دروس من حروب اسرائيل في غزة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 12

‫موجز‬

‫‪C O R P O R AT I O N‬‬

‫دروس من‬
‫حروب إسرائيل‬
‫في غزة‬

‫دراسة حديثة يقدمها مركز ‪ RAND Arroyo‬تستند إلى مجموعة متنوعة من املصادر الرئيسية‬
‫والفرعية واملقابالت واسعة النطاق لتسرد لنا قصة العمليات العسكرية اإلسرائيلية في غزة منذ عام‬
‫‪ 2009‬وحتى عام ‪2014‬؛ وهي العمليات التي كشفت لنا كيف أن إسرائيل كانت مجبرة على التكيُّف‬
‫لخص هذا املوجز هذه القصة ويستخلص‬ ‫هجنني على أرا ٍ‬
‫ض مدنية ذات طبيعة ُمعقدة‪ .‬ي ُ ِّ‬ ‫مع خصوم ُم ّ‬
‫منها الدروس ذات الصلة من التجربة اإلسرائيلية من أجل اجليش األمريكي والقوات املشتركة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫عقدا من الزمن في غزة‪ ،‬مع حلقات من العنف حددت‬‫ً‬ ‫اصطدمت إسرائيل بحماس لما يفوق‬
‫معالمها فترات من الحروب الضارية أعقبها هدوء نسبي‪ .‬ويلخص هذا الموجز دراسة تتناول فترة‬
‫هذا الصراع البالغة خمس سنوات‪ :‬منذ نهاية عملية الرصاص المصبوب في عام ‪ 2009‬وحتى‬
‫نهاية عملية الجرف الصامد في عام ‪.2014‬‬

‫لوزارة الدفاع قائالً‪" :‬نرغب في تكسير عظامهم دون سحقهم‬ ‫قصصا عديدة وتقدم الكثير من الدروس‪ .‬فهي‬ ‫ً‬ ‫تسرد الدراسة‬
‫نهائيًا‪".‬‬ ‫تُحلِّل أكبر المالمح المتغيرة لحرب المدن وكذلك كيفية‬
‫مواجهة جيش متقدم لقوة عسكرية ضعيفة وغير نظامية‬
‫في حين أن هذه القصة عن دولة واحدة‪ ،‬وهي إسرائيل‪ ،‬في‬ ‫أيضا دراسة حالة‬
‫ً‬ ‫لكنها ذات قدرة عالية على التكيُّف‪ .‬وتقدم‬
‫مواجهة عدو واحد‪ ،‬إال أنها قابلة للتطبيق على نطاق أوسع؛‬ ‫وضح كيف تطور جيش الدفاع‬ ‫عن االبتكار العسكري‪ ،‬حيث ت ُ ِّ‬
‫حيث تقدم التجارب التي مر َّ بها جيش الدفاع اإلسرائيلي في‬ ‫اإلسرائيلي من الناحية العملية والتنظيمية والتقنية لمواجهة‬
‫دروسا مفيدة حول استخدام أنواع مختلفة من التقنية‬ ‫ً‬ ‫غزة‬ ‫التحديات الهجينة الجارية‪.‬‬
‫العسكرية‪ ،‬والمفاهيم العملياتية‪ ،‬وخوض قتال مدني في ظل‬
‫مراقبة شديدة من الرأي العام والقانون‪ ،‬وردع الجهات الفاعلة‬ ‫وإذا تحدثنا من منظور أعم‪ ،‬فإن هذه القصة هي قصة ردع رغم‬
‫غير الحكومية‪.‬‬ ‫مطلقا لتحقيق نصر حاسم‬‫ً‬ ‫تسع‬‫آنفا‪ .‬فإسرائيل لم ْ‬
‫ما ذُكر ً‬
‫في غزة‪ .‬وفي حين أن بمقدورها هزيمة حماس عسكريًا‪ ،‬فإنه ال‬
‫يمكنها إسقاط حماس دون المخاطرة باحتمالية بزوغ منظمة‬
‫أكثر تطر ًفا لحكم غزة‪ .‬كما ال ترغب إسرائيل في تولي مسؤولية‬
‫إن التعامل مع حماس في غزة يضع‬ ‫حكم غزة في ظل فراغ السلطة في مرحلة ما بعد الصراع‪.‬‬
‫وبذلك أصبحت استراتيجية إسرائيل الكبرى تتمحور حول "جز‬
‫إسرائيل في مأزق استراتيجي‪ :‬حيث‬ ‫العشب"‪ ،‬أي قبول عجز قوات الدفاع اإلسرائيلية عن تسوية‬

‫ينبغي عليها فرض القوة الكافية‬ ‫المشكلة بشكل نهائي واالعتماد بدال ً من ذلك على االستهداف‬
‫الدائم لقادة المنظمات العسكرية الفلسطينية للحيلولة دون‬
‫لردع حماس للتوقف عن الهجمات‪،‬‬ ‫خروج العنف عن نطاق السيطرة‪.‬‬

‫لكن عليها كذلك أال تستخدم‬ ‫إن التعامل مع حماس في غزة يضع إسرائيل في مأزق استراتيجي‪:‬‬

‫القوة المفرطة التي تؤدي إلى‬ ‫حيث ينبغي عليها فرض القوة الكافية لردع حماس للتوقف عن‬
‫الهجمات‪ ،‬لكن عليها كذلك أال تستخدم القوة المفرطة التي‬
‫اإلطاحة بالنظام‪.‬‬ ‫تؤدي إلى اإلطاحة بالنظام‪ .‬وقد عبر عن ذلك محلل إسرائيلي تابع‬

‫‪2‬‬
‫منظر جوي من األعلى لقطاع غزة‬ ‫غزة ‪ -‬معلومات سياقية‬
‫في أعقاب حرب األيام الستة في عام ‪ ،1967‬خاضت إسرائيل‬
‫صراعا مستمرًا مع الفلسطينيين حيث أقامت مستعمرات‬ ‫ً‬
‫هناك عندما استولت على غزة ووضعتها تحت اإلدارة العسكرية‪.‬‬
‫مهد الصراع لالنتفاضة األولى والتي كانت بمثابة‬
‫وبمرور الوقت‪َّ ،‬‬
‫ثورة على االحتالل اإلسرائيلي الذي دام من عام ‪ 1987‬وحتى‬
‫عام ‪ ،1993‬كما أدى لظهور حماس‪ ،‬وهي الجماعة اإلسالمية‬
‫العسكرية التي تحكم قطاع غزة اليوم‪ .‬ازداد نفوذ حماس مع‬
‫فقدان الجماعات العلمانية اليسارية القدرة على التأثير‪ ،‬مثل‬
‫فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية‪.‬‬

