Professional Documents
Culture Documents
6 الحضارة الرومانية
6 الحضارة الرومانية
الحضارة الرومانية
تمهيد :لفظة الرومان تعني في األصل س ّكان مدينة "روما" ،ولمّا أصبحت روما عاصمة الدولة صارت هذه الكلمة
تعني ك ّل س ّكان الدولة .كما أنّ مفهوم كلمة إيطاليا لم يشمل في البدء ّإّل القسم الجنوبي منها فقط.
أمّا عن شعوب إيطاليا فقد تقاسمت ثالث مجموعات من الشعوب هم ":الليغوريون واإليطاليون واإلغريق" لكنّ
الذين لعبوا دورا أساسيا في حياة روما هم "األتروسكيون" وهم من نزحوا من آسيا الصغرى خالل القرن التاسع
(ق.م) وحلّوا عند شواطئ البحر التيراني واختلفوا من حيث األصل والمنبت.
اآلداب :أوّ ل البارزين في أدب الالتين كانوا إغريقي األصل أشهرهم "اندرونيكوس" حيث قلّد الالتين اإلغريق
فقلّدوهم في كل المذاهب وكتب ك ّل من "بلوت" و"تيرانس" المسرحيات ،وقد تو ّ
صل "لوكريس" إلى أن ب ّز شعراء
اإلغريق ،فته ّجم في "قصيدة الطبيعة" على اآللهة والمعتقدات.
ث ّم لمع اسم "تيت-ليف" كاتب تاريخ روما ،ثم تبعه "فرجيل" شيخ شعراء الالتين فقلّد هوميروس في ملحمته
"اّلنياذة" يقصّ فيها تاريخ روما ،ث ّم انعكس ‹السلم الروماني› في أبيات "هوراس" التي تتغ ّنى بعذوبة الحياة
اإليطالية.
ولم يطل األمر بالشعر بعد ذاك ،وسيطر المنطق على كتابات المؤرّخ "تاسيت" ث ّم برز بعده اسم "بليني الصغير" ث ّم
"سينيك" ثم اّلمبراطور "مرقس اوريلوس".
ولم تتخ ّل لغة اإلغريق عن مكانتها ،ففيها كتب "سترابون" الجغرافي و"بلوتارخوس" واّلمبراطور "مرقس
اوريلوس" نفسه ...
الفنون :
أ -الرسم والفسيفساء :بعد سقوط روما أضحت بيزنطة اّلمبراطورية الوحيدة فتسلّم اّلمبراطور
"مرقيانوس" تاجه من يد بطريرك القسطنطينية ( 450م) دون أن يكون لروما رأي في الموضوع
وتغلغلت اللغة اليونانية في دوائر الدولة فتمشرق الفنّ أيضا وظهرت بوادر فنّ شرقي اإليحاء هو الفنّ
البيزنطي ،وازدانت جدران الكنائس برسوم القدّيسين وخاصة الفسيفساء ،وانتشرت األيقونات واستأثرت
الموضوعات الدينية بك ّل المنجزات الف ّنية حتى ص ّح القول بأنّ الفنّ البيزنطي ‹ فنّ موجه› لم يحِد عن
إطار الدين طيلة المدّة التي عاشتها اّلمبراطورية البيزنطية.
ب -فنّ البناء :لقد أكثر يوستنيانوس من بناء الكنائس وترميمها واهت ّم بالمنشآت العامّة والقصور والمالعب
والمدرّجات ،وّل تزال كنيسة القدّيس "بيتال" وفسيفسائها شاهدا على ذلك.
وقد روعي في بناء الكنائس تصميمانّ ،أولهما :موروث في شكله عن المعابد اّلغريقية فهو مستطيل
ينتهي بمذبح رئيسي يحيط به مذبحان جانبيان أو أكثر .ولمّا تطوّ ر فنّ البناء اعتمد التصميم الثاني :وهو
شبه مستدير تتوسّط سقفه قبّة رئيسية تحيط بها قباب جانبية بحيث تتو ّزع األحجام بشكل صليب
بيزنطي ،و أبرز األمثلة على ذلك كنيسة القدّيس "بيتال" في "رابينة" ،أمّا كنيسة الحكمة اإللهية "آغيا
صوفيا" فتصميمها اندماج بين الشكلين المستدير والمستطيل.
ولم يزل الفنّ البيزنطي بزوال القسطنطينية ،بل ظ ّل مستم ّرا في الشرق طيلة حكم العثمانيين ،وأد ّل ما
في هذا الفنّ من رونق أنّ األتراك قد استوحوا منه عندما بنوا مساجد األستانة فيما بعد.