Ta'liq Busyrolkarim-Muhammad Wifaqul Azmi

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 35

‫رسالة‬

‫التعليق على كتاب بشرى الكريم‬

‫فصل مكروهات الصالة ‪ -‬فصل سجود التالوة‬

‫التأليف‪:‬‬
‫محمد وفاق العزم‬
‫رقم تعريف الطالب‪2240308 :‬‬
‫القسم‪ :‬ب‪2-‬‬

‫تخصص فقه مواطنة‬


‫المعهد العالي ليربيا‪-‬قديري‬
‫‪2023‬‬
‫ا‬

‫فهرس‬

‫‌أ‪....................................................................................................................................‬فهرس‬
‫‌ب‪...................................................................................................................‬الرمز أسماء الكتب‬
‫‪.....................................................................................................1‬في مكروهات الصالة‪): .‬فصل(‬
‫‪.........................................................................................17‬في سجود السهو وما يتعلق به‪:) .‬فصل(‬
‫ب‬

‫الرمز أسماء الكتب‬


‫‪ .1‬التفسير‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫تغ‬ ‫تفسيرالبغاوي‬ ‫رب‬ ‫روائع البيان‬
‫التفس‪///////‬ير الوس‪///////‬يط‬
‫توو‬ ‫تر‬ ‫تفسير الرازي‬
‫للواحدي‬
‫تث‬ ‫تفسير الثعلبي‬ ‫تمز‬ ‫التفسير المنير للزحيلي‬
‫تق‬ ‫تفسير القرطبي‬ ‫توز‬ ‫التفسير الوسيط للزحيلي‬
‫تب‬ ‫تفسيرالبيضاوي‬ ‫تمغ‬ ‫تفسير المراغي‬
‫تإع‬ ‫تفسيرابن عطية‬ ‫تت‬ ‫التحرير و التنوير‬
‫تإح‬ ‫تفسير ابن أبي حاتم‬ ‫أب‬ ‫أضواء البيان للسيوطي‬
‫بمح‬ ‫البحر المحيط‬ ‫توط‬ ‫التفسير الوسيط لطنطاوي‬
‫تإك‬ ‫تفسير ابن كثير‬ ‫مل‬ ‫مراح لبيد‬
‫ال‪////‬در المنث‪////‬ور في التفس‪////‬ير‬
‫ربي‬ ‫روح البيان‬ ‫دم‬
‫بالمأثور‬
‫تبس‬ ‫التفسير البسيط‬ ‫زم‬ ‫زاد المسير في علم التفسير‬
‫تجل‬ ‫تفسير الجاللين‬ ‫تش‬ ‫تفسير الشعراوي‬
‫تن‬ ‫ف ق ش تفسير النيسابوري‬ ‫فتح القدير للشوكاني‬
‫محاس‪///////‬ن التأوي‪///////‬ل‬
‫مت‬ ‫تمو‬ ‫تفسير الموردي‬
‫القاسمي‬
‫صت‬ ‫صفوة التفاسير‬ ‫تمه‬ ‫تفسير مجاهد‬
‫تو‬ ‫تفسير الواضح‬ ‫تط‬ ‫تفسير الطبري‬
‫‪ .2‬التصوف‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫فح‬ ‫فصول الحكام‬ ‫رق‬ ‫الرسالة القشيرية‬
‫إع‬ ‫إحياء علوم الدين‬ ‫ح‬ ‫الحكم‬
‫الفتح الرب‪//‬ني و الفيض ال‪//‬رحمن‬
‫فم‬ ‫الفتوحات المكية‬ ‫فت‬
‫لعبد القدير الجيالن‬
‫‪ .3‬العقيدة‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫المقصد األسنى للغزالي م س‬ ‫أسأ‬ ‫أصول السنة ألحمد ابن حنبل‬
‫مس‬ ‫معارج القدسي‬ ‫من‬ ‫الملل والنحل‬
‫غاي‪////‬ة الم‪////‬رام في علم‬
‫غم‬ ‫شسم‬ ‫شرح السنة للمزاني‬
‫الكالم‬
‫ذك‬ ‫ذم الكالم وأهله‬ ‫سع‬ ‫السنة لعبد هللا بن أحمد‬
‫‪ .4‬اصول الفقه و قواعده‬
‫ج‬

‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬


‫شو‬ ‫شرح الورقات‬ ‫رس‬ ‫الرسالة للشافعي‬
‫قوائد األحكام إلبن عب‪//‬د‬
‫قأ‬ ‫فص‬ ‫الفصول في األصول‬
‫السالم‬
‫ص‬ ‫األصول و الضوابط‬ ‫م‬ ‫المعتمد‬
‫فق‬ ‫الفروق للقرافي‬ ‫مصل‬ ‫المحصول‬
‫نس‬ ‫نهاية السول‬ ‫عد‬ ‫العدة في أصول الفقه‬
‫قر‬ ‫القواعد إلبن رجب‬ ‫ل‬ ‫اللمع للشيرازي‬
‫حع‬ ‫حاشية العطار‬ ‫سر‬ ‫أصول السرخسي‬
‫جج‬ ‫جمع الجوامع‬ ‫تخ‬ ‫التلخيص‬
‫وج‬ ‫الوجيز‬ ‫و‬ ‫الورقات‬
‫غس‬ ‫غاية السول‬ ‫ق‬ ‫قواطع األدلة للسمعاني‬
‫إح‬ ‫اإلحكام‬ ‫إن‬ ‫اإلنصاف إلبن عبد البار‬
‫‪ .5‬الحديث‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫ش‪////‬رح الن‪////‬ووي على‬
‫ن‬ ‫فض‬ ‫فيض القدير‬
‫مسلم‬
‫مأ‬ ‫شرح مسند أبي حنيفة‬ ‫بت‬ ‫البدر التمام شرح بلوغ المرام‬
‫اللم‪//‬ع في أس‪//‬باب ورود‬ ‫ش‪////‬رح األربعين النووي‪////‬ة إلبن‬
‫لم‬ ‫أد‬
‫الحديث‬ ‫دقيق العيد‬
‫تن‪//‬وير الحوال‪//‬ك ش‪//‬رح‬ ‫دلي‪//‬ل الف‪//‬الحين لط‪//‬رق ري‪//‬اض‬
‫تنح‬ ‫د‬
‫موطأ مالك‬ ‫الصالحين‬
‫اتيس‪//‬ير بش‪//‬رح الج‪//‬امع‬
‫تي‬ ‫نأ‬ ‫نيل األوطار‬
‫الصغير‬
‫الع‪//‬رف الش‪//‬ذي ش‪//‬رح‬
‫عف‬ ‫فب‬ ‫فتح الباري إلبن رجب‬
‫سنن الترمذي‬
‫شش‬ ‫شرح مسند الشافعي‬ ‫ف‬ ‫فتح الباري إلبن حجر‬
‫التوضيح لشرح الجامع‬ ‫عم‪//‬دة الق‪//‬اري ش‪//‬رح ص‪//‬حيح‬
‫تجص‬ ‫عق‬
‫الصحيح‬ ‫البخاري‬
‫شرح صحيح البخ‪//‬اري‬
‫شح‬ ‫شس‬ ‫شرح السيوطي على مسلم‬
‫للحويني‬
‫حاش‪///‬ية الس‪///‬يوطي على س‪///‬نن‬
‫تأ‬ ‫تحفة األحوذي‬ ‫سط‬
‫النسائي‬
‫إرشاد الساري لشرح صحيح‬
‫ش‪///‬رح س‪///‬نن ابن مج‪///‬ه‬
‫شإ‬ ‫إس‬
‫للسيوطي و غيره‬
‫البخاري‬
‫الكوكب الوهاج ش‪//‬رح‬
‫كو‬ ‫الشافي في شرح مسند الشافعي ش ف‬
‫صحيح مسلم‬
‫د‬

‫اإليجاز في شرح سنن‬ ‫الس‪//‬راج المن‪//‬ير ش‪//‬رح الج‪//‬امع‬


‫نو‬ ‫سص‬
‫أبي داود للنووي‬ ‫الصغير‬
‫ج‪//‬امع الترم‪//‬ذي (س‪//‬نن‬
‫جت‬ ‫التوشيح شرح الجامع الصحيح ت ش ج‬
‫الترمذي)‬
‫س‬ ‫شرح سنن أبي داود‬ ‫تن‬ ‫التنوير شرح الجامع الصغير‬
‫مرق‪///‬اة المف‪//‬اتيح ش‪//‬رح مش‪//‬كاة‬
‫ممق‬
‫المصابيح‬
‫‪ .6‬التريخ‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫ذم‬ ‫ذيل مرأة الزمان‬ ‫بن‬ ‫البدية و النهاية ط احياء التراث‬
‫سة‬ ‫سيرة النبوية‬ ‫فة‬ ‫الفقه السيرة‬
‫‪ .7‬النحو و الصرف‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫همع الهوامع في ش‪//‬رح‬ ‫الش‪////‬افية في علم التص‪////‬ريف و‬
‫ه‬ ‫ش‬
‫جمع الجوامع‬ ‫الوافية نظم الشافية‬
‫متج‬ ‫متممة األجرومية‬ ‫نت‬ ‫نتائج الفكر في النحو‬
‫ال‪//////‬درة البهي‪//////‬ة نظم‬
‫دب‬ ‫أل‬ ‫الفية إبن مالك‬
‫األجرومية(المرطي)‬
‫حاش‪//‬ية الص‪//‬بان ش‪//‬رح‬
‫صب‬ ‫شك‬ ‫الشرح الكافية الشافية‬
‫األشموني‬
‫النح‪/////‬و الواض‪/////‬ح في‬ ‫أوض‪//‬ح المس‪//‬الك إلى ألفي‪//‬ة إبن‬
‫نح‬ ‫أو‬
‫قواعد اللغة العربية‬ ‫مالك‬
‫نف‬ ‫النحو الوافي‬ ‫شرح شذور الذهب إلبن هشام ش ذ‬
‫ش‪///‬رح ابن عقي‪///‬ل على‬
‫شر‬ ‫مغني اللبيب عن كتب األعاريب م ب‬
‫ألفية إبن مالك‬
‫‪ .8‬الفقه‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫نز‬ ‫نهاية الزين‬ ‫ت‬ ‫تحفة المحتاج‬
‫كأ‬ ‫كفاية األخيار‬ ‫نج‬ ‫نهاية المحتاج‬
‫غاية البي‪//‬ان ش‪//‬رح زب‪//‬د‬
‫غب‬ ‫ج‬ ‫حاشية الجمل‬
‫إبن رسالن‬
‫ش‪////////‬رح المقدم‪////////‬ة‬
‫شح‬ ‫قل‬ ‫حاشيتا القليوبي‬
‫الحضرمية‬
‫المنه‪//‬اج الق‪//‬ويم ش‪//‬رح‬ ‫الغ‪//‬رر البهي‪//‬ة في ش‪//‬رح البهج‪//‬ة‬
‫مق‬ ‫غ‬
‫المقدمة الحضرمية‬ ‫الوردية‬
‫حاش‪//‬ية البج‪//‬يرمي على ش‪//‬رح‬
‫مم‬ ‫موعظة المؤمنين‬ ‫بم‬
‫المنهج‬
‫ه‬

‫الفق‪/‬ه اإلس‪/‬المي وأدلت‪/‬ه‬


‫فإ‬ ‫بخ‬ ‫حاشية البجيرمي على الخطيب‬
‫للزحيلي‬
‫فف‬ ‫الفتاوى الفقهية الكبرى‬ ‫اإلقناع في حل ألفاظ أبي شجاع إ ق‬
‫الفت‪//‬اوى الحديثي‪//‬ة البن‬
‫فح‬ ‫مغ‬ ‫مغني المحتاج‬
‫حجر الهيتمي‬
‫عم‪///‬دة الس‪///‬الك وع‪///‬دة‬
‫عس‬ ‫رط‬ ‫روضة الطالبين وعمدة المفتين‬
‫الناسك‬
‫كاشفة الس‪/‬جا في ش‪/‬رح‬
‫كس‬ ‫مج‬ ‫المجموع شرح المهذب‬
‫سفينة النجا‬
‫محض‬ ‫المقدمة الحضرمية‬ ‫عز‬ ‫العزيز شرح الوجيز‬
‫المهذب في فقه اإلم‪//‬ام الش‪//‬افعي‬
‫تص‬ ‫مفاهم يجب أن تصحح‬ ‫مذ‬
‫للشيرازي‬
‫الفق‪///////‬ه المنهجي على‬
‫فج‬ ‫م‪/////‬ذهب الب اإلم‪/////‬ام‬ ‫حك‬ ‫الحاوي الكبير‬
‫الشافعي‬
‫إط‬ ‫إعانة الطالبين‬ ‫أن‬ ‫األذكار للنووي‬
‫الزواج‪//‬ر عن اق‪//‬تراف‬ ‫االيض‪/////‬اح في مناس‪/////‬ك الحج‬
‫زع‬ ‫إف‬
‫الكبائر‬ ‫والعمرة‬
‫الموس‪/////‬وعة الفقهي‪/////‬ة‬
‫مف‬ ‫نهاية المطلب في دراية المذهب ن م‬
‫الكويتية‬
‫حف‬ ‫الحاوي للفتاوي‬ ‫إم‬ ‫إبحر المذهب للروياني‬
‫فس‬ ‫فتاوى السبكي‬ ‫ك‬ ‫كفاية النبيه في شرح التنبيه‬
‫فص‬ ‫فتاوى ابن الصالح‬ ‫البيان في مذهب اإلمام الشافعي ب ي‬
‫فر‬ ‫فتاوى الرملي‬ ‫بغ‬ ‫بغية المسترشدين‬
‫فتح الرحمن بشرح زيد‬
‫فز‬ ‫أوس‬ ‫األشباه والنظائر للسبكي‬
‫ابن رسالن‬
‫فتح الوه‪////‬اب بش‪////‬رح‬
‫فو‬ ‫أوط‬ ‫األشباه والنظائر للسيوطي‬
‫منهاج الطالب‬
‫منه‪//‬اج الطالب في فق‪//‬ه‬
‫مط‬ ‫تف‬ ‫التنبيه في الفقه الشافعي‬
‫اإلمام الشافعي‬
‫منهاج الطالبين وعم‪//‬دة‬
‫مع‬ ‫وف‬ ‫الوسيط في المذهب‬
‫المفتين في الفقه‬
‫تح‬ ‫تحفة الحبيب‬ ‫لب‬ ‫اللباب في الفقه الشافعي‬
‫الفتوحات الرباني‪//‬ة على‬
‫فرأ‬ ‫مز‬ ‫مختصر المزني‬
‫األذكار النواوية‬
‫أ‬ ‫األم للشافعي‬ ‫سم‬ ‫اتحاف السادة المتقين الزبيدي‬
‫التذكرة في الفقه الش‪//‬افعي البن‬
‫تذ‬
‫الملقن‬
‫‪ .9‬علم اللغة‬
‫و‬

‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬


‫المص‪//////‬باح المن‪//////‬ير‬
‫مص‬ ‫تج‬ ‫التعريفات للجرجاني‬
‫للفيومي‬
‫تعز‬ ‫تاج العروس للزبيدي‬ ‫صح‬ ‫الصحاح للفرابي‬
‫مو‬ ‫المعجم الوسيط‬ ‫مح‬ ‫القاموس المحيط للفيروزابادي‬
‫مد‬ ‫المنجد‬ ‫لع‬ ‫لسان العرب لألفرقي‬
‫‪ .10‬علم الحديث‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫اإلق‪/////‬تراح في بي‪/////‬ان‬
‫اإلص‪///‬طالح ابن دقي‪///‬ق إ ق ح‬ ‫نفك‬ ‫نخبة الفكر‬
‫العيد‬
‫قاع‪//////‬دة في الج‪//////‬رح‬
‫قجت‬ ‫نهظ‬ ‫نزهة النظر‬
‫والتعديل السبكي‬
‫تدريب الراوي للنواوي ت ر ن‬ ‫مقص‬ ‫مقدمة ابن الصالح‬
‫‪ .11‬علم القرأن‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫اإلتقان في علوم القرأن‬
‫إعس‬ ‫نمق‬ ‫الناسخ المنسوخ للقتادة‬
‫للسيوطي‬
‫أس‪//‬باب ن‪//‬زول الق‪//‬رأن‬
‫أنن‬ ‫نمح‬ ‫الناسخ المنسوخ البن حازم‬
‫النيسابوري‬
‫جواهر القرأن الغزالي ج ق غ‬ ‫نقم‬ ‫نواسخ القرأن للمليباري‬
‫‪ .12‬مناقب و رجال الحديث‬
‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬ ‫الرمز‬ ‫اسم الكتاب‬
‫طكب‬ ‫الطبقات الكبرى‬ ‫سعن‬ ‫سير أعالم النبالء‬
‫كنب‬ ‫الكنى للبخاري‬ ‫تمم‬ ‫التمييز لمسلم‬
‫‪1‬‬

‫(فصل)‪ :‬في مكروهات الصالة‪.‬‬


‫(يكره‪ )1‬لكل مصل (االلتفات) فيها (بوجهه) بغير قصد لعب‪ ،‬وإال بطلت يمين‪ً//‬ا أو‬
‫شماًال‪ ،‬وقيل‪ :‬يحرم‪2‬؛ لخبر‪" :‬اليزال هللا مقبًال على العبد في صالته م‪//‬ا لم يلتفت‪،‬‬
‫فإذا التفت أعرض هللا عنه"‪ ،3‬وصح أنه اختالس من الشيطان‪.4‬‬
‫‪6‬‬
‫أَم ا بصدره فتبطل (إال لحاجة) فال يكره‪ ،‬بل ق‪//‬د يس‪//‬ن‪ ،5‬كااللتف‪//‬ات إلى معص‪//‬وم‬
‫يخاف عليه‪ .‬ومثله اإلشارة‪ ،‬فتكره إال لحاجة كرد سالم بيد أو رأس‪.‬‬
‫(ورفع البصر إلى الس‪//‬ماء)‪ 7‬وغيره‪//‬ا مم‪//‬ا عال؛ لخ‪//‬بر‪" :‬م‪//‬ا ب‪//‬ال أق‪//‬وام يرفع‪//‬ون‬
‫أبص‪//‬ارهم في الص‪//‬الة‪ ،‬لينتهن أو لتخطفن أبص‪//‬ارهم"‪( .8‬وك‪//‬ف ش‪//‬عره أو ثوب‪//‬ه)‬
‫بنحو تشمير كمه أو شد وسطه‪ ،‬لخ‪//‬بر‪" :9‬أم‪//‬رت أن أس‪//‬جد على س‪//‬بعة أعظم‪ ،‬وال‬

‫‪ 1‬قال المتولي بحرمته اهـ م غ (‪ )1/423‬دار الكتب العلمية‪..‬‬


‫‪ 2‬قال األذرعي ‪ :‬والمختار أنه إن تعمد مع علمه بالخبر حرم بل تبطل إن فعل‪//‬ه لعب‪//‬ا اهـ م غ‬
‫(‪.)1/423‬‬
‫‪ 3‬قال أبو ذر رضي هللا عنه‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ال يزال هللا عز وج‪//‬ل مقبًال‬
‫على العبد وهو في صالته ما لم يلتفت‪ ،‬فإذا التفت انصرف عنه اهـ‪ .‬س (‪ )5/261‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 4‬لخبر { عائشة سألت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن االلتفات في الص‪//‬الة ؟ فق‪/‬ال ‪ :‬ه‪/‬و‬
‫اختالس يختلسه الشيطان من صالة العبد } رواه البخ‪//‬اري وقول‪//‬ه اختالس أي س‪//‬بب اختالس‬
‫أي اختطاف يختطفه الشيطان من ثواب صالة العبد اهـ ب خ (‪.)4/458‬‬
‫‪ 5‬ألنه كان في سفر فأرسل فارسا إلى شعب من أجل الحرس فجع‪//‬ل يص‪//‬لي وه‪//‬و يلتفت إلى‬
‫الشعب رواه أبو داود بإسناد صحيح أما صدره ف‪//‬إن حول‪//‬ه عن القبل‪//‬ة بطلت ص‪//‬الته كم‪//‬ا علم‬
‫من فصل االستقبال وخرج بما ذكر اللمح بالعين دون االلتفات فإنه ال بأس به ففي صحيح ابن‬
‫حبان من حديث علي بن شيبان قال ‪ :‬قدمنا على النبي وصلينا مع‪//‬ه فلمح بم‪//‬ؤخر عين‪//‬ه رجال‬
‫ال يقيم صلبه في الركوع والسجود فقال ‪ :‬ال ص‪//‬الة لمن ال يقيم ص‪//‬لبه اهـ م غ (‪ )1/423‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 6‬خرج به الحربي والمرتدي والزاني المحصن وتارك الصالة أموالهم اهـ إ ط (‪ )50 /2‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ 7‬أي وكره نظره إلى نحو السماء‪ ،‬ولو بدون رفع رأسه‪ ،‬وعكسه وهو رفع رأسه بدون نظ‪//‬ر‬
‫كذلك على ما بحثه الش‪//‬وبري‪ ،‬فيش‪//‬مل االعمى كم‪//‬ا قال‪//‬ه البرم‪//‬اوي‪ .‬اهـ إ ط (‪ )223 /1‬دار‬
‫الفكر‪.‬‬
‫‪ 8‬حدثنا علي بن عبد هللا قال أخبرنا يحيى بن سعيد قال حدثنا ابن أبي عروبة قال ح‪//‬دثنا قت‪//‬ادة‬
‫أن أنس بن مال‪//‬ك ح‪//‬دثهم ق‪//‬ال ق‪//‬ال الن‪//‬بي (م‪//‬ا ب‪//‬ال أق‪//‬وام يرفع‪//‬ون أبص‪//‬ارهم إلى الس‪//‬ماء في‬
‫صالتهم فاشتد قول‪//‬ه في ذل‪//‬ك ح‪//‬تى ق‪//‬ال لينتهين عن ذل‪//‬ك أو لتخطفن أبص‪//‬ارهم)‪ .‬اهـ ع ق (‬
‫‪ )9/102‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 9‬أي منعه من السجود معه إما بيده أو بجعله تحت عمامته كما يأتي وذلك لخبر { أمرت أن‬
‫ال أكفت الشعر أو الثياب } والكفت بمثناة الجمع ق‪//‬ال تع‪//‬الى {ألم نجع‪//‬ل األرض كفات‪//‬ا أحي‪//‬اء‬
‫وأمواتا} أي جامعة لهم ‪ ،‬وأكفت بكسر الفاء إذ بابه ضرب ا ا هـ ب خ ( ‪ )1/461‬دار الكتب‬
‫العلمية‬
‫‪2‬‬