‫كانت اتفاقية أوسلو عام ‪ 1993‬بمثابة إعالن لنهاية االنتفاضة‬


‫األولى وتأسيس السلطة الفلسطينية بصفتها الكيان الحاكم‬
‫للشعب الفلسطيني‪ ،‬كما اشترطت االتفاقية اعتراف منظمة‬
‫ونتيجة‬
‫ً‬ ‫التحرير الفلسطينية بحق إسرائيل في الوجود‪ .‬أخيرًا‪،‬‬
‫لإلخفاق في تنفيذ اتفاقية أوسلو بسبب التأخيرات وكذلك‬
‫التوترات الناجمة عن تضييق الخناق المستمر من إسرائيل على‬
‫الفلسطينيين‪ ،‬بلغ السيل الزبى واندلعت االنتفاضة الثانية في‬
‫يعد قطاع غزة أحد المناطق األكثر كثافة سكانية في العالم‪ .‬حيث يبلغ تعداد سكانه‬
‫عنفا فلسطينيًا إسرائيليًا‬‫ً‬ ‫خريف عام ‪2000‬؛ وهي فترة شهدت‬
‫‪ 1.87‬مليون فلسطيني‪ ،‬أو ما يقارب ثالثة أضعاف سكان واشنطن العاصمة‪.‬‬ ‫مفرطًا‪ .‬أدى ذلك إلى قيام إسرائيل بتحصين حدودها مع غزة‬
‫وانسحابها في عام ‪ 2005‬من المنطقة بالكامل بعد احتالل دام‬
‫قرابة ‪ 40‬سنة‪.‬‬
‫يستمر في فقد قوته‪ .‬فقد أدت الممارسات العدائية بين حماس‬
‫وإسرائيل إلى حرب غزة األولى وإلى عملية الرصاص المصبوب‬ ‫وفي الصراع الدائر بين حماس وفتح‪ ،‬فرضت حماس سيطرتها‬
‫في كانون األول (ديسمبر) عام ‪2008‬؛ وهي الحرب التي سرعان ما‬ ‫رويدا في التحوُّل إلى جهة‬
‫ً‬ ‫رويدا‬
‫ً‬ ‫على غزة في عام ‪ ،2007‬وأخذت‬
‫انتهت بانتصار إسرائيلي وانسحاب الحق في كانون الثاني (يناير)‬ ‫فاعلة هجينة في العملية‪ ،‬كمنظمة إرهابية من ناحية وكدولة‬
‫عام ‪.2009‬‬ ‫زائفة من ناحية أخرى‪ .‬ويمكن أن نصف ذلك بالتطور الذي‬

‫زمني للصراع في غزة‬ ‫خط‬


‫ّ‬
‫من ‪ 2007‬إلى اآلن‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1993‬‬ ‫‪1987‬‬ ‫‪1982‬‬ ‫‪1967‬‬ ‫‪1948‬‬
‫~‬
‫~‬

‫~‬
‫~‬

‫~‬
‫~‬

‫عنف متبادل صاع بصاع‬ ‫حركة حماس‬ ‫االنتفاضة الثانية‬ ‫االنتفاضة األولى‬ ‫اتفاقية كامب ديفيد‬ ‫حرب األيام الستة‬ ‫إعالن قيام دولة‬
‫تركز‬
‫بين حماس وإسرائيل َّ‬ ‫اإلسالمية العسكرية‬ ‫إسرائيل تنسحب من غزة في‬ ‫بين مصر‬ ‫استيالء إسرائيل‬ ‫إسرائيل—وإعالن غزة‬
‫في ثالثة نزاعات رئيسية‬ ‫تطيح بحركة فتح‬ ‫عام ‪2005‬‬ ‫اتفاقية أوسلو‬ ‫وإسرائيل‬ ‫على غزة‬ ‫جزء من األراضي‬
‫الفلسطينية العلمانية‬ ‫بين إسرائيل ومنظمة‬ ‫جزءا من إسرائيل‬ ‫غزة تبقى‬ ‫المصرية‬
‫ً‬
‫من حكم غزة‬ ‫التحرير الفلسطينية‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2009‬‬

‫من ‪ 4‬إلى ‪ 26‬آب (أغسطس)‬ ‫من ‪ 17‬تموز (يوليو) إلى ‪ 4‬آب (أغسطس)‬ ‫من ‪ 8‬إلى ‪ 16‬تموز (يوليو)‬ ‫من ‪ 14‬إلى ‪21‬‬ ‫من ‪ 11‬إلى ‪13‬‬ ‫نهاية عملية‬
‫المرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫المرحلة الثانية‪:‬‬ ‫المرحلة األولى‪:‬‬ ‫تشرين الثاني‬ ‫تشرين الثاني‬ ‫الرصاص‬
‫وقف إطالق نار زائف‬ ‫الحملة البرية‬ ‫حملة جوية‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫المصبوب‬
‫عملية عمود‬ ‫إطالق صواريخ‬
‫عملية الجرف الصامد‬ ‫الدفاع‬ ‫وقذائف هاون من‬
‫غزة‬

‫انصب تركيز دراسة ‪ RAND‬على فترة الخمس سنوات الواقعة بين نهاية عملية الرصاص المصبوب في عام ‪ 2009‬ونهاية عملية الجرف الصامد في آب (أغسطس)‬
‫عام ‪.2014‬‬

‫‪3‬‬
‫زمني لعملية عمود الدفاع‬ ‫خط‬
‫ّ‬

‫تشرين الثاني (نوفمبر) ‪2012‬‬

‫‪ 21‬تشرين الثاني‬ ‫‪ 14‬تشرين الثاني‬ ‫من ‪ 11‬إلى ‪ 13‬تشرين الثاني‬


‫‪ 31‬تشرين‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫(نوفمبر)‬ ‫‪ 1‬تشرين‬
‫الثاني‬ ‫التوصل إلى اتفاق‬ ‫بدء عملية‬ ‫إطالق صواريخ وقذائف هاون‬ ‫الثاني‬
‫(نوفمبر)‬ ‫وقف إطالق نار‬ ‫عمود الدفاع‬ ‫على إسرائيل من غزة‬ ‫(نوفمبر)‬

‫‪57.000‬‬ ‫أكثر من‬


‫صاروخ وقذيفة هاون‬
‫أكثر من‬
‫من جنود قوات‬
‫االحتياط تم‬
‫تعبئتهم‬
‫صاروخا تم إطالقه‬
‫ً‬
‫على إسرائيل‬ ‫‪1.456‬‬ ‫تم إطالقها على‬
‫إسرائيل من غزة‬ ‫‪200‬‬

