ ،‬خمَالِ ٌ ِ‬ ‫ض ِم ْن أ َْم َر ِ‬
‫َسبَابِه َوع َال ِجه‪َ ،‬وإِذَا ََتَ هك َن َو ْ‬
‫استَ ْح َك َم َع هز‬ ‫َ ْ‬ ‫سائِ ِر ْاأل َْم َر ِ‬‫فلَ‬ ‫اض الْ َقل ِ‬ ‫َه َذا َم َر ٌ‬
‫هاس‪ِ :‬م َن‬
‫ني ِم َن الن ِ‬ ‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ ِيف كِتَابِ ِه َع ْن طَائَِفتَـ ْ ِ‬
‫يل َدا ُؤهُ‪َ ،‬وإِ همنَا َح َكاهُ ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َعلَى ْاألَطبهاء دواؤه‪ ،‬وأعىي ال َْعل َ‬
‫ان‪ ،‬فَ َح َكاهُ َع ِن‬‫ان الْمر َد ِ‬ ‫اق ِّ ِ‬
‫الص ْبـيَ ُ ْ‬
‫شِ‬ ‫س ِاء‪َ ،‬وعُ ه‬ ‫ِ‬
‫النّ َ‬
‫(‪)799/7‬‬

‫ت ال َْم َالئِ َكةُ لُوطًا‪:‬‬ ‫ال تَـع َاىل إِ ْخبارا َع ْنـ ُهم لَ هما جاء ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ًَ‬ ‫ف‪َ ،‬و َح َكاهُ َع ْن قَـ ْوم لُوط‪ ،‬فَـ َق َ َ‬ ‫وس َ‬ ‫ْام َرأَة ال َْع ِزي ِز ِيف َشأْن يُ ُ‬
‫اَّلل وال ُختْز ِ‬ ‫ض ْي ِفي فَال تَـ ْف َ ِ‬ ‫هؤ ِ‬ ‫قال إِ هن ُ‬ ‫جاء أ َْه ُل ال َْم ِدينَ ِة يَ ْستَـ ْب ِش ُرو َن َ‬
‫ك‬‫ون قالُوا أ ََوََلْ نَـ ْنـ َه َ‬ ‫ض ُحون َواتهـ ُقوا هَ َ ُ‬ ‫الء َ‬ ‫َو َ‬
‫ني لَ َع ْم ُر َك إِنهـ ُه ْم لَِفي َس ْك َرِهتِ ْم يَـ ْع َم ُهو َن «‪. »7‬‬ ‫ِِ‬
‫نايت إِ ْن ُك ْنـتُ ْم فاعل َ‬ ‫الء بَ ِ‬‫هؤ ِ‬ ‫قال ُ‬ ‫ني‪َ ،‬‬ ‫َع ِن الْعالَ ِم َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ح هق قَ ْد ِرهِ أَنههُ ابْـتُلِي بِ ِه ِيف َشأ ِ‬ ‫ول هِ‬ ‫ض َم ْن ََلْ يُـ َق ِّد ْر َر ُس َ‬
‫ْن زينب‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َوأَ هما َما َز َع َمهُ بَـ ْع ُ‬
‫ول لَِزيْ ِد بْ ِن َحا ِرثَةَ‪:‬‬ ‫ت بَِق ْلبِ ِه‪َ ،‬و َج َع َل يَـ ُق ُ‬ ‫َخ َذ ْ‬ ‫وب» ‪َ .‬وأ َ‬ ‫ب الْ ُقلُ ِ‬ ‫ال « ُس ْب َحا َن ُم َقلِّ ِ‬ ‫آها فَـ َق َ‬‫بنت جحش‪َ ،‬وأَنههُ َر َ‬
‫ك َواته ِق‬ ‫ك َزْو َج َ‬ ‫ك َعلَْي َ‬ ‫ت َعلَْي ِه أ َْم ِس ْ‬ ‫ول لِله ِذي أَنْـ َع َم ه‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َوأَنْـ َع ْم َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه‪َ :‬وإِ ْذ تَـ ُق ُ‬
‫أ َْم ِس ْك َها َح هىت أَنْـ َز َل ه‬
‫اع ُم أَ هن ذَلِ َ‬ ‫اَّلل أَح ُّق أَ ْن َختْشاه «‪ ، »2‬فَظَ هن ه َذا ال هز ِ‬ ‫اَّللُ ُم ْب ِد ِيه َوَختْ َ‬ ‫اَّللَ َو ُختِْفي ِيف نَـ ْف ِس َ‬
‫ك‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫هاس َو هُ َ‬ ‫شى الن َ‬ ‫ك‪َ ،‬ما ه‬ ‫ه‬
‫ض ُه ْم كِتَ ًااب ِيف ال ِْع ْش ِق‪َ ،‬وذَ َك َر فِ ِيه ِع ْش َق ْاألَنْبِيَ ِاء‪َ ،‬وذََك َر َه ِذهِ ال َْواقِ َعةَ‪َ ،‬و َه َذا ِم ْن‬ ‫هف بَـ ْع ُ‬ ‫صن َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ِيف َشأْن الْع ْش ِق‪َ ،‬و َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّلل َما َال َْحيتَ ِملُهُ‪َ ،‬ونِ ْسبَتِ ِه َر ُس َ‬ ‫آن وِاب ُّلرس ِل‪ ،‬وََتْ ِميلِ ِه َك َالم هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َج ْه ِل َه َذا الْ َقائ ِل ِابلْ ُق ْر َ ُ َ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ت َزيْ ِد بْ ِن َحا ِرثَةَ‪َ ،‬وَكا َن َر ُس ُ‬ ‫ت ََتْ َ‬ ‫اَّللُ ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإ هن زينب بنت جحش َكانَ ْ‬ ‫َو َسله َم إِ َىل َما بَـ هرأَهُ ه‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ش َاوَر َر ُس َ‬ ‫ت زينب فِ َيها َمشَ ٌم َوتَـ َرفُّ ٌع َعلَْي ِه‪ ،‬فَ َ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم قَ ْد تَـبَـنهاهُ‪َ ،‬وَكا َن يُ ْد َعى زيد بن دمحم‪َ ،‬وَكانَ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم‪« :‬أمسك عليك زوجك واتّق‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف طََالقِ َها‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صلهى ه‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال لَهُ َر ُس ُ‬ ‫َ‬
‫ج ْام َرأَةَ ابْنِ ِه‪ِ ،‬ألَ هن‬ ‫شى ِم ْن قَالَ ِة الن ِ‬
‫هاس أَنههُ تَـ َزهو َ‬ ‫هللا» َوأَ ْخ َفى ِيف نَـ ْف ِس ِه أَ ْن يَـتَـ َزهو َج َها إِ ْن طَله َق َها زيد‪َ ،‬وَكا َن َخيْ َ‬
‫ت لَهُ‪َ ،‬وِهلََذا‬ ‫هاس الهِيت َوقَـ َع ْ‬ ‫اخلَ ْشيَةُ ِم َن الن ِ‬ ‫زيدا َكا َن يُ ْد َعى ابْـنَهُ‪ ،‬فَـ َه َذا ُه َو اله ِذي أَ ْخ َفاهُ ِيف نَـ ْف ِس ِه‪َ ،‬و َه ِذهِ ِه َي ْ‬
‫هاس‬
‫شى الن َ‬ ‫ذَ َك َر ُس ْب َحانَهُ َه ِذهِ ْاآليَةَ يُـ َع ِّد ُد فِ َيها نِ َع َمهُ َعلَْي ِه َال يُـ َعاتِبُهُ فِ َيها‪َ ،‬وأَ ْعلَ َمهُ أَنههُ َال يَـ ْنـبَ ِغي لَهُ أَ ْن َخيْ َ‬
‫َج ِل قَـ ْوِل النه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اس‪ ،‬مُه أَ ْخبَـ َرهُ أَنههُ‬ ‫َحلههُ لَهُ أل ْ‬ ‫ج َما أ َ‬ ‫شاهُ‪ ،‬فَ َال يَـتَ َح هر ُ‬ ‫َح ُّق أَ ْن َخيْ َ‬ ‫اَّللُ لَهُ‪َ ،‬وأَ هن ه‬
‫اَّللَ أ َ‬ ‫َح هل ه‬ ‫يما أ َ‬ ‫فَ‬
‫ج ال هر ُج ُل ِاب ْم َرأَةِ ابْنِ ِه ِم َن‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫سبحانَه زهوجه إِ هايها بـع َد قَ َ ِ‬
‫ك‪َ ،‬ويَـتَـ َزهو َ‬‫ي أُهمتُهُ بِ ِه ِيف ذَلِ َ‬ ‫ضاء زيد َوطََرهُ م ْنـ َها لتَـ ْقتَد َ‬ ‫ُْ َ ُ َ َ ُ َ َ ْ‬
‫التهـبَـ ِِّن‪َ ،‬ال ْام َرأَةِ ابْنِ ِه لصلبه «‪ »3‬وهلذا قال يف آية‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬احلجر‪.11 -19 -‬‬
‫(‪ )2‬األحزاب‪.31 -‬‬
‫(‪ )3‬ال صحة هلذا احلديث‪.‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫ورةِ‪:‬‬ ‫ال ِيف َه ِذهِ ُّ‬ ‫َصالبِ ُك ْم «‪َ . »7‬وقَ َ‬ ‫التحرمي‪ :‬وحالئِل أَبنائِ ُكم اله ِذ ِ‬
‫الس َ‬ ‫ين م ْن أ ْ‬ ‫ََ ُ ْ ُ َ‬
‫ياء ُك ْم أَبْناءَ ُك ْم ذلِ ُك ْم قَـ ْولُ ُك ْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح ٍد ِم ْن ِرجالِ ُك ْم «‪َ »2‬وقَ َ‬
‫ال ِيف أ هَوهلَا‪َ :‬وما َج َع َل أَ ْدع َ‬ ‫َما كا َن ُُمَ هم ٌد أَاب أ َ‬
‫اعنِني َع ْنه‪ ،‬وِاب هِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫واه ُكم «‪ . »3‬فتأمل هذا الذي َعن رس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َّلل‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َو َدفْ َع طَ ْع ِن الطه َ ُ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫ّ‬ ‫ِأبَفْ ْ‬
‫التـ ْهوفِ ُ‬
‫يق‪.‬‬
‫ض َي ه‬ ‫ب نِساءهُ‪ ،‬وَكا َن أَحبهـ ُه ُّن إِلَْي ِه عائشة ر ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ ه ِ‬ ‫نَـعم َكا َن رس ُ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها‪َ ،‬وََلْ تَ ُك ْن‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم ُحي ُّ َ َ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬
‫ض‬‫هخ ًذا ِم ْن أ َْه ِل ْاأل َْر ِ‬‫ت مت ِ‬
‫ال‪« :‬لَ ْو ُك ْن ُ ُ‬ ‫ص هح أَنههُ قَ َ‬
‫ب‪ ،‬بَ ْل َ‬
‫ِِ‬ ‫تَـبـلُ ُغ َُمَبهـتُهُ َهلَا وَال ِأل ٍ ِ‬
‫َحد س َوى َربِّه هنَايَةَ ا ْحلُ ِّ‬
‫َ َ‬ ‫ْ‬
‫الرْحن» «‪. »5‬‬ ‫خليال ألغذت أَاب ب ْك ٍر َخلِ ًيال» «‪ . »4‬وِيف لَْف ٍظ‪« :‬وإِ هن ِ‬
‫صاحبَ ُك ْم خليل ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫ضةُ بِغَ ِْريهِ َع ْنهُ‪ ،‬فَِإذَا‬
‫ضةُ َع ْنهُ‪ ،‬الْ ُمتَـ َع ِّو َ‬ ‫الصوِر إِ همنَا تُـبـتـلَى بِِه الْ ُقلُوب الْ َفا ِرغَةُ ِمن َُمَبه ِة هِ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل‪ ،‬ال ُْم ْع ِر َ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫َوع ْش ُق ُّ َ‬
‫ال تَـ َع َاىل ِيف َح ِّق‬ ‫الص َوِر‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬ ‫ض ِع ْش ِق ُّ‬ ‫ك َع ْنهُ َم َر َ‬ ‫ش ْو ِق إِ َىل لَِقائِِه‪َ ،‬دفَ َع َذلِ َ‬ ‫اَّلل َوال ه‬ ‫امت َِلَ الْ َقلْب ِمن َُمَبه ِة هِ‬
‫ُ ْ‬ ‫َْ‬
‫ف‪ ، ]24 :‬فَ َد هل َعلَى أَ هن‬ ‫وس َ‬ ‫باد َان الْم ْخلَ ِ‬ ‫السوء والْ َفحشاء إِنههُ ِمن ِع ِ‬ ‫ص ِر َ‬ ‫ف‪َ :‬كذلِ َ ِ‬
‫ني [يُ ُ‬ ‫صَ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ف َع ْنهُ ُّ َ َ ْ َ‬ ‫ك لنَ ْ‬ ‫وس َ‬‫يُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وء والْ َفح َ ِ‬ ‫اإل ْخ َالص سبب لِ َدفْ ِع ال ِْع ْش ِق وما يـتـرتهب علَي ِه ِمن ُّ ِ‬
‫ف‬‫ص ْر ُ‬‫يجتُهُ‪ ،‬فَ َ‬ ‫شاء الهِيت ه َي ََثََرتُهُ َونَت َ‬ ‫الس َ ْ‬ ‫َ َ ََ َ ُ َ ْ َ‬ ‫َ ََ ٌ‬ ‫ِْ‬
‫ْب فَار ٍِغ‪ ،‬يَـ ْع ِِن فَا ِرغًا ِممها ِس َوى‬ ‫ف‪ :‬ال ِْع ْش ُق َحرَكةُ قَـل ٍ‬
‫َ‬
‫سلَ ِ‬‫ض ال ه‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫سبَبِ ِه‪َ ،‬وِهلََذا قَ َ‬ ‫فلَ‬
‫ب صر ٌ ِ‬
‫سبه ِ َ ْ‬ ‫ال ُْم َ‬
‫َي‪ :‬فَا ِرغًا ِم ْن ُك ِّل َش ْي ٍء إِهال ِم ْن‬ ‫كاد ْ ِ ِ‬
‫ت لَتُـ ْبدي بِه أ ْ‬ ‫ؤاد أُِّم ُموسى فا ِرغاً إِ ْن َ‬ ‫َصبَ َح فُ ُ‬ ‫ال تَـ َع َاىل‪َ :‬وأ ْ‬ ‫شوقِ ِه‪ .‬قَ َ‬ ‫َم ْع ُ‬
‫وسى لَِف ْر ِط َُمَبهتِ َها لَهُ‪َ ،‬وتَـ َعلُّ ِق قَـ ْلبِ َها بِ ِه‪.‬‬‫ُم َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النساء‪.23 -‬‬
‫(‪ )2‬األحزاب‪.41 -‬‬
‫(‪ )3‬األحزاب‪.4 -‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري يف فضائل أصحاب النب صلّى هللا عليه وسلم‪ ،‬ورواه مسلم يف فضائل الصحابة‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه مسلم يف فضائل الصحابة‪.‬‬
‫(‪)217/7‬‬

‫وق‪ ،‬وطَم ٍع ِيف الْوص ِ ِ‬ ‫ان لِلْم ْع ُ ِ‬ ‫استِ ْح ٍ‬ ‫وال ِْع ْش ُق مرهك ِ‬
‫َح ُد ُُهَا انْـتَـ َفى‬ ‫ول إِلَْيه‪ ،‬فَ َم َىت انْـتَـ َفى أ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ش َ َ‬ ‫س َ‬ ‫ب م ْن أ َْم َريْ ِن‪َ ْ :‬‬ ‫َُ ٌ‬ ‫َ‬
‫ب َع ْن ِذ ْك ِرهِ إِ َىل‬ ‫ت ِعلهةُ ال ِْع ْش ِق َعلَى َكثِ ٍري ِمن الْعُ َق َال ِء وتَ َكلهم فِ َيها بَـ ْع ُ ِ‬ ‫ال ِْع ْش ُق‪َ ،‬وقَ ْد أَ ْعيَ ْ‬
‫ض ُه ْم ب َك َالٍم يُـ ْرغَ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اب‪.‬‬‫ص َو ِ‬ ‫ال ه‬
‫ني ْاألَ ْشبَاهِ‪،‬‬ ‫ب والتهآلُ ِ‬ ‫اَّلل‪َ -‬ع هز َو َج هل‪ِ -‬يف َخل ِْق ِه َوأ َْم ِرهِ َعلَى ُوقُ ِ‬ ‫ت ِح ْكمةُ هِ‬ ‫فَـنَـ ُق ُ ِ‬
‫ف بَـ ْ َ‬ ‫اس ِ َ‬ ‫وع التـهنَ ُ‬ ‫استَـ َق هر ْ َ‬ ‫ول‪ :‬قَد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫اب ال ه ِ‬ ‫و ِْ‬
‫از ِج‬
‫هم ُ‬ ‫ش ْيء إِ َىل ُم َوافقه َو َُمَانسه ِابلطهْب ِع‪َ ،‬و ُه ُروبه م ْن ُخمَالفه‪َ ،‬ونُـ ْف َرته َع ْنهُ ِابلطهْب ِع‪ ،‬فَس ُّر الت َ‬ ‫اْن َذ ِ‬ ‫َ‬
‫صِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِيف الْعاََِل الْع ْل ِو ِي و ُّ ِ‬ ‫صِ‬ ‫ِِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫هوافُ ُق‪َ ،‬وس ُّر التـهبَايُ ِن َواالنْف َ‬ ‫شا ُك ُل‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫ب َوالته َ‬ ‫اس ُ‬ ‫الس ْفل ِّي‪ ،‬إِ همنَا ُه َو التـهنَ ُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َواالتّ َ‬
‫صائٌِر‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب‪َ ،‬و َعلَى ذَلِ َ‬ ‫إِ همنَا ُه َو بِ َع َدِم الته َ‬
‫ْق َو ْاأل َْم ُر‪ ،‬فَالْمثْ ُل إِ َىل مثْله َمائ ٌل‪َ ،‬وإِلَْيه َ‬ ‫ام ْ‬
‫اخلَل ُ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫اس ِ‬ ‫شا ُك ِل َوالتـهنَ ُ‬
‫واح َدةٍ َو َج َع َل ِم ْنها‬ ‫س ِ‬ ‫ال تَـ َع َاىل « ُه َو اله ِذي َخلَ َق ُك ْم ِم ْن نَـ ْف ٍ‬ ‫ب‪َ ،‬و َع ْنهُ َانفِ ٌر‪َ ،‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫ض ُّد َعن ِ ِ ِ‬
‫ض ّده َها ِر ٌ‬ ‫َوال ّ ْ‬
‫ِ‬
‫ون ال هر ُج ِل إِ َىل ْام َرأَتِِه َك ْونَـ َها ِم ْن ِج ْن ِس ِه َو َج ْو َه ِرهِ‪ ،‬فَ ِعلهةُ‬ ‫َزوجها لِيس ُكن إِلَْيها «‪ »7‬فَجعل س ْبحانَهُ ِعلهةَ س ُك ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ َ ُ َ‬ ‫َْ َْ َ‬
‫ورةِ‪َ ،‬وَال ال ُْم َوافَـ َق ِة ِيف‬ ‫ت ِحبُ ْس ِن ُّ‬ ‫ِه‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫الس ُك ِ‬
‫الص َ‬ ‫سْ‬ ‫ب‪َ -‬ك ْونُـ َها م ْنهُ‪ ،‬فَ َدل َعلَى أَ هن الْعلةَ لَْي َ‬ ‫ون ال َْم ْذ ُكوِر‪َ -‬و ُه َو ا ْحلُ ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ون َوال َْم َحبه ِة‪.‬‬‫الس ُك ِ‬ ‫ت ه ِذهِ أَي ً ِ‬ ‫ادةِ‪َ ،‬وَال ِيف ْ‬ ‫ص ِد َو ِْ‬
‫اب ُّ‬ ‫َسبَ ِ‬ ‫ضا م ْن أ ْ‬ ‫اخلُلُ ِق َوا ْهلَ ْد ِي‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ َ ْ‬ ‫اإل َر َ‬ ‫الْ َق ْ‬
‫ف‬‫ار َ‬ ‫اح ُجنُو ٌد َُمَنه َدةٌ‪ ،‬فَ َما تَـ َع َ‬ ‫ال‪ْ « :‬األ َْرَو ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح» َع ِن النِ ِّ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫َوقَ ْد ثَـبَ َ‬
‫يث‪ :‬أَ هن‬ ‫ب َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َْحَ َد» َوغَ ِْريهِ ِيف َسبَ ِ‬ ‫ف» «‪َ »2‬وِيف « ُم ْسنَ ِد ِْ‬
‫اإل َم ِام أ ْ‬ ‫ف‪َ ،‬وَما تَـنَا َك َر ِم ْنـ َها ا ْختَـلَ َ‬ ‫ِم ْنـ َها ائْـتَـلَ َ‬
‫ال النِ ُّ‬
‫هب‬ ‫هاس‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ك الن َ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫ت َعلَى ْام َرأَةٍ تُ ْ‬ ‫ت إِ َىل ال َْم ِدينَ ِة‪ ،‬فَـنَـ َزلَ ْ‬
‫اء ْ‬
‫هاس‪ ،‬فَ َج َ‬ ‫ك الن َ‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫ت تُ ْ‬ ‫ْام َرأَةً ِمبَ هكةَ َكانَ ْ‬
‫يث «‪. »3‬‬ ‫اح ُجنُو ٌد َُمَنه َدةٌ» ا ْحلَ ِد َ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ْ « :‬األ َْرَو ُ‬ ‫َ‬
‫ني ُمتَ َماثِلَ ْ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ت َش ِريعته سبحانَه أَ هن ح ْكم ال ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ني أَبَ ًدا َوَال ََتْ َم ُع‬ ‫ش ْيء ُح ْك ُم مثْله‪ ،‬فَ َال تُـ َف هر ُق َش ِر َيعتُهُ بَـ ْ َ‬ ‫استَـ َق هر ْ َ ُ ُ ُ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫َوقَد ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَِإ هما لِِقله ِة ِعل ِْم ِه ِابل ه ِ‬ ‫ف ذَلِ َ‬ ‫ضادهيْ ِن‪َ ،‬وَم ْن ظَ هن ِخ َال َ‬
‫هماثُ ِل‬‫ش ِر َيعة‪َ ،‬وإِ هما لتَـ ْقص ِريه ِيف َم ْع ِرفَة الت َ‬ ‫ني ُمتَ َ‬ ‫بَـ ْ َ‬
‫ال‪ ،‬فَبِ ِح ْك َمتِ ِه َو َع ْدلِ ِه‬ ‫آر ِاء ِّ‬
‫الر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َواال ْخت َالف‪َ ،‬وإِ هما لن ْسبَته إِ َىل َش ِر َيعته َما ََلْ يُـنَـ ِّز ْل به ُس ْلطَ ًاان‪ ،‬بَ ْل يَ ُكو ُن م ْن َ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫ظهر خلقه وشرعه‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األعراف‪.799 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األنبياء‪ ،‬ومسلم يف الَب والصلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد‪.‬‬

‫(‪)212/7‬‬
‫ني ال ُْم ْختَلِ َف ْ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ني‪َ ،‬والتهـ ْف ِر ُ‬
‫يق بَـ ْ َ‬ ‫ني ال ُْمتَ َماثِلَ ْ ِ‬
‫هس ِويَةُ بَـ ْ َ‬
‫ش ْرعُ‪َ ،‬و ُه َو الت ْ‬ ‫ْق َوال ه‬ ‫ام ْ‬
‫اخلَل ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوِابل َْع ْد ِل َوالْم َيزان قَ َ‬
‫واج ُه ْم َوما‬ ‫ين ظَلَ ُموا َوأَ ْز َ‬
‫ال تَـع َاىل‪ :‬اح ُ ه ِ‬
‫ش ُروا الذ َ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ك يَـ ْوَم الْقيَ َامة قَ َ َ‬ ‫الدنْـيَا‪ ،‬فَـ ُه َو َك َذلِ َ‬ ‫ت ِيف ُّ‬ ‫َو َه َذا َك َما أَنههُ ََثبِ ٌ‬
‫اط ا ْجلَ ِح ِيم «‪. »7‬‬ ‫صر ِ‬ ‫وهم إِىل ِ‬ ‫ون هِ‬ ‫كانُوا يـ ْعب ُدو َن ِمن ُد ِ‬
‫اَّلل فَ ْاه ُد ُ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َُ‬
‫اه ُه ْم ونظراؤهم‪.‬‬ ‫اج ُه ْم أَ ْشبَ ُ‬ ‫َْحَ ُد َرِْحَهُ ه‬
‫اَّللُ‪ :‬أَ ْزَو ُ‬ ‫ام أ ْ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ َوبَـ ْع َدهُ ِْ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫اب ر ِ‬
‫اخلَطه ِ َ‬ ‫ال عُ َم ُر بْ ُن ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ني ال ُْمتَ َحابهـ ْ ِ‬ ‫ب َعم ٍل بِ َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ت «‪ : »2‬قَـر َن ُك هل ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ِيف‬ ‫ش ْكله َونَظ ِريه‪ ،‬فَـ َق َر َن بَـ ْ َ‬ ‫صاح ِ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وس ُزِّو َج ْ‬‫وقال تعاىل‪َ :‬وإ َذا النُّـ ُف ُ‬
‫ِ‬ ‫اع ِة ال ه ِ‬ ‫هِ‬
‫اء أَ ْو أ َََب‪َ ،‬وِيف‬ ‫ب َش َ‬ ‫َح ه‬‫ش ْيطَان ِيف ا ْجلَح ِيم‪ ،‬فَال َْم ْرءُ َم َع َم ْن أ َ‬ ‫اَّلل ِيف ا ْجلَن ِهة‪َ ،‬وقَـ َر َن بني َل َتابني ِيف طَ َ‬
‫ب ال َْم ْرءُ قَـ ْوًما إِهال ُح ِش َر معهم «‪. »3‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬ال ُِحي ُّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫هب َ‬ ‫« ُم ْستَ ْد َرك ا ْحلَاكم» َوغَ ِْريه َع ِن النِ ِّ‬
‫اَّللُ‪َ ،‬وتَ ْستَـلْ ِزُم‬ ‫ضلُها وأَجلُّها‪ :‬الْمحبهةُ ِيف هِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ه‬ ‫َح ه‬ ‫اَّلل َو هَّلل َوه َي تَ ْستَـلْ ِزُم َُمَبهةَ َما أ َ‬ ‫َوال َْم َحبهةُ أَنْـ َواعٌ ُمتَـ َع ّد َدةٌ فَأَفْ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫اَّلل َوَر ُسولِ ِه‪.‬‬
‫َُمَبهةَ هِ‬
‫اع ٍة أ َْو مراد ما‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬أَو ِ ْْنلَ ٍة أَو قَـراب ٍة‪ ،‬أَو ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صنَ َ‬ ‫ْ ََ ْ‬ ‫َوم ْنـ َها َُمَبهةُ االتَّفاق ِيف طَ ِري َقة‪ ،‬أ َْو دي ٍن‪ ،‬أ َْو َم ْذ َه ٍ ْ‬
‫ض ِاء َوطَ ٍر‬ ‫ادهِ‪ ،‬أ َْو قَ َ‬ ‫يم ِه وإِر َش ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫وب إِ هما م ْن َجاهه أ َْو م ْن َماله أ َْو م ْن تَـ ْعل َ ْ‬
‫ض ِمن الْمحب ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ومنها ُّمببة لنَـ ْي ِل غَ َر ٍ َ َ ْ ُ‬
‫ضائِِه‪.‬‬ ‫ك ِع ْن َد انْ ِق َ‬ ‫هك ِأل َْم ٍر‪َ ،‬و هىل َع ْن َ‬ ‫وجبِ َها‪ ،‬فَِإ هن َم ْن َود َ‬ ‫ول بِزو ِال م ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫م ْنهُ‪َ ،‬و َهذه ه َي ال َْم َحبهةُ ال َْع َرضيهةُ الهِيت تَـ ُز ُ َ َ ُ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫شا َكلَ ِة والْمنَ ِ‬
‫وب‪ .‬فمحبة الزمة ال تزول‬ ‫ب َوال َْم ْحبُ ِ‬ ‫ني ال ُْمح ِّ‬ ‫اسبَة الهِيت بَـ ْ َ‬ ‫َوأَ هما َُمَبهةُ ال ُْم َ َ ُ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الصافات‪.22 -‬‬
‫(‪ )2‬التكوير‪.1 -‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والنسائي‪.‬‬

‫(‪)213/7‬‬

‫ِ‬ ‫ض ي ِزيلُ َها‪ ،‬وَُمَبهةُ ال ِْع ْش ِق ِمن َه َذا النـهو ِع‪ ،‬فَِإنهـ َها ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِيف‬‫س ِاينٌّ‪َ ،‬وَال يَـ ْع ِر ُ‬ ‫وح ِاينٌّ‪َ ،‬و ْامت َز ٌ‬
‫اج نَـ ْف َ‬ ‫سا ٌن ُر َ‬ ‫است ْح َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫إِهال ل َعا ِر ٍ ُ‬
‫ال‪ ،‬والتهـلَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اس والن ُ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ٍِ‬
‫ض من العشق‪.‬‬ ‫ف َما يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ُّحول‪َ ،‬و َشغْ ِل الْبَ َ‬ ‫َش ْيء م ْن أَنْـ َو ِاع ال َْم َحبهة م َن ال َْو ْس َو ِ َ‬
‫اينّ‪ ،‬فَ َما َابلُهُ َال يَ ُكو ُن َدائِ ًما ِم َن‬ ‫وح ِِ‬
‫الر َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫اس ِ‬ ‫صِ‬
‫ال َوالتـهنَ ُ‬
‫ِ ِِ‬ ‫فَِإ ْن قِيل‪ :‬فَِإ َذا َكا َن سب ِ‬
‫ب الْع ْش ِق َما ذَ َك ْرُْمت م َن االتّ َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ني‪ ،‬بل ََِت ُده َكثِ ِ‬ ‫ه‬
‫وح ِاينه‪،‬‬
‫الر َ‬ ‫اج ُّ‬ ‫ال النهـ ْفس هي َواال ْمت َز َ‬ ‫صَ‬ ‫ريا م ْن طََرف ال َْعاش ِق َو ْح َدهُ‪ ،‬فَـلَ ْو َكا َن َسبَـبُهُ االتّ َ‬ ‫الط َرفَـ ْ ِ َ ْ ُ ً‬
‫ت ال َْم َحبهةُ ُم ْشتَـ َرَكةً بَـ ْيـنَـ ُه َما‪.‬‬‫لَ َكانَ ِ‬
‫ود َمانِ ٍع‪ ،‬وختلّف احملبة من اجلانب‬ ‫ات َشر ٍط‪ ،‬أَو لِوج ِ‬ ‫ف َع ْنهُ مسبِبهُ لَِفو ِ‬ ‫ب قَ ْد يَـتَ َخله ُ‬ ‫اب‪ :‬أَ هن ال ه‬
‫ْ ْ ُُ‬ ‫ُ َ ُّ َ‬ ‫سبَ َ‬ ‫فَا ْجلََو ُ‬
‫اب‪:‬‬ ‫َسبَ ٍ‬ ‫اآلخر البد أَ ْن ي ُكو َن ِأل ِ ِ‬
‫َحد ثََالثَة أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضيه ِة‪ ،‬بَ ْل قَ ْد‬ ‫اك ِيف الْمحبه ِة الْعر ِ‬ ‫رت ُ‬‫ضيهةٌ َال ذَاتِيهةٌ‪ ،‬وَال َِجي ِ ِ‬ ‫ْاأل هَو ُل‪ِ :‬علهةٌ ِيف الْمحبه ِة‪ ،‬وأَنهـ َها َُمَبهةٌ َعر ِ‬
‫َ َ ََ‬ ‫ب اال ْش َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫وب‪.‬‬ ‫يَـل َْزُم َها نُـ ْفرةٌ ِم َن ال َْم ْحبُ ِ‬
‫َ‬
‫هاين‪َ :‬مانِ ٌع يقوم ابحملب مينع َُْمبُوبِ ِه لَهُ‪ ،‬إِ هما ِيف ُخلُِق ِه‪ ،‬أ َْو ِيف َخل ِْق ِه أ َْو َه ْديِ ِه أ َْو فِ ْعلِ ِه‪ ،‬أ َْو َه ْيـئَتِ ِه أ َْو غَ ِْري‬ ‫الث ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ذَلِ َ‬
‫ام بِ ِه ِم َن ال َْم َحبه ِة‬ ‫ب ِيف َُمَبهتِ ِه‪ ،‬ولَوَال ذَلِ َ ِ‬
‫ك ال َْمان ُع‪ ،‬لََق َ‬ ‫َْ‬ ‫ْمح ِّ‬
‫شارَكتَهُ لِل ِ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫وم ابل َْم ْحبُوب ميَْنَ ُع ُم َ َ‬
‫ث‪َ :‬مانِ ٌع يَـ ُق ُ ِ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ط إِهال ِم َن‬ ‫ت ال َْم َحبهةُ َذاتِيهةً‪ ،‬فَ َال يَ ُكو ُن قَ ُّ‬ ‫ت َه ِذهِ الْموانِع‪ ،‬وَكانَ ِ‬
‫ََ ُ َ‬
‫ِ ِ ِِ‬
‫ل ُمحبِّه مثْ ُل َما قَ َ‬
‫ام ِاب ْآل َخ ِر‪ ،‬فَِإ َذا انْـتَـ َف ْ‬
‫ب إِلَْي ِه ْم ِم ْن‬ ‫َح ه‬ ‫الر ُس ُل أ َ‬
‫ت ُّ‬ ‫اداةِ ِيف الْ ُك هفا ِر‪ ،‬لَ َكانَ ِ‬ ‫الرَاي َس ِة َوال ُْم َع َ‬
‫س ِد‪َ ،‬و ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪َ ،‬ولَ ْوَال َمان ُع الْك َِْب َوا ْحلَ َ‬ ‫ا ْجلَانِبَـ ْ ِ‬
‫وب أَتْـب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫أَنْـ ُف ِس ِه ْم َوأ َْهلِي ِه ْم َوأ َْم َواهلِِ ْم‪َ ،‬ولَ هما َز َ‬
‫ت َُمَبهـتُـ ُه ْم َهلُ ْم فوق ُمبة األنفس‬ ‫اع ِه ْم‪َ ،‬كانَ ْ‬ ‫ال َه َذا الْ َمان ُع م ْن قُـلُ ِ َ‬
‫واألهل واملال‪.‬‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫اض‪َ ،‬كا َن قَابِ ًال لِل ِْع َال ِج‪َ ،‬ولَهُ أَنْـ َواعٌ ِم َن ال ِْع َال ِج‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن‬ ‫ضا ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ود‪ :‬أَ هن ال ِْع ْش َق لَ هما َكا َن َم َر ً‬
‫ص ُ‬‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ص ِل َُْمبُوبِ ِه َش ْر ًعا َوقَ َد ًرا‪ ،‬فَـ ُه َو‬
‫يل إِ َىل َو ْ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ممها لل َْعاش ِق َسب ٌ‬
‫(‪)214/7‬‬

‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫ود ر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِع َال ُجهُ‪َ ،‬ك َما ثَـبَ َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» ‪ .‬م ْن َحديث ابْ ِن َم ْسعُ َ‬ ‫ت ِيف «ال ه َ‬
‫ص ْوِم‪،‬‬ ‫اءةَ فَـ ْليَـتَـ َزهو ْج‪َ ،‬وَم ْن ََلْ يَ ْستَ ِط ْع فَـ َعلَْي ِه ِابل ه‬ ‫اب م ِن استطَ ِ‬
‫شبَ ِ َ ْ َ َ‬
‫اع م ْن ُك ُم الْبَ َ‬ ‫ش َر ال ه‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬اي َم ْع َ‬
‫ه‬
‫ب َعلَى ِع َال َج ْ ِ‬
‫ني‪:‬‬ ‫فَِإنههُ لَهُ ِو َجاءٌ» ‪ .‬فَ َد هل ال ُْم ِح ه‬
‫ول َع ْنهُ إِ َىل غَ ِْريهِ َما‬ ‫ض َع ِهلََذا ال هد ِاء‪ ،‬فَ َال يَـ ْنـبَغِي الْعُ ُد ُ‬ ‫َصلِ ِي‪ ،‬و ُهو ال ِْع َالج اله ِذي و ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َصل ٌّي‪َ ،‬وبَ َدِِلٌّ‪َ .‬وأ ََم َرهُ ِاب ْأل ْ ّ َ َ‬
‫أ ِ‬
‫ْ‬
‫َو َج َد إِلَْي ِه َسبِ ًيال‪.‬‬
‫ال‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ض َي ه‬ ‫اس ر ِ‬ ‫ِِ‬
‫اج ْه ِيف « ُسنَنه» َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫َوَرَوى ابْ ُن َم َ‬
‫س ِاء‬ ‫اح» ‪ .‬و َه َذا ُهو الْم ْعىن اله ِذي أَ َشار إِلَْي ِه س ْبحانَهُ َع ِق ِ ِ ِ‬
‫يب إ ْح َالل النّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫« ََل نَـر لِلْمتَحابهـ ْ ِ ِ ِ‬
‫ني مثْ َل النّ َك ِ َ‬ ‫ْ َ ُ َ‬
‫س ِاء‪. ]29 :‬‬ ‫ِ‬
‫ضعيفاً [النّ َ‬
‫اإلنْسا ُن َ ِ‬ ‫ف َع ْن ُك ْم َو ُخلِ َق ِْ‬ ‫اج ِة بَِق ْولِ ِه‪ :‬يُ ِري ُد ه‬
‫اَّللُ أَ ْن ُخيَِّف َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫َح َرائ ِره هن َوإِ َمائ ِه هن ع ْن َد ا ْحلَ َ‬
‫ش ْه َوةِ‪،‬‬‫ال َه ِذهِ ال ه‬ ‫احتِم ِ‬
‫ض ْعفه َع ِن ْ َ‬
‫ان ي ُد ُّل َعلَى َ ِ ِ‬
‫س َ‬
‫اإلنْ ِ‬
‫ض ْعف ِْ َ‬
‫ض ِع‪ ،‬وإِ ْخبَا ِرهِ َع ْن َ ِ‬
‫َ‬
‫فَ ِذ ْكر َختِْف ِيف ِه ِيف َه َذا الْمو ِ‬
‫َْ‬ ‫ُ‬
‫س ِاء مثىن وثالث ورابع‪ ،‬وأابح له ما شا ِممها‬ ‫ف َع ْنهُ أ َْمرَها ِمبَا أَابحهُ لَهُ ِمن أَطَايِ ِ ِ‬
‫ب النّ َ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َوأَنههُ‪ُ -‬س ْب َحانَهُ‪َ -‬خ هف َ‬
‫ك ِع َال ًجا ِهلَ ِذهِ ال ه‬ ‫ِ‬
‫ش ْه َوةِ‪َ ،‬وَختِْفي ًفا َع ْن َه َذا‬ ‫اج إِ َىل َذلِ َ‬ ‫ج ِاب ِْإل َماء إِ ِن ْ‬
‫احتَ َ‬ ‫ح لَهُ أَ ْن يَـتَـ َزهو َ‬
‫ملَ َك ْ ِ‬
‫ت َميينُهُ‪ ،‬مُه أ ََاب َ‬ ‫َ‬
‫يف‪ ،‬ورْحة به‪.‬‬ ‫هع ِ‬‫اخلَل ِْق الض ِ‬
‫ْ‬

‫ص ٌل‬ ‫فَ ْ‬
‫ني‪َ ،‬و ُه َو ال هداءُ‬ ‫شوقِ ِه قَ َد ًرا أ َْو َش ْر ًعا‪ ،‬أ َْو ُه َو ممُْتَنِ ٌع َعلْيِ ِه ِم َن ا ْجلِ َهتَـ ْ ِ‬ ‫ال َم ْع ُ‬ ‫صِ‬ ‫وإِ ْن َكا َن َال سبِ ِ ِ‬
‫يل لل َْعاش ِق إِ َىل ِو َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫شي ِء‪ ،‬استـراح ْ ِ‬ ‫ال‪ ،‬فَ ِمن ِع َال ِج ِه إِ ْشعار نَـ ْف ِس ِه الْيأْس ِم ْنه‪ ،‬فَِإ هن النهـ ْفس مىت يئِس ْ ِ‬
‫ت م ْنهُ‪َ ،‬وََلْ‬ ‫ت م َن ال ه ْ ْ َ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ضُ‬ ‫الْعُ َ‬
‫اْن َرافًا َش ِدي ًدا‪ ،‬فَـيَـ ْنـتَ ِق ُل إِ َىل ِع َال ٍج‬ ‫ف الطهْبع ِْ‬
‫ُ‬ ‫ْس‪ ،‬فَـ َق ِد ْاْنَ َر َ‬ ‫ض ال ِْع ْش ِق َم َع الْيَأ ِ‬ ‫تَـلْتَ ِف ْ ِ‬
‫ت إِلَْيه‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ يَـ َز ْل َم َر ُ‬
‫صاحبُهُ‬
‫ون‪ ،‬و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْب ِمبَا َال مطْمع ِيف ح ِ ِ‬ ‫ج َع ْقلِ ِه ِأبَ ْن يُـ ْعلَ َم ِأبَ هن تَـ َعلُّ َق الْ َقل ِ‬ ‫ِ‬
‫صوله نَـ ْوعٌ م َن ا ْجلُنُ َ َ‬ ‫َ ََ ُ ُ‬ ‫آخ َر‪َ ،‬و ُه َو ع َال ُ‬ ‫َ‬
‫ان َم َع َها ِيف فَـلَكِ َها‪َ ،‬و َه َذا َم ْع ُدو ٌد ِع ْن َد‬ ‫ود إِلَْيـ َها وال هدور ِ‬
‫َ ََ‬
‫لصع ِ‬ ‫ِ‬
‫وحهُ ُمتَـ َعلّ َقةٌ ِاب ُّ ُ‬ ‫س‪َ ،‬وُر ُ‬ ‫ش ْم َ‬ ‫ش ُق ال ه‬‫ِمبَْن ِزلَ ِة َم ْن يَـ ْع َ‬
‫ني‪.‬‬‫َجي ِع الْعُ َق َال ِء ِيف ُزْم َرةِ ال َْم َجانِ ِ‬ ‫َِ‬
‫ال ُمتَـ َع ِّذ ًرا َش ْر ًعا َال قَ َد ًرا‪ ،‬فَ ِع َال ُجهُ ِأبَ ْن يُـ ْن ِزلَهُ َم ْن ِزلَةَ ال ُْمتَـ َع ِّذ ِر قَ َد ًرا‪ ،‬إِ ْذ َما ََلْ ََْذَ ْن فِ ِيه ه‬
‫اَّللُ‪،‬‬ ‫صُ‬‫َوإِ ْن َكا َن الْ ِو َ‬
‫يل لَهُ إِلَْي ِه‪َ ،‬وأَنههُ ِمبَْن ِزلَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫اجتِنَابِ ِه‪ ،‬فَـلْي ْش ِعر نَـ ْفسهُ أَنههُ م ْع ُد ٌ ِ‬
‫وم ممُْتَن ٌع َال َسب َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ‬ ‫وف َعلَى ْ‬ ‫ج ال َْع ْب ِد َوَْنَاتُهُ َم ْوقُ ٌ‬ ‫فَع َال ُ‬
‫ِ‬

‫ت‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ َُِت ْبهُ‬‫سائِ ِر الْمح َاال ِ‬


‫َُ‬ ‫َ‬

‫(‪)215/7‬‬

‫ب إِلَْي ِه‪َ ،‬وأَنْـ َف ُع لَهُ‪َ ،‬و َخ ْيـ ٌر لَهُ‬


‫َح ُّ‬‫وب ُه َو أ َ‬‫ات َُْمبُ ٍ‬ ‫َح ِد أ َْم َريْ ِن‪ :‬إِ هما َخ ْشيَةً‪َ ،‬وإِ هما فَـ َو َ‬ ‫ِ‬
‫ارةُ‪ ،‬فَـلْيَـ ْتـ ُرْكهُ أل َ‬‫س ْاألَهم َ‬ ‫النهـ ْف ُ‬
‫وب أَ ْعظَ َم ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫ات َُْمبُ ٍ‬ ‫وب س ِري ِع ال هزو ِال بَِفو ِ‬
‫َ َ‬ ‫ني نَـ ْي ِل َُْمبُ ٍ َ‬
‫ِ‬
‫ورا‪ ،‬فَِإ هن ال َْعاق َل َم َىت َو َاز َن بَـ ْ َ‬ ‫م ْنهُ‪َ ،‬وأَ ْد َو ُم لَ هذ ًة َو ُس ُر ً‬
‫ِ‬

‫ت‪ ،‬فَ َال تَبِ ْع لَ هذ َة ْاألَبَ ِد الهِيت َال َخطََر َهلَا بِلَ هذةِ َس َ‬
‫اع ٍة‬ ‫س‪ ،‬ظَ َه َر لَهُ التهـ َف ُاو ُ‬ ‫َوأَ ْد َوَم‪َ ،‬وأَنْـ َف َع‪َ ،‬وأَلَ هذ أ َْو ِابل َْع ْك ِ‬
‫ب الله هذةُ‪َ ،‬وتَـ ْبـ َقى التهبِ َعةُ‪َ ،‬وتَـ ُز ُ‬ ‫َح َال ُم َانئٍِم‪ ،‬أ َْو َخيَ ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬ ‫ات لَهُ‪ ،‬فَـتَ ْذ َه ُ‬ ‫ال َال ثَـبَ َ‬ ‫آال ًما‪َ ،‬و َحقي َقتُـ َها أَنهـ َها أ ْ‬ ‫ب َ‬ ‫تَـ ْنـ َقل ُ‬
‫ش ْه َوةُ‪َ ،‬وتَـ ْبـ َقى ال ِّ‬
‫ش ْق َوةُ‪.‬‬ ‫ال ه‬
‫وب‪ ،‬بل َْجيتَ ِمع لَهُ ْاأل َْمر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات َما ُه َو‬ ‫ان‪ ،‬أَ ْع ِِن‪ :‬فَـ َو َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ول َم ْك ُروه أَ َش ُّق َع ْليه م ْن فَـ َوات َه َذا ال َْم ْحبُ ِ َ ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫هاين‪ُ :‬ح ُ‬ ‫الث ِ‬
‫وب‪ ،‬فَِإذَا تَـيَـ هق َن أَ هن ِيف‬ ‫ات َه َذا ال َْم ْحبُ ِ‬ ‫ول ما ُهو أَ ْكرهُ إِلَْي ِه ِمن فَـو ِ‬ ‫ب إِلَْي ِه ِم ْن َه َذا ال َْم ْحبُ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ص َ َ َ َ‬ ‫وب‪َ ،‬و ُح ُ‬ ‫َح ُّ‬‫أَ‬
‫َس َه ُل‬ ‫ِ‬
‫ص ْبـ َرهُ َعلَى فَـ ْوتِه أ ْ‬
‫ِ‬
‫وب َه َذيْ ِن ْاأل َْم َريْ ِن‪َ ،‬ها َن َعلَْيه تَـ ْرُكهُ‪َ ،‬وَرأَى أَ هن َ‬ ‫س َحظه َها ِم ْن َه َذا ال َْم ْحبُ ِ‬ ‫إِ ْعطَ ِاء النهـ ْف ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ هِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِمن ص َِْبهِ َعلَْي ِهما بِ َكثِ ٍري‪ ،‬فَـع ْقلُهُ وِدينُهُ‪ ،‬ومروءتُهُ وإِنْ ِ‬
‫ب‬‫سانيهـتُهُ‪ََ ،‬ت ُْم ُرهُ ِاب ْحت َمال الض َهرِر الْيَس ِري الذي يَـ ْنـ َقل ُ‬ ‫َ ُُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ني‪ .‬وج ْهلُه وهواه‪ ،‬وظُلْمه وطَي ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شهُ‪َ ،‬وخ هفتُهُ ََ ُْم ُرهُ‬ ‫يم ْ ِ َ َ ُ َ َ َ ُ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫ورا َوفَـ َر ًحا ل َدفْ ِع َه َذيْ ِن الض َهرَريْ ِن ال َْعظ َ‬ ‫َس ِر ًيعا لَ هذ ًة َو ُس ُر ً‬
‫ِ‬ ‫إبِِيثَا ِر ه َذا الْمحب ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص َمهُ ه‬
‫اَّللُ‪.‬‬ ‫وم َم ْن َع َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ب‪َ ،‬وال َْم ْع ُ‬ ‫وب ال َْعاج ِل مبَا فيه َجالبًا َعلَْيه َما َجلَ َ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫ش ْهوةُ ِمن م َف ِ‬
‫اس ِد‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَْيه َهذه ال ه َ ْ َ‬ ‫اء‪َ ،‬وََلْ تُطَا ِو ْعهُ هلَذه ال ُْم َعا َجلَة‪ ،‬فَـ ْليَـ ْنظُْر َما ََتْل ُ‬ ‫سهُ َه َذا ال هد َو َ‬ ‫فَإ ْن ََلْ تَـ ْقبَ ْل نَـ ْف ُ‬
‫صاحلِِ َها‪،‬‬ ‫ٍ ِ ِ‬ ‫اس ِد ُّ‬ ‫اجلَتِ ِه‪ ،‬وما َتَْنَـعهُ ِمن مصاحلِِها‪ ،‬فَِإنهـها أَجلَب َشي ٍء لِم َف ِ‬
‫الدنْـيَا‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُم َش ْيء تَـ ْعطي ًال ل َم َ‬ ‫َ ْ ُ ْ َ‬ ‫َع ِ َ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫صاحلِِِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول بـ ْني الْعب ِد وبـ ْ ِ ِ ِ‬
‫ني ُر ْشده الهذي ُه َو م َال ُك أ َْم ِره‪َ ،‬وق َو ُام َم َ‬ ‫فَِإنهـ َها ََتُ ُ َ َ َ ْ َ َ َ‬
‫وب‪َ ،‬وَما يَ ْدعُوهُ إِ َىل النُّـ ْف َرةِ َع ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ إِ ْن طَلَبَـ َها‬ ‫اء‪ ،‬فَـ ْليَـتَ َذ هك ْر قَـبَائِ َح ال َْم ْحبُ ِ‬
‫سهُ َه َذا ال هد َو َ‬ ‫ِ‬
‫فَإ ْن ََلْ تَـ ْقبَ ْل نَـ ْف ُ‬
‫ريانَهُ َع هما َخ ِف َي َعلَْي ِه منها‪ ،‬فإن احملاسن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ض َع َ ِ ِ ِ ه‬
‫اف َُمَاسنه ال ِيت تدعوا إ َىل ُحبّه‪َ ،‬ولْيَ ْسأ َْل ج َ‬ ‫َو ََتَهملَ َها‪َ ،‬و َج َد َها أَ ْ‬
‫ني‪َ ،‬ولْيُ ِح ه‬ ‫ض والنُّـ ْفرةِ‪ ،‬فَـ ْليـوا ِز ْن بـني ال هد ِ‬
‫اعيَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫كما هي داعية احلب واإلرادة‪ ،‬فاملساوىء َداعيَةُ الْبُـغْ ِ َ َ ُ َ َ ْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫أسبقهما وأقرهبما منه اباب‪ ،‬وَال يَ ُك ْن ِممه ْن غَ هرهُ لَ ْو ُن ََجَ ٍ‬
‫ص ُرهُ ُح ْس َن‬ ‫ص ََْم ُذوم َولْيُ َجا ِوْز بَ َ‬ ‫ال َعلَى ج ْس ٍم أَبْـ َر َ‬ ‫ًَ َ‬
‫ْب‪.‬‬ ‫ورةِ إِ َىل قُـ ْب ِح ال ِْف ْع ِل‪َ ،‬ولْيَـ ْعبُـ ْر ِم ْن ُح ْس ِن ال َْم ْنظَ ِر َوا ْجلِ ْس ِم إِ َىل قُـ ْب ِح ال َْم ْخ ََِب َوالْ َقل ِ‬
‫الص َ‬‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ت َع ْنهُ َهذه ْاألَ ْد ِويَةُ ُكلُّ َها ََلْ يَـ ْب َق له إال صدق امللجأ إِ َىل َم ْن ُجي ُ‬
‫يب‬ ‫فَِإ ْن َع َج َز ْ‬

‫(‪)211/7‬‬

‫ض ِّر ًعا‪ُ ،‬متَ َذلًِّال‪ُ ،‬م ْستَ ِكينًا‪ ،‬فَ َم َىت‬ ‫ني يَ َديْ ِه َعلَى َاببِِه‪ُ ،‬م ْستَ ِغيثًا بِ ِه‪ُ ،‬متَ َ‬ ‫سهُ بَـ ْ َ‬ ‫ال ُْم ْ ِ‬
‫ضطَهر إذَا َد َعاهُ‪َ ،‬ولْيَط َْر ْح نَـ ْف َ‬
‫ني‬
‫ض ْحهُ بَـ ْ َ‬ ‫ب بِ ِذ ْك ِر ال َْم ْحبُ ِ‬
‫وب‪َ ،‬وَال يَـ ْف َ‬ ‫شبِّ ْ‬
‫ف َولْيَ ْكتُ ْم‪َ ،‬وَال يُ َ‬ ‫يق‪ ،‬فَـلْيَ ِع ه‬ ‫ب التـ ْهوفِ ِ‬‫ع َاب َ‬ ‫ك‪ ،‬فَـ َق ْد قَـ َر َ‬ ‫ُوفِّ َق لِ َذلِ َ‬
‫ضهُ لِ ِْلَذَى‪ ،‬فَِإنههُ يَ ُكو ُن ظاملا معتداي‪.‬‬ ‫هاس َويُـ َع ِّر ْ‬
‫الن ِ‬
‫يد‪َ ،‬ع ْن َعلِ ِّي بْ ِن ُم ْس ِه ٍر‪َ ،‬ع ْن‬ ‫اَّلل ملسو هيلع هللا ىلص الذي رواهُ سوي ُد بن س ِع ٍ‬
‫ََ ُ َ ْ ْ ُ َ‬
‫ول هِ‬ ‫وع َعلَى ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ض ِ‬‫يث ال َْم ْو ُ‬ ‫وَال يـ ْغتَـ هر ِاب ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وَرَواهُ َع ْن‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫اس ر ِ‬
‫أيب حيىي القتات‪َ ،‬ع ْن َماهد‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وَرَواهُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ِِ‬ ‫ضا‪َ ،‬ع ْن ِه َ ِ‬ ‫أَِيب ُم ْس ِه ٍر أَيْ ً‬
‫هب َ‬ ‫شام بْ ِن عُ ْرَو َة‪َ ،‬ع ْن أَبيه‪َ ،‬ع ْن عائشة‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ون‪َ ،‬ع ْن َع ْب ِد ال َْع ِزي ِز بْ ِن أَِيب َحا ِزٍم‪َ ،‬ع ْن ابْ ِن‬ ‫ش ِ‬ ‫اج ُ‬‫ك بْ ِن َع ْب ِد الْع ِزي ِز بْ ِن الْم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الزبـ ْيـر بْن ب هكا ٍر‪َ ،‬عن َع ْب ِد الْملِ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ َ ُ ُ َ‬
‫ال‪َ « :‬م ْن‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫اس ر ِ‬
‫يح‪َ ،‬ع ْن َماهد‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫أَِيب َِْن ٍ‬
‫صبَـ َر‪ ،‬غَ َف َر ه‬
‫اَّللُ لَهُ‪َ ،‬وأَ ْد َخلَهُ‬ ‫ف َو َ‬ ‫ات فَـ ُه َو َش ِهي ٌد» َوِيف ِرَوايٍَة‪َ « :‬م ْن َع ِش َق َوَكتَ َم َو َع ه‬ ‫ف‪ ،‬فَ َم َ‬ ‫َع ِش َق‪ ،‬فَـ َع ه‬
‫ا ْجلَنهةَ» «‪. »7‬‬
‫وز أَ ْن يَ ُكو َن ِم ْن َك َال ِم ِه‪ ،‬فَِإ هن‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬وَال َجيُ ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ص ُّح َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫يث َال ي ِ‬ ‫ِ‬
‫فَِإ هن َه َذا ا ْحلَد َ َ‬
‫ط ِيف حص ِ‬ ‫ال وأَحو ٌ ِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬م ْقرونَةٌ بِ َدرج ِة ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ال ه‬
‫وهلَا‪،‬‬ ‫ال‪ ،‬ه َي َش ْر ٌ ُ ُ‬ ‫الص ّديقيهة‪َ ،‬وَهلَا أَ ْع َم ٌ َ ْ َ‬ ‫ََ ّ‬ ‫ادةَ َد َر َجةٌ َعاليَةٌ ع ْن َد ه َ ُ‬ ‫ش َه َ‬
‫و ِهي نَـو َع ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫َ َ ْ‬
‫يل هِ‬
‫اَّلل‪.‬‬ ‫ادةُ ِيف َسبِ ِ‬ ‫صةُ‪ :‬ال ه‬ ‫صةٌ‪ ،‬فَ ْ‬
‫ش َه َ‬ ‫اخلَا ه‬ ‫َعا همةٌ َو َخا ه‬
‫ف يَ ُكو ُن ال ِْع ْش ُق اله ِذي ُه َو‬ ‫اح ًدا ِم ْنـ َها‪َ .‬وَك ْي َ‬‫يح» «‪ »2‬لَيس ال ِْع ْش ُق و ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ورةٌ ِيف «ال ه‬ ‫س َم ْذ ُك َ‬ ‫َوال َْعا همةُ َمخْ ٌ‬
‫ادةِ‪،‬‬
‫ش َه َ‬ ‫ب لِغَ ِْريهِ تُـنَ ُ‬
‫ال بِ ِه َد َر َجةُ ال ه‬ ‫وح‪َ ،‬وا ْحلُ ُّ‬
‫الر ِ‬
‫ْب َو ُّ‬ ‫يك الْ َقل ِ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬وَتَْلِ ُ‬
‫ْب َع ِن هِ‬
‫ِش ْر ٌك ِيف ال َْم َحبه ِة‪َ ،‬وفَـ َراغُ الْ َقل ِ‬
‫وح اله ِذي يُ ْس ِك ُرَها‪،‬‬ ‫ْب فَـو َق ُك ِل إِفْس ٍ‬ ‫اد ِع ْش ِق ُّ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ِ‬‫اد‪ ،‬بَ ْل ُه َو َمخْ ُر ُّ‬ ‫الص َوِر ل ْل َقل ِ ْ ّ َ‬ ‫سَ‬ ‫َه َذا م َن ال ُْم َحال‪ ،‬فَإ هن إفْ َ‬
‫وديهةَ الْ َقل ِ ِ ِ‬ ‫وجب عُب ِ‬ ‫اَّلل وحبِ ِه‪ ،‬والتهـلَ ُّذ ِذ ِمبُنَاجاتِِه‪ ،‬و ْاألُنْ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‬‫ْب لغَ ِْريه‪ ،‬فَِإ هن قَـل َ‬ ‫س بِه‪َ ،‬ويُ ُ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ص ُّد َها َع ْن ذ ْك ِر ه َ ُ ّ َ‬ ‫َويَ ُ‬
‫وديهِة‪ ،‬فَِإنهـ َها َك َم ُ‬
‫ب الْعب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اش ِق متَـعبِ ٌد لِم ْع ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫الذ ِّل‪َ ،‬وا ْحلُ ِّ‬‫ال ُّ‬ ‫شوقه‪ ،‬بَ ِل الْع ْش ُق لُ ُّ ُ ُ‬ ‫ال َْع ُ َ ّ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه اخلطيب البغدادي يف اترخيه‪.‬‬
‫(‪ )2‬والعامة مخس مذكورة يف الصحيح‪ :‬يف البخاري‪« :‬الشهداء مخسة‪ :‬املطعون والفرق وصاحب‬
‫اهلدم‪ ،‬والشهيد يف سبيل هللا‪.‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫اداهتِِ ْم‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل ِممها تُـنَ ُ ِ ِ‬


‫ْب لِغَ ِْري هِ‬ ‫ف يَ ُكو ُن تَـ َعبُّ ُد الْ َقل ِ‬ ‫هع ِظ ِيم‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ين َو َس َ‬ ‫ال به َد َر َجةُ أَفَاض ِل ال ُْم َو ّحد َ‬ ‫وع َوالتـ ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫َو ْ‬
‫اخلُ ُ‬
‫ول هِ‬ ‫ظ َع ْن ر ُس ِ‬ ‫اد َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫و َخو ِ ِ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫س‪َ ،‬كا َن غَلَطًا َوَو ُْهًا‪َ ،‬وَال ُْحي َف ُ َ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫يث َكال ه‬ ‫َ‬ ‫اص ْاأل َْوليَاء‪ ،‬فَـلَ ْو َكا َن إِ ْسنَ ُ‬ ‫َ َ ّ‬
‫يح الْبَـتهةَ‪.‬‬ ‫ص ِح ٍ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ظ الْع ْش ِق ِيف َحديث َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم لَْف ُ ِ‬
‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫َ‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم أَنههُ َْحي ُكم َعلَى ُك ِل َع ِ‬
‫اش ٍق‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ص لى ه ُ ْ َ َ َ‬
‫هب َ ه‬ ‫ِ‬
‫ف يُظَ ُّن ابلنِ ِّ‬ ‫ مُه إِ هن ال ِْع ْش َق ِم ْنهُ َح َال ٌل‪َ ،‬وِم ْنهُ َح َر ٌام‪ ،‬فَ َك ْي َ‬
‫ال بِ ِع ْش ِق ِه َد َر َجةَ‬ ‫ش ُق ال ُْم ْر َدا َن َوالْبَـغَ َااي‪ ،‬يَـنَ ُ‬‫ش ُق ْام َرأَ َة غَ ِْريهِ‪ ،‬أ َْو يَـ ْع َ‬‫ف ِأبَنههُ َش ِهي ٌد‪ ،‬فَـتَـ َرى َم ْن يَـ ْع َ‬ ‫يَ ْكتُ ُم َويَ ِع ُّ‬
‫ض‬‫ف َوال ِْع ْش ُق َم َر ٌ‬ ‫ورةِ؟ َك ْي َ‬ ‫صلهى ه ِ ه ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫الش َه َد ِاء‪َ ،‬و َه ْل َه َذا إِهال ِخ َال ُ‬ ‫ُّ‬
‫هر َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم ابلض ُ‬ ‫ف ال َْم ْعلُوم م ْن دينه َ‬
‫ب إِ ْن َكا َن ِع ْش ًقا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ َهلَا ْاألَ ْد ِويَةَ َش ْر ًعا َوقَ َد ًرا‪َ ،‬والته َدا ِوي م ْنهُ إِ هما َواج ٌ‬ ‫اض الهِيت َج َع َل ه‬ ‫ِم َن ْاأل َْم َر ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َح َر ًاما‪َ ،‬وإِ هما ُم ْستَ َح ٌّ‬
‫ادةِ‪،‬‬ ‫ول هِ‬
‫ش َه َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِأل ْ‬
‫َص َح ِاهبَا ِابل ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ات الهِيت ُح ْك ِم ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫اض و ْاآلفَ ِ‬
‫ْت ْاأل َْم َر َ َ‬ ‫ت إِذَا ََتَهمل َ‬ ‫َوأَنْ َ‬
‫ت الْمرأَةِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َج ْدتَـ َها ِمن ْاأل َْمر ِ ه‬
‫ج هلا‪ ،‬كاملطعون‪ ،‬واملبطون‪ ،‬واجملنون‪ ،‬واحلريق‪َ ،‬والْغَ ِر ِيق‪َ ،‬وَم ْو َ ْ‬ ‫اض ال ِيت َال ع َال َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َسبَابُـ َها‬
‫تأْ‬ ‫س ْ‬ ‫ج َهلَا‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫ص ْن َع لل َْع ْبد ف َيها‪َ ،‬وَال ع َال َ‬ ‫يَـ ْقتُـلُ َها َولَ ُد َها ِيف بَطْن َها‪ ،‬فَِإ هن َهذه بََال َاي م َن ا هَّلل َال ُ‬
‫ف َه َذا ِيف‬ ‫اَّلل ما يـتَـرتهب َعلَى ال ِْع ْش ِق‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ ي ْك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫اد الْ َقل ِ‬‫ُُمَ هرمةً‪ ،‬وَال يـتَـرتهب َعلَيـها ِمن فَس ِ‬
‫َ‬ ‫ْب َوتَـ َعبُّده لغَ ِْري ه َ َ َ ُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َْ ْ َ‬
‫ني بِ ِه َوبِ ِعلَلِ ِه‪،‬‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪ ،‬فَـ َقلِّ ْد أَئِ همةَ ا ْحل ِد ِ ِ‬
‫يث ال َْعال ِم َ‬ ‫َ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ ه‬ ‫يث إِ َىل ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫ال نِسب ِة َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫إِبْطَ ِ ْ َ‬
‫ف َوقَ ْد أَنْ َك ُروا َعلَى سويد‬ ‫ص هح ٍة‪ ،‬بَ ْل َوَال ِحبُ ْس ٍن‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫ط أَنههُ َش ِه َد لَهُ بِ ِ‬ ‫اح ٍد ِم ْنـ ُه ْم قَ ُّ‬
‫ظ عن إِم ٍام و ِ‬
‫فَِإنههُ َال ُْحي َف ُ َ ْ َ َ‬
‫ي ِيف‬ ‫ِ‬
‫َْحَ َد بْ ُن َعد ٍّ‬ ‫ال أَبُو أ ْ‬ ‫َجلِ ِه‪ .‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ض ُه ْم غَ ْزَوهُ أل ْ‬ ‫استَ َح هل بَـ ْع ُ‬ ‫َجله ِابل َْعظَائِِم‪َ ،‬و ْ‬
‫يث‪ ،‬ورموهُ ِأل ِ ِ‬
‫َه َذا ا ْحلَد َ َ ََ ْ ْ‬
‫ِ‬
‫ال‬
‫ك قَ َ‬ ‫ال البيهقي‪ :‬إِنههُ ِممها أُنْ ِك َر َعلَْي ِه‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ك قَ َ‬ ‫َح ُد َما أُنْ ِك َر َعلَى سويد‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫يث أ َ‬‫« َك ِاملِ ِه» ‪َ :‬ه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫يث‪ ،‬فَِإنههُ ََلْ‬ ‫ال‪ :‬أ ََان أَتَـ َع هجب ِمن َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫ريةِ» َوذَ َك َرهُ احلاكم ِيف « َات ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ور» َوقَ َ‬ ‫سابُ َ‬
‫يخ نَـ ْي َ‬ ‫ابْ ُن طَاه ٍر ِيف «ال هذخ َ‬
‫ات» ‪َ ،‬وَكا َن أبو‬ ‫وع ِ‬‫ض َ‬ ‫اب «ال َْم ْو ُ‬ ‫ي ِيف كِتَ ِ‬ ‫ث بِ ِه َع ْن غَ ِْري سويد‪َ ،‬و ُه َو ثَِقةٌ‪ ،‬وذكره أبو الفرج ابن ا ْجلَْوِز ُّ‬ ‫ُحيَ هد ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوَكا َن َال ُجيَا ِوُز بِ ِه ابْ َن‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ط النِ ه‬ ‫َس َق َ‬ ‫بكر األزرق يـرفَـعهُ أ هَوًال َعن سويد‪ ،‬فَـعوتِ ِ ِ‬
‫ب فيه‪ ،‬فَأ ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ُ‬
‫اس ر ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪.‬‬ ‫َعبه ٍ َ‬
‫ض َي‬ ‫ش ِام بْ ِن عُروةَ َعن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن عائشة ر ِ‬ ‫يث ِه َ‬ ‫يث ِمن ح ِد ِ‬ ‫ب الهِيت َال َُتْتَمل ج ْعل َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ ُ‬ ‫َوم َن ال َْم َ‬
‫يث َو ِعلَلِ ِه‪َ ،‬ال َْحيتَ ِم ُل َه َذا الْبَـتهةَ‪َ ،‬وَال‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ .‬ومن لَهُ أَ ْد ََن إِلْم ٍام ِاب ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ْ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ه‬
‫يث املاجشون َع ِن ابن أيب‬ ‫َْحيتَ ِمل أَ ْن ي ُكو َن ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬

‫(‪)219/7‬‬

‫ص هحتِ ِه َم ْوقُوفًا َعلَى‬ ‫وعا‪ ،‬وِيف ِ‬ ‫ض َي ه‬


‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما َم ْرفُ ً َ‬
‫اس ر ِ‬
‫يح‪َ ،‬ع ْن َماهد‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫حازم‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن أَِيب َِْن ٍ‬
‫يث ِابل َْعظَائِِم‪َ ،‬وأَنْ َك َرهُ َعلَْي ِه َْحي َىي بْ ُن َم ِع ٍ‬
‫ني‬ ‫يد را ِوي َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫ٍِ‬
‫هاس ُس َويْ َد بْ َن َسع َ َ‬ ‫اس نَظٌَر‪َ ،‬وقَ ْد َرَمى الن ُ‬ ‫ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫وك ا ْحل ِد ِ‬ ‫ال ِْ‬ ‫ط َك هذ ٌ‬ ‫ال‪ُ :‬ه َو َساقِ ٌ‬
‫ال‬
‫يث‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َْحَ ُد‪َ :‬م ْتـ ُر ُ َ‬ ‫ام أ ْ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫ت أَ ْغ ُزوهُ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫س َوُرْم ٌح ُك ْن ُ‬ ‫اب‪ ،‬لَ ْو َكا َن ِِل فَـ َر ٌ‬ ‫َوقَ َ‬
‫هسائِ ُّي‪:‬‬
‫الن َ‬
‫ال ابْ ُن ِحبها َن‪ََِْ :‬يت املعضالت‬ ‫س ِم ْن َح ِديثِ ِه‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ي‪َ :‬كا َن قَ ْد َعم َي فَـيُـلَق ُن َما لَْي َ‬ ‫ال الْبُ َخا ِر ُّ‬‫س بِثِ َق ٍة‪َ ،‬وقَ َ‬
‫لَْي َ‬
‫ِ‬
‫ص ُدو ٌق َكثريُ‬ ‫ي‪ :‬إِنههُ َ‬ ‫يل فِ ِيه قَـ ْو ُل أَِيب َح ٍِ‬
‫امت ال هرا ِز ِّ‬
‫ِ‬
‫س ُن َما ق َ‬ ‫َح َ‬‫ب َُمَانَـبَةُ َما َرَوى‪ .‬انْـتَـ َهى‪َ .‬وأ ْ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َع ِن الثَّقات َجي ُ‬
‫يث فِ ِيه بـعض النه َكارةِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫َب كان رمبا قرىء َعلَْيه َحد ٌ َ ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫ِْن‪ُ :‬ه َو ث َقةٌ غَْيـ َر أَنههُ لَ هما َكِ َ‬ ‫الته ْدلِ ِ‬
‫يس‪ ،‬مُه قَـ ْو ُل ال هد َارقُط ِِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اج َح ِديثِ ِه‪َ ،‬و َه ِذه َحالُهُ‪َ ،‬ولَ ِك ْن مسلم َرَوى م ْن َح ِديثِ ِه َما َاتبَـ َعهُ‬ ‫يب َعلَى مسلم إِ ْخ َر ُ‬ ‫فَـيُج ُيزهُ انْـتَـ َهى‪َ .‬وع َ‬
‫ِ‬
‫اَّللُ أعلم‪.‬‬ ‫يث‪َ ،‬و ه‬ ‫ف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫َعلَي ِه غَيـرهُ‪ ،‬وََل يـ ْنـ َف ِر ْد بِ ِه‪ ،‬وََل ي ُكن م ْن َكرا وَال َشاذًّا ِِِخ َال ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ ْ ُ ً َ‬ ‫ْ ُْ َ ْ َ‬

‫الص هح ِة ِابل ِطّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صل ِيف َه ْديِ ِه صلهى ه ِ‬


‫يب‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫َ‬ ‫فَ ْ ٌ‬
‫اد ِابل ِطّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يب‪َ ،‬و ُه َو يَـ ْنـ َف ُع ال ِّد َما َ‬
‫غ‬ ‫وح َم ِطيهةُ الْ ُق َوى‪َ ،‬والْ ُق َوى تَـ ْز َد ُ‬‫الر ُ‬ ‫وح‪َ ،‬و ُّ‬ ‫الر ِ‬ ‫اء ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫لَ هما َكانَت ال هرائ َحةُ الطهيّبَةُ غ َذ َ‬
‫َص َد ُق َش ْي ٍء‬ ‫وح‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬ ‫الر َ‬‫ط ُّ‬ ‫سُ‬ ‫س َويَـ ْب ُ‬ ‫َ‬ ‫ف‬
‫ْ‬ ‫ـ‬‫ه‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ر‬
‫ُّ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ْب‬
‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ل‬ ‫ا‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ـ‬
‫ُ‬ ‫ي‬‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ض ِاء الْب ِ‬
‫اطنِيه ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪َ ،‬و َسائ َر ْاألَ ْع َ َ‬ ‫َوالْ َقل َ‬
‫ني ِم َن ُّ‬
‫الدنْـيَا إِ َىل‬ ‫َح َد ال َْم ْحبُوبِ َ‬ ‫ِِ‬
‫وح الطهيِّبَة ن ْسبَةٌ قَ ِريبَةٌ‪َ .‬كا َن أ َ‬ ‫الر ِ‬‫ني ُّ‬ ‫وح‪َ ،‬وأَ َش ُّدهُ ُم َال َء َمةً َهلَا‪َ ،‬وبَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْ َ‬‫لر ِ‬‫لِ ُّ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه َو َس َال ُمهُ‪.‬‬ ‫ات هِ‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫ني َ‬ ‫ب الطهيِّبِ َ‬ ‫أَطْيَ ِ‬
‫ِ‬ ‫يح الْب َخا ِر ِي» أَنههُ صلهى ه ِ‬ ‫وِيف « ِ‬
‫يب «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن َال يَـ ُر ُّد الطّ َ‬ ‫َ‬ ‫صح ِ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح مسلم» َع ْنهُ صلهى ه ِ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫يح‪،‬‬
‫الر ِ‬ ‫ب ِّ‬ ‫ض َعلَْيه َرْحيَا ٌن‪ ،‬فَ َال يَـ ُردههُ فَِإنههُ طَيّ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن عُ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫َخ ِف ُ‬
‫يف ال َْم ْح َم ِل» «‪. »2‬‬
‫وِيف «سنَ ِن أيب داود» والنهسائِ ِي‪َ ،‬عن أَِيب ُهريْـرَة ر ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫هب‬ ‫ض َي ه‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ ّ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف اللباس‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫(‪)219/7‬‬

‫ب ال هرائِ َح ِة «‪»7‬‬ ‫ِ‬ ‫يب‪ ،‬فَ َال يَـ ُردههُ فَِإنههُ َخ ِف ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫صلهى ه ِ‬
‫يف ال َْم ْح َم ِل طَيّ ُ‬ ‫ض َعلَْيه ط ٌ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬م ْن عُ ِر َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫يف ُِحي ُّ‬ ‫يب‪ ،‬نَ ِظ ٌ‬ ‫اَّلل طَيِب ُِحي ُّ ِ‬
‫ب الطّ َ‬ ‫ال‪« :‬إِ هن هَ ّ ٌ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬
‫ِ‬
‫« َويف ُم ْسنَد البزار» َع ِن النِ ِّ‬
‫ِ‬
‫شبهـهوا ِابلْيـه ِ‬ ‫ب ا ْجل َ ِ‬
‫ود َْجي َمعُو َن‬ ‫احاتِ ُك ْم‪َ ،‬وَال تَ َ ُ َ ُ‬ ‫ود‪ ،‬فَـنَظُّفوا أَفْـنَ َ‬
‫اء ُك ْم َو َس َ‬
‫ِ‬
‫ب الْ َك َرَم‪َ ،‬ج َوا ٌد ُحي ُّ ُ‬ ‫النهظَافَةَ‪َ ،‬ك ِرميٌ ُِحي ُّ‬
‫الزَابلَةُ‪.‬‬
‫ب‪ُّ :‬‬ ‫ب ِيف ُدوِرِه ْم» «‪ْ . »2‬األُ ُك ُّ‬ ‫ْاألُ ُك ه‬
‫ب ِم ْنـ َها‪.‬‬ ‫وذَ َكر ابن أَِيب َشيـبةَ‪ ،‬أَنههُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن لَهُ ُس هكةٌ يَـتَطَيه ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫يب أَ ْن َميَ ه‬
‫س‬ ‫ال‪« :‬إِ هن هَّلل َح ًّقا َعلَى ُك ِّل ُم ْسل ٍم أَ ْن يَـغْتَس َل ِيف ُك ِّل َس ْبـ َعة أ هَايٍم‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن لَهُ ط ٌ‬ ‫ص هح َع ْنهُ أَنههُ قَ َ‬‫َو َ‬
‫ب َش ْي ٍء إِ َىل‬ ‫َح ُّ‬ ‫اط ِ‬
‫ني تَـ ْنف ُر َعنْهُ‪َ ،‬وأ َ‬
‫اصيه ِة‪ ،‬أَ هن الْم َالئِ َكةَ َُِتبُّه‪ ،‬وال ه ِ‬
‫شيَ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫اخلَ ِّ‬‫يب ِم َن ْ‬ ‫ِم ْنهُ» «‪َ . »3‬وِيف ال ِطّ ِ‬
‫ب ال هرائِ َحةَ‬ ‫اخلَبِيثَةُ َُِت ُّ‬ ‫ني ال هرائِحةُ الْم ْنتِنَةُ الْ َك ِر َيهةُ‪ ،‬فَ ْاألَرواح الطهيِبةُ َُِت ُّ ِ‬ ‫شي ِ‬
‫اح ْ‬ ‫ب ال هرائ َحةَ الطهيِّبَةَ‪َ ،‬و ْاألَ ْرَو ُ‬ ‫ْ َ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫اط ِ‬ ‫ال ه َ‬
‫ات‪ ،‬والطهيِب ُ ِ‬ ‫اخلَبِيثُو َن لِل َ ِ‬ ‫ات لِل َ‬ ‫وح ََتِيل إِ َىل ما يـنَ ِ‬
‫ات للطهيِّبِ َ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ْخبِيثَ َ َّ‬ ‫ني‪َ ،‬و ْ‬ ‫ْخبِيثِ َ‬ ‫اخلَبِيثَ ُ‬‫اسبُـ َها‪ ،‬فَ ْ‬ ‫اخلَبِيثَةَ‪َ ،‬وُك ُّل ُر ٍ ُ َ ُ‬ ‫ْ‬
‫ال‪ ،‬والْمطَ ِ‬
‫اع َم‬ ‫ال َو ْاألَقـ َْو َ َ َ‬ ‫ال‪ ،‬فَِإنههُ يَـتَـنَ َاو ُل ْاألَ ْع َم َ‬ ‫س ِاء َو ِّ‬
‫الر َج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ ِ هِ ِ‬
‫َوالطيّبُو َن للطيّبَات‪َ ،‬و َه َذا َوإ ْن َكا َن ِيف النّ َ‬
‫وم لَْف ِظ ِه‪ ،‬أو بعموم معناه‪.‬‬ ‫والْمشا ِرب‪ ،‬والْم َالبِس والروائِح‪ ،‬إِ هما بِعم ِ‬
‫ُُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ هَ َ‬

‫ص هح ِة ال َْع ْ ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِيف ِح ْف ِظ ِ‬ ‫ِ‬


‫ني‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫ص ٌل ِيف َه ْديِه َ‬ ‫فَ ْ‬
‫روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» َعن عبد الرْحن بن النعمان بن معبد بن هوذة األنصاري‪َ ،‬عن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن ج ِّدهِ‬
‫ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫صائِ ُم»‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أ ََم َر ِاب ِْإل َْثِ ِد ال ُْم َرهو ِح ِع ْن َد النهـ ْوِم َوقَ َ‬
‫ال‪« :‬لِيَـت ِهق ِه ال ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫رِ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬
‫روح‪ :‬املطيب ابملسك‪.‬‬ ‫ال أبو عبيد‪ :‬امل ّ‬ ‫«‪ . »4‬قَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الزجل‪ ،‬والنسائي يف الزينة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود‪.‬‬

‫(‪)271/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬


‫صلهى ه‬ ‫ال‪َ :‬كانَ ْ ِ‬ ‫اس ر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َ‬ ‫ت للنهِ ِّ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما قَ َ‬ ‫اج ْه» َوغَ ِْريه َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ني «‪. »7‬‬ ‫ُم ْك ُحلَةٌ يَ ْكتَ ِحل ِم ْنـ َها ثََال ًَث ِيف ُك ِل َع ْ ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إذا اكتحل‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اس ر ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوِيف الرتمذي‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬
‫ني «‪. »2‬‬ ‫جيعل يف اليمىن ثالَث‪ ،‬يبتدىء ِهبَا‪َ ،‬وَخيْتِ ُم ِهبَا‪َ ،‬وِيف الْيُ ْس َرى ثِْنـتَـ ْ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬م ِن ا ْكتَ َح َل فَـلْيُوتِْر» «‪ . »3‬فَـ َه ِل الْ ِوتْـ ُر ِابلنِّ ْسبَ ِة إِ َىل‬ ‫صلهى ه‬ ‫َوقَ ْد َرَوى أبو داود َع ْنهُ َ‬
‫ان‪ ،‬والْيمىن أَو َىل ِاب ِالبْتِ َد ِاء والتهـ ْف ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ني كِ ْلتَـ ْي ِه َما‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ِيف َه ِذهِ ثََال ٌ‬ ‫ال َْع ْيـنَـ ْ ِ‬
‫يل‪ ،‬أ َْو ُه َو‬ ‫ضِ‬ ‫َ‬ ‫ث‪َ ،‬وِيف َهذه ث ْنـتَ َ ُ ْ َ ْ‬
‫ب أْحد َوغَ ِْريهِ‪.‬‬ ‫ث‪َ ،‬و ُُهَا قَـ ْوَال ِن ِيف َم ْذ َه ِ‬ ‫ث‪َ ،‬وِيف َه ِذهِ ثََال ٌ‬ ‫ني‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ِيف َه ِذهِ ثََال ٌ‬ ‫ِابلنِّ ْسبَ ِة إِ َىل ُك ِل َع ْ ٍ‬
‫ّ‬
‫اج َهلَا‬ ‫است ْخ َر ٌ‬
‫يف لِلْمادهةِ ال هرِديئَ ِة‪ ،‬و ْ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ ،‬وتَـ ْق ِويَةٌ للنُّوِر الْبَاص ِر‪َ ،‬و َج َالءٌ َهلَا‪َ ،‬وتَـلْط ٌ َ‬ ‫ص هح ِة ال َْع ْ ِ‬‫ظ لِ ِ‬‫َوِيف الْ ُك ْح ِل ِح ْف ٌ‬
‫ِ‬
‫وهنَا َع ِقيبَهُ َع ِن ا ْحلََرَك ِة‬ ‫ض ٍل ِال ْشتِم ِاهلَا َعلَى الْ ُكح ِل‪ ،‬وس ُك ِ‬
‫ْ َُ‬ ‫َ‬ ‫اع ِه‪َ ،‬ولَهُ ِع ْن َد النـ ْهوم َم ِزي ُد فَ ْ‬ ‫ض أَنْـو ِ‬
‫الزينَة ِيف بَـ ْع ِ َ‬
‫مع ِ ِ‬
‫ََ ّ‬
‫ك َخ ِّ‬
‫اصيهةٌ‪.‬‬ ‫ض هرةِ ِهبَا‪َ ،‬و ِخ ْد َم ِة الطهبِ َيع ِة َهلَا‪َ ،‬ولِ ِْْل َْثِ ِد ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫الْم ِ‬
‫ُ‬
‫ص َر‪َ ،‬ويُـ ْنبِ ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْع َر» » ‪.‬‬ ‫ت ال ه‬ ‫اج ْه» َع ْن ساَل َع ْن أَبِيه يَـ ْرفَـعُهُ‪َ « :‬علَْي ُك ْم ِاب ِْإل َْثد‪ ،‬فَِإنههُ َْجيلُو الْبَ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ص ِر» «‪. »5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب أيب نعيم‪« :‬فَِإنههُ َم ْنـبَـتَةٌ لِل ه‬ ‫َوِيف كِتَ ِ‬
‫ص َفاةٌ للْبَ َ‬ ‫ش ْع ِر‪َ ،‬م ْذ َهبَةٌ ل ْل َق َذى‪َ ،‬م ْ‬
‫اس‪ -‬ر ِ‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ -‬يَـ ْرفَـعُهُ‪:‬‬‫ض َي ه‬ ‫ضا‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫اج ْه» أَيْ ً‬‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫ص َر‪َ ،‬ويُـ ْنبِ ُ‬ ‫« َخ ْيـر أَ ْكحالِ ُكم ِْ ِ‬
‫ت الشعر» «‪. »1‬‬ ‫اإل َْث ُد‪َْ ،‬جيلُو الْبَ َ‬ ‫ُ َ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجة والرتمذي‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو الشيخ يف أخالق النب صلّى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف الطهارة‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجة‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أبو نعيم يف احللية والطَباين يف الكبري‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجة وأْحد وأبو داود والبيهقي وابن حبان‪.‬‬

‫(‪)277/7‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُم َرتهـبَةً‬
‫صلهى ه‬ ‫ت َعلَى لِ ِِ‬ ‫ِ ه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫سانه َ‬
‫َ‬ ‫ص ٌل ِيف ذ ْك ِر َش ْيء م َن ْاألَ ْد ِويَة َو ْاألَ ْغذيَة ال ُْم ْف َر َدة ال ِيت َج َ‬
‫اء ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫َعلَى حر ِ‬
‫وف ال ُْم ْع َج ِم‬ ‫ُُ‬

‫ف ا ْهلمزةِ‬
‫َح ْر ُ َْ َ‬
‫ضا‪،‬‬ ‫ب أَيْ ً‬ ‫ضلُهُ‪َ ،‬ويُـ ْؤتَى بِِه ِم ْن ِج َه ِة ال َْم ْغ ِر ِ‬ ‫َصبَـ َها َن‪َ ،‬و ُه َو أَفْ َ‬ ‫ِ‬
‫َس َوِد‪ ،‬يُـ ْؤتَى بِ ِه م ْن أ ْ‬ ‫إِ َْثِ ٌد‪ُ :‬ه َو َح َج ُر الْ ُك ْح ِل ْاأل ْ‬
‫اخ‪.‬‬ ‫س فِ ِيه َش ْيءٌ ِم َن ْاأل َْو َس ِ‬ ‫س لَْي َ‬
‫ِ‬
‫يص‪َ ،‬و َداخلُهُ أ َْملَ ُ‬
‫س ِريع التهـ ْفتِ ِ ِ ِ ِِ ِ‬
‫يت الهذي ل ُفتَاته بَص ٌ‬ ‫َج َو ُدهُ ال ه ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ب الله ْح َم ال هزائِ َد ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ش ُّد أَ ْعصابـ َها‪ ،‬وَْحي َف ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ظ ص هحتَـ َها‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫ني َويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫َوم َزا ُجهُ َاب ِرٌد َايب ٌ‬
‫س يَـ ْنـ َف ُع ال َْع ْ َ‬
‫يق‪،‬‬‫س ِل ال َْمائِ ِّي ال هرقِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اع إذَا ا ْكتَ َح َل به َم َع ال َْع َ‬
‫الص َد َ ِ‬‫ب ُّ‬ ‫ِ‬
‫وها‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫اخ َها‪َ ،‬وَْجيلُ َ‬ ‫وح َويُ ْد ِملُ َها‪َ ،‬ويُـنَـ ِّقي أ َْو َس َ‬
‫الْ ُق ُر ِ‬
‫شةٌ‪َ ،‬ونَـ َف َع ِم َن‬ ‫ض ُّ ِ‬
‫ض فِ ِيه َخ ْش َك ِري َ‬ ‫الش ُحوم الطه ِريهِة‪َ ،‬ولُ ِطّ َخ َعلَى َح ْر ِق النها ِر‪ََ ،‬لْ تَـ ْع ِر ْ‬ ‫ط بِبَـ ْع ِ‬ ‫َوإِذَا ُد هق َو ُخلِ َ‬
‫ارُه ْم إِذَا‬
‫صُ‬ ‫ت أَبْ َ‬‫ضعُ َف ْ‬ ‫ين قَ ْد َ‬ ‫هِ‬
‫شايِ ِخ‪َ ،‬والذ َ‬ ‫ني َال ِسيه َما لِ ْل َم َ‬‫ال ال َْع ْ ِ‬‫َجو ُد أَ ْك َح ِ‬
‫سبَبه‪َ ،‬و ُه َو أ ْ َ‬
‫ث بِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫التهـنَـ ُّفط ا ْحلَاد َ‬
‫ُج ِع َل معه شيء من املسك‪.‬‬
‫ال‪َ « :‬مثَ ُل ال ُْم ْؤِم ِن اله ِذي يقرأ القرآن‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫أترج‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫ب» «‪. »7‬‬ ‫ب‪َ ،‬وِرحيُ َها طَيِّ ٌ‬ ‫اآلترجة‪ ،‬طمها طَيِّ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫كمثل‬
‫ٍِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِيف ْاألُتْـر ِج منافِع َكثِريةٌ‪ ،‬وهو مرهك ِ‬
‫ض‪َ ،‬وبَـ ْزٌر‪َ ،‬ول ُك ِّل َواحد م ْنـ َها م َز ٌ‬
‫اج‬ ‫اء‪ :‬قِ ْش ٌر‪َ ،‬و َحلْ ٌم‪َ ،‬و َْحْ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب م ْن أ َْربَـ َعة أَ ْشيَ َ‬ ‫ُ ّ ََ ُ َ َ ُ َ ُ َ ٌ‬
‫ضهُ ابرد ايبس‪ ،‬وبزره حار ايبس‪.‬‬ ‫ْب‪َ ،‬و َْحْ ُ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫س‪َ ،‬و َحلْ ُمهُ َح ٌّ‬ ‫صهُ‪ ،‬فَِق ْشرهُ َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َخيُ ُّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف فضائل القرآن‪.‬‬

‫(‪)272/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السوس‪ ،‬ورائِحته تُ ِ‬ ‫َوِم ْن َمنَافِ ِع قِ ْش ِرهِ‪ :‬أَنههُ إِذَا ُج ِعل ِيف الثِّيَ ِ‬
‫ب‬‫اد ا ْهلََواء َوال َْوَابء‪َ ،‬ويُطَيّ ُ‬
‫سَ‬ ‫صل ُح فَ َ‬ ‫اب َمنَ َع ُّ َ َ َ َ ُ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ض ِم‪ .‬قَ َ‬
‫ال‬ ‫َعا َن َعلَى ا ْهلَ ْ‬ ‫ح‪َ ،‬وإِذَا ُج ِع َل ِيف الطه َع ِام َك ْاأل ََاب ِزي ِر‪ ،‬أ َ‬ ‫الرَاي َ‬ ‫س َكهُ ِيف الْ َف ِم‪َ ،‬و ُحيَلِّ ُل ِّ‬ ‫ِ‬
‫النه ْك َهةَ إذَا أ َْم َ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اعي ُشراب‪ ،‬وقِ ْشرهُ ِ‬ ‫ش ْاألَفَ ِ‬
‫ارةُ قِ ْش ِرهِ تَـ ْنـ َف ُع ِم ْن نَـ ْه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ادا‪َ ،‬و ُح َراقَةُ ق ْش ِره ط َالءٌ‬‫ض َم ً‬ ‫ًْ َ ُ‬ ‫صَ‬ ‫ب «الْ َقانُون» ‪َ :‬وعُ َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َ‬
‫ص‪ .‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫َجيِّ ٌد لِ ْلبَـ َر ِ‬
‫ال‬ ‫ص ْفر ِاء‪ ،‬قَ ِام ٌع لِلْب َخار ِ‬
‫ات ا ْحلَا هرةِ‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ف ِحلََر َارة ال َْم ِع َدة‪َ ،‬انفِ ٌع ِأل ْ‬ ‫َوأَ هما َحلْ ُمهُ‪ :‬فَ ُملَ ِطّ ٌ‬
‫ُ َ‬ ‫َص َحاب الْم هرة ال ه َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ري‪ .‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫الغافقي‪ :‬أَ ْك ُل َحلْمه يَـ ْنـ َف ُع الْبَـ َواس َ‬
‫ان ُشراب وا ْكتِح ًاال‪ ،‬قَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ا ْحل ِ ِ ِ‬ ‫ص ْفر ِاء‪ ،‬ومس ِّكن لِل َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ضهُ‪ :‬فَـ َقابِ ٌ‬
‫اط ٌع‬ ‫ار‪َ ،‬انف ٌع م َن الْيَـ َرقَ ْ ً َ َ‬ ‫ْخ َف َق َ ّ‬ ‫ض َكاس ٌر لل ه َ َ ُ َ ٌ‬ ‫َوأَ هما َْحْ ُ‬
‫س ِّك ُن‬ ‫ِِ‬
‫ارةُ َْحْضه يُ َ‬ ‫صَ‬ ‫ي‪َ ،‬وعُ َ‬ ‫ص ْف َرا ِو ِّ‬
‫ال ال ه‬ ‫اإل ْس َه ِ‬‫ش ٍهّ لِلطه َع ِام‪َ ،‬عاقِ ٌل لِلطهبِ َيع ِة‪َ ،‬انفِ ٌع ِم َن ِْ‬ ‫ي‪ُ ،‬م َ‬ ‫لِ ْل َق ْي ِء ال ه‬
‫ص ْف َرا ِو ِّ‬
‫ب ِابلْ َق ْوَاب ِء‪َ ،‬ويُ ْستَ َد ُّل َعلَى ذَلِ َ‬
‫ك ِم ْن فِ ْعلِ ِه ِيف ا ْحلِ َِْب إِذَا َوقَ َع‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِغلْمةَ النِّ ِ‬
‫ساء‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ط َال ًء م َن الْ َكلَف‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫َ َ‬
‫ف‪َ ،‬وتَـ ْقطَ ُع‪ ،‬وتَبد‪ ،‬وتطفىء َح َر َارةَ الْ َكبِ ِد‪َ ،‬وتُـ َق ِّوي ال َْم ِع َدةَ‪َ ،‬وَتَْنَ ُع ِح هدةَ‬ ‫اب قَـلَ َعهُ‪َ ،‬ولَهُ قُـ هوةٌ تُـلَ ِطّ ُ‬ ‫ِيف الثِّيَ ِ‬
‫ش‪.‬‬ ‫ص ْفر ِاء‪ ،‬وتُ ِزيل الْغَ هم الْعا ِرض ِم ْنـها‪ ،‬وتُ ِ‬ ‫ِِ‬
‫س ّك ُن ال َْعطَ َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫الْم هرة ال ه َ َ ُ‬
‫وم الْ َقاتِلَ ِة إِذَا ُش ِر ِ‬ ‫اصيهة حبِ ِه النهـ ْفع ِمن السم ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوأَ هما بَـ ْزُرهُ‪ :‬فَـلَهُ قُـ هوةٌ ُُمَلِّلَةٌ َُمَ ِّف َفةٌ‪َ .‬وقَ َ‬
‫ب م ْنهُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُّ ُ‬ ‫ال ابن ماسويه‪َ :‬خ ّ ُ َ ّ‬
‫ض ِع الله ْس َع ِة‪ ،‬نَـ َف َع‪َ ،‬و ُه َو ُملَِّ ٌ‬
‫ني‬ ‫ضع َعلَى مو ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫وخ‪َ .‬وإِ ْن ُد هق َوُو َ‬ ‫ش ًرا ِمبَ ٍاء فَاتِ ٍر‪َ ،‬و ِط َال ٍء َمطْبُ ٍ‬ ‫ال ُم َق ه‬ ‫وْز ُن ِمثْـ َق ٍ‬
‫َ‬
‫اصيهةُ حبِ ِه النهـ ْفع ِمن لَسع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب لِلنه ْك َه ِة‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر َه َذا ال ِْف ْع ِل َم ْو ُجو ٌد ِيف قِ ْش ِرهِ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ات‬ ‫ُ ْ ََ‬ ‫ال غَْيـ ُرهُ‪َ :‬خ ّ َ ّ‬ ‫للطهبِ َيعة‪ُ ،‬مطَيِّ ٌ‬
‫ض ِع الله ْدغَ ِة‪.‬‬ ‫ضع َعلَى مو ِ‬
‫َْ‬
‫ِ‬
‫ك إِ َذا ُد هق َوُو َ‬ ‫ش ًرا ِمبَ ٍاء فَاتِ ٍر‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ب ِم ْنهُ َوْز ُن ِمثْـ َقالَ ْ ِ‬
‫ني ُم َق ه‬ ‫ب إِ َذا ُش ِر َ‬ ‫ال َْع َقا ِر ِ‬
‫وم ُكلِّ َها‪َ ،‬و ُه َو َانفِ ٌع ِم ْن لَ ْد ِغ ا ْهلََو ِّام ُكلِّ َها‪.‬‬‫ال غَيـره‪ :‬حبُّه يصلُح لِلسم ِ‬
‫َوقَ َ ْ ُ ُ َ ُ َ ْ ُ ُّ ُ‬
‫َطبه ِاء‪ ،‬فَأ ََم َر ِحبَْب ِس ِه ْم‪َ ،‬و َخيهـ َرُه ْم أُ ْد ًما َال يَ ِزي ُد َهلُ ْم َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫ضب َعلَى قَـوٍم ِمن ْاأل ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ض ْاألَ َكاس َرة غَ َ‬ ‫َوذُك َر أَ هن بَـ ْع َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‪َ ،‬وقِ ْش ُرهُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َهلُ ْم‪َ :‬لَ ا ْختَـ ْرَُتُوهُ َعلَى غَ ِْريه؟ فَـ َقالُوا‪ :‬ألَنههُ ِيف ال َْعاج ِل َرْحيَا ٌن‪َ ،‬وَم ْنظَُرهُ ُم ْف ِر ٌ‬
‫فَا ْختَاروا ْاألُتْـر ه ِ‬
‫ج‪ ،‬فَق َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ضهُ أُ ْد ٌم‪َ ،‬و َحبُّهُ تِْرَاي ٌق‪ ،‬وفيه دهن‪.‬‬ ‫ب ال هرائِ َح ِة‪َ ،‬و َحلْ ُمهُ فَاكِ َهةٌ‪َ ،‬و َْحْ ُ‬ ‫ِ‬
‫طَيّ ُ‬
‫(‪)273/7‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫شي ٍء َه ِذهِ منَافِعهُ أَ ْن ي َ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫ض‬‫صةُ ال ُْو ُجود‪َ ،‬و ُه َو ال ُْم ْؤم ُن الهذي يَـ ْق َرأُ الْ ُق ْرآ َن‪َ ،‬وَكا َن بَـ ْع ُ‬ ‫شبههَ بِه ُخ َال َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َو َحقي ٌق ب َ ْ‬
‫ب النهظََر إِلَْي ِه لِ َما يف منظره من التفريح‪.‬‬ ‫ف ُِحي ُّ‬‫سلَ ِ‬‫ال ه‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ان َعلَى رس ِ ِ‬ ‫وع ِ‬ ‫ان َاب ِط َال ِن َم ْو ُ‬ ‫أرّز‪ :‬فِ ِيه ح ِديثَ ِ‬
‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَنههُ «لَ ْو َكا َن َر ُج ًال‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬أ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫ض َ‬ ‫َ‬
‫اء فِ ِيه»‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هاين‪ُ « :‬ك ُّل َشي ٍء أَ ْخرج ْتهُ ْاألَر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض فَفيه َداءٌ َوش َفاءٌ إِهال ْاأل َُرزه‪ ،‬فَِإنههُ ش َفاءٌ َال َد َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫يما» الث ِ‬ ‫لَ َكا َن َحل ً‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ذَ َك ْرَان ُُهَا تَـ ْنبِ ًيها َوََتْذ ًيرا م ْن ن ْسبَت ِه َما إِلَْيه َ‬
‫ريا‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي‬ ‫ِ‬ ‫وب بَـ ْع َد ا ْحلِْنطَِة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ار َايبِس‪َ ،‬و ُه َو أَ ْغ َذى ا ْحلُبُ ِ‬
‫ْن َش ًّدا يَس ً‬ ‫ش ُّد الْبَط َ‬ ‫َْحَ ُد َها َخ ْلطًا‪ ،‬يَ ُ‬ ‫َوبَـ ْع ُد فَـ ُه َو َح ٌّ ٌ‬
‫َْحَ ُد ْاألَ ْغ ِذي ِة وأَنْـ َفع َها إِذَا طُبِ َخ ِأبَلْب ِ‬ ‫ث فِيها‪ .‬وأ ِ‬
‫َطبهاءُ ا ْهلِْن ِد تَـ ْزعُ ُم‪ ،‬أَنههُ أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان الْبَـ َق ِر‪َ ،‬ولَهُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ال َْمع َدةَ‪َ ،‬ويُ َدبّغُ َها‪َ ،‬وميَْ ُك ُ َ َ‬
‫ص ِفيَ ِة اللون‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ب الْبَ َد ِن‪َ ،‬وِزَاي َدةِ ال َْم ِِّ‬ ‫ِ‬
‫ِن‪َ ،‬وَكثْـ َرة التهـغْ ِذيَِة‪َ ،‬وتَ ْ‬ ‫صِ‬ ‫ََتْثِريٌ ِيف خ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف قَـ ْولِ ِه‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫صنَـ ْوبَـ ُر‪ ،‬ذَ َك َرهُ النِ ُّ‬‫ون ال هر ِاء‪َ :‬و ُه َو ال ه‬ ‫أرز‪ :‬بَِف ْت ِح ا ْهلَمزةِ وس ُك ِ‬
‫َْ َ ُ‬
‫الرايح‪ ،‬تُِقيمها م هرًة‪ ،‬وَُتِيلُها أُ ْخرى‪ ،‬ومثَل الْمنَافِ ِق مثَل ْاألَرَزةِ‬ ‫«مثَل الْم ْؤِم ِن مثَل ْ ِ ِ‬
‫َ ُ ْ‬ ‫اخلَ َامة م َن ال هزْر ِع‪ ،‬تُـ َفيِّئُـ َها ِّ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ ُ َ ُ‬
‫ْب‪َ ،‬وفِ ِيه إِنْ َ‬ ‫اْنعافُـها م هرًة و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال قَائِمةً َعلَى أ ِ‬
‫اج‬
‫ض ٌ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫اح َد ًة» «‪َ ، »7‬و َحبُّهُ َح ٌّ‬ ‫َصل َها َح هىت يَ ُكو َن ْ َ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َال تَـ َز ُ َ‬
‫ريةٌ‪َ ،‬و ُه َو َجيِّ ٌد لِ ُّ‬
‫لس َع ِ‬ ‫ني‪ ،‬وََتْلِيل‪ ،‬ولَ ْذعٌ ي ْذ َهب بِنَـ ْق ِع ِه ِيف الْم ِاء‪ ،‬و ُهو َع ِسر ا ْهلَ ْ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪،‬‬ ‫ض ِم‪َ ،‬وفيه تَـ ْغذيَةٌ َكث َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َوتَـ ْلي ٌ َ ٌ َ َ ُ‬
‫صا‪َ ،‬وتِْرَايقُهُ حب الرمان املز‪.‬‬ ‫الرئَ ِة‪ ،‬وي ِزي ُد ِيف الْم ِِ ِ‬ ‫ولِتَـ ْن ِقي ِة رطُ ِ‬
‫ِن‪َ ،‬ويُول ُد َمغَ ً‬ ‫َ ّ‬ ‫وابت ِّ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫ال ِيف َم هكةَ‪َ « :‬ال ُخيْتَـلَى َخ َال َها» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫يح» َع ْنهُ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫إذخر‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫اإل ْذ ِخ َر»‬
‫ال‪« :‬إِهال ِْ‬ ‫اَّلل‪ ،‬فَِإنههُ لَِق ْينِ ِه ْم َولِبُـيُوهتِِ ْم‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ول هِ‬ ‫اإل ْذ ِخ َر َاي َر ُس َ‬‫اَّللُ َع ْنهُ‪ :‬إِهال ِْ‬
‫ض َي ه‬ ‫ال لَهُ العباس ر ِ‬
‫َ‬ ‫فَـ َق َ‬
‫«‪. »2‬‬
‫ث‪،‬‬ ‫لس َد ِد‪ ،‬وأَفْـواهِ الْعُر ِ‬
‫وق‪ ،‬يُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل َوالطه ْم َ‬ ‫يف ُم َفتّ ٌح ل ُّ َ َ ُ‬
‫ُوىل‪ ،‬لَ ِط ٌ ِ ِ‬ ‫س ِيف ْاأل َ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ار ِيف الثهانيَة‪َ ،‬ايب ٌ‬ ‫اإل ْذ ِخ ُر َح ٌّ‬
‫َو ِْ‬
‫َصلُهُ يُـ َق ِّوي َع ُم َ‬
‫ود‬ ‫ادا‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ني ُشراب و ِ‬
‫ض َم ً‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫الصلْبَةَ ِيف ال َْمع َدة َوالْ َكبد َوالْ ُك ْليَـتَـ ْ ِ ْ ً َ‬ ‫صى‪َ ،‬و ُحيَلِّ ُل ْاأل َْوَر َام ُّ‬‫ت ا ْحلَ َ‬‫َويُـ َفتِّ ُ‬
‫ان َوال َْم ِع َد َة‪ ،‬ويسكن الغثيان‪ ،‬ويقل البطن‪.‬‬ ‫َسنَ ِ‬
‫ْاأل ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف املرضى‪ .‬ومسلم يف صفات املنافقني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ومسلم يف احلج‪.‬‬

