Professional Documents
Culture Documents
Ta'liq Busyrolkarim-Muhammad Wifaqul Azmi
Ta'liq Busyrolkarim-Muhammad Wifaqul Azmi
Ta'liq Busyrolkarim-Muhammad Wifaqul Azmi
التأليف:
محمد وفاق العزم
رقم تعريف الطالب2240308 :
القسم :ب2-
فهرس
أ....................................................................................................................................فهرس
ب...................................................................................................................الرمز أسماء الكتب
.....................................................................................................1في مكروهات الصالة): .فصل(
.........................................................................................17في سجود السهو وما يتعلق به:) .فصل(
ب
أكف شعرًا وال ثوبًا" .10وحكمته :أن ذلك يمنع من سجودها معه ،وينافي الخشوع
والتواضع .ومن ثم كره كشف الرأس فيها ،أو إحدى المنكبين واالضطباع.
(ووضع يده على فمه بال حاجة)؛ للنهي الصحيح عنه ،ولمنافاته لهيئ//ة الخش//وع.
أَّم ا لحاج//ة فيس//ن كم//ا للتث//اؤب 11؛ لخ//بر ص//حيح في//ه .12وه//ل يض//ع اليم//نى أو
اليسرى؟ قال (م ر) :اليسرى ،و (حج) :يتخير ،والسنة تحص//ل بكًّ/ل س//واء ظه//ر
الكف أو بطنها.قال بعض الحفاظ :نهي في الصالة عن مسح الحص//ا والجبه//ة من
التراب والنفخ وتفقيع األصابع وتشبيكها والسدل وتغطية الفم واألنف.
(ومسح جبهته) قبل السالم ،أما بع//ده فيس//ن(.وتس//وية الحص//ا) ونح//وه (في مح//ل
سجوده)؛ للنهي ،13وألنه ينافي الخشوع كما فيما قبله.
(والقيام على رج//ل )14واح//دة (وتق//ديمها) على األخ//رى (ولص//قها 15ب//األخرى)؛
لمنافاته الخشوع ،وال بأس باالستراحة على أحدهما لنحو طول قيام.
قال في "اإلحياء" :نهي عن الصفين والصفد في الصالة ،والصفد :اقتران القدمين
معًا ،والصفن :رفع إحدى الرجلين ،لكن يسن الصفد للمرأة.
(والصالة حاقنًا )16بالنون أي :ب//البول (أو حاقب ً/ا) بالب//اء أي :بالغائ//ط (أو حازقً/ا)
ألي :بالريح؛ للنهي عنها مع مدافعة األخبثين.
ويسن تفريغ نفسه قبل الصالة وإن خاف فوت الجماعة ،وه//ذا (إن وس//ع ال//وقت)
وإال وجبت الصالة مع ذلك؛ لحرمة الوقت إَّال أن يخاف ضررًا فتحرم.
10رواه الشيخان واللفظ لمسلم ومن ذل//ك كم//ا في المجم//وع أن يص//لي وش//عره معق/وص أو
مردود تحت عمامته أو ثوبه أو كمه مشمر ومنه شد الوسط وغرز العذب//ة والمع//نى في النهي
عن كف ذلك أنه يسجد معه ولذا نص الشافعي على كراه//ة الص//الة وفي إبهام//ه الجل//دة ال//تي
يجر بها وتر القوس قال :ألني آمره أن يفضي ببط//ون كفي//ه إلى األرض اهـ م غ ()1/423
دار الكتب العلمية.
11هو بالهمز بعد األلف وال يقرأ بالواو فيقال تثاوب اهـ ت ( )2/460دار الكتب العلمية.
12لخبر مسلم :إذا تثاءب أحدكم وهو في الصالة فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ه//ا ه//ا
ضحك الشيطان من//ه ق//ال في المجم//وع :ويك//ره التث//اؤب في غ//ير الص//الة أيض//ا اهـ م غ (
)1/423دار الكتب العلمية.
13لخبر أبي داود بإسناد على شرط الشيخين :ال تمسح الحصى وأنت تصلي فإن كنت ال ب//د
فاعال فواحدة تسوية للحصى وألنه يخالف التواضع والخش//وع اهـ م غ ( )1/423دار الكتب
العلمية.
14بأن يرفع األخرى ألنه تكلف ينافي الخشوع نعم ال يكره لحاجة وال االعتماد على إحداهما
مع وضع األخرى على األرض اهـ ت ( )2/468دار الكتب العلمية.
15لصق الشيء بغيره من باب تعب لصقا ولصوقا مثل لزق ويتعدى بالهمزة فيق//ال ألص//قته
واللصوق بفتح الالم ما يلصق على الجرح من الدواء ثم أطلق على الخرقة ونحوها إذا ش//دت
على العضو للتداوي .اهـ م ح ( )8/269موقع االسالم
16والعبرة في كراهة ذلك بوجوده عند التحرم ،ويلحق به فيما يظهر ما لو ع//رض ل//ه قب//ل
التحرم ثم زال وعلم من عادت//ه أن//ه يع//ود ل//ه في أثنائه//ا ش//رح م ر .اهـ ب خ ( )1/461دار
الكتب العلمية
3
(ومع توقان الطعام )17أي :المأكول والمشروب ،وكل ما اش//تغل ب//ه قلب//ه ،بحيث
يختل خشوعه لوقدمها عليه كوطء حليلته؛ لألمر بتقديم العشاء ،18وياكل ما يت//وفر
معه الخشوع ،فإن لم يتوفر إال بالشبع شبع ،وهذا (إن وسع) الوقت (أيضًا) وك//ان
المتوق إليه حاضرًا ،أو قريبًا من الحضور ،وإال صلى فورًا وجوبًا؛ لما مر.
(وأن يبصق) بالصاد والزاي (في غير المسجد) ولو خارج الصالة (عن يمين//ه)؛
للنهي عنه ،19بل عن يساره؛ إكرامًا لملك اليمين ،وألن ملك اليسار يتنحى عنه في
الصالة إلى فراغها ،فالبصاق حينئٍذ إنما يقع على القرين ،وه//و ش/يطان الش/خص
الذي يولد بوالدته ،ويموت بموته ،وهذا في غ//ير مس//جده ص//لى هللا علي//ه وس//لم،
وحيث لم يكن إنسان عن يساره ،وإال بصق عن يمينه؛ احترامًا لهما وإن تردد في
"التحفة" في مسجده صلى هللا عليه وسلم20؛ ألنه أحق باالحترام من األنسان الذي
عن يساره مع جزمه بأنه ال يبصق عن يساره ال//ذي في ناحيت//ه إنس//ان .وإطالقهم
يشمل الطائف ،فيبصق عن يساره وإن كانت الكعبة عن يس//اره .نعم؛ إن أمكن أن
يطأطئ رأسه فيبصق لجهة السفل ال يمينًا وال شماًال فهو أولى (أو قبالته) وإن ،لم
يكن من هو خارج الصالة مستقبًال عند (حج).
17وتعبير المصنف بتوقان يفهم أنه إنما يأكل ما ينكسر به التوقان والذي جرى عليه في شرح
مسلم في األعذار المرخصة في ترك الجماعة أنه يأكل حاجت//ه بكماله//ا وه//و الظ//اهر ومح//ل
ذلك إذا اتسع الوقت اهـ م غ ( )1/423دار الكتب العلمية.
18لخبر مسلم { ال صالة } أي كاملة { بحضرة طعام وال وهو يدافعه األخبثان } أي الب//ول
والغائط وألحق جمع التوقان إليه في غيبته به في حضوره وقيده ابن دقيق العيد بم//ا إذا ق//رب
حضوره لزيادة التتوق حينئذ وقضية التعبير بالتوقان أن//ه ال يأك//ل إال م//ا يكس//ره إال نح//و لين
يأتي عليه دفعة لكن الذي صوبه المصنف أنه يأكل حاجته وحديث { إذا وض//ع عش/اء أح/دكم
وأقيمت الصالة فابدءوا ب//ه قب//ل أن تص//لوا ص//الة المغ//رب } ص//ريح في//ه وحمل//ه على نح//و
تمرات يسيرة فيه نظر فإنه بعد اإلقامة وأدنى شيء يفوتها حينئذ ( وأن يبصق ) في ص//الته .
اهـ ت ( )2/468دار الكتب العلمية.
19لحديث الشيخين :إذا كان أحدكم في الصالة فإنما يناجي ربه فال يبزقن بين يدي//ه وال عن
يمينه زاد البخاري :ف//إن عن يمين//ه ملك//ا وعن يس//اره أو تحت قدم//ه اهـ م غ ( )1/424دار
الكتب العلمية.
20اي في صالته ،وكذا خارجها ،وهو بالصاد والزاي والسين ( قبل وجهه) وإن لم يكن من
هو خارجها مستقبال كما أطلقه المصنف ( أو عن يمينه ) ولو في مسجده صلى هللا عليه وسلم
على ما اقتضاه إطالقهم لكن بحث بعضهم استثناءه وقد يؤيد األول أن امتثال األم//ر خ//ير من
سلوك األدب على قول ف//النهي أولى ألن//ه يش//دد في//ه دون األم//ر اهـ ت ( )2/477دار الكتب
العلمية.
4
(ويحرم في المسجد) البصاق 21إن اتصل بشئ من أجزائ//ه وإن لم يكن في ص//الة
وال مستقبًال ،بل يبصق في نح//و ثوب//ه 22وإن وق//ع على نجس معف//و عن//ه ،ويح//ك
بعضه ببعض؛ لخبر" :البصاق في المسجد خطيئ//ة ،23وكفارته//ا دفنه//ا "24أي :إن
أمكن .أَّم ا ما ال يمكن كالمبلط فتجب إزالتها منه ،وال يكفي دلكها فيه .والمع//نى أن
دفنها يقطع اإلثم ال أصله ،ويجب على من علم بمستقذر في مس//جد إخراج//ه وإن،
عين شخص إلزالته منه( .وأن يضع ي//ده) اليم//نى أو اليس//رى (على خاص//رته)25
لغير حاجة؛ للنهي عنه ،26وأنه راح//ة أه//ل الن//ار ،وأن الش//يطان أهب//ط من الجن//ة
كذلك(.وأن يخفض رأسه) أو يرفع//ه عن ظه//ره (في ركوع//ه) وإن لم يب//الغ؛ لم//ا
مَّر 27.ويكره ت//رك الس//ورة في الركع//تين األول//تين من ك//ل ص//الة ،وت//رك تكب//ير
االنتقاالت ،وأذكار ركوع واعت//دال وس/جود وجل//وس بين الس/جدتين واألبع//اض؛
لتأك//دها ،وللخالف في وج//وب بعض//ها(.وق//راءة الس//ورة في) الركع//ة (الثالث//ة
21البصاق والبزاق والبساق وبصق وبزق وبسق ثالث لغات بمعنى واح/د ولغ/ة الس/ين قليل/ة
وقد أنكرها بعض أهل اللغة وإنكارها باطل فقد نقلها الثق//ات وثبتت في الح//ديث الص//حيح اهـ
م ج ( )4/100دار الفكر
22وإن بدره في المسجد بصق في ثوبه وحك بعضه ببعض لما روى أبو سعيد الخدري رضي
هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم " دخل مسجدا يوما فرأى في قبلة المسجد نخامة فحته//ا
بعرجون معه ثم قال أيحب أحدكم أن يبصق رجل في وجهه إذا ص//لى أح//دكم فال يبص//ق بين
يديه وال عن يمينه فإن هللا تعالى تلقاء وجهه والملك عن يمينه وليبصق تحت قدمه اليسرى أو
عن يساره فإن أصابته بادرة بصاق فليبصق في ثوب//ه ثم يق//ول ب//ه هك//ذا " فعلمهم أن يفرك//وا
بعضه ببعض :فإن خالف وبصق في المسجد دفنه لما روى أنس بن مالك رض//ي هللا عن//ه أن
النبي صلى هللا عليه وسلم قال " البصاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه " وباهلل التوفيق اهـ
م ج ( )4/100دار الفكر
23أي :معصية اهـ د ( )8/517دار المعرفة
24متفق عليه .والمراد بدفنها إذا كان المسجد ترابا أو رمال ونحوه ،فيواريها تحت ترابه .ق//ال
أبو المحاسن الروياني اهـ د ( )8/517دار المعرفة
25واختلف العلماء في تفسير االختصار على أقوال :أصحها ما ذكره المصنف والث//اني :أن
يتوكأ على عصا والثالث :يختصر السورة فيقرأ آخرها والرابع :أن يختصر ص//الته فال يتم
حدودها ,والخامس :أن يقتصر على اآلي//ات ال//تي فيه//ا الس//جدة ويس//جد فيه//ا والس//ادس :أن
يختصر السجدة إذا انتهى في قراءت/ه إليه/ا وال يس/جدها وعلى األول اهـ م غ ( )1/424دار
الكتب العلمية.
26حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي هللا عن//ه ق//ال
نهي عن الخصر في الصالة وقال هشام وأبو هالل عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن الن//بي
اهـ ع ق ( )12/59دار الفكر
( 27و ) تكره ( المبالغة في خفض الرأس ) عن الظهر ( في ركوعه ) لمجاوزته فعله ص//لى
هللا علي//ه وس//لم فإن//ه ك//ان إذا رك//ع لم يش//خص رأس//ه :أي لم يرفع//ه ،ولم يص//وبه :أي لم
يخفضه .وقضية كالم المصنف أن خفض الرأس من غ//ير مبالغ//ة ال كراه//ة في//ه ،ال//ذي دل
عليه كالم الشافعي واألصحاب كما قال السبكي وجرى عليه شيخنا في منهج/ه الكراه/ة وه/و
المعتمد م غ ( )1/424دار الكتب العلمية.
5
فهو داخل في ح/يز المنهي عن//ه؛ لم//ا في اإلتي//ان ب//ه من ت//رك األفض//ل وإن ك//ان
مسنونًا في نفسه .أَّم ا إن قلنا بسنية قراءتها في األخيرتين كم//ا ه//و مقاب//ل األظه//ر
في "المنهاج" ،وثبت في "صحيح مس//لم" فال كالم في س//نيتها ،فضً/ال عن كونه//ا
غير سنة ،هذا ما ظهر ،فليتأمل.
32
(إال لمن س///بق ب///األولى والثاني///ة) أو أح///دهما (فيقرؤه///ا ) أي :الس///ورة (في
األخيرتين) من صالة اإلم//ام؛ ألنهم//ا أولي//ا ص//الته ،33ف//إن لم يتمكن من قراءته//ا
فيهما قرأها في أخيرتيه؛ لئال تخلو صالته عنها ،وكسبقه باألولتين ما لو لم يتمكن
من قراءة السورة فيهما فيقرأها في أخيرتيه إن تمكن ،ولو سبق باالولى فقط أو لم
يتمكن من قراءة السورة فيها قرأها في الثانية والثالثة .34أَّم ا إذا تمكن من قراءته//ا
ولم يقرأها فال يتداركها لتقصيره .ومحل ذلك حيث لم تسقط عنه ،تبع ً/ا للفاتح//ة أو
بعضها ،وإال فال يتداركها ،ومَّر أن المأموم إذا فرغ من فاتحته قبل رك//وع إمام//ه
أنه يقرؤها ولو في األخيرتين.
(واالستناد إلى ما تس//قط بس//قوطه) ،للخالف في ص//حته حينئٍ/ذ ،ومحل//ه إن س//مي
قائمًا ،وإال بأن أمكنه رفع قدميه فال تصح؛ ألنه معلق ال قائم.
(والزيادة في جلسة االستراحة على ق//در) أق//ل (الجل//وس بين الس//جدتين ،وإطال//ة
التشهد األول ،والدعاء فيه ،وترك الدعاء في األخير) كما مر فيها.
(ومقارنة اإلمام في أفعال الصالة) أو أقوالها35؛ للخالف في صحة صالته حينئ ٍ/ذ ،
وهذه الكراهة ونحوها من كل مكروه من حيث الجماعة تفوت فضلها ،36لكن نق//ل
المناوي عن السيوطي :أن فض//يلة التض//عيف -وهوع//ود برك//ة الجماع//ة بعض//هم
32لما روي عن علي رضي هللا عنه أنه قال " ما أدركت فهو أول ص//التك " وعن ابن عم//ر
أنه قال " يكبر فإذا سلم اإلمام قام إلى ما بقي من صالته فان كان ذل//ك في ص//الة فبه//ا قن//وت
فقنت مع اإلمام أعاد القنوت في آخر صالته ألن م//ا فعل//ه م//ع اإلم//ام فعل//ه للمتابع//ة ف//إذا بل//غ
موضعه أعاده كما إذا تشهد مع اإلمام ثم ق//ام إلى م//ا بقي فإن//ه يعي//د التش//هد اهـ ج ()4/220
دار الكتب العلمية
33وقال أبو حنيفة ومالك والثوري وأحمد م//ا أدرك//ه آخ//ر ص//الته وم//ا يتدارك//ه أول ص//الته
وحكاه ابن المنذر عن ابن عمر ومجاهد وابن سيرين واحتج لهم بقوله صلى هللا عليه وس//لم "
ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فافضوا " رواه البخاري ومسلم واحتج أص//حابنا بقول//ه ص//لى هللا
عليه وسلم " ما اركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " رواه البخاري ومسلم من طرق كثيرة اهـ ج
( )4/220دار الكتب العلمية
34ولو سقطت قراءتها عنه لكونه مسبوقا أو بطيء القراءة فال يقرؤها في األخيرتين ويستثنى
من ذلك فاقد الطهورين إذا كان عليه حدث أكبر فال يجوز له قراءة السورة كما تقدم في التيمم
اهـ م غ ( )1/431دار الكتب العلمية.
35وليس في الصالة ما تسنمقارنةاإلمام فيه غير التأمين كما في شرح م ر اهـ ب م ()2/66
دار الفكر
36أي التي هي سبع وعشرون درجة اهـ أ ط ( )2/31دار الفكر.
7
على بعض -ال تف///وت وإن ف///اتت فض///يلة الجماع///ة .وعلي///ه :فينبغي أن يطلب
الجماعة التي كثرت وتوفر صالحها؛ ليعظم التضعيف.
38
(والجهر في موضع) ن//دِب (اإلس//رار ،37واإلس//رار في موض//ع) َن دِب (الجه//ر
والجهر) للمأموم (خلف اإلمام) في غير ما يندب له فيه خلفه ،كما مر في التأمين؛
وذلك لمخالفته االتباع المتأكد في ذلك.
(ويحرم )39على المصلي حيث ال عذر (الجهر) في الصالة وخارجه//ا (إن ش//وش
على غيره) من مصل أو قارئ وغيرهما؛ للضرر ،ويؤخ//ذ بق//ول المتش//وش ول//و
فاسقًا؛ إذ ال يعرف إال منه ،وهذا إن اشتد التشويش ،وإال فهو مكروه ،وب//ه يجم//ع
الخالف ،أما من له ع//ذر ،ك//أن ك//ثر اللغ//ط فاحت//اج للجه//ر ،لي//أتي ب//القراءة على
وجهها فال كراهة وال حرمة.
(وتك/ره الص/الة) أيضً/ا (في المزَبل/ة) -بفتح الموح/دة أج/ود من ض/مها -موض/ع
الزب//ل (والمج//زرة) موض//ع الج//زر ،أي :ال//ذبح؛ لص//حة النهي عنه//ا ،ولمح//اذاة
النجاسة فيهما؛ ألنه بفرشه طاهرًا عليها يحاذي النجاس//ة ،ومحاذاته//ا مكروه//ة،40
كما مر.
ًال41
(و) في (الطريق في البناء) أو الصحراء وقت مرور الن//اس في//ه ول//و احتم//ا ؛
ألنه يشغله ،ومن ثم كان استقباله كالوقوف في//ه حيث لم يبع//د عن//ه ،بحيث إن//ه ل//و
نظر إلى محل سجوده فقط اشتغل بمرورهم ،وكذا يقال لو صلى تجاه نحو ش//باك.
وتكره أيضًا في األسواق والرحاب الخارجة عن المس/جد ،وفي ال/وادي ال/ذي ن/ام
فيه صلى هللا عليه وسلم ،وهو وادي القرى شآم المدينة.
(و) في (بطن الوادي مع توقع السيل) ونحوه :من كل محذور كحية؛ لخشية
37هذا مذهبنا وبه قال األوزاعي وأحمد في أصح الروايتين وقال مالك والث//وري وأب//و حنيف//ة
واسحق يسجد للسهو دليلنا قوله في حديث أبي قتادة " ويسمعنا اآلية أحيانا " وهو صحيح كما
سبق اهـ ج ( )3/391دار الكتب العلمية
38بال حاجة أما لها فال كراهة اهـ نهاية الزين ( )80دار الفكر
39قال الرحماني :فإنشوش حرم عند ابن العم/اد وك/ره عن/د حج ،وقي/ده ابن قاس/م بغ/ير من
يسن إيقاظه للصالة وإال فال يك//ره ،والمعتم//د أن//ه إنش//وش ك//ره فق//ط وال يح//رمالجه//ر ألن
اإليذاء غير محقق كما قاله الشيخ عبد البر اهـ ب م ( )2/66دار الفكر
40ومحل ذلك ما إذا بسط طاهرا وصلى عليه وإال لم تصح ألن//ه مص//ل على نجاس//ة ،وإنم//ا
تكره على الحائل إذا كانت النجاسة محققة ،ف//إن بس//طه على م//ا غلبت في//ه النجاس//ة لم تك//ره
على ما يقتضيه كالم الرافعي ذلك بالحائل اهـ م غ ( )1/432دار الكتب العلمية.
41قال الرشيدي قول//ه م ر أو نح//و ب//اب مس//جد إلخ ينبغي أن يك//ون محل//ه م//ا لم يض//طر إلى
الوقوف فيه بأن امتأل المسجد بالصفوف ثم رأيت الشيخ ع ش في الحاشية ذك//ر ذل//ك احتم//اال
ثم قال ويحتمل عدم حرمة المرور لعذر كل من المار والمصلي أم//ا المص//لي فلع//دم تقص//يره
وأما المار فالستحقاقه بالمرور في ذلك المكان اهـ ت ( )2/158دار الكتب العلمية.
8
الضرر ،وانتفاء الخشوع 42ومحله -فيما مر ويأتي -إن اتسع الوقت للخ//روج مم//ا
ذك//ر وِفع ِ/ل الص//الة ولم يخش ف//وات جماع//ة ،وإال ص//لى في//ه وحيث لم يتحق//ق
الضرر ،وإال وجب الخروج منه وتأخير الصالة
(و) في (الكنيس//ة) وهي متعب//د اليه//ود ،و (البيع//ة) وهي متعب//د النص//ارى -بفتح
الباء -ونحوها من أماكن الكفرة ،بل يحرم دخولها إن منعوه ،أو كان فيه//ا ص//ورة
محرمة.
(و) في (المقبرة) -بتثليث الب//اء وفي//ه كالم في "األص//ل" -إن لم تنبش ،أو نبش//ت
وص//لى على حائ//ل ط//اهر؛ للخ//بر الص//حيح" :األرض كله//ا مس//جد إال المق//برة
والحمام" مع النهي عن اتخاذ القبور مس//اجد ،والعل//ة مح//اذاة النجاس//ة تحت//ه ول//و
بأجزاء الميت ،فاستوى فيها المنبوشة وغيرها ،وما تحته وم//ا أمام//ه ،أو بجانب//ه،
بل قال (حج) و (م ر)( :ولو دفن ميت بمسجد كانت الصالة فيه مكروه//ة )43اهـ.
ويؤخ//ذ من ذل//ك أنه//ا ال تك//ره بمق//برة من ال تأك//ل االرض أجس//ادهم كاألنبي//اء
44
والشهداء ،وفيه كالم في "األصل".
(و) في (الحمام )45ولو جديدًا عند (حج) ،أو مسلخته؛ للخبر المتقدم ،وألن//ه مح//ل
كشف العورات والشياطين .ومثله :كل محل معص//ية أو غض//ب ،ك//أرض ثم//ود،
وك//ل موض//ع غ//ير م//أهول ،كالمف//ازات والش//عوب واألرحب//ة 46الخ//راب ،وك//ل
موضع يتشوش فيه اإلنسان أو يتخوف؛ ألنه مأوى الشياطين.
(و) في (عطن اإلبل) ولو طاهرًا ،وهو ما تنحى إليه إذا شربت؛ ليشرب غيره//ا،
فإذا جمعت سيقت منه إلى المرعى ،أو لتشرب ثانيًا؛ للخبر الص/حيح" :ص/لوا في
42ألن األول يقتضي الكراهة وإن لم يتوقع السيل اهـ ت ( )2/168دار الكتب العلمية.
43نعم يحرم استقبال قبره كما جزم به في التحقيق ويقاس به سائر قبور األنبياء عليهم أفض//ل
الصالة والسالم اهـ م غ ( )1/431دار الكتب العلمية.
