Professional Documents
Culture Documents
خرافة النجاح السريع
خرافة النجاح السريع
خرافة النجاح السريع
وحيد بوبعة
قال تعالى " :الذين قال لهم الناس إن
الناس قد جمعوا لكم فأخشوهم فزادهم
ايمانا وقالوا حسبنا هللا ونعم الوكيل"
آل عمران 173
بما أنك قد قررت أن تتابع القراءة ،سأبدل قصارى جهدي كي أرافقك في
هذه الرحلة عبر صفحات هذا الكتاب سأهمس في أدنيك وأخاطب عقلك قبل
قلبك لكن لن أتركه بعيدا عنا يتفرج على المهازل والكم الهائل من
المعلومات واالوهام ثم أنتظر جوابك وخبرتك وطموحاتك كي أستفيد،
سنجعل العلم والعقل الواقعية والمنطق على يمين طاولة الحوار واإلرادة
والعمل الجاد وتحمل المسؤولية ومواجهة الواقع على يسارها.
ستتعرف على األسطورة والخرافة التي تسوق على خشبة المسرح وفي
قاعات المحاضرات وورشات التدريب مع كثير من التشويق والتحفيز
والصراخ كل ذلك باسم النجاح ،ستتعرف على تجار النجاح الذين يخبرونك
بأن النجاح سهل وسريع ومتاح للجميع بنفس الطريقة فيزداد حماسك وتقفز
في مكانك حتى يقال عنك أنك مجنون ،لكن لمجرد أن تهدأ وتنزل لمواجهة
الحياة على أرض الواقع تجد أن تلك المسكنات والمخدرات لم تعد كافية
لخوض رحلة الحياة وال رحلة النجاح ،ثم سننتقل سويا لنناقش أولئك الذين
ال يرون إال الظالم والسلبية ثم يمزجونها بالضعف والكسل ويصرخون
بأعلى صوتهم أن النجاح ما هو إال حظ وما الناجحون إال أناس ساعفتهم
الظروف ووقفت بجانبهم الحياة ،أولئك الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة في
كل شيء سيخبرونك بقصص الفاشلين ويذكرونك بالظروف القاسية التي
يعيشها الناس لكن ال يذكرون لك قصص الناجحين الذين تصدوا للظروف
المزرية.
ثم نختم اللقاء بطريقة منطقية وعقلية إيجابية ونتعاون على وضع خطة
محكمة تشرح لنا شروط النجاح الحقيقي بعيدا عن المبالغة والسطحية وعن
الجمود والهوان والخوف والكسل.
ما أود إخبارك به في هذه الصفحات هو أن تجعل الظروف والفرص في
مصلحتك وأن تقاوم من أجل احالمك.
سأضع أمامك خارطة الطريق الشائك والطويل للنجاح لكنه مضمون
ومجرب من كثير ممن حققوا أهدافهم وأحالمهم.
يقسم الكتاب إلى قسمين:
القسم األول :حقيقة النجاح (النجاح بين االفراط والتفريط) ،حيث سنتطرق
لماهية النجاح الوهمي والنجاح الحقيقي ،والخرافات المنتشرة حول رحلة
النجاح.
القسم الثاني :الطريق نحو القمة (رحلة النجاح الطويلة) ،سيكون هذا القسم
عبارة عن شرح مفصل لخطوات النجاح والشروط الالزم توافرها حتى
يحقق كل شخص أحالمه.
قبل الغوص في أعماق النجاح والبدئ في الرحلة دعنا نتعرف على بعض
أراء الناس فيه.
يقول ليون هو :النجاح هو تحقيق األهداف والغايات سواء كان ذلك علم أو
مال أو سلطة أو نفوذ أو تأثير في حياة االخرين ،لكن القاسم المشترك لهذه
األهداف أنها ال تتحقق بسهولة بل تحتاج الى جهد ووقت كي تتحول لواقع
ملموس.
يقول جاك كانفيلد :النجاح هو تحقيق األهداف والوصول إلى ما نريد مهما
واجهتنا المصاعب والعقبات.
ويخبرنا أخرون أن النجاح هو كل إنجاز نفتخر ونرضى به.
نظريا النجاح هو الحصول على ما نريد والوصول إلى األهداف المسطرة،
لكن عمليا الوصول أو الوقوف على القمة ما هو إال جزء من النجاح وهو
الجزء الظاهر لألعين وأن ما خفي من عملية النجاح لهو أطول وأهم من
حيث الفائدة والدروس المستفادة.
والنظرة الضيقة إلى النجاح على أنه تلك الثمرة حلوة المذاق فقط لهو ظلم
وخداع للناس وتزييف للحقيقة ،ألن الثمار الحلوة التي نراها ما هي إال
المنتوج النهائي أو المرحلة األخيرة من مراحل الغرس واالعتناء والحماية
وغيرها من مراحل إنتاج المحاصيل ومراحل النجاح الطويلة والشاقة.
فالنجاح الحقيقي يبدأ من الحلم والفكرة ثم الرحلة الطويلة والشاقة والمملة
أحيانا من الجد واالجتهاد ،لكنها رحلة ممتعة ومحفزة لمن يدرك النهاية
ويملك اإلرادة المشتعلة للوصول.
والنجاح ليس فقط الجزء المادي الظاهر لكنه يحتوي على جزء معنوي
يتمثل في السعادة والرضى والتقدير الذاتي وهذا الجزء ال يمكن للناس
رؤيته لذلك ال يهتمون به كما يجب.
كما ان القول بأن النجاح هو فقط اإلنجازات التي نحققها ليس قوال صحيحا،
ألن مقارنة بسيطة بين إنجازات شخصين في مجال معين مع عدم األخذ
بعين االعتبار تلك الصعوبات التي واجهها كل واحد فيهما والعقبات التي
تخطاها أحدهما بالمقارنة باألخر ليس مقارنة عادلة.
فالنجاح في حقيقة األمر هو رحلة طويلة وليس موقف في القمة فقط،
تحتوي هذه الرحلة على اإلنجازات التي حققها اإلنسان وعلى عدد العقبات
التي تخطاها ،وهي بالضرورة تشمل األحالم واألهداف الظاهرة والمادية
وكذلك اإلنجازات النفسية والمعنوية.
اآلن جاء دورك لتختار التعريف الخاص بك للنجاح ،لكن قبل أن تفعل
دعني أسألك السؤال الجوهري الذي طالما أجاب عنه الناس إجابات ضيقة:
هل النجاح هو:
المال والثروة والسيارات الفارهة؟
أم هو الشهرة والتأثير والنفوذ والمكانة لدى األخرين؟
أم هو الحصول على وظيفة األحالم والتدرج الى أعلى المراتب؟
أم هو العلم وحصد أعلى الشهادات؟
أم هو زيارة أكبر عدد ممكن من دول العالم؟
أم هو بناء عالقات قوية وعميقة؟
أم هو الصحة وامتالك جسم رياضي يجلب المعجبين والمعجبات؟
أم هو الراحة النفسية والرضى والتقدير الذاتي؟
أم هو بناء عائلة وتكوين أسرة ناجحة؟
عندما تطرح هذا السؤال البسيط تحصل على إجابات مختلفة ومتشعبة
وبعضها متشاكسة ،ألن االنسان في النهاية كائن مركب من عدة أفكار
وايديولوجيات وطموحات وتجارب مختلفة ،فمن كانت له تجربة عائلية غير
ناجحة يكاد يجزم أن النجاح ال يتعلق إطالقا بالعائلة ومنهم من يرى أن
النجاح يتمثل فقط في جمع المال وهذا كله راجع للتجربة والخبرات
واألفكار والطموحات التي يحملها كل واحد منا.
ال يمكن أن يجبرك أحد على اختيار جزء واحد من أجزاء النجاح ،إنما
بإمكانك أن تجعل النجاح شامال لكل ما ذكر ومن المعاني التي يجب أن
تكون واعيا بها حول النجاح ما يلي:
أحرص على أن تكون مدرك تماما لفلسفة النجاح المتوازن والحقيقي.
عليك أن تدرس جيدا حالتك الذهنية والمادية وطموحاتك في المستقبل
القريب والبعيد ،وأن تدرك جيدا لماذا تريد أن تحقق النجاح المادي والمالي
في هذا الوقت بدال من التقدير الذاتي أو التحصيل العلمي أو بناء عالقات
قوية مثال؟ وما قدر النجاح المالي او العلمي الذي تريد تحصيله أو عدد
البلدان التي تريد ان تزورها؟
عليك أن تكون واعيا لماهية النجاح أو الحلم الذي تريد أن تحققه ولماذا تريد
تحقيقه ومتى؟ وما مدى تأثيره على فروع النجاح والحياة األخرى؟
يجب أن تكون الطريق المؤدية للقمة هي نفسها جزء مهم من رحلة
النجاح وأن تكون ممتعة حتى لو كانت شاقة.
أن يكون هناك توازن في الحياة ،فال تفرط في مجالت النجاح والحياة من
أجل جزء صغير فقط من النجاح ،أوعلى األقل أن تحقق الحد األدنى منها
جميعا ثم أن تتفرغ للمجال الذي تريد أن تنجح وتبدع فيه .أي ان ال يكون
نجاحك في مجالك على حساب حياتك ،وان ال يعود بالسلب على الصحة
وتماسك العائلة أو على حساب الروح مثال.
عليك أن تهتم بالنجاح المعنوي كالراحة النفسية والتقدير الذاتي والسعادة
الروحية كما تهتم بالنجاح الظاهر للناس والمادي ،ألن النجاح المادي لوحده
غير كافي تماما لخلق حياة متوازنة.
