Professional Documents
Culture Documents
Raiati 25 - 2024
Raiati 25 - 2024
ومتجّسًدً ا ألجل
ّ ضابط الك ّّل ،وابًنًا وحيًدً ا مولوًدً ا منه
خالصنا ،وروًحً ا قدًسً ا منبثًقً ا منه وناطًقً ا فينا ومحيًيًا
لنا .إّنّه انطالقنا املستم ّّر نحو ينبوع حياتنا ،لنشرب العدد 25
األحد 23حزيران 2024
منه فيستنير ذهننا مبعرفته ويّتّسع قلبنا حمل ّّبته،
ولنرتوي منه فال نعطش إاّلا إليه وليس إلى سواه .إّنّه أحد العنصرة
إمياننا بأب ّّوة الله لنا واملك ّّونة لذهننا وطريقة عيشنا
وغاية حياتنا. كلمة الراعي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابًعً ا ،ذبيحة التسبيح التي نسكبها عبادًةً لله
ومتجيًدً ا له وبشارًةً ألترابنا وخدمًةً لقريبنا ،ألّنّ عط ّّية عط ّّية الله:
الروح القدس تغّلّف الوجود وترعاه وتقوده إلى الكمال. البوصلة والوجهة واحمل ِِّرك والغاية
ا
كاماًل فرُح يسوعهذا كّلّه يقع ضمن مسرى أن يكون ُ
في املؤمنني به ،منذ شاء في سفر التكوين أن ُُيرفرف فاجأ يسوع سامعيه بهذه العط ّّيةََ « :من آمن
الروح على املياه .وما إشارة يسوع إلى جريان أنهار حّي» (يوحّنّا .)38 :7 بي ...جتري من بطنه أنهار ماء ّ
النعمة إاّلا وجًهً ا من وجوه وفر هذه العط ّّية وفيضها جنّسده في حياتنا؟ ّ فماذا قصد بهذا اإلعالن وكيف
في العالم .إّنّه نهر اإلميان الد ّّفاق ،والتوبة الفاعلة، فلنستعرْض بعض عناصر الدرب في عيشنا هذه ْ
األبوّي ،واحمل ّّبة الباذلة،
ّ واالنطالق املستم ّّر إلى البيت العط ّّية:
األمر الذي هو ماثل في حياة املؤمن التائب وحياة أ ّّواًل ،عط ّّية اإلميان بيسوع ،وتأتي من الكرازةا
اجلماعة اجملاهدة على ح ّّد سواء. بالكلمة وقبولها وعيشها .هي عط ّّية من الله لإلنسان،
ّ
يتعّطل فماذا ميكن أن يشوب حياتنا حّتّى بدافع صالح الله ومح ّّبته لإلنسان ومشيئته التي
فينا جريان أنهار النعمة احلاصل في الكنيسة ،في تتجّلّى في حتقيق خالصه وكماله وفرحه.
بشارتها وخدمتها وشهادتها من أجل خالص العالم؟ ثانًيًا ،عمل التوبة فينا بقبولنا كلمة الله في
هذا يوضحه لنا كيف تل ّّقف احلاضرون كالم يسوع حياتنا .وهذا يعني العمل بوصاياه لتك ّّون فينا اإلنسان
وكيف ّمتّ تفسيره: اجلديد فال يعمل بعد بناموس اخلطيئة بل بالنعمة.