44واستثنى كما في التوشيح البن السبكي مقابر األنبي/اء عليهم الص/الة والس/الم أي إذا ك/انت
أرض//ا ليس فيه//ا م//دفون إال ن//بي أو أنبي//اء فال تك//ره الص//الة فيه//ا ألن هللا تع//الى ح//رم على
األرض أن تأك//ل أجس//ادهم وإنم//ا هم أحي//اء في قب//ورهم يص//لون وينبغي كم//ا ق//ال بعض
المتأخرين أن تكون مقابر شهداء المعرك//ة ك//ذلك ألنهم أحي//اء واع//ترض الزركش//ي كالم ابن
السبكي بأن تجويز الصالة في مقبرة األنبياء ذريعة إلى اتخاذها مسجدا وجاء النهي عن اتخاذ
مق//ابر األنبي//اء مس//اجد وس//د ال//ذرائع مطل//وب اه وليس ه//ذا االع//تراض بظ//اهر اهـ م غ (
)1/431دار الكتب العلمية.
45وتندب إعادته//ا ول//و منف//ردا للخ//روج من خالف اإلم//ام أحم//د اهـ ت ( )2/168دار الكتب
العلمية.
46وينبغي أن مح/ل الكراه/ة في الرح/اب حيث ك/ان ثم من يش/غله ول/و احتم/اال أم/ا إذا قط/ع
بانتفاء ذلك ككونه في رحبة خالية ليال فال كراهة ومثله يق//ال في األس//واق حيث لم تكن مح//ل
معصية ع ش اهـ ت ( )2/166دار الكتب العلمية.
9
50 49
مرابض الغنم ،47وال تصلوا في أعط//ان اإلب//ل48؛ فإنه//ا خلقت من الش//ياطين "
وجميع مباركها كالعطن ،فالكراهة في أعط//ان اإلب//ل لعل//تين ،وفي مح//ال غيره//ا
لعلة ،وهي النجاسة إن كانت نجسة (و) على (سطح الكعبة)؛ ألنه خالف األدب.
(و) في (ثوب) أو إليه ،أو عليه (فيه تصاوير ،أو شيء) آخ//ر (يلهي//ه) كخط//وط؛
للخبر الصحيح :أنه صلى هللا عليه وسلم صلى وعليه ث//وب ذات أعالم فلم//ا ف//رغ
قال" :ألهتني هذه" ،قال (حج) :وَز ْع ُم عدم التأثر بها حماق//ة ،وظ//اهٌر أن ه//ذا في
البصير .وكالثوب كل ما يشتغل به قلبه ،كآدمي يستقبله.
(والتلثم) 51للرجل( ،والتنقب) 52لغيره؛ للنهي عن األول ،والقياس عليه في الثاني.
(وعند غلبة النوم) والغضب؛ لفوات الخشوع .وإنما لم تقتض الكراه//ة فيم//ا ذك//ر
الفساد كالكراهة للزمان؛ ألن لشارع جعل للصالة أوقاتًا مخصوص//ة ال تص//ح في
غيرها ،ولم يجع//ل له//ا مكانً/ا مخصوصً/ا ،فك//ان الخل//ل في الزم//ان أش//د من//ه في
األمكنه ،فالنهي فيها ليس راجعًا لذات العبادة ،وال لالزمها ،فلم يقتض الفساد ،ب//ل
وال يمنع أصل الث//واب ،كم//ا في "فت//اوى م ر" ،وبقي من المك//روه أم//ور ،منه//ا:
اإلقعاء ،كما مر ،والصالة خلف أقلف ،وموسوس ،وولد زنا ،وافتراش الس//بع في
السجود ،واإلسراع بأن يقتصر على أقل الواجب وغيرها.
53
(فصل :يستحب) لكل أح//د (أن يص//لي) ويس//جد لنح//و تالوة (إلى ش//اخص) من
نحو عمود أو جدار وإن لم يقصد االستتار به ،54لكن يشترط عدم الص//ارف ،ف//إن
َعُس َر عليه فإلى نحو عصا ،وهي أولى ،أو متاع يجمعه.
وال بد من كون طول جميع ما ذكر( :قدر ثلثي ذراع) بذراع اآلدمي المعت//دل هن//ا
وفيما يأتي فأكثر وإن لم يكن له عرض و (بينه) أي :وبين أص//ابع قدمي//ه عن//د (م
ر) ،وعقبيهما عن//د (حج) في الق//ائم ،وبين ألي//تي الج//الس (وبين//ه) أي :الش//اخص
(ثالثة أذرع فما دون ،فإن لم يجد) بأن عسر ،أو تعذر عليه ما مر ( بسط مصلى)
كسجادة -بفتح السين ،وكسُرها لحن( -أو خَّط خطًا) قبالت//ه ط//وًال -وه//و أولى -أو
عرضًا ،واالرتفاع معتبر في الجميع كما في "المنهج" ،وفي الثالثة األول كما في
"التحفة" ،وظ//اهِر ه//ذا المتن ،والق//رُب بثالث//ة أذرع في الجمي//ع ،لكن الع//برة في
الخط والمصلى بأعالهما ،فإن بع//د أعالهم//ا أك//ثر من ثالث//ة أذرع لم يك//ف .ول//و
صلى على نحو فروة 55طولها ثلثا ذراع حرم المرور على الفروة فقط .ول//و ط//ال
المصلى أو الخط بأن كان بينه وبين أعاله أكثر من ثالثة أذرع لم يعتبر.
(ويندب )56للمص//لي وغ//يره ممن ليس في ص//الة (دف//ع الم//ار) بين//ه وبين س//ترته
(حينئٍذ ) أي :حين استتاره بمعتبر مم//ا م//ر ،57حيث لم يخش ذه//اب خش//وعه ،ولم
يقصر بنحو وقوفه بطريق.58
(ويحرم المرور )59بينه وبين سترته المعت//برة (حينئٍ/ذ ) أي :حين إذ اس//تتر بس//ترة
معتبرة ،وإن لم يجد المار طريقًا إال لضرورة كخوف محذور عليه أو على غيره.
بل اعتمد اإلسنوي ما نقله اإلمام عن األئمة :أن له المروَر حيث ال طريق غير ما
بين المصلي وسترته .أَّم ا سن االس//تتار بترتيب//ه الس//ابق؛ فلالتب//اع في اإلس//طوانة
والعصا مع أخبار كثيرة ،منها :خ//بر أبي داوود" :إذا ص//لى أح//دكم فليجع//ل أم//ام
وجهه شيئًا ،فإن لم يجد فلينصب عصا ،فإن لم يكن معه عصا فليخ//ط خط ً/ا ،ثم ال
يضره ما مر أمامه" أي :في إكمال صالته ،وقاسوا المصلى بالخط وقدموه عليه؛
ألنه أظهر في المراد .وما اقتضاه المتن من جعل العصا في رتبة الجدار ،والخ//ط
في رتبة المصلى تب//ع في//ه اإلس//نوي ،والمعتم//د ماقدمت//ه ،ويكفي في أص//ل الس//نة
مقابلته لجزء منها وإن قل.
« 55العين» ( :)278 /٨دار ومكتبة الهالل
«فروَ:فْر َو ُة الّرأسِ :ج ْلَد ُته بَش َع رها .والَفْر ُو :معروٌف ،وَج مُعه ِفراء ،وإذا كان الَفْر ُو كالجبة
فاسمه:فروة».
56قال أهل الظاهر بوجوبه لظاهر األم/ر فك/أن الن/ووي م/ا أطل/ع على ه/ذا أو اعت/د بخالفهم
وقال ابن بطال اتفقوا على دفع المار إذا صلى إلى سترة فأما إذا صلى إلى غير الس//ترة فليس
له ألن التصرف والمشي مباح لغيره في ذلك الموضع الذي يصلي في//ه فلم يس//تحق أن يمنع//ه
إال ما قام الدليل عليه وهي السترة التي وردت السنة بمنعها اهـ ع ق ( )7/255دار الفكر
57أي وهو في صالة صحيحة فياعتقادالمصلي فيما يظهر فرض//ا ك//انت أو نفال ش//رح م ر
اهـ ت ( )2/159دار الكتب العلمية.
( 58قوله أيضا فيسن دفع مار ) أي :وإن لم يأثم بمروره كالجاهل والساهي والغاف//ل والص//بي
والمجنون خالفا لحج اهـ اهـ ج ( )1/437دار الفكر
59وفي البج//يرمي عن العزي//زي أن//ه من الكب//ائر أخ//ذا من الح//ديث اهـ حاش//ية الش//رواني (
)2/220دار الكتب العلمية.
11
واألفضل :جعل السترة بحيث تحاذي أحد حاجبي//ه األيمن أو األيس//ر وه//و األولى
عند المدابغي ،60قال :ألن الش//يطان ي//أتي من جهت//ه .وق//ال (ع ش) :األيمن أولى؛
لشرفه ،وألن الشيطان إذا رأى السترة ال يأتي بالكلي/ة ،وه/ذا ال يت/أتى في الج/دار
والمصلى ،إال أنه يمكن في الجدار بأن يفصل طرفه أو شيء من وسطه ،كما ه//و
مشاهد.
61
وإنما سن جعلها يمينه أو يساره؛ لكراهة الصمد إليها ،للنهي عنه ،لكن لو ص//مد
إليها لم تخرج عن كونها سترة معتبرة ،ولو لم يمكن إال الصمد إليها فال كراهة.
وأَّم ا سن الدفع فللخبر الص//حيح" :إذا ص//لى أح//دكم إلى ش//يء يس//تره من الن//اس،
ف///أراد أح///د أن يجت///از بين يدي///ه 62فليدفع///ه ،63ف///إن أبى فليقاتل///ه ،فإنم///ا ه///و
شيطان".ويؤخذ منه أنه يلزمه تحري األسهل فاألسهل في الدفع ،كما في الصائل،
وليحذر من دفعه بثالث حركات متوالية؛ فإنها مبطلة.وأَّم ا حرمة الم//رور فلخ//بر:
"لو يعلم المار بين يدي المص/لي -أي :المس/تتر كم/ا أف/اده الح/ديث الس/ابق -م/اذا
عليه من اإلثم لكان أن يق//ف أربعين -أي :س/نة 64كم//ا في رواي//ة -خ/ير ل//ه من أن
يمر بين يديه" .والخبر الدال على عدم الحرمة ضعيف ،ولو رآه مستترًا باألدون،
فشك في تقصيره باالس//تتار ب//ه ح/رم الم//رور .وك//ل ص//ف س/ترة لمن بع//ده عن//د
(حج).
65
تنبيه :العبرة في الدفع باعتقاد المصلي ،وفي حرم//ة الم//رور باعتق//اد الم//ار .ولم
يجب الدفع ،وإن كان من ب//اب النهي عن المنك//ر؛ لالختالف في تح//ريم الم//رور،
وألن اإلنكار إنما يجب حيث ال خوف ف//وت مص//لحة أو وق//وع في مفس//دة ،وهن//ا
يؤدي إلى فوات الخشوع ،قال//ه م ر .لكن ق//ال حج( :عل//ة ال//دفع مركب//ة من :ع//دم
تقصير المص//لي ،وحرم//ة الم//رور ،فل//ذا الي//دفع المراه//ق؛ لع//دم الحرم//ة علي//ه)
اهـولو تعارض الرداء والسترة قدمت إن كان مستور العاتقين ،وإال س//ترهما وإن
60نق//ل عن اإليع//اب لحج أن األولى جعله//ا عن يس//اره وفي//ه وقف//ة اهـ حاش//ية الش//رواني (
)2/120دار الكتب العلمية.
61وأخرج أبو داود من حديث المقداد بن األسود ،قال( :ما رأيت سول هللا يصلي إلى عود وال
عمود وال شجرة إال جعله على حاجبه األيمن أو األيسر ،وال يصمد له صمدا) اهـ ع ق اهـ ع
ق ( )4/292دار الفكر
62أي :يمر بين يديه ،أي بالقرب منه فيما بينه ،وبين السترة ،وعَّبر باليدين؛ ألن أكثر الشغل
يقع بهما اهـ ع ق اهـ ع ق ( )4/230دار الفكر
63وفي رواية مسلم( :فليدفع في نحره) اهـ ع ق اهـ ع ق ( )4/291دار الفكر
64قال أبو النضر ال أدري أقال أربعين يوما أو شهرا أو سنة مطابقته للترجم//ة ظ//اهرة اهـ ع
ق ( )4/291دار الفكر
هل العبرة هنا في حرمة المرور المقتضية لل/دفع باعتق/اد المص/لي أو الم/ار أو 65
هما كل محتمل إذ قضية جعلهم هذا من ب//اب النهي عن المنك//ر الث//اني إذ ال ينك//ر
إال المجمع عليه أو الذي اعتقد الفاعل تحريمه اهـ ت ( )2/124دار الكتب العلمية.
