‫قبل خرق حق األولوية واالختالفات التي ستنجر عن هده االجتهادات محبذة طاملا أنها تهدف إىل تعديل التوازن

بني املرونة‬
‫والحماية كما هو الشأن بالنسبة ملوضوع التجربة يف العقد معني املدة‬

‫‪ )3‬تقييد حرية التعاقد ملدة معينة برشط منع التجربة‬

‫نستنتج من مجلة الشغل إرادة واضحة للمرشع يف اتجاه منع إخضاع األجري املنتدب ملدة معينة لفرتة تجربة من‬
‫خالل الفصول الواردة بها وخاصة ‪:‬‬
‫الفصل ‪ 6‬ثانيا من مجلة الشغل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫كما سلف ذكره أضيف هذا الفصل عند مراجعة مجلة الشغل سنة ‪ 0112‬لينص عىل مبدأ عام يتمثل يف‬
‫إبرام " عقد الشغل ملدة غري معينة أو ملدة معينة " ويف إمكانية أن‪ ...":‬يتضمن‪ ...‬تحديدا لفرتة زمنية لتنفيذه أو‬
‫‪31‬‬
‫تعيينا للعمل الذي ينتهي العقد بإنجازه"‬
‫و نستخلص من التحديد الزمني لتنفيذه أو من تعيني العمل الذي ينتهي بإنجازه أنه ال يمكن أن يتضمن فرتة‬
‫تجربة‪.‬فإبرام العقد معني املدة يتضمن إما مدة زمنية واضحة ودقيقة تنتهي مبدئيا بأجل ثابت يتعني احرتامه من‬
‫الطرفني أو مدة زمنية تقريبية ضمنية تنتهي بإنجاز العمل وهو ما يتناىف مع فلسفة التجربة املتمثلة يف حرية‬
‫الطرفني املطلقة يف إنهاء العالقة الشغلية خاللها أو بانتهائها دون أن يرتتب عن هذا اإلنتهاء جرب رضر أو دفع‬
‫منح مرتبطة به ولذلك ربطها املرشع يف كل فصول مجلة الشغل بالعقد غري معني املدة ألنها تتناسق مع فلسفة‬
‫هذا العقد القائمة عىل العالقة الشغلية الدائمة من حيث املبدأ وبالتايل من حق كل طرف تجربة الطرف اآلخر قبل‬
‫االلتزام بالدوام املبدئي لهذه العالقة وهو ما أكده الفصل ‪( 2‬ثالثا) من مجلة الشغل‪.‬‬
‫الفصل ‪ 6‬ثالثا من مجلة الشغل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫نص عىل أن ‪ ":‬يخضع العملة املنتدبون‬ ‫ربط املرشع يف هذا الفصل‪ 32‬فرتة التجربة بالعقد غري معني املدة حني ّ‬
‫بمقتىض عقود شغل ملدة غري معينة يف ما يتعلق بفرتة التجربةوالرتسيم لألحكام القانونية أو التعاقدية املنطبقة‬
‫عليهم "‬
‫وبالرجوع إىل هذا الفصل نتبني أنه ال يتعلق بفرتة التجربة بل بعقود الشغل ملدة غري معينة باعتبارها عالقات‬
‫شغلية من املفروض أن تكون دائمة ومستقرة وبالتايل فإن فرتة التجربة التي تنص عليها تخضع لألحكام القانونية‬
‫أو التعاقدية املنطبقة عليها ‪.33‬‬
‫كما أن ربط املرشع يف هذا الفصل بني فرتة التجربة والرتسيم وذكره ملصطلح "الرتسيم" بعد مصطلح "التجربة‬
‫" مبارشة نستخلص منه أن التجربة تهدف مبدئيا إىل ترسيم األجري الذي هو النتيجة املحتملة واملقصودة من‬
‫إخضاعه لهذه الفرتة وهو ما يجعل التجربة متناقضة تماما مع العقد معني املدة الذي بطبيعته عقد محدود اآلثار‬
‫يف الزمان إذ هو نقيض لالستقرار والدوام عىل عكس العقد غري معني املدة وبالتايل ال مجال للتنصيص صلبه عىل‬
‫تجربة باعتباره ال يفيض إىل الرتسيم وهو ما أكـــــده الفصل ‪( 2‬رابعا) من مجلة الشغل‪.‬‬
‫‪ ‬الفصل ‪ 6‬رابعا من من مجلة الشغل‪:‬‬
‫بالرغم من أن هذا الفصل لم يتعرض مبارشة لفرتة التجربة إال أنه ّ‬
‫نص يف الفقرة الثانية منه عىل أن ‪ ....":‬كل‬
‫انتداب للعامل املعني بعد انقضاء هذه املدة (أي مدة األربع سنوات) يقع عىل أساس االستخدام القار ودون‬
‫الخضوع لفرتة تجربة‪" ...‬‬

‫‪ 31‬القانون عدد ‪ 17‬لسنة ‪ 6991‬المؤرخ في ‪ 61‬جويلية ‪.6991‬‬

‫‪ 32‬هذا الفصل أيضا أضيف بمقتضى القانون عدد ‪ 17‬لسنة ‪ 6991‬المؤرخ في ‪ 61‬جويلية‬
‫‪33‬‬
‫– ‪Voir Jean – Michech BELORGEY « De quelques problèmes liés à la prohibition et à l’élimination des discriminations‬‬
‫‪Essai de clarification des concepts et éléments de droits comparé « In droit Social n° 7/8 – 2002 p 683 et 11.‬‬
‫‪16‬‬