Professional Documents
Culture Documents
عرض نادية
عرض نادية
عرض نادية
الخب ائث ،ومن أفحش ال ذنوب وأخطره ا على المجتم ع االنس اني ،فهي مض يعة للنفس والعق ل
والصحة والمال .وقد نزل تح ريم الخمر في سنة ثالث بعد وقعة أحد وكانت وقعة أحد في
شوال سنة الثالثة من الهجرة .اذن فما هو تعريف الخمر اللغوي واالصطالحي وما هي أدلة
تحريمه والعقوبة المقدرة في حق شاربه؟
وهو كل ما خمر العق ل 1وس ميت خم ار النه ا تركت ف اختمرت واختماره ا تغ ير ريحه ا ،ويق ال
سميت بذلك لمخامرتها العقل 2فاسم الخمر في كتاب اهلل عام ال يختص بعصير العنب فقط.
والخم ر اص طالحا :ه و ك ل م ا يس كر قليل ه أو كث يره ،س واء اتخ ذ من العنب أو التم ر او
الحنطة أو الشعير أو غيرها
فمن الق رآن الك ريم قول ه تع الى :ياأيها الذين آمن وا إنم ا الخم ر والميس ر واالنص اب واال زالم
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الش يطان أن يوق ع بينكم الع داوة
3
والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر اهلل وعن الصالة فهل أنتم منتهون
ففي تفسير القرطبي لهذه اآلية ثالث عش رة مسألة :االولى قوله تعالى يايها الذين آمن وا هنا
خط اب لجمي ع المؤم نين ب ترك ه ذه االش ياء ،اذا ك انت ش هوات او ع ادات تلبس وا به ا في
الجاهلية وغلبت على النفوس .
ام ا الرابع ة :قول ه تع الى "رجس" ،ق ال ابن عب اس في ه ذه اآلي ة رجس :س خط ،وق د يق ال
للنتن والقذارة رجس
والخامس ة :قول ه تع الى "ف اجتنبوه " يري د أبع دوه واجعل وه ناحي ة ،فاهلل س بحانه وتع الى أم ر
باجتناب هذه االمور واقترنت بصيغة األمر مع نصوص االحاديث إو جماع األمة ،فحصل
6
االجتناب في جهة التحريم ،فبهذا حرمت الخمر
ومن الس نة النبوي ة هن اك مجموع ة من االح ديث النبوي ة ال تي تح رم ش رب الخم ر واالتج ار
فيه :
الح ديث االول :ح دثنا عب د اهلل بن من ير ق ال :س معت أب ا عاص م عن ش بيب بن بش ر
عن أنس بن مالك قال :لعن رسول اهلل (ص) في الخمر عش رة عاصرها ومعتصرها
وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة
7
له
فالشريعة اإلسالمية وضعت حدا لشارب الخمر يتمثل في أربعون جلدة ،ومازاد عن ذلك فهو
10
تعزير حسب ما تتطلبه الحاجة ،وقد يصل إلى ثمانين جلدة كما فعل عمر بن الخطاب
فعقوبة شارب الخمر في الدنيا فهي الجلد باتفاق الفقهاء ،لما رواه مسلم ،عن أنس رضي اهلل
عنه ،ان النبي (ص) " جلد في الخمر بالجريد والنعال".11
فقد وقع اختالف في عدد الجلدات ،فذهب جماهير العلماء إلى أنها ثمانون جلدة في الحر
واربعون جلدة في غيره ،واستدلوا على ذلك بما جاء في حديث أنس السابق ،وفيه ان النبي
(ص) :أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدتين نحو أربعين ،قال :وفعله ابو بكر :فلما
كان عمر استشار الناس فقال :عبد الرحمان أخف الحدود ثمانين فامر به عمر " .
8فتح الباري شرح صحيح البخاري ،ابن حجر العسقالني ،كتاب األشربة ،باب قول هللا تعالى :إنما الخمر والميسر واالنصاب واالزالم رجس من
عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ،رقم الحديث ,5253الصفحة ، 23الجزء 10
9سنن ابن ماجة ،محمد بن يزيد القزويني ،كتاب األشربة ،باب من شرب الخمر لم تقبل له صالة ،رقم الحديث ، 3377الصفحة ,1121الجزء 2
10ص 137كتاب عمدة الفقه ،باب حد المسكر ،المكتبة الشاملة ،مؤرشف من االصل في 22_08، 2020اطلع عليه بتاريخ 22/08/2020
11رواه مسلم 3281
وواف ق الص حابة عم ر رض ي اهلل عن ه على ذل ك ول و يخ الفوه ،وق د ق رر مجلس هيئ ة كب ار
العلماء ان عقوبة شارب الخمر هي الحد ،وان الحد هو ثمانون جلدة.
فاما من حيث الصالة والصيام من شارب الخمر ،فال شك انه يجب عليه ان يؤدي الصالة
في أوقاته ا ،وان يص وم رمض ان ،ول و ان ه أخ ل بش يء من ص الته او ص يامه لك ان مرتكب ا
لكب يرة عظيم ة هي أش د من ارتكاب ه لجريم ة ش رب الخم ر ،فل و ان ه ش رب الخم ر في نه ار
رمض ان لك ان ق د عص ي اهلل بمعص يتين كب يرتين ،االولى :االفط ار في رمض ان ،والثاني ة:
شرب الخمر.
ففي سنن النس ائي ان ابن الديلمي قال لعبد اهلل بن عمرو ،هل سمعت ياعبد اهلل بن عمرو
رس ول اهلل (ص) ذك ر ش أن الخم ر بش يء فق ال :نعم ،فس معت رس ول اهلل (ص) يق ول " :ال
12
يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل اهلل منه صالة أربعين يوما "
ويشترط في إقامة الحد أن يكون شارب الخمر مسلما ،بالغا،عاقال ،غير مكره عليها ،وال
مضط ار ،ويثبت الحد على شاربه باحد االمرين :
-إم ا ان يق ر بالش رب ،ويع ترف بأن ه ش رب الخم ر مخت ارا ،إو م ا بالبين ة وهي ش هادة رجلين
13
عدلين مسلمين عليه.
واخ ي ار فجريم ة ش رب الخم ر ت ؤدي الى فق دان الش عور ،واذا فق د ش ارب الخم ر ش عوره فق د
أصبح على استعداد الرتكاب السرقة ،والقذف ،والزنا ،وغير ذلك من الج رائم ،فضال على ان
شرب الخمر يضيع المال ويفسد الصحة ويذهب العقل .والنظام االسالمي يحرم شرب الخم ر
تحريما قاطعا ،فإتيان هذه الجريمة اعتداء من كل وجه ،على الجماعة وعدم للنظم التي تقوم
عليها.