‫(‪)274/7‬‬

‫ف الْبَ ِاء‬ ‫َح ْر ُ‬


‫ول‪:‬‬ ‫ب‪ ،‬يَـ ُق ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ َكا َن ََْ ُك ُل الْبِ ِطّ َ‬
‫يخ ِاب ُّلرطَ ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫ي‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫الرتِم ِذ ُّ‬
‫بِطّي ٌخ‪َ :‬رَوى أبو داود َو ِّْ‬
‫ِ‬
‫«نَ ْك ِس ُر َح هر َه َذا بِبَـ ْرِد َه َذا‪َ ،‬وبَـ ْر َد َه َذا ِحبَ ِّر َه َذا» «‪. »7‬‬
‫اد بِ ِه ْاألَ ْخ َ‬ ‫ص ُّح ِم ْنـها َشيء غَيـر ه َذا ا ْحل ِد ِ ِ‬ ‫يخ ِع هدةُ أ ِ‬ ‫َوِيف الْبِ ِطّ ِ‬
‫ض ُر‪َ ،‬و ُه َو َاب ِرٌد‬ ‫يث ال َْواح ِد‪َ ،‬وال ُْم َر ُ‬ ‫َ ْ ٌ ُْ َ َ‬
‫يث َال ي ِ‬
‫َحاد َ َ‬ ‫َ‬
‫َي َخل ٍ‬ ‫اخلِيا ِر‪ ،‬و ُهو س ِر ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫رطْب‪ ،‬وفِ ِيه ج َالء‪ ،‬و ُهو أ ْ ِ‬
‫ْط‬ ‫يع اال ْست َحالَة إِ َىل أ ِّ‬ ‫َس َرعُ ْاْن َد ًارا َع ِن ال َْمع َدة م َن الْقثهاء َو ْ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ ٌ َ َ ٌ َ َ‬
‫ض َرُرهُ بِيَ ِس ٍري ِم َن‬‫ورا انْـتَـ َف َع بِ ِه ِج ًّدا‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن َم ْبـ ُرو ًدا ُدفِ َع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ادفَهُ ِيف ال َْمع َدة‪َ ،‬وإِذَا َكا َن آكلُهُ َُْم ُر ً‬ ‫صَ‬ ‫َكا َن َ‬
‫َطبه ِاء‪ :‬إِنههُ قَـ ْب َل‬
‫ال بـعض ْاأل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َوَْْن ِوه‪َ ،‬ويَـ ْنـبَغي أَ ْكلُهُ قَـ ْب َل الطه َع ِام‪َ ،‬ويُـ ْتـبَ ُع بِه‪َ ،‬وإِهال غَثهى َوقَـيهأَ‪َ .‬وقَ َ َ ْ ُ‬ ‫ال هزْْنَبِ ِ‬
‫الطه َع ِام يَـغْ ِس ُل البطن غسال‪ ،‬ويذهب ابلداء أصال‪.‬‬
‫ض َي‬ ‫ش ِام بْ ِن عُروةَ‪َ ،‬عن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن عائشة ر ِ‬ ‫يث ِه َ‬ ‫بلح‪ :‬روى النهسائِ ُّي وابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِهما» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫ََ‬
‫ش ْيطَا َن إِذَا نَظََر إِ َىل‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ُ « :‬كلُوا الْبَـلَ َح ِابلت ْهم ِر‪ ،‬فَِإ هن ال ه‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ه‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬
‫يق» «‪َ . »2‬وِيف ِرَوايٍَة‪ُ « :‬كلُوا‬ ‫آد َم َح هىت أَ َك َل ا ْحلَ ِد َ‬
‫يث ِابل َْعتِ ِ‬ ‫ول‪ :‬بَِق َي ابْ ُن َ‬ ‫آد َم ََْ ُك ُل الْبَـلَ َح ِابلت ْهم ِر يَـ ُق ُ‬
‫ابْ ِن َ‬
‫اش ابْ ُن مادم َح هىت أَ َك َل ا ْجلَ ِدي َد‬ ‫ول‪َ :‬ع َ‬ ‫ش ْيطَا َن َْحي َز ُن إِ َذا َرأَى ابْ َن َ‬
‫آد َم ََْ ُكلُهُ يَـ ُق ُ‬ ‫الْبَـلَ َح ِابلت ْهم ِر‪ ،‬فَِإ هن ال ه‬
‫ِاب ْخلَلَ ِق» ‪َ ،‬رَواهُ البزار ِيف « ُم ْسنَ ِدهِ» َو َه َذا لَْفظُهُ‪.‬‬
‫صلهى‬ ‫هب َ‬ ‫َطبه ِاء ِْ‬
‫اإل ْس َالِم‪ :‬إِ همنَا أ ََم َر النِ ُّ‬ ‫ال بـعض أ ِ‬
‫َي‪ُ :‬كلُوا َه َذا َم َع َه َذا قَ َ َ ْ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْت‪ :‬الْبَاءُ ِيف ا ْحلَديث ِمبَْع َىن‪َ :‬م َع‪ ،‬أ ْ‬ ‫قُـل ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه ِ ه ِ‬
‫ار‬
‫س‪َ ،‬والت ْهم َر َح ٌّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم أبَ ْك ِل الْبَـلَ ِح ابلت ْهم ِر‪َ ،‬وََلْ ََ ُْم ْر أبَ ْك ِل الْبُ ْس ِر َم َع الت ْهم ِر‪ ،‬ألَ هن الْبَـلَ َح َاب ِرٌد َايب ٌ‬
‫ار‪َ ،‬وإِ ْن‬‫اح ٍد ِم ْنـ ُه َما َح ٌّ‬‫ك الْبسر مع التهم ِر‪ ،‬فَِإ هن ُك هل و ِ‬
‫َ‬ ‫س َك َذل َ ُ ْ ُ َ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫رطْب‪ ،‬فَِفي ُك ٍل ِم ْنـهما إِص َال ِ‬
‫ح ل ْْل َخ ِر‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫ّ َُ ْ ٌ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ني َحا هريْ ِن أ َْو َاب ِر َديْ ِن‪َ ،‬ك َما تَـ َق هد َم‪َ .‬وِيف َه َذا‬
‫ب ا ْجلَ ْم ُع بَـ ْ َ‬‫ت َح َر َارةُ الت ْهم ِر أَ ْكثَـ َر‪َ ،‬وَال يَـ ْنـبَغي م ْن ج َهة الطّ ِّ‬ ‫َكانَ ْ‬
‫اعاةِ الته ْدبِ ِري الذي يصلح يف‬ ‫صنَ َ ِ ِ‬
‫ب‪َ ،‬وُم َر َ‬‫اعة الطّ ِّ‬
‫َص ِل ِ‬ ‫ص هح ِة أ ْ‬‫يث‪ :‬التهـ ْنبِيهُ َعلَى ِ‬ ‫ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)275/7‬‬

‫ون ال ِطِّ ِب اله ِذي َُتْ َف ُ ِ‬ ‫اعاةِ الْ َقانُ ِ‬ ‫ات ْاألَ ْغ ِذي ِة و ْاألَ ْد ِوي ِة بـ ْع ِ‬‫َدفْ ِع َك ْي ِفيه ِ‬
‫ظ بِه ِّ‬
‫الص هحةُ‪.‬‬ ‫ّّ‬ ‫ض‪َ ،‬وُم َر َ‬ ‫ض َها بِبَـ ْع ٍ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫شونَِة الهِيت فِ ِيه‪،‬‬ ‫الرئَ ِة ِاب ْخلُ ُ‬ ‫وسةٌ‪َ ،‬و ُه َو يَـ ْنـ َف ُع الْ َف َم َواللِّثَةَ َوال َْم ِع َدةَ‪َ ،‬و ُه َو َرِديءٌ لِل ه‬
‫ص ْد ِر َو ِّ‬ ‫ودةٌ َويُـبُ َ‬‫َوِيف الْبَـلَ ِح بُـ ُر َ‬
‫َجيعا يـولِّ َد ِ‬ ‫ب ِطيء ِيف الْم ِعدةِ ي ِسري التهـغْ ِذي ِة‪ ،‬وهو لِلنهخلَ ِة َكا ْحلِ ِ‬
‫ان ِرَاي ًحا‪َ ،‬وقَـ َراقِ َر‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬و ُُهَا َ ً ُ َ‬ ‫ش َج َرةِ ال ِْعنَ ِ‬‫ص ِرم لِ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َُ ْ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ب َعلَْي ِه َما ال َْماءُ‪َ ،‬و َدفْ ُع َم َ ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َونَـ ْف ًخا‪َ ،‬وَال سيه َما إِذَا ُش ِر َ‬
‫والزبد‪.‬‬‫س ِل ّ‬ ‫ض هرهت َما ابلت ْهم ِر‪ ،‬أ َْو ابل َْع َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم وأبو بكر‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ضافَهُ النِ ُّ‬ ‫ان‪ ،‬لَ هما َ‬ ‫يح» ‪ :‬أَ هن أَاب ا ْهلَْيـثَ ِم بْن التـهيِ َه ِ‬
‫َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫بسر‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫ت‬‫ال لَهُ‪َ « :‬ه هال انْـتَـ َق ْي َ‬ ‫ب‪ -‬فَـ َق َ‬ ‫ود ِم َن ال ِْعنَ ِ‬‫اَّلل َع ْنـهما‪ ،‬جاء ُهم بِع ْذ ٍق‪ -‬و ُهو ِمن النه ْخلَ ِة َكالْع ْنـ ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫وعمر َرض َي هُ ُ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫لَنَا ِم ْن رطبه» فقال‪« :‬أحببت أن تنقوا ِم ْن بُ ْس ِرهِ َوُرطَبِ ِه» «‪. »7‬‬
‫ْن‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع اللِّثَةَ‬
‫س الْبَط َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرطُوبَةَ‪َ ،‬ويَ ْدبَ ُغ ال َْمع َد َة‪َ ،‬وَْحيب ُ‬ ‫ف ُّ‬ ‫ش ُ‬‫سهُ أَ ْكثَـ ُر ِم ْن َح ِّرهِ‪ ،‬يُـنَ ِّ‬ ‫س‪َ ،‬ويُـ ْب ُ‬
‫الْبُ ْسر‪َ :‬ح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِِ‬ ‫َوالْ َف َم‪َ ،‬وأَنْـ َفعُهُ َما َكا َن َه ًّ‬
‫السدد يف األحشاء‪.‬‬ ‫شا َو ُحل ًْوا‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ أَ ْكله َوأَ ْك ِل الْبَـلَ ِح حيدث ّ‬
‫وعا‪ :‬أَ هن نَبِيًّا ِمن ْاألَنْبِي ِاء َش َكى إِ َىل هِ‬ ‫اإلميَ ِ‬‫ب ِْ‬ ‫بيض‪ :‬ذَ َك َر البيهقي ِيف « ُش َع ِ‬
‫اَّلل سبحانه الضعف‪،‬‬ ‫َ َ‬ ‫ان» أَثَـ ًرا َم ْرفُ ً‬
‫ض‬
‫يق‪َ ،‬وبَـ ْي ُ‬ ‫يث َعلَى ال َْعتِ ِ‬ ‫ض ا ْحلَ ِد ُ‬ ‫ار ِم َن الْبَـ ْي ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض‪َ .‬وِيف ثُـبُوته نَظٌَر‪َ ،‬و ُخيْتَ ُ‬ ‫فأمره أبكل البيض‪ .‬فَأ ََم َرهُ ِأبَ ْك ِل الْبَـ ْي ِ‬
‫ودةِ قَلِ ًيال‪.‬‬‫يل إِ َىل الْبُـ ُر َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اج َعلَى َسائِ ِر بَـ ْي ِ ه‬
‫ض الط ِْري‪َ ،‬و ُه َو ُم ْعتَد ٌل َمي ُ‬ ‫ال هد َج ِ‬
‫ار رطْب‪ ،‬يـولِّ ُد َدما ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬
‫يحا َُْم ُمو ًدا‪.‬‬ ‫صح ً‬ ‫ب «الْ َقانُون» ‪َ :‬و ُُمُّهُ «‪َ : »2‬ح ٌّ َ ٌ ُ َ ً َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫قَ َ َ‬
‫س ِّك ٌن لِ ِْلَََِل‪،‬‬ ‫ض‪ُ :‬م َ‬ ‫ال غَْيـ ُرهُ‪ُ :‬م ُّح الْبَـ ْي ِ‬ ‫ريا‪َ ،‬ويُ ْس ِرعُ ِاال ِْْن َد َار ِم َن ال َْم ِع َدةِ إِذَا َكا َن َر ْخ ًوا‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ِ‬
‫َويُـغَ ّذي غذاآ يَس ً‬
‫ِ‬
‫شونَِة‪َ ،‬ال‬ ‫ْخ ُ‬ ‫ب لِل ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫الرئَة َوالْ ُكلَى َوال َْمثَانَة‪ُ ،‬م ْذه ٌ‬
‫وح ِ ِ‬
‫الس َعال َوقُـ ُر ِ ّ‬
‫ْحل ِْق و ُّ ِ‬ ‫ممَُلِّس لِلْحل ِْق وقَصب ِة ِ ِ ِ ِ‬
‫الرئَة‪َ ،‬انف ٌع لل َ َ‬ ‫ٌ َ َ ََ ّ‬
‫سيما إذا أخذ بدهن اللوز واحللو‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الزهد‪ ،‬وأخرجه مسلم يف صحيحه‪.‬‬
‫(‪ )2‬املح‪ :‬صفرة البيض‪.‬‬

‫(‪)271/7‬‬

‫ارا‪،‬‬‫ني ال َْوا ِرَم ِة َوَرًما َح ًّ‬ ‫اضهُ إِ َذا قُ ِط َر ِيف ال َْع ْ ِ‬ ‫شونَِة ا ْحلَل ِْق‪َ ،‬وبَـيَ ُ‬ ‫س ِّه ٌل ِخلُ ُ‬ ‫ض ٌج لِ َما ِيف ال ه‬
‫ص ْد ِر‪ُ ،‬ملَِّ ٌ‬ ‫وم ْن ِ‬
‫ني لَهُ‪ُ ،‬م َ‬ ‫َُ‬
‫ط‪َ ،‬وإِ َذا لُ ِطّ َخ بِ ِه الوجع‪،‬‬ ‫ض لَهُ‪ََ ،‬لْ يَ َد ْعهُ يَـتَـنَـ هف ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫بَـ هر َدهُ‪َ ،‬و َس هك َن ال َْو َج َع‪َ ،‬وإِ َذا لُطّ َخ بِه َح ْر ُق النها ِر أ َْو َما يَـ ْع ِر ُ‬
‫ط ِابلْ ُك ْن ُد ِر‪َ ،‬ولُ ِطّ َخ َعلَى ا ْجلَْبـ َه ِة‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن النـ ْهزلَ ِة‪.‬‬ ‫منع االحرتاق العارض من الشمس‪ ،‬وإذا ُخلِ َ‬
‫ال‪َ :‬و ُه َو‪َ -‬وإِ ْن ََلْ يَ ُك ْن ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة ال ُْمطْلَ َق ِة‪ -‬فَِإنههُ ِممها‬ ‫ون» ِيف ْاألَ ْد ِويَِة الْ َق ْلبِيه ِة‪ ،‬مُه قَ َ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬
‫ص ُ‬
‫وذَ َكره ِ‬
‫َ َُ َ‬
‫ان‪ُ :‬س ْر َعةُ ِاال ْستِ َحالَ ِة إِ َىل ال هدِم‪َ ،‬وقِلهةُ‬ ‫الص ْفرةَ‪ ،‬و ِهي ََتْمع ثََالثَةَ مع ٍ‬ ‫لَهُ م ْد َخل ِيف تَـ ْق ِوي ِة الْ َقل ِ ِ‬
‫ََ‬ ‫ْب ج ًّدا أَ ْع ِِن ُّ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ‬
‫ك ُه َو‬ ‫س ْر َع ٍة‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫ْب َخفي ًفا ُم ْن َدف ًعا إلَْيه ب ُ‬
‫ِ‬ ‫ضلَ ِة‪ ،‬وَكو ُن ال هدِم الْمتَـولِّ ِد ِم ْنهُ َُمَانِ ِ ه ِ‬
‫سا لل هدِم الذي يَـغْ ُذو الْ َقل َ‬ ‫ً‬ ‫َُ‬ ‫الْ َف ْ َ ْ‬
‫اديَةُ األمراض احملللة جلوهر الروح‪.‬‬ ‫أَوفَ ُق ما يـتَ َال َىف بِ ِه َع ِ‬
‫ْ َ ُ‬
‫ت‪ :‬إِ هن‬ ‫ص ِل‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ ،‬أَنهـ َها ُسئِلَ ْ‬ ‫بصل‪ :‬روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ‪َ :‬عن عائشة ر ِ‬
‫ت َع ِن الْبَ َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫آخر طَع ٍام أَ َكلَه رس ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ٌل «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن فيه بَ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َ َ‬
‫ول ال َْم ْس ِج ِد «‪. »2‬‬ ‫ني» أَنههُ َمنَ َع آكِلَهُ ِم ْن ُد ُخ ِ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫ت َع ْنهُ ِيف «ال ه ِ‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫ش ْه َو َة‪،‬‬ ‫وم‪َ ،‬ويُـ َفتِّ ُق ال ه‬ ‫ار ِيف الثهالِث ِة‪ ،‬وفِ ِيه رطُوبةٌ فَضلِيهةٌ يـنـ َفع ِمن تـغ ُِّري ال ِْمياهِ‪ ،‬ويدفَع ِريح السم ِ‬ ‫ص ُل‪َ :‬ح ٌّ‬
‫َ َ َ ْ ُ َ ُّ ُ‬ ‫َ َ ُ َ ْ َْ ُ ْ َ َ‬ ‫َوالْبَ َ‬
‫س ُن الله ْو َن‪ ،‬ويقطع البلغم‪ ،‬وجيلوا ال َْم ِع َد َة‪َ ،‬وبَـ ْزُرهُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن‪َ ،‬و ُحيَ ّ‬ ‫َويُـ َق ِّوي ال َْمع َد َة‪َ ،‬ويُـ َهيّ ُج الْبَ َاه‪َ ،‬ويَ ِزي ُد يف ال َْم ِِّ‬
‫يل‪َ ،‬وإِ َذا مشَههُ َم ْن َش ِر َ‬
‫ب‬ ‫ِ‬ ‫ب‪ ،‬فَـيَـ ْنـ َف ُع ِج ًّدا‪َ ،‬و ُه َو ِابل ِْمل ِ‬ ‫ك بِ ِه َح ْو َل َد ِاء الثـ ْهعلَ ِ‬ ‫ب الْبَـ َه َق‪َ ،‬ويُ َدله ُ‬ ‫ِ‬
‫ْح يَـ ْقلَ ُع الثهآل َ‬ ‫يُ ْذه ُ‬
‫ك ال هدو ِاء‪ ،‬وإِذَا استَـع َ ِ ِِ‬ ‫ان‪ ،‬وأَ ْذه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫ط مبَائه‪ ،‬نَـ هقى ال هرأْ َ‬ ‫ب َرائ َحةَ ذَل َ َ َ ْ َ‬ ‫س ِّه ًال َمنَـ َعهُ م َن الْ َق ْيء َوالْغَثَـيَ َ َ َ‬ ‫اء ُم َ‬
‫َد َو ً‬
‫ني‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن ال َْم ِاء النها ِزِل ِيف‬ ‫ث ِيف ْاألُذُنَـ ْ ِ‬ ‫اد ِ‬‫ني والْ َقي ِح‪ ،‬والْم ِاء ا ْحل ِ‬
‫س ْم ِع َوالطهن ِ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫َويُـ ْقطَُر ِيف ْاألُذُ ِن لِثِ َق ِل ال ه‬
‫وخ ِم ْنهُ َكثِري الْغِ َذ ِاء يـ ْنـ َفع ِمن الْيـرقَ ِ‬ ‫س ِل لِبَـيَ ِ‬
‫اض ال َْع ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الْع ْيـنَـ ْ ِ ِ‬
‫ان‬ ‫َ ُ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ني‪َ ،‬وال َْمطْبُ ُ‬ ‫ني ا ْكت َح ًاال يُ ْكتَ َح ُل ببَـ ْزِره َم َع ال َْع َ‬ ‫َ‬
‫ب إِذَا نُ ِط َل‬ ‫ْب غَ ِْري الْ َكلِ ِ‬ ‫هة الْ َكل ِ‬ ‫ص ْد ِر‪ ،‬وي ِد ُّر الْبـو َل‪ ،‬ويـلَِّني الطهبع‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِمن َعض ِ‬ ‫ال‪ ،‬و ُخ ُ ِ‬ ‫و ُّ ِ‬
‫شونَة ال ه َ ُ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ َ ُ ْ‬ ‫الس َع َ‬ ‫َ‬
‫اب‪ ،‬وإذا احتمل‪ ،‬فتح أفواه البواسري‪.‬‬ ‫ْح َو َس َذ ٍ‬ ‫َعلَْيـ َها َما ُؤهُ ِمبِل ٍ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف املساجد‪.‬‬
‫(‪)271/7‬‬

‫ص َر‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ أَ ْكلِ ِه تُوِر ُ‬


‫ث‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬ويُـ َولّ ُد أ َْرَاي ًحا‪َ ،‬ويُظْل ُم الْبَ َ‬
‫ش ِقي َقةَ‪ ،‬وي ِ‬
‫ص ّدعُ ال هرأْ َ‬‫َُ َ‬ ‫ث ال ه‬ ‫ض َرُرهُ‪ :‬فَِإنههُ يُوِر ُ‬ ‫َوأَ هما َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬‫يس‪َ ،‬وال َْم َالئ َكةَ‪َ ،‬وإِ َماتَـتُهُ طَْب ًخا تَ ْذ َه ُ‬ ‫ِ‬
‫النّ ْسيَا َن‪َ ،‬ويُـ ْفس ُد ال َْع ْق َل‪َ ،‬ويُـغَ ّريُ َرائ َحةَ الْ َفم َوالنه ْك َهة‪َ ،‬ويُـ ْؤذي ا ْجلَل َ‬
‫ات ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫ِهبَ ِذهِ ال َْم َ‬
‫ض هر ِ‬

‫ب َرائِ َحتَهُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السنَ ِن‪ :‬أَنههُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أ ََم َر آكلَهُ َوآك َل الثُّوم أَ ْن ُمييتَـ ُه َما طَْب ًخا «‪َ »7‬ويُ ْذه ُ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف ُّ‬
‫اب عليه‪.‬‬ ‫س َذ ِ‬ ‫ض ُغ َوَر ِق ال ه‬ ‫َم ْ‬
‫اذ ْْنَا ُن لِ َما أُكِ َل لَهُ»‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم‪« :‬الْب ِ‬
‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫وع الْم ْختَـلَ ِق َعلَى ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ض ِ ُ‬
‫ابذْنان‪ِ :‬يف ا ْحل ِد ِ‬
‫يث ال َْم ْو ُ‬ ‫َ‬
‫ان‪:‬‬‫ض ًال َع ِن ْاألَنْبِي ِاء‪ ،‬وبـ ْع ُد‪ :‬فَـ ُهو نَـو َع ِ‬ ‫اد الْعُ َق َال ِء‪ ،‬فَ ْ‬ ‫«‪ ، »2‬و َه َذا الْ َك َالم ِممها يستَـ ْقبح نِسبـتُهُ إِ َىل آح ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ْ َ ُ َْ‬ ‫َ‬
‫ف‪َ ،‬ه ْل ُه َو َاب ِرٌد أ َْو َح ٌّ‬
‫ار؟‬ ‫َس َو ُد‪َ ،‬وفِ ِيه ِخ َال ٌ‬‫ض َوأ ْ‬ ‫أَبْـيَ ُ‬
‫ِ ه‬ ‫ِ‬ ‫الس َد ِد وال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‪ ،‬وهو مولِّ ٌد لِل ه ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫س ِّو ُدهُ‪،‬‬
‫س َرطَان َوا ْجلُ َذام‪َ ،‬ويُـ ْفس ُد الل ْو َن َويُ َ‬ ‫س ْو َداء َوالْبَـ َواس ِري‪َ ،‬و ُّ َ‬ ‫يح‪ :‬أَنههُ َح ٌّ َ ُ َ ُ َ‬ ‫صح ُ‬ ‫َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫يل َعا ٍر ِم ْن َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ُت الْ َف ِم‪ ،‬و ْاألَبـي ِ‬
‫ض م ْنهُ ال ُْم ْستَط ُ‬ ‫َ َْ ُ‬ ‫ض ُّر بِنَـ ْ ِ‬
‫َويَ ُ‬

‫ف الت ِ‬
‫هاء‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ات» ‪َ .‬وِيف لَْف ٍظ‪:‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪« :‬من تَصبهح بِس ْب ِع ََتَر ٍ‬
‫ََ َ َْ َ َ َ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫يح» َع ْنهُ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫َتٌَْر‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫ت َال َتََْر فِ ِيه ِجيَاعٌ‬ ‫ت َع ْنهُ أَنههُ قَ َ‬
‫ال‪« :‬بَـ ْي ٌ‬ ‫ك الْيَـ ْوَم ُسمٌّ َوَال ِس ْح ٌر» «‪َ . »3‬وثَـبَ َ‬ ‫ض هرهُ ذَلِ َ‬‫« ِم ْن َتَْ ِر ال َْعالِيَ ِة ََلْ يَ ُ‬
‫ابلزبد ِاب ْخلُْب ِز‪َ ،‬وأَ ْكلُهُ ُم ْف َر ًدا‪.‬‬
‫ت عنه أكل التّمر ّ‬ ‫أ َْهلُهُ» «‪َ »4‬وثَـبَ َ‬
‫ُوىل‪ ،‬أ َْو َايبِس فِ َيها؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫ْب ِيف ْاأل َ‬ ‫ِِ‬
‫ار ِيف الثهانيَة‪َ ،‬و َه ْل ُه َو َرط ٌ‬ ‫َو ُه َو َح ٌّ‬
‫ٌ‬
‫الصنوبر‪ ،‬ويَبىء ِم ْن ُخ ُ‬
‫شونَِة ا ْحلَل ِْق‪،‬‬ ‫حب ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني للطهْب ِع‪ ،‬يَ ِزي ُد ِيف الْبَاه‪َ ،‬وَال سيه َما َم َع ّ‬
‫وهو م َق ٍو لِ ْل َكبِ ِد‪ ،‬ملَِ ٌ ِ‬
‫ُّ‬ ‫َ َُ ُ ّ‬
‫ضرِرهِ‬ ‫َسنَا َن‪َ ،‬ويُـ َهيِّ ُج ُّ‬ ‫ِ‬ ‫َوَم ْن ََلْ يَـ ْعتَ ْدهُ َكأَ ْه ِل الْبِ َال ِد الْبَا ِر َدةِ فَِإنههُ يُوِر ُ‬
‫اع‪َ ،‬و َدفْ ُع َ َ‬ ‫الص َد َ‬ ‫الس َد َد‪َ ،‬ويُـ ْؤذي ْاأل ْ‬ ‫ث َهلُ ُم ُّ‬
‫ْب‪َ ،‬وأَ ْكلُهُ َعلَى الريق‬ ‫اش‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن أَ ْكثَ ِر الثِّ َما ِر تَـ ْغ ِذيَةً لِلْبَ َد ِن ِمبَا فِ ِيه ِم َن ا ْجلَْو َه ِر ا ْحلَ ِّ‬
‫ار ال هرط ِ‬ ‫اخلِ ْش َخ ِ‬ ‫ِابلله ْوِز َو ْ‬
‫يقتل الدود‪ ،‬فإنه مع‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه املسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود والرتمذي‪.‬‬
‫(‪)279/7‬‬

‫الد ِ‬ ‫استِ ْع َمالُهُ َعلَى ِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬


‫ض َع َفهُ َوقَـلهلَهُ‪ ،‬أ َْو قَـتَـلَهُ‪،‬‬ ‫ود‪َ ،‬وأَ ْ‬ ‫ف َما هد َة ُّ‬ ‫الر ِيق‪َ ،‬خ هف َ‬ ‫َح َر َارته فيه قُـ هوةٌ تِْرَايقيهةٌ‪ ،‬فَِإ َذا أُدميَ ْ‬
‫اب وحلوى‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َو ُه َو فَاك َهةٌ َوغ َذاءٌ‪َ ،‬و َد َواءٌ َو َش َر ٌ‬
‫ض النه ْخ ِل‪،‬‬ ‫ضهُ تُـنَ ِايف أ َْر َ‬‫السن ِهة‪ ،‬فَِإ هن أ َْر َ‬
‫ْت لَهُ ِذ ْك ٌر ِيف ُّ‬ ‫ض ا ْحلِجا ِز والْم ِدينَ ِة‪ََ ،‬ل َ ِ‬
‫َْ‬ ‫ني ِأب َْر ِ َ َ َ‬ ‫تني‪ :‬لَ هما ََلْ يَ ُك ِن التِّ ُ‬
‫ص ِحيح‪ :‬أَ هن الْم ْق ِ‬ ‫ولَ ِكن قَ ْد أَقْسم ه ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫وف‪.‬‬‫ني ال َْم ْع ُر ُ‬ ‫س َم بِه‪ُ :‬ه َو التِّ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫اَّللُ به ِيف كتَابه‪ ،‬ل َكثْـ َرة َمنَافعه َوفَـ َوائده‪َ ،‬وال ه ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ‬
‫هاض ُج ال ِْق ْش ِر‪َْ ،‬جيلُو َرْم َل الْ ُكلَى َوال َْمثَانَِة‪،‬‬ ‫ض الن ِ‬ ‫َج َو ُدهُ‪ْ :‬األَبْـيَ ُ‬
‫ار‪ ،‬وِيف رطُوبتِ ِه ويـب ِ‬
‫وستِه قَـ ْوَال ِن‪َ ،‬وأ ْ‬‫َو ُه َو َح ٌّ َ ُ َ َ ُ ُ َ‬
‫الرئَ ِة‪َ ،‬ويَـغْ ِس ُل‬ ‫صبَ ِة ِّ‬ ‫ص ْد ِر‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫شونَةَ ا ْحلَل ِْق َوال ه‬ ‫ويؤمن من السموم‪ ،‬وهو أغذى من جيمع الْ َف َواكِ ِه َويَـ ْنـ َف ُع ُخ ُ‬
‫اء َجيِّ ًدا‪ ،‬إِهال أَنههُ يُـ َولِّ ُد الْ َق ْم َل إِذَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ال‪َ ،‬ويُـنَـ ِّقي ْ‬ ‫الْ َكبِ َد َوال ِطّ َح َ‬
‫ط الْبَـ ْلغَم هي م َن ال َْمع َدة‪َ ،‬ويَـغْ ُذو الْبَ َد َن غ َذ ً‬ ‫اخلَْل َ‬
‫أُ ْكثِ َر ِم ْنهُ ِج ًّدا‪.‬‬
‫ال جالينوس‪َ :‬وإِ َذا أُكِ َل َم َع ا ْجلَْوِز‬ ‫ب‪َ ،‬و ُه َو َم َع ا ْجلَْوِز َوالله ْوِز َُْم ُمو ٌد‪ ،‬قَ َ‬ ‫صَ‬ ‫سهُ يَـ ْغ ُذو َويَـ ْنـ َف ُع ال َْع َ‬ ‫ِ‬
‫َوَايب ُ‬
‫ظ ِم َن الض َهرِر‪.‬‬ ‫الس ِّم الْ َقاتِ ِل‪ ،‬نَـ َف َع‪َ ،‬و َح ِف َ‬
‫اب [‪ ]7‬قَـ ْب َل أَ ْخ ِذ ُّ‬ ‫س َذ ِ‬ ‫َوال ه‬
‫ال‪ُ « :‬كلُوا» َوأَ َك َل ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم طَبَ ٌق ِم ْن تِ ٍ‬
‫صلهى ه‬ ‫َويُ ْذ َكر َع ْن أَِيب ال هد ْر َد ِاء‪ :‬أ ُْه ِد َ ِ‬
‫ني‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫هب َ‬ ‫ي إ َىل النِ ِّ‬ ‫ُ‬
‫ْت‪َ :‬ه ِذهِ‪ِ ،‬ألَ هن فَاكِ َهةَ ا ْجلَن ِهة بِ َال َع َج ٍم‪ ،‬فَ ُكلُوا ِم ْنـ َها فَِإنهـ َها‬ ‫ت ِم َن ا ْجلَن ِهة قُـل ُ‬ ‫ْت‪ :‬إِ هن فَاكِ َهةً نَـ َزلَ ْ‬ ‫ال‪ :‬لَ ْو قُـل ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫س» ‪ .‬وِيف ثـُب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫وت َه َذا نَظٌَر‪.‬‬ ‫ري‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع م َن النّ ْق ِر ِ َ ُ‬ ‫تَـ ْقطَ ُع الْبَـ َواس َ‬
‫ال‬‫الس َع َ‬‫ش الْ َكائِ َن َع ِن الْبَـ ْلغَ ِم ال َْمالِ ِح‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ُّ‬ ‫واللهحم ِم ْنهُ أَجو ُد‪ ،‬ويـع ِطّش الْمحروِرين‪ ،‬وي ِ‬
‫س ّك ُن ال َْعطَ َ‬ ‫ْ َ ََُ ُ َ ْ ُ َ َُ َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ال‪َ ،‬ويُـ َوافِ ُق الْ ُكلَى َوال َْمثَانَةَ‪َ ،‬وِألَ ْكلِ ِه َعلَى ِّ‬
‫الر ِيق َم ْنـ َف َعةٌ‬ ‫الْم ْزِمن‪ ،‬ويُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل‪ ،‬ويَـ ْفتَح ُس َد َد الْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫وصا ِابلله ْوِز َوا ْجلَْوِز‪َ ،‬وأَ ْكلُهُ َم َع األغذية الغليظة رديء جدا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َع ِجيبَةٌ ِيف تَـ ْفتِ ِ‬
‫ص ً‬ ‫يح ََمَا ِري الْغ َذاء‪َ ،‬و ُخ ُ‬
‫يب ِم ْنهُ‪ ،‬لَ ِكنههُ أقل‬ ‫ض قَ ِر ٌ‬ ‫وصا ِابلله ْوِز َوا ْجلَْوِز‪َ ،‬وأَ ْكلُهُ َم َع ْاألَ ْغ ِذيَِة الْغَلِيظَِة َرِديءٌ ِج ًّدا‪َ ،‬والت ُ‬
‫ُّوت ْاألَبْـيَ ُ‬ ‫ص ً‬ ‫َو ُخ ُ‬
‫تغذية وأضر ابملعدة‪.‬‬

‫(‪)279/7‬‬

‫ون‪َ ،‬وذَ َك ْرَان َمنَافِ َع َها‪َ ،‬وأَنهـ َها أَنْـ َف ُع ِأل َْه ِل ا ْحلِ َجا ِز ِم ْن َم ِاء الشعري‬
‫ش ِع ِري الْمطْح ِ‬
‫َ ُ‬ ‫تلبينة‪ :‬قَ ْد تَـ َق هد َم إِنهـ َها َماءُ ال ه‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫ف الث ِ‬
‫هاء‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬ ‫ص ِح ِ‬
‫ي‬‫ال‪« :‬الله ُه هم ا ْغسل ِِْن م ْن َخطَ َااي َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫ْج‪ :‬ثَـبَ َ‬ ‫ثَـل ٌ‬
‫ْج َوالْبَـ َرِد» «‪. »7‬‬ ‫ِابل َْم ِاء َوالثهـل ِ‬
‫ضادُّهُ الثهـل ُ‬
‫ْج‬ ‫اخلَطَا َاي ِم َن ا ْحلََر َارةِ َوا ْحلَ ِر ِيق َما يُ َ‬ ‫ض ِّدهِ‪ ،‬فَِإ هن ِيف ْ‬ ‫يث ِمن ال ِْف ْق ِه‪ :‬أَ هن ال هداء ي َداوى بِ ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫وِيف َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫صلِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‬ ‫اء ا ْحلَا هر أَبْـلَ ُغ ِيف إِ َزالَ ِة ال َْو َس ِخ‪ِ ،‬ألَ هن ِيف ال َْماء الْبَا ِرِد م ْن تَ ْ‬ ‫ال‪ :‬إِ هن ال َْم َ‬ ‫َوالْبَـ َر ُد‪َ ،‬وال َْماءُ الْبَا ِر ُد‪َ ،‬وَال يُـ َق ُ‬
‫وب ُم َد َاواتُـ َها ِمبَا‬‫اء‪ ،‬فَال َْمطْلُ ُ‬ ‫ب أَثَـ َريْ ِن‪ :‬الته ْدنِيس َو ِْ‬
‫اإل ْر َخ َ‬
‫ِ‬
‫اخلَطَ َااي تُوج ُ‬ ‫ار‪َ ،‬و ْ‬ ‫ا ْجلِ ْس ِم َوتَـ ْق ِويَتِ ِه َما لَْيس ِيف ا ْحلَ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ارًة إِ َىل َه َذيْ ِن ْاأل َْم َريْ ِن‪.‬‬ ‫ف الْ َقلْب وي ِ‬ ‫يُـنَ ِظّ ُ‬
‫ْج َوالْبَـ َر َد إِ َش َ‬
‫اء الْبَا ِر َد َوالثهـل َ‬‫صلّبُهُ‪ ،‬فَ َذ َك َر ال َْم َ‬‫َ َُ َ‬
‫ان فِ ِيه‪َ ،‬و َه َذا َال يَ ُد ُّل َعلَى‬ ‫ار‪ ،‬و ُش ْبـ َهتُهُ تَـولُّ ُد ا ْحليـو ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫ال‪َ :‬ح ٌّ َ‬ ‫ط َم ْن قَ َ‬ ‫َص ِّح‪َ ،‬وغَلِ َ‬ ‫َوبَـ ْع ُد فَالثهـ ْل ُج َاب ِرٌد َعلَى ْاأل َ‬
‫يج ِه ا ْحلََر َارَة َال ِحلََر َارتِِه ِيف نَـ ْف ِس ِه‪،‬‬‫شهُ‪ ،‬فَلِتَـ ْهيِ ِ‬‫اخلَ ِّل‪َ ،‬وأَهما تَـ ْع ِطي ُ‬‫َح َر َارتِِه‪ ،‬فَِإنههُ يَـتَـ َوله ُد ِيف الْ َف َواكِ ِه الْبَا ِر َدةِ‪َ ،‬وِيف ْ‬
‫ان ِم ْن َح َر َارةٍ ُم ْف ِرطٍَة‪ ،‬سكنها‪.‬‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ب‪َ ،‬وإِ َذا َكا َن َو َج ُع ْاأل ْ‬ ‫صَ‬
‫وي ُ ِ‬
‫ض ُّر ال َْمع َد َة َوال َْع َ‬ ‫ََ‬
‫ام فِ ِيه‬ ‫يث‪« :‬من أَ َكلَهما فَـلْي ِم ْتـهما طَب ًخا» «‪ . »2‬وأ ُْه ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثوم‪ :‬هو قَ ِر ِ‬
‫ي إِلَْيه طَ َع ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫ص ِل‪َ ،‬وِيف ا ْحلَد ِ َ ْ ُ َ ُ ُ َ ْ‬ ‫يب م َن الْبَ َ‬ ‫َُ ٌ‬
‫ال‪« :‬إِِّين أ َُان ِجي‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬تَ ْك َرُههُ َوتُـ ْر ِس ُل بِ ِه إِ َه‬ ‫ِ‬
‫ِل؟ فَـ َق َ‬ ‫ال‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ي‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫صا ِر ِّ‬
‫وب ْاألَنْ َ‬ ‫وم‪ ،‬فَأ َْر َس َل بِه إِ َىل أَِيب أَيُّ َ‬ ‫ثُ ٌ‬
‫اجي» ‪.‬‬ ‫من َال تُـنَ ِ‬
‫َْ‬
‫ين‪َ ،‬ولِ َم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ار ايبِس ِيف ال هرابِع ِة‪ ،‬يس ِّخن تَس ِخينًا قَ ِوًّاي‪ ،‬و ُجي ِّف ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ف ََتْفي ًفا َابلغًا‪َ ،‬انف ٌع لل َْم ْبـ ُرود َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َُ ُ ْ‬ ‫َوبَـ ْع ُد فَـ ُه َو َح ٌّ َ ٌ‬
‫لس َد ِد‪ُ ،‬ملل للرايح‬ ‫ِن‪ُ ،‬م َفتِّ ٌح لِ ُّ‬ ‫ف لِل َْم ِِّ‬‫وع ِيف الْ َفالِ ِج‪َ ،‬و ُه َو َُمَ ِّف ٌ‬ ‫ف َعلَى ال ُْوقُ ِ‬ ‫اجهُ بَـ ْلغَ ِم ٌّي‪َ ،‬ولِ َم ْن أَ ْش َر َ‬
‫م َز ُ‬
‫ِ‬
‫الغليظة‪ ،‬هاضم للطعام‪ ،‬قاطع‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف املساجد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف املساجد‪ .‬وابن ماجة يف إقامة الصالة‪ ،‬والنسائي وأْحد‪.‬‬

‫(‪)221/7‬‬

‫الرتَاي ِق‪َ ،‬وإِذَا ُد هق‬ ‫ِ‬ ‫ش‪ ،‬مطْلِ ٌق لِلْبطْ ِن‪ ،‬م ِد ٌّر لِ ْلبـوِل‪ ،‬يـ ُقوم ِيف لَس ِع ا ْهلَو ِّام و َِ‬
‫َجي ِع ْاأل َْوَر ِام الْبَا ِر َدة َم َقا َم ِّْ‬
‫ِ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ ُ َْ َ ُ‬ ‫لل َْعطَ ِ ُ‬
‫س ِّخ ُن‬ ‫السم ِ‬ ‫ات‪ ،‬أ َْو َعلَى لَ ْس ِع ال َْع َقا ِر ِ‬ ‫ش ا ْحليه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫وم م ْنـ َها‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ب ُّ ُ َ‬ ‫ب‪ ،‬نَـ َف َع َها َو َج َذ َ‬ ‫َوعُم َل م ْنهُ ض َما ٌد َعلَى نَـ ْه ِ َ‬
‫ص هحةَ أَ ْكثَ ِر ْاألَبْ َد ِ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ص ِّفي ا ْحلَل َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ان‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع‬ ‫ْق‪َ ،‬وَْحي َف ُ‬ ‫الْبَ َد َن‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف َح َر َارته‪َ ،‬ويَـ ْقطَ ُع الْبَـ ْلغَ َم‪َ ،‬و ُحيَلّ ُل النهـ ْف َخ َويُ َ‬
‫ص ْد ِر ِم َن الْبَـ ْرِد‪،‬‬ ‫وخا َوَم ْش ِوًّاي‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن َو َج ِع ال ه‬ ‫ال ال ُْم ْزِم ِن‪َ ،‬ويُـ ْؤَك ُل نِيئًا َوَمطْبُ ً‬ ‫ِم ْن تَـغَ ُِّري ال ِْميَاهِ‪َ ،‬و ُّ‬
‫الس َع ِ‬
‫س ال ُْمتَأَ ّكِ ِل‪ ،‬فَـتـهتَهُ‬ ‫ض َع َعلَى ال ِّ‬
‫ض ْر ِ‬ ‫ْح والْعس ِل‪ ،‬مُه و ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اخلَ ِّل َوالْمل ِ َ َ َ‬ ‫ج ال َْعلَ َق ِم َن ا ْحلَل ِْق‪َ ،‬وإِ َذا ُد هق َم َع ْ‬ ‫َو ُخيْ ِر ُ‬
‫ِ‬ ‫س الْو ِج ِع‪ ،‬س هكن وجعه‪ ،‬وإِ ْن د هق ِم ْنه ِم ْق َدار ِدر َُه ِ ِ‬ ‫َس َقطَهُ‪َ ،‬و َعلَى ال ِّ‬
‫س ِل‪ ،‬أَ ْخ َر َ‬
‫ج‬ ‫ني‪َ ،‬وأُخ َذ َم َع َماء ال َْع َ‬ ‫ُ ْ َْ‬ ‫َ َ َ ََُ َ ُ ُ‬ ‫ض ْر ِ َ‬ ‫َوأ ْ‬
‫س ِل َعلَى الْبَـ َه ِق‪ ،‬نَـ َف َع‪.‬‬ ‫الد َ ِ ِ ِ‬ ‫الْبَـ ْلغَ َم َو ُّ‬
‫ود‪َ ،‬وإذَا طُل َي ابل َْع َ‬
‫ش‪َ ،‬ويُـ َهيِّ ُج ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫غ َوال َْع ْيـنَـ ْ ِ‬‫ض ُّر ال ِّد َما َ‬
‫ص ِّدعُ‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ض ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْف َرا َء‪،‬‬ ‫ص َر َوالْبَ َاه‪َ ،‬ويُـ َعطّ ُ‬‫ف الْبَ َ‬ ‫ني‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫اره‪ :‬أَنههُ يُ َ‬ ‫َوم ْن َم َ ّ‬
‫ف رائِحةَ الْ َف ِم‪ ،‬وي ْذ ِه ِ‬
‫السذاب‪.‬‬ ‫ب َرائ َحتَهُ أن ميضغ عليه ورق ّ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َو ُجيَيِّ ُ َ َ‬
‫ض ِل‬‫س ِاء َك َف ْ‬ ‫ِ‬
‫شةَ َعلَى النّ َ‬ ‫ض ُل َعائِ َ‬‫ال‪« :‬فَ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ني» َع ْنهُ َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫ثريد‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫يد َعلَى َسائِ ِر الطه َع ِام» «‪. »7‬‬ ‫الثه ِر ِ‬
‫ات‪َ ،‬والله ْح ُم َسيِّ ُد ِْ‬
‫اإل َد ِام‪ ،‬فَِإ َذا‬ ‫ضل ْاألَقـْو ِ‬
‫اخلُْبـ ُز أَفْ َ ُ َ‬ ‫ب ِم ْن ُخ ْب ٍز َو َحلٍْم‪ ،‬فَ ْ‬ ‫َوالثه ِري ُد َوإِ ْن َكا َن ُم َرهكبًا‪ ،‬فَِإنههُ ُم َرهك ٌ‬
‫اجتَ َم َعا ََلْ يَ ُك ْن بَـ ْع َد ُُهَا غَايَةٌ‪.‬‬
‫ْ‬
‫ض ُل‪َ ،‬و ُه َو أَ ْشبَهُ‬ ‫َع ُّم‪َ ،‬والله ْح ُم أ َ‬
‫َج ُّل َوأَفْ َ‬ ‫اجةَ إِ َىل ْ‬
‫اخلُْب ِز أَ ْكثَـ ُر َوأ َ‬ ‫اب أَ هن ا ْحلَ َ‬ ‫ص َو ُ‬ ‫ض ُل؟ َوال ه‬ ‫هاس أَيُّـ ُه َما أَفْ َ‬
‫ع الن ُ‬ ‫از َ‬
‫َوتَـنَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام أ َْه ِل ا ْجلَن ِهة‪َ ،‬وقَ ْد قَ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫وم‪،‬‬‫هاء‪َ ،‬والْ ُف َ‬ ‫ب الْبَـ ْق َل‪َ ،‬والْقث َ‬ ‫ال تَـ َع َاىل ل َم ْن طَلَ َ‬ ‫ِبَ ْو َه ِر الْبَ َدن م ْن ُك ِّل َما َع َداهُ‪َ ،‬و ُه َو طَ َع ُ‬
‫ص َل‪:‬‬ ‫س‪َ ،‬والْبَ َ‬ ‫َوال َْع َد َ‬
‫وم ا ْحلِْنطَةُ‪َ ،‬و َعلَى َه َذا‬ ‫ف َعلَى أَ هن الْ ُف َ‬ ‫أَتَ ْستَـ ْب ِدلُو َن اله ِذي ُه َو أَ ْدَن ِابله ِذي ُه َو َخ ْيـ ٌر «‪َ ، »2‬وَكثِريٌ ِم َن ال ه‬
‫سلَ ِ‬
‫ص َعلَى أَ هن الله ْح َم خري من احلنطة‪.‬‬ ‫فَ ْاآليَةُ نَ ٌّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم يف فضائل أصحاب النب صلّى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬البقرة‪.12 -‬‬

‫(‪)227/7‬‬

‫ف ا ْجلِ ِيم‬
‫َح ْر ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ْن عبد هللا بن عمر قَ َ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫ْب النه ْخ ِل‪ ،‬ثَـبَ َ‬
‫صح َ‬ ‫هار‪ :‬قَـل ُ‬ ‫َُج ٌ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫وس‪ ،‬إِ ْذ أُِيتَ ِِبُ هما ِر َُنْلَ ٍة‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫بـيـنَا َْْنن ِع ْن َد رس ِ ِ‬
‫ب َ‬ ‫ال النهِ ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ُجلُ ٌ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َْ ُ‬
‫ار‪:‬‬ ‫يث» «‪َ . »7‬وا ْجلُ هم ُ‬ ‫ط َوَرقُـ َها ‪ ...‬ا ْحلَ ِد َ‬ ‫ش َج ِر َش َج َرةً ِمثْ َل ال هر ُج ِل ال ُْم ْسلِ ِم َال يَ ْس ُق ُ‬‫َو َسله َم‪« :‬إِ هن ِم َن ال ه‬
‫ص ْف َر ِاء‪،‬‬
‫استِط َْال ِق الْبَطْ ِن‪َ ،‬وغَلَبَ ِة ال ِْم هرةِ ال ه‬ ‫ث ال هدِم‪َ ،‬و ْ‬ ‫ُوىل‪َ ،‬خيْتِم الْ ُقروح‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِمن نَـ ْف ِ‬
‫ُ ُ َ ََ ُ ْ‬ ‫س ِيف ْاأل َ‬ ‫ِ‬
‫َاب ِرٌد َايب ٌ‬
‫ض ِم‪َ ،‬و َش َج َرتُهُ ُكلُّ َها َمنَافِ ُع‪،‬‬ ‫ريا‪َ ،‬و ُه َو بَ ِطيءُ ا ْهلَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يء الْ َك ْي ُم ِ‬ ‫وََثئِرةِ ال هدِم‪ ،‬ولَيس بِرِد ِ‬
‫وس‪َ ،‬ويَـغْ ُذو غ َذاءً يَس ً‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِابل هر ُج ِل ال ُْم ْسلِ ِم لكثرة خريه ومنافعه‪.‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َوِهلََذا َمثهـلَ َها النِ ُّ‬
‫وك‪ ،‬فَ َد َعا‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِبنبة ِيف تَـبُ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال‪« :‬أُِيتَ النِ ُّ‬ ‫السنَ ِن» َع ْن عبد هللا بن عمر قَ َ‬ ‫جنب‪ِ :‬يف « ُّ‬
‫ْب‬ ‫ِ ِ‬
‫ش ِام‪َ ،‬والْع َراق‪َ ،‬وال هرط ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه ْم ِابل ه‬
‫ض َي ه‬ ‫صحابةُ ر ِ‬
‫ني‪َ ،‬و َمسهى َوقَطَ َع» َرَواهُ أبو داود «‪َ ، »2‬وأَ َكلَهُ ال ه َ َ َ‬ ‫بِ ِس ِّك ٍ‬
‫ْن تَـ ْليِينًا ُم ْعتَ ِد ًال‪،‬‬ ‫وك ِيف ْاألَ ْع َ ِ‬‫السلُ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِم ْنهُ غَْيـ ُر ال َْم ْملُ ِ‬
‫ني الْبَط َ‬ ‫ضاء‪ ،‬يَ ِزي ُد ِيف الله ْح ِم‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬ ‫ني ُّ‬ ‫وح َجيِّ ٌد لل َْمع َدة‪َ ،‬هِّ ُ‬
‫ْب‪ ،‬و ُهو رِديء لِ ْلم ِع َدةِ‪ ،‬م ْؤٍذ لِ ِْلَمع ِاء‪ ،‬والْعتِ ُ ِ‬ ‫والْمملُوح أَقَ ُّل ِغ َذ ِ‬
‫ْن‪َ ،‬وَك َذا‬ ‫يق يَـ ْعق ُل الْبَط َ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اء م َن ال هرط ِ َ َ َ ٌ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َْ ُ‬
‫ال‪.‬‬ ‫وح‪َ ،‬وميَْنَ ُع ِْ‬
‫اإل ْس َه َ‬ ‫ال َْم ْش ِو ُّ‬
‫ي‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع الْ ُق ُر َ‬
‫ف َج ْو َه َرهُ‪،‬‬ ‫صلِ ُحهُ َوتُـ َع ِّدلُهُ‪َ ،‬وتُـلَ ِطّ ُ‬‫هار تُ ْ‬ ‫و ُهو اب ِرٌد رطْب‪ ،‬فَِإ ِن استُـ ْع ِمل م ْش ِوًّاي‪َ ،‬كا َن أ ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫َصلَ َح لم َزاجه‪ ،‬فَِإ هن الن َ‬ ‫ْ ََ‬ ‫َ َ َ َ ٌ‬
‫يف َج ْو َه ِرهِ‪َ ،‬وَك ْس ِر ِح َرافَتِ ِه‬ ‫ْط ِ‬ ‫ضا بِتـل ِ‬
‫صل ُحهُ أَيْ ً َ‬
‫ار ايبِس‪ ،‬و َشيُّه ي ِ‬
‫يق ال َْمال ُح‪َ ،‬ح ٌّ َ ٌ َ ُ ُ ْ‬
‫وتُطَيِب طَعمه ورائِحته‪ .‬والْعتِ ُ ِ‬
‫َ ّ ُ ْ َ ُ َ َ ََُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لِما ََتْ ِذبهُ النهار ِم ْنهُ ِمن ْاألَجز ِاء ا ْحلا هرةِ الْيابِ ِ‬
‫صا َة الْ ُكلَى‬ ‫سة ال ُْمنَاسبَة َهلَا‪َ ،‬وال ُْم َمله ُح م ْنهُ يُـ ْه ِز ُل‪َ ،‬ويُـ َولّ ُد َح َ‬‫َ َْ َ َ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫سبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب تنفيذها له إىل املعدة‪.‬‬ ‫َوال َْمثَانَة‪َ ،‬و ُه َو َرديءٌ لل َْمع َدة‪َ ،‬و َخلْطُهُ ابل ُْملَطَّفات أ َْر َدأُ ب َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف صفات املنافقني‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)222/7‬‬

‫حرف احلاء‬
‫ادتِِه‪.‬‬
‫أحناء‪ :‬قد تقدمت األحاديث‪َ ،‬وِذ ْك ِر َمنَافِ ِع ِه‪ ،‬فَأَ ْغ َىن َع ْن إِ َع َ‬
‫ول‬‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬
‫ض َي ه‬ ‫يث أيب سلمة‪َ ،‬عن أَِيب ُهريْـرةَ ر ِ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫حبهةُ ال ه ِ‬
‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫س ْو َداء‪ :‬ثَـبَ َ‬ ‫َ‬
‫ام» ‪.‬‬ ‫سَ‬‫اء ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء إِهال ال ه‬ ‫ِ ِ‬
‫س ْو َداء‪ ،‬فَِإ هن ف َيها ش َف ً‬
‫اَّلل علَي ِه وسلم قال‪« :‬علَي ُكم ِهب ِذهِ ا ْحلبه ِة ال ه ِ‬
‫َْ ْ َ َ‬ ‫صلهى هُ َ ْ‬
‫هِ‬
‫اَّلل َ‬
‫ت «‪. »7‬‬ ‫ام‪ :‬ال َْم ْو ُ‬ ‫سُ‬ ‫َوال ه‬
‫س همى الْ َك ُّمو َن ا ْهلِْن ِد ه‬ ‫الشونِيز ِيف لُغَ ِة الْ ُفر ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال احلريب‪،‬‬ ‫ي‪ ،‬قَ َ‬ ‫َس َو ُد‪َ ،‬وتُ َ‬ ‫س‪َ ،‬وه َي الْ َك ُّمو ُن ْاأل ْ‬ ‫ْ‬ ‫س ْو َداءُ‪ :‬ه َي ُّ ُ‬ ‫ا ْحلَبهةُ ال ه‬
‫اب‪ :‬أَنهـ َها‬
‫ص َو ُ‬ ‫ض َراءُ ََثََرةُ الْبُط ِْم‪َ ،‬وكِ َال ُُهَا َو ْه ٌم‪َ ،‬وال ه‬ ‫اخلَْر َد ُل‪َ ،‬و َح َكى اهلروي‪ :‬أَنهـ َها ا ْحلَبهةُ ْ‬
‫اخلَ ْ‬ ‫َع ِن احلسن‪ :‬إِنهـ َها ْ‬
‫الشونِ ُيز‪.‬‬
‫ُّ‬
‫اء ِم ْن ُك ِّل َد ٍاء» ‪ِ ،‬مثْ ُل قَـ ْولِ ِه تعاىل‪ :‬تُ َد ِّم ُر ُك هل َش ْي ٍء ِأب َْم ِر َرِّهبا «‪»2‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ريةُ ال َْمنَاف ِع ج ًّدا‪َ ،‬وقَـ ْولُهُ‪« :‬ش َف ً‬
‫ِ ِ‬
‫َوه َي َكث َ‬
‫اض ا ْحلا هرةِ‬ ‫ِ‬ ‫أي‪ :‬كل شيء بقبل الته ْد ِمري ونَظَائِرهُ‪ ،‬و ِهي َانفِ َعةٌ ِمن َِ‬
‫اض الْبَا ِر َدة‪َ ،‬وتَ ْد ُخ ُل ِيف ْاأل َْم َر ِ َ‬ ‫َجي ِع ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ْ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫ّ‬
‫يذ َها إِذَا أُ ِخ َذ يَ ِسريَُها‪.‬‬ ‫صل قُـوى ْاألَ ْد ِوي ِة الْبا ِر َدةِ ال هرطْب ِة إِلَيـها بِسر َع ِة تَـ ْن ِف ِ‬
‫َ ْ َ ُْ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ض‪ ،‬فَـتُـ َو ّ ُ َ‬ ‫س ِة ِابل َْع َر ِ‬ ‫ِ‬
‫الْيَاب َ‬
‫يذهِ وإِ ِ‬ ‫ص الْ َكافُوِر لِ ِ ِ ِ‬ ‫ص ِ‬
‫يصال ِه قُـ هوتَهُ‪َ ،‬ولَهُ‬
‫س ْر َعة تَـ ْنف َ َ‬ ‫ُ‬
‫ون» وغَْيـرهُ َعلَى ال هز ْع َفر ِ‬
‫ان ِيف قُـ ْر ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ب «الْ َقانُ َ ُ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َوقَ ْد نَ ه َ‬
‫ك ِيف‬‫ك ََِت ُد ذَلِ َ‬ ‫اصيه ِة‪ ،‬فَِإنه َ‬ ‫ار ِيف أَمر ٍ ٍ‬
‫اض َحا هرة ِاب ْخلَ ِّ‬
‫ِ‬
‫اعة‪َ ،‬وَال تَ ْستَـ ْبع ْد َم ْنـ َف َعةَ ا ْحلَ ِّ ْ َ‬
‫الصنَ َ ِ‬
‫نَظَائُِر يَـ ْع ِرفُـ َها ُح هذا ُق ِّ‬
‫ات ا ْحلَا هرةِ‪،‬‬‫الس هك ِر وغَ ِْريهِ ِمن الْم ْفر َد ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ريةٍ‪ِ ،‬م ْنـ َها‪ْ :‬األَنْـ َزُر ُ‬‫ٍ ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ب َم َعهُ م ْن أَ ْد ِويَة ال هرَمد‪َ ،‬ك ُّ َ‬ ‫وت َوَما يُـ َرهك ُ‬ ‫أَ ْد ِويَة َكث َ‬
‫ار ِج ًّدا ِم َن ا ْجلَر ِ‬ ‫ك نَـ ْفع ال ِ‬
‫ْك َِْب ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال هرم ُد ورم ح ٌّ ِ ِ ِ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يت ا ْحلَ ِّ‬ ‫ار ِابتَّفاق ْاألَطبهاء‪َ ،‬وَك َذل َ ُ‬ ‫َ َ َ ٌَ َ‬
‫الربْ ِع َوالْبَـ ْلغَ ِميه ِة‬
‫ص َو ُْحهى ِّ‬ ‫ب الْ َق َر ِع‪َ ،‬انفِ ٌع ِم َن الْبَـ َر ِ‬ ‫ار ايبِس ِيف الثهالِثَ ِة‪ ،‬م ْذ ِهب لِلنهـ ْف ِخ‪ُ ،‬خمْ ِر ِ‬
‫ج حلَ ِّ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫الشون ُيز َح ٌّ َ ٌ‬
‫و ُّ ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫لراي ِح‪َُ ،‬مَ ِّف ٌ ِ ه ِ ِ ِ‬ ‫م َفتِّح لِ ُّ ِ ِ ِ‬
‫ب ابملاء‬ ‫ف لبَـلة ال َْمع َدة َوُرطُوبَت َها‪َ .‬وإ ْن ُد هق َوعُج َن ابل َْع َ‬
‫س ِل‪َ ،‬و ُش ِر َ‬ ‫لس َدد‪َ ،‬و ُُمَلّ ٌل ل ِّ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫احلار‪ ،‬أذاب احلصاة اليت تكون‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف السالم‪.‬‬
‫(‪ )2‬األحقاف‪.25 -‬‬

‫(‪)223/7‬‬

‫نب إِذَا أ ُِدميَ ُش ْربُهُ أ هَاي ًما‪َ ،‬وإِ ْن ُس ِّخ َن ِاب ْخلَ ِّل‪َ ،‬وطُلِ َي َعلَى‬ ‫ض َوالله ََ‬
‫ِ ِ‬
‫ني َوال َْمثَانَة‪َ ،‬ويُد ُّر الْبَـ ْو َل َوا ْحلَْي َ‬ ‫ِيف الْ ُك ْليَـتَـ ْ ِ‬
‫ود أَقـ َْوى‪،‬‬ ‫الد ِ‬ ‫وخ‪َ ،‬كا َن فِ ْعلُهُ ِيف إِ ْخ َرا ِج ُّ‬ ‫ْب‪ ،‬أَ ِو ال َْمطْبُ ِ‬ ‫ب الْ َق َر ِع‪ ،‬فَِإ ْن عُ ِج َن ِمبَ ِاء ا ْحلَْنظَ ِل ال هرط ِ‬ ‫الْبَطْ ِن‪ ،‬قَـتَ َل َح ه‬
‫ري ِيف ِخ ْرقَ ٍة‪َ ،‬وا ْشتُ هم َدائِ ًما‪ ،‬أَ ْذ َهبَهُ‪.‬‬ ‫صَِّ‬
‫ِ‬
‫الزَك ِام الْبَا ِرد إِذَا ُد هق َو ُ‬ ‫َوَْجيلُو َويَـ ْقطَ ُع‪َ ،‬و ُحيَلِّل‪َ ،‬ويَ ْش ِفي ِم َن ُّ‬
‫ُ‬
‫ال ِمبَ ٍاء‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن الْبَـ َه ِر وضيق‬ ‫ب ِم ْنهُ ِمثْـ َق ٌ‬ ‫يل و ِْ ِ‬
‫اخل َيالن‪َ ،‬وإِذَا ُش ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫َو ُد ْهنُهُ َانف ٌع ل َداء ا ْحلَيهة‪َ ،‬وم َن الثهآل ِ َ‬
‫ط بِ ِه‬ ‫نب ْام َرأَةٍ‪َ ،‬و ُس ِع َ‬ ‫ات َع َد ًدا ِيف لَ َ ِ‬ ‫الص َد ِاع الْبا ِرِد‪ ،‬وإِذَا نُِقع ِم ْنهُ س ْبع حبه ٍ‬ ‫اد بِ ِه يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ُّ‬ ‫ض َم ُ‬ ‫التّنفس‪َ ،‬وال ِّ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ان‪ ،‬نَـ َف َعهُ نَـ ْف ًعا بَلِيغًا‪.‬‬
‫احب الْيـرقَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ُ ََ‬ ‫َ‬
‫ط بِِه َم ْس ُحوقًا‪ ،‬نَـ َف َع ِم ِن ابْتِ َد ِاء‬ ‫استُ ِع َ‬ ‫ٍ‬
‫ان َع ْن بَـ ْرد‪َ ،‬وإِ َذا ْ‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض بِه‪ ،‬نَـ َف َع م ْن َو َج ِع ْاأل ْ‬
‫ض ِم ِ‬
‫َوإِ َذا طُبِ َخ ِِخَ ٍّل‪َ ،‬وَُتُ ْ َ‬
‫ح‪َ ،‬و َحله َل ْاأل َْوَر َام الْبَـ ْلغَ ِميهةَ‬ ‫ب ال ُْمتَـ َق ِّر َ‬ ‫ور َوا ْجلََر َ‬ ‫ض ِّم َد بِ ِه َم َع ْ‬
‫اخلَ ِّل‪ ،‬قَـلَ َع الْبُـثُ َ‬ ‫ني‪َ ،‬وإِ ْن ُ‬ ‫ض ِيف ال َْع ْ ِ‬ ‫ال َْم ِاء ال َْعا ِر ِ‬
‫ال إِ َىل‬‫ف ِمثْـ َق ٍ‬ ‫صِ‬ ‫ط بِ ُد ْهنِ ِه‪ ،‬وإِذَا ُش ِر ِ ِ‬
‫ب م ْنهُ م ْق َد ُار نِ ْ‬ ‫س ِّع َ‬ ‫ِ ه ِِ‬ ‫ال ُْم ْزِمنَةَ‪َ ،‬و ْاأل َْوَر َام ُّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫الصلْبَةَ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع م َن الل ْق َوة إذَا تُ ُ‬
‫ث‬‫ض َر ِاء‪َ ،‬وقُ ِط َر ِم ْنهُ ِيف ْاألُذُ ِن ثََال َ‬ ‫اخلَ ْ‬‫ط بِ ُد ْه ِن ا ْحلَبه ِة ْ‬ ‫الرتَـ ْي َال ِء‪َ ،‬وإِ ْن ُس ِح َق َان ِع ًما َو ُخلِ َ‬ ‫ال‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْن لَ ْس ِع ُّ‬ ‫ِمثْـ َق ٍ‬
‫الس َد ِد‪.‬‬
‫يح َو ُّ‬ ‫ض فِ َيها َو ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ات‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن الْبَـ ْرِد ال َْعا ِر ِ‬ ‫قَطَر ٍ‬
‫َ‬
‫الزَك ِام ال َْعا ِر ِ‬ ‫ات أ َْو أ َْربَ َع‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ُّ‬ ‫ث قَطَر ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض‬ ‫َوإ ْن قُل َي‪ ،‬مُه ُد هق َانع ًما‪ ،‬مُه نُق َع ِيف َزيْت‪َ ،‬وقُط َر ِيف ْاألَنْف ثََال َ َ‬
‫اس َكثِريٌ‪.‬‬ ‫َم َعهُ عُطَ ٌ‬
‫اخلَا ِر َجةُ ِم َن ال ه‬ ‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫اب بِ ُد ْه ِن ال ه‬ ‫ط بِ َ‬ ‫ُح ِر َق َو ُخلِ َ‬
‫ساقَـ ْ ِ‬
‫ني‬ ‫وح ْ‬ ‫س ْو َس ِن‪ ،‬أ َْو ُد ْه ِن ا ْحلنهاء‪َ ،‬وطُل َي به الْ ُق ُر ُ‬ ‫ش ْم ٍع ُم َذ ٍ‬ ‫َوإِذَا أ ْ‬
‫ال الْ ُق ُر َ‬
‫وح‪.‬‬ ‫بَـ ْع َد غَ ْسلِ َها ِاب ْخلَ ِّل‪ ،‬نَـ َف َع َها َوأ ََز َ‬
‫ظ‪ ،‬نَـ َف َع َها َوأَبْـ َرأ ََها‪.‬‬ ‫َس َو ُد‪َ ،‬وا ْحلََز ُاز الْغَلِي ُ‬ ‫ص َوالْبَـ َه ُق ْاأل ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوإِ َذا ُسح َق ِخَ ٍّل‪َ ،‬وطُل َي بِه الْبَـ َر ُ‬
‫غ ِم َن ال َْم ِاء‪،‬‬‫ب قَـ ْب َل أَ ْن يَـ ْف ُر َ‬ ‫ني ِمبَ ٍاء اب ِرٍد من َعضهه َكل ِ‬
‫ْب َكل ٌ‬‫َ َْ ُ ٌ‬ ‫ف ِم ْنهُ ُك هل يَـ ْوٍم ِد ْر َُهَ ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوإِ َذا ُسح َق َانع ًما‪َ ،‬و ْ‬
‫استَ ه‬
‫ط بِ ُد ْهنِ ِه‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن الْ َفالِ ِج َوالْ ُك َزا ِز‪َ ،‬وقَطَ َع‬
‫استُ ِع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نَـ َف َعهُ نَـ ْف ًعا بَليغًا‪َ ،‬وأَم َن َعلَى نَـ ْفسه م َن ا ْهلََالك‪َ .‬وإِذَا ْ‬
‫هُهَا‪َ ،‬وإِذَا ُد ِّخ َن بِ ِه‪ ،‬طََر َد ا ْهلََوا هم‪.‬‬
‫َم َواد ُ‬

‫(‪)224/7‬‬

‫ات ا ْجليِ َدةِ‬ ‫الشونِيز‪َ ،‬كا َن ِمن ال هذرور ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وإِ َذا أ ُِذيب ْاألَنْـزر ُ ٍ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َُ‬ ‫وت ِمبَاء‪َ ،‬ولُط َخ َعلَى َداخ ِل ا ْحلَْل َقة‪ ،‬مُه ذُ هر َعلَْيـ َها ُّ ُ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫شربةُ ِم ْنهُ ِدر َُهَ ِ‬ ‫اس ِري‪َ ،‬وَمنَافِعُهُ أَ ْ‬ ‫الْع ِجيب ِة النهـ ْف ِع ِمن الْبـو ِ‬
‫ان‪َ ،‬وَز َع َم قوم أن اإلكثار منه‬ ‫ْ‬ ‫اف َما ذَ َك ْرَان‪َ ،‬وال ه ْ َ‬ ‫ض َع ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ َ‬
‫قاتل‪.‬‬
‫ف ِم ْن ِح هك ٍة َكانَ ْ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم أَابحه للزبري‪ ،‬ولِعب ِد ال هر ْْح ِن ب ِن َعو ٍ‬
‫ت‬ ‫َ ْ ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫هب َ‬ ‫حرير‪ :‬قَ ْد تَـ َق هد َم أَ هن النِ ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اجهُ‪ ،‬فال حاجة إىل إعادته‪.‬‬ ‫هب َما‪َ ،‬وتَـ َق هد َم َمنَافعُهُ َوم َز ُ‬
‫اخلَبَـ ُر َع ِن‬ ‫اء فِ ِيه ْ‬ ‫هِ‬ ‫ِِ‬
‫ب الذي يُـتَ َد َاوى به‪َ ،‬و ُه َو الثُّـ هفاءُ الذي َج َ‬
‫ي‪َ :‬ه َذا ُهو ا ْحل ُّ ه ِ‬
‫َ َ‬ ‫ال أَبُو َحنِي َفةَ ال ِّدينَـ َوِر ُّ‬ ‫حرف‪ :‬قَ َ‬
‫س ِّم ِيه ال َْعا همةُ‪:‬‬
‫ف‪َ ،‬وتُ َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬ا ْحلُْر ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬ونَـبَاتُهُ يُـ َق ُ‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫النِ ِّ‬
‫ف‪.‬‬‫ال أبو عبيد‪ :‬الثُّـ هفاءُ‪ُ :‬ه َو ا ْحلُْر ُ‬ ‫اد‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫الر َش ُ‬ ‫ُّ‬
‫اس ر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يث اله ِذي أَ َش ِ‬ ‫ْت‪َ :‬وا ْحلَ ِد ُ‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ِن‬ ‫ض َي ه‬ ‫ار إِلَْيه‪َ ،‬ما َرَواهُ أبو عبيد َوغَْيـ ُرهُ‪ ،‬م ْن َحديث ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫َ‬ ‫قُـل ُ‬
‫ش َف ِاء؟‬ ‫ال‪َ « :‬ما َذا ِيف ْاأل ََم هريْ ِن ِم َن ال ِّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫النِ ِّ‬
‫يل‪.‬‬‫اس ِ‬ ‫صَِب والثُّـ هفاء» رواهُ أبو داود ِيف الْمر ِ‬
‫ََ‬ ‫ال ه ُ َ ُ َ َ‬
‫وقُـ هوتُهُ ِيف ا ْحلرارةِ والْيـبوس ِة ِيف ال هدرج ِة الثهالِثَ ِة‪ ،‬و ُهو ي ِ‬
‫ب الْ َق َر ِع‪،‬‬ ‫ود َو َح ه‬
‫الد َ‬‫ج ُّ‬ ‫ْن‪َ ،‬و ُخيْ ِر ُ‬
‫ني الْبَط َ‬ ‫س ّخ ُن‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ََ‬ ‫ََ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫املتقرح والقوابء‪.‬‬ ‫َو ُحيَلّ ُل أ َْوَر َام الطّ َحال‪َ ،‬و ُحيَ ِّر ُك شهوة اجلماع‪ ،‬وجيلو اجلرب ّ‬
‫ول الهِيت ِيف ال ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وإذ ُ ِ ِ ِ‬
‫ص ْد ِر‪َ ،‬و ُش ْربُهُ‬ ‫ض َ‬‫ج الْ ُف ُ‬ ‫س ِل‪َ ،‬حله َل َوَرَم الطّ َحال‪َ ،‬وإِذَا طُب َخ َم َع ا ْحلنهاء أَ ْخ َر َ‬ ‫ض ّم َد به َم َع ال َْع َ‬
‫ش ا ْهلَو ِّام ولَس ِع َها‪ ،‬وإِذَا ُد ِّخن بِ ِه ِيف مو ِ‬ ‫ِ‬
‫اهلوام عنه‪ ،‬وميسك الشعر املتساقط‪ ،‬وإذا‬ ‫ض ٍع‪ ،‬طََر َد ّ‬ ‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يَـ ْنـ َف ُع م ْن نَـ ْه ِ َ َ ْ‬
‫آخ ِرَها‪.‬‬‫ض ِم َد بِ ِه‪ ،‬نَـ َفع ِمن عرق النساء‪ ،‬وحلهل ْاألَورام ا ْحلا هرةَ ِيف ِ‬ ‫ش ِع ِري َو ْ‬ ‫س ِو ِيق ال ه‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َْ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫اخلَ ِّل‪َ ،‬وتُ ُ ّ‬ ‫لط ب َ‬
‫ض ِاء َويَ ِزي ُد ِيف الْبَاهِ‪،‬‬ ‫ضج ال هدم ِاميل ويـ ْنـ َفع ِمن ِاال ْسِ ْرت َخ ِاء ِيف َِ‬
‫َجي ِع ْاألَ ْع َ‬ ‫ْح أَنْ َ َ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫ض ِّم َد بِ ِه َم َع ال َْم ِاء َوال ِْمل ِ‬ ‫َوإِذَا تُ ُ‬
‫ث‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن‬ ‫وير الطه ْم َ‬
‫س‪ ،‬وغلظ الطحال‪ ،‬وينقي الرئة‪ّ ،‬‬ ‫ام َويَـ ْنـ َف ُع ال هربْـ َو‪َ ،‬وعُ ْس َر التهـنَـ ُّف ِ‬ ‫ش ِّهي الطه َع َ‬ ‫َويُ َ‬
‫الرئَ ِة‬
‫ص ْد ِر َو ِّ‬ ‫احتُِق َن بِ ِه‪َ ،‬وَْجيلُو َما ِيف ال ه‬ ‫ب أَ ِو ْ‬ ‫ول‪ ،‬إِذَا ُش ِر َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ج ِم َن الْ ُف ُ‬ ‫ِِ‬
‫هسا‪َ ،‬وَو َج ِع ُح ِّق ال َْوِرك ممها َخيْ ُر ُ‬ ‫ع ْرق الن َ‬
‫ِ ِ‬
‫ِم َن الْبَـ ْلغَ ِم الله ِز ِج‪.‬‬

‫(‪)225/7‬‬
‫ح‪َ ،‬ونَـ َف َع ِم ْن َو َج ِع‬ ‫َس َه َل الطهبِ َيعةَ‪َ ،‬و َحله َل ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫ار‪ ،‬أ ْ‬‫س ِة َد َر ِاه َم ِابل َْم ِاء ا ْحلَ ِّ‬ ‫ِِ‬
‫ب م ْنهُ بَـ ْع َد َس ْحقه َوْز ُن َمخْ َ‬
‫وإِ ْن ُش ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ص‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن الْبَـ َر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وإِذَا ُسح َق َو ُش ِر َ‬ ‫سبَ ِ‬‫الْ ُقولَْن ِج الْبَا ِرِد ال ه‬
‫ث ِم َن الْبَـ ْرِد َوالْبَـ ْلغَ ِم‬ ‫اد ِ‬ ‫ض ِاب ْخلَ ِّل‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْنـ ُه َما‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن ُّ‬
‫الص َد ِاع ا ْحل ِ‬
‫َ‬ ‫َوإِ ْن لُ ِطّ َخ َعلَْي ِه َو َعلَى الْبَـ َه ِق ْاألَبْـيَ ِ‬
‫ِ ِ ِ ِِ‬ ‫وإِ ْن قُلِي‪ ،‬و ُش ِرب‪َ ،‬ع َقل الطهبع َال ِسيهما إِذَا ََل يسح ْق لِتَحلُّ ِل لُز ِ ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫وجته ِابلْ َق ْل ِي‪َ ،‬وإ َذا غُس َل مبَائه ال هرأْ ُ‬ ‫ُْْ َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ت الله ِز َج ِة‪.‬‬‫الرطُواب ِ‬
‫اخ َو ُّ َ‬ ‫نَـ هقاهُ ِم َن ْاأل َْو َس ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك قَ ْد يسخ ِ ِ‬ ‫ال جالينوس قُـ هوتُه ِمثْل قُـ هوةِ بـزِر ْ ِ ِ ِ‬
‫هسا‪َ ،‬وأ َْو َجاعُ‬ ‫هن به أ َْو َجاعُ ال َْوِرك ال َْم ْع ُروفَةُ ابلن َ‬ ‫اخلَْر َدل‪َ ،‬ول َذل َ ُ َ ُ‬ ‫ُ ُ َْ‬ ‫قَ َ‬
‫هن بزر اخلردل‪ ،‬وقد خيلط أميا ِيف أَ ْد ِويٍَة‬ ‫هس ِخ ِ‬ ‫ٍِِ ِ ه‬
‫سخ ُ‬ ‫ني‪َ ،‬ك َما يُ َ‬ ‫اج إِ َىل الت ْ‬ ‫س‪َ ،‬وُك ُّل َواحد م َن الْعلَ ِل ال ِيت ََتْتَ ُ‬ ‫ال هرأْ ِ‬
‫ط الْغَلِيظَةَ تَـ ْق ِط ًيعا قَ ِوًّاي‪َ ،‬ك َما‬ ‫وم أَنههُ يُـ َق ِطّ ُع ْاألَ ْخ َال َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اب ال هربْ ِو م ْن طَ ِر ِيق أَ هن ْاأل َْم َر فيه َم ْعلُ ٌ‬ ‫َص َح ُ‬ ‫اها أ ْ‬ ‫يُ ْس َق َ‬
‫اخلَْر َد ِل‪ِ ،‬ألَنههُ َشبِيهٌ بِ ِه ِيف ُك ِّل َش ْي ٍء‪.‬‬ ‫يَـ ْقطَعُ َها بَـ ْزُر ْ‬
‫ال‪:‬‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ ِمبَ هكةَ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ض َي ه‬ ‫اص ر ِ‬
‫اد َس ْع َد بْ َن أَِيب َوقه ٍ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ َع َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ُحلْبَةٌ‪ :‬يُ ْذ َك ُر َع ِن النِ ِّ‬
‫اخت ُذوا لَهُ فَ ِري َقةً‪َ ،‬و ِه َي ا ْحلُلْبَةُ‬ ‫ال لَْيس َعلَْي ِه أبْس‪ ،‬فَ هِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َ‬‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا ْدعُوا لَهُ طَبِيبا‪ ،‬فَ ُد ِعي احلارث بن كلدة‪ ،‬فَـنَظَر إِلَي ِ‬
‫ه‬
‫َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫اُهَا‪ ،‬ففعل ذلك‪ ،‬فَبىء‪.‬‬ ‫سُ‬ ‫ِ‬
‫ْب يُطْبَ َخان‪ ،‬فَـيَ ْح َ‬ ‫َم َع َتَْ ِر َع ْج َوةٍ َرط ٍ‬
‫ت ِابلْم ِاء‪ ،‬لَيهـنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس ِة ِيف ْاأل َ‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ْق‬
‫ت ا ْحلَل َ‬ ‫ُوىل‪َ ،‬وإِذَا طُب َخ ْ َ‬ ‫َوقُـ هوةُ ا ْحلُلْبَة م َن ا ْحلََر َارة ِيف ال هد َر َجة الثهانيَة‪َ ،‬وم َن الْيُـبُ َ‬
‫يح‬
‫لر ِ‬ ‫س‪َ ،‬وتَ ِزي ُد ِيف الْبَاهِ‪َ ،‬و ِهي َجيِّ َدةٌ لِ ِّ‬ ‫شونَةَ َوال هربْـ َو‪َ ،‬وعُ ْس َر النهـ َف ِ‬ ‫ال َو ْ‬
‫اخلُ ُ‬ ‫س ِّك ُن ُّ‬
‫الس َع َ‬ ‫ْن‪َ ،‬وتُ َ‬ ‫ص ْد َر َوالْبَط َ‬ ‫َوال ه‬
‫َ‬
‫ص ْد ِر‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع ِم َن‬ ‫ج ِم َن ال ه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اس ِري‪ُُْ ،‬م ِدرةُ الْ َك ْيم ِ‬ ‫والْبـ ْلغَ ِم والْبـو ِ‬
‫وسات ال ُْم ْرتَب َكة ِيف ْاأل َْم َعاء‪َ ،‬و َُتَلّ ُل الْبَـ ْلغَ َم الله ِز َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫سم ِن والْ َفانِ ِ‬ ‫الرئَ ِة‪ ،‬وتُستـعمل ِهل ِذهِ ْاألَ ْدو ِاء ِيف ْاألَح َ ِ‬ ‫الدبـ ْي َال ِ‬
‫يذ‬ ‫شاء َم َع ال ه ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫اض ِّ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ت َوأ َْم َر ِ‬ ‫ُّ َ‬
‫ش ْعر جعه َدتْهُ‪ ،‬وأَ ْذ َهب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وإِذَا طُبِ َخ ْ‬ ‫ت مع وْز ِن َمخْس ِة َدر ِاه ِم فُـ هوةٍ‪ ،‬أ ََد هر ِ‬
‫ت‬ ‫َ َ‬ ‫ت‪َ ،‬وغُس َل هبَا ال ه ُ َ‬ ‫ت ا ْحلَْي َ‬ ‫َ َ‬ ‫َوإِ َذا ُش ِربَ ْ َ َ َ‬
‫ا ْحلََز َاز‬
‫ال‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫ض ِّم َد بِ ِه‪َ ،‬حلهل ورَم ال ِطّ َح ِ‬ ‫اخلَ ِّل‪َ ،‬و ُ‬ ‫ط ِابلنهطْر ِ‬
‫ون َو ْ‬ ‫َو َدقِي ُق َها إِذَا ُخلِ َ‬
‫َ ََ‬ ‫ُ‬
‫(‪)221/7‬‬

‫ض ِم ْن َوَرٍم فِ ِيه‪َ .‬وإِذَا‬ ‫ت فِ ِيه ا ْحلُلْبَةُ‪ ،‬فَـتَـ ْنـتَ ِف ُع بِ ِه ِم ْن َو َج ِع ال هرِح ِم ال َْعا ِر ِ‬‫س ال َْم ْرأَةُ ِيف ال َْم ِاء اله ِذي طُبِ َخ ْ‬ ‫ِ‬
‫ََتْل ُ‬
‫ص ال َْعا ِر ِ‬
‫ض‬ ‫ب َما ُؤ َها‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ال َْمغَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِّم َد بِ ِه ْاأل َْوَر ُام ُّ‬
‫الصلْبَةُ الْ َقليلَةُ ا ْحلََر َارة‪ ،‬نَـ َف َع ْتـ َها َو َحلهلَْتـ َها‪َ ،‬وإِ َذا ُش ِر َ‬ ‫ُ‬
‫ِم َن ِّ‬
‫الرَاي ِح‪َ ،‬وأَ ْزلَ َق ْاأل َْم َع َ‬
‫اء‬
‫ض ِيف ال ه‬
‫ص ْد ِر‬ ‫ج ال َْعا ِر َ‬ ‫ِ‬
‫الر ِيق‪َ ،‬حلهلَت الْبَـ ْلغَ َم الله ِز َ‬ ‫ني َعلَى ِّ‬ ‫س ِل‪ ،‬أَ ِو التِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َمطْبُو َخةً ابلت ْهم ِر‪ ،‬أَ ِو ال َْع َ‬ ‫َوإِ َذا أُكِلَ ْ‬
‫ال ال ُْمتَطَا ِوِل ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫ت ِم َن ُّ‬
‫الس َع ِ‬ ‫َوال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬ونَـ َف َع ْ‬
‫ص ِر‪ ،‬مطْلِ َقةٌ لِلْبطْ ِن‪ ،‬وإِذَا و ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫شنِّ ِج أ ْ‬
‫َصلَ َح ْتهُ‪َ ،‬و ُد ْهنُـ َها يَـ ْنـ َف ُع إِذَا‬ ‫ت َعلَى الظُّْف ِر ال ُْمتَ َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َوه َي َانف َعةٌ م َن ا ْحلَ ْ ُ‬
‫اف َما ذَ َك ْرَان‪.‬‬ ‫ض َع ُ‬ ‫ض ِم َن الْبَـ ْرِد‪َ ،‬وَمنَافِعُ َها أَ ْ‬ ‫اق ال َْعا ِر ِ‬ ‫ش ْم ِع ِم َن ُّ‬
‫الش َق ِ‬ ‫ط ِابل ه‬‫ُخلِ َ‬
‫استَ ْش ُفوا ِاب ْحلُلْبَ ِة»‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫اس ِم بْ ِن َع ْب ِد ال هر ْْحَ ِن‪ ،‬أَنههُ قَ َ‬
‫وي ْذ َكر َع ِن الْ َق ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ْ « :‬‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫هاس َمنَافِ َع َها‪َ ،‬ال ْشتَـ َرْو َها بَِوْزِهنَا ذَ َهبًا‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ْاألَطبهاء‪ :‬لَ ْو َعل َم الن ُ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬
‫َوقَ َ‬

‫اخلَ ِاء‬
‫ف ْ‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ض يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة‬
‫ال‪« :‬تَ ُكو ُن ْاأل َْر ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ص ِح َ ِ‬
‫يح ْني» ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫ُخ ْبـ ٌز‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫س َف ِر نُـ ُزًال ِأل َْه ِل ا ْجلَن ِهة» «‪»7‬‬ ‫اح َدةً يـت َك هف ُؤها ا ْجلبه ِ ِ‬ ‫ُخبـزًة و ِ‬
‫ار بِيَده َك َما يَ ْك ُف ُؤ أ َ‬
‫َح ُد ُك ْم ُخ ْبـ َزتَهُ ِيف ال ه‬ ‫ََ َ َ ُ‬ ‫َْ َ‬
‫ب الطه َع ِام إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫اس ر ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫ول‬ ‫َ‬ ‫َح ه‬ ‫ال َكا َن أ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫َوَرَوى أبو داود ِيف « ُسنَنه» ‪ :‬م ْن َحديث ابْ ِن َعبه ٍ َ‬
‫س؟‪.‬‬ ‫اخلُْب ِز‪َ ،‬والثه ِري ُد ِم َن ا ْحلَْي ِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم الثه ِري ُد ِم َن ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫هِ‬
‫اَّلل َ‬
‫يث ابْ ِن عُمر ر ِ‬ ‫ضا‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َوَرَوى أبو داود ِيف « ُسنَنه» أَيْ ً ْ َ‬
‫ض ِ ٍ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم «وِد ْد ُ ِ ِ‬ ‫ول هِ‬
‫اء ُملَبهـ َقةً بسمن ولنب»‬ ‫ت أَ هن ع ْندي ُخ ْبـ َزةً بَـ ْي َ َ‬
‫اء م ْن بُـ هرة مسَْ َر َ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫قَ َ‬
‫‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الرقاق‪ .‬ومسلم يف صفات املنافقني‪.‬‬

‫(‪)221/7‬‬

‫َي َش ْي ٍء َكا َن َه َذا ال ه‬ ‫اء بِ ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ام ر ُجل ِمن الْ َق ْوِم فَ ه‬
‫ال‪:‬‬‫س ْم ُن؟» فَـ َق َ‬ ‫ال‪ِ« :‬يف أ ِّ‬ ‫َ‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫اخت‬
‫َ‬ ‫فَـ َق َ َ ٌ َ‬
‫ال‪ْ « :‬ارفَـ ْعهُ» «‪. »7‬‬ ‫ب‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ض ٍّ‬ ‫ِيف عُ هك ِة َ‬
‫اإل َد ُام»‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها ترفعه «أكرموا اخلبز‪ ،‬ومن كرامته أالينتظر بِ ِه ِْ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث عائشة ر ِ‬ ‫وذَ َكر البيهقي ِمن ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬
‫ت َرفْـعُهُ‪َ ،‬وَال َرفْ ُع َما قَـ ْبـلَهُ‪.‬‬ ‫وف أَ ْشبَهُ‪ ،‬فَ َال يَـثْـبُ ُ‬‫«‪َ . »2‬وال َْم ْوقُ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َصل لَهُ َع ْن ر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلُْب ِز ِاب ِّ ِ ِ‬ ‫هه ِي َع ْن قَطْ ِع ْ‬ ‫َوأَ هما َح ِد ُ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫لس ّكني‪ ،‬فَـبَاط ٌل َال أ ْ َ‬ ‫يث النـ ْ‬
‫ني‪ ،‬وَال ي ِ‬ ‫ههي َعن قَطْ ِع اللهح ِم ِاب ِ ِ‬ ‫َوإِ همنَا ال َْم ْر ِو ُّ‬
‫ضا‬‫ص ُّح أَيْ ً‬ ‫لس ّك ِ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ي‪ :‬النـ ْ ُ ْ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها‪،‬‬ ‫ش ِام بْ ِن عُرو َة‪َ ،‬عن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫يث أيب معشر‪َ ،‬ع ْن ِه َ‬ ‫ْت أْحد َعن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ال ُم َهنها َسأَل ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ني‪ ،‬فَِإ هن َذلِ َ ِ‬
‫اج ِم» «‪ . »3‬فَـ َق َ‬
‫ال‬ ‫َع ِ‬‫ك م ْن فِ ْع ِل ْاأل َ‬ ‫لس ِّك ِ‬ ‫ِ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم « َال تَـ ْقطَعُوا الله ْح َم ِاب ّ‬ ‫َع ِن النِ ِّ َ‬
‫يث املغرية‪ -‬يـ ْع ِِن ِحبَ ِد ِ‬
‫يث‬ ‫َ‬ ‫ف َه َذا‪َ ،‬و َح ِد ُ‬ ‫يث َع ْم ِرو بْ ِن أ َُميهةَ ِخ َال ُ‬ ‫ف َه َذا‪َ ،‬و َح ِد ُ‬ ‫يح‪َ ،‬وَال يُـ ْع َر ُ‬‫ص ِح ٍ‬ ‫س بِ َ‬ ‫لَْي َ‬
‫يث املغرية أَنههُ لَ هما‬ ‫شاةِ «‪ . »4‬وِحبَ ِد ِ‬
‫َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َْحيتَـ ُّز ِم ْن َحلِْم ال ه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫َع ْم ِرو بْ ِن أ َُميهةَ‪َ :-‬كا َن النِ ُّ‬
‫ش ْف َرةَ‪ ،‬فَ َج َع َل َحيُُّز «‪. »5‬‬ ‫َخ َذ ال ه‬
‫ي‪ ،‬مُه أ َ‬ ‫ش ِو َ‬‫ب فَ ُ‬ ‫َضافَهُ أ ََم َر ِِبَْن ٍ‬
‫أَ‬
‫صنَافِ ِه‪َ ،‬وبَـ ْع َدهُ ُخ ْبـ ُز الْ ُف ْر ِن‪ ،‬مُه‬ ‫ارا َو َع ْجنًا‪ ،‬مُه ُخ ْبـ ُز التهـنُّوِر أ ْ‬
‫َج َو ُد أَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫اخلُْب ِز أ ْ‬
‫َج َو ُد َها ا ْخت َم ً‬ ‫َْحَ ُد أَنْـ َو ِاع ْ‬
‫ص ٌل َوأ ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫اخت َذ ِم َن ا ْحلِْنطَِة ا ْحلَ ِديثَ ِة‪.‬‬
‫َجو ُدهُ ما ُِّ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬
‫ُخ ْبـ ُز ال َْملهة ِيف ال َْم ْرتَـبَة الثهالثَة‪َ ،‬وأ ْ َ َ‬
‫ض ًما لِِقله ِة ُُنَالَتِ ِه َويَـ ْتـلُوهُ ُخ ْبـ ُز احلواري‪ ،‬م اخلشكار‪.‬‬ ‫س ِم ِ‬
‫يذ‪َ ،‬و ُه َو أَبْطَُؤ َها َه ْ‬ ‫وأَ ْكثَـر أَنْـو ِ‬
‫اع ِه تَـغْ ِذيَةً ُخ ْبـ ُز ال ه‬ ‫َ ُ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود وابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬حديث ال يصح‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ .‬ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )5‬أخرجه أْحد وأبو داود‪.‬‬

