Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫د‪.‬بن صغير مليكة أسماء‬


‫جامعة الدكتور موالي الطاهر ‪ -‬سعيدة‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪After the signing of administrative contracts by the respective authority and‬‬
‫‪in accordance with the applicable legislation , and after taking into account the‬‬
‫‪necessary measures the deal enters into Implementation as a result of its legal‬‬
‫‪effects as the most important elements in the administrative contracts are‬‬
‫‪considered as the main characteristics that distinguish them from ordinary‬‬
‫‪contracts and stand out in the context of the implementation,contract‬‬
‫‪implementation is the area in which the authorities and the administration‬‬
‫‪privileges appear and apply through scientific applications With the need to‬‬
‫‪respect the dates and specific period of time both before the begining of the deal‬‬
‫‪or during the deal because the success of each step depends on the success of the‬‬
‫‪step that follows it.‬‬

‫م ـقــدمة‪:‬‬

‫لقد حثت كافة التشريعات على أن يكون الوقت أساسا لمجموعة كبيرة من المعامالت ‪،‬ذلك أن استقرارها و بعت األمن‬
‫و األمان في نفوس األفراد ال يكون إال باحترام مدد و مواعيد نص عليها المشرع في معظم قوانينه ‪ ،‬فالله عز و جل خلق الزمان و‬
‫المكان و خلق الشمس و القمر لنهتــدي بشروق ـ ـ ــهما و غروبهما بم ـ ـواعيد األي ــام و الش ـه ــور و السنين حيت قال تعالى "هــو الذي‬
‫جـ ـع ــل الشمس ض ــياء وال ـ ـقـ ـ ــمر نور و قـ ــدره مــنازل لتعلـموا ع ــدد الــسني ـ ـن و الحساب "‪.‬‬

‫فقد حرص المشرع على أن تكون جميع اإلجراءات مرتبطة بمواعيد ‪ ،‬و ذلك حتى ال يكون عدم تحديد الزمان سبقا‬
‫مسلطا على كافة أعمالنا و التزاماتنا ‪،‬فإذا تأملنا قانون الصفقات العمومية الجزائري و كذا أمثاله من القوانين المقارنة ‪،‬نجده قد‬
‫وضع أزمنة محددة لكافة مراحل الصفقة ابتداء من التحضير للمشروع و التفكير فيه إلى اإلعالن عنه و تحضير وسائل إبرامه مرورا‬
‫بالرقابة على كيفية تنظيمه ليصل إلى مرحلة تنفيذه ‪.‬و من هنا وجب طرح التساؤل التالي و هو ‪ :‬إلى أي حد يمكن لإلدارة و‬
‫المتعامل المتعاقد االلتزام و التقيد بالمواعيد المرصودة في قانون الصفقات العمومية ؟بمعنى أخر ما هي اآلثار المترتبة على عدم‬
‫تنفيذ العقد في المدة المحددة‪ ،‬و مادا لو لم ينص في العقد أصال على مدة بداية تنفيذ العقد؟‬
‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪306‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫وعليه فإننا سنتناول في هذا المقال بداية ‪:‬ماهية االلتزام بالتنفيذ في المدة المحددة و ثانيا اآلثار المترتبة على عدم التنفيذ‬
‫في المدة المحددة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية االلتزام بالتنفيذ في المدة المحددة‬

‫إذا أبرم العقد اإلداري فإنه يترتب عليه جملة من اآلثار على طرفيه المتعاقدين‪ ،‬تتمثل في الحقوق وااللتزامات التي تتمتع‬
‫بها اإلدارة من جهة وما يقابلها من حقوق والتزامات يتمتع بها المتعاقد معها من جهة أخرى[‪ ،]1‬حيث أنه يلتزم المتعاقد مع اإلدارة‬
‫بتنفيذ الشروط الواردة في دفتر الشروط مع الخضوع للتوجيهات التي تقدمها اإلدارة في أثناء التنفيذ‪ ،‬إذ ال يعفى المتعاقد من أي‬
‫التزام إال القوة القاهرة[‪ .]2‬كما ال يحق له أن يتوقف عن الوفاء بالتزاماته التعاقدية بحجة أن اإلدارة أخلت بالتزاماتها‪ ،‬كما هو الشأن‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬بل عليه أن يستمر في تنفيذ التزاماته –مادام هذا التنفيذ ممكنا‪ -‬على أن يسلك السبيل المشروع للحصول‬
‫على التعويضات المترتبة على إخالل اإلدارة بالتزاماتها‪ ،‬كحق من حقوقه[‪ ،]3‬غير أنه وبسبب الطبيعة الخاصة للعقود اإلدارية فإن ما‬
‫تملكه اإلدارة من امتيازات يفوق ما يتمتع به المتعاقد اآلخر باعتبار أنها تسعى نحو تحقيق الصالح العام[‪ ،]4‬ذلك أنه في عملية‬
‫إبرام العقد اإلداري ال يترك المتعاقد حرية تنفيذ العقد بالوسيلة أو الطريقة التي يراها مناسبة له‪ ،‬وإنما تتمتع اإلدارة بسلطة اإلشراف‬
‫والمراقبة على عملية التنفيذ‪ ،‬فتتدخل اإلدارة إما عن طريق أعمال مادية وذلك من خالل زيارة موقع العمل‪ ،‬أو من خالل التحقق‬
‫من سالمة المواد المستعملة أو قد تتدخل عن طريق األعمال القانونية‪ ،‬وذلك بإصدار أوامر تنفيذية إلى المتعاقد معها‪ ،‬كأن تلزمه‬
‫بالتنفيذ في المدة المحددة[‪ ،]5‬وعلى هذا قسمنا هذا المطلب إلى فرعين‪ :‬نتطرق في الفرع األول إلى طبيعة وتعريف مدة التنفيذ‬
‫المحددة في العقد‪ ،‬أما في الفرع الثاني فنتعرض إلى أثر عدم النص على مدة محددة لتنفيذ العقد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬طبيعة وتعريف مدة التنفيذ المحددة للعقد‬

