‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫عن المخطوطات القبطية‬

‫ترجمة ابقى عن اللغة القبطية وتقديم‬

‫كرسين فوزي عياد‬

 ‫الكتاب‪ :‬سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬
‫ترجمتها عن اللغة القبطية وقدمت لها‪ :‬كرستبن فوزي عياد‬
‫رسم الغ ف‪ :‬جورج قليني حبيب‬
‫النشروالتورع‪ :‬مدرسة ا سكندرية‬
‫‪ ٣‬شامع الفاطميين (الدوراألول) متفرع من عمرين الخطاب ‪ -‬ميدان اإلسماعيلية ‪-‬ممر الجديدة‪.‬‬

‫البريد اإللكتروني‪administration@asfcs.org :‬‬ ‫ت‪ ٠٢٢٢٤٠٩٨٠٩ :‬ا موبايل‪٠١٢٢٨٣٣٧٧٢٢ :‬‬

‫موح التوصل ا جتماض‪asfcs.org :‬‬ ‫الموح اإللكزوفي‪www.asfcs.org :‬‬

‫التوزيع‪( ٠١٠٦٤٥٢٣٥٨٠ :‬طول األسبوع ماعد الجمعة واألحد والعطالت الرسمية)‬

‫للشر!* اإللكزوفي يمكنك زيارة الموح‪www.bookstore.asfcs.org :‬‬

‫الطبعة‪ :‬ا ولى‪ ،‬يذاير‪٢٠١٨‬‬

‫رقم ا يداع بدارالكتب الممرية‪٢٠١٧/٢٠٨١٦ :‬‬
‫الرقيم الدولي‪978-977-6591-23-3 :‬‬
‫© حقوق الطع ولنشرواالقتباس محفوظة للناشر‬
 ‫قداسة الباباتواضروس الثاني‬
‫بابا ا سكندوية وبطويركة الكراذة المرشية‬
 ‫فهرس المحتويات‬

‫فهرس المحتويات ‪..........................................................‬ه‬

‫تقديم ‪٧................................................................‬‬

‫مقدمة ‪٩...............................................................‬‬

‫مصاد ر ‪ ١‬لسيرة ‪٩٠٠٠.٠٠.٠٠٠٠.٠٠٠٠٠٠.٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠.٠٠٠٠...٠...٠٠٠٠‬‬

‫محتوى السيرة والمدبح ‪١٢.........................................‬‬

‫سيرة الشهيد جرحسى ‪١٩٠٠٠٠٠.٠٠٠.٠٠٠٠٠٠..٠..٠٠٠.٠.٠....٠.٠....٠٠٠٠٠.‬‬

‫مديح في مارجرجس لثيودوتس أسقف أنقرة ‪٥١ ..................‬‬

‫المراحع ‪١٢١.............................................................‬‬
 ‫لعديم‬

‫أن الكنيسة منذ العصور ا ولى غنية بشهدائها وقديسيها‪ ٠‬ونعلى مر‬
‫العصور أصبحت الكنيسة القبطية ترتبط بشدة بقديسيها وهدائها‪.‬‬
‫فالكنائس قبى ”على اسمائهم‪ ،‬ويتبارك ا باء بتسمية أبنائهم بأسماء مشاهير‬
‫القديسين‪ .‬وتزخر الصلوات القبطية بمدائح لهم‪ .‬وتفتخر الكنائس مجودة‬
‫رفاتهم‪ .‬وتتهافت ا لسنة على حتي قصصهم ومعجزاتهم لنوال بركتهم‪ .‬وهكذا‪،‬‬
‫هذا الشهيد الذي اسئشهد يو على اسم المسيح‪ ،‬لم يعد ميائ‪ ،‬بل حيا في وسط‬
‫الكنيسة إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫لذلك‪ ،‬كان من الواجب أن نقدم للكنيسة ترجمة لسير هؤالء الشهداء من‬
‫النصوص ولمخطوطات القبطية ا صلية‪ .‬فتفتح عيني القارئ على ما دونه‬
‫ونسخه تمكداب القرن السادس إلى التاسع تقريبا عن هؤالء الشهداء‪ .‬ومقارنتها‬
‫بما تتداوله ا لسنة اليوم‪ .‬واخترنا أن نبدأ بتقديم ترجمة لسير مشاهير‬
‫الشهداء‪ ،‬ونقدم هنا سيرة الشهيد جرجعس الكبادوفي الشهير بالرومافي مترجمة‬
‫عن الص القبطي الصعيدي مع مقدمة دراسية بسيطة‪.‬‬

‫وأخيرا أتقدم بالشكر للدكتور صموئيل قزمان معوخن ׳على قراءته مسودة‬
‫الكتاب ومساعدتي في ترجمة بعض الكلمات والعبارات الصعبة‪ .‬والطبيب‬
‫الباحث بيترسمير دانيال في مساعدتي في بعض الكلمات الصعبة‪.‬‬

‫‪٧‬‬
 ‫معد مه‬

‫يثد الشهيد جرجسى الكبادوق نجم الشهداء‪ ،‬فهو الشهيد‬

‫ا كر شهرة على ا ط ق في العالم كله‪ .‬وبالرغم من أنه قد وصل‬
‫‪.‬إلينا العديد من المخطوطات لسيرته واستشهاده بلغات عدة‪ ،‬إال‬
‫أن جمع ما وصل يعود لعصور متأخرة‪ ،‬ليس قبل القرن الثامن أو‬
‫التاسع المي دي‪ .‬وي من السير الطويلة في محتواها والمليئة‬
‫بالعديد من المبالغات‪ ،‬ولألسف لم يصل إلينا مصادر قديمة حتى‬
‫يمئن تتع تطور السيرة‪.‬‬

‫مصادر السيرة‬
‫إن أقدم مخطوط قد وصل إلينا باليونانية‪ ،‬مجموعة شذرات‬
‫متغرقة‪ ،‬وتعود لحوالي القرن الثامن المي دي‪ ،‬نشرها ‪Krumbacher‬‬
‫عام ‪ ١٩٠٨‬مع مخطوطات أخرى للسيرة‪ ،‬مع ترجمة ألمانية‪ .‬ويأتي‬
‫أيقا في مقدمة المصادر الهامة‪ ،‬مخطوطات السيرة باللغة السريانية‪،‬‬
‫واخر القرن السادس المي دي‪،‬؟‬ ‫وأقدم هذه المخطوطات يعود‬

‫‪١‬‬ ‫‪Krumbacher 1908.‬‬

‫‪2 Budge 1857, 48; Brooks 1925, 68.‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫وقد نشر بعضها ‪ Brooks‬عام ‪ ١٩٢٥‬هع ترجمة إنجليرية‪ ٣.‬أما عن‬

‫المصادر القبطية‪ ،‬فقد وصل إلينا شذرات للسيرة باللهجة‬
‫الصعيدية غير معروف تاريخها‪ ،‬ومخطوطات باللهجة ابحيرية؛‬
‫أقدمها يعود للقرن العاشر المي دي‪ .‬وما يمير المخطوطات‬
‫ابحيرية أن أحدها‪ ،‬وهو وارد من دير السيدة العذراء البرموس‪،‬‬
‫مكتوب في عمودين؛ عمود بالقبطية ابحيرية‪ ،‬وا خر بالعربية‪.‬‬
‫وقدم ‪ Budge‬نشرة نقدية لخمس مخطوطات‪( ،‬أ)‪ ،‬و(ب)‪ ،‬و (ج)‬
‫منها باللهجة ابحيرية‪ ،‬و(د) و(ه) شذرات باللهجة الصعيدية؛ مع‬
‫ترجمة إنجليزية‪،‬־* هذا يجانب نشره مخطوط مديح لثيودونس أسقف‬
‫أنقرة‪ .‬وهذه النشرة هدي الني قدمت منها الترجمة العربية للنص‪ .‬أما‬
‫عن محتوى المخطوط ا كمل وهو مخطوط (أ) بحيري كحسب‬
‫تصنيف ‪ Budge‬فهوكا في‪ :‬شهادة القديس جرجس الكبادوفي‬
‫بيد باسكراتيسى خادمه؛ مديح عل الشهيد جرجس لفيودوسيوسى‬
‫أسقف أورشليم؛ ثم تسع معجزات للشهيد جرجس‪ .‬وقد قام‬
‫‪ Hyvemat‬قبأل؛ عام ‪ ١٨٢٤‬بنشرمخطوط (أ) والمديح لثيودونس مع‬

‫ترجمة التينية‪®.‬‬

‫ة‬ ‫‪Brooks 1925,67-115.‬‬

‫‪"Budge 1888.‬‬
‫ج‬ ‫‪Hyvemat 1824, 183-269 & 270-360.‬‬

‫‪١‬‬
 ‫معدمه‬

‫يوجد بعض اخت فات بين السير اليونانية والقبطية‬

‫والمريانية‪ ،‬ولتكن يرحح أن هذه النسخ تعود لمصدر واحد‬
‫للسيرة‪ ٦.‬ومن هذه االخت فات على سبيل المثال ال الحعر‪ :‬تذكر‬
‫السير اليونانية المبكرة والقبطية والسريانية أن القديس جرجسى‬

‫رع داديانومن‪ .‬أما‬ ‫استشهد في زمن ملك فارسي‪ ،‬مجهول تاريخيا‪ ،‬يد‬
‫السير اليونانية المتأخرة فتنكر أن القديس جرجسى استشهد في‬
‫زمن الملك دقلديانوس‪ .‬هناك مجموعة من ا حداث لم يرد ذكرها‬
‫في النسخة السريانية وال في النسخ اليونانية المتأخرة‪ .‬وهن هذه‬
‫ا حداث‪ :‬رواية الساحر أثناسيوس وق العجل ومحاولة قتل‬

‫القديس جرجسى بالسم‪ .‬وربما لحذقت لكون الساحر يحمل نفس‬

‫اسم البابا أثناسيوس‪ .‬وأيغما الحوار الطويل الذي دار بين القديس‬
‫جرجس والملكة ألكساندر في حجرتها‪ ،‬والمعجزة التي حدثت مع‬
‫السيدة المدعوة سكوالستير ‪ .‬أما قصة إذالل القديس مع المرأة‬
‫الفقيرة وص ة القديس ا خيرة فقد حذفتا من النسخ اليونانية‬
‫المتأخرة فقط‪٨.‬‬

‫ج‬ ‫‪Matzke 1902,475.‬‬

‫‪7‬‬ ‫‪Krumbacher 1908,106.‬‬
‫ه‬ ‫‪Brooks 1925, 70.‬‬

‫‪١١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫محتوى السيرة والمديح‬

‫تبدأ السيرة بأنه في زمن واحد من الملوك يدش داديانويس‪،‬‬
‫الذي كان ملكا على أقطار ا رض‪ .‬أما المديح فيذكر أنه كان ملكا‬
‫على فارس قبل أن يحكم المسكونة كاها‪ ،‬و^ان معه تسعة وتون‬
‫ملكا آخرين‪ .‬ثم تذكر السيرة والمديح أنه أقام اضطهادا عنيائ على‬
‫الكنيسة‪.‬‬

‫تتحدث السيرة بعد ذلك عن شاب يدرغ جرجسى‪ ،‬كان جنديا‬

‫من كبادوكيا‪ ،‬من رتبة الريون ( ‪ .) Τριβοϋνος‬ولما أكمل خدمته‬
‫ذهب ليقف أهام الملك عئه يمتح رتبة والي‪ .‬أما المديح فيذكرأنه‬

‫كان ابن حاكم ذيوسبوليس في فلسطين‪ ،‬ومات بينما جرجس في‬

‫سن العاشرة وتركه مع أختين‪ .‬بعد ذلك قام حاكم آخر على‬
‫فلسطين وكان يحب جرجس‪ ،‬وعله قائدا لجيوه‪ ،‬وأرسله للملك‬
‫لينال منه ا كرام‪ .‬ففرح به الملك وجعله قائدا برتبة أعلى وأرسل‬
‫معه هدايا كثيرة‪ .‬ولما أتم القديس العشرين من عمره‪ ،‬أراد حاكم‬
‫فلسطين أن يزوجه ابنته‪ ،‬ولكنه وئفي‪ ،‬ففكر القديس جرجسى في‬
‫أن يذهب للملك عئه يجعله حاكما عوضا عن أبيه‪ .‬وتذكرالسيرة‬

‫أنه حينما رأى ما يحدث في المدينة من عبادة ا وثان‪ ،‬وزع أمواله‬

‫على الفقراء واقتحم موضع الملوك ووبخهم وجاهربإيمانه‪ .‬أما المديح‬
‫فيضيف أنه طلب من عبيده العودة وأال يحبروا أمه بما سيفعل‪،‬‬

‫‪١٢‬‬
 ‫ممد مه‬

‫وبقى معه ث ثة من عبيده‪ .‬وبعد آن جاهر القديس بإيمانه‪،‬‬

‫مطو‬ ‫استجوبه الملك عن هويته‪ .‬ويعطي المديح تفصي‬
‫للحديث‪ ،‬حيث يتحدث القديس باستفاضة عن أهله ونشأته‪،‬‬
‫وهوما تذكره السيرة باختصار شديد‪.‬‬

‫تبدأ السيرة والمديح بعد نلك بذكر سلسلة من العنابات‪،‬‬

‫‪.‬انتهت بإلقائه في السجن وظهور الرب له‪ ،‬وإخباره بأنه يجب عليه'‬
‫أن يتألم مدة سبع سنثن ويموت ث ث ميتات‪.‬‬

‫تخبرنا السيرة والمديح بعد ذلك عن أن الملك أرسل في طلب‬

‫ساحر قوي ليتخلعى من سحر القديس جرجسى‪ .‬فأتاه ساحر‬
‫يدتى أثناسيوسى ادس قدرته على التخلص من سحر القديس‬
‫جرجسى‪ .‬ولتي يثبت هذا‪ ،‬طلب إحضار عجل وهمسى في أذنه‬
‫فسقط ميتا وانشق نصغين‪ ،‬وعندما وزن النصفان وحدا‬
‫متساويين‪ .‬ثم أخذ أثناسيوسى كأسا ودعا عليه بأساء شياطين‬
‫يقتل القديس‪ ،‬وناوله له‪ .‬فتناوله القديس ولم يصبه أذى‪ ،‬ففعل‬
‫الساحر نلك ثانيه‪ ،‬فلم يصب القديس أي أنى‪ .‬فآمن الساحر‬
‫بالمسبح وطلب أن ينال سر المعمودية‪ ،‬فضرب القديس ا رفى‪،‬‬
‫فانغجر ينبوع ماء وعئده‪ .‬أما المديح فيذكر أنه عندما ضرب‬
‫القديس ا رفى وانغجر ينبوع الماء‪ ،‬ظهر القديس توما الرسول‬
‫وعئد الساحر‪ .‬ثم أمر الملك بقطح رقبة الساحربحد السيف‪.‬‬

‫‪١٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫وتمستكمل السيرة والمديح في روايه سلسله أخرى من‬