أن يكون النجاح ذو قيمة وفعالية في المجتمع وأن تستفيد منه شريحة واسعة
من الناس ،وان ال يكون نجاحك وسيلة هدم للقيم ونشر للتفاهة في المجتمع
وطمس للوعي الذاتي والجمعي بل يجب أن يبقى اسمك مقرونا باإلنجاز
والفضيلة ألطول مدة ممكنة.
أن يكون النجاح نقطة انطالق لنجاحات أخرى وحجر األساس لبناء ال ينتهي
إال بانقطاع النفس ،وأن يكون لماضيك وحاضرك قصص وخبراتك يمكنك
أن تورثها لغيرك وتكون دافع لهم نحو العمل وتحقيق الذات.
عندما تتحقق كل هذه المعاني السامية يمكن أن نسميه نجاحا عظيما
حقيقيا ومتوازنا ،وكلما نقصت منه المعاني كلما كان ناقصا وأحيانا
معدوما أو فاسدا!
لماذا تريد أن تنجح؟
عندما تدرس حياة أولئك الذين حققوا نجاحات عظيمة ستجد أنهم جميعا قد
تقدموا بخطوات بطيئة ومتسلسلة وغالبا ما كانت الطريق طويلة ،إنهم لم
يحصلوا على سيارات فارهة ولم يصفق لهم الجمهور ولم يكونوا محترفين
في أول ظهور لهم على مسرح الحياة ،بل إن الطبيعي والمنطقي والسائد أن
تكون رحلتهم طويلة وشاقة ومليئة بالصعوبات مع ذلك فإنها بسيطة وغير
معقدة ،ما إن تتوفر الشروط الالزمة ويلتزم الشخص بها حتى يبدأ في
حصاد النتائج ،أما النجاح السهل والسريع والضخم ما هو إال مهدئات
ومسكنات يستعملها تجار النجاح وبائعو األمل المشوه كي يؤثروا على
الشباب عبر مكبرات الصوت وتحت موسيقى هادئة أحيانا وتحفيزية أحيانا
أخرى.
والمشكلة أنهم (تجار النجاح) هم أنفسهم ال يزالون بعيدين عن النجاح
الحقيقي الهادف والذي يخدم المجتمع ال يهدمه ،فالنجاح عندهم هو عبارة
عن القاب ومعلومات عامة وأخرى مخالفة للعقل والعلم ينشرونها ويلقونها
على مسامع الشباب المتحمس والمتعطش للنجاح أو على بعض من فقد الثقة
في نفسه وأصبحت الهشاشة النفسية عنوان حياته.
إن التركيز على التشويق والتحفيز ليس الطريق الحقيقي للنجاح بل إن هناك
كثير من المفكرين والمبدعين قد أطلقوا على التحفيز اسم "اسطورة التحفيز"
وذهب بعض منهم إلى أبعد من ذلك وسماه خرافة وأن مكانه الطبيعي هو
سلة المهمالت كما تقول ميل روبنز ،كل ذلك ألنهم يعتقدون أن التحفيز ال
يتعدى مفعوله بضع دقائق عكس القرار أو التركيز على القيم واالفكار.
لست من الذين يقولون بذلك ،ألن التحفيز جزء من اللعبة وشرط من شروط
النجاح يستعمله المبدعون بالطريقة الصحيحة ،فالمكافآت والترقيات تزيد
من إنتاجية الموظفين وتدفعهم للعمل وبدل جهد أكثر ،كما أن التحفيز يؤثر
على مردود الرياضيين المحترفين وأن تشجيع الجماهير له مفعول السحر
أحيانا ،حيث يؤثر تأثيرا إيجابيا على الالعبين.
لذا فالتحفيز مهم من فترة ألخرى ،لكن أن يكون هو األهم واألبرز في
طريق النجاح فذلك ما يجعله خرافة ومضيعة للوقت ولعب على عقول
الناس.
علينا أن نعلم جيدا متى نستعمل التحفيز ألنه ال يصلح في جميع الحاالت،
وكيف نستعمله ومع من يجب أن نستعمله واختيار الطريقة المناسبة لكل
شخص ألننا في النهاية ال نحفز بنفس الطريقة ،وأن نجعله مرافقا للعمل
والتعلم واكتساب المهارات حتى ال يصبح كالم هالمي عاطفي ال ترجى منه
منفعة.
والتحفيز ال يكون قبل العمل (إال نادرا) إنما يكون اثناء العمل وبعده وهو
نتيجة وليس سببا للنجاح في اعتقادي ،ألن المهارات والعمل الجاد في
النهاية هي من تحكم على نجاحنا أو فشلنا بنسبة كبيرة مع ذلك إذا استعمل
بطريقة معتدلة كمكمل سيكون مفيد جدا.
إن أولئك الذين يصرخون داخل قاعات التدريب ويعولون على التحفيز فقط
كي ينجحوا أو يوهمون الناس بأنهم ناجحون ليسوا أقل قبحا ممن يتالعب
بالمعلومات والحقائق في قنوات االعالم التابعة لحكومات االستبداد ،حين
تركز على جزء صغير من المشاكل أو تنشر التفاهة بدال من نشر الحقيقة
والوعي ،إنهم جميعا ينشرون الجزء الذي ال يزيد حقا من الحكمة والفهم وال
ينشرون الحقيقة الكاملة.
فهم يخبرونك بأنك ستنجح وستحقق ما حققه فورد وجاك ما وبيل غيتس
وكريستيانو رونالدو وغيرهم من المشاهير والناجحين في مجاالتهم لكن
لماذا ال يخبروك عن تفاصيل الرحلة الشاقة والطويلة التي قطعها أولئك
الناجحون؟ عن تلك المجهودات الجبارة التي يقوم بها هؤالء وتلك السقطات
واألآلم التي يصادفونها في طريقهم!
لماذا يركزون على العواطف بدال من مخاطبة العقول ويجعلون النجاح
وكأنه سلعة في سوق الخضر والفواكه الذي يحاذي بيتك؟ لماذا يركزون
على رفع األدرينالين ويستعملون المؤثرات وااليحاء بدال من قول الحقيقة
كما هي ،أم أن الجزء األكبر من الحقيقة مر وال يجلب ضحايا العاطفة إنما
هو لمن يتجرع ولمن يضحي من أجل النجاح على أرض الواقع؟
لماذا تكثر عناوين الكتب والدورات التي ال توافق العقل وال المنطق وال
حتى الواقع اإليجابي ،وتستعمل التشويق والمبالغة أم أن الهدف مادي ال
عالقة له بنشر العلم والتقنيات ومساعدة الضحايا؟
كيف لي أن اقتني كتاب يحتوي على 80صفحة على األكثر يحمل عنوان:
تعلم اإلنجليزية (الفرنسية أو اإلسبانية) في أسبوع أو عشرة أيام ،لهذه
الدرجة تستحمرون القارئ ثم ال تجد فيه إال بعض الجمل والحروف
واألعداد ،والحقيقة أن تعلم وإتقان أي لغة لن يكون في أسبوع أو شهر أو
حتى سنة ،فاللغة تحتوي على القواعد والمفردات والنطق والكتابة والسمع
والقراءة و....كل هذا في أسبوع عبر كتيب صغير!
ماذا عن دورة من 16ساعة منها 3ساعات يتكلم فيها المدرب عن نفسه أو
عن تكاليف الدورة ،عنوان الدورة :يمكنني أن أغير حياتك يعرض على
الشاشات العريضة مزين من طرف مصمم محترف ،هل فعال هذه
السويعات تغير حياة شخص أم أن الكالم مبالغ فيه وبشدة؟!
أو ذلك الكتيب الذي يحمل عنوان :كيف تصبح ثريا في بضعة أيام (مهما
كان عدد األيام) وعندما تقرأ الكتاب تجد أن قوانين المال واإلدخار
واالستثمار والتسويق والمالية التي درستها في كلية اإلدارة وبعض تقنيات
الذكاء المالي التي يعتمدها رواد االعمال الحقيقيون قد أصبحت غير مجدية
وقد حل محلها قانون الجدب والتمني والحب والتشويق وبناء عالقة عاطفية
مع المال!!!
أو تلك الدورة التي يجزم صاحبها أنها ستجعل حياتك أكثر استقرارا من
الناحية العاطفية ،ثم تكتشف أنها بعض النصائح العامة الموجودة عبر
اليوتيوب وغيره!
ماذا عن السعادة والثقة بالنفس واإليجابية وفن اإللقاء ،...هل يمكن أن
تكتسبها لمجرد حضورك دورة تدريبية مفعمة باألحاسيس تعتمد على
المبالغات والتشويق بدال من وضع خطة ومنهجية للعمل والتجربة العملية
والتعلم واالحتكاك بالخبراء في المجال الذي تريد النجاح فيه واقتحام
الخوف ،هل فعال دورة واحدة أو ساعات قليلة أو كتيب هي الحل األمثل
لتحقيق األحالم؟!
إن األمثلة كثيرة عن أولئك الذين يبيعون النجاح السهل والسريع وينشرون
األمل المشوه والناقص والحقيقة العرجاء ،بعضهم ال يعلم خطر ما يبيعه
وبعضهم يعلم جيدا أنه محتال صغير في سوق الثقافة والحضارة وأن
وصوله للقمة فيه الكثير من الغموض والتالعب.
إن فكرة النجاح السريع تشبه إلى حد بعيد المأكوالت السريعة ،تجلبك تلك
اإلعالنات البراقة واأللوان المرتبة بعناية والشاشات العمالقة والروائح
الزكية االصطناعية ثم ال يستفيد منها الجسم كثيرا ،وستجوع بعد ساعة
واحدة من أكل الوجبة ،بل وإن االكثار منها غير صحي ويشكل خطرا على
الجسم ،حيث الكسل والسمنة وغيرها من األعراض ،فالتحفيز والنجاح
السريع السهل في الحقيقة مكمل فقط وليس وجبات أساسية لمن يريد ان
يحقق نجاحات طويلة وعظيمة.