أ ّّو ااًل ،انكفاؤنا عن معرفة الله احلقيق ّّية ،وجهلنا إّنّه جهادنا املستم ّّر والدائم ما دمنا في هذه البشرة،
وقّلّة إمياننا به وضعفه .هذا ناجت عن كوننا ال نعرف وجنّسدهاّ حّتّى تسود فينا مح ّّبة الله بالقول والفعل،
ذواتنا حّقّ املعرفة ،وال نعرف عط ّّية الله بحّقّ ،فال في ابتغاء معرفة مشيئته وعيشنا لها .هذا يقتضي
اجلوهرّي وال نطلبه وال نقرع الباب ّ نسأل عن اخلبز مّنّا يقظة في التربية والتنشئة ،وسهًرً ا على النفس
للحصول عليه. ولومها ومحاسبتها ،كما يقتضي حرًصً ا مّنّا على
ثانًيًا ،استسالمنا للتشويش والتضليل املما ََرس استثمار الوزنات في سبيل الله والقريب ،واستداللنا
بحّقّ الله وتدبيره وخالصه دون استجالء احلقيقة على «الصيارفة» الروح ّّيني الذين بإمكانهم أن يرشدونا
والسعي في طلبها ،أو ارمتاؤنا في أحضان شهوتنا الستثمارها بأفضل طريقة فال نطمرها أبًدً ا.
وخطيئتنا دون البحث عن عالج أو دواء أو خالص. ثالًثًا ،االنطالق املستم ّّر نحو الله ،وإيداعنا إ ّّياه
ثالًثًا ،تنصيب ذواتنا قضاة على الله واإلميان حياتنا ،بأفراحها وأتراحها ،بنجاحاتها وإخفاقاتها،
به واملؤمنني به ،عبر إطالق أحكام اإلدانة بحّقّ ك ّّل برذائلها وفضائلها ،مق ّّدمني له الوزنات التي ُُأعطيناها
1
اإلجنيل :يوحّنّا ٥٢-٣٧ :٧و١٢ :٨ يختّص به ،فنضعه في قفص املشت ََبه به أو ّ ما أو ََمن
ـــــــــــــــــــ اخملطئ أو الـ ُُمدان في تدبيره.
اآلِخر العظيم من العيد كان يسوع في اليوم ِ أ ّّما جواب يسوع على ما سبقت اإلشارة إليه
إلَّي ويشرب. ِ
فليأِت ّ قائاًل :إن عطش أحد واقًفً ا فصاح ا فكان إعالنه أمامنا وتأكيده لنا« :أنا هو نور العالمََ .من
من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار يتب ْْعني فال ميشي في الظلمة بل يكون له نور احلياة»
(إمّنا قال هذا عن الروح الذي كان املؤمنون حّي م ماء ّ (يوحّنّا .)12 :8بهذا أعطانا البوصلة والوجهة
به ُُمزمعني أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس بعد ا
ومثااًل ورفيق درب واحمل ِِّرك ،ال بل أعطانا ذاته راعًيًا
ألّنّ يسوع لم يكن بعد قد ُُم ّّجد) .فكثيرون من اجلمع مع ما يعنيه ذلك من استنهاض للنفس دائم وتربيتها
النبّي .وقال ّ لـ ّّما سمعوا كالمه قالوا :هذا باحلقيقة هو وإرشادها ومرافقتها وتقديسها.
ّ
آخرون :هذا هو املسيح .وآخرون قالوا :ألعّل املسيح رّب أن نشكرك بفهم على عط ّّيتك أال ِ
أعِطنا يا ّ
من اجلليل يأتي؟ ألم ي ُُقل الكتاب إّنّه من نسل داود من لنا في عيد العنصرة ،فنس ّّبح تدبيرك ونخدمه بإخالص،
بيت حلم القرية حيث كان داود يأتي املسيح؟ فحدث فال يبقى أحد مّنّا ومن أترابنا دون خير عط ّّيتك هذه
شقاق بني اجلمع من أجله .وكان قوم منهم يريدون أن واحلياة الكامنة فيك.