‫العذابات‪ ،‬حتى واجه القديس في نهايتها أول ميتة له‪ ،‬حينما ألقي‬
‫في آلة وتقطع جسده إلى عشرة أجزاء‪ .‬وأمر الملك أن تلق رفاته‬

‫خارج المدينة في بئر عميق‪ .‬وقام الملوك بصخ ويمة يحتفلوا‬

‫بانتصارهم على القديس‪ ،‬وبينما هم يأكلون حدثت زلزلة عظيمة‪،‬‬

‫وبوق رئيس الم ئتكة ميخائيل وظهر الرب على مركبة من‬
‫الشاروبيم وأقام القديس جرجسى من الموت‪ .‬و ندهش الملوك‬
‫حينما ظهر القديس أمامهم واعتقدوا أنه خيال‪ ،‬وآمن في ذلك‬

‫اليوم عدد كبيرمن الجنود والجموع‪.‬‬

‫ثم تتوالى سلسلة أخرى من العذابات تنتي بإلقاء القديس في‬

‫السجن‪ ،‬حيث يظهر له الرب ويقويه ويشفيه من جراحه‪ .‬وبعدها‬
‫وقف القديس أمام الملوك وطلبوا منه أن يصنع لهم آية‪ ،‬بأن يصلي‬
‫اللهه لتزهر أخشاب عروشهم‪ .‬فصلي القديس واستجاب الرب له‪،‬‬
‫فلم يؤمن الملوك بالله ومجدوا إلهتهم‪ .‬ون وبخهم القديس‬
‫جرجس أمر داديانوس الملك جنوده فنشروه بمنشار حتى مات‪،‬‬
‫ووضعوا جسده في آنية وأشعلوا فيها‪ .‬فأمر الملك بدفن ا نية‪.‬‬
‫بعدها ظهر الرب يسوع مع م ئهكته وأقام القديس من المولت‪ .‬أما‬
‫المديح فيضيف مجموعة من العذابات قبل أن ينشرالجنود جسده‪.‬‬

‫تأفي بعد نللثا قصة سيدة كانتا تستنجد بالقديس جرجسى‪،‬‬

‫حيث إن بقرتها سقطت وماتت‪ .‬فطلب منها القديس جرجس أن‬

‫‪١٤‬‬
 ‫ممد مه‬

‫تأخذ عصا من يده وأن تضعها عل البقرة وتطلب باسم القديس‬

‫وباسم يسوع‪ .‬ولما فعلت هذا‪ ،‬قامت البقرة مرة أخرى‪.‬‬

‫وطلب منه الملوك معجزة أخرى بأن يقيم لهم موق‪ .‬وحين‬
‫ذهبوا للقبر‪ ،‬صل القديس وأقام خمسة رجال وتسع نساء وث ثة‬
‫أطفال ذكور‪ ،‬أما المديح فيذكر خمسة رجال وتسع نساء وولذا‪.‬‬
‫فتحدث الملوك مع أحدهم وسألوه عن اسمه ومتى مات‪ ،‬وهل في‬
‫زمنه جاء المسيح أم ال‪ .‬فتحدث الرجل أنه كان يؤمن بأبوللون‪،‬‬
‫أنه ليس إلها‪ ،‬وأخذ يشرح رحلة معاناته في الهاوية‪ .‬وفي‬ ‫واعهر‬
‫ابهاية اعرفي القيام من ا موات بالسيد المسيح وطلبوا من‬
‫القديس أن يمنحهم س‪٠‬ر المعمودية‪ ،‬فعمدهم القديس واختفوا‬
‫وانطلقوا للفردوس‪ .‬أما المديح فيذكر أن يعقوب الرسول هو من‬
‫منحهم سرالمعمودية‪.‬‬

‫فاعتقد الملوك أن القديس جرجس ساحر‪ ،‬وأمر داديانوس‬

‫بإذالله بالعيش مع أفقرامرأة في المدينة‪ .‬وعندما دخل بيتها‪ ،‬طلب‬
‫خبرا فلم يجد‪ .‬فخرجت المرأة إلى جيرانها كطلب شيائ للقديس‪.‬‬
‫أما هو فصل يجوار عمود خشبي فصار شجرة كبيرة‪ ،‬وامتألت‬
‫مائدة السيدة طعا ‪ .‬فتعجبت السيدة وأحضرت إليه ابنها الذي‬
‫كان أعمى وأصم وأخرسى وأعرج‪ ،‬فشغى القديس عينيه فقط‪،‬‬
‫وقال للمرأة إنه سيحتاج ابنها مرة أخرى‪ .‬فآمنت المرأة‪ .‬وحثبنما‬
‫علم الملك بما حدث أمر بتعذبيه حتى أسلم ألروح‪ ،‬وتركوه عل‬

‫‪١٥‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫جبل عاني‪ .‬وبعدما وخع الخدام جسده الممزق على الجبل‪ ،‬وبينما هم‬
‫في طريقهم للعودة‪ ،‬أق الرب وأقام القديس من الموت‪ .‬فلحق‬
‫القديس بالخدام فآمنوا وعمدهم القديس‪ .‬أما في المديح فيذكرأن‬
‫يوحنا ا نجيلي هو من جاء وعمدهم‪ .‬وعادوا جميعا مح القديس‬
‫جرجس واعترفوا باسم المسيح ونالوا إكليل الشهادة‪ .‬ويستطرد‬
‫المديح في رواية مجموعة أخرى من العذابات انتهت بإلقائه في‬
‫السجن وشقائه من الردب يسوع وإيمان مجموعة أخرى من الجنود‪.‬‬

‫تذكر السيرة والمديح بعد ذلك أن الملك داديانس تحدث هع‬

‫القديس جرجس باللين عئة يبدل رأيه‪ .‬واعتقد داديانوس أنه أقع‬

‫القديس بالسجود لآللهة فاعتذر له عما فعل به وأبقاه تلك الليلة‬

‫في قصره مع الملكة ألكساندرا‪ .‬وفي مخدع الملكة ألكساندرا دار‬
‫حديث طويل بينها وبين القديس انتي بإيمانها بالمسيح‪ .‬وفي‬
‫الصباح نادى المنادي بأن القديس جرجس سوف يقدم القرابين‬
‫لآللهة‪ .‬وعندما اقتربوا من المعبد‪ ،‬نادى القديس على ابن ا رملة‬
‫الفقيرة فسمع وقام على قدميه وذهب إليه‪ ،‬فطلب منه أن يدخل‬

‫إلى المعبد وينادي على الوثن باسمه‪ ،‬ففعل كذلك‪ .‬فخرج التمثال‬
‫من المعبد ووقف أهام القديس مخرا‪ .‬وأخبر الشيطان الذي‬
‫يسئن التمثال بأنه هو الذي يغوي البشر ويضللهم‪ .‬عند هذه‬
‫النقطة تخبرنا السيرة مجوار طويل بين الشيطان والقديس‪ ،‬يروي‬
‫دم‪ ،‬ويجيمب‬ ‫فيه الشيطان أن سبب سقوطه هو رفضه السجود‬

‫‪١٦‬‬
 ‫ممد مه‬

‫القديس بأنه كذاب وأنه سقط بسبب أنه أراد أن يرفع عرشه فوق‬
‫عرش الله‪ .‬وهذه القصة غير موجودة بالمديح‪ .‬بعد ذلك ضرب‬
‫القديس ا رض فانفتحت وقط التمثال في الهاوية‪ .‬فغضب الملك‬
‫بشدة وبينما يتحدث مع الملكة وبخته وأعلنت إيمانها بالمسيح‬
‫فعنبها الملك ونالت إكليل الشهادة‪ .‬في الختام أمرالملك بقطع رقبة‬
‫الشهيد بحد السيف‪ ،‬فصل وأءطه الرب وعودا كثيرة ونال إكليل‬
‫الشهادة‪.‬‬

‫عند هذه القطة تنتني قصة استشهاد القديس‪ ،‬ولئن المديح‬

‫يستكمل معجزة حدثت في زمن ا مبراطور ثيؤدويسيوس‪ ،‬إنه أثناء‬
‫تئريس كنيسة الشهيد جرجس‪ ،‬ظهر ا نبا بوال الطموني‬
‫وتحدث عن عظمة الشهيد جرجسى‪ ،‬ثم روى الملك أنه عند توليه‬

‫العرش ظهر الشهيد جرجس يمتطي حصاى وفي يده رمح ويتوج‬
‫رأسه سبعة أكايل‪ ،‬ومعه رئيس الم ئئة ميخائيل وأجلسه عل‬
‫العرش وباركه‪.‬‬

‫‪١٧‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرحس‬

‫استشهاد القديس جرحسى الشهيد القوي الذي لربنا يسرع‬

‫المسيح الذي أكمل جهاده في اليوم الثالث والعشرين من شهر‬
‫برمودة بس م الله آمين‪.‬‬

‫(‪ )٨‬في ذلك الوقت‪ ،‬في وقت العاصفة واالضطهاد العنيف‬

‫الذي ثار على الكنيسة‪ .‬كانت زوبعة شديدة عاتية‪ .‬أما عن الملوك‬
‫فكانوا يضلون في كل مكان‪ .‬يقضون على المبشرين بالحق أسفل‬
‫مذابح ا وثان‪ .‬يجبرون كل واحد بالذبح وثان الشياطين‪ .‬وابتدأ‬
‫كذلك الملك داديانوس الذي أخذ سلطا وقبض بأربعة أقطار‬
‫ا رض‪ .‬لما ابتدأ الملك داديانوس بأن يجلس على منصة المحاكمة‪،‬‬
‫كتب مراسيم لنقرأ في العالم كاه‪ .‬هذا ما هو مكتوب فيها‪ :‬حيث‬
‫ورد إلى مسامي أن مئ (ج) ولدته مريم هووحده المسجود له‪ ،‬وأن‬
‫أبوللون وبوسيدون وهرمس وعشتار وزفس وإيزابيل وأورانس‬
‫واسكماندر وسائر ا لهة ال دسجد لهم‪ .‬لحكن يسوع المسيح وحده‬
‫الذي قتله اليهود هوالذي يعتد‪ .‬جل هذا أكتب لكل مكان؛ ملوك‬
‫كل كورة‪ ،‬والرواء جميثا الذين تحت سلطان ملتي‪ .‬تعالوا إلى‬
‫سريعا لتعرفوا قرار سلطافي‪ .‬حينئذ اجتمح سبعون ملكا من‬
‫المسكونة كلها مع جمح غفير حتى أن المكان لم يقدر أن يحتملهم‬
‫من كثرتهم‪( .‬؟) وجلس الملك داديانوس على منصة المحاكمة‪،‬‬

‫‪١٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫وأمرأن يؤق إيه با ت التعذيب كها لتوضع أمامه‪ .‬أبزة نحاس‪،‬‬

‫لتكسير العظام‪ ،‬وأدوات حديد للسحق‬ ‫(‪)κ6Χ6Β١ν‬‬ ‫وفؤوس (؟)‬
‫(‪ ،)τυκάνιον‬وعج ت مثبت فيها أسلحة حادة‪ ،‬وأوتاد‪ ،‬خشب‬
‫‪ )0γφ6 eqoi‬وقفازات حديد‪ ،‬وكاكين‬ ‫مزدوج (؟)‬
‫لقبح ا لسنة‪ ،‬نكماشات لقإع الضروس‪ ،‬وأسياخ حديد لثقب‬
‫العظام‪ ،‬ومناشير حادة‪ ،‬وسائر آالت اكعنيب الشديدة‪ .‬وأقسم‬
‫الملك قائأل‪ :‬إذا وجدت إنساقا منافائ رافغا (ة) السجود لآللهة‪،‬‬
‫سوئ أبدل أوامر آبالي وعذبه بشدة بعنابات شديدة‪ ،‬سوئ‬
‫ق ع قلوبهم‪ ،‬وأقتبح رؤوسهم وأمزق هامات رؤوسهم‬ ‫أحطم‬
‫بسيوئ حادة‪ ،‬وأنشر سيقانهم‪ ،‬سوئ أحطم أوصال أجسامهم‪ .‬فلما‬
‫سمع الجمع هذا‪ ،‬ارتعدوا من العذابات؛ لدرجة أن أولئك الذين‬
‫كانوا يرغبون في أن يصخروا شهداء‪ ،‬عندما رأوا تلك العذابات‬
‫الكثيرة‪ ،‬وصاروا معرضين للخطر ‪ -‬ولى أن مرت ث ث سنوات ‪-‬‬
‫لم يستطع أحد (منهم) أن يتجرأ يقول‪ :‬أنا مسيحي‪.‬‬

‫شمس الير‪ ،‬والنجم المكرم في‬ ‫(‪)η‬‬ ‫وكان شاب يدم‪٠‬ا جرجس‬
‫وط السماء وا رض‪ .‬هذا كانى جنديا تريبون (‪ )Τριβουνος‬في‬

‫رتبة المملكة‪ ،‬نيان من كبادنكيا‪ .‬ولما أكمل خدمة الجندية‪ ،‬وأخذ‬

‫ما كثيرا وامتثل أهام الملك داديانوس متمنيا أن يتقلد رتبة وال‪.‬‬
‫فلما صعد القديس جرجمس إلى المدينة‪ ،‬ولما رأى جنون الملوك في‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫عبادة ا وثان دون الثه‪ .‬لوقته‪ ،‬تحول عن رأيه ليتخل عن رتبة‬

‫الجندية قائأل‪ :‬سأصير جنديا لربي يسوع المسبح ملك السموات‪.‬‬
‫حينئذ وزع أمواله كلها وقل ما له (‪ )Θ‬أعطاه للفقراء وسع ودخل‬
‫أمام الملوك وصرخ قائأل‪ :‬اهدأوا عن خبلتكم أيها الملوك‪ ،‬ال‬
‫تدعوا ألوهية من هم ليسوا آلهة‪ .‬فلتغن ا لهة التي لم نخلق السماء‬
‫وا رئى‪ .‬سوف أسجد للواحد الثه وحده أبي ربنا يسوع المسيح‬
‫والروح القدس‪ .‬فلما نظره التنين (داديانوس) قال‪ :‬إن كل أحد‬

‫خرج عن إحسان ا لهة (يهلك) ‪ .١‬ونحن من عداد السفليات‪،‬‬

‫الشمس والزار‪ ،‬ن ا لهة كانوا يظهرون لنا مثل عظماء‪ .‬فلنعلم‬
‫ا ن أنك لم ترذلنا بل رذلت (‪ )I‬آلهتنا ا خرين الصالحين‪ .‬فلتذبح‬
‫ا ن لآللهة‪ ،‬أبوللون مخلص المسكونة كلها‪ .‬وا لهة الذين حقرتهم‪،‬‬
‫أزضهم‪ ،‬فهم يعرفون من يطرمهم ومن يطيعهم ويعرفون من‬
‫سيعاقبون‪ ،‬أولئك الذين يعصونهم‪ .‬ا ن أخيرفي من أين أنت وما‬
‫هو اسمك‪ ،‬ولماذا جئت إلى هذا المكان؟ فأجاب القديس جرجسى‬
‫قائأل‪ :‬اسمي ا ول الذي اعطي لي هو‪ :‬مسيحي‪ .‬وأنا من قوم‬
‫كبادوكيا‪ ،‬وقد تقلدت الجندية في كتيبة مكرمة‪ .‬وقد أتممت‬
‫الجندية حسائ‪ .‬هذا حدث في كورة فلسطين حيث خدمت‪ .‬من هم‬
‫ا لهة الذين (ة‪ )1‬سوف تجبرني أن أسجد لها أيها الملك؟ قال له‬