‫أكف شعرًا وال ثوبًا"‪ .10‬وحكمته‪ :‬أن ذلك يمنع من سجودها معه‪ ،‬وينافي الخشوع‬
‫والتواضع‪ .‬ومن ثم كره كشف الرأس فيها‪ ،‬أو إحدى المنكبين واالضطباع‪.‬‬
‫(ووضع يده على فمه بال حاجة)؛ للنهي الصحيح عنه‪ ،‬ولمنافاته لهيئ‪//‬ة الخش‪//‬وع‪.‬‬
‫أَّم ا لحاج‪//‬ة فيس‪//‬ن كم‪//‬ا للتث‪//‬اؤب‪ 11‬؛ لخ‪//‬بر ص‪//‬حيح في‪//‬ه‪ .12‬وه‪//‬ل يض‪//‬ع اليم‪//‬نى أو‬
‫اليسرى؟ قال (م ر)‪ :‬اليسرى‪ ،‬و (حج)‪ :‬يتخير‪ ،‬والسنة تحص‪//‬ل بك‪ًّ/‬ل س‪//‬واء ظه‪//‬ر‬
‫الكف أو بطنها‪.‬قال بعض الحفاظ‪ :‬نهي في الصالة عن مسح الحص‪//‬ا والجبه‪//‬ة من‬
‫التراب والنفخ وتفقيع األصابع وتشبيكها والسدل وتغطية الفم واألنف‪.‬‬
‫(ومسح جبهته) قبل السالم‪ ،‬أما بع‪//‬ده فيس‪//‬ن‪(.‬وتس‪//‬وية الحص‪//‬ا) ونح‪//‬وه (في مح‪//‬ل‬
‫سجوده)؛ للنهي‪ ،13‬وألنه ينافي الخشوع كما فيما قبله‪.‬‬
‫(والقيام على رج‪//‬ل‪ )14‬واح‪//‬دة (وتق‪//‬ديمها) على األخ‪//‬رى (ولص‪//‬قها‪ 15‬ب‪//‬األخرى)؛‬
‫لمنافاته الخشوع‪ ،‬وال بأس باالستراحة على أحدهما لنحو طول قيام‪.‬‬
‫قال في "اإلحياء"‪ :‬نهي عن الصفين والصفد في الصالة‪ ،‬والصفد‪ :‬اقتران القدمين‬
‫معًا‪ ،‬والصفن‪ :‬رفع إحدى الرجلين‪ ،‬لكن يسن الصفد للمرأة‪.‬‬
‫(والصالة حاقنًا‪ )16‬بالنون أي‪ :‬ب‪//‬البول (أو حاقب ‪ً/‬ا) بالب‪//‬اء أي‪ :‬بالغائ‪//‬ط (أو حازق‪ً/‬ا)‬
‫ألي‪ :‬بالريح؛ للنهي عنها مع مدافعة األخبثين‪.‬‬
‫ويسن تفريغ نفسه قبل الصالة وإن خاف فوت الجماعة‪ ،‬وه‪//‬ذا (إن وس‪//‬ع ال‪//‬وقت)‬
‫وإال وجبت الصالة مع ذلك؛ لحرمة الوقت إَّال أن يخاف ضررًا فتحرم‪.‬‬
‫‪ 10‬رواه الشيخان واللفظ لمسلم ومن ذل‪//‬ك كم‪//‬ا في المجم‪//‬وع أن يص‪//‬لي وش‪//‬عره معق‪/‬وص أو‬
‫مردود تحت عمامته أو ثوبه أو كمه مشمر ومنه شد الوسط وغرز العذب‪//‬ة والمع‪//‬نى في النهي‬
‫عن كف ذلك أنه يسجد معه ولذا نص الشافعي على كراه‪//‬ة الص‪//‬الة وفي إبهام‪//‬ه الجل‪//‬دة ال‪//‬تي‬
‫يجر بها وتر القوس قال ‪ :‬ألني آمره أن يفضي ببط‪//‬ون كفي‪//‬ه إلى األرض اهـ م غ (‪)1/423‬‬
‫دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 11‬هو بالهمز بعد األلف وال يقرأ بالواو فيقال تثاوب اهـ ت (‪ )2/460‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 12‬لخبر مسلم ‪ :‬إذا تثاءب أحدكم وهو في الصالة فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال ه‪//‬ا ه‪//‬ا‬
‫ضحك الشيطان من‪//‬ه ق‪//‬ال في المجم‪//‬وع ‪ :‬ويك‪//‬ره التث‪//‬اؤب في غ‪//‬ير الص‪//‬الة أيض‪//‬ا اهـ م غ (‬
‫‪ )1/423‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 13‬لخبر أبي داود بإسناد على شرط الشيخين ‪ :‬ال تمسح الحصى وأنت تصلي فإن كنت ال ب‪//‬د‬
‫فاعال فواحدة تسوية للحصى وألنه يخالف التواضع والخش‪//‬وع اهـ م غ (‪ )1/423‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ 14‬بأن يرفع األخرى ألنه تكلف ينافي الخشوع نعم ال يكره لحاجة وال االعتماد على إحداهما‬
‫مع وضع األخرى على األرض اهـ ت (‪ )2/468‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 15‬لصق الشيء بغيره من باب تعب لصقا ولصوقا مثل لزق ويتعدى بالهمزة فيق‪//‬ال ألص‪//‬قته‬
‫واللصوق بفتح الالم ما يلصق على الجرح من الدواء ثم أطلق على الخرقة ونحوها إذا ش‪//‬دت‬
‫على العضو للتداوي ‪ .‬اهـ م ح (‪ )8/269‬موقع االسالم‬
‫‪ 16‬والعبرة في كراهة ذلك بوجوده عند التحرم ‪ ،‬ويلحق به فيما يظهر ما لو ع‪//‬رض ل‪//‬ه قب‪//‬ل‬
‫التحرم ثم زال وعلم من عادت‪//‬ه أن‪//‬ه يع‪//‬ود ل‪//‬ه في أثنائه‪//‬ا ش‪//‬رح م ر ‪ .‬اهـ ب خ (‪ )1/461‬دار‬
‫الكتب العلمية‬
‫‪3‬‬

‫(ومع توقان الطعام‪ )17‬أي‪ :‬المأكول والمشروب‪ ،‬وكل ما اش‪//‬تغل ب‪//‬ه قلب‪//‬ه‪ ،‬بحيث‬
‫يختل خشوعه لوقدمها عليه كوطء حليلته؛ لألمر بتقديم العشاء‪ ،18‬وياكل ما يت‪//‬وفر‬
‫معه الخشوع‪ ،‬فإن لم يتوفر إال بالشبع شبع‪ ،‬وهذا (إن وسع) الوقت (أيضًا) وك‪//‬ان‬
‫المتوق إليه حاضرًا‪ ،‬أو قريبًا من الحضور‪ ،‬وإال صلى فورًا وجوبًا؛ لما مر‪.‬‬
‫(وأن يبصق) بالصاد والزاي (في غير المسجد) ولو خارج الصالة (عن يمين‪//‬ه)؛‬
‫للنهي عنه‪ ،19‬بل عن يساره؛ إكرامًا لملك اليمين‪ ،‬وألن ملك اليسار يتنحى عنه في‬
‫الصالة إلى فراغها‪ ،‬فالبصاق حينئٍذ إنما يقع على القرين‪ ،‬وه‪//‬و ش‪/‬يطان الش‪/‬خص‬
‫الذي يولد بوالدته‪ ،‬ويموت بموته‪ ،‬وهذا في غ‪//‬ير مس‪//‬جده ص‪//‬لى هللا علي‪//‬ه وس‪//‬لم‪،‬‬
‫وحيث لم يكن إنسان عن يساره‪ ،‬وإال بصق عن يمينه؛ احترامًا لهما وإن تردد في‬
‫"التحفة" في مسجده صلى هللا عليه وسلم‪20‬؛ ألنه أحق باالحترام من األنسان الذي‬
‫عن يساره مع جزمه بأنه ال يبصق عن يساره ال‪//‬ذي في ناحيت‪//‬ه إنس‪//‬ان‪ .‬وإطالقهم‬
‫يشمل الطائف‪ ،‬فيبصق عن يساره وإن كانت الكعبة عن يس‪//‬اره‪ .‬نعم؛ إن أمكن أن‬
‫يطأطئ رأسه فيبصق لجهة السفل ال يمينًا وال شماًال فهو أولى (أو قبالته) وإن‪ ،‬لم‬
‫يكن من هو خارج الصالة مستقبًال عند (حج)‪.‬‬

‫‪ 17‬وتعبير المصنف بتوقان يفهم أنه إنما يأكل ما ينكسر به التوقان والذي جرى عليه في شرح‬
‫مسلم في األعذار المرخصة في ترك الجماعة أنه يأكل حاجت‪//‬ه بكماله‪//‬ا وه‪//‬و الظ‪//‬اهر ومح‪//‬ل‬
‫ذلك إذا اتسع الوقت اهـ م غ (‪ )1/423‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 18‬لخبر مسلم { ال صالة } أي كاملة { بحضرة طعام وال وهو يدافعه األخبثان } أي الب‪//‬ول‬
‫والغائط وألحق جمع التوقان إليه في غيبته به في حضوره وقيده ابن دقيق العيد بم‪//‬ا إذا ق‪//‬رب‬
‫حضوره لزيادة التتوق حينئذ وقضية التعبير بالتوقان أن‪//‬ه ال يأك‪//‬ل إال م‪//‬ا يكس‪//‬ره إال نح‪//‬و لين‬
‫يأتي عليه دفعة لكن الذي صوبه المصنف أنه يأكل حاجته وحديث { إذا وض‪//‬ع عش‪/‬اء أح‪/‬دكم‬
‫وأقيمت الصالة فابدءوا ب‪//‬ه قب‪//‬ل أن تص‪//‬لوا ص‪//‬الة المغ‪//‬رب } ص‪//‬ريح في‪//‬ه وحمل‪//‬ه على نح‪//‬و‬
‫تمرات يسيرة فيه نظر فإنه بعد اإلقامة وأدنى شيء يفوتها حينئذ ( وأن يبصق ) في ص‪//‬الته ‪.‬‬
‫اهـ ت (‪ )2/468‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 19‬لحديث الشيخين ‪ :‬إذا كان أحدكم في الصالة فإنما يناجي ربه فال يبزقن بين يدي‪//‬ه وال عن‬
‫يمينه زاد البخاري ‪ :‬ف‪//‬إن عن يمين‪//‬ه ملك‪//‬ا وعن يس‪//‬اره أو تحت قدم‪//‬ه اهـ م غ (‪ )1/424‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 20‬اي في صالته ‪ ،‬وكذا خارجها ‪ ،‬وهو بالصاد والزاي والسين ( قبل وجهه) وإن لم يكن من‬
‫هو خارجها مستقبال كما أطلقه المصنف ( أو عن يمينه ) ولو في مسجده صلى هللا عليه وسلم‬
‫على ما اقتضاه إطالقهم لكن بحث بعضهم استثناءه وقد يؤيد األول أن امتثال األم‪//‬ر خ‪//‬ير من‬
‫سلوك األدب على قول ف‪//‬النهي أولى ألن‪//‬ه يش‪//‬دد في‪//‬ه دون األم‪//‬ر اهـ ت (‪ )2/477‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫(ويحرم في المسجد) البصاق‪ 21‬إن اتصل بشئ من أجزائ‪//‬ه وإن لم يكن في ص‪//‬الة‬
‫وال مستقبًال‪ ،‬بل يبصق في نح‪//‬و ثوب‪//‬ه‪ 22‬وإن وق‪//‬ع على نجس معف‪//‬و عن‪//‬ه‪ ،‬ويح‪//‬ك‬
‫بعضه ببعض؛ لخبر‪" :‬البصاق في المسجد خطيئ‪//‬ة‪ ،23‬وكفارته‪//‬ا دفنه‪//‬ا‪ "24‬أي‪ :‬إن‬
‫أمكن‪ .‬أَّم ا ما ال يمكن كالمبلط فتجب إزالتها منه‪ ،‬وال يكفي دلكها فيه‪ .‬والمع‪//‬نى أن‬
‫دفنها يقطع اإلثم ال أصله‪ ،‬ويجب على من علم بمستقذر في مس‪//‬جد إخراج‪//‬ه وإن‪،‬‬
‫عين شخص إلزالته منه‪( .‬وأن يضع ي‪//‬ده) اليم‪//‬نى أو اليس‪//‬رى (على خاص‪//‬رته‪)25‬‬
‫لغير حاجة؛ للنهي عنه‪ ،26‬وأنه راح‪//‬ة أه‪//‬ل الن‪//‬ار‪ ،‬وأن الش‪//‬يطان أهب‪//‬ط من الجن‪//‬ة‬
‫كذلك‪(.‬وأن يخفض رأسه) أو يرفع‪//‬ه عن ظه‪//‬ره (في ركوع‪//‬ه) وإن لم يب‪//‬الغ؛ لم‪//‬ا‬
‫مَّر‪ 27.‬ويكره ت‪//‬رك الس‪//‬ورة في الركع‪//‬تين األول‪//‬تين من ك‪//‬ل ص‪//‬الة‪ ،‬وت‪//‬رك تكب‪//‬ير‬
‫االنتقاالت‪ ،‬وأذكار ركوع واعت‪//‬دال وس‪/‬جود وجل‪//‬وس بين الس‪/‬جدتين واألبع‪//‬اض؛‬
‫لتأك‪//‬دها‪ ،‬وللخالف في وج‪//‬وب بعض‪//‬ها‪(.‬وق‪//‬راءة الس‪//‬ورة في) الركع‪//‬ة (الثالث‪//‬ة‬
‫‪ 21‬البصاق والبزاق والبساق وبصق وبزق وبسق ثالث لغات بمعنى واح‪/‬د ولغ‪/‬ة الس‪/‬ين قليل‪/‬ة‬
‫وقد أنكرها بعض أهل اللغة وإنكارها باطل فقد نقلها الثق‪//‬ات وثبتت في الح‪//‬ديث الص‪//‬حيح اهـ‬
‫م ج (‪ )4/100‬دار الفكر‬
‫‪ 22‬وإن بدره في المسجد بصق في ثوبه وحك بعضه ببعض لما روى أبو سعيد الخدري رضي‬
‫هللا عنه أن النبي صلى هللا عليه وسلم " دخل مسجدا يوما فرأى في قبلة المسجد نخامة فحته‪//‬ا‬
‫بعرجون معه ثم قال أيحب أحدكم أن يبصق رجل في وجهه إذا ص‪//‬لى أح‪//‬دكم فال يبص‪//‬ق بين‬
‫يديه وال عن يمينه فإن هللا تعالى تلقاء وجهه والملك عن يمينه وليبصق تحت قدمه اليسرى أو‬
‫عن يساره فإن أصابته بادرة بصاق فليبصق في ثوب‪//‬ه ثم يق‪//‬ول ب‪//‬ه هك‪//‬ذا " فعلمهم أن يفرك‪//‬وا‬
‫بعضه ببعض‪ :‬فإن خالف وبصق في المسجد دفنه لما روى أنس بن مالك رض‪//‬ي هللا عن‪//‬ه أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال " البصاق في المسجد خطيئة وكفارته دفنه " وباهلل التوفيق اهـ‬
‫م ج (‪ )4/100‬دار الفكر‬
‫‪ 23‬أي‪ :‬معصية اهـ د (‪ )8/517‬دار المعرفة‬
‫‪ 24‬متفق عليه‪ .‬والمراد بدفنها إذا كان المسجد ترابا أو رمال ونحوه‪ ،‬فيواريها تحت ترابه‪ .‬ق‪//‬ال‬
‫أبو المحاسن الروياني اهـ د (‪ )8/517‬دار المعرفة‬
‫‪ 25‬واختلف العلماء في تفسير االختصار على أقوال ‪ :‬أصحها ما ذكره المصنف والث‪//‬اني ‪ :‬أن‬
‫يتوكأ على عصا والثالث ‪ :‬يختصر السورة فيقرأ آخرها والرابع ‪ :‬أن يختصر ص‪//‬الته فال يتم‬
‫حدودها‪ ,‬والخامس ‪ :‬أن يقتصر على اآلي‪//‬ات ال‪//‬تي فيه‪//‬ا الس‪//‬جدة ويس‪//‬جد فيه‪//‬ا والس‪//‬ادس ‪ :‬أن‬
‫يختصر السجدة إذا انتهى في قراءت‪/‬ه إليه‪/‬ا وال يس‪/‬جدها وعلى األول اهـ م غ (‪ )1/424‬دار‬
‫الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 26‬حدثنا أبو النعمان قال حدثنا حماد عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة رضي هللا عن‪//‬ه ق‪//‬ال‬
‫نهي عن الخصر في الصالة وقال هشام وأبو هالل عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن الن‪//‬بي‬
‫اهـ ع ق (‪ )12/59‬دار الفكر‬
‫‪ ( 27‬و ) تكره ( المبالغة في خفض الرأس ) عن الظهر ( في ركوعه ) لمجاوزته فعله ص‪//‬لى‬
‫هللا علي‪//‬ه وس‪//‬لم فإن‪//‬ه ك‪//‬ان إذا رك‪//‬ع لم يش‪//‬خص رأس‪//‬ه ‪ :‬أي لم يرفع‪//‬ه ‪ ،‬ولم يص‪//‬وبه ‪ :‬أي لم‬
‫يخفضه ‪ .‬وقضية كالم المصنف أن خفض الرأس من غ‪//‬ير مبالغ‪//‬ة ال كراه‪//‬ة في‪//‬ه ‪ ،‬ال‪//‬ذي دل‬
‫عليه كالم الشافعي واألصحاب كما قال السبكي وجرى عليه شيخنا في منهج‪/‬ه الكراه‪/‬ة وه‪/‬و‬
‫المعتمد م غ (‪ )1/424‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫والرابعة) من الرباعي‪//‬ة‪ ،‬والثالث‪//‬ة من المغ‪//‬رب‪ .28‬ولع‪//‬ل م‪//‬راده بالكراه‪//‬ة في ه‪//‬ذه‬


‫خالف األولى‪ ،‬ق‪//‬ال الك‪//‬ردي‪ :]200 /1[ :‬خالف األولى‪ ،‬وخالف الس‪//‬نة ش‪//‬يء‬
‫واحد على المعتمد‪ ،‬ومقابله يفرق بينهما‪ ،‬وهو ظ‪//‬اهر "ش‪//‬رح الش‪//‬يخ" حيث ق‪//‬ال‪:‬‬
‫(والمعتمد أن قراءته‪//‬ا فيهم‪//‬ا ليس‪//‬ت خالف االولى‪ ،‬وال خالف الس‪//‬نة‪ ،‬ب‪//‬ل ليس‪//‬ت‬
‫بسنة) أي‪ :‬ب‪/‬ل مباح‪/‬ة‪ .‬اهـ فمن ي‪/‬دخل خالف األولى في المك‪/‬روه‪ ،‬كم‪/‬ا ه‪/‬و ع‪/‬ادة‬
‫المتق‪//‬دمين يقول‪//‬ون‪ :‬مك‪//‬روه كراه‪//‬ة غ‪//‬ير ش‪//‬ديدة‪ ،‬وه‪//‬و خالف األولى‪ ،‬وكراه‪//‬ة‬
‫شديدة‪ ،‬وهو‪ :‬المكروه‪ .‬ومن فرق بينهما‪ ،‬كم‪//‬ا في "جم‪//‬ع الجوام‪//‬ع‪ :‬ق‪//‬ال‪ :‬م‪//‬ا نهي‬
‫عنه غير جازم‪ ،‬فإن كان مخصوصًا‪ ،‬كما في خبر‪" :‬إذا دخ‪/‬ل أح‪/‬دكم المس‪/‬جد فال‬
‫يجلس حتى يصلي ركعتين‪ ،"29‬وخبر‪" :‬ال تصلوا في أعطان اإلب‪//‬ل‪ "30‬فمك‪//‬روه‪.‬‬
‫أو غير مخصوص‪ ،‬بل استفيد من األمر كالنهي عن ترك المندوبات المس‪//‬تفاد من‬
‫أوامرها؛ إذ األمر بالشيء نهي عن تركه فخالف األولى‪ .‬ق‪//‬ال المحلي‪ :‬ف‪//‬الخالف‬
‫في ش‪//‬ئ أمك‪//‬روه ه‪//‬و‪ ،‬أو خالف االولى؟ اختالف في وج‪//‬ود المخص‪//‬وص في‪//‬ه‪،‬‬
‫كصوم يوم عرفة للحاج خالف االولى‪ .‬وقيل‪ :‬مكروه؛ لحديث أبي داوود وغ‪//‬يره‪:‬‬
‫"أنه صلى هللا عليه وسلم نهى عن صوم ي‪//‬وم عرف‪//‬ة بعرف‪//‬ة‪ "31‬اهـ‪ ،‬أي‪ :‬من ق‪//‬ال‪:‬‬
‫إنه مكروه قال‪ :‬سبُب الكراهة النهي المخص‪//‬وص في خ‪//‬بر أبي داوود‪ ،‬ومن ق‪//‬ال‪:‬‬
‫إنه خالف األولى قال‪ :‬سببه‪ :‬النهي لمأخوذ من فطرة صلى هللا عليه وسلم بعرفة‪،‬‬
‫ونحن مأمورون باتباعه في الفطر‪ ،‬واألمر بالفطر نهي عن ض‪//‬ده‪ ،‬وه‪//‬و الص‪//‬وم‪.‬‬
‫فإذا علمت ما تقرر ظهر لك أن قراءة السورة في الثالثة والرابعة ليس مكروهًا‪.‬‬
‫وأما كونه خالف األولى فإن قلنا بالمعتمد من عدم سنها فيهم‪//‬ا وأن االتب‪//‬اع ترك‪//‬ه‬
‫فيهما فهي خالف االولى؛ لما مر في صوم يوم عرف‪/‬ة‪ ،‬وألن‪/‬ا م‪/‬أمورون باتباع‪/‬ه‪،‬‬
‫واألمر بالشيء نهي عن ضده‪ .‬فقول (حج) في "الشرح"‪ ،‬و"اإلمداد"‪ :‬إن قراءتها‬
‫فيهما ليست خالف السنة‪ ،‬بل ليست سنة‪ ،‬فيه نظر؛ ألنه كون قراءتها مباح‪//‬ة‪ ،‬وال‬
‫طلب فيها بفعل وال كف‪ ،‬وليس كذلك‪ ،‬بل المطلوب فيها الكف؛ لالتب‪//‬اع‪ ،‬والمب‪//‬اح‬
‫ال طلب في‪//‬ه فعًال وال ترك ‪ً/‬ا ‪.‬فالوج‪//‬ه أن خالف الس‪//‬نة وخالف األفض‪//‬ل مرادف‪//‬ان‬
‫لخالف األولى‪ .‬نعم؛ قد يكون خالف األفضل مس‪/‬تحبًا أيض‪ً/‬ا كاألفض‪//‬ل‪ ،‬كاإلقع‪//‬اء‬
‫المسنون في الصالة‪ ،‬فإنه وإن كان مسنونًا فاالفتراش أفضل من‪//‬ه‪ ،‬فه‪//‬و وإن ك‪//‬ان‬
‫مستحبًا خالف األفضل‪ ،‬ب‪//‬ل وخالف األولى‪ ،‬كم‪//‬ا في‪" :‬كاش‪//‬ف اللث‪//‬ام" للك‪//‬ردي‪،‬‬