‫فضال عن اإلجراءات التي حددها التنظيم والمتعلقة بسريان الصفقة‪ ،‬فإنه يمكن أن يحدد أجال لسريان الصفقة ضمن دفتر‬
‫التعليمات المشتركة أو دفتر التعليمات الخاصة‪ ،‬ويكون ذلك إما انطالقا من التبليغ بالصفقة أو انطالقا من األمر باألشغال‪ .‬ذلك‬
‫أن مدة تنفيذ العقد اإلداري ما هي إال أحد مظاهر أهمية العقد اإلداري‪ ،‬إذ أن تسيير المرفق العام وانتظامه يرتبط ارتباطا وثيقا بأن‬
‫يتم التنفيذ في الميعاد المحدد لذلك‪ ،‬ومن هنا كان التزام التنفيذ في المدة المحددة التزاما يحمله ويكلف به المتعاقد[‪ .]6‬إذ ال‬
‫يكفي الوفاء الشخصي بااللتزام التعاقدي في العقد اإلداري‪ ،‬بل يلتزم أن يتم ذلك في المواعيد المحددة‪ ،‬وذلك لالستفادة بالشيء‬
‫موضوع التعاقد في الميعاد الذي ترى اإلدارة أنه مناسبا لتلك االستفادة لذلك نصت على تجديده في تعاقدها أو حددته في دفاتر‬
‫الشروط[‪ ،]7‬إذ ليس للمتعاقد أن يمتنع عن تنفيذ العقد‪ ،‬وال أن يتباطأ في ذلك التنفيذ‪ .‬ويدخل في مضمون العقد كل ما تستلزمه‬
‫ظروف العمل ما دامت تلك المستلزمات ليست غريبة عن جوهر العقد وليست فيها إساءة إلى حقوقه فإن امتنع عن توفيرها كان‬
‫[‪]8‬‬
‫مخطأ في عدم أدائها لها‪.‬‬

‫فمدة تنفيذ العقد هي مدة تحددها اإلدارة قبل طرح األعمال محل التعاقد أو قبل طلب توريد األصناف المطلوبة‪ ،‬ذلك‬
‫أن مفهوم مدة التنفيذ تختلف بحسب طبيعة كل عقد إداري[‪ ،]9‬ففي عقود التوريد يكون على المتعاقد أن يوفر لإلدارة التجهيزات‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪303‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫في مواعيدها‪ ،‬وأي تأخير يبرر فرض سلطتها في توقيع غرامات تأخيرية دون حاجة إلى توجيه إنذار على أن تراعي اإلدارة في‬
‫تحديدها حجم الصفقة ومتطلبات السرعة في التسليم‪ ،‬إال إذا أثبت المجهز أن التأخير كان ألسباب قاهرة ال دخل إلرادته في‬
‫وقوعها‪ ،‬كما قد يتضمن العقد تعهد المجهز لضمان نوعية وصالحية استخدام وتشغيل المكائن والمعدات لمدة معينة‪ ،‬فهنا يلتزم‬
‫المتعهد بضمان العيوب في مثل هذه األحوال ضمن المدة المذكورة[‪ ،]10‬كما قد يتضمن العقد اإلداري مدة إجمالية يتم بانقضائها‬
‫تنفيذ العقد‪ ،‬وقد ينقسم العقد إلى مراحل متعددة لكل مرحلة مدة محددة وللمشروع بكامله مدة إجمالية‪ ،‬وذلك سواء أكانت كل‬
‫مرحلة على حدة تمثل انجازا جزئيا من العقد يمكن االستفادة منه باستالمه‪ ،‬أم كانت مدد المراحل قد حددت بحث المتعاقد مع‬
‫اإلدارة على انجاز العقد في ميعاده المقرر بوسيلة انجاز كل مرحلة فيما حدد لها من ميعاد‪ ،‬وبالتالي فإن غرامة التأخير الموقعة‬
‫على المتعاقد المقصر في التنفيذ يتحدد عن التأخير الذي يتجاوز إجمالي مدة العقد‪ ،‬أو قد تحدد عن التأخير الحاصل عن مدة‬
‫[‪]11‬‬
‫كل مرحلة على حدة حتى ولو تم انجاز العمل محل التعاقد ضمن المدة الكلية لمجموع المراحل‪.‬‬

‫وعلى المتعاقد في كل هذه األحوال أن يحترم المدة المقررة بالعقد‪ .‬أما بالنسبة لعقود األشغال العامة‪ ،‬فهناك بعض‬
‫المشاكل العملية خاصة تلك التي تتعلق بابتداء مدة تنفيذ المقاولة فإنه لمعرفة الوقت الذي يبدأ فيه حساب المدة على المتعاقد‬
‫مع اإلدارة يجب أن نضع باالعتبار بعض العوامل وهي‪:‬‬