‫‪ ٩‬حرفيا‪ :‬تبدل قلبه‬

‫‪ ١‬ناقصة في القبطي‬

‫‪٢١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫الملك‪ :‬أريد أن تذبح بوللون الذي علق السماء و بوسيدون الذي‬

‫ثئت ا رض متا‪ .‬أجاب القديس جرجس قائأل‪ :‬ليس جلك أيها‬
‫جل هذا الجمع الواقف‬ ‫التنين الشرير والملوك رفاقك‪ .‬لئن‬
‫سوف اخر عن الصالح وعن آلهتك المائتة‪ .‬تريد أن تجبرني على‬
‫التقديم لمن أيها الملك؟ بطرس المختار ني الرسل‪ ،‬أم أبوللون مهلك‬
‫العالم كله‪ ،‬لمن تريدني أن أذبح؟ أخبرني‪ ،‬إيليا التشبي الم ك الذي‬
‫على ا رض‪ ،‬الذي كان سائرا على ا رض (‪ )IB‬وصعد لباب السماء‪،‬‬
‫أم إلى سكماندار الساحر الذي صدع السحر بالثار‪ ،‬الذي أصبح‬
‫عرا لكثيرين بالسحر‪ ،‬الزاني مع ديميتا (ديميهر) الذي ولد سا‪١‬ر‬
‫وارفات‪ ،‬المشاهير محاربو مدينة بونتس‪ .‬هؤالء الذين أعمالهم‬
‫شريرة وغرقوا ني أعماق البحر‪ .‬قل لي أيها الملك‪ ،‬من تريد أن‬
‫تقتدي به؟ صموئيل المتضرع إلى الله أم بوسيدون المهلك سفن‬
‫البحر‪( .‬إلى) أنتوى و هراكايس‪ ،‬أم الدائلين أكايل الشهادة‬
‫وا نبياء‪ .‬قل لي أيها الملك‪ ،‬من تريد أن تقتدي به؟ إيزابيل قاتلة‬
‫ا نبياء أم مريم العذراء أم (‪ )١٢‬ربي يسوع المسيح‪ ،‬لينالك الخزي‬
‫أيها الملك‪ ،‬فمن تسجد لهم هم ليسوا بآلهة‪ ،‬لئن أوثا صماء‪.‬‬
‫هذا لما قاله القديس جرجى غضب الملك‪ ،‬وأمرأن يعلق على وتد‬

‫وئئشط حتى تنسكب أحشاو على ا رض‪ .‬بعد هذا جعل أرح‬
‫مجموعات من الجنود يشدونه ويضربونه بسيورأبقار‪ ،‬حتى تهشمت‬
‫أعضاء جسده‪ .‬ثم أمرهم بتغطية جسده بالملح‪ ،‬وبإحضار قطع من‬

‫‪٢‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫الخيش ليحكوا بها جسده‪ ،‬حتى يسيل دمه منه مثل ماء‪ .‬فكان‬
‫متماسع في (دأ) العذابات‪ .‬ثم أمر بإحضار أحذية من حديد بها‬
‫ثقوب‪ ،‬ويثبت بها شفرات حادة عند موضع القدم‪ ،‬فكان دمه يسيل‬
‫مثل الماء‪ .‬وكان ثابائ كما لو لم يحكن يعذب‪ .‬وبعد هذا أمرهم‬
‫بصئع مرفع عالي‪ ،‬وبإحضار ستثن مسمارا حادا جدا‪ ،‬يمرق بها‬
‫جسد ابار‪ .‬واهرأن يتم إنزاله من على المرتفع ويوضع في قدر ماء‬
‫ويوقد أسفله‪ .‬وغان الجنود (‪ )σπεκουλάτωρ‬يضربون رأسه‬
‫بمسامير حادة حتى تهشمت هامة رأسه‪ ،‬ؤ‪ )16‬حتى انسكب مخه‬
‫خارج فمه أبيغى كاللبن‪ ،‬و تيبس جسده كاه بالدم كالرصاص‪.‬‬
‫حينئذ أمرالملك أن نجضر نصف عمود وأن يدحرجه ثمانية رجال‬
‫ويضعوه على بطنه‪ ،‬وأن يربط به ويترك حتى ينظركيف سيتدبر‬
‫أمره‪.‬‬

‫في ذلك المساء ظهرالرب للقديس جرجس وقال له‪ :‬كفؤ وتشدد‬
‫يا حبيي جرجس‪ .‬أنا مقويك حتى تتحمل هذه العذابات كها الني‬
‫صنعوها بك‪ .‬أقسم بذاتي‪ ١٢‬وبم ثتكني المقدسة أنه لم يقم في‬
‫مواليد النساء (‪ )ΙΓ‬من هوأعظم من يوحنا المعمدان‪ ١٣،‬وبعده أنت‪،‬‬
‫لن يقوم أحد مثلك‪ .‬هونا أنا جعلتك سيدا على السبعثن ملع وما‬

‫‪ ١١‬حرفيا‪ :‬أكياس د‬
‫أ‪ ١‬تك ‪.١٦ :٢٢‬‬

‫‪ ١٣‬مت ‪.١١ :١١‬‬

‫‪٢٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ستقوله سيصيرلهم‪ .‬آنت سوف تموت ث ث مرات ويمبرف آقيمك‪،‬‬

‫ستلم‬ ‫أما في المرة الرايعة أنا سوفي آفي ينفري على السحاب‬
‫وديعتي التي أودعتها لديك في مسكنك المقدس‪ .‬دعو وال تخف‪،‬‬
‫في معك‪ .‬ولما نؤله صعد إلى السموات يمجد عظيم مع م ئهظه‬
‫القديسين‪.‬‬

‫فلما أضى الصباح أمر الملك يإحضاره إلى منصة المحاكمة‪،‬‬

‫(ة‪ )1‬فكان يرتل قائأل‪ :‬يا الله أمل إلى معونتي‪ ،‬أمل إلى ذصرتي‪ ١٤‬فلما‬
‫وصل منصة المحاكمة صرخ قائأل‪ :‬منصة المحاكمة‪ ،‬أتيت إليك‬
‫أيقا اليوم أنت مع أيوللون الحجر خاصتك‪ ،‬وأنا مع ربي يسوع‬
‫المسيح‪ .‬وامسك وربط بأرح أشرطة‪ ،‬وكان يضزب بأعصاب بقر‬
‫على طهره وبطنه ثم أعيد للسجن‪ .‬فكتب الملك داديانوس رسالة‬
‫قائأل‪ :‬هكذا أكتب إلى المسكونة كها‪ ،‬س م‪ .‬لكل ساحر ودجال؛‬
‫إن من يقدر منهم أن يفع حدا لسحر المسيحي (‪ )ih‬فليمتثل‬
‫أماي‪ ،‬سوف أجزيه بأموال طائلة‪ ،‬وأي مقاطعة يطلبها‪ ،‬وسوف‬
‫أجعله الثافي في مملكتي‪ .‬فلما أرسل المرسوم إلى المسكونة كها‪،‬‬
‫هوذا رجل يدكلى اسمه أثناسيوس أق إلى الملك قائأل‪ :‬فليحي‬
‫الملك إلى ا بد‪ ،‬ال شء يععى على‪ .‬ففرح الملك وقال له‪ :‬ها فتي‬

‫ا عجوبة التي سوفي تصنعها أماي‪ ،‬حتى أعلم ما قدر استطاعتك‬

‫على وفع حد لسحر المسيحين‪ .‬فأجاب أثناسيوس وقال‪ :‬فليؤت‬

‫‪١٨‬‬
‫‪٠‬‬ ‫‪:٢١۶١٤‬‬

‫‪٢٤‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫بعجل‪ .‬فلما أحتفر تفكلم في أذنه فانشق وصار نصغين‪ )ΙΘ( .‬نقال‬
‫له‪ :‬فليؤت إق بميزان‪ .‬فاحضر له‪ ،‬فلما ألقى نصف العجل على‬
‫إحدى كفني الميزان‪ ،‬والنصف ا خر على الكفة ا خرى‪ ،‬تساوت‬
‫الكفتان‪ ،‬فلم يمل جزء عن جزء‪ .‬فأمر الملك أن يؤق بالقديس‬
‫جرجس إلى منصة المحاكمة‪ ،‬وقال له‪ :‬يا جرجس‪ ،‬بسببك دعوت‬
‫هذا الرجل إلى مملكني‪ ،‬فإما أن توقف سحره‪ ،‬وإما أن يوقف‬
‫سحرك‪ ،‬إما أن تقتله أو يقتلك‪ .‬فلما رأى القديس جرجس‬
‫الساحر قال له‪ :‬أمرع يا أس‪ ،‬ما تريد أن تفعله اصنعه ضرعة (‪)κ‬‬
‫فأفي أراك والنعمة قد لحقت بك أيائ‪ .‬فللوقت أخذ أثناسيومى‬
‫كأسا ‪ ،‬وغسل وجهه ونادى أسماء شياطين على الكأسى وأعطاه له‬
‫ليشربه‪ .‬فلما شربه لم يلحقه ضرر على ا ط ق‪ .‬فأجاب‬
‫أثناسيوسى وقال له‪ :‬يا سيدي! أعجوبة أخرى واحدة سوف أصنعها‬
‫لك‪ .‬فإن لم يصبك ضرر‪ ،‬سوف أؤمن أيائ بالمصلوب‪ ١٦.‬فأخذ‬
‫كأسا آخر وغسل وجهه فيه ودعا أسماء شياطين عليه أشر من‬
‫ا ولى‪ .‬وأعطاه الكأس ليشربه‪ ١٨،‬فلما شربه القديس أيضا لم‬

‫يلحقه ضرر‪( .‬خًاا) فلما رأى أثناسيومى أن شيائ لم يضره‪ ،‬قال‪ :‬يا‬

‫الئمى الصعيدي (ص) يضيف‪ :‬ماء بارد‬

‫(ص) يوجه أثناسيوس الحديث إلى داديانوس وليس إلى القديس جرجس‪.‬‬

‫(ص) كأس ماء بارد ووضع سما فيه‬

‫‪( ١٨‬ص) فرشم عليه ث ث مرات باسم ا ب وا بن والروح القدس‪ ،‬وفي الحال شربه أمام الملك واداحر‬

‫ولم يلحقه ضرر على ا ط ق‪.‬‬

‫‪٢٥‬‬
 ‫سجرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫قديس جرجس‪ ،‬الذي لك صليب ابن الله يسوع المسيح الذي أق‬
‫إلى العالم يخلص الخطاة‪ .‬ارحم نغسي وامنحني ختم (‪)٢IC^C٠P‬‬
‫فلما رأى داديانوس ما حدث‪ ،‬غضب بشدة وأمر أن‬ ‫المسيح‪.‬‬
‫نجتل الساحر أعلى المدينة ويعقل بالسيف‪ ،‬وأتم شهادته واستحق‬
‫الحياة ا بدية‪ ٢ .‬حينئذ أمر الملك أن يطرح القديس جرجس في‬
‫السجن حتى ينظر ماذا سيصخ به‪ )Κ.Β( .‬فلما أضهى النهار‪ ،‬أمر‬
‫أن قصع عجلة كبيرة ويثبت فيها مساميركثيرة وقضبان مدببة‪،‬‬
‫وصخ العجلة على هذا الحال‪ ،‬أمرأنه أعلى العجلة تايكون مثل حد‬
‫السيف‪ ،‬وأسفلها يايكون مثل سيف ذو حادين‪ ،‬وأمر الملك أن‬
‫نجطهر القديس جرجدس من السجن يضعوه على آلة تعذيب (؟)‬
‫(‪ )μαγγανον‬فلما استدار القديس جرجس ورأى منظر آلة‬
‫التعذيب وأع ها كمثل حد السيف وأسفلها كمثل سيف ذو‬
‫حادين‪ ،‬قال في نفسه‪ :‬بالحقيقة لن أنجو من هذه ا لة‪ ،‬وبعد هذا‬
‫قال في نفسه‪ :‬الويل لك يا جرجس (‪ )κτ‬لماذا جعلت هذا الفكر‬
‫يسود قلبك؟ تذكر نصيبك" (؟) تذكرأن سيدك أيضا صلبه ايهود‬
‫في وسط لصبن‪ .‬بعد هذا رفع عينيه إلى أعلى السماء وقال‪ :‬أيها‬

‫(ص)‪ :‬فلما رأى القديس جرجس إيانه‪ ،‬ضرب ا رض بقدمه فانشقت وأخرجت ما‪٤‬ا مثل نهر جار‬

‫وعمده باسم ا ب واالبن والروح القدس‪ .‬حدث لما أتم عماده أن الماء عاد إلى مكانه مرة أخرى‪ .‬فلما رأى‬

‫الملك ما حدث أمرأن‪...‬‬

‫أ (ص)‪ :‬وأتم شهادته في اليوم المايع والعشرين من شهرطوبة‪ ،‬وأخذ إلى الفردوس بمجد‪.‬‬

‫‪UNpOC , ΚλΗρ0</١‬‬

‫‪٦‬؟‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫الرب ا له‪ ،‬غير المتبدل‪ ،‬رئيس ا باد‪ ،‬الذي له الغلبة‪ ،‬ويعطي‬

‫نك هو مجدهم وإكيلهم‪ ،‬الذي منذ البدء قبل‬ ‫الزعمة للشهداء‪،‬‬
‫أن تخلق شيائ‪ ،‬قبل أن تخلق السماء وا رض وتجد راحتك على‬
‫المياه‪ ،‬وا ن تجد راحتك في جنس البشرية جميعا‪ ،‬أنت العارف‬
‫موضع راحتك‪ ،‬الذي فرش السماء كقبة والسحب بأمرك ־ (‪.‬دكا)‬
‫تمطر في وقتها‪ .‬أنت الذي تمطر على ا برار والظالمين‪ ،‬الذي وزن‬
‫الجبال بميزافي‪ ،‬وا ودية بموازين والذي يأتي بالرياح من المخازن‪،‬‬
‫تكة الذي خالفوا‪ ،‬وضعتهم أسفل ني الهاوية يتعذبوا من‬ ‫والم‬
‫التنانين الشريرة‪ ،‬وهم مربوطون في بأربطة غير ثنحئة‪ ،‬ومتاريس‬

‫ال تنفك عنهم ال يقدرأحد أن يبدل أوامرك‪ ،‬أيها الرب ا له أنت‬

‫أرسلت ابنك الوحيد الجنس إلى العالم في نهاية ا زمنة‪ ،‬تجسد من‬
‫مريم العنراء وتًانس وال قدرة لفهم البشر أن تختير صيرورته‬