‫عملية عمود الدفاع‬


‫مدى الصواريخ من غزة إلى إسرائيل‬ ‫استمرت التوترات بين إسرائيل وحماس في التصعيد من حدة‬
‫األمر على مدار ‪ 20‬شهرًا بعد عملية الرصاص المصبوب‪ .‬وفي‬
‫اﻟﺤﺪ اﻷﻗﺼﻰ ﻟﻠﻤﺪى‬ ‫الفترة بين ‪ 11‬و‪ 13‬تشرين الثاني (نوفمبر) من عام ‪ ،2012‬تم‬
‫ﻗﺴﺎم‪ 17 :‬ﻛﻢ‬
‫ﻏﺮاد‪ 20 :‬ﻛﻢ‬ ‫إطالق أكثر من ‪ 200‬صاروخ وعدد من قذائف الهاون على إسرائيل‬
‫ﺗﻞ أﺑﻴﺐ‬
‫ﻏﺮاد ﻣﻄﻮﱠر‬
‫اﻟﻀﻔﺔ‬ ‫من غزة مما أدى إلى جرح العشرات من المدنيين وإلحاق ضرر‬
‫‪ WS-1E: 40‬ﻛﻢ‬
‫ﻓﺠﺮ ‪ 75 :-5‬ﻛﻢ‬ ‫اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫بالممتلكات‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬أطلقت إسرائيل عملية عمود الدفاع في‬
‫‪ 20‬ﻣﻴﻼ ﹰ‬ ‫الرابع عشر من تشرين الثاني (نوفمبر)‪ ،‬واستهدفت خاللها‬
‫‪ 20‬ﻛﻢ‬
‫اﻟﻘﺪس‬
‫اغتيال القائد العسكري لحماس أحمد الجعبري (‪Ahmed‬‬
‫أﺷﺪود‬
‫‪ ،)Jabari‬وشنت هجمات موجهة بدقة ضد أهداف أخرى‪.‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮ‬ ‫ﻋﺴﻘﻼن‬
‫اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ‬
‫وعلى مدار القتال الذي استمر لثمانية أيام‪ ،‬أطلقت كل من‬
‫ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺰة‬ ‫ﺳﺪﻳﺮوت‬
‫حماس وحركة الجهاد اإلسالمي في فلسطين أكثر من ‪1,456‬‬
‫ﻏﺰة‬ ‫صاروخا على إسرائيل اخترقت تل أبيب ألول مرة منذ هجمات‬
‫ً‬
‫صواريخ سكود العراقية خالل حرب الخليج عام ‪ .1991‬وجاء الرد‬
‫ﺑﺌﺮ اﻟﺴﺒﻊ‬ ‫بقيام القوات الجوية اإلسرائيلية بضرب أكثر من ‪ 1,500‬هدف‬
‫في غزة‪ ،‬وشملت هذه األهداف قاذفات صواريخ ومخازن للسالح‬
‫ﻣﺼﺮ‬ ‫إﺳﺮاﺋﻴﻞ‬ ‫والبنية التحتية لحكومة حماس‪.‬‬

‫وحشدت إسرائيل ‪ 57,000‬جندي من قوات االحتياط ونشرت‬


‫التي ‪SOURCE:‬‬
‫الفترة‪Data‬‬ ‫خطوات كبيرة في‬
‫‪from “Israel-Gaza‬‬ ‫اإلسرائيلية‬
‫‪Violence‬‬ ‫الصاروخية”‪in Maps,‬‬ ‫‪ 21,‬الدفاع‬
‫‪BBC, November‬‬ ‫منظومة‬
‫‪2012.‬‬ ‫خطت‬
‫سبقت عملية عمود الدفاع‪ .‬وشكل التهديد المتزايد للصواريخ والقذائف من‬
‫‪RAND RR1888-3.1‬‬ ‫مطلقا‪.‬‬
‫ً‬ ‫قوات برية بطول حدود غزة‪ ،‬لكن الغزو البري لم يحدث‬
‫إيران وحزب اهلل وحماس والجهات الفاعلة األخرى مصدر قلق كبير للمخططين‬ ‫وفي ‪ 21‬تشرين الثاني (نوفمبر) من عام ‪ ،2012‬تم تفعيل اتفاق‬
‫اإلسرائيليين‪.‬‬
‫لوقف إطالق النار اضطلعت فيه حكومة اإلخوان المسلمين‬
‫المصرية بقيادة محمد مرسي بدور الوسيط‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫بحلول عام ‪ ،2014‬أسست حماس شركة كاملة األركان لحفر األنفاق‪ .‬وقامت بتوظيف ما يصل إلى ‪ 900‬عامل بدوام كامل بمتوسط تكلفة بلغ ‪ 100,000‬دوالر‬
‫واستغرق النفق الواحد ثالثة أشهر من الحفر وقد حفرت حماس ثالثة أنواع من األنفاق‪.‬‬

‫عملية الجرف الصامد‬


‫استعدادات جيش الدفاع اإلسرائيلي حول غزة‬ ‫حظى الطرفان‪ ،‬إسرائيل وغزة‪ ،‬بفترة من الهدوء النسبي لمدة‪.‬‬
‫‪X‬‬ ‫لكن حماس واجهت ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا قويًا بحلول عام‬
‫ﻧﻘﻄﺔ ﻋﺒﻮر‬
‫ﻧﻔﻖ ﻫﺠﻮﻣﻲ‬ ‫‪401‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪ .2014‬فقد رأى الرئيس الجديد لمصر عبد الفتاح السيسي أن‬
‫ﺑﻴﺖ ﺣﺎﻧﻮن‬
‫ﺣﻲ اﻟﺸﺠﺎﻋﻴﺔ‬
‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪933‬‬
‫حماس هي حليف أللد أعدائه‪ ،‬اإلخوان المسلمين‪ ،‬وقام بهدم‬
‫ﻣﺨﻴﻢ ﻻﺟﺌﲔ‬ ‫‪3‬‬
‫ﻏﺰة‬
‫‪1‬‬
‫)ﻟﻮاء ﻧﺎﺣﺎل(‬
‫أنفاق التهريب بين مصر وغزة ليحرم بذلك حماس من أحد مصادر‬
‫ﺧﺎن ﻳﻮﻧﺲ‬
‫اإليرادات الرئيسية بالنسبة لها‪ .‬وفي نهاية األمر‪ ،‬أشعل هذا‬
‫‪4‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪2‬‬
‫رﻓﺢ‬ ‫‪5‬‬
‫‪ 6‬أﻣﻴﺎل‬ ‫‪1‬‬ ‫المزيج من الضغوط السياسية واالقتصادية من حدة مستويات‬
‫‪ 6‬ﻛﻢ‬ ‫‪X‬‬ ‫)ﻟﻮاء ﺟﻮﻻﻧﻲ(‬