‫(‪)229/7‬‬

‫َسرعُ ِْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫آخ ِر الْيـوِم اله ِذي ُخبِز فِ ِيه‪ ،‬واللهِ ِ‬ ‫ات أَ ْكلِ ِه ِيف ِ‬ ‫َْحَ ُد أَوقَ ِ‬
‫اْن َد ًارا‪،‬‬ ‫ني م ْنهُ أَ ْكثَـ ُر تَـ ْليينًا َوغ َذ ً‬
‫اء َوتَـ ْرطيبًا َوأ ْ َ‬ ‫َ ُّ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َوأ ْ ْ‬
‫س ِِِخ َالفِ ِه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َوالْيَاب ُ‬
‫الرطُوب ِة والْيـب ِ‬ ‫ار ِيف وس ِط ال هدرج ِة الثهانِي ِة‪ ،‬وقَ ِر ِ ِ ِ‬ ‫وِمزاج ْ ِ‬
‫وسة‪َ ،‬والْيُـ ْب ُ‬
‫س‬ ‫يب م َن اال ْعت َد ِال ِيف ُّ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ََ‬ ‫اخلُْب ِز م َن الْبُـ ِّر َح ٌّ َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫الرطُوبَةُ على مده‪.‬‬ ‫هار ِم ْنهُ‪َ ،‬و ُّ‬‫ب َعلَى َما َج هف َف ْتهُ الن ُ‬
‫ِ‬
‫يَـ ْغل ُ‬
‫يت نَـ هفا ٌ ِ‬ ‫ف يُـ َولِّ ُد َخلْطًا غَلِيظًا‪َ ،‬والْ َفتِ ُ‬ ‫اصيهةٌ‪ ،‬و ُهو أَنههُ يس ِمن س ِر ًيعا‪ ،‬و ُخ ْبـ ُز الْ َقطَائِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫خ بَطيءُ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف ُخ ْب ِز ا ْحل ْنطَة َخ ّ َ َ ُ َ ّ ُ َ‬
‫س ِّد ٌد َكثِريُ ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬بَ ِطيءُ ِاال ِْْن َدا ِر‪.‬‬ ‫نب ُم َ‬ ‫ول ِابلله َ ِ‬ ‫ض ِم‪َ ،‬وال َْم ْع ُم ُ‬ ‫ا ْهلَ ْ‬
‫ُوىل‪َ ،‬و ُه َو أَقَ ُّل ِغ َذاءً ِم ْن ُخ ْب ِز احلنطة‪.‬‬ ‫س ِيف ْاأل َ‬ ‫ِ‬
‫شع ِري َاب ِرٌد َايب ٌ‬
‫و ُخ ْبـز ال ه ِ‬
‫َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫اَّلل ر ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫روى مسلم ِيف « ِ ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫صحيحه» ‪َ :‬ع ْن َجاب ِر بْ ِن َع ْبد ه َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫اخلَ ُّل‪ ،‬نِ ْع َم ِْ‬
‫اإل َد ُام‬ ‫ول‪« :‬نِ ْع َم ِْ‬
‫اإل َد ُام ْ‬ ‫اإل َد َام‪ ،‬فَـ َقالُوا َما ِع ْن َد َان إِهال َخلٌّ‪ ،‬فَ َد َعا بِ ِه‪َ ،‬و َج َع َل ََْ ُك ُل َويَـ ُق ُ‬ ‫َسأ ََل أ َْهلَهُ ِْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬نِ ْع َم‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها َع ِن النِ ِّ‬ ‫ض َي ه‬ ‫اخلَ ُّل» «‪ . »7‬وِيف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» َعن أم سعد ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬
‫اخلَ ُّل» «‪. »2‬‬ ‫ت فِ ِيه ْ‬ ‫اخلَ ِّل‪ ،‬فَِإنههُ َكا َن إِ َد َام ْاألَنْبِيَ ِاء قَـ ْبلِي‪َ ،‬وََلْ يَـ ْفتَ ِق ْر بَـ ْي ٌ‬
‫اخلَ ُّل‪ ،‬الله ُه هم َاب ِر ْك ِيف ْ‬ ‫ِْ‬
‫اإل َد ُام ْ‬
‫صبَ ِ‬ ‫يف‪ ،‬ميَْنَع ِم ِن انْ ِ‬ ‫هج ِف ِ‬ ‫س ِيف الثهالِثَ ِة‪ ،‬قَ ِو ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَ ُّل مرهك ِ‬
‫ب م َن ا ْحلََر َارةِ‪َ ،‬والْبُـ ُر َ‬
‫اب‬ ‫ُ‬ ‫ي الت ْ‬ ‫ب َعلَْيه‪َ ،‬و ُه َو َايب ٌ‬ ‫ودةُ أَ ْغلَ ُ‬ ‫ْ َُ ٌ‬
‫ض َرَر ْاألَ ْد ِويَِة‬
‫ص ْف َراءَ‪َ ،‬ويَ ْدفَ ُع َ‬ ‫اخلَ ْم ِر يَـ ْنـ َف ُع ال َْم ِع َد َة ال ُْملْتَ ِهبَةَ‪َ ،‬ويَـ ْق َم ُع ال ه‬
‫ف الطهبِ َيعةَ‪َ ،‬و َخ ُّل ْ‬‫اد‪َ ،‬ويُـلَ ِطّ ُ‬ ‫ال َْم َو ِّ‬
‫ْن‪َ ،‬ويَـ ْقطَ ُع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ ،‬ويَ ْدبَ ُغ ال َْمع َدةَ‪َ ،‬ويَـ ْعق ُل الْبَط َ‬ ‫ف‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ال ِطّ َح َ‬ ‫الْ َقتهالَ ِة‪ ،‬و ُحيلِّل اللهنب وال هدم إِذَا ََج َدا ِيف ا ْجلو ِ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ َ‬
‫ف ْاألَ ْغ ِذيَةَ الْغَلِيظَةَ‪،‬‬ ‫اد الْبَـ ْلغَ َم‪َ ،‬ويُـلَ ِطّ ُ‬ ‫ض ِم‪َ ،‬ويُ َ‬
‫ض ُّ‬ ‫ني َعلَى ا ْهلَ ْ‬ ‫ث ي ِري ُد أَ ْن َْحي ُد َ ِ‬
‫ث‪َ ،‬ويُع ُ‬ ‫ش‪َ ،‬وميَْنَ ُع ال َْوَرَم َح ْي ُ ُ‬ ‫ال َْعطَ َ‬
‫َويُ ِر ُّق ال هد َم‪.‬‬
‫هال‪ ،‬وإذا احتسي‪ ،‬قطع العلق‬ ‫ْح‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْن أَ ْك ِل ال ِْفطْ ِر الْ َقت ِ‬ ‫ب ِابل ِْمل ِ‬ ‫َوإِذَا ُش ِر َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)229/7‬‬

‫ان‪َ ،‬وقَـ هوى اللِّثَةَ‪.‬‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِم ِ ِ‬ ‫َص ِل ا ْحلنَ ِ‬ ‫ِ‬


‫سخهنًا‪ ،‬نَـ َف َع م ْن َو َج ِع ْاأل ْ‬ ‫ض به ُم َ‬ ‫ك‪َ ،‬وإِذَا َُتُ ْ َ‬ ‫ال ُْمتَـ َعلّ َق ِأب ْ َ‬
‫س‪ ،‬إِذَا طُلِي بِ ِه‪ ،‬والنهملَ ِة و ْاألَور ِام ا ْحلا هرةِ‪ ،‬وحر ِق النها ِر‪ ،‬وهو م َ ٍ ِ‬ ‫وهو َانفِع لِل هد ِ‬
‫شهّ ل ِْلَ ْك ِل‪ُ ،‬مطَيِّ ٌ‬
‫ب‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫َ َ ْ َ َْ َ َ َْ‬ ‫اح ِ‬ ‫َ َُ ٌ‬
‫ان الْبِ َال ِد احلارةه‬ ‫ف لِس هك ِ‬ ‫اب‪ ،‬وِيف ال ه ِ‬ ‫صالِ ٌح لِل ه‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص ْي ُ‬ ‫شبَ ِ َ‬ ‫لل َْمع َدة‪َ ،‬‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫ي يَـ ْرفَـعُهُ « َاي َحبه َذا‬ ‫صا ِر ِّ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬يُـ ْرَوى م ْن َحديث أَِيب أَيُّ َ‬
‫وب ْاألَنْ َ‬ ‫خالل فيه َحديثَان َال يَـثْـبُـتَان‪ ،‬أ َ‬
‫ك ِم ْن بَِقيه ٍة تَـ ْبـ َقى ِيف الْ َف ِم ِم َن الطه َع ِام» »‬ ‫الْمتَ َخلِّلُو َن ِمن الطهع ِام‪ ،‬إِنههُ لَْيس َشيء أَ َش هد َعلَى الْملَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ٌْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫وك‬‫هسائِ ُّي واألزدي‪َ :‬م ْتـ ُر ُ‬ ‫ي والرازي‪ :‬م ْن َكر ا ْحل ِد ِ‬ ‫‪َ .‬وفِ ِيه واصل بن السائب‪ ،‬قَ َ‬
‫ال الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫ال الن َ‬ ‫يث‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫ا ْحل ِد ِ‬
‫يث‪.‬‬ ‫َ‬
‫هاين يـروى ِمن ح ِد ِ‬
‫ْت أَِيب َع ْن َش ْي ٍخ َرَوى َع ْنهُ صاحل الوحاظي‬ ‫ال عبد هللا بن أْحد َسأَل ُ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ‬ ‫الث ِ ُ ْ َ ْ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬دمحم بن عبد امللك األنصاري‪َ ،‬ح هدثَـنَا عطاء‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال نَـ َهى َر ُس ُ‬ ‫اس‪ ،‬قَ َ‬ ‫يُـ َق ُ‬
‫ت ُُمَ هم َد بْ َن‬ ‫ال أَِيب َرأَيْ ُ‬ ‫ان عُ ُرو َق ا ْجلُ َذ ِام» فَـ َق َ‬ ‫ال‪« :‬إِنهـ ُهما يس ِقي ِ‬ ‫س‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫يط َو ْاآل ِ‬‫َعلَي ِه وسلم أن يـت َخلهل ِابللِّ ِ‬
‫َ َْ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ُع ا ْحلَ ِد َ‬ ‫ك‪َ -‬وَكا َن أَ ْع َمى‪ -‬يَ َ‬ ‫َع ْب ِد الْملِ ِ‬
‫يث‪َ ،‬ويَ ْكذ ُ‬ ‫َ‬
‫اخت َذ ِمن ِعي َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ظ لِ ِ‬ ‫ان‪َ ،‬حافِ ٌ‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫ان‬ ‫َج َو ُدهُ َما ُّ ْ‬ ‫ص هحتِ َها‪َ ،‬انف ٌع م ْن تَـغَ ُِّري النه ْك َهة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اخلَِال ُل َانف ٌع للّثَة َو ْاأل ْ‬
‫َوبَـ ْع ُد فَ ْ‬
‫وج م ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلَِال ِ‬ ‫ب ال هزيْـتُ ِ‬ ‫ْاأل ِ‬
‫َخله ِة‪َ ،‬و َخ َ‬
‫ض ٌّر‬ ‫س َوال هرْحيَان‪َ ،‬والْبَاذَ ُر ِ ُ‬ ‫ب َو ْاآل ِ‬ ‫صِ‬ ‫هخلُّ ُل ِابلْ َق َ‬
‫ف‪َ ،‬والت َ‬ ‫ون َو ْ‬ ‫شِ‬

‫ف ال هد ِال‬
‫َح ْر ُ‬
‫ٍِ‬
‫كرِ‬ ‫شمائِ ِل» ِمن ح ِد ِ‬
‫يث أَنَ ِ‬ ‫ُد ْه ٌن َرَوى الرتمذي ِيف كِتَ ِ‬
‫ول‬
‫ال َكا َن َر ُس ُ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫س بْ ِن َمال َ‬ ‫ْ َ‬ ‫اب «ال ه َ‬
‫ِ‬
‫زايت «‪»2‬‬ ‫يح ِحلْيَتِ ِه‪َ ،‬ويُ ْكثِ ُر ال ِْقنَ َ‬
‫اع كأ ّن ثوبه ثفو ّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يُ ْكث ُر ُد ْه َن َرأْسه‪َ ،‬وتَ ْس ِر َ‬ ‫ه َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أْحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف الشمائل‪.‬‬

‫(‪)231/7‬‬

‫س َن الْبَ َد َن‬‫ار‪َ ،‬ح ه‬‫ال ِابل َْم ِاء ا ْحلَ ِّ‬


‫استُـ ْع ِمل بَـ ْع َد ِاال ْغتِس ِ‬
‫َ‬
‫ه ِ ِ‬
‫الدهن يسد مسام البدنج َوميَْنَ ُع َما يَـتَ َحل ُل م ْنهُ‪َ ،‬وإذَا ْ َ‬
‫صب ِة‪ ،‬و َدفَع أَ ْكثَـر ْاآلفَ ِ‬
‫ات َع ْنهُ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َوَرطهبَهُ‪َ ،‬وإِ ْن ُد ِه َن بِ ِه ال ه‬
‫سنَهُ َوطَهولَهُ‪َ ،‬ونَـ َف َع م َن ا ْحلَ ْ َ َ َ َ‬ ‫ش ْع ُر َح ه‬
‫ههنُوا بِ ِه» «‪َ . »7‬و َسيَأِْيت إِ ْن‬ ‫اَّلل َع ْنه مرفوعا‪« :‬كلوا الزي واد ِ‬
‫ض َي هُ ُ‬ ‫يث أَِيب ُهريْـرةَ ر ِ‬ ‫وِيف الرتمذي ِمن ح ِد ِ‬
‫ّ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫اء ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪.‬‬ ‫َش َ‬
‫الد ْهن ِيف الْبِ َال ِد ا ْحلا هرةِ‪َ ،‬كا ْحلِجا ِز وَْْن ِوهِ ِمن آ َك ِد أَسب ِ ِ ِ‬
‫هروِر ِّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫ص َال ِح الْبَ َدن‪َ ،‬و ُه َو َكالض ُ‬ ‫الص هح ِة َوإِ ْ‬ ‫اب ح ْفظ ِّ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َو ُّ ُ‬
‫س فِ ِيه خطر ابلبصره‬ ‫اح بِ ِه ِيف ال هرأْ ِ‬ ‫اج إِلَْي ِه أ َْهلُ َها‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْحلَ ُ‬
‫ِ‬
‫َهلُ ْم‪َ ،‬وأَ هما الْب َال ُد الْبَا ِر َدةُ‪ ،‬فَ َال َْحيتَ ُ‬
‫س ْم ُن مُه الشريج‬ ‫ت‪ ،‬مُه ال ه‬ ‫ان الْبَ ِسيطَِة‪ :‬ال هزيْ ُ‬ ‫وأَنْـ َفع ْاألَ ْد َه ِ‬
‫َ ُ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫س َه ِر‪َ ،‬ويُـ َرطّ ُ‬ ‫اب ال ه‬‫َص َح َ‬ ‫ار‪َ ،‬ويُـنَـ ِّو ُم أ ْ‬ ‫الص َد ِاع ا ْحلَ ِّ‬‫س ِج يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ُّ‬ ‫ْب‪َ ،‬ك ُد ْه ِن الْبَـنَـ ْف َ‬ ‫وأما املركبة منها َاب ِرٌد َرط ٌ‬
‫سةُ‪ ،‬فَـيَـ ْنـ َفعُ َها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وا ْحل هكةُ الْيَاب َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬وا ْجلََفاف‪َ ،‬ويُطْلَى بِه ا ْجلََر ُ‬ ‫اق‪َ ،‬وغَلَبَ ِة الْيُـ ْب ِ‬ ‫غ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن ُّ‬
‫الش َق ِ‬ ‫ال ِّد َما َ‬
‫ان َاب ِط َال ِن‬ ‫ف‪ ،‬وفِ ِيه ح ِديثَ ِ‬
‫ص ْي َ َ‬
‫اب ْاأل َْم ِزج ِة ا ْحلا هرةِ ِيف َزم ِن ال ه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫صلُ ُح ِأل ْ‬ ‫ويس ِّهل حرَكةَ الْم َف ِ‬
‫اص ِل‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫َُ َ ُ َ َ َ‬
‫ضل ُد ْه ِن الْبـنَـ ْفس ِج َعلَى سائِ ِر ْاألَ ْد َه ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ان َعلَى رس ِ ِ‬ ‫وع ِ‬
‫ان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪« :‬فَ ْ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫ض َ‬ ‫َم ْو ُ‬
‫اإل ْس َالِم َعلَى‬ ‫ض ِل ِْ‬ ‫ان‪َ ،‬ك َف ْ‬ ‫ضل ُد ْه ِن الْبـنَـ ْفس ِج َعلَى سائِ ِر ْاألَ ْد َه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫هاين‪ :‬فَ ْ ُ‬ ‫هاس» ‪َ .‬والث ِ‬ ‫ضلِي َعلَى َسائِ ِر الن ِ‬ ‫َك َف ْ‬
‫َسائِ ِر ْاألَ ْد َاي ِن» ‪.‬‬
‫ان‪ ،‬ولَيس د ْهن َزْه ِرهِ‪ ،‬بل د ْهن يست ْخر ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوِم ْنـ َها‪َ :‬ح ٌّ‬
‫ض أَ ْغبَـ َر َْْن ِو‬‫ب أَبْـيَ َ‬ ‫ج م ْن َح ٍّ‬ ‫َ ْ ُ ٌ ُ َْ َ ُ‬ ‫ْب‪َ ،‬ك ُد ْه ِن الْبَ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ار َرط ٌ‬
‫ش‪ ،‬والكيلف‬ ‫هم ِ‬ ‫ش َوالن َ‬ ‫ب‪َ ،‬ويُـلَيِّنُهُ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن الْبَـ َر ِ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫ص َالبَة ال َْع َ‬
‫ِ‬ ‫الْ ُفستُ ِق‪َ ،‬كثِ ِري ُّ ِ ِ‬
‫الد ْهنيهة َوال هد َس ِم‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع م ْن َ‬ ‫ْ‬
‫يث َاب ِط ٌل‬ ‫ي فِ ِيه َح ِد ٌ‬ ‫ب‪َ ،‬وقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫صَ‬ ‫س ّخ ُن ال َْع َ‬
‫والْبـه ِق‪ ،‬ويس ِّهل بـ ْلغَما غَلِيظًا‪ ،‬ويلِني ْاألَوَاتر الْيابِسةَ‪ ،‬وي ِ‬
‫َُ ُ ْ َ َ َ َُ َ‬ ‫َ َ َ َُ َ ُ َ ً‬
‫ِِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ههنُوا ِابلْب ِ‬ ‫ُخمْتـلَ ٌق َال أَصل لَه « «اد ِ‬
‫َسنَا َن‪،‬‬ ‫سائِ ُك ْم» ‪َ .‬وم ْن َمنَافعه أَنههُ َْجيلُو ْاأل ْ‬ ‫َحظَى لَ ُك ْم ع ْن َد ن َ‬ ‫ان‪ ،‬فَِإنههُ أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْبهُ حصى وال‬ ‫ص َدأِ‪ ،‬ومن مسح بِ ِه و ْج َههُ وأَطْرافَهُ ََل ي ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َويُ ْكسبُـ َها بَـ ْه َجةً‪َ ،‬ويُـنَـ ّق َيها م َن ال ه َ َ ْ َ َ َ َ َ َ ْ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف األطعمة وأْحد والدارمي وابن ماجه واحلاكم‪.‬‬
‫(‪)237/7‬‬

‫ريهُ َوَما َو َاال َها‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْن بَـ ْرِد الْ ُك ْليَـتَـ ْ ِ‬


‫ني‪َ ،‬وتَـ ْق ِط ِري الْبَـ ْوِل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُش َقا ٌق‪َ ،‬وإ َذا َد َه َن به ح ْق َوهُ َوَم َذاك َ‬

‫ف ال هذ ِال‬ ‫َح ْر ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ض َي ه‬ ‫شةَ ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫ذَ ِر َيرةٌ‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ت‪ :‬طَيهـ ْب ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ْن َعائ َ َ‬ ‫صح َ‬
‫اهيهتِ َها‪ ،‬فَ َال‬ ‫وسلهم بِي ِدي‪ ،‬بِ َذ ِريرةٍ ِيف ح هج ِة الْو َد ِاع حلِِلِّ ِه وإِحر ِام ِه «‪ »7‬تَـ َق هدم الْ َك َالم ِيف ال هذ ِريرةِ ومنَافِ ِعها وم ِ‬
‫َ ََ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ادتِِه‪.‬‬
‫اجةَ ِِإل َع َ‬‫َح َ‬
‫ب ِيف الطه َع ِام‬ ‫ث أَِيب ُه َريْـ َرةَ ال ُْمتهـ َف ِق َعلَْي ِه يف أمره صلّى هللا عليه وسلم يغمس ُّ‬
‫الذ َاب ِ‬ ‫ذابب‪ :‬تَـ َق هدم ِيف ح ِدي ِ‬
‫َ َ‬
‫اح ْاآل َخ ِر‪َ ،‬وذَ َك ْرَان َمنَافِ َع‬ ‫لس ِّم اله ِذي ِيف ا ْجلَنَ ِ‬ ‫الرتَاي ِق لِ ُّ‬ ‫ِِ‬ ‫ط فِ ِيه ِألَج ِل ال ِّ ِ ِ‬
‫ش َفاء الهذي ِيف َجنَاحه‪َ ،‬و ُه َو َك ِّْ‬ ‫ْ‬ ‫إِ َذا َس َق َ‬
‫ب هناك‪.‬‬ ‫الذ َاب ِ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫هص لعرفجة بن أسعد لَ هما قُط َع أَنْـ ُفهُ‬ ‫هب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َرخ َ‬ ‫ي «أَ هن النِ ه َ‬ ‫الرتِم ِذ ُّ‬
‫ذهب َرَوى أبو داود‪َ ،‬و ِّْ‬
‫هخ َذ أَنْـ ًفا ِم ْن‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم أَ ْن يـت ِ‬
‫صلهى هُ ْ َ َ َ َ‬ ‫هب َ‬ ‫ُت َعلَْي ِه‪ ،‬فَأ ََم َرهُ النِ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬و هاختَ َذ أَنْـ ًفا م ْن َوِر ٍق‪ ،‬فَأَنْـ ََ‬ ‫يَـ ْوَم الْ ُك هال ِ‬
‫يث الْو ِ‬
‫اح ِد‬ ‫ب» «‪ . »2‬ولَْيس لعرفجة ِع ْن َد ُهم غَْيـر َه َذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫ذَ َه ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫وس‪ ،‬وم َق ِوي الظُّهوِر‪ ،‬و ِس ُّر هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجهُ ِيف‬ ‫اَّلل ِيف أ َْرضه‪َ ،‬وم َز ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ح النُّـ ُف ِ َ ُ ّ‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬وطله ْس ُم ال ُْو ُجود‪َ ،‬وُم ْف ِر ُ‬ ‫ب‪ِ :‬زينَةُ ُّ‬ ‫ال هذ َه ُ‬
‫ات‪َ ،‬و ُه َو أَ ْع َد ُل‬‫ت الله ِطي َف ِة والْم ْف ِرح ِ‬ ‫وان ِ‬ ‫ات‪َ ،‬وفِ ِيه َح َر َارةٌ لَ ِطي َفةٌ تَ ْد ُخ ُل ِيف َسائِ ِر ال َْم ْع ُج َ‬ ‫سائِ ِر الْ َك ْي ِفيه ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اإلط َْال ِق َوأَ ْش َرفُـ َها‪.‬‬‫اد ِن َعلَى ِْ‬ ‫الْمع ِ‬
‫ََ‬
‫ت ِاب ْألَ ْد ِويَِة‪،‬‬ ‫ادتُهُ إِذَا ُخلِطَ ْ‬‫صهُ َش ْيـئًا‪َ ،‬وبُـ َر َ‬‫اب‪َ ،‬وََلْ يَـ ْنـ ُق ْ‬‫ُّر ُ‬ ‫ض هرهُ التـ َ‬‫ض‪ََ ،‬لْ يَ ُ‬ ‫ص ِه أَنههُ إِذَا ُدفِ َن ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫َوِم ْن َخ َوا ه‬
‫س‪َ ،‬وا ْحلُْز ِن‪َ ،‬والْغَ ِّم‪،‬‬ ‫يث النهـ ْف ِ‬ ‫سو َد ِاء‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِمن ح ِد ِ‬ ‫ان الْعا ِر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف الْ َقل ِ‬ ‫ت ِم ْن َ‬
‫ض ْع ِ‬
‫ََ ُ ْ َ‬ ‫ض م َن ال ه ْ‬ ‫ْب‪َ ،‬وال هر َج َف َ‬ ‫نَـ َف َع ْ‬
‫ص َفار‪ ،‬و ُحيَ ِسن اللهو َن‪ ،‬ويـ ْنـ َفع ِمن ا ْجل َذ ِام‪ ،‬و َِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والْ َف َز ِع‪ ،‬وال ِْع ْش ِق‪ ،‬وي ِ‬
‫َجي ِع‬ ‫ب ال ه َ َ ّ ُ ْ َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫س ّم ُن الْبَ َد َن‪َ ،‬ويُـ َق ِّويه‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اصيه ٍة ِيف أَ ْد ِويَِة داء الثعلب‪ ،‬وداء احلية‬ ‫اض ال ه ِ‬
‫س ْو َدا ِويهة َويَ ْد ُخ ُل ِِخَ ِّ‬ ‫ْاأل َْو َج ِاع َو ْاأل َْم َر ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف اللباس‪ ،‬ومسلم يف احلج‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود يف اخلامت والرتمذي وأْحد وصححه ابن حبان‪.‬‬

‫(‪)232/7‬‬
‫ض ِاء‪.‬‬‫يع ْاألَ ْع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ني َويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع م ْن َكث ٍري م ْن أ َْم َراض َها‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ََج َ‬
‫ِ‬
‫ُش ْرًاب َوط َال ًء‪َ ،‬وَْجيلُو ال َْع ْ َ‬
‫ض َْحيتَاج إِ َىل الْ َك ِي‪ ،‬وُك ِوي بِ ِه ََل يـتَـنَـ هف ْط مو ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ضعُهُ‪َ ،‬ويَـ ْبـ َرأُ‬ ‫َْ‬ ‫ّ َ َ َْ‬ ‫يل الْبَ ْخ َر‪َ ،‬وَم ْن َكا َن به َم َر ٌ ُ‬ ‫سا ُكهُ ِيف الْ َف ِم يُ ِز ُ‬ ‫َوإ ْم َ‬
‫صهُ ِم ْنهُ وأ ِْ‬‫اخت َذ ِم ْنهُ َخ َامتٌ فَ ُّ‬ ‫ني وج َال َها‪ ،‬وإِذَا ُِّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُْح َي‪َ ،‬وُك ِو َ‬
‫ي‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َس ِر ًيعا‪َ ،‬وإِن هاختَ َذ م ْنهُ َم ْي ًال َوا ْكتَ َح َل بِه‪ ،‬قَـ هوى ال َْع ْ َ َ َ‬
‫اج َها‪َ ،‬وََلْ تَـ ْنـتَ ِق ْل َع ْنـ َها‬‫ت أَبْـ َر َ‬‫َجنِ َح ِة ا ْحلَ َم ِام‪ ،‬أَلَِف ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫بِه قَـ َواد ُم أ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وس‪ِ ،‬ألَجلِها أُبِيح ِيف ا ْحلر ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ولَهُ َخ ِّ ِ‬
‫يح‪َ ،‬وقَ ْد َرَوى الرتمذي‬ ‫الس َال ِح م ْنهُ َما أُب َ‬ ‫ب َو ّ‬ ‫َْ‬ ‫اصيهةٌ َعجيبَةٌ ِيف تَـ ْق ِويَة النُّـ ُف ِ ْ َ َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ْوَم الْ َف ْت ِح‪َ ،‬و َعلَى‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث مزيدة العصري ر ِ‬ ‫ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َد َخ َل َر ُس ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ضةٌ «‪. »7‬‬ ‫ب َوفِ ه‬ ‫ِِ‬
‫َس ْيفه َذ َه ٌ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪ُ :‬زيِّ َن لِلن ِ‬
‫هاس‬ ‫ت ُّ‬
‫الدنْـيَا‪ ،‬قَ َ‬ ‫شو ُق النفوس اليت مىت فرحت بِ ِه‪ ،‬س هال َها َعن غَ ِْريهِ ِمن َُْمبواب ِ‬ ‫َو ُه َو َم ْع ُ‬
‫ْ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اخلَْي ِل ال ُْمس هوَم ِة َو ْاألَنْ ِ‬ ‫ب وال ِْفض ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫شه ِ ِ‬
‫عام‬ ‫َ‬ ‫هة َو ْ‬ ‫ني َوالْ َقناط ِري‪ .‬ال ُْم َق ْنطََرة م َن ال هذ َه ِ َ‬ ‫وات م َن النِّساء َوالْبَنِ َ‬ ‫ب ال ه َ‬ ‫ُح ُّ‬
‫ث «‪. »2‬‬ ‫وا ْحلر ِ‬
‫َ َْ‬
‫ب َالبْـتَـغَى إِلَْي ِه ََثنِيًا‪،‬‬ ‫آد َم َو ٍاد ِم ْن ذَ َه ٍ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم «لَ ْو َكا َن ِالبْ ِن َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ص ِح َ ِ‬ ‫َوِيف «ال ه‬
‫هب َ‬ ‫يح ْني» َع ِن النِ ِّ‬
‫ب» ‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَى َم ْن َات َ‬‫وب ه‬ ‫اب‪َ ،‬ويَـتُ ُ‬ ‫ُّر ُ‬ ‫ف ابْ ِن َ ِ‬
‫آد َم إ هال التـ َ‬ ‫َولَ ْو َكا َن لَهُ ََث ٍن‪َ ،‬البْـتَـغَى إِلَْي ِه ََثلِثًا‪َ ،‬وَال ميََِْلُ َج ْو َ‬
‫اَّلل بِ ِه‪ ،‬وبِ ِه قُ ِط َع ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َه َذا وإِنههُ أَ ْعظَم حائِ ٍل بـ ْني ْ ِ ِ‬
‫ت‬ ‫ني فَـ ْوِزَها ْاألَ ْك ََِب يَـ ْوَم َم َعاد َها‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُم َش ْيء عُص َي هُ َ‬ ‫اخلَلي َقة َوبَـ ْ َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت ال ِّدماء‪ ،‬و ْ ِ ِ‬
‫ب ِيف ُّ‬
‫الدنْـيَا‬ ‫اد‪َ ،‬و ُه َو ال ُْم َرغّ ُ‬‫ت ا ْحلُُقو ُق‪َ ،‬وتَظَا ََلَ الْ ِعبَ ُ‬ ‫ت الْمحا ِرم‪ ،‬ومنِ َع ِ‬
‫استُحله َ َ ُ َ ُ‬ ‫َُ َ‬
‫ْاألَرحام‪ ،‬وأُ ِري َق ِ‬
‫َْ ُ َ‬
‫ُحيِ َي بِ ِه ِم ْن َاب ِط ٍل‬ ‫اَّلل ِألَولِيائِِه فِيها‪ ،‬فَ َكم أ ُِم َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يت بِه م ْن َح ٍّق َوأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َع هدهُ هُ ْ َ َ‬ ‫اجلِ َها‪َ ،‬وال ُْم َزِّه ُد ِيف ْاآلخ َرةِ َوَما أ َ‬ ‫و َع ِ‬
‫َ‬
‫ال فِ ِيه احلريري «‪: »3‬‬ ‫ِ‬ ‫ونُ ِ ِ ِ‬
‫س َن َما قَ َ‬ ‫َح َ‬
‫وم‪َ ،‬وَما أ ْ‬ ‫ص َر بِه ظَاَلٌ‪َ ،‬وقُ ِه َر بِه َمظْلُ ٌ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف اجلهاد‪.‬‬
‫(‪ )2‬آل عمران‪.74 -‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف الرقاق‪ ،‬ومسلم يف الزكاة‪.‬‬

‫(‪)233/7‬‬

‫ني َكال ُْمنَافِ ِق‬


‫تبا له من خادع مماذق ‪ ...‬أصفر يف َو ْج َه ْ ِ‬
‫وق ولَو ِن َع ِ‬
‫اش ِق‬ ‫ني ال هر ِام ِق ‪ِ ...‬زينَ ِة م ْع ُ ٍ‬‫ني لِ َع ْ ِ‬ ‫يَـ ْب ُدو بَِو ْ‬
‫ص َف ْ ِ‬
‫ش َْ‬ ‫َ‬
‫اخلَالِ ِق‬
‫اب ُس ْخ ِط ْ‬ ‫َو ُحبُّهُ ِع ْن َد َذ ِوي ا ْحلََقائِ ِق ‪ ...‬يَ ْدعُو إِ َىل ْارتِ َك ِ‬
‫ت َمظْلِ َمةٌ ِم ْن فاسق‬ ‫سا ِر ِق ‪َ ...‬وَال بَ َد ْ‬
‫ني ال ه‬ ‫لَ ْوَالهُ ََلْ تُـ ْقطَ ْع َميِ ُ‬
‫ْل ال َْعائِ ِق‬
‫ول َمط َ‬ ‫وال امشأ ّز ابطل ِم ْن طَا ِر ِق ‪َ ...‬وَال ا ْشتَ َكى ال َْم ْمطُ ُ‬
‫اش ِق ‪َ ...‬و َش ُّر َما فِ ِيه ِم َن ْ‬
‫اخلََالئِ ِق‬ ‫ود ر ِ‬ ‫وَال استُ ِعي َذ ِمن ح ٍ‬
‫س َ‬ ‫ْ َُ‬ ‫َ ْ‬
‫ضايِ ِق ‪ ...‬إِهال إِذَا فَـ هر فِ َر َار ْاآلبِ ِق‬
‫ك ِيف ال َْم َ‬
‫س يُـ ْغ ِِن َع ْن َ‬
‫أَ ْن لَْي َ‬

‫ف ال هر ِاء‬
‫َح ْر ُ‬
‫ك ُرطَباً َجنِيًّا فَ ُكلِي َوا ْش َرِيب َوقَـ ِّري‬ ‫اَّلل تَـع َاىل لِمرَميَ‪ :‬و ُه ِّزي إِلَْي ِ‬
‫ك ِ ِِب ْذ ِع النه ْخلَ ِة تُساقِ ْط َعلَْي ِ‬
‫ال هُ َ َ ْ َ‬ ‫ب‪ :‬قَ َ‬ ‫ُرطَ ٌ‬
‫َع ْيناً «‪. »7‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم َكل القثّاء‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬‫ال‪َ :‬رأَيْ ُ‬‫ني» َع ْن عبد هللا بن جعفر‪ ،‬قَ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ابلرطب «‪. »2‬‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم يـ ْف ِطر َعلَى رطَب ٍ‬ ‫ول هِ‬
‫ات قَـ ْب َل أَ ْن‬ ‫َُ‬ ‫ََ َُ ُ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫« ُسنَ ِن أيب داود» َع ْن أنس قَ َ‬
‫ات ِم ْن َم ٍاء «‪. »3‬‬ ‫ات‪ ،‬حسا حسو ٍ‬
‫ات فَـتَ َم َرات‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ تَ ُك ْن ََتََر ٌ َ َ َ َ َ‬
‫ٍ‬ ‫صلِّ َي‪ ،‬فَِإ ْن ََلْ تَ ُك ْن ُرطَبَ ٌ‬
‫يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب طَْب ُع ال ِْميَاهِ َح ٌّ‬ ‫الرطَ ِ‬
‫ب الْبَ َد َن‪،‬‬‫ْب‪ ،‬يُـ َق ِّوي ال َْمع َدةَ الْبَا ِر َدةَ َويُـ َواف ُق َها‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف الْبَاه‪َ ،‬و ُخيْص ُ‬‫ار َرط ٌ‬ ‫طَْب ُع ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اب ْاأل َْم ِز َجة الْبَا ِر َدة َويَـ ْغ ُذو غ َذاءً َكث ً‬
‫ريا‪.‬‬ ‫َص َح َ‬‫َويُـ َوافِ ُق أ ْ‬
‫َو ُه َو ِم ْن أَ ْعظَِم الْ َفاكِ َه ِة ُم َوافَـ َقةً ِأل َْه ِل ال َْم ِدينَ ِة َوغَ ِْريَها ِم َن البالد اليت هو‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬مرمي‪.25 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه أبو داود والرتمذي وأْحد‪.‬‬

‫(‪)234/7‬‬

‫س‬ ‫ه‬ ‫فَاكِهتـهم فِيها وأَنْـ َفعها لِلْب َد ِن‪ ،‬وإِ ْن َكا َن من ََل يـعت ْدهُ يس ِرعُ التـهع ُّفن ِيف ج ِ ِ‬
‫سده‪َ ،‬ويَـتَـ َول ُد َع ْنهُ َد ٌم لَْي َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ ْ ْ َ َْ ُ ْ‬ ‫َُ ُ ْ َ َ َُ َ َ‬
‫ني َوَْْن ِوهِ‪.‬‬
‫س َك ْن ِجبَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ود‪َ ،‬و ُْحي ِد ُ‬‫ِمبَحم ٍ‬
‫ص َال ُحهُ ِابل ه‬‫َسنَانَهُ‪َ ،‬وإِ ْ‬ ‫ص َداعٌ َو َس ْو َداءُ‪َ ،‬ويُـ ْؤذي أ ْ‬‫ث ِيف إِ ْكثَا ِره م ْنهُ ُ‬ ‫ُْ‬
‫اَّلل علَي ِه وسلهم ِمن ال ه ِ‬
‫يف ِج ًّدا فَِإ هن‬ ‫ص ْوم َعلَْي ِه‪ ،‬أ َْو َعلَى الت ْهم ِر‪ ،‬أَ ِو ال َْم ِاء تَ ْدبِريٌ لَ ِط ٌ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫هب َ‬ ‫َوِيف فِطْ ِر النِ ِّ‬
‫صوم ُخيَلِّي الْم ِع َدةَ ِمن ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬فَ َال ََِت ُد الْ َكبِ ُد فِيها ما ََتْ ِذبه وتُـر ِسلُه إِ َىل الْ ُقوى و ْاألَ ْع َ ِ‬
‫َس َرعُ‬
‫ضاء‪َ ،‬وا ْحلُل ُْو أ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُُ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال ه ْ َ‬
‫َحبُّهُ إِلَْيـ َها‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِ ْن َكا َن ُرطَبًا فَـيَ ْشتَ ُّد قَـبُوُهلَا لَهُ‪ ،‬فَـتَـ ْنـتَ ِف ُع بِ ِه ِه َي َوالْ ُق َوى‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫وال إِ َىل الْ َكبِد‪َ ،‬وأ َ‬
‫صً‬ ‫َش ْيء ُو ُ‬
‫ص ْوِم‪،‬‬
‫يب ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬و َح َرا َرةَ ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫فَِإ ْن ََلْ يَ ُك ْن‪ ،‬فَالت ْهم ُر حلََال َوته َوتَـ ْغذيَته فَِإ ْن ََلْ يكن‪ ،‬فحسوات املاء تطفىء َهل َ‬
‫فَـتَـتَـنَـبههُ بَـ ْع َدهُ لِلطه َع ِام‪ ،‬وَتخذه بشهوة‪.‬‬
‫ح َوَرْحيا ٌن َو َجنهةُ نَ ِع ٍيم «‪ »7‬وقال تعاىل‪َ :‬وا ْحلَ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ب ذُو‬ ‫ني فَـ َرْو ٌ‬‫ال تَـ َع َاىل‪ :‬فَأَهما إِ ْن كا َن م َن ال ُْم َق هربِ َ‬ ‫رحيان‪ :‬قَ َ‬
‫ف َوال هرْحيا ُن «‪. »2‬‬ ‫صِ‬‫ال َْع ْ‬
‫ض َعلَْي ِه َرْحيَا ٌن فَ َال يرده‪ ،‬فإنه خفيف‬ ‫يح مسلم» َع ِن النهِ ِب صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « ::‬م ْن عُ ِر َ‬ ‫ّ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫احململ طيب الرائحة» ‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫يث أسامة ر ِ‬ ‫ويف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ال أََال‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ص ٌر َم ِشي ٌد َونَـ ْه ٌر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِمر لِل ِ‬
‫ور يَـتَ َِلَْألُ‪َ ،‬وَرْحيَانَةٌ تَـ ْهتَـ ُّز‪َ ،‬وقَ ْ‬
‫ب الْ َك ْعبَة‪ ،‬نُ ٌ‬ ‫ْجنهة‪ ،‬فَِإ هن ا ْجلَنهةَ َال َخطََر َهلَا‪ ،‬ه َي َوَر ِّ‬ ‫ُم َ ّ ٌ َ‬
‫ض َرةٍ‪ِ ،‬يف ُدوٍر َعالِيَ ٍة‬ ‫ريةٌ ِيف َم َق ٍام أَبَ ًدا‪ِ ،‬يف ِحبَـ َرةٍ َونَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يجةٌ َوَزْو َجةٌ َح ْسنَاءُ ََجيلَةٌ‪َ ،‬و ُحلَ ٌل َكث َ‬
‫ِ‬
‫ُمطه ِرٌد َوََثََرةٌ نَض َ‬
‫ش ِّم ُرو َن َهلَا قَ َ‬ ‫ول هِ‬ ‫يم ٍة َهبِيه ٍة» قَالُوا‪ :‬نَـ َع ْم َاي َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ال الْ َق ْو ُم‪:‬‬ ‫اء ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل» ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ال‪ :‬قُولُوا‪ :‬إِ ْن َش َ‬ ‫اَّلل‪َْْ ،‬ن ُن ال ُْم َ‬ ‫َسل َ‬
‫اء ه‬
‫اَّللُ‪.‬‬ ‫إِ ْن َش َ‬
‫س‪،‬‬ ‫صونَهُ ِاب ْآل ِ‬ ‫ك‪ ،‬فَأ َْهل الْغَ ْر ِ‬
‫ب َخيُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ش ْي ٍء ِم ْن ذَلِ َ‬ ‫صونَهُ بِ َ‬‫يح‪ ،‬فَ ُك ُّل أ َْه ِل بَـلَ ٍد َخيُ ُّ‬ ‫ب ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ت طَيِّ ِ‬ ‫ال هرْحيَا ُن ُك ُّل نَـ ْب ٍ‬
‫ان‪ ،‬وأ َْهل ال ِْعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫وهو اله ِذي يـع ِرفُه الْعر ِ‬
‫خيصونه ابحلبق‪.‬‬ ‫ش ِام ّ‬ ‫اق َوال ه‬ ‫ب م َن ال هرْحيَ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ ََ ُ‬ ‫َ َُ‬
‫__________‬
‫(‪ - )7‬الواقعة‪.99 -‬‬
‫(‪ )2‬الرْحن‪.72 -‬‬

‫(‪)235/7‬‬

‫ضا هدةٍ‪َ ،‬و ْاألَ ْكثَـ ُر فِ ِيه‬‫ب ِم ْن قُـ ًوى ُمتَ َ‬ ‫ك ُم َرهك ٌ‬ ‫س ِيف الثهانِيَ ِة‪َ ،‬و ُه َو َم َع َذلِ َ‬ ‫اجهُ اب ِرٌد ِيف ْاأل َ ِ‬
‫ُوىل َايب ٌ‬ ‫س فَم َز ُ َ‬
‫فَأَهما ْاآل ِ‬
‫ُ‬
‫َج َزا ُؤهُ ُمتَـ َقا ِربَةُ الْ ُق هوةِ‪َ ،‬و ِه َي قُـ هوةٌ‬ ‫يف‪ ،‬و ُهو ُجي ِّف ُ ِ‬
‫ف ََتْفي ًفا قَ ِوًّاي‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ار لَط ٌ َ َ َ‬
‫ض ُّي الْبا ِرد‪ ،‬وفِ ِيه َشيء ح ٌّ ِ‬
‫ٌْ َ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ا ْجلو َهر ْاألَر ِ‬
‫َْ ُ ْ‬
‫ضةٌ حابِسةٌ ِمن د ِ‬
‫اخ ٍل َو َخار ٍ‬
‫ِج َم ًعا‪.‬‬ ‫قَابِ َ َ َ ْ َ‬
‫ْب تَـ ْف ِرحيًا َش ِدي ًدا‪َ ،‬و َمشُّهُ‬ ‫ح لِ ْل َقل ِ‬‫ْب إِذَا ُش هم‪ُ ،‬م ْف ِر ٌ‬ ‫ار ال هرط ِ‬‫ي‪َ ،‬دافِ ٌع لِلْبُ َخا ِر ا ْحلَ ِّ‬ ‫ص ْف َرا ِو ِّ‬
‫ال ال ه‬‫اط ٌع لِ ِْْل ْس َه ِ‬
‫وهو قَ ِ‬
‫َ َُ‬
‫َمانِ ٌع للوابء‪ ،‬وكذلك افرتاشه يف البيت‪.‬‬
‫ض ِرب ِاب ْخلَ ِل‪ ،‬وو ِ‬ ‫ض َع َعلَْيـ َها‪َ ،‬وإِذَا ُد هق َوَرقُهُ َو ُه َو غَ ٌّ‬ ‫ني إِذَا و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َع َعلَى‬ ‫ّ َُ‬ ‫ض َو ُ َ‬ ‫ويَبىء ْاأل َْوَر َام ا ْحلَادثَةَ ِيف ا ْحلَالبَـ ْ ِ ُ‬
‫اء‬
‫ضَ‬ ‫الرطُوبَِة نَـ َف َع َها‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاألَ ْع َ‬ ‫ات ُّ‬ ‫وح ذَو ِ‬
‫س‪َ ،‬وذُ هر َعلَى الْ ُق ُر ِ َ‬
‫ِ‬ ‫الر َع َ ِ ِ‬
‫اف‪َ ،‬وإذَا ُسح َق َوَرقُهُ الْيَاب ُ‬ ‫س‪ ،‬قَطَ َع ُّ‬ ‫ال هرأْ ِ‬
‫وح الهِيت ِيف الْيَ َديْ ِن َو ِّ‬ ‫س‪َ ،‬وإِ َذا ذُ هر َعلَى الْبُـثُوِر َوالْ ُق ُر ِ‬ ‫ض ِم َد بِ ِه‪ ،‬ويـ ْنـ َفع داء ال هد ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪ ،‬نَـ َف َع َها‪.‬‬ ‫الر ْجلَ ْ ِ‬ ‫اح ِ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫ال َْواهيَةَ إِ َذا ُ ّ‬
‫يخ ِه‪،‬‬ ‫اإلبِ ِط‪ ،‬وإِ َذا جلِس ِيف طَبِ ِ‬ ‫ُت ِْ‬ ‫الرطُ ِ‬ ‫ك بِ ِه الْبَ َد ُن قَطَ َع ال َْع َر َق‪َ ،‬ونَ ه‬ ‫َوإِ َذا ُدلِّ َ‬
‫َ ُ َ‬ ‫ب نَـ ْ َ‬‫وابت الفضيلة‪َ ،‬وأَ ْذ َه َ‬ ‫ف ُّ َ‬ ‫ش َ‬
‫سوِر ال ِْعظَ ِام الهِيت ََلْ تَـلْتَ ِح ْم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫نَـ َف َع ِم ْن َخ َرا ِر ِ‬
‫ب َعلَى ُك ُ‬
‫صه‬‫اسِ ْرت َخاء ال َْم َفاص ِل‪َ ،‬وإِ َذا ُ‬
‫يج ال َْم ْق َع َدة َوال هرح ِم‪َ ،‬وم ِن ْ‬
‫نَـ َف َع َها‪.‬‬
‫ب‬‫صه‬ ‫س ِّو ُدهُ‪َ ،‬وإِذَا ُد هق َوَرقُهُ‪َ ،‬و ُ‬ ‫ط َويُ َ‬‫ساقِ َ‬ ‫ش ْع َر ال ُْمتَ َ‬ ‫ك ال ه‬ ‫ورهُ‪َ ،‬وميُْ ِس ُ‬
‫وحهُ ال هرطْبَةَ‪َ ،‬وبُـثُ َ‬ ‫س َوقُـ ُر َ‬ ‫ور ال هرأْ ِ‬ ‫شَ‬ ‫َوَْجيلُو قُ ُ‬
‫ت أَو ُد ْه ِن الْورِد‪ ،‬و ُ ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَي ِه ماء ي ِسري‪ ،‬و ُخلِ َ ِ‬
‫وح ال هرطْبَةَ َوالن ْهملَةَ‬ ‫ض ّم َد به‪َ ،‬وافَ َق الْ ُق ُر َ‬ ‫َْ َ‬ ‫ط بِه َش ْيءٌ م ْن َزيْ ْ‬ ‫ْ ٌََ ٌ َ‬
‫ِ‬ ‫َوا ْحلُ ْم َرةَ‪َ ،‬و ْاأل َْوَر َام ا ْحلَا هدةَ‪َ ،‬وال ه‬
‫ش َرى َوالْبَـ َواس َ‬
‫ري‪.‬‬
‫الرئَ ِة ِجلََال َوتِِه‪،‬‬
‫ص ْد ِر َوَال ِّ‬ ‫ضا ٍّر لِل ه‬ ‫س بِ َ‬ ‫ص ْد ِر و ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫الرئَة‪َ ،‬داب ٌغ لل َْمع َدة َولَْي َ‬ ‫ض ِيف ال ه َ ّ‬ ‫ث ال هدِم ال َْعا ِر ِ‬ ‫وحبُّهُ َانفِ ٌع من نَـ ْف ِ‬
‫َْ‬ ‫ََ‬
‫ك َان ِد ٌر ِيف ْاألَ ْد ِويَِة‪َ ،‬و ُه َو ُم ِد ٌّر لِ ْلبَـ ْوِل‪َ ،‬انفِ ٌع َم ْن‬ ‫ال‪َ ،‬و َذلِ َ‬ ‫استِط َْال ِق الْبَطْ ِن َم َع ُّ‬ ‫ِ‬
‫الس َع ِ‬ ‫اصيهـتُهُ النهـ ْف ُع م ِن ْ‬ ‫َو َخ ِّ‬
‫ض ٌّر‪ ،‬فَـلْيُ ْح َذ ْر‪.‬‬ ‫هخلُّل بِ ِعرقِ ِه م ِ‬
‫ب‪َ ،‬والت َ ُ ْ ُ‬ ‫الرتَـ ْي َال ِء‪َ ،‬ولَ ْس ِع ال َْع َقا ِر ِ‬
‫ض ُّ‬ ‫لَ ْذ ِع ال َْمثَانَِة‪َ ،‬و َع ِّ‬
‫ش‬‫ار إِذَا ُر ه‬ ‫ني‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع َمشُّهُ ِم َن ُّ‬
‫الص َد ِاع ا ْحلَ ِّ‬ ‫َح ِد الْ َق ْولَ ْ ِ‬
‫ار ِيف أ َ‬‫س همى ا ْحلَبَ َق‪ ،‬فَ َح ٌّ‬ ‫ِ هِ‬
‫َوأَ هما ال هرْحيَا ُن الْ َفا ِرس ُّي الذي يُ َ‬
‫ني‪ .‬وال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب ِابلْ َع َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يح‪:‬‬
‫صح ُ‬ ‫س؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ َ‬ ‫ْب أ َْو َايب ٌ‬ ‫ض‪َ ،‬وَاب ِرٌد ِيف ْاآل َخ ِر‪َ ،‬و َه ْل ُه َو َرط ٌ‬ ‫َعلَْيه ال َْماءُ َويُـبَـ ِّر ُد‪َ ،‬ويُـ َرطّ ُ‬
‫أَ هن فِ ِيه ِم َن الطهبَائِ ِع األربع‪،‬‬

‫(‪)231/7‬‬

‫ب‪َ ،‬انفِ ٌع لِ ِْل َْم َر ِ‬


‫اض‬ ‫ص‪ُ ،‬م َق ٍّو لِ ْل َق ْل ِ‬ ‫س ِّك ٌن لِل َْمغَ ِ‬ ‫ي‪َ ،‬وُم َ‬ ‫ص ْف َرا ِو ِّ‬
‫ال ال ه‬ ‫وَْجيلِب النـ ْهوَم‪ ،‬وبَـ ْزرهُ َحابِس لِ ِْْل ْس َه ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫س ْو َدا ِويهِة‪.‬‬
‫ال ه‬
‫ُرهما ٌن‪ :‬قال تعاىل فِي ِهما فاكِ َهةٌ َوَُنْ ٌل َوُرهما ٌن [‪. ]7‬‬
‫ان ا ْجلَن ِهة»‬ ‫ان ِمن رهمانِ ُكم َه َذا إِهال و ُهو ملَ هقح ِحببه ٍة ِمن رهم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫َويُ ْذ َك ُر َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫َ َ ُ ٌ َ ْ ُ‬ ‫وعا‪َ « :‬ما م ْن ُرهم ْ ُ ْ‬ ‫اس َم ْوقُوفًا َوَم ْرفُ ً‬
‫ال‪:‬‬‫وف أَ ْشبَهُ‪َ .‬وذَ َك َر حرب َوغَْيـ ُرهُ َع ْن علي أَنههُ قَ َ‬ ‫َوال َْم ْوقُ ُ‬
‫ش ْح ِم ِه‪ ،‬فَِإنههُ ِد َابغُ ال َْم ِع َدةِ» ‪.‬‬ ‫الرهما َن بِ َ‬ ‫« ُكلُوا ُّ‬
‫ْحل ِْق والصدر والرئة‪،‬‬ ‫ض لَ ِط ٍ ِ ِ‬
‫يف‪َ ،‬انف ٌع لل َ‬ ‫ْب‪َ ،‬جيِّ ٌد لِل َْم ِع َدةِ‪ُ ،‬م َق ٍّو َهلَا ِمبَا فِ ِيه ِم ْن قَـ ْب ٍ‬
‫ار َرط ٌ‬ ‫ان َح ٌّ‬ ‫الرهم ِ‬‫ُحل ُْو ُّ‬
‫هحلُّ ِل لِ ِرقهتِ ِه َولَطَافَتِ ِه‪َ ،‬ويُـ َولِّ ُد‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يع الت َ‬ ‫ريا‪َ ،‬س ِر ُ‬ ‫اء فَاض ًال يَس ً‬ ‫جيد للسعال‪ ،‬وماؤه ملني للبطن‪ ،‬يغذي الْبَ َد َن غ َذ ً‬
‫اصيهةٌ َع ِجيبَةٌ إِذَا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫حرارةً ي ِسريةً ِيف الْم ِع َدةِ وِرحيا‪ ،‬ولِ َذلِ َ ِ‬
‫ني‪َ ،‬ولَهُ َخ ِّ‬ ‫صلُ ُح لل َْم ْح ُموم َ‬ ‫ني َعلَى الْبَاه‪َ ،‬وَال يَ ْ‬ ‫ك يُع ُ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫ََ َ َ َ‬
‫اد ِيف ال َْم ِع َدةِ‪.‬‬‫أُكِل ِاب ْخلُب ِز ميَْنَـعهُ ِمن الْ َفس ِ‬
‫َ ْ ُ َ َ‬
‫ان‪،‬‬ ‫يف‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع ال َْم ِع َدةَ ال ُْملْتَ ِهبَةَ‪َ ،‬ويُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل أَ ْكثَـ َر ِم ْن غَ ِْريهِ ِم َن ُّ‬
‫الرهم ِ‬ ‫ض لَ ِط ٌ‬ ‫س‪ ،‬قَابِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ضهُ َاب ِرٌد َايب ٌ‬ ‫َو َح ِام ُ‬
‫اء‪ ،‬ويقطع اإلسهال‪ ،‬ومينع القيء‪ ،‬ويلطف الفضول‪.‬‬ ‫س ِّك ُن ال ه‬
‫ص ْف َر َ‬ ‫َويُ َ‬
‫ْب‪َ ،‬وفَ ِم‬ ‫ض ِة لِ ْل َقل ِ‬
‫ي‪َ ،‬و ْاآل َالِم ال َْعا ِر َ‬ ‫ص ْف َرا ِو ِّ‬
‫ان ال ه‬ ‫اء‪َ ،‬انفِ ٌع ِم َن ْ‬
‫اخلََف َق ِ‬
‫ضَ‬ ‫ويطفىء َح َر َارَة الْ َكبِ ِد‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاألَ ْع َ‬
‫اء َوال هد َم‪.‬‬ ‫ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي املعدة‪ ،‬ويدفع الفضول عنها‪ ،‬ويطفىء ال ِْم هرَة ال ه‬
‫ص ْف َر َ‬
‫ص ْف َرةَ ِم َن‬
‫ري َكال َْم ْرَه ِم‪َ ،‬وا ْكتُ ِح َل بِ ِه‪ ،‬قَطَ َع ال ه‬ ‫ِ‬ ‫وإِذَا است ْخ ِرج ما ُؤه بِ َ ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ش ْحمه‪َ ،‬وطُب َخ بيَس ٍري م َن ال َْع َس ِل َح هىت يَص َ‬ ‫َ ُْ َ َ ُ‬
‫ت الْغَلِيظَِة‪ ،‬وإِذَا لُ ِطّ َخ َعلَى اللِّثَ ِة‪ ،‬نَـ َفع ِمن ْاألَ َكلَ ِة الْعا ِر َ ِ‬ ‫ني‪ ،‬ونَـ هق ِ‬
‫ج‬ ‫ضة َهلَا‪َ ،‬وإِ ِن ْ‬
‫استُ ْخ ِر َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫الرطُواب ِ‬
‫اها م َن ُّ َ‬ ‫ال َْع ْ ِ َ َ‬
‫ب ال ُْمتَطَا ِولَ ِة‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرطُ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وابت ال َْعفنَةَ ال ُْم ِّريهةَ َونَـ َف َع م ْن ُْحهيَات الْغ ِّ‬‫َح َد َر ُّ َ‬ ‫ْن َوأ ْ‬‫َما ُؤ ُُهَا ب َش ْحم ِه َما أَطْلَ َق الْبَط َ‬
‫(‪)231/7‬‬

‫الرهم ِ‬
‫ان‬ ‫ب ُّ‬‫ض قَلِ ًيال‪َ ،‬و َح ُّ‬‫ني‪َ ،‬و َه َذا أ َْميَ ُل إِ َىل لَطَافَ ِة ا ْحلَ ِام ِ‬
‫ني النـ ْهو َع ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ط طَْبـ ًعا َوف ْع ًال بَـ ْ َ‬ ‫الرهما ُن ال ُْم ُّز‪ ،‬فَ ُمتَـ َو ِّس ٌ‬
‫َوأَ هما ُّ‬
‫ات قَالُوا َوَم ِن ابْـتَـلَ َع ثََالثَةً ِم ْن ُج ْنـبُ ِذ «‪»7‬‬
‫ْجراح ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وح ْ ِ‬
‫اخلَبِيثَة َوأَق َْماعُهُ لل َ َ‬ ‫س َوالْ ُق ُر ِ‬‫اح ِ‬ ‫مع الْعس ِل ِط َالء لِل هد ِ‬
‫ٌ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ان ِيف ُك ِّل َسنَ ٍة أ َِم َن ِم َن ال هرَم ِد َسنَـتَهُ ُكله َها‪.‬‬ ‫الرهم ِ‬
‫ُّ‬

‫ف ال هز ِ‬
‫اي‬ ‫َح ْر ُ‬
‫انر‬ ‫ِ‬ ‫بارَك ٍة َزيْـتُونٍَة َال َش ْرقِيه ٍة َوال غَ ْربِيه ٍة يَ ُ‬ ‫ال تَـع َاىل‪ :‬يوقَ ُد ِمن َشجرةٍ‬
‫س ْسهُ ٌ‬ ‫كاد َزيْـتُها يُضيءُ َولَ ْو ََلْ َتَْ َ‬ ‫ْ ََ َ‬‫م‬
‫ُ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫َزيْ ٌ‬
‫«‪. »7‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫يث أَِيب ُهريْـرةَ ر ِ‬ ‫وِيف الرتمذي وابْ ِن ماج ْه ِمن ح ِد ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫ََ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ارَك ٍة» «‪. »7‬‬ ‫ٍ‬ ‫« ُكلُوا ال هزي َ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ت َوادههنُوا به‪ ،‬فَإنههُ م ْن َش َج َرة ُمبَ َ‬ ‫ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ضا‪َ :‬ع ِن ابْ ِن عُمر ر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َول ْلبَـ ْيـ َهق ِّي َوابْ ِن َم َ‬
‫اج ْه أَيْ ً‬
‫ارَك ٍة» «‪. »2‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫«ائْـتَد ُموا ابل هزيْت‪َ ،‬وادههنُوا به‪ ،‬فَإنههُ م ْن َش َج َرة ُمبَ َ‬
‫يج‬
‫هض ِ‬ ‫ب َزيْـتُونِِه‪ ،‬فَالْم ْعتَصر ِمن الن ِ‬ ‫سِ‬ ‫ال‪ :‬ايبِس‪ ،‬وال هزيْ ُ ِ‬ ‫ُوىل‪َ ،‬وغَلِ َ‬ ‫ْب ِيف ْاأل َ‬
‫ُ َُ َ‬ ‫ت حبَ َ‬ ‫ط َم ْن قَ َ َ ٌ َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫ت َح ٌّ‬ ‫ال هزيْ ُ‬
‫َس َوِد‬ ‫ط بـني ال هزيـتـ ِ ِ‬ ‫ودةٌ ويـبوسةٌ‪ ،‬وِمن ال هزيْـتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ ،‬وم َن ْاأل ْ‬ ‫َْحَ ِر ُمتَـ َو ِّس ٌ َ ْ َ ْ َ ْ‬ ‫ون ْاأل ْ‬ ‫ِِ‬
‫َج َو ُدهُ‪َ ،‬وم َن الْ َف ِّج فيه بُـ ُر َ َ ُ ُ َ َ َ‬ ‫أَ ْع َدلُهُ َوأ ْ‬
‫يق ِم ْنهُ أَ َش ُّد تَ ْس ِخينًا‬ ‫ِ‬
‫ود‪َ ،‬وال َْعتِ ُ‬ ‫ج ُّ‬
‫الد َ‬ ‫ْن‪َ ،‬و ُخيْ ِر ُ‬
‫ِ‬
‫الس ُموم‪َ ،‬ويُطْل ُق الْبَط َ‬ ‫ب ِاب ْعتِ َد ٍال‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِ‬
‫س ّخ ُن َويُـ َرطّ ُ‬ ‫َُ‬
‫َصنَافِ ِه ُملَيِّنَةٌ للبشرة‪،‬‬ ‫يع أ ْ‬ ‫ِ‬
‫ف َوأَبْـلَ ُغ ِيف النهـ ْف ِع‪َ ،‬و ََج ُ‬ ‫ج ِم ْنهُ ِابل َْم ِاء‪ ،‬فَـ ُه َو أَقَ ُّل َح َر َارةً‪َ ،‬وأَلْطَ ُ‬
‫استُ ْخ ِر َ‬
‫ِ‬
‫َوََتْل ًيال‪َ ،‬وَما ْ‬
‫وتبطىء الشيب‪.‬‬
‫ش ُّد اللِّثَةَ‪َ ،‬وَوَرقُهُ يَـ ْنـ َف ُع ِم َن‬
‫وماء الزيتون املاحل مينع من تن ّقط َح ْر ِق النها ِر‪َ ،‬ويَ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النحل‪.9 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مالك وأْحد والنسائي وابن ماجه والرتمذي‪.‬‬
‫(‪)239/7‬‬

‫ش َرى‪َ ،‬وميَْنَ ُع ال َْع َر َق‪ ،‬ومنافعه أضعاف ما ذكران‪.‬‬ ‫وح ال َْو ِس َخ ِة‪َ ،‬وال ِّ‬ ‫ا ْحلُ ْم َرةِ‪َ ،‬والن ْهملَ ِة‪َ ،‬والْ ُق ُر ِ‬
‫ني ر ِ‬ ‫زبد‪ :‬روى أبو داود ِيف «سنَنِ ِه» ‪َ ،‬ع ِن ابْـِن بسر ُّ ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما قَ َاال‪:‬‬ ‫السلَميهـ ْ ِ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫الزبْ َد َوالت ْهم َر «‪. »7‬‬ ‫ب ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـ َق هد ْمنَا لَهُ ُزبْ ًدا َوَتًَْرا‪َ ،‬وَكا َن ُِحي ُّ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َد َخ َل َعلَْيـنَا َر ُس ُ‬
‫ب‬‫ريةٌ‪ ،‬منها اإلنضاج والتحليل‪ ،‬ويَبىء ْاأل َْوَر َام الهِيت تَ ُكو ُن إِ َىل َجانِ ِ‬ ‫ار رط ِ ِ ِ ِ‬
‫ْب‪ ،‬فيه َمنَاف ُع َكث َ‬ ‫الزبْ ُد َح ٌّ َ ٌ‬ ‫ُّ‬
‫استُـ ْع ِم َل َو ْح َدهُ‪،‬‬ ‫ان إِذَا ْ‬ ‫ان النِّ ِ ِ‬
‫الص ْبـي ِ‬ ‫ض ِيف أَبْ َد ِ‬ ‫ني‪َ ،‬وأ َْوَر َام الْ َف ِم‪َ ،‬و َسائَِر ْاأل َْوَر ِام الهِيت تَـ ْع ِر ُ‬ ‫ني َوا ْحلَالِبَـ ْ ِ‬
‫ْاألُذُنَـ ْ ِ‬
‫ساء َو ّ َ‬ ‫َ‬
‫ضةَ فِ َيها‪.‬‬ ‫ض َج ْاأل َْوَر َام ال َْعا ِر َ‬ ‫ث ال هدِم اله ِذي يَ ُكو ُن ِم َن ِّ‬
‫الرئَ ِة‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫وإِذَا لعق منه‪ ،‬نفع من نَـ ْف ِ‬
‫َ‬
‫س‬ ‫س ْو َد ِاء َوالْبَـ ْلغَ ِم‪َ ،‬انفِ ٌع ِم َن الْيُـ ْب ِ‬ ‫ض ِة ِم َن ال ِْم هرةِ ال ه‬ ‫الصلْبَ ِة ال َْعا ِر َ‬
‫ب َو ْاأل َْوَر ِام ُّ‬ ‫صِ‬ ‫و ُهو ملَِّ ٌ ِ ِ‬
‫ني للطهبِ َيعة َوال َْع َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫وع َها‪َ ،‬و ُه َو َانفِ ٌع‬ ‫ان ال ِطّْف ِل‪َ ،‬كا َن م ِعينا علَى نَـب ِاهتَا وطُلُ ِ‬ ‫َسنَ ِ‬ ‫ض ِيف الْب َد ِن‪ ،‬وإِ َذا طُلِي بِ ِه َعلَى منَابِ ِ‬ ‫ال َْعا ِر ِ‬
‫ُ ً َ َ َ‬ ‫تأْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ني الطهبِ َيعةَ‪َ ،‬ولَ ِكنههُ‬ ‫شونَةَ الهِيت ِيف الْبَ َد ِن‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬ ‫ب الْ ُق َوَاب َء َو ْ‬
‫اخلُ ُ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫ض ِم َن الْبَـ ْرِد َوالْيُـ ْب ِ‬ ‫ال ال َْعا ِر ِ‬ ‫ِم َن ُّ‬
‫الس َع ِ‬
‫ف َش ْهو َة الطهع ِام‪ ،‬وي ْذ ِهب بِو َخامتِ ِه ا ْحللْو‪َ ،‬كالْعس ِل والتهم ِر‪ ،‬وِيف ََجْ ِع ِه صلهى ه ِ‬ ‫ي ِْ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم بَـ ْ َ‬
‫ني‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ ْ َ‬ ‫ضع ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ح ُك ٍّل منهما ابآلخر‪.‬‬ ‫ص َال ُ‬ ‫الت ْهم ِر َوبَـ ْيـنَهُ م َن ا ْحلِ ْك َم ِة إِ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫زبيب‪ :‬ر ِو ِ ِ ِ ِ‬
‫يب الْبَـ ْلغَ َم» ‪.‬‬ ‫ب النه ْك َهةَ‪َ ،‬ويُذ ُ‬ ‫يب يُطَيّ ُ‬ ‫ام ال هزبِ ُ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪« :‬ن ْع َم الطه َع ُ‬ ‫ي فيه َحديثَان َال يَص هحان‪ .‬أ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬ ‫ضب‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫والث ِ ِ‬
‫ب‬‫ص ّفي الله ْو َن‪َ ،‬ويُطَيّ ُ‬ ‫ب‪ ،‬ويطفىء الْغَ َ َ َ ُ َ‬ ‫صَ‬ ‫ش ُّد ال َْع َ‬ ‫ب‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫هص َ‬ ‫ب الن َ‬ ‫يب يُ ْذه ُ‬ ‫ام ال هزبِ ُ‬ ‫هاين‪ :‬ن ْع َم الطه َع ُ‬ ‫َ‬
‫صلهى ا هَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪.‬‬ ‫ول هِ‬ ‫ص ُّح فِ ِيه َشيءٌ َع ْن ر ُس ِ‬ ‫ضا َال ي ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫النه ْك َهةَ» ‪َ .‬و َه َذا أَيْ ً َ‬
‫صغَُر َحبُّهُ‪.‬‬ ‫ع َع َج ُمهُ‪َ ،‬و َ‬ ‫وبعد‪ :‬فأجود الزبيب ما كَب َجسه‪َ ،‬و َِمس َن َش ْح ُمهُ َو َحلْ ُمهُ‪َ ،‬وَر هق قِ ْش ُرهُ‪َ ،‬ونُ ِز َ‬
‫هخ ِذ‬
‫ب ال ُْمت َ‬ ‫س‪َ ،‬و ُه َو َكال ِْعنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُوىل‪َ ،‬و َحبُّهُ َاب ِرٌد َايب ٌ‬ ‫ْب ِيف ْاأل َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫يب َح ٌّ‬ ‫َو ِج ْرُم ال هزبِ ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود وابن ماجه‪.‬‬

‫(‪)239/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ار‪ ،‬وا ْحل ِامض قَابِض اب ِرٌد‪ ،‬و ْاألَبـيض أَ َش ُّد قَـب ً ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا م ْن غَ ِْريه‪َ ،‬وإِذَا أُك َل َحلْ ُمهُ‪َ ،‬وافَ َق قَ َ‬
‫صبَةَ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ َ َْ ُ‬ ‫م ْنهُ‪ :‬ا ْحلُل ُْو م ْنهُ َح ٌّ َ َ ُ‬
‫ْن‪.‬‬
‫ني الْبَط َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ ،‬وَو َج ِع الْ ُكلَى‪َ ،‬وال َْمثَانَة‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ال َْمع َدةَ‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬ ‫الرئَ ِة‪َ ،‬ونَـ َف َع ِم َن ُّ‬
‫الس َع ِ‬ ‫ِّ‬
‫ضجةٌ َه ِ‬
‫اض َمةٌ قَابِ َ‬
‫ضةٌ‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬ولَهُ قُـ هوةٌ ُم ْن َ‬ ‫اء ِم َن التِّ ِ‬
‫ني الْيَابِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وأَقَ ُّل غ َذ ً‬ ‫اء ِم َن ال ِْعنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوا ْحلُل ُْو الله ْح ِم أَ ْكثَـ ُر غ َذ ً‬
‫الرئَ ِة‬
‫ص ْد ِر َو ِّ‬ ‫ال‪َ ،‬انفِ ٌع ِم ْن َو َج ِع ا ْحلَل ِْق َوال ه‬ ‫ُُمَلِّلَةٌ ِاب ْعتِ َد ٍال‪َ ،‬و ُه َو ِاب ْجلُ ْملَ ِة يُـ َق ِّوي ال َْم ِع َد َة َوالْ َكبِ َد َوال ِطّ َح َ‬
‫َوالْ ُكلَى َوال َْمثَانَِة‪َ ،‬وأَ ْع َدلُهُ أَ ْن يُـ ْؤَك َل بِغَ ِْري َع َج ِم ِه‪.‬‬
‫احلا‪ ،‬وَال يس ِّد ُد َكما يـ ْفعل التهمر‪ ،‬وإِذَا أُكِل ِم ْنه بِعج ِم ِه َكا َن أَ ْكثَـر نَـ ْفعا لِلْم ِع َدةِ‬ ‫و ُهو يـغَ ِّذي ِغ َذاء ِ‬
‫َ ً َ‬ ‫َ ُ ََ‬ ‫ص ً َ ُ َ َ َ َ ُ ُْ َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ع قَـل َْع َها‪َ ،‬وا ْحلُل ُْو ِم ْنهُ َوَما َال َع َج َم لَهُ َانفِ ٌع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َق َحلْ ُمهُ َعلَى ْاألَظَاف ِري ال ُْمتَ َح ِّرَكة أ ْ‬
‫َس َر َ‬ ‫ال‪ ،‬وإِذَا لُ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬
‫َوالْ َكبد َوالطّ َح َ‬
‫اصيهتِ ِه‪.‬‬
‫ب الْ َكبِ َد‪َ ،‬ويَـ ْنـ َفعُ َها ِِخَ ِّ‬ ‫صُ‬ ‫ت َوالْبَـلْغَ ِم‪َ ،‬و ُه َو ُخيَ ِّ‬ ‫الرطُواب ِ‬
‫اب ُّ َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِأل ْ‬
‫يب‪َ .‬وَكا َن املنصور يَ ْذ ُك ُر َع ْن‬ ‫يث‪ ،‬فَـلْيَأْ ُك ِل ال هزبِ َ‬ ‫ظ ا ْحلَ ِد َ‬ ‫ب أَ ْن َْحي َف َ‬ ‫َح ه‬ ‫ي‪َ :‬م ْن أ َ‬ ‫الزْه ِر ُّ‬
‫ال ُّ‬ ‫ْح ْف ِظ‪ :‬قَ َ‬ ‫وفِ ِيه نَـ ْفع لِل ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫اس‪َ :‬ع َج ُمهُ َداءٌ‪َ ،‬و َحلْ ُمهُ َد َواءٌ‪.‬‬ ‫اَّلل بْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ج ِّدهِ َعب ِد هِ‬
‫َ ْ‬
‫اجها َزْْنَبِ ًيال [‪ ]7‬وذكر أبو نعيم يف كتاب «الطب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪َ :‬ويُ ْس َق ْو َن فيها َكأْساً كا َن مز ُ‬ ‫يل‪ :‬قَ َ‬‫َزْْنَب ٌ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫الر ِوم إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫ال‪ :‬أ َْه َدى َملِ ُ‬ ‫اخلُ ْد ِر ِي ر ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫ك ُّ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫النبوي» م ْن َحديث أَِيب َسعيد ْ ّ َ‬
‫ان قِط َْعةً‪َ ،‬وأَط َْع َم ِِن قِط َْعةً‪.‬‬ ‫يل‪ ،‬فَأَطْعم ُك هل إِنْس ٍ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم َج هرَة َزْْنَبِ ٍ‬
‫ني لِلْبَطْ ِن تَـ ْليِينًا ُم ْعتَ ِد ًال‪،‬‬‫ض ِم الطه َع ِام‪ُ ،‬ملَِّ ٌ‬ ‫ني َعلَى َه ْ‬ ‫ُوىل‪ُ ،‬م ْس ِخ ٌن ُم ِع ٌ‬ ‫ْب ِيف ْاأل َ‬ ‫ِِ‬
‫ار ِيف الثهانيَة‪َ ،‬رط ٌ‬ ‫يل َح ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ال هزْْنَب ُ‬
‫الرطُوبَِة أَ ْك ًال َوا ْكتِ َح ًاال‪،‬‬ ‫ادثَِة َع ِن ُّ‬ ‫الرطُوب ِة‪ ،‬وِمن ظُلْم ِة الْبص ِر ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫َانفِع ِمن س َد ِد الْ َكبِ ِد الْعا ِر َ ِ‬
‫ضة َع ِن الْبَـ ْرد َو ُّ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ْ ُ‬
‫ادثَِة ِيف ْاأل َْم َع ِاء َوال َْم ِع َدةِ‪.‬‬ ‫لراي ِح الْغَلِيظَِة ا ْحل ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َعلَى ا ْجل َم ِاع‪َ ،‬و ُه َو ُُمَلّ ٌل ل ِّ َ‬ ‫ُم ِع ٌ‬
‫ار‪،‬‬‫ني ِابل َْم ِاء ا ْحلَ ِّ‬ ‫ُخ َذ ِم ْنهُ َم َع ُّ‬
‫الس هك ِر َوْز ُن ِد ْر َُهَ ْ ِ‬ ‫اج‪ ،‬وإِذَا أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وابجلملة فهو صاحل حلكبد َوال َْمع َدة الْبَا ِر َد َِيت الْم َز ِ َ‬
‫ت الهِيت َُتَلِّ ُل الْبَـ ْلغَ َم َوتُ ِذيبُهُ‪.‬‬ ‫وان ِ‬‫وال لزجة لعابية‪ ،‬ويقع ال َْم ْع ُج َ‬ ‫ضً‬ ‫َس َه َل فُ ُ‬ ‫أْ‬

‫(‪)241/7‬‬

‫ني َعلَى ِاال ْستِ ْم َر ِاء‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اع‪ ،‬وي ِزي ُد ِيف الْم ِِِن‪ ،‬وي ِ‬
‫س ّخ ُن ال َْمع َد َة َوالْ َكبِ َد‪َ ،‬ويُع ُ‬ ‫َ ّ َُ َ‬
‫ِ‬
‫س يُـ َهيِّ ُج ا ْجل َم َ َ َ‬ ‫ي ِم ْنهُ َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َوال ِْم ِّز ُّ‬
‫ف الْبـ ْلغَم الْغَالِب َعلَى الْب َد ِن‪ ،‬وي ِزي ُد ِيف ا ْحلِْف ِظ‪ ،‬ويـوافِ ُق بـر َد الْ َكبِ ِد والْمعِ َدةِ‪ ،‬وي ِزيل بِلهتَـها ا ْحل ِ‬
‫ادثَةَ‬ ‫َويُـنَ ِّ‬
‫َُ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََُ َ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ش ُ َ َ‬
‫ض َرُر ْاألَط ِْع َم ِة الْغَلِيظَِة الْبَا ِر َدةِ‪.‬‬
‫ب النه ْك َهةَ‪َ ،‬ويُ ْدفَ ُع بِ ِه َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َع ْن أَ ْك ِل الْ َفاك َهة‪َ ،‬ويُطَيّ ُ‬

‫الس ِ‬
‫ني‬ ‫حر ُ ِ‬
‫ف ّ‬ ‫َْ‬
‫ُّوت أَي ً ِ ِ‬
‫س ُل‪.‬‬ ‫ضا‪َ ،‬وفيه َس ْبـ َعةُ أَقـ َْو ٍال‪ :‬أ َ‬
‫َح ُد َها‪ :‬أَنههُ ال َْع َ‬ ‫َسنَا‪ :‬قَ ْد تَـ َق هد َم‪َ ،‬وتَـ َق هد َم َسن ٌ ْ‬
‫س‬ ‫ث‪ :‬أَنههُ َح ُّ ِ‬
‫ب يُ ْشبهُ الْ َك ُّمو َن‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫س ْم ِن‪ .‬الثهالِ ُ‬‫هاين‪ :‬أنه رب عكة السمن خيرج خططا سوداء َعلَى ال ه‬ ‫الث ِ‬
‫سابِ ُع‪ :‬أَنههُ ال هر َازَاينْ ُج‪.‬‬
‫س‪ :‬أَنههُ الت ْهم ُر‪ .‬ال ه‬ ‫ت‪ ،‬ال ه ِ‬ ‫س‪ :‬أَنههُ ال ِّ‬
‫شبَ ُّ‬ ‫ون‪ .‬ال هرابِع‪ :‬الْ َك ُّمو ُن‪ ،‬الْ َكرم ِاينُّ‪ِ ْ .‬‬‫بِ َك ُّم ٍ‬
‫ساد ُ‬ ‫اخلَام ُ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬
‫يث إمساعيل بن دمحم الطلحي‪َ ،‬ع ْن نقيب بن حاجب‪َ ،‬ع ْن‬ ‫سفرجل‪ :‬روى ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫صلهى‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّلل ر ِ‬
‫هب َ‬ ‫ْت َعلَى النِ ِّ‬ ‫ال‪َ :‬د َخل ُ‬ ‫ض َي هلل َع ْنهُ قَ َ‬ ‫ْحةَ بْ ِن عُبَـ ْيد ه َ‬ ‫أيب سعيد‪َ ،‬ع ْن عبد امللك الزبريي‪َ ،‬ع ْن طَل َ‬
‫اد» «‪. »7‬‬ ‫ال‪ُ « :‬دونَ َك َها َاي طلحة‪ ،‬فَِإنهـ َها َُِت ُّم الْ ُف َؤ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوبِيَ ِدهِ َس َف ْر َجلَةٌ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ه‬
‫َص َحابِ ِه‪،‬‬ ‫اَّلل علَي ِه وسلهم وهو ِيف ََج ِ‬ ‫هسائِ ُّي ِم ْن طَ ِر ٍيق َ‬
‫اع ٍة م ْن أ ْ‬‫ََ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ َ ُ َ‬ ‫هب َ‬ ‫ت النِ ه‬‫ال‪« :‬أَتَـ ْي ُ‬ ‫آخ َر‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َوَرَواهُ الن َ‬
‫إِل م قال‪« :‬دونكها أابذر‪ ،‬فَِإنهـ َها تَ ُ‬ ‫وبِي ِدهِ س َفرجلَةٌ يـ َقلِّبـها‪ ،‬فَـلَ هما جلَس ُ ِ ِ‬
‫ْب‪،‬‬‫ش ُّد الْ َقل َ‬ ‫ت إلَْيه‪َ ،‬د َحا هبا ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َُ‬
‫ص ْد ِر» ‪.‬‬ ‫ب بِطَ َخ ِاء ال ه‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬وتُ ْذه ُ‬ ‫ب النهـ ْف َ‬
‫ِ‬
‫َوتُطَيّ ُ‬
‫ُخر‪َ ،‬ه َذا أ َْمثَـلُ َها‪ ،‬وَال تَ ِ‬ ‫س َفرج ِل أَح ِ‬
‫ص ُّح‪.‬‬ ‫َ‬ ‫يث أ َ ُ‬ ‫اد ُ‬ ‫ي ِيف ال ه ْ َ َ‬ ‫َوقَ ْد ُر ِو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِيف َذلِ َ‬ ‫س‪َ ،‬وَخيْتَلِ ُ‬
‫ض‪َ ،‬جيِّ ٌد لل َْم ِع َدة‪َ ،‬وا ْحلُل ُْو م ْنهُ‬ ‫ك ِاب ْختِ َالف طَ ْع ِم ِه‪َ ،‬وُكلُّهُ َاب ِرٌد قَابِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫س َف ْر َج ُل َاب ِرٌد َايب ٌ‬ ‫َوال ه‬
‫ودةً‪ ،‬وُكلُّهُ ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش‬
‫س ّك ُن ال َْعطَ َ‬ ‫سا َوبُـ ُر َ َ ُ َ‬ ‫ضا َويُـ ْب ً‬ ‫ض أَ َش ُّد قَـ ْب ً‬‫سا‪َ ،‬وأ َْميَ ُل إِ َىل اال ْعتِ َد ِال‪َ ،‬وا ْحلَام ُ‬ ‫أَقَ ُّل بُـ ُر َ‬
‫ود ًة َويُـ ْب ً‬
‫َوالْ َق ْي َء‪َ ،‬ويُ ِد ُّر البول‪ ،‬ويعقل الطبع‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه يف األطعمة‪ .‬قال أبو حامت‪ :‬حديث منكر‪.‬‬

‫(‪)247/7‬‬

‫ان‪ ،‬وميَْنَع ِمن تَصاعُ ِد ْاأل ِْ‬


‫َِخ َرةِ إِ َذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ال هدِم‪ ،‬وا ْهلَي َ ِ‬ ‫ويـ ْنـ َفع ِمن قُـرح ِة ْاأل َْم َع ِاء‪ ،‬ونَـ ْف ِ‬
‫ضة‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع م َن الْغَثَـيَ َ ُ ْ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ْ ْ َ‬
‫سولَةُ َكالتُّوتِيَ ِاء ِيف فِ ْعلِ َها‪.‬‬ ‫استُـ ْع ِمل بـ ْع َد الطهع ِام‪ ،‬وحراقَةُ أَ ْغ ِِ ِ ِ‬
‫صانه َوَوَرقه ال َْم ْغ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫ْ ََ‬
‫ني الطهْب َع‪َ ،‬ويُ ْس ِرعُ ِاب ِْْن َدا ِر الثُّـ ْف ِل‪ ،‬واإلكثار منه مضر ابلعصب‪ ،‬مولد‬ ‫ض‪َ ،‬وبَـ ْع َدهُ يُـلَِّ ُ‬‫َو ُه َو قَـ ْب َل الطه َع ِام يَـ ْقبِ ُ‬
‫اء ال ُْمتَـ َولِّ َد َة ِيف ال َْم ِع َدةِ‪.‬‬ ‫للقولنج‪ ،‬ويطفىء ال ِْم هرةَ ال ه‬
‫ص ْف َر َ‬
‫ني ِج ْرُمهُ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ف‪َ ،‬وإِ َذا قُـ ِّوَر َو َسطُهُ‪َ ،‬ونُ ِز َ‬ ‫شونَتِ ِه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ي َكا َن أَقَ هل ِخلُ ُ‬
‫س ُل‪َ ،‬وطُِّ َ‬ ‫ع َحبُّهُ‪َ ،‬و ُجع َل فيه ال َْع َ‬ ‫َخ ه‬ ‫َوإِ ْن ُش ِو َ‬
‫ني‪ ،‬وأ ِ‬ ‫ِ‬
‫سنًا‪.‬‬
‫اد ا ْحلَا هر‪ ،‬نَـ َف َع نَـ ْف ًعا َح َ‬ ‫ع ال هرَم َ‬ ‫ُود َ‬ ‫ِابل َْعج ِ َ‬
‫الرئَ ِة‪َ ،‬وَكثِ ٍري ِم َن‬
‫صبَ ِة ِّ‬ ‫وخا ِابلْعس ِل‪ ،‬وحبُّهُ يـ ْنـ َفع ِمن ُخ ُ ِ‬
‫شونَة ا ْحلَل ِْق‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َج َو ُد َما أُك َل َم ْش ِوًّاي أ َْو َمطْبُ ً َ َ َ َ َ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫َوأ ْ‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫ْب‪َ ،‬ويُطَيّ ُ‬ ‫ش ُّد الْ َقل َ‬ ‫اض‪َ ،‬و ُد ْهنُهُ ميَْنَ ُع ال َْع َر َق‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ال َْم ِع َدةَ‪َ ،‬وال ُْم َرهَب ِم ْنهُ يُـ َق ِّوي ال َْم ِع َدةَ َوالْ َكبِ َد‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ْاأل َْم َر ِ‬
‫س‪.‬‬‫النهـ َف َ‬
‫ساعُهُ َوَكثْـ َرتُهُ‪َ ،‬والطه َخاءُ لِ ْل َقل ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْب‬ ‫يل‪ :‬تُـ َفتّ ُحهُ َوتُـ َو ّسعُهُ‪ ،‬م ْن َُجَام ال َْماء‪َ ،‬و ُه َو اتّ َ‬ ‫اد‪ :‬تُ ِرحيُهُ‪َ .‬وق َ‬ ‫َوَم ْع َىن َُِت ُّم الْ ُف َؤ َ‬
‫ول‪ :‬ما ِيف ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم ِاء‪ .‬قَ َ‬ ‫ِمثْ ُل الْغَْي ِم َعلَى ال ه‬
‫اب‬
‫َي‪َ :‬س َح ٌ‬ ‫س َماء طَ َخاءٌ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ال أبو عبيد‪ :‬الطه َخاءُ ث َق ٌل َوغَ ْش ٌي‪ ،‬تَـ ُق ُ َ‬
‫وظلمة‪..‬‬
‫اك ِع ْن َد ُك ِّل‬ ‫لسو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني» َع ْنهُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬لَ ْوَال أَ ْن أَ ُش هق َعلَى أُهم ِيت َأل ََم ْرتُـ ُه ْم ِاب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫سواك‪ِ :‬يف «ال ه ِ‬
‫ص َالةٍ» «‪. »7‬‬
‫َ‬
‫لس َوا ِك «‪. »2‬‬ ‫ِ‬
‫وص فَاهُ ِاب ّ‬‫ش ُ‬‫ام ِم َن اللهْي ِل يَ ُ‬ ‫وفِي ِهما‪ :‬أَنههُ صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن إِذَا قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫يح الْب َخا ِر ِي» تَـ ْعلِي ًقا َع ْنهُ صلهى ه ِ‬ ‫وِيف « ِ‬
‫اك َمط َْه َرةٌ للفم مرضاة للرب» ‪»3« .‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ّ « :‬‬
‫الس َو ُ‬ ‫َ‬ ‫صح ِ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف اجلمعة‪ ،‬ومسلم يف الطهارة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري تعليقا يف الصوم وأْحد والنسائي والدارمي‪.‬‬

‫(‪)242/7‬‬

‫لسو ِ‬ ‫ِ‬ ‫يح مسلم» ‪ :‬أَنههُ صلهى ه ِ‬ ‫ص ِح ِ‬


‫اك «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َكا َن إِذَا َد َخ َل بَـ ْيـتَهُ‪ ،‬بَ َدأَ ِاب ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َوِيف « َ‬
‫اك َع ْب ِد ال هر ْْحَ ِن بْ ِن أَِيب بَ ْك ٍر «‪»2‬‬ ‫اك ِع ْن َد موتِِه بِ ِسو ِ‬ ‫يث فِ ِيه َكثِريةٌ‪ ،‬وص هح َع ْنهُ ِمن ح ِد ٍ‬ ‫و ْاألَح ِ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫استَ َ‬‫يث أَنههُ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫اد ُ‬ ‫َ َ‬
‫السو ِ‬ ‫ِ‬
‫اك» «‪. »3‬‬ ‫ال‪« :‬أكثر تعليكم ِيف ّ َ‬ ‫ص هح َع ْنهُ أَنههُ قَ َ‬ ‫‪َ ،‬و َ‬
‫ت‬ ‫اك َوَْْن ِوهِ‪َ ،‬وَال يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يُـ ْؤ َخ َذ ِم ْن َش َج َرةٍ ََْم ُهولَ ٍة‪ ،‬فَـ ُرهمبَا َكانَ ْ‬ ‫ب ْاألَر ِ‬
‫شِ َ‬ ‫اك ِم ْن َخ َ‬ ‫ُِّ ِ‬
‫الس َو ُ‬
‫َصلَ ُح َما اخت َذ ّ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ص َقالَتَـ َها‪ ،‬و َهيهأ ََها لَِقبُ ِ‬ ‫ان و ِ‬ ‫استِ ْعمالِ ِه‪ ،‬فَِإ ْن ابلَ َغ فِ ِيه‪ ،‬فَـرهمبَا أَ ْذ َهب طََالوةَ ْاأل ْ ِ‬ ‫ُمسًّا‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِغي الْ َق ْ‬
‫ول‬ ‫َ‬ ‫َسنَ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ص ُد ِيف ْ َ‬
‫ود‪َ ،‬وأَطْلَ َق‬ ‫َسنَا َن‪َ ،‬وقَـ هوى ال َْع ُم َ‬ ‫استُـ ْع ِم َل ِاب ْعتِ َد ٍال‪َ ،‬ج َال ْاأل ْ‬
‫اخ‪َ ،‬وَم َىت ْ‬ ‫اع َدةِ ِم َن ال َْم ِع َدةِ َو ْاأل َْو َس ِ‬
‫َِخرةِ الْمتص ِ‬
‫ْاأل ْ َ ُ َ َ‬
‫ِ‬
‫ب النه ْك َهةَ‪َ ،‬ونَـ هقى ال ِّد َما َ‬ ‫ِ‬
‫غ‪َ ،‬و َشهى الطه َع َ‬
‫ام‪.‬‬ ‫سا َن‪َ ،‬وَمنَ َع ا ْحلََف َر‪َ ،‬وطَيه َ‬ ‫اللّ َ‬
‫ب «التـ ْهي ِس ِري» ‪َ :‬ز َع ُموا أَنههُ إِ َذا‬ ‫ال ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وأَجود ما استـع ِمل مبـلُ ً ِ ِ ِ‬
‫صاح ُ‬ ‫ول ا ْجلَْوِز‪ .‬قَ َ َ‬ ‫ُص ُ‬‫وال ِمبَاء ال َْوْرد‪َ ،‬وم ْن أَنْـ َفعه أ ُ‬ ‫َ ْ َ ُ َ ْ ُ ْ َ َْ‬
‫َح هد ال ِّذ ْه َن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫اك ُك هل َخ ِام ٍ ِ‬ ‫اك بِ ِه ال ُْم ْستَ ُ‬
‫س‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ص هفى ا ْحلََوا ه‬ ‫س‪َ ،‬و َ‬ ‫س م َن ْاأل هَايم‪ ،‬نَـ هقى ال هرأْ َ‬ ‫استَ َ‬
‫ْ‬
‫ش ُّد اللِّثَةَ‪ ،‬ويـ ْقطَع الْبـ ْلغَم‪ ،‬وَْجيلُو الْبصر‪ ،‬وي ْذ َهب ِاب ْحل َف ِر‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وِيف ِ ِ ِ‬
‫ص ُّح‬ ‫َ ََ ََ ُ َ َُ‬ ‫ََ ُ َ َ َ‬ ‫ب الْ َف َم‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫الس َواك ع هدةُ َمنَاف َع‪ :‬يُطَيّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ط لِل ِْق َراءَةِ‪َ ،‬وال ِّذ ْك ِر‬‫شُ‬ ‫ي الْ َك َالِم‪َ ،‬ويُـنَ ِّ‬‫س ِّه ُل ََمَا ِر َ‬ ‫ني َعلَى َه ْ ه ِ‬
‫ض ِم الط َعام‪َ ،‬ويُ َ‬
‫صو َ ِ‬
‫ت‪َ ،‬ويُع ُ‬ ‫ص ّفي ال ه ْ‬
‫الْم ِع َدةَ‪ ،‬وي ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫ات‪.‬‬‫ب‪ ،‬ويـ ْع ِجب الْم َالئِ َكةَ‪ ،‬وي ْكثِر ا ْحلسنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫َُ ُ َ َ‬ ‫ص َالة‪َ ،‬ويَط ُْر ُد النـ ْهوَم‪َ ،‬ويُـ ْرضي ال هر ه َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫وء‪َ ،‬و ِاالنْتِبَاهِ ِم َن النـ ْهوِم‪َ ،‬وتَـغْيِ ِري َرائِ َح ِة الْ َف ِم‪َ ،‬ويُ ْستَ َح ُّ‬ ‫ضِ‬ ‫ص َالةِ َوال ُْو ُ‬ ‫ْت‪َ ،‬ويَـتَأَ هك ُد ِع ْن َد ال ه‬ ‫ب ُك هل وق ٍ‬
‫َويُ ْستَ َح ُّ َ‬
‫صائِِم إِلَي ِه‪ ،‬وِألَنهه مر َ ِ‬ ‫يث فِ ِيه‪ ،‬و ِحل ِ‬ ‫اد ِ‬ ‫وم ا ْألَح ِ‬‫ْت لِعم ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لِلْم ْف ِط ِر وال ه ِ‬
‫ضاتُهُ‬ ‫ب‪َ ،‬وَم ْر َ‬ ‫ضاةٌ لل هر ِّ‬ ‫اجة ال ه ْ َ ُ َ ْ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫صائ ِم ِيف ُك ِّل َوق ُ ُ‬ ‫ُ َ‬
‫ص ْوِم أَ َش ُّد ِم ْن طَلَبِ َها ِيف ال ِْفطْ ِر‪َ ،‬وِألَنههُ َمط َْه َرةٌ للفم‪ ،‬والطهور للصائم من أفضل أعماله‪.‬‬ ‫َمطْلُوبَةٌ ِيف ال ه‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف اجلمعة‪.‬‬

‫(‪)243/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َما َال‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ض َي ه‬ ‫السنَ ِن» ‪َ :‬عن َع ِام ِر بْ ِن ربِيعةَ ر ِ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ال‪َ :‬رأَيْ ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬
‫اك أَ هو َل النـهها ِر و ِ‬
‫آخ َرهُ‪.‬‬ ‫ال ابْ ُن عُ َم َر‪ :‬يَ ْستَ ُ‬ ‫ي‪ :‬قَ َ‬ ‫ال الْبُ َخا ِر ُّ‬‫صائِ ٌم «‪َ »7‬وقَ َ‬ ‫ُح ِ‬
‫َ َ‬ ‫اك‪َ ،‬و ُه َو َ‬ ‫صي يَ ْستَ ُ‬ ‫أْ‬
‫اك‪ ،‬ولَيس ِهِ‬
‫َّلل‬ ‫ََجَع النهاس َعلَى أن الصائم يتمضمض وجواب واستحبااب‪ ،‬واملضمضمة أَبـلَ ُغ ِمن ِ ِ‬
‫الس َو َ ْ َ‬ ‫ْ َ ّ‬ ‫َوأ ْ َ ُ‬
‫اخلُلُ ِ‬
‫وف‬ ‫يب ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ع التـ ِ ِ‬
‫هعبُّ ُد به‪َ ،‬وإِ همنَا ذُك َر ط ُ‬ ‫س َما ُش ِر َ َ‬ ‫ب إِلَْي ِه ِابل هرائِ َح ِة الْ َك ِر َيه ِة‪َ ،‬وَال ِه َي ِم ْن ِج ْن ِ‬‫ض ِيف التهـ َق ُّر ِ‬‫غَ َر ٌ‬
‫اَّلل يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة َحثًّا منه على الصوم‪.‬‬ ‫ِع ْن َد هِ‬
‫اك ِم َن ال ُْم ْف ِط ِر‪.‬‬ ‫السو ِ‬‫ِ‬
‫ج إِ َىل ّ َ‬ ‫الحثا َعلَى إِبْـ َق ِاء ال هرائِ َح ِة‪ ،‬بَ ِل ال ه‬
‫صائِ ُم أ ْ‬
‫َح َو ُ‬
‫صائِِم‪.‬‬ ‫وف فَ ِم ال ه‬ ‫اَّلل أَ ْكبـر م ِن استِطَابتِ ِه ِخلُلُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضا فَِإ هن ِر ْ‬
‫ض َوا َن ه َ ُ َ ْ َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫صائِِم‪.‬‬ ‫اك أَ ْعظَم ِمن َُمَبهتِ ِه لِبـ َق ِاء ُخلُ ِ‬ ‫لسو ِ‬‫ِ ِ‬
‫وف فَ ِم ال ه‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ضا فَِإ هن َُمَبهـتَهُ ل ّ َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫صائِ ُم يَـ ْوَم‬ ‫اَّلل يَـ ْوَم ال ِْقيَ َام ِة‪ ،‬بَ ْل ََِْيت ال ه‬ ‫اك ِع ْن َد هِ‬ ‫ِ‬ ‫اك َال ميَْنَع ِطيب ْ ِ ه ِ‬ ‫ِ‬
‫الس َو ُ‬‫اخلُلُوف الذي يُ ِزيلُهُ ّ‬ ‫ُ َ‬ ‫ضا فَِإ هن ّ‬
‫الس َو َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫يح ََِْيت يَـ ْوَم‬ ‫صي ِام ِه‪ ،‬ولَو أ ََزالَهُ ِاب ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وف فَ ِم ِه أَطْي ِ ِ ِ‬ ‫ال ِْقيَ َام ِة‪َ ،‬و ُخلُ ُ‬
‫لس َواك‪َ ،‬ك َما أَ هن ا ْجلَ ِر َ‬ ‫ّ‬ ‫ب م َن الْم ْسك َع َال َمةً َعلَى َ َ ْ‬ ‫َُ‬
‫ور إبِِ َزالَتِ ِه ِيف ُّ‬
‫الدنْـيَا‪.‬‬ ‫ال ِْقيام ِة‪ ،‬ولَو ُن َدِم جرِح ِه لَو ُن ال هدِم‪ ،‬وِرحيُهُ ِر ِ ِ‬
‫يح الْم ْسك‪َ ،‬و ُه َو َمأ ُْم ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫ََ َْ‬
‫ول أَثَـ ُرهُ‪،‬‬‫اك‪ ،‬فَِإ هن َسبَـبَهُ قَائِ ٌم‪َ ،‬و ُه َو ُخلُُّو ال َْم ِع َدةِ َع ِن الطه َع ِام‪َ ،‬وإِ همنَا يَـ ُز ُ‬ ‫لسو ِ‬ ‫وف َال يـز ُ ِ‬
‫ول ِاب ّ َ‬ ‫اخلُلُ َ َ ُ‬ ‫ضا فَِإ هن ْ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ان َواللِّثَ ِة‪.‬‬
‫َسنَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُه َو ال ُْم ْنـ َعق ُد َعلَى ْاأل ْ‬
‫الصيَ ِام‪َ ،‬وَما يُ ْك َرهُ َهلُ ْم‪َ ،‬وََلْ َْجي َع ِل‬‫ب َهلُ ْم ِيف ِّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َعله َم أُهمتَهُ َما يُ ْستَ َح ُّ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ضا فَِإ هن النِ ه‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫الشم ِ‬ ‫اظ الْعم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السو َ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‪،‬‬ ‫هه ْم َعلَْيه ِأبَبْـلَ ِغ أَلْ َف ُ ُ َ ُ‬
‫ُّ‬ ‫و‬ ‫وم‬ ‫اك م َن الْق ْس ِم ال َْم ْك ُروه‪َ ،‬و ُه َو يَـ ْعلَ ُم أَنهـ ُه ْم يَـ ْف َعلُونَهُ‪َ ،‬وقَ ْد َحض ُ‬ ‫َّ‬
‫اء‪َ ،‬ويَـ ْعلَ ُم أَنهـ ُه ْم يَـ ْقتَ ُدو َن بِ ِه‪َ ،‬وََلْ يَـ ُق ْل َهلُ ْم يَـ ْوًما‬ ‫وت ِْ‬ ‫اك و ُهو ِ ِ ِ‬ ‫وهم ي َ ِ‬
‫صَ‬ ‫اإل ْح َ‬ ‫ريةً تَـ ُف ُ‬
‫صائ ٌم م َر ًارا َكث َ‬ ‫شاه ُدونَهُ يَ ْستَ ُ َ َ َ‬ ‫َُْ ُ‬
‫اج ِة ممُْتَنِ ٌع‪َ ،‬و ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫م َن ال هد ْه ِر‪َ :‬ال تَ ْستَا ُكوا بَـ ْع َد ال هزَو ِال‪َ ،‬و ََتْخريُ الْبَـيَان َع ْن َوقْت ا ْحلَ َ‬
‫يث صهيب يَـ ْرفَـعُهُ‪:‬‬ ‫ادهِ‪ِ ،‬من ح ِد ِ‬ ‫ي إبِِسنَ ِ‬
‫مسَْ ٌن‪ :‬روى دمحم َج ِري ٍر الطه ََِب ُّ ْ‬
‫ْ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود يف الصوم‪ ،‬وأْحد‪.‬‬