‫إنساقا‪ .‬هو الرب يسوع المسيح المولود منك بالحقيقة‪6( .‬كا) الذي‬
‫سارعلى وجه ايحرمثلما سارعلى ايابسة‪ ،‬الذي أطعم (أحيا) ألائ‬

‫من الرجال ׳بخمس خرات حتى شبعوا‪ ،‬الذي زجر الربح في البحر‬
‫وكل شيء خاضع لك‪ .‬تعال ا ن ياربي في هذه اللحظة‪ ،‬لتأت يا‬
‫يسوع وتعين ضعفي في خاطئ‪ .‬فلتخف هذه ا الم عني‪ ،‬ن لك‬
‫المجد واسمك مملوء مجدا إلى ا بد‪.‬‬

‫فلما أكش ا مين‪ ،‬القي في ا لة ولهن عليها بشدة حتى أن‬

‫جسده صار عشرة أجزاء‪ ،‬فللوقت صاح داديانوسى قائأل‪ :‬تشددوا‬

‫‪٢٧‬‬
 ‫سبرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫أيها الملوك واعلموا أنه ال إله سوى أبوللون وهرمس (‪ )κ٢‬وزفس‬

‫وأثيناسى واسكمندار ‪ -‬وهركليمس وبوسيدون الذين‬
‫صنعوا الخير لجهات البحر الث ث‪ ،‬هؤالء الذين يستمد الملوك‬
‫القوة منهم‪ .‬أين إله جرجس ا ن الذي ددض يسوع‪ ،‬الذي حلب‬
‫الذي قتله اليهود‪ ،‬لماذا لم يأت لينجيه من يدي‪ .‬فأمر تنين الهاوية‬
‫أن ثطزح عظامه خارج المدينة في بهرعميق جاف قائأل في نفسه‪:‬‬

‫يجد المسيحيون عظامه ويبنوا ضريحا له ويقيموا دمه علينا‪.‬‬ ‫لث‬

‫وكان في وقت الطعام ذهب الملك ليأكل مع تسعة وستين (‪)κζ‬‬

‫ماعا آخرين معه‪ .‬وبينما يأكلون حدثت زلزلة مخيفة عظيمة‪،‬‬
‫وامتألت السماء بالسحب‪ ،‬وحدثت مخافة عظيمة حتى أن الجبال‬
‫تحطمت فجأة وا رض اههزت واليحر اضطرب بأمواج‪ ،‬وأمواجه‬

‫ارتفعت خمسة عشر نراعا وبوق ميخائيل في البوق وإذا بالرب‬

‫يسوع أق في مركبة الشاروبيم خاصته‪ ،‬ووقف على حافة البئر‪،‬‬

‫وقال لميخائيل رئيس الم ئحكة‪ :‬انزل إلى البئر‪ ،‬واجمع عظام ولدي‬
‫جرجس؛ ن هذا القوي جرجس اعتقد في قلبه ولم يزل حيا‪ :‬أفي‬
‫لن أنجوهذه المرة من ا لة‪ .‬وأنا تركته دلنى فيها (‪ )^ϊϊ‬حتى يؤمن‬
‫بوكامل قلبه ويعلم أفي أنا الله القادر وحده أن ينجيه‪ .‬فنزل‬
‫ميخائيل إلى البئر ورتب جسد القديس جرجس‪ ،‬فأمسك الرب‬
‫يده قائأل‪ :‬يا حبيي جرجس‪ ،‬ثمة ذي اليد التي خلقت آدم ا نسان‬

‫ا ول هلى ا ن تعيد خلقك‪ .‬ونغخ الرب في وجهه وأعاد إليه الحياة‬

‫‪٢٨‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫مرة أخرى‪ ،‬وله وصعد إلى السموات مع م ئهكه القديسين‪.‬‬

‫فقام القديس جرجسى بسرعة من الموت‪ ،‬وكان يمشي في شوارع‬
‫المدينة يبحث عن الملوك‪ .‬فوجد الملوك في الساحة (‪ )κθ‬جالسين في‬
‫الداخل يحكمون‪ ،‬فدخل عليهم مسرعا وقال لهم‪ :‬أال تعرفونني أيها‬
‫الملوك؟ فرفع الملك داديانومى عينيه يحزي وقال للقديس‪ :‬من أنت‬
‫جل‬ ‫إدا؟ قال شهيد المسيح له‪ :‬أنا جرجس الذي قتلتموه أمس‬
‫لبي هذا الذي سيهلككم عما قليل‪ .‬وان الملك‬ ‫احتقاركم‬
‫داديانومى مازال يحملق في وجه القديس وقال له‪ :‬لست أنت‪ ،‬بل‬
‫خياله‪ .‬وقال آخر‪ :‬ربما شبيهه‪ .‬فلما علم أنادوليس ا سهرات تيسى‬
‫قال‪ :‬بالحقيقية هذا جرجس الذي قام من الموت‪ .‬ومن أنادوليس‬
‫(ح) وفرقته كلها‪ .‬وحدث أن عددا من آمن بالمسيح من الجمهور‬
‫صار ث ثة آالف وتسعة وامرأة‪ ٢٢.‬وأمر الملك داديانومى أن يلقوا‬
‫خارج المدينة في الصحراء ووئموا إلى أربعة‪ ٢٣‬مجامع و يجوا‪.‬‬
‫وهكذا أتموا استشهادهم في الخامس عشر من برمهات‬

‫في يوم السبت في الساعة اكاسعة من اليوم‪ .‬وحلوا‬

‫بمجد إلى الفردوسى وصاروا يتشفعون جل الخطاة‪.‬‬

‫وأمر الملك بإحضار القديس جرجسى إلى منصة المحاكمة‪ ،‬وأن‬

‫يؤق بسريرحديد‪ ،‬ويربط البار فيه ويشعل بالرصاص حتى ينصهر‪،‬‬

‫" (ص)‪ :‬ث ثة آالف تسعمائة تسعة وتسعين‬

‫‪٣‬أ(ص)‪:‬ءشرة‬

‫‪٢٩‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ويؤفى بوعاء على هيئة بوتقة من الحديد ويصبو في فمه‪)λ^( ،‬‬

‫وثبتوا ستثن مسمارا عند (في) رأسه في السرير‪ ،‬وأحفروا حجرا‬
‫كبيرا منحو مججم رأسه وألقوا برأسه عليه‪ ،‬وثبتوها بالرصاهى‬
‫ليدحرجوه مع الحجر حتى انحلت أوصال عظامه‪ .‬فتشدد في هذا‬
‫العذاب بقوة‪ .‬فأمر أن يفرع الحجر من عليه‪ ،‬وعلق عاليا منكس‬

‫الرأسى‪ .‬وأن يربط فيه حجركبير وأن يوقدوا أسفله نازا‪ .‬بعد ذلك‬
‫أمرأن يلقى في عجل برونزي وأن يثقبوا بماسميرطويلة فيها‪ .‬فأمر‬
‫الملك المخالف (^) أن نجفرآلة (؟) العجل ويدار داخلها حتى‬
‫تطحن المسامير جسد القديس‪ ،‬حتى تصير أعضاؤه كغبار الجرن‬
‫في الصيف‪ ،‬فتشدد أيغا بقوة‪ .‬فأمر أيغا أن يلقى في السجن‪،‬‬
‫ويثيت في خشبة حتى ينظرماذا سيصغ به أوبًاي حال سيهلكه‪.‬‬

‫ظهر له الرب في تلك الليلة‪ ،‬وهان جميأل جدا في منظره‪ ،‬وقال‬

‫له‪ :‬تشدد يا مختاري جرجس‪ ،‬وقعووال نحز‪ ،‬ني معك‪ .‬يهتكون لك‬
‫جل جهادك‪ .‬هونا أنت قد مت مرة‬ ‫فرح عظيم في السماء‬
‫وأقمتك‪ ،‬سوفي تموت مرتين ألحريين (‪ )λΓ‬وسوفع أقيمك‪ ،‬وفي المرة‬

‫الرابعة سوفي آفي بنغسي في سحاب‪ ،‬والوديعة التي استودعتها‬

‫جسدك سوفي أستردها‪ ،‬أنا من سوف يقوي جسدك المقدسى حتى‬
‫ن‬ ‫تستريح مع آبرام وسحق ويعقوب‪ .‬ال تخف‪ ،‬أنا معك‪،‬‬
‫شهادتك سوفي تحدث أهام هؤالء السبعين ملائ‪ ،‬هؤالء أنت‬

‫فيا‪ :‬كحسب‬ ‫‪٢٤‬‬

 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫ستشهد لي امامهم‪ ،‬وسوف تبقى سبع سنوات يعذبونك على اسمي‪،‬‬

‫تشدد وال نخف‪ .‬وفي اللحظة الني حثاه فيها الرب‪ ،‬صعد إلى‬
‫السموات مع م ئفكته القديسين‪ .‬وكان الشهيد القوي الذي‬
‫للمسيح يتأمل فيه‪ ،‬وبقى ساهزا حق بزوغ الخور وكان فرحا‬
‫بالفرح (دح) الذي منحه له الرب‪ .‬وباكرا أمر الملك أن يؤفى‬
‫بالقديس جرجس إلى منصة المحاكمة‪ ،‬فلما أحضر‪ ،‬قال له واحد‬

‫من السبعين ملائ ؤدما ماجمينتيسى‪ :‬يا جرحسى إفي سائلك آية‪.‬‬
‫أقسم بسيدنا الشمس والسبعين إلها وأم ا لهة أردميسى مخلصة‬
‫العالم كله‪ ،‬أن أؤمن بآلهتك وأسجد لها حسنا‪ .‬فقال القديس‬
‫جرجس له‪ :‬أخبرني بطلبك‪ .‬قال ماجمينتيس الملك له‪ :‬هوذا سبعون‬
‫عرسا موجودون‪ ،‬لكل واحد عرشه‪ ،‬وألواحه الخشبية كل واحد فيهم‬
‫له ما يميزه؛ (‪ )λ6‬البعض من أشجار مثمرة‪ ،‬والبعض من أشجار‬
‫غير مثمرة‪ .‬إذا ظهر وخرج جذر من ا لواح الخشبية‪ ،‬وكل‪ ،‬واحد‬
‫فيهم أزهر بسبب طلبتك وا لواح الني من الشجر المثمر تأفي‬
‫بثمر‪ ،‬وتلك الني من شجر بأوراق غير مثمرة مخرج هذا (أوراقا‬
‫فقط)‪ ،‬فسوف أؤمن بإلهك‪ .‬فسقط القديس جرجس على وجهه‬
‫وتضرع إلى الله وقائ طويأل بتنهد‪ .‬فلما أتم الص ة وقال ا مين‪.‬‬
‫ن روح الرب نزلت‬ ‫حدث خوف شديد وارتجاف وقت قيامه‪،‬‬
‫على العروى‪ ،‬فانحلت ا لواح الخشبية وأخرجت جذورا‪ ،‬وتلك‬
‫التي (من أشجار) مثمرة أخرجت ثمرا‪ ،‬وتلك الني (من أشجار)‬

‫‪٣١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫غيرمثمرة ؤ؟‪ )λ‬أخرجت أوراقا‪ .‬حينئذ قال ماجمينتيسى الملك له‪:‬‬

‫ن قوته ظهرت في الخشب الجاف‪.‬‬ ‫عظيم هو ا له هركليس‬
‫فأجاب القديس جرجس وقال‪ :‬الله الذي خلق السماء وا رض هو‬
‫الذي جعل غيرالكاش كاثائ‪ ،‬نكيف تضعه في مساواة مع هركليس‬
‫الوثن ا صم ا عى الذي سوف تهلك معه بسرعة‪ .‬فأجاب الملك‬
‫داديانومى وقال للقديس جرجس‪ :‬يا مختارالجليليين! أعرفا كيف‬
‫سأهلكك‪ .‬حينئد أمرأن يؤق بمنشاركبير وئثر من وطه فصار‬
‫نصغين وأسلم الروح‪ .‬فأحفرآنية كبيرة ليلقوا فيها بنصغي جسد‬
‫القديس مع حديد (‪ )λζ‬وزفت ودهن ابهائم وقار‪ ،‬وأشعل أسفلها‬
‫دشدة حتى أنها كانت تغلي‪ ،‬وألسنة النيران تتصاعد بشدة‪ .‬حتى أن‬
‫الوقادين هربوا هنا وهناك من شدة ألسنة النيران‪ ،‬وكانت ترتفع‬
‫خمسة عشر ذراعا‪ .‬فاخذوا ما تتطاير من ا نية (أطراف المرجل)‬
‫للملك وقالوا‪ :‬لقد فني ذلك ابطال وانش‪ .‬فأمر الملك أن يحمل‬
‫وتطمس في ا رض مع ا نية وأعضاء القديس التي فيه‪ .‬حتى ال‬
‫يجد المسيحيون رفاته ويقيموا ضريحا له‪ .‬فلما انتش الخدم من‬
‫طمس ابار‪ ،‬هربوا حدث اضطراب عظيم في الجوتزلزلت ا رض‬
‫حتىؤ‪١‬جح) أساستها وإذا بالرب يسوع المسيح نزل من السماء مع‬
‫م ئئته القديسين‪ ،‬ووقف على المكان الذي فيه ا نية مدفونة‪.‬‬
‫وقال لزالثييل (‪ )Ζ^λ^θΧ‬الم ك‪ :‬أصعد هذه ا نية‪ .‬فلما أصعد‬
‫ا نية‪ ،‬وكبها على ا رفى‪ .‬فأجاب رب القوات عليه‪ :‬يا جرجس‬

‫‪٣٢‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫محتاري قم‪ ٠‬أنا الذي أقمت لعازر من الموت‪ ،‬هكذا أيضا ا ن أنا‬
‫آمرك أنى تقوم‪ ،‬واصعد من ا نية‪ ،‬وقف على قدميك‪ .‬أنا هوالرب‬
‫إلهك‪ .‬فقام القوي في تلك اللحظة بالحقيقة بقوة عظيمة (‪ )λθ‬مثل‬
‫واحد لم يصبه ألم على ا ط ق‪ .‬وكل واحد رأى‪ ،‬تعجب‪ .‬فقال‬
‫الرب له‪ :‬دعو وتشدد يا جرجسى حبيي ن فرحا عظيائ يصخر لك‬
‫في السموات وعلى ا رض وأمام أبي الصالح وأمام م ئعتكني بسبب‬
‫جهادك‪ ،‬قفو ني أنا معك ‪ .‬وصعد إلى السموات مع م ئحكته‬
‫القديسخن‪ .‬فقام القديس جرجس ومثى وأرسل إلى الملك وقال له‪:‬‬
‫هوذا أنا أتمشى في المدينة واعئم‪ .‬في تلك اللحظة أمر الملك أن‬
‫يمسكوه وأن يحضروه إليه إلى منصة المحاكمة‪ .‬وبينما هوآت كان‬
‫يصرخ‪ :‬يا منصة الحتكم‪ ،‬يا منصة الحتكم‪ ،‬أتيت إليك‪( .‬يج) أنت‬
‫مع أبوللون خاصتك وأنا مع ربي يسوع المسيح ابن الله اص‪.‬‬