‫أن تنفيذ األشغال العامة عادة يحدد بأوامر تحريرية من جهة اإلدارة توجه إلى المتعاقد بوجوب البدء بالعمل‪ ،‬وتحتوي مثل‬ ‫‪.0‬‬
‫هذه األوامر على الوقت الذي يبدأ في تنفيذ العقد‪ ،‬وهنا ال يجوز احتساب هذه المدة من تاريخ التصديق على العقد‪ ،‬ألن‬
‫التصديق وإن كان أمرا جوهريا في العقد إال أنه مع ذلك ال يؤخذ بنظر االعتبار في تحديد بداية مدة تنفيذ العقد‪ ،‬فقد‬
‫[‪]12‬‬
‫تتأخر اإلدارة في إصداره وقد ال تقوم بإصداره نهائيا وفي هذه الحالة ال تستطيع أن تنسب عدم تنفيذ العقد إلى المتعاقد‪.‬‬
‫وقد تبدأ من خالل ممارسة بعض األعمال مثل تسليم الرسوم والمقاسات أو تسليم موقع العمل خاليا من الشواغل إلى‬ ‫‪.6‬‬
‫المتعاقد‪.‬‬
‫وقد تبدأ من يوم المباشرة الفعلية من قبل المتعاقد بالعمل موضوع العقد وتعتبر من أعمال المباشرة بالعمل وتحضير‬ ‫‪.3‬‬
‫مستلزمات العمل ومعدات اإلنشاء من عتاد وأجهزة وأشياء لتنفيذ أو إكمال أو صيانة أعمال المقاولة وذلك بغض النظر‬
‫عن صدور قرار بالمباشرة بصورة كتابية من جانب اإلدارة متى ما حصل المتعاقد على إذن شفوي من اإلدارة بذلك أو‬
‫سكتت حينما قام بالتحضير والمباشرة‪.‬‬
‫وقد تبدأ من اليوم التالي النتهاء المدة التي تحدد بين الطرفين والتي يجب خالها المباشرة باألعمال كأن يتفق الطرفان‬ ‫‪.1‬‬
‫على البدء باألعمال بعد ‪ 3‬أشهر من تاريخ االتفاق‪.‬‬
‫وقد تبدأ مدة أخرى للتنفيذ وهي المدة التي جرى تمديدها بناء على توفر شروط تمديد عقد األشغال العامة من قبل‬ ‫‪.0‬‬
‫المقاول كأن تطرأ زيادة أو تغيير في األعمال بحيث ال يمكن إكمالها في المدة المتعاقد عليها‪ ،‬أو إذا كان سبب التأخير‬
‫يعود لإلدارة أو وجود بعض الظروف االستثنائية‪ ،‬وغير ذلك مما يسوغ طلب تمديد المدة األصلية‪ .‬وتبدأ المدة اإلضافية‬
‫في مثل هذه األحوال من تاريخ الموافقة على التمديد على أن تتم تلك الموافقة بوقت معقول‪.‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪301‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫وعندما يكون في رأي اإلدارة بواسطة المهندس المختص أن األعمال أكملت بصورة أساسية (أي أكملت الدرجة التي يمكن‬
‫معها االستفادة منها للغرض الذي أنشأت من أجله) وأنها اجتازت الفحوصات النهائية بصورة مرضية‪ .‬يطلب من المتعاقد تعهدا‬
‫تحريريا بإكمال أي عمل متبق خالل (مدة الصيانة) وبعد ذلك يقوم المهندس بإصدار شهادة استالم األعمال حيث يبدأ سريان‬
‫(مدة الصيانة) لألعمال اعتبارا من تاريخ هذه الشهادة‪ ،‬ويجوز للمهندس أن يقرر منح الشهادة بخصوص أي قسم من األعمال قبل‬
‫إكمال جميع أعمال العقد‪ ،‬وذلك بناء على طلب تحريري من قبل المتعاقد بذلك وعند منح هذه الشهادة بخصوص قسم من‬
‫األعمال فإن ذلك القسم يعتبر منجزا وتبدأ مدة الصيانة الخاصة به من تاريخ تلك الشهادة‪ ،‬وبعد صدور شهادة العمل وانتهاء مدة‬
‫[‪]13‬‬
‫الصيانة تعود التأمينات إلى المتعاقد وتنتهي ذمته من المقاولة‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى ضرورة التمييز بين أجل التنفيذ وأجل إيداع العروض‪ ،‬الذي في بعض الحاالت يتراخى إلى غاية تاريخ‬
‫اإلشعار بالصفقة‪ ،‬كما أنه وبمجرد انقضاء أجل التنفيذ وحصول اإلدارة على جميع التقارير الالزمة حول كيفية أداء الصفقة فإن‬
‫[‪]14‬‬
‫المتعامل المتعاقد غير ملزم بأوامر الجهة اإلدارية‪ ،‬اللهم إالّ ما تعلق بضمان ما بعد الخدمة‪.‬‬

‫وعليه فإن مدة تنفيذ العقد هي مدة تحددها اإلدارة قبل طرح األعمال محل التعاقد أو قبل طلب توريد األصناف المطلوبة‬
‫وليس للمتعاقد مع اإلدارة تمت رأي في تحديد المدة‪ ،‬وإنما عليه أن يقوم بتسعير عطائه في ضوء تلك المدة التي تؤثر سلبا أو‬
‫إيجابا على قيمة عطاءه‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أثر عدم النص على مدة محددة لتنفيذ العقد‬

‫الغالب والمتعارف عليه أن لكل عقد مدته التي ينص عليها صراحة‪ ،‬إال أن التساؤل يثور حول مدى إمكانية أن تحدد‬
‫اإلدارة ميعاد تنفيذ العقد بعد أن أغفلت تحديده ضمن بنود العقد ؟‬

‫يجيب عن هذا التساؤل قضاء مجلس الدولة الفرنسي فينتهي إلى أنه‪ " :‬إذا لم ينص العقد على ذلك‪ ،‬فإن اإلدارة ال‬
‫تستطيع أن تفرض مددا للتنفيذ لم يتفق عليها إال بناءا على نص في العقد‪ .‬ويناط بالقاضي وحده في هذا الفرض تقدير المدة‬
‫العادية للتنفيذ مراعاة ظروف كل حالة‪ ،‬وما يجري عليه العمل في العقود المماثلة‪ ،‬وما كانت تقصده نية الطرفين‪ ،‬وما شابه ذلك‬
‫مما قد يساعد على تحديد هذه المدة "‪.‬‬