اُخل ّّدام إلى مُيم سكوه ولكن لم ُُي ِلِق أحد عليه يًدً ا .فجاء ُ +سلوان
رؤساء الكهنة والف ّّريس ّّيني ،فقال هؤالء لهم :ل ََم لم تأتوا متروبوليت جبيل والبترون وما يليهم
قّط إنساٌنٌ هكذا مثل هذا به؟ فأجاب اخل ّّدام :لم يتكّلّم ّ (جبل لبنان)
ّ
اإلنسان .فأجابهم الف ّّريس ّّيون :ألعّلكم أنتم أيًضً ا قد
ضللتم؟ هل أحد من الرؤساء أو من الف ّّريس ّّيني آمن الرسالة :أعمال الرسل ١١-١ :٢
ــــــــــــــــــ
به؟ أ ّّما هؤالء اجلمع الذين ال يعرفون الناموس فهم لـ ّّما ح ّّل يوم اخلمسني كان الرسل كّلّهم
نيقودُميس الذي كان قد جاء إليه ُ ملعونون .فقال لهم مًعً ا في مكان واحد .فحدث بغتة صوت من السماء
ّ
لياًل وهو واحد منهم :ألعّل ناموسنا يدين إنساًنًا إن ا كصوت ريح شديدة تعسف ،ومأل ك ّّل البيت الذي
لم يسمع منه أ ّّو ااًل و ََيعلم ما فعل؟ أجابوا وقالوا له: كانوا جالسني فيه .وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأّنّها
ألعّلّك أنت أيًضً ا من اجلليل؟ إبحث وانظر إّنّه لم ََي ُُق ْْم من نار فاستق ّّرت على ك ّّل واحد منهم .فامتألوا كّلّهم
قائاًل :أنا هو نبّي من اجلليل .ث ّّم كّلّمهم أيًضً ا يسوع ا ّ من الروح القدس وطفقوا يتكّلّمون بلغات أخرى كما
نور العالم .من يتبعني فال ميشي في الظالم بل يكون أعطاهم الروح أن ينطقوا .وكان في أورشليم رجال
له نور احلياة. يهود أتقياء من كل ُُأ ّّمة حتت السماء .فل ّّما صار هذا
الطاعة الصوت اجتمع اجلمهور فتح ّّيروا ألّنّ ك ّّل واحد كان
بقلم املطران جورج خضر وتعّجبوا
ّ يسمعهم ينطقون بلغته .فدهشوا جميعهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قائلني بعضهم لبعض :أليس هؤالء املتكّلّمون كّلهم
ّ
املسَّلَم به في الكتب املق ّّدسة أّنّ الطاعة لله ألّنّه جليل ّّيني؟ فكيف نسمع ك ّّل مّنّا لغته التي ُُولد فيها؟ نحن
املؤمن أي الذي يؤمنك من ش ّّرك وتأمنه لصالحه .أن الفرت ّّيني واملاد ّّيني والعيالم ّّيني وس ّّكان ما بني النهرين
تتم ّّرد عليه ناجت من عبادتك لنفسك .الطاعة هي إًذً ا نُطس وآسية وفريجية ومبفيلية واليهود ّّية وكبادوكية و ُُب ُ
اإلميان به وبقدرته ومح ّّبته .أنا ال تعجبني الدعوة إلى ومصر ونواحي ليبية عند القيروان ،والرومان ّّيني
الثقة بالنفس اللتباسها .املؤمن ال يّتّكل على ذاته مطلًقً ا املستوطنني واليهود والدخالء والكريت ّّيني والعرب
لكّنّه يّتّكل على إميانه أي على معرفته أّنّ الل ََه ساكٌنٌ فيه نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.
2
ما س ّّميُتُه طاعة كان في احلقيقة مح ّّبة .ملا قال اإللهّي
ّ تصّحح فكرك بالفكر ّ أنَت
ومي ّّده بق ّّوة من فوقَ .