‫وض ذي امرأة اسمها كوالستيتي صرخت وقالت تجاه القديس‬

‫جرجس شهيد المسيح‪ :‬سيدي جرجس‪ ،‬ابني أسزج ثوره في الحقل‪،‬‬
‫فسقط الثور ومات‪ .‬أعئ ضعفي‪ ،‬أعلم يا سيدي أن الله يقدرمن‬
‫خ لك‪ .‬فقال لها القديس‪ :‬خذي هذه العصا من يدي‪ ،‬ويري إلى‬
‫الحقل‪ ،‬وضي العصا على رقبة الثور وتقولي‪ :‬هذا ما يقوله جرجس‪،‬‬
‫باسم يسوع المسبح قم وقف‪ .‬ففعلت كما قال له‪ ،‬ا فقام الثور في‬
‫الحال‪ ،‬ومجدت المرأة الله وقالت‪( :‬هيج) مباركة الساعة الني أتيت‬
‫فيها إلى هذه المدينة‪ ،‬بالحقية أنت نبي‪ ،‬والله افتقد شعبه‪ .‬فأرسل‬

‫‪٣٣‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫داديانوس ثانية في طلب الشهيد‪ .‬فلما أق قال تراكيالي الملك معه‪:‬‬

‫يا جرجس‪ ،‬إن الخشب الجاف الذي أزهر‪ ،‬ال نعلم على وجه‬
‫التحديد إن كان الله هو من جعله يزهر أم آلهتنا‪ .‬لطن هوذا قبر‬
‫لدينا تحت الصخرة في الطريق إلى المدفن وال أحد يعرف الطريق‬
‫وال يايه‪ .‬فإن يطلباتك قامت عظام الموق نًاقسم بسيدي الشمس‬
‫والقمر(‪ )MB‬وأردميس أم ا لهة أفي سأؤمن بإلهك وأصير مسيحيا‪.‬‬
‫فأجاب الطوباوي جرجس قائأل‪ :‬يحضرني الصوت الذي سمعته في‬
‫ا نجيل قائأل‪ :‬إن كان لطم إيمان مثل حبة خردل فتقولوا لهذا‬
‫يععى عليهكم شيء‪ ٢٥.‬قم أنت مع الملك‬ ‫الجبل انتقل من هنا ف‬
‫وبافي ملوك مصر وامشوا‪ ،‬وافتحوا باب القبر‪ ،‬واجمعوا‬ ‫داديانو‬
‫عظام الموق التي فسدت‪ ،‬وتراب من ماتوا أحضروه لي هنا‪ .‬فذهب‬
‫الملوك الث ثة للوقت (‪ )μγ‬إلى طريق القبر‪ ،‬وفتحوا باب القبر‪ ،‬ولم‬
‫يجدوا عظام أي من ا موات فيه‪ .‬وجمعوا الرماد من العظام الني‬
‫وجدوها واحضروها للقديس جرجس‪ .‬حينئذ سقط القديس‬
‫جرجسى على ركبتيه‪ ،‬وصق لمدة ساعة‪ ،‬ولما أتمم ا مثن‪ ،‬حدث‬
‫اضطراب عظيم وبروق نار وأنارت تلك العظام‪ .‬وللوقت خرج‬
‫منها خمسة رجال وتسعة نساء وث ثة أطفال ذكور‪ .‬فلما رأى الملوك‬
‫ما حدث تعجبوا‪ .‬حينئذ دعا الملوك واحد من الذين قاموا من‬
‫الموت وقالوا له‪ :‬ما اسمك؟ فأجاب الذي قام من الموت (‪ )μλ‬وقال‪:‬‬

‫مت ‪٠ :١٧‬‬

‫‪٣٤‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫اسي اسوبين‪ ،‬فقال له الملك‪ .‬من دغم سنة مت؟ قال‪ :‬من مائتي‬
‫سذة‪.‬فقالله الملك‪ :‬في ذلك الوقت أق المسيح إلى العالم أم ال؟‬
‫نقال الذي قام من ا موات له‪ :‬ال أذكر ولم أسمع مطلقا أنه أق‪.‬‬
‫فقال له داديانوس‪ :‬تؤمن إذا بمن من ا لهة؟ فقال الذي قام من‬
‫ا موات‪ :‬ال تجبرني أيها الملك‪ ،‬ني مخزي أن أقول أني آمنت بتن‬
‫مرى ا لهة‪ ،‬كنت أؤمن بواحد من ا لهة دد׳تى أبوللون أحمق وأصم‬
‫وأعى‪ .‬لما تركت المعيشة الشريرة لهذه الحياة‪ ،‬صرت أحيا في الطرق‬
‫الني في نهر ابار (جهآ) إلى أن أذهب حيث يوجد الدود الذي ال‬
‫يموت‪ ،‬أنت إذا لم تسمع بطتب المسيحيين المعلنة؟ ذكرتني في‬
‫ذلك اليوم المخيف وفي الطريق الذي ال عون فيه‪ ،‬لكنه مريب‬
‫ومخيف ليس فيه رجة‪ ،‬وال يمطن استرضاء القاضي‪ ،‬لطن عمل‬
‫كل واحد الذي عمله يوضع أمام عينيه‪ .‬حينئذ يجيب القاص‬
‫ويقول‪ :‬أخبروفي بعمل كل واحد فيطم‪ ،‬فًانا أجازيه حسب ما‬
‫فعل‪ .‬اسع ما أعلن لك أيها الملك أن كل إنسان على ا رض‬
‫ويعترف أن من صلب هو المسيح‪ ،‬إن كان عليه الكثير من ؤ‪٦‬يج)‬
‫الخطايا ويرحل من هذا العالم الشرير‪ ،‬يحيا في قيود بسبب الخطايا‪،‬‬
‫ن الرب يسوع ينظر (بعين‬ ‫لكنه في يوم الرب سوف يستريح‬
‫االعتبار) في العقوبات في يوم الرب‪ .‬أحا أنا فحتى في يوم الرب ال‬
‫في لم أعترف بربوبيته بينما كنت على‬ ‫أمنح راحة مطلعا؛‬
‫ا رض‪ ،‬فكيف إذا نعترف به بينما نعبد أوثان وأصنام ال تتحرك‬

‫‪٣٠‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫على ا ط ق‪ .‬فأجاب الملك وقال‪ :‬لقد فقدت راحتك (قلبك‬

‫انفك) بسبب الزمن الطويل لهذه المائي عام‪ .‬فنظر الذي قام من‬
‫ا موات شهيد المسيح القديس جرجس وقال له‪ )mz( :‬يا سيدي‬
‫شهيد المسمح‪ ،‬أطلب إليك أن تمنحنا المعمودية المقدسة الني‬
‫للمسيح‪ ،‬حتى ال نسقط في العقاب الذي غن فيه مرة أخرى‪ .‬فلما‬
‫رأى القديس جرجس إيمانهم‪ ،‬خبط في ا رض فانفجرت مياه‪،‬‬

‫وعمدهم باسم ا ب واالبن والروح القدس‪ .‬وقال لهم‪ :‬سيروا‬

‫بس م إلى الفردوس‪ .‬وللوقت اختفوا ولم يروا‪ .‬فصار الملك في‬
‫اندهاش لبرهة من الوقت وأجاب الملوك الذين معه وقالوا ‪ :‬هذا‬
‫الرجل ساحر‪ ،‬وبسحره استحضر شياطين أمامنا‪ ،‬وقال إفي أقمت‬
‫(‪ )μη‬أمواتا‪ .‬أنا أيضا سوف أذل هذا الجنس كله الذي هو‬
‫المسيحيين‪ .‬فًامر‪ :‬أحضروا لي أرملة فقيرة حيث ال يوجد من هو‬
‫في مثل فقرها في العالم‪ .‬وبحثوا في المدينة ووجدوا له ا رملة‬
‫الفقيرة‪ ،‬فطرحوها مع البار يريدون إذالل المسيحيين‪ .‬حينما‬
‫أحضروا البار إلى بيت ا رملة قال لها (القدص)‪ :‬أعطني خبزا‬
‫ني جايع جدا‪ .‬فًاجابت المرأة ا رملة الفقيرة‪ :‬ال خير في مهزلي يا‬
‫سيدي‪ .‬فقال القديس جرجمس لها‪ :‬تؤمنين بمن من ا لهة‪ ،‬حيث ال‬
‫خبرفي المغزل؟ قالت المرأة له‪ :‬أؤمن بأبوللون وهركليس إلهين الملوك‬
‫العظيمين‪ .‬فقال القديس جرجس لها‪ :‬بالحقيقة ختفم الله عادل‬
‫(‪ )ΜΘ‬نه ال يوجد خزفي المنزل‪ .‬فلما أمعنت المرأة النظرفي وجهه‬

‫‪٣٦‬‬
 ‫سهرة الشهيد جرجس‬

‫رأت وهه كوجه م ك الرب‪ ،‬نقالت في نفسها‪ :‬سوف أخرج‬

‫بحث عن خبز عند أربابي وجيراني‪ ،‬ضعه عند رجل الله‪ .‬لعلي‪،‬‬
‫في مجيئه إلى منزلي‪ ،‬أجد نعمة أمام جبراني‪ .‬فلما خرجت المرأة‬
‫ا رملة الفقيرة‪ ،‬جلس البار عند قاعدة عمود خشب في مهزلها‪،‬‬
‫وللوقت أزهر العمود وأفرع‪ ،‬وصارشجرة كبيرة‪ ،‬وارتفع عن المهزل‬
‫بمقدار خمسة عشر ذراعا‪ .‬وإذ (‪ )η‬بميخائيل رئيس الم ئحكة أق‬
‫إيه ومعه منضدة مملوءة من كل ما هو طيب‪ ،‬وأكل القديس‬

‫وتشدد‪ ،‬وكانت المنضدة مليئة بالخبزوكل ما هوطيب‪ .‬فلما دخلت‬

‫المرأة ا رملة الفقيرة إلى مهزلها رأت أعجوبة عظيمة‪ ،‬منضدة‬
‫موضوعة مليئة بحكل ما هو طيب والعمود الذي أزهر من شخب‬
‫جاف‪ ،‬فقالت في قلبها‪ :‬إله المسيحيين ذكرفقري (أنا) ا رملة‪ ،‬أق‬
‫عند النفسى التعيسة حتى يعينني‪ .‬وللوقت‬ ‫شهيده إلى منزلي‬
‫جلست عند قدي القديس وجدت له‪( .‬ةة‪١‬ج) فأجابها القديس‬
‫جرجسى وقال لها‪ :‬قوي وقفي على قدميك‪ ،‬أنا لست إله المسيحيين‪،‬‬
‫لحكن أنا عبد له وقبلت ا لم على اسمه القدوس‪ .‬فقالت المرأة له‪:‬‬
‫سيدي‪ ،‬إذا وجدت نعمة أمامك اسمح لي أن أتجاسرأن أقول كلمة‬
‫أمامك‪ .‬فقال لها القديس‪ :‬تحكلي‪ .‬فقالت المرأة له‪ :‬يا سيدي‪،‬‬
‫يوجد لي هناك وك في التاسعة من ׳عمره‪ ،‬وهوأعمى وأصم وأخرسى‬
‫وأعرج‪ ،‬وأخزى من إخبار جيراني‪ ،‬إذا جعلته يرى ويسمع ويتكلم‬
‫سوف أؤمن بإلهك‪ .‬فأجاب ايار وقال لها‪ :‬أحضري الولد لي هنا‪.‬‬

‫‪٣٧‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫حينئذ أحضرت الولد له من (‪ )NB‬الطابق الثالث لمرلها وتتكأته‬

‫في حضن البار‪ ،‬فكان القديس جرجس يطلب من أجله في لجاجة‬
‫وكانت رأسه محنية وكان الولد في حضنه فنغخ نيه فسقطت وشور‬
‫من عينيه وللوقت انفتحت عيناه‪ .‬فقالت المرأة له‪ :‬ياسيدي أطلب‬
‫إليك أن تجعله يتكلم ويسمع بأذنيه‪ ،‬وأن يقوم ويمشي على قدميه‪،‬‬
‫في‬ ‫نقال القديس جرجس لها‪ :‬يا امرأة هذا يهئني له ا ن‬
‫سأحتاجه أن يخدمني في أمر‪ ،‬فمتي ناديت عليه‪ ،‬سيسمع صوفي‬
‫وسيمشي ويخدمني‪ )ΜΓ( .‬فلم تتكلم المرأة‪ ،‬ولم تقدر أن تجيبه‬
‫بكلمة نها كانت تنظر وجهه كوجه م ك الله‪ .‬حينئذ عندما‬
‫عاد الملك المخالف غير التثني داديانوس‪ ،‬والتسعة وتون ملكا‬
‫معه‪ ،‬من الوليمة‪ ،‬كانوا يترهون في شوارع المدينة‪ ،‬فلما نظر تنين‬
‫الهاوية الملك داديانوس‪ ،‬ورأى الشجرة التي نمت بقول البار سأل‬
‫الروساء خاصته‪ :‬هذا مشهد جديد‪ ،‬هذا الثيء؛ الشجرة‪ .‬فأخيروه‬
‫وقالوا له‪ :‬هذا هوالطريق الذي كان ألني فيه القديس العظيم الذي‬
‫من الجليل جرجس‪ .‬فأمر الملك بإحضاره وأن يوقفوه أمام الشعب‪،‬‬
‫رحمة حتى تهشم جسده‪( ،‬داج) والتهبت ضلوعه‬ ‫وأن يعذب ب‬
‫من شدة اليران‪ ،‬وألقوا قاعدة (وعاء) نار على رأسه‪ .‬بعد هذا‬
‫علقوه وكشطوه‪ ،‬ومألو جامة حديد مملوءة بالتار ووضعوها عند‬
‫ضلوعه حتى أسلم الروح‪ .‬وأمر الملك أن يأخذوا جسده وأن‬
‫دطزح على جبل عال‪ .‬وكان اكين يقول في قلبه‪ :‬سوف تأفي طيور‬

‫‪٣٨‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫السماء وتأكل جسده‪ .‬فلما حمل الخدام جسد المطوب على الجبل‬
‫الذي يدض سيريس (‪ ،)cipic‬طرحوه هناك وعادوا‪ .‬ولما ابتعد خدام‬
‫الشيطان (جآج) قليأل عن الجبل نحو ث ثين غلوة (‪)dou‬‬

