Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫الفرع الرابع‬

‫اآلثار السلبية لالستثمار األجنبي المباشر على االقتصاد الوطني‬

‫إيجابيات‬

‫في مقابل الفوائد واآلثار اإليجابية التي تترتب على سياسة تشجيع االستثمارات األجنبية ‪ ،‬فإن هناك‬
‫أعب اء وآث ار س لبية ت ترتب على وج ود االس تثمارات األجنبي ة في البل دان النامي ة المض يفة ‪ ،‬تتمث ل في‬
‫م دفوعات االس تثمارات األجنبي ة المباش رة‪ ،‬ض ياع بعض الم وارد المالي ة على الدول ة المض يفة‪ ،‬زي ادة‬
‫االستهالك‪ ،‬ارتفاع معدالت التضخم‪ ،‬تلوث البيئة‪ ،‬والسيطرة على اقتصاديات الدول النامية المضيفة‪.‬‬

‫و عليه سيتم تفصيل كل هذه النقاط من خالل ‪:‬‬

‫أثر ‪ .......‬على ميزان المدفوعات‬

‫ثانيا ‪ :‬اآلثار على أنماط اإلنتاج واالستيراد وتوزيع الدخل‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬اآلثار على التجارة الخارجية‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اآلثار البيئية‪.‬‬

‫خامسا ‪ :‬اآلثار على معدالت التضخم‬

‫إن الناتج ‪ ...........‬المترتبة على سياسة تشجيع االستثمار على االقتصاد المحلى تقابلها أعباء وأثار‬
‫سلبية‬

‫أوال‪ :‬اآلثار السلبية المتمثلة في ميزان المدفوعات‬

‫يش ير البعض أن ه وب الرغم من اآلث ار اإليجابي ة األولي ة المباش رة لالس تثمارات األجنبي ة على م يزان‬
‫المدفوعات‪ ،‬نظرا لزيادة حصيلة النقد األجنبي التي تصب للدولة في حساب العمليات الرأسمالية‪ ،‬إال‬
‫أنه سرعان ما تنقلب بعد فترة إلى آثار سلبية‪ ،‬حيث نجد أن نشاط الشركات متعددة الجنسيات سوف‬
‫يؤدي إلى زيادة واردات الدولة المضيفة من السلع والخدمات‪ ،‬كما أن تلك الشركات سوق في تحويل‬
‫أرباحها إلى الخارج‪ ،‬هذا باإلضافة إلى دفع العوائد عن التمويل الوارد لتلك الشركات من البنوك إلى‬
‫الخ ارج ‪ ،‬ودف ع مقاب ل ب راءات االخ تراع والمعون ة الفني ة‪ ،‬وك ذلك تحوي ل ج زء من أج ور الع املين‬
‫‪1‬‬
‫األجانب‪.‬‬

‫وإ ذا ك انت ه ذه هي الص ورة بالنس بة ألعب اء م دفوعات تم ويالت أرب اح االس تثمارات األجنبي ة المباش رة‬
‫إلى الخارج‪ ،‬ومدفوعات نقل التكنولوجيا التي تستخدمها هذه االستثمارات ‪ ،‬هنا تكون كصورة النسبية‬
‫ل رأس الم ال المس تخدم في ه ذه االس تثمارات‪ ،‬وارتف اع س عر الفائ دة في األس واق العالمي ة ل رأس الم ال‬
‫وارتفاع أجور العاملين والخبراء والفنيين في هذه األسواق‪ ،‬فإنه يمكننا تصور مدى ضخامة تحويالت‬
‫اس تعادة رأس الم ال وك ذلك م دفوعات الفائ دة علي ه باإلض افة إلى تح ويالت الع املين والخ براء األج انب‬
‫لج زء من مرتب اتهم إلى ذويهم بالخ ارج‪ ،‬األم ر ال ذي من ش أنه تض خم من إجم الي م دفوعات خدم ة‬
‫‪2‬‬
‫االستثمارات األجنبية ويجعلها عبئا ال يستهان به على كاهل البلدان النامية المستضيفة لها ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اآلثار على أنحاط اإلنتاج واالستيراد وتوزيع الدخل‪.‬‬