12
ف/اتت ،أو الخش/وع والس/ترة ،أو الص/ف األول ق/دم الخش/وع عليهم/ا ،أو الص/ف
األول والسترة قِّدم .ويحرم المرور م//ع الس/ترة في جمي//ع األح/وال (إال إذا ص//لى
في قارعة الطريق) أو درب ضيق ،أو باب مسجد ،أو نح//و ذل//ك (66وإال لفرج//ة)
تركت (في الصف المتقدم) أو س/عة بحيث ل/و دخله/ا لوس/عته معهم بال مش/قة ،أو
استتر بما يشتغل به قلبه ك//امرأة ورج//ل اس//تقبله ،أو لم تس//تجمع س//ترته الش//روط
المتقدمة فال يح//رم الم//رور ول//و في مح//ل س//جوده ،لكن//ه خالف األولى ،ويح//رم
حينئٍذ الدفع.
67
ولو صلى بال س//ترة فوض//عها غ//يره بين يدي//ه ول//و بال إذن//ه اعت//د به//ا ،زاد في
"الفتح" :إن نوى االستتار بها .ويج//وز المن//ع من الوق//وف في ح//ريم المص//لي أو
القارىء ،وهو قدر ما يسجد في//ه .وحيث منعن//ا الم//رور بين ي//دي المص//لي ،فه//ل
يجوز مد نحو اليد فيه حال عدم سجوده؟ قال في "القالئد" :نعم ،ونقل (ب ج) عن
(ع ش) المنع.68
(فصل ):في سجود السهو وما يتعلق به.
واقتصروا على تقييده بالسهو للغالب ،وإال فيكون أيضًا للعمد ،كم//ا ي//أتي( .يس//ن)
متأكدًا (سجدتان للسهو) أي :للخلل الواق//ع في الص//الة غ//ير الجن//ازة ،وفي س//جدة
تالوة وشكر ،وال مانع من جبر الشيء بأكثر منه ،فإنه عه//د ،كم//ا في ت//رك كلم//ة
من نحو القنوت ،وفي إفساد يوم بجماع؛ وذلك لألحاديث اآلتية ولم يجب؛ ألن//ه لم
ينب عن واجب ،بحالف جبرانات الحج.69
70
وإنما تسن (بأحد أسباب ثالثة) ،بل خمسة:
كالمحل الذي يغلب مرور الناس فيه وقت الصالة ولو في المسجد كالمطاف قال 66
شيخنا ع ش وليس منه ما جرت به العادة من الص/الة ب/رواق ابن معم/ر بالج/امع
األزهر فإن هذا ليس محال للمرور غالبا نعم ينبغي أن يكون منه م//ا ل//و وق//ف في
مقابلة الباب ا هـ برماوي
على المعتمد اهـ ت ( )2/124دار الكتب العلمية. 67
لحرم//ة الم//رور ول//و ببعض بدن//ه كي//ده ويح//رم على ال//ولي تمكين مولي//ه غ//ير 68
المكلف ويلحق بالمرور جلوسه بين يديه ومد رجليه واض//طجاعه ،فك//ل م//ا ذك//ر
من الكبائر أخذا من الحديث اهـ ج ( )2/97دار الفكر
69فصل في سجود السهو وشرع لجبر الخلل الواق//ع في الص//الة غ/ير ص//الة الجن//ازة أو في
سجدة التالوة والشكر وال مانع من جبر الشيء بما ه//و أك//ثر من//ه وإلرغ//ام الش//يطان لكن إن
كان مقتضيه حصل سهوا فالمقصود بالذات جبر الخلل ويحصل إرغام الشيطان تبعا وهو من
خصوصيات هذه األمة اهـ ن ز ( )81دار الفكر
70وهي أربعة كما سيأتي ترك بعض وسهو ما يبطل عمده ونقل قولي والشك في ت//رك بعض
وإضافة السجود للسهو من إضافة المسبب للسبب أي س//جود س//ببه الس//هو اهـ ج ( )2/97دار
الفكر
13
ترك بعض ،ونقل قولي غير مبطل ،وزيادة فعل يبطل عمده فقط ،والشك في ترك
بعض ،وإيقاع فعل مع التردد في زيادته.
فإن سجد لغير ذلك بطلت صالة غير الجاهل المعذور بنحو قرب عه//د باإلس//الم،
كما في "التحفة" ،لكن في "الفتح" :ولو مخالطًا لنا.
ويمكن شمول األول لألخيرين بأن يراد به ترك المأمور به الشامل لألبعاض يقينًا
أو شكًا ،وللتحفظ.
وجعلها في "المنهاج" شيئين :ترك مأمور به الشامل لألبعاض والتحف//ظ ،أو فع//ل
منهي عنه ولو احتماًال.
فيشمل :ما يبطل عمده كنقل الفعلي ،وما ال يبط//ل عم//ده كنق//ل الق//ولي ،كالفاتح//ة،
والقيام إلى ركعة مع الشك ،71أهي رابعة أم خامسة؟
فهي منهي عنها احتماًال؛ الحتمال أنها خامسة ،وبفرض أنها رابعة يس//جد؛ ل//ترك
التحفظ المأمور به ،فلم يخرج عنهما.
(األول :ترك كلمة) أو حرف (من التشهد األول) ولو عمدًا.
والمراد به :اللفظ الواجب 72في التشهد األخير دون ما يسن فيه ،فال سجود بتركه؛
وذلك لما صح (أنه صلى هللا عليه وسلم تركه ناسيًا ،وسجد قبل أن يسلم).73
وقيس بالنسيان العمد ،بل خلل//ه أك//ثر ،ول//و ص//لى التس//بيح أو راتب//ه نح//و الظه//ر
أربعًا وترك التشهد األول سجد إن قلنا :إنه سنة حينئذ.
قال (سم) :وهو المعتمد ،بخالف ما ل//و ص//لى أربعً/ا نفًال مطلقً/ا بقص//د أن يتش//هد
تشهدين او أطلق ،فاقتص//ر على األخ//ير كم//ا في "التحف//ة" ،لكن خالف//ه (م ر) في
صورة القصد.
(أو) ترك كلمة أو حرف ولو عمدًا من (القنوت) الراتب ،وذل/ك (في الص/بح ،أو)
في (وت//ر نص//ف رمض//ان األخ//ير)؛ قياس ً/ا على ت//رك التش//هد األول دون قن//وت
النازلة74؛ ألن/ه ع/ارض ،وت/رك كل/ه أولى بالس/جود .اليق/ال( :كلم/ات القن/وت ال
71الشك الترّد د في الوقوع والالوقوع اهـ غاية الوصول ( )13دار الكتب العلمية.
72وهي التحيات هلل سالم علي/ك أيه/ا الن/بي ورحم/ة هللا وبركات/ه س/الم علين/ا وعلى عب/اد هللا
الصالحين أشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا اهـ ا ط ( )1/197دار الفكر
73قال سم على حجر هو أعنى السهو جائز على األنبياء بخالف النسيان ألنه نقص ,وما في
األخبار من نسبة النسيان إليه عليه أفضل الصالة والسالم فالمراد بالنس//يان في//ه الس//هو .وفي
شرح المواقف الفرق بين السهو والنسيان أن األول زوال الصورة عن المدركة مع بقائه//ا في
الحافظة والنسيان زوالها عنهما معا فيحتاج في حصولها إلى س//بب جدي//د اه .ف//إن قي//ل كي//ف
سها صلى هللا عليه وسلم مع أنه ال يقع السهو إال من القلب الغافل الالهي أجيب بأنه غاب عن
كل ما سوى هللا فسها عن غيره تعالى واش/تغل بتعظيم هللا فق/ط وم/ا أحس/ن ق//ول بعض//هم ي/ا
سائلي عن رسول هللا كيف سها والسهو من كل قلب غافل الهي قد غاب عن ك//ل ش//يء س//ره
فسها عما سوى هللا فالتعظيم هلل اهـ أ ط ( )1/196دار الفكر.
74وإنما لم يسن السجود لتركه ألنه سنة عارضة في الص/الة ي/زول ب/زوال تل/ك النازل/ة فلم
يتأكد شأنه بالجبر اه م ر اهـ أ ط ( )1/198دار الفكر.
14
تتعين ،فِلَم كان ترك بعضه كترك كله؟) ألن عدم تعينها إذا لم يشرع في//ه .وف//ارق
بدله بأنه ال حد له.
(أو) ترك (الص/الة على الن/بي ص/لى هللا علي/ه وس/لم في التش/هد األول) والم/راد
الواجب منها بعد التشهد األخير ،ألنها ذكر يجب اإلتي/ان ب/ه في األخ/ير ،فيس/جد؛
لتركه في األول كالتشهد األول.
(أو) ترك الصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم ،أو على آل//ه في (القن//وت) أي:
بعده؛ قياسًاعلى ما قبلها.
(أو) ت//رك (الص//الة على اآلل في التش//هد األخ//ير)75؛ قياسً//ا على ذل//ك أيضً//ا.
وصورة السجود لتركها :أن يتيقن ترك إمامه لها بعد أن سلم إمامه وقب/ل أن يس/لم
هو ،أو بعد أن سلم وهو ناسيًا وقصر الفصل ،فيعود ويس/جد؛ ل//ترك إمام//ه له//ا.76
أَّم ا لتركه هو لها ..فال يعود لإلتيان بها؛ إذ ال يعود لسنة غير السجود للسهو ،وال
ليسجد للسهو لتركه لها؛ إذ لو صح عوده للسجود لتركها ك//ان متمكن ً/ا منه//ا ،وم//ا
هو متمكن منه ال يسجد لتركه.
تنبيه :جعل المصنف األبعاض :ستة ،وفي "التحري//ر" :أنه//ا ثماني//ة بزي//ادة القي//ام
للقنوت ،والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم وعلى اآلل ،والجل//وس للتش//هد،
والصالة على النبي بعده وعلى اآلل في األخير.وبعضهم عد القيام والجلوس لك//ل
من الس//تة ،فص//ارت اث//ني عش//ر .ق//ال الش//رقاوي( :وزي//د ثماني//ة :الص//الة على
الصحب ،والسالم على النبي ،وعلى اآلل والصحب ،والقيام لكٍل ،فهذه عش//رون)
اهـ
ولو اقتدى شافعي بحنفي في ص//بح قنت إن أمكن//ه أن يلحق//ه في الس//جدة األولى،
ويسجد للسهو77؛ لترك إمامه له ،78وكذا ل//و اقت//دى ب//ه في إح//دى الخمس؛ ألن//ه ال
يص//لي على الن//بي في التش//هد األول؛ ألن//ه عن//ده منهي عن//ه يقتض//ي اإلتي//ان ب//ه
السجود ،بخالف ما لو اقتدى مصلي الص//بح بمص//لي س/نتها؛ لتحم//ل اإلم//ام عن//ه
القن//وت ،واإلم//ام ال قن//وت علي//ه ،فلم يتط//رق خل//ل إلى ص//الته ،وه//ذا في ت//رك
75وهو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إب//راهيم وعلى آل إب//راهيم إلخ
اهـ أ ط ( )1/198دار الفكر.
76ذكر شيخنا كحج أن سجود السهو بفعل اإلمام يستقر على المأموم فيصير كالركن حتى لو
سلم ناسيا له وتذكره لزم//ه الع//ود إلي//ه إن ق//رب الفص//ل وإال أع//اد ص//الته وه//ل ه//ذا خ//اص
بالموافق أو جار حتى في المسبوق فيكون قول المصنف هنا ثم يعيده مسبوق آخر ص//الته أي
:ندبا على األول ووجوبا على الثاني الذي تحرر األول فال يستقر إال على المواف//ق ا هـ ح ل
ومثله شرح م ر وكتب عليه ع ش قوله يستقر على الم//أموم ظ//اهره ول//و مس//بوقا .اهـ م ج (
)4/229دار الكتب العلمية.
77على المنقول المعتمد اهـ أ ط ( )1/198دار الفكر.
78ألنه بتركه له لحقه سهوه في اعتقاده اهـ أ ط ( )1/198دار الفكر.
15
البعض المعين يقينً/ا .فل//و ش//ك في ت//رك بعض مبهم فال يس//جد ،أو معين ،كالقي//ام
للصالة على اآلل سجد ،وهذا هو السبب الثاني ،لكن أدرجه المصنف في األول.
وسميت هذه أبعاضًا؛ تشبيها لها بالبعض حقيقة ،وهو الركن؛ بناء على أن الصالة
حقيقة فيها فقط ،وال تجبر باقي السنن ،فإن سجد لشيء منها ..بطلت صالته على
ما مر ،ولنا قول قديم :أنها تجبر كلها بالسجود.
