Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 1

‫تعتربه الرشكة املستفيدة ثانويا‪ .

‬وخالفا ملناولة اليد العاملة فإن مناولة النشاطات التي يتم إخراجها تنجز عادة يف رشكات‬
‫املناولة عن طريق أجرائها بتبعية قانونية مبارشة‪.‬‬
‫ورشكات مناولة اليد العاملة أو ما يسمى يف بعض التشاريع األخرى برشكات العمل الوقتي تضع تحت ترصف‬
‫الرشكات املستفيدة عددا من األجراء إلنجاز أعمال اوخدمات ترشف هذه األخرية عىل تنفيذها وتوفر وسائل القيام بها وتراقب‬
‫نتائجها بالرغم من انتفاء أي تعاقد شغيل بني هذه الرشكات التي تمارس عىل العمال تبعية قانونية مبارشة وكاملة وبني‬
‫أجراء رشكات املناولة‪.‬‬
‫وبرصف النظر عن هذا التبعية القانونية املبارشة والتبعية االقتصادية غري املبارشة ألجراء املناولة إيزاء الرشكات‬
‫املستفيدة من عملهم نالحظ غياب تام يف مجلة الشغل وفقه القضاء لتضييق اللجوء إىل املناولة يف الزمان ويف طبيعة العمل‬
‫حيث من املفروض أن تكون رشكات املناولة رشكات عمل وقتي يتم اللجوء لها يف حاالت معينة محدودة يف الزمان وتقترص‬
‫عىل األعمال املذكورة بالفقرة األوىل من الفصل ‪ 2‬رابعا من مجلة الشغل باعتبار أن املرشع صنفها ضمنيا أعماال مؤقتة ‪.15‬‬
‫ورفض املركزية النقابية للعمال (االتحاد العام التونيس للشغل) وضع إطار قانوني للمناولة مكن املؤجرين من‬
‫املرونة املطلقة املنشودة يف غياب تأطري قانوني يف مجلة الشغل وإن حاول القانون التفاويض يف االتفاقية املشرتكة القطاعية‬
‫لرشكات الحراسة ونقل العملة تنظيم هذا القطاع الذي يمثل مناولة اليد العاملة بامتياز‪.‬‬

‫‪ )1‬غياب التضييق القانوني والتفاويض للمناولة ‪:‬إخالل بالتوازن املنشود بني توفري املرونة للمؤسسة والحماية لألجراء‬

‫اقترصت مجلة الشغل يف الفصول (‪ )31-51-52‬التي تنظم املناولة تحت عنوان "مؤسسات اليد العاملة الثانوية"‬
‫عىل ضمان حقوق أجراء رشكات املناولة يف حالة إخاللها بواجباتها وخاصة يف حالة عجزها عن اإليفاء بحقوق أجرائها‬
‫املتعلقة باألجور والراحة خالصة األجر وغريها من الحقوق املحمولة مبدئيا عىل هذه الرشكات ولضمانها حوّلها املرشع عىل‬
‫عاتق الرشكات املستفيد من عمل هؤالء األجراء ‪.16‬‬
‫ولكن هذه الضمانات التي من شأنها تضييق اللجوء إىل رشكات املناولة أفرغت من محتواها بربطها برشط "عجز‬
‫رشكة املناولة عن الدفع" وهو ما يتطلب إثباتا يقتيض إجراءات قانونية معقدة ومصاريف يعجز عن تحملها األجراء‬
‫املطالبني بهذا اإلثبات بوصفهم مدعني وعمال بمبدأ براءة ذمة مؤجريهم (رشكات مناولة) ليتسنى الرجوع بهذه الحقوق‬
‫عىل الرشكات املستفيدة‪.‬كما للصندوق الوطني للتأمني عىل املرض الرجوع عىل الرشكات املستفيدة الستخالص التعويضات‬
‫التي دفعها لألجراء لجرب األرضار التي لحقتهم من جراء حوادث شغل أو أمراض مهنية ‪ 17‬ولكن هذا ال يكون أيضا إال‬
‫بتوفر رشوط اإلثبات القانونية لعجز رشكة املناولة عن الدفع من طرف الصندوق‪.‬‬
‫وغياب التضييق عىل اللجوء إىل مناولة اليد العاملة يربز أيضا من خالل غياب قرينة لفائدة أجراء املناولة تتمثل يف‬
‫عدم حصولهم عىل أجورهم ومختلف مستحقاتهم يف آجالها القانونية دون مطالبتهم بإثبات التوقف أو العجز عن الدفع‪..‬‬
‫و بعض النصوص القانونية األخرى ذات الصلة باملناولة مثل القانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 5115‬املؤرخ يف ‪ 3‬أوت ‪5115‬‬
‫املتعلق بممارسة األنشطة الخصوصية املتعلقة باملراقبة والحراسة ونقل العملة الثمينة والحماية البدنية لألشخاص لم‬
‫تحاول ولو بطريقة غري مبارشة التضييق يف اللجوء إىل رشكات املناولة املعنية بهذا القانون واقترصت عىل وضع رشوط‬
‫لحماية النظام العام ‪.18‬‬

‫‪ 15‬كان من األفضل لو أن االتحاد العام التونسي للشغل قبل بمشروع التضييق على شركات المناولة بمناسبة مراجعة مجلة الشغل سنة ‪ 6991‬لكنه رفض ذلك انطالقا‬
‫من موقف مبدئي يتمثل في اعتبار المناولة سمسرة باليد العاملة وبالتالي رفض االعتراف بها‪ ،‬الرجوع لتقرير االتحاد العام التونسي للشغل‪ ،‬الهيئة اإلدارية سنة‬
‫‪6991‬‬
‫‪ 16‬حافظ العموري‪ ،‬إشكالية المناولة بين التقنين والتهميش‪،‬المجلة التونسية للقانون االجتماعي عدد ‪ 9‬لسنة ‪.7009‬‬
‫‪ 17‬الرجوع للفصل ‪ 1‬من القانون عدد ‪ 72‬لسنة ‪ 6999‬مؤرخ في ‪ 76‬فيفري ‪ 6999‬متعلق بنظام التعويض عن حوادث الشغل واألمراض المهنية‪.‬‬
‫‪ 18‬الرجوع أيضا إلى القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 66‬جوان ‪.7001‬‬
‫‪10‬‬

You might also like