في حين أن األكل الصحي ال يحدث الضجيج من حوله وكذلك تفعل شروط
النجاح الحقيقي مثل تحمل المسؤولية ،االيمان بالقدرات وحب التعلم
ومقاومة الملل والتعلم من الفشل ووضع الخطط وامتالك رؤية واضحة
ومواجهة الواقع بالمثابرة واالجتهاد ال مسايرته وغيرها من الشروط (سوف
نتناولها بالتفصيل الحقا).
إياك أن تفهم من كالمي أنني من المحبطين كال إني ممن يؤمنون بان
التفاؤل واألمل واإليجابية وقود النجاح بل وتطويع الواقع وعدم الركون
للخرافات التي تنتشر في المجتمع حول النجاح وأن السلبية والتشاؤم وعقلية
أن الظروف ال تسمح واالكتفاء بالشكاوى ولوم العالم الخارجي من أعداء
النجاح ،لكنني أجزم أن المبالغة في التحفيز والتركيز على السرعة والسهولة
في تحقيق النجاح احتيال ،وأن كتيب واحد أو دورة واحدة ليس بإمكانهما
تغيير حياتك أو قلبها الى رخاء ووفرة وعلم واتقان اللغات وثقة وسعادة ،لن
يتغير شيء في حياتك ما لم تتحمل المسؤولية وتقتحم الحياة وتزداد علما
وتصقل مهاراتك وتكتسب عادات مساعدة على تحقيق الهدف ،كل هذا ال
يمكن أن يكون سريعا وسهال إنما ستكون رحلة وأنت تعلم ما يمكن ان
تصادفه في أي رحلة كانت فما بالك برحلة النجاح الطويلة.
حتى تتعرف على أولئك الذين يبيعون الكالم ليسوقوا لدوراتهم وكتبهم
عليك ان تحلل كالمهم جيدا:
*إذا كان يخاطب العواطف واالحاسيس دائما (بعض األحيان يمكن مخاطبة
العواطف واالحاسيس من غير مبالغة) وال يخاطب العقل النقدي والتحليلي
الذي يخطط ويقوم بدراسة الجدوى ويبحث في أعماق ذاتك وفي أعماق
الواقع ليتفوق عليه ال ليستسلم امامه كما يفعل أكثر الناس في بيئتك.
*عليك أن تسمع جيدا تلك القصص التي يستعملونها ،عادة ما يركزون على
المرحلة األخيرة من رحلة النجاح مرحلة جني الثمار ،وال يكادون يذكرون
الرحلة الطويلة والتحديات التي ال مفر منها لمن يبتغي القمة وكيف واجهها
المبدعون.
*إذا كان المحفز ال يذكر الدراسات واالحصائيات والتجارب العملية الموثقة
والمصادر انما فقط هي معلومات عامة تصلح لكل شيء فالعم انه يعول
على جهلك.
*إذا كان المدرب يتكلم في كل التخصصات وغير متعمق لكنه يفتي في كل
المجاالت في الطب والفلسفة واإلدارة وعلم النفس وكل فروع النجاح
والحياة ،فاعلم أنك لن تستفيد كثيرا وأنك ستخرج ببعض المعلومات الثقافية
وليس المهارات والخبرات العملية التي تمكنك من اقتحام أي مجال ،عليك
أن تختار الخبراء وأصحاب التجارب والتخصص كي تستفيد في حياتك
العملية.
*إذا كان الكالم مبالغ فيه عن الشهادات واالوسمة التي حصل عليها بدال من
الحكمة التي يريد ايصالها فال تنخدع بسهولة ،وأن تبحث عن مصدرها
ومصداقيتها حتى ال توهم عقلك الباطن بأنك أمام عمالق وأن عليك أن تتقبل
كل ما يقوله.
*االعتماد على الكلمات الرنانة واستعمال السجع أهم عندهم من الوعي
والحكمة.
ما أود قوله هو أن النجاح السريع والسهل غير موجود على أرض الواقع،
وأن العظماء ال ينجحون بهده الطرق الساذجة والسطحية ،إنما يؤمنون
بأحالمهم ويمتلكون رؤية واضحة ويعملون طول الرحلة بجد واجتهاد،
ويسقطون مرات عديدة يتعلمون من فشلهم ثم يعاودون المحاولة إلى أن
يحققوا أحالمهم ،ورغم الطريق الشاق والطويل فإنهم يستمتعون ويواجهون
الملل والروتين ،في النهاية هم ال يؤمنون بالنجاحات السهلة والوهمية.
شعارهم " لو كانت سهلة وسريعة لحقق الجميع نجاحات عظيمة في وقت
قصير"
لماذا يفشل السلبيون والمتشائمون؟
إن إجابة هذا السؤال تكمن فيه ،ألن المتشائم عليه أن يفشل وأن النتيجة
الحتمية لألفكار السلبية هي الفشل واالكتاب والضعف والكسل واإلهمال،
فالمتشائم والسلبي ال يرى اطالقا فرصة للنجاح لذا ال يحاول وإذا حاول مرة
يستسلم بسرعة ،إنه ال يتجرأ على الحلم ووضع األهداف فما بالك بتطبيق
الخطة والعمل الجاد لتحقيقها ،إنه شخص مهزوم وثقته بنفسه مزعزعة.
المتشائم يرى نصف الكوب الفارغ ونصف الحقيقة المشوه ،فيقتنع أنه من
المستحيل أن ينجح أو يحقق األهداف لذا ال يتعلم وال يصقل مهاراته وال
يطور من نفسه بل يعتبر كل ذلك مضيعة للوقت وجهد مهدور ،والمتشائم
يمتلك قدرات إنسانية مثله مثل الناجحين منها ما هو ظاهر ومنها ما لم
يكتشف بعد ،لكن التفكير السلبي والعقلية المتشائمة ال تحث على استغالل
القدرات والرقي بها لكنها تدعو دائما للكسل والضعف.
فالسلبية والتشاؤم ال تساعد على بناء إنسان سوي ناضج ومسؤول يخطط
لحياته ويطمح لتحقيق أحالمه ،بل يترك االحداث تتالعب به كما تشاء.
لذا على من يريد أن يكون في زمرة الناجحين وأن يحقق أحالمه ،أن يبتعد
عن السلبية والتشاؤم والضعف والكسل وان ال يقترب من المتشائمين
المحبطين حتى ال يتأثر بهم أو أن يتجاهل اقوالهم تماما حتى إذا كانوا
يدعون أنهم واقعيون فهم غير ذلك.
فال يمكنك أن تشارك أحالمك مع من ال يمكنه أن يحلم أو من ال يمتلك
الخيال الواسع والغايات النبيلة.
عليك أن تبحث عن أصحاب الهمم العالية والنفوس القوية ممن يمتلكون
أحالما عظيمة وخططا مفصلة لتحقيقها ،يقاتلون من أجلها ،أولئك الخبراء
الذين يعتمدون اإليجابية منهجا للحياة واألمل رفيقا للمستقبل ألنهم سيدفعونك
نحو األعلى وستتعلم كيف تقتنص الفرص وتواجه الصعوبات وتتفوق على
الواقع الذي يحتج به المتشائمون.
المتشائم والسلبي هو شخص جاحد للحقيقة ،عدو لألمل ،قاتل للموهبة
ومشجع للكسل والضعف لذا كتب عليه الفشل.
خرافات حول النجاح
تنتشر خرافات كثيرة حول النجاح ،سواء تلك التي يبالغ فيها أصحابها أو
يهولون ويجعلون النجاح متاح للجميع وسهل ،أو تلك الخرافات التي تنتشر
وتؤكد أن النجاح مستحيل وأنه يجب أن تتوفر ظروف مالئمة ومساعدة
وتسهل على اإلنسان الحصول على ما يريد من دون أن يذكروا لنا اإلرادة
واختيار اإلنسان والمسؤولية ،في هذا الجزء سنتطرق ألهم الخرافات
ونتعرف على مدى صدقيتها وحقيقتها.
النجاح سهل :هذه الخرافة منتشرة كثيرا في أوساط الشباب المتحمس
والعاطفي يتكفل مدربو التنمية الذاتية بالترويج لها ،وترتكز على التشويق
والتحفيز الزائد ،يعتقدون أن النجاح سهل جدا وأنه متاح للجميع ،لكن هذه
النظرة السطحية للنجاح غير منطقية ومنافية لقوانين النجاح وتحمل
المسؤولية ،هي نظرة تشجع على الكسل بدال من التحفيز على العمل وتحمل
المسؤولية والتعلم واالنضباط وعدم االستسالم ،ألن الحقيقة البائنة لجميع
الناجحين أن النجاح يتطلب التضحيات واالحتكاك بالخبراء وعدم إضاعة
األوقات في الكالم النظري واالنتقال إلى أرض الواقع ومواجهة الصعوبات،
فكل ذلك ليس سهال على اإلطالق إنما هو بسيط أي أن تعمل وتتعلم وتتبع
قوانين النجاح وقانون السببية حتى تحقق النجاح ،لكنه ليس مستحيال إنما هو
طريق يحتاج منا المعلومات والمعرفة لما سنقابله طوال الرحلة واالستعداد
والمشي خطوة بخطوة.
النجاح السريع :لقد تطرقنا سابقا لهذه الخرافة وأثبتنا أن النجاح رحلة وليس
محطة واحدة تحقق من خاللها أحالم الناس ،مع ذلك فالنجاح يختلف من
حيث طول الرحلة من شخص آلخر ومن مجال آلخر ،لكنه لن يكون سريعا
كما يتصور الناس ،ألن التجارب والمنطق يخبران بأن الناجحين جميعا قد
تدرجوا في مراتب الحياة وتحقيق األحالم ولم يحصلوا على االزدهار
والوفرة والعلم والمكانة من صفقة واحدة أو من عرض واحد على خشبة
المسرح أو من مباراة واحدة على ملعب الحياة االحترافي ،إنما
باالستمرارية والتطور والتدرج على سلم النجاح.
