Professional Documents
Culture Documents
Books Library - Online Nooe0f98252a851fa0b28eb07 46098
Books Library - Online Nooe0f98252a851fa0b28eb07 46098
قومو يدعوىم إىل هللا ألف ث يف ِ فهذا نيب هللا نوح َ م َك َ
عاما ومل يؤمن معو إال (مائة رجل وامرأة) يف أصح سنة إال مخسٌن ً
أقواؿ العلماء ،وىذا يعين أنوُ يف كل مائة عاـ يؤمن لوُ شخص
واحد ..ومع ىذا مل يستعجل ..ومل يفرت عن دعوهتم إىل دين هللا.
وىذا خري اخللق حممد ،أفىن عمره كلو يف الدعوة إىل هللا..
ومل يفرت.
يضرؾ قلة ادلتجاوبٌن ..وال تلتفيت إىل ىذا األمر، فيا أخية ..ال َّ
وال تستعجلي النتائج ..فالنصر آت بإذف هللا سواءً لك أو دلن يسلك
سلكك فَِإن ِحزب ِ
اَّلل ُى ُم الْغَالِبُو َن[ ادلائدة.]٘ٙ : ِ م
ْ َ
فاسلكي سبيل الدعوة إىل هللا ..فأنت مكلَّفة بأمر تبليغ ىذا
وزل ِزف أف يكوف الدين «بلِّغوا عِن ولو آية» .فوهللا إنوُ دلؤ ِسف ُ
الدعاة يف أ َُّمة ادلليار مسلم شلَّن َعلَت أعمارىم اخلمسٌن! ُ
وىنا سؤاؿ ...ماذا قدمنا ذلذا الدين؟ وخاصة ضلن معشر ُ
الفتيات ..وأظنك ال جتهلٌن مكانة البنت قبل اإلسبلـ ..إهنا تدفن
حية ..مبعىن ُكنا يف عداد األموات ..فلما جاءت الشريعة السمحة
حرمت ىذا ..وأعطت ادلرأة كامل حقوقها ..وأعادت ذلا ِعَّزهتا َّ
وكرامتها ادلهدرة ..وأخرجتها من تلك اجلاىلية العمياء ..فياهلل ما
ُ
وفخرا أف ننتسب اًف
شر ورّب ويكفينا .. وَّ
ل أج وما ..دين أعظموُ من
ً
إىل ىذا الدين..
وك دت بأ ص أط أ الثُري ا ًرا وِم ا زادين ش رفًا وف
وأن ص ريت أمح د يل نبي ا قول ي ي ا عب ادي دخ ويل ق
ٜ الطالبة املثالية واهلمة العالية
وجلَده وما وإننا لنعجب ويعجب كمل مسلم من صَب الكافر َ
نسمعو عن تفاين أىل الباطل يف باطلهم ..وكيف أهنم يبذلوف
أعمارىم وأوقاهتم وأمواذلم رخيصة يف سبيل نشر باطلهم ..وىاؾ
شاىد على ىذا ..قصة يرويها أحد الدعاة إىل هللا عندما ذىب
ألدغاؿ أفريقيا ..غابة صغًنة مليئة باذلواـ ..والوحوش ..وعدد
السكاف قليل وقد أملَّ هبم اجلوع والفقر واألمراض واألوبئة ..يف ىذه
الغابة قصر صغًن بو عجوز قد ضعف بصرىا ..تعيش مبفردىا ..فلما
عاما ..لنشر سئل عنها .قالوا :ىذه العجوز مكثت ُىنا قُرابة (ٖ٘) ً
الدعوة إىل النصرانية ..فلِ َم كل ىذا؟! وما ىذا الصَب؟! صَبت على
اجلوع واألمراض والفقر لتعيش يف تلك الغابة ادلخيفة من أجل نشر
ُ
الباطل .ويبقى السؤاؿ ..الذي نقف حيارى أمامو :أليس ىذا الدين
أوىل بالنشر والتمكٌن ..السيما أنو احلق ادلبٌن..
فيا أخية ..جددي عزمك ..وخوضي ِغمار الدعوة إىل هللا..