‫‪ 28‬لالتباع في الشقين رواه الشيخان اهـ م غ (‪ )1/361‬دار الكتب العلمية‪.‬‬


‫‪ 29‬متفق عليه اهـ ف ب (‪ : )2/411‬دار المعرفة‬
‫‪ 30‬أخرجه الطبراني في الكبير ولفظه‪‌( :‬ال‌تصلوا‌في‌أعطان‌اإلب‪//‬ل وص‪//‬لوا في م‪//‬راح الغنم)‬
‫اهـ ع ق (‪ )4/181‬دار الفكر‬
‫‪ 31‬وص‪//‬ححه ابن خزيم‪//‬ة والح‪//‬اكم‪ ،‬وأخ‪//‬ذ بظ‪//‬اهره بعض الس‪//‬لف فنق‪//‬ل عن يح‪//‬يى بن س‪//‬عيد‬
‫األنصاري أنه قال‪ :‬يجب فطر يوم عرفة للحاج‪ ،‬وقال الط‪//‬بري‪ :‬إنم‪//‬ا أفط‪//‬ر‪ ،‬ص‪//‬لى هللا علي‪//‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬بعرفة ليدل على االختيار للحجاج‪ ،‬لكن ب‪//‬أن ال يض‪//‬عف عن ال‪//‬دعاء وال‪//‬ذكر المطل‪//‬وب‬
‫يوم عرفة اهـ ع ق (‪ )11/109‬دار الفكر‬
‫‪6‬‬

‫فهو داخل في ح‪/‬يز المنهي عن‪//‬ه؛ لم‪//‬ا في اإلتي‪//‬ان ب‪//‬ه من ت‪//‬رك األفض‪//‬ل وإن ك‪//‬ان‬
‫مسنونًا في نفسه‪ .‬أَّم ا إن قلنا بسنية قراءتها في األخيرتين كم‪//‬ا ه‪//‬و مقاب‪//‬ل األظه‪//‬ر‬
‫في "المنهاج"‪ ،‬وثبت في "صحيح مس‪//‬لم" فال كالم في س‪//‬نيتها‪ ،‬فض‪ً/‬ال عن كونه‪//‬ا‬
‫غير سنة‪ ،‬هذا ما ظهر‪ ،‬فليتأمل‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫(إال لمن س‪///‬بق ب‪///‬األولى والثاني‪///‬ة) أو أح‪///‬دهما (فيقرؤه‪///‬ا ) أي‪ :‬الس‪///‬ورة (في‬
‫األخيرتين) من صالة اإلم‪//‬ام؛ ألنهم‪//‬ا أولي‪//‬ا ص‪//‬الته‪ ،33‬ف‪//‬إن لم يتمكن من قراءته‪//‬ا‬
‫فيهما قرأها في أخيرتيه؛ لئال تخلو صالته عنها‪ ،‬وكسبقه باألولتين ما لو لم يتمكن‬
‫من قراءة السورة فيهما فيقرأها في أخيرتيه إن تمكن‪ ،‬ولو سبق باالولى فقط أو لم‬
‫يتمكن من قراءة السورة فيها قرأها في الثانية والثالثة‪ .34‬أَّم ا إذا تمكن من قراءته‪//‬ا‬
‫ولم يقرأها فال يتداركها لتقصيره‪ .‬ومحل ذلك حيث لم تسقط عنه‪ ،‬تبع ‪ً/‬ا للفاتح‪//‬ة أو‬
‫بعضها‪ ،‬وإال فال يتداركها‪ ،‬ومَّر أن المأموم إذا فرغ من فاتحته قبل رك‪//‬وع إمام‪//‬ه‬
‫أنه يقرؤها ولو في األخيرتين‪.‬‬
‫(واالستناد إلى ما تس‪//‬قط بس‪//‬قوطه)‪ ،‬للخالف في ص‪//‬حته حينئ‪ٍ/‬ذ ‪ ،‬ومحل‪//‬ه إن س‪//‬مي‬
‫قائمًا‪ ،‬وإال بأن أمكنه رفع قدميه فال تصح؛ ألنه معلق ال قائم‪.‬‬
‫(والزيادة في جلسة االستراحة على ق‪//‬در) أق‪//‬ل (الجل‪//‬وس بين الس‪//‬جدتين‪ ،‬وإطال‪//‬ة‬
‫التشهد األول‪ ،‬والدعاء فيه‪ ،‬وترك الدعاء في األخير) كما مر فيها‪.‬‬
‫(ومقارنة اإلمام في أفعال الصالة) أو أقوالها‪35‬؛ للخالف في صحة صالته حينئ ‪ٍ/‬ذ ‪،‬‬
‫وهذه الكراهة ونحوها من كل مكروه من حيث الجماعة تفوت فضلها‪ ،36‬لكن نق‪//‬ل‬
‫المناوي عن السيوطي‪ :‬أن فض‪//‬يلة التض‪//‬عيف ‪-‬وهوع‪//‬ود برك‪//‬ة الجماع‪//‬ة بعض‪//‬هم‬

‫‪ 32‬لما روي عن علي رضي هللا عنه أنه قال " ما أدركت فهو أول ص‪//‬التك " وعن ابن عم‪//‬ر‬
‫أنه قال " يكبر فإذا سلم اإلمام قام إلى ما بقي من صالته فان كان ذل‪//‬ك في ص‪//‬الة فبه‪//‬ا قن‪//‬وت‬
‫فقنت مع اإلمام أعاد القنوت في آخر صالته ألن م‪//‬ا فعل‪//‬ه م‪//‬ع اإلم‪//‬ام فعل‪//‬ه للمتابع‪//‬ة ف‪//‬إذا بل‪//‬غ‬
‫موضعه أعاده كما إذا تشهد مع اإلمام ثم ق‪//‬ام إلى م‪//‬ا بقي فإن‪//‬ه يعي‪//‬د التش‪//‬هد اهـ ج (‪)4/220‬‬
‫دار الكتب العلمية‬
‫‪ 33‬وقال أبو حنيفة ومالك والثوري وأحمد م‪//‬ا أدرك‪//‬ه آخ‪//‬ر ص‪//‬الته وم‪//‬ا يتدارك‪//‬ه أول ص‪//‬الته‬
‫وحكاه ابن المنذر عن ابن عمر ومجاهد وابن سيرين واحتج لهم بقوله صلى هللا عليه وس‪//‬لم "‬
‫ما أدركتم فصلوا وما فاتكم فافضوا " رواه البخاري ومسلم واحتج أص‪//‬حابنا بقول‪//‬ه ص‪//‬لى هللا‬
‫عليه وسلم " ما اركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا " رواه البخاري ومسلم من طرق كثيرة اهـ ج‬
‫(‪ )4/220‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ 34‬ولو سقطت قراءتها عنه لكونه مسبوقا أو بطيء القراءة فال يقرؤها في األخيرتين ويستثنى‬
‫من ذلك فاقد الطهورين إذا كان عليه حدث أكبر فال يجوز له قراءة السورة كما تقدم في التيمم‬
‫اهـ م غ (‪ )1/431‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 35‬وليس في الصالة ما تسن‌مقارنة‌اإلمام فيه غير التأمين كما في شرح م ر اهـ ب م (‪)2/66‬‬
‫دار الفكر‬
‫‪ 36‬أي التي هي سبع وعشرون درجة اهـ أ ط (‪ )2/31‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫على بعض‪ -‬ال تف‪///‬وت وإن ف‪///‬اتت فض‪///‬يلة الجماع‪///‬ة‪ .‬وعلي‪///‬ه‪ :‬فينبغي أن يطلب‬
‫الجماعة التي كثرت وتوفر صالحها؛ ليعظم التضعيف‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫(والجهر في موضع) ن‪//‬دِب (اإلس‪//‬رار‪ ،37‬واإلس‪//‬رار في موض‪//‬ع) َن دِب (الجه‪//‬ر‬
‫والجهر) للمأموم (خلف اإلمام) في غير ما يندب له فيه خلفه‪ ،‬كما مر في التأمين؛‬
‫وذلك لمخالفته االتباع المتأكد في ذلك‪.‬‬
‫(ويحرم‪ )39‬على المصلي حيث ال عذر (الجهر) في الصالة وخارجه‪//‬ا (إن ش‪//‬وش‬
‫على غيره) من مصل أو قارئ وغيرهما؛ للضرر‪ ،‬ويؤخ‪//‬ذ بق‪//‬ول المتش‪//‬وش ول‪//‬و‬
‫فاسقًا؛ إذ ال يعرف إال منه‪ ،‬وهذا إن اشتد التشويش‪ ،‬وإال فهو مكروه‪ ،‬وب‪//‬ه يجم‪//‬ع‬
‫الخالف‪ ،‬أما من له ع‪//‬ذر‪ ،‬ك‪//‬أن ك‪//‬ثر اللغ‪//‬ط فاحت‪//‬اج للجه‪//‬ر‪ ،‬لي‪//‬أتي ب‪//‬القراءة على‬
‫وجهها فال كراهة وال حرمة‪.‬‬
‫(وتك‪/‬ره الص‪/‬الة) أيض‪ً/‬ا (في المزَبل‪/‬ة) ‪-‬بفتح الموح‪/‬دة أج‪/‬ود من ض‪/‬مها‪ -‬موض‪/‬ع‬
‫الزب‪//‬ل (والمج‪//‬زرة) موض‪//‬ع الج‪//‬زر‪ ،‬أي‪ :‬ال‪//‬ذبح؛ لص‪//‬حة النهي عنه‪//‬ا‪ ،‬ولمح‪//‬اذاة‬
‫النجاسة فيهما؛ ألنه بفرشه طاهرًا عليها يحاذي النجاس‪//‬ة‪ ،‬ومحاذاته‪//‬ا مكروه‪//‬ة‪،40‬‬
‫كما مر‪.‬‬
‫ًال‪41‬‬
‫(و) في (الطريق في البناء) أو الصحراء وقت مرور الن‪//‬اس في‪//‬ه ول‪//‬و احتم‪//‬ا ؛‬
‫ألنه يشغله‪ ،‬ومن ثم كان استقباله كالوقوف في‪//‬ه حيث لم يبع‪//‬د عن‪//‬ه‪ ،‬بحيث إن‪//‬ه ل‪//‬و‬
‫نظر إلى محل سجوده فقط اشتغل بمرورهم‪ ،‬وكذا يقال لو صلى تجاه نحو ش‪//‬باك‪.‬‬
‫وتكره أيضًا في األسواق والرحاب الخارجة عن المس‪/‬جد‪ ،‬وفي ال‪/‬وادي ال‪/‬ذي ن‪/‬ام‬
‫فيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو وادي القرى شآم المدينة‪.‬‬
‫(و) في (بطن الوادي مع توقع السيل) ونحوه‪ :‬من كل محذور كحية؛ لخشية‬

‫‪ 37‬هذا مذهبنا وبه قال األوزاعي وأحمد في أصح الروايتين وقال مالك والث‪//‬وري وأب‪//‬و حنيف‪//‬ة‬
‫واسحق يسجد للسهو دليلنا قوله في حديث أبي قتادة " ويسمعنا اآلية أحيانا " وهو صحيح كما‬
‫سبق اهـ ج (‪ )3/391‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ 38‬بال حاجة أما لها فال كراهة اهـ نهاية الزين (‪ )80‬دار الفكر‬
‫‪ 39‬قال الرحماني‪ :‬فإن‌شوش حرم عند ابن العم‪/‬اد وك‪/‬ره عن‪/‬د حج‪ ،‬وقي‪/‬ده ابن قاس‪/‬م بغ‪/‬ير من‬
‫يسن إيقاظه للصالة وإال فال يك‪//‬ره‪ ،‬والمعتم‪//‬د أن‪//‬ه إن‌ش‪//‬وش ك‪//‬ره فق‪//‬ط وال يح‪//‬رم‌الجه‪//‬ر ألن‬
‫اإليذاء غير محقق كما قاله الشيخ عبد البر اهـ ب م (‪ )2/66‬دار الفكر‬
‫‪ 40‬ومحل ذلك ما إذا بسط طاهرا وصلى عليه وإال لم تصح ألن‪//‬ه مص‪//‬ل على نجاس‪//‬ة ‪ ،‬وإنم‪//‬ا‬
‫تكره على الحائل إذا كانت النجاسة محققة ‪ ،‬ف‪//‬إن بس‪//‬طه على م‪//‬ا غلبت في‪//‬ه النجاس‪//‬ة لم تك‪//‬ره‬
‫على ما يقتضيه كالم الرافعي ذلك بالحائل اهـ م غ (‪ )1/432‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 41‬قال الرشيدي قول‪//‬ه م ر أو نح‪//‬و ب‪//‬اب مس‪//‬جد إلخ ينبغي أن يك‪//‬ون محل‪//‬ه م‪//‬ا لم يض‪//‬طر إلى‬
‫الوقوف فيه بأن امتأل المسجد بالصفوف ثم رأيت الشيخ ع ش في الحاشية ذك‪//‬ر ذل‪//‬ك احتم‪//‬اال‬
‫ثم قال ويحتمل عدم حرمة المرور لعذر كل من المار والمصلي أم‪//‬ا المص‪//‬لي فلع‪//‬دم تقص‪//‬يره‬
‫وأما المار فالستحقاقه بالمرور في ذلك المكان اهـ ت (‪ )2/158‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫الضرر‪ ،‬وانتفاء الخشوع‪ 42‬ومحله ‪-‬فيما مر ويأتي‪ -‬إن اتسع الوقت للخ‪//‬روج مم‪//‬ا‬
‫ذك‪//‬ر وِفع ‪ِ/‬ل الص‪//‬الة ولم يخش ف‪//‬وات جماع‪//‬ة‪ ،‬وإال ص‪//‬لى في‪//‬ه وحيث لم يتحق‪//‬ق‬
‫الضرر‪ ،‬وإال وجب الخروج منه وتأخير الصالة‬
‫(و) في (الكنيس‪//‬ة) وهي متعب‪//‬د اليه‪//‬ود‪ ،‬و (البيع‪//‬ة) وهي متعب‪//‬د النص‪//‬ارى ‪-‬بفتح‬
‫الباء‪ -‬ونحوها من أماكن الكفرة‪ ،‬بل يحرم دخولها إن منعوه‪ ،‬أو كان فيه‪//‬ا ص‪//‬ورة‬
‫محرمة‪.‬‬
‫(و) في (المقبرة) ‪-‬بتثليث الب‪//‬اء وفي‪//‬ه كالم في "األص‪//‬ل"‪ -‬إن لم تنبش‪ ،‬أو نبش‪//‬ت‬
‫وص‪//‬لى على حائ‪//‬ل ط‪//‬اهر؛ للخ‪//‬بر الص‪//‬حيح‪" :‬األرض كله‪//‬ا مس‪//‬جد إال المق‪//‬برة‬
‫والحمام" مع النهي عن اتخاذ القبور مس‪//‬اجد‪ ،‬والعل‪//‬ة مح‪//‬اذاة النجاس‪//‬ة تحت‪//‬ه ول‪//‬و‬
‫بأجزاء الميت‪ ،‬فاستوى فيها المنبوشة وغيرها‪ ،‬وما تحته وم‪//‬ا أمام‪//‬ه‪ ،‬أو بجانب‪//‬ه‪،‬‬
‫بل قال (حج) و (م ر)‪( :‬ولو دفن ميت بمسجد كانت الصالة فيه مكروه‪//‬ة‪ )43‬اهـ‪.‬‬
‫ويؤخ‪//‬ذ من ذل‪//‬ك أنه‪//‬ا ال تك‪//‬ره بمق‪//‬برة من ال تأك‪//‬ل االرض أجس‪//‬ادهم كاألنبي‪//‬اء‬
‫‪44‬‬
‫والشهداء‪ ،‬وفيه كالم في "األصل"‪.‬‬
‫(و) في (الحمام‪ )45‬ولو جديدًا عند (حج)‪ ،‬أو مسلخته؛ للخبر المتقدم‪ ،‬وألن‪//‬ه مح‪//‬ل‬
‫كشف العورات والشياطين‪ .‬ومثله‪ :‬كل محل معص‪//‬ية أو غض‪//‬ب‪ ،‬ك‪//‬أرض ثم‪//‬ود‪،‬‬
‫وك‪//‬ل موض‪//‬ع غ‪//‬ير م‪//‬أهول‪ ،‬كالمف‪//‬ازات والش‪//‬عوب واألرحب‪//‬ة‪ 46‬الخ‪//‬راب‪ ،‬وك‪//‬ل‬
‫موضع يتشوش فيه اإلنسان أو يتخوف؛ ألنه مأوى الشياطين‪.‬‬
‫(و) في (عطن اإلبل) ولو طاهرًا‪ ،‬وهو ما تنحى إليه إذا شربت؛ ليشرب غيره‪//‬ا‪،‬‬
‫فإذا جمعت سيقت منه إلى المرعى‪ ،‬أو لتشرب ثانيًا؛ للخبر الص‪/‬حيح‪" :‬ص‪/‬لوا في‬

‫‪ 42‬ألن األول يقتضي الكراهة وإن لم يتوقع السيل اهـ ت (‪ )2/168‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 43‬نعم يحرم استقبال قبره كما جزم به في التحقيق ويقاس به سائر قبور األنبياء عليهم أفض‪//‬ل‬
‫الصالة والسالم اهـ م غ (‪ )1/431‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 44‬واستثنى كما في التوشيح البن السبكي مقابر األنبي‪/‬اء عليهم الص‪/‬الة والس‪/‬الم أي إذا ك‪/‬انت‬
‫أرض‪//‬ا ليس فيه‪//‬ا م‪//‬دفون إال ن‪//‬بي أو أنبي‪//‬اء فال تك‪//‬ره الص‪//‬الة فيه‪//‬ا ألن هللا تع‪//‬الى ح‪//‬رم على‬
‫األرض أن تأك‪//‬ل أجس‪//‬ادهم وإنم‪//‬ا هم أحي‪//‬اء في قب‪//‬ورهم يص‪//‬لون وينبغي كم‪//‬ا ق‪//‬ال بعض‬
‫المتأخرين أن تكون مقابر شهداء المعرك‪//‬ة ك‪//‬ذلك ألنهم أحي‪//‬اء واع‪//‬ترض الزركش‪//‬ي كالم ابن‬
‫السبكي بأن تجويز الصالة في مقبرة األنبياء ذريعة إلى اتخاذها مسجدا وجاء النهي عن اتخاذ‬
‫مق‪//‬ابر األنبي‪//‬اء مس‪//‬اجد وس‪//‬د ال‪//‬ذرائع مطل‪//‬وب اه وليس ه‪//‬ذا االع‪//‬تراض بظ‪//‬اهر اهـ م غ (‬
‫‪ )1/431‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 45‬وتندب إعادته‪//‬ا ول‪//‬و منف‪//‬ردا للخ‪//‬روج من خالف اإلم‪//‬ام أحم‪//‬د اهـ ت (‪ )2/168‬دار الكتب‬
‫العلمية‪.‬‬
‫‪ 46‬وينبغي أن مح‪/‬ل الكراه‪/‬ة في الرح‪/‬اب حيث ك‪/‬ان ثم من يش‪/‬غله ول‪/‬و احتم‪/‬اال أم‪/‬ا إذا قط‪/‬ع‬
‫بانتفاء ذلك ككونه في رحبة خالية ليال فال كراهة ومثله يق‪//‬ال في األس‪//‬واق حيث لم تكن مح‪//‬ل‬
‫معصية ع ش اهـ ت (‪ )2/166‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪50 49‬‬
‫مرابض الغنم‪ ،47‬وال تصلوا في أعط‪//‬ان اإلب‪//‬ل‪48‬؛ فإنه‪//‬ا خلقت من الش‪//‬ياطين "‬
‫وجميع مباركها كالعطن‪ ،‬فالكراهة في أعط‪//‬ان اإلب‪//‬ل لعل‪//‬تين‪ ،‬وفي مح‪//‬ال غيره‪//‬ا‬
‫لعلة‪ ،‬وهي النجاسة إن كانت نجسة (و) على (سطح الكعبة)؛ ألنه خالف األدب‪.‬‬
‫(و) في (ثوب) أو إليه‪ ،‬أو عليه (فيه تصاوير‪ ،‬أو شيء) آخ‪//‬ر (يلهي‪//‬ه) كخط‪//‬وط؛‬
‫للخبر الصحيح‪ :‬أنه صلى هللا عليه وسلم صلى وعليه ث‪//‬وب ذات أعالم فلم‪//‬ا ف‪//‬رغ‬
‫قال‪" :‬ألهتني هذه"‪ ،‬قال (حج)‪ :‬وَز ْع ُم عدم التأثر بها حماق‪//‬ة‪ ،‬وظ‪//‬اهٌر أن ه‪//‬ذا في‬
‫البصير‪ .‬وكالثوب كل ما يشتغل به قلبه‪ ،‬كآدمي يستقبله‪.‬‬
‫(والتلثم)‪ 51‬للرجل‪( ،‬والتنقب)‪ 52‬لغيره؛ للنهي عن األول‪ ،‬والقياس عليه في الثاني‪.‬‬
‫(وعند غلبة النوم) والغضب؛ لفوات الخشوع‪ .‬وإنما لم تقتض الكراه‪//‬ة فيم‪//‬ا ذك‪//‬ر‬
‫الفساد كالكراهة للزمان؛ ألن لشارع جعل للصالة أوقاتًا مخصوص‪//‬ة ال تص‪//‬ح في‬
‫غيرها‪ ،‬ولم يجع‪//‬ل له‪//‬ا مكان‪ً/‬ا مخصوص‪ً/‬ا‪ ،‬فك‪//‬ان الخل‪//‬ل في الزم‪//‬ان أش‪//‬د من‪//‬ه في‬
‫األمكنه‪ ،‬فالنهي فيها ليس راجعًا لذات العبادة‪ ،‬وال لالزمها‪ ،‬فلم يقتض الفساد‪ ،‬ب‪//‬ل‬
‫وال يمنع أصل الث‪//‬واب‪ ،‬كم‪//‬ا في "فت‪//‬اوى م ر"‪ ،‬وبقي من المك‪//‬روه أم‪//‬ور‪ ،‬منه‪//‬ا‪:‬‬
‫اإلقعاء‪ ،‬كما مر‪ ،‬والصالة خلف أقلف‪ ،‬وموسوس‪ ،‬وولد زنا‪ ،‬وافتراش الس‪//‬بع في‬
‫السجود‪ ،‬واإلسراع بأن يقتصر على أقل الواجب وغيرها‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫(فصل‪ :‬يستحب) لكل أح‪//‬د (أن يص‪//‬لي) ويس‪//‬جد لنح‪//‬و تالوة (إلى ش‪//‬اخص) من‬
‫نحو عمود أو جدار وإن لم يقصد االستتار به‪ ،54‬لكن يشترط عدم الص‪//‬ارف‪ ،‬ف‪//‬إن‬
‫َعُس َر عليه فإلى نحو عصا‪ ،‬وهي أولى‪ ،‬أو متاع يجمعه‪.‬‬