امِش معه ميَلَني»مياًل ِ سّخرك االناصرّيََ « :من ّ
ّ يسوع محّصًنًا بالعصمة .وما من عصمة طالعة من ّ لسَت
إذ َ
(متى ،)5 :41أراد أن تضع نفسك في تص ّّرف اآلخر. ّ
البشرة ،املتقّلبة والضعيفة ،الهّشة .أنا في املسيح ّّية ّ
فقد اعتبر هذا أّنّه في حاجة إلى أن متشي معه في أنتمي إلى املذهب القائل إّنّ ليس من إنسان مصون
الطريق ر ّّبـما ألّنّه ال يعرفها أو ألّنّه كان في حاجة إلى إلهّي قبل أن يتكّلّم .وهذا املذهب يقول إّنّ مجمع بوعد ّ
إنس .وإذا ل ّّبيَتَه تكون في حالة طاعة لله .هكذا إًذً ا قال األساقفة ال نطلق عليه وشاح العصمة قبل كالمه على
حتّس أّنّ اآلخربولس« :أطيعوا بعضكم بعًضً ا» .فألّنّك ّ اإللهّي ،ولكن إذا الحظنا أّنّه وافق اإلميان الذي ّ الشأن
في حاجة إليك سلًفً ا تشعر أّنّه ال يريد استعبادك أو « ُُدفع م ّّرة للق ّّديسني» نعلن حقيقًةً انكشفت .ما من وليد
استغاللك وأّنّه فقير إليك .اجع ْْل ،إذ ذاك ،نفسك حًّق�ّ ا امرأة يتر ّّبع في احلقيقة ترّبًّعً ا .لذلك جاء في التراث
فقيًرً ا إليه .في إطار هذه القولة نفهم ك ّّل ما قاله الرسول عندنا أّنّ اجملمع يؤ ّّيد اجملمع السابق ليزداد اقتناًعً ا
عن الزواج .فإذا قال« :أ ّّيها الرجال أح ّّبوا نساءكم كما اإللهّي ََمن اجتمع
ّ باألخير .نحن نرجو أن يلهم الروح
أحّب املسيح الكنيسة» ،وبعدها قال« :أ ّّيتها النساء ّ أنَت دائًمً ا في حالة جهاد. رجاء .في أمور احلقيقة َ
اخضعَن لرجالكَّنَ » ،فال نلحظ فرًقً ا بني ِ
«أِح ّّبوا» وبني َ أعلنَت إميانك مبا قيل ففي هذا تعترف أّنّ مصدر َ وإذا
احلّب ينقذ والطاعة تنقذ ،بسبب من أّنّّ «اخضعَّنَ » ،ألّنّ املسيّحيون في اجملمع ّ ّ
الرّب .لذلك إذا تكّلم
إميانك هو ّ
الطاعة املتبادلة كانت القاعدة ،على ضوء هذا التبادل املسكونّي األ ّّول يقولون
ّ املسكونّي الثاني على اجملمع
ّ
ُتُفهم العالقة .وإذا كانت الزوجة محبوبة حّتّى املوت كما فيه اجتمع اآلباء الق ّّديسون مبعنى أّنّ قداستهم هي
أراد بولس ،فهل يعتريها خوف ّّمما ُُس ّّمي اخلضوع؟ التي ضمنت صواب فكرهم.
أجل يتس ّّرب االستبداد إلى الطبائع البشر ّّية. هذا كّلّه يعني أّنّك في العقل وفي التقوى مطيع
إزاء ذلك يقول بولس أيًضً ا« :أ ّّيها اإلخوة ،إن انس ََبَقَ أطعَت بشًرً ا فلتو ّّفر الدالالت على أّنّهم هم َ لله ،وإذا
إنسان ف ُُأ ِِخذ في زّلّة ما فأصِلِحوا أنتم الروحان ّّيني مثل خاضعون لر ّّبهم .بطرس الرسول في هذا واضح أّنّ
ملُح
هذا بروح الوداعة» (غالطية .)6 :1الروحان ّّيون ُ الل ََه أولى من البشر بالطاعة (أعمال الرسل .)5 :29
األرض ويواجهون أصحاب املقامات حسب قول الياس عندما تقول عامة الناس إّنّ الطاعة للوال ََدين واجبة
«حّي هو الله الذي أنا واقف أمامه» (1ملوك النبّيّ :ّ ماذا يعنون؟ األوالد يحسبون أّنّ ذويهم يعرفون صالح
.)18 :15 أوالدهم وأّنّهم ال يقهرونهم .غير أّنّ الكتاب املق ّّدس ال
ليس في دنيا احلياة الروح ّّية من انقالب. يقول بهذا .إّنّه يقول« :أكر ْْم أباك وأمك».