(الث//اني) من األس//باب (فع//ل م//ا ال يبط//ل س//هوه) الص//الة (ويبطلـ) ـها (عم//ده،
كالكالم القليل ناسيًا ،أو األكل القليل ناسيًا ،79أو زيادة ركن فعلي ناسياً ك//الركوع)
وكذا زيادة ركعة فأكثر ناسيًا ،وكالناسي :جاهل معذور بنحو ق//رب عه//د بإس//الم،
أو بخفاء المبطل؛ لكونه مما يخفى على أكثر العوام ك//التنحنح ،وع//ود إلى التش//هد
األول بعد قيامه عنه ،وتطويل ركن قصير بغير مش//روع ،وجلوس//ه لتش//هد ترك//ه
إمامه ونحو ذلك ،فال تبط//ل ب//ه ص//الة الجاه//ل مطلقً/ا ،ويس//جد للس//هو إن لم يكن
مأمومًا؛ وذلك لما روى الشيخان( :أنه صلى هللا عليه وسلم ص//لى الظه//ر خمسً/ا،
وسجد للسهو بعد السالم ،)80ولما مر من حديث ذي اليدين ،ومعاوية بن الحكم.
واستثنى من ذلك :ما لو حول المتنف//ل دابت//ه عن القبل//ة س//هوًا ورّد ه//ا ف//ورًا ..فال
يسجد عند (حج) ،م/ع أن عم/ده مبط/ل ،لكن خف/ف عن/ه؛ لمش/قة الس/فر م/ع ع/دم
تقصيره.
وما لو سها فسجد للسهو ،ثم س/ها قب/ل س/المه ..فإن/ه ال يس/جد للس/هو؛ إذ س/جود
السهو يجبر ما قبله وما فيه وما بعده ،ال نفسه ،كأن ظن سهوًا فس//جد ،فب//ان أن ال
سهو ،فيسجد ثانيًا؛ لسهوه بالسجود(.وال يسجد لما) أي :لفعل (ال يبط/ل س/هوه وال
عمده ،كااللتفات) الواحد (والخطوة والحطوتين) وإن تواليا ،والثالث غير متوالية
عمدًا أو سهوًا؛ ألنه صلى هللا عليه وسلم فعل ذلك ولم يس/جد ،وأم//ر ب//ه ولم ي//أمر
بالسجود له كما مر في شروط الصالة (إال إن ق/رأ) الفاتح/ة أو الس/ورة (في غ/ير
79ومرجع القليل والكثير إلى العرف على األصح وقيل :الكلمة الكلمتان ونحوهما وقيل :ما
يسع زمانه ركعة وصحح السبكي تبعا للمتولي أن الكالم الكثير ناسيا ال يبطل لقصة ذي
اليدين " اهـ م غ ( )1/430دار الكتب العلمية.
80ألنه صلى هللا عليه وسلم { صلى الظهر خمسا وسجد للسهو بع//د الس//الم } رواه الش//يخان
وقيس بما فيه نحوه ويستثنى من ذلك المتنفل في السفر إذا انحرف عن طريقه إلى غير القبل//ة
ناس/يا وع/اد عن ق//رب ف//إن ص//الته ال تبط/ل بخالف العام/د كم/ا م/ر وال يس/جد للس/هو على
المنص//وص ال//ذي ذك//ره في الروض//ة كأص//لها وص//ححه في المجم//وع وغ//يره لكن ص//حح
الرافعي في الشرح الصغير أنه يسجد اهـ ج ( )4/173دار الكتب العلمية
16
محل القراءة )81كالركوع وجلس التشهد(.أو تش//هد) التش//هد األول ،أو اآلخ//ر (في
غير محله) كالقيام والجلوس بين السجدتين.
(أو صلى على النبي صلى هللا عليه وسلم في غير محله) كالركوع (فيسجد ل//ذلك)
وإن لم يبطل عمده ..فهو مستثنى من قاعدة :ما ال يبط//ل عم//ده ال س//جود لس//هوه
(سواء فعله سهوًا أو عمدًا)؛ لتركه التحفظ الم//أمور ب//ه في جمي//ع الص//الة فرضً/ا
ونفًال ،أم//رًا مؤك//دًا كتأكي//د التش//هد األول ،فه//و وإن لم يكن بعض ً/ا حقيق//ة يش//به
البعض .وعليه :فيسجد لترك البعض وشبهه .نعم؛ لو قرأ السورة قب/ل الفاتح/ة ،أو
صلى على النبي صلى هللا عليه وسلم قبل التشهد لم يس//جد؛ ألن كّالً في محل//ه في
الجملة ،ونقل بعض ما ذكر كنقل كله.
ويسنثنى أيضأ :ما لو قنت في موضع ال يش/رع في//ه بنيت//ه ،كقب//ل الرك//وع ،أو في
اعتدال ولو أخيرًا لغير نازلة في غير صبح ،ووتر النصف األخير من رمضان.
وما لو فرقهم في الخوف أرب//ع ف//رق أو فرق//تين ،وص//لى بكٍ/ل ركع//ة في األولى،
وبفرقة ركع/ة وب/األخرى ثالثً/ا في الثاني/ة ..فيس/جد اإلم/ام وغ/ير الفرق/ة األولى
للسهو؛ للمخالفة باالنتظ//ار في غ//ير محل//ه ،وتكري//ر الفاتح//ة كم//ا في "اإلم//داد"،
وتكرير التشهد كما في فتاوى (حج) ،فيسجد لجميع ذلك وإن كان عم//ده ال يبط//ل،
وقضية كالم المصنف أنه ال يسجد لغير ما ذكره ،وفيه خالف.حاصله :أن ال//ركن
يسجد لنقله مطلقًا ،وكذا البعض إن كان تشهدًا ،فإن ك//ان قنوت ً/ا س//جد لنقل//ه بنيت//ه،
والهيئة يسجد لنقل السورة منها مطلقًا ،وغيرها ال يس//جد نقل//ه عن//د (م ر) مطلقً/ا،
ويسجد له عند (حج) إن نوى به أنه ِذ كُر ذلك المنقوِل عنه ،كأن قال :سبحان ربي
العظيم في القيام أو السجود بنية أنه ذكر الركوع.فال يس//جد لنق//ل التس//بيح عن//د (م
ر) ،وال لنق//ل الص//الة على اآلل إلى التش//هد األول ،وال بالبس//ملة أول التش//هد،
ويسجد له عند (حج) بشرطه المتقدم.
نعم؛ نقل السالم عمدًا مبطل ،وكذا تكبيرة اإلح/رام ب/أن ك/بر أثن/اء ص/الته بقص/د
اإلحرام؛ لتضمنه إبط//ال الص//الة.تنبي//ه :م//ا م//ر من األفع//ال المنهي عنه//ا أربع//ة
أقسام :قسم يبطل عمده وسهوه وجهله ،كالكالم الكثير ،وقسم يبط//ل عم//ده وجهل//ه
دون سهوه ،كزيادة ركن فعلي ،وقسم يبط//ل عم//ده دون س//هوه وجهل//ه ،ك//التنحنح
ونحوه من المبطل الخفي ،وقسم ال يبطل مطلقًا ،كالحركتين.
( 81ولنقل ) مطلوب ( قولي غير مبطل ) نقله إلى غير محله ركنا كان كفاتحة أو بعض//ها أو
غير ركن كسورة وقنوت بنيته وتسبيح فيسجد ل//ه س//واء أنقل//ه عم//دا أو س//هوا لترك//ه التحف//ظ
المأمور به في الصالة مؤكدا كتأكيد التشهد األول وال ي//رد نق//ل الس//ورة قب//ل الفاتح//ة حيث ال
يسجد له ؛ ألن القيام محلها في الجملة ويقاس بذلك نظائره وتعب/يري بم/ا ذك/ر أعم وأولى من
تعب//يره بنق//ل ركن ق//ولي ومن تقيي//ده الس//جود بالس//هو وخ//رج بم//ا ذك//ر نق//ل الفعلي والس//الم
وتكبيرة اإلحرام عمدا فمبطل وفارق نقل الفعلي نقل القولي غ/ير م/ا ذك/ر بأن/ه ال يغ/ير هيئ/ة
الصالة بخالف نقل الفعلي .اهـ ج ( )4/181دار الكتب العلمية
17
(ول//و نس//ي) اإلم//ام أو المنف//رد (التش//هد األول) وقع//وده أو أح//دهما (ف//ذكره بع//د
انتصابه) أي :وصوله لحد يجزئ في القيام بأن ال يك//ون أق//رب إلى أق//ل الرك//وع
(لم يعد) إليه؛ لحرمته حينئٍذ ،ألخبار صحيحة فيه ،82ولتلبسه بفرض وه//و القي//ام،
أو بدله ،كأن شرع من يصلي قاعدًا في القراءة(.فإن عاد عالمًا بتحريمه عام//دًا ..
بطلت) ص//الته؛ لزيادت//ه فعًال يخ//ل بهيئته//ا بال ع//ذر ،بخالف قط//ع الق//ولي لنف//ل
كالفاتح//ة للتع//وذ ،فغ//ير مح//رم وإن ك//ره ،وبخالف زي//ادة فع//ل ال يخ//ل بهيئته//ا
كجلوس قبل السجود ،وبخالف زيادته لعذر كما يأتي(.أو) ع//اد (ناس//يًا) للص//الة،
أو حرمة عوده ،واستشكل عوده للتشهد م//ع نس//يانه الص//الة ،وأجيب ب//أن الم//راد
عوده لمحله.
(أو جاهًال) بتحريم العود ولو مخالطًا لنا؛ لخفائه ( ..فال) تبطل صالته ؛ لع//ذره
83
فيهما ،ولخبر" :رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" في األول ،يلزمه القيام فورًا عن//د
تذكره وعلمه (ويسجد للسهو)؛ ألنه يبطل عمده.
أما المأموم فإذا انتصب إمامه ولو بعد جلوسه لالستراحة ،فتخلف عام//دًا عالم ً/ا -
زيادة على قدر أقل جلسة االس//تراحة عن//د (م ر) وعلى أكثره//ا عن//د (حج) -ولم
ينو المفارقة بطلت صالته وإن لم يأت بشيء من التشهد.
ولو قام اإلمام عنه ثم عاد ..لم تجز موافقته -ألن//ه إم//ا عام//د وص//الته باطل//ة ،أو
ساه وهو ال تجوز موافقت//ه -ب//ل يق//وم الم//أموم إن لم يكن ق//د ق//ام ف//ورًا ،وينتظ//ره
قائمًا؛ حمًال لعوده على السهو أو الجهل ،أو يفارقه وهي هنا ،وفيما إذا ق//ام اإلم//ام
لخامسة أولى؛ للخالف في ج//واز انتظ//اره حينئٍ/ذ .ول//و جلس اإلم//ام يتش//هد فش//ك
المأموم أهي ثالثة أو رابعة؟ وجب قيامه فورًا؛ إذ المش//كوك كالمع//دوم ،وينتظ//ره
قائمًا أو يفارقه وهو أولى ،وقيل تجوز موافقته مع الش//ك وي//أتي بع//د س//الم إمام//ه
بركعة .ولو انتصب الم/أموم وجلس إمام/ه للتش/هد ف/إن ك/ان ناس/يًا لم يعت/د بفعل/ه
(ويجب) عليه (العود لمتابعة إمامه) إن لم ين/و المفارق/ة وت/ذكر قب/ل قي/ام اإلم/ام،
وإال لم يجب.
وحيث وجب ولم يعد بطلت صالته إن علم وتعمد ،أو عامدًا سن له العود ،كما إذا
ركع قبل إمامه عمدًا؛ ألن له قص//دًا ص//حيحًا بانتقال//ه من واجب ل//واجب ..فاعت//د
بفعله وخير بينهما ،بخالف الس//اهي لوق//وع فعل//ه بال روي//ة ،فكأن//ه لم يفع//ل ش//يئًا
82حدثنا المغيرة بن شبيل األحمسي عن قيس بن أبي حازم عن المغ//يرة بن ش//عبة رض//ي هللا
عنه قال :قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم( :إذا قام اإلمام في الركع//تين :ف//إن ذك//ر قب//ل أن
يستوي قائمًا فليجلس ،فإن استوى قائمًا فال يجلس ،ويس//جد س//جدتي الس//هو) .ق//ال أب//و داود :
وليس في كتابي عن جابر الجعفي إال هذا الحديث ] اهـ ع ق ( )6/205دار الفكر
83أو جاهال " بتحريم العود " فكذا " ال تبطل " في األصح " كالناسي ألن//ه مم//ا يخفي على
العوام ويلزم//ه القي//ام عن//د العلم ويس//جد للس//هو .والث//اني تبط//ل لتقص//يره ب//ترك التعلم وه//ذا
الخالف في المنفرد واإلمام وأما المأموم فال يجوز له أن يتخلف عن إمامه للتشهد فإن تخل//ف
بطلت صالته لفحش المخالفة اهـ م غ ( )1/431دار الكتب العلمية.