‫‪ 47‬أي مراقدها والمراد جميع محالها اهـ ت (‪ )2/166‬دار الكتب العلمية‪.‬‬


‫‪ 48‬وفي رواية بدل أعطان مبارك وفي أخرى مناخ بضم الميم قال ابن حزم‪ :‬كل عطن م‪//‬برك‬
‫وال عكس ألن المعطن المحل الذي تناخ فيه عند ورود الماء والمبرك أعم ألنه المتخ‪//‬ذ ل‪//‬ه في‬
‫كل حال اهـ ف ض (‪ )4/200‬المكتبة التجارية الكبرى‬
‫‪ 49‬وفي رواية { إنها جن خلقت } اهـ ت (‪ )2/166‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 50‬وألن في أعطان اإلبل ال يمكن الخشوع لما يخاف من نفورها وال يخاف نفور الغنم اهـ ج‬
‫(‪ )3/159‬دار الكتب العلمية‬
‫‪« 51‬شمس العلوم ودواء كالم العرب من الكلوم» (‪:)6004 /٩‬‬
‫دار الفكر‬
‫«[‌التلثم]‪ :‬تلثم‪ِ :‬إذا شد اللثام على فمه‪».‬‬
‫‪« 52‬تكملة المعاجم العربية» (‪ :)282 /١٠‬وزارة الثقافة واإلعالم‬
‫«‌تنقب‪ :‬لبس ما يدعى بالنقاب»‬
‫‪ 53‬وإن كان بين يديه شئ شاخص من أجزاء الكعبة كبقية ج‪//‬دار ورأس حائ‪//‬ط ونحوهم‪//‬ا ف‪//‬إن‬
‫كان ثلثي ذراع صحت وإال فال وقيل يش‪//‬ترط ذراع وقي‪//‬ل يكفي أدنى ش‪//‬خوص وقي‪//‬ل يش‪//‬ترط‬
‫كونه قدر قامة المصلي طوال دون عرضا حكاه الشيخ أبو حامد وغ‪//‬يره والص‪//‬حيح المش‪//‬هور‬
‫الذى قطع به الجمهور االول هو ثلثا ذراع اهـ م ج (‪ )3/199‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 54‬واألوجه عدم االكتفاء بالسترة باآلدمي ونحوه أخذا مم‪//‬ا ي‪//‬أتي أن بعض الص‪//‬فوف ال يك‪//‬ون‬
‫سترة لبعض آخ‪//‬ر ويك‪//‬ره كم‪//‬ا في المجم‪//‬وع أن يص‪//‬لي وبين يدي‪//‬ه رج‪//‬ل أو ام‪//‬رأة يس‪//‬تقبالنه‬
‫ويراهما اهـ ج (‪ )1/437‬دار الفكر‬
‫‪10‬‬

‫وال بد من كون طول جميع ما ذكر‪( :‬قدر ثلثي ذراع) بذراع اآلدمي المعت‪//‬دل هن‪//‬ا‬
‫وفيما يأتي فأكثر وإن لم يكن له عرض و (بينه) أي‪ :‬وبين أص‪//‬ابع قدمي‪//‬ه عن‪//‬د (م‬
‫ر)‪ ،‬وعقبيهما عن‪//‬د (حج) في الق‪//‬ائم‪ ،‬وبين ألي‪//‬تي الج‪//‬الس (وبين‪//‬ه) أي‪ :‬الش‪//‬اخص‬
‫(ثالثة أذرع فما دون‪ ،‬فإن لم يجد) بأن عسر‪ ،‬أو تعذر عليه ما مر ( بسط مصلى)‬
‫كسجادة ‪-‬بفتح السين‪ ،‬وكسُرها لحن‪( -‬أو خَّط خطًا) قبالت‪//‬ه ط‪//‬وًال ‪-‬وه‪//‬و أولى‪ -‬أو‬
‫عرضًا‪ ،‬واالرتفاع معتبر في الجميع كما في "المنهج"‪ ،‬وفي الثالثة األول كما في‬
‫"التحفة"‪ ،‬وظ‪//‬اهِر ه‪//‬ذا المتن‪ ،‬والق‪//‬رُب بثالث‪//‬ة أذرع في الجمي‪//‬ع‪ ،‬لكن الع‪//‬برة في‬
‫الخط والمصلى بأعالهما‪ ،‬فإن بع‪//‬د أعالهم‪//‬ا أك‪//‬ثر من ثالث‪//‬ة أذرع لم يك‪//‬ف‪ .‬ول‪//‬و‬
‫صلى على نحو فروة‪ 55‬طولها ثلثا ذراع حرم المرور على الفروة فقط‪ .‬ول‪//‬و ط‪//‬ال‬
‫المصلى أو الخط بأن كان بينه وبين أعاله أكثر من ثالثة أذرع لم يعتبر‪.‬‬
‫(ويندب‪ )56‬للمص‪//‬لي وغ‪//‬يره ممن ليس في ص‪//‬الة (دف‪//‬ع الم‪//‬ار) بين‪//‬ه وبين س‪//‬ترته‬
‫(حينئٍذ ) أي‪ :‬حين استتاره بمعتبر مم‪//‬ا م‪//‬ر‪ ،57‬حيث لم يخش ذه‪//‬اب خش‪//‬وعه‪ ،‬ولم‬
‫يقصر بنحو وقوفه بطريق‪.58‬‬
‫(ويحرم المرور‪ )59‬بينه وبين سترته المعت‪//‬برة (حينئ‪ٍ/‬ذ ) أي‪ :‬حين إذ اس‪//‬تتر بس‪//‬ترة‬
‫معتبرة‪ ،‬وإن لم يجد المار طريقًا إال لضرورة كخوف محذور عليه أو على غيره‪.‬‬
‫بل اعتمد اإلسنوي ما نقله اإلمام عن األئمة‪ :‬أن له المروَر حيث ال طريق غير ما‬
‫بين المصلي وسترته‪ .‬أَّم ا سن االس‪//‬تتار بترتيب‪//‬ه الس‪//‬ابق؛ فلالتب‪//‬اع في اإلس‪//‬طوانة‬
‫والعصا مع أخبار كثيرة‪ ،‬منها‪ :‬خ‪//‬بر أبي داوود‪" :‬إذا ص‪//‬لى أح‪//‬دكم فليجع‪//‬ل أم‪//‬ام‬
‫وجهه شيئًا‪ ،‬فإن لم يجد فلينصب عصا‪ ،‬فإن لم يكن معه عصا فليخ‪//‬ط خط ‪ً/‬ا‪ ،‬ثم ال‬
‫يضره ما مر أمامه" أي‪ :‬في إكمال صالته‪ ،‬وقاسوا المصلى بالخط وقدموه عليه؛‬
‫ألنه أظهر في المراد‪ .‬وما اقتضاه المتن من جعل العصا في رتبة الجدار‪ ،‬والخ‪//‬ط‬
‫في رتبة المصلى تب‪//‬ع في‪//‬ه اإلس‪//‬نوي‪ ،‬والمعتم‪//‬د ماقدمت‪//‬ه‪ ،‬ويكفي في أص‪//‬ل الس‪//‬نة‬
‫مقابلته لجزء منها وإن قل‪.‬‬
‫‪« 55‬العين» (‪ :)278 /٨‬دار ومكتبة الهالل‬
‫«فرو‪َ‌:‬فْر َو ُة الّرأس‪ِ :‬ج ْلَد ُته بَش َع رها‪ .‬والَفْر ُو ‪ :‬معروٌف ‪ ،‬وَج مُعه ِفراء‪ ،‬وإذا كان الَفْر ُو كالجبة‬
‫فاسمه‪‌:‬فروة‪».‬‬
‫‪ 56‬قال أهل الظاهر بوجوبه لظاهر األم‪/‬ر فك‪/‬أن الن‪/‬ووي م‪/‬ا أطل‪/‬ع على ه‪/‬ذا أو اعت‪/‬د بخالفهم‬
‫وقال ابن بطال اتفقوا على دفع المار إذا صلى إلى سترة فأما إذا صلى إلى غير الس‪//‬ترة فليس‬
‫له ألن التصرف والمشي مباح لغيره في ذلك الموضع الذي يصلي في‪//‬ه فلم يس‪//‬تحق أن يمنع‪//‬ه‬
‫إال ما قام الدليل عليه وهي السترة التي وردت السنة بمنعها اهـ ع ق (‪ )7/255‬دار الفكر‬
‫‪ 57‬أي وهو في صالة صحيحة في‌اعتقاد‌المصلي فيما يظهر فرض‪//‬ا ك‪//‬انت أو نفال ش‪//‬رح م ر‬
‫اهـ ت (‪ )2/159‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪( 58‬قوله أيضا فيسن دفع مار ) أي‪ :‬وإن لم يأثم بمروره كالجاهل والساهي والغاف‪//‬ل والص‪//‬بي‬
‫والمجنون خالفا لحج اهـ اهـ ج (‪ )1/437‬دار الفكر‬
‫‪ 59‬وفي البج‪//‬يرمي عن العزي‪//‬زي أن‪//‬ه من الكب‪//‬ائر أخ‪//‬ذا من الح‪//‬ديث اهـ حاش‪//‬ية الش‪//‬رواني (‬
‫‪ )2/220‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫واألفضل‪ :‬جعل السترة بحيث تحاذي أحد حاجبي‪//‬ه األيمن أو األيس‪//‬ر وه‪//‬و األولى‬
‫عند المدابغي‪ ،60‬قال‪ :‬ألن الش‪//‬يطان ي‪//‬أتي من جهت‪//‬ه‪ .‬وق‪//‬ال (ع ش)‪ :‬األيمن أولى؛‬
‫لشرفه‪ ،‬وألن الشيطان إذا رأى السترة ال يأتي بالكلي‪/‬ة‪ ،‬وه‪/‬ذا ال يت‪/‬أتى في الج‪/‬دار‬
‫والمصلى‪ ،‬إال أنه يمكن في الجدار بأن يفصل طرفه أو شيء من وسطه‪ ،‬كما ه‪//‬و‬
‫مشاهد‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫وإنما سن جعلها يمينه أو يساره؛ لكراهة الصمد إليها‪ ،‬للنهي عنه ‪ ،‬لكن لو ص‪//‬مد‬
‫إليها لم تخرج عن كونها سترة معتبرة‪ ،‬ولو لم يمكن إال الصمد إليها فال كراهة‪.‬‬
‫وأَّم ا سن الدفع فللخبر الص‪//‬حيح‪" :‬إذا ص‪//‬لى أح‪//‬دكم إلى ش‪//‬يء يس‪//‬تره من الن‪//‬اس‪،‬‬
‫ف‪///‬أراد أح‪///‬د أن يجت‪///‬از بين يدي‪///‬ه‪ 62‬فليدفع‪///‬ه‪ ،63‬ف‪///‬إن أبى فليقاتل‪///‬ه‪ ،‬فإنم‪///‬ا ه‪///‬و‬
‫شيطان"‪.‬ويؤخذ منه أنه يلزمه تحري األسهل فاألسهل في الدفع‪ ،‬كما في الصائل‪،‬‬
‫وليحذر من دفعه بثالث حركات متوالية؛ فإنها مبطلة‪.‬وأَّم ا حرمة الم‪//‬رور فلخ‪//‬بر‪:‬‬
‫"لو يعلم المار بين يدي المص‪/‬لي ‪-‬أي‪ :‬المس‪/‬تتر كم‪/‬ا أف‪/‬اده الح‪/‬ديث الس‪/‬ابق‪ -‬م‪/‬اذا‬
‫عليه من اإلثم لكان أن يق‪//‬ف أربعين‪ -‬أي‪ :‬س‪/‬نة‪ 64‬كم‪//‬ا في رواي‪//‬ة‪ -‬خ‪/‬ير ل‪//‬ه من أن‬
‫يمر بين يديه"‪ .‬والخبر الدال على عدم الحرمة ضعيف‪ ،‬ولو رآه مستترًا باألدون‪،‬‬
‫فشك في تقصيره باالس‪//‬تتار ب‪//‬ه ح‪/‬رم الم‪//‬رور‪ .‬وك‪//‬ل ص‪//‬ف س‪/‬ترة لمن بع‪//‬ده عن‪//‬د‬
‫(حج)‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫تنبيه‪ :‬العبرة في الدفع باعتقاد المصلي‪ ،‬وفي حرم‪//‬ة الم‪//‬رور باعتق‪//‬اد الم‪//‬ار ‪.‬ولم‬
‫يجب الدفع‪ ،‬وإن كان من ب‪//‬اب النهي عن المنك‪//‬ر؛ لالختالف في تح‪//‬ريم الم‪//‬رور‪،‬‬
‫وألن اإلنكار إنما يجب حيث ال خوف ف‪//‬وت مص‪//‬لحة أو وق‪//‬وع في مفس‪//‬دة‪ ،‬وهن‪//‬ا‬
‫يؤدي إلى فوات الخشوع‪ ،‬قال‪//‬ه م ر‪ .‬لكن ق‪//‬ال حج‪( :‬عل‪//‬ة ال‪//‬دفع مركب‪//‬ة من‪ :‬ع‪//‬دم‬
‫تقصير المص‪//‬لي‪ ،‬وحرم‪//‬ة الم‪//‬رور‪ ،‬فل‪//‬ذا الي‪//‬دفع المراه‪//‬ق؛ لع‪//‬دم الحرم‪//‬ة علي‪//‬ه)‬
‫اهـولو تعارض الرداء والسترة قدمت إن كان مستور العاتقين‪ ،‬وإال س‪//‬ترهما وإن‬

‫‪ 60‬نق‪//‬ل عن اإليع‪//‬اب لحج أن األولى جعله‪//‬ا عن يس‪//‬اره وفي‪//‬ه وقف‪//‬ة اهـ حاش‪//‬ية الش‪//‬رواني (‬
‫‪ )2/120‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 61‬وأخرج أبو داود من حديث المقداد بن األسود‪ ،‬قال‪( :‬ما رأيت سول هللا يصلي إلى عود وال‬
‫عمود وال شجرة إال جعله على حاجبه األيمن أو األيسر‪ ،‬وال يصمد له صمدا) اهـ ع ق اهـ ع‬
‫ق (‪ )4/292‬دار الفكر‬
‫‪ 62‬أي‪ :‬يمر بين يديه‪ ،‬أي بالقرب منه فيما بينه‪ ،‬وبين السترة‪ ،‬وعَّبر باليدين؛ ألن أكثر الشغل‬
‫يقع بهما اهـ ع ق اهـ ع ق (‪ )4/230‬دار الفكر‬
‫‪ 63‬وفي رواية مسلم‪( :‬فليدفع في نحره) اهـ ع ق اهـ ع ق (‪ )4/291‬دار الفكر‬
‫‪ 64‬قال أبو النضر ال أدري أقال أربعين يوما أو شهرا أو سنة مطابقته للترجم‪//‬ة ظ‪//‬اهرة اهـ ع‬
‫ق (‪ )4/291‬دار الفكر‬
‫هل العبرة هنا في حرمة المرور المقتضية لل‪/‬دفع باعتق‪/‬اد المص‪/‬لي أو الم‪/‬ار أو‬ ‫‪65‬‬

‫هما كل محتمل إذ قضية جعلهم هذا من ب‪//‬اب النهي عن المنك‪//‬ر الث‪//‬اني إذ ال ينك‪//‬ر‬
‫إال المجمع عليه أو الذي اعتقد الفاعل تحريمه اهـ ت (‪ )2/124‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫ف‪/‬اتت‪ ،‬أو الخش‪/‬وع والس‪/‬ترة‪ ،‬أو الص‪/‬ف األول ق‪/‬دم الخش‪/‬وع عليهم‪/‬ا‪ ،‬أو الص‪/‬ف‬
‫األول والسترة قِّدم‪ .‬ويحرم المرور م‪//‬ع الس‪/‬ترة في جمي‪//‬ع األح‪/‬وال (إال إذا ص‪//‬لى‬
‫في قارعة الطريق) أو درب ضيق‪ ،‬أو باب مسجد‪ ،‬أو نح‪//‬و ذل‪//‬ك ‪(66‬وإال لفرج‪//‬ة)‬
‫تركت (في الصف المتقدم) أو س‪/‬عة بحيث ل‪/‬و دخله‪/‬ا لوس‪/‬عته معهم بال مش‪/‬قة‪ ،‬أو‬
‫استتر بما يشتغل به قلبه ك‪//‬امرأة ورج‪//‬ل اس‪//‬تقبله‪ ،‬أو لم تس‪//‬تجمع س‪//‬ترته الش‪//‬روط‬
‫المتقدمة فال يح‪//‬رم الم‪//‬رور ول‪//‬و في مح‪//‬ل س‪//‬جوده‪ ،‬لكن‪//‬ه خالف األولى‪ ،‬ويح‪//‬رم‬
‫حينئٍذ الدفع‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫ولو صلى بال س‪//‬ترة فوض‪//‬عها غ‪//‬يره بين يدي‪//‬ه ول‪//‬و بال إذن‪//‬ه اعت‪//‬د به‪//‬ا ‪ ،‬زاد في‬
‫"الفتح"‪ :‬إن نوى االستتار بها‪ .‬ويج‪//‬وز المن‪//‬ع من الوق‪//‬وف في ح‪//‬ريم المص‪//‬لي أو‬
‫القارىء‪ ،‬وهو قدر ما يسجد في‪//‬ه‪ .‬وحيث منعن‪//‬ا الم‪//‬رور بين ي‪//‬دي المص‪//‬لي‪ ،‬فه‪//‬ل‬
‫يجوز مد نحو اليد فيه حال عدم سجوده؟ قال في "القالئد"‪ :‬نعم‪ ،‬ونقل (ب ج) عن‬
‫(ع ش) المنع‪.68‬‬
‫(فصل‪ ):‬في سجود السهو وما يتعلق به‪.‬‬
‫واقتصروا على تقييده بالسهو للغالب‪ ،‬وإال فيكون أيضًا للعمد‪ ،‬كم‪//‬ا ي‪//‬أتي‪( .‬يس‪//‬ن)‬
‫متأكدًا (سجدتان للسهو) أي‪ :‬للخلل الواق‪//‬ع في الص‪//‬الة غ‪//‬ير الجن‪//‬ازة‪ ،‬وفي س‪//‬جدة‬
‫تالوة وشكر‪ ،‬وال مانع من جبر الشيء بأكثر منه‪ ،‬فإنه عه‪//‬د‪ ،‬كم‪//‬ا في ت‪//‬رك كلم‪//‬ة‬
‫من نحو القنوت‪ ،‬وفي إفساد يوم بجماع؛ وذلك لألحاديث اآلتية ولم يجب؛ ألن‪//‬ه لم‬
‫ينب عن واجب‪ ،‬بحالف جبرانات الحج‪.69‬‬
‫‪70‬‬
‫وإنما تسن (بأحد أسباب ثالثة)‪ ،‬بل خمسة‪:‬‬

‫كالمحل الذي يغلب مرور الناس فيه وقت الصالة ولو في المسجد كالمطاف قال‬ ‫‪66‬‬

‫شيخنا ع ش وليس منه ما جرت به العادة من الص‪/‬الة ب‪/‬رواق ابن معم‪/‬ر بالج‪/‬امع‬
‫األزهر فإن هذا ليس محال للمرور غالبا نعم ينبغي أن يكون منه م‪//‬ا ل‪//‬و وق‪//‬ف في‬
‫مقابلة الباب ا هـ برماوي‬
‫على المعتمد اهـ ت (‪ )2/124‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫لحرم‪//‬ة الم‪//‬رور ول‪//‬و ببعض بدن‪//‬ه كي‪//‬ده ويح‪//‬رم على ال‪//‬ولي تمكين مولي‪//‬ه غ‪//‬ير‬ ‫‪68‬‬

‫المكلف ويلحق بالمرور جلوسه بين يديه ومد رجليه واض‪//‬طجاعه‪ ،‬فك‪//‬ل م‪//‬ا ذك‪//‬ر‬
‫من الكبائر أخذا من الحديث اهـ ج (‪ )2/97‬دار الفكر‬
‫‪ 69‬فصل في سجود السهو وشرع لجبر الخلل الواق‪//‬ع في الص‪//‬الة غ‪/‬ير ص‪//‬الة الجن‪//‬ازة أو في‬
‫سجدة التالوة والشكر وال مانع من جبر الشيء بما ه‪//‬و أك‪//‬ثر من‪//‬ه وإلرغ‪//‬ام الش‪//‬يطان لكن إن‬
‫كان مقتضيه حصل سهوا فالمقصود بالذات جبر الخلل ويحصل إرغام الشيطان تبعا وهو من‬
‫خصوصيات هذه األمة اهـ ن ز (‪ )81‬دار الفكر‬
‫‪ 70‬وهي أربعة كما سيأتي ترك بعض وسهو ما يبطل عمده ونقل قولي والشك في ت‪//‬رك بعض‬
‫وإضافة السجود للسهو من إضافة المسبب للسبب أي س‪//‬جود س‪//‬ببه الس‪//‬هو اهـ ج (‪ )2/97‬دار‬
‫الفكر‬
‫‪13‬‬

