Professional Documents
Culture Documents
التسويق السياسي
التسويق السياسي
التسويق السياسي
وفي عام 1960استخدمت وألول مرة أدبيات علم االجتماع السياسي في دراسـة
الـرأي العام للناخبين وذلك في الحملة االنتخابية التي قادت الرئيس االمريكي األسبق
جون كينيدي إلى الرئاسة ،حيث استعان باثنين من مستشاري 1العالقات العامة ،إذ
تعتبر هذه الحملة من الحمالت االنتخابية النموذجية .إن فوز )نيكون( عام 1968
جاء بعـد دراسـة دقيقـه ألساليب الدعاية المتلفزة إذ ركز أحـد مراكـز في حملته على
أسلوب المخاطبـة عـبر الشاشة الصغيرة ،وذلك بمساعدة خبراء مـن أحد مراكز
العالقات العامة فضال عن اعتماده على 2مستشارين مختصين بقياس الرأي العام
لمعرفة توجيهات الناخبين .تأسيسا على ما سبق فـأن بداية التأثير الحقيقي للتسويق
السياسي كان في الواليات المتحدة األمريكية وذلك مـنّ خـالل االعتماد المتزايدة على
خبراء اإلعالن في مجال الحمالت االنتخابية .ا ر ن تأثير التسويق السياسي المحترف
قد غي من أسلوب عمـل األحـزاب السياسية ،حيث أن األحزاب والمنظمات السياسية
قـد أصبحت أكـثر مـن ذي قبـل خاضعة التجاهات السوق وبدأت تعد ب ارمجها
االنتخابيـة عـلى وفـق مـا يحتاجها الناخب ،وذلك بعـد عمليات استطالع الرأي ومسح
السوق السياسي ،وهذا يأتي من أجل كسب قناعات ورضا الناخبين للحصول على
دعمهم ومناصرتهم في الحمالت 3االنتخابية للحصول على أكثر عـدد مـن
األصـوات والفوز باالنتخابات للحصول على الحكم .إن التسويق السياسي بتطبيقاته
ومضامينه قد تحـول مـن آلـة اتصالية إلى طريقـة متماسكة في ادارة السياسة ،سواء
كانـت صـناعة السياسة أو شـن الحملة االنتخابية أو تنفيذ القرارات السياسية ،وتظهر
أوضح صورة له في التركيز على األمـور السياسية التي تشغل ضمير الناخبين
المتأرجحين في اتخاذ قرارهم ،كذلك في صناعة صورة إيجابية على شخصية 4
المرشح أو المؤسسة السياسية .ثم طبق التسويق السياسي الحديث في فرنسا عـام )
(1974إذ كان في خدمة المرشح )جـان لوكنويبـه ( ،ثـم تـاله ) 5نيـك
مالونيان( في انتخابات الرئاسة الفرنسية )، (1974بعـد ذلك ظهـر كـتـاب )فليـب
كـوتلر( عـام ) (1975بعنـوان )التسويق للمؤسسات غير الهادفة للربح( ،إذ تم
تخصيص فصل كامـل عـن التسويق السياسي ،وكيف يمكن توظيف التسويق في
الش مكانية تسويق المؤسسات واأل أن السياسي ،وا فراد في الحقـل الـسياسي ، 6
وفي عـام ) (1980تـم إصـدار دوريـة باسـم (Eléctiond & Campaigns
(والتي اهتمت بنشر كتابات ومقاالت مختصة بالتسويق السياسي في
الحمالت الرئاسية و بيان مدى تأثير القائمين بتلك الحمالت من ناحية اإلدارة
واالستراتيجيات والتكتيك في صناعة حملة سياسية ناجحة ،باإلضافة إلى تقديم العديد
من البرامج الخاصـة بتدريب األفـراد بهذا المجال ،من أشهرها بـرامج كلية اإلدارة
1والسياسة في جامعـة جـورج واشنطن في الواليات المتحدة األمريكية .بعـد ذلـك
تـم اصـدار دوريـة التسويق السياسي(،( marketing political of journal
كأول مطبوعة متخصصة 2في التسويق السياسي في عام ) ،(2002تركز على
تحليل ومتابعة دور التسويق في السياسية
.المطلب الثاني :التسويق السياسي :الخصائص _ الوظائف
أوال :خصائص التسويق السياسي في اطار السوق السياسي :يرى بعـض الباحثين
أن هناك تشابها بين التسويق السياسي وتسويق الخدمات ،فكالهما يقدم منتجات غير
ملموسة ،فالفرد أو الناخب متلقي الخدمة ال يتعامل مع الحاجات المادية ،وانما مع
