Professional Documents
Culture Documents
الفرع الرابع
الفرع الرابع
إيجابيات
في مقابل الفوائد واآلثار اإليجابية التي تترتب على سياسة تشجيع االستثمارات األجنبية ،فإن هناك
أعب اء وآث ار س لبية ت ترتب على وج ود االس تثمارات األجنبي ة في البل دان النامي ة المض يفة ،تتمث ل في
م دفوعات االس تثمارات األجنبي ة المباش رة ،ض ياع بعض الم وارد المالي ة على الدول ة المض يفة ،زي ادة
االستهالك ،ارتفاع معدالت التضخم ،تلوث البيئة ،والسيطرة على اقتصاديات الدول النامية المضيفة.
إن الناتج ...........المترتبة على سياسة تشجيع االستثمار على االقتصاد المحلى تقابلها أعباء وأثار
سلبية
يش ير البعض أن ه وب الرغم من اآلث ار اإليجابي ة األولي ة المباش رة لالس تثمارات األجنبي ة على م يزان
المدفوعات ،نظرا لزيادة حصيلة النقد األجنبي التي تصب للدولة في حساب العمليات الرأسمالية ،إال
أنه سرعان ما تنقلب بعد فترة إلى آثار سلبية ،حيث نجد أن نشاط الشركات متعددة الجنسيات سوف
يؤدي إلى زيادة واردات الدولة المضيفة من السلع والخدمات ،كما أن تلك الشركات سوق في تحويل
أرباحها إلى الخارج ،هذا باإلضافة إلى دفع العوائد عن التمويل الوارد لتلك الشركات من البنوك إلى
الخ ارج ،ودف ع مقاب ل ب راءات االخ تراع والمعون ة الفني ة ،وك ذلك تحوي ل ج زء من أج ور الع املين
1
األجانب.
وإ ذا ك انت ه ذه هي الص ورة بالنس بة ألعب اء م دفوعات تم ويالت أرب اح االس تثمارات األجنبي ة المباش رة
إلى الخارج ،ومدفوعات نقل التكنولوجيا التي تستخدمها هذه االستثمارات ،هنا تكون كصورة النسبية
ل رأس الم ال المس تخدم في ه ذه االس تثمارات ،وارتف اع س عر الفائ دة في األس واق العالمي ة ل رأس الم ال
وارتفاع أجور العاملين والخبراء والفنيين في هذه األسواق ،فإنه يمكننا تصور مدى ضخامة تحويالت
اس تعادة رأس الم ال وك ذلك م دفوعات الفائ دة علي ه باإلض افة إلى تح ويالت الع املين والخ براء األج انب
لج زء من مرتب اتهم إلى ذويهم بالخ ارج ،األم ر ال ذي من ش أنه تض خم من إجم الي م دفوعات خدم ة
2
االستثمارات األجنبية ويجعلها عبئا ال يستهان به على كاهل البلدان النامية المستضيفة لها .
إذا ك ان ي ترتب على وج ود الش ركات االس تثمارية األجنبي ة بعض الزي ادة في الم وارد العام ة للدول ة
المضيفة نتيجة لفرض الضرائب والرسوم الجمركية على نشاط هذه الشركات ،فإنه ينبغي أال ينظ ر إلى
هذه الزيادة في الموارد كمكسب صافي ،ألنه في سبيل ...........االستثمارات األجنبية عادة ما تلجأ
البلدان النامية المضيفة إلى منح هذه االستثمارات العديد من المزايا والتسهيالت واإلعفاءات الضريبية
للمستثمرين األجانب ،ويقابل هذه المزايا والتسهيالت الضريبية تكلفة تتمثل في ضياع موارد محتمل ة أو
ابتالع م وارد حكومي ة ك ان من الممكن لتل ك البالد أن تس تخدمها في أغ راض التنمي ة االقتص ادية ،وق د
تض طر البل دان النامي ة في س بيل المس اواة بين المس تثمر األجن بي والمس تثمر الوط ني المحلي إلى منح
المس تثمرين مث ل ه ذه المزاي ا والتس هيالت واإلعف اءات ،مم ا يع ني التض حية بالمزي د من اإلي داعات
الحكومية المحتملة و حزب مبدأ المساواة بين المستثمرين.