‫‪3‬‬ ‫‪X‬‬
‫العنف المتزايدة‪.‬‬
‫دﻳﺮ‬ ‫‪188‬‬
‫اﻟﺒﺤﺮ‬
‫اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ‬ ‫اﻟﺒﻠﺢ‬
‫‪7‬‬
‫‪X‬‬ ‫وأدى هذا العنف بدوره إلى عملية الجرف الصامد التي بدأت في‬
‫‪460‬‬ ‫الثامن من تموز (يوليو) عام ‪ 2014‬وتألفت من ثالث مراحل‪ .‬كانت‬
‫ﺧﺎن‬ ‫)‪(Armor School‬‬ ‫إﺳﺮاﺋﻴﻞ‬ ‫المرحلة األولى عبارة عن حملة جوية (من ‪ 8‬إلى ‪ 16‬تموز (يوليو))‬
‫ﻳﻮﻧﺲ‬
‫‪4‬‬ ‫‪X‬‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬
‫بدت شبيهة بعملية عمود الدفاع حيث استهدفت إسرائيل‬
‫‪35‬‬
‫)ﺳﻼح اﻟﻤﻈﻼت(‬ ‫ﻟﻮاءان ﺣﺪودﻳﺎن ﻣﺘﻤﺮﻛﺰان‬ ‫مقاتلي حماس وبنيتها التحتية‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻗﻄﺎع ﻏﺰة‬
‫رﻓﺢ‬
‫‪5‬‬

‫بيد أن الحملة الجوية وحدها لم تنجح في تدمير شبكة أنفاق‬


‫‪X‬‬

‫ﻣﺼﺮ‬ ‫‪84‬‬
‫)ﻟﻮاء ﻏﻴﻔﺎﺗﻲ(‬
‫حماس؛ ولذلك أطلقت إسرائيل في حملة ثانية غارة برية (من ‪17‬‬
‫تموز (يوليو) إلى ‪ 4‬آب (أغسطس))‪ .‬مع تقدم قوات جيش الدفاع‬
‫وتشير الدوائر‬
‫‪SOURCE:‬‬ ‫‪Multiple‬‬‫اإلسرائيلي‪.‬‬ ‫الدفاع‬
‫‪interviews with‬‬ ‫تُبيِّن الخرائط التمركز الصارم أللوية جيش‬
‫‪IDF officials.‬‬ ‫اإلسرائيلي عدة كيلومترات فقط في غزة بحثًا عن أنفاق حماس‬
‫"‪ "X‬داخل‬
‫‪NOTE:‬‬ ‫عالمات‬
‫‪Ovals‬‬ ‫وتشير‬
‫‪inside blue‬‬ ‫المدرعة‪.‬‬
‫‪boxes‬‬ ‫الوحدات‬
‫‪depict armor‬‬ ‫إلى‬
‫‪units.‬‬ ‫الزرقاء‪X’s‬‬ ‫المربعات‬
‫‪inside blue‬‬ ‫داخل ‪boxes‬‬
‫البيضاوية‪depict‬‬
‫‪infantry‬‬

‫‪these‬األزرق‬
‫المربع‬
‫في‪units‬‬
‫الدائرة‪are‬‬ ‫المربعات الزرقاء إلى وحدات المشاة‪ .‬بينما يشير نصفا‬
‫‪units. Two half-circles in a blue box depict an airborne unit. An X on top of a box denotes‬‬
‫‪that‬‬ ‫‪brigades.‬‬ ‫الكبيرة العابرة للحدود وتدميرها‪ ،‬إال أن جيش الدفاع اإلسرائيلي‬
‫إلى وحدة محمولة جوًا‪ .‬وتشير عالمة ‪ X‬أعلى المربع إلى أن هذه الوحدات عبارة‬
‫تصادم بشكل عشوائي مع مجموعات مقاومة شرسة في‬
‫‪RAND RR1888-4.6‬‬

‫عن ألوية‪.‬‬
‫مناطق مثل الشجاعية‪ ،‬التي خاض فيها لواء جوالني التابع‬
‫بعد أسبوعين من العمليات‪ ،‬انسحب جيش الدفاع اإلسرائيلي‬
‫لجيش الدفاع اإلسرائيلي واحدة من أكثر المعارك الضارية في‬
‫ودخلت عملية الجرف الصامد مرحلتها األخيرة‪" ،‬اإلجهاز"‪ ،‬في‬
‫الحرب‪.‬‬
‫الفترة من ‪ 5‬إلى ‪ 26‬آب (أغسطس) والتي شهدت سلسلة من‬
‫اتفاقات وقف إطالق النار المؤقتة المخترقة بالضربات الجوية‬
‫وإطالق الصواريخ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫أشارت تقديرات األمم المتحدة بأن ‪ 500,000‬شخص‪ ،‬ما يعادل ‪ 28‬بالمئة من سكان غزة‪ ،‬قد نزحوا داخليًا‪ ،‬بينما تم تدمير منازل ما يقرب من ‪108,000‬‬
‫نسمة‪.‬‬

‫مدنيًا‪ ،‬وهو األمر الذي اتخذته حماس كذريعة لكسب دعواها‬ ‫اآلثار المترتبة‬
‫القانونية والدولية بأن إسرائيل استخدمت قوة غير متناسبة‪.‬‬ ‫أحدثت عملية الجرف الصامد خسائر في األرواح والممتلكات‬
‫وعلى النقيض‪ ،‬فإن تقديرات الجانب اإلسرائيلي تفيد بأن وفيات‬ ‫حد سواء‪ .‬حيث ُقتل من الجانب اإلسرائيلي ‪ 66‬جنديًا‬ ‫ٍ‬ ‫على‬
‫الفلسطينيين في عملية الجرف الصامد بلغت ‪ 1,598‬حالة‬ ‫ووفقا لمصلحة الضرائب‬‫ً‬ ‫وستة مدنيين على األقل في القتال‪.‬‬
‫وفاة من بينهم ‪ 75‬بالمئة من المقاتلين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬فإن عملية الجرف الصامد تسببت في خسائر‬
‫أشارت تقديرات األمم المتحدة بأن ‪ 500,000‬شخص‪ ،‬ما يعادل‬ ‫مباشرة بالبنية التحتية العامة والخاصة بلغت تقريبًا ‪ 55‬مليون‬
‫‪ 28‬بالمئة من سكان غزة‪ ،‬قد نزحوا داخليًا‪ ،‬بينما تم تدمير منازل‬ ‫دوالر‪ ،‬باإلضافة إلى خسائر غير مباشرة بقيمة ‪ 443‬مليون دوالر‬
‫ما يقرب من ‪ 108,000‬نسمة‪.‬‬ ‫بسبب فترات تعطل االقتصاد بداعي القتال‪.‬‬

‫تحاول إسرائيل الحفاظ على معاملة متوازنة صعبة فيما يتعلق‬ ‫وعلى الجانب الفلسطيني‪ ،‬أشارت تقديرات األمم المتحدة‬
‫بحماس‪ .‬فهي تريد معاقبة حماس على هجماتها من ناحية‪ ،‬وال‬ ‫أن عدد وفيات الفلسطينيين بلغ ‪ 2,133‬من بينهم ‪1,489‬‬