دااللت ورموز ومعاني وقيم ،تحاول أن تشبعها هذه المنتجات ،وغالبا ما يكون
الناخب في حالة من عدم اليقين ،ال يصدق مـا يقـدم له ،هنا تبدأ األحزاب السياسية
أو المرشحين بتكثيف الجهود التسويقية السياسية من خالل اتباع استراتيجيات
وتكتيكات لتقليل حالـة عـدم اليقين لدى 3المستهلك السياسي ومحاولة اقناعه من
أجل ضمان كسب ثقته وتأييده ،ومـن أهـم خـصائص التسويق السياسي1. :
التركيز على البعد األيديولوجي :للبعد األيديولوجي دور أساسي في خيارات الناخب
وقرار ه في أي حملة انتخابية ،حيث يعبر عن خياراته وأفكاره ومعتقداته من خالل
االدالء بصوته في االنتخابات لمـن يـرى بأنـه يحمـل أفـكـا ار ومعتقدات سياسية
مماثلة ،رغم أن الدراسات في مجال التسويق السياسي أكـدت على تراجـع البعـد
األيديولوجي كعامل مهم وأساسي في قرار الناخب في 4العملية االنتخابية في
الديمقراطيات الغربية .أما في الديمقراطيات المقيدة السائدة في دول عالم الجنوب
والتي ينظر إلى االنتخابات فيها على أنها ممارسة 5شكلية أكثر من كونها ممارسة
حقيقية ،فالبرلمان واالنتخابات واألحـزاب ال يعد دليال كافيا على وجود
الديمقراطية في هذه الدول ،إذ تفوق أهمية حق التصويت للناخب في كثير من
األحيان مسألة رضـائه أو عـدم رضـائـه عـن البعـد األيديولوجي
للحزب أو المرشح السياسي ،ففي بعض األحيان يكون هنالك تدخل مـن قبـل بعـض
األط ارف المتنفذة وخاصـة المؤسسة التنفيذية في العملية االنتخابية حيث تعمل على
تغير نتائج االنتخابات ،فاالنتخابات محسوبة النتائج مسبقا والقرارات تتخذ 1حسب
األهواء والمصالح والطموحات الشخصية .لكن مع تطور الهياكل المؤسسية لهذه
الدول والت ازماتها بالعملية االنتخابية ،يكـون للبعد األيديولوجي دور مهم في ق
ارر المستهلك السياسي ،وبالتالي على المسوق السياسي أن يدرس جيدا البيئة
السياسية واألفكار التي يحملها الناخبون من ثم التعامل معهم ضمن اطار األفكار التي
يحملونها واالنتماءات التي يعبرون عنها ،مثال إذا كان المرشح أو الحزب متبني
فكـرا ليبراليا من األفضل واألنجح أن يسوق برنامجه االنتخابي في بيئة متبنيـه لهـذه
األيديولوجيـة مـن أجل كسب 2تأييد الجمهور
2.التركيز على البعد االجتماعي والثقافي :ان النظام السياسي للدولة ،مـا هـو في
الحقيقة اال وليـد عالقات في المجتمع ،والراجح أن هـذا النظام ينبغي له أن يكون
معب ار عن قيم المجتمع وثقافة أ عضائه واتجاهاتهم ،ومجسدا للـدوافع االجتماعية
والقوى المؤثرة فيه ،ألنه من الصعوبة اتخاذ أي قرار سياسي أو اقتصادي أو ثقافي،
دون استثناء ذلك الق ارر أوال وأخيرا إلى البحوث اال لى تحليل جتماعية وا
متواصـل للعالقات التـوازن المجتمعي 3 .إن تأثير البعد االجتماعي والثقافي يظهـر
بـوضـوح في السلوك السياسي للناخب ،فعنـد انتخاب حزب سياسي أو وانما يعبر
عن دااللت مرشح ما ،هذا ال يعبر عن تأييد أو دعـم مقابـل اشباع حاجات وتلبية
رغبات ذلك الناخب فحسب ،ذات أبعاد اجتماعية وثقافية ،فالتصويت في إيرلندا
الشمالية على سبيل المثال يتم على أساس عقائدي ،وفي بلجيكا ،أما في العراق فيتم
في الغالـب 4يعـبر سـلوك الناخـب عـن قضايا مرتبطة بالهوية واللغة أكثر من
قضايا البطالة والفساد 5 ،على أساس مذهبي طائفي وقومي بعيدا عن قيم أو
مرتكزات المواطنة والهوية الوطنية ،وفي الوطن العربي بصورة عامة يسود
المجال السياسي التقليدي القائم على العصبية األهلية والسياسية حيث السلطة تستند
إلى تكوين اجتماعي 6تقليـدي ،قـبلي أو عشائري أو طائفي .