‫ترك بعض‪ ،‬ونقل قولي غير مبطل‪ ،‬وزيادة فعل يبطل عمده فقط‪ ،‬والشك في ترك‬
‫بعض‪ ،‬وإيقاع فعل مع التردد في زيادته‪.‬‬
‫فإن سجد لغير ذلك بطلت صالة غير الجاهل المعذور بنحو قرب عه‪//‬د باإلس‪//‬الم‪،‬‬
‫كما في "التحفة"‪ ،‬لكن في "الفتح"‪ :‬ولو مخالطًا لنا‪.‬‬
‫ويمكن شمول األول لألخيرين بأن يراد به ترك المأمور به الشامل لألبعاض يقينًا‬
‫أو شكًا‪ ،‬وللتحفظ‪.‬‬
‫وجعلها في "المنهاج" شيئين‪ :‬ترك مأمور به الشامل لألبعاض والتحف‪//‬ظ‪ ،‬أو فع‪//‬ل‬
‫منهي عنه ولو احتماًال‪.‬‬
‫فيشمل‪ :‬ما يبطل عمده كنقل الفعلي‪ ،‬وما ال يبط‪//‬ل عم‪//‬ده كنق‪//‬ل الق‪//‬ولي‪ ،‬كالفاتح‪//‬ة‪،‬‬
‫والقيام إلى ركعة مع الشك‪ ،71‬أهي رابعة أم خامسة؟‬
‫فهي منهي عنها احتماًال؛ الحتمال أنها خامسة‪ ،‬وبفرض أنها رابعة يس‪//‬جد؛ ل‪//‬ترك‬
‫التحفظ المأمور به‪ ،‬فلم يخرج عنهما‪.‬‬
‫(األول‪ :‬ترك كلمة) أو حرف (من التشهد األول) ولو عمدًا‪.‬‬
‫والمراد به‪ :‬اللفظ الواجب‪ 72‬في التشهد األخير دون ما يسن فيه‪ ،‬فال سجود بتركه؛‬
‫وذلك لما صح (أنه صلى هللا عليه وسلم تركه ناسيًا‪ ،‬وسجد قبل أن يسلم)‪.73‬‬
‫وقيس بالنسيان العمد‪ ،‬بل خلل‪//‬ه أك‪//‬ثر‪ ،‬ول‪//‬و ص‪//‬لى التس‪//‬بيح أو راتب‪//‬ه نح‪//‬و الظه‪//‬ر‬
‫أربعًا وترك التشهد األول سجد إن قلنا‪ :‬إنه سنة حينئذ‪.‬‬
‫قال (سم)‪ :‬وهو المعتمد‪ ،‬بخالف ما ل‪//‬و ص‪//‬لى أربع‪ً/‬ا نفًال مطلق‪ً/‬ا بقص‪//‬د أن يتش‪//‬هد‬
‫تشهدين او أطلق‪ ،‬فاقتص‪//‬ر على األخ‪//‬ير كم‪//‬ا في "التحف‪//‬ة"‪ ،‬لكن خالف‪//‬ه (م ر) في‬
‫صورة القصد‪.‬‬
‫(أو) ترك كلمة أو حرف ولو عمدًا من (القنوت) الراتب‪ ،‬وذل‪/‬ك (في الص‪/‬بح‪ ،‬أو)‬
‫في (وت‪//‬ر نص‪//‬ف رمض‪//‬ان األخ‪//‬ير)؛ قياس ‪ً/‬ا على ت‪//‬رك التش‪//‬هد األول دون قن‪//‬وت‬
‫النازلة‪74‬؛ ألن‪/‬ه ع‪/‬ارض‪ ،‬وت‪/‬رك كل‪/‬ه أولى بالس‪/‬جود‪ .‬اليق‪/‬ال‪( :‬كلم‪/‬ات القن‪/‬وت ال‬
‫‪ 71‬الشك الترّد د في الوقوع والالوقوع اهـ غاية الوصول (‪ )13‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 72‬وهي التحيات هلل سالم علي‪/‬ك أيه‪/‬ا الن‪/‬بي ورحم‪/‬ة هللا وبركات‪/‬ه س‪/‬الم علين‪/‬ا وعلى عب‪/‬اد هللا‬
‫الصالحين أشهد أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا اهـ ا ط (‪ )1/197‬دار الفكر‬
‫‪ 73‬قال سم على حجر هو أعنى السهو جائز على األنبياء بخالف النسيان ألنه نقص ‪ ,‬وما في‬
‫األخبار من نسبة النسيان إليه عليه أفضل الصالة والسالم فالمراد بالنس‪//‬يان في‪//‬ه الس‪//‬هو ‪ .‬وفي‬
‫شرح المواقف الفرق بين السهو والنسيان أن األول زوال الصورة عن المدركة مع بقائه‪//‬ا في‬
‫الحافظة والنسيان زوالها عنهما معا فيحتاج في حصولها إلى س‪//‬بب جدي‪//‬د اه ‪ .‬ف‪//‬إن قي‪//‬ل كي‪//‬ف‬
‫سها صلى هللا عليه وسلم مع أنه ال يقع السهو إال من القلب الغافل الالهي أجيب بأنه غاب عن‬
‫كل ما سوى هللا فسها عن غيره تعالى واش‪/‬تغل بتعظيم هللا فق‪/‬ط وم‪/‬ا أحس‪/‬ن ق‪//‬ول بعض‪//‬هم ي‪/‬ا‬
‫سائلي عن رسول هللا كيف سها والسهو من كل قلب غافل الهي قد غاب عن ك‪//‬ل ش‪//‬يء س‪//‬ره‬
‫فسها عما سوى هللا فالتعظيم هلل اهـ أ ط (‪ )1/196‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 74‬وإنما لم يسن السجود لتركه ألنه سنة عارضة في الص‪/‬الة ي‪/‬زول ب‪/‬زوال تل‪/‬ك النازل‪/‬ة فلم‬
‫يتأكد شأنه بالجبر اه م ر اهـ أ ط (‪ )1/198‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪14‬‬

‫تتعين‪ ،‬فِلَم كان ترك بعضه كترك كله؟) ألن عدم تعينها إذا لم يشرع في‪//‬ه‪ .‬وف‪//‬ارق‬
‫بدله بأنه ال حد له‪.‬‬
‫(أو) ترك (الص‪/‬الة على الن‪/‬بي ص‪/‬لى هللا علي‪/‬ه وس‪/‬لم في التش‪/‬هد األول) والم‪/‬راد‬
‫الواجب منها بعد التشهد األخير‪ ،‬ألنها ذكر يجب اإلتي‪/‬ان ب‪/‬ه في األخ‪/‬ير‪ ،‬فيس‪/‬جد؛‬
‫لتركه في األول كالتشهد األول‪.‬‬
‫(أو) ترك الصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو على آل‪//‬ه في (القن‪//‬وت) أي‪:‬‬
‫بعده؛ قياسًاعلى ما قبلها‪.‬‬
‫(أو) ت‪//‬رك (الص‪//‬الة على اآلل في التش‪//‬هد األخ‪//‬ير‪)75‬؛ قياس‪ً//‬ا على ذل‪//‬ك أيض‪ً//‬ا‪.‬‬
‫وصورة السجود لتركها‪ :‬أن يتيقن ترك إمامه لها بعد أن سلم إمامه وقب‪/‬ل أن يس‪/‬لم‬
‫هو‪ ،‬أو بعد أن سلم وهو ناسيًا وقصر الفصل‪ ،‬فيعود ويس‪/‬جد؛ ل‪//‬ترك إمام‪//‬ه له‪//‬ا‪.76‬‬
‫أَّم ا لتركه هو لها ‪ ..‬فال يعود لإلتيان بها؛ إذ ال يعود لسنة غير السجود للسهو‪ ،‬وال‬
‫ليسجد للسهو لتركه لها؛ إذ لو صح عوده للسجود لتركها ك‪//‬ان متمكن ‪ً/‬ا منه‪//‬ا‪ ،‬وم‪//‬ا‬
‫هو متمكن منه ال يسجد لتركه‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬جعل المصنف األبعاض‪ :‬ستة‪ ،‬وفي "التحري‪//‬ر"‪ :‬أنه‪//‬ا ثماني‪//‬ة بزي‪//‬ادة القي‪//‬ام‬
‫للقنوت‪ ،‬والصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم وعلى اآلل‪ ،‬والجل‪//‬وس للتش‪//‬هد‪،‬‬
‫والصالة على النبي بعده وعلى اآلل في األخير‪.‬وبعضهم عد القيام والجلوس لك‪//‬ل‬
‫من الس‪//‬تة‪ ،‬فص‪//‬ارت اث‪//‬ني عش‪//‬ر‪ .‬ق‪//‬ال الش‪//‬رقاوي‪( :‬وزي‪//‬د ثماني‪//‬ة‪ :‬الص‪//‬الة على‬
‫الصحب‪ ،‬والسالم على النبي‪ ،‬وعلى اآلل والصحب‪ ،‬والقيام لكٍل ‪ ،‬فهذه عش‪//‬رون)‬
‫اهـ‬
‫ولو اقتدى شافعي بحنفي في ص‪//‬بح قنت إن أمكن‪//‬ه أن يلحق‪//‬ه في الس‪//‬جدة األولى‪،‬‬
‫ويسجد للسهو‪77‬؛ لترك إمامه له‪ ،78‬وكذا ل‪//‬و اقت‪//‬دى ب‪//‬ه في إح‪//‬دى الخمس؛ ألن‪//‬ه ال‬
‫يص‪//‬لي على الن‪//‬بي في التش‪//‬هد األول؛ ألن‪//‬ه عن‪//‬ده منهي عن‪//‬ه يقتض‪//‬ي اإلتي‪//‬ان ب‪//‬ه‬
‫السجود‪ ،‬بخالف ما لو اقتدى مصلي الص‪//‬بح بمص‪//‬لي س‪/‬نتها؛ لتحم‪//‬ل اإلم‪//‬ام عن‪//‬ه‬
‫القن‪//‬وت‪ ،‬واإلم‪//‬ام ال قن‪//‬وت علي‪//‬ه‪ ،‬فلم يتط‪//‬رق خل‪//‬ل إلى ص‪//‬الته‪ ،‬وه‪//‬ذا في ت‪//‬رك‬

‫‪ 75‬وهو اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إب‪//‬راهيم وعلى آل إب‪//‬راهيم إلخ‬
‫اهـ أ ط (‪ )1/198‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 76‬ذكر شيخنا كحج أن سجود السهو بفعل اإلمام يستقر على المأموم فيصير كالركن حتى لو‬
‫سلم ناسيا له وتذكره لزم‪//‬ه الع‪//‬ود إلي‪//‬ه إن ق‪//‬رب الفص‪//‬ل وإال أع‪//‬اد ص‪//‬الته وه‪//‬ل ه‪//‬ذا خ‪//‬اص‬
‫بالموافق أو جار حتى في المسبوق فيكون قول المصنف هنا ثم يعيده مسبوق آخر ص‪//‬الته أي‬
‫‪ :‬ندبا على األول ووجوبا على الثاني الذي تحرر األول فال يستقر إال على المواف‪//‬ق ا هـ ح ل‬
‫ومثله شرح م ر وكتب عليه ع ش قوله يستقر على الم‪//‬أموم ظ‪//‬اهره ول‪//‬و مس‪//‬بوقا ‪.‬اهـ م ج (‬
‫‪ )4/229‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 77‬على المنقول المعتمد اهـ أ ط (‪ )1/198‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ 78‬ألنه بتركه له لحقه سهوه في اعتقاده اهـ أ ط (‪ )1/198‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫البعض المعين يقين‪ً/‬ا‪ .‬فل‪//‬و ش‪//‬ك في ت‪//‬رك بعض مبهم فال يس‪//‬جد‪ ،‬أو معين‪ ،‬كالقي‪//‬ام‬
‫للصالة على اآلل سجد‪ ،‬وهذا هو السبب الثاني‪ ،‬لكن أدرجه المصنف في األول‪.‬‬
‫وسميت هذه أبعاضًا؛ تشبيها لها بالبعض حقيقة‪ ،‬وهو الركن؛ بناء على أن الصالة‬
‫حقيقة فيها فقط‪ ،‬وال تجبر باقي السنن‪ ،‬فإن سجد لشيء منها ‪ ..‬بطلت صالته على‬
‫ما مر‪ ،‬ولنا قول قديم‪ :‬أنها تجبر كلها بالسجود‪.‬‬
‫(الث‪//‬اني) من األس‪//‬باب (فع‪//‬ل م‪//‬ا ال يبط‪//‬ل س‪//‬هوه) الص‪//‬الة (ويبطلـ) ـها (عم‪//‬ده‪،‬‬
‫كالكالم القليل ناسيًا‪ ،‬أو األكل القليل ناسيًا‪ ،79‬أو زيادة ركن فعلي ناسياً ك‪//‬الركوع)‬
‫وكذا زيادة ركعة فأكثر ناسيًا‪ ،‬وكالناسي‪ :‬جاهل معذور بنحو ق‪//‬رب عه‪//‬د بإس‪//‬الم‪،‬‬
‫أو بخفاء المبطل؛ لكونه مما يخفى على أكثر العوام ك‪//‬التنحنح‪ ،‬وع‪//‬ود إلى التش‪//‬هد‬
‫األول بعد قيامه عنه‪ ،‬وتطويل ركن قصير بغير مش‪//‬روع‪ ،‬وجلوس‪//‬ه لتش‪//‬هد ترك‪//‬ه‬
‫إمامه ونحو ذلك‪ ،‬فال تبط‪//‬ل ب‪//‬ه ص‪//‬الة الجاه‪//‬ل مطلق‪ً/‬ا‪ ،‬ويس‪//‬جد للس‪//‬هو إن لم يكن‬
‫مأمومًا؛ وذلك لما روى الشيخان‪( :‬أنه صلى هللا عليه وسلم ص‪//‬لى الظه‪//‬ر خمس‪ً/‬ا‪،‬‬
‫وسجد للسهو بعد السالم‪ ،)80‬ولما مر من حديث ذي اليدين‪ ،‬ومعاوية بن الحكم‪.‬‬
‫واستثنى من ذلك‪ :‬ما لو حول المتنف‪//‬ل دابت‪//‬ه عن القبل‪//‬ة س‪//‬هوًا ورّد ه‪//‬ا ف‪//‬ورًا ‪ ..‬فال‬
‫يسجد عند (حج)‪ ،‬م‪/‬ع أن عم‪/‬ده مبط‪/‬ل‪ ،‬لكن خف‪/‬ف عن‪/‬ه؛ لمش‪/‬قة الس‪/‬فر م‪/‬ع ع‪/‬دم‬
‫تقصيره‪.‬‬
‫وما لو سها فسجد للسهو‪ ،‬ثم س‪/‬ها قب‪/‬ل س‪/‬المه ‪ ..‬فإن‪/‬ه ال يس‪/‬جد للس‪/‬هو؛ إذ س‪/‬جود‬
‫السهو يجبر ما قبله وما فيه وما بعده‪ ،‬ال نفسه‪ ،‬كأن ظن سهوًا فس‪//‬جد‪ ،‬فب‪//‬ان أن ال‬
‫سهو‪ ،‬فيسجد ثانيًا؛ لسهوه بالسجود‪(.‬وال يسجد لما) أي‪ :‬لفعل (ال يبط‪/‬ل س‪/‬هوه وال‬
‫عمده‪ ،‬كااللتفات) الواحد (والخطوة والحطوتين) وإن تواليا‪ ،‬والثالث غير متوالية‬
‫عمدًا أو سهوًا؛ ألنه صلى هللا عليه وسلم فعل ذلك ولم يس‪/‬جد‪ ،‬وأم‪//‬ر ب‪//‬ه ولم ي‪//‬أمر‬
‫بالسجود له كما مر في شروط الصالة (إال إن ق‪/‬رأ) الفاتح‪/‬ة أو الس‪/‬ورة (في غ‪/‬ير‬

‫‪ 79‬ومرجع القليل والكثير إلى العرف على األصح وقيل ‪ :‬الكلمة الكلمتان ونحوهما وقيل ‪ :‬ما‬
‫يسع زمانه ركعة وصحح السبكي تبعا للمتولي أن الكالم الكثير ناسيا ال يبطل لقصة ذي‬
‫اليدين " اهـ م غ (‪ )1/430‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪ 80‬ألنه صلى هللا عليه وسلم { صلى الظهر خمسا وسجد للسهو بع‪//‬د الس‪//‬الم } رواه الش‪//‬يخان‬
‫وقيس بما فيه نحوه ويستثنى من ذلك المتنفل في السفر إذا انحرف عن طريقه إلى غير القبل‪//‬ة‬
‫ناس‪/‬يا وع‪/‬اد عن ق‪//‬رب ف‪//‬إن ص‪//‬الته ال تبط‪/‬ل بخالف العام‪/‬د كم‪/‬ا م‪/‬ر وال يس‪/‬جد للس‪/‬هو على‬
‫المنص‪//‬وص ال‪//‬ذي ذك‪//‬ره في الروض‪//‬ة كأص‪//‬لها وص‪//‬ححه في المجم‪//‬وع وغ‪//‬يره لكن ص‪//‬حح‬
‫الرافعي في الشرح الصغير أنه يسجد اهـ ج (‪ )4/173‬دار الكتب العلمية‬
‫‪16‬‬

‫محل القراءة‪ )81‬كالركوع وجلس التشهد‪(.‬أو تش‪//‬هد) التش‪//‬هد األول‪ ،‬أو اآلخ‪//‬ر (في‬
‫غير محله) كالقيام والجلوس بين السجدتين‪.‬‬
‫(أو صلى على النبي صلى هللا عليه وسلم في غير محله) كالركوع (فيسجد ل‪//‬ذلك)‬
‫وإن لم يبطل عمده ‪ ..‬فهو مستثنى من قاعدة‪ :‬ما ال يبط‪//‬ل عم‪//‬ده ال س‪//‬جود لس‪//‬هوه‬
‫(سواء فعله سهوًا أو عمدًا)؛ لتركه التحفظ الم‪//‬أمور ب‪//‬ه في جمي‪//‬ع الص‪//‬الة فرض‪ً/‬ا‬
‫ونفًال‪ ،‬أم‪//‬رًا مؤك‪//‬دًا كتأكي‪//‬د التش‪//‬هد األول‪ ،‬فه‪//‬و وإن لم يكن بعض ‪ً/‬ا حقيق‪//‬ة يش‪//‬به‬
‫البعض‪ .‬وعليه‪ :‬فيسجد لترك البعض وشبهه‪ .‬نعم؛ لو قرأ السورة قب‪/‬ل الفاتح‪/‬ة‪ ،‬أو‬
‫صلى على النبي صلى هللا عليه وسلم قبل التشهد لم يس‪//‬جد؛ ألن كّالً في محل‪//‬ه في‬
‫الجملة‪ ،‬ونقل بعض ما ذكر كنقل كله‪.‬‬
‫ويسنثنى أيضأ‪ :‬ما لو قنت في موضع ال يش‪/‬رع في‪//‬ه بنيت‪//‬ه‪ ،‬كقب‪//‬ل الرك‪//‬وع‪ ،‬أو في‬
‫اعتدال ولو أخيرًا لغير نازلة في غير صبح‪ ،‬ووتر النصف األخير من رمضان‪.‬‬
‫وما لو فرقهم في الخوف أرب‪//‬ع ف‪//‬رق أو فرق‪//‬تين‪ ،‬وص‪//‬لى بك‪ٍ/‬ل ركع‪//‬ة في األولى‪،‬‬
‫وبفرقة ركع‪/‬ة وب‪/‬األخرى ثالث‪ً/‬ا في الثاني‪/‬ة ‪ ..‬فيس‪/‬جد اإلم‪/‬ام وغ‪/‬ير الفرق‪/‬ة األولى‬
‫للسهو؛ للمخالفة باالنتظ‪//‬ار في غ‪//‬ير محل‪//‬ه‪ ،‬وتكري‪//‬ر الفاتح‪//‬ة كم‪//‬ا في "اإلم‪//‬داد"‪،‬‬
‫وتكرير التشهد كما في فتاوى (حج)‪ ،‬فيسجد لجميع ذلك وإن كان عم‪//‬ده ال يبط‪//‬ل‪،‬‬
‫وقضية كالم المصنف أنه ال يسجد لغير ما ذكره‪ ،‬وفيه خالف‪.‬حاصله‪ :‬أن ال‪//‬ركن‬
‫يسجد لنقله مطلقًا‪ ،‬وكذا البعض إن كان تشهدًا‪ ،‬فإن ك‪//‬ان قنوت ‪ً/‬ا س‪//‬جد لنقل‪//‬ه بنيت‪//‬ه‪،‬‬
‫والهيئة يسجد لنقل السورة منها مطلقًا‪ ،‬وغيرها ال يس‪//‬جد نقل‪//‬ه عن‪//‬د (م ر) مطلق‪ً/‬ا‪،‬‬
‫ويسجد له عند (حج) إن نوى به أنه ِذ كُر ذلك المنقوِل عنه‪ ،‬كأن قال‪ :‬سبحان ربي‬
‫العظيم في القيام أو السجود بنية أنه ذكر الركوع‪.‬فال يس‪//‬جد لنق‪//‬ل التس‪//‬بيح عن‪//‬د (م‬
‫ر)‪ ،‬وال لنق‪//‬ل الص‪//‬الة على اآلل إلى التش‪//‬هد األول‪ ،‬وال بالبس‪//‬ملة أول التش‪//‬هد‪،‬‬
‫ويسجد له عند (حج) بشرطه المتقدم‪.‬‬
‫نعم؛ نقل السالم عمدًا مبطل‪ ،‬وكذا تكبيرة اإلح‪/‬رام ب‪/‬أن ك‪/‬بر أثن‪/‬اء ص‪/‬الته بقص‪/‬د‬
‫اإلحرام؛ لتضمنه إبط‪//‬ال الص‪//‬الة‪.‬تنبي‪//‬ه‪ :‬م‪//‬ا م‪//‬ر من األفع‪//‬ال المنهي عنه‪//‬ا أربع‪//‬ة‬
‫أقسام‪ :‬قسم يبطل عمده وسهوه وجهله‪ ،‬كالكالم الكثير‪ ،‬وقسم يبط‪//‬ل عم‪//‬ده وجهل‪//‬ه‬
‫دون سهوه‪ ،‬كزيادة ركن فعلي‪ ،‬وقسم يبط‪//‬ل عم‪//‬ده دون س‪//‬هوه وجهل‪//‬ه‪ ،‬ك‪//‬التنحنح‬
‫ونحوه من المبطل الخفي‪ ،‬وقسم ال يبطل مطلقًا‪ ،‬كالحركتين‪.‬‬