‫(‪)244/7‬‬
‫َْحَ َد ب ِن ا ْحلس ِن ِّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪َ ،‬ح هدثَـنَا‬ ‫الرتمذ ِّ‬‫وم َها َداءٌ» َرَواهُ َع ْن أ ْ ْ َ َ ْ‬ ‫«عليكم أبلبان البقر‪ ،‬فإنّه ش َفاءٌ‪َ ،‬ومسَْنُـ َها َد َواءٌ‪َ ،‬و ُحلُ ُ‬
‫دمحم بن موسى النسائي‪َ ،‬ح هدثَـنَا دفاع بن دغفل السدوسي‪َ ،‬ع ْن عبد احلميد بن صيفي بن صهيب‪َ ،‬ع ْن‬
‫اد «‪»7‬‬ ‫اإلسنَ ِ‬
‫ت َما ِيف َه َذا ِْ ْ‬ ‫أَبِ ِيه َع ْن َج ِّدهِ‪َ ،‬وَال يَـثْـبُ ُ‬
‫ان الن ِ‬
‫هاع َم ِة‪،‬‬ ‫ادثَِة ِمن ْاألَبْ َد ِ‬ ‫ُوىل‪ ،‬وفِ ِيه ج َالء ي ِسري‪ ،‬ولَطَافَةٌ وتَـ ْف ِشيةُ ْاألَور ِام ا ْحل ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ َ‬ ‫ْب ِيف ْاأل َ َ َ ٌ َ ٌ َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫س ْم ُن َح ٌّ‬ ‫َوال ه‬
‫ادثَةَ ِيف ْاألُذُ ِن‪َ ،‬وِيف‬ ‫ني‪ ،‬وذََكر جالِينُوس‪ :‬أَنههُ أَبـرأَ بِ ِه ْاألَورام ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َْ‬ ‫ُ‬ ‫َو ُه َو أَقـ َْوى م َن الزبد يف اإلنضالج َوالتهـ ْليِ ِ َ َ َ‬
‫س ٍل َولَْوٍز ُم ٍّر‪َ ،‬ج َال َما ِيف الصدور‬ ‫ط َم َع َع َ‬ ‫ت َس ِر ًيعا‪َ ،‬وإِ َذا ُخلِ َ‬ ‫ان‪ ،‬نَـبَـتَ ْ‬ ‫َسنَ ِ‬‫ض ُع ْاأل ْ‬ ‫ك بِ ِه مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْاأل َْرنَـبَة‪َ ،‬وإِ َذا ُدلّ َ َ ْ‬
‫ار ِابلْم ِع َدةِ‪ِ ،‬سيهما إِذَا َكا َن ِمزاج ص ِ‬
‫احبِ َها بَـ ْلغَ ِميًّا‪.‬‬ ‫ات الْغَلِيظَةَ الله ِز َجةَ‪ ،‬إِهال أَنههُ َ‬ ‫الرئَ ِة‪ ،‬والْ َك ْيموس ِ‬
‫َُ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ٌّ َ‬ ‫َو ِّ َ ُ َ‬
‫الس ِم الْ َقاتِ ِل‪ ،‬وِمن لَ ْد ِغ ا ْحليه ِ‬ ‫ب َم َع ال َْعس ِل نَـ َف َع ِم ْن ُش ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ب ُّ ّ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ هما مسَْ ُن الْبَـ َق ِر َوال َْمع ِز‪ ،‬فَِإنههُ إِذَا ُش ِر َ‬
‫ش ْي ٍء‬ ‫هاس بِ َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪ََ :‬لْ يَ ْستَ ْشف الن ُ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫برِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِن‪َ :‬ع ْن َعل ِّي بْ ِن أَِيب طَال ٍ َ‬ ‫اب ابْ ِن ُّ‬
‫الس ِِّّ‬
‫ب‪َ ،‬وِيف كِتَ ِ‬ ‫َوال َْع َقا ِر ِ‬
‫أفضل من السمن‪.‬‬
‫مسك‪َ :‬رَوى ِْ‬
‫اج ْه يف «سننه» ‪ :‬من حديث عبد هللا بن عُ َم َر‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫هب‬ ‫َْحَ ُد بْ ُن َح ْنـبَ ٍل‪َ ،‬وابْ ُن َم َ‬ ‫ام أ ْ‬ ‫اإل َم ُ‬
‫ال» «‪. »2‬‬ ‫اد‪َ ،‬والْ َكبِ ُد َوال ِطّ َح ُ‬ ‫ان و َدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُحله ْ‬ ‫ال‪« :‬أ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬
‫ك َوا ْجلََر ُ‬ ‫س َم ُ‬ ‫ان‪ :‬ال ه‬ ‫ت لَنَا َم ْيـتَـتَ َ َ‬ ‫َ‬
‫يق ال ِْق ْش ِر‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن‬ ‫ط ِم ْق َد ُارهُ‪َ ،‬وَكا َن َرقِ َ‬ ‫اب ِرحيُهُ‪َ ،‬وتَـ َو هس َ‬ ‫َج َو ُدهُ َما لَ هذ طَ ْع ُمهُ‪َ ،‬وطَ َ‬ ‫ريةٌ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اف ال ه ِ ِ‬
‫س َمك َكث َ‬ ‫َصنَ ُ‬ ‫أْ‬
‫ات َال ْاألَقْ َذا ِر‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫صب ِاء‪ ،‬ويـ ْغتَ ِذي ِابلنـهب ِ‬ ‫ْب الله ْح ِم َوَال َايبِسهُ‪ ،‬وَكا َن ِيف َم ٍاء َع ْذ ٍ‬
‫َصلَ ُح‬ ‫َ‬ ‫ب َجا ٍر َعلَى ا ْحلَ ْ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫صل َ‬ ‫ُ‬
‫ص ْخ ِريهِة‪ ،‬مُه ال هرْملِيه ِة‪َ ،‬وال ِْميَاهِ ا ْجلَا ِريَِة ال َْع ْذبَِة‬‫أ ََماكِنِ ِه َما َكا َن ِيف نَـ ْه ٍر َجيِّ ِد ال َْم ِاء‪َ ،‬وَكا َن ََْ ِوي إِ َىل ْاأل ََماكِ ِن ال ه‬
‫س والرايح‪.‬‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫شوفَ ِة لِل ه‬ ‫هم ُّو ِج‪ ،‬ال َْم ْك ُ‬
‫اب َوالت َ‬ ‫ض ِطر ِ‬
‫رية اال ْ َ‬
‫الهِيت َال قَ َذر فِيها‪ ،‬وَال َْحْأَ َة‪ ،‬الْ َكثِ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬وأخرجه احلاكم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد وابن ماجه والدارقطِن‪.‬‬

‫(‪)245/7‬‬

‫ريا‪ ،‬إِهال‬ ‫ِ‬ ‫ي ِم ْنه اب ِرٌد رطْب‪َ ،‬ع ِسر ِاال ْهنِ َ ِ ِ‬ ‫اض ٌل‪َُْ ،‬م ُمو ٌد‪ ،‬لَ ِط ٌ‬ ‫ي فَ ِ‬
‫ضام‪ ،‬يُـ َولّ ُد بَـ ْلغَ ًما َكث ً‬ ‫ُ‬ ‫يف‪َ ،‬والطه ِر ُّ ُ َ َ ٌ‬ ‫ك الْبَ ْح ِر ُّ‬
‫س َم ُ‬
‫َوال ه‬
‫صلِ ُح ْاأل َْم ِز َجةَ‬
‫ِن‪َ ،‬ويُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ب الْبَ َد َن‪َ ،‬ويَ ِزي ُد يف ال َْم ِِّ‬
‫صُ‬‫ودا‪َ ،‬و ُه َو ُخيَ ِّ‬
‫ِ‬
‫ي َوَما َج َرى ََْم َراهُ‪ ،‬فَِإنههُ يُـ َولّ ُد َخ ْلطًا َُْم ُم ً‬ ‫الْبَ ْح ِر ه‬
‫ا ْحلَا هرَة‪.‬‬
‫َجو ُدهُ َما َكا َن قَ ِريب ال َْع ْه ِد ِابلتهملُّ ِح‪ ،‬و ُهو َح ٌّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اد َح ُّرهُ‬ ‫س‪َ ،‬وُكله َما تَـ َق َ‬
‫اد َم َع ْه ُدهُ ا ْز َد َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َوأَ هما ال َْمال ُح‪ ،‬فَأ ْ َ‬
‫ود َال ََتْ ُكلُهُ‪َ .‬وإِذَا أُكِ َل طَ ِرًّاي‪َ ،‬كا َن ُملَيِّنًا لِلْبَطْ ِن‪،‬‬ ‫ي‪َ ،‬والْيَـ ُه ُ‬ ‫س همى ا ْجلِِّر ه‬ ‫السلهور ِم ْنهُ َكثِري اللُّز ِ‬ ‫ِ‬
‫وجة‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫سهُ‪َ ،‬و ّ ْ ُ‬ ‫َويُـ ْب ُ‬
‫سلَى‬ ‫ج ال ه‬ ‫ِج‪ ،‬أَ ْخ َر َ‬ ‫ض َع ِم ْن َخار ٍ‬ ‫ت‪ ،‬وإِذَا ُد هق وو ِ‬
‫َُ‬ ‫ص ْو َ َ‬ ‫الرئَ ِة‪َ ،‬و َج هو َد ال ه‬
‫صبَةَ ِّ‬ ‫ص هفى قَ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوإِذَا ُملّ َح َوعُتّ َق َوأُك َل‪َ ،‬‬
‫ول ِمن عُم ِق الْب َد ِن ِمن طَ ِر ِيق أَ هن لَهُ قُـ هوةً ج ِ‬
‫اذبَةً‪.‬‬ ‫َوالْ ُف ُ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ض َ ْ ْ َ‬
‫ت بِ ِه قُـ ْر َحةُ ْاأل َْم َع ِاء ِيف ابْتِ َد ِاء ال ِْعله ِة‪َ ،‬وافَـ َقهُ ِِبَ ْذبِ ِه ال َْم َوا هد‬ ‫س فِ ِيه َم ْن َكانَ ْ‬ ‫ْح ا ْجلِِّر ِّ ِ ِ‬
‫ي ال َْمال ِح إذَا َجلَ َ‬ ‫َوَماءُ ِمل ِ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫اه ِر الْب َد ِن‪ ،‬وإِذَا ِ ِ ِ‬ ‫إِ َىل ظَ ِ‬
‫هسا‪.‬‬‫احتُق َن به‪ ،‬أَبْـ َرأَ م ْن ع ْرق الن َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫س ِم ِ‬ ‫ب ِم ْن ُم َؤ ِّخ ِرَها‪َ ،‬والطه ِر ُّ‬
‫ب الْبَ َد َن َحلْ ُمهُ َوَو َد ُكهُ‪َ .‬وِيف‬ ‫صُ‬ ‫ني م ْنهُ ُخيَ ِّ‬‫ي ال ه ُ‬ ‫َجو ُد ما ِيف ال ه ِ‬
‫س َمك َما قَـ ُر َ‬ ‫َوأ ْ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل ر ِ‬‫ِ ِ‬ ‫ص ِحي َح ْ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫هب َ‬ ‫ال‪ :‬بَـ َعثَـنَا النِ ُّ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫ني» ‪ :‬م ْن َحديث َجاب ِر بْ ِن َع ْبد ه َ‬ ‫«ال ه‬
‫ط‪،‬‬‫اخلَبَ َ‬‫َصابَـنَا ُجوعٌ َش ِدي ٌد‪َ ،‬ح هىت أَ َكلْنَا ْ‬ ‫اح‪ ،‬فَأَتَـيـنا ال ه ِ‬ ‫ثََالَِثِائَ ِة راكِ ٍ ِ‬
‫ساح َل‪ ،‬فَأ َ‬ ‫ب‪َ ،‬وأَمريَُان أَبُو عُبَـ ْي َدةَ بْ ُن ا ْجلَهر ِ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ف َش ْه ٍر‪َ ،‬وائْـتَ َد ْمنَا بَِو َدكِ ِه َح هىت ََثبَ ْ‬ ‫ِ‬
‫س ُامنَا‪،‬‬‫َج َ‬ ‫تأْ‬ ‫ص َ‬ ‫ال َهلَا‪َ :‬ع ْنـبَـ ُر‪ ،‬فَأَ َكلْنَا م ْنهُ نِ ْ‬ ‫فَأَلْ َقى لَنَا الْبَ ْح ُر ُح ً‬
‫وات يُـ َق ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ضلْعا ِمن أَ ْ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صبَهُ‪ ،‬فَ َم هر ََتْتَهُ «‪. »7‬‬ ‫ض َالعه‪َ ،‬و َْحَ َل َر ُج ًال َعلَى بَع ِريه‪َ ،‬ونَ َ‬ ‫َخ َذ أبو عبيدة ً ْ‬ ‫فَأ َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َوَم َعهُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت‪َ :‬د َخ َل َعلَ هي َر ُس ُ‬ ‫سلق‪َ :‬رَوى الرتمذي وأبو داود‪َ ،‬ع ْن أم املنذر‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ََْ ُك ُل وعلي َم َعهُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت‪ :‬فَ َج َع َل َر ُس ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ولَنَا َد َو ٍال ُم َعله َقةٌ‪ ،‬قَالَ ْ‬
‫ض َي ه‬ ‫علي ر ِ‬
‫َ‬
‫ت‪:‬‬ ‫ك َانقِهٌ» ‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬م ْه َاي علي فَِإنه َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ََْ ُك ُل‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬
‫ك»‬ ‫ب ِم ْن َه َذا‪ ،‬فَِإنههُ أ َْوفَ ُق لَ َ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬اي علي فَأَص ْ‬
‫هب صلهى ه ِ‬
‫ال النِ ُّ َ‬ ‫ريا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫فَجعل ُ ِ‬
‫ْت َهلُ ْم س ْل ًقا َو َشع ً‬ ‫ََ‬
‫يث حسن غريب‪.‬‬ ‫ال الرتمذي‪َ :‬ح ِد ٌ‬ ‫‪ .‬قَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم يف الصيد والذابئح‪.‬‬

‫(‪)241/7‬‬

‫ِ‬ ‫ُوىل‪ ،‬وقِيل‪ :‬رطْب فِيها‪ ،‬وقِيل‪ :‬مرهكب ِم ْنـهما‪ ،‬وفِ ِيه بـر َ ِ‬ ‫ْق َح ٌّ ِ‬ ‫ِ‬
‫يل‪.‬‬
‫ودةٌ ُملَطَّفةٌ‪َ ،‬وََتْل ٌ‬ ‫س ِيف ْاأل َ َ َ َ ٌ َ َ َ ُ َ ٌ ُ َ َ ُ ُ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫السل ُ‬
‫ّ‬
‫يل إِذَا طُلِ َي ِمبَائِِه‪َ ،‬ويَـ ْقتُ ُل‬ ‫ف‪َ ،‬وا ْحلَهزا ِز‪َ ،‬والثهآلِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وتَـ ْفتِيح‪ ،‬وِيف ْاأل ِ‬
‫ب‪ ،‬والْ َكلَ ِ‬
‫ض َونَـ ْف ٌع م ْن َداء الثـ ْهعلَ ِ َ‬ ‫َس َوِد م ْنهُ قَـ ْب ٌ‬
‫ْ‬ ‫َ ٌ َ‬
‫ْن‪َ ،‬وَال ِسيه َما َم َع‬ ‫ِ‬ ‫الْ ُق همل‪ ،‬ويُطْلَى بِ ِه الْ ُقوابء َم َع ال َْعس ِل‪ ،‬ويُـ َفتِّح ُس َد َد الْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬
‫َس َو ُدهُ يَـ ْعق ُل الْبَط َ‬
‫ال‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س‪َ ،‬و ُْحي َق ُن ِمبَائه لْلسهال‪ ،‬وينفع من القولنج َم َع ال َْم ِر ِّ‬
‫ي‬ ‫ض‪ :‬يُـلَِّ ُ‬
‫ني َم َع ال َْع َد ِ‬ ‫س‪َ ،‬و ُُهَا َرديئَان‪َ ،‬و ْاألَبْـيَ ُ‬ ‫ال َْع َد ِ‬
‫ار ِم ْنهُ يُـ َولِّ ُد‬ ‫اخلَْر َد ُل‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْكثَ ُ‬ ‫صلِ ُحهُ ْ‬
‫اخلَ ُّل َو ْ‬ ‫وس‪َْ ،‬حي ِر ُق ال هد َم‪َ ،‬ويُ ْ‬‫يل ال ِْغ َذ ِاء‪َ ،‬رِديءُ الْ َك ْي ُم ِ‬ ‫ِ‬ ‫والتـ ِ‬
‫هواب ِل‪َ ،‬و ُه َو قَل ُ‬‫َ َ‬
‫الْ َق ْب َ‬
‫ض َوالنهـ ْف َخ‪.‬‬
‫شِ‬
‫ني‬ ‫ف ال ِّ‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ف احلاء‪.‬‬ ‫سو َداء‪ ،‬وقَ ْد تَـ َق هدم ِيف حر ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫ُشون ٌيز‪ُ :‬ه َو ا ْحلَبهةُ ال ه ْ ُ َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ت‪ :‬قَ َ‬ ‫يث أمساء بنت عميس‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫شَبم‪ :‬روى الرتمذي‪ ،‬وابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِهما» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ِ« :‬مبَاذَا ُك ْن ِ‬
‫ت‪:‬‬‫ني؟» قَالَ ْ‬ ‫ت تَ ْستَ ْمش َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫َ‬
‫ار» «‪. »7‬‬ ‫ار َج ٌّ‬ ‫ال‪َ « :‬ح ٌّ‬ ‫لش ْبـ ُرِم‪ .‬قَ َ‬
‫ِاب ُّ‬
‫ضبَانِِه َُجهةٌ‬ ‫ص ِغريٌ َوَكبِريٌ‪َ ،‬ك َق َام ِة ال هر ُج ِل َوأ َْر َج ُح‪ ،‬لَهُ قضبان ْحر ملمعة ببياض‪ ،‬ويف رؤوس قُ ْ‬ ‫ُّ‬
‫الش ْبـ ُرُم َش َج ٌر َ‬
‫ص ِغريٌ ِمثْ ُل الْبُط ِْم‪ِ ،‬يف‬ ‫ب َ‬ ‫ار فِ َيها َح ٌّ‬ ‫ِ‬
‫ط َوَخيْلُ ُفهُ َم َرا ِو ُد صغَ ٌ‬ ‫اض‪ ،‬يَ ْس ُق ُ‬ ‫َص َف ُر إِ َىل الْبَـيَ ِ‬
‫ار أ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫م ْن َوَرق‪َ ،‬ولَهُ نَـ ْوٌر صغَ ٌ‬
‫ضبَانِِه‪.‬‬ ‫نب قُ ْ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫َْحَ ُر الله ْو ِن‪َ ،‬وَهلَا عُ ُرو ٌق َعلَْيـ َها قُ ُ‬ ‫قَ ْد ِرهِ‪ ،‬أ ْ‬
‫ور ُْحْ ٌر‪َ ،‬وال ُْم ْستَـ ْع َم ُل م ْنهُ ق ْش ُر عُ ُروقه‪َ ،‬ولَ َُ‬ ‫شٌ‬
‫سو َداء‪ ،‬والْ َكيم ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫ص َف َر‪َ ،‬والْبَـ ْلغَ َم‪،‬‬ ‫اء ْاألَ ْ‬‫وسات الْغَليظَةَ‪َ ،‬وال َْم َ‬ ‫س ِّه ُل ال ه ْ َ َ ْ ُ َ‬ ‫س ِيف ال هد َر َجة ال هراب َعة‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫نب ا ْحلَلِ ِ‬ ‫استُـ ْع ِمل أَ ْن يُـ ْنـ َق َع ِيف الله َ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اإل ْكثَ ِ‬ ‫ب‪ُ ،‬مغَ ٍّ‬
‫يب يَـ ْوًما َولَْيـلَةً‪َ ،‬ويُـغَيهـ َر‬ ‫ار م ْنهُ يَـ ْقتُ ُل‪َ ،‬ويَـ ْنـبَغي إ َذا ْ َ‬ ‫ث‪َ ،‬و ِْ ُ‬ ‫ُم ْك ِر ٌ‬
‫ب ِمبَ ِاء‬ ‫ود والْ َكثِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِيف ال ِ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫عليه اللهنب ِيف الْيـوِ‬
‫رياءُ‪َ ،‬ويُ ْش َر َ‬ ‫ُُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ْو‬‫ل‬ ‫ا‬ ‫ُ‬‫ه‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ط‬
‫َ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫خي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫و‬
‫ّ َ‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬ ‫ظ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫جي‬
‫َ‬‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬
‫َ ََ َ‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫خي‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫َث‬
‫ً‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫ث‬
‫َ‬ ‫َو‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ني‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ر‬‫ه‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫م‬ ‫َُ َ ْ‬
‫ني أ َْربَ ِع َد َوانِ َق إِ َىل َدانَِق ْ ِ‬ ‫ب‪ ،‬وال ه ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني على حسب‬ ‫ش ْربَةُ م ْنهُ َما بَـ ْ َ‬ ‫س ِل‪ ،‬أ َْو َعص ِري الْعنَ ِ َ‬ ‫ال َْع َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الطب‪ ،‬وابن ماجة‪.‬‬

‫(‪)241/7‬‬

‫ُّ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال حنني‪ :‬أَ هما لَنب ُّ ِ‬ ‫الْ ُق هوةِ‪ ،‬قَ َ‬
‫الش ْبـ ُرم‪ ،‬فَ َال َخ ْيـ َر فيه‪َ ،‬وَال أ ََرى ُش ْربَهُ الْبَـتهةَ‪ ،‬فَـ َق ْد قَـتَ َل به أَطبهاءُ الط ُرقَات َكث ً‬
‫ريا‬ ‫َُ‬
‫ِم َن الن ِ‬
‫هاس‪.‬‬
‫َح ًدا‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إِذَا أ َ‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫شعري‪ :‬روى ابْن ماج ْه‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫َخ َذ أ َ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ت‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫يث عائشة‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫ََ ُ َ َ ْ َ‬
‫ول‪« :‬إِنههُ لَيَـ ْرتُو فُـ َؤ َ‬
‫اد‬ ‫س ْوا ِم ْنهُ‪ ،‬مُه يَـ ُق ُ‬ ‫ش ِع ِري‪ ،‬فَ ِ‬
‫صن َع‪ ،‬مُه أ ََم َرُه ْم فَ َح َ‬
‫ُ‬ ‫س ِاء ِم َن ال ه‬ ‫ِ ِ‬
‫ك‪ ،‬أ ََم َر اب ْحل َ‬ ‫ِم ْن أ َْهلِ ِه ال َْو ْع ُ‬
‫ش ُّدهُ‬‫السقيم كما تسرو إِ ْح َدا ُك هن ال َْو َس َخ ِابل َْم ِاء َع ْن َو ْج ِه َها» «‪َ . »7‬وَم ْع َىن يَـ ْرتُوهُ‪ :‬يَ ُ‬ ‫ا ْحلَ ِزي ِن ويسرو فؤاد ّ‬
‫يل‪.‬‬‫ف‪َ ،‬ويُ ِز ُ‬ ‫َويُـ َق ِّو ِيه َويَ ْس ُرو‪ :‬يَ ْك ِش ُ‬
‫شونَِة‬ ‫ال‪َ ،‬و ُخ ُ‬ ‫اء ِم ْن َس ِو ِيق ِه‪َ ،‬و ُه َو َانفِ ٌع لِ ُّ‬
‫لس َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شع ِري ال َْمغْل ِّي‪َ ،‬و ُه َو أَ ْكثَـ ُر غ َذ ً‬
‫وقَ ْد تَـ َق هدم أَ هن َه َذا ُهو ماء ال ه ِ‬
‫َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ْح َر َارةِ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ش‪ ،‬مطفىء لل َ‬ ‫اط ٌع لِل َْعطَ ِ‬
‫ول‪ ،‬م ِد ٌّر لِ ْلبـوِل‪ ،‬ج َالء لِما ِيف الْم ِع َدةِ‪ ،‬قَ ِ‬ ‫صالِ ٌح لَِق ْم ِع ِح هدةِ الْ ُف ُ ِ‬ ‫ا ْحلَل ِْق‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫ض ُ َْ َ ٌ َ‬
‫ف َو ُحيَلِّ ُل‪.‬‬ ‫َوفِ ِيه قُـ هوةٌ َْجيلُو ِهبَا َويُـلَ ِطّ ُ‬
‫سةُ أ َْمثَالِ ِه‪َ ،‬ويُـ ْل َقى‬ ‫ِ‬
‫ص ِايف ال َْع ْذب َمخْ َ‬ ‫وض ِم ْق َد ٌار‪َ ،‬وِم َن ال َْم ِاء ال ه‬ ‫ض ِ‬ ‫ص َفتُهُ‪ :‬أَ ْن يُـ ْؤ َخ َذ ِم َن ال ه‬
‫ش ِع ِري ا ْجلَيِّ ِد ال َْم ْر ُ‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ٍِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ٍ‬
‫ص هفى‪َ ،‬ويُ ْستَـ ْع َم َل منه مقدار احلاجة ّ‬
‫ُمال‪.‬‬ ‫ساهُ‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ِيف ق ْد ٍر نَظيف‪َ ،‬ويُطْبَ َخ بنَا ٍر ُم ْعتَدلَة إ َىل أَ ْن يَـ ْبـ َقى م ْنهُ ُمخُ َ‬
‫ث أَ ْن جاء بِ ِعج ٍل حنِ ٍ‬ ‫ضيَافِ ِه‪ :‬فَما لَبِ َ‬
‫س َال ُم ِألَ ْ‬‫يم َعلَْي ِه ال ه‬ ‫ِ ِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫يذ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫اَّللُ تَـ َع َاىل ِيف ضيَافَة َخليله إبْـ َراه َ‬ ‫ال ه‬ ‫شواء‪ :‬قَ َ‬
‫ارةُ ال ُْم ْح َماةُ‪.‬‬ ‫ي َعلَى ال هر ْ ِ ِ ِ‬ ‫«‪َ »2‬وا ْحلَنِي ُذ‪ :‬ال َْم ْش ِو ُّ‬
‫ضف‪َ ،‬وه َي ا ْحل َج َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َج ْنـبًا‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ت إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫وِيف الرتمذي‪َ :‬عن أم سلمة ر ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ ،‬أَنهـ َها قَـ هربَ ْ َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ص َالةِ َوََلْ يَـتَـ َو ه‬
‫ام إِ َىل ال ه‬ ‫ِ‬
‫ال الرتمذي‪ :‬حديث صحيح «‪. »3‬‬ ‫ضأْ‪ .‬قَ َ‬ ‫َم ْش ِوًّاي‪ ،‬فَأَ َك َل م ْنهُ مُه قَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجة والرتمذي يف الطب‪ ،‬وأْحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬سورة هود‪.19 :‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي يف األطعمة‪ ،‬وأْحد‪.‬‬

‫(‪)249/7‬‬

‫اء ِيف ال َْم ْس ِج ِد‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال‪ :‬أَ َكلْنَا مع رس ِ ِ‬ ‫َوفِ ِيه أَيْ ً‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ش َو ً‬ ‫ول ه َ‬ ‫ََ َُ‬ ‫ضا‪َ :‬ع ْن عبد هللا بن احلارث قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ذات لَْيـلَ ٍة‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬‫ت َم َع ر ُس ِ‬ ‫ضا‪َ :‬ع ِن الْم ِغريةِ بْ ِن ُش ْعبةَ قَ َ ِ‬ ‫«‪َ . »7‬وفِ ِيه أَيْ ً‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ :‬ض ْف ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬
‫اء بالل يُـ َؤِذّ ُن لِل ه‬
‫ص َالةِ‪ ،‬فَأَلْ َقى‬ ‫ش ْف َرةَ‪ ،‬فَ َج َع َل َحيُُّز ِِل ِهبَا ِم ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬
‫ال‪ :‬فَ َج َ‬ ‫َخ َذ ال ه‬ ‫ش ِو َ‬
‫ي‪ ،‬مُه أ َ‬ ‫ب‪ ،‬فَ ُ‬ ‫فَأ ََم َر ِِبَْن ٍ‬
‫ت يَ َداهُ» » ‪.‬‬ ‫ال‪َ « :‬ما لَهُ تَ ِربَ ْ‬ ‫ال ه‬
‫ش ْف َرَة فَـ َق َ‬
‫ار رطْب إِ َىل الْيـبوس ِة‪َ ،‬كثِري التـهولِ ِ‬ ‫س ِم ِ‬ ‫ضأ ِْن ا ْحلوِِِل‪ ،‬مُه ال ِْع ْج ِل الله ِط ِ‬ ‫أَنْـ َفع ال ِّ ِ ِ‬
‫يد‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُُ َ‬ ‫ني‪َ ،‬و ُه َو َح ٌّ َ ٌ‬ ‫يف ال ه‬ ‫ش َواء ش َواءُ ال ه َْ ّ‬ ‫ُ‬
‫ب‬ ‫ِ ِ‬ ‫خ أَنْـ َف ُع َوأَ َخ ُّ‬ ‫َص هح ِاء والْمرَات ِ‬ ‫سو َد ِاء‪ ،‬و ُهو ِمن أَ ْغ ِذي ِة ْاألَقْ ِواي ِء و ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫ف َعلَى ال َْمع َدة‪َ ،‬وأ َْرطَ ُ‬ ‫ني‪َ ،‬وال َْمطْبُو ُ‬ ‫ضَ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫لل ه ْ‬
‫ِم ْنهُ‪َ ،‬وِم َن ال ُْمطَ هج ِن‪.‬‬
‫ب‪َ ،‬و ُه َو ا ْحلَنِي ُذ‪.‬‬ ‫ي ِابلله َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ِيف ال ه‬
‫ي َعلَى ا ْجلَ ْم ِر َخ ْيـ ٌر م َن ال َْم ْش ِو ِّ‬ ‫س‪َ ،‬وال َْم ْش ِو ُّ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫َوأ َْر َد ُؤهُ ال َْم ْش ِو ُّ‬
‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـ َق هد َم لَهُ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫اف َر ُس َ‬ ‫َض َ‬ ‫ت ِيف «الْمسنَ ِد» ‪َ :‬عن أنس‪ ،‬أَ هن يـه ِ‬
‫ود ًّاي أ َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َش ْح ٌم‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫اب‪َ ،‬و ْاألَلْيَةُ‪.‬‬
‫ش ْح ُم ال ُْم َذ ُ‬ ‫اإل َهالَةُ‪ :‬ال ه‬ ‫ُخ ْبـ َز َش ِع ٍري َوإِ َهالَةً َسنِ َخةً «‪َ ، »3‬و ِْ‬
‫وال ه ِ‬
‫سن َخةُ‪ :‬ال ُْمتَـغََِّ‬
‫ريةُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬دِِّل ِجر ِ‬ ‫اَّلل بْ ِن ُمغَهف ٍل‪ ،‬قَ َ‬ ‫يح» ‪َ :‬عن َعب ِد هِ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬
‫اب م ْن َش ْح ٍم يَـ ْوَم َخ ْيـبَـ َر‪ ،‬فَالْتَـ َزْمتُهُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ ُ َ َ ٌ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫ك‪َ ،‬وََلْ يَـ ُق ْل‬ ‫ض َح ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت‪ ،‬فَِإذَا َر ُس ُ‬ ‫َح ًدا ِم ْنهُ َش ْيـئًا‪ ،‬فَالْتَـ َف ُّ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َال أُ ْعطي أ َ‬
‫ْت‪ :‬و هِ‬
‫َوقُـل ُ َ‬
‫َش ْيـئًا «‪. »4‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س ْم ِن‪َ ،‬وهلََذا لَ ْو أُذ َ‬
‫يب‬ ‫ْب‪َ ،‬و ُه َو أَقَ ُّل ُرطُوبَةً ِم َن ال ه‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫ان ُم ْكتَ ِم ٍل‪َ ،‬و ُه َو َح ٌّ‬ ‫ش ْح ِم ما َكا َن ِمن حيـو ٍ‬
‫ْ ََ َ‬ ‫َج َو ُد ال ه َ‬ ‫أْ‬
‫ودا‪َ ،‬و ُه َو يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن ُخ ُ‬
‫شونَِة ا ْحلَل ِْق‪ ،‬ويرخي ويعفن‪ ،‬ويدفع ضرره‬ ‫ع َُجُ ً‬
‫َس َر َ‬ ‫س ْم ُن َكا َن ال ه‬
‫ش ْح ُم أ ْ‬ ‫ال ه‬
‫ش ْح ُم َوال ه‬
‫ابلليمون اململوح‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أْحد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد وأبو داود‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد‪ ،‬وأخرجه البخاري والرتمذي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه البخاري ومسلم يف اجلهاد‪.‬‬

‫(‪)249/7‬‬

‫وح ْاأل َْم َع ِاء‪َ ،‬و َش ْح ُم‬


‫وس أَ َش ُّد ََتْلِ ًيال‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن قُـ ُر ِ‬ ‫الشح ِ‬ ‫ِ‬ ‫َوال هزْْنَبِ ِ‬
‫وم‪َ ،‬و َش ْح ُم التـُّيُ ِ‬ ‫ض ُّ ُ‬ ‫يل‪َ ،‬و َش ْح ُم ال َْمع ِز أَقـْبَ ُ‬
‫والزحري‪.‬‬‫س َح ِج ّ‬ ‫ك‪َ ،‬و ُْحيتَـ َق ُن بِ ِه لِل ه‬
‫ال َْع ْن ِز أَقـ َْوى ِيف ذَلِ َ‬

‫صِ‬
‫اد‬ ‫ف ال ه‬
‫َح ْر ُ‬
‫صالةِ وإِ ههنا لَ َكبِريةٌ إِهال َعلَى ْ ِ ِ‬ ‫استَ ِعينُوا ِابل ه‬
‫ني «‪ ، »7‬وقال‪ :‬اي أَيُّـ َها‬ ‫اخلاشع َ‬ ‫َ‬ ‫ص َِْب َوال ه َ‬ ‫ال ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪َ :‬و ْ‬ ‫ص َالةٌ‪ :‬قَ َ‬ ‫َ‬
‫صالةِ‬ ‫ك ِابل ه‬ ‫اَّللَ َم َع ال ه ِ‬ ‫صالةِ إِ هن ه‬ ‫ص َِْب َوال ه‬ ‫استَ ِعينُوا ِابل ه‬ ‫هِ‬
‫ال تَـ َع َاىل‪َ :‬وأْ ُم ْر أ َْهلَ َ‬ ‫ين «‪َ . »2‬وقَ َ‬ ‫صاب ِر َ‬ ‫آمنُوا ْ‬ ‫ين َ‬ ‫الذ َ‬
‫ك َوالْعاقِبَةُ لِلتهـ ْقوى «‪. »3‬‬ ‫ك ِرْزقاً َْْن ُن نَـ ْرُزقُ َ‬ ‫اصطَِ َْب َعلَْيها ال نَ ْسئَـلُ َ‬ ‫َو ْ‬
‫ص َالةِ «‪. »4‬‬ ‫ول هِ‬
‫ع إِ َىل ال ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬إِ َذا َح َزبَهُ أ َْم ٌر‪ ،‬فَ ِز َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫السنَ ِن» ‪َ :‬كا َن َر ُس ُ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫استِ ْح َك ِام َها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وقَ ْد تَـ َق هدم ِذ ْكر ِاالستِ ْش َف ِاء ِابل ه ِ ِ‬
‫ص َالة م ْن َعا همة ْاأل َْو َج ِاع قَـ ْب َل ْ‬ ‫َ ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ضةٌ لِل َْو ْج ِه‪،‬‬‫ْب‪ُ ،‬مبَـيِّ َ‬ ‫لص هح ِة‪َ ،‬دافِ َعةٌ لِ ِْلَذَى‪َ ،‬مط َْر َدةٌ لِ ِْلَ ْد َو ِاء‪ُ ،‬م َق ِّويَةٌ لِ ْل َقل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫لرْز ِق‪َ ،‬حافظَةٌ ل ِّ‬ ‫ص َالةُ ََْملَبَةٌ لِ ِّ‬
‫َوال ه‬
‫وح‪ُ ،‬منَـ ِّوَرةٌ‬‫لر ِ‬‫ص ْد ِر‪ُ ،‬مغَ ِّذيَةٌ لِ ُّ‬ ‫ِح‪ُ ،‬ممِ هدةٌ لِ ْل ُق َوى‪َ ،‬شا ِر َحةٌ لِل ه‬ ‫ْج َوار ِ‬ ‫س‪ ،‬م ْذ ِهبةٌ لِلْ َكس ِل‪ ،‬منَ ِّ ِ‬
‫شطَةٌ لل َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ُم ْف ِر َحةٌ للنهـ ْف ِ ُ َ‬
‫ان ُم َق ِّربَةٌ ِم َن ال هر ْْحَ ِن‪.‬‬ ‫ش ْيطَ ِ‬ ‫ْب‪َ ،‬حافِظَةٌ لِلنِّ ْع َم ِة‪َ ،‬دافِ َعةٌ لِلنِّ ْق َم ِة‪َ ،‬جالِبَةٌ لِ ْلبَـ َرَك ِة‪ُ ،‬م ْب ِع َدةٌ ِم َن ال ه‬ ‫لِ ْل َقل ِ‬
‫اُهَا‪َ ،‬و َدفْ ِع ال َْم َوا ِّد ال هرِديئَ ِة َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬وَما‬ ‫ْب‪َ ،‬وقُـ َو ُ‬ ‫ص هح ِة الْبَ َد ِن َوالْ َقل ِ‬ ‫وِاب ْجلملَ ِة‪ :‬فَـلَ َها ََتْثِري َع ِجيب ِيف ِح ْف ِظ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫ظ الْم ِ ِ‬ ‫ٍ ِ ٍ ٍِ‬ ‫ابـتُلِي رج َال ِن بِع َ ٍ‬
‫صلّي م ْنـ ُه َما أَقَ هل‪َ ،‬و َعاقبَـتُهُ أ ْ‬
‫َسلَ َم‪.‬‬ ‫اهة أ َْو َداء أ َْو ُْمنَة أ َْو بَليهة إِهال َكا َن َح ُّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ َُ‬
‫اه ًرا َوَاب ِطنًا‪ ،‬فَ َما‬ ‫يل ظَ ِ‬ ‫ت َح هق َها ِم َن الته ْك ِم ِ‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِذَا أُ ْع ِطيَ ْ‬ ‫يب ِيف َدفْ ِع ُش ُروِر ُّ‬ ‫ولِل ه ِ ِ ِ‬
‫ص َالة ََتْثريٌ َعج ٌ‬ ‫َ‬
‫ت‬‫استُ ْجلِبَ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ور ُّ‬ ‫استُ ْدفِ َع ْ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآلخ َرة‪َ ،‬وَال ْ‬ ‫ت ُش ُر ُ‬ ‫ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬البقرة‪.45 -‬‬
‫(‪ )2‬البقرة‪.753 -‬‬
‫(‪ )3‬طه‪.732 -‬‬
‫(‪ )4‬حديث صحيح‪.‬‬

‫(‪)251/7‬‬

‫صلَ ِة ال َْع ْب ِد بَِربِِّه َع هز َو َج هل‬‫َّلل َع هز وج هل‪ ،‬و َعلَى قَ ْد ِر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك أَ هن ال ه ِ‬ ‫ص َالةِ‪َ ،‬و ِس ُّر َذلِ َ‬ ‫احلُُه َما ِمبِثْ ِل ال ه‬ ‫مص ِ‬
‫ص َال َة صلَةٌ ِاب ه َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫يق ِم ْن َربِِّه َع هز‬ ‫اد التـ ْهوفِ ِ‬
‫يض َعلَْي ِه َم َو ُّ‬ ‫ِ‬
‫َسبَابُـ َها‪َ ،‬وتُف ُ‬ ‫ات أَبْـ َوابُـ َها‪َ ،‬وتُـ ْقطَ ُع َع ْنهُ ِم َن ُّ‬
‫الش ُروِر أ ْ‬ ‫اخلَْيـر ِ‬ ‫ِِ‬
‫تُـ ْفتَ ُح َعلَْيه م َن ْ َ‬
‫ض َرةٌ لَ َديْ ِه‪،‬‬
‫ات‪ُ ،‬كلُّ َها ُُْم َ‬ ‫س هر ُ‬ ‫يم‪َ ،‬و ْاألَفْـ َر ُ‬
‫اح َوال َْم َ‬
‫ِ‬
‫احةُ َوالنهع ُ‬
‫ِ‬
‫يمةُ َوالْغ َىن‪َ ،‬وال هر َ‬
‫ِ‬
‫الص هحةُ‪َ ،‬والْغَن َ‬
‫ِ‬
‫َو َج هل‪َ ،‬وال َْعافيَةُ َو ِّ‬
‫سا ِر َعةٌ إِلَْي ِه‪.‬‬
‫َوُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِْ ِ‬
‫ف‪:‬‬ ‫سلَ ِ‬ ‫ض ال ه‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬‫ص ٍَْب َو ُش ْك ٍر‪َ ،‬ك َما قَ َ‬ ‫اإلميَان» «‪ ، »7‬فَِإنههُ َماهيهةٌ ُم َرهكبَةٌ م ْن َ‬ ‫ص ُ‬ ‫ص ْبـ ُر نِ ْ‬
‫صَب‪« :‬ال ه‬
‫ال تَـ َع َاىل‪:‬‬
‫ف ُش ْك ٌر‪ ،‬قَ َ‬ ‫صٌ‬ ‫ص ْبـ ٌر‪َ ،‬ونِ ْ‬ ‫ان‪ :‬نِ ْ‬ ‫ص َف ِ‬ ‫اإلميَا ُن نِ ْ‬‫ِْ‬
‫ف َ‬ ‫صٌ‬
‫صبها ٍر َش ُكوٍر «‪. »2‬‬ ‫ٍ ِ‬ ‫إِ هن ِيف ذلِ َ‬
‫ك َآلايت ل ُك ِّل َ‬
‫ض هِ‬ ‫ص ْبـ ٌر َعلَى فَـ َرائِ ِ‬ ‫س ِمن ا ْجل ِ‬ ‫صبـر ِمن ِْ ِ ِ ِ‬
‫ضيِّعُ َها‪َ ،‬و َ‬
‫ص ْبـ ٌر‬ ‫اَّلل فَ َال يُ َ‬ ‫سد‪َ ،‬و ُه َو ثََالثَةُ أَنْـ َو ٍاع‪َ :‬‬ ‫اإلميَان مبَنْ ِزلَة ال هرأْ ِ َ َ َ‬ ‫َوال ه ْ ُ َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ب‬
‫استَ ْك َم َل َهذه ال َْم َرات َ‬ ‫س هخطُ َها‪َ ،‬وَم ِن ْ‬ ‫ص ْبـ ٌر َعلَى أَقْضيَته َوأَقْ َدا ِره‪ ،‬فَ َال يَـتَ َ‬ ‫َع ْن َُمَا ِرمه‪ ،‬فَ َال يَـ ْرتَكبُـ َها َو َ‬
‫َح ٌد إِهال‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫يم َها‪َ ،‬والْ َف ْوُز َوالظهَف ُر في ِه َما‪َ ،‬ال يَص ُل إِلَْيه أ َ‬ ‫ص ْبـ َر‪َ ،‬ولَ هذ َة ُّ‬
‫الدنْـيَا َو ْاآلخ َرة َونَع َ‬ ‫استَ ْك َم َل ال ه‬ ‫ث‪ْ ،‬‬ ‫الث َهال َ‬
‫اب ر ِ‬ ‫الصر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫َعلَى ِج ْس ِر ال ه‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪:‬‬ ‫اخلَطه ِ َ‬ ‫اط‪ ،‬قَا َل عُ َم ُر بْ ُن ْ‬ ‫َح ٌد إ َىل ا ْجلَنهة إ هال َعلَى ّ َ‬
‫صل أ َ ِ‬
‫ص َِْب‪َ ،‬ك َما َال يَ ُ‬
‫ب ِيف ال َْعاََِل‪َ ،‬رأَيْـتَـ َها ُكله َها َمنُوطَةً ِابل ه‬ ‫ِ‬ ‫ص َِْب‪ ،‬وإِ َذا ََتَهمل َ ِ‬
‫ص َِْب‪،‬‬ ‫سِ‬ ‫ب الْ َك َمال ال ُْم ْكتَ َ‬ ‫ْت َم َرات َ‬ ‫ش أَ ْد َرْكنَاهُ ِابل ه َ‬ ‫َخ ْيـ ُر َع ْي ٍ‬
‫اعةُ‬‫ش َج َ‬ ‫ص َِْب‪ ،‬فَال ه‬ ‫ت قُ ْد َرتِِه‪َ ،‬رأَيْـتَهُ ُكلههُ ِم ْن َع َدِم ال ه‬ ‫احبُهُ َعلَْي ِه‪َ ،‬ويَ ْد ُخ ُل ََتْ َ‬‫ْت النُّـ ْقصا َن اله ِذي ي َذ ُّم ص ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َوإِذَا ََتَهمل َ‬
‫اع ٍة‪.‬‬
‫ص ْبـ ُر َس َ‬ ‫ار ُكلُّهُ َ‬‫اإليثَ ُ‬ ‫َوال ِْع هفةُ‪َ ،‬وا ْجلُ ُ‬
‫ود َو ِْ‬
‫از بِ َك ْن ِزهِ‬‫ص ْبـ ُر ِطله ْس ٌم َعلَى َك ْن ِز الْعُلَى ‪َ ...‬م ْن َح هل ذَا ال ِطّله ْس َم فَ َ‬ ‫فَال ه‬
‫وب و ْاألَبْ َد ِ‬ ‫ص َِْب‪ ،‬فَما ح ِفظَ ْ ِ‬ ‫َس َق ِام الْبَ َد ِن َوالْ َقل ِ‬
‫اح‬
‫ان َو ْاأل َْرَو ِ‬ ‫ت ص هحةُ الْ ُقلُ ِ َ‬ ‫شأُ َع ْن َع َدِم ال ه َ ُ‬ ‫ْب‪ ،‬إِ همنَا تَـ ْن َ‬ ‫َوأَ ْكثَـ ُر أ ْ‬
‫اَّلل َم َع أ َْهلِ ِه‪ ،‬فَِإ هن ه‬
‫اَّللَ َم َع‬ ‫الرتاي ُق ْاألَ ْعظَم‪ ،‬ولَو ََل ي ُكن فِ ِيه إِهال م ِعيهةُ هِ‬
‫َ‬ ‫ُ َْ َْ ْ‬ ‫ِ‬
‫ارو ُق ْاألَ ْكبَـ ُر‪َ ،‬و ّْ َ‬ ‫ص َِْب‪ ،‬فَـ ُه َو الْ َف ُ‬ ‫ِمبِثْ ِل ال ه‬
‫الصابرين وُمبته هلم‪ ،‬فإن هللا‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو نعيم يف احللية‪ ،‬واخلطيب يف اترخيه‪ ،‬والبيهقي يف شعب اإلميان‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابراهيم‪.51 -‬‬

‫(‪)257/7‬‬

‫صبَـ ْرُْمت َهلُو َخ ْيـر لِل ه ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬


‫ص َِْب‪َ ،‬وإِنههُ َخ ْيـ ٌر أل َْهله‪َ ،‬ولَئ ْن َ‬
‫صاب ِر َ‬
‫ين‬ ‫َ ٌ‬ ‫حيب الصابرين‪ ،‬ونصره ألهله‪ ،‬فإن النصرع ال ه‬
‫اَّللَ لَ َعله ُك ْم تُـ ْفلِ ُحو َن «‪»2‬‬
‫اصَِبُوا َوصابِ ُروا َورابِطُوا َواتهـ ُقوا ه‬ ‫آمنُوا ْ‬ ‫ين َ‬
‫هِ‬
‫«‪ . »7‬وإنه سبب الفالح‪ :‬اي أَيُّـ َها الذ َ‬
‫‪.‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث قيس بن رافع القيسي‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫اسي ِل» ِمن ح ِد ِ‬ ‫اب «الْمر ِ‬ ‫صَب‪َ :‬رَوى أبو داود ِيف كِتَ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ََ‬
‫السنَ ِن» أليب داود‪ِ :‬م ْن‬ ‫صَِبُ َوالثُّـ هفاءُ» «‪َ . »3‬وِيف « ُّ‬ ‫ش َف ِاء؟ ال ه‬ ‫ال‪َ « :‬ماذَا ِيف ْاأل ََم هريْ ِن ِم َن ال ِّ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم قَ َ‬
‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ت‪َ :‬د َخل َعلَ هي رس ُ ِ‬ ‫ح ِد ِ‬
‫ْت‬‫يف أبو سلمة‪َ ،‬وقَ ْد َج َعل ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ح َ‬
‫ني تُـ ُوَِّ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫يث أم سلمة‪ ،‬قَالَ ْ‬ ‫َ‬
‫اَّلل‪ ،‬لَي ِ ِ ِ‬ ‫ْت‪ :‬إِ همنَا هو صَِب اي رس َ ِ‬
‫ال‪« :‬إِنههُ‬ ‫يب‪ ،‬قَ َ‬ ‫س فيه ط ٌ‬ ‫ول ه ْ َ‬ ‫َُ َ ٌ َ َ ُ‬ ‫ال‪َ « :‬ماذَا َاي أم سلمة؟» فَـ ُقل ُ‬ ‫صِ ً‬
‫َبا‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َعلَ هي َ‬
‫ِِ‬
‫هها ِر «‪. »4‬‬ ‫ب ال َْو ْجهَ‪ ،‬فَ َال ََتْ َعليه إِهال ِابللهْي ِل» َونَـ َهى َع ْنهُ ِابلنـ َ‬ ‫ش ُّ‬ ‫يَ ُ‬
‫ص ِر‪،‬‬ ‫ص ِ‬
‫اب الْبَ َ‬
‫ِ‬
‫ص ْف َرا ِويهةَ الهِيت ِيف ال ّد َم ِاغ َوأَ ْع َ‬‫ول ال ه‬ ‫ض َ‬ ‫ي ِم ْنهُ‪ ،‬يُـنَـ ِّقي الْ ُف ُ‬ ‫صَِبُ َكثِريُ ال َْمنَافِ ِع‪َ ،‬ال ِسيه َما ا ْهلِْن ِد ُّ‬ ‫ال ه‬
‫س ِّه ُل‬ ‫ِ‬
‫وح ْاألَنْف َوالْ َف ِم‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫الص َد ِاع‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن قُـ ُر ِ‬
‫الص ْد ِغ بِ ُد ْه ِن ال َْوْرِد‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ُّ‬ ‫َوإِذَا طُلِ َي َعلَى ا ْجلَْبـ َه ِة َو ُّ‬
‫يخولْيَا‪.‬‬ ‫اء َوال َْمالِ ُ‬ ‫س ْو َد َ‬
‫ال ه‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اد‪َ ،‬ويُـنَـ ِّقي الْ ُف ُ‬
‫ص ْف َرا ِويهةَ َوالْبَـ ْلغَميههَ م َن ال َْمع َدة إِ َذا ُش ِر َ‬
‫ب‬ ‫ول ال ه‬ ‫ض َ‬ ‫صَِبُ الْ َفا ِر ِس ُّي يُ َذ ّكِي ال َْع ْق َل‪َ ،‬وُميِ ُّد الْ ُف َؤ َ‬‫َوال ه‬
‫يف أَ ْن يُ ْس ِه َل َد ًما‪.‬‬ ‫ب ِيف الْبَـ ْرِد‪ِ ،‬خ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ش ْه َو َة الْبَاطلَةَ َوالْ َفاس َد َة‪َ ،‬وإِ َذا ُش ِر َ‬ ‫ان ِمبَ ٍاء‪َ ،‬ويَـ ُر ُّد ال ه‬
‫ِم ْنهُ ِملْع َقتَ ِ‬
‫َ‬
‫يب ِيف ِح ْف ِظ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء‪َ ،‬ولَهُ ََتْثريٌ َعج ٌ‬ ‫صَ‬ ‫وت ِْ‬
‫اإل ْح َ‬ ‫ْب َوالْبَ َد ِن‪َ ،‬منَافِعُهُ تَـ ُف ُ‬ ‫وح َوالْ َقل ِ‬ ‫الر ِ‬ ‫ص ْو ُم ُجنهةٌ ِم ْن أَ ْد َو ِاء ُّ‬ ‫صوم‪ :‬ال ه‬
‫ص ٍد ِيف‬
‫س َع ْن تَـنَ ُاوِل ُم ْؤِذ َاي ِهتَا‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِذَا َكا َن ِاب ْعتِ َدا ٍل َوقَ ْ‬ ‫س النهـ ْف ِ‬ ‫ت‪َ ،‬و َح ْب ِ‬ ‫ض َال ِ‬ ‫الص هح ِة‪َ ،‬وإِذَابَِة الْ َف َ‬‫ِّ‬
‫اجةُ الْبَ َد ِن إليه طبعا‪.‬‬ ‫ِِ‬
‫ض ِل أ َْوقَاته َش ْر ًعا‪َ ،‬و َح َ‬ ‫أَفْ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النحل‪.721 -‬‬
‫(‪ )2‬آل عمران‪.211 -‬‬
‫(‪ )3‬رواه أبو داود يف املراسيل‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود والنسائي يف الطالق‪.‬‬

‫(‪)252/7‬‬
‫ِ‬
‫ارهُ‪َ ،‬وه َي تَـ ْف ِرحيُهُ‬ ‫ِ‬
‫اصيهةٌ تَـ ْقتَضي إِيثَ َ‬
‫ِِ‬
‫ظ َعلَْيـ َها قُـ َو َاها‪َ ،‬وفيه َخ ِّ‬ ‫ض ِاء َما َْحي َف ُ‬‫اح ِة الْ ُق َوى َو ْاألَ ْع َ‬ ‫ِِِ‬
‫ مُه إِ هن فيه م ْن إِ َر َ‬
‫يم ِيف ِح ْف ِظ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لِ ْل َقل ِ‬
‫اب ْاأل َْم ِز َجة الْبَا ِر َدة َوال هرطْبَة‪َ ،‬ولَهُ ََتْثريٌ َعظ ٌ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫آج ًال‪َ ،‬و ُه َو أَنْـ َف ُع َش ْيء ِأل ْ‬ ‫اج ًال و ِ‬
‫َ‬
‫ْب َع ِ‬
‫ص هحتِ ِه ْم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اعاتُهُ طَْبـ ًعا َو َش ْر ًعا‪َ ،‬عظُ َم‬ ‫صائِ ُم فِ ِيه َما يَـ ْنـبَ ِغي ُم َر َ‬ ‫َو ُه َو يَ ْد ُخ ُل يف األدوية الروحانية والطبيعية‪ ،‬وإذا رعى ال ه‬
‫ال ال َْم َوا هد ال هرِديئَةَ‬‫اس َد َة الهِيت ُه َو ُم ْستَ ِع ٌّد َهلَا‪َ ،‬وأ ََز َ‬ ‫انْتِ َفاعُ قَـ ْلبِ ِه وب َدنِِه بِ ِه‪ ،‬وحبس َع ْنهُ الْموا هد الْغَ ِريبةَ الْ َف ِ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ََ‬
‫ظ ِم ْنهُ‪ ،‬وي ِعينُهُ َعلَى قِي ِام ِه ِمبَْقص ِ‬
‫ود‬ ‫صائِ َم ِممها يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يَـتَ َح هف َ‬
‫ظ ال ه‬ ‫صانِِه‪َ ،‬وَْحي َف ُ‬ ‫اصلَةَ ِحبس ِ ِ ِ‬ ‫ا ْحل ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ب َك َماله َونُـ ْق َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫صوم و ِس ِرهِ و ِعلهتِ ِه الْغَائِيه ِة‪ ،‬فَِإ هن الْ َق ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ْاأل َْم ِر‬ ‫اب‪َ ،‬وِاب ْعتِبَا ِر ذَلِ َ‬ ‫شر ِ‬ ‫آخر َوَر َ ِ ه ِ‬
‫اء تَـ ْرك الط َعام َوال ه َ‬ ‫ص َد م ْنهُ أ َْم ٌر َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ال ه ْ َ ّ َ‬
‫ِِ‬ ‫ا ْخت ه ِ‬
‫ني َما يُـ ْؤِذي قَـلْبَهُ َوبَ َدنَهُ‬ ‫ِ‬
‫ال ِأبَنههُ هَّلل ُس ْب َحانَهُ‪َ ،‬ولَ هما َكا َن ِوقَايَةً َو ُجنهةً بَـ ْ َ‬
‫ني ال َْع ْبد َوبَـ ْ َ‬ ‫ني ْاألَ ْعم ِ‬
‫ص م ْن بَـ ْ ِ َ‬ ‫َ‬
‫ين ِم ْن قَـ ْبلِ ُك ْم‬ ‫هِ‬
‫ب َعلَى الذ َ‬
‫ِ‬
‫ام َكما ُكت َ‬ ‫ب َعلَْي ُك ُم ِّ‬
‫الصي ُ‬
‫ِ‬
‫آمنُوا ُكت َ‬ ‫ين َ‬
‫هِ‬
‫اَّللُ تعاىل‪ :‬اي أَيُّـ َها الذ َ‬ ‫ال ه‬ ‫آج ًال‪ ،‬قَ َ‬ ‫اج ًال و ِ‬
‫َ‬
‫َع ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يمةُ النهـ ْف ِع‪،‬‬‫الصيَ ِام ا ْجلُنهةُ َوالْ ِوقَايَةُ‪َ ،‬وه َي ْحْيَةٌ َعظ َ‬ ‫ود ِي ِّ‬ ‫ص َ‬ ‫َح ُد َم ْق ُ‬ ‫لَ َعله ُك ْم تَـتهـ ُقو َن [البقرة‪ ، ]793 :‬فَأ َ‬
‫اعتِ ِه‪َ ،‬وقَ ْد‬ ‫اَّلل تَـ َع َاىل‪َ ،‬وتَـ ْوفِريُ قُـ َوى النهـ ْف ِ‬ ‫ْب وا ْهل ِم َعلَى هِ‬ ‫ود ْاآل َخر‪ِ ْ :‬‬
‫س َعلَى ُمبته َوطَ َ‬ ‫اجت َماعُ الْ َقل ِ َ َ ّ‬ ‫ص ُ ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم فيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ض أَسرا ِر ال ه ِ ِ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ص ْوم ع ْن َد ذ ْك ِر َه ْديِه َ‬ ‫تَـ َق هد َم الْ َك َال ُم ِيف بَـ ْع ِ ْ َ‬

‫ف الض ِ‬
‫هاد‬ ‫َح ْر ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُسئِ َل َع ْنهُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫س‪ ،‬إِ هن َر ُس َ‬‫يث ابْ ِن َعبها ٍ‬ ‫ني» ‪ِ :‬م ْن َح ِد ُ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫ب‪ :‬ثَـبَ َ‬ ‫ض ٌّ‬
‫َ‬
‫َعافُهُ‪َ .‬وأُكِ َل‬ ‫ض قَـوِمي‪ ،‬فَأ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َج ُدِين أ َ‬ ‫ال‪َ « :‬ال َولَك ْن ََلْ يَ ُك ْن ِأب َْر ِ ْ‬ ‫لَ هما قُ ّد َم إِلَْيه‪َ ،‬و ْامتَـنَ َع م ْن أَ ْكله‪ :‬أ َ‬
‫َح َر ٌام ُه َو؟ فَـ َق َ‬
‫ني يَ َديْ ِه َو َعلَى َمائِ َدتِِه َو ُه َو يَـ ْنظُُر» ‪.‬‬
‫بَـ ْ َ‬
‫ال‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث ابْ ِن عُمر ر ِ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف ال ه ِ‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ْنهُ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ُح ِّرُمهُ» [‪. ]7‬‬ ‫« َال أُحلُّهُ َوَال أ َ‬

‫(‪)253/7‬‬

‫ض ِع ال ه ِ‬ ‫ضع َعلَى مو ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬


‫اجتَ َذبَـ َها‪.‬‬
‫ش ْوَكة ْ‬ ‫َْ‬ ‫س‪ ،‬يُـ َق ِّوي َش ْه َو َة ا ْجل َم ِاع‪َ ،‬وإِ َذا ُد هق‪َ ،‬وُو َ‬‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َع ْن قَـ ْتلِ َها‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ض ْف َدعُ َال َِحي ُّل ِيف ال هد َو ِاء‪ ،‬نَـ َهى َر ُس ُ‬
‫َْحَ ُد‪ :‬ال ِّ‬
‫ام أ ْ‬ ‫ال ِْ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫ض ْف َدعٌ‪ :‬قَ َ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن طَبِيبًا ذَ َك َر‬
‫ض َي ه‬ ‫يث عثمان بن عبد الرْحن ر ِ‬ ‫يث اله ِذي رواهُ ِيف «مسنَ ِدهِ» ِمن ح ِد ِ‬ ‫يُ ِري ُد ا ْحلَ ِد َ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُْ‬ ‫ََ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَـنَـ َهاهُ َع ْن قَـ ْتلِ َها‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ض ْف َد ًعا ِيف َدو ٍاء ِع ْن َد ر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ض ْف َد ِع أ َْو ِج ْرِم ِه‪َ ،‬وِرَم بَ َدنُهُ‪َ ،‬وَك َم َد لَ ْونُهُ‪َ ،‬وقَ َذ َ‬
‫ف ال َْم ِ ه‬
‫ِن َح هىت‬ ‫ون‪َ :‬م ْن أَ َك َل ِم ْن َدِم ال ِّ‬
‫احب الْ َقانُ ِ‬
‫ص ُ‬
‫ال ِ‬
‫قَ َ َ‬
‫ان‪َ :‬مائِيهةٌ َوتُـ َرابِيهةٌ‪ ،‬والرتابية يقتل أكلها‪.‬‬ ‫ضرِرهِ‪ ،‬و ِهي نَـو َع ِ‬ ‫ِ‬
‫است ْع َمالَهُ َخ ْوفًا م ْن َ َ َ َ ْ‬
‫َطبهاء ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك تَـ َر َك ْاأل ُ‬ ‫وت‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬
‫َميُ َ‬

‫ف الطه ِاء‬‫َح ْر ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال‪« :‬حبِب إِ َه ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ت َعن رس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫يب‪،‬‬
‫ساءُ َوالطّ ُ‬ ‫ِل م ْن ُدنْـيَا ُك ْم‪ :‬النّ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم أَنههُ قَ َ ُ ّ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫يب‪ :‬ثَـبَ َ ْ َ ُ‬ ‫ط ٌ‬
‫ص َالةِ» ‪.‬‬ ‫ت قُـ هرةُ َع ْي ِِن ِيف ال ه‬‫َو ُج ِعلَ ْ‬
‫ش ُّق علَي ِه‪ ،‬وال ِطّ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وَكا َن صلهى ه ِ‬
‫يب غ َذاءُ‬ ‫ب‪َ ،‬وتَ ْشتَ ُّد َعلَْيه ال هرائ َحةُ الْ َك ِر َيهةُ‪َ ،‬وتَ ُ َ ْ َ ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم يُ ْكث ُر التهطَيُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ف َوتَ ِزي ُد ِابل ِطّ ِ‬
‫اب‪َ ،‬وال هد َع ِة َو ُّ‬
‫الس ُروِر‪،‬‬ ‫شر ِ‬
‫يب‪َ ،‬ك َما تَ ِزي ُد ابلْغ َذاء َوال ه َ‬ ‫اع ُ‬‫ضَ‬ ‫وح الهِيت ِه َي َم ِطيهةُ الْ ُق َوى تَـتَ َ‬ ‫الر ِ‬‫ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اه َدتُهُ‪،‬‬
‫شَ‬ ‫وح ُم َ‬ ‫الر ِ‬ ‫س ُّر غَْيـبَـتُهُ‪َ ،‬ويَـثْـ ُق ُل َعلَى ُّ‬‫َوُم َعا َش َرة ْاألَحبهة‪َ ،‬و ُح ُدوث ْاألُُموِر ال َْم ْحبُوبَة‪َ ،‬وغَْيـبَة َم ْن تَ ُ‬
‫وح ِمبَْن ِزلَ ِة ا ْحلُ همى لِلْبَ َد ِن‪،‬‬ ‫ب ا ْهلَ هم َوالْغَ هم‪َ ،‬و ِه َي لِ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكالثُّـ َق َال ِء والْبـغَ َ ِ‬
‫لر ِ‬ ‫ضاء‪ ،‬فَِإ هن ُم َعا َش َرتَـ ُه ْم تُوه ُن الْ ُق َوى‪َ ،‬وََتْل ُ‬ ‫َ ُ‬
‫هخلُّ ِق ِهبَ َذا ْ‬
‫اخلُلُ ِق ِيف‬ ‫ص َحابَةَ بِنَـ ْهيِ ِه ْم َع ِن الت َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ب ه‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ ال ه‬ ‫َومبَْن ِزلَة ال هرائ َحة الْ َك ِر َيهة‪َ ،‬وهلََذا َكا َن ممها َحبه َ‬
‫ال إِذا ُد ِعيتُ ْم فَا ْد ُخلُوا‪ ،‬فَِإذا طَ ِع ْمتُ ْم فَانْـتَ ِش ُروا‬ ‫ك‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم لِتَأَ ِذّ ِيه بِ َذلِ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ُم َعا َشرةِ ر ُس ِ‬
‫َ َ‬
‫اَّللُ َال يَ ْستَ ْحيِي ِم َن ا ْحلَِّق «‪. »7‬‬ ‫هب فَـيَ ْستَ ْحيِي ِم ْن ُك ْم َو ه‬ ‫يث إِ هن ذلِ ُك ْم كا َن يُـ ْؤِذي النِ ه‬ ‫ني ِحل ِد ٍ‬ ‫ِِ‬
‫َوال ُم ْستَأْنس َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األحزاب‪.53 -‬‬

‫(‪)254/7‬‬

‫الص هح ِة‪َ ،‬و َدفْ ِع َكثِ ٍري‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ب ْاألَ ْشيَاء إىل رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ،‬ولَهُ ََتْثِريٌ ِيف ح ْفظ ِّ‬ ‫َح ِّ‬
‫يب َكا َن م ْن أ َ‬ ‫ود أَ هن الطّ َ‬
‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫ب قُـ هوةِ الطهبِ َيع ِة بِ ِه‪.‬‬‫سبَ ِ‬ ‫ِمن ْاآل َالِم‪ ،‬وأ ْ ِ ِ‬
‫َسبَاهبَا ب َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َعا َن َعلَى قَـ ْت ِل‬ ‫ِ‬
‫يث « َم ْن أَ َك َل الطّ َ‬
‫ني‪ ،‬فَـ َق ْد أ َ‬ ‫ص ُّح ِم ْنـ َها َشيء ِمثْ ِل ح ِد ِ‬ ‫وع ٍة َال ي ِ‬ ‫طني‪ :‬ور َد ِيف أَح ِ‬
‫َ‬ ‫ٌْ‬ ‫ض َ َ‬ ‫يث َم ْو ُ‬‫اد َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫صم الْبطْن‪ ،‬وي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫نَـ ْف ِس ِه» وِمثْ ِل ح ِد ِ‬
‫اء‬
‫ب بَـ َه َ‬‫ص ّف ُر الله ْو َن‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬
‫ني فَِإنههُ يَـ ْع ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫يث‪َ « :‬اي ُْحَْيـ َراءُ َال ََتْ ُكلي الطّ َ‬ ‫َ َ‬
‫ال َْو ْج ِه» ‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬إِهال أَنههُ َرِديءٌ ُم ْؤٍذ‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َصل لَهُ َع ْن ر ُس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َوُك ُّل َحديث ِيف الطّني فَإنههُ َال يَص ُّح َوَال أ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫يف‪ ،‬وميَْنَع ْ ِ‬ ‫هج ِف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث ال هدِم َوقُـ ُر َ‬
‫وح‬ ‫ب نَـ ْف َ‬‫استط َْال َق الْبَطْ ِن‪َ ،‬ويُوج ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ي الت ْ‬ ‫س‪ ،‬قَ ِو ُّ‬ ‫ي الْعُ ُروق‪َ ،‬و ُه َو َاب ِرٌد َايب ٌ‬
‫س ُّد ََمَا ِر َ‬
‫يَ ُ‬
‫الْ َف ِم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ض ٍ‬
‫ين‪ُ :‬ه َو ال َْم ْوُز‪.‬‬‫س ِر َ‬ ‫ال أَ ْكثَـ ُر ال ُْم َف ّ‬
‫ود «‪ ، »7‬قَ َ‬ ‫ْح َم ْن ُ‬ ‫طلح‪ :‬قال تعاىل‪َ :‬وطَل ٍ‬
‫ش ْو ِك‪ ،‬نُ ِّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ود‪ُ :‬ه َو اله ِذي قَ ْد نُ ِّ‬
‫ض َد‬ ‫ش َج ُر ذُو ال ه‬ ‫ْح‪ :‬ال ه‬ ‫يل‪ :‬الطهل ُ‬ ‫ض‪َ ،‬كال ُْم ْشط‪َ .‬وق َ‬ ‫ضهُ َعلَى بَـ ْع ٍ‬ ‫ض َد بَـ ْع ُ‬ ‫ض ُ‬ ‫َوال َْم ْن ُ‬
‫َص ُّح‪َ ،‬ويَ ُكو ُن ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ض‪ ،‬فَـ ُه َو مثْ ُل ال َْم ْوِز‪َ ،‬و َه َذا الْ َق ْو ُل أ َ‬ ‫ضهُ إِ َىل بَـ ْع ٍ‬
‫ض َد بَـ ْع ُ‬ ‫َم َكا َن ُك ِّل َش ْوَك ٍة ََثََرةٌ‪ ،‬فَـثَ َم ُرهُ قَ ْد نُ ِّ‬
‫يص َو ه‬
‫اَّللُ أَ ْعلَ ُم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف أَر َ ِ‬ ‫ِذ ْك ِر الْموِز ِمن ال ه ِ‬
‫يل َال الته ْخص َ‬ ‫اد الت ْهمث َ‬ ‫سلَ َ‬ ‫َْ َ‬
‫وح الْ ُك ْليَـتَـ ْ ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ال‪َ ،‬وقُـ ُر ِ‬ ‫الرئَ ِة َو ُّ‬
‫الس َع ِ‬ ‫ص ْد ِر َو ِّ‬ ‫شونَِة ال ه‬ ‫يج ا ْحلُل ُْو‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن ُخ ُ‬ ‫ِ‬
‫َج َو ُدهُ النهض ُ‬ ‫ْب‪ ،‬أ ْ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫َو ُه َو َح ٌّ‬
‫ْن‪َ ،‬ويُـ ْؤَك ُل قَـ ْب َل الطه َع ِام‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ش ْهوةَ لِل ِ‬
‫ْج َم ِاع‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض ُّر‬ ‫ني الْبَط َ‬ ‫ِن‪َ ،‬و ُحيَ ِّر ُك ال ه َ‬‫َوال َْمثَانَة‪َ ،‬ويُد ُّر الْبَـ ْو َل‪َ ،‬ويَ ِزي ُد يف ال َْم ِِّ‬
‫ض َرِرهِ ابلسكر أو العسل‪.‬‬ ‫ص ْف َر ِاء َوالْبَـ ْلغَ ِم‪َ ،‬و َدفْ ُع َ‬‫ال َْم ِع َدةَ‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف ال ه‬
‫ِ‬ ‫قات َهلا طَل ٌ ِ‬ ‫ابس ٍ‬ ‫ال تَـع َاىل‪ :‬والنه ْخل ِ‬
‫يم «‪. »3‬‬ ‫ْع نَضي ٌد «‪ . »2‬وقال تعاىل‪َ :‬وَُنْ ٍل طَلْعُها َهض ٌ‬ ‫طلع‪ :‬قَ َ َ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الواقعة‪29. -‬‬
‫(‪ )2‬ق‪.71 -‬‬
‫(‪ )3‬الشعراء‪.749 -‬‬

‫(‪)255/7‬‬

‫ود اله ِذي قَ ْد‬ ‫ض ُ‬ ‫هضي ُد‪ :‬ال َْم ْن ُ‬ ‫طَلْع النه ْخ ِل‪ :‬ما يـ ْب ُدو ِمن ََثَرتِِه ِيف أ هَوِل ظُ ُهوِرهِ‪ ،‬وقِ ْشرهُ يس همى الْ ُك ُف هرى‪ ،‬والن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َُ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ضٍ‬
‫يد‪.‬‬ ‫ضي ٌد ما َدام ِيف ُك ُف هراهُ‪ ،‬فَِإ َذا انْـ َفتَح فَـلَْيس بِنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وإِ همنَا يُـ َق ُ‬ ‫ضهُ َعلَى بَـ ْع ٍ‬ ‫نُ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ال لَهُ‪ :‬نَ َ َ‬ ‫ض َد بَـ ْع ُ‬
‫هض ِ‬
‫ض‪ ،‬فَـ ُهو َكالن ِ‬ ‫ِ‬
‫ضا‪ ،‬وذلك يكون قبل تش ّقق لكفري َع ْنهُ‪.‬‬ ‫يد أَيْ ً‬ ‫ضهُ إِ َىل بَـ ْع ٍ َ‬ ‫ض ُّم بَـ ْع ُ‬ ‫َوأَ هما ا ْهلَض ُ‬
‫يم‪ :‬فَـ ُه َو ال ُْم ْن َ‬
‫يق ا ْحلِْنطَِة‪ ،‬فَـيُ ْج َع َل ِيف‬ ‫يح ُه َو أَ ْن يُـ ْؤ َخ َذ ِم َن ال هذ َك ِر‪َ ،‬و ُه َو ِمثْ ُل َدقِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْع نَـ ْو َعان‪ :‬ذَ َك ٌر َوأُنْـثَى‪َ ،‬والتهـلْق ُ‬ ‫َوالطهل ُ‬
‫يح ِه» ‪:‬‬ ‫اح بـ ْني ال هذ َك ِر و ْاألُنْـثَى‪ ،‬وقَ ْد روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬ ‫ْاألُنْـثَى‪ ،‬وهو التهأْبِري‪ ،‬فَـي ُكو ُن َذلِ َ ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫ك ِمبَْن ِزلَة اللّ َق ِ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َُ‬
‫ِ ِ‬
‫اَّلل ر ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‬ ‫ْحةَ بْ ِن عُبَـ ْيد ه َ‬ ‫َع ْن طَل َ‬
‫صنَ ُع‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف َُنْ ٍل‪ ،‬فَـ َرأَى قَـ ْوًما يُـلَ ِّق ُحو َن‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ت َم َع ر ُس ِ‬
‫ال‪َ « :‬ما يَ ْ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬م َرْر ُ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ك يُـغْ ِِن َش ْيـئًا» ‪ ،‬فَـبَـلَغَ ُه ْم‪،‬‬ ‫ال‪َ « :‬ما أَظُ ُّن ذَلِ َ‬ ‫ْخ ُذو َن ِم َن ال هذ َك ِر فَـيَ ْج َعلُونَهُ ِيف ْاألُنْـثَى‪ ،‬قَ َ‬ ‫َه ُؤَال ِء؟» قَالُوا‪ُ ََ :‬‬
‫اصنَـعُوهُ‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِ همنَا ُه َو ظَ ٌّن‪ ،‬فَِإ ْن َكا َن يُـغْ ِِن َش ْيـئًا‪ ،‬فَ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫صلُ ْح‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫فَـتَـ َرُكوهُ‪ ،‬فَـلَ ْم يَ ْ‬
‫ِ‬ ‫ْت لَ ُكم َع ِن هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫اَّلل َع هز َو َج هل‪ .‬فَـلَ ْن أَ ْكذ َ‬ ‫يب‪َ ،‬ولَك ْن َما قُـل ُ ْ‬ ‫الظن خيطىء َويُص ُ‬ ‫فَِإ همنَا أ ََان بشر مثلكم‪ ،‬وإ ّن ّ‬
‫اَّلل» «‪ »7‬انْـتَـ َهى‪.‬‬ ‫َعلَى هِ‬
‫َعا َن َعلَى‬ ‫ت بِ ِه ال َْم ْرأَةُ قَـ ْب َل ا ْجلِ َم ِاع أ َ‬‫يق طَل ِْع ِه إِ َذا ََتَ هملَ ْ‬ ‫ْع النه ْخ ِل يَـ ْنـ َف ُع ِم َن الْبَاهِ‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف ال ُْمبَ َ‬
‫اض َع ِة‪َ ،‬و َدقِ ُ‬ ‫طَل ُ‬
‫س ِّك ُن ََثئَِرَة ال هدِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ودةِ والْيـب ِ‬ ‫ِ‬
‫وسة ِيف ال هد َر َجة الثهانيَة‪ ،‬يُـ َق ِّوي ال َْمع َد َة َو ُجيَ ّف ُف َها‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ا ْحلَبَ ِل إِ َعانَةً َابلغَةً‪َ ،‬و ُه َو ِيف الْبُـ ُر َ َ ُ ُ َ‬
‫ض ٍم‪.‬‬ ‫مع ِغ ْلظٍَة وبط ِ‬
‫ْء َه ْ‬ ‫َُ‬ ‫ََ‬
‫ات‬‫ْخ َذ َعلَْي ِه َش ْيـئًا ِمن ا ْجلوا ِر َش ِ‬
‫اب ْاأل َْم ِز َج ِة ا ْحلَا هرةِ‪َ ،‬وَم ْن أَ ْكثَـ َر ِم ْنهُ فَِإنههُ يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن ََ ُ‬ ‫َوَال َْحيتَ ِملُهُ إِهال أ ْ‬
‫َ َُ‬ ‫َص َح ُ‬
‫اإل ْكثَ ِ‬ ‫ار َْجي ِري ََْم َراهُ‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك الْبَـلَ ُح‪َ ،‬والْبُ ْس ُر‪َ ،‬و ِْ ُ‬
‫ار م ْنهُ‬ ‫اء‪َ ،‬وا ْجلُ هم ُ‬‫شَ‬ ‫ا ْحلَا هرة‪َ ،‬و ُه َو يُـ ْعق ُل الطهْب َع‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاأل ْ‬
‫َح َ‬
‫س ْم ِن‪ ،‬أو مبا تقدم ذكره‪.‬‬ ‫ص َال ُحهُ ِابل ه‬ ‫ث الْ ُقولَْن َج‪َ ،‬وإِ ْ‬ ‫ض ُّر ِابل َْم ِع َدةِ َوال ه‬
‫ص ْد ِر‪َ ،‬وُرهمبَا أ َْوَر َ‬ ‫يَ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف الفضائل‪.‬‬

‫(‪)251/7‬‬

‫ف ال َْع ْ ِ‬
‫ني‬ ‫َح ْر ُ‬
‫اس ر ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ول‬
‫ت َر ُس َ‬ ‫ال‪َ :‬رأَيْ ُ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫ب‪ِ :‬يف «الْغَْي َالنيهات» م ْن َحديث حبيب بن يسار‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫عنَ ٌ‬
‫ْت‪َ :‬وفِ ِيه‬ ‫َصل ِهلََذا ا ْحل ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ِ‬
‫يث‪ ،‬قُـل ُ‬ ‫َ‬ ‫ال أَبُو َج ْع َف ٍر الْعُ َق ْيل ُّي‪َ :‬ال أ ْ َ‬ ‫ب َخ ْرطًا‪ .‬قَ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ََْ ُك ُل الْعنَ َ‬ ‫ه َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ال َْحي َىي بْ ُن َم ِع ٍ‬
‫ني‪َ :‬كا َن يَ ْكذ ُ‬ ‫داود بن عبد اجلبار أبو سليم الكويف‪ ،‬قَ َ‬
‫ب َوالْبِ ِطّ َ‬
‫يخ‪.‬‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم أَنههُ َكا َن ُِحي ُّ ِ‬
‫ب الْعنَ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ويَ ْذ ُكر َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫ادهِ ِيف ه ِذهِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل سبحانَه ال ِْعنب ِيف ِست ِهة مو ِ ِ‬
‫اض َع م ْن كِتَابِ ِه ِيف َُجْلَ ِة نِ َع ِم ِه الهِيت أَنْـ َع َم ِهبَا َعلَى عبَ ِ َ‬ ‫ََ‬ ‫َوقَ ْد ذَ َك َر هُ ُ ْ َ ُ َ َ‬
‫ض َر َوَاينِ ًعا‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫سا‪َ ،‬وأَ ْخ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ض ِل الْ َف َواكه َوأَ ْكثَ ِرَها َمنَاف َع‪َ ،‬و ُه َو يُـ ْؤَك ُل َرطْبًا َوَايب ً‬ ‫ال هدا ِر َوِيف ا ْجلَن ِهة‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن أَفْ َ‬
‫اب َم َع ْاألَ ْش ِربَِة‪،‬‬ ‫ِ‬
‫اإل َد ِام‪َ ،‬و َد َواءٌ َم َع ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬و َش َر ٌ‬ ‫ات‪َ ،‬وأُ ْد ٌم َم َع ِْ‬ ‫وت مع ْاألَقـْو ِ‬ ‫ِِ‬
‫فَاك َهةٌ َم َع الْ َف َواكه‪َ ،‬وقُ ٌ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫ات‪:‬‬‫وطَْبـعهُ طَْبع ا ْحلبه ِ‬
‫َ ُ ُ َ‬
‫وك بَـ ْع َد‬ ‫س َاوَاي ِيف ا ْحلََال َوةِ‪َ ،‬وال َْم ْتـ ُر ُ‬ ‫َْحَ ُد ِم َن ْاأل ْ ِ ِ‬ ‫ار ال َْمائِ ُّي‪َ ،‬و ْاألَبْـيَ ُ‬
‫الرطُوبَةُ‪َ ،‬و َجيِّ ُدهُ الْ ُكبه ُ‬
‫َس َود إ َذا تَ َ‬ ‫ضأْ‬ ‫ا ْحلََر َارةُ َو ُّ‬
‫ض ُم َر قِ ْش ُرهُ‬ ‫وف ِيف يَـ ْوِم ِه‪ ،‬فَِإنههُ ُم ْن ِف ٌخ ُمطْلِ ٌق لِلْبَطْ ِن‪َ ،‬وال ُْم َعله ُق َح هىت يَ ْ‬ ‫َْح ُد ِمن الْم ْقطُ ِ‬
‫ني أ َْو ثََالثَةً أ ْ َ َ َ‬ ‫قَط ِْف ِه يَـ ْوَم ْ ِ‬
‫ب َكا َن أَ ْكثَـ َر تَـلْيِينًا لِلطهبِ َيع ِة‪،‬‬ ‫يب‪َ ،‬وإِذَا أُل ِْقي َع َج ُم ال ِْعنَ ِ‬ ‫ني َوال هزبِ ِ‬‫َجيِّ ٌد لِل ِْغ َذ ِاء‪ُ ،‬م َق ٍّو لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬و ِغ َذا ُؤهُ َك ِغ َذ ِاء التِّ ِ‬
‫َ‬
‫ض هرتِِه ِاب ُّلرهم ِ‬ ‫ص ِّدعٌ لِل هرأْ ِ‬ ‫اإل ْكثَ ِ‬
‫ان ال ُْم ِّز‪.‬‬ ‫س‪َ ،‬و َدفْ ُع َم َ‬ ‫ار م ْنهُ ُم َ‬ ‫َو ِْ ُ‬
‫ث الهِيت ِه َي‬ ‫ب يس ِّهل الطهْبع‪ ،‬ويس ِمن‪ ،‬ويـغْ ُذو جيِ ُدهُ ِغ َذاء حسنًا‪ ،‬و ُهو أَح ُد الْ َفواكِ ِه الث َهال ِ‬ ‫ِ‬
‫ً ََ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َوَم ْنـ َف َعةُ الْعنَ ِ ُ َ ُ َ َ ُ َ ّ ُ َ َ‬
‫والرطب والتني‪.‬‬ ‫وك الفواكه‪ ،‬هو ّ‬ ‫ُملُ ُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫عسل‪ :‬قَ ْد تَـ َق هد َم ِذ ْك ُر َمنَافِ ِع ِه‪ .‬قَ َ‬
‫س ِل فَِإنههُ َجيِّ ٌد للْح ْفظ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َج َو ُدهُ‬ ‫ي‪َ :‬علَْي َ ِ‬
‫ك ابل َْع َ‬ ‫الزْه ِر ُّ‬
‫ال ُّ‬ ‫ال ابْ ُن ُج َريْ ٍج‪ :‬قَ َ‬
‫ض ٌل َعلَى َما يُـ ْؤ َخ ُذ ِم َن‬ ‫ش َج ِر لَهُ فَ ْ‬ ‫ال َوال ه‬ ‫َص َدقُهُ َح َالو ًة‪ ،‬وَما يُـ ْؤ َخ ُذ ِمن ا ْجلِبَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ضهُ‪َ ،‬وأَلْيَـنُهُ ح هد ًة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َص َفاهُ َوأَبْـيَ ُ‬ ‫أْ‬
‫ب مرعى ْنله‪.‬‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫اخلََال َاي‪َ ،‬و ُه َو حبَ َ‬
‫اص ر ِ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪،‬‬ ‫ني» ‪ :‬م ْن َحديث َس ْعد بْ ِن أَِيب َوقه ٍ َ‬ ‫عجوة‪ِ :‬يف «ال ه َ‬

‫(‪)251/7‬‬

‫ال‪« :‬من تَصبهح بِس ْب ِع ََتَر ٍ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬


‫ات َع ْج َو ًة‪ََ ،‬لْ يضره ذلك اليوم سم وال‬‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم أَنههُ قَ َ َ ْ َ َ َ َ‬ ‫َع ِن النِ ِّ‬
‫هب َ‬
‫سحر» ‪.‬‬
‫صلهى ه‬ ‫يث جابر‪ ،‬وأيب سعيد ر ِ‬ ‫ويف «سنَ ِن النهسائِ ِي» وابْ ِن ماج ْه‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ َ َ ْ َ‬ ‫ُ‬
‫ني» «‪. »7‬‬ ‫الس ِّم‪َ ،‬والْ َك ْمأَةُ ِم َن ال َْم ِّن‪َ ،‬وَما ُؤ َها ِش َفاءٌ لِل َْع ْ ِ‬‫َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬ال َْع ْج َوةُ ِم َن ا ْجلَن ِهة‪َ ،‬و ِه َي ِش َفاءٌ ِم َن ُّ‬
‫اإلط َْال ِق‪،‬‬ ‫اف الت ْهم ِر ِهبَا‪َ ،‬وِم ْن أَنْـ َف ِع َتَْ ِر ا ْحلِ َجا ِز َعلَى ِْ‬ ‫وقَ ْد قِيل‪ :‬إِ هن ه َذا ِيف َعجوةِ الْم ِدينَ ِة‪ ،‬و ِهي أَح ُد أَصنَ ِ‬
‫َ َ َ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ْج ْس ِم َوالْ ُق هوةِ‪ِ ،‬م ْن أَل َ ِ‬
‫ْني الت ْهم ِر َوأَطْيَبِ ِه َوأَلَ ِّذهِ‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم ِذ ْك ُر الت ْهم ِر َوطَْب ِع ِه‬ ‫ني لِل ِ‬ ‫ف َك ِرميٌ‪ُ ،‬ملَ هذذٌ‪َ ،‬متِ ٌ‬ ‫ص ْن ٌ‬ ‫و ُهو ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫هاء‪َ ،‬والْ َك َال ُم َعلَى َدفْ ِع ال َْع ْج َوةِ لِ ُّ‬ ‫ف الت ِ‬ ‫ومنَافِ ِع ِه ِيف حر ِ‬
‫الس ْح ِر‪ ،‬فَ َال حاجة إلعادته‪.‬‬ ‫لس ِّم َو ّ‬ ‫َْ‬ ‫ََ‬
‫ص ِة أيب عبيدة‪َ ،‬وأَ ْكلِ ِه ْم ِم َن ال َْع ْنـ ََِب َش ْه ًرا‪َ ،‬وأَنهـ ُه ْم‬ ‫يث جابر‪ِ ،‬يف قِ ه‬ ‫ني» ِمن ح ِد ِ‬
‫يح ْ ِ ْ َ‬ ‫صح َ‬
‫عنَب تَـ َق هدم ِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫َح ُد َما يَ ُد ُّل َعلَى‬ ‫هب صلهى ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ ،‬و ُه َو أ َ‬ ‫تَـ َزهو ُدوا م ْن َحلْمه َو َشائ َق إِ َىل ال َْمدينَة‪َ ،‬وأ َْر َسلُوا م ْنهُ إِ َىل النِ ِّ َ‬
‫ك ِأبَ هن الْبَ ْح َر أَلْ َقاهُ‬ ‫ض َعلَى ذَلِ َ‬ ‫أَ هن إابحة ما يف البحر ال خيتص ابملسك‪َ ،‬و َعلَى أَ هن َم ْيـتَـتَهُ َح َال ٌل‪َ ،‬وا ْع ُِرت َ‬
‫ص ُّح‪ ،‬فَِإنهـ ُه ْم إِ همنَا‬ ‫ب م َفارقَتِ ِه لِلْم ِاء‪ ،‬و َه َذا َال ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫سبَ ِ ُ َ‬ ‫ات‪َ ،‬و َه َذا َح َال ٌل‪ ،‬فَإ هن َم ْوتَهُ ب َ‬ ‫َحيًّا‪ ،‬مُه َج َزَر َع ْنهُ ال َْماءُ‪ ،‬فَ َم َ‬
‫ج َع ْنهُ َحيًّا‪ ،‬مُه َج َزَر َع ْنهُ ال َْماءُ‪.‬‬ ‫اح ِل‪ ،‬وََل ي َ ِ‬ ‫سِ‬ ‫َو َج ُدوهُ َميِّتًا ِابل ه‬
‫شاه ُدوهُ قَ ْد َخ َر َ‬ ‫َُْ‬
‫احلِ ِه‬‫ف إِ َىل س ِ‬ ‫وم أَ هن الْبحر إِ همنَا يـ ْق ِ‬
‫ذ‬ ‫احلِ ِه‪ ،‬فَِإنهه ِمن الْمعلُ ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَـلَو َكا َن حيًّا لَما أَلْ َقاه الْبحر إِ َىل س ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُْ‬ ‫َوأَيْ ً ْ‬
‫ت ِم ْن َحيَـ َو َاانتِِه َال ا ْحلَ هي ِم ْنـ َها‪.‬‬ ‫ال َْميِّ َ‬
‫ش ِّ‬ ‫ال ما ذَ َكروهُ ََل َجي ْز أَ ْن ي ُكو َن َشرطًا ِيف ِْ ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَـلَو قُ ِّدر ْ ِ‬
‫ك ِيف‬ ‫ش ْيءُ َم َع ال ه‬ ‫اح ال ه‬ ‫اإل َاب َحة‪ ،‬فَِإنههُ َال يُـبَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫احت َم ُ َ ُ ْ ُ َ‬ ‫َوأَيْ ً ْ َ‬
‫صائِ ُد غَ ِري ًقا ِيف ال َْم ِاء‬ ‫ص ْي ِد إِذَا َو َج َدهُ ال ه‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِم ْن أَ ْك ِل ال ه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ب إِ َاب َحتِ ِه‪َ ،‬وِهلََذا َمنَ َع النِ ُّ‬ ‫َسبَ ِ‬
‫ب َم ْوتِِه‪َ ،‬ه ْل ُه َو ْاآللَةُ أَِم ال َْماءُ؟‪.‬‬ ‫ك ِيف َسبَ ِ‬ ‫ش ِّ‬‫لِل ه‬
‫يب‪ ،‬فهو من أفخر انواعه بعد املسك‪،‬‬ ‫َح ُد أَنْـ َو ِاع ال ِطّ ِ‬ ‫ِ‬
‫َوأَ هما ال َْع ْنـبَـ ُر الهذي ُه َو أ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الطب‪ ،‬وأْحد وابن ماجه‪.‬‬

‫(‪)259/7‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ك‪َ ،‬و َج َعلَهُ َسيِّ َد أَنْـ َو ِاع ال ِطّ ِ‬ ‫وأَ ْخطَأَ من قَ هدمهُ َعلَى ال ِْمس ِ‬
‫هب َ‬ ‫ت َع ِن النِ ِّ‬ ‫يب‪َ ،‬وقَ ْد ثَـبَ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬
‫ص َوال َْمنَافِ ِع الهِيت‬ ‫صائِ ِ‬ ‫اخلَ َ‬‫اَّللُ تَـ َع َاىل ِذ ْك ُر ْ‬
‫اء ه‬ ‫يب» «‪َ ، »7‬و َسيَأِْيت إِ ْن َش َ‬ ‫ب ال ِطّ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال ِيف الْم ْسك‪ُ « :‬ه َو أَطْيَ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ك َال ِم ْن‬ ‫اك ِمن ِمس ٍ‬
‫ني ُهنَ َ ْ ْ‬
‫اع ُد ِ ِ ِ‬
‫الص ّديق َ‬
‫ّ‬
‫ك‪ ،‬ح هىت إِنهه ِطيب ا ْجلن ِهة‪ ،‬والْ ُكثْـبا ُن الهِيت ِهي م َق ِ‬
‫ََ‬ ‫ص هبَا الْم ْس ُ َ ُ ُ َ َ َ‬
‫ُخ ه ِ ِ‬
‫َع ْنـ ٍََب‪.‬‬
‫ب‪َ ،‬و َه َذا يَ ُد ُّل َعلَى أَنههُ أَفْ َ‬ ‫ول ال هزم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُل‬ ‫ان‪ ،‬فَـ ُه َو َكال هذ َه ِ‬ ‫َوالهذي غَ هر َه َذا الْ َقائ َل أَنههُ َال يَ ْد ُخلُهُ التهـغَيُّـ ُر َعلَى طُ ِ َ‬
‫اص‪.‬‬‫اخلََو ِّ‬‫ك ِم َن ْ‬ ‫اح َدةِ َال يـ َقا ِوم ما ِيف ال ِْمس ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َُ‬
‫اصيه ِة الْو ِ‬
‫اخلَ ّ َ‬
‫ك‪ ،‬فَِإنههُ ِهب ِذهِ ْ ِ‬
‫َ‬
‫ِمن ال ِْمس ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُر َو ْاألَ ْزَر ُق‪،‬‬‫َص َف ُر‪َ ،‬و ْاألَ ْخ َ‬‫َْحَ ُر‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫ب‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫ض َو ْاألَ ْش َه ُ‬‫ريةٌ‪َ ،‬وأَل َْوانُهُ ُخمْتَل َفةٌ‪ ،‬فَ ِم ْنهُ ْاألَبْـيَ ُ‬ ‫ض ُروبُهُ َكث َ‬ ‫َوبَـ ْع ُد فَ ُ‬
‫هاس‬
‫ف الن ُ‬ ‫َس َو ُد‪َ .‬وقَ ِد ا ْختَـلَ َ‬ ‫َص َف ُر‪َ ،‬وأ َْر َد ُؤهُ‪ْ :‬األ ْ‬‫ب‪ ،‬مُه ْاألَ ْزَر ُق‪ ،‬مُه ْاأل ْ‬ ‫َج َو ُدهُ‪ْ :‬األَ ْش َه ُ‬ ‫ان‪َ .‬وأ ْ‬ ‫َسو ُد‪ ،‬وذُو ْاألَلْو ِ‬
‫َ‬ ‫َو ْاأل ْ َ َ‬
‫ت ِيف قَـع ِر الْبح ِر‪ ،‬فَـيـبـتلِعه بـعض دوابِِه‪ ،‬فَِإذَا ََثِلَ ْ ِ‬ ‫ت طَائَِفةٌ‪ُ :‬ه َو نَـبَ ٌ‬ ‫ص ِرهِ‪ ،‬فَـ َقالَ ْ‬
‫ت م ْنهُ قَ َذفَـ ْتهُ‬ ‫ْ َ ْ ََْ ُُ َ ْ ُ ََ ّ‬ ‫ات يَـ ْنـبُ ُ‬ ‫ِيف عُ ْن ُ‬
‫رِجيعا‪ ،‬فَـيـ ْق ِذفُه الْبحر إِ َىل س ِ‬
‫احلِ ِه‪.‬‬ ‫َ ً َ ُ َ ُْ َ‬
‫سِ‬ ‫اج إِ َىل ال ه‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫وقِيل طَلٌّ يـ ْن ِز ُل ِمن ال ه ِ‬
‫اح ِل‪،‬‬ ‫س َماء ِيف َج َزائ ِر الْبَ ْح ِر‪ ،‬فَـتُـلْقيه ْاأل َْم َو ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقِيل‪ :‬رْو ُ ٍ ٍ ِ‬
‫َي‪َ :‬زبَ ٌد‪.‬‬ ‫يل‪ :‬بَ ْل ُه َو ُج َفاءٌ م ْن ُج َفاء الْبَ ْح ِر‪ ،‬أ ْ‬ ‫ث َدابهة َْحب ِريهة تُ ْشبهُ الْبَـ َق َرةَ‪َ .‬وق َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ال‪ :‬إِنههُ َزبَ ُد الْبَ ْح ِر‪ ،‬أ َْو َرْو ُ‬
‫ث‬ ‫ني ِيف الْبَ ْح ِر‪َ ،‬واله ِذي يُـ َق ُ‬ ‫يما يُظَ ُّن يَـ ْنـبُ ُع ِم ْن َع ْ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب «الْ َقانُون» ‪ُ :‬ه َو ف َ‬ ‫صاح ُ‬
‫ال ِ‬
‫َوقَ َ َ‬
‫َدابهٍة بَ ِعي ٌد انْـتَـ َهى‪.‬‬
‫ض ِاء الْبَ َد ِن‪َ ،‬انفِ ٌع ِم َن الْ َفالِ ِج َوالله ْق َوةِ‪َ ،‬و ْاأل َْم َر ِ‬
‫اض‬ ‫اس‪َ ،‬وأَ ْع َ‬ ‫ِ‬
‫ْب‪َ ،‬وال ّد َم ِاغ‪َ ،‬وا ْحلََو ِّ‬ ‫س‪ُ ،‬م َق ٍّو لِ ْل َقل ِ‬ ‫اجهُ َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َوم َز ُ‬
‫ِ‬
‫ِج‪َ ،‬وإِذَا‬ ‫ب‪ ،‬أ َْو طُلِ َي بِ ِه ِم ْن َخار ٍ‬ ‫الراي ِح الْغَلِيظَِة‪ ،‬وِمن ُّ ِ‬
‫الس َدد إِ َذا ُش ِر َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫الْبَـ ْلغَميهة‪َ ،‬وأ َْو َج ِاع ال َْمع َدة الْبَا ِر َدة‪َ ،‬و ِّ َ‬
‫تُـبُ ِّخ َر بِ ِه‪ ،‬نفع من ال ّزكام والصداع‪ ،‬والشقيقة الباردة‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم والرتمذي‪.‬‬