ان سلوكية الفرد قد انتظمت بناء على تجارب يمر بها الفرد ،بحيث أنه إذا مـا
عـرض عليه حاالت أو مواضيع معينة فانه يتخذ مواقف تنسجم مع الخطوط العامة
لهذه السلوكية ،ومن ثم فإن الموقف يأتي بعد سلسة من السلوكيات ،فالمواقف
السياسية هي نوع من المواقـف االجتماعية التي يتخذها الفرد أو الجماعة ازاء
أوضاع سياسية ما ،وهذه المواقف اما أن تنبعث عن الوسط االجتماعي أو تأتي عن
الخصائص الذاتية ،البيولوجية والنفسية أللفراد والجماعات 1 .أما فيما يخص البعد
الثقافي للناخب أو المجتمع ،فلـه تـأثير مهم في السلوك السياسي وخاصة ما يتعلق
بالثقافة 2السياسية ،باعتبارها فرعا من الثقافة العامة للمجتمع تؤثر فيه وتتأثر به ،
إذ أن الطرح االجتماعي والثقافي يظهر في بداية الحملة االنتخابية كأحـد األسـس
الفاعلـة التي ينبغي أن تنطلق منها الحملة االنتخابية ،وهـذا يمثـل تحـديا لمخططي
حمالت التسويق السياسي ويحتم عليهم دراسة البنى االجتماعية والثقافية لمعرفة
مكامن التأثير على قرار الناخب 3. .التركيز على المستهلك السياسي المضاد :تشير
دراسات عديدة على أن الناخب قـد يـدلي بصوته لمرشح أو لحـزب سياسي ليس
بقصد دعم ذلك الحزب أو 3المرشح ورغبة في فـوزهـم بـل لمنع مرشح أو حزب
سياسي أخر من الفوز باالنتخابات .والحصول على األغلبية ،ففي إيطاليا قـام عـدد
كبير من الناخبين االشتراكين والديمقراطيين بتأييد أحزاب األقلية ،حيث أشار 80%
منهم أنهـم فعلـوا ذلـك لمنع فوز الحزب الديمقراطي و االشتراكي المسيحي باألغلبية،
هنـا يجـب عـلى مخططـي حمـالت التسويق السياسي أن ال يغفلوا الناخبين المؤيدين
أو ذوي الوالء للحزب والعمل على فتح قنـوات اتصال مستمرة معهم من أجل تأكيد
وضمان 4دعمهم ،ولضمان عدم تحولهم إلى جهة المستهلك المضاد 4. .التركيز
على دور وسائل االتصال في بناء الصورة ذهنية :إن التسويق السياسي يهتم جدا
المنتج السياسي )المرشح ً-بوسائل االتصال ،كونها تمثل أدوات أساسية في تقديم
االفكار – البرامج السياسية( إلى الجمهور من أجل االقناع ليس فقط في وقت االن
نما ويمتد هذا ا تخابات وا الهتمام ليتسم 5باالستمرار النسبي ،لخلـق صـورة
إيجابية للحزب السياسي أو المرشح لدى الجمهور ،وهذا مايحتاج إلى استراتيجية
اتصالية لبناء هذه الصورة لى زيادة قد ارت العاملين في وا ادارتها ،خاصة ادارة
العالقات العامة على انتاج الرسائل التي 1تبني صورة إيجابية وهذا يحتاج إلى
عملية اتصال مستمرة مع الجمهور .و تتجلى أهمية وسائل االتصال في التسويق
السياسي بقدرتها على بلـورة العناصر اإلدراكية للفرد والمجتمع و التي 2تترجم
إلى سلوك انتخابي فيما بعد ،وذلك عبر توظيفها آليات التكرار والمالحقة والحشد
والتعبئة ،لذلك نالحظ أن أغلب األحـزاب والكيانات السياسية تمتلك صحف وقنوات
فضائية ومواقع الكترونيـة مـن أجل توظيفها في نشر ايديولوجيتها وبرامجها
السياسية واالنتخابيـة مـن جهـة واستخدامها في مواجهة الخصم من جهة أخرى،