18
فتلزم/ه المتابع/ة ،كم/ا ل/و لم يقم ليعظم أج/ره ،والعام/د ك/المفوت على نفس/ه تل/ك
الفضيلة فلم يلزمه لعود.
وإنما خير من ركع سهوًا وإمامه قائم ،أو سجد الثاني سهوًا وإمام//ه ج//الس؛ لع//دم
فحش المخالفة ،ولم يسن ل//ه الع//ود لع//ذره ،بخالف المتعم//د فيهم//ا ..فال ع//ذر ل//ه
فندب له العود ،كذا في "التحفة".
84
(وإن تذكر) غير المأموم ترك التشهد األول (قبل انتصابه) بمعناه السابق (عاد)
له ندبًا وإن خشي تشويش المأمومين 85كما في "اإليعاب" ألن//ه لم يتلبس بف//رض،
ويسجد للسهو إن صار إلى القيام أقرب منه إلى القعود؛ ألن ذلك يبطل م//ع تعم//ده
وِع لِم تحريمه ،بخالف ما إذا كان أقرب إلى القعود ،أو س//واء لع//دم بطالن تعم//ده
بقيده اآلتي.
وفي" :المجموع" أنه ال يسجد ل//ذلك مطلق ً/ا ،وعلى األول فالس//جود للنه//وض م//ع
العود ،أما المأموم فمر آنفًا أنه يعود لمتابعة إمامه وجوبًا أو ندبًا.
(ولو تركه) أي :ترك غير المأموم التشهد األول (عامدًا) هذا قسيم قوله أوًال :ول//و
نسي التشهد إلخ (فعاد) له عامدًا عالمًا (بطلت) صالته بتعمده ذلك (إن كان) وقَت
العود (إلى القيام أقرب) منه إلى القعود؛ لزيادته ما غير نظمها ،بخالف ما لو عاد
وهو إلى القعود أقرب ،أوعلى السواء.
وفي "المجموع"( :ويحل هذا التفصيل إن قصد بالنهوض ترك التشهد ،ثم ب//دا ل//ه
العود إليه فعاد؛ ألن نهوضه حينئٍذ جائز.
اما لو زاد هذا النهوض عمدًا ال لمعنى ..فتبطل صالته؛ ال خالله بنظمها بمج//رد
خروجه عن اسم القعود) اهـ بل قال (سم) :تبطل بمجرد الشروع في النهوض؛ إذ
الشروع في المبطل مبطل اهـ وقد يق/ال :المبط/ل الخ/روج عن اس/م القع/ود ال م/ا
قبله من النهوض والقنوت كالتشهد فيما مر.
(و) منه أنه (لو نسي) غير المأموم (القنوت فذكره بعد وضع جبهته) للسجود (لم
يرجع) ب//ل إن ع//اد بع//د وض//ع األعض//اء الس//بعة بش//روطها عام//دًا عالمً/ا بطلت
صالته لتلبسه بفرض ثم قطعِه لسنة.
84أما غير المأموم فإن علم تركها قبل سالمه أتى به//ا أو بع//ده ف//ات مح//ل الس//جود ا هـ حج
وقوله أو بعده إلخ لك أن تقول السجود ال يفوت بالسالم سهوا كم//ا ي//أتي إال أن يوج//ه الف//وات
بأن العود إلى السجود لتركه يؤدي إلى عدم الس//جود لترك//ه وذل//ك ألن//ه ل//و ع//اد إلى الس//جود
ص//ار في الص//الة فيطلب اإلتي//ان ب//المتروك لوج//ود محل//ه وإذا أتى ب//ه لم يتص//ور بع//د ذل//ك
السجود لتركه وما أدى وجوده إلى العدم فينبغي انتفاؤه من أص//له والحاص//ل أن الع//ود ألج//ل
السجود لتركه يقتضي أن ال يتصور السجود وذلك يقتض//ي من//ع الع//ود انتهى ابن انتهت .اهـ
ج ( )4/171دار الكتب العلمية
( 85قوله فيعود إلخ ) بيان لحكم ما إذا لم يتلبس به ,وقول//ه الناس//ي أي للتش//هد أو للقن//وت ,
وقوله ندبا محله إذا لم يشوش اإلمام بعوده على المأمومين وإال فاألولى له عدم العود كما قيل
به في سجود التالوة أفاده ح ل اهـ إ ط ( )2/202دار الفكر.
19
أو بعد وضع الجبهة وقب//ل وض//ع بقي//ة األعض//اء ك//ره للخالف في البطالن ب//ذلك
حينئٍذ (86أو قبله) أي :قبل وضع الجبهة وإن وضع غيرها (عاد) ندبًا؛ لعدم تلبس//ه
بفرض (ويسجد للسهو إن بلغ حد الراكع)؛ لزيادته ما يبطل عمُد ه ،فان لم يبلغه لم
يسجد وياتي هنا نظير ما مر في التش/هد عن "المجم/وع" في اله/وي بقص/د ت/رك
القنوت ،وبال معنى ،وما يترتب على كًّل ،وكذا الجاهل والناسي يأتي فيهما ما مر
ثّم ،ويجري في المأموم هنا جميع ما مر ثَّم .
نعم؛ للمأموم هنا التخلف للقنوت ما لم يسبق بركنين فعليين؛ ألنه لم يحدث فعًال لم
يفعله اإلمام بل أدام ما كان فيه ،نظير ما إذا جلس اإلمام لالستراحة على م//ا في//ه،
بل وإن لم نقل بذلك؛ ألن اس//تواءهما في االعت//دال أص//لي وفي جلس//ة االس//تراحة
عارض.
قال الكردي( :واعتمد في "التحفة" في مسألة القنوت لزوم العود إليه مطلقً//ا؛ أي:
وإن نوى المفارقة أو لحقه اإلمام إلى السجود ،فإن علم أو تذكر وهو في االعتدال
أو السجود األول عاد لالعتدال ،أو وقد رفع رأسه من الس//جدة األولى وافق//ة وأتى
بركعة بعد سالم إمامه.وفرق بين القنوت والتشهد ب/أن فحش المخالف/ة من القن/وت
إلى السجود أكثر منه من التشهد إلى القيام.
وكالم "المجم/وع" و"التحقي/ق" و"الج/واهر" و"األن/وار" يؤي/د كالم (م ر)؛ اي:
من أنه ال يجب العود إال إذا لم ين//و المفارق//ة ،ولم يلحق//ه اإلم//ام إلى الس//جود) اهـ
بتوضيح
(الثالث) من أسباب سجود السهو( :إيقاع ركن فعلي مع ال/تردد) ح/ال فعل/ه (في/ه)
أي :في زيادته ،بخالف تردده في زيادته بعد فعله ،كأن شك في تشهد أخير صلى
أربعًا أم خمسًا فال يسجد لذلك التردد 87؛ لقولهم :لو شك في ترك مأمور به س//جد،
أو في فعل منهي عنه فال؛ ألنّ األصل أن المشكوك كالمعدوم ،نعم؛ استثنوا الش//ك
في الركن بعد السالم كما يأتي (فلو شك) أي :تردد ولو مع رجحان أحد الط//رفين
86وعبارة التحفة والنهاية مع األصل أو ذكره قبله أي قبل تمام سجوده ب//أن لم يكم//ل وض//ع
األعضاء السبعة بشروطها ومثله في المغنى ونص عبارته مع األص//ل أو قبل//ه ب//أن لم يض//ع
جميع أعضاء السجود حتى لو وضع الجبهة فقط أو مع بعض أعضائه عاد أي جاز ل//ه الع//ود
لعدم التلبس بالفرض وإن كان ظاهر كالم ابن المقري أنه لو وضع الجبهة فق//ط أن//ه ال يع//ود
اهـ إ ط ( )2/202دار الفكر.
87فإذا شك في أثناء الصالة هل صلى ثالثًا أم أربعًا أخذ باليقين وأتى بركع//ة وال ينفع//ه غلب//ة
الظن أنه صلى أربعًا وال أثر لإلجتهاد في هذا الباب ،وال يج/وز العم/ل في/ه بق/ول الغ/ير ول/و
كان المخبرون كثيرين وثقات بل يجب عليه أن يأتي بما شك في//ه ح//تى ل//و ق//الوا ل//ه :ص//ليت
أربعًا يقينًا وهو شاك في نفس/ه ال يرج/ع إليهم .واألص/ل في ذل/ك ق//ول الن/بي ص//لى هللا علي/ه
وسلم {إذا شك أحدكم في صالته فلم يدر كم صلى أثالثًا أم أربعًا فليطرح الشك وليبن على ما
استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسًا شفعن له ص//الته وإن ك//ان ص//لى
تمام األربع كانتا ترغيمًا للشيطان} رواه مسلم اهـ ك أ ( )1/126دار الخير
20
(في) ترك شيء معين نحو (ركوع أو سجود أو ركعة أتى ب//ه) ؛ إذ األص//ل ع//دم
فعله ،وال يرجع فيه لظنه وال لق//ول غ//يره أو فعل//ه وإن ك//ثروا م//ا لم يبلغ//وا ع//دد
التواتر ،وإال وجب األخذ بقولهم وكذا بفعلهم عند (حج)؛ ألنه في الحقيقة إنما أخ//ذ
بما حصل له من اليقين بخبرهم ،والعمُل بخالفه تالعب.ورجوعه ص/لى هللا علي/ه
وسلم في خبر ذي اليدين 88إلى الصالة يحتمل أن المخبرين فيه بلغ//وا ح//د الت//واتر
فأخذ بقولهم ،أو أنه تذكر (و) إذا أتى بالمشكوك (س//جد) للس//هو لخ//بر مس//لم" :إذا
شك أحدكم في صالته ،فلم يدر أصلى ثالثًا أو أربعًا ..فليط//رح الش//ك وليبن على
ما استيقن ،ثم يسجد سجدتيم قبل أن يسلم ،فإن كان صلى خمسًا شفعن له ص//الته"
أي :ردتها لألربع وانجبر خلل الزيادة" ،وإن كان صلى إتمامًا ألربع كانتا ترغيمًا
للشيطان" 89فالسجود حينئٍذ للزيادة إن كانت ،وإال فللتردد المضعف للنية المح//وج
للجبر ،ولذلك يسجد (وإن زال الشك قب//ل الس//الم)؛ ل//تردده في زيادت//ه ح//ال فعل//ه
وهو مضعف للنية (إال إذا زال الشك قبل أن يأتي بما يحتمل الزيادة)؛ فال يس//جد؛
إذ ما أتى به واجب بكل تقدير ،فال يؤثر التردد فيه (فل//و ش//ك ه//ل ص//لى ثالثً/ا أو
أربعًا و) لم يستمر شكه ،فإن (زال الشك في غير األخيرة) ولو في نهوض//ه إليه//ا
وإن كان للقيام أقرب؛ ألن النهوض ليس منها (لم يسجد)؛ ألن ما فعله قبل الت//ذكر
واجب بكل تقدير .وقضيته أن النهوض إلى األخيرة بتق//دير كونه//ا خامس//ة واجب
وليس ك//ذلك (أو) زال (فيه//ا) أي :األخ//يرة وه//و ال َيْص ُدُق أن//ه فيه//ا إال عن//د
88قال ابن األثير في ( معرفة الصحابة ) ذو اليدين اسمه الخرباق من ب//ني س//ليم ك//ان ن//زل
بذي خشب من ناحية المدينة وليس هو ذا الشمالين خزاعي حليف لب//ني زه//رة قت//ل ي//وم ب//در
وأن قصة ذي الشمالين كانت قبل بدر ثم أحكمت األمور بعد ذل//ك وق//ال القاض//ي عي//اض في
( شرح مسلم) وأما حديث ذي اليدين فقد ذك/ر مس/لم في ح/ديث عم/ران بن حص//ين أن اس/مه
الخرباق وكان في يديه طول وفي الرواية األخرى بسيط اليدين وفي حديث أبي هريرة رج//ل
من بني سليم ووقع للعذري سلم وهو خطأ وقد جاء في حديث عبيد بن عمير مفسرا فق//ال في//ه
ذو اليدين أخو بني سليم وفي رواية الزهري ذو الشمالين رج//ل من ب//ني زه//رة وبس//بب ه//ذه
الكلم//ة ذهب الحنفي//ون إلى أن ح//ديث ذي الي//دين منس//وخ بح//ديث ابن مس//عود ق//الوا ألن ذا
الشمالين قتل يوم بدر فيما ذكره أهل--السير وهو من ب//ني س//ليم فه//و ذو الي//دين الم//ذكور في
الحديث وهذا ال يصح لهم وإن قتل ذو الشمالين يوم بدر فليس هو بالخرباق وه//و رج//ل آخ//ر
حليف لبني زهرة اسمه عمير بن عبد عمرو من خزاعة بدليل رواي//ة أبي هري//رة اهـ ع ق (
)7/187دار الفكر
« 89المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» ( :)182 /٢دار ابن كثير
«وقوله :وإن كان صلى إتماًم األربعكانتاترغيًم اللشيطان؛ معناه :غيًظا للشيطان ،ومذّلة له؛
ألنه لما فعل أربع ركعات أتى بما طلب منه ،ثم لما انفصل زاد سجوًدا هلل تعالى؛ ألجل ما
أوقع الشيطان في قلبه من التردد ،فحصل للشيطان نقيض مقصوده؛ إذ كان إبطال الصالة،
فقد صحت ،وعادت وسوسته بزيادة خير وأجر .والترغيم :مأخوذ من الَّرَغام؛ وهو التراب
كما تقدم».