وق د ق در ص ندوق النق د ال دولي أن ح والي %10من إي رادات الموازن ة الكلي ة لبعض ال دول المستض يفة
لالستثمارات األجنبية يمكن أن تقل بسبب المزايا الضريبية باسم إجراءات تشجيع االستثمار .
-سعيد عبد اهلل عبد احلميد ،أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا ،مرجع سابق ،ص .56 1
-نزيه عبد املقصود مـحمد مربوك ،اآلثار االقتصادية لالستثمارات األجنبية ،مرجع سابق ،ص .486 485 2
وق د ي ترتب على الش ركات متع ددة الجنس يات نش وب نم ط ألنم اط اإلنت اج واالس تهالك ،وبالت الي س وء
تخصيص للموارد وسوء توزيع الدخل فطبيعة السلع والخدمات التي تجذب الشركات متعددة الجنسيات
هي س لع وخ دمات من ن وع خ اص تحق ق ال ربح الس ريع ألن ه يتناس ب م ع حاج ات وأذواق الفئ ة من
المس تهلكين ذات ال دخل المرتف ع ،1ك ذلك ب أن انتش ار ه ذا الن وع من اإلنت اج يش وه األنم اط االس تهالكية
لع دد جدي د من المواط نين ،ب ل أن ه ق د ي ؤدي إلى تن اقص الق درة على االدخ ار بس بب زي ادة اإلنف اق
االس تهالكي ويظه ره في ه ذا الص دد خط ورة اإلعالن ات وتأثيره ا الق وي على المس تهلكين حيث تق وم
بدور فعال في تسويق منتجات الشركات متعددة الجنسيات.
وال يقتصر فقط األمر هنا على تشويه أنماط اإلنتاج واالستهالك بل ويتعداه إلى أبعاد اقتصادية
واجتماعية وتوزيعية يعمل في مجال الشركات متعددة الجنسيات ويحقق دخال مرتفعا والفئة المستهلكة
لهذا اإلنتاج هي أيضا فئة األغنياء التي تزداد رفاهيتها ،وهكذا يزداد التفاوت االقتصادي واالجتماعي
2
بين الطبقات.
وتشير دراسة حول العالقات القائمة بين االستثمارات األجنبية المباشرة واالستهالك الترفي المحلي في
بل د ن ام ذي زي ادة س كانية واض حة ،إال أن االس تثمارات األجنبي ة تح دث تش ويها في نم ط االس تثمارات
المحلي ة ،وترف ع من حجم االس تهالك ال ترفي في المجتم ع ،وعلى النح و ال ذي يقل ل من حجم االدخ ار
المحلي ويظه ر ذل ك في ص ورة واض حة في ح ال م ا إذا ك انت االس تثمارات 3األجنبي ة من ذل ك الن وع
ال ذي ينتج الس لع االس تهالكية الف اخرة في الس وق المحلي ة مث ل الس يارات الخاص ة ،وأجه زة التلفزي ون
وغير ذلك.
4
لذلك فإنه يتعين على الدولة قبل منح المشروعات االستثمارية هذه المزايا واإلعفاءات الضريبية
أن تفحص اآلثار التي يمكن أن يترتب على وجود هذه المشروعات ،فهذه المشروعات يمكن أن تكون
-إبراهيم العيسوي :مدى واقعية اآلمال املعقودة على تدفق االستثمارات األجنبية ومسامهتها يف التنمية يف مصر ،مرجع سابق ،ص 10 1
-السيد عطية عبد الواحد ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االقتصادية ،مرجع سابق ،ص .287 2
- 3رجب إبراهيم إمساعيل ،إطار مقرتح لسياسات جذب الشركات متعددة اجلنسيات لالستثمار يف معرفة صور املتغريات العاملية ،دراسة مبدئية ''
رسالة دكتوراه '' غري منشورة كلية التجارة جامعة عني مشس ،2003ص.174
-رمزي زكي ،أزمة الديون اخلارجية رؤية من العامل الثالث اهليئة املصرية العامة للكتاب ،1978 ،ص .85 4
ذات أثر إيجابي على المستوى االقتصادي ،ولكن األثر يكون سلبيا على المستوى االجتماعي خصوصا
1
اعتبارات ضياع الموارد المالية على الدولة.