‫إذا ك ان ي ترتب على وج ود الش ركات االس تثمارية األجنبي ة بعض الزي ادة في الم وارد العام ة للدول ة‬
‫المضيفة نتيجة لفرض الضرائب والرسوم الجمركية على نشاط هذه الشركات‪ ،‬فإنه ينبغي أال ينظ ر إلى‬
‫هذه الزيادة في الموارد كمكسب صافي‪ ،‬ألنه في سبيل ‪ ...........‬االستثمارات األجنبية عادة ما تلجأ‬
‫البلدان النامية المضيفة إلى منح هذه االستثمارات العديد من المزايا والتسهيالت واإلعفاءات الضريبية‬
‫للمستثمرين األجانب‪ ،‬ويقابل هذه المزايا والتسهيالت الضريبية تكلفة تتمثل في ضياع موارد محتمل ة أو‬
‫ابتالع م وارد حكومي ة ك ان من الممكن لتل ك البالد أن تس تخدمها في أغ راض التنمي ة االقتص ادية‪ ،‬وق د‬
‫تض طر البل دان النامي ة في س بيل المس اواة بين المس تثمر األجن بي والمس تثمر الوط ني المحلي إلى منح‬
‫المس تثمرين مث ل ه ذه المزاي ا والتس هيالت واإلعف اءات‪ ،‬مم ا يع ني التض حية بالمزي د من اإلي داعات‬
‫الحكومية المحتملة و حزب مبدأ المساواة بين المستثمرين‪.‬‬

‫وق د ق در ص ندوق النق د ال دولي أن ح والي ‪ %10‬من إي رادات الموازن ة الكلي ة لبعض ال دول المستض يفة‬
‫لالستثمارات األجنبية يمكن أن تقل بسبب المزايا الضريبية باسم إجراءات تشجيع االستثمار ‪.‬‬

‫‪ -‬سعيد عبد اهلل عبد احلميد‪ ،‬أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬نزيه عبد املقصود مـحمد مربوك ‪ ،‬اآلثار االقتصادية لالستثمارات األجنبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.486 485‬‬ ‫‪2‬‬
‫وق د ي ترتب على الش ركات متع ددة الجنس يات نش وب نم ط ألنم اط اإلنت اج واالس تهالك ‪ ،‬وبالت الي س وء‬
‫تخصيص للموارد وسوء توزيع الدخل فطبيعة السلع والخدمات التي تجذب الشركات متعددة الجنسيات‬
‫هي س لع وخ دمات من ن وع خ اص تحق ق ال ربح الس ريع ألن ه يتناس ب م ع حاج ات وأذواق الفئ ة من‬
‫المس تهلكين ذات ال دخل المرتف ع ‪ ،1‬ك ذلك ب أن انتش ار ه ذا الن وع من اإلنت اج يش وه األنم اط االس تهالكية‬
‫لع دد جدي د من المواط نين‪ ،‬ب ل أن ه ق د ي ؤدي إلى تن اقص الق درة على االدخ ار بس بب زي ادة اإلنف اق‬
‫االس تهالكي ويظه ره في ه ذا الص دد خط ورة اإلعالن ات وتأثيره ا الق وي على المس تهلكين حيث تق وم‬
‫بدور فعال في تسويق منتجات الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫وال يقتصر فقط األمر هنا على تشويه أنماط اإلنتاج واالستهالك بل ويتعداه إلى أبعاد اقتصادية‬
‫واجتماعية وتوزيعية يعمل في مجال الشركات متعددة الجنسيات ويحقق دخال مرتفعا والفئة المستهلكة‬
‫لهذا اإلنتاج هي أيضا فئة األغنياء التي تزداد رفاهيتها‪ ،‬وهكذا يزداد التفاوت االقتصادي واالجتماعي‬
‫‪2‬‬
‫بين الطبقات‪.‬‬