‫‪ ( 81‬ولنقل ) مطلوب ( قولي غير مبطل ) نقله إلى غير محله ركنا كان كفاتحة أو بعض‪//‬ها أو‬
‫غير ركن كسورة وقنوت بنيته وتسبيح فيسجد ل‪//‬ه س‪//‬واء أنقل‪//‬ه عم‪//‬دا أو س‪//‬هوا لترك‪//‬ه التحف‪//‬ظ‬
‫المأمور به في الصالة مؤكدا كتأكيد التشهد األول وال ي‪//‬رد نق‪//‬ل الس‪//‬ورة قب‪//‬ل الفاتح‪//‬ة حيث ال‬
‫يسجد له ؛ ألن القيام محلها في الجملة ويقاس بذلك نظائره وتعب‪/‬يري بم‪/‬ا ذك‪/‬ر أعم وأولى من‬
‫تعب‪//‬يره بنق‪//‬ل ركن ق‪//‬ولي ومن تقيي‪//‬ده الس‪//‬جود بالس‪//‬هو وخ‪//‬رج بم‪//‬ا ذك‪//‬ر نق‪//‬ل الفعلي والس‪//‬الم‬
‫وتكبيرة اإلحرام عمدا فمبطل وفارق نقل الفعلي نقل القولي غ‪/‬ير م‪/‬ا ذك‪/‬ر بأن‪/‬ه ال يغ‪/‬ير هيئ‪/‬ة‬
‫الصالة بخالف نقل الفعلي ‪ .‬اهـ ج (‪ )4/181‬دار الكتب العلمية‬
‫‪17‬‬

‫(ول‪//‬و نس‪//‬ي) اإلم‪//‬ام أو المنف‪//‬رد (التش‪//‬هد األول) وقع‪//‬وده أو أح‪//‬دهما (ف‪//‬ذكره بع‪//‬د‬
‫انتصابه) أي‪ :‬وصوله لحد يجزئ في القيام بأن ال يك‪//‬ون أق‪//‬رب إلى أق‪//‬ل الرك‪//‬وع‬
‫(لم يعد) إليه؛ لحرمته حينئٍذ ‪ ،‬ألخبار صحيحة فيه‪ ،82‬ولتلبسه بفرض وه‪//‬و القي‪//‬ام‪،‬‬
‫أو بدله‪ ،‬كأن شرع من يصلي قاعدًا في القراءة‪(.‬فإن عاد عالمًا بتحريمه عام‪//‬دًا ‪..‬‬
‫بطلت) ص‪//‬الته؛ لزيادت‪//‬ه فعًال يخ‪//‬ل بهيئته‪//‬ا بال ع‪//‬ذر‪ ،‬بخالف قط‪//‬ع الق‪//‬ولي لنف‪//‬ل‬
‫كالفاتح‪//‬ة للتع‪//‬وذ‪ ،‬فغ‪//‬ير مح‪//‬رم وإن ك‪//‬ره‪ ،‬وبخالف زي‪//‬ادة فع‪//‬ل ال يخ‪//‬ل بهيئته‪//‬ا‬
‫كجلوس قبل السجود‪ ،‬وبخالف زيادته لعذر كما يأتي‪(.‬أو) ع‪//‬اد (ناس‪//‬يًا) للص‪//‬الة‪،‬‬
‫أو حرمة عوده‪ ،‬واستشكل عوده للتشهد م‪//‬ع نس‪//‬يانه الص‪//‬الة‪ ،‬وأجيب ب‪//‬أن الم‪//‬راد‬
‫عوده لمحله‪.‬‬
‫(أو جاهًال) بتحريم العود ولو مخالطًا لنا؛ لخفائه ( ‪ ..‬فال) تبطل صالته ؛ لع‪//‬ذره‬
‫‪83‬‬

‫فيهما‪ ،‬ولخبر‪" :‬رفع عن أمتي الخطأ والنسيان" في األول‪ ،‬يلزمه القيام فورًا عن‪//‬د‬
‫تذكره وعلمه (ويسجد للسهو)؛ ألنه يبطل عمده‪.‬‬
‫أما المأموم فإذا انتصب إمامه ولو بعد جلوسه لالستراحة‪ ،‬فتخلف عام‪//‬دًا عالم ‪ً/‬ا ‪-‬‬
‫زيادة على قدر أقل جلسة االس‪//‬تراحة عن‪//‬د (م ر) وعلى أكثره‪//‬ا عن‪//‬د (حج) ‪ -‬ولم‬
‫ينو المفارقة بطلت صالته وإن لم يأت بشيء من التشهد‪.‬‬
‫ولو قام اإلمام عنه ثم عاد ‪ ..‬لم تجز موافقته ‪-‬ألن‪//‬ه إم‪//‬ا عام‪//‬د وص‪//‬الته باطل‪//‬ة‪ ،‬أو‬
‫ساه وهو ال تجوز موافقت‪//‬ه‪ -‬ب‪//‬ل يق‪//‬وم الم‪//‬أموم إن لم يكن ق‪//‬د ق‪//‬ام ف‪//‬ورًا‪ ،‬وينتظ‪//‬ره‬
‫قائمًا؛ حمًال لعوده على السهو أو الجهل‪ ،‬أو يفارقه وهي هنا‪ ،‬وفيما إذا ق‪//‬ام اإلم‪//‬ام‬
‫لخامسة أولى؛ للخالف في ج‪//‬واز انتظ‪//‬اره حينئ‪ٍ/‬ذ ‪ .‬ول‪//‬و جلس اإلم‪//‬ام يتش‪//‬هد فش‪//‬ك‬
‫المأموم أهي ثالثة أو رابعة؟ وجب قيامه فورًا؛ إذ المش‪//‬كوك كالمع‪//‬دوم‪ ،‬وينتظ‪//‬ره‬
‫قائمًا أو يفارقه وهو أولى‪ ،‬وقيل تجوز موافقته مع الش‪//‬ك وي‪//‬أتي بع‪//‬د س‪//‬الم إمام‪//‬ه‬
‫بركعة‪ .‬ولو انتصب الم‪/‬أموم وجلس إمام‪/‬ه للتش‪/‬هد ف‪/‬إن ك‪/‬ان ناس‪/‬يًا لم يعت‪/‬د بفعل‪/‬ه‬
‫(ويجب) عليه (العود لمتابعة إمامه) إن لم ين‪/‬و المفارق‪/‬ة وت‪/‬ذكر قب‪/‬ل قي‪/‬ام اإلم‪/‬ام‪،‬‬
‫وإال لم يجب‪.‬‬
‫وحيث وجب ولم يعد بطلت صالته إن علم وتعمد‪ ،‬أو عامدًا سن له العود‪ ،‬كما إذا‬
‫ركع قبل إمامه عمدًا؛ ألن له قص‪//‬دًا ص‪//‬حيحًا بانتقال‪//‬ه من واجب ل‪//‬واجب ‪ ..‬فاعت‪//‬د‬
‫بفعله وخير بينهما‪ ،‬بخالف الس‪//‬اهي لوق‪//‬وع فعل‪//‬ه بال روي‪//‬ة‪ ،‬فكأن‪//‬ه لم يفع‪//‬ل ش‪//‬يئًا‬

‫‪ 82‬حدثنا المغيرة بن شبيل األحمسي عن قيس بن أبي حازم عن المغ‪//‬يرة بن ش‪//‬عبة رض‪//‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪( :‬إذا قام اإلمام في الركع‪//‬تين‪ :‬ف‪//‬إن ذك‪//‬ر قب‪//‬ل أن‬
‫يستوي قائمًا فليجلس‪ ،‬فإن استوى قائمًا فال يجلس‪ ،‬ويس‪//‬جد س‪//‬جدتي الس‪//‬هو)‪ .‬ق‪//‬ال أب‪//‬و داود ‪:‬‬
‫وليس في كتابي عن جابر الجعفي إال هذا الحديث ] اهـ ع ق (‪ )6/205‬دار الفكر‬
‫‪ 83‬أو جاهال " بتحريم العود " فكذا " ال تبطل " في األصح " كالناسي ألن‪//‬ه مم‪//‬ا يخفي على‬
‫العوام ويلزم‪//‬ه القي‪//‬ام عن‪//‬د العلم ويس‪//‬جد للس‪//‬هو ‪ .‬والث‪//‬اني تبط‪//‬ل لتقص‪//‬يره ب‪//‬ترك التعلم وه‪//‬ذا‬
‫الخالف في المنفرد واإلمام وأما المأموم فال يجوز له أن يتخلف عن إمامه للتشهد فإن تخل‪//‬ف‬
‫بطلت صالته لفحش المخالفة اهـ م غ (‪ )1/431‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫فتلزم‪/‬ه المتابع‪/‬ة‪ ،‬كم‪/‬ا ل‪/‬و لم يقم ليعظم أج‪/‬ره‪ ،‬والعام‪/‬د ك‪/‬المفوت على نفس‪/‬ه تل‪/‬ك‬
‫الفضيلة فلم يلزمه لعود‪.‬‬
‫وإنما خير من ركع سهوًا وإمامه قائم‪ ،‬أو سجد الثاني سهوًا وإمام‪//‬ه ج‪//‬الس؛ لع‪//‬دم‬
‫فحش المخالفة‪ ،‬ولم يسن ل‪//‬ه الع‪//‬ود لع‪//‬ذره‪ ،‬بخالف المتعم‪//‬د فيهم‪//‬ا ‪ ..‬فال ع‪//‬ذر ل‪//‬ه‬
‫فندب له العود‪ ،‬كذا في "التحفة"‪.‬‬
‫‪84‬‬
‫(وإن تذكر) غير المأموم ترك التشهد األول (قبل انتصابه) بمعناه السابق (عاد)‬
‫له ندبًا وإن خشي تشويش المأمومين‪ 85‬كما في "اإليعاب" ألن‪//‬ه لم يتلبس بف‪//‬رض‪،‬‬
‫ويسجد للسهو إن صار إلى القيام أقرب منه إلى القعود؛ ألن ذلك يبطل م‪//‬ع تعم‪//‬ده‬
‫وِع لِم تحريمه‪ ،‬بخالف ما إذا كان أقرب إلى القعود‪ ،‬أو س‪//‬واء لع‪//‬دم بطالن تعم‪//‬ده‬
‫بقيده اآلتي‪.‬‬
‫وفي‪" :‬المجموع" أنه ال يسجد ل‪//‬ذلك مطلق ‪ً/‬ا‪ ،‬وعلى األول فالس‪//‬جود للنه‪//‬وض م‪//‬ع‬
‫العود‪ ،‬أما المأموم فمر آنفًا أنه يعود لمتابعة إمامه وجوبًا أو ندبًا‪.‬‬
‫(ولو تركه) أي‪ :‬ترك غير المأموم التشهد األول (عامدًا) هذا قسيم قوله أوًال‪ :‬ول‪//‬و‬
‫نسي التشهد إلخ (فعاد) له عامدًا عالمًا (بطلت) صالته بتعمده ذلك (إن كان) وقَت‬
‫العود (إلى القيام أقرب) منه إلى القعود؛ لزيادته ما غير نظمها‪ ،‬بخالف ما لو عاد‬
‫وهو إلى القعود أقرب‪ ،‬أوعلى السواء‪.‬‬
‫وفي "المجموع"‪( :‬ويحل هذا التفصيل إن قصد بالنهوض ترك التشهد‪ ،‬ثم ب‪//‬دا ل‪//‬ه‬
‫العود إليه فعاد؛ ألن نهوضه حينئٍذ جائز‪.‬‬
‫اما لو زاد هذا النهوض عمدًا ال لمعنى ‪ ..‬فتبطل صالته؛ ال خالله بنظمها بمج‪//‬رد‬
‫خروجه عن اسم القعود) اهـ بل قال (سم)‪ :‬تبطل بمجرد الشروع في النهوض؛ إذ‬
‫الشروع في المبطل مبطل اهـ وقد يق‪/‬ال‪ :‬المبط‪/‬ل الخ‪/‬روج عن اس‪/‬م القع‪/‬ود ال م‪/‬ا‬
‫قبله من النهوض والقنوت كالتشهد فيما مر‪.‬‬
‫(و) منه أنه (لو نسي) غير المأموم (القنوت فذكره بعد وضع جبهته) للسجود (لم‬
‫يرجع) ب‪//‬ل إن ع‪//‬اد بع‪//‬د وض‪//‬ع األعض‪//‬اء الس‪//‬بعة بش‪//‬روطها عام‪//‬دًا عالم‪ً/‬ا بطلت‬
‫صالته لتلبسه بفرض ثم قطعِه لسنة‪.‬‬

‫‪ 84‬أما غير المأموم فإن علم تركها قبل سالمه أتى به‪//‬ا أو بع‪//‬ده ف‪//‬ات مح‪//‬ل الس‪//‬جود ا هـ حج‬
‫وقوله أو بعده إلخ لك أن تقول السجود ال يفوت بالسالم سهوا كم‪//‬ا ي‪//‬أتي إال أن يوج‪//‬ه الف‪//‬وات‬
‫بأن العود إلى السجود لتركه يؤدي إلى عدم الس‪//‬جود لترك‪//‬ه وذل‪//‬ك ألن‪//‬ه ل‪//‬و ع‪//‬اد إلى الس‪//‬جود‬
‫ص‪//‬ار في الص‪//‬الة فيطلب اإلتي‪//‬ان ب‪//‬المتروك لوج‪//‬ود محل‪//‬ه وإذا أتى ب‪//‬ه لم يتص‪//‬ور بع‪//‬د ذل‪//‬ك‬
‫السجود لتركه وما أدى وجوده إلى العدم فينبغي انتفاؤه من أص‪//‬له والحاص‪//‬ل أن الع‪//‬ود ألج‪//‬ل‬
‫السجود لتركه يقتضي أن ال يتصور السجود وذلك يقتض‪//‬ي من‪//‬ع الع‪//‬ود انتهى ابن انتهت ‪ .‬اهـ‬
‫ج (‪ )4/171‬دار الكتب العلمية‬
‫‪ ( 85‬قوله فيعود إلخ ) بيان لحكم ما إذا لم يتلبس به ‪ ,‬وقول‪//‬ه الناس‪//‬ي أي للتش‪//‬هد أو للقن‪//‬وت ‪,‬‬
‫وقوله ندبا محله إذا لم يشوش اإلمام بعوده على المأمومين وإال فاألولى له عدم العود كما قيل‬
‫به في سجود التالوة أفاده ح ل اهـ إ ط (‪ )2/202‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫أو بعد وضع الجبهة وقب‪//‬ل وض‪//‬ع بقي‪//‬ة األعض‪//‬اء ك‪//‬ره للخالف في البطالن ب‪//‬ذلك‬
‫حينئٍذ ‪(86‬أو قبله) أي‪ :‬قبل وضع الجبهة وإن وضع غيرها (عاد) ندبًا؛ لعدم تلبس‪//‬ه‬
‫بفرض (ويسجد للسهو إن بلغ حد الراكع)؛ لزيادته ما يبطل عمُد ه‪ ،‬فان لم يبلغه لم‬
‫يسجد وياتي هنا نظير ما مر في التش‪/‬هد عن "المجم‪/‬وع" في اله‪/‬وي بقص‪/‬د ت‪/‬رك‬
‫القنوت‪ ،‬وبال معنى‪ ،‬وما يترتب على كًّل ‪ ،‬وكذا الجاهل والناسي يأتي فيهما ما مر‬
‫ثّم ‪ ،‬ويجري في المأموم هنا جميع ما مر ثَّم ‪.‬‬
‫نعم؛ للمأموم هنا التخلف للقنوت ما لم يسبق بركنين فعليين؛ ألنه لم يحدث فعًال لم‬
‫يفعله اإلمام بل أدام ما كان فيه‪ ،‬نظير ما إذا جلس اإلمام لالستراحة على م‪//‬ا في‪//‬ه‪،‬‬
‫بل وإن لم نقل بذلك؛ ألن اس‪//‬تواءهما في االعت‪//‬دال أص‪//‬لي وفي جلس‪//‬ة االس‪//‬تراحة‬
‫عارض‪.‬‬
‫قال الكردي‪( :‬واعتمد في "التحفة" في مسألة القنوت لزوم العود إليه مطلق‪ً//‬ا؛ أي‪:‬‬
‫وإن نوى المفارقة أو لحقه اإلمام إلى السجود‪ ،‬فإن علم أو تذكر وهو في االعتدال‬
‫أو السجود األول عاد لالعتدال‪ ،‬أو وقد رفع رأسه من الس‪//‬جدة األولى وافق‪//‬ة وأتى‬
‫بركعة بعد سالم إمامه‪.‬وفرق بين القنوت والتشهد ب‪/‬أن فحش المخالف‪/‬ة من القن‪/‬وت‬
‫إلى السجود أكثر منه من التشهد إلى القيام‪.‬‬
‫وكالم "المجم‪/‬وع" و"التحقي‪/‬ق" و"الج‪/‬واهر" و"األن‪/‬وار" يؤي‪/‬د كالم (م ر)؛ اي‪:‬‬
‫من أنه ال يجب العود إال إذا لم ين‪//‬و المفارق‪//‬ة‪ ،‬ولم يلحق‪//‬ه اإلم‪//‬ام إلى الس‪//‬جود) اهـ‬
‫بتوضيح‬
‫(الثالث) من أسباب سجود السهو‪( :‬إيقاع ركن فعلي مع ال‪/‬تردد) ح‪/‬ال فعل‪/‬ه (في‪/‬ه)‬
‫أي‪ :‬في زيادته‪ ،‬بخالف تردده في زيادته بعد فعله‪ ،‬كأن شك في تشهد أخير صلى‬
‫أربعًا أم خمسًا فال يسجد لذلك التردد‪ 87‬؛ لقولهم‪ :‬لو شك في ترك مأمور به س‪//‬جد‪،‬‬
‫أو في فعل منهي عنه فال؛ ألنّ األصل أن المشكوك كالمعدوم‪ ،‬نعم؛ استثنوا الش‪//‬ك‬
‫في الركن بعد السالم كما يأتي (فلو شك) أي‪ :‬تردد ولو مع رجحان أحد الط‪//‬رفين‬
‫‪ 86‬وعبارة التحفة والنهاية مع األصل أو ذكره قبله أي قبل تمام سجوده ب‪//‬أن لم يكم‪//‬ل وض‪//‬ع‬
‫األعضاء السبعة بشروطها ومثله في المغنى ونص عبارته مع األص‪//‬ل أو قبل‪//‬ه ب‪//‬أن لم يض‪//‬ع‬
‫جميع أعضاء السجود حتى لو وضع الجبهة فقط أو مع بعض أعضائه عاد أي جاز ل‪//‬ه الع‪//‬ود‬
‫لعدم التلبس بالفرض وإن كان ظاهر كالم ابن المقري أنه لو وضع الجبهة فق‪//‬ط أن‪//‬ه ال يع‪//‬ود‬
‫اهـ إ ط (‪ )2/202‬دار الفكر‪.‬‬

‫‪ 87‬فإذا شك في أثناء الصالة هل صلى ثالثًا أم أربعًا أخذ باليقين وأتى بركع‪//‬ة وال ينفع‪//‬ه غلب‪//‬ة‬
‫الظن أنه صلى أربعًا وال أثر لإلجتهاد في هذا الباب‪ ،‬وال يج‪/‬وز العم‪/‬ل في‪/‬ه بق‪/‬ول الغ‪/‬ير ول‪/‬و‬
‫كان المخبرون كثيرين وثقات بل يجب عليه أن يأتي بما شك في‪//‬ه ح‪//‬تى ل‪//‬و ق‪//‬الوا ل‪//‬ه‪ :‬ص‪//‬ليت‬
‫أربعًا يقينًا وهو شاك في نفس‪/‬ه ال يرج‪/‬ع إليهم‪ .‬واألص‪/‬ل في ذل‪/‬ك ق‪//‬ول الن‪/‬بي ص‪//‬لى هللا علي‪/‬ه‬
‫وسلم {إذا شك أحدكم في صالته فلم يدر كم صلى أثالثًا أم أربعًا فليطرح الشك وليبن على ما‬
‫استيقن ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم فإن كان صلى خمسًا شفعن له ص‪//‬الته وإن ك‪//‬ان ص‪//‬لى‬
‫تمام األربع كانتا ترغيمًا للشيطان} رواه مسلم اهـ ك أ (‪ )1/126‬دار الخير‬
‫‪20‬‬

‫(في) ترك شيء معين نحو (ركوع أو سجود أو ركعة أتى ب‪//‬ه) ؛ إذ األص‪//‬ل ع‪//‬دم‬
‫فعله‪ ،‬وال يرجع فيه لظنه وال لق‪//‬ول غ‪//‬يره أو فعل‪//‬ه وإن ك‪//‬ثروا م‪//‬ا لم يبلغ‪//‬وا ع‪//‬دد‬
‫التواتر‪ ،‬وإال وجب األخذ بقولهم وكذا بفعلهم عند (حج)؛ ألنه في الحقيقة إنما أخ‪//‬ذ‬
‫بما حصل له من اليقين بخبرهم‪ ،‬والعمُل بخالفه تالعب‪.‬ورجوعه ص‪/‬لى هللا علي‪/‬ه‬
‫وسلم في خبر ذي اليدين‪ 88‬إلى الصالة يحتمل أن المخبرين فيه بلغ‪//‬وا ح‪//‬د الت‪//‬واتر‬
‫فأخذ بقولهم‪ ،‬أو أنه تذكر (و) إذا أتى بالمشكوك (س‪//‬جد) للس‪//‬هو لخ‪//‬بر مس‪//‬لم‪" :‬إذا‬
‫شك أحدكم في صالته‪ ،‬فلم يدر أصلى ثالثًا أو أربعًا ‪ ..‬فليط‪//‬رح الش‪//‬ك وليبن على‬
‫ما استيقن‪ ،‬ثم يسجد سجدتيم قبل أن يسلم‪ ،‬فإن كان صلى خمسًا شفعن له ص‪//‬الته"‬
‫أي‪ :‬ردتها لألربع وانجبر خلل الزيادة‪" ،‬وإن كان صلى إتمامًا ألربع كانتا ترغيمًا‬
‫للشيطان"‪ 89‬فالسجود حينئٍذ للزيادة إن كانت‪ ،‬وإال فللتردد المضعف للنية المح‪//‬وج‬
‫للجبر‪ ،‬ولذلك يسجد (وإن زال الشك قب‪//‬ل الس‪//‬الم)؛ ل‪//‬تردده في زيادت‪//‬ه ح‪//‬ال فعل‪//‬ه‬
‫وهو مضعف للنية (إال إذا زال الشك قبل أن يأتي بما يحتمل الزيادة)؛ فال يس‪//‬جد؛‬
‫إذ ما أتى به واجب بكل تقدير‪ ،‬فال يؤثر التردد فيه (فل‪//‬و ش‪//‬ك ه‪//‬ل ص‪//‬لى ثالث‪ً/‬ا أو‬
‫أربعًا و) لم يستمر شكه‪ ،‬فإن (زال الشك في غير األخيرة) ولو في نهوض‪//‬ه إليه‪//‬ا‬
‫وإن كان للقيام أقرب؛ ألن النهوض ليس منها (لم يسجد)؛ ألن ما فعله قبل الت‪//‬ذكر‬
‫واجب بكل تقدير‪ .‬وقضيته أن النهوض إلى األخيرة بتق‪//‬دير كونه‪//‬ا خامس‪//‬ة واجب‬
‫وليس ك‪//‬ذلك (أو) زال (فيه‪//‬ا) أي‪ :‬األخ‪//‬يرة وه‪//‬و ال َيْص ُدُق أن‪//‬ه فيه‪//‬ا إال عن‪//‬د‬