الله وحده قادر على أن يكسر الطغاة .وأنت تصّلّي الواضح في املسيح ّّية وجود مشيئة إله ّّية
لذهابهم .الصاحلون والصاحلات يكرهون اجلور. اُألولى وحدها مطلقة وأّنّها وحدها ومشيئة بشر ّّية وأّنّ ُ
إّنّ شهادتهم تسحق الظاملني باحلّقّ .لذلك تظهر في املرجع .وإذا قال املسيح وقلنا بعده إّنّه ذو مشيئَتَني
الكنيسة والعالم حركات جت ّّدد تأتي بوجوه حسنة هي بحسب قوله ألبيه «ال مشيئتي بل مشيئتك» فلكي نحسم
إطالالت الله على دنياه. أّنّ املشيئة اإلله ّّية في املسيح هي التي طلبها املسيح
امله ّّم أن تطيع الله والناس الذين هم له، س ّّيدة على بشر ّّيته .والوحدة فيه بني اإلرادَتَني ال تت ّّم
الرّب يسودك مباشرة ّ واإلصالح يأتي بهذه الروح. بسؤدد اإلله ّّية على الناسوت ّّية ولكن بدوام انسجامهما.
أو يسودك بأح ّّبائه ،وأح ّّباؤه ال يحكمونك إاّلا بعد أن لذلك قال عن عالقته بأبيه« :أنا أفعل دائًمً ا ما يرضيه».
ط ّّوعوا أنفسهم له .تراهم مبقامهم سادة وهم بنقاوتهم هذا ال يلغي ذات ّّية أ ّّية إرادة فيه ولكن يجمعهما كون
يكونون مطيعني لك. الس ّّيد ط ّّوع إرادته البشر ّّية بحر ّّيته لله.
3
فهم العنصرة من خالل الليتورجيا األرثوذكسّي:
ّ من تعليمنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اننا ُُمع ّّيدون حلضور الروح
في صالة ََس ََحر العيد ،ترانيم كثيرة تشرح ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث العنصرة ومكانة الروح القدس وعمله في التلميذ :كيف نع ّّيد حلضور الروح؟
الكنيسة ،وهي تساعدنا إلى الولوج إلى هذا الس ّّر في املرشد :إّنّنا مع ّّيدون لليوم اخلمسني وحلضور الروح
حياتنا .فلنتأ ّّمل ببعضها: وإلمتام الوعد السابق ومتام الرجاء .هذا أول ما ترتله
-اليوم األمم كافة في مدينة داود (أي الكنيسة يوم العنصرة (في صالة املساء) .فحضور
أورشليم) عاينوا املعجزات ملا انحدر الروح القدس الروح هو متام الرجاء والغاية األخيرة ِمِ ن ّ
جتّسد ابن
بألسنة نارية كما نطق لوقا (اإلجنيلي لوقا كاتب سفر الله.