‫وتشير دراسة حول العالقات القائمة بين االستثمارات األجنبية المباشرة واالستهالك الترفي المحلي في‬
‫بل د ن ام ذي زي ادة س كانية واض حة‪ ،‬إال أن االس تثمارات األجنبي ة تح دث تش ويها في نم ط االس تثمارات‬
‫المحلي ة‪ ،‬وترف ع من حجم االس تهالك ال ترفي في المجتم ع‪ ،‬وعلى النح و ال ذي يقل ل من حجم االدخ ار‬
‫المحلي ويظه ر ذل ك في ص ورة واض حة في ح ال م ا إذا ك انت االس تثمارات‪ 3‬األجنبي ة من ذل ك الن وع‬
‫ال ذي ينتج الس لع االس تهالكية الف اخرة في الس وق المحلي ة مث ل الس يارات الخاص ة ‪ ،‬وأجه زة التلفزي ون‬
‫وغير ذلك‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫لذلك فإنه يتعين على الدولة قبل منح المشروعات االستثمارية هذه المزايا واإلعفاءات الضريبية‬
‫أن تفحص اآلثار التي يمكن أن يترتب على وجود هذه المشروعات‪ ،‬فهذه المشروعات يمكن أن تكون‬

‫‪ -‬إبراهيم العيسوي‪ :‬مدى واقعية اآلمال املعقودة على تدفق االستثمارات األجنبية ومسامهتها يف التنمية يف مصر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬السيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.287‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - 3‬رجب إبراهيم إمساعيل‪ ،‬إطار مقرتح لسياسات جذب الشركات متعددة اجلنسيات لالستثمار يف معرفة صور املتغريات العاملية‪ ،‬دراسة مبدئية ''‬
‫رسالة دكتوراه '' غري منشورة كلية التجارة جامعة عني مشس ‪ ،2003‬ص‪.174‬‬

‫‪ -‬رمزي زكي‪ ،‬أزمة الديون اخلارجية رؤية من العامل الثالث اهليئة املصرية العامة للكتاب‪ ،1978 ،‬ص ‪.85‬‬ ‫‪4‬‬
‫ذات أثر إيجابي على المستوى االقتصادي‪ ،‬ولكن األثر يكون سلبيا على المستوى االجتماعي خصوصا‬
‫‪1‬‬
‫اعتبارات ضياع الموارد المالية على الدولة‪.‬‬

‫ثالًثا‪ :‬اآلثار على التجارة الخارجية‪:‬‬

‫يرى فريق من االقتصاديين أن االستثمار األجنبي المباشر قد يكون بديًال للتجارة الخارجية‪ ،‬وقد يكون‬
‫مكمًال له ا‪ ،‬ف إذا أس همت االس تثمارات في تق ديم م وارد جدي دة ت ؤدي إلى إنت اج س لع بتكلف ة أق ل من‬
‫المستورد في الدولة المضيفة‪ ،‬فهذا يعتبر االستثمار األجنبي بديال للتجارة الخارجية‪ ،‬ويظهر ذلك أيضا‬
‫في حال ة وج ود موان ع تح ول دون زي ادة التج ارة الخارجي ة مث ل مص اريف النق ل والتس ويق وص عوبة‬
‫التطورات التكنولوجية واإلدارية للمنتجين المحليين‪ ،‬وهنا يمكن عن طريق االستثمار األجنبي الوصول‬
‫إلى مزاي ا اإلنت اج الكب ير ‪ ،‬وق د يص احب ه ذا النش اط تك اليف عالي ة تف وق الفوائ د منه ا نس بيا‪ ،‬وذل ك إذا‬
‫قارن إمكانياتها باإلمكانيات األخرى المتاحة وتتمثل في استيراد مكونات السلعة المصنعة محليا‪ ،‬ويؤدي‬
‫ذل ك إلى تص نيع ذو تكلف ة عالي ة تحميه ا الجم ارك من المنافس ة العالمي ة في األس واق المحلي ة في ال دول‬
‫المض يفة‪ ،‬كم ا ي رى آخ رون أن ق وى المنافس ة ال تي تتمت ع به ا الش ركة متع ددة الجنس ية إزاء المنافس ين‬
‫‪2‬‬
‫المحليين غير عادلة وغير متكاملة وفي صالح الشركات متعددة الجنسيات‪.‬‬