‫حدث رعد في السماء وبروق‪ ،‬حتى اهر الجبل كله‪ ،‬وإذا بالرب يأق‬
‫محمو على سحابة‪ ،‬وقال للقديس جرجس‪ :‬يا محتاري الحسن‪ ،‬قم‬
‫من الرقاد‪ .‬وللوقت قام شهيد المسيح‪ ،‬وأسرع في إثرالخدام صارحا‬
‫حتى آفي معهكم‪ .‬فلما نظر الخدام‬ ‫تجاههم قائأل‪ :‬توقفوا قلي‬
‫خلفهم رأوا (‪ )μγ‬البار جرجس يجري في إثرهم‪ ،‬فمجدو الله‪،‬‬
‫وانطرحوا عند قدميه وطلبوا منه قائلين‪ :‬ارحمنا وهب لنا ختم‬
‫المسيح‪ .‬فعمدهم المبارك اليار القديس جرجس باسم االب واالبن‬
‫والروح القدس‪ .‬وأتوا ووقفوا أمام الملك المخالف وصرخوا كلهم‪:‬‬
‫جل‬ ‫نحن مسيحيون ع نية‪ .‬حينئذ تملك الملوك خوف عظيم‬
‫هذا ا مر‪ .‬فًامر أن يؤق بالخدم وأن يمتثلوا أمامه‪ .‬واسم واحد‬

‫فيهم كان ك ودافي‪ ،‬فعلقوه وعذبوه‪ .‬ووخر يد׳تى السيري‬

‫والسيريافي‪( ،‬هذا) مات بحد السيف‪ ،‬وكليكون ري للوحش‪ .‬بعد‬
‫هذا أمر الملوك أن يؤق بالقديس جرجس‪ ،‬وأجابه الملك داديانوس‬
‫وقال له‪ :‬يا جرجس أقسم (‪ )νζ‬بربي الشمس والقمروا لهة وأمهم‬
‫أردميس‪ ،‬أفي أشفق عليك مثل ابن حبيب لي‪ ،‬وكل ما تطلبه مني‬
‫سوف أهبه لك‪ ،‬فقط اطعني كأب ووافق أن تأتي وتسجد لآللهة‬

‫حرفيا‪ :‬وضع تحت السيف‬

‫‪٣٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫وحدها‪ .‬فأجاب القديس جرجس وقال له‪ :‬إني أتعجب من ك مك‬

‫الذي تقوله ا ن‪ .‬كنت لديك (تحت سلطانك) حتى اليوم‪ ،‬لماذا لم‬
‫تقل لي هذا (من قبل)؟ هونا سح سنين مضت وأنت تعذبني‬
‫وقتلتني ث ث مرات‪ ،‬ومت‪ ،‬وأقامني ربي يسوع المسيح ث ث‬
‫مرات‪ .‬بالرغم من هذا لم أسح منك هذا الك م سوى ا ن‪ .‬أال‬
‫تعرف أيها الملك أن جنس (‪ )NH‬المسيحين هذا مجادلون‬
‫(مشاكسون) ويقاومون الذين يقاومونهم‪ ،‬ا ن أنا مستعد‬
‫لج لتك أن أذبح لهتك العظيمة أبوللون الذي تحبه‪ .‬فلما سح‬
‫الملك داديانوس هذا فرح جدا وأمسك برأس القديس جرجس‬
‫وقبلها‪ .‬فقاومه البار وقال‪ :‬حاشا أيها الملك‪( ،‬هذا) ليس من عادة‬
‫الجليليين‪ ،‬إن لم يسجدوا لآللهة أو ‪ ،‬لكن مرا ن أن أطرح ني‬
‫السجن حتى غده‪ .‬فأجاب الملك وقال له‪ :‬لن يحدث بعد ا ن أن‬
‫أعذبك‪ ،‬لتكن كل تعب ألحقته بك (‪ )μθ‬فلتغغره لي حيث أفي‬
‫فعلته يجهل‪ .‬اقبلني مثل أب لك‪ .‬تعال ا ن حتى آخذك إلى الب ط‬
‫في الطريق حيث الملكة ألكمهاندرا في مضجعها تستريح‪ .‬فلما‬
‫أدخله الملك تركه مع الملكة ألكساندر في الداخل‪ ،‬وأغلق الباب‬
‫عليهما‪ ،‬وذهعب الملك ن الوقت كان مساء‪ .‬حينئد انحتى القديس‬
‫جرجس على ركبتيه وابتدأ يطلب الله قائأل‪ :‬يا الله إلبي ليس من‬
‫يثبهك في ا لهة‪ ،‬أنت هو الله الصاخ العجائب‪ ،‬لماذا تصرخ أمم‬

‫وتتحدث شعوب بك م فارغ‪ ،‬اجتمعوا (‪ )٦‬ملوك ا رفى كاهم‬

 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫نًاجابت الملكة‬ ‫والرواء وتحدثوا ضد الرب ومسيحه‪.‬‬

‫ألكساندرا وقالت للقديس‪ :‬يا سيدي جرجمى إفي أسمعك جيدا‪،‬‬
‫وأتوق إلى ك مك‪ ،‬ما الذي تصيح به‪ ،‬أوما الذي قلته‪ ،‬أومن هو‬
‫المسيح‪ ،‬عرفني به حتى أعرفه‪ .‬فًاجاب القديس جرجمى وقال‪ :‬إذا‬
‫أردت أن تعرفي المسيح وك مه فاسمي يا ألكساندرا‪ .‬لما خلق الرب‬
‫السماء وا رنى‪ ،‬أخذ طيائ من ا رنى وصع ا نسان على شبهه‬
‫كمثاله‪ ،‬وصورته‪ ،‬كيف صغ الهراب جسدا‪ .‬أيضا خلق منه عرو‬
‫(؟) وخلق (ة‪ )٦‬جلنا وكل ما يتعلق به‪ ،‬وبافي ا عضاء في ا نسان‪،‬‬
‫وخلق ا عين والفي‪ ،‬ولسا وجرة‪ ،‬ولق أيددا‪ ،‬وكل ما أعطاه‬
‫ل نسان‪ .‬أليست أرئى كائنة؟ والله المسبح لبس (أخذ) جسدا من‬
‫العذراء القديسة مريم وتأنس‪ ،‬هوالله الذي أقامني من الموت‪ ،‬وأنا‬
‫أقبل هذه ا الم على اسمه القدومى وأبيه الصالح والروح القدس‬
‫ومن أجل آدم‪ .‬يا ألكساندرا الملكة‪ ،‬خلق الله السماء‪ ،‬وبل‬
‫الشمس والقمر المنيرين وابجوم واليافي‪ .‬فًاجابته الملكة‪ :‬أخبرفي‬
‫بالكلمة‪ .‬قال القديس جرجسى لها‪ )٦β( :‬إن غائد ا وثان في العالم‬
‫حيث يخدمون صنعة‬ ‫اليوم يعبدون أشياء بغيضة وليس الله‪،‬‬
‫روح ويزدرون بالله خالق الكل‪.‬‬ ‫أيادي ا نسان ا وثان التي ب‬

‫حاء الس القبطي كالتالي‪:‬‬

‫‪(١٨ωλ0Ν‬סי‪٦‬ד‪٢۴١6‬ס ‪6‬ع‬ ‫‪ercpon beu‬‬ ‫‪niKOCMOC Μφοογ 6γφ6ΗφΙ NNITGMCIN 6‬‬
‫ح‪٢‬‬
‫‪0 0‬‬ ‫אא ؛‬
‫‪Φ‬‬

‫المعنى غيروافح بالص واستعنت بالرجمة ا نجليزية لبدج‬

‫‪٤١‬‬
 ‫سبرة الشهيد جريس الشهيربالرومافي‬

‫نقالت له الملكة‪ :‬ليست إدا ا لهة شياطين؟ نقال القديس جرجس‬

‫لها‪ :‬بلى‪ ،‬ي شياطين‪ .‬فقالت الملكة له‪ :‬بأية حال صار العالم‪.‬‬
‫فأجاب القديس جرجسى‪ :‬اصغ لي أيتها الملكة ألكساندرا‪ .‬يقول‬
‫البي داود‪ :‬الجالس على الشاروبيم‪ ،‬اظهرأقم قوتك تعال كنجيني‪٢٩.‬‬
‫وقال أيضا‪ :‬سوف يغزل مثل هاء المطر على صوف‪ ،‬الذي هوالمطوبة‬
‫العذراء مريم‪ ٣ .‬أيضا حبقوق النبي يصيح قائأل‪ :‬يا رب (‪)٦٢‬‬
‫سمعت صوتك وخفت‪ ،‬شاهدت أعمالك وتعجبت‪ .‬لما قال البي‬
‫هذا بالحقيقة عرف أن المسيح يسوع آت إلى العالم وخاف وشاهد‬
‫جل أن يصير ل‪ ١‬خ ص لتي ينجينا من الشرير‬ ‫أن الله تأنس‬
‫عدوكل حق‪ ،‬الذي خدمه هؤالء السبعون ملكا المخالفون ا شرار‪.‬‬
‫فأجابت الملكة وقالت‪ :‬بالحقيقة حسن تفكلمت‪ ،‬لقد أقنعتي بأن‬
‫المسيح هوإد اكل‪ ،‬ا ن أتوسل إليك أن تطلب جلي أن يذهب‬
‫عني كل ض ل الشياطين وا وثان معا‪ .‬فأجاب القديس جرجسى‬

‫شيء من‬ ‫وقال لها‪( :‬ت‪ )٦‬إن آمنت بالذي صلب يسوع المسيح ف‬
‫دنس الشياطين يقدر أن يقرب منك على ا ط ق‪ .‬فقالت له‪:‬‬
‫نه شرير جدا‬ ‫أؤمن يا سيد جرجس لئن أخاف من الملك‬
‫ويغتك‪ ٣٢‬با جساد مثل الوحوش فاحفظ هذا السر وال تخيره شيائ‬

‫‪١‬أمز’‪ً ،١ :٨‬ا‪.‬‬

‫'‪٣‬مز ‪.٦:٧‬‬

‫‪٣١‬حب‪.٢ :٣‬‬

‫"احرفيا‪ :‬يلتهم‬

‫‪٤٢‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫حتى أنال إكليل الشهادة في ملكوت المسيح‪ ،‬اتركني حتى أسهريح‬

‫للصباح‪.‬‬

‫فلما أض‪١‬ى النهار‪ ،‬أمرالملك التنادي بأن يصيح في المدينة كلها‬

‫ويقول‪ :‬اجتمعوا كلكم لهروا العظيم الذي من الجليل يسجد‬

‫بوللون‪ .‬وأمر الملك أن نقتل القديس جرجس بحكرامة إلى‬
‫المعبد حتى يذبح (‪ )٦6‬بوللون‪ .‬فأجاب القديس جرجس وقال‬
‫للخدام الذين أتوا في طلبه‪ :‬اذهبوا للملك وأنا مع الكهنة ووالة‬
‫بولون ونسجد له‪ .‬فكان‬ ‫(‪ )στρατηγός‬المعبد وسوف نذهب‬
‫المنادي يستمر بشدة في جمع أهل المدينة كلها الصغير والكبير لخروا‬
‫المشهد‪ .‬فلما سمعت المرأة ا رملة الفقيرة الذي شفى القديس ابنها‬
‫ورأى‪ ،‬كشفت رأسها وشقت ثيابها وهرعت إلى الطريق الذي كان‬
‫فيه القديس وقالت له‪ :‬يا مقيم الموق ومنير العميان من مولدهم‬
‫بالنظر‪ .‬الجاف (^) الذي فسد جعلته شجرا مثمرا وصار مزهرا‬
‫حسنا‪ ،‬الذي جعل عمود منزلي يزهر وصار شجرة عظيمة‪ ،‬ومأل‬
‫منضدتي بخبز ول ما هو طيب‪ ،‬الذي أظهر عجائب كثيرة مخزيا‬
‫الشيطان‪ .‬أما ا ن فأنت تذهب إلى أبوللون أتسجد له لتخزي‬

‫جنس المسيحيين كله؟ فلما سمع القديس جرجسى هذا مط شفتيه‬

‫وضحك لها وقال لها‪ :‬أنزلي ابنك ا ن من يديك‪ .‬فللوقت أنزلته‬
‫فقال القديس جرجسى للولد الصغير أريد باسم سيدي يسوع‬
‫المسيح أن تخدمني في هذا ا مر (ة‪ )٦‬فللوقت سمع الولد الصغير‬

‫‪٤٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫بأذنيه وأق وقفزعند القديس جرجس نقال القديس جرجس له‪:‬‬

‫تعال ادخل معبد أبوللون وقل للمجتمعين فيه إن جرجس عبد‬
‫المسيح يناديك‪ .‬فدخل الولد الصغير المعبد في عجلة وقال له‪:‬‬
‫ن عبد‬ ‫أتحدث إليك أيها ا عى ا صم الجاهل‪ ،‬تعال بسرعة‬
‫المسيح القديسى جرحبس يدعوك‪ .‬فالروح الشرير الساحكن في‬
‫الوثن صرخ فيه وقال‪ :‬أيها الناصري جذبت كل واحد إليك‪ ،‬الولد‬
‫الصغير أيضا الذي أرسلته إلي ليرذلني‪ .‬فللوقت (‪ )٦η‬تمثال‬
‫أبوللون تزعزع من قاعدته وأق إلى القديس جرجس‪ .‬فأجاب‬
‫القديس جرجس وقال له‪ :‬نعم! أنت هوإله ا مم‪ .‬فقال له الشيطان‬
‫الساطن فيه‪ :‬تمهل علي‪ ،‬سوف أخبرك بطل شء قبل أن تخيرني‪.‬‬
‫فقال القديس جرجس له‪ :‬تئلم‪ .‬فابتدأ أن يتكلم ويحي كل شء‬

‫أمامه قائ ‪ :‬سيدي قديس الله‪ ،‬وال تئن غير عارف‪ ،‬منذ البدء‬
‫خلق الله جنة في عدن جهة الشرق ووضع فيها ا نسان هذا الذي‬
‫خلقه الله كشبهه‪ .‬نقال الرب فليأت الم ئئة ليسجدوا له‪.‬‬
‫فللوقت أق (‪ )٦θ‬ميخائيل مع جنده كلهم من الم ئئة‪ ،‬أتوا‬
‫وسجدوا له‪ .‬أما أنا لم أسجد لإلنسان الذي خلقه الله‪ ،‬لئن‬
‫قاومت كمة الله قائ ‪ :‬أيها القافي العادل‪ ،‬أنا (جبلت) قبل هذا‪.‬‬
‫فكيف أسجد لمن هوأقل شأنا مني‪ ،‬يظلل علي الشاروبيم المملوئين‬
‫حينئذ غضب الله علي وطرحني عن مجدي الذي كنت‬ ‫أعينا‪.‬‬

‫هذه الرواية منتشرة في التقليد اليهودي‪ ،‬وذكرت في كتاب عن حياة آدم وحوا في كتب ا بوكريغا‬

‫‪٤٤‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫فيه‪ .‬وطرحت من ‪ ١‬لسماء مثل ‪ ١‬لنثر من عل ‪ ١‬لصخرة‪ ،‬وهرت‬