أعمال الرسل) الالهج بالله ألنه قال :في اجتماع
هفيٌف كهبوب رياح عاصفة ومأل ٌ تالميذ املسيح صار التلميذ :أين نرى حلول الروح في العهد القدمي؟
ّ
املنز ََل الذي كانوا فيه جالسني .وابتدأوا كّلهم ينطقون احتّج
ّ املرشد :في العهد القدمي ،في سفر العدد ،ملا
بألفاظ غريبة واعتقادات غريبة وتعاليم غريبة للثالوث يشوع بن نون لدى موسى على حلول الروح على
املقَّدَ س (أعمال الرسل .)4-1 :2 هلداد وموداد الّلّ ََذين غابا عن اجتماع السبعني شيًخً ا
في خيمة الشهادة ،وطلب إليه أن مينعهما عن أن
-إّنّ الروح القدس كان دائًمً ا وهو كائن ويكون «ليَت ك ّّل شعب الله
يثبتا في احملّلّة ،أجاب موسىَ :
ألن ليس له ابتداء وال له بالكل ّّية انتهاء .لكَّنَه لم يز ْْل الرّب عليهم» (سفر العدد :11 ّ أنبياء بإحالل روح
منتظًمً ا مع اآلب واالبن ومعدوًدً ا حياة ومحيًيًا ،نوًرً ا النبّي ،يقول 17-16و .)25-24وفي نبوءة يوئيل
ّ
ومانًحً ا للضياء ،صاًحلً ا بالطبع وللصالح ينبوًعً ا ،الذي فيُض روحي على كّلّ الرّب« :ويكون بعد هذا ،أّنّي ُُأ ُّ
به ُُي ْْع ََر ُُف اآلب ومُيمَّجَ د االبن و ُُيفه ْْم من الكل أن قوة بشر» ( .)1 :3هذا ما نتلوه في قراءات صالة مساء
واحدة ورتبة واحدة وسجدة واحدة للثالوث املقدس. العيد أيًضً ا.
حٌّي
-إّنّ الروح القدس نور وحياة وينبوع ٌ التلميذ :ما هو قصد الله؟
عقلّي،
ّ يٌم
صالٌح مستق ٌ ٌ فهٍم،
عقلٌّي .روح حكمة ،روح ٍ ٌ
ِ املرشد :هو قصد الله منذ خلق الكون« :في البدء
رئاٌسُّ ُ ُُمط ِِّهر للهفوات ،إله ومؤِّلٌهٌ ،نار من نار ٍٍ بارزة،
ٌ
مقِّسم للمواهب ،الذي به األنبياء كافًةً ٌ خلق الله السموات واألرض ،وكانت األرض خاوية
فاعٌلِ ، ُُمتكلم
خالية وعلى وجه الغمر ظالم وروح الله يرفرف
و ُُرسل الله مع الشهداء تكَّلَموا ،سمعة مستغربة ،رؤي ٌٌة
على وجه املياه» (سفر التكوين .)2-1 :1وكأّنّ
غريبة ،نا ٌٌر مقسومة لتوزيع املواهب.
الله منذ البدء يحتضن العالم ببركة روحه هذه
السماوّي» ،وهي الصالة ّ -ثم «أ ّّيها امللك ويشتاق أن يسكب روحه عليه ،أن يح ّّل فينا .ولكن
للروح القدس التي نبتدئ بها ك ّّل صالة وخدمة« :أ ّّيها اجتاَهني.
َ الشوق ،حّتّى يكتمل ،ينبغي أن يكون ذا
امللك السماوي املعّزّي ،روح احلّقّ ،احلاضر في كل فنحن أيًضً ا نشتاق ،ينبغي أن نشتاق وال تستقيم
مكان واملالئ الكل ،كنز الصاحلات ورازق احلياة هلَّمَ حياتنا إاّلا بالشوق إلى الله .وك ّّل حياتنا مبن ّّية على
واسكن فينا وط ّّهرنا من ك ّّل دنس وخّلّص أ ّّيها الصالح الشوق .لهذا السبب نبدأ صلواتنا كّلّها بالتضرع
اإللهّي ،بعد
ّ نفوسنا» .وال ننسى أّنّه ،في نهاية الق ّّداس الرّب
ّ فلنطلْب إًذً ا إلى
ْ امللّح« :هلَّمَ واسكْنْ فينا».
ّ
املناولة ،نهتف للروح القدس« :قد نظرنا النور احلقيقي أهاًل القتبال روحه القدوس ا يسوع أن نصير
السماوّي ووجدنا اإلميان احلّقّ ».
ّ وأخذنا الروح باستحقاق على الدوام ونبقيه فينا.
4