21
االنتصاب (سجد)؛ لتردده حال انتصابه -الذي هو ج//زء منه//ا -في زيادته//ا وأفهم
كالمه أن نهوضه إليها ال يحتمل الزيادة ،فال يسجد للتردد الزائل فيه.
أما زيادته باحتمال أن األخيرة خامسة فواضحة.
وأما أنه هل يقتضي السجود فرجح (م ر) و (حج) تبعًا لإلس//نوي أن//ه يقتض//يه إن
صار إلى القيام اقرب ،وخالفه ابن العماد وتبعه كث/يرون كـ"األس/نى" و"اإلم/داد"
وغيرهما بأن صيرورته لما ذكر ال يقتضي السجود ،وليس بشيء؛ بل القياس أن//ه
بمجرد خروجه عن اسم الجلوس يسجد.
ولو شك في ترك بعض معين سجد ،أو في إرتكاب منهي عنه فال كما م//ر أو ه//ل
سجد للسهو أو ال سجد ،أو هل سجد سجدة أو سجدتين سجد أخرى؛ عمًال باألصل
من أن المشكوك كالمعدوم غالبًا (و) من غير الغالب (ال يضر الشك بع//د الس//الم)
الذي ال عود بع//ده إلى الص//الة (في ت//رك ركن) وإال لعس/ر وش/ق ،وألن الظ//اهر
مضيها على الصحة (إال النية وتكبيرة اإلحرام) في//ؤثر الش//ك في ك//ل منهم//ا بع//د
السالم؛ لشكه في أصل االنعقاد ،فتلزمه اإلعادة ما لم يتذكر أنه أتى بهما ول//و بع//د
طول الزمان.
ومن الشك في النية ما لو شك هل نوى فرضًا أو نفًال ،ال الشك في ني//ة الق//دوة في
غ//ير جمع//ه ومع//ادة ومجموع//ة مط//ر.وإنم//ا لم يض//ر الش/ك في الني//ة بع//د ف/راغ
الصوم؛ لمشقة اإلعادة فيه ،وألنه اغتفر فيه ما لم يغتفر فيها هنا.
أم//ا الش//ك قب//ل الس//الم فق//د علم مم//ا م//ر (و) إال الش//ك في (الطه//ارة) ب//أن تيقن
الحدث ،90ثم شك بعد الس/الم ه/ل تطه/ر أو ال؟ فال تص/ح كم/ا ل/و ش/ك فيه/ا قب/ل
لدخول في الصالة؛ ألن الشك في أصل الطهارة ،واألصل عدمها.
ومثلها الشك في أصل غيرها من الشروط كالسترة ،بخالف م//ا ل//و تيقن الطه//ارة
وشك في رافعه//ا فال يض//ر؛ إذ األص//ل بقاؤه//ا وق//د ص//رحوا بأن//ه يج//وز دخ//ول
الصالة بطهر مشكوك في//ه ،ك//أن تيقن الطه//ر وش//ك في رافع//ه (ويس//جد الم//أموم
لسهو) وعمد (إمامه المتطه//ر و) إم//ام (إمام//ه) أيضً/ا إذا س//جد 91وإن لم يعلم أن//ه
( 90فرع) َش رط الِّنَّية اْلَج ْز م َفَلوشّك ِفي َأنه ُم حدث َفَتَو َّضأ محتاطًا ثَّم َتَيّقن َأنه ُم ح//دث لم يْعت//د
بوضوئه على اَأْلَص ح َأِلَّنُه َتَو َّض أ م//ترددا َو َل و َتَيّقن َأن//ه ُم ح//دث َو ش//ك ِفي َأن//ه تطه//ر ثَّم َب ان
ُم حدثا َأجَز َأُه قطعا َأِلن اَألْص ل َبَق اء اْلَح دث َفاَل يض/ر ت/ردده َم َع ه فق/وي َج انب الِّنَّي ة ِبَأْص ل
اْلَح دث ِبِخ اَل ف الُّص وَر ة األولى َو هللا أعلم اهـ ك أ ( )23دار الخير
91ولو لم يسجد اإلمام لميسجدالمأموم فإن خالف وسجد بطلت صالته بال خالف ويس//تحب
أن يسجد بعد سالمه ليتداركها وال يتأكد ولو س//جد اإلم//ام ولم يعلم الم//أموم ح//تى رف//ع اإلم//ام
رأسه من السجود ال تبطل صالة المأموم ألنه تخلف بعذر ولكن ال يسجد فلو علم واإلمام بع//د
في السجود لزمه السجود ولو هوى المأموم ليسجد معه فرفع اإلمام وهو في الهوي رجع معه
ولم يسجد وكذا الضعيف البطئ الحرك//ة ال//ذي ه/وى م//ع اإلم//ام لس//جود التالوة فرف//ع اإلم//ام
رأسه قبل انتهائه إلى األرض ال يسجد بل يرجع معه بخالف سجود نفس الصالة فانه البد أن
يأتي به وإن رفع اإلمام ألنه فرض :وأم/ا الم/أموم فيك/ره ل/ه ق/راءة الس/جدة ويك/ره ل/ه أيض/ا
اإلصغاء إلى قراءة غير إمامه كما سبق فلو س//جد لق//راءة نفس//ه أو لق//راءة غ//ير إمام//ه بطلت
22
سها ،أو كان السهو قبل االقت//داء ب//ه؛ لتط//رق الخل//ل إلى ص//الته ،ول//ذا يس//جد إذا
علمه (وإن ترك//ه اإلم//ام) ب//أن لم يس//جد (أو) انقطعت قدوت//ه ب//ه لمفارقت//ه ل//ه ،أو
بطالن صالة اإلمام كأن (أحدث قبل تمامها) وبعد وقوع السهو منه.
وقض//ية التعلي//ل بتط//رق الخل//ل :أن//ه ل//و اقت//دى ب//ه بع//د س//جوده للس//هو لم يس//جد
المسبوق آخر صالته وإن سجد إمام//ه؛ إذ لم يب//ق خل//ل يتط//رق لص//الة الم//اموم،
بخالف المسبوق المقتدي به قبله ،يسجد آخر صالته وان سجد إمامه؛ ألن سجوده
يجبر خلل صالته ،ال ما تطرق لصالة المأموم.
أما المحدث فال يلحقه سهوه إمامه؛ إذ ال قدوة في الحقيقة وإن كانت الصالة خلف//ه
جماعة؛ ألن ذل/ك بالنس/بة لحص/ول الث/واب بقص/ده له/ا ،من غ/ير حيل/ة 92ل/ه في
االطالع على حدث اإلمام ،ال لوجود رابطة بينهما لي/ترتب علي/ه أحكامه/ا .وعن/د
سجود اإلمام المتطهر يلزم المأموم متابعته وإن جهل سهوه موافقًا أو مسبوقًا ،فإن
تخلف عامدًا عالمًا بقصد عدم السجود ..بطلت صالته بمجرد س//جود اإلم//ام ،ب//ل
وإن لم يتلبس ب//ه أْو ال بقص//د ذل//ك ..فتبط//ل بتخلف//ه برك//نين ك//أن ه//وى للس//جدة
الثانية .ف//إن تخل//ف لع//ذر كزحم//ة لم تبط//ل ،ف//إن زال ع//ذره واإلم//ام في الس//جدة
الثانية سجد فورًا حتمًا ،أو بعدها فإن كان موافقًا سجد؛ ألن//ه يس//تقر علي//ه بس//جود
اإلمام ،أو مسبوقًا فات ألنه لمحض المتابعة وقد فاتت.
ويسن آخر صالته (إال إذا علم المأموم خط//أ إمام//ه) في س//جوده ،ويتص//ور ك//أن
يكتب له أنه سجد لترك السورة مثًال ،أو أشار له بذلك ،أو تكلم ب//ه وع//ذر ( ..فال
يتابعه) فيه ،حتى لو علم غلطه وهو ساجد مع//ه ع//اد للجل//وس ،ثم إن ش//اء فارق//ه
وسجد ،أو انتظر سالمه ثم يسجد؛ ألنه يلحقه سهوه بذلك السجود .ولو فعل إمام//ه
زائدًا كأن قام لخامسة لم تجز متابعته ولو لمسبوق وشاك في فعل ركعة ،وال نظر
الحتم//ال أن//ه ت//رك ركنً//ا؛ ألن الف//رض أن//ه علم أو ظن الح//ال ،واألفض//ل هن//ا
مفارقته ،فإن لم يعلم أو يظن ذل//ك ..تابع//ه ول//و ش/اكًا في ذل//ك ،وتحس/ب ل//ه كم//ا
93
سيأتي (وال يسجد المأموم لسهو نفسه خلف إمامه المتطه//ر)؛ ألن//ه يتحمل//ه عن//ه
كما يتحمل عنه نحو السورة ودعاء القنوت ،ويتحمل عن المسبوق الفاتحة وقيامها
والتشهد األول.
صالته ألنه زاد سجودا عمدا * قال المصنف رحمه هللا اهـ م ( )4/59دار الفكر
« 92الصحاح في اللغة والعلوم» (ص 1182بترقيم الشاملة آليا):
«[حيل]الَح ْيَلُة بالفتح :الِم عزى الكثيرى .والِح يَلُة بالكسر :االسُم من االحتيال؛ قال الفراء :يقال
هو َأْح َيُل منك ،أي أكثر ِح يَلًة .وما َأْح َيَلُه لغة في ما َأْح َو َلُه .قال أبو زيد :يقال ماله حَيلٌة وال
َم حاَلٌة وال اْح تياٌل وال َم حاٌل ،بمعنًى واحد».
« 93لقوله -صلى هللا عليه وسلم -اإلمام ضامن» .رواه أبو داود وصححه ابن حب//ان .ق//ال
الماوردي :يريد بالض//مان وهللا أعلم أن//ه يتحم//ل س//هو الم//أموم كم//ا يتحم//ل الجه//ر والس//ورة
وغيرهما ،وألن معاوية شمت العاطس ،وهو خلف النبي -صلى هللا عليه وسلم -كما مر ولم
يسجد وال أمره -صلى هللا عليه وسلم – بالسجود اهـ م غ ( )1/432دار الكتب العلمية.
23
أم//ا المح//دث وذا الخبث الخفي فال يتحم//ل عن//ه ش//يئًا ،وإنم//ا اثيب على الجماع//ة
خلفهما لوجود صورتها؛ إذ يغتفر في الفض//ائل م//ا ال يغتف//ر في غيره//ا كالتحم//ل
المستدعي بقوة الرابطة.