‫فض ال عن أن أغلب الص ناعات ال تي تق وم به ا ف روع تل ك الش ركات العامل ة على ال دول النامي ة‪ ،‬إم ا‬
‫صناعات ثانوية بسيطة أو صناعات تجميعية‪ ،‬وبالتالي فإن الفائدة الحقيقية التي تعود على الدول النامية‬
‫من ه ذه الص ناعات هي فائ دة ض ئيلة نس بيا ألنه ا ال تمث ل أك ثر من مج رد ص ناعات تجميعي ة ه دفها‬
‫األساسي ليس التكامل مع األنشطة والصناعات األخرى داخل االقتصاد القومي‪ ،‬وإ نما هدفها األساسي‬
‫هو التكامل مع فروع الشركة األم‪.‬‬

‫‪ - 1‬ا لسيد عطية عبد الواحد‪ ،‬دور السياسة املالية يف حتقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.288- 287‬‬
‫‪ - 2‬حمـمد نظری حمـمد بسيوين‪ ،‬دور السياسة االقتصادية جتاه االستثمارات األجنبية املباشرة‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية التجارة جامعة عني مشس‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.171‬‬
‫وكذلك فإن الدولة المضيفة ال تستطيع إجبار تلك الفروع التي تعمل بها على زيادة صادراتها لتحسين‬
‫‪1‬‬
‫وضع ميزان المدفوعات بها ‪ ،‬وذلك ألن صادرات الفرع محددة من الخارج من قبل األم‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬اآلثار على البيئة‪:‬‬

‫البيئ ة هي الوس ط أو المج ال المك اني ال ذي يعيش في ه اإلنس ان‪ ،‬بم ا يض م من ظ واهر طبيعي ة‬
‫وبش رية يت أثر به ا وي ؤثر فيه ا‪ ،‬والتل وث البي ئي ه و ك ل تغي ير كمي أو كيفي في مكون ات البيئ ة الحي ة‬
‫وغير الحية وال تستطيع األنظمة البيئية على استيعابه دون أن يختل توازنها ‪.‬‬

‫وتعت بر مش كلة التل وث البي ئي من المش اكل ال تي تش غل ب ال الع الم س واء ك ان ذل ك على مس توى‬
‫االقتص اد الوط ني أو االقتص اد الع المي‪ ،‬نظ ًر ا لم ا ي ترتب على ه ذه المش كلة من آث ار ونت ائج تض ر‬
‫بالس كان وتح د من درج ة التق دم المرج و ‪ ،‬وال ذي ترج ع مش كلته إلى ع دة أس باب من أهمه ا‪ :‬التزاي د‬
‫الس كاني ال رهيب خاص ة في البل دان النامي ة‪ ،‬التق دم الص ناعي في ال دول‪ ،‬وزي ادة درج ة التق دم‬
‫‪2‬‬
‫التكنولوجي ‪.‬‬

‫باإلضافة إلى هذه األسباب فإن االستثمارات األجنبية المباشرة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على‬
‫البيئة‪ ،‬نظًر ا ألن هذه االستثمارات تتركز في األنشطة التي يمكن أن تساهم في تفاقم مش كلة تلوث البيئة‬
‫من خالل توظيفها في بعض األنشطة أو الصناعات الملوثة للبيئة مثل الصناعات اإلستراتيجية النفطية‬

‫‪ - 1‬علي عبد الوهاب إبراهيم جنا االستثمار األجنيب املباشر وأثره على التنمية االقتصادية يف مصر خالل (‪ )1990 -1974‬دراسة تطبيقية رسالة‬
‫ماجستري‪ ،‬غري منشورة ‪ ،‬كلية التجارة جامعة اإلسكندرية‪.1995 ،‬‬

‫املشار إليه‪:‬‬

‫علي سعيد عبد اهلل عبد احلميد‪ ،‬أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.58‬‬

‫حمـمد عبد القادر الفقي‪ ،‬البيئة ومشاكلها وقضاياها ومحايتها من التلوث اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪ ،14‬مىن ‪ ،‬قاسم التلوث البيئي‬
‫والتنمية االقتصادية‪ ،‬اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1999 ،‬م‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫املشار إليه ‪ :‬وسام جمدي عطية‪ ،‬اآلليات القانونية واالقتصادية لتحفيز االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.91‬‬

