Professional Documents
Culture Documents
Contenu 12
Contenu 12
Contenu 12
أو يف
القانون التفاويض وهو ما يشجع عىل انتشار العمل باملناولة بفضل ما توفره من مرونة عىل كل املستويات 23ففقه القضاء
متمسك دون اجتهاد باملؤجر القانوني والصوري املتمثل يف رشكة املناولة إلزاحة املؤجر الفعيل املتمثل يف الرشكة املستفيدة
بالرغم من وجود تبعية قانونية مبارشة واقتصادية غري مبارشة بني أجراء املناولة والرشكة املستفيدة.24
وكان بإمكان فقه القضاء بالرغم من اإلطار القانوني الغامض وغري املكتمل املتمثل يف فصول ثالثة لم تواكب
التحوالت االقتصادية واالجتماعية منذ إصدارها بمجلة الشغل سنة 0112االجتهاد دون الوصول إىل إزاحة عقد املناولة
الصوري بالعقد الفعيل وذلك بتمكني أجراء رشكات املناولة من نفس الحقوق التي يتمتع بها أجراء الرشكات املستفيدة
دون أي تمييز استنادا إىل تأويل سائغ للفصل 2رابعا من مجلة الشغل الذي سوى بني األجراء املتعاقدين ملدة معينة
ونظرائهم ملدة غري معينة يف األجور واملنح.وما نصت عليه االتفاقيات املشرتكة القطاعية واتفاقيات املؤسسات من أن مجال
تطبيقها يستثني األجراء املتعاقدين ملدة معينة فيما يتعلق باألجور واملنح يزاح آليا بأحكام الفصل 2رابعا السالف الذكر.
كما يمكن االجتهاد استنادا إىل مقصد األطراف االجتماعية يف االتفاقيات املشرتكة املتمثل باألساس يف تنظيم وحماية
القطاع املهني إن كانت قطاعية واملؤسسة إن كانت مؤسساتية باعتبارها تضمن املنافسة النزيهة وتزيح املنافسة باألجور
بوضع حدود دنيا لها وبالتايل فهذه االتفاقيات من املفروض أن تنطبق عىل القطاعات املهنية وعىل املؤسسات دون تمييز
بني عقود شغل العاملني بها معينة أو غري معينة املدة وبني األطراف املربمة للعقود سواء رشكات مستفيدة أو رشكات
مناولة طاملا أن مكان العمل واحد وطبيعة العمل واحدة .فاألساس يجب أن يكون مكان العمل وطبيعته وليس شكليات
التعاقد للتطبيق العادل لالتفاقيات املشرتكة خاصة القطاعية منها حماية للقطاع ككل مؤجرين وعاملني.
وأصبح من الرضوري تطبيق االتفاقيات الدولية املصادق عليها والتي لها علوية عمال بالدستور عىل مجلة الشغل
واالتفاقيات املشرتكة.وبالرجوع إىل هذه املعايري الدولية وتقارير لجنة الخرباء باملنظمة الدولية للعمل سنتبني جليا أنها
سوّ ت بني حقوق األجراء بما يف ذلك األجور واملنح طاملا انهم ينجزون أعماال لها نفس القيمة 25برصف النظر عن كل
االعتبارات القانونية واالقتصادية واالجتماعية املخالفة بما يمكن فقه القضاء التونيس دون البحث عن أي أساس قانوني
آخر من فرض تطبيق االتفاقيات املشرتكة واألنظمة األساسية للمنشآت العمومية عىل أجراء رشكات املناولة العاملني
بالرشكات املستفيدة بما سيقلص حتما اللجوء إىل املناولة التي تهدف من ورائها الرشكات املستفيدة عالوة عىل مرونة
الترصف يف املوارد البرشية الضغط عىل كلفة اإلنتاج بدفع األجور القانونية الدنيا باعتبار أن قطاع املناولة باستثناء الحراسة
ال يخضع إىل اتفاقيات مشرتكة.
وبهذ ه املساواة يمكن لفقه القضاء التعديل من انخرام املوازنة بني حماية املؤسسة وحماية األجراء والتوفيق بني
املرونة يف الترصف يف املوارد البرشية مواكبة للتقلبات االقتصادية وضمان حقوق أجراء املناولة والذي لن تتوفق إليه مجلة
الشغل دون مراجعة الفصول املتعلقة باملناولة
و دائما يف إطار السعي املتواصل للتوفيق عند مراجعة مجلة الشغل سنتي 0114و 0112بني التوجه االقتصادي العاملي
التحرري والذي انعكس عىل االقتصاد التونيس مبارشة وبني املحافظة عىل التوجه الحمائي لألجراء الذي يميز قانون الشغل
حاول املرشع التضييق من مبدأ الحرية التعاقدية للمؤجر.