‫وفي شأن عدم النص في العقد على مدة معينة لبداية تنفيذ العقد اإلداري‪ ،‬فإن تلك البداية تحتسب من تاريخ إخطار‬
‫المتعاقد باألمر اإلداري بالبدء في تنفيذ األعمال[‪ ،]15‬بمعنى يجب أن تتم في مدة "معقولة" تختلف باختالف طبيعة األعمال أو‬
‫األصناف محل التعاقد‪ ،‬حيث أن المشرع أوجب على المقاول تنفيذ األعمال موضوع التعاقد في ميعاد معين وأجاز بجهة اإلدارة‬
‫إذا تراخى المقاول في التنفيذ إعطائه مهلة إضافية إلتمام التنفيذ متى اقتضت المصلحة العامة ذلك على أن توقع عليه غرامة عن‬
‫مدة التأخير‪ ،‬وكما هو مسلم به ومن المبادئ العامة على جميع العقود‪ ،‬أنها تخضع ألصل من أصول القانون يظلها جميعا بحيث‬
‫يقتضي بأن يكون تنفيذها بطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن النية وأن هذا األصل وعلى ما جرى به إفتاء وقضاء مجلس الدولة أن‬
‫التقيد بهذا المبدأ في العقود اإلدارية أولى وأوجب من التقيد به في شأن العقود المدنية وذلك الرتباطه بوجه المصلحة العامة الذي‬
‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪300‬‬ ‫مجلة التراث‬
‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫تنطبع به هذه العقود وال تنفك عنها[‪ ]16‬ومقتضى ذلك و لزامه أن المتعاقدين وإن لم يفصحا عن ميعاد معين لتنفيذ االلتزام فليس‬
‫معنى ذلك أن يكون التنفيذ بمنأى من كل قيد زمني وإنما يتعين أن يتم في مدد معقولة[‪ ]17‬وفقا للمجرى العادي لألمور وطبيعة‬
‫التعاقد ذاته وهدف تحقيق الصالح العام‪ .‬فاألصل هو أن يبدأ تنفيذ العقد من التاريخ الذي يحدده العقد ذاته فإذا خال العقد من‬
‫تحديد لتاريخ بدء التنفيذ‪ ،‬ولم يتطلب لذلك إجراء جوهريا يبدأ التنفيذ من تاريخ حصوله فإن تنفيذ العقد في هذه الحالة يبدأ من‬
‫تاريخ توقيع العقد‪ ،‬أي من التاريخ المعتد به كتاريخ إلبرام العقد سواء كان هذا التاريخ هو تاريخ توقيع الطرفين على العقد‪ ،‬ذلك أن‬
‫الكثير من العقود اإلدارية وخاصة عقود األشغال العامة تعتد ببدء سريان مدة تنفيذ العقد اعتبارا من التاريخ الذي يحدده أمر المباشرة‬
‫وهو عادة التاريخ المعتبر عند وصول أمر المباشرة إلى علم المتعاقد‪ ،‬كما قد تتطلب بنود العقد التزام اإلدارة بإصدار أمر المباشرة‬
‫وبالتالي فإنها إما أن تحدد ميعادا معينا ال تتجاوزه اإلدارة إلصدار أمرها المشار إليه‪ ،‬وقد ال تحدد بنود العقد ميعادا يجب صدور‬
‫األمر خالله أو بنهايته وفي هذه الحالة األخيرة يجب على اإلدارة أن تصدر أمر المباشرة خالل مدة معقولة وفقا للمتعارف عليه‬
‫بحسب طبيعة األعمال أو األصناف محل العقد[‪ .]18‬إذ يقضي مجلس الدولة الفرنسي بمسؤولية اإلدارة عن عدم إصدارها هذا‬
‫[‪]19‬‬
‫األمر في مدة معقولة‪ ،‬كما لها مسؤولية تعويض المتعاقد معها عما يتحمله من خسائر وراء ذلك‪.‬‬

‫غير أن السؤال الذي يطرح نفسه هو إذا بدء التنفيذ الفعلي للعقد اإلداري قبل التاريخ المحدد بنصوص العقد ببدء سريان‬
‫المدة‪ ،‬فأي مدة للتنفيذ يعتد بها ؟ هل هي مدة التنفيذ المقررة اعتبارا من تاريخ التنفيذ الفعلي للعقد أم يعتد بمدة التنفيذ اعتبارا‬
‫من التاريخ المنصوص عليه ببنود العقد ؟‬

‫إن أهمية تحديد المدة في نصوص العقد إنما يتقرر لحماية طرفي العقد في مواجهة التزامات وحقوق كل منهم‪ ،‬فاإلدارة‬
‫من حقها أن تتسلم األعمال محل التعاقد عند نهاية المدة المحددة بالعقد‪ ،‬وال يوجد ما يمنع من أن يتم انجاز أعمال التعاقد في‬
‫ميعاد سابق[‪ ،]20‬إال أنه من الجانب اآلخر فإن المتعاقد مع اإلدارة ال يلتزم بأي مدة سوى تلك المحددة بنصوص العقد فأي تأخير‬
‫عن تلك المدة يصبح ملتزما بأداء غرامة التأخير المقررة ولذلك ال يجبر المتعاقد مع اإلدارة على انجاز األعمال محل العقد في‬
‫مدة تقل عن المحددة تعاقديا‪ ،‬وبالتالي ال عبرة في مدة سريان تنفيذ العقد إال بالميعاد المحدد بالعقد دون تاريخ بدء التنفيذ‬
‫الفعلي‪ ]21[.‬وعليه فإن لمدة تنفيذ العقد أهمية بالغة بالنسبة لطرفي العقد سواء المصلحة المتعاقدة أو المتعاقد مع اإلدارة‪ ،‬إذ معها‬
‫تتحدد التزامات الطرفين‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار المترتبة على عدم التنفيذ في المدة المحددة‬