‫مقيدا‪ .‬وا ن أنا أسحكن هذا الوثن وأضل أبناء ا نسان‪ ،‬وأطير‬
‫وأتعلق حتى فلك السماء‪ ،‬وأسمع الم ئحكة يسبحون الرب‪ .‬فإذا‬
‫سمعت قضاء واحد أنه سيموت وسيخرج من العالم أذهب (‪)0‬‬
‫إليه حتى أتعبه حتى يجدف عل الله‪ .‬فأجاب القديس جرجس‬
‫وقال له‪ :‬أنت لم تقل الحقيقة‪ ،‬المخلوق من كذب لكنك طردت من'‬
‫السماء يسبب كبريائك حينما أعددت لك عرشا لجلس عليه'‬
‫وتجعل نفسك مساويا للعلي (هكذا) قلت‪ .‬فللتو طرحك من‬
‫السماء إلى عمق البحر مع قواتك كلها‪ .‬هذا لما سمعه صمت ولم‬
‫يتحدث ببنت الشفة‪ .‬للتو ضرب القديس جرجس عل ا رض‬
‫ففتحت ا رض فاها وقال للتمثال اذهب ا ن إلى أسفل الهاوية‬
‫أيها الروح الشرير حتى تتحدث لألنفس (ه‪ )0‬كلهم التي أهلكتها‪.‬‬
‫فللوقت نزل إلى الهاوية مع الوثن الذي كان يسكنه الروح‪ .‬فضرب‬
‫القديس جرجس بقدمه عل ا رض فعادت كالسابق‪ .‬بعد هذا حق‬
‫القديس جرجس حزامه واقهرب إلى تمثال هركليمس ودفعه عل‬
‫ا رض محطما إياه‪ .‬وقال بافي ا وثان‪ :‬اذهبوا للهاوية ياآلهة ا مم‪.‬‬
‫في أتيت إيغم بغضب وحنق‪ .‬فلما رأى كهنة المعبد ووالته‬
‫وخدم ا وثان الدمار الذي لحق با لهة‪ ،‬أمسكوا بالقديس‪ ،‬وقيدوا‬
‫يديه خلفه (‪ )0Β‬وحملوه للملك وأخبروه بحكل شيء مما حدث‬

‫اليهودية‪ .‬لقراءة القعة كاملة يمحكن العودة إلى‪.Charles 1913, 123- 154 :‬‬

‫‪٤٥‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫لآللهة وأبوللونى أنه انطرح أسفل للهاوية‪ .‬فلما سمع الملك‬

‫داديانوس هذا جن وقال للقديس جرجس‪ :‬أيها المستوجب اله ك‪،‬‬
‫ألم تقل لي إنك ستذبح لآللهة المكرمة حيث هم وتسجد لآللهة‬
‫وسهرفع اللبان لهم وشرعهتة في أعمال السحر هكذا أنت ال تعرفة‬
‫أن روجك في يدي‪ .‬فأجاب القديس جرجس وقال له‪ :‬اذهب‬
‫وأحضر لي أبوللون هنا وأنا سوف أسجد له أمامك‪ )or( .‬فقال له‬
‫داديانوس‪ :‬هكذا أخبرني الكهنة أنه ذهب للهاوية‪ ،‬وا ن تريد أن‬
‫ترسلني حيا هناك أيضا‪ .‬فأجاب القديس جرجس وقال للملك‪:‬‬
‫إذ إن أبوللون هو إلهك العظيم‪ ،‬فكيف ال يقدر أن ينمه نفسه‬
‫بنفسه لكنه كان ‪ ١‬ول في الهالكين من آلهتك كلها السبعين في‬
‫عددهم‪ .‬هذا أنت تأمل فيه أن ينجيك في اليوم الشرير لما يأتي‬
‫ماذا ستصغ أنت هع الذي‬ ‫الرب إلبي ليبدل السماء وا رنى‬
‫تأمل فيه؟ حينئذ ذهب الملك في ألم شديد يسبب (‪ )01‬ه ك إلهه‬
‫أبوللون‪ ،‬إلى الملكة ألكساندرا وقال‪ :‬لقد تعبت من هذا الجنس‬
‫الذي هو المسيحيون‪ ،‬هذا الجليلي جرجس‪ .‬فأجابت الملكة‬
‫ألكساندرا وقالت للملك‪ :‬ألم أقل لك مرات عديدة ابتعد عن‬
‫ن آلههم هو الله بالحقيقة‪ ،‬هو أيضا‬ ‫جنس المسيحين هذا‬
‫سيضعك في كبريائك‪ .‬فأجاب الملك وقال للملكة‪ :‬الويل لي يا‬
‫ألكساندر‪ ،‬فأنا أخاف أن سحر المسيحيين قد وصل إليك أيضا‪.‬‬

‫‪٣٤‬رز‪.١:٢١‬‬

‫‪٤٦‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫نًامسك شعر رأسها وجذبه حتى أحضرها أمام الملوك الذين معه‬
‫الذين هم التسعة وتون‪ .‬فابتدأ (‪ )06‬يخبرهم بحكل شيء مما‬
‫حدث‪ .‬حينئذ أمر الملوك أن يخرجوها وتعلق على وتد ليجلدوها‪.‬‬
‫أما هفى فلم تقل شيائ لكنها كانت تنظر للسماء‪ .‬فلما رأت وجه‬
‫ني متعبة من هذه‬ ‫جلي‬ ‫القديس جرجس قالت له‪ :‬اطلب‬
‫أيتها‬ ‫العذابات‪ .‬فأجاب القديس جرجس وقال لها‪ :‬تأفي قلي‬
‫الملكة حتى تنالي ا كايل من الرب يسوع المسيح‪ .‬أما دني فقالت له‪:‬‬
‫يا سيدي جرجس‪ ،‬ماذا أفعل وأنا لم أنل العماد المقدس‪ .‬نقال‬
‫القديس جرجس لها‪ :‬اذهبي وتنالثن العماد بواسطة سفك دمك‬
‫المقدس‪ .‬وبينما نمتل لغنائها (لهايتها) صرخت وقالت‪ )03.( :‬يا‬
‫ربي يسوع المسيح هوذا تركت باب قدري مفتوحا ولم أغلقه ف‬
‫تفلق أماي باب فردوس الفرح‪ .‬فلما انتهت من قول هذا أتمت‬
‫الملكة ألكساندرا شهادتها في اليوم الخامس عشر من برمودة في‬
‫الساعة الثالثة من اليوم بشجاعة ونالت ا كايل الذي ال يغنى‪.‬‬
‫بعد هذا دعا الملوك القديس جرجس وقالوا له‪ :‬هوذا الملكة أيضا‬
‫أهلكتها بيدينا‪ ،‬ا ن تفرغنا لك‪ .‬فأجاب الملك مجامينتوس واحد‬
‫منهم وقال‪ :‬فلفرغ (فلنحسم) قضيته‪ .‬فسرهم ا مر‪ .‬فجلس‬

‫الملك وكتب قضيته هكذا قائ ‪( :‬ة‪ )0‬جرجس العظيم في‬

‫الجليليين الذي ترك عنه وصايا ا لهة (يقتل) بالسيف‪ .‬واعلموا‬
‫أيها الشعوب ض طاهرون من دمه اليوم‪ .‬ووبع أسفل الرسالة‬

‫‪٤٧‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫التسعة وستون ملكا على هذا‪ .‬حينئد كان القديس جرجسى يمشي‬
‫فرغا إلى الموضع الذي سيدال فيه ا كليل‪ .‬فلعا أق إلى ذلك الموضع‬
‫يا إخوتي هون‪ ١‬سع‬ ‫قال للجنود الممسكئن به‪ :‬تمهلوا علي قلي‬
‫جلهم‪.‬‬ ‫سنين مرت أعذب فيها من سبعين ملكا حتى أطلب‬
‫حينئذ نظر القديس جرجس للسماء وقال هكذا‪ :‬يا ربي يسوع‬
‫المسبح الذي أرسلت النار من (‪ )oh‬السماء للقديس إيليا حتى‬
‫تأكل البنديتاركوس االثنين والحسين جذدداه‪ ٣‬فكزل ا ن تلك‬
‫يبق‬ ‫النار من عندك لتحرق هؤالء السبعين ملكا وأتباعهم لئ‬
‫واحد فيهم‪ ،‬ن لك المجد إلى أبد ا بدآمين‪.‬‬

‫فبعد أن طلب القديس جرجسى للوقت نزلت نار من السماء‬

‫وأكلت السبعين ملكا وحاشيتهم المعدودين خمسة ا ف‪ .‬نقال‬
‫ليطلب أيضا قائ ‪ :‬يا ربي‬ ‫القديس للجنود أن يتمهلوا عليه قلي‬
‫يسوع المسيح أرى كثيرا هنا تي هذا المكان يريدون أن يحملوا‬
‫جسدي والجسد لن يعود ينتمي للعالم‪ .‬أطلب إليك اصغ نعمة‬
‫لجسدي حتى (‪ )00‬أن كل من يعاني من روح شرير ويذكر عبدك‬
‫جرجس فليحكن اسحي له طيا‪ .‬أيها الرب إلبي‪ ،‬إن كل واحد في‬
‫موئع محاكمة وخائف جدا ويذكر اسحي فليًاته الس م‪ .‬كل واحد‬
‫يحكتب شهادتي وأتعابي التي حدثت فلتكتب اسمه في سفر الحياة‪.‬‬
‫فليئن إذا السماء أمسكت مطرها عن ا رض ودبي اسم إله‬

‫مل‪.١٤-٩:١٢‬‬

‫‪٤٨‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس‬

‫جرجس أطلب إليك فلتدركهم معونتك سريعا‪ .‬الله بالحقيقة الذي‬

‫يقبل هذه ا الم عل اسمه القدوس أن يذكركل واحد يصع رحمة‬
‫مع ضعيف باسمي لتففر له خطاياه الني فعلها‪ .‬هذا لما قاله (‪)Π‬‬

‫القديس بحمية هوذا الرب يسوع المسيح ظهر له وقال له‪ :‬اصعد‬
‫ا ن للسماء لرتاح في الموضع الذي أعددته لك في ملكوت أبي‬
‫الذي في السموات‪ .‬يا مختاري جرجس‪ ،‬كل أمر طلبته سوف أتمه‬

‫لك وأخرى كثيرة أعظم من هذا‪ .‬فقال القديس جرجس‬

‫للج دين‪ :‬تعالوا ا ن أتموا الححكم الذي أوصيتم به ومد رقبته‬
‫وقطعت رأسه المقدسة وخرج ماء ولبن‪ .‬وأخذ يسوع المسبح نفس‬
‫المكرم وقبلها (ة‪ )٢٦‬وصعد بها إلى السموات وأعطاها هدية بيه‬
‫الصالح والروح القدس‪ .‬وفي الحال اههزت ا رض حتى أساساتها‬
‫وحدثت رعود وبروق مخيفة حتى أنه لم يقدرأحد أن يجتاز المكان‬
‫من شدة الخوفي‪ .‬وعدد الذين استشهدوا بسبب القديس جرجسى‬
‫ثمانية آالف وست مائة وتسعة وتسعون والملكة ألكساندر‪ ٠‬وأتم‬

‫القديس جرجس شهادته في اليوم الثالث والعشرين من شهر‬

‫برمودة في يوم الرب في الساعة التاسعة من الهار‪.‬‬

‫أنا سينكراتيمس عبد القديس جرجسى كنت مح سيدي حتى‬

‫أتم جهاده حسب ححكم الملك المنافق‪ .‬هكذا كتبت شهادته‬
‫المقدسة ولم أضف عليها ولم أنقعى منها (‪ )ΠΒ‬يساندفي ربي يسوع‬

‫‪٤٩‬‬
 ‫ميرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫المسيح هذا الذي له المجد هع أبيه الصالح والروح القدس إلى أبد‬
‫ا باد أمين‪.‬‬

‫‪٥٠‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس كيودوتمى اسقف انقرة‬

‫(‪ ٣٦)٨٣‬مديح قاله ا سقف المكرم ا نبا ثيودوتس أسقف‬

‫أنقرة غ طية‪ ،‬في يوم تذكار المكرم ‪ -‬شمس البر‪ ،‬نجم الصبح‪،‬‬
‫العظيم في جليلى مليتون (ملطية)‪ ،‬جندي المسيح القوي‬
‫القديس جرحدس الشهيد الذي من أهل ذيوسبوليمس فلسطين ‪-‬‬

‫الذي هو اليوم الثالث والعشرين من شهر برمود‪ ،‬ثظهرا نسبه'‬

‫وجهاداته العظيمة التي صبرعليها‪ ،‬وا مجاد الني نالها في السموات‬
‫بس م الله آمين‪.‬‬

‫الئق ومستوجب ونافح لنفوسنا‪ ،‬يا أ حبا لي القديسين‪ ،‬أن نذكر‬

‫ا تعاب والجهادات والكرامات الجدير بها القديسون‪ .‬وبا كئر‬
‫المجاهد العظيم العالي والجدير بالكرامة‪ ،‬العظيم المجاهد والقوي‪،‬‬
‫الذي نفرح به اليوم‪ ،‬القديس جرجس صاحب الزتجبر الكريم‪ .‬هذا‬
‫جل أعماله‬ ‫الذي ظهر با نجتار أمام الله ومحبوبا أهام اباس‬
‫الصالحة الني أقامها‪ .‬هذه الني بسببها استحق أن يدحلى إلى آالم‬
‫المسبح الثنجية‪ ،‬وأن يحتمل الجراحات جل المسبح‪ )٨٤( ،‬في صبر‬
‫عظيم‪ ،‬ولجلد شديد‪ ،‬وقلب نقي‪ .‬كامل في تسليم رغبته بالكلية لله‪،‬‬
‫بحرارة قلبه الكببرة لله ومخافته‪ .‬هذه الني أثمرت حسنا لله مائة‬

‫‪ ٣٦‬الرقيم هنا هوترقيم الصفحات من كتاب ‪.Budge‬‬

‫‪٠١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫وستين وث ثين‪ ٣٧.‬أيضا ترك بإرادته ودها أمواله الكثيرة وعبيده‬

‫وغناه العظيم كله وأصنى للصوت ا لحللى وحمل صليبه‪ ،‬واقتفى‬
‫جل هذا أخذ هذه‬ ‫حطا ربنا يسوع‪ ،‬واتبعه بقلب مستقيم‪.‬‬
‫جل هذا كان يقول له بقسم‪ :‬ال‬ ‫الكرامة العظيمة من المسيح‪،‬‬
‫يوجد في الشهداء من يشبهك في السموات ولن يوجد من يشبهك‬
‫إلى ا بد‪ .‬كان دساق بالروح القدس‪ ،‬يشعل مسلكه باستمرار‬
‫وحماسة حتى يصيرمن المختارين‪ ،‬وفي هذا منفعة لنفوسنا‪ .‬بالجملة‪،‬‬
‫صخ إرادة الله بالثمام‪ ،‬متجاورا كل فكر يعوق النفس‪ .‬وعان في‬
‫خدمة الله‪ ،‬بعيدا عن سفاهات هذه الحياة‪ ٣٨،‬وي كا ح م‪ ،‬تعبر‬
‫بسرعة كفلل‪ .‬و جل هذا اشتاق ذلك القوي للسماويات‪ ،‬متذكرا‬
‫الطوباي بولس قائأل‪ :‬إن كنتم قمتم مع المسيح‪ ،‬فاسعوا لما هو فوق‬
‫(‪ )٨٥‬إلى حيث المسيح جالس عن يمين الله‪ ،‬وتفكروا فيما لفوق‬
‫وليسى فيما لألرفى‪ .‬فالقديس المكرم بالحقيقة‪ ،‬القديس جرجس‬
‫المليني‪ ،‬لم تقدر إمارة أبيه وال نسب أمه وال مجد جنديته أن تفري‬
‫نكره‪ .‬وال شيء استعبده في هذا وال استعبد نفسه حتى يتخل عن‬
‫تقواه وفكره المصون ويمانه الكامل‪ .‬وانت نعمة الله تسره في كل‬
‫شيء وترشده‪ ،‬ويتغني الله الذي يحفظه‪ .‬والرب قواه من كل جهة‬
‫جل هذا‬ ‫حتى ال يرعزع إلى ا بد مثل حجر من الماس المختار‬