يرى فريق من االقتصاديين أن االستثمار األجنبي المباشر قد يكون بديًال للتجارة الخارجية ،وقد يكون
مكمًال له ا ،ف إذا أس همت االس تثمارات في تق ديم م وارد جدي دة ت ؤدي إلى إنت اج س لع بتكلف ة أق ل من
المستورد في الدولة المضيفة ،فهذا يعتبر االستثمار األجنبي بديال للتجارة الخارجية ،ويظهر ذلك أيضا
في حال ة وج ود موان ع تح ول دون زي ادة التج ارة الخارجي ة مث ل مص اريف النق ل والتس ويق وص عوبة
التطورات التكنولوجية واإلدارية للمنتجين المحليين ،وهنا يمكن عن طريق االستثمار األجنبي الوصول
إلى مزاي ا اإلنت اج الكب ير ،وق د يص احب ه ذا النش اط تك اليف عالي ة تف وق الفوائ د منه ا نس بيا ،وذل ك إذا
قارن إمكانياتها باإلمكانيات األخرى المتاحة وتتمثل في استيراد مكونات السلعة المصنعة محليا ،ويؤدي
ذل ك إلى تص نيع ذو تكلف ة عالي ة تحميه ا الجم ارك من المنافس ة العالمي ة في األس واق المحلي ة في ال دول
المض يفة ،كم ا ي رى آخ رون أن ق وى المنافس ة ال تي تتمت ع به ا الش ركة متع ددة الجنس ية إزاء المنافس ين
2
المحليين غير عادلة وغير متكاملة وفي صالح الشركات متعددة الجنسيات.
فض ال عن أن أغلب الص ناعات ال تي تق وم به ا ف روع تل ك الش ركات العامل ة على ال دول النامي ة ،إم ا
صناعات ثانوية بسيطة أو صناعات تجميعية ،وبالتالي فإن الفائدة الحقيقية التي تعود على الدول النامية
من ه ذه الص ناعات هي فائ دة ض ئيلة نس بيا ألنه ا ال تمث ل أك ثر من مج رد ص ناعات تجميعي ة ه دفها
األساسي ليس التكامل مع األنشطة والصناعات األخرى داخل االقتصاد القومي ،وإ نما هدفها األساسي
هو التكامل مع فروع الشركة األم.
- 1ا لسيد عطية عبد الواحد ،دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االقتصادية ،مرجع سابق ،ص.288- 287
- 2حمـمد نظری حمـمد بسيوين ،دور السياسة االقتصادية جتاه االستثمارات األجنبية املباشرة ،رسالة دكتوراه ،كلية التجارة جامعة عني مشس،
،1986ص.171
وكذلك فإن الدولة المضيفة ال تستطيع إجبار تلك الفروع التي تعمل بها على زيادة صادراتها لتحسين
1
وضع ميزان المدفوعات بها ،وذلك ألن صادرات الفرع محددة من الخارج من قبل األم.
البيئ ة هي الوس ط أو المج ال المك اني ال ذي يعيش في ه اإلنس ان ،بم ا يض م من ظ واهر طبيعي ة
وبش رية يت أثر به ا وي ؤثر فيه ا ،والتل وث البي ئي ه و ك ل تغي ير كمي أو كيفي في مكون ات البيئ ة الحي ة
وغير الحية وال تستطيع األنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل توازنها .
وتعت بر مش كلة التل وث البي ئي من المش اكل ال تي تش غل ب ال الع الم س واء ك ان ذل ك على مس توى
االقتص اد الوط ني أو االقتص اد الع المي ،نظ ًر ا لم ا ي ترتب على ه ذه المش كلة من آث ار ونت ائج تض ر
بالس كان وتح د من درج ة التق دم المرج و ،وال ذي ترج ع مش كلته إلى ع دة أس باب من أهمه ا :التزاي د
الس كاني ال رهيب خاص ة في البل دان النامي ة ،التق دم الص ناعي في ال دول ،وزي ادة درج ة التق دم
2
التكنولوجي .