‫(‪)259/7‬‬

‫ط‪َ ،‬و َسيَأِْيت ِيف‬ ‫ال لَهُ‪ :‬الْ ُق ْس ُ‬ ‫ت‪َ ،‬ويُـ َق ُ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬يُ ْستَـ ْع َم ُل ِيف ْاألَ ْد ِويَِة َو ُه َو الْ ُك ْس ُ‬ ‫ِ‬
‫ي نَـ ْو َعان‪ ،‬أ َ‬‫ود ا ْهلِْن ِد ُّ‬
‫عود‪ :‬الْعُ ُ‬
‫يح ِه» ‪َ :‬ع ِن ابْ ِن‬ ‫ال لَهُ‪ْ :‬األَلُهوةُ‪ .‬وقَ ْد روى مسلم ِيف «ص ِح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫يب‪َ ،‬ويُـ َق ُ‬ ‫هاين‪ :‬يُ ْستَـ ْع َم ُل ِيف ال ِطّ ِ‬
‫اف‪ .‬الث ِ‬ ‫ف الْ َق ِ‬
‫حر ِ‬
‫َْ‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫عُمر ر ِ‬
‫ول‪َ :‬ه َك َذا َكا َن‬ ‫ح َم َع َها‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬أَنههُ َكا َن يَ ْستَ ْجم ُر ِاب ْألَلُهوة غَْيـ َر ُمطَهراة‪َ ،‬وب َكافُوٍر يُط َْر ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫ََ َ‬
‫ص َف ِة نَ ِع ِيم أَ ْه ِل ا ْجلَن ِهة « ََمَ ِام ُرُه ُم ْاألَلُهوةُ‬
‫ت َع ْنهُ ِيف ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم «‪َ ، »7‬وثَـبَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫يَ ْستَ ْج ِم ُر َر ُس ُ‬
‫َج َو ُد َها‪ :‬ا ْهلِْن ِد ُّ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ي‪ ،‬مُه ِّ‬
‫الص ِ ُّ‬
‫يِن‪،‬‬ ‫«‪َ »2‬وال َْم َجام ُر‪ََ :‬جْ ُع ِ َْم َم ٍر َو ُه َو َما يُـتَ َج هم ُر بِه م ْن عُود َوغَ ِْريه‪َ ،‬و ُه َو أَنْـ َواعٌ‪ .‬أ ْ‬
‫ف َوطََفا‬ ‫ين ال هد ِس ُم‪َ ،‬وأَقَـلُّهُ َج ْو َدةً‪َ :‬ما َخ ه‬ ‫ْب ال هرِز ُ‬ ‫َس َو ُد َو ْاألَ ْزَر ُق ُّ‬
‫الصل ُ‬ ‫َج َو ُدهُ‪ْ :‬األ ْ‬
‫ِل‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ي‪ ،‬مُه ال َْم ْن َدِ ُّ‬ ‫ مُه الْ َق َما ِر ُّ‬
‫ال‪:‬‬‫َعلَى ال َْم ِاء‪َ ،‬ويُـ َق ُ‬
‫ود ال ِطّي ِ‬ ‫ض سنةً‪ ،‬فَـتأْ ُكل ْاألَر ِ‬
‫ب‪ ،‬ال تعمل فيه‬ ‫ض م ْنهُ َما َال يَـ ْنـ َف ُع‪َ ،‬ويَـ ْبـ َقى عُ ُ‬ ‫إِنههُ َش َج ٌر يُـ ْقطَ ُع َويُ ْدفَ ُن ِيف ْاأل َْر ِ َ َ َ ُ ْ ُ‬
‫يب فِ ِيه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫األرض شيئا‪ ،‬ويتعفن م ْنهُ ق ْش ُرهُ َوَما َال ط َ‬
‫اء‬
‫شَ‬ ‫َح َ‬ ‫ض ِل ُّ ِ‬
‫الرطُوبَة‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاأل ْ‬ ‫ب بَِف ْ‬ ‫ح‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫الس َد َد‪َ ،‬ويَ ْك ِس ُر ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫س ِيف الثهالِثَ ِة‪ ،‬يَـ ْفتَ ُح ُّ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫اد ِ‬‫س الْبـوِل ا ْحل ِ‬ ‫ِ‬ ‫غ‪ ،‬ويُـ َق ِّوي ا ْحلَوا ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ث َع ْن‬ ‫ْن‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع م ْن َسلَ ِ َ ْ َ‬ ‫س الْبَط َ‬ ‫س‪َ ،‬وَْحيب ُ‬ ‫َ‬ ‫ْب َويُـ ْف ِر ُحهُ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ال ّد َما َ َ‬ ‫َوالْ َقل َ‬
‫بَـ ْرِد ال َْمثَانَِة‪.‬‬
‫ِج‪َ ،‬ويُـتَ َج هم ُر بِ ِه‬ ‫اخ ٍل َو َخار ٍ‬‫ضروب َكثِريةٌ َجيمعها اسم ْاألَلُهوةِ‪ ،‬ويستـعمل ِمن د ِ‬
‫َُ َْ ْ َ ُ ْ َ‬ ‫ود ُ ُ ٌ َ ْ َ ُ َ ْ ُ‬ ‫ال ابن مسجون‪ :‬الْعُ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ح ُك ٍّل ِم ْنـ ُه َما ِاب ْآل َخ ِر‪َ ،‬وِيف‬ ‫ص َال ُ‬‫ب‪َ ،‬و ُه َو إِ ْ‬ ‫هج ِم ِري َم ْع ًىن ِطٌِّّ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م ْفر ًدا ومع غَ ِْريهِ‪ ،‬وِيف ْ ِ ِ‬
‫اخلَلْط ل ْل َكافُوِر بِه ع ْن َد الت ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫الست ِهة الض ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ح‬‫ص َال ُ‬ ‫ص َالح َها َ‬ ‫هروِريهة الهِيت ِيف َ‬ ‫ُ‬ ‫َح ُد ْاألَ ْشيَاء ّ‬ ‫ص َال ُحهُ‪ ،‬فَِإنههُ أ َ‬‫اعاةُ َج ْو َه ِر ا ْهلََواء َوإِ ْ‬ ‫هج ُّم ِر ُم َر َ‬‫الت َ‬
‫ان‪.‬‬‫ْاألَبْ َد ِ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اد ُ ُّ ِ‬ ‫َع َدس‪ :‬قَ ْد ور َد فِ ِيه أَح ِ‬
‫س‬‫يث ُكل َها َابطلَةٌ َعلَى رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪َ ،‬ل يَـ ُق ْل َش ْيـئًا م ْنـ َها‪َ ،‬ك َحديث‪« :‬إنههُ قُ ّد َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ٌ‬
‫ني» ‪َ ،‬وأ َْرفَ ُع َش ْي ٍء‬ ‫صاحلِِ َ‬ ‫ول ال ه‬ ‫ْب‪َ ،‬ويُـغْ ِزُر ال هد ْم َعةَ‪َ ،‬وإِنههُ َمأْ ُك ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني نَبيًّا» َو َحديث «إِنههُ يُ ِر ُّق الْ َقل َ‬
‫ان َس ْب ِع َ ِ‬ ‫َعلَى لِس ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫جاء فِ ِيه‪ ،‬وأَص ُّحهُ أَنههُ َش ْهوةُ الْيـه ِ‬
‫ص ِل ِيف‬ ‫ين الثُّوم َوالْبَ َ‬ ‫سل َْوى‪َ ،‬و ُه َو قَ ِر ُ‬ ‫وها َعلَى ال َْم ِّن َوال ه‬ ‫ود الهِيت قَ هد ُم َ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫ال ِّذ ْك ِر‪.‬‬
‫ث‪َ ،‬اب ِرٌد ايبس‪ ،‬وفيه قواتن متضاداتن‪ .‬إحداُها‪ :‬يعقل‬ ‫وطَْبـعُهُ طَْبع الْم َؤنه ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األلفاظ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األنبياء‪ ،‬ومسلم يف اجلنة‪.‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫يف ُمطْلِ ٌق لِلْبَطْ ِن‪َ ،‬وتِْرَايقُهُ ِيف قِ ْش ِرهِ‪َ ،‬وِهلََذا‬ ‫س ِيف الثهالِثَ ِة‪ِ ،‬ح ِّر ٌ‬ ‫الطهبِ َيعةَ‪ .‬و ْاألُ ْخرى‪ :‬يُطْلِ ُق َها‪ ،‬وقِ ْشرهُ َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬
‫ض ِم لِبُـ ُر َ‬
‫ودتِِه‬ ‫ض َرًرا‪ ،‬فَِإ هن لُبههُ بَ ِطيءُ ا ْهلَ ْ‬ ‫ف َعلَى ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وأَقَ هل َ‬ ‫َخ ه‬ ‫ْحونِِه‪َ ،‬وأ َ‬ ‫احهُ أَنْـ َف َع م ْن َمط ُ‬
‫ِ‬
‫َكا َن ص َح ُ‬
‫ص ِر‪.‬‬
‫اب َوالْبَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ض ُّر ِاب ْألَ ْع َ‬‫ض َرًرا بَـيِّنًا‪َ ،‬ويَ ُ‬
‫يخولْيَا َ‬ ‫س ْو َد ِاء‪َ ،‬ويَ ُ‬
‫ض ُّر ِابل َْمالِ ُ‬ ‫وستِ ِه‪َ ،‬و ُه َو ُم َولِّ ٌد لِل ه‬
‫َويُـبُ َ‬
‫اء َرِديئَةً‪َ ،‬كال َْو ْس َو ِ‬ ‫سو َد ِاء‪ ،‬وإِ ْكثَ ِ ِ‬ ‫َو ُه َو غَلِي ُ‬
‫اس‬ ‫ارُه ْم م ْنهُ يُـ َولّ ُد َهلُْم أَ ْد َو ً‬
‫َ ُ‬ ‫اب ال ه ْ‬‫َص َح ُ‬ ‫ظ ال هدِم‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يَـتَ َجنـهبَهُ أ ْ‬
‫الد ْه ِن‪ .‬وأَر َدأَ ما أُكِل ِابلنهم َكس ِ‬
‫ود‬ ‫ار ُّ َ ْ َ َ ْ ُ‬ ‫خ‪َ ،‬وإِ ْكثَ ُ‬ ‫ْق َو ِْ‬
‫اإل ْس َف َاان ُ‬ ‫ِ‬
‫السل ُ‬
‫ض َرَرهُ ّ‬ ‫الربْ ِع‪َ ،‬ويُـ َقلِّ ُل َ‬
‫َوا ْجلُ َذ ِام‪َ ،‬و ُْحهى ِّ‬
‫ص َر لِ ِش هدةِ ََتْ ِف ِيف ِه‪َ ،‬ويُـ ْع ِس ُر الْبَـ ْو َل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ث ُس َد ًدا َكبِديهةً‪َ ،‬وإِ ْد َمانُهُ يُظْل ُم الْبَ َ‬ ‫ط ا ْحلََال َوةِ بِ ِه‪ ،‬فَِإنههُ يُوِر ُ‬ ‫هب َخ ْل ُ‬ ‫َولْيُـتَ َجن ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِج‪.‬‬ ‫س ِر ُ‬
‫يع النُّ ْ‬ ‫ني‪ ،‬ال ه‬ ‫س ِم ُ‬‫ض ال ه‬ ‫َج َو ُدهُ ْاألَبْـيَ ُ‬‫ح الْغَليظَةَ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ب ْاأل َْوَر َام الْبَا ِر َدةَ‪َ ،‬و ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫َويُوج ُ‬
‫ب ُم ْفتَـ ًرى‪َ ،‬وإِ همنَا َح َكى ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‬ ‫يل اله ِذي يـ َق ِّدمهُ ِألَ ْ ِ ِ ِ‬
‫ضيَافه‪ ،‬فَ َكذ ٌ‬ ‫ُ ُ‬ ‫اخلَلِ ِ‬
‫ط ْ‬ ‫ال أَنههُ َكا َن ِمسَا َ‬ ‫َوأَ هما َما يَظُنُّهُ ا ْجلُه ُ‬
‫ش َو ِاء‪َ ،‬و ُه َو ال ِْع ْج ُل ا ْحلَنِي ُذ‪.‬‬‫ضيَافَةَ ِابل ِّ‬‫ال ِّ‬
‫ِ‬ ‫اء ِيف ال َْع َد ِ‬ ‫ِ ِ هِ‬ ‫ال‪ :‬سئِل ابن الْمب ِ‬
‫س َعلَى‬ ‫س‪ ،‬أَنههُ قُ ّد َ‬ ‫ارك َع ِن ا ْحلَديث الذي َج َ‬ ‫َوذَ َك َر البيهقي‪َ ،‬ع ْن إسحاق قَ َ ُ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫ِِ‬ ‫ان نَِ ٍ ِ ٍ ِ ِ ٍ ِ‬ ‫ال‪ :‬وَال َعلَى لِ ِ‬ ‫ان َس ْب ِع َ ِ‬ ‫لِس ِ‬
‫ْم بْ ُن‬‫ب َواحد‪َ ،‬وإنههُ ل ُم ْؤذ ُم ْنف ٌخ‪َ ،‬م ْن َح هدثَ ُك ْم به؟ قَالُوا‪َ :‬سل ُ‬ ‫س ّ‬ ‫َ‬ ‫ني نَبيًّا‪ ،‬فَـ َق َ َ‬ ‫َ‬
‫ال‪َ :‬ع هم ْن؟ قَالُوا‪:‬‬ ‫َس ٍِاَل‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ضا!!؟‪.‬‬ ‫ال‪َ :‬و َع ِِّن أَيْ ً‬ ‫ك‪ .‬قَ َ‬ ‫َع ْن َ‬

‫ف الْغَ ْ ِ‬
‫ني‬ ‫َح ْر ُ‬
‫وح َوالْبَ َد ِن‪،‬‬ ‫الر ِ‬
‫س همى َعلَى ُّ‬ ‫اض َع‪َ ،‬و ُه َو لَ ِذي ُذ ِاال ْس ِم َعلَى ال ه‬ ‫آن ِيف ِع هدةِ مو ِ‬ ‫ث‪ :‬م ْذ ُكور ِيف الْ ُقر ِ‬
‫س ْم ِع‪َ ،‬وال ُْم َ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫غَْي ٌ َ ٌ‬
‫ض ُل ال ِْميَاهِ‪َ ،‬وأَلْطَُف َها َوأَنْـ َفعُ َها َوأَ ْعظَ ُم َها بَـ َرَكةً‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫ودهِ‪َ ،‬وَما ُؤهُ أَفْ َ‬ ‫َمسَاعُ بِ ِذ ْك ِرهِ والْ ُقلُوب بِور ِ‬
‫ُ ُُ‬ ‫َ‬ ‫تَـ ْبـتَ ِه ُج ْاأل ْ‬
‫ب ِم ْن َسائِ ِر ال ِْميَاهِ‪ِ ،‬ألَنههُ ََلْ تَطُ ْل‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫اجتَ َم َع ِيف ُم ْستَـ ْنـ َق َعات ا ْجلبَال‪َ ،‬و ُه َو أ َْرطَ ُ‬
‫إِذَا َكا َن ِمن سح ٍ ِ ٍ‬
‫اب َراعد‪َ ،‬و ْ‬ ‫ْ ََ‬
‫س‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬
‫ك يَـتَـغَيهـ ُر َويَـتَـ َع هف ُن َس ِر ًيعا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وست َها‪َ ،‬وََلْ ُخيَالطْهُ َج ْو َه ٌر َايب ٌ‬
‫ض‪ ،‬فَـي ْكتَ ِسب ِمن يـب ِ‬
‫ُ ْ ُُ َ‬ ‫ُم هدتُهُ َعلَى ْاأل َْر ِ َ‬
‫س؟ فِ ِيه قَـ ْوَال ِن‪.‬‬ ‫ي أ َْو ِابل َْع ْك ِ‬ ‫ف ِم َن ال ِّ‬
‫ش ْت ِو ِّ‬ ‫ث ال هربِ ِيع ُّي أَلْطَ ُ‬‫لِلَطَافَتِ ِه َو ُس ْر َع ِة انْ ِف َعالِ ِه َو َه ِل الْغَْي ُ‬

‫(‪)217/7‬‬

‫ب ِم ْن َم ِاء الْبَ ْح ِر إِهال أَلْطََفهُ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍِ‬


‫س تَ ُكو ُن حينَئذ أَقَ هل‪ ،‬فَ َال ََتْتَذ ُ‬ ‫ش ْم ِ‬
‫ي‪َ :‬ح َر َارةُ ال ه‬ ‫ث ال ِّ‬
‫ش ْت ِو ه‬ ‫ال َم ْن َر هج َح الْغَْي َ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫َِخرةِ ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫وا ْجل ُّو ٍ‬
‫اءهُ‪،‬‬ ‫ص َف َ‬‫ب لُطْ َفهُ َو َ‬ ‫الد َخانيهة‪َ ،‬والْغُبَا ِر ال ُْم َخالط لل َْماء‪َ ،‬وُك ُّل َه َذا يُوج ُ‬ ‫صاف َو ُه َو َخال م َن ْاأل ْ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫َو ُخلُهوهُ ِم ْن ُخمَالِ ٍط‪.‬‬
‫ك‬‫ف بِ َذلِ َ‬ ‫ب ِرقهةَ ا ْهلََو ِاء َولَطَافَـتَهُ‪ ،‬فَـيَ ِخ ُّ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬
‫ب ََتَلُّ َل ْاأل َِْخ َرة الْغَليظَة‪َ ،‬وتُوج ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َم ْن َر هج َح ال هربِيع هي‪ :‬ا ْحلََر َارةُ تُوج ُ‬ ‫قَ َ‬
‫يب ا ْهلََو ِاء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْت َحيَاة النـهبَات َو ْاألَ ْش َجا ِر َوط َ‬
‫ف وق َ ِ‬
‫صاد ُ َ‬
‫ضيهةُ‪ ،‬وتُ ِ‬
‫َ َ‬
‫َجزا ُؤهُ ْاألَر ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ال َْماءُ‪َ ،‬وتَق ُّل أ ْ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪ُ :‬كنها َم َع ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫كرِ‬ ‫ٍِ‬
‫س بْ ِن َمال َ‬ ‫شافِ ِع ُّي َرِْحَهُ ه‬
‫اَّللُ َع ْن أَنَ ِ‬ ‫َوذَ َك َر ال ه‬
‫يث َع ْه ٍد بَِربِِّه»‬
‫ال‪« :‬إِنههُ َح ِد ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ثَـ ْوبَهُ‪َ ،‬وقَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫س َر َر ُس ُ‬ ‫َصابَـنَا َمطٌَر‪ ،‬فَ َح َ‬ ‫َو َسله َم‪ ،‬فَأ َ‬
‫ث ِع ْن َد‬ ‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪ ،‬وتَـبـ ُّركِ ِه ِمبَ ِاء الْغَْي ِ‬ ‫«‪ ، »7‬وقَ ْد تَـ َق هدم ِيف ه ْديِ ِه ِيف ِاالستِس َق ِاء ِذ ْكر ِ ِ‬
‫ََ َ ََ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫است ْمطَا ِره َ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫أول َميئه‪.‬‬

‫ف الْ َف ِاء‬
‫َح ْر ُ‬
‫اح ال ِْغ َىن‬ ‫ِ‬ ‫هام‪َ ،‬وال هد َواءُ النهافِ ُع‪َ ،‬و ُّ‬ ‫س ْب ُع ال َْمثَ ِاين‪َ ،‬وال ِّ‬ ‫اب‪ :‬وأ ُُّم الْ ُقر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الرقـْيَةُ التها همةُ‪َ ،‬وم ْفتَ ُ‬ ‫ش َفاءُ الت ُّ‬ ‫آن‪َ ،‬وال ه‬ ‫ْ‬ ‫فَاَتَةُ الْكتَ ِ َ‬
‫ف وا ْحلز ِن لِمن عر َ ِ‬ ‫والْ َف َال ِح‪ ،‬وحافِظَةُ الْ ُق هوةِ‪ ،‬و َدافِعةُ ا ْهل ِم والْغَ ِم و ْ ِ‬
‫س َن‬‫َح َ‬ ‫اها َح هق َها‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ف م ْق َد َارَها َوأَ ْعطَ َ‬ ‫اخلَْو َ ََ َ ْ َ َ‬ ‫َ َ َّ َ ّ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬
‫ت َك َذلِ َ‬ ‫َجلِ ِه َكانَ ْ‬ ‫ف وجهَ ِاالستِ ْش َف ِاء والته َدا ِوي ِهبا‪ ،‬و ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫الس هر الهذي أل ْ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫تَـ ْن ِزيلَ َها َعلَى َدائِه‪َ ،‬و َع َر َ َ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال لَهُ النِ ُّ‬‫ك‪َ ،‬رقَى ِهبَا الله ِدي َغ‪ ،‬فَـبَـ َرأَ لَِوقْتِ ِه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ص َحابَِة َعلَى َذلِ َ‬ ‫ض ال ه‬ ‫َولَ هما َوقَ َع بَـ ْع ُ‬
‫اك أَنهـ َها ُرقـْيَةٌ» ‪.‬‬
‫« َوَما أَ ْد َر َ‬
‫ت َعلَْي ِه ِم َن‬‫ورةِ‪َ ،‬وَما ا ْشتَ َملَ ْ‬
‫الس َ‬‫َس َرا ِر َه ِذهِ ُّ‬ ‫ف َعلَى أ ْ‬ ‫ريةِ َح هىت َوقَ َ‬ ‫ِ‬
‫ني بنُوِر الْبَص َ‬
‫يق‪ ،‬وأ ُِع َ ِ‬ ‫ِ‬
‫اع َدهُ التـ ْهوف ُ َ‬ ‫َوَم ْن َس َ‬
‫شر ِع والْ َق َد ِر والْمع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َمسَ ِاء و ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اد‪ ،‬وَتريد توحيد‬ ‫َ ََ‬ ‫الص َفات َو ْاألَفْـ َعال‪َ ،‬وإِثْـبَات ال ه ْ َ‬ ‫التـ ْهوحيد‪َ ،‬وَم ْع ِرفَة‪ ،‬ال هذات َو ْاأل ْ َ‬
‫الربوبية واإلهلية‪ ،‬وكمال‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف صالة االستسقاء‪.‬‬

‫(‪)212/7‬‬

‫يض إِ َىل َم ْن لَهُ ْاأل َْم ُر ُكلُّهُ‪َ ،‬ولَهُ ا ْحلَ ْم ُد ُكلُّهُ‪َ ،‬وبِيَ ِدهِ ْ‬
‫اخلَْيـ ُر ُكلُّهُ‪َ ،‬وإِلَْي ِه يُـ ْر َج ُع ْاأل َْم ُر ُكلُّهُ‪،‬‬ ‫التوكيل َوالتهـ ْف ِو ِ‬
‫صاحلِِ ِه َما‪،‬‬ ‫ْب َم َ‬ ‫ط َم َعانِ َيها ِِبَل ِ‬ ‫ادةِ ال هد َاريْ ِن‪َ ،‬و َعلِ َم ْارتِبَا َ‬ ‫َص ُل َس َع َ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْهلِ َدايَِة الهِيت ه َي أ ْ‬ ‫ار إِلَْي ِه ِيف طَلَ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َواالفْت َق ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫هح ُّق ِق ِهبَا‪ ،‬أَ ْغنَـ ْتهُ‬ ‫ِ‬
‫َو َدفْ ِع َم َفاسدُهَا‪َ ،‬وأَ هن ال َْعاقبَةَ ال ُْمطْلَ َقةَ التها همةَ‪َ ،‬والنّ ْع َمةَ الْ َكاملَةَ َمنُوطَةٌ هبَا‪َ ،‬م ْوقُوفَةٌ َعلَى الت َ‬
‫ش ِّر أ ْ‬
‫َسبَابَهُ‪.‬‬ ‫اخلَ ِْري أَبْـ َوابَهُ‪َ ،‬و َدفَ َع ِهبَا ِم َن ال ه‬
‫استَـ ْفتَ َح ِهبَا ِم َن ْ‬ ‫الرقَى‪َ .‬و ْ‬ ‫َع ْن َكثِ ٍري ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة َو ُّ‬
‫اس َدةً‪َ ،‬وَال بِ ْد َعةً‬ ‫َّلل َال ََِت ُد م َقالَةً فَ ِ‬ ‫آخر‪ ،‬وَات هِ‬ ‫ٍ‬ ‫ث فِط َْرةٍ أُ ْخ َرى‪َ ،‬و َع ْق ٍل َ‬ ‫استِ ْح َدا َ‬
‫َ‬ ‫آخ َر‪َ ،‬وإِميَان َ َ َ‬ ‫اج ْ‬ ‫َو َه َذا أ َْم ٌر َْحيتَ ُ‬
‫ض ِح َها‪َ ،‬وَال ََِت ُد َاب ًاب ِم ْن‬ ‫َص ِّح َها َوأ َْو َ‬ ‫ِ‬
‫ب الطُُّرق‪َ ،‬وأ َ‬ ‫ض ِّمنَةٌ لِرِّد َها َوإِبْطَ ِاهلَا ِأبَقـْر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َابطلَةً إ هال َوفَاَتَةُ الْكتَاب ُمتَ َ َ‬
‫وب وأَ ْد ِويتِها ِمن ِعلَلِها وأَس َق ِامها إِهال وِيف فَ ِاَتَ ِة الْكِت ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف ِْ ِ ِ‬ ‫اب الْمعا ِر ِ‬
‫احهُ‪،‬‬‫اب م ْفتَ ُ‬ ‫َ‬ ‫اإل َهليهة‪َ ،‬وأَ ْع َمال الْ ُقلُ ِ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬ ‫أَبْـ َو ِ َ َ‬
‫ني إِهال َوبِ َدايَـتُهُ َوِهنَايَـتُهُ فِ َيها‪.‬‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬ ‫ضع ال ِّد َاللَ ِة َعلَْي ِه‪ ،‬وَال م ْن ِزًال ِمن منَا ِزِل ال ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ين إِ َىل َر ِّ‬
‫سائ ِر َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َوَم ْو ُ‬
‫ص َم ِهبَا‪َ ،‬و َع َق َل َع هم ْن‬ ‫ك‪َ .‬وَما ََتَهق َق َع ْب ٌد ِهبَا‪َ ،‬وا ْعتَ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و ِه َي فَـ ْو َق ذَلِ َ‬ ‫اَّلل إِ هن َشأْنَـ َها َألَ ْعظَ ُم ِم ْن ذَلِ َ‬
‫ولَعمر هِ‬
‫َ َُْ‬
‫ورا ُمبِينًا‪َ ،‬وفَ ِه َم َها َوفَ ِه َم لََوا ِزَم َها َك َما يَـ ْنـبَ ِغي ال يقع ِيف بِ ْد َع ٍة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص َمةً َابلغَةً‪َ ،‬ونُ ً‬ ‫اء َات ًّما‪َ ،‬وع ْ‬ ‫تَ َكله َم هبَا‪َ ،‬وأَنْـ َزَهلَا ش َف ً‬
‫وب إِهال لِ َم ًاما‪ ،‬غَْيـ َر ُم ْستَ ِق ٍّر‪.‬‬ ‫اض الْ ُقلُ ِ‬ ‫ض ِم ْن أ َْم َر ِ‬ ‫َصابَهُ َم َر ٌ‬ ‫ِ ٍ‬
‫َوَال ش ْرك‪َ ،‬وَال أ َ‬
‫اح ٍد ُْحي ِس ُن‬ ‫ض‪َ ،‬كما أَنهـها ال ِْم ْفتاح لِ ُكنوِز ا ْجلن ِهة‪ ،‬ولَ ِكن لَيس ُك ُّل و ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ َ َ ْ ْ َ َ‬ ‫اح ْاألَ ْعظَ ُم ل ُكنُوِز ْاأل َْر ِ َ َ‬ ‫َه َذا‪َ ،‬وإِنهـ َها الْم ْفتَ ُ‬
‫ورةِ‪َ ،‬وََتَهق ُقوا ِمبََعانِ َيها‪َ ،‬وَرهكبُوا ِهلََذا‬ ‫ب الْ ُكنُوِز َوقَـ ُفوا َعلَى ِس ِّر َه ِذهِ ُّ‬
‫الس َ‬ ‫اح‪َ ،‬ولَ ْو أَ هن طُهال َ‬ ‫الْ َف ْت َح ِهبَ َذا ال ِْم ْفتَ ِ‬
‫صلُوا إِ َىل تَـنَ ُاوِل الْ ُكنُوِز ِم ْن غَ ِْري ُم َعا ِو ٍق‪َ ،‬وَال ممَُانِ ٍع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫سنُوا الْ َف ْت َح بِه‪ ،‬لََو َ‬‫َح َ‬
‫َسنَ ًاان‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫اح أ ْ‬ ‫ال ِْم ْفتَ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ِّر َع ْن نُـ ُف ِ‬
‫وس‬ ‫َوََلْ نَـ ُق ْل َه َذا َمازفة وال استعارة‪ ،‬بل حقيقة‪ ،‬ولكن هللا تَـ َع َاىل ح ْك َمةٌ َابلغَةٌ ِيف إِ ْخ َفاء َه َذا ّ‬
‫استُ ْخ ِد َم َعلَْيـ َها‬ ‫ِ‬
‫وز ال َْم ْح ُجوبَةُ قَد ْ‬ ‫ض َع ْنـ ُه ْم‪َ .‬والْ ُكنُ ُ‬‫ني‪َ ،‬ك َما لَهُ ِح ْك َمةٌ َابلِغَةٌ ِيف إِ ْخ َف ِاء ُكنُوِز ْاأل َْر ِ‬ ‫أَ ْكثَ ِر ال َْعالَ ِم َ‬
‫اح عُ ْل ِويهةٌ َش ِري َفةٌ غَالِبَةٌ َهلَا ِحبَ ِاهلَا ِْ‬
‫اإلميَ ِِ‬
‫اينّ‪،‬‬ ‫س َوبَـ ْيـنَـ َها‪َ ،‬وَال تَـ ْق َه ُرَها إِهال أ َْرَو ٌ‬ ‫ني ِْ‬
‫اإلنْ ِ‬ ‫ول بَـ ْ َ‬‫اح َخبِيثَةٌ َش ْيطَانِيهةٌ ََتُ ُ‬ ‫أ َْرَو ٌ‬
‫اح‬ ‫ت ِهبَ ِذهِ ال َْمثَابَِة‪ ،‬فَ َال يُـ َقا ِو ُم تِل َ‬ ‫وس الن ِ‬ ‫ني‪َ ،‬وأَ ْكثَـ ُر نُـ ُف ِ‬ ‫معها ِم ْنه أَسلِحةٌ َال تَـ ُقوم َهلا ال ه ِ‬
‫ْك ْاأل َْرَو َ‬ ‫س ْ‬‫هاس لَْي َ‬ ‫شيَاط ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َََ ُ ْ َ‬
‫ال ِم ْن َسلَبِ َها َش ْيـئًا‪ ،‬فَِإ هن َم ْن قَـتَ َل قَتِ ًيال فله سلبه‪.‬‬ ‫َوَال يَـ ْق َه ُرَها‪َ ،‬وَال يَـنَ ُ‬

‫(‪)213/7‬‬

‫يث‬‫ان» ِمن ح ِد ِ‬ ‫اإلميَ ِ‬


‫ب ِْ‬ ‫ني‪َ ،‬رَوى البيهقي ِيف كِتَابِ ِه « ُش َع ِ‬ ‫ب ال هرَاي ِح ِ‬ ‫هاء‪َ ،‬و ِهي ِم ْن أَطْيَ ِ‬ ‫فاغية‪ِ :‬هي نَـور ا ْحلِن ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ‬
‫ض َي ه‬ ‫اَّلل بْ ِن بـريْ َدةَ‪َ ،‬عن أَبِي ِه ر ِ‬‫ِ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ يَـ ْرفَـعُهُ‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َع ْبد ه ُ َ‬
‫كرِ‬ ‫ٍِ‬ ‫اغيَةُ» «‪َ »7‬وَرَوى فِ ِيه أَيْ ً‬ ‫الدنْـيا و ْاآل ِخرةِ الْ َف ِ‬ ‫« َسيِّ ُد ال هرَاي ِح ِ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‬ ‫س بْ ِن َمال َ‬ ‫ضا‪َ ،‬ع ْن أَنَ ِ‬ ‫ني ِيف ُّ َ َ َ‬
‫اَّللُ أَ ْعلَم ِحبَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ني إِ َىل ر ُس ِ‬ ‫ِ‬
‫ال َه َذيْ ِن‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم الْ َفاغيَةُ» ‪َ .‬و ه ُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ب ال هرَايح ِ َ‬ ‫َح ه‬
‫ال‪َ « :‬كا َن أ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم ِمبَا َال نَـ ْعلَم ِ‬ ‫ول هِ‬ ‫ني‪ ،‬فَ َال نَ ْش َه ُد َعلَى ر ُس ِ‬ ‫ا ْحلَ ِديثَـ ْ ِ‬
‫ص هحتَهُ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬
‫وف َح ِفظَْتـ َها ِم َن‬ ‫الص ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫ني طَ ِي ثِيَ ِ‬
‫ت بَـ ْ َ ّ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ض‪ ،‬وإِ َذا و ِ‬
‫ض الْ َق ْب ِ َ ُ‬ ‫س‪ ،‬ف َيها بَـ ْع ُ‬
‫و ِهي م ْعتَ ِدلَةٌ ِيف ا ْحل ِر والْيـب ِ ِ‬
‫َّ َ ُ ْ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ب‪.‬‬‫صَ‬ ‫اء‪َ ،‬ويُـلَِّ ُ‬
‫ني ال َْع َ‬ ‫ضَ‬‫هم ُّد ِد‪َ ،‬و ُد ْهنُـ َها ُحيَلِّ ُل ْاألَ ْع َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وس‪َ ،‬وتَ ْد ُخ ُل ِيف َم َراه ِم الْ َفال ِج َوالت َ‬ ‫الس ِ‬ ‫ُّ‬
‫ت قَبِ َيعةُ‬ ‫صهُ ِم ْنهُ «‪َ ، »2‬وَكانَ ْ‬ ‫هة‪َ ،‬وفَ ُّ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َكا َن َخا ََتُهُ ِمن فِض ٍ‬
‫ْ‬ ‫صلى هُ ْ َ َ َ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ ه‬ ‫ت أَ هن َر ُس َ‬‫فضة‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫هة والت ِ ِ‬ ‫ص هح َع ْنهُ ِيف الْم ْن ِع ِمن لِب ِ ِ ِ‬ ‫ضةً «‪ »3‬وََل ي ِ‬ ‫َس ْي ِف ِه فِ ه‬
‫ص هح َع ْنهُ ال َْم ْن ُع‬ ‫هحلّي هبَا َش ْيءٌ الْبَـتهةَ‪َ ،‬ك َما َ‬ ‫اس الْفض َ َ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ََْ‬
‫اسا َو ِحلْيَةً َما‬ ‫اس‪ ،‬والتهحلِّي‪ ،‬وِهل َذا يـباح لِلنِّ ِ ِ‬ ‫ب ِيف آنِيتِها‪ ،‬وابب ْاآلنِي ِة أَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫الش ْر ِ‬‫ِم َن ُّ‬
‫ساء لبَ ً‬ ‫ضيَ ُق م ْن َابب اللّبَ ِ َ َ َ َ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ ََ ُ َ‬
‫استِ ْع َمالُهُ آنِيَةً‪ ،‬فَ َال يَـل َْزُم ِم ْن ََتْ ِر ِمي ْاآلنِيَ ِة ََتْ ِرميُ اللِّبَ ِ‬
‫اس َوا ْحلِلْيَ ِة‪.‬‬ ‫َْحي ُرُم َعلَْي ِه هن ْ‬
‫ص أ َْو إِ َْجَ ٍاع‪،‬‬ ‫اج إِ َىل َدلِ ٍ‬
‫يل يُـبَـيِّنُهُ‪ ،‬إِ هما نَ ٍّ‬
‫ِ ِ‬
‫ضةُ فَال َْعبُوا هبَا لَعبًا» «‪ »4‬فَال َْم ْن ُع َْحيتَ ُ‬ ‫السنَ ِن» َع ْنهُ‪َ « :‬وأَ هما ال ِْف ه‬
‫َوِيف « ُّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال َش ْيءٌ‪َ ،‬والنِ ُّ‬ ‫الر َج ِ‬‫ك َعلَى ِّ‬ ‫ْب ِم ْن ََتْ ِر ِمي ذَلِ َ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪َ ،‬وإِهال فَِفي الْ َقل ِ‬ ‫تأَ‬ ‫فَِإ ْن ثَـبَ َ‬
‫ان َح َر ٌام َعلَى ذُُكوِر أُهم ِيت‪ِ ،‬حلٌّ ِِإل َانثِ ِه ْم» «‪. »5‬‬ ‫ال‪َ « :‬ه َذ ِ‬ ‫ك بيده ذهبا‪ ،‬وابألحرى َح ِر ًيرا‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫سَ‬ ‫أ َْم َ‬
‫الدنْـيا بـيـنـهم‪ ،‬وص ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وطَلْسم ا ْحلَ َ ِ ِ‬ ‫ضةُ ِس ٌّر ِمن أَسرا ِر هِ‬
‫اَّلل ِيف ْاأل َْر ِ‬ ‫َوال ِْف ه‬
‫احبُـ َها َم ْرُمو ٌق‬ ‫سا ُن أ َْه ِل ُّ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ‬ ‫اجات‪َ ،‬وإ ْح َ‬ ‫َُ‬ ‫ْ َْ‬
‫ون بَـ ْيـنَـ ُه ْم‪ُ ،‬م َعظه ٌم ِيف النفوس‪ ،‬مص ّدر يف‬ ‫ِابلْعي ِ‬
‫ُُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬وأخرجه أبو نعيم يف الطب‪ ،‬والطَباين يف األوسط‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري والرتمذي يف الشمائل‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه الرتمذي يف الشمائل‪ ،‬وأبو داود والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أْحد وأبو داود يف اخلامت‪.‬‬
‫(‪ )5‬حديث صحيح‪.‬‬

‫(‪)214/7‬‬

‫َصابِ ُع‬ ‫ِ‬


‫ستُهُ‪َ ،‬وَال ُم َعا َش َرتُهُ‪َ ،‬وَال يُ ْستَـثْـ َق ُل َم َكانُهُ‪ ،‬تُشريُ ْاأل َ‬ ‫اب‪َ ،‬وَال َُتَ ُّل َُمَالَ َ‬ ‫س‪َ ،‬ال تُـ ْغلَ ُق ُدونَهُ ْاألَبْـ َو ُ‬ ‫ال َْم َجالِ ِ‬
‫ت‬‫اعتُهُ‪َ ،‬وإِ ْن َش ِه َد‪ُ ،‬زّكِيَ ْ‬
‫ت َش َف َ‬ ‫ال‪ُِ ،‬مس َع قَـ ْولُهُ‪َ ،‬وإِ ْن َش َف َع‪ ،‬قُبِلَ ْ‬ ‫إِلَْي ِه‪َ ،‬وتَـ ْع ِق ُد الْعُيُو ُن نِطَاقَـ َها َعلَْي ِه‪ ،‬إِ ْن قَ َ‬
‫اب‪.‬‬ ‫ََجَ ُل َعلَْي ِه ِم ْن ِحلْيَ ِة ال ه‬
‫شبَ ِ‬ ‫اء‪ ،‬فَ ِه َي أ ْ‬
‫ضَ‬ ‫اب‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن ذَا َش ْيـبَ ٍة بَـ ْي َ‬ ‫فءٌ َال يُـ َع ُ‬ ‫ب فَ ُك ْ‬ ‫ادتُهُ‪َ ،‬وإِ ْن َخطَ َ‬ ‫َش َه َ‬
‫اج ِ‬ ‫ْب و َخ َف َقانِِه‪ ،‬وتَ ْد ُخل ِيف الْمع ِ‬ ‫و ِهي ِمن ْاألَ ْد ِوي ِة الْم ْف ِرح ِة النهافِ َع ِة ِمن ا ْهلَِم والْغَ ِم وا ْحل َز ِن‪ ،‬و َ ِ‬
‫ني‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض ْعف الْ َقل ِ َ‬ ‫َ َّ َّ َ َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ت إِ َىل العسل‬ ‫اس َدةِ‪ُ ،‬خصوصا إِذَا أ ِ‬ ‫ْب ِمن ْاألَ ْخ َال ِط الْ َف ِ‬ ‫ه‬ ‫ْكبا ِر‪ ،‬وََتْتَ ِذب ِِخَ ِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُضي َف ْ‬ ‫ُ ً‬ ‫اصيهت َها َما يَـتَـ َول ُد ِيف الْ َقل ِ َ‬ ‫ال َ َ ُ‬
‫املصفى‪ ،‬والزغفران‪.‬‬
‫اَّللُ َع هز‬ ‫َع هد َها ه‬ ‫ودةِ‪َ ،‬ويَـتَـ َوله ُد َع ْنـ َها ِم َن ا ْحلََر َارةِ َو ُّ‬
‫الرطُوبَِة َما يَـتَـ َوله ُد‪َ ،‬وا ْجلِنَا ُن الهِيت أ َ‬ ‫وس ِة َوالْبُـ ُر َ‬
‫اج َها إِ َىل الْيُـبُ َ‬
‫ِ‬
‫َوم َز ُ‬
‫هة‪ ،‬آنِيَـتُـ ُه َما َو ِح ْليَـتُـ ُه َما َوَما فِي ِه َما‪َ .‬وقَ ْد‬ ‫ان ِمن فِض ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِم ْن َذ َه ٍ‬ ‫وج هل ِألَولِيائِِه يـوم يـ ْل َقونَهُ أَربع‪ :‬جنـهتَ ِ‬
‫ب‪َ ،‬و َجنـهتَ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ َ َ ْ َْ ٌ َ‬
‫ب ِيف آنِيَ ِة‬ ‫ِ‬ ‫ص ِحيح» ِمن ح ِد ِ‬ ‫ت َع ْنهُ صلهى ه ِ‬
‫ال‪« :‬الهذي يَ ْش َر ُ‬ ‫يث أُِّم َسلَ َمةَ أَنههُ قَ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم ِيف «ال ه ُ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ثَـبَ َ‬
‫ِِ‬ ‫ال هذ َه ِ ِ ِ ِ ه ِ‬
‫هم» «‪. »7‬‬ ‫ب َوالْفضهة إمنَا ُجيَ ْرج ُر ِيف بَطْنه َان َر َج َهن َ‬
‫ص َحافِ ِه َما‪،‬‬ ‫هة‪ ،‬وَال ََتْ ُكلُوا ِيف ِ‬ ‫ال‪َ « :‬ال تَ ْشربوا ِيف آنِي ِة ال هذ َه ِ ِ ِ‬
‫ب َوالْفض َ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ص هح َع ْنهُ َ‬ ‫َو َ‬
‫الدنْـيَا َولَ ُك ْم ِيف ْاآل ِخ َرةِ» «‪. »2‬‬ ‫فَِإنهـ َها َهلُْم ِيف ُّ‬
‫َجلِ َها ِم ْن قِيَ ِام‬ ‫ضع ْ ِ‬
‫ت أل ْ‬ ‫ِ‬
‫ت ا ْحل ْك َمةُ الهِيت ُو َ‬
‫ت أَو ِاين فَاتَ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ ُِّ‬
‫يق النُّـ ُقود‪ ،‬فَإنهـ َها إذَا اخت َذ ْ َ َ‬ ‫ضيِ ُ‬ ‫فَِق ِ‬
‫يل‪ :‬علهةُ الت ْ‬
‫هح ِر ِمي تَ ْ‬ ‫َ‬
‫يل‪ :‬ال ِْعلهةُ الْ َف ْخ ُر َو ْ‬
‫اخلُيَ َالءُ‪.‬‬ ‫مصال ِح ب ِِن َ ِ‬ ‫ِ‬
‫آد َم‪َ ،‬وق َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ساكِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِه‬ ‫ِ‬
‫وها‪.‬‬‫ني إِذَا َرأ َْو َها َو َعايَـنُ َ‬ ‫ِ‬
‫يل‪ :‬الْعلةُ َك ْس ُر قُـلُوب الْ ُف َق َراء َوال َْم َ‬ ‫َوق َ‬
‫ك َوَْْن َو َها ِممها‬ ‫هحلِّي ِهبَا َو َج ْعلِ َها َسبَائِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يق النُّـ ُقود ميَْنَ ُع م َن الت َ‬ ‫ضيِ ِ‬ ‫يل بِتَ ْ‬
‫هعل َ‬
‫وه ِذهِ ال ِْعلَل فِيها ما فِيها‪ ،‬فَِإ هن التـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ط لَهُ‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫ضابِ َ‬ ‫ساكِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اخلُي َالء حرام ِأب ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لَي ِ ٍ‬
‫ني َال َ‬ ‫َي َش ْيء َكا َن‪َ ،‬وَك ْس ُر قُـلُوب ال َْم َ‬ ‫س ِِبنيَة َوَال نَـ ْقد‪َ ،‬والْ َف ْخ ُر َو ْ َ ُ َ َ ٌ ّ‬ ‫ْ َ‬
‫اخ َرةِ‪َ ،‬و ْاألَط ِْع َم ِة‬‫س الْ َف ِ‬‫ب الْ َفا ِرَه ِة‪َ ،‬وال َْم َالبِ ِ‬ ‫اس َع ِة‪َ ،‬وا ْحلَ َدائِ ِق ال ُْم ْع ِجبَ ِة‪َ ،‬وال َْم َراكِ ِ‬
‫لدوِر الْو ِ‬ ‫ِ‬
‫قُـلُوبَـ ُه ْم تَـ ْن َكس ُر ِاب ُّ َ‬
‫الله ِذي َذةِ‪،‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األشربة‪ ،‬ومسلم يف اللباس والزينة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)215/7‬‬

‫ف َم ْعلُوُهلَا‪.‬‬ ‫وج ُد ال ِْعلهةُ‪َ ،‬ويَـتَ َخله ُ‬


‫ضةٌ‪ ،‬إِ ْذ تُ َ‬ ‫ات‪َ ،‬وُك ُّل َه ِذهِ ِعلَ ٌل ُم ْنـتَ ِق َ‬
‫ك ِمن الْمباح ِ‬ ‫ِ‬
‫َوغَ ِْري َذل َ َ ُ َ َ‬
‫اَّلل أَ ْعلَم‪ -‬ما ي ْك ِسب استِ ْعما ُهلَا الْ َقلْب ِمن ا ْهلَيـئَ ِة‪ ،‬وا ْحلالَ ِة الْمنَافِي ِة لِلْعب ِ‬
‫وديهِة ُمنَافَا ًة‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َ َ ُ َ ُُ‬ ‫اب أَ هن الْعلهةَ‪َ -‬و هُ ُ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ص َو ُ‬‫فَال ه‬
‫صيب ِمن الْعب ِ‬
‫وديهِة‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم ِأبَنهـ َها لِ ْل ُك هفا ِر ِيف ُّ ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ظَ ِ‬
‫اه َرًة‪َ ،‬وِهلََذا َعله َل النِ ُّ‬
‫س َهلُ ْم نَ ٌ َ ُ ُ‬ ‫الدنْـيَا‪ ،‬إ ْذ لَْي َ‬ ‫َ‬ ‫هب َ‬
‫ِ‬ ‫يد هِ‬ ‫صلُح استِ ْعما ُهلَا لِعبِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬
‫ج َع ْن‬ ‫الدنْـيَا‪َ ،‬وإِ همنَا يَ ْستَـ ْعملُ َها َم ْن َخ َر َ‬
‫اَّلل ِيف ُّ‬ ‫يم َها‪ ،‬فَ َال يَ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫ال ِيت يَـنَالُو َن هبَا ِيف ْاآلخ َرة نَع َ‬
‫اجلِ َها ِم َن ْاآل ِخ َرةِ‪.‬‬‫لدنْـيا و َع ِ‬ ‫ِ ِِ ِ‬
‫عُبُوديهته‪َ ،‬وَرض َي ِاب ُّ َ َ‬

‫ف الْ َق ِ‬
‫اف‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ِ‬ ‫آن ما ُهو ِشفاء ور ْْحَةٌ لِلْم ْؤِمنِني «‪ »7‬وال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اهنَا‪،‬‬‫يح‪ :‬أَ هن «م ْن» َه ُ‬ ‫صح ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪َ :‬ونُـنَـ ِّز ُل م َن الْ ُق ْر َ َ ٌ َ َ‬ ‫ال ه‬ ‫قُـ ْرآ ٌن‪ :‬قَ َ‬
‫جاءتْ ُك ْم َم ْو ِعظَةٌ ِم ْن َربِّ ُك ْم َو ِشفاءٌ لِما ِيف‬ ‫هاس قَ ْد َ‬ ‫س َال للتبعيض‪ ،‬وقال تعاىل‪ :‬اي أَيُّـ َها الن ُ‬ ‫ان ا ْجلِْن ِ‬ ‫لِبـي ِ‬
‫ََ‬
‫الص ُدوِر «‪»2‬‬ ‫ُّ‬
‫الدنْـيا و ْاآل ِخرةِ‪ ،‬وما ُك ُّل أ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش َفاء الت ُّ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هل‬
‫َحد يُـ َؤه ُ‬ ‫َ‬ ‫هام م ْن ََجي ِع ْاألَ ْد َواء الْ َق ْلبِيهة َوالْبَ َدنيهة‪َ ،‬وأَ ْد َواء ُّ َ َ َ َ َ‬ ‫فَالْ ُق ْرآ ُن ُه َو ال ّ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِِ ِ ِ ٍ‬ ‫ي بِ ِه‪َ ،‬وَو َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ول َاتٍّم‪،‬‬‫ان‪ ،‬وقَـبُ ٍ‬
‫ض َعهُ َعلَى َدائه بص ْدق َوإِميَ َ‬ ‫يل الته َدا ِو َ‬‫س َن ال َْعل ُ‬ ‫َح َ‬ ‫َوَال يُـ َوفه ُق لال ْستِ ْش َفاء بِه‪َ ،‬وإِ َذا أ ْ‬
‫اد جا ِزٍم‪ ،‬واستِي َف ِاء ُشر ِ‬
‫وط ِه‪ََ ،‬لْ يُـ َقا ِوْمهُ ال هداءُ أَبَ ًدا‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َوا ْعتِ َق َ َ ْ‬
‫ض‪ ،‬لََقطه َع َها‪،‬‬ ‫ص هد َع َها‪ ،‬أ َْو َعلَى ْاأل َْر ِ‬ ‫ال‪ ،‬لَ َ‬ ‫سم ِاء اله ِذي لَ ْو نَـ َز َل َعلَى ا ْجلِبَ ِ‬ ‫ف تُـ َقا ِو ُم َك َال َم َر ِّ‬
‫ب ا ْأل َْر ِ‬
‫ض َوال ه َ‬ ‫َوَك ْي َ‬
‫ِ‬ ‫ض ِم ْن أ َْم َر ِ‬ ‫فَ َما ِم ْن َم َر ٍ‬
‫يل ال ِّد َاللَ ِة َعلَى َد َوائِِه َو َسبَبِ ِه‪َ ،‬وا ْحلَ ِميه ِة م ْنهُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اض الْ ُقلُوب َو ْاألَبْ َدان إ هال َوِيف الْ ُق ْرآن َسب ُ‬
‫ُصولِ ِه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب بَـيَا ُن إِ ْر َشاد الْ ُق ْرآن ال َْعظ ِيم إِ َىل أ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّللُ فَـ ْه ًما ِيف كتَابِه‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم ِيف أَ هوِل الْ َك َالِم َعلَى الطّ ِّ‬ ‫لِ َم ْن َرَزقَهُ ه‬
‫ك َعلَى َسائِ ِر أَفْـ َر ِاد هذه‬ ‫استِ ْف َراغُ ال ُْم ْؤِذي‪َ ،‬وا ِال ْستِ ْد َال ُل بِ َذلِ َ‬ ‫ظ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫الص هحة َوا ْحلِ ْميَةُ‪َ ،‬و ْ‬ ‫َوََمَامعه الهِيت ه َي ح ْف ُ ّ‬
‫األنواع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬اإلسراء‪.92 -‬‬
‫(‪ )2‬يونس‪.51 -‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫اب أَ ْد َوائِ َها َو ِع َال َج َها‪.‬‬‫َسبَ َ‬ ‫صلَةً‪َ ،‬ويَ ْذ ُك ُر أ ْ‬‫َوأَ هما ْاألَ ْد ِويَةُ الْ َق ْلبِيهةُ‪ ،‬فَِإنههُ يَ ْذ ُك ُرَها ُم َف ه‬
‫تاب يُـ ْتلى َعلَْي ِه ْم»‬ ‫ال‪ :‬أَوََل ي ْك ِف ِهم أَ هان أَنْـزلْنا َعلَي َ ِ‬
‫ك الْك َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫قَ َ َ ْ َ ْ‬
‫اَّللُ‪َ ،‬وَم ْن ََلْ يَ ْك ِف ِه‪ ،‬فَ َال َك َفاهُ ه‬
‫اَّللُ‪.‬‬ ‫فَ َم ْن ََلْ يَ ْش ِف ِه الْ ُق ْرآ ُن‪ ،‬فَ َال َش َفاهُ ه‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث عبد هللا بن جعفر ر ِ‬ ‫السنَ ِن» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫قِثهاءٌ‪ِ :‬يف « ُّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫هاء ِاب ُّلرطَ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وَرَواهُ الرتمذي َوغَْيـ ُرهُ «‪: »2‬‬ ‫َكا َن ََْ ُك ُل الْقث َ‬
‫اد فِ َيها‪َ ،‬انفِ ٌع ِم ْن َو َج ِع‬ ‫ال ِْقثهاء اب ِرٌد رطْب يف الدرجة الثانية‪ ،‬مطفىء ِحلرارةِ الْم ِع َدةِ الْملْتَ ِهب ِة‪ ،‬ب ِطيء الْ َفس ِ‬
‫ُ َ َ ُ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫َُ َ ٌ‬
‫ادا‪ ،‬نَـ َفع ِمن َعض ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ْب‪،‬‬ ‫هة الْ َكل ِ‬ ‫ال َْمثَانَة‪َ ،‬وَرائ َحتُهُ تَـ ْنـ َف ُع م َن الْغَ ْش ِي‪َ ،‬وبَـ ْزُرهُ يُد ُّر الْبَـ ْو َل‪َ ،‬وَوَرقُهُ إِذَا ُّاخت َذ ض َم ً َ ْ‬
‫صلِ ُحهُ َويَ ْك ِس ُر‬‫ض َها‪ ،‬فَـيَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يُ ْستَـ ْع َم َل َم َعهُ َما يُ ْ‬ ‫ض ٌّر بِبـ ْع ِ‬‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َو ُه َو بَطيءُ اال ْْن َدا ِر َع ِن ال َْمع َدة‪َ ،‬وبَـ ْر ُدهُ ُم َ‬
‫يب أ َْو‬‫ب‪ ،‬فَِإذَا أُكِ َل بِتَ ْم ٍر أ َْو َزبِ ٍ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إِ ْذ أَ َكلَهُ ِاب ُّلرطَ ِ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ودتَهُ َوُرطُوبَـتَهُ‪َ ،‬ك َما فَـ َع َل َر ُس ُ‬ ‫بُـ ُر َ‬
‫س ٍل َع َدلَهُ‪.‬‬ ‫َع َ‬
‫صلهى‬ ‫يث أنس ر ِ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫اح ٍد‪ .‬وِيف «ال ه ِ‬ ‫ت‪ِ :‬مبَعىن؟؟؟ و ِ‬
‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ط َوُك ْس ٌ ْ ً‬ ‫قُ ْس ٌ‬
‫ي» «‪. »3‬‬ ‫ط الْبَ ْح ِر ُّ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم « َخ ْيـ ُر َما تَ َد َاويْـتُ ْم بِ ِه ا ْحلِ َج َامةُ َوالْ ُق ْس ُ‬ ‫ه‬
‫ي‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫صلهى ا هَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪َ « :‬علَْي ُك ْم هبَ َذا الْعُود ا ْهل ْند ِّ‬ ‫هب َ‬ ‫َويف «ال ُْم ْسنَد» ‪ :‬م ْن َحديث أم قيس‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ِ‬
‫ب» ‪.‬‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬‫فِ ِيه َس ْبـ َعةَ أَ ْش ِفيَ ٍة ِم ْنـ َها َذ ُ‬
‫ي‪َ .‬و ْاآل َخ ُر‪:‬‬ ‫ال لَهُ‪ :‬الْبَ ْح ِر ُّ‬ ‫ض اله ِذي يُـ َق ُ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ْ :‬األَبْـيَ ُ‬
‫ِ‬
‫ط‪ :‬نَـ ْو َعان‪ .‬أ َ‬ ‫الْ ُق ْس ُ‬
‫ريةٌ ِج ًّدا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْهلِْن ِد ُّ‬
‫ض أَلْيَـنُـ ُه َما‪َ ،‬وَمنَافعُ ُه َما َكث َ‬ ‫ي‪َ ،‬و ُه َو أَ َش ُّد ُُهَا َح ًّرا‪َ ،‬و ْاألَبْـيَ ُ‬
‫ف الْ َكبِ ِد‬ ‫لزَك ِام‪َ ،‬وإِذَا ُش ِرَاب‪ ،‬نَـ َف َعا ِم ْن َ‬
‫ض ْع ِ‬ ‫ان لِ ُّ‬
‫اطع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان ِيف الثهالِثَ ِة‪ ،‬يـنَ ِّ ِ‬
‫ش َفان الْبَـ ْلغَ َم‪ ،‬قَ َ‬ ‫ُ‬
‫ان ايبِس ِ‬ ‫ِ‬
‫َو ُُهَا َحا هر َ َ‬
‫وم‪َ ،‬وإِذَا طُلِ َي بِ ِه‬ ‫ب‪ ،‬ونـ َفعا ِمن السم ِ‬ ‫َوال َْم ِع َدةِ َوِم ْن بَـ ْرِد ُِهَا‪َ ،‬وِم ْن ُْحهى ال هد ْوِر َو ِّ‬
‫الربْ ِع‪َ ،‬وقَطَ َعا َو َج َع ا ْجلَْن ِ َ َ َ َ ُّ ُ‬
‫ال جالينوس‪ :‬يَـ ْنـ َف ُع ِم َن الكزاز‪ ،‬ووجع اجلنبني‪ ،‬ويقتل‬ ‫ف‪َ .‬وقَ َ‬ ‫س ِل‪ ،‬قَـلَ َع الْ َكلَ َ‬ ‫الْوجه معج ِ ِ‬
‫وان ابل َْماء َوال َْع َ‬ ‫َ ْ ُ َْ ُ ً‬
‫حب القرع‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬العنكبوت‪.57 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود والرتمذي وابن ماجة يف األطعمة والبخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أْحد والبخاري يف الطب‪.‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫ب‪ ،‬فَأَنْ َك ُروهُ‪َ ،‬ولَ ْو ظَِف َر َه َذا ا ْجلَا ِه ُل ِهبَ َذا النهـ ْق ِل‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫َطبه ِاء نَـ ْفعهُ ِمن وج ِع َذ ِ‬ ‫وقد خفي على جاهل ْاأل ِ‬
‫ُ ْ ََ‬
‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫صلُ ُح‬ ‫ط يَ ْ‬ ‫ني َعلَى أَ هن الْ ُق ْس َ‬ ‫ص َكثِريٌ م َن ْاألَطبهاء ال ُْمتَـ َق ّدم َ‬ ‫ف َوقَ ْد نَ ه‬ ‫هص‪َ ،‬ك ْي َ‬ ‫َع ْن جالينوس لنزله َم ْن ِزلَةَ الن ِّ‬
‫ب‪ ،‬ذَ َك َرهُ اخلطايب َع ْن ُُمَ هم ِد بْ ِن ا ْجلَْه ِم‪.‬‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫لِلنـهو ِع الْبـ ْلغَ ِم ِي ِمن َذ ِ‬
‫ْ َ ّ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وقَ ْد تَـ َق هدم أَ هن ِط ه ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ب‬‫ب الطُُّرقيهة َوال َْع َجائ ِز إِ َىل ط ِّ‬ ‫ب ْاألَنْبِيَاء أَقَ ُّل م ْن ن ْسبَة ط ِّ‬ ‫ب ْاألَطبهاء ِابلنّ ْسبَة إِ َىل ط ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َطبه ِاء‪ ،‬وأَ هن بـني ما يـ ْل َقى ِابلْوح ِي‪ ،‬وبـني ما يـ ْل َقى ِابلتهج ِرب ِة‪ ،‬وال ِْقيا ِ ِ‬ ‫ْاأل ِ‬
‫س م َن الْ َف ْر ِق أَ ْعظَ ُم ممها بَـ ْ َ‬
‫ني الْ َق َدِم‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ ْ ََ َْ َ ُ‬ ‫َ ََْ َ ُ‬
‫َوالْ َف ْر ِق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ود والنهصارى والْم ْش ِركِ ِ‬ ‫َولَ ْو أَ هن َه ُؤَال ِء ا ْجلُه َ‬
‫ني م َن ْاألَ ِطبهاء‪ ،‬لَتَـلَ هق ْوهُ‬ ‫ض الْيَـ ُه َ َ َ َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫وصا َع ْن بَـ ْع ِ‬ ‫ص ً‬ ‫اء َم ْن ُ‬ ‫ال َو َج ُدوا َد َو ً‬
‫هسلِ ِيم‪َ ،‬وََلْ يَـتَـ َوقهـ ُفوا َعلَى ََتْ ِربَتِ ِه‪.‬‬ ‫ول َوالت ْ‬ ‫ِابلْ َقبُ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫نَـعم َْْنن َال نُـ ْنكِر أَ هن لِلْع َ ِ ِ‬
‫اء‪َ ،‬كا َن أَنْـ َف َع لَهُ‪،‬‬ ‫اد َد َواءً َوغ َذ ً‬ ‫ريا ِيف ِاالنْتِ َف ِاع ِابل هد َواء َو َع َدم ِه‪ ،‬فَ َم ِن ا ْعتَ َ‬ ‫ادة ََتْث ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ ُ‬
‫َوأ َْوفَ َق ِممه ْن ََلْ يَـ ْعتَ ْدهُ‪ ،‬بَ ْل ُرهمبَا ََلْ يَـ ْنـتَ ِف ْع بِ ِه َم ْن ََلْ يَـ ْعتَ ْدهُ‪.‬‬
‫ب ْاأل َْم ِز َج ِة َو ْاألَ ْزِمنَ ِة‪َ ،‬و ْاأل ََماكِ ِن َوالْ َع َوائِ ِد‪َ ،‬وإِ َذا َكا َن‬ ‫سِ‬ ‫ِ‬ ‫وَك َال ُم فُ َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ض َالء ْاألَطبهاء َوإ ْن َكا َن ُمطْلَ ًقا‪ ،‬فَـ ُه َو حبَ َ‬ ‫َ‬
‫وس‬ ‫اد ِق الْم ْ ِ ِ‬
‫ص ُدوق‪َ ،‬ولَك هن نُـ ُف َ‬ ‫َ‬
‫صِ‬ ‫ح ِيف َك َالِم ال ه‬ ‫ف يَـ ْق َد ُ‬ ‫ح ِيف َك َال ِم ِه ْم َوَم َعا ِرفِ ِه ْم‪ ،‬فَ َك ْي َ‬ ‫ك َال يَـ ْق َد ُ‬ ‫التهـ ْقيِي ُد بِ َذلِ َ‬
‫ريتَهُ بِنُوِر ا ْهلَُدى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وح ِْ ِ‬ ‫اَّللُ بِ ُر ِ‬
‫ش ِر ُم َرهكبَةٌ َعلَى ا ْجلَْه ِل َوالظُّل ِْم‪ ،‬إِهال َم ْن أَيه َدهُ ه‬
‫اإلميَان‪َ ،‬ونَـ هوَر بَص َ‬ ‫الْبَ َ‬
‫الس هك ِر» «‪َ ، »7‬وَال‬ ‫َحلَى ِم َن ُّ‬ ‫ض « َما ُؤهُ‪ ،‬أ ْ‬ ‫ص ِحي َح ِة ِيف ا ْحلَْو ِ‬ ‫السن ِهة ال ه‬ ‫اظ ُّ‬ ‫ض أَلْ َف ِ‬ ‫اء ِيف بَـ ْع ِ‬‫السكر‪َ :‬ج َ‬ ‫قصب ّ‬
‫ض ِع‪.‬‬ ‫يث إِهال ِيف َه َذا الْمو ِ‬ ‫الس هكر ِيف ا ْحل ِد ِ‬ ‫أَ ْع ِر ُ‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫ف ُّ َ‬
‫ص ُفونَهُ ِيف ْاألَ ْش ِربَِة‪َ ،‬وإِ همنَا يَـ ْع ِرفُو َن‬ ‫َطبه ِاء‪ ،‬وَال َكانُوا يـ ْع ِرفُونَهُ‪ ،‬وَال ي ِ‬ ‫ث ََل يـت َكلهم فِ ِيه متـ َق ِّدمو ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس هك ُر َحاد ٌ ْ َ َ ْ ُ َ ُ‬ ‫َو ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الرطُوبَةَ َوال َْمثَانَةَ‪،‬‬ ‫السعال‪ ،‬وجيلوا ُّ‬ ‫ب السكر حار رطب ينفع من ّ‬ ‫صُ‬ ‫س َل‪َ ،‬ويُ ْدخلُونَهُ ِيف ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال َْع َ‬
‫الرئَ ِة‪َ ،‬و ُه َو أَ َش ُّد تَـلْيِينًا من‬ ‫صبَةَ ِّ‬ ‫َوقَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬يف مسلم والرتمذي بلفظ‪« :‬أحلى من العسل» بدال من «أحلى من السكر» ‪.‬‬

‫(‪)219/7‬‬
‫ص‬‫ار‪َ :‬م ْن َم ه‬ ‫ص هف ُ‬ ‫ال َع هفا ُن بْ ُن ُم ْسلِ ٍم ال ه‬ ‫الس هك ِر‪َ ،‬وفِ ِيه َمعُونَةٌ َعلَى الْ َق ْي ِء‪َ ،‬ويُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف الْبَاهِ‪ .‬قَ َ‬ ‫ُّ‬
‫ص ْد ِر َوا ْحلَل ِْق‬‫شونَِة ال ه‬ ‫ََجَ َع ِيف ُس ُروٍر‪ ،‬انْـتَـ َهى‪َ .‬و ُه َو يَـ ْنـ َف ُع ِم ْن ُخ ُ‬ ‫الس هك ِر بَـ ْع َد طَ َع ِام ِه‪ََ ،‬لْ يَـ َز ْل يَـ ْوَمهُ أ ْ‬
‫ب ُّ‬ ‫صَ‬ ‫قَ َ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫َص ِّح‪َ ،‬وق َ‬ ‫ْب َعلَى ْاأل َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫الس هك ُر َح ٌّ‬
‫ار‪َ .‬و ُّ‬ ‫س َل ِمبَ ٍاء َح ٍّ‬ ‫ش َر‪َ ،‬ويُـغْ َ‬ ‫ي‪َ ،‬ويُـ َولِّ ُد ِرَاي ًحا َدفْـعُ َها ِأبَ ْن يُـ َق ه‬ ‫إِذَا ُش ِو َ‬
‫َاب ِرٌد‪.‬‬
‫يدهِ‪َ ،‬وإِ َذا طُبِ َخ َونُ ِز َع ْ‬‫ف ِمن ج ِد ِ‬ ‫ِ‬
‫ت َر ْغ َوتُهُ‪َ ،‬س هك َن ال َْعطَ َ‬
‫ش‬ ‫اف الطهبَـ ْرَز ُد‪َ ،‬و َعتي ُقهُ أَلْطَ ُ ْ َ‬ ‫ش هف ُ‬ ‫ض ال ه‬ ‫َج َو ُدهُ‪ْ :‬األَبْـيَ ُ‬ ‫َوأ ْ‬
‫ون أَ ِو‬ ‫ضرِرهِ ِمبَ ِاء اللهْيم ِ‬ ‫ض ُّر ال َْم ِع َد َة الهِيت تَـتَـ َوله ُد فِ َيها ال ه ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ص ْف َراءُ ال ْست َحالَته إلَْيـ َها‪َ ،‬و َدفْ ُع َ َ‬ ‫ال‪َ ،‬و ُه َو يَ ُ‬ ‫الس َع َ‬
‫َو ُّ‬
‫ان اللُّهف ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫الرهم ِ‬‫هارنْ ِج‪ ،‬أَ ِو ُّ‬ ‫الن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضلُهُ َعلَى الْع ِِ ه ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫هاس يُـ َف ِّ‬
‫س ِل‬‫س ِل‪ ،‬فَإ هن َمنَاف َع ال َْع َ‬ ‫س ِل لقلة َح َر َارته َولينه‪َ ،‬و َه َذا ََتَ ُام ٌل م ْنهُ َعلَى ال َْع َ‬ ‫ََ‬ ‫ض الن ِ‬ ‫َوبَـ ْع ُ‬
‫ِ‬ ‫الس هك ِر‪ ،‬وقَ ْد جعلَه ا هَّلل ِش َفاء ودواء‪ ،‬وإِداما وح َالوةً‪ ،‬وأَين نَـ ْفع ُّ ِ‬ ‫ضع ُ ِ‬
‫س ِل‪:‬‬ ‫الس هك ِر م ْن َمنَاف ِع ال َْع َ‬ ‫اف َمنَاف ِع ُّ َ َ َ ُ ُ ً َ َ َ ً َ َ ً َ َ َ َ ْ َ ُ‬ ‫أَ ْ َ‬
‫ص ِر‪َ ،‬و َج َال ِء ظُل َْمتِ ِه‪َ ،‬و َدفْ ِع اخلوانيق ابلغرغرة به‪ ،‬وإبرائه من‬ ‫ِ‬
‫ني الطهْب ِع‪َ ،‬وإِ ْح َداد الْبَ َ‬ ‫ِم ْن تَـ ْق ِويَِة ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وتَـ ْليِ ِ‬
‫ت‪ ،‬فَـيَ ْج ِذبُـ َها ِم ْن قَـ ْع ِر‬ ‫الرطُواب ِ‬ ‫ِِ‬
‫ث ِيف ََجي ِع الْبَ َدن م َن ُّ َ‬
‫َجي ِع ال ِْعلَ ِل الْبا ِر َدةِ الهِيت ََتْ ُد ُ ِ‬
‫َ‬
‫الفاَل اللّقوة‪ ،‬وِمن َِ‬
‫َ ْ‬
‫ص هحتِ ِه َوتَ ْس ِمينِ ِه وتسخينه‪ ،‬والزايدة يف الباه‪ ،‬والتحليل اجلالء‪َ ،‬وفَـ ْت ِح‬ ‫َجي ِع الْب َد ِن‪ ،‬و ِح ْف ِظ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الْبَ َدن‪َ ،‬وم ْن َ َ َ‬
‫هخ ِم َوغَ ِْريهِ ِم َن ال َْع َف ِن‪َ ،‬و ْاألُ ْدِم النهافِ ِع‪َ ،‬وُم َوافَـ َق ِة َم ْن‬‫ود‪َ ،‬وَم ْن ِع الت َ‬ ‫الد ِ‬ ‫وق‪َ ،‬وتَـ ْن ِقيَ ِة ال ِْم َعى‪َ ،‬وإِ ْح َدا ِر ُّ‬ ‫أَفْـواهِ الْعُر ِ‬
‫َ ُ‬
‫شايِ ُخ َوأ َْه ُل ْاأل َْم ِز َج ِة الْبَا ِر َدةِ‪َ .‬وِاب ْجلُ ْملَ ِة‪ :‬فَ َال َش ْي َء أَنْـ َف ُع ِم ْنهُ لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬وِيف ال ِْع َال ِج‬ ‫ب َعلَْي ِه الْبَـ ْلغَ ُم َوال َْم َ‬ ‫غَلَ َ‬
‫لس هك ِر ِمثْ ُل َه ِذهِ ال َْمنَافِ ِع‬ ‫اف َه ِذهِ ال َْمنَافِ ِع‪ ،‬فَأَيْ َن لِ ُّ‬ ‫ضع ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َو َع ْج ِز ْاألَ ْد ِويَة‪َ ،‬وح ْفظ قُـ َو َاها‪َ ،‬وتَـ ْق ِويَة ال َْمع َدة إِ َىل أَ ْ َ‬
‫يب منها؟‬ ‫ص أ َْو قَ ِر ٍ‬ ‫صائِ ِ‬ ‫اخلَ َ‬ ‫َو ْ‬

‫ف الْ َك ِ‬
‫اف‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ت‪ ،‬فَ َكتب ِِل ِمن ا ْحل همى رقـْعةً فِيها‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ال املروزي‪ :‬بـلَ َغ أاب عبد هللا أِّ ِ‬ ‫كِت ِ‬
‫َ ُ َُ َ ْ‬ ‫َين ُْح ْم ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْح همى‪ :‬قَ َ‬ ‫اب لل ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬قُـلْنَا‪َ :‬اي َان ُر ُك ِوين بَـ ْر ًدا َو َس َال ًما َعلَى إبراهيم‪ ،‬وأرادوا‬ ‫اَّلل‪ ،‬وِاب هِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّلل‪ُُ ،‬مَ هم ٌد َر ُس ُ‬ ‫ال هر ْْحَ ِن ال هرح ِيم‪ ،‬ب ْس ِم ه َ‬
‫ف ِ‬
‫احب َه َذا ال ِ‬ ‫ب جبـرائِيل‪ ،‬وِمي َكائِ ِ ِ‬
‫ْكتَ ِ‬
‫اب‬ ‫ص َ‬ ‫يل‪ ،‬ا ْش ِ َ‬ ‫يل‪َ ،‬وإ ْس َراف َ‬ ‫َ‬ ‫به كيدا‪ ،‬فجعلناهم األخسرين‪ ،‬الله ُه هم َر ه َ ْ َ َ َ‬
‫ك‪ ،‬إِلَهَ ا ْحلَِّق آمني‪.‬‬ ‫ك َو َجبَـ ُروتِ َ‬ ‫ِحبَ ْولِ َ‬
‫ك َوقُـ هوتِ َ‬

‫(‪)219/7‬‬
‫َمسَ ُع‪ -‬أبو املنذر عمرو بن َممع‪َ ،‬ح هدثَـنَا يونس بن حبان‪،‬‬ ‫ال املروزي‪َ :‬وقَـ َرأَ َعلَى أيب عبد هللا‪َ -‬وأ ََان أ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّلل أَو َك َالٍم َعن نَِ ِب هِ‬ ‫ال‪ :‬إِ ْن َكا َن ِمن كِت ِ ِ‬ ‫هع ِوي َذ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ْت أاب جعفر دمحم بن علي أَ ْن أ َ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ْ ّ‬ ‫اب ه ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُعلّ َق التـ ْ‬ ‫ال‪َ :‬سأَل ُ‬ ‫قَ َ‬
‫فَـعلِّ ْقهُ واستَ ْش ِ ِ‬
‫ت‪.‬‬‫استَطَ ْع َ‬ ‫ف بِه َما ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫اَّلل إِ َىل ِ‬
‫آخ ِرهِ؟‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّلل‪ ،‬وِاب هِ‬
‫ِ‬ ‫ْت‪ :‬أَ ْكت ِ ِ ِ‬
‫َّلل‪َ ،‬و ُُمَ هم ٌد َر ُس ُ‬ ‫الربع‪ :‬بسم ه َ‬ ‫ب َهذه م ْن ُْحهى ّ‬ ‫قُـل ُ ُ ُ‬
‫َي نَـ َع ْم‪.‬‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫قَ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها َوغَ ِْريَها‪ ،‬أَنهـ ُه ْم َسهلُوا ِيف ذَلِ َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫وذَ َكر أْحد َعن عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫ود يَ ْك َرُههُ َك َر َاهةً َش ِدي َد ًة ِج ًّدا‪َ .‬وقَ َ‬
‫ال‬ ‫ال أْحد‪ :‬وَكا َن ابن مسع ٍ‬
‫َ ُْ َ ُْ‬ ‫َْحَ ُد بْ ُن َح ْنـبَ ٍل‪ .‬قَ َ‬ ‫ش ِّد ْد فِ ِيه أ ْ‬ ‫ال حرب‪َ :‬وََلْ يُ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ول الْبَ َال ِء؟‬‫أْحد وقَ ْد ُسئِل َع ِن التهمائِِم تُـ َعله ُق بَـ ْع َد نُـ ُز ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ْس‪.‬‬‫قال‪ :‬أرجو أاليكون بِه َأب ٌ‬
‫ِ‬ ‫ت أَِيب ي ْكتُب التـ ْ ِ ِ‬
‫ْح همى بعد وقوع البالء‪.‬‬ ‫هع ِوي َذ للهذي يُـ ْف َزعُ‪َ ،‬ولل ُ‬ ‫ال اخلالل‪َ :‬و َح هدثَـنَا عبد هللا بن أْحد‪َ ،‬رأَيْ ُ َ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫س َر‬ ‫ت أَِيب يَ ْكتُ ُ ِ ِ ِ‬ ‫ال اخلالل‪َ :‬ح هدثَِِن عبد هللا بن أْحد‪ ،‬قَ َ‬
‫ب لل َْم ْرأَة إذَا َع ُ‬ ‫ال‪َ :‬رأَيْ ُ‬ ‫كتاب لعسر الوالدة‪ :‬قَ َ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ :‬ال إِلَهَ إِهال ه‬ ‫اس ر ِ‬ ‫ب َح ِد َ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫َعلَْيـ َها ِوَال َدتُـ َها ِيف َج ٍام أَبْـيَ َ‬
‫اَّللُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫ض‪ ،‬أ َْو َش ْيء نَظيف‪ ،‬يَ ْكتُ ُ‬
‫ِِ‬ ‫ب الْعر ِ ِ‬ ‫ا ْحللِيم الْ َك ِرمي‪ ،‬سبحا َن هِ‬
‫وع ُدو َن ََلْ‬ ‫ب ال َْعالَ ِم َ‬
‫ني‪َ :‬كأَنهـ ُه ْم يَـ ْوَم يَـ َرْو َن َما يُ َ‬ ‫ش ال َْعظ ِيم‪ ،‬ا ْحلَ ْم ُد هَّلل َر ِّ‬ ‫اَّلل َر ِّ َ ْ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ضحاها «‪. »2‬‬ ‫ساعةً ِم ْن َهنا ٍر بَالغٌ «‪َ ، »7‬كأَنهـ ُه ْم يَـ ْوَم يَـ َرْو َهنا ََلْ يَـ ْلبَـثُوا إِهال َع ِشيهةً أ َْو ُ‬ ‫يَـ ْلبَـثُوا إِهال َ‬
‫ب ِال ْم َرأَةٍ قَ ْد‬‫ال‪َ :‬اي أاب عبد هللا! تَ ْكتُ ُ‬ ‫ال اخلالل‪ :‬أَنْـبَأ ََان أبو بكر املروزي‪ ،‬أَ هن أاب عبد هللا َج َ‬
‫اءهُ َر ُج ٌل فَـ َق َ‬ ‫قَ َ‬
‫اح ٍد‪.‬‬‫ان‪ ،‬ورأَيـته ي ْكتب لِغَ ِري و ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪ :‬قُ ْل لَهُ‪َ :‬جييءُ ِبَ ٍام َواس ٍع‪َ ،‬وَز ْع َف َر َ َ ْ ُ ُ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ني؟ فَـ َق َ‬ ‫س َر َعلَْيـ َها َولَ ُد َها ُم ْن ُذ يَـ ْوَم ْ ِ‬
‫َع ُ‬
‫اَّللُ َعلَى نَبِيِّنَا َو َعلَْي ِه َو َسله َم َعلَى بَـ َق َرةٍ قَ ِد‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ‬ ‫َويَ ْذ ُك ُر َع ْن عكرمة‪َ ،‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ‬
‫يسى َ‬ ‫ال‪َ :‬م هر ع َ‬ ‫اس قَ َ‬
‫ض َولَ ُد َها يف بطنها‪،‬‬ ‫ا ْعتَـ َر َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬األحقاف‪.35 -‬‬
‫(‪ )2‬النازعات‪.41 .‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫ص‬ ‫ِ‬
‫س‪َ ،‬وَاي ُخمَلّ َ‬ ‫س ِم َن النهـ ْف ِ‬ ‫ال‪َ :‬اي َخالِ َق النهـ ْف ِ‬‫ص ِِن ِممها أ ََان فِ ِيه‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫اَّللَ ِِل أَ ْن ُخيَلّ َ‬‫اَّلل! ا ْدعُ ه‬ ‫ت‪ :‬اي َكلِمةَ هِ‬
‫فَـ َقالَ ْ َ َ‬
‫ت بَِولَ ِد َها‪ ،‬فَِإ َذا ِه َي قَائِ َمةٌ تَ ُ‬ ‫س ِمن النهـ ْف ِ ِ‬ ‫س ِم َن النهـ ْف ِ‬
‫ش ُّمهُ‪.‬‬ ‫ال‪ :‬فَـ َرَم ْ‬
‫ص َها‪ .‬قَ َ‬ ‫س‪َ ،‬خلّ ْ‬ ‫ج النهـ ْف ِ َ‬ ‫س‪َ ،‬وَاي ُخمْ ِر َ‬ ‫النهـ ْف ِ‬
‫الرقَى‪ ،‬فَِإ هن كِتَابَـتَهُ َانفِ َعةٌ‪.‬‬‫س َر َعلَى ال َْم ْرأَةِ َولَ ُد َها‪ ،‬فَا ْكتُـ ْبهُ َهلَا‪َ .‬وُك ُّل َما تَـ َق هد َم ِم َن ُّ‬ ‫قَ َ ِ‬
‫ال‪ :‬فَإ َذا َع ُ‬
‫ش َف ِاء اله ِذي َج َع َل ه‬
‫اَّللُ فِ ِيه‪.‬‬ ‫ك ِم َن ال ِّ‬ ‫آن َو ُش ْربِ ِه‪َ ،‬و َج ْع ِل َذلِ َ‬ ‫ض الْ ُقر ِ‬ ‫اعةٌ ِمن ال ه ِ ِ ِ‬
‫سلَف ِيف كتَابَة بَـ ْع ِ ْ‬ ‫هص ََجَ َ َ‬ ‫َوَرخ َ‬
‫ض ُم هد ْ‬
‫ت‬ ‫ت‪َ ،‬وإِذَا ْاأل َْر ُ‬ ‫ت لَِرِّهبا َو ُح هق ْ‬ ‫ت َوأ َِذنَ ْ‬‫ش هق ْ‬ ‫سماءُ انْ َ‬ ‫يف‪ :‬إِذَا ال ه‬ ‫ك‪ :‬ي ْكتَب ِيف إِ َان ٍء نَ ِظ ٍ‬ ‫كِتاب َ ِ ِ‬
‫آخ ُر ل َذل َ ُ ُ‬ ‫َ ٌ‬
‫ش َعلَى بَطْنِ َها‪.‬‬ ‫ب ِم ْنهُ ا ْحلَ ِام ُل‪َ ،‬ويُـ َر ُّ‬‫ت «‪َ ، »7‬وتَ ْش َر ُ‬ ‫ت ما فِيها َوَختَله ْ‬ ‫َوأَلْ َق ْ‬
‫اَّللُ يكتب على جبهته‪:‬‬ ‫اإل ْس َالِم ابْ ُن تَـ ْي ِميهةَ َرِْحَهُ ه‬‫للرعاف‪َ :‬كا َن َش ْي ُخ ِْ‬ ‫اب ّ‬ ‫كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫يض الْماء وقُ ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫وقِيل اي أَرض ابـلَ ِعي ِ‬
‫ض َي ْاأل َْم ُر «‪. »2‬‬ ‫ماءك‪َ ،‬واي َمساءُ أَقْلعي َوغ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ‬
‫ال‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫ف‪َ ،‬ك َما يَـ ْف َعلُهُ ا ْجلُه ُ‬ ‫اع ِ‬ ‫وز كِتابـتـها بِ َدِم ال هر ِ‬ ‫ول‪َ :‬كتـبـتـها لِغَ ِري و ِ‬
‫اح ٍد فَـبَـ َرأَ‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ‬
‫ال‪َ :‬وَال َجيُ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َو َمس ْعتُهُ يَـ ُق ُ َ ْ ُ َ ْ َ‬
‫وز أَ ْن ي ْكتب بِ ِه َك َالم هِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل تَـ َع َاىل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫س‪ ،‬فَ َال َجيُ ُ ُ َ َ‬ ‫ال هد َم َْن ٌ‬
‫اَّللُ َما يَشاءُ َويُـثْبِ ُ‬
‫ت‬ ‫ش هدهُ بِ ِر َدائِِه ميَْ ُحوا ه‬ ‫س َال ُم بِ ِر َد ٍاء‪ ،‬فَـ َو َج َد ُش َع ْيـبًا‪ ،‬فَ َ‬
‫وسى َعلَْي ِه ال ه‬ ‫ج ُم َ‬ ‫آخ ُر لَهُ‪َ :‬خ َر َ‬
‫اب َ‬ ‫كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫تاب «‪. »3‬‬ ‫ْك ِ‬‫و ِع ْن َدهُ أ ُُّم ال ِ‬
‫َ‬
‫ت «‪ِ »4‬حبوِل هِ‬
‫اَّلل َوقُـ هوتِِه‪.‬‬ ‫َصاهبا إِ ْع ِ ِ‬ ‫ب َعلَْي ِه‪ :‬فَأ َ‬ ‫كِتاب َ ِ‬
‫َْ‬ ‫احتَـ َرقَ ْ‬
‫انر‪ ،‬فَ ْ‬ ‫صار فيه ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ْح هزا ِز‪ :‬يُ ْكتَ ُ‬
‫آخ ُر لل َ‬ ‫َ ٌ‬
‫هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫آمنُوا‬‫ين َ‬ ‫آخ ُر لَهُ‪ :‬ع ْن َد اصفرار الشمس يكتب عليه‪ :‬اي أَيُّـ َها الذ َ‬ ‫اب َ‬ ‫كتَ ٌ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬االنشقاق‪.4 -7 -‬‬
‫(‪ )2‬هود‪.44 -‬‬
‫(‪ )3‬الرعد‪.39 -‬‬
‫(‪ )4‬البقرة‪.221 -‬‬

‫(‪)217/7‬‬

‫اَّلل غَ ُف ِ‬ ‫ني ِمن ر ْْحَتِ ِه وَْجيعل لَ ُكم نُوراً َتَْ ُ ِ ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫اتهـ ُقوا ه ِ‬
‫يم‬
‫ور َرح ٌ‬ ‫شو َن بِه‪َ ،‬ويَـ ْغف ْر لَ ُك ْم َو هُ ٌ‬ ‫اَّللَ َوآمنُوا بَِر ُسوله يُـ ْؤت ُك ْم ك ْفلَ ْ ِ ْ َ َ َ ْ ْ‬
‫«‪. »7‬‬
‫ت‪ ،‬بِس ِم هِ‬
‫اَّلل‬ ‫ت‪ ،‬بِس ِم هِ‬ ‫اف‪ :‬بِس ِم هِ‬ ‫ات لِطَ ٍ‬ ‫ث ورقَ ٍ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َم هر ْ ْ‬ ‫اَّلل فَـ هر ْ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ب َعلَى ثََال َ َ‬ ‫كتاب آخر للحمى املثالثة‪ :‬يُ ْكتَ ُ‬
‫ت‪َ ،‬و ََْ ُخ ُذ ُك هل يَـ ْوٍم َوَرقَةً‪َ ،‬وَْجي َعلُ َها ِيف فَ ِم ِه‪َ ،‬ويَـ ْبـتَلِعُ َها ِمبَ ٍاء‪.‬‬ ‫قَـله ْ‬
‫يك ُك ِّل َش ْي ٍء‪َ ،‬و َخالِ َق ُك ِّل‬ ‫ب ُك ِّل َش ْي ٍء‪َ ،‬وَملِ َ‬‫اَّلل ال هر ْْحَ ِن ال هرِح ِيم‪ ،‬الله ُه هم َر ه‬ ‫آخر لِ ِعر ِق النهسا‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫َ ْ‬ ‫اب َ ُ ْ‬ ‫كتَ ٌ‬
‫ِ‬
‫سلِّط ِِْن َعلَْي ِه بَِقطْ ٍع‪َ ،‬وا ْش ِف ِِن‬ ‫ِ‬ ‫ت النهسا‪ ،‬فَ َال تُ ِ‬ ‫ٍ‬
‫سلّطْهُ َعلَ هي أبَذًى‪َ ،‬وَال تُ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َخلَ ْق َ َ‬ ‫ت َخلَ ْقتَِِن‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫َش ْيء‪ ،‬أَنْ َ‬
‫ايف إِهال أَنْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‪.‬‬ ‫اء َال يُـغَاد ُر َس َق ًما‪َ ،‬ال َش ِ َ‬ ‫ش َف ً‬
‫اس ر ِ‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬أَ هن َر ُس َ‬
‫ول‬ ‫ض َي ه‬ ‫كتاب للعرق الضارب‪َ :‬رَوى الرتمذي ِيف « َجامعه» ‪ :‬م ْن َحديث ابْ ِن َعبه ٍ َ‬
‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم َكا َن يـعلِّمهم ِمن ا ْحل همى‪ ،‬وِمن ْاألَوج ِاع ُكلِّها أَ ْن يـ ُقولُوا‪« :‬بِس ِم هِ‬
‫اَّلل الْ َكبِ ِري‪ ،‬أَعُوذُ‬ ‫اَّلل َ ه‬‫هِ‬
‫ْ‬ ‫َ َ‬ ‫َُ ُ ُ ْ َ ُ َ َ ْ َ‬ ‫ص لى ه ُ ْ َ َ َ‬
‫َّلل ال َْع ِظ ِيم ِم ْن َش ِّر ُك ِّل ِع ْر ٍق نَـعها ٍر‪َ ،‬وِم ْن َش ِّر َح ِّر النها ِر» «‪. »2‬‬ ‫ِاب هِ‬
‫اَّلل ال هر ْْحَ ِن ال هرِح ِيم‪ :‬قُ ْل ُه َو اله ِذي‬
‫اخلَ ِّد اله ِذي يلِي الْوجع‪ :‬بِس ِم هِ‬
‫َ َََ ْ‬ ‫ب َعلَى ْ‬ ‫كتاب لوجع الضرس‪ :‬يُ ْكتَ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ب‪َ :‬ولَهُ َما َس َك َن‬ ‫صار َو ْاألَفْئ َدةَ قَل ًيال َما تَ ْش ُك ُرو َن «‪َ ، »3‬وإِ ْن َش َ‬
‫اء َكتَ َ‬ ‫س ْم َع َو ْاألَبْ َ‬ ‫شأَ ُك ْم َو َج َع َل لَ ُك ُم ال ه‬‫أَنْ َ‬
‫يم «‪. »4‬‬ ‫ِ‬ ‫ِيف اللهْي ِل والنهها ِر و ُهو ال ه ِ‬
‫يع ال َْعل ُ‬‫سم ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫صفاً َال تَرى‬ ‫ص ْف َ‬‫اعا َ‬ ‫بال فَـ ُق ْل يَـ ْن ِس ُفها َرِّيب نَ ْسفاً فَـيَ َذ ُرها قَ ً‬
‫ك َع ِن ا ْجلِ ِ‬
‫كتاب للخراج‪ :‬يكتب عليه‪َ :‬ويَ ْسئَـلُونَ َ‬
‫فِيها ِع َوجاً َوال أ َْمتاً «‪. »5‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬احلديد‪.29 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه الرتمذي يف الطب‪.‬‬
‫(‪ )3‬النحل‪.29 -‬‬
‫(‪ )4‬االنعام‪.73 -‬‬
‫(‪ )5‬طه‪.715 -‬‬

‫(‪)212/7‬‬

‫ال‪« :‬الْ َك ْمأَةُ ِم َن ال َْم ِّن َوَما ُؤ َها ِش َفاءٌ لِل َْع ْ ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬‫صلهى ه‬
‫ني» ‪ ،‬أَ ْخ َر َجاهُ‬ ‫هب َ‬ ‫ت َع ِن النِ ِّ‬ ‫كمأة‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫ني» «‪. »7‬‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ِيف «ال ه ِ‬
‫صح َ‬
‫اح ِدهِ التهاءُ‪،‬‬ ‫اس الْعربِيه ِة‪ ،‬فَِإ هن ما بـيـنه وبـني و ِ‬ ‫اح ُدهُ َكمء‪ ،‬و َه َذا ِخ َال ُ ِ‬ ‫ايب‪ََ :‬جْع‪ ،‬و ِ‬
‫َ َْ َ ُ ََ ْ َ َ‬ ‫ف قيَ ِ َ َ‬ ‫ٌْ َ‬ ‫ال ابْ ُن ْاألَ ْع َر ِِّ ٌ َ‬ ‫قَ َ‬
‫اس ُم ََجْ ٍع؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫اح ُد منه ابلتاء‪َ ،‬وإِذَا ُح ِذفَ ْ‬ ‫فَالْو ِ‬
‫وريْ ِن‪،‬‬
‫ني َم ْش ُه َ‬ ‫ْج ْم ِع‪َ .‬و َه ْل ُه َو ََجْ ٌع‪ ،‬أَ ِو ْ‬ ‫ت َكا َن لل َ‬ ‫َ‬
‫قَالُوا‪ :‬وََل َخيْرج َعن َه َذا إِهال حرفَ ِ‬
‫ان‪:‬‬ ‫َْ‬ ‫َْ ُْ ْ‬
‫ِ ِِ‬ ‫ايب‪ :‬بَ ْل ِه َي َعلَى ال ِْقيَ ِ‬
‫اس‪ :‬الْ َك ْمأَةُ لل َْواحد‪َ ،‬والْ َك ْمءُ‬ ‫ال غَْيـ ُر ابْ ِن ْاألَ ْع َر ِِّ‬‫بءٌ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫َك ْمأَةٌ َوَك ْمءٌ‪َ ،‬و َج ْبأَةٌ َو َج ْ‬
‫ال غَيـر ُُها‪ :‬الْ َكمأَةُ تَ ُكو ُن و ِ‬
‫اح ًدا َو ََجْ ًعا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫لِ ْل َكثِ ِري‪َ ،‬وقَ َ ْ ُ َ‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫اب الْ َق ْوِل ْاأل هَوِل ِأبَنهـ ُه ْم قَ ْد ََجَعُوا َك ْمئًا َعلَى أَ ْك ُم ٍؤ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َص َح ُ‬‫احتَ هج أ ْ‬ ‫َو ْ‬
‫ك َعن بـنَ ِ‬
‫ات ْاأل َْوبَ ِر‬ ‫ك أَ ْكم ًؤا و َع ِ‬
‫ساق ًال ‪َ ...‬ولََق ْد نَـ َه ْيـتُ َ ْ َ‬ ‫َولََق ْد َجنَـ ْيـتُ َ ُ َ َ‬
‫وهذا يدل على أن «كمء» ُم ْف َرٌد‪َ « ،‬وَك ْمأَ ًة» ََجْ ٌع‪.‬‬
‫اد َة‪ :‬إِ َذا َستَـ َرَها‬‫ش َه َ‬ ‫ت َك ْمأَ ًة ِال ْستِتَا ِرَها‪َ ،‬وِم ْنهُ َك َمأَ ال ه‬‫ع‪َ ،‬و ُِمسّيَ ْ‬ ‫والْ َكمأَةُ تَ ُكو ُن ِيف ْاألَر ِ ِ‬
‫ض م ْن غَ ِْري أَ ْن تُـ ْزَر َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ي ُُْمتَ ِق ٍن ِيف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اها‪َ ،‬والْ َك ْمأَةُ َخمِْفيهةٌ ََتْ َ‬
‫ض َال َوَر َق َهلَا‪َ ،‬وَال َسا َق‪َ ،‬وَما هدتُـ َها م ْن َج ْو َه ٍر أ َْرض ٍّي ُِخَا ِر ٍّ‬ ‫ت ْاأل َْر ِ‬ ‫َوأَ ْخ َف َ‬
‫ْح األرض‬ ‫الربِي ِع‪ ،‬فَـيَـتَـ َوله ُد َويَـ ْن َدفِ ُع َْْن َو َسط ِ‬‫ار ِّ‬ ‫ْحها َْحيتَ ِقن بِبـرِد ال ِّ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْاأل َْر ِ‬
‫شتَاء‪َ ،‬وتُـنَ ّميه أ َْمطَ ُ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ض َْْن َو َسط َ‬
‫ورتِِه َوَمادهتِِه‪ِ ،‬ألَ هن َما هدتَهُ ُرطُوبَةٌ َد َم ِويهةٌ‪،‬‬ ‫صَ‬ ‫ي ِيف ُ‬ ‫ض‪ ،‬تَ ْشبِ ًيها ِاب ْجلُ َد ِر ِّ‬ ‫متجسدا‪ ،‬ولذلك يقال هلا‪ :‬جدرت ْاأل َْر ِ‬
‫استِ َيال ِء ا ْحلََر َارةِ‪َ ،‬وَمنَ ِاء الْ ُق هوةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬وِيف ابْتِ َداء ْ‬ ‫هر ْع ُر ِع ِيف الْغَالِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫فَـتَـ ْن َدف ُع ع ْن َد س ِّن التـ َ‬
‫ات ال هر ْع ِد ِألَنهـ َها تَ ْكثُـ ُر بِ َكثْـ َرتِِه‪،‬‬
‫ب‪ :‬نَـبَ َ‬ ‫س ّم َيها ال َْع َر ُ‬
‫وخا‪ ،‬وتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وج ُد ِيف ال هربِي ِع‪َ ،‬ويُـ ْؤَك ُل نيئًا َوَمطْبُ ً َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫َوه َي ممها يُ َ‬
‫ض ال َْعر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َها‬‫ت أ َْر ُ‬ ‫َج َو ُد َها َما َكانَ ْ‬ ‫ب‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ض‪َ ،‬وه َي م ْن أَطْع َمة أ َْه ِل الْبَـ َوادي‪َ ،‬وتَ ْكثُـ ُر أب َْر ِ َ‬ ‫َوتَـ ْنـ َفط ُر َع ْنـ َها ْاأل َْر ُ‬
‫َرْملِيهةً قَلِيلَةَ ال َْم ِاء‪.‬‬
‫ب لَ ْونُهُ إِ َىل احلمرة حيدث االختناق‪.‬‬ ‫اف‪ِ :‬م ْنـ َها ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ِر ُ‬ ‫ف قَـت ٌ‬
‫هال يَ ْ‬ ‫ص ْن ٌ‬ ‫َصنَ ٌ‬‫َوه َي أ ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف الطب‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬

‫(‪)213/7‬‬

‫ت‪ ،‬أَورثَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ِه َي َاب ِر َدةٌ َرطْبَةٌ ِيف ال هد َر َج ِة الثهالِثَ ِة‪َ ،‬رِديئَةٌ لِل َْم ِع َدةِ‪ ،‬بَ ِطيئَةُ ا ْهلَ ْ‬
‫س ْكتَةَ‬ ‫ت الْ ُقولَْن َج َوال ه‬ ‫ض ِم‪َ ،‬وإِذَا أُ ْدمنَ ْ ْ َ‬
‫س ِة‪َ ،‬وَم ْن أَ َكلَ َها فَـلْيَ ْدفِ ْنـ َها ِيف ال ِطّ ِ‬
‫ني‬ ‫ِ‬ ‫والْ َفالِج‪ ،‬ووجع الْم ِع َدةِ‪ ،‬وعسر الْبـوِل‪ ،‬وال هرطْبةُ أَقَ ُّل َ ِ‬
‫ض َرًرا م َن الْيَاب َ‬ ‫َ ُ َْ َْ َ َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َ‬
‫ض ٌّي غَلِيظٌ‪،‬‬ ‫ت والتـهوابِ ِل ا ْحلا هرةِ‪ِ ،‬ألَ هن جو َهرَها أَر ِ‬
‫َْ َ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ص ْع َِرت‪َ ،‬و ََْ ُكل َْها ِابل هزيْ َ َ‬ ‫ْح َوال ه‬ ‫ْب‪َ ،‬ويَ ْسلُ ْق َها ِابل َْم ِاء َوال ِْمل ِ‬ ‫ال هرط ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫يف يَ ُد ُّل َعلَى ِخ هفتِ َها‪َ ،‬و ِاال ْكتِ َح ُ‬ ‫َو ِغ َذا ُؤ َها َرِديءٌ‪ ،‬لَ ِك ْن فِ َيها َج ْو َه ٌر َمائِ ٌّي لَ ِط ٌ‬
‫ص ِر‬‫ال ِهبَا َانف ٌع م ْن ظُل َْمة الْبَ َ‬
‫ب‬ ‫يح ُّي‪ ،‬و ِ‬ ‫َطبه ِاء ِأبَ هن ماء َها َْجيلُو الْع ْني‪ ،‬وِممهن ذَ َكرهُ الْم ِس ِ‬ ‫ض َالء ْاأل ِ‬ ‫ار‪َ ،‬وقَ ِد ا ْعتَـ َر َ‬ ‫َوال هرَم ِد ا ْحلَ ِّ‬
‫صاح ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ َ ْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫ف فُ َ ُ‬
‫الْ َقانُ ِ‬
‫ون َوغَْيـ ُر ُُهَا‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬الْ َك ْمأَةُ ِم َن ال َْم ِّن» ‪ ،‬فِ ِيه قَـ ْوَال ِن‪:‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫َوقَـ ْولُهُ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه ْم ِهبَا‬ ‫ريةً َم هن ه‬ ‫أَح ُد ُُهَا‪ :‬أَ هن الْم هن اله ِذي أُنْ ِز َل َعلَى ب ِِن إِ ْسرائِيل ََل ي ُكن َه َذا ا ْحللْو فَـ َقطْ‪ ،‬بل أَ ْشي ِ‬
‫اء َكث َ‬
‫َْ َ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َي‬ ‫ص َد ٌر ِمبَْع َىن الْم ْفعُ ِ‬ ‫ث‪ ،‬فَِإ هن ال َْم هن َم ْ‬ ‫ات اله ِذي يوج ُد َع ْفوا ِمن غَ ِْري ص ْنـع ٍة وَال ِع َال ٍج وَال حر ٍ‬ ‫ِمن النـهب ِ‬
‫ول‪ ،‬أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ ً ْ‬ ‫َ َ‬
‫ت َسائُِر نِ َع ِم ِه‬ ‫ض‪َ ،‬وإِ ْن َكانَ ْ‬ ‫ب منه وال عالج‪َ ،‬م ٌّن َُْم ٌ‬ ‫«ممَْنُو ٌن» بِ ِه‪ ،‬فَ ُك ُّل َما َرَزقَهُ ه‬
‫اَّللُ ال َْع ْب َد َع ْف ًوا بِغَ ِْري َك ْس ٍ‬
‫اسطَِة ال َْع ْب ِد‪،‬‬ ‫منًّا منه على عبده‪ ،‬فخص منها ماال َكسب لَهُ فِ ِيه‪ ،‬وَال ص ْنع ِابس ِم الْم ِن‪ ،‬فَِإنههُ م ٌّن بِ َال و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ َّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ام‬
‫وم َم َق َ‬ ‫سل َْوى‪َ ،‬و ُه َو يَـ ُق ُ‬ ‫اخلُْب ِز‪َ ،‬و َج َع َل أُ ْد َم ُه ُم ال ه‬
‫ام ْ‬ ‫وم َم َق َ‬‫َو َج َع َل ُس ْب َحانَهُ قُـ هوتَـ ُه ْم ِابلتّيه الْ َك ْمأَةَ‪َ ،‬وه َي تَـ ُق ُ‬
‫ِ‬
‫ش ُه ْم‪.‬‬
‫ام ا ْحلَل َْوى‪ ،‬فَ َك ُم َل َع ْي ُ‬‫وم َهلُ ْم َم َق َ‬ ‫اه ُم الطه هل الهذي يَـ ْن ِز ُل َعلَى ْاألَ ْش َجا ِر يَـ ُق ُ‬ ‫الله ْح ِم‪َ ،‬و َج َع َل َحل َْو ُ‬
‫يل» فَ َج َعلَ َها ِم ْن‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّللُ َعلَى بَِِن إ ْس َرائ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬الْ َك ْمأَةُ ِم َن ال َْم ِّن اله ِذي أَنْـ َزلَهُ ه‬ ‫صلهى ه‬ ‫َو ََتَهم ْل قَـ ْولَهُ َ‬
‫استِ ْع َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ني اله ِذي يَ ْس ُق ُ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ال ال َْم ِّن‬ ‫ب ْ‬ ‫ط َعلَى ْاألَ ْش َجا ِر نَـ ْوعٌ م َن ال َْم ِّن‪ ،‬مُه غَلَ َ‬ ‫هرْْنَبِ ُ‬ ‫َُجْلَته‪َ ،‬وفَـ ْر ًدا م ْن أَفْـ َراده‪َ ،‬والتـ َ‬
‫َعلَي ِه عُرفًا ح ِ‬
‫اد ًَث‪.‬‬ ‫ْ ْ َ‬
‫ب َوَال ُك ْل َف ٍة َوَال َزْر ِع بِ ْزٍر‬ ‫س َم ِاء‪ِ ،‬ألَنههُ ُْجي َم ُع ِم ْن غَ ِْري تَـ َع ٍ‬
‫هاين‪ :‬أَنههُ َشبههَ الْ َك ْمأَةَ ِابل َْم ِّن ال ُْمنَـ هزِل ِم َن ال ه‬
‫َوالْ َق ْو ُل الث ِ‬
‫َوَال َس ْق ٍي‪.‬‬
‫ك؟ فَا ْعلَ ْم أَ هن ه‬
‫اَّللَ‬ ‫ْت‪ :‬فَِإ ْن َكا َن َه َذا َشأْ َن الْ َك ْمأَةِ‪ ،‬فَ َما َاب ُل َه َذا الض َهرِر فِ َيها‪َ ،‬وِم ْن أَيْ َن أ ََات َها ذَلِ َ‬ ‫فَِإ ْن قُـل َ‬
‫َحسن ُك هل َشي ٍء َخلَ َقهُ‪ ،‬فَـ ُهو ِع ْن َد م ْب َدأِ َخل ِْق ِه ب ِريء ِمن ْاآلفَ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ات والعلل‪،‬‬ ‫َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صنَـ َعهُ‪َ ،‬وأ ْ َ َ‬ ‫ُس ْب َحانَهُ أَتْـ َق َن ُك هل َش ْيء َ‬
‫اتم املنفعة ملا هىيء َو ُخلِ َق لَهُ‪َ ،‬وإِ همنَا‬ ‫ّ‬