‫إن لجهة اإلدارة سلطة توقيع إجراءات على المتعاقد معها إذا قصر في تنفيذ التزاماته على أي وجه من الوجوه‪ ،‬سواء امتنع‬
‫عن تنفيذ التزامه بالكامل أو لم يحترم المدد والمواعيد المحددة للتنفيذ أو أن يتنازل عن العقد‪ ،‬كان لإلدارة الحق في توقيع الجزاءات‬
‫عليه وهي جزاءات خاصة لنظام قانوني غير معروف في نطاق القانون الخاص[‪ ]22‬إذ تنطوي في واقعها على معنى العقوبة‪ ،‬إذ لإلدارة‬
‫كامل السلطة في اختيار الجزاء المالئم والوقت المناسب لتوقيعه وال تحتاج في ذلك إلى استصدار حكم قضائي أو لإلجازة‬
‫الصريحة من النصوص القانونية‪ ،‬وتجد هذه السلطة المخولة لإلدارة تبريرها في أن إخالل المتعاقد في العقود اإلدارية ال يقتصر على‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪302‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫إخالله بالتزام تعاقدي فحسب بل يمثل أيضا مساس بحسن سير المرفق العام المتصل بالعقد‪ ،‬فغاية اإلدارة من توقيعها الجزاء ليس‬
‫إعادة التوازن بين االلتزامات المتبادلة التي ينشأها العقد وإنما تنفيذ االلتزام المتصل بسير المرفق العام أو استبعاد اإلخالل الذي‬
‫لحقه[‪ ،]23‬كما أن العقوبات التي تفرضها اإلدارة هي على أنواع ثالثة‪ :‬فالنوع األول منصوص عليه في القانون ويرتدى في صفة‬
‫اإللزام الذي ال يمكن مخالفته في بنود العقد‪ ،‬وبالتالي على اإلدارة االلتزام به وفرضه عند تحقق الشروط لذلك‪ ،‬على أنه إذا خالف‬
‫الملتزم في تنفيذ الصفقة دفتر الشروط أو بعض أحكامه‪ ،‬قامت اإلدارة المختصة بإنذاره رسميا بوجوب التقيد بكامل موجباته وذلك‬
‫ضمن مهلة معينة يعود لها أمر تقديرها وإذا انقضت المهلة المحددة دون أن يقوم الملتزم بتنفيذ ما طلب إليه حق اإلدارة أن تعتبره‬
‫ناكال وأن تفسخ العقد وتعمد‪ :‬إما إلى إعادة المناقصة‪ ،‬وإما إلى تنفيذ الصفقة باألمانة‪ ،‬فإذا أسفرت المناقصة الجديدة أو التنفيذ‬
‫باألمانة عن وفرة في األكالف‪ ،‬عاد الوفر إلى الخزينة‪ ،‬وإذا أسفرت عن زيادة في األكالف رجعت اإلدارة على الملتزم الناكل‬
‫بالزيادة‪.‬‬

‫أما النوع الثاني منصوص عليه في العقد بصورة دائمة تقريبا وال يجوز لإلدارة فرضه على المتعاقد معها ما لم يكن ملحوظا‬
‫في العقد‪ .‬ومثال ذلك غرامة التأخير التي كثيرا ما ينص دفتر الشروط الخاص على تحديد معدل لها بصورة مقطوعة على أساس‬
‫كل يوم تأخير ويعتبر االجتهاد أن تطبيق هذه الغرامة يتم أوتوماتيكيا عندما يحصل تأخير منسوب إلى المتعهد‪ ،‬إال أن اتفاق‬
‫الفريقين مجددا على موعد جديد للتسليم (أي تمديد مهلة التنفيذ) تفقد اإلدارة حقها بفرض هذه الغرامة‪.‬‬

‫أما النوع الثالث فهو يتعلق بالنظام العام إذ يجوز لإلدارة فرضه حتى ولو لم ينص العقد عليه أو لم يرد له ذكر في القانون‪،‬‬
‫إذ يحق لها مثال وضع المشروع المتياز تحت الحراسة‪ ،‬إذا أخل صاحب االمتياز بموجباته التعاقدية[‪ .]24‬وعليه فإذا كانت اإلدارة‬
‫تملك هذه السلطة الواسعة في توقيع الجزاءات على المتعاقد‪ ،‬فإن استخدامها لهذه السلطة مقيدة بعدة قيود منها‪ :‬أن هذه السلطة‬
‫ال تتضمن توقيع عقوبات جنائية من ناحية‪ ،‬أما من ناحية أخرى فإن اإلدارة ملزمة بإعذار المتعاقد معها قبل توقيع الجزاء‪ ،‬وال تعفى‬
‫[‪]25‬‬
‫من هذا االلتزام إال بنص صريح على إعفائها في القانون أو بسبب حالة االستعجال‪.‬‬

‫وعليه ترتكز الدراسة في هذا المبحث على بيان كيفية تنفيذ اإلدارة لسلطاتها في مواجهة المتعاقد معها عند إخالله‬
‫بالتزاماته التعاقدية وهذا ما سيأتي بيانه من خالل الجزاءات التي تفرضه عليه سواء جزاءات مالية تتمثل في غرامة التأخير ومصادرة‬
‫التأمين والتعويض الذي سيتم دراسته في المطلب األول أو جزاء فسخ العقد وتعديله‪ ،‬ووفقا لهذا قسمنا هذا المبحث إلى مطلبين‬
‫يتمحور المطلب األول حول الغرامة التأخيرية أما المطلب الثاني يتحدث عن كيفية تعديل العقد أو فسخه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الغرامة التأخيرية‬