بالتالي للتسويق السياسي دور مهم في توظيف اإلعالم ووسائل االتصال األخرى في
بناء الثقة بين المؤسسة السياسية أو المرشح والناخبين ،ومدى إمكانية التواصل عالن
الحزب السياسي هو المسيطر أو المهيمن على الساحة السياسية ،و مع الجمهور وا
ان أفضل عملية 3تسويق سياسي عبر اإلعالم هي تلك التي تستخدم كافة وسائل
االتصال في الوقت عينه ،ويؤكد هذا ازدياد استخدام السياسيين للعالقات العامـة
ووكاالت اإلعالن وغيرهـا فـالـسياسيين المهرة يدركون أن السياسية الحديثة تعتمد
على الصورة 4الذهنية بقدر ما تعتمد على الجـوهر والمضمون ،فإذا جمعت بين
االثنين بنجاح يكون لدينا سياسي ناجح 5. .التركيز على البحوث واستطالعات
الرأي :يعد هذا الجانب من أهم خصائص التسويق السياسي ،حيث مـن خـاللـه يتم
التعرف على توجهات وأ ارء واحتياجات السوق االنتخابي ،فضال عن أولوياتهم
والقيم التي يؤمنـون بها ،وهذا يساعد على إمكانية اجراء التعديالت األساسية في
استراتيجية الحملة االنتخابية ،باإلضافة إلى التعرف على ردود فعل الناخبين اتجاه
البرامج السياسية ،لبلورة برنامج انتخابي كامل يتناسب مكانية كسب وهذه
االحتياجات للتأثير على أ ارء الناخبين وا أصـواتهم ،كذلك لمعرفة المنافسين ومدى
قدراتهم وهذا 5يأتي عبر استطالعات ال أري وبحوث السوق
. 6 .التركيز على الشكل في مقابل المضمون :ان االنتخابات تعد واحدة من أهم
أساليب الديمقراطية للوصول إلى الحكم ،ويمكـن طرح األفكار والبرامج السياسية
لجميع المنافسين من خالل الحمالت االنتخابية ومن ثم إمكانية إقناع الناخب
والحصول على صوته ،اال إن هناك سؤال يطرح في التسويق السياسي ،هـل يـتم
التركيز على طريقة عرض األفكار وأسلوب تقديمها أم عـلى جـوهر أو مضمون
تلك األفكار في الحملة االنتخابية ؟ ،في هذا الموضوع أشارت العديد من الدراسات
للتركيز على جوهر األفكار أو القضايا ومعرفة خلفيتها خاصة تلك المعقدة يصعب
عملية ادراكها من قبل الناخبين وبالتالي تكون مناقشتها مقتصرة على النخبة ، 1
ولذلك البد من أن يكون تركيز الحملة االنتخابيـة عـلى طريقة وأسلوب عرض تلك
القضايا بصورة عمودية والتي تستهدف أكثر مـن إعـالم الناخبين وتزويدهم
بالمعلومات والبيانات المهمة و اثارة النقاش السياسي واألحزاب السياسية أو
المرشحين ومحاولة االبتعاد عن الجزئيات والتفاصيل ،مما يزيـد مـن فـرص االهتمام
بالحملة ويزيـد مـن درجة تأثير الناخبين مكانية كسب ثقة وتأييد النمـوذج بالموقف
أو االتجاه الذي تتبناه الحملة وا الشائع من الناخبين المستهدفين2 .
تاريخ المسيرة
أنشأ عبد هللا جاب هللا جمعية النهضة التي تحولت إلى حزب سياسي سرعان ما
عرف أزمات ،فأنشأ حركة اإلصالح الوطني .أسس بمعية سياسيين آخرين بعد
الربيع العربي جبهة العدالة والتنمية ،التي قاطعت االنتخابات الرئاسية في 17
أبريل/نيسان .2014
تبنى خط االعتدال والوسطية في خطابه اإلسالمي الدعوي وفي الممارسة السياسية،
وهو يؤمن بالحوار والتعددية.