‫(‪)214/7‬‬

‫ادهُ‪،‬‬ ‫سَ‬ ‫ِ‬


‫ُخ َر تَـ ْقتَضي فَ َ‬ ‫اب أ َ‬ ‫َسبَ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫اج َوا ْختِ َالط‪ ،‬أ َْو أ ْ‬ ‫ُخ َر ِم ْن َُمَ َاوَرةٍ‪ ،‬أَ ِو ْامتِ َز ٍ‬ ‫ك ِأب ُُموٍر أ َ‬ ‫ات بَـ ْع َد ذَلِ َ‬ ‫ض لَهُ ْاآلفَ ُ‬ ‫تَـ ْع ِر ُ‬
‫اب الْ َف ِ ِ ِ‬ ‫فَـلَو تُ ِر َك علَى ِخ ْل َقتِ ِه ْاأل ِ ِ ِ‬
‫س ْد‪.‬‬‫ساد به‪ََ ،‬لْ يَـ ْف ُ‬ ‫َ‬
‫َسبَ ِ‬‫َصليهة م ْن غَ ِْري تَـ َعلُّ ِق أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫اد ِيف ج ِوهِ ونَـباتِِه وحيـوانِِه‪ ،‬وأَحو ِال أ َْهلِ ِه ح ِ‬ ‫َجيع الْ َفس ِ‬ ‫ِ‬ ‫َح َو ِال ال َْعاََِل َوَم ْب َدئِِه يَـ ْع ِر ُ‬
‫ث‬
‫اد ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ َ َ ََ َ َ ْ َ‬ ‫ف أَ هن َ َ َ‬ ‫َوَم ْن لَهُ َم ْع ِرفَةٌ ِأب ْ‬
‫ث َهلُم ِمن الْ َفس ِ‬ ‫ِ‬ ‫آد َم َو ُخمَالََفتُـ ُه ْم لِ ُّ‬ ‫َسبَ ٍ‬ ‫ِِ‬
‫اد‬ ‫لر ُس ِل َُتْد ُ ْ َ َ‬ ‫ال بَِِن َ‬ ‫ت ُح ُدوثَهُ‪َ ،‬وََلْ تَـ َز ْل أَ ْع َم ُ‬ ‫ضْ‬ ‫اب اقـْتَ َ‬ ‫بَـ ْع َد َخلْقه ِأب ْ‬
‫ني‪ ،‬والْ ُقح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ب َعلَْي ِه ْم ِم َن ْاآل َالِم‪َ ،‬و ْاأل َْم َر ِ‬ ‫ِ‬
‫وب‪،‬‬‫وط‪َ ،‬وا ْجلُ ُد ِ‬ ‫َس َق ِام‪َ ،‬والطهَواع ِ َ ُ‬ ‫اض‪َ ،‬و ْاأل ْ‬ ‫اص َما َْجيل ُ‬ ‫اخلَ ِّ‬ ‫ام َو ْ‬ ‫ال َْع ِّ‬
‫ْب منَافِ ِعها‪ ،‬أَو نُـ ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ات ْاألَر ِ ِ‬ ‫ْب بـرَك ِ‬
‫ضا‪،‬‬ ‫ض َها بَـ ْع ً‬‫ورا ُمتَـتَابِ َعةً يَـ ْتـلُو بَـ ْع ُ‬‫صاهنَا أ ُُم ً‬ ‫ض‪َ ،‬وَثَا ِرَها‪َ ،‬ونَـبَاهتَا‪َ ،‬و َسل ِ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬
‫َو َسل َ َ‬
‫ت أَيْ ِدي الن ِ‬ ‫ك ِهل َذا فَا ْكت ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫هاس «‪»7‬‬ ‫سبَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ساد ِيف الْبَـ ِّر َوالْبَ ْح ِر مبا َك َ‬ ‫ف بَِق ْول ِه تَـ َع َاىل‪ :‬ظَ َه َر الْ َف ُ‬ ‫َ‬ ‫ْم َ َ‬ ‫فَِإ ْن ََلْ يَـتهس ْع عل ُ‬
‫ات َوال ِْعلَ ُل‬ ‫ني ال َْواقِ ِع َوبَـ ْيـنَـ َها‪َ ،‬وأَنْ َ‬ ‫ِِ‬
‫ث ْاآلفَ ُ‬ ‫ف ََتْ ُد ُ‬ ‫ت تَـ َرى َك ْي َ‬ ‫َح َو ِال ال َْعاََِل‪َ ،‬وطَابِ ْق بَـ ْ َ‬ ‫‪َ ،‬ونَـ ِّز ْل َهذه ْاآليَةَ َعلَى أ ْ‬
‫ضها ِ‬ ‫ْك ْاآلفَ ِ‬ ‫ث ِم ْن تِل َ‬ ‫ْت ِيف الثِّما ِر وال هزر ِع وا ْحليـو ِ‬ ‫ُك هل وق ٍ‬
‫آخ ٌذ‬ ‫ُخ ُر ُمتَ َال ِزَمةٌ‪ ،‬بَـ ْع ُ َ‬ ‫ات أ َ‬ ‫ات آفَ ٌ‬ ‫ف َْحي ُد ُ‬ ‫ان‪َ ،‬وَك ْي َ‬ ‫َ َ ْ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ات َوال ِْعلَ ِل ِيف‬ ‫ث َهلُم ربُّـ ُهم تَـبار َك وتَـع َاىل ِمن ْاآلفَ ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وُكله َما أ ْ‬ ‫اب بَـ ْع ٍ‬ ‫بِ ِرقَ ِ‬
‫َح َد َ ْ َ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫ورا‪ ،‬أ ْ‬ ‫هاس ظُل ًْما َوفُ ُج ً‬ ‫ث الن ُ‬ ‫َح َد َ‬
‫ص‬‫ص َوِرِه ْم َوأَ ْش َكاهلِِ ْم َوأَ ْخ َالقِ ِه ْم ِم َن النهـ ْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫أَ ْغذيَت ِه ْم َوفَـ َواك ِه ِه ْم‪َ ،‬وأ َْه ِويَت ِه ْم َوميَاه ِه ْم‪َ ،‬وأَبْ َداهن ْم َو َخلْق ِه ْم‪َ ،‬و ُ‬
‫ِِ‬
‫ب أَ ْع َماهلِِ ْم َوظُل ِْم ِه ْم َوفُ ُجوِرِه ْم‪.‬‬ ‫وج ُ‬
‫ِ‬
‫َو ْاآلفَات‪َ ،‬ما ُه َو ُم َ‬
‫ام‬ ‫ت الْبَـرَكةُ فِ َيها أَ ْعظَ َم‪َ .‬وقَ ْد َرَوى ِْ‬ ‫ت ا ْحلبوب ِمن ا ْحلِْنطَِة وغَ ِْريَها أَ ْكبـر ِممها ِهي الْيـوم‪َ ،‬كما َكانَ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل َم ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َولََق ْد َكانَ ُُ ُ َ‬
‫وب َعلَْيـ َها‪َ :‬ه َذا‬ ‫ال نَـ َوى الت ْهم ِر َم ْكتُ ٌ‬ ‫ص هرةً فِ َيها ِح ْنطَةٌ أ َْمثَ ُ‬ ‫ض بَِِن أ َُميهةَ ُ‬ ‫ادهِ‪ :‬أَنههُ َو َج َد ِيف َخ َزائِ ِن بَـ ْع ِ‬ ‫َْحَ ُد إبِِسنَ ِ‬
‫أْ ْ‬
‫يث َرَواهُ‪.‬‬ ‫صةُ‪ ،‬ذَ َكرَها ِيف «مسنَ ِدهِ» َعلَى أَثَ ِر ح ِد ٍ‬ ‫ت أ هَاي َم ال َْع ْد ِل‪َ .‬و َه ِذهِ ال ِْق ه‬ ‫َكا َن يَـ ْنـبُ ُ‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫َ‬
‫سالَِفةُ‪ ،‬مُه ب ِقي ْ ِ ِ‬ ‫ت بِ ِه ْاأل َُم ُم ال ه‬ ‫اب عُ ِّذبَ ْ‬‫ات ال َْعا هم ِة بَِقيهةُ َع َذ ٍ‬ ‫اض و ْاآلفَ ِ‬ ‫ِِ‬
‫ص َدةٌ‬
‫ت م ْنـ َها بَقيهةٌ ُم ْر َ‬ ‫ََ‬ ‫َوأَ ْكثَـ ُر َهذه ْاأل َْم َر ِ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم إِ َىل‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ار النِ ُّ‬ ‫اء َع ْد ًال‪َ ،‬وقَ ْد أَ َش َ‬ ‫ضً‬ ‫ت َعلَْي ِه بَِقيهةٌ ِم ْن أَ ْع َماهلِِ ْم‪َ ،‬ح َك ًما قِ ْسطًا‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫لِ َم ْن بَِقيَ ْ‬
‫اب أ ُْر ِس َل َعلَى بَِِن إسرائيل» ‪.‬‬ ‫َه َذا بَِقولِ ِه ِيف الطهاعُ ِ‬
‫ون‪« :‬إِنههُ بَِقيهةُ ِر ْج ٍز أ َْو َع َذ ٍ‬ ‫ْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الروم‪.47 -‬‬

‫(‪)215/7‬‬

‫ال َوََثَانِيَةَ أ هَايٍم‪ ،‬مُه أَبْـ َقى ِيف ال َْعاََِل ِم ْنـ َها بَِقيهةً ِيف‬ ‫الريح َعلَى قَـ ْوٍم َس ْب َع لَيَ ٍ‬ ‫ك َسله َ‬ ‫َوَك َذلِ َ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل ِّ َ‬ ‫ط ه‬
‫ْك ْاألَ هايِم‪َ ،‬وِيف نَ ِظ ِريَها ِعظَةٌ َو ِع ْبـ َرةٌ‪.‬‬ ‫تِل َ‬
‫ات ِآل ََث ِرَها ِيف هذا العاَل اقتضاء البد ِم ْنهُ‪ ،‬فَ َج َع َل َم ْن َع‬ ‫ضي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال الْبَـ ِّر َوالْ َفاج ِر ُم ْقتَ َ‬ ‫َوقَ ْد َج َع َل ا هَّللُ ُس ْب َحانَهُ أَ ْع َم َ‬
‫ساكِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ث ِمن ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان وال هزَكاةِ وال ه ِ‬ ‫اإل ْح ِ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ْم الْ َم َ‬ ‫س َماء‪َ ،‬والْ َق ْحط َوا ْجلَ ْدب‪َ ،‬و َج َع َل ظُل َ‬ ‫ص َدقَة َسبَـبًا ل َم ْن ِع الْغَْي َ‬ ‫َ‬ ‫س َ‬ ‫ِْ َ‬
‫ِ هِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫س ِيف ال َْم َكايِ ِ‬
‫ي َعلَى الضهعيف َسبَـبًا جلَْوِر ال ُْملُوك َوال ُْوَالة الذ َ‬
‫ين َال‬ ‫يل َوال َْم َوا ِزي ِن‪َ ،‬وتَـ َع ّدي الْ َق ِو ِّ‬ ‫َوالْبَ ْخ َ‬
‫استُـ ْع ِط ُفوا‪َ ،‬و ُه ْم ِيف ا ْحلَِقي َق ِة أَ ْع َم ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ال هر َع َااي ظهرت يف صوروالهتم‪،‬‬ ‫استُـ ْرْحُوا‪َ ،‬وَال يَـ ْعط ُفو َن إِ ِن ْ‬ ‫يَـ ْر َْحُو َن إِ ِن ْ‬
‫ب‪،‬‬ ‫ارةً بَِق ْح ٍط َو َج ْد ٍ‬ ‫ِ‬
‫ص َوٍر تُـنَاسبُـ َها‪ ،‬فَـتَ َ‬ ‫ب َو ُ‬
‫ِ‬
‫هاس أَ ْع َما َهلُْم ِيف قَـ َوال َ‬ ‫اَّللَ ُس ْب َحانَهُ ِِحب ْك َمتِ ِه َو َع ْدلِ ِه يُظْ ِه ُر لِلن ِ‬ ‫فَِإ هن ه‬
‫ٍ ِ‬ ‫اض عا هم ٍة‪ ،‬واترةً ِهبم ٍ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ِ‬
‫آالٍم َوغُ ُموم َُتْض ُرَها نُـ ُف ُ‬
‫وس ُه ْم َال‬ ‫وم َو َ‬ ‫ين‪َ ،‬وَات َرةً ِأب َْم َر ٍ َ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َوَات َرةً ب َع ُد ٍّو‪َ ،‬وَات َرةً ب ُوَالة َجائ ِر َ‬
‫ني َعلَْي ِه ْم توزهم إِ َىل‬ ‫شي ِ‬
‫اط ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ض َع ْنـ ُه ْم‪َ ،‬وَات َرةً بِتَ ْسليط ال ه َ‬ ‫س َم ِاء َو ْاأل َْر ِ‬ ‫ات ال ه‬ ‫يـ ْنـ َف ُّكو َن َع ْنـ َها‪ ،‬وَاترةً ِمبَْن ِع بـرَك ِ‬
‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫أْ ِ‬
‫ني‬ ‫سِّريُ بَص َ‬
‫ريتَهُ بَـ ْ َ‬ ‫ري ُكلٌّ م ْنـ ُه ْم إ َىل َما ُخل َق لَهُ‪َ ،‬وال َْعاق ُل يُ َ‬ ‫َسبَاب ال َْع َذاب أَزًّا‪ ،‬لتَح هق َعلَْي ِه ُم الْ َكل َمةُ‪َ ،‬وليَص َ‬
‫اه ُدهُ‪ ،‬ويـ ْنظُر مواقِع َع ْد ِل هِ ِ ِ ِ ٍ‬ ‫شِ‬
‫صةً‬
‫اع ُه ْم َخا ه‬ ‫الر ُس َل َوأَتْـبَ َ‬‫ني لَهُ أَ هن ُّ‬ ‫اَّلل َوح ْك َمتِه‪َ ،‬وحينَئِذ يَـتَـبَـ ه ُ‬ ‫ََ ُ ََ َ‬ ‫أَقْطَا ِر ال َْعاََِل‪ ،‬فَـيُ َ‬
‫اَّللُ َابلِ ٌغ أ َْم َرهُ‪َ ،‬ال‬‫صائُِرو َن‪َ ،‬و ُّ‬ ‫ِ ِ‬
‫يل ا ْهلََالك َسائ ُرو َن‪َ ،‬وإِ َىل َدا ِر الْبَـ َوا ِر َ‬ ‫اخلَل ِْق َعلَى َسبِ ِ‬ ‫هجاةِ‪َ ،‬و َسائُِر ْ‬ ‫يل الن َ‬ ‫َعلَى َسبِ ِ‬
‫يق‪:‬‬ ‫مع ِّقب ِحل ْك ِم ِه‪ ،‬وَال را هد ِألَم ِرهِ‪ ،‬وِاب هِ‬
‫َّلل التـ ْهوفِ ُ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫َُ َ ُ‬
‫ني» فِ ِيه ثََالثَةُ أَقـ َْو ٍال‪:‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف الْ َك ْمأَةِ « َوَما ُؤ َها ِش َفاءٌ لِل َْع ْ ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫َوقَـ ْولُهُ َ‬
‫ني‪َ ،‬ال أَنههُ يُ ْستَـ ْع َم ُل َو ْح َدهُ‪ ،‬ذَ َك َرهُ أَبُو عُبَـ ْي ٍد‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ط ِيف ْاألَ ْد ِويَة الهِيت يُـ َعا ََلُ ِهبَا ال َْع ْ ُ‬ ‫اء َها ُخيْلَ ُ‬‫َح ُد َها‪ :‬أَ هن َم َ‬ ‫أَ‬
‫هاين‪ :‬أَنهه يستـعمل َْحبتا بـع َد َشيِها‪ ،‬واستِ ْقطَا ِر مائِها‪ِ ،‬ألَ هن الن ِ‬
‫ض َالتِِه َوُرطُوبَـتَهُ‬ ‫يب فَ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هار تُـلَطُّفهُ َوتُـ ْنض ُجهُ‪َ ،‬وتُذ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫الث ِ ُ ُ ْ َ ْ َ ُ ً َ ْ ّ َ َ ْ‬
‫ال ُْم ْؤِذيَةَ‪َ ،‬وتُـ ْب ِقي ال َْمنَافِ َع‪.‬‬
‫ض‪ ،‬فَـتَ ُكو ُن‬ ‫ث بِ ِه ِم َن ال َْمطَ ِر‪َ ،‬و ُه َو أ هَو ُل قَطْ ٍر يَـنْ ِز ُل إِ َىل ْاأل َْر ِ‬ ‫اد ِمبَائِ َها ال َْماءُ اله ِذي َْحي ُد ُ‬ ‫ث‪ :‬أَ هن ال ُْم َر َ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ضافَةَ اقِْرت ٍ‬
‫ي‪َ ،‬و ُه َو أَبْـ َع ُد الوجوه وأضعفها‪.‬‬ ‫ضافَةَ ُج ْزء‪ ،‬ذَ َك َرهُ ابْ ُن ا ْجلَْوِز ِّ‬ ‫ان‪َ ،‬ال إِ َ‬ ‫َ‬ ‫ضافَةُ إِ َ‬ ‫ِْ‬
‫اإل َ‬

‫(‪)211/7‬‬
‫ب َم َع غَ ِْريهِ‪.‬‬ ‫ك‪ ،‬فَ ُم َرهك ٌ‬ ‫ني‪ ،‬فَ َما ُؤ َها َُمَ هر ًدا ِش َفاءٌ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن لِغَ ِْري ذَلِ َ‬ ‫يد َما ِيف ال َْع ْ ِ‬ ‫وقيل‪ :‬إن استعمال ما ُؤ َها لِتَـ َِْب ِ‬
‫َ‬
‫ِ ِ‬
‫اإل َْثِ ُد َوا ْكتُح َل بِه‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي أ ْ‬
‫َج َفانَـ َها‪َ ،‬ويَ ِزي ُد‬ ‫ني إِذَا عُ ِج َن بِ ِه ِْ‬ ‫َصلَ ُح ْاألَ ْد ِويَِة لِل َْع ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال الغافقي‪َ :‬ماءُ الْ َك ْمأَة أ ْ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اص َرةَ قُـ هوةً َو ِح هدةً‪ ،‬ويدفع عنها نزول النوازل‪.‬‬ ‫الروح الْب ِ‬
‫ُّ َ َ‬
‫ِ ِ‬
‫اَّلل ر ِ‬ ‫يح ْ ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫كباث‪ِ :‬يف «ال ه ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» ‪ :‬م ْن َحديث َجاب ِر بْ ِن َع ْبد ه َ‬ ‫صح َ‬
‫َس َوِد ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ أَطْيَـبُهُ» «‪. »7‬‬ ‫ال‪َ « :‬علَْي ُك ْم ِاب ْأل ْ‬ ‫اث‪ ،‬فَـ َق َ‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َْْن ِِن الْ َكبَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ُكنها َم َع ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫ض ا ْحلِ َجا ِز‪،‬‬ ‫اك‪َ ،‬و ُه َو ِأب َْر ِ‬ ‫هاء املثالثة‪ََ -‬ثَر ْاألَر ِ‬ ‫اف‪ ،‬والْب ِاء الْمو هح َدةِ الْم َخ هف َف ِة‪ ،‬والث ِ‬ ‫اث‪ ،‬بَِف ْت ِح الْ َك ِ‬‫الْ َكبَ ُ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َُ‬
‫ض َم‪َ ،‬وَْجيلُو الْبَـ ْلغَ َم‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن أ َْو َج ِاع‬ ‫اك‪ :‬يُـ َق ِّوي ال َْم ِع َد َة‪َ ،‬و ُِجيي ُد ا ْهلَ ْ‬‫ار ايبِس‪ ،‬ومنَافِعهُ َكمنَافِ ِع ْاألَر ِ‬
‫َ‬ ‫َوطَْبـعُهُ َح ٌّ َ ٌ َ َ ُ َ‬
‫ال ابن‬ ‫ب طَ ِحينُهُ‪ ،‬أ ََد هر الْبَـ ْو َل‪َ ،‬ونَـ هقى ال َْمثَانَةَ‪َ ،‬وقَ َ‬ ‫ال ابن جلجل‪ :‬إِذَا ُش ِر َ‬ ‫الظه ْه ِر‪َ ،‬وَكثِ ٍري ِم َن ْاألَ ْد َو ِاء‪ .‬قَ َ‬
‫ك الطهبِ َيعةَ‪.‬‬ ‫رضوان‪ :‬يُـ َق ِّوي ال َْم ِع َدةَ‪َ ،‬وميُْ ِس ُ‬
‫ال‪:‬‬
‫ب‪ ،‬قَ َ‬ ‫يح ِه» ‪َ :‬عن عُثْما َن ب ِن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل بْ ِن َم ْو َه ٍ‬ ‫ي ِيف «ص ِح ِ‬ ‫َكتَ ٌم‪َ :‬رَوى الْبُ َخا ِر ُّ‬
‫ْ َ ْ ْ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪،‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت إِلَْيـنَا َش ْعرا ِم ْن َش ْع ِر ر ُس ِ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ ،‬فَأَ ْخ َر َج ْ‬‫ض َي ه‬ ‫َد َخلْنَا َعلَى أم سلمة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ضوب ِاب ْحلِن ِ‬
‫هاء َوالْ َكتَ ِم‪.‬‬ ‫فَِإذَا ُه َو َخمْ ُ ٌ‬
‫ش ْي ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬ ‫ِ‬
‫ب ا ْحلنهاءُ‬ ‫س َن َما غَيهـ ْرُْمت به ال ه َ‬ ‫َح َ‬‫ال‪« :‬إِ هن أ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫السنَ ِن ْاأل َْربَـ َعة» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫َوالْ َكتَ ُم «‪. »2‬‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن أاب بكر هنع هللا يضر اختصب ابحلناء والكتم «‪. »3‬‬ ‫ض َي ه‬ ‫ني» ‪َ :‬عن أنس ر ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف اللباس‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف فضائل أصحاب النب صلّى هللا عليه وسلم‪ ،‬ومسلم يف الفضائل‪.‬‬

‫(‪)211/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َر ُج ٌل قَ ْد‬


‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال‪َ :‬م هر َعلَى النِ ِّ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫اس ر ِ‬
‫َوِيف ُسنَ ِن أيب داود‪َ :‬ع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬
‫س ُن ِم ْن‬ ‫ضب ِاب ْحلِن ِ‬
‫هاء َوالْ َكتَ ِم‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ضب ِاب ْحلِن ِ‬
‫َح َ‬‫ال‪َ « :‬ه َذا أ ْ‬ ‫س َن َه َذا؟» فَ َم هر آ َخ ُر قَ ْد َخ َ َ‬ ‫َح َ‬
‫ال‪َ « :‬ما أ ْ‬
‫هاء فَـ َق َ‬ ‫َخ َ َ‬
‫س ُن ِم ْن َه َذا ُكلِّ ِه» «‪. »7‬‬ ‫َح َ‬
‫ال‪َ « :‬ه َذا أ ْ‬ ‫لص ْف َرةِ‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ب ِاب ُّ‬
‫ضَ‬ ‫َه َذا» فَ َم هر آ َخ ُر قَ ْد َخ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول‪ ،‬ورقُهُ قَ ِر ِ ِ‬ ‫ال الغافقي‪ :‬الكتم نبت ِاب ُّ ِ‬
‫ب‬‫يب م ْن َوَرق ال هزيْـتُون‪ ،‬يَـ ْعلُو فَـ ْو َق الْ َق َامة‪َ ،‬ولَهُ ََثٌَر قَ ْد َر َح ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫لس ُه َ َ‬ ‫قَ َ‬
‫ب ِم ْنـ َها قَ ْد ُر أُوقِيه ٍة‪ ،‬قَـيهأَ‬ ‫ِِ‬
‫ارةُ َوَرقه‪َ ،‬و ُش ِر َ‬ ‫صَ‬ ‫ت عُ َ‬ ‫اس َوده؛ َوإِذَا ْ‬
‫استُ ْخ ِر َج ْ‬ ‫ض َخ ْ‬ ‫اخلِ ِه نَـوى‪ ،‬إِ َذا ر ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الْ ُف ْل ُف ِل‪ِ ،‬يف د ِ‬
‫َ‬
‫ب بِ ِه‪.‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫قَـيـئًا َش ِدي ًدا‪ ،‬ويـ ْنـ َفع َعن َعض ِ‬
‫َصلُهُ إِذَا طُب َخ ِابل َْماء َكا َن م ْنهُ م َدا ٌد يُ ْكتَ ُ‬ ‫ْب‪َ .‬وأ ْ‬ ‫هة الْ َكل ِ‬ ‫ََ ُ ْ‬ ‫ْ‬
‫ِ ِِ‬
‫ني َوأَبْـ َرأ ََها‪.‬‬ ‫ال الكندي‪ :‬بَـ ْزُر الْ َكتَ ِم إِذَا ا ْكتُح َل به‪َ ،‬حله َل ال َْم َ‬
‫اء النها ِز َل ِيف ال َْع ْ ِ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ال‬‫يل‪َ ،‬و َه َذا َو ْه ٌم‪ ،‬فَِإ هن ال َْو ْمسَةَ غَْيـ ُر الْ َكتَ ِم‪ .‬قَ َ‬ ‫هاس أَ هن الْ َكتَ َم ُه َو ال َْو ْمسَةُ‪َ ،‬و ِه َي َوَر ُق النِّ ِ‬
‫ض الن ِ‬ ‫َوقَ ْد ظَ هن بَـ ْع ُ‬
‫ض ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات لَهُ َوَر ٌق‬ ‫يل‪َ :‬وال َْو ْمسَةُ نَـبَ ٌ‬
‫ب به‪ .‬ق َ‬ ‫ط ِابل َْو ْمسَة ُخيْتَ َ ُ‬ ‫ت ُخيْلَ ُ‬ ‫هح ِر ِ‬
‫يك‪ :‬نَـ ْب ٌ‬ ‫اح» ‪ :‬الْ َكتَ ُم ِابلت ْ‬ ‫الص َح ِ‬‫ب « ِّ‬ ‫صاح ُ‬ ‫َ‬
‫ف‪ ،‬يُ ْشبِهُ َوَر َق اللُّوبِيَا‪َ ،‬وأَ ْكبَـ ُر ِم ْنهُ‪ ،‬يُـ ْؤتَى بِ ِه ِم َن ا ْحلِ َجا ِز‬ ‫الزْرقَ ِة أَ ْكبَـ ُر ِم ْن َوَر ِق ْ‬
‫اخلِ َال ِ‬ ‫ب لَ ْونُهُ إِ َىل ُّ‬‫ض ِر ُ‬ ‫يل يَ ْ‬‫طَ ِو ٌ‬
‫َوالْيَ َم ِن‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ب النِ ه‬ ‫ضِ‬ ‫ال‪ََ :‬ل َخيْتَ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَنههُ قَ َ ْ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يح» َعن أنس ر ِ‬
‫َ‬ ‫صح ِ ْ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫يل‪ :‬قَ ْد ثَـبَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫َو َسله َم «‪. »2‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ال‪ :‬قَ ْد َش ِه َد بِ ِه غَْيـر أنس ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ َعلَى النِ ِّ‬‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َْحَ ُد بْ ُن َح ْنـبَ ٍل َع ْن َه َذا َوقَ َ‬
‫اب أ ْ‬ ‫َج َ‬ ‫يل‪ :‬قَد أ َ‬ ‫ق َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اب النِ ِّ‬ ‫ض َ‬ ‫ت ِخ َ‬ ‫س َم ْن َش ِه َد ِمبَْن ِزلَ ِة َم ْن ََلْ يَ ْش َه ْد‪ ،‬فأْحد أَثْـبَ َ‬ ‫ب‪َ ،‬ولَْي َ‬ ‫ضَ‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ َخ َ‬
‫ِ‬ ‫وسلهم‪ ،‬ومعه ََج ِ‬
‫ني‪ ،‬ومالك أَنْ َك َرهُ‪.‬‬ ‫اعةٌ م َن ال ُْم َح ّدثِ َ‬‫َ َ َ َََُ َ َ‬
‫ْن أيب قحافة لَ هما أُِيتَ بِ ِه‬ ‫سو ِاد ِيف َشأ ِ‬
‫اب ِابل ه َ‬ ‫ض ِ‬ ‫اخلِ َ‬
‫هه ُي َع ِن ْ‬ ‫يح مسلم» النـ ْ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف « َ‬ ‫يل‪ :‬فَـ َق ْد ثَـبَ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫السواد» «‪. »3‬‬ ‫شيب وجنّبوه ّ‬ ‫غريوا هذا ال ّ‬ ‫اضا‪ ،‬فقال‪ّ « :‬‬ ‫َوَرأْ ُسهُ َو ِحلْيَـتُهُ َكالثهـغَ َام ِة بَـيَ ً‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود وابن ماجة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه مسلم يف اللباس‪.‬‬

‫(‪)219/7‬‬

‫س ِّو ُد ال ه‬
‫ش ْع َر‪.‬‬ ‫َوالْ َكتَ ُم يُ َ‬
‫يف إِ َىل ا ْحلِن ِ‬ ‫ت‪ ،‬فَأَهما إِذَا أ ِ‬ ‫يد الْب ْح ِ‬ ‫ههي َع ِن الت ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَ ه‬ ‫اب ِم ْن َو ْج َه ْ ِ‬
‫هاء َش ْيءٌ آ َخ ُر‪،‬‬ ‫ُض َ‬ ‫هس ِو َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫ني‬ ‫فَا ْجلََو ُ‬
‫ف ال َْو ْمسَ ِة‪ ،‬فَِإنهـ َها‬‫َْح ِر و ْاألَسوِد ِِِخ َال ِ‬ ‫ِ‬ ‫َكالْ َكتَ ِم وَْْن ِوهِ‪ ،‬فَ َال أب ِِ‬
‫ني ْاأل ْ َ َ ْ َ‬ ‫ش ْع َر بَـ ْ َ‬ ‫ْس به‪ ،‬فَِإ هن الْ َكتَ َم َوا ْحلن َ‬
‫هاء َْجي َع ُل ال ه‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ني‪.‬‬ ‫َص ُّح ا ْجلََوابَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬
‫َس َو َد فَاْحًا‪َ ،‬و َه َذا أ َ‬ ‫ََتْ َعلُهُ أ ْ‬
‫اب َشع ِر ا ْجلا ِري ِة‪ ،‬والْمرأَةِ‬
‫ض ِ ْ َ َ َ َْ‬ ‫يس‪َ ،‬ك ِخ َ‬‫اب الته ْدلِ ِ‬ ‫ض ُ‬ ‫س َو ِاد ال َْم ْن ِه ِّي َع ْنهُ ِخ َ‬ ‫اب ِابل ه‬‫ض َ‬ ‫اخلِ َ‬
‫هاين‪ :‬أَ هن ْ‬ ‫اب الث ِ‬ ‫ا ْجلََو ُ‬
‫اخلِ َد ِاع‪ ،‬فَأَهما إِ َذا‬ ‫ِ ِ‬ ‫ش ْي ِخ يَـغُُّر ال َْم ْرأَ َة بِ َذلِ َ‬ ‫ك‪َ ،‬و ِخ َ‬ ‫سيِّ َد بِ َذلِ َ‬ ‫الْ َكبِ ِ‬
‫ش َو ْ‬ ‫ك‪ ،‬فَِإنههُ م َن الْغ ِّ‬ ‫ض ِ‬
‫اب ال ه‬ ‫ج‪َ ،‬وال ه‬ ‫رية تَـغُُّر ال هزْو َ‬
‫َ‬
‫ضب ِ‬ ‫ِ‬ ‫اعا‪ ،‬فَـ َق ْد ص هح َع ِن احلسن واحلسني ر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‬ ‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما أَنهـ ُه َما َك َاان َخيْ َ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يسا َوَال خ َد ً‬ ‫ض هم ْن تَ ْدل ً‬ ‫ََلْ يَـتَ َ‬
‫يب ْاآل ََث ِر» ‪َ ،‬وذَ َك َرهُ َع ْن عُثْ َما َن بْ ِن َع هفا َن‪َ ،‬و َع ْب ِد‬ ‫اب «تَـ ْه ِذ ِ‬ ‫ك ابْ ُن َج ِري ٍر َع ْنـ ُه َما ِيف كِتَ ِ‬ ‫س َو ِاد‪ ،‬ذَ َك َر ذَلِ َ‬ ‫ِابل ه‬
‫اص‪ ،‬وعُ ْقبةَ ب ِن َع ِام ٍر‪ ،‬والْم ِغريةِ ب ِن ُشعبةَ‪ ،‬وج ِري ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫ِ‬ ‫هِ‬
‫اَّلل‪ ،‬وعمرو ابن‬ ‫َ ُ َ ْ َْ َ َ ْ ْ‬ ‫اَّلل بْ ِن َج ْع َف ٍر‪َ ،‬و َس ْعد بْ ِن أَِيب َوقه ٍ َ َ ْ‬
‫اس‪َ ،‬وأَبُو‬ ‫اع ٍة ِمن التهابِ ِعني‪ِ ،‬م ْنـهم‪َ :‬عمرو بن عُثْما َن‪ ،‬و َعلِ ُّي بن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل بْ ِن َعبه ٍ‬ ‫ال َْع ِ‬
‫َ ُْ ُْ ُْ َ َ ُْ ْ‬ ‫اص‪َ ،‬و َح َكاهُ َع ْن ََجَ َ َ‬
‫الزْه ِر ُّ‬ ‫ِ‬
‫ي‪ ،‬وأيوب‪ ،‬وإمساعيل بن‬ ‫َسلَ َمةَ بْ ُن َع ْبد ال هر ْْحَ ِن‪ ،‬وعبد الرْحن بن األسود‪ ،‬وموسى ابن طَل َ‬
‫ْحةَ‪َ ،‬و ُّ‬
‫ب بْ ِن ِد ََث ٍر‪ ،‬ويزيد‪َ ،‬وابْ ِن ُج َريْ ٍج‪ ،‬وأيب يوسف‪ ،‬وأيب إسحاق‪،‬‬ ‫ي َع ْن ُُمَا ِر ِ‬ ‫معدي كرب‪َ .‬و َح َكاهُ ابْ ُن ا ْجلَْوِز ِّ‬
‫َوابْ ِن أَِيب لَْيـلَى‪َ ،‬وِزَاي ِد بْ ِن ِع َالقَةَ‪ ،‬وغيالن بن جامع‪َ ،‬وَانفِ ِع بْ ِن ُجبَـ ٍْري‪ ،‬وعمرو بن علي املقدمي‪ ،‬والقاسم‬
‫بن سالم‪.‬‬
‫صلهى‬ ‫ب‪ ،‬و ِهي ا ْحلبـلَةُ‪ ،‬وي ْكرهُ تَس ِميـتُـها َكرما‪ ،‬لِما روى مسلم ِيف « ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هب َ‬ ‫صحيحه» َع ِن النِ ِّ‬ ‫َ‬ ‫كرم‪َ :‬ش َج َرةُ الْعنَ ِ َ َ ََ َ ُ َ ْ َ َ ْ ً َ َ َ‬
‫ب الْ َك ْرَم‪ .‬الْ َك ْرُم‪ :‬ال هر ُج ُل ال ُْم ْسلِ ُم» ‪َ .‬وِيف ِرَوايٍَة‪« :‬إِ همنَا‬ ‫َح ُد ُك ْم لِل ِْعنَ ِ‬
‫ال‪َ « :‬ال يَـ ُقولَ هن أ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َوا ْحلَبَـلَةُ» «‪. »2‬‬ ‫ْب ال ُْم ْؤم ِن» «‪َ »7‬وِيف أُ ْخ َرى‪َ « :‬ال تَـ ُقولُوا‪ :‬الْ َك ْرُم‪َ ،‬وقُولُوا‪ :‬الْعنَ ُ‬ ‫الْ َك ْرُم قَـل ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم‪.‬‬

‫(‪)219/7‬‬

‫ان‪:‬‬‫وِيف َه َذا م ْعنَـي ِ‬


‫َ َ‬ ‫َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ب الْ َك ْرَم‪ ،‬لِ َكثْـ َرةِ َمنَافِ ِع َها َو َخ ِْريَها‪ ،‬فَ َك ِرَه النِ ُّ‬
‫س ِّمي َش َج َرَة ال ِْعنَ ِ‬ ‫ت تُ َ‬ ‫ب َكانَ ْ‬ ‫َح ُد ُُهَا‪ :‬أَ هن ال َْع َر َ‬
‫أَ‬
‫اخلَبائِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وسلهم تَس ِميـتـها ِابس ٍم يـهيِج النُّـ ُفوس علَى َُمَبهتِها وَُمَبه ِة ما يـت َ ِ ِ‬
‫ث‪،‬‬ ‫هخ ُذ م ْنـ َها م َن ال ُْم ْسك ِر‪َ ،‬و ُه َو أُ ُّم ْ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ ََ َ ْ ُ َّ ُ‬
‫ْخ ِْري‪.‬‬ ‫َمسَ ِاء َوأ ْ‬
‫ََجَ ِع َها لِل َ‬ ‫س ِن ْاأل ْ‬‫َح َ‬‫َصلُهُ ِأب ْ‬ ‫س همى أ ْ‬ ‫فَ َك ِرَه أَ ْن يُ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ش ِدي ُد ِاب ُّ ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫َي‪:‬‬ ‫ني ِابلطههواف» «‪ . »2‬أ ْ‬ ‫س ال ِْم ْسك ُ‬ ‫لص ْر َعة» «‪َ « . »7‬ولَْي َ‬ ‫س ال ه‬ ‫َوالثهاين‪ :‬أَنههُ م ْن َابب قَـ ْوله‪« :‬لَْي َ‬
‫ِ‬
‫ْب ال ُْم ْؤِم ِن أَ ِو ال هر ُج ِل ال ُْم ْسلِ ِم أ َْو َىل ِهبَ َذا ِاال ْس ِم ِم ْنهُ‪،‬‬ ‫ِ ِ ِِِ‬
‫ب َك ْرًما ل َكثْـ َرة َمنَافعه‪َ ،‬وقَـل ُ‬ ‫س ُّمو َن َش َج َرةَ ال ِْعنَ ِ‬ ‫أَنه ُك ْم تُ َ‬
‫ْب الْم ْؤِم ِن ِمن ا ْخلَ ِْري‪ ،‬وا ْجل ِ‬ ‫ب التهـ ْنبِ ِيه والتـ ِ ِ‬ ‫فَِإ هن ال ُْم ْؤِم َن َخ ْيـ ٌر ُكلُّهُ َونَـ ْف ٌع‪ ،‬فَـ ُه َو ِم ْن َاب ِ‬
‫ود‪،‬‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫هع ِريف ل َما ِيف قَـل ِ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫اق ا ْحلَبَـلَ ِة‬
‫استِ ْح َق ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص َف ِ‬ ‫اإلميَ ِ‬
‫ات الهِيت يَ ْستَح ُّق ِهبَا َه َذا اال ْس َم أَ ْكثَـ َر م ِن ْ‬ ‫ان‪َ ،‬والنُّوِر‪َ ،‬وا ْهلَُدى‪َ ،‬والتهـ ْق َوى‪َ ،‬و ِّ‬ ‫َو ِْ‬
‫لَهُ‪.‬‬
‫ت‬‫ُوىل‪َ ،‬وإِ َذا ُدقه ْ‬ ‫آخ ِر ال هد َر َج ِة ْاأل َ‬‫وبـع ُد‪ :‬فَـ ُق هوةُ ا ْحلبـلَ ِة اب ِردةٌ ايبِسةٌ‪ ،‬وورقُـها وع َالئُِقها وعرمو ُشها مبـ ِرٌد ِيف ِ‬
‫ََ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُ ْ ُ َ ُ َ ّ‬ ‫ََ ْ‬
‫ت س هكنَ ِ‬ ‫اب الْم ِع َدةِ‪ .‬وعُصارةُ قُ ْ ِِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِّم َد ِهبَا ِم َن ُّ‬
‫ت‬ ‫ضبَانه إِذَا ُش ِربَ ْ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫الص َد ِاع َس هكنَـ ْتهُ‪َ ،‬وم َن ْاأل َْوَر ِام ا ْحلَا هرة َوالْت َه ِ َ‬ ‫َو ُ‬
‫وح ْاأل َْم َع ِاء‪،‬‬ ‫ارةُ َوَرقِ َها‪ ،‬تَـ ْنـ َف ُع ِم ْن قُـ ُر ِ‬
‫صَ‬ ‫ت قُـلُوبُـ َها ال هرطْبَةُ‪َ .‬وعُ َ‬ ‫ضغَ ْ‬ ‫ك إِذَا م ِ‬
‫ْن‪َ ،‬وَك َذل َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الْ َق ْي َء‪َ ،‬و َع َقلَت الْبَط َ‬
‫ضب ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ج‬‫ب أَ ْخ َر َ‬ ‫ص ْم ِغ إِذَا ُش ِر َ‬ ‫ان‪َ ،‬كال ه‬ ‫َونَـ ْفث ال هدِم َوقَـ ْيئه‪َ ،‬وَو َج ِع ال َْمع َدة‪َ ،‬و َد ْم ُع َش َج ِره الهذي ُْحي َم ُل َعلَى الْ َق ْ َ‬
‫استِ ْع َم ِاهلَا ِابل َْم ِاء‬
‫ض ِو قَـ ْب َل ْ‬‫ح َوغَْيـ َرهُ‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِغي غَ ْس ُل الْعُ ْ‬ ‫ب ال ُْمتَـ َق هر َ‬‫ب َوا ْجلََر َ‬
‫ِ ِ‬
‫صاةَ‪َ ،‬وإِذَا لُطّ َخ بِه‪ ،‬أَبْـ َرأَ الْ ُق َو َ‬‫ا ْحلَ َ‬
‫اخلَ ِّل َو ُد ْه ِن ال َْوْرِد‬
‫ض ِّم َد بِ ِه َم َع ْ‬ ‫ضبَانِِه إِذَا تُ ُ‬‫اد قُ ْ‬‫ش ْع َر‪َ ،‬وَرَم ُ‬ ‫ت َحلَ َق ال ه‬ ‫ون‪ ،‬وإِذَا َُتُ ِسح ِهبا مع ال هزيْ ِ‬
‫ّ َ َ ََ‬
‫ِ‬
‫َوالنهط ُْر َ‬
‫ضةٌ َشبِ َيهةٌ بِ ُق هوةِ ُد ْه ِن ال َْوْرِد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ض ِيف ال ِطّ َح ِ‬ ‫اب‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ال َْوَرِم ال َْعا ِر ِ‬
‫ال‪َ ،‬وقُـ هوةُ ُد ْه ِن َزْه َرةِ الْ َك ْرم قَابِ َ‬ ‫س َذ ِ‬ ‫َوال ه‬
‫ريةٌ قَ ِريبَةٌ ِم ْن َمنَافِ َع النه ْخلَ ِة‪.‬‬ ‫ِ ِ‬
‫َوَمنَافعُ َها َكث َ‬
‫ال‪َ « :‬م ْن أَ َكلَهُ مُه َان َم َعلَْي ِه‪،‬‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ص ُّح َع ْن ر ُس ِ‬ ‫يث َال ي ِ‬ ‫َكرفْس‪ :‬ر ِوي ِيف ح ِد ٍ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ ُ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ان» ‪ ،‬و َه َذا اب ِطل َعلَى ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫َسنَ ِ‬‫اس َو ْاأل ْ‬ ‫ض َر ِ‬ ‫آمنًا ِم ْن َو َج ِع ْاألَ ْ‬ ‫َانم ونَ ْكهته طَيِبةٌ‪ ،‬ويـنام ِ‬
‫َ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ ُ‬
‫َصلُهُ ِيف ال هرقَـبَ ِة نَـ َف َع من وجع األسنان‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ب النه ْك َهةَ ِج ًّدا‪َ ،‬وإِ َذا عُلّ َق أ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َو َسله َم‪َ ،‬ولَك هن الْبُ ْستَ ِاينه م ْنهُ يُطَيّ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األدب‪ ،‬ومسلم يف الَب‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف الزكاة‪.‬‬

‫(‪)291/7‬‬

‫ال‪َ ،‬وَوَرقُهُ َرطْبًا يَـ ْنـ َف ُع ال َْم ِع َد َة َوالْ َكبِ َد الْبَا ِر َدةَ‪،‬‬ ‫ْب ُم َفتِّ ٌح لِس َد ِاد الْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬ ‫يل‪َ :‬رط ٌ‬
‫ِ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫س‪َ ،‬وق َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫ك‪َ ،‬ويُـ َهيِّ ُج الْبَاهَ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن الْبَ َخ ِر‪ .‬قَ َ‬
‫ال‬ ‫صا َة‪َ ،‬و َحبُّهُ أَقـ َْوى ِيف َذلِ َ‬ ‫ت ا ْحلَ َ‬‫ث‪َ ،‬ويُـ َفتِّ ُ‬ ‫َويُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل َوالطه ْم َ‬
‫ب أَ ْكلُهُ إذا خيف من لدغ العقارب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرازي‪َ :‬ويَـ ْنـبَغي أَ ْن ُْجيتَـنَ َ‬
‫ضوعٌ‪َ « :‬م ْن أَ َك َل‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬بَ ْل ُه َو َاب ِط ٌل َم ْو ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ص ُّح َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫يث َال ي ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫كراث‪ :‬فيه َحد ٌ َ‬
‫ك لِنَـ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صبِ َح» «‪. »7‬‬ ‫ُت نَ ْك َهتِ ِه َح هىت يُ ْ‬ ‫اس ِري َوا ْعتَـ َزلَهُ ال َْملَ ُ‬ ‫يح الْبـو ِ‬ ‫ِ‬
‫اث مُه َان َم َعلَْيه َان َم آمنًا م ْن ِر ِ َ َ‬ ‫الْ ُك هر َ‬
‫وض ُع َعلَى ال َْمائِ َدةِ‪.‬‬ ‫ان‪ :‬نَـبَ ِط ٌّي َو َش ِام ٌّي‪ ،‬فَالنـهبَ ِط ُّي‪ :‬الْبَـ ْق ُل اله ِذي يُ َ‬ ‫و ُهو نَـو َع ِ‬
‫َ َ ْ‬
‫ار ايبِس مص ِّدعٌ‪ ،‬وإِذَا طُبِ َخ وأُكِل‪ ،‬أَو ُش ِرب ما ُؤهُ‪ ،‬نَـ َفع ِمن الْبـو ِ‬
‫اس ِري‬ ‫َ َ ََ‬ ‫َ َ ْ َ َ‬ ‫شامي‪ :‬الذي له رؤوس‪َ ،‬و ُه َو َح ٌّ َ ٌ ُ َ َ‬ ‫وال ّ‬
‫س ِّك ُن‬ ‫اس الهِيت فِ َيها ُّ‬ ‫ت بِ ِه ْاألَ ْ‬ ‫ان‪َ ،‬و ُِِخَّر ْ‬‫الْبا ِر َدةِ‪ .‬وإِ ْن س ِح َق بِ ْزرهُ‪ ،‬وعُ ِجن بَِق ِطر ٍ‬
‫ود نَـثَـ َرَها َوأَ ْخ َر َج َها‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫الد ُ‬ ‫ض َر ُ‬ ‫ُ َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫اث النهـبَ ِط ِّي‪.‬‬‫اسري‪َ ،‬ه َذا ُكلُّهُ ِيف الْ ُك هر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫الْوجع الْعا ِر ِ‬
‫ض ف َيها‪َ ،‬وإذَا ُد ّخنَت ال َْم ْق َع َدةُ بب ْزِره َخ هفت الْبَـ َو ُ‬ ‫َََ َ َ‬
‫ُت النه ْك َهةَ‪َ ،‬وفِ ِيه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان واللهثَ ِة‪ ،‬وي ِ‬ ‫اد ْاأل ْ ِ‬ ‫َوفِ ِيه َم َع َذلِ َ‬
‫ص َر‪َ ،‬ويُـ ْنِ ُ‬‫َح َال ًما َرديئَةً‪َ ،‬ويُظْل ُم الْبَ َ‬ ‫ص ّدعُ‪َ ،‬ويُ ِري أ ْ‬ ‫َُ َ‬ ‫َسنَ َ‬ ‫سُ‬ ‫ك فَ َ‬
‫يك لِلْبَاهِ‪َ ،‬و ُه َو بطيء اهلضم‪.‬‬ ‫ث‪َ ،‬وََتْ ِر ٌ‬ ‫إِ ْدرار لِ ْلبـوِل والطهم ِ‬
‫َ ٌ َْ َ ْ‬
‫الالِم‬
‫ف ه‬ ‫َح ْر ُ‬
‫انه ْم بِفاكِ َه ٍة َو َحلٍْم ِممها يَ ْشتَـ ُهو َن «‪ »7‬وقال‪:‬‬ ‫ال ه‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪َ :‬وأ َْم َد ْد ُ‬ ‫َحلْ ٌم‪ :‬قَ َ‬
‫َو َحلِْم طَ ٍْري ِممها يَ ْشتَـ ُهو َن «‪. »2‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬سيّد‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫يث أَِيب ال هد ْر َد ِاء‪َ ،‬ع ْن ر ُس ِ‬ ‫وِيف «سنَ ِن ابْ ِن ماج ْه» ِمن ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الطور‪.22 -‬‬
‫(‪ )2‬الواقعة‪.27 -‬‬

‫(‪)297/7‬‬

‫الدنْـيا و ْاآل ِخرةِ‬ ‫يث بريدة يَـ ْرفَـعُهُ‪َ « :‬خ ْيـر ِْ ِ‬ ‫الدنْـيا‪ ،‬وأ َْه ِل ا ْجلن ِهة الله ْحم» «‪ »7‬وِمن ح ِد ِ‬
‫اإل َدام ِيف ُّ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫طَ َع ِام أ َْه ِل ُّ َ َ‬
‫الله ْح ُم» «‪. »2‬‬
‫يد َعلَى َسائِ ِر‬ ‫ض ِل الثه ِر ِ‬ ‫س ِاء َك َف ْ‬ ‫ِ‬
‫ض ُل عائشة َعلَى النّ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬فَ ْ‬ ‫صلهى ه‬ ‫يح» َع ْنهُ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫َوِيف «ال ه‬
‫شِ‬
‫اع ُر‪:‬‬ ‫ال ال ه‬ ‫اخلُْبـ ُز َوالله ْح ُم‪ ،‬قَ َ‬ ‫الطه َع ِام» «‪َ . »3‬والثه ِري ُد‪ْ :‬‬
‫اك أَمانَةَ هِ‬ ‫إِ َذا ما ْ ِ‬
‫اَّلل الثه ِري ُد‬ ‫اخلُْبـ ُز ََتْد ُمهُ بِلَ ْح ٍم ‪ ...‬فَ َذ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِر‪َ ،‬ويُـ ْرَوى‬ ‫ال ُُمَ هم ُد بْ ُن َواس ٍع‪ :‬الله ْح ُم يَ ِزي ُد ِيف الْبَ َ‬ ‫ني قُـ هو ًة‪َ .‬وقَ َ‬ ‫ي‪ :‬أَ ْك ُل الله ْح ِم يَ ِزي ُد َس ْبع َ‬ ‫الزْه ِر ُّ‬
‫ال ُّ‬ ‫«‪َ »7‬وقَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل عنه‪ُ « :‬كلُوا اللهحم» فَِإنههُ ي ِ‬ ‫َعن َعلِ ِي بْ ِن أَِيب طَالِ ٍ ِ‬
‫س ُن ْ‬
‫اخلُلُ َق»‬ ‫ْن‪َ ،‬و ُحيَ ّ‬‫ص الْبَط َ‬ ‫ص ّفي الله ْو َن َو ُخيْم ُ‬ ‫َُ‬ ‫َْ‬ ‫ب َرض َي هُ‬ ‫ْ ّ‬
‫ضا ُن ََلْ يَـ ُف ْتهُ الله ْح ُم‪َ ،‬وإِ َذا َسافَـ َر ََلْ يَـ ُف ْتهُ الله ْح ُم‪َ .‬ويُ ْذ َك ُر َع ْن علي َم ْن‬ ‫ال انفع‪َ :‬كا َن ابْ ُن عُ َم َر إِ َذا َكا َن َرَم َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اء ُخلُ ُقهُ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ني لَْيـلَةً َس َ‬ ‫تَـ َرَكهُ أ َْربَع َ‬
‫ني‪ ،‬فَِإنههُ ِم ْن‬ ‫لس ِّك ِ‬‫ِ‬
‫وعا‪َ « :‬ال تَـ ْقطَعُوا الله ْح َم ِاب ّ‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ ،‬اله ِذي َرَواهُ أبو داود َم ْرفُ ً‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫َوأَ هما َح ِد ُ‬
‫سوهُ‪ ،‬فَِإنههُ أ َْهنَأُ َوأ َْم َرأُ» »‬ ‫صنِي ِع ْاأل َ ِ‬
‫َعاج ِم‪َ ،‬وانْـ َه ُ‬ ‫َ‬
‫ني ِيف َح ِديثَـ ْ ِ‬ ‫لس ِّك ِ‬
‫ِِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َْحَ ُد ِمبَا ص هح َع ْنهُ صلهى ه ِ‬
‫ني‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َما‪.‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم م ْن قَطْعه ِاب ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ام أ ْ‬ ‫‪ .‬فَـ َردههُ ِْ‬
‫اإل َم ُ‬
‫ض هرتَهُ‪.‬‬‫س َوطَْبـ َعهُ َوَم ْنـ َف َعتَهُ َوَم َ‬ ‫ُصولِ ِه َوطَبَائِ ِع ِه‪ ،‬فَـنَ ْذ ُك ُر ُح ْك َم ُك ِّل ِج ْن ٍ‬ ‫واللهحم أَجنَاس َخيْتلِ ُ ِ ِ‬
‫ف ِاب ْخت َالف أ ُ‬ ‫َ ُْ ْ ٌ َ‬
‫ي لِ َم ْن َج َ‬
‫اد‬ ‫ِل‪ ،‬يُـ َولِّ ُد ال هد َم ال َْم ْح ُم َ‬
‫ود الْ َق ِو ه‬ ‫ُوىل‪َ ،‬جيِّ ُدهُ ا ْحلَْوِ ُّ‬‫ْب ِيف ْاأل َ‬ ‫ِِ‬
‫ار ِيف الثهانيَة‪َ ،‬رط ٌ‬ ‫ْن‪َ :‬ح ٌّ‬ ‫ضأ ِ‬
‫َحلْ ُم ال ه‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِ‬
‫ول‬ ‫ِ‬
‫ضات التها همة ِيف ال َْم َواض ِع َوالْ ُف ُ‬
‫الراي َ ِ‬
‫اب ْاأل َْم ِز َجة الْبَا ِر َدة َوال ُْم ْعتَدلَة‪َ ،‬وِأل َْه ِل ِّ َ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫صلُ ُح ِأل ْ‬ ‫ض ُمهُ‪ ،‬يَ ْ‬ ‫َه ْ‬
‫ظ‪ .‬و َحلْم ا ْهلَِرِم وال َْع ِج ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اب ال ِْم هرةِ ال ه ِ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬
‫الْبَا ِر َدة‪َ ،‬انفِ ٌع ِأل ْ‬
‫يف رديء‪ ،‬وكذلك حلم‬ ‫َ‬ ‫س ْو َداء‪ ،‬يُـ َق ِّوي ال ّذ ْه َن َوا ْحل ْف َ َ ُ‬
‫النّعاج‪ ،‬وأجوده‪ :‬حلم‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البيهقي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ومسلم‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه أبو داود يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)292/7‬‬

‫َْحَر ِمن ا ْحليـو ِ‬ ‫اخلَ ِ‬ ‫َس َوِد ِم ْنهُ‪ ،‬فَِإنههُ أ َ‬


‫ف‬‫َخ ُّ‬‫ني أ َ‬ ‫س ِم ُ‬ ‫ان ال ه‬ ‫َج َو ُد‪َ ،‬و ْاأل ْ ُ َ ََ َ‬ ‫ص ُّي أَنْـ َف ُع َوأ ْ‬ ‫ف َوأَلَ ُّذ َوأَنْـ َف ُع‪َ ،‬و ْ‬ ‫َخ ُّ‬ ‫ال هذ َك ِر ْاأل ْ‬
‫اء‪َ ،‬وا ْجلَ َذعُ ِم َن ال َْم ْع ِز أَقَ ُّل تَـ ْغ ِذيَةً‪َ ،‬ويَطْ ُفو ِيف ال َْم ِع َدةِ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َج َو ُد غ َذ ً‬ ‫َوأ ْ‬
‫ف وأَجود ِمن ْاألَيس ِر‪ ،‬والْم َق هدم أَفْ َ ِ‬ ‫ض ُل الله ْح ِم َعائِ ُذهُ ِابل َْعظ ِْم‪َ ،‬و ْاأل َْميَ ُن أ َ‬
‫ب‬ ‫ض ُل م َن ال ُْم َؤ هخ ِر‪َ ،‬وَكا َن أ َ‬
‫َح ه‬ ‫َخ ُّ َ ْ َ ُ َ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َوأَفْ َ‬
‫َج َو َد ِممها‬
‫ف َوأ ْ‬ ‫َخ ه‬
‫س َكا َن أ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ُم َق هد ُم َها‪َ ،‬وُك ُّل َما َع َال ِم ْنهُ ِس َوى ال هرأْ ِ‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫شاةِ إِ َىل ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ال ه‬
‫ِ‬
‫ْن‪ ،‬فَِإ هن ال هد َ‬ ‫ِ‬ ‫َس َف َل‪َ ،‬وأَ ْعطَى الْ َف َرْز َد ُق َر ُج ًال يَ ْش َِرتي لَهُ َحلْ ًما َوقَ َ‬
‫اء‬ ‫س َوالْبَط َ‬ ‫ال لَهُ‪ُ :‬خذ ال ُْم َق هد َم‪َ ،‬وإ هاي َك َوال هرأْ َ‬
‫ف الله ْح ِم َوأَلَ ُّذهُ َوأَلْطَُفهُ َوأَبْـ َع ُدهُ ِم َن‬ ‫يف‪َ ،‬و َحلْ ُم ال ِّذ َر ِاع أ َ‬
‫َخ ُّ‬ ‫ض ِم َخ ِف ٌ‬ ‫يع ا ْهلَ ْ‬ ‫ِ‬
‫في ِه َما‪َ .‬و َحلْ ُم الْعُنُ ِق َجيِّ ٌد لَذي ٌذ‪َ ،‬س ِر ُ‬
‫ِ‬
‫ض ًاما‪.‬‬‫َس َرعُهُ ْاهنِ َ‬‫ْاألَ َذى‪َ ،‬وأ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم «‪َ : »7‬و َحلْ ُم الظه ْه ِر َكثِريُ ال ِْغ َذ ِاء‪،‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ب َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫ني» ‪ :‬أَنههُ َكا َن يُـ ْعج ُ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬
‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫ب الله ْح ِم حلم الظّهر» «‪. »2‬‬ ‫وعا‪« :‬أَطْيَ ُ‬ ‫اج ْه» َم ْرفُ ً‬ ‫ودا‪َ .‬وِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬ ‫يُـ َولِّ ُد َد ًما َُْم ُم ً‬
‫ود ال ِْغ َذ ِاء‪.‬‬ ‫ض ِم‪ ،‬وَال َُْمم ِ‬
‫س ِبَيِّد ا ْهلَ ْ َ ُ‬
‫اض ٍل ولَي ِ ِ‬
‫َْ َ‬
‫حلم املعز‪ :‬قَلِيل ا ْحلرارةِ‪ ،‬ايبِس‪ ،‬و َخلْطُهُ الْمتَـولِّ ُد ِم ْنهُ لَْيس بَِف ِ‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ُ ََ َ َ ٌ َ‬
‫ْخل ِ‬‫ض ِام‪ُ ،‬م َولِّ ٌد لِل َ‬ ‫س‪َ ،‬ع ِس ُر ِاال ْهنِ َ‬ ‫س َرِديءٌ ُمطْلَ ًقا‪َ ،‬ش ِدي ُد الْيُـ ْب ِ‬
‫ي‪.‬‬‫س ْو َدا ِو ِّ‬
‫ْط ال ه‬ ‫َو َحلْ ُم التـ ْهي ِ‬
‫ث الْغَ هم‪َ ،‬و ُحيَ ِّر ُك‬‫َطبه ِاء‪َ :‬اي أاب عثمان! إِ هاي َك َو َحلْ َم ال َْم ْع ِز‪ ،‬فَِإنههُ يُوِر ُ‬ ‫اضل ِمن ْاأل ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ِِل فَ ٌ َ‬ ‫ظ‪ :‬قَ َ‬ ‫اح ُ‬ ‫ال ا ْجل ِ‬
‫قَ َ َ‬
‫ث النِّسيا َن‪ ،‬ويـ ْف ِس ُد ال هدم‪ ،‬وهو و هِ‬
‫اَّلل َخيْبِ ُل ْاأل َْوَال َد‪.‬‬ ‫َ َ َُ َ‬ ‫اء‪َ ،‬ويُوِر ُ ْ َ َ ُ‬ ‫س ْو َد َ‬
‫ال ه‬
‫ني‪َ ،‬وَال َر َداءَةَ لِ َم ِن ا ْعتَ َ‬ ‫َطبه ِاء‪ :‬إِ همنَا الْم ْذموم ِم ْنهُ الْم ِس ُّن‪ ،‬وَال ِسيهما لِل ِ‬ ‫ال بـعض ْاأل ِ‬
‫ادهُ‪ .‬وجالينوس‬ ‫ْمسنِّ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َوقَ َ َ ْ ُ‬
‫ود‪َ ،‬وإِ َانثُهُ أَنْـ َف ُع من ذكوره‪.‬‬ ‫وس الْمحم ِ‬ ‫ِِ ِِِ‬ ‫ِِ‬ ‫جعل ا ْحلوِ ه ِ ِ‬
‫ِل م ْنهُ م َن ْاألَ ْغذيَة ال ُْم ْعتَدلَة ال ُْم َع ّدلَة ل ْل َك ْي ُم ِ َ ْ ُ‬ ‫َ َ َ َْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األنبياء‪ ،‬ومسلم يف االميان‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪ ،‬وأْحد واحلاكم‪.‬‬
‫(‪)293/7‬‬

‫اع ِز َوأ َِميطُوا َع ْنـ َها‬‫اَّلل علَي ِه وسلهم‪« :‬أَح ِسنوا إِ َىل الْم ِ‬
‫َ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ ْ ُ‬ ‫هب َ‬
‫ِِ‬
‫هسائ ُّي يف « ُسنَنه» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬
‫َوقَ ْد َرَوى الن َ ِ ِ‬
‫ض هرةِ ُح ْك ٌم ُج ْزئِ ٌّي‬ ‫َطبه ِاء َعلَْي ِه ِابل َْم َ‬
‫يث نَظَر‪ .‬وح ْكم ْاأل ِ‬
‫ٌ َُ ُ‬
‫وت َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬
‫اب ا ْجلن ِهة» ‪ .‬وِيف ثُـب ِ‬
‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ْاألَذَى فَِإنهـ َها م ْن َد َو ِّ َ‬
‫ب الْم ِع َدةِ الض ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫وال ِ‬ ‫ت ال َْمأْ ُك َ‬ ‫هعي َف ِة الهِيت ََلْ تَـ ْعتَ ْدهُ‪َ ،‬وا ْعتَ َ‬
‫اد ِ‬ ‫هعي َف ِة‪ ،‬و ْاألَم ِزج ِة الض ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫سِ َ‬
‫ِ‬
‫ام‪َ ،‬و ُه َو حبَ َ‬ ‫س بِ ُكلّ ٍّي َع ٍّ‬ ‫لَْي َ‬
‫اهيَ ِة ِم ْن أ َْه ِل ال ُْم ُد ِن‪َ ،‬و ُه ُم الْ َقلِيلُو َن ِم َن الناس‪.‬‬ ‫الله ِطي َفةَ‪ ،‬وه ُؤَال ِء أ َْهل ال هرفَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يب إِ َىل ِاال ْعتِ َد ِال‪َ ،‬خا ه‬
‫َس َرعُ‬ ‫يب ال َْع ْهد ِابلْ ِوَال َدة‪َ ،‬و ُه َو أ ْ‬ ‫صةً َما َد َام َرض ًيعا‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن قَ ِر َ‬ ‫َحلْ ُم ا ْجلَ ْد ِي‪ :‬قَ ِر ٌ‬
‫ف ِم ْن َحلِْم‬ ‫َح َو ِال‪َ ،‬و ُه َو أَلْطَ ُ‬ ‫هاس ِيف أَ ْكثَ ِر ْاأل ْ‬ ‫ني لِلطهْب ِع‪ُ ،‬م َوافِ ٌق ِألَ ْكثَ ِر الن ِ‬ ‫نب‪ُ ،‬ملَِّ ٌ‬‫ض ًما لِ َما فِ ِيه ِم ْن قُـ هوةِ الله َ ِ‬ ‫َه ْ‬
‫ا ْجلَ َم ِل‪َ ،‬وال هد ُم ال ُْمتَـ َولِّ ُد َع ْنهُ ُم ْعتَ ِد ٌل‪.‬‬
‫صلُ ُح إِهال ِأل َْه ِل الْ َك ِّد‬ ‫ِ‬ ‫َحلم الْبـ َق ِر‪ :‬اب ِرٌد ايبِس‪َ ،‬ع ِسر ِاال ْهنِ َ ِ‬
‫ض ِام‪ ،‬بَطيءُ ِاال ِْْن َدا ِر‪ ،‬يُـ َولّ ُد َد ًما َس ْو َدا ِوًّاي‪َ ،‬ال يَ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ َ َ َ ٌ‬
‫يل‪،‬‬ ‫واب ِء َوا ْجلُ َذ ِام‪َ ،‬و َد ِاء ال ِْف ِ‬ ‫ب‪َ ،‬والْ ُق َ‬ ‫س ْو َدا ِويهةَ‪َ ،‬كالْبَـ َه ِق َوا ْجلَر ِ‬
‫َ‬ ‫اض ال ه‬ ‫ث إِ ْد َمانُهُ ْاأل َْم َر َ‬ ‫يد‪َ ،‬ويُوِر ُ‬ ‫ش ِد ِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫هع ِ‬ ‫َوالتـ َ‬
‫الربْ ِع‪َ ،‬وَكثِ ٍري ِم َن ْاأل َْوَر ِام‪َ ،‬و َه َذا لِ َم ْن ََلْ يَـ ْعتَ ْدهُ‪ ،‬أ َْو ََلْ يَ ْدفَ ْع َ‬
‫ض َرَرهُ ِابلْ ُف ْل ُف ِل‬ ‫اس‪َ ،‬و ُْحهى ِّ‬ ‫ان‪َ ،‬وال َْو ْس َو ِ‬ ‫سرطَ ِ‬
‫َوال ه َ‬
‫سا‪َ .‬و َحلْ ُم ال ِْع ْج ِل َوَال ِسيه َما‬ ‫ب‬
‫ْ‬ ‫ـ‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫َ‬‫ق‬‫َ‬‫أ‬ ‫اه‬
‫ُ‬ ‫ث‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ْ‬‫ن‬‫ُ‬‫أ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ود‬
‫َ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬
‫ُ‬‫ب‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ه‬
‫ُ‬‫ر‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫يل وَْْن ِوهِ‬ ‫ِ‬ ‫والثـ ْهوِم والدار صيِن‪ ،‬وال هزْْنَبِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫َْحَ ِد َها‪َ ،‬و ُه َو َح ٌّ‬ ‫ني ِم ْن أَ ْع َد ِل ْاألَ ْغ ِذيَِة َوأَطْيَبِ َها َوأَلَ ِّذ َها َوأ ْ‬
‫اء قَ ِوًّاي‪.‬‬ ‫ض َم غَ هذى غ َذ ً‬ ‫ْب‪َ ،‬وإِذَا انْـ َه َ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫س ِم ُ‬ ‫ال ه‬
‫ول‬‫ت‪َْ :‬نَ ْرَان فَـر ًسا فَأَ َكلْنَاهُ َعلَى َع ْه ِد ر ُس ِ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫يح» َعن أمساء ر ِ‬
‫صح ِ ْ‬
‫ت ِيف «ال ه ِ‬ ‫َحلْ ُم الفرس‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اَّلل علَي ِه وسلهم أَنهه أ َِذن ِيف ُحل ِ‬ ‫هِ‬
‫اخلَْي ِل‪َ ،‬ونَـ َهى َع ْن‬ ‫وم ْ‬ ‫صلهى هُ َ ْ َ َ َ ُ َ ُ‬ ‫ت َع ْنهُ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم «‪َ . »7‬وثَـبَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ني» «‪. »2‬‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وم ا ْحلم ِر أَ ْخرجاهُ ِيف «ال ه ِ‬ ‫ِ‬
‫صح َ‬ ‫ُحلُ ُ ُ َ َ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ -‬أَنههُ نَـ َهى َعنْهُ‪.‬‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث ال ِْم ْق َد ِام بْ ِن م ْع ِدي َك ِرب‪ -‬ر ِ‬ ‫ت َع ْنهُ َح ِد ُ‬ ‫َوَال يَـثْـبُ ُ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫قَالَهُ أبو داود َوغَْيـ ُرهُ من أهل احلديث» «‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف الصيد‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري مسلم‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف األطعمة‪.‬‬

‫(‪)294/7‬‬
‫وم َها بَِو ْج ٍه ِم َن ال ُْو ُجوهِ‪َ ،‬ك َما َال‬ ‫آن َال ي ُد ُّل علَى أَ هن ح ْكم َحل ِم ِه ح ْكم ُحل ِ‬
‫ُ َ ْ ُ ُ ُ‬ ‫ال َوا ْحلَ ِم ِري ِيف الْ ُق ْر ِ َ َ‬ ‫ْرتانُهُ ِابلْبِغَ ِ‬ ‫ِ‬
‫َواق َ‬
‫ني الْمتَماثَِال ِ‬ ‫ِ‬ ‫يم ِة ُح ْك ُم الْ َف َر ِ‬ ‫ِ‬ ‫يَ ُد ُّل َعلَى أَ هن ُح ْك َم َها ِيف ال ه‬
‫ت‬ ‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ يَـ ْق ِر ُن ِيف ال ّذ ْك ِر بَـ ْ َ ُ َ‬ ‫س‪َ ،‬و ه‬ ‫س ْه ِم ِيف الْغَن َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هات‪َ ،‬ولَْي ِ‬ ‫ضاد ِ‬ ‫ني الْم ْختَلِ َف ِ‬
‫س‬‫س يف قوله‪ :‬لتَـ ْرَكبُوها «‪َ ، »7‬ما ميَْنَ ُع م ْن أَ ْكل َها‪َ ،‬ك َما لَْي َ‬ ‫َ‬ ‫ني ال ُْمتَ َ‬ ‫ات‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫َات َرةً‪َ ،‬وبَـ ْ َ ُ‬
‫ان ِيف‬ ‫الرُكوب‪ ،‬وا ْحل ِديثَ ِ‬
‫َج ِّل َمنَافع َها‪َ ،‬و ُه َو ُّ ُ َ َ‬
‫ِِ‬
‫ص َعلَى أ َ‬ ‫وب ِم ْن ُو ُجوهِ ِاالنْتِ َف ِاع‪َ ،‬وإِ همنَا نَ ه‬ ‫الرُك ِ‬ ‫فِ ِيه َما ميَْنَ ُع ِم ْن غَ ِْري ُّ‬
‫صلُح لِ ِْلَبْ َد ِ‬ ‫ظ سو َدا ِو ٌّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض َهلُما‪ ،‬وبَـ ْع ُد‪ :‬فَـلَ ْحم َها َح ٌّ ِ‬ ‫ِحلِّ َها ص ِح ِ‬
‫ان‬ ‫ي ُمض ٌّر َال يَ ْ ُ‬ ‫س‪ ،‬غَلي ٌ َ ْ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫ُ‬ ‫يحان َال ُم َعا ِر َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫الله ِطي َف ِة‪.‬‬
‫وق بـ ْني الْيـه ِ‬ ‫ض ِة وأ َْه ِل ُّ ِ‬ ‫َحلم ا ْجلم ِل‪ :‬فَـر ُق ما بـ ْ ِ‬
‫اإل ْس َالِم‪ .‬فَالْيَـ ُه ُ‬
‫ود‬ ‫ود َوأ َْه ِل ِْ‬ ‫َح ُد الْ ُف ُر ِ َ َ َ ُ‬ ‫السنهة‪َ ،‬ك َما أَنههُ أ َ‬ ‫ني ال هراف َ َ‬ ‫ْ ُ ََ ْ َ َ َ‬
‫صلهى ه‬
‫اَّللُ‬
‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫اإل ْس َالِم ِحلُّهُ‪ ،‬وطَالَما أَ َكلَهُ ر ُس ِ‬ ‫ض ِط َرا ِر ِم ْن ِدي ِن ِْ‬ ‫ضةُ تَ ُذ ُّمهُ َوَال ََتْ ُكلُهُ‪،‬؛ َوقَ ْد عُلِ َم ِاب ِال ْ‬ ‫َوال هرافِ َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫َص َحابِ ِه حضرا وسفرا‪.‬‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم َوأ ْ‬
‫وم وأَطْيبِها وأَقـْواها ِ‬ ‫وحلم الفصيل مه ِمن أَلَ ِّذ اللُّح ِ‬
‫ض ُّرُه ُم‬‫ْن َال يَ ُ‬ ‫ضأ ِ‬ ‫اء‪َ ،‬و ُه َو لِ َم ِن ا ْعتَ َ‬
‫ادهُ ِمبَْن ِزلَ ِة َحلِْم ال ه‬ ‫ً‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫غ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ْ‬
‫اهي ِة ِمن أ َْه ِل ا ْحل َ ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ََلْ‬‫ض ِر الذ َ‬ ‫َ‬ ‫ض ْاألَطبهاء ِابلنّ ْسبَة إِ َىل أ َْه ِل ال هرفَ َ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وإِ همنَا ذَ همهُ بَـ ْع ُ‬ ‫الْبَـتهةَ‪َ ،‬وَال يُـ َولّ ُد َهلُْم َد ً‬
‫َجلِ َها‬ ‫ض ِام‪ ،‬وفِ ِيه قُـ هوةٌ غَيـر َُْمم َ ٍ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫يـعتادوه‪ ،‬فَِإ هن فِ ِيه حرارةً ويـبسا‪ ،‬وتَـولِي ًدا لِل ه ِ‬
‫ودة‪ ،‬أل ْ‬ ‫ُْ ُ‬ ‫س ْو َداء‪َ ،‬و ُه َو َعس ُر اال ْهن َ َ‬ ‫َ َ َ َ ُْ ً َ ْ‬ ‫َ َْ ُ ُ‬
‫ض َهلُما‪ ،‬وَال ي ِ‬ ‫ني ِ‬ ‫ِ‬ ‫اَّلل َعلَي ِه وسلهم ِابلْو ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص ُّح‬ ‫ني «‪َ »2‬ال ُم َعا ِر َ َ َ َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬ ‫ضوء م ْن أَ ْكله ِيف َحديثَـ ْ ِ َ‬ ‫صلهى هُ ْ َ َ َ ُ‬ ‫هب َ‬ ‫أ ََم َر النِ ُّ‬
‫وء ِيف َك َال ِم ِه صلهى ه ِ‬ ‫ضِ‬
‫ِ ِِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬لتَـ ْف ِريقه بَـ ْيـنَهُ َوبَـ ْ َ‬
‫ني‬ ‫َ‬ ‫ود ِم َن ال ُْو ُ‬ ‫ف الْم ْعه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ََتْ ِويلُ ُه َما بِغَ ْس ِل الْيَد‪ ،‬ألَنههُ خ َال ُ َ ُ‬
‫اإلبِ ِل‪ .‬ولَو ُِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫َحل ِم الْغَن ِم‪ ،‬فَ َخيهـر بـني الْو ُ ِ ِ ِ ِ‬
‫ضوءُ َعلَى غَ ْس ِل‬ ‫ْح َل ال ُْو ُ‬ ‫وء م ْن ُحلُوم ِْ َ ْ‬ ‫هم ال ُْو ُ َ‬ ‫ضوء َوتَـ ْركه م ْنـ َها‪َ ،‬و َحت َ‬ ‫َ ََْ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ضأْ» ‪.‬‬ ‫س فَـ ْر َجهُ فَـ ْليَـتَـ َو ه‬ ‫ك ِيف قَـ ْولِ ِه‪َ « :‬م ْن َم ه‬ ‫الْيَ ِد فَـ َقطْ‪َ ،‬حلُ ِم َل َعلَى ذَلِ َ‬
‫ث‪،‬‬ ‫وض َع يف فمه‪ ،‬فإن كان وضؤوه غَ ْس َل يَ ِدهِ‪ ،‬فَـ ُه َو َعبَ ٌ‬ ‫اش ُر أَ ْكلَ َها بِيَ ِدهِ ِأبَ ْن يُ َ‬ ‫ضا‪ :‬فَِإ هن آكِلَها قَ ْد َال يـب ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫آخ ُر ْاأل َْم َريْ ِن ِم ْن‬
‫يث‪َ « :‬كا َن ِ‬ ‫ضتُهُ ِحبَ ِد ِ‬‫ار َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫شار ِِع َعلَى غَ ِْري َم ْع ُهوده َوعُ ْرفه‪َ ،‬وَال يَص ُّح ُم َع َ‬ ‫َو َْحْ ٌل لِ َك َالِم ال ه‬
‫وء ِممها مست النار» لعدة أوجه‪:‬‬ ‫ضِ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم تَـ ْر َك ال ُْو ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النحل‪.9 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مالك وأْحد والنسائي وابن ماجة والرتمذي‪.‬‬

‫(‪)295/7‬‬

‫اص‪.‬‬‫أحدها‪ :‬أن هذا عام‪ ،‬واأل؟؟؟ ابلوضوء هذا؟؟؟ َخ ٌّ‬


‫ضِ‬
‫وء ِم ْنـ َها ِ ِِب َه ِة َك ْوِهنَا َحلْ َم إِبِ ٍل َس َواءٌ َكا َن نِيئًا‪ ،‬أ َْو َمطْبُ ً‬
‫وخا‪ ،‬أ َْو قَ ِدي ًدا‪،‬‬ ‫هاين‪ :‬أَ هن ا ْجلِ َهةَ ُخمْتَلِ َفةٌ‪ ،‬فَ ْاأل َْم ُر ِابل ُْو ُ‬
‫الث ِ‬
‫وء ِممها م ه ِ‬ ‫ضِ‬ ‫ضِ‬
‫ب‬ ‫سبَ ٍ‬ ‫سبَ‬
‫س النها ِر لَْي ِ‬
‫َ‬ ‫هار‪ ،‬فَِف ِيه بَـيَا ُن أَ هن َم ه‬ ‫ست الن ُ‬ ‫َ‬ ‫وء‪َ .‬وأَ هما تَـ ْر ُك ال ُْو ُ‬ ‫ري لِلنها ِر ِيف ال ُْو ُ‬ ‫ِ‬
‫َوَال ََتْث َ‬
‫ضِ‬ ‫لِلْو ُ ِ‬
‫وء‪َ ،‬و ُه َو َك ْونُهُ َحلْ َم إِبِ ٍل‪َ ،‬و َه َذا فِ ِيه نَـ ْف ٌي‬ ‫ب ال ُْو ُ‬ ‫ات َسبَ ِ‬ ‫َح ُد ُُهَا ِم َن ْاآل َخ ِر؟ َه َذا فِ ِيه إِثْـبَ ُ‬ ‫ضوء‪ ،‬فَأَيْ َن أ َ‬ ‫ُ‬
‫ض بَـ ْيـنَـ ُه َما بَِو ْج ٍه‪.‬‬ ‫ب الْو ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫ار َ‬‫وس النها ِر‪ ،‬فَ َال تَـ َع ُ‬ ‫س َ‬ ‫ضوء‪َ ،‬و ُه َو َك ْونُهُ ممَْ ُ‬ ‫سبَ ِ ُ‬ ‫لَ‬
‫ار َع ْن َواقِ َع ِة فِ ْع ٍل ِيف أ َْم َريْ ِن‪،‬‬ ‫ث‪ :‬أَ هن ه َذا لَيس فِ ِيه ِح َكايةُ لَْف ٍظ ع ٍام عن ص ِ‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ش ْر ِع‪َ ،‬وإِ همنَا ُه َو إِ ْخبَ ٌ‬ ‫ب ال ه‬ ‫اح ِ‬ ‫َ ّ َْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يث‪ ،‬أَنهـ ُه ْم قَـ هربُوا إِ َىل النِ ِّ‬ ‫س ا ْحل ِد ِ‬
‫ك ُمبَـيهـنًا ِيف نَـ ْف ِ َ‬ ‫اء ذَلِ َ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد ُُهَا‪ُ :‬متَـ َق ّد ٌم َعلَى ْاآل َخ ِر‪َ ،‬ك َما َج َ‬ ‫أَ‬
‫صلهى‪َ ،‬وََلْ يَـتَـ َو ه‬ ‫ِ‬ ‫ضر ِ‬
‫ضأْ‪ ،‬فَ َكا َن‬ ‫صلهى‪ ،‬مُه قَـ هربُوا إِلَْيه فَأَ َك َل‪ ،‬مُه َ‬ ‫ضأَ فَ َ‬ ‫ص َالةُ‪ ،‬فَـتَـ َو ه‬ ‫ت ال ه‬ ‫َو َسل َم َحلْ ًما‪ ،‬فَأَ َك َل‪ ،‬مُه َح َ َ‬
‫ه‬
‫وء ِممها م ه ِ‬ ‫ضِ‬
‫يث‪ ،‬فَا ْختَصرهُ ال هرا ِوي لِم َك ِ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫اء ا ْحلَ ِد ُ‬‫هار‪َ ،‬ه َك َذا َج َ‬ ‫ست الن ُ‬ ‫َ‬ ‫آخ ُر ْاأل َْم َريْ ِن ِم ْنهُ تَـ ْر َك ال ُْو ُ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِاالستِ ْد َال ِل‪ ،‬فَأَين ِيف ه َذا ما يصلُح لِنس ِخ ْاألَم ِر ِابلْو ُ ِ ِ‬
‫ضوء م ْنهُ‪َ ،‬ح هىت لَ ْو َكا َن لَْفظًا َع ًّاما ُمتَأَ ّخ ًرا ُم َقا ِوًما‪ََ ،‬لْ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َْ َ َ َ ْ ُ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫اص َعلَْي ِه‪َ ،‬و َه َذا ِيف غَايَِة الظُّ ُهوِر‪.‬‬ ‫ب تَـ ْق ِدميُ ْ‬ ‫ِ‬
‫اخلَ ِّ‬ ‫هس ِخ‪َ ،‬وَو َج َ‬ ‫صلُ ْح للن ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫س‪ ،‬يُـ َق ِّوي َش ْه َوةَ ا ْجلِ َم ِاع‪.‬‬ ‫يث ِيف ِحلِّ ِه‪ ،‬و َحلْمهُ َح ٌّ ِ‬ ‫ب‪ :‬تَـ َق هد َم ا ْحلَ ِد ُ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ض ِّ‬ ‫َحلْ ُم ال ه‬
‫يل‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫َْحَ ُدهُ َحلْما‪ ،‬و ُهو َح ٌّ ِ‬ ‫ص ْي ِد َوأ ْ‬ ‫َحلْ ُم الْغَ َز ِال‪ :‬الْغَ َز ُ‬
‫س‪َ ،‬وق َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫ً َ َ‬ ‫َصلَ ُح ال ه‬ ‫ال أ ْ‬
‫يح ِة‪َ ،‬و َجيِّ ُدهُ ْ‬
‫اخلِ ْش ُ‬ ‫ان الْم ْعتَ ِدلَ ِة ال ه ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ف‪.‬‬ ‫صح َ‬ ‫ُم ْعتَد ٌل ج ًّدا‪َ ،‬انف ٌع ل ِْلَبْ َد ُ‬
‫ان ال هرطْبَ ِة‪.‬‬ ‫ف لِلْب َد ِن‪ ،‬صالِح لِ ِْلَبْ َد ِ‬ ‫ِ‬ ‫َحلْم الظه ِْب‪َ :‬ح ٌّ ِ‬
‫َ ٌ‬ ‫س ِيف ْاأل َْو َىل‪َُ ،‬مَ ّف ٌ َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫ُ‬
‫ش َحلْ ُم الظه ِْب مع ميله إىل السوداوية‪.‬‬ ‫وم ال َْو ْح ِ‬ ‫ون» ‪ :‬وأَفْضل ُحل ِ‬ ‫احب «الْ َقانُ ِ‬ ‫ال ِ‬
‫َ َُ ُ‬ ‫ص ُ‬ ‫قَ َ َ‬
‫س َع ْوا ِيف طَلَبِ َها‪،‬‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬
‫ال‪ :‬أَنْـ َف ْجنَا أ َْرنَـبًا فَ َ‬‫ك قَ َ‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ْن أَنَ ِ َ‬ ‫صح َ‬ ‫حلم األرانب‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َقبِلَهُ «‪. »7‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ث أبو طلحة بِوِركِ َها إِ َىل ر ُس ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫وها‪ ،‬فَـبَـ َع َ‬ ‫َخ ُذ َ‬ ‫فَأ َ‬
‫وس ِة‪َ ،‬وأَطْيَـبُـ َها َوِرُك َها‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َْحَ ُدهُ أكل‬ ‫ب‪ُ :‬م ْعتَد ٌل إِ َىل ا ْحلََر َارة َوالْيُـبُ َ‬ ‫َحلْ ُم ْاأل َْرنَ ِ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري ومسلم يف الصيد‪.‬‬

‫(‪)291/7‬‬

‫ْن‪َ ،‬ويُ ِد ُّر الْبَـ ْو َل‪ ،‬ويفتّت احلصى‪ ،‬وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َحلْم َها َم ْش ِوًّاي‪َ ،‬و ُه َو يَـ ْعق ُل الْبَط َ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَنهـ ُه ْم َكانُوا َم َع ر ُس ِ‬
‫ول‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث أيب قتادة ر ِ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫حلم ْحار الوحش‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬ ‫ض عم ِرهِ‪ ،‬وأَنهه ص ِ‬ ‫هِ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ش‪ ،‬فَأ ََم َرُه ُم النِ ُّ‬
‫ار َو ْح ٍ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم ِيف بَـ ْع ِ ُ َ َ ُ َ َ‬
‫اد ْحَ َ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اد َة ُُْم ِرًما‪.‬‬ ‫ِأبَ ْكله َوَكانُوا ُُْم ِرم َ‬
‫ني‪َ ،‬وََلْ يَ ُك ْن أَبُو قَـتَ َ‬
‫ال‪ :‬أَ َكلْنَا َزَم َن خيَب اخليل وْحر الوحش «‪. »7‬‬ ‫اج ْه» ‪َ :‬ع ْن َجابِ ٍر قَ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫س‪َ ،‬كثِريُ التهـ ْغ ِذيَِة‪ُ ،‬م َولِّ ٌد َد ًما غَلِيظًا َس ْو َدا ِوًّاي‪ ،‬إِهال أَ هن َش ْح َمهُ َانفِ ٌع َم َع ُد ْه ِن الْ ُق ْس ِط لَِو َج ِع‬ ‫َحلْمهُ َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫ُ‬
‫وش ُكلُّ َها تُـ َولِّ ُد‬ ‫ِ‬ ‫يح الْغَلِيظَِة الْمرِخي ِة لِ ْل ُكلَى‪ ،‬و َشحمه جيِ ٌد لِ ْل َكلَ ِ ِ‬ ‫الظه ْه ِر َو ِّ‬
‫وم ال ُْو ُح ِ‬ ‫ف ط َال ًء‪َ ،‬وِاب ْجلُ ْملَة فَـلُ ُح ُ‬ ‫َ ْ ُ ُ َّ‬ ‫ُْ َ‬ ‫الر ِ‬
‫َْحَ ُدهُ الغزال‪ ،‬وبعده األرنب‪.‬‬ ‫َد ًما غَلِيظًا َس ْو َدا ِوًّاي‪َ ،‬وأ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ان ال هدِم فِ َيها‪ ،‬ولَْيس ْ ِ‬ ‫ودةٍ ِال ْحتِ َق ِ‬‫َجن ِهة‪ :‬غَْيـ ُر َُْم ُم َ‬ ‫ُحلوم ْاأل ِ‬
‫ت حبَ َر ٍام‪ ،‬ل َق ْوله َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُُ‬
‫ني ذَ َكاةُ أ ُِّم ِه» ! «‪. »2‬‬ ‫«ذَ َكاةُ ا ْجلَنِ ِ‬
‫اد بِ ِه أَ هن ذَ َكاتَه َك َذ َكاةِ‬
‫ُ‬ ‫يث َعلَى أَ هن ال ُْم َر َ‬ ‫اق ِم ْن أَ ْكلِ ِه إِهال أَ ْن يُ ْد ِرَكهُ َحيًّا فَـيُ َذ ّكِيَهُ‪َ ،‬وأَ هولُوا ا ْحلَ ِد َ‬ ‫ومنَع أ َْهل ال ِْعر ِ‬
‫ََ َ ُ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث أَنهـ ُه ْم َسأَلُوا َر ُس َ‬ ‫اس ٌد‪ ،‬فَِإ هن أ هَو َل ا ْحل ِد ِ‬ ‫أ ُِم ِه‪ .‬قَالُوا‪ :‬فَـهو ح هجةٌ َعلَى التهح ِر ِمي‪ ،‬و َه َذا فَ ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫ّ‬
‫ال‪ُ « :‬كلُوهُ إِ ْن ِش ْئـتُ ْم‬ ‫شا َة‪ ،‬فَـنَ ِج ُد ِيف بَطْنِ َها َجنِينًا أَفَـنَأْ ُكلُهُ؟ فَـ َق َ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل! نَ ْذبَ ُح ال ه‬ ‫َعلَْي ِه َو َسله َم فَـ َقالُوا‪َ :‬اي َر ُس َ‬
‫فَِإ هن ذَ َكاتَهُ ذَ َكاةُ أ ُِّم ِه» ‪.‬‬
‫َج َزائِ َها‪،‬‬ ‫ضي ِحلهه‪ ،‬فَِإنهه ما دام َْحْ ًال فَـهو جزء ِمن أ ِ‬ ‫ضا‪ :‬فَال ِْقياس يـ ْقتَ ِ‬
‫َج َزاء ْاألُِّم‪ ،‬فَ َذ َكاتُـ َها ذََكاةٌ ِجلَ ِمي ِع أ ْ‬ ‫َُ ٌُْ ْ ْ‬ ‫ُ َُ ََ‬ ‫َ َُ‬ ‫َوأَيْ ً‬
‫ش ْر ِع بَِق ْولِ ِه‪« :‬ذَ َكاتُهُ ذَ َكاةُ أ ُِّم ِه» ‪َ ،‬ك َما تَ ُكو ُن ذَ َكاتُـ َها ذَ َكاةَ َسائِ ِر‬ ‫ب ال ه‬ ‫صاح ُ‬
‫وه َذا هو اله ِذي أَ َشار إِلَي ِه ِ‬
‫َ ْ َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫يح يقتضي حله‪.‬‬ ‫ص ِرحيةُ ِأبَ ْكلِ ِه‪ ،‬لَ َكا َن ال ِْقياس ال ه ِ‬ ‫َجزائِ َها‪ ،‬فَـلَو ََل ََت ِ‬
‫صح ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫السنهةُ ال ه َ‬ ‫ْت َع ْنهُ ُّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫أ َْ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجه يف الذابئح‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود وأْحد وابن ماجه والرتمذي‪.‬‬

‫(‪)291/7‬‬

‫اَّللُ َعلَْي ِه‬


‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ت لِر ُس ِ‬ ‫يث ثَـواب َن ر ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫حلم القديد‪ِ :‬يف « ُّ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال‪َ :‬ذ َْحب ُ َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫السنَ ِن» ‪ :‬م ْن َحد ْ َ َ‬
‫َصلِ ْح َحلْ َم َها» فَـلَ ْم أ ََز ْل أُط ِْع ُمهُ ِم ْنهُ إِ َىل ال َْم ِدينَ ِة‪.‬‬ ‫ال‪« :‬أ ْ‬ ‫سافِ ُرو َن‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ه‬
‫َو َسل َم َشاةً َوَْْن ُن ُم َ‬
‫ض َرِرهِ ِاب ْأل ََاب ِزي ِر الْبَا ِر َدةِ ال هرطْبَ ِة‪،‬‬
‫ث َح هكةً‪َ ،‬و َدفْ ُع َ‬ ‫ود‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ْاألَبْ َدا َن‪َ ،‬و ُْحي ِد ُ‬‫الْ َق ِدي ُد‪ :‬أَنْـ َفع ِمن النهم َكس ِ‬
‫ُ َ ْ ُ‬
‫ض ُّر ِابلْ ُقولَْن ِج‪َ ،‬و َدفْ ُع‬ ‫ْب‪ ،‬يَ ُ‬ ‫ني ال هرط ِ‬ ‫س ِم ِ‬‫ف‪َ ،‬جيِّ ُدهُ ِم َن ال ه‬ ‫س َُمَ ِّف ٌ‬ ‫ود‪َ :‬ح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫س ُ‬ ‫وي ِ‬
‫صل ُح ْاأل َْم ِز َجةَ ا ْحلَا هرةَ َوالن ْهم َك ُ‬‫َُ ْ‬
‫ْب‪.‬‬ ‫ار ال هرط ِ‬ ‫اج ا ْحلَ ِّ‬‫صلُ ُح لِل ِْم َز ِ‬‫الد ْه ِن‪َ ،‬ويَ ْ‬
‫نب َو ُّ‬ ‫ض هرتِِه طَْب ُخهُ ِابلله َ ِ‬
‫َم َ‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪َ :‬و َحلِْم طَ ٍْري ِممها يَ ْشتَـ ُهو َن «‪. »7‬‬ ‫ال ه‬ ‫وم الطه ِْري قَ َ‬ ‫فَصل ِيف ُحل ِ‬
‫ٌْ ُ‬
‫ك»‬ ‫ني يَ َديْ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ك لَتَـ ْنظُُر إِ َىل الطه ِْري ِيف ا ْجلَنهة‪ ،‬فَـتَ ْشتَ ِهيه‪ ،‬فَـيَخ ُّر َم ْش ِوًّاي بَـ ْ َ‬ ‫وعا «إِنه َ‬‫َوِيف « ُم ْسنَ ِد البزار» َوغَ ِْريهِ َم ْرفُ ً‬
‫«‪. »2‬‬
‫هس ِر‬ ‫ني‪َ ،‬وَما ََْ ُك ُل ا ْجلِيَ َ‬
‫ف َكالن ْ‬
‫شِ‬
‫اه ِ‬ ‫ص ْق ِر َوالْبَا ِز ِّ‬
‫ي َوال ه‬ ‫َوِم ْنهُ َح َال ٌل‪َ ،‬وِم ْنهُ َح َر ٌام‪ .‬فَا ْحلََر ُام‪ :‬ذُو ال ِْم ْخلَ ِ‬
‫ب‪َ ،‬كال ه‬
‫الص َرِد‪َ ،‬وَما أ ُِم َر‬
‫َس َوِد الْ َكبِ ِري‪َ ،‬وَما ُهنِ َي َع ْن قَـ ْتلِ ِه َكا ْهلُْد ُه ِد َو ُّ‬ ‫َوال هر َخ ِم َوالله ْقلَ ِق َوال َْع ْق َع ِق َوالْغُر ِ‬
‫اب ْاألَبْـ َق ِع َو ْاأل ْ‬‫َ‬
‫اب‪.‬‬ ‫بَِق ْتلِ ِه َكا ْحلِ َدأَةِ َوالْغُر ِ‬
‫َ‬
‫صلهى ه‬ ‫يث أيب موسى‪ ،‬أَ هن النِ ه‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫اف َكثِريةٌ‪ ،‬فَ ِم ْنهُ ال هدجاج‪ ،‬فَِفي «ال ه ِ‬
‫اَّللُ‬ ‫هب َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َصنَ ٌ َ‬ ‫َوا ْحلََال ُل أ ْ‬
‫عليه وسلم أكل حلم ال ّدجاج «‪. »3‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الواقعة‪.27 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود ومسلم يف األضاحي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البخاري يف الذابئح‪ ،‬ومسلم يف االميان‪.‬‬

‫(‪)299/7‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ض ِم‪ ،‬جيِ ُد ْ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ْب ِيف ْاأل َْو َىل‪َ ،‬خ ِف ٌ‬