النجاح الكبير والضخم :المشكلة في ظاهرة النجاح الضخم والكبير
واالعتماد على الحجم والكم بدال من الكيف والنوع أنها عالمية ،حيث أصبح
النجاح يقاس بحجم المنزل وسعر السيارة وعدد المعجبين والمتابعين على
االنستاغرام وغيرها.
والنجاح الكمي ال شك جزء مهم من اللعبة الجميلة للنجاح لكن أن نجعله
المقياس الوحيد للنجاح من دون النظر للنوعية وللمنفعة العامة والخدمة
وعدم التعدي على االخرين ونشر للرذيلة ،لهو مقياس أعرج غير عقالني.
ألن النوعية والكيفية والمنفعة أهم في كثير من األحيان من الكمية حتى لو
كان المجتمع ال يعترف بذلك ،فالشاب الذي ينشر التفاهة والسفسطة على
اليوتيوب أو الشابة التي تنشر صورها المغرية على المراهقين عقليا ويتبعها
الماليين من المعوقين ذهنيا أو المحرومين عاطفيا ال يمكن أن يقال عنهما
ناجحين بالمقارنة بالطبيب الذي يسهر على خدمة المرضى في اقصى
مستشفى في البلد بغض النظر عن متابعيه عبر مواقع التواصل االجتماعي،
ألن القيمة والخدمة الجليلة التي يقدمها أكثر نفعا مما يقدمه بعض من
يسميهم االعالم بالمؤثرين!
ضف إلى ذلك أن النجاح ليس فقط الضخامة والبريستيج ،فقد ينجح االنسان
في بناء أسرة سعيدة وهذا ال شك أنه نجاح باهر في نظر العقالء لكنه من
حيث الكمية والضخامة ليس كذلك .كما أن مواجهة الصعوبات والخروج
منها بعقلية وشخصية قوية لهو نجاح مهم رغم ذلك ال يمكن أن يراه الكثير
ممن يعتنقون فكرة الكمية في النجاح ،لذا فالنجاح ال يشترط أن يكون ضخما
من حيث الكمية والعدد فقط بل يجب أن يكون عظيما من حيث النوعية
والمنفعة.
النجاح ضربة حظ :خرافة يستعملها الفاشلون ويلجؤون إليها حتى تكون لهم
عذرا حيث يخبرون الجميع أن النجاح والناجحين قد حققوا أحالمهم عن
طريق الحظ أو قد هيأت لهم الحياة الظروف المناسبة للوصول للقمة ،لكن
الحقيقة أن كالمهم غير واقعي وال يمثل الحقيقة في شيء حيث أن الناجحين
هم أشخاص أمنوا بأنفسهم وراحوا يخططون ويقاتلون من أجل تحقيق
أهدافهم ،فالشاب الذي دخل كلية الطب قد كان يسهر لساعات طويلة
ويستيقظ قبل الفجر ،أما رجل االعمال الناجح فقد كان منهمكا في التخطيط
واالحتكاك بالخبراء في مجاله وتعلم المحاسبة وإدارة المال والقيادة ،في
حين كان المهندس والمحامي والرياضي المحترف وغيرهم من الناجحين
منكبون على الرياضيات والقانون وقراءة الكتب وترجمة األعمال المهمة
وتمارين الضغط والركض وغيرها من التضحيات واالستعداد القتناص
الفرص حتى يحققوا أحالمهم ،عكس أصحاب نظرية الحظ الذين اختاروا
الشكاوى ولوم الظروف والتعليق السلبي على الناجحين.
النجاح لألذكياء فقط :هذه الخرافة مردود عليها وغير مقنعة ،ألن الذكاء
لدى كثير من الناس ينحصر في نوعين اثنين هما الذكاء الرياضي
الحسابي(المنطقي) والذكاء اللغوي ،في حين أن الذكاء يحتوي على عدة
أنواع منها الذكاء العاطفي(الشخصي) ،والموسيقي والجسمي واالجتماعي
والبصري الفراغي والوجودي .باإلضافة إلى أن مجاالت الحياة والنجاح ال
تحتاج كلها للذكاء الحسابي أو اللغوي ،فالرياضي المحترف أو البطل
األولمبي مثال ال يحتاج أن يتقن الرياضيات وفيزياء الكم كما ال يحتاج لغة
قوية كي يحقق أهدافه لكنه يحتاج الى ذكاء جسماني حركي عالي.
النجاح في بيئة متطورة فقط :يعتبر الناس هذه الخرافة أكثر واقعية لكنها
مخالفة للحقيقة وهي واقعية سلبية تنقص من قيمة االنسان وقدرته على
المواجهة وجعل الواقع والبيئة في خدمته ،فالنجاح يمكن أن يحصل في بيئة
مساعدة ومتطورة كما يحصل في بيئة متخلفة وغير مساعدة بل وأحيانا
تكون عقبة أمام الناجحين .فالنجاح في بيئة متخلفة موجود واألمثلة على ذلك
ال حصر لها في عالم الرياضة والسياسة والفن والمال فيكفي أن تدرس حياة
هوندا وجاك ما ومالك بن نبي وبدايات كريستيانو رونالدو ومحترفو كرة
القدم البرازيليين وغيرهم ممن حققوا نجاحات باهرة في مجاالتهم حتى
تتعرف على البيئة التي انطلقوا منها وكيف بدأت قصصهم.
في المقابل فان السويد وسنغافورة واليابان وغيرها من الدول التي توفر بيئة
مساعدة للنجاح أو على األقل كافية لتحقيق مستوى مرموق من الحياة
الكريمة ،هذه البيئة لم تشفع لماليين الناس الذين يعانون الفشل واإلحباط
وغارقون في الديون وعدم تحقيق الذات بل والتشرد والسبب أنهم هم من لم
يطبقوا قوانين النجاح ولم يستمروا في القتال من أجل أهدافهم أو لم يكن
لديهم أصال أهداف يعيشون من أجلها واعتنقوا عقلية التهور واالستسالم
والضعف والكسل وليس بيئتهم المتطورة السبب في ذلك ،فهذه البيئة تساعد
الفرد على تحقيق ذاته على األقل إذا قارناها بغيرها من الدول.
فالمحيط والبيئة المتطورة تساعد الناجحين وتسهل لهم بعض الصعوبات
وتجعل تكلفة النجاح أقل وتزيد من سرعته أما البيئة المتخلفة فتزيد من
طول الطريق ومن تكلفة النجاح بالنسبة للناجحين أو تزيد من صالبتهم ،في
حين أن الفاشل الضعيف ال يستفيد من كلتا البيئتين ألنه قد اختار الطريق
الخطأ من البداية.
عليك أن تكون موهوبا حتى تنجح :خرافة تستعمل من جملة األعذار التي
يعشقها الفاشلون وأقل ما يقال عنها أنها غير دقيقة وليس حقيقية ،حيث أن
كثير من الموهوبين قد ضاعت مواهبهم ألنهم لم يقوموا بصقلها وتحويلها
الى مهارات عالية الجودة ،كما أن كثير من الناجحين لم يكونوا من أصحاب
المواهب العالية إنما كان التعلم والتدريب واالستمرارية واكتساب المعرفة
والمهارة هو طريقهم نحو القمة ،فالموهبة مهمة ومساعدة حيث تجعل
طريق النجاح أسرع وأقصر وأكثر متعة بالمقارنة بمن ال يملكون الموهبة،
لكنها ليس شرطا كافيا للنجاح .فالمهارة والعمل الجاد هو من يجعل النجاح
حقيقة واألمثلة كثيرة على ذلك فقد قيل ان فورد لم يكن ذكي وال موهوب
لكن شخصيته وحبه للتعلم واحتكاكه بالخبراء والموهوبين من جعله ينجح
وكذلك بيل غيتس الذي رسب في االمتحانات ثم أسس شركته وجلب
اصدقاءه االذكياء للعمل في شركته وأبطال الكونغ فو في الصين وكبار
رجال األعمال وغيرهم.
العمر والنجاح :يحاول كثير من الناس ربط النجاح بالعمر ،حيث يحتقر
بعض الناس صغار السن ويعتقدون أن كل مجاالت النجاح تحتاج لخبرات
الحياة وعمر طويل ،لكن الحقيقة والواقع يبين لنا أن هناك شباب في سن
الزهور حققوا احالمهم من غير الحاجة لخبرات حياة طويلة ،الن خبرات
الحياة متفرقة على مجاالت عديدة ومشتتة لكن نجاح الصغار يعتمد على
تركيزهم على مجال واحد وقضاء ساعات طويلة في التدريب والتعلم
باإلضافة الى ذلك مساعدة االهل لهم وعدم وجود مسؤوليات لديهم كل ذلك
يسهل ويساعد األطفال على تحقيق إنجازات معتبرة بل وهائلة ،فمنهم رائد
األعمال الصغير كوري نيفر ورائدة االعمال الصغيرة ميكايال أولمر
صاحبة فكرة عصير الليمون بالعسل ،والشباب المسلمين الذين اتموا حفظ
القران وتالوته والقراءات المختلفة في سن مبكرة جدا وغيرهم الكثير.
