Professional Documents
Culture Documents
Contenu 10
Contenu 10
وخالفا ملناولة اليد العاملة فإن مناولة النشاطات التي يتم إخراجها تنجز عادة يف رشكات
املناولة عن طريق أجرائها بتبعية قانونية مبارشة.
ورشكات مناولة اليد العاملة أو ما يسمى يف بعض التشاريع األخرى برشكات العمل الوقتي تضع تحت ترصف
الرشكات املستفيدة عددا من األجراء إلنجاز أعمال اوخدمات ترشف هذه األخرية عىل تنفيذها وتوفر وسائل القيام بها وتراقب
نتائجها بالرغم من انتفاء أي تعاقد شغيل بني هذه الرشكات التي تمارس عىل العمال تبعية قانونية مبارشة وكاملة وبني
أجراء رشكات املناولة.
وبرصف النظر عن هذا التبعية القانونية املبارشة والتبعية االقتصادية غري املبارشة ألجراء املناولة إيزاء الرشكات
املستفيدة من عملهم نالحظ غياب تام يف مجلة الشغل وفقه القضاء لتضييق اللجوء إىل املناولة يف الزمان ويف طبيعة العمل
حيث من املفروض أن تكون رشكات املناولة رشكات عمل وقتي يتم اللجوء لها يف حاالت معينة محدودة يف الزمان وتقترص
عىل األعمال املذكورة بالفقرة األوىل من الفصل 2رابعا من مجلة الشغل باعتبار أن املرشع صنفها ضمنيا أعماال مؤقتة .15
ورفض املركزية النقابية للعمال (االتحاد العام التونيس للشغل) وضع إطار قانوني للمناولة مكن املؤجرين من
املرونة املطلقة املنشودة يف غياب تأطري قانوني يف مجلة الشغل وإن حاول القانون التفاويض يف االتفاقية املشرتكة القطاعية
لرشكات الحراسة ونقل العملة تنظيم هذا القطاع الذي يمثل مناولة اليد العاملة بامتياز.
)1غياب التضييق القانوني والتفاويض للمناولة :إخالل بالتوازن املنشود بني توفري املرونة للمؤسسة والحماية لألجراء
اقترصت مجلة الشغل يف الفصول ( )31-51-52التي تنظم املناولة تحت عنوان "مؤسسات اليد العاملة الثانوية"
عىل ضمان حقوق أجراء رشكات املناولة يف حالة إخاللها بواجباتها وخاصة يف حالة عجزها عن اإليفاء بحقوق أجرائها
املتعلقة باألجور والراحة خالصة األجر وغريها من الحقوق املحمولة مبدئيا عىل هذه الرشكات ولضمانها حوّلها املرشع عىل
عاتق الرشكات املستفيد من عمل هؤالء األجراء .16
ولكن هذه الضمانات التي من شأنها تضييق اللجوء إىل رشكات املناولة أفرغت من محتواها بربطها برشط "عجز
رشكة املناولة عن الدفع" وهو ما يتطلب إثباتا يقتيض إجراءات قانونية معقدة ومصاريف يعجز عن تحملها األجراء
املطالبني بهذا اإلثبات بوصفهم مدعني وعمال بمبدأ براءة ذمة مؤجريهم (رشكات مناولة) ليتسنى الرجوع بهذه الحقوق
عىل الرشكات املستفيدة.كما للصندوق الوطني للتأمني عىل املرض الرجوع عىل الرشكات املستفيدة الستخالص التعويضات
التي دفعها لألجراء لجرب األرضار التي لحقتهم من جراء حوادث شغل أو أمراض مهنية 17ولكن هذا ال يكون أيضا إال
بتوفر رشوط اإلثبات القانونية لعجز رشكة املناولة عن الدفع من طرف الصندوق.
وغياب التضييق عىل اللجوء إىل مناولة اليد العاملة يربز أيضا من خالل غياب قرينة لفائدة أجراء املناولة تتمثل يف
عدم حصولهم عىل أجورهم ومختلف مستحقاتهم يف آجالها القانونية دون مطالبتهم بإثبات التوقف أو العجز عن الدفع..
و بعض النصوص القانونية األخرى ذات الصلة باملناولة مثل القانون عدد 20لسنة 5115املؤرخ يف 3أوت 5115
املتعلق بممارسة األنشطة الخصوصية املتعلقة باملراقبة والحراسة ونقل العملة الثمينة والحماية البدنية لألشخاص لم
تحاول ولو بطريقة غري مبارشة التضييق يف اللجوء إىل رشكات املناولة املعنية بهذا القانون واقترصت عىل وضع رشوط
لحماية النظام العام .18
15كان من األفضل لو أن االتحاد العام التونسي للشغل قبل بمشروع التضييق على شركات المناولة بمناسبة مراجعة مجلة الشغل سنة 6991لكنه رفض ذلك انطالقا
من موقف مبدئي يتمثل في اعتبار المناولة سمسرة باليد العاملة وبالتالي رفض االعتراف بها ،الرجوع لتقرير االتحاد العام التونسي للشغل ،الهيئة اإلدارية سنة
6991
16حافظ العموري ،إشكالية المناولة بين التقنين والتهميش،المجلة التونسية للقانون االجتماعي عدد 9لسنة .7009
17الرجوع للفصل 1من القانون عدد 72لسنة 6999مؤرخ في 76فيفري 6999متعلق بنظام التعويض عن حوادث الشغل واألمراض المهنية.
18الرجوع أيضا إلى القرار الوزاري المؤرخ في 66جوان .7001
10