‫والتي تجد مضمونها طبقا لنص المادة ‪ 147‬من المرسوم المتعلق بالصفقات العمومية[‪ ، ]26‬وهي عبارة عن مبلغ مالي‬
‫محدد سلفا في العقد يدفعه المتعاقد الذي يتراخى في إتمام العمل وتسليمه في المواعيد المحددة‪ ،‬وذلك بمجرد حدوث الضرر‬
‫دون حاجة لحكم قضائي أو إثبات الضرر‪ ،‬كما أنه ال يدخل في حساب مدة التأخير التي يثبت لجهة اإلدارة نشوؤها عن أسباب‬
‫قهرية[‪ ،]27‬إذ تتميز هذه الغرامة بأنها يتم االتفاق عليها بين اإلدارة والمتعاقد في العقد مقدما من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى قد يتم‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪302‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫توقيعها تلقائيا بمجرد حدوث التأخير من جانب المتعاقد ولو لم يترتب عليه أي ضرر دون حاجة إلى تنبيه أو إنذار أو اتخاذ أية‬
‫إجراءات قضائية أخرى‪ ،‬بمعنى أنها تطبق بقرار إداري دون حاجة إلى االلتجاء إلى القضاء الستصدار حكم بتطبيقها على المتعاقد‬
‫[‪]28‬‬
‫المتأخر في تنفيذ التزامه‪.‬‬

‫وبذلك تختلف غرامة التأخير عن الشرط الجزائي من ناحية وتختلف كذلك عن فوائد التأخير المعروفة في القانون الخاص‬
‫من ناحية أخرى إذ أنها تختلف عن طبيعة الشرط الجزائي في العقود المدنية‪ ،‬ألنه تعويض متفق عليه مقدما يستحق في حالة‬
‫إخالل أحد المتعاقدين بالتزامه فيشترط الستحقاقه ما يشترط الستحقاق التعويض بوجه عام من وجوب حصول ضرر للطرف‬
‫المتعاقد اآلخر أو إعذار للطرف المقصر وصدور حكم له وللقضاء أن يخفضه إن ثبت له أنه ال يتناسب والضرر الذي يلحق‬
‫[‪]29‬‬
‫بالمتعاقد‪.‬‬

‫أما عن اختالف غرامة التأخير عن فوائد التأخير فيعود إلى وجوب اإلنذار باستحقاق هذه الفوائد حتى في حالة احتواء‬
‫العقد على شرط جزائي عن التأخير‪ ،‬في حين أن غرامة التأخير تستحق بمجرد انقضاء الفترة المحددة إلتمام العمل دون حاجة‬
‫إلى التنبيه‪ ،‬كما يجوز لإلدارة أن تخصم هذه الغرامات من المبالغ المستحقة للمتعاقد معها عند إجراء الحساب الختامي‪.‬‬

‫وتعود هذه الطبيعة المتميزة بغرامة التأخير إلى كونها مقررة ضمانا لتنفيذ العقود اإلدارية في المواعيد المتفق عليها حرصا‬
‫على حسن سير المرافق العامة بانتظام أو اطراد‪ ،‬ومع ذلك يجوز لإلدارة أن تعفى المتعاقد معها من غرامة التأخير في حاالت معينة‬
‫منها‪ ،‬حالة القوة القاهرة أو إذا كان عدم التنفيذ راجعا إلى عدم قيام اإلدارة بتعهداتها في مواجهة المتعاقد معها‪ ،‬أو إذا كانت قد‬
‫التزمت بتقديم مساعدات أو بيانات معينة ثم تأخرت في الوفاء بهذا االلتزام [‪ ، ]30‬وكذلك حالة ما إذا كان المتعاقد قد طلب مهلة‬
‫جديدة بصفة رسمية من اإلدارة‪ ،‬وأبدت اإلدارة موافقتها دون أية تحفظات من جانبها‪ ،‬وأيضا ممارسة اإلدارة لسلطتها في تعديل‬
‫العقد بإحداث زيادة جسيمة في التزامات المتعاقد دون مد األجل المحدد من قبل للتنفيذ أو حددت له أجال جديدا ال يتناسب‬
‫[‪]31‬‬
‫مع جسامة هذه األعباء الجديدة‪ ،‬وأخيرا إذا قدرت اإلدارة أن ظروف تنفيذ العقد أو ظروف المتعاقد تعفيه من غرامة التأخير‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تعديل العقد أو فسخه‬

‫يستهدف هذا الجزاء إلى إنهاء الرابطة التعاقدية‪ ،‬إذ يفترض أن المتعاقد قد أخطأ خطأ جسيما‪ ،‬كما ال تلجأ اإلدارة إلى‬
‫هذا الجزاء إال مضطرة[‪ ، ]32‬فإذا لم ينفذ المتعاقد التزاماته فإن المصلحة المتعاقدة توجه له إعذار ليفي بالتزاماته التعاقدية في أجل‬
‫محدد‪ ،‬وإن لم يتدارك المتعاقد تقصيره في األجل الذي حدده اإلعذار‪ ،‬يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تفسخ الصفقة من جانب‬
‫واحد[‪ ،]33‬كأن نتصور أننا أمام عقد أشغال عامة وأن المتعامل المتعاقد توقف عن األشغال مدة طويلة بما سيعكس سلبا على مدة‬
‫انجاز العقد وبما سيؤثر على نشاط المرفق وفي هذه الحالة توجه اإلدارة المعنية إعذار للمعني وتمنحه أجال للوفاء بما تعهد فيه‪،‬‬
‫وإن كان المرسوم قد أشار بوضوح أن بيانات اإلعذار وآجاله يحددها قرار صادر من وزير المالية‪.‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪308‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫وبالرجوع للجريدة الرسمية رقم ‪ 61‬لسنة ‪ 6100‬نجدها قد تضمنت القرار الموعود به الصدر بتاريخ ‪ 68‬مارس ‪6100‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 16‬منه أن الفسخ ال يتم من جانب المصلحة المتعاقدة إال بعد توجيه إعذارين للمتعامل المتعاقد العاجز كما‬
‫[‪]34‬‬
‫وصفته المادة‪.‬‬