‫تقييم الدمار في غزة‬

‫مناطق ُمتضرِّرة بشكل طفيف‬ ‫دمرة‬


‫مناطق ُم َّ‬
‫تصدعات أرضية‬‫ّ‬ ‫مناطق ُمتضرِّرة بشدة‬

‫أيضا إلى شراسة القتال في حرب األنفاق‪.‬‬


‫تقييم للدمار بقطاع غزة حسب تصوير القمر االصطناعي‪ .‬كثافة لون النقاط تشير ً‬

‫‪6‬‬
‫يتم استبدالها على المدى القريب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال تزال حماس‬ ‫تريد من ناحية أخرى القضاء على حماس بسبب المخاوف من أن‬
‫تعاني من الضغوط السياسية واالقتصادية المحيطة بها إلى‬ ‫عنفا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يحل محلها جماعة أكثر‬
‫يومنا هذا‪ .‬ومن ثم‪ ،‬يعتقد الكثيرون أن نشوب حرب رابعة كبرى‬
‫في غزة هو مجرد مسألة وقت‪.‬‬ ‫وقد حافظت حماس خالل السنوات الثالث التالية لعملية الجرف‬
‫الصامد على سيطرتها على غزة ولم تبدو أنها في خطر من أن‬

‫عدد وفيات الفلسطينيين محل النزاع‬ ‫وفيات الجانب اإلسرائيلي‬

‫‪400‬‬ ‫‪1,489‬‬
‫مدني‬ ‫مدنيًا‬ ‫‪72‬‬
‫إجمالي عدد‬
‫مدنيين‬ ‫‪6‬‬
‫‪2,133‬‬
‫القتلى‬

‫‪1,598‬‬
‫إجمالي عدد‬ ‫إجمالي عدد‬
‫‪66‬‬
‫القتلى‬ ‫جنديًا‬
‫‪1,198‬‬ ‫القتلى‬
‫‪644‬‬
‫مقاتال ً‬ ‫مقاتال ً‬
‫وفقا للتقديرات اإلسرائيلية‬
‫ً‬ ‫وفقا لألمم المتحدة‬
‫ً‬

‫‪108,000‬‬ ‫‪500,000‬‬
‫عدد األشخاص الذين دُمرت منازلهم‬ ‫‪ 28‬بالمئة من سكان‬
‫غزة نزحوا داخليًا‬

‫على الجانب الفلسطيني‪ ،‬أشارت تقديرات األمم المتحدة إلى أن عدد وفيات الفلسطينيين بلغ ‪ 2,133‬من بينهم ‪ 1,489‬مدنيًا‪ ،‬وهو األمر الذي اتخذته حماس كذريعة‬
‫لتقديم ادعائها القانوني والدولي بأن إسرائيل استخدمت قوة غير متناسبة‪ .‬وعلى النقيض‪ ،‬فإن تقديرات الجانب اإلسرائيلي تفيد بأن وفيات الفلسطينيين في الجرف‬
‫الصامد كانت ‪ 1,598‬حالة وفاة من بينهم ‪ 75‬بالمئة من المقاتلين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أشارت تقديرات األمم المتحدة بأن ‪ 500,000‬شخص‪ ،‬ما يعادل ‪ 28‬بالمئة من‬
‫سكان غزة‪ ،‬قد نزحوا داخليًا‪ ،‬بينما تم تدمير منازل ما يقرب من ‪ 108,000‬نسمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الدروس االستراتيجية‬
‫على الجيوش المتقدمة أن‬ ‫ظلت إسرائيل مصدرًا للتعلم غير المباشر للجيش األمريكي‬
‫تواجه القتال القانوني‪.‬‬
‫أظهرت عملية الجرف الصامد أن الجيوش‬
‫‪3‬‬ ‫استثناء من ذلك‪.‬‬
‫ً‬ ‫لمدة عقود‪ ،‬وال تعد حروب غزة األخيرة هذه‬

‫الديموقراطية المتقدمة يجب أن تواجه القتال القانوني بشكل‬ ‫القتال يتوقف على نسبة إدراك‬
‫وخاصة على أرا ٍ‬
‫ض مدنية‪ ،‬ويعني‬ ‫ً‬ ‫أكبر عند قتال قوى غير نظامية‪،‬‬
‫القتال القانوني استخدام القانون كبديل للوسائل العسكرية‬
‫النجاح‪.‬‬
‫يتمثل الدرس األول ذو الصلة في أن الدعم العام‬
‫‪1‬‬
‫التقليدية لتحقيق هدف خاص بالقتال في الحرب‪ .‬نتج عن‬ ‫في حروب مثل الجرف الصامد غالبًا ما يتوقف على احتماالت‬
‫عملية الجرف الصامد العديد من المعارك محل الجدال‪ .‬وقد‬ ‫نجاح الحملة أكثر من توقفه على عدد الخسائر البشرية‪،‬‬
‫أصبحت هذه االشتباكات محل تمحيص قانوني صارم وتساؤالت‬ ‫وهو ما يتطلب إعادة نظر في مدى فداحة هذه الخسائر‪ .‬فقد‬
‫قادتها األمم المتحدة والتي شككت في استخدام جيش الدفاع‬ ‫تكبدت إسرائيل ‪ 72‬قتيالً‪ ،‬وهو رقم كبير بالنسبة إلى عدد‬
‫اإلسرائيلي ألسلحة ذات آثار واسعة النطاق في مناطق مأهولة‬ ‫سكانها الصغير الذي يقدر بثمانية مليون نسمة (وتكبدت أكثر‬
‫بكثافات سكانية وغيرها من التكتيكات‪.‬‬ ‫من ذلك في عمليتي عمود الدفاع والرصاص المصبوب)‪ ،‬ومع‬
‫ذلك استمرت في القتال مع دعم عام‪ ،‬طالما أن جيش الدفاع‬
‫اإلسرائيلي يُظهر نتائج ملموسة‪.‬‬

‫قراءة المشهد في الشرق‬


‫"ال تزال إسرائيل عديمة الخبرة‬
‫في "القتال القانوني"‪ ،‬وهو أمر ال‬
‫األوسط صعبة‪.‬‬
‫أيضا مدى صعوبة قراءة المشهد‬ ‫ً‬ ‫يبين القتال‬
‫‪2‬‬
‫في الشرق األوسط‪ .‬فقد فشلت إسرائيل حتى قبل العملية‬
‫يتوافق مع مبادئها‪ .‬فهي تعتقد‬ ‫في االستيعاب الجيد لفكرة كيف أن المعاناة االقتصادية‬