البد للطريق من زاد ..فما ىو زادؾ يف طريق الدعوة إىل هللا؟ لكن َّ
إنو العلم ..فلن تستطيعي الدعوة إىل هللا إال بطلب العلم..
الذي يتحقق من خبللو صبلح الدنيا واآلخرة .فَا ْعلَ ْم أَنوُ َال إِلَوَ إِال
الدعاة إىل هللا ي[ زلمد]ٜٔ :؛ لذلك غلب على ُ استَ غْ ِف ْر لِ َذنْبِ َ
اَّللُ َو ْ
أف يتعلَّموا العلم الشرعي الصحيح قبل أف يدعو الناس ..فالعلم
الشرعي ىو مفتاح الدعوة إىل هللا ..وأسرع طريق للوصوؿ إىل عقوؿ
سبب للوقوع يف اخلطأ ..وىو داءٌ عُضاؿ ،إذا الناس وقلوهبم ،واجلهل ٌ
سرى فشا يف األمة ..فكم من حبلؿ ُحِّرـ ...وكم حراـ ُحلل .وما
ومن علَت علتها ذاؾ إال بسبب اجلهل ..وهبذا يتحتم على الداعية َ
الطالبة املثالية واهلمة العالية ٓٔ
للسبق يف الطاعات أف تطلب العلم الشرعي حبقو ،بل ىي يف أمس
احلاجة إىل الزود من العلم الشرعي الصحيح.
فمن ادلؤسف أف نرى بعض الفتيات ظاىرىن الصبلح والتقوى
ولكن عندما صلالسهن وضلادثهن نسمع اجلهل ادلطبق ألبسط أحكاـ
الشريعة .فيا زلمية ىذا الدين ..يا ُد َّرًة مصونة.
أال ترين -يا حفيدة عائشة -ىذه اجلموع الغفًنة من نساء
ادلسلمٌن ..أال ترين حاذلم وجهلهم بأمور دينهمَ ..من ذلم بعد هللا
إال أنت وأمثاذلم ادلخلصات بإذف هللا ..أيعقل أف نرتكهم يف جهلهم
وغفلتهم يتخبطوف؟! ال أظنك وأمثالك ترضٌن ىذا ..فظين بك أنك
رمز بارز بإذف هللا من رموز الصحوة اإلسبلمية اليت ِّ
تبشر باخلًن
العظيم..
القدوة اِلسنة
كوين قدوًة لغًنؾ ..نعم ..قدوة للزميبلت قدوة للمعلمات..
قدوة للكبار والصغار ..والنساء ..فكم من امرأة فاقت أقراهنا ..فبأي
شيء؟ باألفعاؿ قبل األقواؿ ..فبل ؼلالف فعلك قولك:
يم
ع ُ ار علي ي إذا فعل
ع ٌ ال ت ْن و ع ن خل ٍق وت أ مثل وُ
كوين قدوة يف ملبسك ..فبل تلبسٌن ما ُؼلدش احلياء ُِ
وؼل َّل
بادلروءة ويُسقطك -والعياذ باهلل -من أعٌن الناس ،وإال فلن يُقبل
دائما حتت اجملهر ..كذلك ال منك كلمة وال موعظة ،فأخطاؤؾ ً
الرث من الثياب فيعتقد البعض من الناس أف الدين يدعو إىل تلبسٌن َّ
التبذؿ والتقشف فيكرىوف االستقامة ..وال تلبسٌن الباىظ الثمٌن..
بل كوين متوسطة َ وَك َذلِ َ
ي َج َعلْنَا ُك ْم أُمةً َو َسطًا[ البقرة.]ٖٔٗ :
ٔٔ الطالبة املثالية واهلمة العالية
أخييت ..احذري أف تكوف سببًا يف التناقض بٌن الدعوة والسلوؾ
والقوؿ والعمل ..وأبذيل قصارى جهدؾ يف سبيل حتقيق مبدأ القدوة
يف ادللبس وادلأكل وادلشرب والتعامل مع اآلخرين ..وليكن عليك وقار
وسكينة ..وذلك إجبلالً دلا حتصلينو من علم .وال تكثري من ادلباح
زلرمة لكن اإلكثار منها يؤدي كالضحك واللعب والنوـ ،فهي ليست َّ
إىل أمر خطًن ،أال وىو الغرؽ يف الشهوات ،والدعوة إىل الرتاخي
والكسل عن الطاعات ،والركوف إىل الدنيا الفانية..