‫إلى جانب الفسخ األحادي فإنه يمكن اللجوء إلى الفسخ التعاقدي للصفقة‪ ،‬إذ يوقع الطرفان وثيقة الفسخ التي يجب أن‬
‫تنص على تقديم الحسابات المع ّدة تبعا لألشغال المنجزة واألشغال الباقي تنفيذها وكذلك تطبيق مجموع بنود الصفقة بصفة‬
‫عامة[‪ .]35‬أضف إلى الفسخ يمكن لإلدارة أنت لجأ إلى سحب العمل من المقاول وتنفيذه على حسابه بذات الشروط والمواصفات‬
‫المعلن عنها و المتعاقد عليها‪ ،‬و ذلك أيضا إذا أخل بتنفيذ التزاماته التعاقدية‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫نستنتج مما سبق أن احترام المدد و المواعيد المنصوص عليها في قانون الصفقات العمومية أمر ضروري وواجب على كال‬
‫الطرفين خاصة و أن نجاح كل مرحلة من مراحل الصفقة مرهون بنجاح المرحلة التي يليها ‪.‬‬

‫كما أنه و لتسهيل سير المرفق العام فإن لإلدارة المتعاقدة صالحيات خارقة اتجاه المتعامل المتعاقد‪ ،‬إذ تمتاز بامتيازات تسمح‬
‫لها ليس فقط بإجراء نوع من الرقابة ‪ ،‬ذات الطابع االستثنائي على مراحل التنفيذ و إنما أيضا و ضمن شروط معينة ‪،‬بتعديل بنود‬
‫العقد بمشيئتها المنفردة‪،‬و لكن قبالة دلك فان االجتهاد يقر للمتعاقد معها ‪،‬حتى لو لم ينص العقد أيضا على ذلك‪ ،‬الحق في أن‬
‫تتأمن له مصالحه المالية التي من أجلها أقدم على التعاقد‪،‬شريطة أن يسلك السبيل المشروع للحصول على هذه المبالغ‪،‬إذ يلتزم‬
‫بتفنيد العقد بطريقة سليمة و بعناية و ذلك بان يلتزم بتنفيذ العقد بحسن نية و في اآلجال و الميعاد المحدد لذلك‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫المرسوم الرئاسي ‪612-00‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ 6100‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات المرفق العام‪.‬‬

‫المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ .0‬أحمد محمود جمعة‪ ،‬العقود اإلدارية طبقا ألحكام قانون المناقصات والمزايدات الجديد‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.6116‬‬
‫‪ .6‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬العقود اإلدارية في التطبيق العملي والمبادئ واألسس العامة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.0008‬‬
‫‪ .3‬رياض عيسى‪ ،‬نظرية العقد اإلداري في القانون المقارن والجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪300‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫‪ .1‬عبد الغني بسيوني عبد الله‪ ،‬القانون اإلداري دراسة مقارنة األسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها في مصر‪ ،‬منشأة‬
‫المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.0000 ،‬‬
‫‪ .0‬علي عبد األمير فيالن‪ ،‬أثر القانون الخاص على العقد اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مكتبة زينب الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.6110‬‬
‫‪ .2‬علي الدين زيدان‪ ،‬محمد السيد أحمد‪ ،‬الموسوعة الشاملة في القانون اإلداري الجزء الثاني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .2‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪:‬‬
‫األسس العامة للعقود اإلدارية‪- ،‬اإلبرام‪-‬التنفيذ‪-‬المنازعات في ضوء أحدت أحكام مجلس الدولة ووفقا ألحكام قانون‬
‫المناقصات و المزايدات‪،‬دار الفكر العربي‪،‬اإلسكندرية‪.‬‬
‫مسؤولية اإلدارة عن تصرفاتها القانونية –القرارات والعقود اإلدارية في الفقه وقضاء مجلس الدولة‪ -‬منشأة المعارف‬
‫اإلسكندرية‪.6112 ،‬‬
‫‪ .0‬مازن ليلو راضي‪ ،‬العقود اإلدارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪.6113 ،‬‬
‫‪ .9‬ممدوح طنطاوي‪ ،‬المناقصة والمزايدات القانون والالئحة التنفيذية وأحكام المحاكم‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪.6110 ،‬‬
‫‪ .18‬محمد خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪.0008 ،‬‬
‫‪ .00‬محمد حمي خاليلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪.6106 ،‬‬
‫‪ .06‬نصر الدين محمد بشير‪ ،‬غرامة التأخير في العقد اإلداري وأثرها في تسيير المرفق العام دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.6112 ،‬‬
‫‪ .03‬يوسف سعد الله الخوري‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ ،‬الجزء األول تنظيم إداري‪ ،‬أعمال وعقود إدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪.0008 ،‬‬