على النقيض من ذلك يستسلم كثير من الناس لمجرد تخطي سن معين (35
سنة أو 40سنة في الغالب) ،حيث يعتقدون أن النجاح يجب أن يحصل
عندما نكون شبابا ونمتلك حماس وطاقة عالية وهذه خرافة أخرى فالحماس
وحده غير كافي بل يحتاج للحكمة والخبرة في كثير من األحيان كما أن
العمر ليس عائقا أمام الحماس والطموح ،فالحقيقة أن كثير ممن حققوا
نجاحات هائلة قد تخطوا األربعين والخمسين والستين من عمرهم مثل
كنتاكي ورجل االعمال دونالد فيشر والروائي فرانك مالكوت صاحب رواية
رماد المالئكة وغيرهم الكثير.
الخرافات دائما ما يكون مبالغ فيها ،فهي منافية للمنطق والحقيقة لذا ال
تستسلم أمامها وال تركن لمن جعلها عنوانا لحياته.
القسم الثاني :الطريق نحو القمة
(رحلة النجاح الطويلة)
لقد ذكرنا بأن النجاح رحلة تحتوي على الفرص والمتعة وبعض الصعوبات
واالنتكاسات ،وقد حاول المفكرون والمبدعون والناجحون في مجاالت
مختلفة وضع الشروط التي ساعدتهم على الوصول الى القمة.
فأتفق الجميع على كثير من الشروط واألسرار ثم راح كل واحد منهم
يضيف بصمته الخاصة التي يرى انها ساعدته في مسيرته وفي مجاله.
هذه الشروط قد يطلق عليها أسماء مختلفة لكن المعنى واحد ،ومنها:
علم النجاح ،فن النجاح ،اسرار النجاح ،مفاتيح النجاح وغيرها من
المسميات المختلفة التي يستعملها الفنانون والقادة والرياضيون والكتاب
والمدربون ،وكي أكون صريحا لست أوافق على بعض المسميات ألنها غير
دقيقة من الناحية العلمية وال العملية (رغم أنها معبرة في بعض األحيان)
والتي يستعملها أصحابها للتسويق والتشويق وجلب االنتباه.
اإليمان بالقدرات
هو تلك المعرفة العميقة بالنفس والذات الحقيقية لإلنسان ،واإليمان بالموهبة
والجوهر الذي يملكه الشخص تحت كتلة الطين ،ثم االيمان بقدرته على
استخراج هذه اإلمكانات وصقلها حتى تصبح معرفة ومهارات وخبرات
تدفعه نحو اإلنجاز والتقدم نحو القمة.
هذا الشرط ليس واجبا فقط بل هو عماد النجاح ،فبدون االيمان بالقدرات
والثقة بالنفس لن يتقدم االنسان خطوة واحدة الى األمام ،فالناجحون جميعا
يؤمنون بقدراتهم وإمكانياتهم ويمتلكون ثقة عالية بأنفسهم لذا تراهم يواجهون
الواقع والسلبية المنتشرة في المجتمع ،يقاتلون بكل ما يملكون من قوة حتى
يعتقد الناس انهم متهورون أحيانا .يتخذون قرارات جريئة ويمتلكون شجاعة
كبيرة تؤهلهم وتجعل منهم مقاتلين من أجل النجاح كل ذلك ألنهم يثقون في
أنفسهم وقدراتهم .فالشجاعة التي يمتلكونها مصدرها الثقة وااليمان بالنفس.
والناجحون دائما ما يشعرون بالقيمة وبالتقدير الذاتي أمام أنفسهم وأمام
االخرين ،فهم متحكمون في عواطفهم وأفكارهم وسلوكياتهم وانفعاالتهم،
يؤمنون بأن النعم والجواهر النفسية والعقلية والجسدية والروحية التي
يمتلكونها سوف تؤدي بهم الى القمة وهي بالضرورة كافية لدفهم نحو
احالمهم.
أما الفاشلون فال يؤمنون بقدراتهم وال يثقون بأنفسهم ،لذا تراهم كسالى
ضعفاء أمام الحياة ،يعتقدون أنهم أقل حكمة وذكاء من االخرين ،يعتبرون
الواقع جحيم ال يطاق ،منهجهم في الحياة االستسالم واالنتماء لفريق السلبيين
الذين يؤمنون بأنهم غير جديرين بالتفوق وأنهم ال يمتلكون القدرات
واإلمكانات لفعل ذلك.
والواثق من نفسه قادر على الخيال ووضع خطط وأهداف كبيرة بالمقارنة
مع االخرين ،كما أنه قادر على مواجهة أولئك الذين يخافون من الحلم
والطموح ،ألنه يعلم أنهم غير قادرين على معرفة ما يمنكه من إمكانيات.
لذا فإن اهتماماته دائما منصبة على اكتشاف قدراته واستخراجها حين
يضحك االخرون عليه .واالمثلة على االيمان بالقدرات والثقة بالنفس كثيرة
في تاريخ البشرية .المالكم األمريكي محمد علي كالي كان حتى إذا خسر ال
تتزعزع ثقته بنفسه وقدراته على الفوز والتربع على عرش المالكمة.
أما فورد فرغم الخسائر والفشل لعدة مرات فقد كان واثق بأن سيارته
ستجوب العالم يوما.
وكذا هوندا هذا المهندس الذي كانت الحياة والظروف ترسل له في كل مرة
ما يحطمه وحلمه لكنه كان واثق جدا من أن أفكاره وقدراته ستنتصر في
آخر المطاف.
عليك أن تكون مؤمنا بقدراتك لحد اليقين وأن تكون ثقتك في نفسك عالية
لذلك الحد الذي ال يتأثر بالفشل وال بالصعوبات عندها سيكون النجاح
حليفك طال الزمن أو قصر .ولنكون صرحاء إننا فعال نمتلك قدرات كامنة
تؤهلنا الن نكون سعداء ومحترفون وأغنياء وعلماء وغيرها من النجاحات
التي نريد أن نحققها.
ما عليك إال اكتشاف قدراتك العقلية وستكون مذهوال منها ،أو تلك القدرات
واإلمكانات النفسية والروحية التي يمكن أن تطورها لتواجه مصاعب الدنيا
بكل قوة ،أو عظمة النعم الجسدية التي يمكنك أن تسمو وترفع من فعاليتها
وقدرتها على اإلنجاز ،أنت تملك قدرات جليلة فال تفرط فيها ،وال تجعل
نفسك مرتعا للكسل والضعف والهوان.
إن من خلق الحياة وجمالها وفرصها وصعوباتها ومشقاتها هو من خلقك،
فمن العدل أن يخلق لك قدرات وإمكانات تساعدك على اقتناص الفرص
ومواجهة الصعوبات .لذا ثق فيه وأعلم انه وضع جوهرا وقوة بداخلك
وعليك أن تكتشف بنفسك ذلك.
الرغبة المشتعلة
الرغبة المشتعلة في تحقيق االحالم هي إحدى الشروط التي يجب توفرها في
رحلة النجاح ،والرغبة ليس أمنية عابرة يتمناها الشخص ثم تتالشى ،لكنها
التصميم الواعي على تحقيق ما يريده ،إنها قرار جازم مفاده القتال من أجل
تحقيق األحالم.
فتأتي الفكرة في المقام األول ثم اإلرادة حيث يبدأ التخطيط والفعل والتطبيق
على أرض الواقع ،أما الرغبة المشتعلة فيجب أن تكون موجودة في جميع
الحالت ألنها هي الدافع على التفكير والطموح وعلى الفعل كذلك .فهي
مستوى من الطاقة والقوة الجبارة التي مصدرها الشخص نفسه.
هي تلك التي تدفع الطالب للسهر والقراءة والبحث المتواصل ،هي نفسها من
تدفع محترف كرة السلة للتمرن والتكرار وتحفزه على ارسال الكرة
عشرات المرات كل يوم بغض النظر عن إصابة الهدف ،وهي تلك الطاقة
التي تدفع رائد االعمال ورجل المبيعات كل يوم لتقييم يومه الشاق
ومعامالته الصعبة ،وهي التي ترفع من نسبة االدرينالين لإلنسان عندما
يكون في حالة خطر فيقفز قفزة خيالية هربا أو تصبح قوته أضعاف ما كان
يمتلك في الحاالت العادية بعشرات المرات ،وهذه الرغبة هي أعلى
الرغبات على االطالق وتسمى رغبة البقاء.
ولكي تنجح عليك أن تكون صاحب رغبة مشتعلة تفوق كل المخاوف
والصعوبات والمشتتات ،عليك أن تمتلك رغبة طاغية على جميع فروع
الحياة ،عليها ان تكون قائدة لتصرفاتك وعواطفك وافكارك ،دعها ترتقي
تشتعل حتى تمكنك من المواجهة وعدم االستالم ،إنك إن امتلكتها لن يستطيع
أحد ايقافك.
دعني أستفزك:
هل تمتلك الحماس الكامل والرغبة الكافية الذين يدفعانك للعمل الجاد حتى
تصبح رياضيا محترفا؟
هل الرغبة في ان تصبح رائد أعمال أكبر بكثير من المخاوف على الوظيفة
واألمان الذي تحصل عليه في منطقة الراحة؟
هل الحماس والدافع الذين تملكهما كافيان بأن يجعال منك كاتبا متألقا ،وباحثا
متمرسا؟
مهما كان الهدف والحلم ،عليك أن تتسلح بالدافع القوي من الداخل
والرغبة المشتعلة للوصول ،فالرغبة في النجاح في االمتحان والرغبة في
االستقالل المالي والتمتع بالحرية المالية والرغبة في تغيير حاضر ومستقبل
االنسان والرغبة في حصد األلقاب هي الوقود الحقيقي لألبطال والناجحين.
عندما تكون الرغبة في النجاح كالرغبة في التنفس عندها ستنجح.
أما من اختاروا العيش العادي بدال من رحلة النجاح ،فيمتلكون امنيات لكنها
غير مدعمة بالحماس الكافي والرغبة المشتعلة التي تجعلهم مقاتلين من اجل
تحقيقها .إنهم ال يمتلكون الدافع القوي الذي يدفعهم نحو العمل وبدل الجهد
والتعلم واالنضباط الذي ينقلهم نحو القمة.