وخرج بـ (خلف إمامه) :ما لو سها بعد القدوة ،أما قبلها ..فال يتحمله عن//ه ،وإنم//ا
لحقه سهو إمامه ولو قبل القدوة؛ ألنه عهد تعدي الخلل من صالة اإلمام إلى صالة
المأموم ك//أن ك//ان اإلم//ام أمي//ا ،فيتط//رق بطالن ص//الته إلى ص//الة الم//أموم دون
عكسه (ولو ظن) المأموم( ،س//الم إمام//ه فس//لم فب//ان خالف//ه) أي :خالف م//ا ظن//ه
(أعاد السالم معه) أو بعده وهو أولى94؛ المتناع تقدم//ه على س//المه (وال س//جود)
لسالمه األول وإن أبطل عمده؛ ألنه سهو حال القدوة كما ل/و نس/ي نح/و الرك/وع؛
فإنه يأتي بركعة بع//د س//الم إمام//ه ،وال يس//جد س//واء ت//ذكر قب//ل س//المه أو بع//ده،
بخالف ما لو سلم المسبوق بعد سالم إمامه سهوًا فيسجد؛ ألن//ه س//هو بع//د انقط//اع
القدوة ،وكذا مع س//المه عن//د (م ر)؛ لض//عف الق//دوة حينئٍ/ذ كم//ا ق//ال (ول//و ت//ذكر
المأموم في) جلوس (تشهده ترك ركن) فإن كان النية أو تكبير التح//رم ت//بين ع//دم
انعقادها أو (غير النية والتكبير) للتحرم ،فإن ك//ان س//جدة من األخ//يرة س//جدها أو
غيرها (صلى ركعة بعد سالم إمامه)؛ لفواتها بفوات الركن كما علم من الترتيب،
وال يجوز له إن يقوم لها ،كم/ا ال يج/وز للمس/بوق أن يق/وم لم/ا بقي علي/ه إال بع/د
سالم إمامه (وال يسجد) للسهو؛ إلتيانه بالركع//ة بع//د س//الم إمام//ه؛ لوق//وع الس//هو
ح//ال قدوت//ه (أو ش//ك في ذل//ك) أي في ترك//ه غ//ير الني//ة والتكب//ير وس//جدة من
األخيرة( 95أتى بركعة 96بعد سالم إمامه وسجد) للس//هو؛ إلتيان//ه بالركع//ة م//ترددًا
في زيادتها بعد انقضاء القدوة (وإذا سجد إمامه) للسهو (لزمه متابعت//ه) إن لم يعلم
خطأه (فإن كان مس//بوقًا س//جد) وجوبً/ا (مع//ه)؛ للمتابع//ة (إن س//جد ،ويس//تحب أن
يعيده) أي :س//جود الس//هو (آخ//ر ص//الته)؛ ألن//ه مح//ل س//جود الس//هو ال//ذي لحق//ه
بتطرق النقص إليه من صالة إمامه.
ولو اقتصر إمامه على س//جدة س//جد س//جدتين ،لكن ال يفع//ل الثاني//ة إال بع//د س//الم
إمامه؛ الحتمال سهوه وتداركه للثانية قبل سالمه.
ولو تركه اعتقادًا لعدم طلبه أتى به المأموم بعد سالم إمام//ه (وس//جود الس//هو وإن
كثر) السهو من نوع أو أكثر (سجدتان) يجلس بينهما؛ القتص//اره ص//لى هللا علي//ه
وسلم عليهما في خبر ذي اليدين مع أنه سلم وتكلم.
ويج//بر ك//ل م//ا أتى ب//ه على األوج//ه م//ا لم يخص//ه ببعض//ه ،وكيفيتهم//ا (كس//جود
الصالة) في واجب//ات ومن//دوبات كم//ا م//ر ،وقي//ل :يق//ول :س//بحان من ال ين//ام وال
يسهو ،هذا إن سهى؛ ألنه الالئق بالحال ،فإن تعمده فالالئق به االستغفار.
وقضية تشبيه سجود السهو بسجود الصالة أنه ال يجب ل//ه ني//ة ،وه//و قي//اس ع//دم
وجوب نية سجدة التالوة.
والوج//ه الف//رق بينهم//ا؛ إذ س//جدة التالوة س//ببها الق//راءة المطلوب//ة في الص//الة،
فشملتها نيتها ابتداًء من ه//ذه الحيثي//ة وإن لم تش//ملها من حيث قيامه//ا مق//ام س//جدة
الصالة.
ًا
وأما سجود السهو فليس س//ببه مطلوب /فيه//ا ب//ل س//ببه منهي عن//ه ،فلم تش//مله ني//ة
الصالة ابتداء ف/وجبت نيت//ه على إم//ام ومنف//رد دون م//أموم؛ ألن أفعال//ه تنص//رف
لمحض المتابعة بال نية ،وهذا ما اعتمده (حج) واعتمد (م ر) وجوب النية في ك/ل
من سجدة التالوة وسجود السهو.
وتبطل الصالة بالتلفظ بالنية فيهما على األوجه؛ إذ ال ضرور إليها.
فرع :لو سجد واحدة ثم أعرض عن الثانية لم يضر ،فل//و س//جد الثاني//ة قب//ل ط//ول
فصل ضمت لألولى ،أو بعده فيسجد سجدتين؛ لسقوط حكم األولى باإلعرض م//ع
طول الفصل قاله (سم).
(ومحل سجود السهو) لزيادة أو نقص أو لهما (بين التشهد) وما يتبعه من الص//الة
على النبي صلى هللا عليه وسلم وعلى آله والدعاء بع//دهما (والس//الم) لكن ل//و أتى
بالصالة على اآلل وما بعدها من المندوب بعده حصل أص//ل الس//نة ،أم//ا ال//واجب
كالتشهد فتبطل بسجوده قبله ولو مأمومًا سجد إمام//ه قب//ل إكمال//ه عن//د (م ر) ،وال
يجوز بعد السالم إال على قول قديم جرى عليه الماوردي ،وابن الرفعة وغيرهما،
ومع ضعفه يجوز تقليده.
ق//ال ابن الع//ربي :وثبت س//جوده ص//لى هللا علي//ه وس//لم للس//هو؛ للش//ك في ع//دد
الركع//ات ،وللقي//ام من الركع//تين ولم يتش//هد ،ولس//المه من ركع//تين ومن ثالث،
ولشك في ركعة خامسة.
وأخذ من قوله( :بين تشهده وسالمة) :أنه لو أع//اد نح//و التش//هد ..بطلت ص//الته،
وليس كذلك ،بل عدم تخلل شيء بينهما مندوب ال واجب.
ولو اقتدى بمن يراه بعد السالم ،وتوجه على الم//أموم الس/جود ..س/جد بع//د س/الم
إمامه وقبل سالمه ،وال ينوي متابعته؛ لفراقه له بسالمه.
(ويفوت) السجود (بالسالم عامدًا) ب//أن ك//ان ذاك//رًا للس//هو عالمً/ا ب//أن محل//ه قب//ل
السالم؛ لفوات محله ،فال يعود له وإن قرب الفصل؛ لعدم عذره.
25
(وكذا) يفوت بالسالم (ناسيًا إن طال الفص//ل) عرفً/ا بين الس//الم وال//ترك للس//جود
بأن مضى قدر ركعتين خفيفتين؛ لتعذر البناء بالطول كالمشي على نجاس//ة وفع//ل
أو كالم كثير ،بخالف استدبار القبلة فسومح فيه؛ لس//قوط االس//تقبال في نح//و نف//ل
السفر ،وبخالف كالم قليل كما مر وكذا يفوت بعدم إرادت//ه عن//د ت//ذكر ترك//ه وإن
أراده بعد؛ إلعراضه عنه.
(فإن) سلم ناسيًا ولم يعرض عن//ه ،و (قص//ر) الفص//ل بين الس/الم وال//ترك (ع//اد)
أي :ندب له العود (إلى السجود) بال إحرام إن لم يطرأ مناف للصالة بعد الس//الم،
كخروج وقت جمعة؛ لالتباع.
(و) إذا عاد إليه ،بأن وضع جبهته باألرض بنية العود ،كم/ا قال/ه (حج) ،وك/ذا إن
نواه وإن لم يشرع فيه كما في "النهاية" (صار عائدًا إلى الصالة) أي :ب//ان أن//ه لم
يخرج منها؛ الستحالة حقيقة الخروج منها ثم العود إليها ،وأن س//المه وق//ع لغ//وًا؛
لعذره بكونه لم يأت به إال ناسيًا ما عليه من السهو ،فيحتاج لسالم ثان.
وتبطل بطرو مناف كحدث بعد العود ،وتصير الجمعة ظهرًا إن خ/رج وقته/ا بع/د
العود ،ويحرم العود إن ضاق ال//وقت بحيث يخ/رج بعض//ها ،وم//ا ذك//ر من الع//ود
يؤيد القول بالبناء على ما مضى بكل مناف للص//الة ع//ارض بغ//ير اختي//اره ،كم//ا
هو مذهب الحنفية.
تنبيه :قد يتعدد سجود السهو صورة في صور منه//ا :المس//بوق ،وخليف//ة الس//اهي،
ومن ظن سهوًا فسجد فبان عدمه فيسجد ،وما لو سها إم//ام الجمع//ة أو المقص//ورة
فسجدوا ،ثم خرج الوقت قبل سالمه ،أو بطلت صالة بعضهم بعد السجود ولو بعد
خروج الباقين من الصالة ،حيث لم يكن الباقون أربعين.
وبه يلغز بأن شخصًا بطلت صالته في المسجد ،فبطلت صالة جماع//ة في بي//وتهم
بعد سالمهم ،أو وجب إتمام المقصورة بع//د الس//جود فيتمونه//ا ظه//رًا ،ويس//جدون
للسهو أيضًا آخر صالتهم؛ لوقوع األول في غير محله.
فائدة :نقل الشيخ علي األجهوري المالكي عن أه//ل العلم :أن ص//الة بس//جود س//هو
خير من سبعين صالة بال سجود سهو؛ ألنها إذا كانت بغ//ير س//جود س//هو احتملت
القبول وعدمه ،ومع السهو يرغم بها أن/ف الش/يطان ،وم/ا ي/رغم أنف/ه ي/رجى به/ا
رضى الرحمن ،ففضلت بتلك الصفة.
وحكي أن رجل شكى للنبي ص//لى هللا علي//ه وس//لم وسوس//ة الش//يطان ،فق//ال" :إن
الشيطان ال يدخل بيتًا ليس فيه شيء ،فذلك من محض اإليمان".
وق//ال النخعي :ك//ل ص//الة ال وسوس//ة فيه//ا ال تقب//ل؛ ألن اليه//ود والنص//ارى ال
وسوسة لهم.
وق//ال علي ك//رم هللا وجه//ه :الف//رق بين ص//التنا وص//الة أه//ل الكت//اب :وسوس//ة
الشيطان؛ ألنه فرغ من عمل الكفار ،ألنهم وافقوه.
26
«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» ألبي العباس أحمZZد بن عمZZر .8
بن إبZZراهيم القرطZZبي (المتZZوفى 656ه ) (:)182 /٢دار ابن كثZZير,بZZيرت
1996
كفايZZة األخيZZار ألبZZو بكZZر بن محمZZد بن عبZZد المZZؤمن بن حريZZز بن معلى .9
الحسيني الحصني ،تقي الدين الشافعي (المتوفى٨٢٩ :هـ) ( :دار الخZZير
– دمشق )١٩٩٤ ,
حاشية الجمل لسليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري ،المعZZروف .10
بالجمل (المتوفى١٢٠٤ :هـ) (دار الكتب العلمية – بZZيروت ١٤١٥ ،هـ -
١٩٩٤م)
المجموع شرح المهذب ألبو زكريا محيي الدين يحيى بن شZZرف النZZووي .11
(المتوفى٦٧٦ :هـ) (دار الفكر ٨,ذو الحجة )١٤٣١
القاموس المحيط لمجد الدين أبو طZZاهر محمZZد بن يعقZZوب الفيروزآبZZادى .12
(المتZZوفى٨١٧ :هـ) (مؤسسZZة الرسZZالة للطباعZZة والنشZZر والتوزيZZع-
بيروت ١٤٢٦هـ ٢٠٠٥ -م)
سير أعالم النبالء لشمس الدين أبو عبد هللا محمد بن أحمZZد بن عثمZZان بن .13
َقاْي ماز الذهبي (المتوفى ٧٤٨ :هـ) (مؤسسة الرسZZالة ١٤٠٥ ،هـ ١٩٨٥ /
م)
غاية الوصول في شرح لب االصول لشيخ اإلسZZالم زكريZZا األنصZZارى (دار .14
اكتب العلمية)
القاموس المحيط لمجZد الZدين أبZZو طZاهر محمZZد بن يعقZوب الفيروزآبZZادى .15
(المتوفى٨١٧ :هـ) (مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيZع -بZيروت
١٤٢٦هـ ٢٠٠٥ -م)
شمس العلZZوم ودواء كالم العZZرب من الكلZZوم لنشZZوان بن سZZعيد الحمZZيرى .16
اليمني (المتوفى٥٧٣ :هـ) :دار الفكر المعاصر (بZZيروت -لبنZZان) ١٤٢٠ ،هـ -
١٩٩٩م
تكملZZة المعZZاجم العربيZZة لرينهZZارت بيZZتر آن ُدوِز ي (المتZZوفى١٣٠٠ :هـ) .17
وزارة الثقافة واإلعالم ،الجمهورية العراقية ١٩٧٩م
كتاب العين ل أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري .18
(المتوفى١٧٠ :هـ) دار ومكتبة الهالل
الصحاح في اللغة والعلوم لعبد هللا العاليلي الجZZوهري ،أبZZو نصZZر ( ٣٩٣ - ٠٠٠هـ .19
= ١٠٠٣ - ٠٠٠م)
28