‫المراجع باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪1.‬‬ ‫‪Michel Villard, Droit et pratique des marchées publics de travaux, éditions‬‬
‫‪du moniteur, Paris, 1981, p.135-136.‬‬
‫‪2. C. LAJOYE, Droit des marchées publics : (2) en annexe le code Algérien des‬‬
‫‪Marchés publics, édition Berti, Paris, 2005-Alger, p.168.‬‬
‫‪3. Brahim Boulifa, Marchés publics, Manuel méthodologique, volume Berti,‬‬
‫‪Alger 2013,.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫مازن ليلو راضي‪ ،‬العقود اإلدارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،6113 ،‬ص‪.02‬‬ ‫ا‪]1‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪321‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫فعرف الفقه اإلداري الفرنسي القوة القاهرة بأنها الحادث الخارجي عن إرادة األطراف‬ ‫ا‪]2‬‬
‫لم يطرح مفهوم القوة القاهرة في العقد اإلداري عن مفهومها في العقد المدني‪ّ ،‬‬
‫المتعاقدة وغير المتوقع وغير المرتقب والذي يستحيل دفعه‪ ،‬ويؤدي إلى استحالة تنفيذ االلتزامات التعاقدية‪ .‬علي عبد األمير قيالن‪ ،‬أثر القانون الخاص على العقد اإلداري‪،‬‬
‫الجزء الثاني‪ ،‬مكتبة زينب الحقوقية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،6110 ،‬ص‪.02‬‬
‫ا‪ ]3‬علي الدين زيدان‪ ،‬محمد السيد أحمد‪ ،‬الموسوعة الشاملة في القانون اإلداري الجزء الثاني‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬ص‪.621‬‬
‫ا‪ ]4‬مازن ليلو راضي‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫ا‪ ]5‬رياض عيسى‪ ،‬نظرية العقد اإلداري في القانون المقارن والجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫ا‪ ]6‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬العقود اإلدارية في التطبيق العملي والمبادئ واألسس العامة‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0008 ،‬ص‪.328‬‬
‫ا‪ ]7‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.028‬‬
‫ا‪ ]8‬محمد خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0008 ،‬ص‪.023‬‬
‫ا‪ ]9‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.328‬‬
‫ا‪ ]10‬انظر محمد خلف الجبوري‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،0008 ،‬ص‪.023‬‬
‫ا‪ ]11‬يراجع نصر الدين محمد بشير‪ ،‬غرامة التأخير في العقد اإلداري وأثرها في تسيير المرفق العام دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،6112 ،‬ص‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.308 -301‬‬
‫ا‪ ]12‬ممدوح طنطاوي‪ ،‬المناقصة والمزايدات القانون والالئحة التنفيذية وأحكام المحاكم‪ ،‬مطبعة االنتصار‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬الطبعة األولى‪.6110 ،‬‬
‫ا‪ ]13‬محمود خلف الجبوري‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،6101 ،‬ص‪ ،‬ص‪.021 -023 :‬‬
‫‪[14] Michel Villard, Droit et pratique des marchées publics de travaux, éditions du moniteur, Paris, 1981, p.135-‬‬

‫‪136.‬‬
‫ا‪ ]15‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫[‪ ]16‬انظر حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.320 -320 :‬‬
‫‪[17] C. LAJOYE, Droit des marchées publics : (2) en annexe le code Algérien des Marchés publics, édition Berti,‬‬

‫‪Paris, 2005-Alger, p.168.‬‬


‫ا‪ ]18‬حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬المرجع أعاله‪ ،‬ص‪.321‬‬
‫[‪ ]19‬عبد العزيز عبد المنعم خليفة‪ ،‬مسؤولية اإلدارة عن تصرفاتها القانونية –القرارات والعقود اإلدارية في الفقه وقضاء مجلس الدولة‪ -‬منشأة‬
‫المعارف اإلسكندرية‪ ،6112 ،‬ص‪.08‬‬
‫ا‪ ]20‬انظر حمدي ياسين عكاشة‪ ،‬العقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.322 -320 :‬‬
‫‪[21] Brahim Boulifa, Marchés publics, Manuel méthodologique, volume Berti, Alger 2013, p.191.‬‬

‫ا‪ ]22‬أحمد محمود جمعة‪ ،‬العقود اإلدارية طبقا ألحكام قانون المناقصات والمزايدات الجديد‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،6116 ،‬ص‪.366‬‬
‫ا‪ ]23‬بوعمران عادل‪ ،‬النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.000‬‬
‫ا‪ ]24‬يوسف سعد الله الخوري‪ ،‬القانون اإلداري العام‪ ،‬الجزء األول تنظيم إداري‪ ،‬أعمال وعقود إدارية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0008 ،‬ص‪ ،‬ص‪.181 -180 :‬‬
‫ا‪ ]25‬عبد الغني بسيوني عبد الله‪ ،‬القانون اإلداري دراسة مقارنة األسس ومبادئ القانون اإلداري وتطبيقها في مصر‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0000 ،‬ص‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪.018 -012‬‬
‫ا‪ ]26‬المادة ‪ 147‬من المرسوم ‪ " :612-00‬يمكن أن ينجر عن عدم تنفيذ االلتزامات التعاقدية من قبل المتعاقد في اآلجال المقررة أو تنفيذها غير المطابق‪ ،‬فرض عقوبات‬
‫مالية‪"...‬‬
‫ا‪ ]27‬المادة ‪ 147‬من المرسوم ‪ 612-00‬أعاله‪... " :‬وفي حالة القوة القاهرة‪ ،‬تعلق اآلجال وال يترتب على التأخير فرض العقوبات المالية بسبب التأخير‪"...‬‬
‫ا‪ ]28‬محمد حمي خاليلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الكتاب الثاني‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،6106 ،‬ص‪.301‬‬
‫ا‪ ]29‬انظر محمد جمال مطلق الدينيات‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.620‬‬
‫ا‪ ]30‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 147‬من المرسوم ‪ 612-00‬المرجع أعاله‪.‬‬
‫ا‪ ]31‬انظر محمد أنور حمادة‪ ،‬قواعد وإجراءات تنظيم المناقصات والمزايدات والعقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪ ،‬ص‪.80 -88 :‬‬
‫ا‪ ]32‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود اإلدارية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.010‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪320‬‬ ‫مجلة التراث‬


‫أثار عدم احترام آجال تنفيذ الصفقة‬

‫المادة ‪ 149‬من المرسوم ‪ 612-00‬المع ّدل والمتمم‪.‬‬ ‫ا‪]33‬‬

‫عمار بوضياف‪ ،‬شرح تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.602‬‬ ‫ا‪]34‬‬

‫العدد ‪ - 62‬المجلد الثاني‬ ‫‪326‬‬ ‫مجلة التراث‬

You might also like