‫بأنها إذا خاضت حربًا فليس ألحد أن‬ ‫والضغط السياسي الداخلي الواقع على حماس قد يدفع نحو‬
‫نشوب الحرب في غزة‪ .‬ففي حقيقة األمر‪ ،‬إذا أساء جيش الدفاع‬
‫يتدخل فيها‪ .‬ويوجد أمامها شوط‬ ‫اإلسرائيلي تقدير قوة حماس رغم أنها جار مالصق لها‪ ،‬فإن‬
‫اهتماما بفكرة سوء فهم‬ ‫الجيش األمريكي يحتاج أن يكون أكثر‬
‫طويل لتقطعه‪ ،‬لكنها بدأت في‬
‫ً‬
‫المنطقة بأكملها‪.‬‬

‫االستعداد لذلك"‪.‬‬
‫‪ -‬ضابط يحمل رتبة عالية بجيش الدفاع‬
‫اإلسرائيلي يخدم في هيئة األركان‬

‫‪8‬‬
‫"القبة الحديدية مكسب كبير‬
‫فهي توفر الوقت إلسرائيل‪،‬‬
‫لكن إسرائيل تحتاج إلى مبرر‬
‫بشأن قتلها للفلسطينيين في‬
‫العمليات ‪ . . .‬لن يكون لدى إسرائيل‬
‫مبرر للقيام بالعملية عندما‬
‫تعمل القبة الحديدية على أكمل‬
‫وجه ويموت عدد قليل للغاية من‬
‫اإلسرائيليين"‬
‫صناع السياسة‬
‫‪ -‬أحد كبار ّ‬
‫اإلسرائيليني‬

‫صحيحا‪ ،‬فإن هذا األمر سيخفف بالتأكيد‬


‫ً‬ ‫من المرجح أن تكون القبة الحديدية قد أنقذت األرواح وحدت من األضرار الواقعة على الممتلكات‪ ،‬وحتى إن لم يكن ذلك‬
‫الضغوط السياسية على كبار القادة اإلسرائيليين للوصول بالنزاع إلى استنتاج سريع وسيفتح المجال أمام شن عملية مدروسة بشكل أكبر وإن كانت أبطأ‪.‬‬

‫الدروس التقنية والتكتيكية والعملياتية‬


‫هناك قيمة في نظم الحماية‬ ‫دقة القوة النارية لها حدود‪.‬‬
‫النشطة والمدرعة‪.‬‬
‫استثمر جيش الدفاع اإلسرائيلي‪ ،‬قبل عملية‬
‫‪3‬‬ ‫كان البد للدرس األول أن يتناول دقة القوة النارية‪،‬‬
‫خاصة في منطقة مدنية مأهولة بكثافة‪ .‬ففي‬ ‫ً‬
‫‪1‬‬
‫الجرف الصامد‪ ،‬في االستخبارات والقوة الجوية‪ ،‬وعادة ما كان‬ ‫نهاية األمر‪ ،‬لم تفلح القوة الجوية وحدها في تحقيق النتائج‬
‫ذلك على حساب المنصات ذات الدروع الثقيلة على نحو خاص‪،‬‬ ‫التي يحتاج إليها جيش الدفاع اإلسرائيلي في أثناء عملية الجرف‬
‫لكن بعد العملية‪ ،‬عاد جيش الدفاع اإلسرائيلي لالستثمار‬ ‫الصامد‪ .‬فعلى الرغم من القصف المكثف خالل األسبوع األول‬
‫مجددًا في المركبات المدرعة‪ .‬وفرت نظم الحماية النشطة‬ ‫من القتال‪ ،‬لم تستطع القوة الجوية تحقيق النتائج التكتيكية‬
‫الحماية للمركبات من القاذفات الصاروخية عديمة االرتداد (آر‪.‬‬ ‫التي كان يطمع جيش الدفاع اإلسرائيلي في تحقيقها‪ ،‬كما‬
‫وجهة المضادة للدبابات وقدمت منافع‬ ‫لم تنجح في تحقيق الهدف االستراتيجي األعم بردع حماس‬
‫الم َّ‬
‫بي‪.‬جي) والذخائر ُ‬
‫أخرى غير مباشرة على أرض المعركة‪ ،‬وهو ما أحدث نقلة‬ ‫واستعادة حالة من السلم على المنطقة‪.‬‬
‫نوعية في الطرق التي ناور بها القادة وكان بمثابة نظام لجمع‬
‫المعلومات االستخباراتية‪.‬‬ ‫قدرات الدفاع الصاروخي‪.‬‬