‫‪ - 2‬مـحمد حمروس‪ ،‬إمساعيل وآخرون‪ ،‬مدخل إىل اقتصاديات املوارد والبيئة‪ ،‬قسم االقتصاد كلية التجارة‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‬
‫‪.392 -391‬‬
‫والتعدينية والغاز الطبيعي والصناعات البتروكيماوية وصناعة األسمنت واألسمدة بدال من توطنها في‬
‫‪1‬‬
‫دولها‪ ،‬حيث تخضع هذه االستثمارات من دولها لمعايير بيئية مشددة ال تتوفر في البلدان النامية ‪.‬‬

‫كم ا أن االس تثمارات األجنبي ة عن د انتقاله ا إلى البل دان النامي ة تص طحب معه ا أح دث التكنولوجي ا ال تي‬
‫تستخدمها في أنشطتها في هذه البالد‪ ،‬وهذه التكنولوجيا من أهم األسباب التي تؤدي إلى التلوث البيئي‪،‬‬
‫ذل ك أن ه كلم ا زادت درج ة التق دم التكنول وجي كلم ا أدى ذل ك إلى التوص ل إلى ط رق إنت اج أح دث‬
‫والتوص ل إلى اس تخدام آالت أح دث في العملي ات اإلنتاجي ة والنش اط االقتص ادي وال تي تس تخدم في‬
‫تش غيلها أنواع جدي دة من الطاق ة‪ ،‬وه ذا من ش أنه أن يزي د من درج ة التلوث البيئي كم ا هو الح ال مثال‬
‫عن د اس تخدام الطاق ة النووي ة‪ ،‬فه ذا ي ؤدي إلى وج ود ن وع جدي د من التلوث ات ال تي تنتج أو تتخل ف عن‬
‫اآلالت التي تعمل بهذه الطاقة‪ ،‬وهذا يزيد من حدة التلوث البيئي خاصة إذا لم تتخذ اإلجراءات السليمة‬
‫والعاجلة للتخلص من النفايات بالطرق الصحيحة‪.‬‬

‫وهك ذا ي ترتب على وج ود االس تثمارات األجنبي ة في البل دان النامي ة وم ا تص حبه معه ا من تكنولوجي ا‬
‫متقدمة‪ ،‬مزيد من التلوث البيئي‪ ،‬وهذا يؤدي إلى مزيد من التكاليف االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬حيث تنق ل‬
‫االس تثمارات األجنبي ة أنش طتها الملوث ة للبيئ ة إلى البل دان النامي ة‪ ،‬نظ را للقي ود المفروض ة عليه ا في‬
‫بالدها‪ ،‬ومن ثم تقوم بالتأثير السلبي على البيئة‪ ،‬في ظل غياب الرقابة الفعالة على أنشطتها في البلدان‬
‫النامية‪ ،‬وتعد ظواهر تلوث الهواء والماء وظهور األمراض الناجمة عن الصناعات الملوثة للبيئة من‬
‫‪2‬‬
‫أكثر األمثلة التي تبين اآلثار السلبية لالستثمارات األجنبية المباشرة على البيئة‪.‬‬

‫‪ - 1‬إيهاب عز الدين ندمي‪ ،‬فرج عزت االستثمارات األجنبية املباشرة والتنمية االقتصادية يف العامل‪ ،‬املؤمتر الدويل حول اقتصاديات الدول اإلسالمية‬
‫يف ظل العوملة‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.22‬‬

‫المشار إليه ‪ :‬علي سعيد عبد اهلل عبد احلميد‪ ،‬أثر االستثمار األجنيب على النمو االقتصادي يف ليبيا‪،‬‬

‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪59‬‬

‫مـحمد حمروس إمساعيل ‪ ،‬وآخرون مدخل إىل اقتصاديات املوارد والبيئة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.393‬‬

‫‪ -‬وسام جمدي عطية‪ ،‬اآلليات القانونية واالقتصادية لتحفيز االستثمار األجنيب املباشر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬ ‫‪2‬‬
‫خامسا ‪ :‬اآلثار على معدالت التضخم‬