‫‪ 88‬قال ابن األثير في ( معرفة الصحابة ) ذو اليدين اسمه الخرباق من ب‪//‬ني س‪//‬ليم ك‪//‬ان ن‪//‬زل‬
‫بذي خشب من ناحية المدينة وليس هو ذا الشمالين خزاعي حليف لب‪//‬ني زه‪//‬رة قت‪//‬ل ي‪//‬وم ب‪//‬در‬
‫وأن قصة ذي الشمالين كانت قبل بدر ثم أحكمت األمور بعد ذل‪//‬ك وق‪//‬ال القاض‪//‬ي عي‪//‬اض في‬
‫( شرح مسلم) وأما حديث ذي اليدين فقد ذك‪/‬ر مس‪/‬لم في ح‪/‬ديث عم‪/‬ران بن حص‪//‬ين أن اس‪/‬مه‬
‫الخرباق وكان في يديه طول وفي الرواية األخرى بسيط اليدين وفي حديث أبي هريرة رج‪//‬ل‬
‫من بني سليم ووقع للعذري سلم وهو خطأ وقد جاء في حديث عبيد بن عمير مفسرا فق‪//‬ال في‪//‬ه‬
‫ذو اليدين أخو بني سليم وفي رواية الزهري ذو الشمالين رج‪//‬ل من ب‪//‬ني زه‪//‬رة وبس‪//‬بب ه‪//‬ذه‬
‫الكلم‪//‬ة ذهب الحنفي‪//‬ون إلى أن ح‪//‬ديث ذي الي‪//‬دين منس‪//‬وخ بح‪//‬ديث ابن مس‪//‬عود ق‪//‬الوا ألن ذا‬
‫الشمالين قتل يوم بدر فيما ذكره أهل‪--‬السير وهو من ب‪//‬ني س‪//‬ليم فه‪//‬و ذو الي‪//‬دين الم‪//‬ذكور في‬
‫الحديث وهذا ال يصح لهم وإن قتل ذو الشمالين يوم بدر فليس هو بالخرباق وه‪//‬و رج‪//‬ل آخ‪//‬ر‬
‫حليف لبني زهرة اسمه عمير بن عبد عمرو من خزاعة بدليل رواي‪//‬ة أبي هري‪//‬رة اهـ ع ق (‬
‫‪ )7/187‬دار الفكر‬

‫‪« 89‬المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» (‪ :)182 /٢‬دار ابن كثير‬
‫«وقوله‪ :‬وإن كان صلى إتماًم ا‌ألربع‌كانتا‌ترغيًم ا‌للشيطان؛ معناه‪ :‬غيًظا للشيطان‪ ،‬ومذّلة له؛‬
‫ألنه لما فعل أربع ركعات أتى بما طلب منه‪ ،‬ثم لما انفصل زاد سجوًدا هلل تعالى؛ ألجل ما‬
‫أوقع الشيطان في قلبه من التردد‪ ،‬فحصل للشيطان نقيض مقصوده؛ إذ كان إبطال الصالة‪،‬‬
‫فقد صحت‪ ،‬وعادت وسوسته بزيادة خير وأجر‪ .‬والترغيم‪ :‬مأخوذ من الَّرَغام؛ وهو التراب‬
‫كما تقدم‪».‬‬
‫‪21‬‬

‫االنتصاب (سجد)؛ لتردده حال انتصابه ‪-‬الذي هو ج‪//‬زء منه‪//‬ا‪ -‬في زيادته‪//‬ا وأفهم‬
‫كالمه أن نهوضه إليها ال يحتمل الزيادة‪ ،‬فال يسجد للتردد الزائل فيه‪.‬‬
‫أما زيادته باحتمال أن األخيرة خامسة فواضحة‪.‬‬
‫وأما أنه هل يقتضي السجود فرجح (م ر) و (حج) تبعًا لإلس‪//‬نوي أن‪//‬ه يقتض‪//‬يه إن‬
‫صار إلى القيام اقرب‪ ،‬وخالفه ابن العماد وتبعه كث‪/‬يرون كـ"األس‪/‬نى" و"اإلم‪/‬داد"‬
‫وغيرهما بأن صيرورته لما ذكر ال يقتضي السجود‪ ،‬وليس بشيء؛ بل القياس أن‪//‬ه‬
‫بمجرد خروجه عن اسم الجلوس يسجد‪.‬‬
‫ولو شك في ترك بعض معين سجد‪ ،‬أو في إرتكاب منهي عنه فال كما م‪//‬ر أو ه‪//‬ل‬
‫سجد للسهو أو ال سجد‪ ،‬أو هل سجد سجدة أو سجدتين سجد أخرى؛ عمًال باألصل‬
‫من أن المشكوك كالمعدوم غالبًا (و) من غير الغالب (ال يضر الشك بع‪//‬د الس‪//‬الم)‬
‫الذي ال عود بع‪//‬ده إلى الص‪//‬الة (في ت‪//‬رك ركن) وإال لعس‪/‬ر وش‪/‬ق‪ ،‬وألن الظ‪//‬اهر‬
‫مضيها على الصحة (إال النية وتكبيرة اإلحرام) في‪//‬ؤثر الش‪//‬ك في ك‪//‬ل منهم‪//‬ا بع‪//‬د‬
‫السالم؛ لشكه في أصل االنعقاد‪ ،‬فتلزمه اإلعادة ما لم يتذكر أنه أتى بهما ول‪//‬و بع‪//‬د‬
‫طول الزمان‪.‬‬
‫ومن الشك في النية ما لو شك هل نوى فرضًا أو نفًال‪ ،‬ال الشك في ني‪//‬ة الق‪//‬دوة في‬
‫غ‪//‬ير جمع‪//‬ه ومع‪//‬ادة ومجموع‪//‬ة مط‪//‬ر‪.‬وإنم‪//‬ا لم يض‪//‬ر الش‪/‬ك في الني‪//‬ة بع‪//‬د ف‪/‬راغ‬
‫الصوم؛ لمشقة اإلعادة فيه‪ ،‬وألنه اغتفر فيه ما لم يغتفر فيها هنا‪.‬‬
‫أم‪//‬ا الش‪//‬ك قب‪//‬ل الس‪//‬الم فق‪//‬د علم مم‪//‬ا م‪//‬ر (و) إال الش‪//‬ك في (الطه‪//‬ارة) ب‪//‬أن تيقن‬
‫الحدث‪ ،90‬ثم شك بعد الس‪/‬الم ه‪/‬ل تطه‪/‬ر أو ال؟ فال تص‪/‬ح كم‪/‬ا ل‪/‬و ش‪/‬ك فيه‪/‬ا قب‪/‬ل‬
‫لدخول في الصالة؛ ألن الشك في أصل الطهارة‪ ،‬واألصل عدمها‪.‬‬
‫ومثلها الشك في أصل غيرها من الشروط كالسترة‪ ،‬بخالف م‪//‬ا ل‪//‬و تيقن الطه‪//‬ارة‬
‫وشك في رافعه‪//‬ا فال يض‪//‬ر؛ إذ األص‪//‬ل بقاؤه‪//‬ا وق‪//‬د ص‪//‬رحوا بأن‪//‬ه يج‪//‬وز دخ‪//‬ول‬
‫الصالة بطهر مشكوك في‪//‬ه‪ ،‬ك‪//‬أن تيقن الطه‪//‬ر وش‪//‬ك في رافع‪//‬ه (ويس‪//‬جد الم‪//‬أموم‬
‫لسهو) وعمد (إمامه المتطه‪//‬ر و) إم‪//‬ام (إمام‪//‬ه) أيض‪ً/‬ا إذا س‪//‬جد‪ 91‬وإن لم يعلم أن‪//‬ه‬
‫‪( 90‬فرع) َش رط الِّنَّية اْلَج ْز م َفَلو‌شّك ِفي َأنه ُم حدث َفَتَو َّضأ محتاطًا ثَّم َتَيّقن َأنه ُم ح‪//‬دث لم يْعت‪//‬د‬
‫بوضوئه على اَأْلَص ح َأِلَّنُه َتَو َّض أ م‪//‬ترددا َو َل و َتَيّقن َأن‪//‬ه ُم ح‪//‬دث َو ش‪//‬ك ِفي َأن‪//‬ه تطه‪//‬ر ثَّم َب ان‬
‫ُم حدثا َأجَز َأُه قطعا َأِلن اَألْص ل َبَق اء اْلَح دث َفاَل يض‪/‬ر ت‪/‬ردده َم َع ه فق‪/‬وي َج انب الِّنَّي ة ِبَأْص ل‬
‫اْلَح دث ِبِخ اَل ف الُّص وَر ة األولى َو هللا أعلم اهـ ك أ (‪ )23‬دار الخير‬
‫‪ 91‬ولو لم يسجد اإلمام لم‌يسجد‌المأموم فإن خالف وسجد بطلت صالته بال خالف ويس‪//‬تحب‬
‫أن يسجد بعد سالمه ليتداركها وال يتأكد ولو س‪//‬جد اإلم‪//‬ام ولم يعلم الم‪//‬أموم ح‪//‬تى رف‪//‬ع اإلم‪//‬ام‬
‫رأسه من السجود ال تبطل صالة المأموم ألنه تخلف بعذر ولكن ال يسجد فلو علم واإلمام بع‪//‬د‬
‫في السجود لزمه السجود ولو هوى المأموم ليسجد معه فرفع اإلمام وهو في الهوي رجع معه‬
‫ولم يسجد وكذا الضعيف البطئ الحرك‪//‬ة ال‪//‬ذي ه‪/‬وى م‪//‬ع اإلم‪//‬ام لس‪//‬جود التالوة فرف‪//‬ع اإلم‪//‬ام‬
‫رأسه قبل انتهائه إلى األرض ال يسجد بل يرجع معه بخالف سجود نفس الصالة فانه البد أن‬
‫يأتي به وإن رفع اإلمام ألنه فرض‪ :‬وأم‪/‬ا الم‪/‬أموم فيك‪/‬ره ل‪/‬ه ق‪/‬راءة الس‪/‬جدة ويك‪/‬ره ل‪/‬ه أيض‪/‬ا‬
‫اإلصغاء إلى قراءة غير إمامه كما سبق فلو س‪//‬جد لق‪//‬راءة نفس‪//‬ه أو لق‪//‬راءة غ‪//‬ير إمام‪//‬ه بطلت‬
‫‪22‬‬

‫سها‪ ،‬أو كان السهو قبل االقت‪//‬داء ب‪//‬ه؛ لتط‪//‬رق الخل‪//‬ل إلى ص‪//‬الته‪ ،‬ول‪//‬ذا يس‪//‬جد إذا‬
‫علمه (وإن ترك‪//‬ه اإلم‪//‬ام) ب‪//‬أن لم يس‪//‬جد (أو) انقطعت قدوت‪//‬ه ب‪//‬ه لمفارقت‪//‬ه ل‪//‬ه‪ ،‬أو‬
‫بطالن صالة اإلمام كأن (أحدث قبل تمامها) وبعد وقوع السهو منه‪.‬‬
‫وقض‪//‬ية التعلي‪//‬ل بتط‪//‬رق الخل‪//‬ل‪ :‬أن‪//‬ه ل‪//‬و اقت‪//‬دى ب‪//‬ه بع‪//‬د س‪//‬جوده للس‪//‬هو لم يس‪//‬جد‬
‫المسبوق آخر صالته وإن سجد إمام‪//‬ه؛ إذ لم يب‪//‬ق خل‪//‬ل يتط‪//‬رق لص‪//‬الة الم‪//‬اموم‪،‬‬
‫بخالف المسبوق المقتدي به قبله‪ ،‬يسجد آخر صالته وان سجد إمامه؛ ألن سجوده‬
‫يجبر خلل صالته‪ ،‬ال ما تطرق لصالة المأموم‪.‬‬
‫أما المحدث فال يلحقه سهوه إمامه؛ إذ ال قدوة في الحقيقة وإن كانت الصالة خلف‪//‬ه‬
‫جماعة؛ ألن ذل‪/‬ك بالنس‪/‬بة لحص‪/‬ول الث‪/‬واب بقص‪/‬ده له‪/‬ا‪ ،‬من غ‪/‬ير حيل‪/‬ة‪ 92‬ل‪/‬ه في‬
‫االطالع على حدث اإلمام‪ ،‬ال لوجود رابطة بينهما لي‪/‬ترتب علي‪/‬ه أحكامه‪/‬ا‪ .‬وعن‪/‬د‬
‫سجود اإلمام المتطهر يلزم المأموم متابعته وإن جهل سهوه موافقًا أو مسبوقًا‪ ،‬فإن‬
‫تخلف عامدًا عالمًا بقصد عدم السجود ‪ ..‬بطلت صالته بمجرد س‪//‬جود اإلم‪//‬ام‪ ،‬ب‪//‬ل‬
‫وإن لم يتلبس ب‪//‬ه أْو ال بقص‪//‬د ذل‪//‬ك ‪ ..‬فتبط‪//‬ل بتخلف‪//‬ه برك‪//‬نين ك‪//‬أن ه‪//‬وى للس‪//‬جدة‬
‫الثانية‪ .‬ف‪//‬إن تخل‪//‬ف لع‪//‬ذر كزحم‪//‬ة لم تبط‪//‬ل‪ ،‬ف‪//‬إن زال ع‪//‬ذره واإلم‪//‬ام في الس‪//‬جدة‬
‫الثانية سجد فورًا حتمًا‪ ،‬أو بعدها فإن كان موافقًا سجد؛ ألن‪//‬ه يس‪//‬تقر علي‪//‬ه بس‪//‬جود‬
‫اإلمام‪ ،‬أو مسبوقًا فات ألنه لمحض المتابعة وقد فاتت‪.‬‬
‫ويسن آخر صالته (إال إذا علم المأموم خط‪//‬أ إمام‪//‬ه) في س‪//‬جوده‪ ،‬ويتص‪//‬ور ك‪//‬أن‬
‫يكتب له أنه سجد لترك السورة مثًال‪ ،‬أو أشار له بذلك‪ ،‬أو تكلم ب‪//‬ه وع‪//‬ذر ( ‪ ..‬فال‬
‫يتابعه) فيه‪ ،‬حتى لو علم غلطه وهو ساجد مع‪//‬ه ع‪//‬اد للجل‪//‬وس‪ ،‬ثم إن ش‪//‬اء فارق‪//‬ه‬
‫وسجد‪ ،‬أو انتظر سالمه ثم يسجد؛ ألنه يلحقه سهوه بذلك السجود‪ .‬ولو فعل إمام‪//‬ه‬
‫زائدًا كأن قام لخامسة لم تجز متابعته ولو لمسبوق وشاك في فعل ركعة‪ ،‬وال نظر‬
‫الحتم‪//‬ال أن‪//‬ه ت‪//‬رك ركن‪ً//‬ا؛ ألن الف‪//‬رض أن‪//‬ه علم أو ظن الح‪//‬ال‪ ،‬واألفض‪//‬ل هن‪//‬ا‬
‫مفارقته‪ ،‬فإن لم يعلم أو يظن ذل‪//‬ك ‪ ..‬تابع‪//‬ه ول‪//‬و ش‪/‬اكًا في ذل‪//‬ك‪ ،‬وتحس‪/‬ب ل‪//‬ه كم‪//‬ا‬
‫‪93‬‬
‫سيأتي (وال يسجد المأموم لسهو نفسه خلف إمامه المتطه‪//‬ر)؛ ألن‪//‬ه يتحمل‪//‬ه عن‪//‬ه‬
‫كما يتحمل عنه نحو السورة ودعاء القنوت‪ ،‬ويتحمل عن المسبوق الفاتحة وقيامها‬
‫والتشهد األول‪.‬‬

‫صالته ألنه زاد سجودا عمدا * قال المصنف رحمه هللا اهـ م (‪ )4/59‬دار الفكر‬
‫‪« 92‬الصحاح في اللغة والعلوم» (ص‪ 1182‬بترقيم الشاملة آليا)‪:‬‬
‫«‌[حيل]الَح ْيَلُة بالفتح‪ :‬الِم عزى الكثيرى‪ .‬والِح يَلُة بالكسر‪ :‬االسُم من االحتيال؛ قال الفراء‪ :‬يقال‬
‫هو َأْح َيُل منك‪ ،‬أي أكثر ِح يَلًة‪ .‬وما َأْح َيَلُه لغة في ما َأْح َو َلُه‪ .‬قال أبو زيد‪ :‬يقال ماله حَيلٌة وال‬
‫َم حاَلٌة وال اْح تياٌل وال َم حاٌل‪ ،‬بمعنًى واحد‪».‬‬
‫‪« 93‬لقوله ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬اإلمام ضامن» ‪ .‬رواه أبو داود وصححه ابن حب‪//‬ان‪ .‬ق‪//‬ال‬
‫الماوردي‪ :‬يريد بالض‪//‬مان وهللا أعلم أن‪//‬ه يتحم‪//‬ل س‪//‬هو الم‪//‬أموم كم‪//‬ا يتحم‪//‬ل الجه‪//‬ر والس‪//‬ورة‬
‫وغيرهما‪ ،‬وألن معاوية شمت العاطس‪ ،‬وهو خلف النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬كما مر ولم‬
‫يسجد وال أمره ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم – بالسجود اهـ م غ (‪ )1/432‬دار الكتب العلمية‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫أم‪//‬ا المح‪//‬دث وذا الخبث الخفي فال يتحم‪//‬ل عن‪//‬ه ش‪//‬يئًا‪ ،‬وإنم‪//‬ا اثيب على الجماع‪//‬ة‬
‫خلفهما لوجود صورتها؛ إذ يغتفر في الفض‪//‬ائل م‪//‬ا ال يغتف‪//‬ر في غيره‪//‬ا كالتحم‪//‬ل‬
‫المستدعي بقوة الرابطة‪.‬‬
‫وخرج بـ (خلف إمامه)‪ :‬ما لو سها بعد القدوة‪ ،‬أما قبلها ‪ ..‬فال يتحمله عن‪//‬ه‪ ،‬وإنم‪//‬ا‬
‫لحقه سهو إمامه ولو قبل القدوة؛ ألنه عهد تعدي الخلل من صالة اإلمام إلى صالة‬
‫المأموم ك‪//‬أن ك‪//‬ان اإلم‪//‬ام أمي‪//‬ا‪ ،‬فيتط‪//‬رق بطالن ص‪//‬الته إلى ص‪//‬الة الم‪//‬أموم دون‬
‫عكسه (ولو ظن) المأموم‪( ،‬س‪//‬الم إمام‪//‬ه فس‪//‬لم فب‪//‬ان خالف‪//‬ه) أي‪ :‬خالف م‪//‬ا ظن‪//‬ه‬
‫(أعاد السالم معه) أو بعده وهو أولى‪94‬؛ المتناع تقدم‪//‬ه على س‪//‬المه (وال س‪//‬جود)‬
‫لسالمه األول وإن أبطل عمده؛ ألنه سهو حال القدوة كما ل‪/‬و نس‪/‬ي نح‪/‬و الرك‪/‬وع؛‬
‫فإنه يأتي بركعة بع‪//‬د س‪//‬الم إمام‪//‬ه‪ ،‬وال يس‪//‬جد س‪//‬واء ت‪//‬ذكر قب‪//‬ل س‪//‬المه أو بع‪//‬ده‪،‬‬
‫بخالف ما لو سلم المسبوق بعد سالم إمامه سهوًا فيسجد؛ ألن‪//‬ه س‪//‬هو بع‪//‬د انقط‪//‬اع‬
‫القدوة‪ ،‬وكذا مع س‪//‬المه عن‪//‬د (م ر)؛ لض‪//‬عف الق‪//‬دوة حينئ‪ٍ/‬ذ كم‪//‬ا ق‪//‬ال (ول‪//‬و ت‪//‬ذكر‬
‫المأموم في) جلوس (تشهده ترك ركن) فإن كان النية أو تكبير التح‪//‬رم ت‪//‬بين ع‪//‬دم‬
‫انعقادها أو (غير النية والتكبير) للتحرم‪ ،‬فإن ك‪//‬ان س‪//‬جدة من األخ‪//‬يرة س‪//‬جدها أو‬
‫غيرها (صلى ركعة بعد سالم إمامه)؛ لفواتها بفوات الركن كما علم من الترتيب‪،‬‬
‫وال يجوز له إن يقوم لها‪ ،‬كم‪/‬ا ال يج‪/‬وز للمس‪/‬بوق أن يق‪/‬وم لم‪/‬ا بقي علي‪/‬ه إال بع‪/‬د‬
‫سالم إمامه (وال يسجد) للسهو؛ إلتيانه بالركع‪//‬ة بع‪//‬د س‪//‬الم إمام‪//‬ه؛ لوق‪//‬وع الس‪//‬هو‬
‫ح‪//‬ال قدوت‪//‬ه (أو ش‪//‬ك في ذل‪//‬ك) أي في ترك‪//‬ه غ‪//‬ير الني‪//‬ة والتكب‪//‬ير وس‪//‬جدة من‬
‫األخيرة‪( 95‬أتى بركعة‪ 96‬بعد سالم إمامه وسجد) للس‪//‬هو؛ إلتيان‪//‬ه بالركع‪//‬ة م‪//‬ترددًا‬
‫في زيادتها بعد انقضاء القدوة (وإذا سجد إمامه) للسهو (لزمه متابعت‪//‬ه) إن لم يعلم‬
‫خطأه (فإن كان مس‪//‬بوقًا س‪//‬جد) وجوب‪ً/‬ا (مع‪//‬ه)؛ للمتابع‪//‬ة (إن س‪//‬جد‪ ،‬ويس‪//‬تحب أن‬
‫يعيده) أي‪ :‬س‪//‬جود الس‪//‬هو (آخ‪//‬ر ص‪//‬الته)؛ ألن‪//‬ه مح‪//‬ل س‪//‬جود الس‪//‬هو ال‪//‬ذي لحق‪//‬ه‬
‫بتطرق النقص إليه من صالة إمامه‪.‬‬
‫ولو اقتصر إمامه على س‪//‬جدة س‪//‬جد س‪//‬جدتين‪ ،‬لكن ال يفع‪//‬ل الثاني‪//‬ة إال بع‪//‬د س‪//‬الم‬
‫إمامه؛ الحتمال سهوه وتداركه للثانية قبل سالمه‪.‬‬