باإلضافة إلى هذه األسباب فإن االستثمارات األجنبية المباشرة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على
البيئة ،نظًر ا ألن هذه االستثمارات تتركز في األنشطة التي يمكن أن تساهم في تفاقم مش كلة تلوث البيئة
من خالل توظيفها في بعض األنشطة أو الصناعات الملوثة للبيئة مثل الصناعات اإلستراتيجية النفطية
- 1علي عبد الوهاب إبراهيم جنا االستثمار األجنيب املباشر وأثره على التنمية االقتصادية يف مصر خالل ( )1990 -1974دراسة تطبيقية رسالة
ماجستري ،غري منشورة ،كلية التجارة جامعة اإلسكندرية.1995 ،
املشار إليه:
علي سعيد عبد اهلل عبد احلميد ،أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا ،مرجع سابق ،ص.58
حمـمد عبد القادر الفقي ،البيئة ومشاكلها وقضاياها ومحايتها من التلوث اهليئة املصرية العامة للكتاب1999 ،م ،ص ،14مىن ،قاسم التلوث البيئي
والتنمية االقتصادية ،اهليئة املصرية العامة للكتاب1999 ،م ،ص .35
املشار إليه :وسام جمدي عطية ،اآلليات القانونية واالقتصادية لتحفيز االستثمار األجنيب املباشر ،مرجع سابق ص .91
- 2مـحمد حمروس ،إمساعيل وآخرون ،مدخل إىل اقتصاديات املوارد والبيئة ،قسم االقتصاد كلية التجارة ،جامعة اإلسكندرية1999 ،م ،ص
.392 -391
والتعدينية والغاز الطبيعي والصناعات البتروكيماوية وصناعة األسمنت واألسمدة بدال من توطنها في
1
دولها ،حيث تخضع هذه االستثمارات من دولها لمعايير بيئية مشددة ال تتوفر في البلدان النامية .
كم ا أن االس تثمارات األجنبي ة عن د انتقاله ا إلى البل دان النامي ة تص طحب معه ا أح دث التكنولوجي ا ال تي
تستخدمها في أنشطتها في هذه البالد ،وهذه التكنولوجيا من أهم األسباب التي تؤدي إلى التلوث البيئي،
ذل ك أن ه كلم ا زادت درج ة التق دم التكنول وجي كلم ا أدى ذل ك إلى التوص ل إلى ط رق إنت اج أح دث
والتوص ل إلى اس تخدام آالت أح دث في العملي ات اإلنتاجي ة والنش اط االقتص ادي وال تي تس تخدم في
تش غيلها أنواع جدي دة من الطاق ة ،وه ذا من ش أنه أن يزي د من درج ة التلوث البيئي كم ا هو الح ال مثال
عن د اس تخدام الطاق ة النووي ة ،فه ذا ي ؤدي إلى وج ود ن وع جدي د من التلوث ات ال تي تنتج أو تتخل ف عن
اآلالت التي تعمل بهذه الطاقة ،وهذا يزيد من حدة التلوث البيئي خاصة إذا لم تتخذ اإلجراءات السليمة
والعاجلة للتخلص من النفايات بالطرق الصحيحة.
وهك ذا ي ترتب على وج ود االس تثمارات األجنبي ة في البل دان النامي ة وم ا تص حبه معه ا من تكنولوجي ا
متقدمة ،مزيد من التلوث البيئي ،وهذا يؤدي إلى مزيد من التكاليف االقتصادية واالجتماعية ،حيث تنق ل
االس تثمارات األجنبي ة أنش طتها الملوث ة للبيئ ة إلى البل دان النامي ة ،نظ را للقي ود المفروض ة عليه ا في
بالدها ،ومن ثم تقوم بالتأثير السلبي على البيئة ،في ظل غياب الرقابة الفعالة على أنشطتها في البلدان
النامية ،وتعد ظواهر تلوث الهواء والماء وظهور األمراض الناجمة عن الصناعات الملوثة للبيئة من
2
أكثر األمثلة التي تبين اآلثار السلبية لالستثمارات األجنبية المباشرة على البيئة.