كذلك كوين قدوة بأف يكوف وقتك كلو عبادة ..فاجعلي لسانك
رطبًا بذكر هللا ..وكوين قدوة لزميبلتك فاهلل تعاىل امتدح عباده ادلؤمنٌن
ياجنَا َوذُ ِّرياتِنَا قُرةَ أَ ْع ُ ٍبقولو :وال ِذين ي ُقولُو َن رب نَا َىب لَنَا ِمن أَ ْزو ِ
ْ َ ْ َ َ َ َ
فتأملي ىذه اآلية ..مل ي إِ َم ًاما[ الفرقافَّ ..]ٚٗ : واجعلْنَا لِل ِ
ْمتق َ
ُ َ َْ
يسألوا هللا اإلؽلاف والذرية الصاحلة فحسب ،بل سألوا هللا بأف يكونوا
أئمة يُقتدى هبم يف الطاعات واخلًنات.
أختاه ..ال بأس بأف تظهري بعض أعمالك الباطنة على أف
تكوف النية ىو االقتداء بك ال الثناء عليك ..فالشيخ زلمد بن
عثيمٌن رمحو هللا عندما ُسئِل عن حكم إظهار بعض العبادات
والنوافل أماـ األىل من أجل االقتداء وفعل الطاعات ..ال للثناء من
الناس؟ فأجاب رمحو هللا :ال بأس إذا اقتضت ادلصلحة ذلك ..وعُلِم
أف ىذا األمر سيتأثروف بو ويقوموف بتلك الطاعات.
فيا أختاهَ ..كَِّبى عند الصعود للطابق العلوي ..وسبِّحي عند
رحم رّب.. السنَّة ادلنسيَّة إال ما ِ النزوؿ ..واذ ّكِري صديقاتك هبذه ُّ
أكثري من االستغفار ،والثناء واحلمد هلل .فهذا ص ِّديق ىذه األ َُّمة َّ
مر
الطالبة املثالية واهلمة العالية ٕٔ
يوما على محَّاؿ حطب ..فإذا ىو يستغفر هللا وػلمده ،فقاؿ لو :يا ً
فبلف ،ملَ االستغفار واحلمد؟ فقاؿ :أنا بٌن ذنب فأستغفر هللا منو، ِ
احلماؿ أفضل من أّب وبٌن نعمة فأمحد هللا عليها ..فقاؿ أبو بكرَّ :
احلماؿ أفضل من أّب بكر.. بكرَّ ..
فكلنا -يا أخية -نتقلب وهللا يف نِعم هللا صباح مساء ..فهل
َّأدينا حقها من الشكر ..ىل شكرنا هللا ولو على نعمة اإلؽلاف بَ ِل
ِ ِ
اَّللُ َميُ ُّن َعلَْي ُك ْم أَ ْن َى َدا ُك ْم ل ِْْلميَان[ احلجراتَ ..]ٔٚ :
ومن منَّا ال
ومن منَّا ال يُ ِذنب ،فهبل استغفرنا هللا من ذنوبنا العِظاـ اليت ُؼلطئَ ..