تحمل المسؤولية
إذا كنت ال تعرف الى أين تذهب فكل الطرق تؤدي بك الى ال شيء ،هذه
المقولة عليك أن تجعلها مادة من مواد دستور حياتك إن كنت تريد النجاح.
فالناجحون يؤمنون بها تماما ،حيث يعتبرون الرؤية الواضحة واالهداف
المحددة بدقة إحدى أهم مقومات النجاح.
فالهدف من الحياة هو أن تعيش لهدف ،واألشخاص الذين يخططون جيدا
ألهدافهم الصغيرة والكبيرة ،والذين يمتلكون خططا مفصلة لكيفية قضاء
اليوم واالسبوع والشهر والسنة هم أصحاب اإلنجازات الكبيرة .إنهم يقسمون
أهدافهم الى أهداف صغيرة ومتوسطة وطويلة األجل حتى يتمكنوا من التقدم
بخطوات ثابتة نحو الرؤية والهدف األسمى .أهدافهم مكتوبة بدقة ال يتركون
مجاال للفوضى والعشوائية في حياتهم ،يستغلون كل لحظة في العمل وليس
في البحث عن شيء يجب فعله مثل االخرين.
هذه الخطة المفصلة لألهداف تجعلهم متحكمين في حياتهم وسلوكياتهم،
فتدفعهم اإلنجازات الصغيرة نحو األعلى وتزيد من رغبتهم وحماسهم خالل
رحلتهم نحو ذواتهم ونحو حلمهم .إنهم يعلمون جيدا أين يضعون أقدامهم
التالية وكيف يضعونها ومتى ولماذا ؟!
فالرؤية والهدف النهائي يقسم الى أهداف صغيرة تحقق على مر األسابيع
والشهور والسنوات ،هذه األهداف الصغيرة هي بالضرورة تخدم الحلم
والطموح الكبير .لكنها لن تكون بتلك الصعوبة التي نتصورها حين نتكلم
عن األهداف الضخمة.
فالموظف الذي يريد أن يصبح رائد أعمال ويتمتع باالستقالل المالي ،ال
يترك الوظيفة بطريقة غير مدروسة بل يبدأ أوال برفع الراتب وزيادة
االدخار ،ثم يتعلم كيفية استثمار المال المدخر وعندما يصبح الدخل الذي
يحصل عليه من االستثمار يغطي التكاليف ويدخر منه ،عندها يتفرغ للعمل
الخاص ويستمتع بالحرية المالية بل ويطور عمله ليصبح رجل اعمال ناجح
ويستفيد منه المجتمع .تقسيم الحلم الى أهداف صغيرة يزيد من احتمالية
تحقيقه ويزيد من الدافع والحافز الذين يدفعان الشخص للعمل ،فال يمكن أن
يحدد الموظف تحصيل مليون دوالر بعد 6شهر فيصبح الهدف بال معنى
وغير واقعي وغير قابل للتحقيق ،لكن ان يحدد 5سنوات للحصول على
مليون دوالر لموظف يتقن االدخار واالستثمار سيصبح الهدف قابل
للتحقيق.
أما الطالب الذي يطمح أن يكون طبيبا او مهندسا أو كاتبا ناجحا عليه أن
يمتلك رؤية واضحة لتحقيق ذلك ،أن يجتهد في الثانوية وأن يحصل على
معدل عالي ويتعرف على ما يحتاج وما يجب فعله حتى يتمكن من النجاح
ومن التواجد في القمة.
ولكي تكون األهداف حقيقية وليس أمنيات غير مدروسة يجب اتباع طريقة
: SMART
: Specific
أي أن تكون األهداف محددة بدقة وليس أهدافا عامة ،عليك أن تحدد
الوظيفة التي تريدها او الشخصية التي تريد ان تمتلكها او المبلغ المالي الذي
تريد الوصول اليه ،او الميدالية التي تريد تحقيقها حتى تتمكن من إيجاد
الطرق والوسائل التي تساعدك في رحلتك
: Measurable
أي أن تكون األهداف قابلة للقياس
:Attainable
أي أن تكون صعبة ولكن قابلة للتحقيق ،فال يمكن أن نضع أحالم خيالية
تخالف طبيعة االنسان وقوانين الكون ،أن تصبح مليونير أو صحفي متميز
أو عالم أو بطل أولمبي فكل هذه األهداف قابلة للتحقيق ،أما االحالم الوردية
التي تخالف الطبيعة فال تعتبر أهدافا في األصل بل تخيالت.
: Relevant
وتعني أن تكون األهداف ذات صلة بحياتك.
: Time-based
أن تكون األهداف مرتبطة بتوقيت نهائي ،فال يمكن أن تقول سأكون كاتبا أو
سأصبح العب كرة قدم محترف ،عليك أن تحدد متى ستحقق هذا الهدف.
هذه الطريقة يمكنها أن تساعدك وتجعل اهدافك أكثر وضوحا ودافعية.
ويضيف بعض الكتاب للكلمة عرفين حتى تصبح أكثر تعبيرا عن اإلنجاز.
SMARTER
: Eenthusiatically
أي أن تكون اهداف حماسية ال أهداف عادية تتحقق لمجرد أن يضحي
االنسان بعض التضحيات التي تعتبر في متناوله ،بل يجب ان تكون أهداف
فيها بعض التحديات تدفع االنسان للبحث والتضحية والتطور في كل خطوة
من خطوات رحلته.
: Reward
أن تكون هذه األهداف في حد ذاتها جائزة حيث تزيد من التقدير الذاتي
والثقة بالنفس وتحقق السعادة والرضى عن الذات.
هذه الطريقة الجادة في التعامل مع أحالمنا وأهدافنا تعتبر أكبر محفز لنا
للعمل واالجتهاد والتركيز على ما نريد تحقيقه والبعد عن تضييع الوقت
والطاقة والجهد ،ألن كتابة األهداف ووضع خطة ومنهجية لتحقيقها يبعدنا
عن التشتيت والتسويف وبالتالي يزيد من احتمالية تحقيقها .لذا على من
يطمح للوصول الى القمة أن يحرص على وضع أهداف محددة ورؤية
واضحة تدفعه نحو العمل واالجتهاد وأن يجعل لحياته قيمة ،بدال من اتباع
االحداث والفوضى والعشوائية.
الحلم والخيال الواسع
هذا الشرط يعتبره كثير من الكتاب والمبدعين أهم شرط من شروط النجاح،
ألنه يعتبر األكثر صعوبة وإنتاجية ،فيمكن ألي إنسان أن يحلم ويطمح
ويخطط ويتخصص في مجال معين لكن أن يستمر ويلتزم بفعل عادات
وسلوكيات يومية لمدة زمنية طويلة وسط الصعوبات والملل لهو حقا شيء
صعب .لذلك يؤكد أصحاب القمم أن تقسم الرؤية والهدف الكبير الى أهداف
صغيرة وعادات يومية يمارسها الشخص ويتقدم من خاللها نحو اإلنجاز
الكبير.
فالروتين والتكرار الذي يقرب الشخص خطوة كل يوم نحو هدفه األسمى
يعتبر دافعا ومحفزا بل وممتعا للناجحين ألنهم يؤمنون بأن القمة تقترب
منهم كلما أحرزوا إنجازا صغيرا وهدفا أقل تحديا ،لكن الفاشلون يعتبرون
التحدي الصغير واالهداف الصغيرة مملة وال تقربهم ألي شيء فال
ينضبطون وال يلتزمون بخطة وال يحبون الرحلة أنما هم مستعجلون
متسرعون يبحثون عن اإلنجاز الباهر السريع.
فاالنضباط وااللتزام بالخطة واالستمرار في العمل هي وقود النجاحات
الصغيرة التي تحقق في فترات قصيرة وتحتوي على تحديات صغيرة يوميا،
أما اإلنجاز الكبير فما هو إال تراكمات لالنضباط والعادات اليومية
واألسبوعية والشهرية التي يبنيها االنسان .كما أن الحالة الكارثية التي
يعيشها الفاشلون والضعفاء الكسالى هي عبارة عن تراكمات للعادات القبيحة
والسيئة التي تبنوها ومشوا عليها لمدة طويلة.
فالرياضي المحترف قد بدأ كهاوي ومع التدريب المستمر واالنضباط
اليومي كان يتقدم خطوة بخطوة نحو االحتراف ،وكذا العالم والخبير فقد
كانت بدايتهم كمتعلمين صغار ال يفقهون في مجاالتهم إال القليل ،لكنهم
استمروا في االستثمار في عقولهم وأنفسهم ،لقد اكتسبوا عادة المطالعة
والبحث لمدة 20دقيقة يوميا ثم زاد التحدي مع مرور األسابيع حتى أصبحت
الدقائق ساعات.
في المقابل ذلك الذي أدمن المخدرات ،لم يكن مدمنا في البداية لقد بدأ
بسيجارة واحدة من باب الفضول ومع األسف تعود على ذلك حتى أصبح
النيكوتين والهيروين جزء من حياته وحلت الكارثة.
هل انتهى االمر بالنسبة له ولم يعد هناك أمل في تغيير هذه العادات
السيئة؟
من يخبرك بأن االمر مستحيل وان اإلدمان ال عالج له وأن العادات السيئة
ال يمكن تغييرها فهو غافل عن القوة التي بداخله وداخلك ،ال توجد عادة
سيئة ال نقدر على التخلص منها واستبدالها بأخرى راقية ومفيدة.