‫حرب األنفاق تحتاج إلى التطوير‬


‫في الوقت الذي شكك فيه خبراء خارجيون مرارًا‬
‫وتكرارًا في معدالت الكفاءة الفعلية للقبة‬
‫‪2‬‬
‫المتواصل‪.‬‬
‫واجه جيش الدفاع اإلسرائيلي تحديات تقنية‬
‫‪4‬‬ ‫الحديدية‪ ،‬فإن جميع الخبراء اإلسرائيليين تقريبًا‪ ،‬من داخل‬
‫جيش الدفاع اإلسرائيلي ومن خارج الحكومة‪ ،‬يؤمنون بأن‬
‫حقيقية في الكشف عن األنفاق والقتال بداخلها وتدميرها في‬ ‫منظومة الدفاع تعمل بنجاح‪ .‬وإن صح ذلك‪ ،‬فإنه من المرجح‬
‫نهاية األمر‪ ،‬حتى بعد انتهاء عملية الجرف الصامد وفي الوقت‬ ‫أن تكون القبة الحديدية قد أنقذت األرواح وحدت من األضرار‬
‫حسن فيه جيش الدفاع اإلسرائيلي من حرب األنفاق في‬ ‫الذي‬ ‫صحيحا‪ ،‬فإن‬
‫ً‬ ‫الواقعة على الممتلكات‪ ،‬وحتى إن لم يكن ذلك‬
‫َّ‬
‫أثناء حملته‪ ،‬إال أنه ال يزال هناك جانب من المخاوف‪.‬‬ ‫هذا األمر سيخفف بالتأكيد الضغوط السياسية على كبار‬
‫القادة اإلسرائيليين للوصول بالنزاع إلى استنتاج سريع وسيفتح‬
‫المجال أمام شن عملية مدروسة بشكل أكبر‪ ،‬وإن كانت أبطأ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫توصيات ذات أولوية‬
‫المدينة بين الكثافات السكانية الكبيرة‪ ،‬مثلما فعل أعداء‬ ‫إن كل درس من الدروس المستفادة تصاحبه توصيات‪ ،‬لكننا نركز‬
‫إسرائيل في غزة‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬سيحتاج الجيش إلى تطوير معدات‪،‬‬ ‫هنا على الدروس ذات األهمية الملحة للجيش األمريكي والقوات‬
‫مثل نظام الحماية النشطة‪ ،‬وكذلك تطوير تكتيكات وأساليب‬ ‫المشتركة‪.‬‬
‫وإجراءات للعمل بفاعلية في هذه البيئة‪.‬‬
‫فهم العدو‬
‫تطوير الدفاعات الصاروخية‬ ‫تحولت حماس خالل حروبها في غزة من عدو‬
‫ميدانيا‬
‫ً‬ ‫ونشرها‬ ‫غير نظامي إلى عدو هجين بسمات لم يكن‬
‫يعتبر االنتشار المطلق للصواريخ من‬ ‫أحد يمتلكها في السابق سوى الجهات‬
‫السمات األخرى ألرض المعركة في غزة وقد‬ ‫الفاعلة الحكومية‪ .‬ويجب على إسرائيل أن‬
‫ساعدت الدفاعات الصاروخية‪ ،‬مثل القبة‬ ‫تتكيف مع هذا التغيير في العدو‪ ،‬وعلى نفس القدر الذي تحتاج‬
‫الحديدية‪ ،‬في معالجة هذه المشكلة‪ .‬سيواجه الجيش والقوات‬ ‫إليه الواليات المتحدة للتكيف عندما تبتعد عن مكافحة التمرد‪.‬‬
‫المشتركة هجمات بالصواريخ والقذائف في المستقبل‪ ،‬والتي‬ ‫يحتاج الجيش إلى التدريب على االشتباك مع األعداء المهجنين‬
‫قد يشنها عدو هجين محدود القدرات أو بواسطة أنظمة‬ ‫والجهات الفاعلة الحكومية (روسيا والصين وإيران وكوريا‬
‫متطورة أعدتها دول مثل كوريا الشمالية‪ .‬يحتاج الجيش باألخص‬ ‫الشمالية) التي تمتلك قدرات عسكرية أكبر بكثير من تلك التي‬
‫إلى التطوير من قدراته وقدرات القوات المشتركة على تحديد‬ ‫واجهها الجيش في العراق وأفغانستان‪.‬‬
‫مواقع قاذفات الصواريخ والقذائف وتعزيز قدراتها على تدميرها‬
‫أيضا الدفاعات للتصدي لها خاصة‬
‫ً‬ ‫من بُعد‪ .‬كما يجب أن يُطوِّر‬ ‫فهم حدود دقة االستهداف‬
‫في المواقع الثابتة‪.‬‬ ‫في بيئة مدنية‬
‫يجب على الجيش أن يتوقع العمل بشكل‬
‫أكبر في البيئات المدنية خاصة في ظل تزايد‬
‫الكثافات السكانية التي تعيش في المدن‪.‬‬
‫سيسعى األعداء للتقليل من شأن المزايا األمريكية المتمثلة‬
‫في دقة الضربات واالستشعار العلوي من خالل االختباء في‬

‫نفقا يستهدف الوصول إلى قرية عين هشلوشاه تم اكتشافه وهدمه بواسطة الجيش اإلسرائيلي في ‪2013‬‬
‫ً‬ ‫وضح‬
‫مخطط ي ُ ِّ‬
‫الخندق المحفور بواسطة الجيش‬
‫الحدود بين‬ ‫اإلسرائيلي للوصول إلى النفق‬
‫القرية الغزاوية‪:‬‬ ‫القرية اإلسرائيلية‪:‬‬
‫إسرائيلوغزة‬
‫عبسان الزرير‬ ‫عين هشلوشاه‬
‫المسافة من نهاية القرية إلى‬
‫المسافة منعين هشلوشاه إلىنقطة البدء‪:‬‬
‫الحدود‪ 950 :‬مترًا تقريبًا‬
‫‪ 2,800‬متر تقريبًا‬

‫عمق النفق عند‬ ‫عمق النفق‪ 18 :‬مترًا‬


‫المدخل‪ 22 :‬مترًا‬

‫أبعاد النفق ‪:‬‬ ‫المسافة داخل إسرائي ‬


‫ل‬
‫االرتفاع‪ 1.8 :‬متر تقريبًا‬ ‫عندما تم اكتشافالنفق‪:‬‬
‫العرض‪ :‬من متر إلى ‪ 1.2‬متر تقريبًا‬ ‫‪ 300‬متر تقريبًا‬
‫مخصصا‬
‫ً‬ ‫الرسم ليس‬
‫ألغراض القياس‬

‫‪10‬‬
‫يحتاج الجيش أن يفهم تبعات العمليات تحت األرض في جوانب العقيدة والتنظيم والتدريب والمواد والقيادة والتعليم والكوادر والمرافق‪.‬‬

‫االستعداد لقتال األنفاق‬ ‫االستثمار في نظام الحماية‬


‫كشفت عملية الجرف الصامد عن بعد‬ ‫النشط والمركبات المدرعة‬
‫من أبعاد بيئة القتال الذي فاجأ َ إسرائيل‪:‬‬ ‫أثبتت أنظمة الحماية النشطة والمركبات‬
‫العمليات تحت األرض‪ .‬تعتبر األنفاق وغيرها‬ ‫المدرعة قدرة حيوية في العمليات‬
‫من البنى التحت أرضية طريقة أخرى للعدو‬ ‫اإلسرائيلية‪ ،‬وهي ضرورية للغاية للجيش‬
‫التي تُضعف من مزايا القوة الجوية المتمثلة في االستخبارات‬ ‫األمريكي كذلك‪ .‬يختبر الجيش حلوال ً عديدة لتوفير الحماية‬
‫وتوجيه الضربات‪ .‬وتتطلب تكتيكات مواجهة األنفاق قوات برية‪.‬‬ ‫لدبابات أبرامز ومركبات برادلي المقاتلة وناقالت الجنود المدرعة‬
‫ويحتاج الجيش أن يفهم تبعات العمليات تحت األرض في جوانب‬ ‫سريعا قدر المستطاع‪،‬‬ ‫(سترايكر)‪ .‬وهذه الجهود يجب أن تتقدم‬
‫ً‬
‫العقيدة والتنظيم والتدريب والمواد والقيادة والتعليم والكوادر‬ ‫حتى وإن كانت تعني مجرد التوظيف الميداني لحلول مؤقتة‬
‫والمرافق‪.‬‬ ‫من أجل النشر المبكر للوحدات‪ .‬ورغم األهمية البالغة للحلول‬
‫المادية‪ ،‬إال أنه يجب وضعها في سياق العقيدة وفي مجاالت‬
‫التنظيم والتدريب والقيادة والتعليم والكوادر والمرافق‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أفكار ختامية‬
‫مواصلة التعلم من نجاحات جيش الدفاع اإلسرائيلي وتحدياته‪،‬‬ ‫توجد اختالفات واضحة بين التحديات األمنية التي تواجهها‬
‫هج التي‬‫واستخدام هذه الدروس في تحديد الفجوات في النُ ُ‬ ‫الواليات المتحدة والتي تواجهها إسرائيل‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الدولتين‬
‫صناع السياسات بهذه‬‫يتبعها‪ .‬كما يجب عليهما باألخص إبالغ ّ‬ ‫خاصة في استيعاب‬
‫ً‬ ‫لهما تاريخ طويل في االستفادة المتبادلة‪،‬‬
‫الفجوات على وجه السرعة‪ ،‬نظرًا لقدرة هذه الفجوات على‬ ‫التوقيت الذي تتغير فيه طبيعة القتال‪ .‬في الحقيقة‪ ،‬كانت حرب‬
‫تعطيل االستراتيجيات المستقبلية ضد الخصوم المهجنين‬ ‫يوم الغفران عام ‪ 1973‬محفزًا رئيسيًا لظهور معركة الجو والبحر‬
‫جيدا والمتسمين بالكفاءة‪.‬‬
‫ً‬ ‫المدرّعين‬
‫ُ‬ ‫والعديد من أنظمة السالح التي ال تزال موجودة في ترسانة‬
‫الجيش األمريكي‪ .‬واليوم‪ ،‬يحتاج الجيش والقوات المشتركة إلى‬