‫ال شك حول أن البلدان النامية تتسم بمصادر خاصة للضغط التضخمي فيها‪ ،‬مثل ارتفاع معدالت النمو‬
‫الس كاني‪ ،‬ض عف مرون ة اإلنت اج‪ ،‬نتيج ة ألن الجه از اإلنت اجي في ه ذه البل دان من الض عف بحيث ال‬
‫يستجيب ( السيما في الوقت القصير) لزيادة الطلب‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى زيادة الطلب عن المعروض‬
‫ووجود هذا الوضع يعمل على وجود اختناقات ويرفع األسعار‪ ،‬ارتفاع الميل الحدي لالستهالك نظرا‬
‫لوجود سلع جديدة من الشركات األجنبية العاملة في هذه البلدان‪ ،‬محور الجهاز المالي بالبلدان النامية‪،‬‬
‫وغير ذلك من العوامل التي تعمل على ظهور حاالت من التضخم في البلدان النامية‪ ،‬ذلك ومع يجب‬
‫أن ال ننسى أن أشكال التمويل الخارجي ومنها االستثمارات األجنبية تولد عند استخدامها وعند تسديد‬
‫‪1‬‬
‫أعبائها ضغطا خاصا على األسعار الداخلية بالبلدان النامية‪.‬‬

‫وفي واق ع األم ر ف إن ت دفق االس تثمارات األجنبي ة على البل دان النامي ة ت ؤدي إلى إح داث موج ات‬
‫تضخمية تجتاح اقتصاديات هذه البلدان فعندما تأتي تلك االستثمارات إلنشاء مشروعات معينة في تلك‬
‫ال دول ف إن تنفي ذ تل ك المش روعات ع ادة م ا يتطلب ج زءا من اإلنف اق االس تثماري عليه ا عن طري ق‬
‫التمويل المحلي‪ ،‬كاإلنفاق على البنية التحتية‪ ،‬وسوف يترتب على تنفيذ هذه المشروعات زيادة واضحة‬
‫في القوة الش رائية داخ ل البل دان النامي ة في المراح ل األولى من تنفي ذ تلك المش روعات‪ ،‬وبالت الي زي ادة‬
‫القدرة على اإلنفاق‪ ،‬وبالتالي زيادة هذا الضغط التضخمي إذا كان اإلنفاق االستثماري موجها إلى إنشاء‬
‫مشروعات ال تنتج إنتاجا مباشرا‪ ،‬وإ نما إنتاجا غير مباشر‪ ،‬كمشاريع البنى التحتية كالطرق والكباري‬
‫والمستشفيات والمدارس وغيرها‪ ،‬وذلك نظرا لتولد دخول نقدية وعدم تولد إنتاج يصاحب هذه الدخول‪.‬‬

‫ويتضح مما سبق أن حصاد التضخم في كل البلدان النامية يشير بما ال يدع مجاال للشك إلى أن‬
‫التض خم يعرق ل عملي ة التنمي ة‪ ،‬ويض ع العقب ات أم ام التخطي ط االقتص ادي‪ ،‬ل ذلك فإن ه يتعين على ال دول‬
‫النامية أن تعمل على مكافحته ‪ ،‬وذلك عن طريق اقتناص القوى الشرائية الزائدة في المجتمع‪ ،‬ويتم ذلك‬
‫عن طري ق زي ادة الض رائب على ال دخول المرتفع ة‪ ،‬والقض اء على أوج ه االس تهالك ال ترفي‪ ،‬وف رض‬
‫‪2‬‬
‫الرقابة الشديدة على األسعار عن طريق منع المضاربة وإ حكام الطوق حول عمليات السوق السوداء‪.‬‬

‫‪ -‬رمزي زكي‪ ،‬أزمة الديون اخلارجية رؤية من العامل الثالث اهليئة املصرية العامة للكتاب‪1978 ،‬م‪ ،‬ص ‪391.‬‬ ‫‪1‬‬

‫املرجع سابق‪ ،‬ص ‪.393‬‬

‫‪ -‬نزيه عبد املقصود مـحمد مربوك‪ ،‬اآلثار االقتصادية لالستثمارات األجنبية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.496- 495‬‬ ‫‪2‬‬

You might also like