‫ِن‪،‬‬‫اخلَلْط‪ ،‬يَ ِزي ُد يف ال ّد َم ِاغ َوال َْم ِِّ‬ ‫يع ا ْهلَ ْ َ ّ‬ ‫يف َعلَى ال َْمع َدة‪َ ،‬س ِر ُ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫َو ُه َو َح ٌّ‬
‫ال‪ :‬إِ هن‬ ‫الرطُوبَِة‪َ ،‬ويُـ َق ُ‬‫س ُن الله ْو َن‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي ال َْع ْق َل‪َ ،‬ويُـ َولِّ ُد َد ًما َجيِّ ًدا‪َ ،‬و ُه َو َمائِ ٌل إِ َىل ُّ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ،‬و ُحيَ ّ‬ ‫ص ْو َ‬ ‫ص ِّفي ال ه‬ ‫َويُ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ت ذَلِ َ‬ ‫س‪َ ،‬وَال يَـثْـبُ ُ‬ ‫م َداومةَ أَ ْكلِ ِه تُوِر ُ ِ‬
‫ث النّ ْق ِر َ‬ ‫ُ ََ‬
‫ح الْغَلِيظَةَ إِذَا طُبِ َخ‬ ‫يق ِمنْهُ َد َواءٌ يَـ ْنـ َف ُع الْ ُقولَْن َج َوال هربْـ َو َو ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫اجا‪َ ،‬وأَقَ ُّل ُرطُوبَةً‪َ ،‬وال َْعتِ ُ‬ ‫ِ‬
‫َس َخ ُن م َز ً‬ ‫يك أ ْ‬ ‫و َحلْم ال ِّد ِ‬
‫َ ُ‬
‫ض ِم‪ُ ،‬ملَيِّنَةٌ لِلطهْب ِع‪،‬‬ ‫صيُّـها َُْمم ِ ِ‬ ‫ِمبَ ِاء الْ ُق ْرطُِم َوال ه‬
‫يج َس ِر َيعةُ ا ْهلَ ْ‬‫ض ِام‪َ ،‬والْ َف َرا ِر ُ‬ ‫يع ِاال ْهنِ َ‬‫ود الْغ َذاء‪َ ،‬س ِر ُ‬ ‫ث‪َ ،‬و َخ ِ َ ُ ُ‬ ‫ش ْب ِ‬
‫يف َجيِّ ٌد‪.‬‬‫َوال هد ُم ال ُْمتَـ َولِّ ُد ِم ْنـ َها َد ٌم لَ ِط ٌ‬
‫ار ِم ْنهُ ُِحي ُّد‬ ‫ض ِام‪ُ ،‬م َولِّ ٌد لِل هدِم ال ُْم ْعتَ ِد ِل‪َ ،‬و ِْ‬
‫اإل ْكثَ ُ‬ ‫يع ِاال ْهنِ َ‬ ‫يف‪َ ،‬س ِر ُ‬ ‫يف لَ ِط ٌ‬ ‫س ِيف الثهانِيَ ِة‪َ ،‬خ ِف ٌ‬ ‫اج‪َ :‬ح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َحلْ ُم ُّ‬
‫الد هر ِ‬
‫ص َر‪.‬‬
‫الْبَ َ‬
‫يع ِاال ْهنِ َ‬ ‫ِ‬
‫ض ِام‪.‬‬ ‫َحلْ ُم ا ْحلَ َج ِل‪ :‬يُـ َولّ ُد ال هد َم ا ْجلَيِّ َد‪َ ،‬س ِر ُ‬
‫ول‪.‬‬ ‫ض ِ‬‫اإلوم‪ :‬حار ايبس‪ ،‬رديء الغذاء إذا اعتيد‪ ،‬ولس بِ َكثِ ِري الْ ُف ُ‬ ‫َحلْ ُم ّ‬
‫ض ِام‪ ،‬غَْيـ ُر ُم َوافِ ٍق لِل َْم ِع َدةِ‪.‬‬ ‫ول‪َ ،‬ع ِس ُر ا ِال ْهنِ َ‬ ‫ض ِ‬ ‫ْب‪َ ،‬كثِريُ الْ ُف ُ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫ط‪َ :‬ح ٌّ‬ ‫َحلْ ُم الْبَ ِّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬‫ض َي ه‬ ‫يث بريه بن عمر بن سفينة‪َ ،‬عن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن ج ِّدهِ ر ِ‬ ‫السنَ ِن» ‪ِ .‬من ح ِد ِ‬ ‫ارى‪ِ :‬يف « ُّ‬
‫ْ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َحلْ ُم ا ْحلُبَ َ‬
‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ْت مع رس ِ ِ‬
‫ارى «‪. »7‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َحلْ َم ُحبَ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫أَ َكل ُ َ َ َ ُ‬
‫الراي َ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫هع ِ‬‫ضة َوالتـ َ‬ ‫اب َِّ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ض ِام‪َ ،‬انفِ ٌع ِأل ْ‬ ‫س‪َ ،‬ع ِس ُر ِاال ْهنِ َ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫اب الْ َك ِّد‬ ‫يف‪ ،‬وِيف ح ِرهِ وبـرِدهِ ِخ َال ٌ ِ‬
‫صلُ ُح ِأل ْ‬
‫َص َح ِ‬ ‫ف‪ ،‬يُـ َولّ ُد َد ًما َس ْو َدا ِوًّاي‪َ ،‬ويَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫س َخف ٌ َ َ ّ َ َ ْ‬ ‫َحلْ ُم الْ ُك ْرك ِّي‪َ :‬ايب ٌ‬
‫ب‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يُـ ْتـ َر َك بَـ ْع َد ذحبه يوما أو يومني‪ ،‬م يؤكل‪.‬‬ ‫هع ِ‬
‫َوالتـ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أبو داود والرتمذي‪.‬‬

‫(‪)299/7‬‬

‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَ هن النِ ه‬


‫هب‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث عبد هللا بن عمر ر ِ‬ ‫صافِ ِري والْ َقنَابِ ِر‪ :‬روى النهسائِ ُّي ِيف «سنَنِ ِه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َحلْ ُم ال َْع َ َ‬
‫ورا فَ َما فَـ ْوقَهُ بِغَ ِْري َح ِّق ِه إِهال َسأَلَهُ ه‬
‫اَّللُ َع هز َو َج هل‬ ‫ال‪« :‬ما ِمن إِنْس ٍ‬ ‫صلهى ه ِ ه‬
‫ص ُف ً‬‫ان يَـ ْقتُ ُل عُ ْ‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسل َم قَ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل! َوَما َح ُّقهُ؟ قَ َ‬ ‫يل‪َ :‬اي َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫َع ْنـ َها‪ .‬ق َ‬
‫«تَ ْذ َحبُهُ فَـتَأْ ُكلُهُ‪َ ،‬وَال تَـ ْقطَ ُع َرأْ َسهُ َوتَـ ْرِمي بِ ِه» «‪. »7‬‬
‫ول‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـ ُق ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال‪َِ :‬مس ْع ُ‬‫ضا‪َ :‬ع ْن عمرو بن الشريد‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه قَ َ‬ ‫َوِيف « ُسنَنِ ِه» أَيْ ً‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬
‫ب إِ هن فَُال ًان قَـتَـلَِِن َعبَـثًا‪َ ،‬وََلْ يَـ ْقتُـل ِِْن لِ َم ْنـ َف َع ٍة» «‪. »2‬‬ ‫ول‪َ :‬اي َر ِّ‬
‫«من قَـتل عُص ُفورا َعبـثًا‪َ ،‬ع هج إِ َىل هِ‬
‫اَّلل يَـ ُق ُ‬ ‫َْ ََ ْ ً َ‬
‫اص َل‪َ ،‬وإِذَا أُكِلَ ْ‬ ‫ني الطهْبع‪ ،‬ويـ ْنـ َفع الْم َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫و َحلْمهُ َح ٌّ ِ‬
‫ت‬ ‫س‪َ ،‬عاق ٌل للطهب َيعة‪ ،‬يَ ِزي ُد ِيف الْبَاه‪َ ،‬وَم َرقُهُ يُـلَِّ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫َ ُ‬
‫ت َش ْهوةَ ا ْجلِم ِاع‪ ،‬و َخ ْلطُها غَيـر َُْمم ٍ‬
‫ود‪.‬‬ ‫ص ِل‪َ ،‬هيه َج ْ َ َ َ َ ْ ُ ُ‬ ‫يل َوالْبَ َ‬‫أَ ْد ِمغَتُـ َها ِابل هزْْنَبِ ِ‬
‫ف‬‫َخ ُّ‬ ‫ضهُ أ َ‬ ‫الدوِر َوَان ِه ُ‬ ‫اصيهةً‪َ ،‬وَما ُرَِّيب ِيف ُّ‬ ‫ب َخ ِّ‬ ‫ْب‪َ ،‬و ْح ِشيُّهُ أَقَ ُّل ُرطُوبَةً‪َ ،‬وفِ َر ُ‬
‫اخهُ أ َْرطَ ُ‬ ‫ار َرط ٌ‬ ‫َحلْ ُم ا ْحلَ َم ِام‪َ :‬ح ٌّ‬
‫ك َش ُّم َرائِ َح ِة‬ ‫ش ِة‪َ ،‬وَك َذلِ َ‬ ‫س ْكتَ ِة َوال هر ْع َ‬ ‫اء‪َ ،‬و َحلْ ُم ذُ ُكوِرَها ِش َفاءٌ ِم َن ِاال ْسِ ْرت َخ ِاء َو ْ‬
‫اخلَ َد ِر َوال ه‬ ‫َحلما‪ ،‬وأ ْ ِ‬
‫َْحَ ُد غ َذ ً‬ ‫ًْ َ‬
‫يث َاب ِط ٌل‬ ‫ي فِ َيها َح ِد ٌ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اخها م ِعني علَى النِّ ِ‬ ‫ِ‬
‫ساء‪َ ،‬و ُه َو َجيّ ٌد ل ْل ُكلَى‪ ،‬يَ ِزي ُد ِيف ال هدِم‪َ ،‬وقَ ْد ُر ِو َ‬ ‫َ‬ ‫اس َها‪َ ،‬وأَ ْك ُل فِ َر َ ُ ٌ َ‬ ‫أَنْـ َف ِ‬
‫اخت ْذ َزْو ًجا ِم َن‬ ‫ال‪ « :‬هِ‬ ‫صلهى ا هَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ :‬إن رجال شكى إِلَْي ِه ال َْو ْح َد َة‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َصل لَهُ َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫َال أ ْ َ‬
‫ال‪:‬‬‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم َرأَى َر ُج ًال يَـ ْتـبَ ُع َْحَ َامةً‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫يث أَنههُ َ‬‫َج َو ُد ِم ْن َه َذا ا ْحلَ ِد ُ‬
‫ا ْحلَ َم ِام» «‪َ . »3‬وأ ْ‬
‫« َش ْيطَا ٌن يَـ ْتـبَ ُع َش ْيطَانَةً» ‪.‬‬
‫اَّللُ َع ْنهُ ِيف ُخطْبَتِ ِه ََ ُْم ُر بَِق ْت ِل الكالب وذبح احلمام‪.‬‬ ‫ض َي ه‬ ‫وَكا َن عُثْما ُن بْن َع هفا َن ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه النسائي يف الصيد‪ ،‬وأْحد الدارمي‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد والنسائي‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه أبو داود يف األدب‪ ،‬وابن ماجه‪ ،‬وأْحد‪ ،‬والبخاري يف األدب املفرد‪.‬‬

‫(‪)291/7‬‬
‫س الطهْب َع‪َ ،‬و ُه َو ِم ْن َش ِّر ال ِْغ َذ ِاء‪ ،‬إِهال أَنههُ يَـ ْنـ َف ُع ِم َن ِاال ْستِ ْس َق ِاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬وَْحيب ُ‬ ‫س ْو َد َ‬ ‫س‪ ،‬يُـ َولِّ ُد ال ه‬ ‫ِ‬
‫َحلْ ُم الْ َقطَا‪َ :‬ايب ٌ‬
‫ض هرتِِه ِاب ْخلَ ِّل َوالْ ُك ْس َف َرةِ‪َ ،‬ويَـ ْنـبَ ِغي‬
‫ض ُّر ِابلْ َكبِ ِد ا ْحلَا ِّر‪َ ،‬و َدفْ ُع َم َ‬
‫اص َل‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ار ايبِس‪ ،‬يـ ْنـ َفع الْم َف ِ‬
‫اَن‪َ :‬ح ٌّ َ ٌ َ ُ َ‬ ‫الس َم َ‬
‫َحلْ ُم ُّ‬
‫ض ًاما ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫أَ ْن ُجيتـن ِ‬
‫َس َرعُ ْاهنِ َ‬‫وم الطه ِْري ُكلُّ َها أ ْ‬
‫ِ ِِ‬
‫ب م ْن ُحلُوم الطه ِْري َما َكا َن ِيف ْاآل َج ِام َوال َْم َواض ِع ال َْعفنَة‪َ ،‬و ُحلُ ُ‬ ‫َْ َ َ‬
‫َْحَ ُد ِمن أَ ْد ِمغَ ِة الْمو ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرقَاب و ْاأل ْ ِ‬ ‫ضاما‪ ،‬أَقَـلُّها ِغ َذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اشي‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫َجن َحةُ‪َ ،‬وأَ ْدمغَتُـ َها أ ْ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وه َي ِّ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َس َرعُ َها ْاهن َ ً‬ ‫ال َْم َواشي‪َ ،‬وأ ْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ال‪ :‬غَ َزْوَان َم َع ر ُس ِ‬ ‫ني» ‪َ :‬عن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل بْ ِن أَِيب أ َْو َىف قَ َ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫اد‪ِ :‬يف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫صح َ‬ ‫ا ْجلََر ُ‬
‫ات َأنْ ُك ُل ا ْجلََر َ‬
‫اد‪.‬‬ ‫س ْبع غَزو ٍ‬
‫َ َ ََ‬
‫اد‪ ،‬والكبد والطحال» ‪ .‬يروى مرفوعا‬ ‫ان و َدم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُحله ْ‬‫وِيف «الْمسن ِد» ع ْنه‪« :‬أ ِ‬
‫وت َوا ْجلََر ُ‬
‫ان‪ :‬ا ْحلُ ُ‬ ‫ت لَنَا َم ْيـتَـتَ َ َ‬ ‫ُ َْ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪.‬‬ ‫وموقوفا عى ابْ ِن عُمر ر ِ‬
‫ََ َ‬
‫ال‪َ ،‬وإِذَا تُـبُ ِّخ َر بِ ِه نَـ َف َع ِم ْن تَـ ْق ِط ِري الْبَـ ْوِل َوعُ ْس ِرهِ‪،‬‬ ‫ث ا ْهلَُز َ‬‫يل ال ِْغ َذ ِاء َوإِ َد َامةُ أَ ْكلِ ِه تُوِر ُ‬ ‫ِ‬
‫س‪ ،‬قَل ُ‬
‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫اب‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ار ِأل ْ‬ ‫ض ٌّ‬‫ب‪َ ،‬و ُه َو َ‬ ‫اس ِري‪َ ،‬وِمسَانُهُ يُ ْش َوى َويُـ ْؤَكل لِلَ ْس ِع ال َْع ْقر ِ‬ ‫و ُخصوصا لِلنِّس ِاء‪ ،‬ويـتَـبخهر بِ ِه لِلْبـو ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ ً َ َُ َ ُ‬
‫ك‪َ ،‬وَال ِخ َال َ‬
‫ف‬ ‫ور َعلَى ِحلِّ ِه‪َ ،‬و َح هرَمهُ َمالِ ٌ‬ ‫ِ‬
‫ب قَـ ْوَالن‪ ،‬فَا ْجلُ ْم ُه ُ‬ ‫ْط‪َ ،‬وِيف إِ َاب َح ِة َم ْيـتَتِ ِه بِ َال َسبَ ٍ‬ ‫اخلَل ِ‬ ‫ص ْر ِع‪َ ،‬رِديءُ ْ‬ ‫ال ه‬
‫ات بسبب‪ ،‬كالكبس والتحريق وْنوه‪.‬‬ ‫ِيف إِ َاب َح ِة َم ْيـتَتِ ِه إِذَا َم َ‬
‫اض ال هدم ِويهةَ و ِاالمتِ َالئِيهةَ‪ ،‬وا ْحل همي ِ‬ ‫فصل وينبغي أاليداوم َعلَى أَ ْك ِل الله ْح ِم‪ ،‬فَِإنههُ يُوِر ُ‬
‫ات ا ْحلَا هدةَ‪،‬‬ ‫َ َُ‬ ‫ث ْاألَ ْم َر َ َ َ‬
‫اخلَ ْم ِر‪ ،‬ذََك َرهُ مالك ِيف‬ ‫ض َر َاوةِ ْ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ :‬إِ هاي ُك ْم َوالله ْح َم‪ ،‬فَِإ هن لَهُ َ‬
‫ض َر َاوةً َك َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫اب ر ِ‬
‫اخلَطه ِ َ‬ ‫ال عُ َم ُر بْ ُن ْ‬ ‫َوقَ َ‬
‫َج َوافَ ُك ْم َم ْقبَـ َرةً للحيوان‪.‬‬ ‫ال أبقراط‪َ :‬ال ََتْ َعلُوا أ ْ‬ ‫«ال ُْم َوطهِأ» َع ْنهُ‪َ .‬وقَ َ‬

‫(‪)297/7‬‬

‫ث َو َدٍم لَبَناً خالِصاً‬ ‫ني فَـر ٍ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫اَّلل تَـع َاىل‪ :‬وإِ هن لَ ُكم ِيف ْاألَنْ ِ ِ‬
‫عام لَع ْبـ َرًة نُ ْسقي ُك ْم ممها ِيف بُطُونه م ْن بَـ ْ ِ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ال هُ َ َ‬ ‫اللنب‪ :‬قَ َ‬
‫ار ِم ْن لَ َ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِيف ا ْجلن ِهة‪ :‬فِيها أ َْهن ِ ٍ‬ ‫سائِغاً لِل ه‬
‫نب ََلْ يَـتَـغَيهـ ْر طَ ْع ُمهُ «‪. »2‬‬ ‫ار م ْن ماء غَ ِْري آس ٍن َوأ َْهن ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ني «‪َ . »7‬وقَ َ‬ ‫شا ِربِ َ‬
‫ِ‬
‫فإين ال أعلم ما‬ ‫اَّللُ طَ َع ًاما فَـ ْليَـ ُق ْل‪« :‬الله ُه هم َاب ِر ْك لَنَا فِ ِيه‪َ ،‬وِز ْد َان م ْنهُ‪ّ ،‬‬ ‫وعا‪َ « :‬م ْن أَط َْع َمهُ ه‬ ‫السنَ ِن» َم ْرفُ ً‬ ‫َوِيف « ُّ‬
‫اب إِهال الله ََ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ ه ِ‬
‫نب» ‪.‬‬ ‫جيزيء م َن الط َعام َوال ه َ‬
‫اخلِ ْل َق ِة تَـ ْركِيبًا طَبِ ِيعيًّا ِم ْن َج َو ِاه َر ثََالثٍَة‪ :‬ا ْجلُْبنِيهةُ‪،‬‬
‫َص ِل ْ‬ ‫ب ِيف أ ْ‬ ‫س‪ ،‬إِهال أَنههُ ُم َرهك ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫نب‪َ :‬وإ ْن َكا َن بَسيطًا ِيف ا ْحل ِّ‬
‫الله َُ ِ‬
‫س ْمنِيهةُ‪ُ :‬م ْعتَ ِدلَةُ ا ْحلََر َارةِ َو ُّ‬
‫الرطُوبَِة ُم َالئِ َمةٌ‬ ‫س ْمنِيهةُ‪َ ،‬وال َْمائِيهةُ‪ ،‬فَا ْجلُْبنِيهةُ‪َ :‬اب ِر َدةٌ َرطْبَةٌ‪ُ ،‬مغَ ِّذيَةٌ لِلْبَ َد ِن‪َ ،‬وال ه‬
‫َوال ه‬
‫ِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ص ِح ِ ِ‬ ‫لِلْبَ َد ِن ِْ‬
‫ريةُ ال َْمنَاف ِع‪َ ،‬وال َْمائِيهةُ‪َ :‬حا هرةٌ َرطْبَةٌ‪ُ ،‬مطْل َقةٌ للطهبِ َيعة‪ُ ،‬م َرطّبَةٌ للْبَ َد ِن‪َ ،‬والله َُ‬
‫نب‬ ‫يح‪َ ،‬كث َ‬ ‫اينّ ال ه‬‫س ِِ‬ ‫اإلنْ َ‬
‫الرطُوبَةُ‪.‬‬‫يل‪ :‬قُـ هوتُهُ ِع ْن َد َح ْلبِ ِه ا ْحلََر َارةُ َو ُّ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ب م َن ال ُْم ْعتَدل‪َ .‬وق َ‬
‫اإلط َْال ِق أَبـرد وأَرطَ ِ‬
‫َْ ُ َ ْ ُ‬ ‫َعلَى ِْ‬
‫ودةِ‪.‬‬
‫يل‪ُ :‬م ْعتَ ِد ٌل ِيف ا ْحلََر َارةِ َوالْبُـ ُر َ‬ ‫ِ‬
‫َوق َ‬
‫ب أَقَ هل‬ ‫ِ‬ ‫اع ِ‬ ‫وأَجود ما ي ُكو ُن الله ِ‬
‫ني ُْحيلَ ُ‬ ‫ات‪ ،‬فَـيَ ُكو ُن ح َ‬ ‫سَ‬ ‫ص َج ْو َدتُهُ َعلَى ممر ال ه‬ ‫ب‪ ،‬مُه َال يَـ َزا ُل تَـ ْنـ ُق ُ‬ ‫ني ُْحيلَ ُ‬‫نب ح َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َُْ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َج َو ُدهُ َما ا ْشتَ هد‬
‫ني يَـ ْوًما‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ار الله َُ‬
‫نب بَـ ْع َد الْ ِوَال َدة ِأب َْربَع َ‬ ‫س‪َ ،‬و ُخيْتَ ُ‬ ‫ض ِابل َْع ْك ِ‬‫ودةً‪َ ،‬وأَ ْكثَـ َر ُرطُوبَةً‪َ ،‬وا ْحلَام ُ‬
‫بُـ ُر َ‬
‫الرقه ِة‬
‫ومةٌ ُم ْعتَ ِدلَةٌ‪َ ،‬وا ْعتَ َد َل قِ َو ُامهُ ِيف ِّ‬ ‫ريةٌ‪َ ،‬و ُد ُس َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب ِرحيُهُ‪َ ،‬ولَ هذ طَ ْع ُمهُ‪َ ،‬وَكا َن فيه َح َال َوةٌ يَس َ‬ ‫اضهُ‪َ ،‬وطَ َ‬ ‫بَـيَ ُ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ود ال َْم ْر َعى َوال َْم ْشر ِ‬ ‫يح‪ ،‬م ْعتَ ِد ِل اللهح ِم‪َُْ ،‬مم ِ‬ ‫ان فٍَِيت ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وال ِْغلَ ِظ‪ ،‬وحلِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫صح ٍ ُ‬ ‫ب م ْن َحيَـ َو ّ َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ‬
‫اس َوالْغَ ِّم‬ ‫سنًا‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم َن ال َْو ْس َو ِ‬ ‫اء َح َ‬
‫ِ‬
‫س‪َ ،‬ويَـغْ ُذو غ َذ ً‬ ‫َ‬
‫و ُهو َُْممو ٌد يُـولِّ ُد َد ًما َجيِّ ًدا‪ ،‬ويُـر ِطّب الْبَ َد َن الْيَابِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫اطنَةَ ِم َن ْاألَ ْخ َال ِط ال َْع ِفنَ ِة‪َ ،‬و ُش ْربُهُ َم َع ُّ‬
‫الس هك ِر‬ ‫سو َدا ِويهِة‪ ،‬وإِذَا ُش ِرب مع الْعس ِل نَـ هقى الْ ُقروح الْب ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫اض ال ه ْ‬ ‫َو ْاأل َْم َر ِ‬
‫ِ‬ ‫ض َرَر ا ْجلِ َم ِاع‪َ ،‬ويُـ َوافِ ُق ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ْد َر والرئة‪ ،‬جيد ألصحاب السبل‪َ ،‬رديءٌ‬ ‫يب يَـتَ َد َار ُك َ‬ ‫س ُن الله ْو َن ج ًّدا‪َ ،‬وا ْحلَل ُ‬ ‫ُحيَ ّ‬
‫ض‬‫ض َم َ‬ ‫ك يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يُـتَ َم ْ‬‫ان َواللِّثَ ِة‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬‫َسنَ ِ‬ ‫ض ٌّر ِاب ْأل ْ‬‫اإل ْكثَار ِم ْنهُ م ِ‬
‫ال‪َ ،‬و ِْ ُ ُ‬ ‫س والْم ِع َدةِ‪ ،‬والْ َكبِ ِد وال ِطّ َح ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫لل هرأْ ِ َ َ‬
‫ِ‬
‫هب صلهى ه ِ‬ ‫بـ ْع َدهُ ِابلْم ِاء‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬
‫ب لَبَـنًا‪ ،‬مُه َد َعا مباء فتمضمض‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم َش ِر َ‬ ‫ني» ‪ :‬أَ هن النِ ه َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وقال‪« :‬إ ّن له دمسا» ‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬النحل‪.11 -‬‬
‫(‪ )2‬دمحم‪.75 -‬‬

‫(‪)292/7‬‬

‫ث‬‫يف‪َ ،‬وال ُْم َد َاوَمةُ َعلَْي ِه َُتْ ِد ُ‬ ‫هع ِ‬ ‫س الض ِ‬ ‫الص َد ِاع‪ُ ،‬م ْؤٍذ لِل ِّد َم ِاغ‪َ ،‬وال هرأْ ِ‬ ‫اب ُّ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫َو ُه َو َرديءٌ لل َْم ْح ُموم َ‬
‫اص ِل‪ ،‬وس هد َة الْ َكبِ ِد‪ ،‬والنهـ ْف َخ ِيف الْم ِع َدةِ و ْاألَح َ ِ‬ ‫شاء‪ ،‬ووجع الْم َف ِ‬ ‫ِ‬
‫س ِل‬ ‫ِ‬
‫ص َال ُحهُ ابل َْع َ‬ ‫شاء َوإِ ْ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫ص ِر َوالْغ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ظُل َْمةَ الْبَ َ‬
‫يل ال ُْم َرهَب َوَْْن ِوهِ‪َ ،‬و َه َذا ُكلُّهُ لِ َم ْن ََلْ يَـ ْعتَ ْدهُ‪.‬‬‫َوال هزْْنَبِ ِ‬
‫نب الْم ِ‬
‫اع ِز َوالْبَـ َق ِر‪ ،‬يُـ َولِّ ُد‬ ‫الزُه ِ‬ ‫الدس ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬
‫س ِيف لَ َ ِ َ‬ ‫ومة َما لَْي َ‬ ‫ومة َو ُّ َ‬ ‫ظ ْاألَلْبَان َوأ َْرطَبُـ َها‪َ ،‬وفيه م َن ُّ ُ َ‬ ‫لنب الضأن‪ :‬أَ ْغلَ ُ‬
‫نب ِابلْ َم ِاء‬ ‫اب َه َذا الله َُ‬ ‫ش َ‬ ‫ك يَـ ْنـبَ ِغي أَ ْن يُ َ‬‫استِ ْع َمالُهُ‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫اضا إِذَا أُ ْدم َن ْ‬ ‫ْد بَـيَ ً‬ ‫ث ِيف ا ْجلِل ِ‬‫وال بَـ ْلغَ ِميًّا‪َ ،‬و ُْحي ِد ُ‬
‫ضً‬ ‫فُ ُ‬
‫ع‪َ ،‬وتَـ َِْبي ُدهُ أَ ْكثَـ َر‪.‬‬
‫َس َر َ‬
‫شأْ‬ ‫لِيَ ُكو َن َما َان َل الْبَ َد َن ِم ْنهُ أَقَ هل‪َ ،‬وتَ ْس ِكينُهُ لِل َْعطَ ِ‬
‫ال الْيَابِ ِ‬
‫س‪،‬‬ ‫الس َع ِ‬
‫وح ا ْحلَل ِْق‪َ ،‬و ُّ‬ ‫س‪َ ،‬انفِ ٌع ِم ْن قُـ ُر ِ‬ ‫ب لِلْبَ َد ِن الْيَابِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يف ُم ْعتَد ٌل‪ُ ،‬مطْل ٌق للْبَطْ ِن‪ُ ،‬م َرطّ ٌ‬
‫لَنب الْم ْع ِز‪ :‬لَ ِط ٌ ِ‬
‫َُ َ‬
‫ث ال هدِم‪.‬‬ ‫ونَـ ْف ِ‬
‫َ‬
‫ادهِ َح َ‬ ‫اين لِما اجتَمع فِ ِيه ِمن التهـغْ ِذي ِة وال هدم ِويهِة‪ ،‬وِال ْعتِي ِ‬ ‫ت لِلْبَ َد ِن ِْ‬ ‫نب الْمطْلَ ُق أَنْـ َفع الْم ْشرواب ِ‬
‫ال‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫س ِِّ َ ْ َ َ‬ ‫اإلنْ َ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫َوالله َُ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أُِيتَ لَْيـلَةَ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫َصلِيه ِة‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬ ‫ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ِِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ني» ‪ :‬أَ هن َر ُس َ‬ ‫يح ْ ِ‬
‫صح َ‬ ‫الطُُّفوليهة‪َ ،‬وُم َوافَـ َقته للْفط َْرة ْاأل ْ َ‬
‫َّلل اله ِذي‬ ‫ال ِج َِْبيل‪ :‬ا ْحلم ُد ِهِ‬
‫ُ َْ‬ ‫نب‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫َخ َذ الله ََ‬‫نب‪ ،‬فَـنَظََر إِلَْي ِه َما‪ ،‬مُه أ َ‬ ‫ي بِ ِه بَِق َد ٍح ِم ْن َمخْ ٍر‪َ ،‬وقَ َد ٍح ِم ْن لَ َ ٍ‬ ‫ُس ِر َ‬‫أْ‬
‫اخلِل ِ‬ ‫ك» ‪ .‬وا ْحل ِام ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫ْط‪َ ،‬وال َْم ِع َدةُ‬ ‫ام ْ‬ ‫ض م ْنهُ بَطيءُ اال ْست ْم َراء‪َ ،‬خ ُ‬ ‫ت أُهمتُ َ َ َ ُ‬ ‫ت ْ‬
‫اخلَ ْم َر‪ ،‬غَ َو ْ‬ ‫اك لِل ِْفط َْرةِ‪ ،‬لَ ْو أ َ‬
‫َخ ْذ َ‬ ‫َه َد َ‬
‫احلارة هتضمه وتنتفع به‪.‬‬
‫ان وأَفْ َ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ني لنب‬‫ضل َها بَـ ْ َ‬ ‫ِ‬
‫ْن ِاب ْعت َدال‪َ ،‬و ُه َو م ْن أَ ْع َدل ْاألَلْبَ َ‬ ‫صبُهُ‪َ ،‬ويُطْل ُق الْبَط َ‬ ‫نب الْبَـ َق ِر‪ :‬يَـ ْغ ُذو الْبَ َد َن‪َ ،‬و ُخيَ ِّ‬
‫لَ َُ‬
‫الضأن‪ ،‬ولنب املعز يف الرقة واللظ َوال هد َس ِم‪َ ،‬وِيف ُّ‬
‫السنَ ِن‪:‬‬
‫ش َج ِر «‪. »7‬‬ ‫ان الْبَـ َق ِر‪ ،‬فَِإنهـ َها تَـ ُرُّم ِم ْن ُك ِّل ال ه‬
‫ود يـرفَـعهُ‪َ :‬علَْي ُكم ِأبَلْب ِ‬
‫ْ َ‬
‫ٍ‬
‫اَّلل بْ ِن َم ْسعُ َ ْ ُ‬
‫يث َعب ِد هِ‬
‫م ْن َحد ِ ْ‬
‫ِ ِ‬
‫ص ِل‪َ ،‬وِذ ْك ُر َمنَافِ ِع ِه‪ ،‬فَ َال حاجة إلعادته‪.‬‬ ‫اإلبِ ِل‪ :‬تَـ َق هد َم ِذ ْك ُرهُ ِيف أ هَوِل الْ َف ْ‬
‫نب ِْ‬ ‫لَ َُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬ليس يف السنن‪ ،‬بل هو يف املستدرك‪.‬‬

‫(‪)293/7‬‬

‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم‪َِِ « :‬خّروا بـيوتَ ُكم ِابللُّب ِ‬ ‫ِِ‬


‫ص ْع َِرت» ‪َ :‬وَال‬ ‫ان َوال ه‬ ‫َ َ َ ُ ُُ ْ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬‫لبان‪ُ :‬ه َو الْ ُك ْن ُد ُر‪ :‬قَ ْد َوَر َد فيه َع ِن النِ ِّ‬
‫ال لَِر ُج ٍل َش َكا إِلَْي ِه النِّ ْسيَا َن‪:‬‬ ‫ص ُّح َع ْنهُ‪َ ،‬ولَ ِك ْن يُـ ْرَوى َع ْن علي أَنههُ قَ َ‬ ‫يِ‬
‫َ‬
‫اس ر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ان‪ ،‬فَِإنههُ ي َ ِ‬ ‫ك ِابللُّب ِ‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما أَ هن ُش ْربَهُ‬
‫ض َي ه‬ ‫ب ِابلنّ ْسيَان‪َ .‬ويُ ْذ َك ُر َع ِن ابْ ِن َعبه ٍ َ‬ ‫ْب‪َ ،‬ويَ ْذ َه ُ‬ ‫ش ّج ُع الْ َقل َ‬ ‫ُ‬ ‫َعلَْي َ َ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬أَنههُ َش َكا إِلَْي ِه َر ُج ٌل‬ ‫ان‪ .‬وي ْذ َكر َعن أنس ر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫الر ِيق َجيِّ ٌد ل ْلبَـ ْوِل َوالنّ ْسيَ َ ُ ُ ْ‬ ‫الس هك ِر َعلَى ِّ‬ ‫َم َع ُّ‬
‫الر ِيق‪ ،‬فَِإنههُ َجيِّ ٌد‬ ‫ت‪ ،‬فَ ُخ ْذ ِم ْنهُ َش ْربَةً َعلَى ِّ‬ ‫َصبَ ْح َ‬ ‫ِ‬
‫ك ِابلْ ُك ْن ُد ِر َوانْـ َق ْعهُ م َن اللهْي ِل‪ ،‬فَِإ َذا أ ْ‬ ‫ال‪َ :‬علَْي َ‬ ‫النِّ ْسيَا َن‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫ان‪.‬‬‫لِلنِّسي ِ‬
‫َْ‬
‫ظ َما‬ ‫ب َعلَى ال ِّد َم ِاغ‪ ،‬فَ َال َْحي َف ُ‬ ‫اج اب ِرٍد رط ٍ ِ‬ ‫اهر‪ ،‬فَِإ هن النِّسيا َن إِ َذا َكا َن لِ ِ ِ‬ ‫وِهل َذا سب ِ ِ ِ‬
‫ْب يَـ ْغل ُ‬ ‫سوء م َز ٍ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬ ‫ب طَبيع ٌّي ظَ ٌ‬ ‫َ َ ََ ٌ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ض‪ ،‬أ َْم َكن َزوالُهُ س ِريعا ِابلْمر ِطّب ِ‬
‫َ َ َ ً َُ َ‬ ‫يَـ ْنطَبِ ُع فِ ِيه‪ ،‬نَـ َف َع ِم ْنهُ اللُّبَا ُن‪َ ،‬وأَ هما إِ َذا َكا َن النِّ ْسيَا ُن لِغَلَبَ ِة َش ْي ٍء َعا ِر ٍ‬
‫ويب ِابل َْع ْك ِ‬ ‫اضيَ ِة ُدو َن ا ْحلَالِيه ِة‪َ ،‬و ُّ‬
‫ظ ْاألُموِر الْم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س‪.‬‬ ‫الرطُ ِ ُّ‬ ‫َوالْ َف ْر ُق بَـ ْيـنَـ ُه َما أَ هن الْيُـبُوس هي يَـ ْتـبَـعُهُ َس َه ٌر‪َ ،‬وح ْف ُ ُ َ‬
‫ان أَ ْك ِل الْ ُك ْس َف َرةِ ال هرطْبَ ِة‪َ ،‬والتُّـ هف ِ‬
‫اح‬ ‫اصيه ِة‪َ ،‬ك ِحجام ِة نُـ ْقرةِ الْ َق َفا‪ ،‬وإِ ْدم ِ‬
‫َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ث النِّ ْسيَا َن أَ ْشيَاءَ ِاب ْخلَ ِّ‬ ‫َوقَ ْد ُْحي ِد ُ‬
‫اإل ْكثَا ِر ِم ْن‬
‫وب‪َ ،‬و ِْ‬ ‫صلُ ِ‬ ‫ف‪َ ،‬والْبَـ ْوِل فِ ِيه‪َ ،‬والنهظَ ِر إِ َىل ال َْم ْ‬ ‫ض‪ ،‬وَكثْـرةِ ا ْهلَِم والْغَ ِم‪ ،‬والنهظَ ِر ِيف الْم ِاء الْواقِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ‬ ‫ا ْحلَام ِ َ َ ّ َ ّ َ‬
‫اض َوأَ ْك ِل ُس ْؤِر الْ َفأْ ِر‪َ ،‬وأَ ْكثُـ ُر َه َذا‬ ‫وريْ ِن‪َ ،‬وإِلْ َق ِاء الْ َق ْم ِل ِيف ا ْحلِيَ ِ‬‫ني َم ْقطُ َ‬ ‫ني ََجَلَ ْ ِ‬
‫اح الْ ُقبُوِر‪َ ،‬وال َْم ْش ِي بَـ ْ َ‬ ‫اءةِ أَل َْو ِ‬
‫ق َر َ‬
‫ِ‬
‫هج ِربَِة‪.‬‬
‫وف ِابلت ْ‬ ‫َم ْع ُر ٌ‬
‫ض يَ ِسريٌ‪َ ،‬و ُه َو َكثِريُ الْ َمنَافِ ِع‪،‬‬ ‫ُوىل‪َ ،‬وفِ ِيه قَـ ْب ٌ‬
‫ف ِيف ْاأل َ‬ ‫س ِّخ ٌن ِيف ال هد َر َج ِة الثهانِيَ ِة‪َ ،‬و َُمَ ِّف ٌ‬ ‫ُّ‬
‫ود‪ :‬أَ هن اللبَا َن ُم َ‬ ‫ص ُ‬ ‫َوال َْم ْق ُ‬
‫استِط َْال ِق الْبطْ ِن‪ ،‬ويـ ْه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ‬ ‫ِ‬
‫ض ُم‬ ‫َ ََ‬ ‫ار‪ ،‬فَ ِم ْن َمنَافعه‪ :‬أَ ْن يَـ ْنـ َف َع م ْن قَ ْذف ال هدِم َونَـ ْزفه‪َ ،‬وَو َج ِع ال َْمع َدة‪َ ،‬و ْ‬ ‫ض ِّ‬ ‫يل ال َْم َ‬‫قَل ُ‬
‫وح‪ ،‬ويـ َق ِوي الْم ِع َد َة الض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ني‪َ ،‬ويُـ ْنبِ ُ‬
‫هعي َفةَ‪،‬‬ ‫ت الله ْح َم ِيف َسائ ِر الْ ُق ُر ِ َ ُ ّ َ‬ ‫وح ال َْع ْ ِ‬
‫ح‪َ ،‬وَْجيلُو قُـ ُر َ‬ ‫ام‪َ ،‬ويَط ُْر ُد ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫الطه َع َ‬
‫اخلَبِيثَةَ ِم َن‬
‫وح ْ‬ ‫ص ْد ِر‪َ ،‬وَْجيلُو ظُل َْمةَ الْبَ َ‬
‫ص ِر‪َ ،‬وميَْنَ ُع الْ ُق ُر َ‬ ‫ت ال ه‬‫ف رطُواب ِ‬
‫ش ُ ُ َ‬ ‫ف الْبَـ ْلغَ َم‪َ ،‬ويُـنَ ِّ‬‫س ِّخنُـ َها‪َ ،‬و ُجيَ ِّف ُ‬
‫َويُ َ‬
‫ال اللِّس ِ‬
‫ان‪َ ،‬ويَ ِزي ُد ِيف‬ ‫ص ْع َِرت الْ َفا ِر ِس ِي َجلَب الْبَـ ْلغَم‪ ،‬ونَـ َف َع ِم ِن ا ْعتِ َق ِ‬
‫ض َغ َو ْح َدهُ‪ ،‬أ َْو َم َع ال ه‬ ‫شا ِر‪ ،‬وإِذَا م ِ‬
‫االنْت َ َ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ َ‬
‫ب َرائِ َحةَ ا ْهلََو ِاء‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِِ‬
‫ال ّذ ْه ِن َويُ َذ ّكيه‪َ ،‬وإِ ْن ُِخَّر به َماءٌ‪ ،‬نَـ َف َع م َن ال َْوَابء‪َ ،‬وطَيه َ‬
‫ِ‬

‫(‪)294/7‬‬

‫ف ال ِْم ِيم‬
‫َح ْر ُ‬
‫ت ِم ْن ُِخَا ِرهِ‪،‬‬ ‫ات ُخلِ َق ْ‬ ‫سماو ِ‬
‫َصل ُّي‪ ،‬فَِإ هن ال ه َ َ‬
‫ان الْعاََِل‪ ،‬بل رْكنُه ْاأل ِ‬
‫َح ُد أ َْرَك ِ َ َ ْ ُ ُ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬وأ َ‬ ‫شر ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َماءٌ‪َ :‬ما هدةُ ا ْحلَيَاة‪َ ،‬و َسيّ ُد ال ه َ‬
‫اَّللُ ِم ْنهُ ُك هل َش ْي ٍء َح ٍّي‪.‬‬ ‫ض ِم ْن َزبَ ِدهِ‪َ ،‬وقَ ْد َج َع َل ه‬ ‫َو ْاأل َْر َ‬
‫ني‪ ،‬وقَ ْد تَـ َق هدما‪ ،‬وذَ َكرَان الْ َقو َل ال هر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وقَ ِد ا ْختُلِ َ ِ ِ‬
‫اج َح‬ ‫َ َ ْ ْ‬ ‫اء فَـ َقطْ؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ َ‬ ‫ف فيه‪َ :‬ه ْل يَـ ْغ ُذو‪ ،‬أ َْو يُـ ْنف ُذ الْغ َذ َ‬ ‫َ‬
‫َو َدلِيلَهُ‪.‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ظ َعلَى الْب َد ِن رطُ ِِ‬
‫وابته‪َ ،‬ويَـ ُر ُّد َعلَْيه بَ َد َل َما ََتَله َل م ْنهُ‪َ ،‬ويُـ َرقّ ُق الْغ َذ َ‬
‫اء‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ْب‪ ،‬يَـ ْق َم ُع ا ْحلََر َارةَ‪َ ،‬وَْحي َف ُ‬‫َو ُه َو َاب ِرٌد َرط ٌ‬
‫وق‪.‬‬ ‫ويـ ْن ِف ُذهُ ِيف الْعُر ِ‬
‫ُ‬ ‫َُ‬
‫ش َرةِ طُُر ٍق‪:‬‬ ‫َوتُـ ْعتَـبَـ ُر َج ْو َدةُ ال َْم ِاء ِم ْن َع َ‬
‫صافِيًا‪.‬‬ ‫ِ ِِ‬
‫َح ُد َها‪ :‬م ْن لَ ْونه ِأبَ ْن يَ ُكو َن َ‬ ‫أَ‬
‫هاين‪ِ :‬م ْن َرائِ َحتِ ِه ِأبَ ْن َال تَ ُكو َن لَهُ َرائِ َحةٌ الْبَـتهةَ‪.‬‬ ‫الث ِ‬
‫يل والْ ُفر ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ث‪ِ :‬م ْن طَ ْع ِم ِه ِأبَ ْن يَ ُكو َن َع ْذ َ ه‬ ‫الثهالِ ُ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ب الط ْع ِم ُحل َْوهُ‪َ ،‬ك َماء النّ ِ َ َ‬
‫ال هرابِ ُع‪ِ :‬م ْن َوْزنِِه ِأبَ ْن يَ ُكو َن َخ ِفي ًفا َرقِ َ‬
‫يق ال ِْق َو ِام‪.‬‬
‫ِ‬ ‫اخلَ ِام ِ‬
‫ب ال َْم ْج َرى واملسلك‪.‬‬ ‫س‪ :‬م ْن ََْم َراهُ‪ِ ،‬أبَ ْن يَ ُكو َن طَيّ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫السادس‪َ :‬م ْنـبَ ِع ِه ِأبَ ْن يَ ُكو َن بَ ِعي َد ال َْم ْنـبَ ِع‪.‬‬
‫يح ِم ْن‬ ‫س َو ِّ‬
‫الر ُ‬ ‫ش ْم ُ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َال تَـتَ َم هك ُن ال ه‬ ‫ت ْاأل َْر ِ‬ ‫يح‪ِ !،‬أبَ ْن َال يَ ُكو َن ُخمْتَ ِفيًا ََتْ َ‬ ‫س َو ِّ‬
‫الر ِ‬ ‫ش ْم ِ‬‫سابِ ُع‪ِ :‬م ْن بُـ ُروِزهِ لِل ه‬ ‫ال ه‬
‫ارتِِه‬
‫صَ‬ ‫قُ َ‬
‫يع ا ْجلَْر ِي َوا ْحلََرَك ِة‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الثهام ُن‪ :‬م ْن َح َرَكته ِأبَ ْن يَ ُكو َن َس ِر َ‬
‫ِ‬
‫ت ال ُْم َخالِطَةَ لَهُ‪.‬‬ ‫ض َال ِ‬ ‫هاس ُع‪ِ :‬م ْن َكثْـ َرت ِه ِأبَ ْن يَ ُكو َن لَهُ َكثْـ َرةٌ يَ ْدفَ ُع الْ َف َ‬ ‫الت ِ‬
‫ب إِ َىل ال َْم ْش ِر ِق‪.‬‬‫وب‪ ،‬أ َْو ِم َن ال َْمغْ ِر ِ‬‫ال إِ َىل ا ْجلَنُ ِ‬ ‫شم ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫صبّه ِأبَ ْن يَ ُكو َن آخ ًذا م َن ال ه َ‬
‫اشر‪ِ :‬من م ِ ِ‬
‫ال َْع ُ ْ َ َ‬
‫ِ‬

‫(‪)295/7‬‬
‫اف‪ََ .‬لْ ََِت ْد َها بِ َك َم ِاهلَا إِهال ِيف ْاألَنْـ َها ِر ْاأل َْربَـ َع ِة‪:‬‬ ‫ص َ‬ ‫وإِذَا ا ْعتـبـر َ ِ ِ‬
‫ت َهذه ْاأل َْو َ‬ ‫ََ ْ‬ ‫َ‬
‫يل‪ ،‬والْ ُفر ِ‬ ‫ِ‬
‫ات‪َ ،‬و َس ْي ُحو َن‪َ ،‬و َج ْي ُحو َن‪.‬‬ ‫النّ ِ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪:‬‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ض َي ه‬ ‫يث أَِيب ُهريْـرةَ ر ِ‬ ‫ني» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫وِيف «ال ه ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ قَ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬
‫ات‪ُ ،‬كلٌّ ِم ْن أَنْـ َها ِر ا ْجلَن ِهة» «‪. »7‬‬ ‫« َس ْي َحا ُن‪َ ،‬و َج ْي َحا ُن‪َ ،‬والنِّي ُل‪َ ،‬والْ ُف َر ُ‬
‫ال أبقراط‪ :‬ال َْماءُ اله ِذي يَ ْس ُخ ُن‬ ‫ْح ِّر َوالْبَـ ْرِد‪ .‬قَ َ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫َح ُد َها‪ُ :‬س ْر َعةُ قَـبُوله لل َ‬ ‫َوتُـ ْعتَـبَـ ُر خ هفةُ ال َْماء م ْن ثََالثَة أ َْو ُجه‪ ،‬أ َ‬
‫ِِ‬
‫سا ِويَـتَا ال َْوْزن مبَ َ‬
‫اءيْ ِن‬ ‫ِ‬
‫ث‪ :‬أَ ْن تُـبَ هل قُطْنَـتَان ُمتَ َ‬ ‫ان‪ ،‬الثهالِ ُ‬ ‫هاين‪ِ :‬ابل ِْميز ِ‬
‫َ‬ ‫ف ال ِْميَاهِ‪ .‬الث ِ‬ ‫َخ ُّ‬‫َس ِر ًيعا‪َ ،‬ويَـ ْبـ ُر ُد َس ِر ًيعا أ َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬فَ َما ُؤ َها َك َذلِ َ‬ ‫َخ ه‬ ‫تأَ‬ ‫ني‪ ،‬مُه ُجيَ هف َفا َابلِغًا‪ ،‬مُه تُ َ‬
‫وزَان‪ ،‬فَأَيهـتُـ ُه َما َكانَ ْ‬ ‫ُخمْتَلِ َف ْ ِ‬
‫ب انْتِ َقا َهلَا‪ ،‬فَِإ هن‬ ‫اب َعا ِر َ ٍ ِ‬ ‫َسبَ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َص ِل َاب ِر ًدا َرطْبًا‪ ،‬فَِإ هن قُـ هوتَهُ تَـ ْنـتَق ُل َوتَـتَـغَيهـ ُر أل ْ‬ ‫َوال َْماءُ َوإِ ْن َكا َن ِيف ْاأل ْ‬
‫ضة تُوج ُ‬
‫ب ِم ْن ِري ِح‬ ‫سٌ‬ ‫س ُم ْكتَ َ‬
‫ِِ‬
‫ُخ ِر يَ ُكو ُن َاب ِر ًدا‪َ ،‬وفيه يُـ ْب ٌ‬ ‫ات ْاأل َ‬ ‫ال الْمستُور َع ِن ا ْجلِ َه ِ‬
‫ش َم َ ْ َ‬
‫وف لِل ِّ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫اء ال َْم ْك ُ‬‫ال َْم َ‬
‫ُخ ِر‪.‬‬
‫ات ْاأل َ‬ ‫ك ا ْحل ْكم َعلَى سائِ ِر ا ْجلِ َه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ه ِ‬
‫َ‬ ‫ش َمال‪َ ،‬وَك َذل َ ُ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫اد ِن يَ ُكو ُن َعلَى طَبِ َيع ِة ذَلِ َ‬ ‫والْماء اله ِذي يـ ْنـبع ِمن الْمع ِ‬
‫ب‬‫ريهُ‪َ ،‬وال َْماءُ ال َْع ْذ ُ‬ ‫ك ال َْم ْعدن‪َ ،‬ويُـ َؤثُّر ِيف الْبَ َدن ََتْث َ‬ ‫َ ُُ َ ََ‬ ‫َ َُ‬
‫يب ا ْجلِ َم ِاع‪َ ،‬وَال‬ ‫ِ‬
‫الر ِيق‪َ ،‬وَال َعق َ‬ ‫َص هح ِاء‪َ ،‬والْبَا ِر ُد ِم ْنهُ أَنْـ َف ُع َوأَلَ ُّذ‪َ ،‬وَال يَـ ْنـبَ ِغي ُش ْربُهُ َعلَى ِّ‬ ‫ضى و ْاأل ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َانف ٌع لل َْم ْر َ َ‬
‫ْس بِِه‬ ‫ه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬
‫يب أَ ْك ِل الْ َفاك َهة‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم‪َ .‬وأَهما َعلَى الط َعام‪ ،‬فَ َال َأب َ‬ ‫يب ا ْحلَ هم ِام‪َ ،‬وَال َعق َ‬ ‫االنْتبَاه م َن النـ ْهوم‪َ ،‬وَال َعق َ‬
‫ض ُّرهُ الْبَـتهةَ‪ ،‬بَ ْل يُـ َق ِّوي ال َْم ِع َد َة‪،‬‬
‫صا‪ ،‬فَِإنههُ َال يَ ُ‬ ‫صهُ َم ًّ‬ ‫ص ُ‬ ‫ني َوَال يُ ْكثِ ُر ِم ْنهُ‪ ،‬بَ ْل يَـتَ َم ه‬ ‫ِ‬
‫ضطُهر إِلَْيه‪ ،‬بَ ْل يَـتَـ َع ه ُ‬ ‫إِ َذا ا ْ‬
‫ش‪.‬‬‫يل ال َْعطَ َ‬ ‫ش ْه َو َة‪َ ،‬ويُ ِز ُ‬ ‫ض ال ه‬ ‫َويُـ ْن ِه ُ‬
‫َج َو ُد ِم ْن طَ ِريِِّه َوقَ ْد تَـ َق هد َم‪.‬‬ ‫ض هد َما ذَ َك ْرَانهُ‪َ ،‬وَابئِتُهُ أ ْ‬ ‫والْماء الْ َفاتِر يـ ْنـ ُف ُخ ويـ ْفعل ِ‬
‫َ َ ُ ُ َ ََ َ ُ‬
‫س‪ ،‬ويـ ْنـ َفع الْبا ِر ُد ِمن عُ ُفونَِة ال هدِم‪ ،‬وصع ِ‬ ‫اخ ٍل أَ ْكثَـ َر ِم ْن نَـ ْف ِع ِه ِم ْن َخار ٍ‬ ‫والْبا ِرد يـ ْنـ َفع ِمن د ِ‬
‫ود‬ ‫َ ُُ‬ ‫ْ‬ ‫ار ِابل َْع ْك ِ َ َ ُ َ‬ ‫ِج‪َ ،‬وا ْحلَ ُّ‬ ‫َ َ َُ ُ ْ َ‬
‫ض ُّر َعلَى ُك ِّل‬ ‫َسنَا َن َو ْاألَ ْزَما َن َو ْاأل ََماكِ َن ا ْحلَا هرةَ‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ ،‬ويُـ َواف ُق ْاأل َْم ِز َجةَ َو ْاأل ْ‬ ‫وان ِ‬
‫س‪َ ،‬ويَ ْدفَ ُع الْعُ ُف َ‬ ‫َِخ َرةِ إِ َىل ال هرأْ ِ‬
‫ْاأل ِْ‬
‫ض ٍج وَتليل‪،‬‬ ‫اج إِ َىل نُ ْ‬ ‫ٍ‬
‫َحالَة ََتْتَ ُ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف اجلنة وصفة نعيمها‪ ،‬وليس يف البخاري‪.‬‬

‫(‪)291/7‬‬

‫ث انْ ِفجار ال هدِم والنـهزَال ِ‬


‫ت‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫َسنَا َن‪َ ،‬و ِْ‬ ‫ش ِدي ُد الْبـر َ ِ ِ ِ‬
‫الزَك ِام َو ْاأل َْوَر ِام‪َ ،‬وال ه‬
‫َك ُّ‬
‫َ َ‬ ‫اإل ْد َما ُن َعلَْيه ُْحيد ُ َ َ‬ ‫ودة م ْنهُ يُـ ْؤذي ْاأل ْ‬ ‫ُُ‬
‫ص ْد ِر‪.‬‬ ‫اع ال ه‬ ‫َوأ َْو َج َ‬
‫َح َد ُُهَا ُُمَلِّ ٌل‪َ ،‬و ْاآل َخ ُر ُم َكثِّ ٌ‬ ‫ب وِألَ ْكثَ ِر ْاألَ ْع َ ِ ِ‬ ‫اط َ ِ ِ‬ ‫ار إبِِفْـر ٍ‬
‫ار‬
‫ف‪َ ،‬وال َْماءُ ا ْحلَ ُّ‬ ‫ضاء‪ ،‬ألَ هن أ َ‬ ‫صِ َ‬ ‫ضا هران لل َْع َ‬ ‫َوالْبَا ِر ُد َوا ْحلَ ُّ َ‬
‫س ِّخ ُن‪َ ،‬ويُـ ْف ِس ُد ا ْهلَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َم ُش ْربُهُ‪،‬‬ ‫ب َويُ َ‬ ‫ول‪َ ،‬ويُـ َرطّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ج الْ ُف ُ‬ ‫ِ‬
‫ع ْاألَ ْخ َالط ا ْحلَادهة‪َ ،‬و ُحيَلّ ُل َويُـ ْنض ُج‪َ ،‬و ُخيْ ِر ُ‬ ‫س ِّك ُن لَ ْذ َ‬
‫يُ َ‬
‫ويطفوا الطعام إِ َىل أَ ْعلَى ال َْم ِع َدةِ َويُـ ْرِخ َيها‪َ ،‬وَال يُ ْس ِرعُ ِيف تسكني العطش‪ ،‬ويذبل البدن‪ ،‬ويؤذي إِ َىل‬
‫الص َد ِاع الْبَا ِرِد‬ ‫ص ْر ِع‪َ ،‬و ُّ‬ ‫اب ال ه‬ ‫َص َح ِ‬ ‫وخ‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫لشيُ ِ‬ ‫صالِ ٌح لِ ُّ‬ ‫اض َعلَى أَنههُ َ‬ ‫ض ُّر ِيف أَ ْكثَ ِر ْاأل َْم َر ِ‬ ‫اض َرِديئَ ٍة َويَ ُ‬‫أ َْم َر ٍ‬
‫ِج‪.‬‬‫استُـ ْع ِم َل ِم ْن َخار ٍ‬ ‫ِ‬
‫َوال هرَمد‪َ .‬وأَنْـ َف ُع َما ْ‬
‫َطبه ِاء‪َ ،‬وَال َعابُوهُ‪،‬‬ ‫يث وَال أَثَـر‪ ،‬وَال َك ِرهه أَح ٌد ِمن قُ َدم ِاء ْاأل ِ‬
‫س َحد ٌ َ ٌ َ َ ُ َ ْ َ‬
‫شم ِ ِ‬
‫س هخ ِن ِابل ه ْ‬
‫ِ‬
‫ظيصح ِيف ال َْماء ال ُْم َ‬ ‫ّ‬ ‫وال‬
‫ني‪.‬‬‫ف ال َْع ْ ِ‬ ‫الس ُخونَِة ي ِذيب َشحم الْ ُكلَى‪ ،‬وقَ ْد تَـ َق هدم الْ َك َالم َعلَى م ِاء ْاألَمطَا ِر ِيف حر ِ‬ ‫ش ِدي ُد ُّ‬ ‫َوال ه‬
‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َْ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ كان يدعو يف االستفتاح‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫يح ْني» ‪َ :‬ع ِن النِ ِّ‬
‫ص ِح َ ِ‬ ‫ت ِيف «ال ه‬ ‫ْج َوالْبَـ َرِد‪ :‬ثَـبَ َ‬ ‫َماءٌ الثهـل ِ‬
‫ْج َوالْبَـ َرِد‪.‬‬‫ي ِمبَ ِاء الثهـل ِ‬ ‫وغريه‪« :‬اهل ِ ِ‬
‫ّم ا ْغسل ِِْن م ْن َخطَ َااي َ‬ ‫ّ‬
‫ب الْغَ ْس ِل ِم َن‬ ‫ك‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم َو ْجهُ ا ْحلِ ْك َم ِة ِيف طَلَ ِ‬ ‫ْج لَهُ ِيف نَـ ْف ِس ِه َك ْي ِفيهةٌ َحا هدةٌ ُدخهانِيهةٌ‪ ،‬فَ َما ُؤهُ َك َذلِ َ‬ ‫الثهـل ُ‬
‫ِ‬ ‫يب والتهـ ْق ِوي ِة‪ ،‬ويستـ َف ِ‬ ‫ْب ِم َن التـ ِْ‬
‫ب ْاألَب َد ِ‬
‫ان‬ ‫َص ُل ط ِّ ْ‬ ‫اد م ْن َه َذا أ ْ‬ ‫هصلِ ِ َ َ َ ُ ْ َ ُ‬ ‫يد َوالت ْ‬ ‫هَب ِ‬ ‫ِ‬
‫اج إِلَْيه الْ َقل ُ‬
‫ِِ ِ‬
‫اخلَطَ َااي ِمبَائه ل َما َْحيتَ ُ‬‫ْ‬
‫ض ِّد َها‪.‬‬‫وب‪ ،‬ومعا َجل ِة أَ ْدوائِ َها بِ ِ‬
‫َوالْ ُقلُ ِ َ ُ َ َ َ‬
‫َصلِ ِه‪.‬‬
‫بأ ْ‬ ‫سِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْج‪َ ،‬وأَ هما َماءُ ا ْجلَ ْمد َو ُه َو ا ْجلَلي ُد‪ ،‬فَب َح َ‬ ‫ف َوأَلَ ُّذ ِم ْن َم ِاء الثهـل ِ‬ ‫َوَماءُ الْبَـ َرِد أَلْطَ ُ‬
‫ب ال َْم ِاء‬ ‫ُّب ُش ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫اءة‪َ ،‬ويَـ ْنـبَغي ََتَن ُ‬
‫ط َعلَيـها ِيف ا ْجلو َدةِ وال هر َد ِ‬
‫َْ َ َ‬ ‫ض الهِيت يَ ْس ُق ُ ْ َ‬ ‫ال َو ْاأل َْر ِ‬ ‫والثهـلْج يَ ْكتَ ِسب َك ْي ِفيهةَ ا ْجلِبَ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ف‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ص ْد ِر‪َ ،‬و َ‬ ‫ال َوَو َج ِع ال ه‬ ‫الس َع ِ‬
‫اب ُّ‬ ‫َص َح ِ‬ ‫ار‪َ ،‬وِأل ْ‬ ‫ض ِة َوالطه َع ِام ا ْحلَ ِّ‬ ‫يب ا ْحلَ هم ِام َوا ْجلِ َم ِاع‪َ ،‬و ِّ‬
‫الرَاي َ‬ ‫الْمثْـلُ ِ ِ‬
‫وج َعق َ‬ ‫َ‬
‫اب ْاأل َْم ِز َج ِة الْبَا ِر َدةِ‪.‬‬‫َص َح ِ‬ ‫الْ َكبِ ِد‪َ ،‬وأ ْ‬
‫ِن ال َْم ْدفُونَِة َتت األرض‬ ‫ِ ِ ه ِ‬ ‫ِ‬
‫ماء اآلابر والقِن‪ :‬ميَاهُ ْاآل َابر قَليلَةُ اللطَافَة‪َ ،‬وَماءُ الْ ُق ِِّ‬
‫(‪)291/7‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ثَِق ِ‬


‫ب َعلَى الْ َف ْوِر‬ ‫وب َع ِن ا ْهلََواء‪َ ،‬ويَـ ْنـبَغي أ هَال يُ ْش َر َ‬
‫َح َد ُُهَا ُُْمتَق ٌن َال َخيْلُو َع ْن تَـ َع ُّف ٍن‪َ ،‬و ْاآل َخ َر َُْم ُج ٌ‬ ‫يل‪ ،‬ألَ هن أ َ‬‫ٌ‬
‫ت بِْئـ ُرهُ ُم َعطهلَةً‪َ ،‬وَال ِسيه َما‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َم َد لِل َْه َواء َو ََتِْيتَ َعلَْي ِه لَْيـلَةٌ‪َ ،‬وأ َْر َد ُؤهُ َما َكانَ ْ‬
‫اص‪ ،‬أ َْو َكانَ ْ‬‫ص ٍ‬ ‫ت ََمَا ِريه م ْن َر َ‬ ‫َح هىت يُ ْ‬
‫ت تُـ ْربَـتُـ َها َرِديئَةً‪ ،‬فَـ َه َذا ال َْماءُ َوِيبءٌ وخيم‪.‬‬ ‫إِذَا َكانَ ْ‬
‫هاس‪َ ،‬و ُه َو‬ ‫س َها ِع ْن َد الن ِ‬ ‫َجلُّ َها قَ ْد ًرا‪َ ،‬وأ َ ِ‬
‫َحبُّـ َها إ َىل النفوس وأغالها َتنا َوأَنْـ َف ُ‬
‫ِ ِ‬
‫ماء زمزم‪َ :‬سيِّ ُد الْميَاه َوأَ ْش َرفُـ َها َوأ َ‬
‫يل «‪. »7‬‬ ‫هزمةُ ِج َِبيل وس ْقيا هِ ِ ِ‬
‫اَّلل إ ْمسَاع َ‬ ‫َ َْ ْ َ َ ُ َ‬
‫َستَا ِرَها‬ ‫ِ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ص ِح ِ‬‫ت ِيف «ال ه‬
‫ني الْ َك ْعبَة َوأ ْ‬ ‫ال أليب ذر َوقَ ْد أَقَ َ‬
‫ام بَـ ْ َ‬ ‫هب َ‬ ‫يح» ‪َ :‬ع ْن النِ ِّ‬ ‫َوثَـبَ َ‬
‫هب صلهى ه ِ‬ ‫أَرب ِعني ما بـ ْ ٍ ٍ‬
‫ام طُ ْع ٍم «‪»2‬‬ ‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬إِنهـ َها طَ َع ُ‬ ‫ال النِ ُّ َ‬ ‫ام غَْيـ َرهُ؛ فَـ َق َ‬
‫س لَهُ طَ َع ٌ‬ ‫ني يَـ ْوم َولَْيـلَة‪ ،‬لَْي َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫ادهِ‪َ :‬و ِش َفاءُ ُس ْق ٍم «‪. »3‬‬ ‫اد غَيـر مسلم إبِِسنَ ِ‬
‫ْ‬ ‫‪َ ..‬وَز َ ْ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬ ‫يث جابِ ِر ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ال‪:‬‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬‫اَّلل‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫اج ْه» ‪ .‬م ْن َحد ِ َ ْ ْ‬ ‫َوِيف « ُسنَ ِن ابْ ِن َم َ‬
‫يث طَائَِفةٌ بعبد هللا بن املؤمل َرا ِو ِيه َع ْن ُُمَ هم ِد بْ ِن‬ ‫ف َه َذا ا ْحلَ ِد َ‬ ‫ِ‬
‫ضعه َ‬ ‫ب لَهُ» «‪َ . »4‬وقَ ْد َ‬ ‫« َماءُ َزْم َزَم ل َما ُش ِر َ‬
‫ال‪ :‬الله ُه هم إِ هن ابن أيب املواِل َح هدثَـنَا‬ ‫ار ِك أَنههُ لَ هما َح هج‪ ،‬أَتَى َزْم َزَم فَـ َق َ‬ ‫الْم ْن َك ِد ِر وقَ ْد ر ِوينَا َعن َعب ِد هِ‬
‫اَّلل بْ ِن ال ُْمبَ َ‬ ‫َ ُّ ْ ْ‬ ‫ُ‬
‫ال‪َ « :‬ماءُ َزْم َزَم لِ َما‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ك َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ْن نَبِيِّ َ‬‫ض َي ه‬ ‫َعن ُُمَ هم ِد بْ ِن الْم ْن َك ِد ِر‪َ ،‬عن جابر ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ص هح َحهُ‬‫س ٌن َوقَ ْد َ‬ ‫ب لَهُ» ‪َ ،‬وإِِّين أَ ْشربَهُ لِظَ َمِأ يَـ ْوِم ال ِْقيَ َام ِة‪ ،‬وابن أيب املواِل ثَِقةٌ‪ ،‬فَا ْحلَ ِد ُ ِ‬ ‫ُش ِر َ‬
‫يث إذًا َح َ‬ ‫َ‬
‫ازفَةٌ‪.‬‬ ‫ني فِ ِيه َُمَ َ‬
‫وعا‪ ،‬وكِ َال الْ َق ْولَ ْ ِ‬
‫ض ً َ‬ ‫ض ُه ْم َم ْو ُ‬
‫ض ُه ْم‪َ ،‬و َج َعلَهُ بَـ ْع ُ‬
‫بَـ ْع ُ‬
‫ت بِ ِه ِم ْن ِع هدةِ أ َْم َر ٍ‬ ‫ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫اض‪ ،‬فَـبَـ َرأْ ُ‬
‫ت‬ ‫ورا َع ِجيبَةً‪َ ،‬و ْ‬
‫استَ ْش َف ْي ُ‬ ‫ت أ ََان َوغَ ِْريي م َن اال ْست ْش َفاء ِمبَاء َزْم َزَم أ ُُم ً‬ ‫َوقَ ْد َج هربْ ُ‬
‫ِ‬ ‫إبِِ ْذ ِن هِ‬
‫وعا‪،‬‬ ‫ش ْه ِر‪ ،‬أ َْو أَ ْكثَـ َر‪َ ،‬وَال َِجي ُد ُج ً‬ ‫ف ال ه‬ ‫صِ‬ ‫ات ال َْع َد ِد قَ ِريبًا م ْن نِ ْ‬‫ت من يـتَـغَ هذى بِ ِه ْاأل هَايم َذو ِ‬
‫َ َ‬ ‫اه ْد ُ َ ْ َ‬ ‫اَّلل‪َ ،‬و َش َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫هاس َكأ ِ ِ‬
‫وم‬
‫ص ُ‬ ‫ني يَـ ْوًما‪َ ،‬وَكا َن لَهُ قُـ هو ًة ُجيَام ُع ِهبَا أ َْهلَهُ‪َ ،‬ويَ ُ‬ ‫َحده ْم‪َ ،‬وأَ ْخبَـ َرِين أَنههُ ُرهمبَا بَق َي َعلَْيه أ َْربَع َ‬ ‫وف َم َع الن ِ َ‬ ‫َويَطُ ُ‬
‫ويطوف مرارا‪.‬‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الدارقطِن‪ ،‬واحلاكم‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه مسلم يف فضائل الصحابة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه البزار والبيهقي والطيالسي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه ابن ماجة وأْحد والبيهقي‪.‬‬

‫(‪)299/7‬‬

‫اك‪،‬‬‫ش ِة ِم ْن أ َْمطَا ٍر ََتْتَ ِم ُع ُهنَ َ‬ ‫ْصى بِ َال ِد ا ْحلَبَ َ‬


‫ال الْ َق َم ِر ِيف أَق َ‬ ‫َصلُهُ ِم ْن ور ِاء ِجبَ ِ‬ ‫َح ُد أَنْـ َها ِر ا ْجلَن ِهة أ ْ‬‫ماء النيل‪ :‬أ َ‬
‫ََ‬
‫ج بِ ِه َزْر ًعا‪ََ ،‬تْ ُك ُل‬‫ات َهلَا‪ ،‬فَـيُ ْخ ِر ُ‬‫ض ا ْجلُُرِز الهِيت َال نَـبَ َ‬ ‫اَّللُ تَـ َع َاىل إِ َىل ْاأل َْر ِ‬
‫سوقُهُ ه‬ ‫ضا‪ ،‬فَـيَ ُ‬ ‫ض َها بَـ ْع ً‬ ‫و ُسيُ ٍ‬
‫ول َميُ ُّد بَـ ْع ُ‬ ‫َ‬
‫ت مطَر الْع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت ْاأل َْر ُ ه‬ ‫ِم ْنهُ ْاألَنْـ َعام و ْاأل ََانم‪ ،‬ولَ هما َكانَ ِ‬
‫ادة‪ََ ،‬لْ تُـ ْرَو‪َ ،‬وََلْ‬ ‫صلْبَةً‪ ،‬إِ ْن أ ُْمط َر ْ َ َ َ‬ ‫سوقُهُ إِلَْيـ َها إِبْل ًيزا ُ‬‫ض ال ِيت يَ ُ‬ ‫َُ ُ َ‬
‫صالِ َح‪،‬‬ ‫ش َوال َْم َ‬ ‫ِ‬
‫ساك َن‪َ ،‬و َعطهلَت الْ َم َعايِ َ‬
‫ت الْمساكِن وال ه ِ‬
‫ض هر َ َ َ َ‬
‫ادةِ‪ِ َ ،‬‬ ‫ت فَـ ْو َق ال َْع َ‬ ‫ات‪َ ،‬وإِ ْن أ ُْم ِط َر ْ‬ ‫تَـتَـ َهيهأْ لِلنـهب ِ‬
‫َ‬
‫ض ِيف نَـ ْه ٍر َع ِظ ٍيم‪َ ،‬و َج َع َل ُس ْب َحانَهُ ِزَاي َدتَهُ ِيف‬ ‫ار إِ َىل َه ِذهِ ْاأل َْر ِ‬
‫ْك ْاأل َْمطَ َ‬ ‫فَأ َْمطََر الْبِ َال َد الْبَ ِعي َدةَ‪ ،‬مُه َسا َق تِل َ‬
‫ص ِه وهب ِ‬
‫وط ِه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ات م ْعلُ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ي الْبِ َالد َوك َفايَت َها‪ ،‬فَِإذَا أ َْرَوى الْبِ َال َد َو َع هم َها‪ ،‬أَذ َن ُس ْب َحانَهُ بِتَـنَاقُ َ ُ ُ‬ ‫ومة َعلَى قَ ْد ِر َر ِّ‬ ‫أ َْوقَ َ َ‬
‫ور ال َْع ْش َرةُ الهِيت تَـ َق هد َم ِذ ْك ُرَها‪َ ،‬وَكا َن ِم ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اجتَ َم َع ِيف َه َذا ال َْماء ْاأل ُُم ُ‬ ‫هم ُّك ِن م َن ال هزْر ِع‪َ ،‬و ْ‬ ‫صلَ َحةُ ِابلت َ‬ ‫لتَتِ هم ال َْم ْ‬
‫ف ال ِْمياهِ وأ َ ِ‬
‫َخ ّف َها َوأَ ْع َذ ِهبَا َوأ ْ‬
‫َح َال َها‪.‬‬ ‫َ َ‬
‫أَلْطَ ِ‬
‫ور َما ُؤهُ ا ْحلِ ُّل َم ْيـتَـتُهُ» ‪.‬‬
‫ال ِيف الْبَ ْح ِر‪ُ « :‬ه َو الطه ُه ُ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ قَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ت َع ِن النِ ِّ‬ ‫َماءُ الْبَ ْح ِر‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫صالِ ِح َم ْن ُه َو َعلَى َو ْج ِه ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض‪.‬‬ ‫اجا ُم ًّرا ُز َعاقًا لتَ َم ِام َم َ‬ ‫ُج ً‬ ‫ْحا أ َ‬ ‫َوقَ ْد َج َعلَهُ ه‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ مل ً‬
‫ان‪ ،‬و ُهو َميُ ُ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ريا َوَال يُـ ْقبَـ ُر‪ ،‬فَـلَ ْو َكا َن ُحل ًْوا َألَنْـ ََ‬
‫ُت‬ ‫وت فيه َكث ً‬ ‫ني َوالْبَـ َهائ ِم‪ ،‬فَِإنههُ َدائ ٌم َراك ٌد َكثريُ ا ْحلَيَـ َو َ َ‬ ‫م َن ْاآل َدميِّ َ‬
‫يف‪،‬‬ ‫ُت َو ُِجي ُ‬ ‫ك‪َ ،‬ويَـ ْنـ ُُ‬ ‫ب ِم ْنهُ ذَلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫اف‪َ ،‬وَكا َن ا ْهلََواءُ ال ُْم ِحي ُ‬
‫ط ِابل َْعاََِل يَ ْكتَس ُ‬ ‫ت َحيَـ َو َاانتِِه فِ ِيه َوأَ َج َ‬ ‫ِمن إِقَامتِ ِه ومو ِ‬
‫ْ َ ََْ‬
‫ب ُس ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل أَ ْن َج َعلَهُ َكال َْم هال َح ِة الهِيت لَ ْو أُل ِْق َي فيه حيف ال َْع ِاَل‬ ‫ضْ ِ‬
‫ت ح ْك َمةُ ال هر ِّ‬ ‫س ُد ال َْعا ََلُ‪ ،‬فَاقـْتَ َ‬‫فَـيَـ ْف ُ‬
‫ُكلُّها وأَنْـتانُه وأَمواتُه ََل تُـغَِريهُ َشيـئًا‪ ،‬وَال يـتـغَيهـر َعلَى م ْكثِ ِه ِمن ِح ِ ِ‬
‫ي ه‬
‫اَّللُ ال َْعا ََلَ‪ ،‬فَـ َه َذا‬ ‫ني ُخل َق َوإِ َىل أَ ْن يَطْ ِو َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ ْ َ ُ ْ ّْ ْ َ َ َ ُ‬
‫اعلِ ُّي‪ ،‬فَ َك ْو ُن أرضه سبخة احلة‪.‬‬ ‫وجب لِملُوحتِ ِه‪ .‬وأَ هما الْ َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب الْغَائ ُّي ال ُْم ُ ُ َ َ‬ ‫سبَ ُ‬ ‫ُه َو ال ه‬
‫اخلِ ِه َو َخا ِرِج ِه‪ ،‬فَِإنههُ يُطْلِ ُق‬ ‫ض ٌّر بِ َد ِ‬
‫ْد‪ ،‬و ُشربهُ م ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ٍ ِ ٍ‬ ‫وبـع ُد فَ ِاال ْغتِس ُ ِ ِ ِ‬
‫ال بِه َانف ٌع م ْن آفَات َعدي َدة ِيف ظَاه ِر ا ْجلل َ ْ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ْ‬
‫ضطُهر إِ َىل ُش ْربِ ِه فَـلَهُ طُُر ٌق ِم َن ال ِْع َال ِج يَ ْدفَ ُع‬ ‫شا‪َ ،‬وَم ِن ا ْ‬ ‫ث َح هكةً َو َج َرًاب‪َ ،‬ونَـ ْف ًخا َو َعطَ ً‬ ‫ْن‪َ ،‬ويُـ ْه ِز ُل‪َ ،‬و ُْحي ِد ُ‬
‫الْبَط َ‬
‫ض هرتَهُ‪.‬‬‫ِهبَا َم َ‬
‫ات و َعلَيـها ص ٌ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت القدر‬ ‫وش‪َ ،‬ويُوقَ َد ََتْ َ‬ ‫وف َجدي ٌد َم ْنـ ُف ٌ‬ ‫صبَ ٌ َ ْ َ ُ‬ ‫م ْنـ َها‪ :‬أَ ْن ُْجي َع َل ِيف ق ْد ٍر‪َ ،‬و ُْجي َع َل فَـ ْو َق الْق ْد ِر قَ َ‬
‫ص ُل ِيف‬ ‫ك َح هىت َْجيتَ ِم َع لَهُ َما يُ ِري ُد‪ ،‬فَـيَ ْح ُ‬ ‫ال يَـ ْف َع ُل ذَلِ َ‬
‫ص َرهُ‪َ ،‬وَال يَـ َز ُ‬‫حىت يرتفع ِخارها إىل الصوفج فَِإذَا َكثُـ َر َع َ‬
‫ُّ ِ ِ‬
‫الزعاق‪.‬‬ ‫ب َويَـ ْبـ َقى ِيف القدر ّ‬ ‫الصوف م َن الْبُ َخا ِر َما َع ُذ َ‬

‫(‪)299/7‬‬

‫اس َعةٌ يُـ َر هش ُح َما ُؤهُ‪ ،‬إِلَْيـ َها‪ ،‬مُه إِ َىل َجانِبِ َها قَ ِريبًا ِم ْنـ َها أُ ْخ َرى تُـ َر ِّش ُح ِه َي‬‫اطئِ ِه ح ْفرةٌ و ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫وِم ْنـها‪ :‬أَ ْن ُْحي َفر َعلَى َش ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ب ال َْم ِاء الْ َك ِد ِر فَ ِع َال ُجهُ أَ ْن يُـل ِْق َي فِ ِيه‬ ‫ورةُ إِ َىل ُش ْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ب ال َْماءُ‪َ .‬وإ َذا أَ ْجلَأَتْهُ الض ُ‬
‫هر َ‬
‫ِ‬
‫إِلَْيـ َها‪ ،‬مُه ََثلثَةٌ إِ َىل أَ ْن يَـ ْع ُذ َ‬
‫يق ِح ْنطٍَة‬ ‫اج‪ ،‬أ َْو ََجْ ًرا ُملْتَ ِهبًا يُطْ َفأُ فِ ِيه‪ ،‬أ َْو ِطينًا أ َْرَمنِيًّا‪ ،‬أ َْو َس ِو َ‬ ‫سِ‬ ‫ب ال ه‬ ‫شِ‬ ‫ش‪ ،‬أ َْو قِط َْعةً ِم ْن َخ َ‬ ‫نَـ َوى ال ِْم ْش ِم ِ‬
‫فَِإ هن ُك ْد َرتَهُ ترسب إىل أسفل‪.‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم أَنههُ‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬‫ض َي ه‬ ‫اخلُ ْد ِر ِي ر ِ‬ ‫ٍِ‬
‫يح مسلم‪َ ،‬ع ْن أَِيب َسعيد ْ ّ َ‬ ‫ص ِح ِ‬ ‫ت ِيف َ‬ ‫مسك‪ :‬ثَـبَ َ‬
‫ك» «‪. »7‬‬ ‫يب ال ِْم ْس ُ‬ ‫ب ال ِطّ ِ‬ ‫ال‪« :‬أَطْيَ ُ‬ ‫قَ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم قَـ ْب َل أَ ْن ُْحي ِرَم‬
‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ب النِ ه‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ُ :‬ك ْن ُ ِ‬
‫ت أُطَيّ ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫ني» ‪َ :‬عن عائشة ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫يح ْ ِ‬‫صح َ‬
‫وِيف «ال ه ِ‬
‫َ‬
‫ك «‪. »2‬‬ ‫يب فِ ِيه ِم ْس ٌ‬ ‫ت بِ ِط ٍ‬ ‫وف ِابلْبـ ْي ِ‬
‫هح ِر قَـ ْب َل أَ ْن يَطُ َ َ‬ ‫َويَـ ْوَم الن ْ‬
‫شبههُ بِ ِه غَْيـ ُرهُ‪َ ،‬وَال‬ ‫ال‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫ب بِ ِه ْاأل َْمثَ ُ‬‫ض َر ُ‬ ‫يب‪َ ،‬وأَ ْش َرفُـ َها َوأَطْيَـبُـ َها‪َ ،‬و ُه َو اله ِذي تُ ْ‬ ‫ك أَنْـ َو ِاع ال ِطّ ِ‬ ‫ك‪َ :‬ملِ ُ‬ ‫ال ِْم ْس ُ‬
‫ِِ‬ ‫شبههُ بِغَ ِْريهِ‪ ،‬و ُهو ُكثْـبَا ُن ا ْجلَن ِهة‪ ،‬و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫س َويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬ويُـ َق ِّوي األعضاء الباطنة‬ ‫س ِيف الثهانيَة‪ ،‬يَ ُ‬
‫س ُّر النهـ ْف َ‬ ‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫يُ َ‬
‫شايِ ِخ‪،‬‬ ‫ض َع َعلَْيـ َها‪َ .‬انفِ ٌع لِل َْم َ‬ ‫اهرَة إِ َذا و ِ‬
‫ُ‬
‫هِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اء الْبَاطنَةَ ََج َيع َها ُش ْرًاب َومشَها َوالظ َ‬ ‫ضَ‬ ‫َجيعها شراب ومشّا َويُـ َق ِّوي ْاألَ ْع َ‬
‫ف القوة إبنعاشه للحرارة الغريزية‪ ،‬وجيلو‬ ‫ض ْع ِ‬ ‫ان‪َ ،‬و َ‬ ‫شتَ ِاء َجيِّ ٌد لِ ْلغَ ْش ِي َو ْ‬
‫اخلََف َق ِ‬ ‫ين‪َ ،‬ال ِسيه َما َزَم َن ال ِّ‬ ‫ِ‬
‫َوال َْم ْبـ ُرود َ‬
‫ض ِاء‪َ ،‬ويُـ ْب ِط ُل َع َم َل السمومج وينفع‬ ‫الرايح ِم ْنـ َها وِمن َِ‬
‫َجي ِع ْاألَ ْع َ‬ ‫َ ْ‬ ‫وظيفش ِّ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫بيام العني‪ ،‬وينشف رطوبتها‪،‬‬
‫املفرحات‪.‬‬ ‫من هنش األفاعي‪ ،‬ومنافعه كثرية جداج وهو من أقوى ّ‬
‫ام‪:‬‬‫شُ‬ ‫ش ِام» «‪َ »3‬و ْ‬
‫اخلُ َ‬ ‫ْخ َ‬ ‫وش‪ ،‬فَِإنههُ َجيِّ ٌد لِل ُ‬
‫ص هحتَهُ‪َ « :‬علَْي ُك ْم ِابل َْم ْرَزْْنُ ِ‬ ‫يث َال نَـ ْعلَم ِ‬
‫ُ‬ ‫مرزْنوش‪َ :‬وَر َد فِ ِيه َح ِد ٌ‬
‫ام‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫الزَك ُ‬
‫س ْو َد ِاء َو ُّ‬
‫الزَك ِام‪،‬‬ ‫س ِيف الثهانِيَ ِة‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع َمشُّهُ ِم َن ُّ‬
‫الص َد ِاع الْبَا ِرِد َوالْ َكائِ ِن َع ِن الْبَـ ْلغَ ِم‪َ ،‬وال ه‬ ‫ِِ ِ‬
‫ار ِيف الثهالثَة َايب ٌ‬ ‫َو ُه َو َح ٌّ‬
‫ادثَةَ يف الرأس‬ ‫َ‬ ‫الرَاي ِح الْغَلِيظَِة‪َ ،‬ويَـ ْفتَ ُح ُّ‬
‫الس َد َد ا ْحل ِ‬ ‫َو ِّ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه مسلم يف األلفاظ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف احلج‪.‬‬
‫(‪ )3‬ذكره السيوطي يف اجلامع الصغري‪ ،‬ونسبه البن السِن وأيب نعيم يف الطب‪.‬‬

‫(‪)311/7‬‬

‫احتُ ِم َل‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َوالْ َم ْنخ َريْ ِن‪َ ،‬و ُحيَلّ ُل أَ ْكثَـ َر ْاأل َْوَر ِام الْبَا ِر َدة‪ ،‬فَـيَـ ْنـ َف ُع م ْن أَ ْكثَ ِر ْاأل َْوَر ِام َو ْاأل َْو َج ِاع الْبَا ِر َدة ال هرطْبَة‪َ ،‬وإِذَا ْ‬
‫ت ال َْع ْ ِ‬ ‫آَث َر ال هدِم ال َْعا ِر ِ‬ ‫ِ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ه‬ ‫أ ََد هر الطه ْم َ‬
‫ني‪،‬‬ ‫ض ََتْ َ‬ ‫ب َ‬ ‫س‪َ ،‬وُكم َد به‪ ،‬أَ ْذ َه َ‬ ‫َعا َن َعلَى ا ْحلَبَ ِل‪َ ،‬وإ َذا ُدق َوَرقُهُ الْيَاب ُ‬ ‫ث‪َ ،‬وأ َ‬
‫اخلَ ِل‪ ،‬نَـ َف َع لَ ْس َعةَ ال َْع ْقر ِ‬ ‫وإِ َذا ُ ِ ِ ِ‬
‫ب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ض ّم َد به َم َع ْ ّ‬ ‫َ‬
‫ب ِاب ِْإل ْعيَ ِاء‪َ ،‬وَم ْن أَ ْد َم َن مشَههُ ََلْ يَـ ْن ِز ْل ِيف َع ْيـنَـ ْي ِه ال َْماءُ‪َ ،‬وإِ َذا‬ ‫ِ‬
‫ني‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫َو ُد ْهنُهُ َانفِ ٌع لَِو َج ِع الظه ْه ِر َو ُّ‬
‫الرْكبَـتَـ ْ ِ‬
‫ض ِة فِ َيها َوِيف الرأس‪.‬‬ ‫يح ال َْعا ِر َ‬‫الر ِ‬‫ط ِمبَائِِه َم َع ُد ْه ِن الله ْوِز ال ُْم ِّر‪ ،‬فَـتَ َح ُس َد َد ال َْم ْن ِخ َريْ ِن‪َ ،‬ونَـ َف َع ِم َن ِّ‬ ‫استُ ِع َ‬
‫ْ‬
‫ش ْي ِء‪:‬‬ ‫ْح» «‪َ »7‬و َسيِّ ُد ال ه‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫س يَـ ْرفَـعُهُ‪َ « :‬سيِّ ُد إِ َدام ُك ُم الْمل ُ‬ ‫يث أَنَ ٍ‬ ‫ملح‪ :‬روى ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫هو اله ِذي ي ِ‬
‫وعا‪ :‬سيوشك‬ ‫ْح‪َ ،‬وِيف « ُم ْسنَ ِد البزار» َم ْرفُ ً‬ ‫صلُ ُح ِابل ِْمل ِ‬ ‫اإل َد ِام إِ همنَا يَ ْ‬
‫ب ِْ‬ ‫وم َعلَْيه‪َ ،‬وغَال ُ‬ ‫صل ُحهُ‪َ ،‬ويَـ ُق ُ‬‫ُْ‬ ‫َُ‬
‫ْح» «‪. »2‬‬ ‫ام إِهال ِابل ِْمل ِ‬ ‫صلُ ُح الطه َع ُ‬ ‫ْح ِيف الطه َع ِام‪َ « ،‬وَال يَ ْ‬ ‫أن تكونوا يف الناس مثل ال ال ِْمل ِ‬
‫وعا‪:‬‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما َم ْرفُ ً‬ ‫ض َي ه‬ ‫وذَ َكر البغوي ِيف «تَـ ْف ِس ِريهِ» ‪َ :‬عن عبد هللا بن عمر ر ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫وف‬
‫ْح» ‪َ ..‬وال َْم ْوقُ ُ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬والْمل َ‬ ‫هار‪َ ،‬وال َْم َ‬
‫ِ‬
‫ض‪ :‬ا ْحلَدي َد‪َ ،‬والن َ‬ ‫س َم ِاء إِ َىل ْاأل َْر ِ‬ ‫ات ِم َن ال ه‬ ‫اَّلل أَنْـز َل أَربع بـرَك ٍ‬
‫«إ هن هَ َ َْ َ َ َ‬
‫ِ‬
‫أَ ْشبَهُ‪.‬‬
‫ك أَ هن فِ ِيه‬ ‫ضةَ‪َ ،‬و َذلِ َ‬ ‫ب َوال ِْف ه‬ ‫ٍ ِ‬ ‫هاس وأَط ِْعمتـهم‪ ،‬وي ِ‬ ‫ال ِْملْح ي ِ‬
‫صل ُح ُك هل َش ْيء ُخيَالطُهُ َح هىت ال هذ َه َ‬ ‫ام الن ِ َ َ َ ُ ْ َ ُ ْ‬ ‫سَ‬ ‫َج َ‬
‫صل ُح أ ْ‬ ‫ُُْ‬
‫يف َهلَا‪،‬‬ ‫ت الْغَلِيظَِة‪َ ،‬وتَـ ْن ِش ٌ‬ ‫لرطُواب ِ‬
‫اب ل ُّ َ‬
‫اضا‪ ،‬وفِ ِيه ِج َالء وََتْلِيل‪ ،‬وإِ ْذه ِ‬
‫ٌَ ٌ َ َ ٌ‬ ‫ضةَ بَـيَ ً َ‬ ‫ص ْف َرًة‪َ ،‬وال ِْف ه‬‫ب ُ‬ ‫قُـ هو ًة تَ ِزي ُد ال هذ َه َ‬
‫ب ال ُْمتَـ َق ِّر ِح‪.‬‬ ‫اد َها َونَـ ْف ٌع ِم َن ا ْجلَر ِ‬
‫ان‪ ،‬وم ْنع ِمن عُ ُفونَتِها وفَس ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوتَـ ْق ِويَةٌ ل ِْلَبْ َد َ َ ٌ ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اخلَبِيثَةَ‬
‫وح ْ‬ ‫ني‪َ ،‬وَُمَ َق الظهَف َرةَ َو ْاألَنْ َد َر ِاينُّ أَبْـلَ ُغ ِيف ذَلِ َ‬
‫ك‪َ ،‬وميَْنَ ُع الْ ُق ُر َ‬ ‫َوإِذَا ا ْكتُ ِحل بِ ِه‪ ،‬قَـلَ َع الله ْح َم ال هزائِ َد ِم َن ال َْع ْ ِ‬
‫َ‬
‫ك به بطون‬ ‫َْب َاز‪َ ،‬وإِذَا ُدلِ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِم َن ِاالنْتِ َ‬
‫شا ِر‪َ ،‬و ُْحيد ُر الِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه ابن ماجة يف األطعمة‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البزار والطَباين‪.‬‬

‫(‪)317/7‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َصح ِ ِ‬


‫ش ُّد اللثَةَ َويُـ َق ِّو َيها‪َ ،‬وَمنَافعُهُ َكث َ‬
‫ريةٌ‬ ‫اب اال ْستِ ْس َقاء نَـ َف َع ُه ْم‪َ ،‬ويُـنَـ ّقي ْاأل ْ‬
‫َسنَا َن‪َ ،‬ويَ ْدفَ ُع َع ْنـ َها الْعُ ُفونَةَ‪َ ،‬ويَ ُ ه‬ ‫أَْ‬
‫ِج ًّدا‪.‬‬

‫ف الن ِ‬
‫ُّون‬ ‫َح ْر ُ‬
‫ال‪ :‬بَـ ْيـنَا‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ ُه َما‪ ،‬قَ َ‬ ‫ني» ‪َ :‬ع ِن ابْ ِن عُمر ر ِ‬ ‫يح ْ ِ‬ ‫ض ٍع‪ ،‬وِيف «ال ه ِ‬ ‫آن ِيف غَ ِْري مو ِ‬ ‫َُنْل‪ :‬م ْذ ُكور ِيف الْ ُقر ِ‬
‫ََ َ‬ ‫صح َ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ َ ٌ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪« :‬إِ هن ِم َن‬ ‫صلهى ه‬ ‫هب َ‬ ‫ال النِ ُّ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬إذ أُِيتَ ِِبُ هما ِر َُنْلَ ٍة‪ ،‬فَـ َق َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫َْْنن ِع ْن َد ر ُس ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ش َج ِر َش َج َرًة َمثَـلُ َها َمثَ ُل ال هر ُج ِل ال ُْم ْسلِ ِم َال يَ ْس ُق ُ‬
‫هاس ِيف َش َج ِر‬ ‫ط َوَرقُـ َها‪ ،‬أَ ْخَِبُ ِوين َما ه َي؟ فَـ َوقَ َع الن ُ‬ ‫ال ه‬
‫َصغُ ُر الْ َق ْوِم ِسنًّا‬ ‫ت فَِإ َذا أ ََان أ ْ‬ ‫ول‪ِ :‬ه َي النه ْخلَةُ‪ ،‬مُه نَظَْر ُ‬ ‫ت أَ ْن أَقُ َ‬ ‫الْبَـ َو ِادي‪ ،‬فَـ َوقَ َع ِيف نَـ ْف ِسي أَنهـ َها النه ْخلَةُ‪ ،‬فَأ ََر ْد ُ‬
‫ال‪َ :‬ألَ ْن تَ ُكو َن‬ ‫ك لعمر‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ت ذَلِ َ‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ِ « :‬ه َي النه ْخلَةُ» ‪ ،‬فَ َذ َك ْر ُ‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّلل َ‬
‫ول هِ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫ت‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫س َك ُّ‬ ‫فَ َ‬
‫ِل ِم ْن َك َذا َوَك َذا «‪.. »7‬‬ ‫ب إِ َه‬ ‫َح ُّ‬‫قُـ ْلتَـ َها أ َ‬
‫ار َما ِع ْن َد ُه ْم‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يث إِلْ َقاء الْع ِاَل الْمسائِل َعلَى أ ْ ِ ِ‬ ‫فَِفي َه َذا ا ْحل ِد ِ‬
‫َص َحابه‪َ ،‬وَتَْ ِرينُـ ُه ْم‪َ ،‬وا ْختبَ ُ‬ ‫ُ َ ََ َ‬ ‫َ‬
‫ال َوالته ْشبِيهُ‪.‬‬ ‫ب ْاأل َْمثَ ِ‬ ‫ض ْر ُ‬‫َوفِ ِيه َ‬
‫ني أَيْ ِدي ِه ْم‪.‬‬ ‫صحابةُ ِمن ا ْحلي ِاء ِمن أَ َكابِ ِرِهم وإِج َالهلِِم وإِم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫ساك ِه ْم َع ِن الْ َك َالِم بَـ ْ َ‬ ‫َْ ْ ََْْ‬ ‫َوفيه َما َكا َن َعلَْيه ال ه َ َ َ ََ ْ‬
‫اب‪.‬‬‫ص َو ِ‬‫صابَِة َولَ ِدهِ‪َ ،‬وتَـ ْوفِ ِيق ِه لِل ه‬
‫ح ال هر ُج ِل إبِِ َ‬
‫ِِ‬
‫َوفيه فَـ َر ُ‬
‫ب‬‫اءةُ أ ََد ٍ‬ ‫ك إِ َس َ‬ ‫س ِيف ذَلِ َ‬ ‫َب‪َ ،‬ولَْي َ‬
‫ف ِحب ْ ِ ِ‬
‫ض َرة أَبِيه‪َ ،‬وإِ ْن ََلْ يَـ ْع ِرفْهُ ْاأل ُ‬ ‫يب ِمبَا يَـ ْع ِر ُ َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َوفيه أَنههُ َال يُ ْك َرهُ لل َْولَد أَ ْن ُجي َ‬
‫ِِ‬
‫َعلَْي ِه‪.‬‬
‫ودهِ على الدوام‪.‬‬ ‫يب ََثَ ِرَها‪ ،‬ووج ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫ض همنَهُ تَ ْشبِيهُ ال ُْم ْسلِ ِم ِابلنه ْخلَ ِة ِم ْن َكثْـ َرةِ َخ ِْريَها َو َد َو ِام ِظلِّ َها‪َ ،‬و ِط ِ‬ ‫َوفِ ِيه َما تَ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف صفات املنافقني‪.‬‬

‫(‪)312/7‬‬

‫اب َوفَاكِ َهةٌ‪َ ،‬و ُج ُذوعُ َها‬ ‫وت َو َحل َْوى‪َ ،‬و َش َر ٌ‬ ‫سا‪َ ،‬وبَـلَ ًحا َوَاينِ ًعا‪َ ،‬و ُه َو ِغ َذاءٌ َو َد َواءٌ َوقُ ٌ‬ ‫ِ‬
‫َوََثَُرَها يُـ ْؤَك ُل َرطْبًا َوَايب ً‬
‫ك‪َ ،‬وِم ْن لِ ِيف َها‬ ‫ت و ْاألَو ِاين‪ ،‬ويـت َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ح‪َ ،‬وغَْيـ ُر َذلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ص ُر َوال َْم َكات ُل َو ْاأل ََو ِاين َوال َْم َرا ِو ُ‬
‫ِ‬
‫هخ ُذ م ْن ُخوص َها ا ْحلُ ُ‬
‫ِ‬
‫ل ْلبِنَاء َو ْاآل َال َ َ َ ُ‬
‫ال ََثََرِهتَا‬‫ال‪ ،‬مُه ََجَ ُ‬ ‫ف لِ ِْْلبِ ِل‪ ،‬ويَ ْد ُخل ِيف ْاألَ ْد ِويَِة و ْاألَ ْك َح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫آخ ُر َش ْي ٍء نَـ َو َاها َعلَ ٌ‬ ‫شااي وغَيـرها‪ ،‬مُه ِ‬
‫ال َوا ْحلَ َ َ َ ْ ُ َ‬ ‫ا ْحلِبَ ُ‬
‫وس ِع ْن َد‬ ‫س هرةُ النُّـ ُف ِ‬ ‫ض ِد ََثَ ِرَها‪ ،‬و ِ ِ‬
‫ص ْنـ َعته َوبَـ ْه َجتُهُ‪َ ،‬وَم َ‬ ‫َ َ‬ ‫َونَـبَ ِاهتَا َو ُح ْس ُن َه ْيـئَتِ َها‪َ ،‬وبَـ ْه َجةُ َم ْنظَ ِرَها‪َ ،‬و ُح ْس ُن نَ ْ‬
‫ال قُ ْد َرتِِه‪َ ،‬وََتَ ِام ِح ْك َمتِ ِه‪َ ،‬وَال َش ْي َء أَ ْشبَهُ ِهبَا‬ ‫ص ْنـ َعتِ ِه‪ ،‬وَكم ِ‬
‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ُرْؤيَته‪ ،‬فَـ ُرْؤيَـتُـ َها ُم َذ ّك َرةٌ ل َفاط ِرَها َو َخالق َها‪َ ،‬وبَدي ِع َ‬
‫ِِ‬
‫اه ٌر َوَاب ِط ٌن‪.‬‬ ‫ِمن ال هرج ِل الْم ْؤِم ِن‪ ،‬إِ ْذ هو َخيـر ُكلُّه‪ ،‬ونَـ ْفع ظَ ِ‬
‫َُ ٌْ ُ َ ٌ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ارقَهُ َش ْوقًا إِ َىل قُـ ْربِ ِه‪َ ،‬و َمسَ ِاع‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫شجرةُ الهِيت ح هن ِج ْذعُها إِ َىل رس ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم لَ هما فَ َ‬ ‫ول ه َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َوه َي ال ه َ َ‬
‫ادهِ نَظٌَر‪:‬‬ ‫يث ِيف إِسنَ ِ‬ ‫س َالم‪ ،‬وقَ ْد ور َد ِيف ح ِد ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ت ََتْتـها مرمي لَ هما ولَ َد ْ ِ‬ ‫ِِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫يسى َعلَْيه ال ه ُ َ َ َ‬ ‫تع َ‬ ‫َ‬ ‫َك َالمه‪َ ،‬وه َي الهِيت نَـ َزلَ ْ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ت ِم َن ال ِطّ ِ‬
‫آد ُم‪. » ».‬‬ ‫ني اله ِذي ُخلِ َق م ْنهُ َ‬ ‫عماتكم النه ْخلَةَ‪ ،‬فَِإنهـ َها ُخلِ َق ْ‬ ‫أَ ْك ِرُموا ّ‬
‫اَّللُ بَـ ْيـنَـ ُه َما ِيف كِتَابِ ِه ِيف‬
‫ني‪َ ،‬وقَ ْد قَـ َر َن ه‬ ‫س َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ‬ ‫ضيلِ َها َعلَى ا ْحلَبَـلَ ِة أ َْو ِابل َْع ْك ِ‬ ‫ف النهاس ِيف تَـ ْف ِ‬
‫ُ‬ ‫َوقَ ِد ا ْختَـلَ َ‬
‫ض‬ ‫اح ٍد ِم ْنـ ُه َما ِيف َُمَ ِّل ُس ْلطَانِِه َوَم ْنـبَتِ ِه‪َ ،‬و ْاأل َْر ِ‬ ‫احبِ ِه‪ ،‬وإِ ْن َكا َن ُك ُّل و ِ‬ ‫ض ٍع‪ ،‬وما أَقـْرب أَح ِد ُِها ِمن ص ِ‬ ‫غَ ِْري مو ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ َ ْ َ‬ ‫َْ‬
‫الهِيت تُـ َوافِ ُقهُ أَفْ َ‬
‫ض َل َوأَنْـ َف َع‪.‬‬
‫ون َوا ْجلُ َذ ِام َوالْبَـ َر ِ‬‫ْب حبهةَ ا ْجلنُ ِ‬ ‫ش ِّم النـ ْهرِج ِ‬‫ص ُّح‪َ « :‬علَْي ُك ْم بِ َ‬ ‫يث َال ي ِ‬ ‫نَـرِج ِ ِ ِ‬
‫ص‪َ ،‬ال‬ ‫س فَِإ هن ِيف الْ َقل ِ َ ُ‬ ‫س‪ :‬فيه َحد ٌ َ‬ ‫ْ ُ‬
‫س» «‪. »2‬‬ ‫يَـ ْقطَعُ َها إِهال َش ُّم النـ ْهرِج ِ‬
‫سالَ ٍة َجالِيَةٌ َجابِ َذةٌ‪َ ،‬وإِذَا‬ ‫ِ‬
‫ب‪َ ،‬ولَهُ قُـ هوةُ غُ َ‬ ‫صِ‬ ‫ِ‬
‫وح الْغَائ َرةَ إِ َىل ال َْع َ‬‫َصلُهُ يُ ْدم ُل الْ ُق ُر َ‬‫س ِيف الثهانِيَ ِة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫و ُهو َح ٌّ ِ‬
‫ار َايب ٌ‬ ‫َ َ‬
‫الرطُوبَةَ ِم ْن قَـ ْع ِر ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وإِذَا طُبِ َخ َم َع‬ ‫ب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ب َما ُؤهُ‪ ،‬أ َْو أُك َل َم ْسلُوقًا‪َ ،‬هيه َج الْ َق ْي َء‪َ ،‬و َج َذ َ‬ ‫طُبِ َخ َو ُش ِر َ‬
‫اخ القروح‪ ،‬وفجر ال ّدبيالت العسرة النضج‪.‬‬ ‫س ِل‪ ،‬نَـ هقى أ َْو َس َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫الْك ْرسنهة َوال َْع َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬حديث موضوع‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه ابن ماجه يف األدب‪.‬‬