‫وصفا للبحث الذي تم إنجازه في مركز ‪ RAND Arroyo‬بعنوان‪ :‬عملية الرصاص المصبوب‬ ‫ً‬ ‫يقدم هذا الموجز‬
‫إلى عملية الجرف الصامد‪ ،‬الدروس المستفادة من الحرب في غزة‪ ،‬بواسطة رفاييل إس كوهين (‪Raphael S.‬‬
‫‪ ،)Cohen‬ديفيد إي جونسون (‪ ،)David E. Johnson‬ديفيد إي‪ .‬ثيلر (‪ ،)David E. Thaler‬برينا ألين (‪،)Brenna Allen‬‬
‫إليزابيث إم‪ .‬بارتلز (‪ ،)Elizabeth M. Bartels‬جيمس كاهيل (‪ ،)James Cahill‬وشيرا إيفرون (‪،)Shira Efron‬‏‬
‫‪( RR-1888-A‬متوفر على ‪ .2017 )www.rand.org/t/RR1888‬لعرض هذا الموجز عبر اإلنترنت‪ ،‬يُرجى زيارة‬
‫‪ .www.rand.org/t/RB9975‬مؤسسة ‪ RAND‬هي منظمة بحثية ت ُ ِع ّد حلوال ً لتحديات السياسات العامة‬
‫للمساهمة في جعل المجتمعات حول العالم أكثر أمانًا‪ ،‬وسالمة‪ ،‬وصحة وازدهارًا‪ .‬مؤسسة ‪ RAND‬هي مؤسسة‬
‫غير ربحية‪ ،‬حيادية‪ ،‬وملتزمة بالصالح العام‪ .‬ال تعكس منشورات مؤسسة ‪ RAND‬بالضرورة آراء عمالء ورعاة‬
‫األبحاث الذين يتعاملون معها‪ R® .‬عالمة تجارية مسجلة‪.‬‬

‫حقوق الطبع والنشر اإللكتروني محدودة‪ :‬هذه الوثيقة والعالمة (العالمات) التجارية الواردة فيها محمية بموجب‬
‫القانون‪ .‬يتوفر هذا التمثيل للملكية الفكرية الخاصة بمؤسسة ‪ RAND‬لالستخدام ألغراض غير تجارية حصريًا‪.‬‬
‫يحظر النشر غير المصرَّح به لهذا المنشور عبر اإلنترنت‪ .‬يُصرح بنسخ هذه الوثيقة لالستخدام الشخصي فقط‪،‬‬
‫شريطة أن تظل مكتملة دون إجراء أي تعديل عليها‪ .‬يلزم الحصول على تصريح من مؤسسة ‪ ،RAND‬إلعادة إنتاج‬
‫أو إعادة استخدام أي من الوثائق البحثية الخاصة بنا‪ ،‬بأي شكل كان‪ ،‬ألغراض تجارية‪ .‬للمزيد من المعلومات حول‬
‫تصاريح إعادة الطباعة والربط على المواقع اإللكترونية‪ ،‬الرجاء زيارة صفحة التصاريح في موقعنا اإللكتروني ‪www.rand.org/pubs/permissions.‬‬
‫‪.html‬‬

‫مصادر الصور‪ :‬الغالف‪ :‬نير إلياس (‪/)Nir Elias‬رويترز‪ | .‬صفحة ‪ :2‬إبراهيم أبو مصطفى (‪/)Ibraheem Abu Mustafa‬رويترز | صفحة ‪" :3‬قطاع غزة‪ ،‬أيار (مايو) ‪ "2005‬مجموعة خرائط مكتبة بيري كاستانيدا‪،‬‬
‫تحت رعايةمكتبة جامعة تكساس‪ ،‬جامعة تكساس في أوستن‪ | .‬صفحة ‪/ pandavector :4‬‏‪ ،Adobe Stock‬ستويان هايتوف (‪)Stoyan Haytov‬‏‪ ،Adobe Stock/‬البيانات من “”‪Israel-Gaza Violence in Maps,‬‬
‫‪ .BBC, November 21, 2012‬صفحة ‪ :5‬تزافارير أبايوف (‪/)Tsafrir Abayov‬‏‪ | AP Photo‬صفحتا ‪6‬و‪ | .SIPA/APA IMAGES :7‬صفحة ‪UNOSAT, “Satellite Based Damage Assessment of Gaza Strip,”–6‬‬
‫‪ | .September 18, 2014‬صفحة ‪ :8‬محمد سالم (‪/)Mohammed Salem‬رويترز‪ | .‬صفحة ‪ :9‬أمير كوهين (‪/)Amir Cohen‬رويترز‪ | .‬صفحة ‪ :10‬البيانات من ‪Eitan Shamir, “Gaza Operation 2014: A Clash‬‬
‫‪ ،”,of Strategies‬محاضرة في مركز بيغن السادات لألبحاث االستراتيجية‪ ،‬جامعة بار إيالن‪ ،‬تل أبيب‪،‬غير مؤرخ‪ | .‬صفحة ‪ :11‬أمير كوهين (‪/)Amir Cohen‬رويترز‪ | .‬الغالف الخلفي‪ :‬نير إلياس (‪/)Nir Elias‬رويترز‪.‬‬

‫حقوق الطبع والنشر والتأليف © لعام ‪2017‬‬


‫محفوظة لمؤسسة ‪RAND‬‬

‫”‪Arabic Translation of: “Lessons from Israel’s Wars in Gaza‬‬


‫)‪RB-9975/1-A (2017‬‬
‫‪www.rand.org‬‬

You might also like