‫‪« 94‬العين» (‪ :)368 /٨‬دار ومكتبة الهالل‬


‫«واألّوُل واُألوَلى بمنزلة َأفَع ل وُفْع َلى‪ .‬وَج ْم ُع أّول‪ :‬أّو لون‪ :‬وجمع ُأوَلى‪ :‬أوَليات‪ ،‬كما أّن َج مّع‬
‫اُألْخ َر ى‪ُ :‬أْخ ريات‪ .‬فمن قال‪ :‬إن تأليفها من همزة وواو والم فكان ينبغي أن يكون أفعل منه‪:‬‬
‫آَو ل‪ ،‬ممدود [كما] تقول من آب َيُؤ وُب ‪ :‬آَو ب‪ ،‬ولكّنهم احتّجوا بأن قالوا‪ُ :‬أْد ِغ َم ْت تلك المّد ُة في‬
‫الواو لكثرة ما جرى على األلسن‪ ..‬ومن قال‪ :‬إّن تأليَفها من واوين والم [جعل الهمزَة َأِلَف‬
‫َأْفَع ل وَأْد غم إحدى الواوين في األخرى وشّد دهما] «‪ . »١٥٦‬وتقول‪ :‬رأيته عامًا أّو َل يا فتى‪،‬‬
‫ألّن أّو ل على بناء أفعل‪ ،‬ومن َنَّوَن َح َم َله على الّنكرة‪[ ،‬ومن لم ينِّو ن فهو بابه]»‬
‫‪( 95‬قوله‪ :‬غير نية وتكب‪/‬يرة) أم‪/‬ا هم‪/‬ا فت‪/‬ذكره ت‪/‬رك أح‪/‬دهما‪ ،‬أو ش‪/‬كه في‪/‬ه أو في ش‪/‬رط من‬
‫شروطه إذا طال الشك‪ ،‬أو مضى معه ركن يبطل الصالة اهـ إ ط (‪ )2/240‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪( 96‬قوله‪ :‬أتى بركعة) أي وجوبا اهـ إ ط (‪ )2/240‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫ولو تركه اعتقادًا لعدم طلبه أتى به المأموم بعد سالم إمام‪//‬ه (وس‪//‬جود الس‪//‬هو وإن‬
‫كثر) السهو من نوع أو أكثر (سجدتان) يجلس بينهما؛ القتص‪//‬اره ص‪//‬لى هللا علي‪//‬ه‬
‫وسلم عليهما في خبر ذي اليدين مع أنه سلم وتكلم‪.‬‬
‫ويج‪//‬بر ك‪//‬ل م‪//‬ا أتى ب‪//‬ه على األوج‪//‬ه م‪//‬ا لم يخص‪//‬ه ببعض‪//‬ه‪ ،‬وكيفيتهم‪//‬ا (كس‪//‬جود‬
‫الصالة) في واجب‪//‬ات ومن‪//‬دوبات كم‪//‬ا م‪//‬ر‪ ،‬وقي‪//‬ل‪ :‬يق‪//‬ول‪ :‬س‪//‬بحان من ال ين‪//‬ام وال‬
‫يسهو‪ ،‬هذا إن سهى؛ ألنه الالئق بالحال‪ ،‬فإن تعمده فالالئق به االستغفار‪.‬‬
‫وقضية تشبيه سجود السهو بسجود الصالة أنه ال يجب ل‪//‬ه ني‪//‬ة‪ ،‬وه‪//‬و قي‪//‬اس ع‪//‬دم‬
‫وجوب نية سجدة التالوة‪.‬‬
‫والوج‪//‬ه الف‪//‬رق بينهم‪//‬ا؛ إذ س‪//‬جدة التالوة س‪//‬ببها الق‪//‬راءة المطلوب‪//‬ة في الص‪//‬الة‪،‬‬
‫فشملتها نيتها ابتداًء من ه‪//‬ذه الحيثي‪//‬ة وإن لم تش‪//‬ملها من حيث قيامه‪//‬ا مق‪//‬ام س‪//‬جدة‬
‫الصالة‪.‬‬
‫ًا‬
‫وأما سجود السهو فليس س‪//‬ببه مطلوب‪ /‬فيه‪//‬ا ب‪//‬ل س‪//‬ببه منهي عن‪//‬ه‪ ،‬فلم تش‪//‬مله ني‪//‬ة‬
‫الصالة ابتداء ف‪/‬وجبت نيت‪//‬ه على إم‪//‬ام ومنف‪//‬رد دون م‪//‬أموم؛ ألن أفعال‪//‬ه تنص‪//‬رف‬
‫لمحض المتابعة بال نية‪ ،‬وهذا ما اعتمده (حج) واعتمد (م ر) وجوب النية في ك‪/‬ل‬
‫من سجدة التالوة وسجود السهو‪.‬‬
‫وتبطل الصالة بالتلفظ بالنية فيهما على األوجه؛ إذ ال ضرور إليها‪.‬‬
‫فرع‪ :‬لو سجد واحدة ثم أعرض عن الثانية لم يضر‪ ،‬فل‪//‬و س‪//‬جد الثاني‪//‬ة قب‪//‬ل ط‪//‬ول‬
‫فصل ضمت لألولى‪ ،‬أو بعده فيسجد سجدتين؛ لسقوط حكم األولى باإلعرض م‪//‬ع‬
‫طول الفصل قاله (سم)‪.‬‬
‫(ومحل سجود السهو) لزيادة أو نقص أو لهما (بين التشهد) وما يتبعه من الص‪//‬الة‬
‫على النبي صلى هللا عليه وسلم وعلى آله والدعاء بع‪//‬دهما (والس‪//‬الم) لكن ل‪//‬و أتى‬
‫بالصالة على اآلل وما بعدها من المندوب بعده حصل أص‪//‬ل الس‪//‬نة‪ ،‬أم‪//‬ا ال‪//‬واجب‬
‫كالتشهد فتبطل بسجوده قبله ولو مأمومًا سجد إمام‪//‬ه قب‪//‬ل إكمال‪//‬ه عن‪//‬د (م ر)‪ ،‬وال‬
‫يجوز بعد السالم إال على قول قديم جرى عليه الماوردي‪ ،‬وابن الرفعة وغيرهما‪،‬‬
‫ومع ضعفه يجوز تقليده‪.‬‬
‫ق‪//‬ال ابن الع‪//‬ربي‪ :‬وثبت س‪//‬جوده ص‪//‬لى هللا علي‪//‬ه وس‪//‬لم للس‪//‬هو؛ للش‪//‬ك في ع‪//‬دد‬
‫الركع‪//‬ات‪ ،‬وللقي‪//‬ام من الركع‪//‬تين ولم يتش‪//‬هد‪ ،‬ولس‪//‬المه من ركع‪//‬تين ومن ثالث‪،‬‬
‫ولشك في ركعة خامسة‪.‬‬
‫وأخذ من قوله‪( :‬بين تشهده وسالمة)‪ :‬أنه لو أع‪//‬اد نح‪//‬و التش‪//‬هد ‪ ..‬بطلت ص‪//‬الته‪،‬‬
‫وليس كذلك‪ ،‬بل عدم تخلل شيء بينهما مندوب ال واجب‪.‬‬
‫ولو اقتدى بمن يراه بعد السالم‪ ،‬وتوجه على الم‪//‬أموم الس‪/‬جود ‪ ..‬س‪/‬جد بع‪//‬د س‪/‬الم‬
‫إمامه وقبل سالمه‪ ،‬وال ينوي متابعته؛ لفراقه له بسالمه‪.‬‬
‫(ويفوت) السجود (بالسالم عامدًا) ب‪//‬أن ك‪//‬ان ذاك‪//‬رًا للس‪//‬هو عالم‪ً/‬ا ب‪//‬أن محل‪//‬ه قب‪//‬ل‬
‫السالم؛ لفوات محله‪ ،‬فال يعود له وإن قرب الفصل؛ لعدم عذره‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫(وكذا) يفوت بالسالم (ناسيًا إن طال الفص‪//‬ل) عرف‪ً/‬ا بين الس‪//‬الم وال‪//‬ترك للس‪//‬جود‬
‫بأن مضى قدر ركعتين خفيفتين؛ لتعذر البناء بالطول كالمشي على نجاس‪//‬ة وفع‪//‬ل‬
‫أو كالم كثير‪ ،‬بخالف استدبار القبلة فسومح فيه؛ لس‪//‬قوط االس‪//‬تقبال في نح‪//‬و نف‪//‬ل‬
‫السفر‪ ،‬وبخالف كالم قليل كما مر وكذا يفوت بعدم إرادت‪//‬ه عن‪//‬د ت‪//‬ذكر ترك‪//‬ه وإن‬
‫أراده بعد؛ إلعراضه عنه‪.‬‬
‫(فإن) سلم ناسيًا ولم يعرض عن‪//‬ه‪ ،‬و (قص‪//‬ر) الفص‪//‬ل بين الس‪/‬الم وال‪//‬ترك (ع‪//‬اد)‬
‫أي‪ :‬ندب له العود (إلى السجود) بال إحرام إن لم يطرأ مناف للصالة بعد الس‪//‬الم‪،‬‬
‫كخروج وقت جمعة؛ لالتباع‪.‬‬
‫(و) إذا عاد إليه‪ ،‬بأن وضع جبهته باألرض بنية العود‪ ،‬كم‪/‬ا قال‪/‬ه (حج)‪ ،‬وك‪/‬ذا إن‬
‫نواه وإن لم يشرع فيه كما في "النهاية" (صار عائدًا إلى الصالة) أي‪ :‬ب‪//‬ان أن‪//‬ه لم‬
‫يخرج منها؛ الستحالة حقيقة الخروج منها ثم العود إليها‪ ،‬وأن س‪//‬المه وق‪//‬ع لغ‪//‬وًا؛‬
‫لعذره بكونه لم يأت به إال ناسيًا ما عليه من السهو‪ ،‬فيحتاج لسالم ثان‪.‬‬
‫وتبطل بطرو مناف كحدث بعد العود‪ ،‬وتصير الجمعة ظهرًا إن خ‪/‬رج وقته‪/‬ا بع‪/‬د‬
‫العود‪ ،‬ويحرم العود إن ضاق ال‪//‬وقت بحيث يخ‪/‬رج بعض‪//‬ها‪ ،‬وم‪//‬ا ذك‪//‬ر من الع‪//‬ود‬
‫يؤيد القول بالبناء على ما مضى بكل مناف للص‪//‬الة ع‪//‬ارض بغ‪//‬ير اختي‪//‬اره‪ ،‬كم‪//‬ا‬
‫هو مذهب الحنفية‪.‬‬
‫تنبيه‪ :‬قد يتعدد سجود السهو صورة في صور منه‪//‬ا‪ :‬المس‪//‬بوق‪ ،‬وخليف‪//‬ة الس‪//‬اهي‪،‬‬
‫ومن ظن سهوًا فسجد فبان عدمه فيسجد‪ ،‬وما لو سها إم‪//‬ام الجمع‪//‬ة أو المقص‪//‬ورة‬
‫فسجدوا‪ ،‬ثم خرج الوقت قبل سالمه‪ ،‬أو بطلت صالة بعضهم بعد السجود ولو بعد‬
‫خروج الباقين من الصالة‪ ،‬حيث لم يكن الباقون أربعين‪.‬‬
‫وبه يلغز بأن شخصًا بطلت صالته في المسجد‪ ،‬فبطلت صالة جماع‪//‬ة في بي‪//‬وتهم‬
‫بعد سالمهم‪ ،‬أو وجب إتمام المقصورة بع‪//‬د الس‪//‬جود فيتمونه‪//‬ا ظه‪//‬رًا‪ ،‬ويس‪//‬جدون‬
‫للسهو أيضًا آخر صالتهم؛ لوقوع األول في غير محله‪.‬‬
‫فائدة‪ :‬نقل الشيخ علي األجهوري المالكي عن أه‪//‬ل العلم‪ :‬أن ص‪//‬الة بس‪//‬جود س‪//‬هو‬
‫خير من سبعين صالة بال سجود سهو؛ ألنها إذا كانت بغ‪//‬ير س‪//‬جود س‪//‬هو احتملت‬
‫القبول وعدمه‪ ،‬ومع السهو يرغم بها أن‪/‬ف الش‪/‬يطان‪ ،‬وم‪/‬ا ي‪/‬رغم أنف‪/‬ه ي‪/‬رجى به‪/‬ا‬
‫رضى الرحمن‪ ،‬ففضلت بتلك الصفة‪.‬‬
‫وحكي أن رجل شكى للنبي ص‪//‬لى هللا علي‪//‬ه وس‪//‬لم وسوس‪//‬ة الش‪//‬يطان‪ ،‬فق‪//‬ال‪" :‬إن‬
‫الشيطان ال يدخل بيتًا ليس فيه شيء‪ ،‬فذلك من محض اإليمان"‪.‬‬
‫وق‪//‬ال النخعي‪ :‬ك‪//‬ل ص‪//‬الة ال وسوس‪//‬ة فيه‪//‬ا ال تقب‪//‬ل؛ ألن اليه‪//‬ود والنص‪//‬ارى ال‬
‫وسوسة لهم‪.‬‬
‫وق‪//‬ال علي ك‪//‬رم هللا وجه‪//‬ه‪ :‬الف‪//‬رق بين ص‪//‬التنا وص‪//‬الة أه‪//‬ل الكت‪//‬اب‪ :‬وسوس‪//‬ة‬
‫الشيطان؛ ألنه فرغ من عمل الكفار‪ ،‬ألنهم وافقوه‪.‬‬
‫‪26‬‬

‫مراجع الكتب المعلقة‬


‫عمدة القاري ألبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حس‪ZZ‬ين‬ ‫‪.1‬‬
‫الغيت‪ZZ‬ابى الحنفى ب‪ZZ‬در ال‪ZZ‬دين العي‪ZZ‬نى (المت‪ZZ‬وفى‪٨٥٥ :‬هـ) (‪ :‬دار إحي‪ZZ‬اء‬
‫التراث العربي – بيروت‪ ٨ : ,‬ذو الحجة ‪١٤٣١‬‬
‫دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين لمحمد علي بن محمد بن عالن بن‬ ‫‪.2‬‬
‫إبراهيم البكري الصديقي الشافعي (المت‪ZZ‬وفى‪١٠٥٧ :‬هـ) (دار المعرف‪ZZ‬ة ‪-‬‬
‫بيروت ‪ ١٤٢٥ ،‬هـ ‪ ٢٠٠٤ -‬م)‬
‫إعان‪ZZ‬ة الط‪ZZ‬البين ألب‪ZZ‬و بك‪ZZ‬ر (المش‪ZZ‬هور ب‪ZZ‬البكري) عثم‪ZZ‬ان بن محم‪ZZ‬د ش‪ZZ‬طا‬ ‫‪.3‬‬
‫الدمياطي الشافعي (المتوفى‪١٣١٠ :‬هـ) (دار الفك‪ZZ‬ر ‪ ,‬األولى‪ ١٤١٨ ،‬هـ‬
‫‪ ١٩٩٧ -‬م)‬
‫مغني المحتاج لشمس الدين‪ ،‬محمد بن أحمد الخطيب الشربيني الش‪ZZ‬افعي‬ ‫‪.4‬‬
‫(المت‪ZZZZZZ‬وفى‪٩٧٧ :‬هـ) (دار الكتب العلمي‪ZZZZZZ‬ة – ب‪ZZZZZZ‬يروت ‪١٤١٥ ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪١٩٩٤‬م)‬
‫تحفة المحتاج البن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد‬ ‫‪.5‬‬
‫الشافعي المصري (المتوفى‪٨٠٤ :‬هـ) مع حاش‪ZZ‬يتي الش‪ZZ‬رواني والعب‪ZZ‬ادى‬
‫(دار الكتب العلمية – بيروت ‪١٤١٥ ،‬هـ ‪١٩٩٤ -‬م)‬
‫حاش‪ZZ‬ية البج‪ZZ‬يرمي على الخطيب لس‪ZZ‬ليمان بن محم‪ZZ‬د بن عم‪ZZ‬ر الُبَج ْي َر ِم ّي‬ ‫‪.6‬‬
‫المص‪ZZZZ‬ري الش‪ZZZZ‬افعي (المت‪ZZZZ‬وفى‪١٢٢١ :‬هـ) (دار الفك‪ZZZZ‬ر‪١٤١٥ ,‬هـ ‪-‬‬
‫‪١٩٩٥‬م )‬
‫نهاية الزين لمحمد بن عمر نووي الجاوي البنت‪ZZ‬ني إقليم‪ZZ‬ا‪ ،‬التن‪ZZ‬اري بل‪ZZ‬دا‬ ‫‪.7‬‬
‫(المتوفى‪١٣١٦ :‬هـ) (دار الفكر – بيروت ‪ ٨ : ,‬ذو الحجة ‪)١٤٣١‬‬
‫‪27‬‬

‫«المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم» ألبي العباس أحم‪ZZ‬د بن عم‪ZZ‬ر‬ ‫‪.8‬‬
‫بن إب‪ZZ‬راهيم القرط‪ZZ‬بي (المت‪ZZ‬وفى ‪656‬ه ) (‪:)182 /٢‬دار ابن كث‪ZZ‬ير‪,‬ب‪ZZ‬يرت‬
‫‪1996‬‬
‫كفاي‪ZZ‬ة األخي‪ZZ‬ار ألب‪ZZ‬و بك‪ZZ‬ر بن محم‪ZZ‬د بن عب‪ZZ‬د الم‪ZZ‬ؤمن بن حري‪ZZ‬ز بن معلى‬ ‫‪.9‬‬
‫الحسيني الحصني‪ ،‬تقي الدين الشافعي (المتوفى‪٨٢٩ :‬هـ) (‪ :‬دار الخ‪ZZ‬ير‬
‫– دمشق ‪)١٩٩٤ ,‬‬
‫حاشية الجمل لسليمان بن عمر بن منصور العجيلي األزهري‪ ،‬المع‪ZZ‬روف‬ ‫‪.10‬‬
‫بالجمل (المتوفى‪١٢٠٤ :‬هـ) (دار الكتب العلمية – ب‪ZZ‬يروت ‪١٤١٥ ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪١٩٩٤‬م)‬
‫المجموع شرح المهذب ألبو زكريا محيي الدين يحيى بن ش‪ZZ‬رف الن‪ZZ‬ووي‬ ‫‪.11‬‬
‫(المتوفى‪٦٧٦ :‬هـ) (دار الفكر ‪ ٨,‬ذو الحجة ‪)١٤٣١‬‬
‫القاموس المحيط لمجد الدين أبو ط‪ZZ‬اهر محم‪ZZ‬د بن يعق‪ZZ‬وب الفيروزآب‪ZZ‬ادى‬ ‫‪.12‬‬
‫(المت‪ZZ‬وفى‪٨١٧ :‬هـ) (مؤسس‪ZZ‬ة الرس‪ZZ‬الة للطباع‪ZZ‬ة والنش‪ZZ‬ر والتوزي‪ZZ‬ع‪-‬‬
‫بيروت ‪ ١٤٢٦‬هـ ‪ ٢٠٠٥ -‬م)‬
‫سير أعالم النبالء لشمس الدين أبو عبد هللا محمد بن أحم‪ZZ‬د بن عثم‪ZZ‬ان بن‬ ‫‪.13‬‬
‫َقاْي ماز الذهبي (المتوفى ‪٧٤٨ :‬هـ) (مؤسسة الرس‪ZZ‬الة ‪ ١٤٠٥ ،‬هـ ‪١٩٨٥ /‬‬
‫م)‬
‫غاية الوصول في شرح لب االصول لشيخ اإلس‪ZZ‬الم زكري‪ZZ‬ا األنص‪ZZ‬ارى (دار‬ ‫‪.14‬‬
‫اكتب العلمية)‬
‫القاموس المحيط لمج‪Z‬د ال‪Z‬دين أب‪ZZ‬و ط‪Z‬اهر محم‪ZZ‬د بن يعق‪Z‬وب الفيروزآب‪ZZ‬ادى‬ ‫‪.15‬‬
‫(المتوفى‪٨١٧ :‬هـ) (مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزي‪Z‬ع‪ -‬ب‪Z‬يروت‬
‫‪ ١٤٢٦‬هـ ‪ ٢٠٠٥ -‬م)‬
‫شمس العل‪ZZ‬وم ودواء كالم الع‪ZZ‬رب من الكل‪ZZ‬وم لنش‪ZZ‬وان بن س‪ZZ‬عيد الحم‪ZZ‬يرى‬ ‫‪.16‬‬
‫اليمني (المتوفى‪٥٧٣ :‬هـ) ‪ :‬دار الفكر المعاصر (ب‪ZZ‬يروت ‪ -‬لبن‪ZZ‬ان)‪ ١٤٢٠ ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ ١٩٩٩‬م‬
‫تكمل‪ZZ‬ة المع‪ZZ‬اجم العربي‪ZZ‬ة لرينه‪ZZ‬ارت بي‪ZZ‬تر آن ُدوِز ي (المت‪ZZ‬وفى‪١٣٠٠ :‬هـ)‬ ‫‪.17‬‬
‫وزارة الثقافة واإلعالم‪ ،‬الجمهورية العراقية ‪ ١٩٧٩‬م‬
‫كتاب العين ل أبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري‬ ‫‪.18‬‬
‫(المتوفى‪١٧٠ :‬هـ) دار ومكتبة الهالل‬
‫الصحاح في اللغة والعلوم لعبد هللا العاليلي الج‪ZZ‬وهري‪ ،‬أب‪ZZ‬و نص‪ZZ‬ر (‪ ٣٩٣ - ٠٠٠‬هـ‬ ‫‪.19‬‬
‫= ‪ ١٠٠٣ - ٠٠٠‬م)‬
28

You might also like