‫(‪)313/7‬‬
‫ي‪َ ،‬ويَـ ْفتَ ُح ُس َد َد ال ِّد َم ِاغ َوال َْم ْن ِخ َريْ ِن‪،‬‬ ‫ِِ ِ‬ ‫يف يَـ ْنـ َف ُع ُّ‬‫َوَزْه ُرهُ ُم ْعتَ ِد ُل ا ْحلََر َارةِ‪ ،‬لَ ِط ٌ‬
‫ام الْبَا ِر َد‪َ ،‬وفيه ََتْل ٌ‬
‫يل قَ ِو ٌّ‬ ‫الزَك َ‬
‫صلِيبًا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫صلُهُ َ‬ ‫والسوداوي‪ ،‬ويصدع الرؤوس ا ْحلَا هرةَ‪َ ،‬وال ُْم َح هر ُق م ْنهُ إِذَا ُش هق بَ َ‬ ‫الصداع الرطب ّ‬ ‫وينفع من ّ‬
‫ف‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن أَ ْو َج ِاع ال هرأْ ِ‬ ‫ص ْي ِ‬‫َْب َس ِام ِيف ال ه‬ ‫ضاع ًفا‪ ،‬ومن أَ ْدمن مشَهه ِيف ال ِّ ِ ِ ِ‬
‫س‬ ‫شتَاء أَم َن م َن الِ ْ‬ ‫ار ُم َ َ َ َ ْ َ َ ُ‬ ‫صَ‬ ‫س‪َ ،‬‬ ‫َوغُ ِر َ‬
‫غ‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن َكثِ ٍري ِم ْن‬ ‫ْب َوال ِّد َما َ‬ ‫الْ َكائِنَ ِة ِمن الْبـ ْلغَ ِم وال ِْم هرةِ ال ه ِ ِ ِ ِ ِ ِ‬
‫س ْو َداء‪َ ،‬وفيه م َن الْعطْ ِريهة َما يُـ َق ِّوي الْ َقل َ‬ ‫َ َ َ‬
‫الص ْبـي ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ِ‬ ‫ِ‬
‫ان‪.‬‬ ‫ص ْر ِع ّ َ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ب التـ ْهيس ِري‪َ :‬مشُّهُ يُ ْذه ُ‬ ‫صاح ُ‬ ‫أ َْم َراض َها‪َ .‬وقَ َ َ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ ،‬كا َن إِ َذا‬ ‫صلهى ه‬ ‫اَّللُ َع ْنـ َها‪ ،‬أَ هن النِ ه‬
‫ض َي ه‬ ‫يث أم سلمة ر ِ‬ ‫نُورةٌ‪ :‬روى ابْن ماج ْه‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫هب َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ُ َ َ ْ َ‬
‫يث َه َذا أ َْمثَـلُ َها‪.‬‬ ‫اد َ‬ ‫اطهلَى ب َدأَ بِعورتِِه‪ ،‬فَطََال َها ِابلنُّورةِ‪ ،‬وسائِر جس ِدهِ أ َْهلُهُ‪ ،‬وقَ ْد ور َد فِيها ِع هدةُ أَح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫َ ََ َ َ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫ت لَهُ النُّوَرةُ‪ ،‬سليمان ابن داود‪ ،‬وأصلها‪ :‬كلس جزآن‪َ ،‬وِزْرنِي ٌخ‬ ‫صنِ َع ْ‬ ‫ِ‬
‫ام‪َ ،‬و ُ‬ ‫يل‪ :‬إِ هن أ هَو َل َم ْن َد َخ َل ا ْحلَ هم َ‬ ‫ق َ‬
‫ِِ ِ‬ ‫س أَ ِو ا ْحلَ هم ِام بَِق ْد ِر َما تَـ ْن َ‬ ‫ش ْم ِ‬ ‫ان ِيف ال ه‬ ‫ان ِابلْم ِاء‪ ،‬ويـ ْتـرَك ِ‬ ‫ج ْزء‪ُ ،‬خيْلَطَ ِ‬
‫س‬‫ض ُج‪َ ،‬وتَ ْشتَ ُّد ُزْرقَـتُهُ‪ ،‬مُه يُطْلَى به‪َ ،‬وَْجيل ُ‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ُ ٌ‬
‫س ُل‪َ ،‬ويُطْلَى َم َكانُـ َها ابحلناء إلذهاب انريتها‪.‬‬ ‫ساعةً ريـثما يـعمل‪ ،‬وَال ُميَ ُّ ِ ٍ‬
‫س مبَاء‪ ،‬مُه يُـغْ َ‬ ‫َ َ َْ َ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ض َكا َن أَ هو َل َش ْي ٍء‬ ‫ط إِ َىل ْاأل َْر ِ‬ ‫آد َم لَ هما أ ُْهبِ َ‬
‫وعا‪« :‬إِ هن َ‬ ‫ي» ‪َ :‬م ْرفُ ً‬ ‫ب النـهبَ ِو ِّ‬
‫ِ ِ ِ‬
‫نبق‪ :‬فكر أبو نعيم ِيف كتَابِه «الطّ ِّ‬
‫ِ‬
‫ص هحتِ ِه‪ :‬أَنههُ‬ ‫يث الْمتهـ َف ِق َعلَى ِ‬
‫ُ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه وسلهم النـ ْهب َق ِيف ا ْحل ِد ِ‬
‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫صلهى هُ‬ ‫هب َ‬ ‫أَ َك َل ِم ْن َثَا ِرَها النـ ْهب ُق» ‪َ .‬وقَ ْد ذَ َك َر النِ ُّ‬
‫ي بِ ِه‪َ ،‬وإِذَا نَـ ْبـ ُق َها ِمثْ َل قِ َال ِل َه َج َر «‪. »7‬‬ ‫ُس ِر َ‬
‫َرأَى سدة ال ُْم ْنـتَـ َهى لَْيـلَةَ أ ْ‬
‫س ِّك ُن ال ه‬ ‫ِ‬ ‫الس ْد ِر يُـ ْع ِقل الطهبِ َيعةَ‪ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِمن ِْ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬ويَـ ْغ ُذو‬‫ص ْف َر َ‬ ‫اإل ْس َهال‪َ ،‬ويَ ْدبُ ُغ ال َْمع َد َة‪َ ،‬ويُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َوالنـ ْهب ُق ََثَُر َش َج ِر ّ‬
‫ض ِم‪َ ،‬و َس ِوي ُقهُ يُـ َق ِّوي‬ ‫ي‪َ ،‬و ُه َو بَ ِطيءُ ا ْهلَ ْ‬ ‫ص ْف َرا ِو ه‬
‫ب‪ ،‬ال ه‬ ‫ِ‬
‫ام‪َ ،‬ويُـ َولّ ُد بَـ ْلغَ ًما‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ال هذ َر َ‬‫ش ِّهي الطه َع َ‬ ‫الْبَ َد َن‪َ ،‬ويُ َ‬
‫ش ْه ِد‪.‬‬‫ض هرتُهُ ِابل ه‬
‫ص ْف َرا ِويهةَ‪َ ،‬وتُ ْدفَ ُع َم َ‬ ‫صلِ ُح ْاأل َْم ِز َجةَ ال ه‬ ‫شا‪َ ،‬و ُه َو يُ ْ‬ ‫ا ْحلَ َ‬
‫ني‪ .‬وال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا ْختُلِ َ ِ ِ‬
‫يح‪ :‬أَ هن َرطْبُهُ ابرد رطب‪ ،‬وايبسه ابرد ايبس‪.‬‬ ‫صح ُ‬ ‫س؟ َعلَى قَـ ْولَ ْ ِ َ‬ ‫ْب أ َْو َايب ٌ‬ ‫ف فيه‪َ ،‬ه ْل ُه َو َرط ٌ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه البخاري يف بدء اخللق‪.‬‬

‫(‪)314/7‬‬

‫ف ا ْهلَ ِاء‬
‫َح ْر ُ‬
‫ت ِمثْـلُ َها‪ ،‬بَ ْل ِه َي‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ :‬وَال يَـثْـبُ ُ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ص ُّح َع ْن ر ُس ِ‬
‫َ‬
‫يث َال تَ ِ‬ ‫اد َ‬ ‫ِه ْن َداب‪ :‬ور َد فِيها ثََالثَةُ أَح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ََ َ‬
‫ات ِم َن ا ْجلَن ِهة تَـ ْقطُُر‬ ‫س يَـ ْوٌم ِم َن ْاألَ هايِم إِهال َوقَطََر ٌ‬ ‫َح ُد َها‪ُ « :‬كلُوا ا ْهلِْن َد َاب َء َوَال تَـ ْنـ ُف ُ ِ‬
‫ضوهُ فَإنههُ لَْي َ‬ ‫وعةٌ أ َ‬ ‫ض َ‬‫َم ْو ُ‬
‫ث‪َ « :‬ما ِم ْن َوَرقَ ٍة ِم ْن َوَر ِق‬ ‫هاين‪َ :‬م ْن أَ َك َل ا ْهلِْن َد َاب َء‪ ،‬مُه َان َم َعلَْيـ َها ََلْ َحيُ هل فِ ِيه ُس ٌّم َوَال ِس ْح ٌر» ‪ .‬الثهالِ ُ‬
‫َعلَْي ِه» الث ِ‬
‫ا ْهلِْن َد َاب ِء إِهال َو َعلَْيـ َها قَط َْرةٌ ِم َن ا ْجلَن ِهة» [‪. ]7‬‬
‫ف‬‫ص ْي ِ‬ ‫شتَ ِاء َاب ِر َدةٌ َرطْبَةٌ‪َ ،‬وِيف ال ه‬ ‫سنَ ِة‪ ،‬فَ ِه َي ِيف ال ِّ‬ ‫ول ال ه‬ ‫ص ِ‬ ‫ب فُ ُ‬ ‫اج‪ُ ،‬م ْنـ َقلِبَةٌ ِابنْ ِق َال ِ‬ ‫َوبَـ ْع ُد فَ ِه َي ُم ْستَ ِحيلَةُ ال ِْم َز ِ‬
‫ضةٌ‬ ‫س‪َ ،‬و ِه َي قَابِ َ‬ ‫ودةِ َوالْيُـ ْب ِ‬‫يل إِ َىل الْبُـ ُر َ‬ ‫ِ‬
‫َح َوا ُهلَا ََت ُ‬ ‫يف ُم ْعتَدلَةٌ‪ ،‬ويف غالب أ ْ‬
‫اخلَ ِر ِ ِ‬ ‫سةٌ َوِيف ال هربِي ِع َو ْ‬ ‫ِ‬
‫َحا هرةٌ َايب َ‬
‫َج َو ُد لِل َْم ِع َدةِ‪،‬‬ ‫صةً الْبـ ِر ُّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت وأُكِلَ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ي م ْنـ َها‪ ،‬فَ ِه َي أ ْ‬ ‫ْن َو َخا ه َ ّ‬ ‫ت ِخَ ٍّل‪َ ،‬ع َقلَت الْبَط َ‬ ‫ُمبَـ هر َدةٌ‪َ ،‬جيِّ َدةٌ لل َْمع َدة‪َ ،‬وإِذَا طُب َخ ْ َ‬
‫ضا‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع ِم ْن َ‬
‫ض ْع ِف َها‬ ‫َوأَ َش ُّد قَـ ْب ً‬
‫ني ا ْحلَا هرةِ‪َ ،‬وإِذَا‬ ‫س‪َ ،‬وِم ْن أ َْوَر ِام ال َْع ْ ِ‬ ‫ض ِيف ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬وتَـ ْنـ َف ُع ِم َن النِّ ْق ِر ِ‬ ‫اب ال َْعا ِر َ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ض ّم َد هبَا‪َ ،‬سلَبَت االلْت َه َ‬
‫وإِذَا تُ ُ ِ ِ‬
‫َ‬
‫ضةَ يف الكيد‪،‬‬ ‫س َد َد ال َْعا ِر َ‬ ‫ب‪َ ،‬و ِه َي تُـ َق ِّوي ال َْم ِع َد َة‪َ ،‬وتَـ ْفتَ ُح ال ُّ‬ ‫ت ِم ْن لَ ْس ِع ال َْع ْقر ِ‬ ‫ض ِم َد بِورقِها وأُص ِ‬
‫وهلَا‪ ،‬نَـ َف َع ْ‬ ‫تُ ُ ّ َ َ َ َ ُ‬
‫َ‬
‫وق و ْاألَح َ ِ ِ‬ ‫ارَها واب ِر ُد َها‪ ،‬وتَـ ْفتَح ُس َد َد ال ِطّ َح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ي الْ ُكلَى‪.‬‬ ‫شاء‪َ ،‬وتُـنَـ ّقي ََمَا ِر َ‬ ‫ال َوالْعُ ُر ِ َ ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َوتَـ ْنـ َف ُع م ْن أ َْو َجاع َها َح ُّ َ َ‬
‫ط بِ ِه َماءُ الرازاينج‬ ‫ي‪َ ،‬وَال ِسيه َما إِ َذا ُخلِ َ‬ ‫ان ُّ ِ‬ ‫وأَنْـ َفع َها لِ ْل َكبِ ِد أَم ُّرَها‪ ،‬وما ُؤ َها الْم ْعتَصر يـ ْنـ َفع ِمن الْيـرقَ ِ‬
‫الس َدد ِّ‬ ‫ُ َُ َ ُ َ ََ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُ‬
‫ض َع َعلَى ْاأل َْوَر ِام ا ْحلَا هرةِ ّبردها وحلّلها‪ ،‬وجيلو ما يف املعدة‪ ،‬ويطفىء َح َر َارةَ‬ ‫الرئب‪ ،‬وإِ َذا ُد هق ورقُـ َها‪ ،‬وو ِ‬
‫ََ َُ‬ ‫َ‬
‫ارقَـ ْتـ َها‬
‫ت‪ ،‬فَ َ‬ ‫ضْ‬ ‫ت أ َْو نُِف َ‬ ‫وض ٍة‪ِ ،‬ألَنهـ َها َم َىت غُ ِسلَ ْ‬ ‫سولَ ٍة َوَال َم ْنـ ُف َ‬ ‫ت غَْيـ َر َم ْغ ُ‬ ‫َصلَ ُح َما أُكِلَ ْ‬ ‫اء‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫ال هدِم َوال ه‬
‫ص ْف َر َ‬
‫َجي ِع السم ِ‬ ‫ك قُـ هوةٌ تِرايقِيهةٌ تَـ ْنـ َفع ِمن َِ‬
‫وم‪.‬‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َْ‬ ‫قُـ هوتُـ َها‪َ ،‬وفِ َيها َم َع ذَلِ َ‬
‫ب‪َ ،‬ويُـ َقا ِو ُم أَ ْكثَـ َر‬ ‫الرتَاي ِق‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ِم ْن لَ ْد ِغ ال َْع ْقر ِ‬
‫شا‪َ ،‬ويَ ْد ُخ ُل َوَرقُـ َها ِيف ِّْ‬ ‫َوإِذَا ا ْكتُ ِح َل ِمبَائِ َها‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ال َْع َ‬
‫َ‬
‫ت‪َ ،‬خلهص ِمن ْاألَ ْد ِوي ِة الْ َقتهالَ ِة‪ ،‬وإِذَا ا ْعتُ ِ‬ ‫ِ‬
‫َصلُ َها‪،‬‬‫ص َر أ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ب َعلَْي ِه ال هزيْ ُ‬ ‫صه‬ ‫ِ‬
‫الس ُموم‪َ ،‬وإِذَا ا ْعتُص َر َما ُؤ َها‪َ ،‬و ُ‬ ‫ُّ‬
‫وشرب‬

‫(‪)315/7‬‬

‫اض ال َْع ْ ِ‬
‫ني‪.‬‬ ‫الزنْـبوِر‪ ،‬ولَنب أ ِ‬ ‫ما ُؤه‪ ،‬نَـ َفع ِمن لَس ِع ْاألَفَ ِ‬
‫اعي‪َ ،‬ولَ ْس ِع ال َْع ْقر ِ‬
‫َصل َها َْجيلُو بَـيَ َ‬
‫ب‪َ ،‬ولَ ْس ِع ُّ ُ َ َُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ْ ْ‬

‫ف ال َْوا ِو‬
‫َح ْر ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬أَنههُ َكا َن‬
‫صلهى ه‬ ‫ِ ِِ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫هب َ‬ ‫س‪ :‬ذََك َر الرتمذي يف « َجامعه» ‪ :‬م ْن َحديث َزيْد بْ ِن أ َْرقَ َم‪َ ،‬ع ِن النِ ِّ‬ ‫َوْر ٌ‬
‫ب اله ِذي يَ ْشتَ ِك ِيه «‪. »7‬‬ ‫ادةُ‪ :‬يُـلَ ُّد بِ ِه‪َ ،‬ويُـلَ ُّد ِم َن ا ْجلَانِ ِ‬
‫ال قَـتَ َ‬
‫ب‪ ،‬قَ َ‬ ‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫ت والْورس ِمن ذَ ِ‬
‫ت ال هزيْ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫يَـ ْنـ َع ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫يث َزيْ ِد بْ ِن أ َْرقَ َم أَيْ ً‬‫وروى ابْن ماج ْه ِيف «سنَنِ ِه» ِمن ح ِد ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس ُ‬ ‫ال‪ :‬نَـ َع َ‬ ‫ضا‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ ُ َ َ‬
‫ب َوْر ًسا َوقُ ْسطًا َوَزيْـتًا يُـلَ ُّد بِ ِه‪.‬‬ ‫ِمن ذَ ِ‬
‫ات ا ْجلَْن ِ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ت إِ ْح َد َاان‬ ‫ني يَـ ْوًما‪َ ،‬وَكانَ ْ‬ ‫ساءُ تَـ ْقعُ ُد بَـ ْع َد نَِفاس َها أ َْربَع َ‬ ‫ِ‬
‫ت‪َ :‬كانَت النُّـ َف َ‬ ‫ض َي ه‬
‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫وص هح َعن أم سلمة ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ف «‪. »2‬‬ ‫تَطْلِي الْوْرس َعلَى و ْج ِه َها ِمن الْ َكلَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ض‬‫ب‪َ ،‬وَال ِم ْن أ َْر ِ‬ ‫ض ال َْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت أَ ْع ِرفُهُ بغَ ِْري أ َْر ِ َ‬ ‫ي‪َ ،‬ولَ ْس ُ‬ ‫س بِبَـ ِّر ٍّ‬
‫س يُـ ْزَرعُ َزْر ًعا‪َ ،‬ولَْي َ‬‫ال أبو حنيفة اللغوي‪ :‬ال َْوْر ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ب بِغَ ِْري بِ َال ِد الْيَ َم ِن‪.‬‬‫ال َْعر ِ‬
‫َ‬
‫ُّخالَ ِة‪ ،‬يَـ ْنـ َف ُع ِم َن‬
‫يل الن َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني ِيف الْيَد‪ ،‬الْ َقل ُ‬ ‫َْحَ ُر اللهِّ ُ‬
‫َج َو ُدهُ ْاأل ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وسة ِيف أَ هوِل ال هد َر َجة الثهانِيَة‪َ ،‬وأ ْ‬
‫وقُـ هوتُهُ ِيف ا ْحلرارةِ والْيـب ِ‬
‫ََ َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫صابِغَةٌ‪َ ،‬وإِذَا ُش ِر َ‬
‫ب نَـ َف َع‬ ‫ضةٌ َ‬ ‫ْح الْبَ َد ِن إِذَا طُلِ َي بِ ِه‪َ ،‬ولَهُ قُـ هوةٌ قَابِ َ‬ ‫ف‪َ ،‬وا ْحلَ هك ِة‪َ ،‬والْبُـثُوِر‪ ،‬الْ َكائِنَ ِة ِيف َسط ِ‬ ‫الْ َكلَ ِ‬
‫ش ْربَِة ِم ْنهُ َوْز ُن ِد ْرَه ٍم‪.‬‬
‫ض ِح‪َ ،‬وِم ْق َد ُار ال ه‬ ‫ِم َن ال َْو َ‬
‫ي‪َ ،‬وإِذَا لُ ِطّ َخ بِ ِه َعلَى الْبَـ َه ِق َوا ْحلَ هك ِة َوالْبُـثُوِر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اج ِه ومنافِ ِع ِه قَ ِر ِ‬ ‫ِ‬
‫يب م ْن َمنَاف ِع الْ ُق ْسط الْبَ ْح ِر ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫َو ُه َو ِيف م َز ِ َ َ َ‬
‫صبُوغُ ابلورس يقوي على الباه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وال ه ِ‬
‫ب ال َْم ْ‬ ‫س ْف َعة نَـ َف َع م ْنـ َها‪َ ،‬والثـ ْهو ُ‬ ‫َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه الرتمذي يف الطب‪ ،‬وابن ماجة‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه أْحد يف املسند‪ ،‬وأبو داود والرتمذي والدارقطِن‪ ،‬واحلاكم والبيهقي‪.‬‬

‫(‪)311/7‬‬

‫اخلَِال ِ‬
‫ف ِيف َج َوا ِز ال ه‬
‫ص ْب ِغ ابلسواد ومن‬ ‫ش ْع َر‪َ ،‬وقَ ْد تَـ َق هد َم قَ ِريبًا ِذ ْك ُر ْ‬
‫س ِّو ُد ال ه‬ ‫ومسة‪ِ :‬هي ور ُق النِّ ِ ِ‬
‫يل‪َ ،‬وه َي تُ َ‬ ‫َ ََ‬
‫فعله‪.‬‬

‫ف الْيَ ِاء‬ ‫َح ْر ُ‬


‫ِ‬
‫وم َعلَى َسا ُق‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َع هم‪ ،‬فَِإنههُ ِيف اللُّغَة‪ُ :‬ك ُّل َش َج ٍر َال تَـ ُق ُ‬ ‫ني أ َ‬‫الد هابءُ َوالْ َق ْرعُ‪َ ،‬وإِ ْن َكا َن الْيَـ ْقط ُ‬‫ني‪َ :‬و ُه َو ُّ‬ ‫يَـ ْق ِط ٌ‬
‫اَّللُ تَـ َع َاىل‪َ :‬وأَنْـبَـ ْتنا َعلَْي ِه َش َج َرًة ِم ْن يَـ ْق ِط ٍ‬
‫ال ه‬ ‫اخلِيَا ِر‪ ،‬قَ َ‬
‫هاء َو ْ‬‫يخ‪ ،‬وال ِْقث ِ‬ ‫ِِ‬
‫ني «‪. »7‬‬ ‫َكالْبطّ ِ َ‬
‫ف‬ ‫ش َج ُر‪َ :‬ما لَهُ َسا ٌق‪ ،‬قَالَهُ أ َْه ُل اللُّغَ ِة‪ :‬فَ َك ْي َ‬ ‫س همى َْْن ًما َال َش َج ًرا‪َ ،‬وال ه‬ ‫ٍ‬
‫وم َعلَى َساق يُ َ‬ ‫يل‪َ :‬ما َال يَـ ُق ُ‬
‫ِ ِ‬
‫فَإ ْن ق َ‬
‫ني «‪. »7‬‬ ‫ال‪َ :‬ش َج َرةً ِم ْن يَـ ْق ِط ٍ‬ ‫قَ َ‬
‫ِ‬ ‫شجر إِذَا أُطْلِق‪َ ،‬كا َن ما لَه سا ٌق يـ ُقوم علَي ِه‪ ،‬وإِذَا قُـيِ َد بِ َ ٍ‬
‫ش ْيء تَـ َقيه َد بِه‪ ،‬فَالْ َف ْر ُق بَـ ْ َ‬
‫ني‬ ‫َ ُ َ َ ُ َْ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫اب‪ :‬أَ هن ال ه َ َ‬ ‫فَا ْجلََو ُ‬
‫ب اللُّغَ ِة‪.‬‬ ‫يم النهـ ْف ِع ِيف الْ َف ْه ِم‪َ ،‬وَم َراتِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الْمطْلَ ِق والْم َقيه ِد ِيف ْاأل ْ ِ‬
‫ب ُم ِه ٌّم َعظ ُ‬ ‫َمسَاء َاب ٌ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬
‫ع‪َ ،‬و َش َج َرةَ الْيَـ ْق ِط ِ‬ ‫ات ُّ ِ‬ ‫ني الْم ْذ ُكور ِيف الْ ُقر ِ‬ ‫ِ‬
‫ت‬‫ني‪َ .‬وقَ ْد ثَـبَ َ‬ ‫س همى ُّ‬
‫الد هاب َء َوالْ َق ْر َ‬ ‫الد هابء‪َ ،‬وََثَُرهُ يُ َ‬ ‫آن‪ُ :‬ه َو نَـبَ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َوالْيَـ ْقط ُ َ ُ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم لِطَ َع ٍام‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫س بْ ِن مالِ ٍ‬ ‫ص ِحيح ْ ِ ِ ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ك‪ ،‬أَ هن َخيهاطًا َد َعا َر ُس َ‬ ‫ني» ‪ :‬م ْن َحديث أَنَ ِ َ‬ ‫ِيف «ال ه َ‬
‫ب إِلَْي ِه ُخ ْبـ ًزا ِم ْن‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬
‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪ ،‬فَـ َق هر َ‬ ‫ول ه َ‬
‫ت مع رس ِ ِ‬
‫اَّللُ َع ْنهُ‪ :‬فَ َذ َه ْب ُ َ َ َ ُ‬ ‫ض َي ه‬ ‫ال أنس ر ِ‬
‫َ‬ ‫صنَـ َعهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫َ‬
‫الد هاب َء ِم ْن َح َو َِ‬
‫اِل‬ ‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم يَـتَـتَـبه ُع ُّ‬‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ال أنس‪ :‬فَـ َرأَيْ ُ‬ ‫َش ِع ٍري‪َ ،‬وَم َرقًا فِ ِيه ُد هابءٌ َوقَ ِدي ٌد‪ ،‬قَ َ‬
‫ك الْيَـ ْوِم «‪. »2‬‬
‫الد هاب َء ِم ْن َذلِ َ‬
‫ب ُّ‬ ‫ُح ُّ‬‫صح َف ِة‪ ،‬فَـلَم أ ََز ْل أ ِ‬
‫ْ‬ ‫ال ه ْ‬
‫ك ِم ْن‬
‫ول‪ :‬اي لَ ِ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬و ُه َو ََْ ُك ُل الْ َق ْر َ‬
‫ع‪َ ،‬ويَـ ُق ُ َ‬
‫كرِ‬
‫ض َي ه‬ ‫ٍِ‬
‫س بْ ِن َمال َ‬ ‫ْت َعلَى أَنَ ِ‬ ‫ال أبو طالوت َد َخل ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫صلهى ه‬ ‫ول هِ‬ ‫ب ر ُس ِ‬ ‫ك إِ َه ِ‬ ‫َشجرةٍ ما أَحبه ِ‬
‫اَّللُ عليه وسلم ّإايك‪.‬‬ ‫اَّلل َ‬ ‫ِل حلُ ِّ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬الصافات‪.741 -‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه البخاري يف األطعمة‪ ،‬ومسلم يف األشربة‪.‬‬

‫(‪)311/7‬‬

‫ال ِل‬ ‫ت‪ :‬قَ َ‬ ‫ض َي ه‬


‫اَّللُ َع ْنـ َها قَالَ ْ‬ ‫ش ِام بْ ِن عُرو َة‪َ ،‬عن أَبِ ِيه‪َ ،‬عن عائشة ر ِ‬ ‫يث ِه َ‬‫ات» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬ ‫وِيف «الْغَْي َالنِيه ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫الد هاب ِء‪ ،‬فَِإنهـ َها تَ ُ‬
‫ش ُّد قَـل َ‬
‫ْب‬ ‫رسول هللا صلى هللا َعلَْي ِه َو َسله َم‪َ « :‬اي عائشة إِذَا طَبَ ْختُ ْم قِ ْد ًرا‪ ،‬فَأَ ْكثِ ُروا فِ َيها ِم َن ُّ‬
‫ا ْحلَ ِزي ِن» ‪.‬‬
‫ض ِم تَـ َوله َد ِم ْنهُ َخ ْل ٌ‬
‫ط‬ ‫ِ‬ ‫ني‪ :‬اب ِرٌد رطْب‪ ،‬يـغْ ُذو ِغ َذاء ي ِسريا‪ ،‬و ُهو س ِر ِ ِ‬
‫يع اال ْْن َدا ِر‪َ ،‬وإ ْن ََلْ يَـ ْف ُ‬
‫س ْد قَـ ْب َل ا ْهلَ ْ‬ ‫ًَ ً َ َ َ ُ‬ ‫الْيَـ ْقط ُ َ َ ٌ َ‬
‫ِ‬
‫ص َحبُهُ‪ ،‬فَِإ ْن أُكِ َل ِاب ْخلَْر َد ِل‪ ،‬تَـ َوله َد ِم ْنهُ ِخ ْل ٌ‬
‫ط‬ ‫ط َُْممو ٌد َُمَانِ ِ‬
‫س ل َما يَ ْ‬ ‫ٌ‬
‫ه ِ‬ ‫َُْممو ٌد‪ ،‬وِمن َخ ِ ِ ِ‬
‫اصيهته أَنههُ يَـتَـ َول ُد م ْنهُ َخ ْل ٌ ُ‬ ‫ُ َ ْ ّ‬
‫ِ‬ ‫ض‪َ ،‬وإِ ْن طُبِ َخ ِابل ه‬ ‫ط َمالِ ٌح‪َ ،‬وَم َع الْ َقابِ ِ‬ ‫ْح ِخ ْل ٌ‬ ‫يف‪َ ،‬وِابل ِْمل ِ‬ ‫ِح ِّر ٌ‬
‫اء َجيِّ ًدا‪.‬‬‫س َف ْر َج ِل غَ َذا الْبَ َد َن غ َذ ً‬ ‫ض قَابِ ٌ‬
‫ب َعلَْي ِه ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و ُهو لَ ِط ٌ ِ‬
‫ين‪َ ،‬وَم ِن الْغَال ُ‬ ‫ين‪َ ،‬وَال يَُالئ ُم الْ َم ْبـ ُرود َ‬ ‫اء َرطْبًا بَـ ْلغَميًّا‪َ ،‬ويَـ ْنـ َف ُع ال َْم ْح ُروِر َ‬
‫يف َمائ ٌّي يَـ ْغ ُذو غ َذ ً‬ ‫َ َ‬
‫ني لِلْبَطْ ِن‬ ‫س‪َ ،‬و ُه َو ُملَِّ ٌ‬ ‫ِ ِِ‬
‫ب أ َْو غُس َل به ال هرأْ ُ‬ ‫اع ا ْحلَا هر إِ َذا ُش ِر َ‬
‫الص َد َ‬ ‫ب ُّ‬ ‫ِ‬
‫ش‪َ ،‬ويُ ْذه ُ‬ ‫الْبَـ ْلغَ ُم‪َ ،‬وَما ُؤهُ يَـ ْقطَ ُع ال َْعطَ َ‬
‫ورو َن ِمبِثْلِ ِه‪َ ،‬وَال أَ ْع َج َل ِم ْنهُ نَـ ْف ًعا‪.‬‬ ‫ف ْ ِ‬
‫استُـ ْعم َل‪َ ،‬وَال يَـتَ َد َاوى ال َْم ْح ُر ُ‬ ‫َك ْي َ‬
‫ض ْاألَ ْش ِربَِة‬ ‫ب بِبَـ ْع ِ‬‫ج َما ُؤهُ َو ُش ِر َ‬ ‫استُ ْخ ِر َ‬ ‫ي ِيف الْ ُف ْر ِن أَ ِو التهـنُّوِر‪َ ،‬و ْ‬ ‫ني‪َ ،‬و ُش ِو َ‬ ‫َوِم ْن َمنَافِ ِع ِه‪ :‬أَنههُ إِ َذا لُ ِطّ َخ بِ َع ِج ٍ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ني َو َس َف ْر َج ٍل‬ ‫ب بِتَـ َرْْنَبِ َ‬‫سنًا‪َ ،‬وإِذَا ُش ِر َ‬ ‫اء َح َ‬ ‫ش‪َ ،‬وغَ هذى غ َذ ً‬ ‫اللهطي َفة َس هك َن َح َر َارةَ ا ْحلُ همى ال ُْملْتَ ِهبَةَ‪َ ،‬وقَطَ َع ال َْعطَ َ‬
‫ضةً‪.‬‬‫اء َُْم َ‬ ‫ص ْف َر َ‬
‫َس َه َل َ‬ ‫ُم َرًَّب أ ْ‬
‫َح َد َر بَـ ْلغَ ًما َوِم هرةً َم ًعا‪َ ،‬وإِذَا ُد هق‬ ‫شي ٍء ِمن َعس ٍل‪ ،‬و َشي ٍء ِمن نَطْر ٍ‬ ‫ِ‬
‫ون‪ ،‬أ ْ‬ ‫ب َما ُؤهُ ب َ ْ ْ َ َ ْ ْ ُ‬ ‫َوإِذَا طُبِ َخ الْ َق ْرعُ‪َ ،‬و ُش ِر َ‬
‫وخ‪ ،‬نَـ َف َع ِم َن ْاأل َْوَر ِام ا ْحلَا هرةِ ِيف ال ِّد َم ِاغ‪.‬‬ ‫ض َما ٌد َعلَى الْيَافُ ِ‬ ‫وعُ ِمل ِم ْنهُ ِ‬
‫َ َ‬
‫ت ِم َن ْاأل َْوَر ِام ا ْحلَا هرةِ‪،‬‬
‫ط َما ُؤ َها بِ ُد ْه ِن ال َْوْرِد‪َ ،‬وقُ ِط َر ِم ْنـ َها ِيف ْاألُذُ ِن‪ ،‬نَـ َف َع ْ‬ ‫ادتُهُ‪َ ،‬و ُخلِ َ‬ ‫ت ُج َر َ‬ ‫ص َر ْ‬ ‫وإِذَا عُ ِ‬
‫َ‬
‫اب ْاألَم ِزج ِة ا ْحلا هرةِ‬
‫َص َح ِ ْ َ َ‬ ‫ار‪َ ،‬و ُه َو َش ِدي ُد النهـ ْف ِع ِأل ْ‬ ‫س ا ْحلَ ِّ‬ ‫ني ا ْحلَا هرةِ‪َ ،‬وِم َن النِّ ْق ِر ِ‬ ‫ادتُهُ َانفِ َعةٌ ِم ْن أَ ْوَر ِام ال َْع ْ ِ‬
‫َو ُج َر َ‬
‫س َد‪َ ،‬وَوله َد ِيف الْبَ َد ِن َخلْطًا‬ ‫ف ِيف الْم ِع َدةِ َخ ْلطًا رِديئًا‪ ،‬استَح َ ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ال إ َىل طَب َيعته‪َ ،‬وفَ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اد َ‬ ‫صَ‬ ‫ني‪َ ،‬وَم َىت َ‬ ‫َوال َْم ْح ُموم َ‬
‫رِديئًا‪ ،‬و َدفْع م َ ِِ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ض هرته ِاب ْخلَ ِّل َوال ُْم ِّر ِّ‬ ‫َ َُ‬ ‫َ‬
‫(‪)319/7‬‬

‫صلهى‬ ‫ول هِ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ أَ هن َر ُس َ‬ ‫َسر ِع َها انْ ِفع ًاال‪ ،‬وي ْذ َكر َعن أنس ر ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫اَّلل َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ ْ‬ ‫َواب ْجلُ ْملَة فَـ ُه َو م ْن أَلْطَف ْاألَ ْغذيَة‪َ ،‬وأ ْ َ‬
‫هللا عليه وسلم كان يكثر من أكله‪.‬‬
‫فصل [يف احملاذير]‬
‫ص َااي الْ ُكلُّيه ِة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ت أَ هن أَ ْختِم الْ َك َال َم ِيف َه َذا الْبَ ِ‬
‫ص ٍر َعظ ِيم النهـ ْف ِع ِيف ال َْم َحاذ ِر‪َ ،‬وال َْو َ‬ ‫ص ٍل ُخمْتَ َ‬ ‫اب بَِف ْ‬ ‫َ‬ ‫َوقَ ْد َرأَيْ ُ‬
‫ال‪:‬‬ ‫اذي ِر» نَـ َقلْتُهُ بِلَ ْف ِظ ِه‪ ،‬قَ َ‬
‫اب «الْمح ِ‬
‫ص ًال ِيف كتَ ِ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ت البن ماسويه فَ ْ‬ ‫اب‪َ ،‬وَرأَيْ ُ‬ ‫ْكتَ ِ‬‫النهافِع ِة لِتَتِ هم م ْنـ َفعةُ ال ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫سهُ‪.‬‬ ‫ف‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬
‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ني يَـ ْوًما َوَكلِ َ‬ ‫ِ‬
‫ص َل أ َْربَع َ‬‫َم ْن أَ َك َل الْبَ َ‬
‫ب‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫سهُ‪.‬‬‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫َصابَهُ بَـ َه ٌق أ َْو َج َر ٌ‬‫ص َد‪ ،‬فَأَ َك َل َماحلًا فَأ َ‬ ‫َوَم ِن افْـتَ َ‬
‫َصابَهُ فَالِ ٌج أ َْو لَ ْق َوةٌ‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َوَم ْن ََجَ َع ِيف َمع َدتِه الْبَـ ْي َ‬
‫سهُ‪.‬‬‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ك‪ ،‬فَأ َ‬ ‫س َم َ‬‫ض َوال ه‬
‫َصابَهُ فَالِ ٌج‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬
‫سهُ‪.‬‬ ‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ام َو ُه َو ممتلىء‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َوَم ْن َد َخ َل ا ْحلَ هم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫سهُ‪.‬‬ ‫س‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬
‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ص أ َْو ن ْق ِر ٌ‬ ‫َصابَهُ ُج َذ ٌام‪ ،‬أ َْو بَـ َر ٌ‬ ‫ك‪ ،‬فَأ َ‬ ‫س َم َ‬ ‫نب َوال ه‬ ‫َوَم ْن ََجَ َع ِيف َمع َدتِه الله ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫وم هن إِهال نفسه‪.‬‬ ‫س‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ‬ ‫ص أ َْو ن ْق ِر ٌ‬‫َصابَهُ بَـ َر ٌ‬‫نب َوالنهبِي َذ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َوَم ْن ََجَ َع ِيف َمع َدتِه الله ََ‬
‫وان أ َْو ُخمَبه ًال‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬
‫سهُ‪.‬‬‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ت ََْمنُ ً‬ ‫ومن احتلم‪ ،‬فلم يغتسل حىت وطىء أ َْهلَهُ‪ ،‬فَـ َولَ َد ْ‬
‫َصابَهُ َربْـ ٌو‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫سهُ‪.‬‬‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫ضا َم ْسلُوقًا َاب ِر ًدا‪َ ،‬و ْامتَ َِلَ م ْنهُ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َوَم ْن أَ َك َل بَـ ْي ً‬
‫صاةٌ‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫صِ َْب َح هىت يَـ ْف ُر َ‬
‫سهُ‪.‬‬‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬ ‫َصابَهُ َح َ‬ ‫غ‪ ،‬فَأ َ‬ ‫َوَم ْن َج َام َع‪ ،‬فَـلَ ْم يَ ْ‬

‫(‪)319/7‬‬

‫َصابَهُ َداءٌ‪ ،‬فَ َال يَـلُ َ ِ‬ ‫ِ ِ‬


‫وم هن إ هال نَـ ْف َ‬
‫سهُ‪.‬‬ ‫َوَم ْن نَظََر ِيف الْم ْرآة لَْي ًال‪ ،‬فَأ َ‬
‫َصابَهُ لَ ْق َوةٌ‪ ،‬أ َْو أ َ‬

‫فصل [يف احلذر من أكل البيض والسمك معا]‬


‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫س َم َ ِ‬
‫ري‪َ ،‬وَو َج َع‬ ‫ك‪ ،‬فَإنهـ ُه َما يُوِرََثن الْ ُقولَْن َج‪َ ،‬والْبَـ َواس َ‬ ‫اح َذ ْر أَ ْن ََتْ َم َع الْبَـ ْي َ‬
‫ض َوال ه‬ ‫وقال ابن خيتيشوع‪ْ :‬‬
‫اس‪.‬‬‫ض َر ِ‬‫ْاألَ ْ‬
‫اد بَـ ْع َد ا ْحلَ هم ِام يُـ َولِّ ُد‬
‫صُ‬ ‫ف ِيف الْو ْج ِه وأَ ْكل الْملُوح ِة وال ه ِ ِ ِ ِ‬
‫س َمك ال َْمال ِح َواالفْت َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ‬ ‫ض يُـ َولِّ ُد الْ َكلَ َ‬
‫َوإِ َد َامةُ أَ ْك ِل الْبَـ ْي ِ‬
‫الْبَـ َه َق َوا ْجلََر َ‬
‫ب‪.‬‬
‫ي يُـ َولِّ ُد الْ َفالِ َج‪.‬‬ ‫ال ِابلْم ِاء الْبا ِرِد بـ ْع َد أَ ْك ِل ال ه ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫س َمك الطه ِر ِّ‬ ‫سُ َ َ َ‬ ‫إ َد َامةُ أَ ْك ِل ُكلَى الْغَنَ ِم يَـ ْعق ُر ال َْمثَانَةَ‪ .‬اال ْغت َ‬
‫ِ‬
‫ث ِيف‬ ‫ول الْم ْك ِ‬ ‫ِ‬ ‫يق الْم ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫وطْء الْمرأَةِ ا ْحلائِ ِ ِ‬
‫صاةَ‪ ،‬طُ ُ ُ‬ ‫اء َعقيبَهُ يُـ َولّ ُد ا ْحلَ َ‬‫ض يُـ َولّ ُد ا ْجلُ َذ َام‪ ،‬ا ْجل َماعُ م ْن غَ ِْري أَ ْن يُـ ْه ِر َ َ َ‬ ‫َ ُ َْ َ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ال َْم ْخ َر ِج يُـ َولِّ ُد ال هداءَ ال هد ِو ه‬
‫اإل ْكثَا ِر ِم َن النهافِ ِع‪.‬‬
‫هار َخ ْيـ ٌر ِم َن ِْ‬ ‫اإلق َْال ُل ِم َن الض ِّ‬ ‫ال أبقراط‪ِْ :‬‬ ‫قَ َ‬
‫شر ِ‬ ‫هع ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ه ِ‬ ‫ِ‬
‫الص هحةَ بِتَـ ْرك الته َك ُ‬ ‫استَدميُوا ِّ‬
‫ال‪ِ :‬‬
‫اب‪.‬‬ ‫ب‪َ ،‬وبتَـ ْرك اال ْمت َالء م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫اس ِل َع ِن التـ َ‬ ‫َوقَ َ ْ‬
‫ب َعلَى ظَ َمٍأ‪َ ،‬ولْيُـ ْقلِ ْل‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اء‪َ ،‬ولْيَأْ ُك ْل َعلَى نَـ َقاء‪َ ،‬ولْيَ ْش َر ْ‬ ‫الص هحةَ‪ ،‬فَـلْيُ َج ِّود الْغ َذ َ‬ ‫اد ِّ‬ ‫ض ا ْحلُ َك َماء‪َ :‬م ْن أ ََر َ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫اخلََال ِء‪،‬‬
‫سهُ َعلَى ْ‬ ‫ض نَـ ْف َ‬
‫ش بـع َد ال ِْع َ ِ‬
‫شاء‪َ ،‬وَال يَـنَ ْم َح هىت يَـ ْع ِر َ‬
‫ِ‬ ‫ِمن ُشر ِ ِ‬
‫ب ال َْماء‪َ ،‬ويَـتَ َم هد ْد بَـ ْع َد الْغَ َداء‪َ ،‬ويَـتَ َم ه َ ْ‬ ‫ْ ْ‬
‫يد الْيَابِ ِ‬ ‫شتَ ِاء‪ ،‬وأَ ْكل الْ َق ِد ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ا ْحل هم ِام َع ِقيب ِاال ْمتِ َال ِء‪ ،‬وم هرًة ِيف ال ه ِ‬
‫س‬ ‫ص ْيف َخ ْيـ ٌر م ْن َع ْش ٍر ِيف ال ّ َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َولْيَ ْح َذ ْر ُد ُخ َ َ‬
‫َص هح ِاء‪َ ،‬ويُـ ْرَوى َه َذا َع ْن‬ ‫َحي ِاء‪ ،‬وتُس ِقم أَبْ َدا َن ْاأل ِ‬
‫ار ْاأل ْ َ َ ْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َعلَى الْ َفنَاء‪َ ،‬و َُمَ َام َعةُ ال َْع َجائ ِز تُـ ْه ِرُم أَ ْع َم َ‬ ‫ِابللهْي ِل ُم ِع ٌ‬
‫ب‪َ ،‬وَك َالِم غَ ِْريهِ‪.‬‬ ‫ص ُّح ع ْنه‪ ،‬وإِ همنَا بـع ُ ِ‬
‫يب ال َْعر ِ‬ ‫ِ‬
‫ضهُ م ْن َك َالم احلارث بن كلدة طَب ِ َ‬
‫ِ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪َ ،‬وَال يَ ِ َ ُ َ َ ْ‬ ‫ض َي ه‬ ‫علي ر ِ‬
‫َ‬
‫(‪)371/7‬‬

‫الرداء‪ ،‬وليقل‬ ‫اء‪ -‬فليباكر الغداء‪ ،‬وليعجل العشاء‪ ،‬وليخفف ّ‬ ‫ال احلارث‪َ :‬م ْن َس هرهُ الْبَـ َقاءُ‪َ -‬وَال بَـ َق َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫س ِاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫شيَا َن النّ َ‬ ‫غَ َ‬
‫ول ا ْحلَ هم ِام َعلَى ِاال ْمتِ َال ِء‪َ ،‬وأَ ْك ُل‬ ‫ال احلارث‪ :‬أ َْربَـ َعةُ أَ ْشيَاءَ تَـ ْه ِد ُم الْبَ َد َن‪ :‬ا ْجلِ َماعُ َعلَى الْبِطْنَ ِة‪َ ،‬و ُد ُخ ُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫يد‪َ ،‬و َِجَاعُ ال َْع ُجوِز‪.‬‬ ‫الْ َق ِد ِ‬
‫ال‪َ :‬ال تَـتَـ َزهو ُجوا ِم َن‬ ‫هاس‪ ،‬فَـ َقالُوا‪ُ :‬م ْرَان ِأب َْم ٍر نَـ ْنـتَ ِهي إِلَْي ِه ِم ْن بَـ ْع ِد َك‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫ِ ِ‬
‫اجتَ َم َع إلَْيه الن ُ‬ ‫ض َر احلارث ْ‬ ‫احتُ ِ‬‫َولَ هما ْ‬
‫احتَ َم َل بَ َدنُهُ ال هداءَ‪،‬‬ ‫ان نُ ْ ِ‬ ‫النِّس ِاء إِهال َشابهةً‪ ،‬وَال ََتْ ُكلُوا ِمن الْ َفاكِ َه ِة إِهال ِيف أَو ِ‬
‫َح ُد ُك ْم َما ْ‬ ‫ضج َها‪َ ،‬وَال يَـتَـ َعا َجلَ هن أ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫يف ال َْم ِع َدةِ ِيف ُك ِّل َش ْه ٍر‪ ،‬فَِإنهـ َها ُم ِذيبَةٌ لِ ْلبَـ ْلغَ ِم‪ ،‬مهلكة للمرة‪ ،‬منبتة للحم‪ ،‬وإذا تغ ّذى‬ ‫و َعلَْي ُكم بِتَـ ْن ِظ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫ني ُخط َْوةً‪.‬‬ ‫شى فَـلْيم ِ ِ‬
‫ش أ َْربَع َ‬ ‫اعةً‪َ ،‬وإِذَا تَـ َع ه َ ْ‬ ‫َح ُد ُك ْم‪ ،‬فَـلْيَـنَ ْم َعلَى إِثْ ِر غَ َدائِِه َس َ‬‫أَ‬
‫ال‪َ :‬ال تَـ ْن ِك ْح إِهال َشابهةً‪،‬‬ ‫ك‪ ،‬فَـ َق َ‬ ‫آخ ُذ َها َع ْن ُ‬ ‫ص َفةً ُ‬ ‫ف ِِل ِ‬ ‫ص ْ‬ ‫ك َال تَـ ْبـ َقى ِِل‪ ،‬فَ ِ‬ ‫وك لِطَبِيبِ ِه‪ :‬لَ َعله َ‬
‫ال بـ ْعض الْملُ ِ‬
‫َوقَ َ َ ُ ُ‬
‫َج ْد‬‫ض ِج َها‪ ،‬وأ ِ‬
‫َ‬ ‫اء إِهال ِم ْن ِعله ٍة‪َ ،‬وَال ََتْ ُك ِل الْ َفاكِ َهةَ إِهال ِيف نُ ْ‬ ‫ب ال هد َو َ‬ ‫َوَال ََتْ ُك ْل ِم َن الله ْح ِم إِهال فَتِيًّا‪َ ،‬وَال تَ ْشر ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ام‪َ ،‬وإِذَا أَ َكل َ‬ ‫ض َغ الطه َع ِام‪َ .‬وإِذَا أَ َكل َ‬
‫ني‬
‫ْت لَْي ًال فَ َال تَـنَ ْم َح هىت َتَْش َي َولَ ْو َمخْس َ‬ ‫ْس أَ ْن تَـنَ َ‬
‫ارا فَ َال َأب َ‬‫ْت نَـ َه ً‬ ‫َم ْ‬
‫س الْبَـ ْو َل‪َ ،‬و ُخ ْذ ِم َن ا ْحلَ هم ِام قَـ ْب َل أَ ْن‬ ‫ارَه هن َعلَى ا ْجلِ َم ِاع‪َ ،‬وَال ََتْبِ ِ‬ ‫وع‪َ ،‬وَال تَـتَ َك َ‬ ‫ُخط َْوةً‪َ ،‬وَال ََتْ ُكلَ هن َح هىت ََتُ َ‬
‫ك َع ْن مصنفه‪ ،‬فَـتَـ ْع ِج َز‬ ‫ام‪َ ،‬وإِ هاي َك أَ ْن ََتْ ُك َل َما تَـ ْع ِج ُز أ ْ‬
‫َسنَانُ َ‬ ‫ك طَ َع ٌ‬ ‫ك‪َ ،‬وَال ََتْ ُكلَ هن طَ َع ًاما‪َ ،‬وِيف َم ِع َدتِ َ‬ ‫ْخ َذ ِم ْن َ‬
‫ََ ُ‬
‫س ِد َك‪ ،‬فَ َال‬ ‫وع بَِق ْيـئَ ٍة تُـنَـ ِّقي ِجسم َ ِ‬
‫ك‪َ ،‬ون ْع َم الْ َك ْنـ ُز ال هد ُم ِيف َج َ‬ ‫َْ‬ ‫ك ِيف ُك ِّل أ ْ‬
‫ُسبُ ٍ‬ ‫ض ِم ِه‪َ ،‬و َعلَْي َ‬‫ك َع ْن َه ْ‬ ‫َم ِع َدتُ َ‬
‫اق ما َال تَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ول ا ْحل هم ِام‪ ،‬فَِإنهه ُخيْ ِر ِ‬ ‫اج ِة إِلَْي ِه‪َ ،‬و َعلَْي َ‬ ‫ِ‬
‫ص ُل ْاألَ ْد ِويَةُ إِ َىل‬ ‫ج م َن ْاألَطْبَ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ك بِ ُد ُخ ِ َ‬ ‫ُختْ ِر ْجهُ إِهال ع ْن َد ا ْحلَ َ‬
‫اج ِه‪.‬‬
‫إِ ْخر ِ‬
‫َ‬
‫شافِ ِع ُّي‪:‬‬
‫ال ال ه‬ ‫َوقَ َ‬
‫يب‪ ،‬وَكثْـرةُ الْغُس ِل ِمن غَ ِْري َِجَ ٍاع‪ ،‬ولُْبس الْ َكت ِ‬ ‫ِ‬
‫هان‪.‬‬ ‫َ ُ‬ ‫أ َْربَـ َعةٌ تُـ َق ِّوي الْبَ َد َن‪ :‬أَ ْك ُل الله ْح ِم‪َ ،‬و َش ُّم الطّ ِ َ َ ْ ْ‬
‫ض‪.‬‬ ‫ب ال َْم ِاء َعلَى ِّ‬
‫الر ِيق‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ أَ ْك ِل ا ْحلَ ِام ِ‬ ‫وه ُن الْبَ َد َن‪َ :‬كثْـرةُ ا ْجلِ َم ِاع‪ ،‬وَكثْـرةُ ا ْهلَِّم‪ ،‬وَكثْـرةُ ُش ْر ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫وأَربـعةٌ تُ ِ‬
‫َ َْ َ‬

‫(‪)377/7‬‬

‫س‪.‬‬ ‫يف ال َْم ْجلِ ِ‬ ‫ال الْ َك ْعبَ ِة‪َ ،‬والْ ُك ْح ُل عند النوم‪ ،‬والنظر اىل احلقزة‪َ ،‬وتَـ ْن ِظ ُ‬ ‫وس ِحيَ َ‬ ‫ص َر‪ :‬ا ْجلُلُ ُ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تُـ َق ِّوي الْبَ َ‬
‫ِ‬
‫ود ُم ْستَ ْدبَِر ال ِْق ْبـلَ ِة‪.‬‬‫وب‪َ ،‬وإِ َىل فَـ ْر ِج ال َْم ْرأَةِ‪َ ،‬والْ ُقعُ ُ‬ ‫صلُ ِ‬ ‫ص َر‪ :‬النهظَُر إِ َىل الْ َق َذ ِر‪َ ،‬وإِ َىل ال َْم ْ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تُوه ُن الْبَ َ‬
‫وب‪.‬‬ ‫اخلَُّر ِ‬‫اإلطْ ِر ِيف ِل‪َ ،‬والْ ُف ْستُ ِق‪َ ،‬و ْ‬ ‫صافِ ِري‪َ ،‬و ِْ‬ ‫ِ‬
‫َوأ َْربَـ َعةٌ تَ ِزي ُد ِيف ا ْجل َم ِاع‪ :‬أَ ْك ُل ال َْع َ‬
‫سةُ الْعُلَ َم ِاء [‪. ]7‬‬ ‫ني‪َ ،‬و َُمَالَ َ‬‫صاحلِِ َ‬‫سةُ ال ه‬ ‫اك‪َ ،‬و َُمَالَ َ‬ ‫الس َو ُ‬‫ِ‬
‫ضول م َن الْ َك َالِم‪َ ،‬و ّ‬
‫وأَربـعةٌ تَ ِزي ُد ِيف الْع ْق ِل‪ :‬تَـر ُك الْ ُف ُ ِ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫َحبه ِة‪َ ،‬وََتَُّرعُ ال َْمغَايِ ِظ‪َ ،‬وَرِّد‬ ‫ات الْي ِد‪ ،‬وفِرا ُق ْاأل ِ‬ ‫ال أفالطون‪َ :‬مخْس ي ِذبْن الْب َد َن ورهمبَا قَـتَـلْن قِصر ذَ ِ‬ ‫َوقَ َ‬
‫َ ََ‬ ‫َ َُ‬ ‫ٌ ُ َ َ َُ‬
‫ك ذَ ِوي ا ْجلَْه ِل ِابلْعُ َق َال ِء‪.‬‬ ‫ض ِح ُ‬ ‫ُّص ِح‪َ ،‬و َ‬ ‫الن ْ‬
‫ت‪َ :‬ال ََتْ ُك ْل طَ َع ًاما‬ ‫ال من حفظها‪ ،‬فهو جدير أاليعتل إِهال ِعلهةَ الْمو ِ‬ ‫صٍ‬ ‫ون‪َ :‬علَْي َ ِِ‬ ‫ال طَبِيب الْمأْم ِ‬
‫َْ‬ ‫ك ِخ َ‬ ‫ُ َُ‬ ‫َوقَ َ‬
‫ض ِم ِه‪ ،‬وإايك‬ ‫ك َع ْن َه ْ‬ ‫ض ِغ ِه‪ ،‬فَـتَـ ْع ِج َز َم ِع َدتُ َ‬‫ك ِيف َم ْ‬ ‫اس َ‬‫ض َر َ‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫ِ‬
‫ام‪َ ،‬وإِ هاي َك أَ ْن ََتْ ُك َل طَ َع ًاما يُـ ْتع ُ‬ ‫ك طَ َع ٌ‬ ‫َوِيف َم ِع َدتِ َ‬
‫ص َد إِهال‬ ‫ِ‬ ‫ور ا ْحلَيَاةِ‪َ ،‬وإِ هاي َك َو َُمَ َام َعةَ ال َْع ُجوِز‪ ،‬فَِإنههُ يُوِر ُ‬
‫ت الْ َف ْجأَة‪َ ،‬وإِ هاي َك َوالْ َف ْ‬ ‫ث َم ْو َ‬ ‫وكثرة اجلماع‪ ،‬فإنه يطفى نُ َ‬
‫ف‪.‬‬‫ص ْي ِ‬ ‫ك ِابلْ َق ْي ِء ِيف ال ه‬ ‫اج ِة إِلَْي ِه‪َ ،‬و َعلَْي َ‬
‫ع ْن َد ا ْحلَ َ‬
‫ِ‬
‫اد للطبيعة‪.‬‬ ‫ات أبقراط قَـولُهُ‪ُ :‬ك ُّل َكثِ ٍري فَـهو مع ٍ‬ ‫وِمن جو ِام ِع َكلِم ِ‬
‫َُ َُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ََ‬
‫ني‪َ ،‬وََلْ أُ ْد ِخ ْل طَ َع ًاما َعلَى طَ َع ٍام‪،‬‬ ‫ني َرِديئَـ ْ ِ‬‫ني طَ َع َام ْ ِ‬
‫ََجَ ْع بَـ ْ َ‬ ‫ال‪ِ :‬ألِّ‬
‫َين ََلْ أ ْ‬ ‫ض؟ فَـ َق َ‬ ‫وقيل جلالينوس‪ :‬مالك َال َتََْر ُ‬
‫ت بِ ِه‪.‬‬ ‫س ِيف ال َْم ِع َدةِ طَ َع ًاما ََتَذهيْ ُ‬ ‫وََلْ أ ْ ِ‬
‫َحب ْ‬ ‫َ‬
‫(‪)372/7‬‬

‫فصل [يف ما ميرض اجلسم]‬


‫ض ا ْجلِ ْس َم‪ :‬الْ َك َال ُم الْ َكثِريُ‪َ ،‬والنـ ْهو ُم الْ َكثِريُ‪َ ،‬و ْاألَ ْك ُل الْ َكثِريُ‪َ ،‬وا ْجلِ َماعُ الْ َكثِريُ‪.‬‬
‫اء َتُْ ِر ُ‬
‫َوأ َْربَـ َعةُ أَ ْشيَ َ‬
‫ب‪.‬‬ ‫ض ِع ُفهُ‪َ ،‬ويُـ َع ِّج ُل ال ه‬
‫ش ْي َ‬ ‫فَالْ َك َال ُم الْ َكثِري يُـ َقلِّ ُل ُم هخ ال ِّد َم ِاغ َويُ ْ‬
‫الرطُواب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫والنـهوم الْ َكثِري ي ِ‬
‫ت ِيف‬ ‫ني‪َ ،‬ويُ ْكس ُل َع ِن ال َْع َم ِل‪َ ،‬ويُـ َولّ ُد ُّ َ‬ ‫ْب‪َ ،‬ويُـ َهيِّ ُج ال َْع ْ َ‬ ‫ص ّف ُر ال َْو ْجهَ‪َ ،‬ويُـ ْعمي الْ َقل َ‬ ‫َُُ‬ ‫َ ُْ‬
‫الْبَ َد ِن‪.‬‬
‫اء ال َْع ِس َرةَ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف ا ْجلِ ْس َم‪َ ،‬ويُـ َولِّ ُد ِّ‬ ‫َو ْاألَ ْك ُل الْ َكثِريُ يُـ ْف ِس ُد فَ َم ال َْم ِع َدةِ‪َ ،‬ويُ ْ‬
‫ض ِع ُ‬
‫ح الْغَليظَةَ‪َ ،‬و ْاألَ ْد َو َ‬ ‫الرَاي َ‬
‫ب‪َ ،‬ويُوِر ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ف رطُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ض ِع ُ‬ ‫َوا ْجلِ َماعُ الْ َكثِريُ‪ :‬يَـ ُه ُّد الْبَ َد َن‪َ ،‬ويُ ْ‬
‫س َد َد‪،‬‬
‫ث ال ه‬ ‫صَ‬ ‫وابت الْبَ َدن‪َ ،‬ويُـ ْرخي ال َْع َ‬ ‫ف الْ ُق َوى‪َ ،‬و ُجيَ ّف ُ ُ َ‬
‫ض َعافُهُ أَ ْكثَـ ُر ِم ْن‬ ‫اينّ‪َ ،‬وإِ ْ‬ ‫س ِِ‬ ‫وح النهـ ْف َ‬‫الر ِ‬ ‫غ لِ َكثْـ َرةِ َما يَـتَ َحله ُل بِ ِه ِم َن ُّ‬ ‫ص ال ِّد َما َ‬‫يع الْبَ َد ِن‪َ ،‬وَخيُ ُّ‬ ‫ويـعُ ُّم َ ِ‬
‫ض َرُرهُ ََج َ‬ ‫ََ‬
‫ريا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وح َش ْيـئًا َكث ً‬ ‫الر ِ‬ ‫ات‪َ ،‬ويَ ْستَـ ْف ِرغُ ِم ْن َج ْو َه ِر ُّ‬ ‫َجي ِع الْمستَـ ْف ِرغَ ِ‬
‫ُْ‬
‫اف َِ‬ ‫ضع ِ‬
‫إِ ْ َ‬
‫الشبوبِيه ِة‪ ،‬وحرارةِ‬ ‫ِ‬ ‫ادقَةً ِمن ص ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ‬ ‫ف َش ْهو ًة ص ِ‬
‫َ ََ َ‬ ‫الس ِّن َح َال ًال َم َع س ِّن ُّ ُ‬ ‫ورة ََجيلَة َحديثَة ّ‬ ‫ْ ُ َ‬ ‫اد َ َ َ‬ ‫صَ‬ ‫َوأَنْـ َف َع َما يَ ُكو ُن إِ َذا َ‬
‫سانِيه ِة‪َ ،‬وََلْ يُـ َف ِّر ْط فِي ِه‪َ ،‬وََلْ يُـ َقا ِرنْهُ َما‬ ‫ْب ِمن ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِِ‬ ‫ِِ‬ ‫ال ِْم َز ِ‬
‫ش َواغ ِل النهـ ْف َ‬ ‫اج َوُرطُوبَته‪َ ،‬وبُـ ْعد ال َْع ْهد به َو َخ َالء الْ َقل ِ َ‬
‫ض ٍة َات هم ٍة‪ ،‬أ َْو َح ٍّر ُم ْف ِر ٍط‪ ،‬أ َْو بَـ ْرٍد ُم ْف ِر ٍط‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫استِ ْف َر ٍاغ‪ ،‬أ َْو ِرَاي َ‬
‫يَـ ْنـبَغي تَـ ْرُكهُ َم َعهُ م ِن ْامتِ َالء ُم ْف ِرط‪ ،‬أ َْو َخ َواء‪ ،‬أَ ِو ْ‬
‫سبِ ِه‪َ ،‬وإِ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فَِإ َذا ر َ ِ ِ ِ ِ‬
‫ص َل لَهُ م َن الض َهرِر حبَ َ‬ ‫ور ال َْع ْش َرَة‪ ،‬انْـتَـ َف َع بِه ج ًّدا‪َ ،‬وأَيُّـ َها فَـ َق َد فَـ َق ْد َح َ‬ ‫اعى فيه َهذه ْاأل ُُم َ‬ ‫َ‬
‫املعجل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ت ُكلُّ َها أ َْو أَ ْكثَـ ُرَها‪ ،‬فَـ ُه َو ا ْهلََال ُك‬‫فُِق َد ْ‬

‫فصل [يف احلمية املفرطة]‬


‫ض‪َ ،‬وا ْحلِ ْميَةُ ال ُْم ْعتَ ِدلَةُ َانفِ َعةٌ‪،‬‬ ‫الص هح ِة‪َ .‬كالته ْخلِ ِ‬
‫يط ِيف ال َْم َر ِ‬ ‫َوا ْحلِ ْميَةُ ال ُْم ْف ِرطَةُ ِيف ِّ‬

‫(‪)373/7‬‬

‫يب‪ِ ْ :‬‬ ‫اجةَ بِ ُك ْم إِ َىل طَبِ ٍ‬ ‫َصحابِ ِه‪ِ ْ :‬‬ ‫ِ‬


‫اجتَنبُوا الْغُبَ َ‬
‫ار‪،‬‬ ‫اجتَنبُوا ثََال ًَث‪َ ،‬و َعلَْي ُك ْم ِأب َْربَ ٍع‪َ ،‬وَال َح َ‬ ‫ال جالينوس أل ْ َ‬ ‫َوقَ َ‬
‫يب‪َ ،‬وا ْحلَل َْوى‪َ ،‬وا ْحلَ هم ِام‪َ ،‬وَال ََتْ ُكلُوا فَـ ْو َق ِشبَ ِع ُك ْم‪َ ،‬وَال تَـتَ َخلهلُوا‬ ‫والدخان‪ ،‬والنُّت‪ ،‬وعليكم ِابل هد َس ِم‪َ ،‬وال ِطّ ِ‬
‫س ِاء‪َ ،‬وَال يَـنَ ْم َم ْن بِ ِه ُزْك َمةٌ َعلَى قَـ َفاهُ‪َ ،‬وَال ََْ ُك ْل َم ْن بِ ِه غَ ٌّم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وج‪َ ،‬وال هرْحيَان‪َ ،‬وَال ََتْ ُكلُوا ا ْجلَْوَز ع ْن َد ال َْم َ‬ ‫ِابلْبَاذَ ُر ِ‬
‫ت‪َ ،‬وَال يَـتَـ َقيهأْ َم ْن تُـ ْؤلِ ُمهُ َع ْيـنُهُ‪َ ،‬وَال ََتْ ُكلُوا ِيف‬
‫ضا‪ ،‬وَال يس ِر ِع الْم ْشي م ِن افْـتَص َد‪ ،‬فَِإنههُ ُخمَاطَرةُ الْمو ِ‬
‫َ َْ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َحام ً َ ُ ْ‬
‫ِ‬
‫س‪ ،‬وَال تَـ ْقربوا الْب ِ‬ ‫ب ا ْحلُ همى الْبَا ِر َدةِ ِيف ال ه‬ ‫ف َحلما َكثِريا‪ ،‬وَال يـنم ِ‬
‫يق ال ُْمبَـ هزَر‪َ ،‬وَم ْن‬‫اذ ْْنَا َن ال َْعتِ َ‬ ‫ش ْم ِ َ َ ُ َ‬ ‫صاح ُ‬ ‫ص ْي ِ ْ ً ً َ َ َ ْ َ‬ ‫ال ه‬
‫شتَ ِاء قَ َد ًحا ِم ْن َم ٍاء َح ٍّ‬ ‫ٍ‬
‫شوِر‬ ‫ك ِج ْس َمهُ ِيف ا ْحلَ هم ِام بِ ُق ُ‬ ‫ار‪ ،‬أ َِم َن ِم َن ْاألَ ْع َال ِل‪َ ،‬وَم ْن َدلَ َ‬ ‫ب ُك هل يَـ ْوم ِيف ال ِّ‬ ‫َش ِر َ‬
‫ود َخاٍم‪،‬‬ ‫وم ٍي‪ ،‬وعُ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات َم َع قَلِ ِ‬‫ب وا ْحل هك ِة‪ ،‬ومن أَ َكل َمخْس سوسنَ ٍ‬ ‫ُّ ِ ِ ِ‬
‫صطَ ًكى ُر ّ َ‬ ‫يل َم ْ‬ ‫الرهمان أَم َن م َن ا ْجلََر ِ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫الس هك ِر‪ ،‬نَظه َ‬ ‫س ُد‪َ ،‬وَم ْن أَ َك َل بِ ْزَر الْبِ ِطّ ِ‬ ‫ضع َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك‪ ،‬بَِق َي طُ َ‬ ‫وِمس ٍ‬
‫صى‬ ‫ف ا ْحلَ َ‬ ‫يخ َم َع ُّ‬ ‫ف َمع َدتُهُ َوَال تَـ ْف ُ‬ ‫ول عُ ُم ِره َال تَ ْ ُ‬ ‫َ ْ‬
‫ت َع ْنهُ ُح ْرقَةُ الْبَـ ْوِل‪.‬‬‫ِم ْن َم ِع َدتِِه‪َ ،‬وَزالَ ْ‬
‫ص ٌل [يف ما يهدم البدن‪]:‬‬ ‫فَ ْ‬
‫س َه ُر‪.‬‬‫أ َْربَـ َعةٌ تَـ ْه ِد ُم الْبَ َد َن‪ :‬ا ْهلَ ُّم‪َ ،‬وا ْحلُْز ُن‪َ ،‬وا ْجلُوعُ‪َ ،‬وال ه‬
‫ضرةِ‪َ ،‬وإِ َىل ال َْم ِاء ا ْجلَا ِري‪َ ،‬وال َْم ْحبُ ِ‬
‫وب‪َ ،‬والثِّ َما ِر‪.‬‬ ‫ح‪ :‬النهظَُر إِ َىل ْ‬
‫اخلُ ْ َ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تُـ ْف ِر ُ‬
‫يل‪َ ،‬وال َْع ُد ِّو‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ الْبُ َك ِاء‪،‬‬
‫يض َوالث ِهق ِ‬ ‫وأَربـعةٌ تُظْلِم الْبصر‪ :‬الْم ْشي حافِيا‪ ،‬والتهصبُّح والت ِ‬
‫سي بَِو ْج ِه الْبَ ِغ ِ‬
‫هم ّ‬
‫ُ َ ََ َ ُ َ ً َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َْ َ‬
‫يق‪.‬‬‫ط ال هدقِ ِ‬ ‫اخلَ ِّ‬
‫َوَكثْـ َرةُ النهظَ ِر ِيف ْ‬
‫ول احلمام املعتدل‪ ،‬وأكل الطعام احللو الدسم‪َ ،‬و َش ُّم‬ ‫هاع ِم‪َ ،‬و ُد ُخ ُ‬‫ب الن ِ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تُـ َق ِّوي ا ْجلِ ْسم‪ :‬لُْبس الثـ ْهو ِ‬
‫َ ُ‬
‫ال هرَوائِ ِح الطهيِّبَ ِة‪.‬‬
‫الس َؤ ِال َع ْن غَ ِْري ِعل ٍْم‪،‬‬ ‫احةُ‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ ُّ‬ ‫ب‪َ ،‬وال َْوقَ َ‬
‫ِ‬
‫اءهُ َوبَـ ْه َجتَهُ َوطََال َوتَهُ‪ :‬الْ َكذ ُ‬ ‫ب َم َ‬
‫ِ‬
‫س ال َْو ْجهَ‪َ ،‬وتُ ْذه ُ‬
‫ِ‬
‫َوأ َْربَـ َعةٌ تُـيَـبّ ُ‬
‫َوَكثْـ َرةُ الْ ُف ُجوِر‪.‬‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وءةُ‪َ ،‬وال َْوفَاءُ‪َ ،‬والْ َك َرُم‪َ ،‬والتهـ ْق َوى‪.‬‬‫َوأ َْربَـ َعةٌ تَ ِزي ُد ِيف َماء ال َْو ْجه َوبَـ ْه َجته‪ :‬ال ُْم ُر َ‬
‫ضاء والْم ْق َ ِ‬ ‫ِ‬
‫س ُد‪ ،‬والكذب‪ ،‬والنميمة‪.‬‬ ‫ت‪ :‬الْك ْبـ ُر‪َ ،‬وا ْحلَ َ‬ ‫ب الْبَـ ْغ َ َ َ َ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ ََتْل ُ‬
‫(‪)374/7‬‬

‫اه ُد ال ه ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫وأَربـعةٌ ََتْلِب ِ ِ‬


‫هها ِر‬
‫ص َدقَة‪َ ،‬وال ّذ ْك ُر أَ هو َل النـ َ‬ ‫َس َحا ِر‪َ ،‬وتَـ َع ُ‬ ‫ام اللهْي ِل‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ اال ْستِغْ َفا ِر ِاب ْأل ْ‬ ‫الرْز َق‪ :‬قيَ ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ َْ َ‬
‫وِ‬
‫آخ َرهُ‪.‬‬ ‫َ‬
‫اخلِيَانَةُ‪.‬‬
‫س ُل‪َ ،‬و ْ‬ ‫الصبح ِة‪ ،‬وقِلهةُ ال ه ِ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ َتَْنَ ُع ِّ‬
‫ص َالة‪َ ،‬والْ َك َ‬ ‫الرْز َق‪ :‬نَـ ْو ُم ُّ ْ َ َ‬
‫ض َوالْ َف َواكِ ِه‪َ ،‬والنـ ْهو ُم َعلَى الْ َق َفا‪َ ،‬وا ْهلَ ُّم‪َ ،‬والْغَ ُّم‪.‬‬ ‫ض ُّر ِابلْ َف ْه ِم َوال ِّذ ْه ِن‪ :‬إِ ْد َما ُن أَ ْك ِل ا ْحلَ ِام ِ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تَ ُ‬
‫اب‪َ ،‬و ُح ْس ُن تَ ْدبِ ِري ال ِْغ َذ ِاء ِاب ْألَ ْشيَ ِاء‬ ‫شر ِ‬ ‫ْب‪َ ،‬وقِلهةُ الت َ ِ ِ ه ِ‬
‫هملّي م َن الط َعام َوال ه َ‬ ‫َوأ َْربَـ َعةٌ تَ ِزي ُد ِيف الْ َف ْه ِم‪ :‬فَـ َراغُ الْ َقل ِ‬
‫ت ال ُْمثْ ِقلَ ِة لِلْبَ َد ِن‪.‬‬‫ض َال ِ‬ ‫ِ ِِ‬
‫اج الْ َف َ‬‫ا ْحلُل َْوة َوال هدمسَة‪َ ،‬وإِ ْخ َر ُ‬
‫ان‪َ ،‬وَكثْـ َرةُ ا ْجلِ َم ِاع‪َ ،‬وال َْو ْح َدةُ‪،‬‬ ‫ون‪ ،‬والْب ِ‬
‫اذ ْْنَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ص ِل‪َ ،‬والْبَاق هال‪َ ،‬وال هزيْـتُ َ َ‬ ‫ض ُّر ِابل َْع ْق ِل‪ :‬إِ ْد َما ُن أَ ْك ِل الْبَ َ‬
‫َوممها يَ ُ‬
‫الس ْكر‪ ،‬وَكثْـرةُ الض ِ‬
‫هح ِ‬
‫ك‪َ ،‬والْغَ ُّم‪.‬‬ ‫ار‪َ ،‬و ُّ ُ َ َ‬ ‫َو ْاألَفْ َك ُ‬
‫ت ِمن أَ ْك ِل الْب ِ‬
‫اذ ْْنَ ِ‬ ‫َج ْد لِ َذلِ َ ِ‬
‫ك علهةً إِهال أِّ‬ ‫ث ََمَالِس‪ ،‬فَـلَم أ ِ‬ ‫ت ِيف ثََال ِ‬ ‫ض أَ ْه ِل النهظَ ِر‪ :‬قُ ِط ْع ُ‬
‫ان‬ ‫َ‬ ‫َين أَ ْكثَـ ْر ُ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ال بَـ ْع ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ون ِيف ْاآل َخ ِر‪ ،‬وِمن الْباقِ هال ِيف الثهالِ ِ‬ ‫ْك ْاأل هَايِم‪ ،‬وِمن ال هزيْـتُ ِ‬ ‫َح ِد تِل َ‬
‫ث‪.‬‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ِيف أ َ‬

‫ص ٌل‬
‫فَ ْ‬
‫هاظ َر َال يَظْ َف ُر بِ َكثِ ٍري ِم ْنـ َها إِهال ِيف َه َذا‬
‫ب ال ِْعل ِْم ِي والْعملِ ِي‪ ،‬لَع هل الن ِ‬ ‫قد أتينا على َجلة ِمن أ ِ ِ‬
‫ّ َ ََ ّ َ‬ ‫َج َزاء الطّ ِّ‬
‫ْ ْ‬
‫ني إِلَْي ِه أَقَ ُّل ِم ْن‬ ‫ِ‬
‫ب الطهبَائِعيِّ َ‬
‫ب النـهب ِو ه ِ ِ‬
‫ي ن ْسبَةُ ط ِّ‬
‫ِ‬
‫ش ِر َيعة‪َ ،‬وأَ هن الطّ ه َ‬
‫الكتاب‪ ،‬وأريناك قرب ما بينهما وبـ ْني ال ه ِ‬
‫ََ َ‬
‫ب ال َْع َجائِ ِز إِ َىل ِطبِّ ِه ْم‪.‬‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ن ْسبَة ط ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اءهُ‪َ ،‬وَم ْن ََلْ‬ ‫يما ذَ َك ْرَانهُ تَـ ْنبيهٌ ِابلْيَس ِري َعلَى َما َوَر َ‬ ‫ص ْفنَاهُ ب َكث ٍري‪َ ،‬ولَك ْن ف َ‬ ‫َو ْاأل َْم ُر فَـ ْو َق َما ذَ َك ْرَانهُ‪َ ،‬وأَ ْعظَ ُم ممها َو َ‬
‫وم الهِيت َرَزقَـ َها‬ ‫اَّلل‪ ،‬والْعلُ ِ‬‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صريةً َعلَى التهـ ْف ِ‬ ‫يـرُزقْهُ ه ِ‬
‫ني الْ ُق هوة ال ُْم َؤيه َدة ِابل َْو ْح ِي م ْن ع ْند ه َ ُ‬ ‫صِ‬
‫يل‪ ،‬فَـ ْليَـ ْعلَ ْم َما بَـ ْ َ‬ ‫اَّللُ بَ َ‬ ‫َْ‬
‫ني َما ِع ْن َد غَ ِْريِه ْم‪.‬‬ ‫صائِ ِر الهِيت َمنَ َح ُه ُم ه‬
‫اَّللُ إِ هاي َها‪َ ،‬وبَـ ْ َ‬ ‫ول َوالْبَ َ‬ ‫اَّللُ ْاألَنْبِيَاء‪ ،‬والْعُ ُق ِ‬
‫َ َ‬ ‫ه‬
‫اب‪َ ،‬وِذ ْك ِر قُـ َوى ْاألَ ْد ِويَِة‪َ ،‬وقَـ َوانِ ِ‬
‫ني‬ ‫صلهى ا هَّللُ َعلَْي ِه َو َسلهم‪َ ،‬وَما ِهلََذا الْبَ ِ‬ ‫ول َ‬ ‫ول‪َ :‬ما ِهلَ ْد ِي ال هر ُس ِ‬ ‫َولَ َع هل قَائًِال يَـ ُق ُ‬
‫َ‬
‫الص هح ِة؟‬ ‫ِ‬
‫الْع َال ِج‪َ ،‬وتَ ْدبِ ِري أ َْم ِر ِّ‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه َو َسله َم‪ ،‬فَِإ هن َه َذا َوأَ ْ‬
‫صلهى ه‬ ‫اء بِ ِه ال هر ُس ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ض َعافَهُ‬ ‫ول َ‬ ‫َو َه َذا م ْن تَـ ْقص ِري َه َذا الْ َقائ ِل ِيف فَـ ْه ِم َما َج َ‬
‫اَّلل َوَر ُسولِ ِه‬
‫ادهِ إِلَي ِه‪ ،‬وِد َاللَتِ ِه َعلَي ِه‪ ،‬وحس ِن الْ َف ْه ِم َع ِن هِ‬
‫ْ َُ ْ‬
‫ِ‬
‫اء به‪َ ،‬وإِ ْر َش ْ َ‬
‫ض ما ج ِ ِ‬
‫ض َعافه م ْن فَـ ْه ِم بَـ ْع ِ َ َ َ‬
‫اف أَ ْ ِ ِ ِ‬ ‫ض َع َ‬ ‫َوأَ ْ‬
‫شاءُ من عباده‪.‬‬ ‫اَّللُ بِ ِه َعلَى َم ْن يَ َ‬ ‫َم ٌّن َميُ ُّن ه‬

‫(‪)375/7‬‬

‫آن‪ ،‬وَكي َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فَـ َق ْد أَوج ْد َان َك أُص َ ِ‬


‫ص َال ِح ُّ‬
‫الدنْـيَا‬ ‫ِ‬
‫ف تُـ ْنك ُر أَ ْن تَ ُكو َن َش ِر َيعةُ ال َْم ْبـعُوث بِ َ‬ ‫ب الث َهالثَة ِيف الْ ُق ْر ِ َ ْ‬ ‫ول الطّ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫َْ‬
‫ص هحتِ َها‪،‬‬ ‫وب‪ ،‬وأَنهـ َها مر ِش َدةٌ إِ َىل ِح ْف ِظ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ص َال ِح الْ ُقلُ ِ َ ُ ْ‬ ‫ص َال ِح ْاألَبْ َدان‪َ ،‬كا ْشت َماهلَا َعلَى َ‬ ‫َو ْاآلخ َرة ُم ْشتَملَةً َعلَى َ‬
‫اس َوالتهـ ْنبِ ِيه‬‫يم ِة بِطَ ِر ِيق ال ِْقيَ ِ‬ ‫يح‪ ،‬وال ِْفطْرةِ ال ه ِ‬ ‫صيلُها إِ َىل الْع ْق ِل ال ه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫سل َ‬ ‫صح ِ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َو َدفْ ِع آفَاهتَا بِطُُر ٍق ُكلّيهة قَ ْد ُوك َل تَـ ْف ِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫و ِْ ِ‬
‫وع ال ِْف ْق ِه‪َ ،‬وَال تَ ُك ْن ممه ْن إِ َذا َج ِه َل َش ْيـئًا َع َ‬
‫اداهُ‪.‬‬ ‫سائِ ِل فُـ ُر ِ‬‫اإلميَاء‪َ ،‬ك َما ُه َو ِيف َكث ٍري م ْن َم َ‬ ‫َ‬
‫وص َولََوا ِزِم َها‪َ ،‬ال ْستَـ ْغ َىن بِ َذلِ َ‬ ‫اب هِ ِ ِ ِ‬ ‫ضلُّ ًعا ِم ْن كِتَ ِ‬
‫ك َع ْن‬ ‫ُّص ِ‬ ‫اَّلل َو ُسنهة َر ُسوله‪َ ،‬وفَـ ْه ًما َات ًّما ِيف الن ُ‬ ‫َولَ ْو ُرِز َق ال َْع ْب ُد تَ َ‬
‫يح ِة ِم ْنهُ‪.‬‬ ‫وم ال ه ِ‬ ‫َجيع الْعلُ ِ‬ ‫ُك ِّل َك َالٍم ِس َواهُ‪َ ،‬وَال ْستَـ ْنـبَ َ‬
‫صح َ‬ ‫ط َِ َ ُ‬
‫ات هِ‬ ‫اَّلل وأَم ِرهِ و َخل ِْق ِه‪ ،‬وذَلِ‬
‫وم ُكلِّها علَى مع ِرفَ ِة هِ‬ ‫فَمدار الْعلُ ِ‬
‫اَّلل َعلَْي ِه ْم َو َس َال ُمهُ‪،‬‬ ‫صلَ َو ُ‬ ‫الر ُس ِل َ‬ ‫سله ٌم إِ َىل ُّ‬ ‫َ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫َّلل َوأ َْم ِرهِ َو َخل ِْق ِه َو ِح ْك َمتِ ِه ِيف َخل ِْق ِه َوأ َْم ِرهِ‪.‬‬
‫اخلَل ِْق ِاب هِ‬
‫فَـ ُه ْم أَ ْعلَ ُم ْ‬
‫ب أَتْـب ِاع َخا ََتِ ِهم وسيِ ِد ِهم وإِم ِام ِهم ُُمَ هم ِد ب ِن َعب ِد هِ‬ ‫اع ِهم‪ :‬أَص ُّح وأَنْـ َفع ِمن ِط ِ ِ ِ‬ ‫و ِط ُّ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ْ ْ‬ ‫ْ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫ب غَ ِْريه ْم‪َ .‬وط ُّ َ‬ ‫ب أَتْـبَ ْ َ َ ُ ْ ّ‬ ‫َ‬
‫ب‬‫ف ِط ه‬ ‫ف َه َذا إِهال َم ْن َع َر َ‬ ‫َص ُّحهُ َوأَنْـ َف ُعهُ‪َ ،‬وَال يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ب َوأ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل َو َس َال ُمهُ َعلَْيه َو َعلَْي ِه ْم‪ :‬أَ ْك َم ُل الطّ ِّ‬
‫ات هِ‬ ‫صلَ َو ُ‬‫َ‬
‫وال َوفِطًَرا‪،‬‬ ‫َص ُّح ْاأل َُم ِم عُ ُق ً‬
‫ت‪َ ،‬و ُه ْم أ َ‬ ‫اه ْم َو ِطبهـ ُه ْم‪ ،‬مُه َو َاز َن بَـ ْيـنَـ ُه َما‪ ،‬فَ ِحينَئِ ٍذ يَظ َْه ُر لَهُ التهـ َف ُاو ُ‬ ‫هاس ِس َو ُ‬ ‫الن ِ‬
‫ريتُهُ ِم َن‬ ‫ِ‬ ‫وأَ ْعظَمهم ِعلْما‪ ،‬وأَقـْربـهم ِيف ُك ِل َشي ٍء إِ َىل ا ْحل ِّق ِألَنهـهم ِخريةُ هِ ِ‬
‫اَّلل م َن ْاأل َُم ِم‪َ ،‬ك َما أَ هن؟؟؟ َر ُسوَهلُْم خ َ‬ ‫َ ُْ َ‬ ‫ّ ْ‬ ‫َ ُ ُ ْ ً َ َُ ُ ْ‬
‫َْحَ ُد ِيف‬ ‫ام أ ْ‬ ‫ْم َوا ْحلِ ْك َمةُ أ َْم ٌر َال يُ َدانِي ِه ْم فِ ِيه غَْيـ ُرُه ْم‪َ ،‬وقَ ْد َرَوى ِْ‬
‫اإل َم ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْم الذي َو َهبَـ ُه ْم إ هايهُ‪َ ،‬وا ْحلل ُ‬
‫الرس ِل‪ .‬وال ِْعل ه ِ‬
‫ُّ ُ َ ُ‬
‫يث بَـ ْه ِز بْ ِن َح ِك ٍيم‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن‬ ‫«مسنَ ِدهِ» ‪ِ :‬من ح ِد ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ُْ‬
‫(‪)371/7‬‬

‫ِ‬ ‫اَّلل صلهى ه ِ‬ ‫ال رس ُ ِ‬ ‫ج ِّدهِ ر ِ‬


‫اَّللُ َعلَْيه َو َسله َم‪« :‬أَنْـتُ ْم تُوفُو َن َس ْبع َ‬
‫ني أُهمةً أَنْـتُ ْم َخ ْيـ ُرَها‬ ‫ول ه َ‬ ‫ال‪ :‬قَ َ َ ُ‬ ‫اَّللُ َع ْنهُ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ض َي ه‬ ‫َ َ‬
‫َح َال ِم ِه ْم َوفِطَ ِرِه ْم‪،‬‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ُس ْب َحانَهُ ِيف عُلُوم ِه ْم َوعُ ُقوهل ْم‪َ ،‬وأ ْ‬
‫اَّلل» «‪ »7‬فَظَهر أَثَـر َكرامتِها َعلَى هِ‬
‫ََ ُ َ َ َ‬
‫وأَ ْكرمها َعلَى هِ‬
‫َ ََُ‬
‫ك ِعل ًْما‬ ‫ادوا بِ َذلِ َ‬ ‫وم ْاأل َُم ِم قَـ ْبـلَ ُه ْم َوعُ ُقوُهلُْم‪َ ،‬وأَ ْع َما ُهلُْم َو َد َر َجاتُـ ُه ْم‪ ،‬فَا ْز َد ُ‬‫ت َعلَْي ِه ْم عُلُ ُ‬ ‫ضْ‬ ‫ين عُ ِر َ‬ ‫هِ‬
‫َو ُه ُم الذ َ‬
‫اَّللُ ُس ْب َحانَهُ َوتَـ َع َاىل َعلَْي ِه ْم ِم ْن ِعل ِْم ِه َو ِحل ِْم ِه‪.‬‬ ‫اض ه‬ ‫وال إِ َىل َما أَفَ َ‬ ‫َو ِحل ًْما َوعُ ُق ً‬
‫ارى‬
‫صَ‬ ‫ب َعلَى النه َ‬ ‫ك غَلَ َ‬ ‫ارى‪َ ،‬ولِ َذلِ َ‬ ‫هص َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ص ْف َرا ِويهةُ ل ْليَـ ُهود‪َ ،‬والْبَـ ْلغَ ِميهةُ للن َ‬ ‫ت الطهبِ َيعةُ ال هد َم ِويهةُ َهلُ ْم‪َ ،‬وال ه‬ ‫ك َكانَ ِ‬ ‫َولِ َذلِ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ب َعلَى ال ُْم ْسل ِم َ‬
‫ني ال َْع ْق ُل‬ ‫ار‪َ ،‬وغَلَ َ‬ ‫صغَ ُ‬ ‫ب َعلَى الْيَـ ُهود احلزن ّ‬
‫واهلم َوال ه‬ ‫الْبَ َال َدةُ‪َ ،‬وقلهةُ الْ َف ْه ِم َوالْفطْنَة‪َ ،‬وغَلَ َ‬
‫ور‪.‬‬
‫الس ُر ُ‬‫ح َو ُّ‬ ‫هج َدةُ‪َ ،‬والْ َف َر ُ‬ ‫اعةُ َوالْ َف ْه ُم َوالن ْ‬ ‫ش َج َ‬‫َوال ه‬
‫ف َما ِع ْن َد‬ ‫ْمهُ‪َ ،‬و َع َر َ‬ ‫ِ‬
‫ف ذ ْهنُهُ‪َ ،‬وغَ ُزَر عل ُ‬
‫ف ِم ْق َدارَها من حسن فَـ ْهمهُ‪ ،‬ولَطُ َ ِ‬
‫َ َْ َ َُ ُ َ‬ ‫َس َر ٌار َو َح َقائِ ُق إِ همنَا يَـ ْع ِر ُ‬ ‫ِِ‬
‫َو َهذه أ ْ‬
‫هاس وِاب هِ‬
‫َّلل التوفيق‪.‬‬ ‫الن ِ َ‬
‫__________‬
‫(‪ )7‬أخرجه أْحد والرتمذي‪.‬‬

‫(‪)371/7‬‬

‫الفهرس‬
‫املوضوع الصفحة‬
‫املقدمة ‪5‬‬
‫الزَاي َدةِ ِيف ْاألَ ْك ِل على قدر احلاجة ‪71‬‬ ‫فصل ِيف ِاال ْحتِ َم ِاء ِم َن الت َ‬
‫هخ ِم َو ِّ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ج ِاب ْألَ ْد ِويَة الطهبِيعيهة فصل ِيف عالج ّ‬
‫احلمى ‪23‬‬ ‫الْق ْس ِم ْاأل هَول الْع َال ُ‬
‫فصل يف عالج استطالق البطن ‪29‬‬
‫رتا ِز ِم ْنهُ ‪32‬‬ ‫ِ ِ ِِ ِ ِ‬
‫فصل ِيف الطهاعُون َوع َالجه َواال ْح َ‬
‫ص ٌل ِيف داء اإلستسقاء وعالجه ‪39‬‬
‫فَ ْ‬
‫فصل يف عالج اجلرح ‪47‬‬
‫س ِل َوا ْحلِ َج َام ِة َوالْ َك ِّي ‪42‬‬ ‫فصل ِيف ال ِْع َال ِج بِ ُ ِ‬
‫ش ْرب ال َْع َ‬
‫ص ٌل يف أوقات احلجامة ‪41‬‬
‫فَ ْ‬
‫فصل يف قطع العروق والكي ‪57‬‬
‫فصل يف عالج الصرع ‪53‬‬
‫فصل يف عالج عرق النسا ‪51‬‬
‫ش ِيه َويُـلَيِّنُهُ ‪59‬‬
‫اج ِه إِ َىل َما ُميَ ِّ‬
‫احتِي ِ‬
‫س الطهْب ِع َو ْ َ‬ ‫فصل يف يُـ ْب ِ‬
‫فصل ِيف ِع َال ِج ِح هك ِة ا ْجلِ ْس ِم َوَما يُـ َولِّ ُد الْ َق ْم َل ‪11‬‬
‫فصل يف عالج ذات اجلنب ‪14‬‬
‫فصل يف عالج الصداع والشقيقة ‪11‬‬
‫فصل يف معاجلة املرضى برتك ما يكرهونه من الطعام والشراب وال يكرهون على تناوهلما‪11 .‬‬
‫سع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وط ‪13‬‬ ‫فصل ِيف ع َال ِج الْعُ ْذ َرة َوِيف الْع َال ِج ِابل ه ُ‬

‫(‪)379/7‬‬

‫فصل يف عالج املفؤود ‪14‬‬


‫ص َال ِح َها ِمبَا يدفع ضررها ويقوي ‪ 19‬نفعها‬ ‫ض َرِر ْاألَ ْغ ِذيَِة َوالْ َفاكِ َه ِة َوإِ ْ‬
‫فصل ِيف َدفْ ِع َ‬
‫فصل يف احلمية ‪19‬‬
‫ون َوال هد َع ِة َوتَـ ْر ِك ا ْحلََرَك ِة واحلمية مما يهيج الرمد ‪92‬‬‫لس ُك ِ‬ ‫فصل ِيف ِع َال ِج ال هرَم ِد ِاب ُّ‬
‫ان الْ ُكلِّ ِّي اله ِذي َْجي ُم ُد َم َعهُ البدن ‪94‬‬ ‫اخلَ َدر ِ‬ ‫ِ‬
‫فصل ِيف ع َال ِج ْ َ‬
‫ِ‬
‫ض َد ِاد َها ‪95‬‬
‫الس ُموم ِأبَ ْ‬ ‫ادهِ إِ َىل َدفْ ِع َم َ‬
‫ض هر ِ‬
‫ات ُّ‬ ‫الذابب وإِر َش ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ص َال ِح الطه َع ِام الهذي يَـ َق ُع فيه ُّ َ ُ َ ْ‬ ‫فصل ِيف إِ ْ‬
‫ص ٌل يف عالج البثرة ‪91‬‬ ‫فَ ْ‬
‫فصل يف عالج األورام واخلراجات اليت تَبأ ابلبط والبزل ‪91‬‬
‫وس ِه ْم َوتَـ ْق ِويَِة قُـلُوهبِِ ْم ‪99‬‬ ‫يب نُـ ُف ِ‬ ‫ضى بِتَطْيِ ِ‬ ‫فصل ِيف ِع َال ِج ال َْم ْر َ‬
‫ادتْهُ ِم َن ْاألَ ْد ِويَِة َو ْاألَ ْغ ِذيَِة ُدو َن َما ََلْ تَـ ْعتَ ْدهُ‪91 ..‬‬ ‫فصل ِيف ِع َال ِج ْاألَبْ َد ِ‬
‫ان ِمبَا ا ْعتَ َ‬
‫ادهُ ِم َن ْاألَ ْغ ِذيَِة ‪97‬‬ ‫ف َما ا ْعتَ َ‬ ‫يض ِأبَلْطَ ِ‬‫ص ٌل ِيف تَـغْ ِذيَِة ال َْم ِر ِ‬
‫فَ ْ‬
‫َصابَهُ ِِخَْيـبَـ َر ِم َن اليهود ‪93‬‬ ‫فصل ِيف ِع َال ِج ُّ ِ‬
‫الس ِّم الهذي أ َ‬
‫ود بِ ِه ‪94‬‬ ‫ِ‬
‫الس ْح ِر اله ِذي َس َح َرتْهُ الْيَـ ُه ُ‬ ‫ِ‬
‫فصل ِيف ع َال ِج ّ‬
‫فصل يف عالج االستفراغ ابلقيء ‪91‬‬
‫َح َذ ِق الطهبِيبَـ ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فصل ِيف ِْ ِ‬
‫ني ‪717‬‬ ‫اإل ْر َشاد إِ َىل ُم َعا َجلَة أ ْ‬
‫اه ٌل ابلطب ‪713‬‬ ‫ب النهاس‪ ،‬وهو ج ِ‬ ‫ني َم ْن طَ ه‬ ‫ض ِم ِ‬‫ص ٌل ِيف تَ ْ‬
‫َ َ َُ َ‬ ‫فَ ْ‬
‫فصل ِيف التهح ُّرِز ِمن ْاألَ ْدو ِاء الْم ْع ِدي ِة بِطَب ِعها وإِر َش ِ‬
‫ادهِ األصحاء اىل َمانبة ‪ 777‬اهلها‬ ‫َ َ َ ُ َ َْ َْ‬
‫ات ‪771‬‬ ‫فصل ِيف الْم ْن ِع ِمن الته َدا ِوي ِابلْمح هرم ِ‬
‫ََُ‬ ‫َ َ‬
‫س َوإِ َزالَتِ ِه ‪779‬‬ ‫ص ٌل ِيف ِع َال ِج الْ َق ْم ِل اله ِذي ِيف ال هرأْ ِ‬‫فَ ْ‬
‫ص ٌل يف العالج لكل شكوى ابلرقية اإللية ‪737‬‬
‫فَ ْ‬
‫فصل يف رقيّة اللديغ ابلفاَتة ‪732‬‬
‫فصل ِيف ِع َال ِج لَ ْدغَ ِة ال َْع ْقر ِ‬
‫ب ِاب ُّلرقـْيَ ِة ‪735‬‬ ‫َ‬
‫ص ٌل ِيف عالج رقيّة النملة ‪739‬‬ ‫فَ ْ‬

‫(‪)379/7‬‬

‫فصل يف عالج رقيّة احلية ‪739‬‬


‫فصل يف عالج رقيّة القرحة واجلرح ‪741‬‬
‫فصل يف عالج الوجع ابلرقيّة ‪747‬‬
‫صيبَ ِة َو ُح ْزِهنَا ‪743‬؟؟؟‬ ‫فصل ِيف ِع َال ِج ح ِر الْم ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ص ٌل ِيف عالج الكرب واهلم والغم واحلزن ‪749‬‬ ‫فَ ْ‬
‫ان ِج َه ِة ََتْثِ ِري َه ِذهِ ْاألَ ْد ِويَِة يف هذه األمراض ‪757‬‬ ‫صل ِيف بـي ِ‬
‫فَ ْ ٌ َ َ‬
‫فصل ِيف ِع َال ِج الْ َف َز ِع َو ْاأل ََر ِق ال َْمانِ ِع ِم َن النـ ْهوِم ‪759‬‬
‫فصل يف عالج داء احلريق وإطفائها ‪759‬‬
‫فصل يف حفظ الصحة ‪711‬‬
‫فصل يف هيئة اجللوس لِلكل ‪711‬‬
‫س ‪719‬‬ ‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر ال َْملْبَ ِ‬
‫فَ ْ‬
‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر ال َْم ْس َك ِن ‪791‬‬‫فَ ْ‬
‫ص ٌل ِيف تَ ْدبِ ِريهِ ِأل َْم ِر النوم واليقظة ‪791‬‬ ‫فَ ْ‬
‫فصل يف عالج العشق ‪217‬‬
‫فصل يف حفظ الصحة ابلطيب ‪277‬‬
‫فصل يف حفظ صحة العني ‪272‬‬
‫اَّللُ َعلَْي ِه وسلم‬
‫صلهى ه‬ ‫ت َعلَى لِ ِِ‬ ‫ِِ ه‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫سانه َ‬
‫َ‬ ‫ص ٌل ِيف ذ ْك ِر َش ْيء م َن ْاألَ ْد ِويَة َو ْاألَ ْغذيَة ال ِيت َج َ‬
‫اء ْ‬ ‫فَ ْ‬
‫مرتبة على حروف املعجم ‪274‬‬
‫فصل يف حلوم الطري ‪291‬‬
‫الفهرست ‪323‬‬

‫(‪)321/7‬‬

You might also like