ختر ذلا اجلباؿ الرواسي ..وىل شكرنا نِعم هللا اليت ال تُعد وال ُحتصى
ِ ِ
وىا[ النحل ..]ٔٛ :فالشكر دأب ص ََ وإِ ْن تَ ُع ُّدوا ن ْع َمةَ اَّلل َال ُقْ ُ
ادلؤمنٌن فهذا الفاروؽ عمر بن اخلطاب مسع رجبلً يقوؿ« :اللهم
اجعلِن من اْلقلي» .فقاؿ :يا عبد هللا ،وما األقلوف؟ قاؿ :يقوؿ هللا
ي تعاىل :وما آمن معوُ إِال قَلِيل[ ىود ،]ٗٓ :وقَلِ ِ ِ ِ
يل م ْن عبَاد َ
َ ٌ ٌ ََ َ َ ََ
ور[ سبأ.]ٖٔ : الش ُك ُ
ٖٔ الطالبة املثالية واهلمة العالية
بذل النصيحة
ال يدفعك ُحب الصديقات إىل ترؾ نُصحهن ،فهناؾ الكثًن
منهن ينتظرف منك النُصح والتوجيو بطريقة مباشرة أو غًن مباشرة،
ومن تلبس عباءة الكتف ،ورمبا لبستها رلاراة فهناؾ ذات النقابَ ،
وتقليدا للصديقات ،وجتهل احلكم الشرعي ذلا ..ومنهن َمن ً للموضة
تفنت الشباب أثناء اخلروج ..ومنهن َمن ترتؾ الصبلة يف الكلية حبجة
أهنا ال تستطيع الصبلة يف مكاف ِبو إزعاج أو أهنا ال ختشع يف صبلهتا
إال يف منزذلا ..ورمبا ال تكوف يف منزذلا إال بعد خروج وقت الصبلة..
وإف دخلت ادلنزؿ يف وقت الصبلة رمبا نقرهتا نقر الغراب ألهنا متعبة.
فيا أخية ..أال ترين ىؤالء من ذلن بعد هللا؟ َمن يرشدىنَ ..من
ب كلمة منك يوجههنِ ..ملَ نرتؾ ىؤالء ..فبل تغفلي عن النصيحة ُفر َّ
فغًنت من شأهنا ما خرجت بإخبلص وقعت يف قلب من نصحتيها َّ
دائما باللٌن واحلكمة ،فاهلل تعاىل ِ
هللا بو عليم ..واجعلي نصحك ً
ف[ آؿ ي فَا ْع ُْب َالنْ َفضُّوا ِم ْن َح ْولِ َ يقوؿَ :ولَ ْو ُك ْن َ فَ ا غَلِي َ
ظ الْ َقل ِ
عمراف ،]ٜٔ٘ :وجتنَّيب النُصح أماـ اآلخرين؛ ألنوُ غالبًا غًن مقبوؿ
فهو نوع من التشهًن وفضيحة ادلنصوح ،ويوِرث الشحناء والبغضاء يف
يصد دعوتك. الظاىر والباطن ..وبذلك ُ
وجنِّب ِن النص يحة يف اجلماع ة تعم دين بنص حي يف انف رادي
م ن الت وبيض ال أرض اس تماعو ب ي الن اس ن و ف إن النص
الطالبة املثالية واهلمة العالية ٗٔ
رمحة واسعة.
أخًنا ..أخية ىذه األسباب وتلك الصور لعلو اذلِ َّمة.. * و ً
فالباب مفتوح ،وادلنادي ينادي للسباؽ للمعايل والتنافس على جنة
عرضها السموات واألرض ..إال إف سلعة هللا غالية ..أال إف سلعة هللا
اجلنة.
فيا أختاه ..أمة اإلسبلـ تنتظرؾ وأمثالك فارفعي من شأف ىذا
فأنت يف زمن ادلهلة وادلوت هبمتك العلياء ،وبادري باألعماؿ ِ الدين َّ
س َذائَِقةُ ال َْم ْو ِت[ آؿ عمراف.]ٔٛ٘ : آت ال زلالةُ ..ك ُّل نَ ْف ٍٍ
هبم ِ
تك للثػَُريَّا ،وال تَػ ْغتَػِّري الع ْزـ ،واصعدي َّ فأخلِصي النيَّةِ ِ ،
وج ّددي َ َ
منك أ َْـ مل تػُ ْقبَل،بكثرة األعماؿ الصاحلة ،فإنك ال تعلمٌن أَقُبلَت ِ
ِ ِ ِ
فاهلل تعاىل يقوؿَ :وقَد ْمنَا إِ ََل َما َعملُوا م ْن َع َم ٍل فَ َج َعلْنَاهُ َىبَ ً
اء
ورا[ الفرقاف.]ٕٖ : َم ْنثُ ً
أختاه ..دعي الفراغ َوَوّد ِعيو وابدئي العمل.