فمن يريد فعال ان يتوقف عن التدخين فلن يقف أمامه أحدا إال إذا كانت
إرادته ضعيفة ونفسيته هشة ولم يتخذ األسباب التي تبعده عن التدخين
واالدمان .عليه أن يبتعد عن مصدر العادة من بيئة واشخاص ومسبباتها ،ثم
يبحث عن عادة جيدة تحل محلها ومناخ مساعد ومحفز على بناء عادة جديدة
وان يتصل بخبراء يساعدونه على تخطي محنته كل ذلك يتطلب إرادة
حقيقية تدفعه للبحث عن الحلول.
فاالنضباط ينتج عنه استغالل الوقت واالقتراب نحو الهدف النهائي بخطوات
ثابتة وزيادة الثقة بالنفس كلما حققنا انجاز صغير وتخطينا عقبات وتحديات
أعلى في كل مرة ،ويساعد على بناء شخصية قوية تتحمل المسؤولية .كما
يمكنه ان يزيد من المعرفة والتعلم واكتساب عادة االدخار واالستثمار
والكثير من الفوائد التي يجنيها كل من يرغب في الوصول للقمة في أي
مجال .فإنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم.
التعلم المستمر
الشجاعة والجرأة تعني المواجهة وعدم االستسالم ،هي صفة نبيلة تدفع
االنسان نحو العمل وتجعل الخوف رفيقا له في رحلته ،فالجرأة على اقتحام
الحياة هي صفة األقوياء الذين يخططون ثم يقررون العمل بكل جسارة
والشجاعة هي أن يضع الشخص كل أفكاره على أرض الواضع رغم
مخاوفه.
يتميز الناجحون بالجرأة والشجاعة في التعبير عن أفكارهم التي يعتبرها
المجتمع مجنونة ،يمتلكون الشجاعة ليتعرفوا على المصاعب والتحديات ثم
الجرأة على اتخاد القرارات الصعبة لمواجهتها ،هذه القرارات تعتبر
مخاطرة في نظر كثير من الناس إال أنها مخاطرة محسوبة ومخطط لها
جيدا ،ذلك القرار الذي اتخذه رجل األعمال روبرت كيوساكي حين ترك
وظيفته التي تدر عليه دخال معتبرا ودخل عالم البزنس ،أو تلك المخاطرة
التي يدخلها رجل السياسة لخوض تجربة االنتخابات أمام مرشحين أقوياء،
أو ذلك القرار الجريء الذي اتخذه صديقك حين قدم االستقالة وسافر لدولة
أخرى وغير حياته بالكامل.
والشجاعة التي أحدثك عنها ال تعني التهور وعدم التخطيط بل تعني مواجهة
المخاوف الوهمية التي تدور في عقلك أو في بيئتك ،وهي بالضرورة تعتمد
على استشراق المستقبل ودراسة الحاضر واالستفادة من الماضي لكنها ال
تركن للواقع المرير بل تجعله في خدمتها وتغيره كلما سنحت لها الفرصة.
أما الفاشلون لألسف هم أشخاص ال يمتلكون الجرأة ودائما ما تكون
قراراتهم ضعيفة ،إنهم يسمعون الصوت الخائف الذي يأتيهم من داخلهم وال
يملكون الشجاعة التي تؤهلهم سماع الصوت الذي يحمل في طياته االمل
والقدرة على اإلنجاز ،فال يريدون تعلم الجديد وال يمتلكون إال عقلية مبدأ
األمان والمشي على الطريق المعتاد والسير بجانب األخرين حتى لو كان
ذلك ال يجلب لهم إنجازات كبيرة وال التقدير الذاتي ،فهم مقتنعون بالعيش في
منطقة الراحة.
والناس أنواع منهم من ال يحب أن يخرج من منطقة الراحة حيث يقوم بما
هو متعود عليه ويحصل على النتائج نفسها ،ال يطور من نفسه وال يستغل
قدراته ،ثقته بنفسه منخفضة وتقديره لذاته ليس عاليا.
والصنف الثاني متهور يضع كل ما يملك في سلة واحدة ،ال يعترف
بالخطر ،ال يخطط لما هو قادم ،غالبا ما يتجرع خسائر ونتائج عكس ما كان
يتصور تماما.
والصنف الثالث شجاع تخطى مرحلة الراحة واألمان الى مرحلة النمو
والتطور ،يتخذ قرارات جريئة ومحسوبة ،يخطط ويتقدم وينفذ خطته بكل
قوة وشجاعة ،يتراجع إذا كان هناك خطرا حقيقيا على حياته ،يصلح أخطاءه
باستمرار ،واعي بالمسؤولية وطموح ،يتحدى الواقع وال يعرف المستحيل.
هذا الصنف متوازن إيجابي ال يعترف بالخرافات والحدود الوهمية ،ال
يخاف من النقد والفشل ،يؤمن بأنه قادر على أن يحدث الفارق لذا هو
يتحدى السائد في المجتمع.
التفاؤل وااليجابية
يتطلب النجاح عقلية إيجابية حين تتعامل مع الحاضر والتفاؤل واالمل حين
تنظر للمستقبل ،فيتعامل الناجحون مع الفرص بكل إيجابية ويستفيدون منها
في حين يبحثون عن الوجه المشرق لكل محنة تمر بهم حتى يستغلوها
ويتعلموا أهم الدروس من خاللها .فإذا واجهتهم مشكلة ما يتقبلوا وجودها ثم
يتعاملون معها بعقلية المصلح ال بعقلية المهزوم والضحية ،فال يمكنها أن
تغير نظرتهم اإليجابية حول أنفسهم وحول الحياة لذا ينغمسون في البحث
عن الحل وكلهم أمل في الوصول اليه.
فالتفكير اإليجابي اليومي هو من يدفع االنسان العتناق التفاؤل واالمل
كدستور للحياة.
والن السلبية والتشاؤم ما هي اال ضعف وهوان وبعد عن الحقيقة فإن
المبدعون ال يستعملونها في حياتهم ،فهم يعلمون بأن الحقيقة الكاملة تخبرنا
وتقول لنا أننا نمتلك القدرة واإلمكانات على مواجهة أي مشكلة في الحياة.
سواء كان الواقع جميل يحتوي على الوفرة والفرص أو كان سيء يضم في
طياته المشاكل واألزمات فالمتشائم والسلبي ال يحقق نجاحات معتبرة بل
يعيش حياة القلق والحزن والضعف والشكاوى ألنه ال يرى إال جزء صغير
من الحقيقة .فإذا جاءته الفرص ضن أن بعدها كارثة وأنها تجلب المتاعب
والعمل المجهد وإذا واجهته المشكلة تحدث عنها وأعطاها أكثر من حجمها
وصرف عليها الطاقة والوقت حتى تفاقمت أو هكذا يضن.
أما من يسمون أنفسهم واقعيون فهم أقل ضعفا وضررا من السلبيين ،ألنهم
يحاولون التعامل مع جانبي الحقيقة ،لكنهم يتعاملون معها وكأنها هي
المتحكمة في حياتهم ،يتركون الواقع واالحداث تتصرف فيهم وترسم لهم
طريقهم في الفكر والعاطفة والسلوك ،لذا يحققون بعض النجاحات إذا واتتهم
الظروف ويستسلمون أو يتبعون االحداث الصعبة وكأنهم خلقوا ليطبقوا
قوانين البيئة ال ليخلقوا ألنفسهم قوانين تليق بهم.
أما اإليجابيون فيعلمون جيدا أن الواقع فيه الوفرة والفرص والجمال
فيستعدون لالستفادة القصوى منها ،وفيه الصعوبات واألزمات فيتعلمون
منها ويتصدون لها حتى يتغلبوا عليها ،ينشغلون في البحث عن الحلول بدال
من الكالم عن المشكلة .يعلمون أن المصائب ال تدوم أنهم قادرون على أن
يتعلموا ويستخلصوا الدروس في جميع أحوالهم.
فالبكاء والشكوى والنظر لنصف الكوب الفارغ ما هو إال طريق الضعفاء
وهو تذكرة تأخذ الشخص إلى مطار الفاشلين وأما ما تسمى بالواقعية
واالستسالم للبيئة والسائد وكالم العجزة والعاجزين الذين ال يمتلكون الجرأة
على الخيال ما هو إال طريق األشخاص العاديين الذي تخلوا عن طموحاتهم
وقدراتهم واختاروا العيش على مقاس االخرين.
عندما هاجر ارنولد شويزنيجر من النمسا إلى الواليات المتحدة األمريكية
كان حلمه أن يصبح ممثال في هوليود لكن هذا الحلم كاد أن يتبخر لوال تلك
الروح اإليجابية التي كان يمتلكها ،فقد واجه اعتراضا كبير عن اسمه
وجسمه ولكنته اإلنجليزية ،كل ذلك لم ينقص من تقديره الذاتي ونظرته
اإليجابية لهذه النعم بل قد نجح بسبب جسمه القوي ولكنته الخشنة ،لذا كان
يخبر الجميع بأن يكونوا ايجابيين حتى إذا رأى العالم عكس ذلك.
يقول الدكتور عدنان إبراهيم أن المبدعون والناجحون مهرة في استهالك
الكالم اإليجابي ،فهم دائما ما يرون المنحة داخل المحنة والوجه الحسن
المشرق من المشكلة وهم أكثر اقبال على الحياة.
فإذا أردت أن ترتقي سلم النجاح عليك أن تكون إيجابيا وأن تتقن استخراج
الكنوز من وسط الدمار والدروس من وسط اإلخفاقات وان تالحظ جيدا تلك
الهدية التي جاءت متخفية خلف األزمة ،لست أقول هذا الكالم لالستهالك
أو لدغدغة المشاعر لكنني أجزم أن كل مشكلة تواجهنا تحمل معها جانبا
مشرقا سواء أعرفنا كيف نستخرجه أم لم نعرف .فصفحات التاريخ تكاد
تنطق فرحا من تلك األمثلة التي تحتوي على جانب مشرق وسط الركام
والخراب.