- 1إيهاب عز الدين ندمي ،فرج عزت االستثمارات األجنبية املباشرة والتنمية االقتصادية يف العامل ،املؤمتر الدويل حول اقتصاديات الدول اإلسالمية
يف ظل العوملة1999 ،م ،ص.22
المشار إليه :علي سعيد عبد اهلل عبد احلميد ،أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا،
مـحمد حمروس إمساعيل ،وآخرون مدخل إىل اقتصاديات املوارد والبيئة ،مرجع سابق ،ص .393
-وسام جمدي عطية ،اآلليات القانونية واالقتصادية لتحفيز االستثمار األجنيب املباشر ،مرجع سابق ،ص.92 2
خامسا :اآلثار على معدالت التضخم
ال شك حول أن البلدان النامية تتسم بمصادر خاصة للضغط التضخمي فيها ،مثل ارتفاع معدالت النمو
الس كاني ،ض عف مرون ة اإلنت اج ،نتيج ة ألن الجه از اإلنت اجي في ه ذه البل دان من الض عف بحيث ال
يستجيب ( السيما في الوقت القصير) لزيادة الطلب ،األمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب عن المعروض
ووجود هذا الوضع يعمل على وجود اختناقات ويرفع األسعار ،ارتفاع الميل الحدي لالستهالك نظرا
لوجود سلع جديدة من الشركات األجنبية العاملة في هذه البلدان ،محور الجهاز المالي بالبلدان النامية،
وغير ذلك من العوامل التي تعمل على ظهور حاالت من التضخم في البلدان النامية ،ذلك ومع يجب
أن ال ننسى أن أشكال التمويل الخارجي ومنها االستثمارات األجنبية تولد عند استخدامها وعند تسديد
1
أعبائها ضغطا خاصا على األسعار الداخلية بالبلدان النامية.
وفي واق ع األم ر ف إن ت دفق االس تثمارات األجنبي ة على البل دان النامي ة ت ؤدي إلى إح داث موج ات
تضخمية تجتاح اقتصاديات هذه البلدان فعندما تأتي تلك االستثمارات إلنشاء مشروعات معينة في تلك
ال دول ف إن تنفي ذ تل ك المش روعات ع ادة م ا يتطلب ج زءا من اإلنف اق االس تثماري عليه ا عن طري ق
التمويل المحلي ،كاإلنفاق على البنية التحتية ،وسوف يترتب على تنفيذ هذه المشروعات زيادة واضحة
في القوة الش رائية داخ ل البل دان النامي ة في المراح ل األولى من تنفي ذ تلك المش روعات ،وبالت الي زي ادة
القدرة على اإلنفاق ،وبالتالي زيادة هذا الضغط التضخمي إذا كان اإلنفاق االستثماري موجها إلى إنشاء
مشروعات ال تنتج إنتاجا مباشرا ،وإ نما إنتاجا غير مباشر ،كمشاريع البنى التحتية كالطرق والكباري
والمستشفيات والمدارس وغيرها ،وذلك نظرا لتولد دخول نقدية وعدم تولد إنتاج يصاحب هذه الدخول.
ويتضح مما سبق أن حصاد التضخم في كل البلدان النامية يشير بما ال يدع مجاال للشك إلى أن
التض خم يعرق ل عملي ة التنمي ة ،ويض ع العقب ات أم ام التخطي ط االقتص ادي ،ل ذلك فإن ه يتعين على ال دول
النامية أن تعمل على مكافحته ،وذلك عن طريق اقتناص القوى الشرائية الزائدة في المجتمع ،ويتم ذلك
عن طري ق زي ادة الض رائب على ال دخول المرتفع ة ،والقض اء على أوج ه االس تهالك ال ترفي ،وف رض
2
الرقابة الشديدة على األسعار عن طريق منع المضاربة وإ حكام الطوق حول عمليات السوق السوداء.
-رمزي زكي ،أزمة الديون اخلارجية رؤية من العامل الثالث اهليئة املصرية العامة للكتاب1978 ،م ،ص 391. 1
-نزيه عبد املقصود مـحمد مربوك ،اآلثار االقتصادية لالستثمارات األجنبية ،مرجع سابق ،ص.496- 495 2