في الحقيقة اإليجابية هي الحل األمثل للحياة وليس فقط لتحقيق نجاحات
عظيمة ،وأن السلبية وحتى الواقعية ما هي إال طمس للحقيقة وقتل لإلبداع
فلن يستفيد منها االنسان إال الضعف واالنكسار ،ولك أن تختار بين األمل
واإليجابية طريق القوة والحياة المفعمة النشيطة وبين التشاؤم والسلبية
طريق الظالم وظلم النفس والبعد عن الحقيقة.
الناجحون فاشلون
هل تعتقد أن العنوان صادم؟
لكنني أراه حقيقة في قاموس الناجحين ،ألنهم قبل أن يحققوا انجازاتهم وقبل
الوصول الى القمة كانت طريقهم تعج بالفشل واالخفاقات ،لست أعني أنهم
كانوا يخططون للفشل لكن أغلبهم قد مر بتجارب فاشلة كما يسميها
األخرون.
وأنظر لمعظم كبار السياسة والرياضة والعلم والفن والمال ستجد أنهم قد
تعثروا مرات عديدة في مسيرتهم ورحلتهم نحو أحالمهم ،لكن تعاملهم مع
الفشل يختلف تماما عن تعامل األخرين .فالفشل مدرسة يتعلمون منها
والمصاعب تزيد من قوتهم ومناعتهم ضد الكسل والضعف.
والقصص واألمثلة على ذلك كثيرة ،لقد فشل اديسون مرات عديدة قبل أن
يتوصل لالختراع العمالق "المصباح" ،وكذا مايكل جوردن عمالق كرة
السلة األمريكي لقد كان يصوب الكرة مئات المرات ويفشل لكنه مع التدريب
والمواظبة على التمرين أصبح مايكل جردن البطل الن الفشل كان يمثل
دروس تعليمية.
أما جاك ما رجل األعمال الصيني فقد فشل في كل شيء تقريبا حتى كان
يقول عن نفسه أنا في المرتبة األولى عالميا من حيث الفشل ،ثم يبدأ سرد
رحلته مع الفشل حيث كان الوحيد من الذين تقدموا وفشلوا في الحصول
على وظيفة في سلك الشرطة الصينية وفشل في دخول جامعة هارفرد بعد
10محاوالت ولكنه لم يشتكي ولم ييأس وراح يدرس أسباب الفشل ويطور
من نفسه ويبحث عن ذاته وعن فرص أخرى إلى أن دخل عالم التسويق
اإلليكتروني وأسس علي بابا وأصبح على قائمة أغنى رجال الصين.
ما أود قوله إن الفشل جزء من الرحلة وأن الناجحون قد فشلوا وال يزالون
يفشلون حتى يحققوا أحالمهم لكنهم ال يستسلموا كما األخرين ،بل إن
رغبتهم في النجاح أكبر بكثير من الخوف من الفشل ومن األعذار ،بل إنهم
يعتبرون الفشل معلما لهم ومؤسسة تقدم الدروس مجانا لم يريد.
لذا إذا كنت قد فشلت فال تستسلم ولكن تعلم من فشلك وأستخلص الدروس
القيمة التي تتكفل اإلخفاقات تقديمها لك .ثم أدرس أسباب الفشل وحاول أن
تصلح األخطاء حتى تتمكن من التقدم نحو أحالمك.
عليك أن تفصل بين أخطاءك وإخفاقاتك وبين شخصيتك وذاتك ،فال تجعل
من الهزيمة والفشل نهاية العالم وال تنزل من تلك القيمة العالية لذاتك فمن
حقك أن ترتكب الهفوات ومن حقك أن تسقط ألنك في النهاية إنسان ،واألهم
من الفشل طريقة تعاملك معه .فمن لم يفشل لم يجرب ولن ينجح.
االحتكاك بالخبراء والقدوات
مهما كان حلمك أن تكون بطال في الكونغ فو أو رجل أعمال متخصص في
التسويق االليكتروني أو العب كمال أجسام أو باحث في علم األعصاب،
يوجد كثير من الخبراء في هذا المجال مما يساعدك على التعلم واختصار
الطريق ووجود قدوة تمشي على خطاه ،فتجارب الخبراء الفاشلة تعلمك
كيف تتجنب األخطاء ونجاحاتهم تعلمك كيف تستغل امكاناتك وهذا ما يجعل
الطريق أقل صعوبة وأكثر سرعة ألن المعلومات والمهارات التي يقدمها
الخبراء تختصر لك الطريق.
فالجلوس مع الخبراء في مجالك يجعل المعضالت والمشكالت لعب تتسلى
بها كما يعتبر مصدر معلومات عميقة ومعلم مهرات ماهر ،بل ان قراءة
السيرة الذاتية لخبير أو قدوة في مجالك يمكنه فتح أفاق جديدة ويجنبك
األخطاء ويقلل من األعباء والتكاليف في رحلتك نحو هدفك.
إذا أردت أن تكون رائد أعمال في مجال المطاعم عليك أن تحتك وتزاحم
صاحب سلسلة المطاعم الراقية والناجح في مدينتك وأن تقرأ عن نجاح
كنتاكي وغيرها من المطاعم ،ثم تزاحم عمالقة الذكاء المالي (رجال التسويق
والمالية واالدخار واالستثمار) وتقرأ كتب تبسط لك طرق الكسب واالدخار
وكيفية التعامل مع المال مثل كتاب األب الفقير واألب الغني وكتاب فكر
تصبح غني وغيرها الكثير.
أما إذا كنت تطمح أن تكون رياضيا محترفا فعليك أن تالزم المحترفين في
قاعات التدريب وتتعلم منهم الطرق العلمية للتدريب وكيفية االسترجاع
واألكل الصحي وأن يكون لك ملهمين في هذا المجال ،كما عليك أن تنظر
لنجاحاتهم وأخطائهم حتى تتمكن من اختصار الطريق نحو االحتراف.
وماذا عن ذلك الشاب الذي يطمح أن يكون عالما؟ ال يتغير األمر عن باقي
المجاالت ،عليه أن يخالط العلماء والفالسفة وأن يحضر محاضراتهم
ومجالسهم العلمية بل ويتعلم أدبهم وطريقة تعلمهم حتى يصبح منهم.
إننا ال نملك الوقت لتجربة كل األخطاء بأنفسنا لذا علينا أن نتعلم من
الخبراء.
ال تضيع وقتك في التجربة والخطء إذا توفرت المعلومات وتجارب االخرين
حتى تتعلم منها بدال من أن تجرب بنفسك ويتسبب ذلك في ضياع وقتك
وارتفاع التكاليف .تواصل بالخبراء في مجالك ،طالع سير المبدعين
والمؤثرين واجمع أكبر عدد من المعرفة والمهارات ثم انطلق في رحلتك
على طريقتك الخاصة وكن قائد السفينة.
خدمة االخرين
لنتكلم بالعقل والمنطق ،هل وجودك على سطح األرض له سبب وجيه؟
إن هللا قد خلقنا وكرمنا بالعقل والنعم الجليلة ،كل ذلك لنعيش حياة كريمة
تليق بمقامنا كبشر وبنو اإلنسان .لذا علينا أن نبدأ الرحلة ،كل واحد منا له
قصة وحكاية عميقة بداخله وحلم كبير ،هذا الحلم سيتحقق عندما يعرف كل
شخص أنه هو من يجب عليك أن يقود السفينة .سيتحقق عنما يكتشف أنه
يستحق.
عليك أن تكون طموحا مقاتال ألن حياة البؤساء ال تناسبك وطريق الكسل
والضعف لم تشيد ألمثالك ،إنما الطريق الذي يليق بمقامك هو طريق
الشجعان الذين كتبوا دستور حياتهم موارده قائمة على التفاؤل واإليجابية
واالنضباط وحب المعرفة والتحلي بالمسؤولية من جهة وعلى معارضة
السلبية والتشاؤم من جهة أخرى.
إن المحارب من أجل الوصول لذاته العليا الحقيقية ال يخدعه تجار النجاح
واألمل المشوه ،ألنه يحب العمق والعقالنية وال يعترف بالسطحية والصراخ
يعترف بأن النجاح عملية ورحلة ال خطابات تحفيزية وتشجيعية لذا راح
يعمل ويتعلم حتى يحقق النجاح الحقيقي ال المزيف.
أنت تستحق كذلك أن تكون في القمة مع هؤالء المبدعين والرياضيين
والقادة وغيرهم ،لكن عليك أن تضحي وأن تقتحم الحياة وتتبع خطوات
النجاح التي ذكرت في الكتاب.
ها قد أنهينا الرحلة التي ورطت نفسي فيها وورطتك يا
صديقي وحان الوقت لتكمل رحلة البحث عن ذاتك
الحقيقية.
رافقتك السالمة.
المحتويات
مقدمة
القسم األول :حقيقة النجاح
ما الذي يعنيه لك النجاح؟
لماذا تريد أن تنجح؟
هل تحقيق النجاح سهل وسريع حقا؟
لماذا يفشل السلبيون والمتشائمون؟
خرافات حول النجاح
القسم الثاني :الطريق نحو القمة (رحلة النجاح الطويلة)
اإليمان بالقدرات
الرغبة المشتعلة
تحمل المسؤولية
الرؤية الواضحة واألهداف المحددة
الحلم والخيال الواسع
التركيز والتخصص
النجاح أفعال ال أمنيات
االنضباط
التعلم المستمر
الجرأة والشجاعة
التفاؤل واإليجابية
الناجحون فاشلون
االحتكاك بالخبراء والقدوات
خدمة األخرين
كيف تتعامل مع أعداء النجاح؟
بداية الرحلة