‫‪ ٣٧‬مئ ‪.٨ :١٣‬‬

‫‪٣٨‬حرفيا‪ :‬المناظرالغارغة لهذه الحياة‬

‫‪٣٩‬كو‪.٢ ،١ :٣‬‬

‫‪٥٢‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫لما حدث االضطهاد كان القديس جرجس ثفنا بقلبه‪ .‬فلما دعاه‬
‫الله إلى الجهاد المقدس‪ ،‬وصار مستعدا‪ ،‬بالحري ذهب للجهاد‬
‫المقدس وار في الجهاد المقدس وده وصار قويا‪ ،‬وتقوى على‬
‫أعدائه وحارب الملوك المخالقين‪ ،‬ونال ا كايل غير المضمحل إلى‬
‫ا بد‪ ،‬وتاج الئلك‪ ،‬والعرش الملوفي من قيل عريسه الحقيقي‬
‫والقدوسى ربنا يسوع المسيح‪ )٨٦( .‬ليس وحده فقط‪ ،‬بل أنفسى‬
‫أخرى كثيرة‪ ،‬أتت لتنال ا كايل بسببه خ ل سبع السنين التي‬
‫تعذب فيها‪ .‬هذه لوينعم الله با بمعرفته الحقيقية‪ ،‬ويعيننا‪ ،‬الظهر‬
‫لطم بمديح وكرامات أخرى عظيمة للقوي المجاهد‪ ،‬وجندي‬
‫ن الدافع‬ ‫المسيح‪ ،‬القديس جرجسى المليتي‪ ،‬المقدس والشجاع‪.‬‬
‫(‪ )ύπόθεσις‬موجود با يحثني (‪ )προτρέπω‬أن أخيركم بطل‬
‫شيء‪ .‬بالحقيقة قلبي فرح اليوم جدا‪ ،‬وعندي سعادة اليوم في‬
‫سأتطلم بطرامة العظيم المنير الذي عيده التوم في كل المسكونة‪،‬‬
‫القديس جرجسى الذي يشهد الرب عنه بقسم قائأل‪ :‬هكذا أقسم‬
‫بذافي وبأبي الصالح والروح القدس إنه في مواليد النساء جميعا‬
‫ليس من يشبه يوحنا المعمدان‪ ،‬أيضا في كل طغمة الشهداء ليس‬
‫من يثبهك‪ ،‬ولن يوجد من يشبهك إلى ا بد لئن سزتفع أكر‬
‫منهم كلهم في ملكوتي ويدعونك كلهم جرجس حبيب الله‬
‫العظيم‪ .‬إفي خائف يا أحبالي حينما أبدأ في ابحدث بطرامة هذا‬

‫'‪ ٤‬مت ‪١١ :١١‬‬

‫‪٠٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫الكوكب العظيم والقوي بهذا القدر‪ .‬إفي أعرف وهن عقلي وضعف‬
‫ك ي المتواضع‪ )٨٧( ،‬إفي لن أصل إلى مقياس كرامته العالية‬
‫وجهاده المختار‪ ،‬لطن أصبر وأترى الرب أن يرسل لي من‬

‫ومضات نور ذلك القوي لتي تنبر قلبي‪ ،‬وتهيئ لسافي الضعيف‬
‫حتى أتفكلم بقليل عن كرامته للشعب محب المسيح‪ .‬وحيث إن‬
‫الحديث بحكرامة هذا القوي يا أحبالي‪ ،‬يعلوكل فكر إنسان عل‬
‫ا رض‪ ،‬ال سيما لساني المتضع‪ ،‬أنا الذي أرغب أن أتحدث بهكرامة‬
‫هذا ‪ ١‬لشهيد القوي القديس جرجسى‪ ،‬ويحتاج لحكمة من عند‬
‫الرب ولسان سماوي حتى ال يهمل شيائ من الجهادات العظيمة‬
‫العالية للمجاهد وذلك القوي الشجاع القديس جرجس‪ ،‬تلك‬
‫نه مستحق‬ ‫التي أقامها أمام كل واحد بصبره العظيم وجلده‪.‬‬
‫الكرامة في واحدة واحدة مما تحمل في أتعابه الكيرة وجهاداته‬
‫الكثبرة‪ .‬وإذا سمح لنا الرب سوئ نفح أمامحكم قليأل منها‪ .‬تعالوا‬
‫ئع أمامئم ما سأقوله عنه‪ ،‬هذا الجندي الشجاع الذي‬ ‫ا ن‬
‫للمسيح القديس جرجس‪ ،‬وما هي (تلك ا شياء)؟ قلبه المستقيم‬
‫في الله بدون نفاق‪ ،‬رجاؤه الثابت‪ ،‬محبته غبر المتغبرة‪ ،‬شفقته عل‬
‫كل واحد وكل جنس البشرية‪ )٨٨( ،‬اهتمامه بالحليقة كلها الصغبر‬
‫والكببر‪ ،‬طيبته وص حه‪ ،‬لطفه‪ ،‬قمعه لذاته عن لهو هذه الحياة‪،‬‬
‫نيته الحسنة‪ ،‬وابتهاج نفسه‪ ،‬قلبه غبرالمخزي‪ ،‬وقوفه أمام القضاء‬

‫حرفيا‪:‬آشعة‬

‫‪٥٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫في قوة‪ ،‬كادامه بمجاهرة أمام الملوك بدون أي خجل أو خوف من‬
‫إنسان على ا ط ق‪ ،‬كما قال المرتل داود قائأل‪ :‬كنت أتفكلم‬
‫بشهادتك أهام الملوك وال أخزى‪٤٢.‬صبره على العذابات بفرح وبافي‬
‫ا الم الني تحملها على اسم ربنا يسوع المسيح‪.‬‬

‫منها كما قلنا قبأل‬ ‫من (وسط) هذه سوفى نفح أماماتتكم قلي‬
‫في المقدمة‪ ،‬هذه التي سمع (القديس) عنهم (في) ذلك الصوت‬
‫الطوباوي الذي للرب قائأل‪ :‬أنتم الذين ثبتم مي في تجاربي‪ ،‬كما أن‬
‫أبي أقام مي ملكوتا‪ ،‬أنا أيضا أقيم معهتكم ملكوتا‪ ،‬غير منته وال‬
‫مضمحل إلى ا بد‪ ،‬وسوف تأكلون وتشربون مي في ملكوفي‪.‬‬
‫جل هذا الصوت المملوء كل فرح وسرور‪ ،‬استعد الطوباوي‬
‫جرجس با كثر للجهاد‪ ،‬وقدبرتلك الصالحات كانت تجعل ا الم‬

‫(‪ )٨٩‬خفيفة أمامه‪ ،‬وأن يتحمل كل أمر برور جل أنه كان‬

‫متحمسا لكل شيء بفرح‪ ،‬ولم يثئه شيء عن رغبته المستقيمة‬
‫جل أن أتعاب هذا المكان أعدته لصالحات الدهر ا تي‪ .‬و جل‬
‫الصبراعد له ا كايل غير الغاني إلى ا بد في السموات‪ .‬حتى ا ن‬
‫أسهب الحديث عن المقدمة يا أحبافي‪ ،‬قبل أن نضع أماماتكم‬
‫ا الم المكرمة الجديرة بالعجب التي للمجاهد‪ ،‬المدافع عن‬

‫‪٠‬‬‫'‪٤٦ :١١٩۶٤‬‬
‫‪٤٣‬لو‪.٣٠- ٨:٢٢‬‬

‫‪٥٠‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫التقوى‪ ،‬المجاهد الشهيد الذي للمسيح القديس جرجس‪ .‬تعالوا‬

‫ا ن لنقول لكم ما وضعته أمامهكم وما سأقوله بعدها‪.‬‬

‫حدث في زمن داديانوس الملك العظيم لغاريس لما نال السلطان‬

‫وأمسك بالمسكونة كلها‪ .‬وقيل عن ذلك الملك المستبد إنه صار‬
‫حاكم العالم (‪ )0Μ0κρ^τ(0ρ‬كله لكنه لم يئن يعرف‬
‫حائم الكل (‪ )π٥،τωρ،ΝΤ<)κρ٥‬الحقيقي‪ ،‬الذي فوق الكل‪ ،‬الذي‬
‫منحنا هذا السلطان‪ ،‬بينما نفس كل واحد في يديه‪ .‬لكنه كان‬
‫يعرف أبا الظ م كله؛ الشيطان الذي يحسد جنسنا كل وقت‪ .‬هذا‬
‫الذي حينما رأى ا يمان بالمسيح ينمو باستمرار في العالم كله‪،‬‬
‫امتأل غيرة بشدة ودخل في قلب ذلك الملك المخالف (‪)٩٠‬‬
‫داديانوس‪ .‬ذلك خرير جدا أكثر من كل ا رض وقد تحجر قلبه‬
‫مثل فرعون في زمنه‪ ،‬وأثار اضطهادا شديدا على المسيحيثن كلهم‪.‬‬
‫وحنى نكتب حكما (مرسوما) للمسكونة كلها وهذا ما نمكتب فيه‪:‬‬
‫بما أنه وصل إلى مسامي خبرأن الذي ولدته مريم هوالمسجود له‪،‬‬
‫وأبوللون ويدون وهرس وزفس وأردميس وائر ا لهة ال‬
‫يسجد لها‪( .‬أما) هذا الذي قتله الثعالب الخاطفة وايهود‪ ،‬هو‬
‫المسجود له والمعبود من الجمع‪( .‬لذلك) هذا ما أكتبه لكم‪ ،‬يا‬
‫ملوك العالم كله‪ ،‬الذين تحت سلطان نلي فليأتوا إلي كلهم‬
‫جيوش‬ ‫أو قادة‬ ‫(‪)κόμης‬‬ ‫والة‬ ‫كانوا‬ ‫إن‬ ‫وحاشيتهم‪،‬‬

‫‪٥٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫(‪ ،)στρατηλάτης‬أو جنودا‪ ،‬أو قادة تريبون‪ )τριβουνος( ٤٤‬أو‬

‫مدنيين (‪ ،)παγανός‬لتي تعرفوا ما أريد أن أطلبه منعكم‪ .‬ثم‬
‫أرسل المراسيم إلى العالم كله وهكذا اجتمع إليه تسعة وستون ملائ‬
‫في العالم كله وحاشية كل واحد‪ ،‬وامتثلوا أمامه في تمام السنة‬
‫الخامسة‪ .‬ولما وصلوا إليه‪ ،‬اضطربت ا رض جل كرة الجماهير‬
‫الغفيرة وغير المحصاة الذين معهم‪ )٩١( .‬فلما رهم ذلك الشرير‬
‫المستبد أنهم انطرحوا وسجدوا له ومنحوه لهداياهم‪ ،‬تعاظم في قلبه‬
‫جدا‪ ،‬وزمجرمثل أسد‪ ،‬وصغ وليمة لهم لمدة سبعين يو ولم يقاض‬
‫أحدا لئن كان يحتفل بالوليمة باستمرار (كان منشغأل بالوليمة)‬

‫وبعد سبعين يوما جلس الملك المخالف الكافر عديم القلب‬

‫داديانوسى عل منصة القضاء مع التسعة والستين‪ .‬وانوا سبعون‬
‫العذابات‬ ‫مسرح‬ ‫أدوات‬ ‫إليه‬ ‫وأحفر‬ ‫كافرا‪.‬‬ ‫ملكا‬
‫(^‪ )βασανιστήριο‬كاها ولمحاكمه‪ )δικαστήριον( ٤‬وأدوات‬
‫للسحق وفؤوسا وسيوا ذات حدين‪ ،‬ومناشير‪ ،‬وعج ت‬
‫(‪ ،)τροχός‬وك بات‪ ٤٦‬حديد وخوذات‪ )α ίδιον( ٤٧‬نحاس‪،‬‬
‫^^‪ )χαλκίον‬نحاس‪ ،‬وسكاكين قاطعة لأللسن‪ ،‬وأيادي حديد‬
‫لتحطيم (؟) العظام‪ ،‬وسكاكين بحدود كالمناشير‪ ،‬و أزاميل‬

‫رتبة قيادية في الجيش‪.‬‬

‫‪ ٤٠‬وردت الكلمة في القبطية‪ON :‬آح‪٨1K٥>CT‬‬

‫>ح\ ‪*٥‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪٢‬‬
‫‪ ٤‬جاءت بالقبطية‪K&.CIC :‬‬

‫‪٠٧‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫(‪ )άστέριον‬الجارين التي داخلها مملوء بالحديد المسنون‪ ،‬وابافي‬

‫الذي لم نذكره‪ .‬هذه كانت أعدت بواسطة المخالف لذلك ابوم‪،‬‬
‫وأقسم الملك المستبد وقال للتسعة وستين ملكا وحاشيتهم كاهم‪:‬‬
‫إذا قبضت‪ ٤٨‬يدي على واحد في العالم كله مناففي في عبادة ا لهة‬
‫الني أوصينا بها‪ .‬واقتدار ئلفي! عنبئه بطل ما هوأماي‪ .‬سوف‬
‫أهشم هامات رؤوسهم (‪ )٩٢‬وأنشر بالسيوف أقدامهم‪ ،‬وأخرج‬

‫أمخاخهم من أنوفهم‪ .‬أما أنتم أيها الملوك‪ ،‬ودل واحد يستمع إفي‬
‫ابوم‪ ،‬اذهبوا كككم‪ ،‬اسجدوا لآللهة المكرمة‪ ،‬كالوا با كر‬
‫كرامة من مملكي‪ .‬ومن لن يستمع‪ ،‬ويؤمن بيسوع الذي صلبه‬
‫ابهود‪ ،‬أقسم بعزة مملكتي وبالفائج الذي على رأسي! سوفا أغمس‬
‫أدواتي كلها بدماء جسده ودماء أبنائه وبناته الحسان‪ .‬وسوف آخذ‬
‫كل ما لديه وأحرق جسده بالتار حكا‪ .‬فانطرح الملوك والحاشية‬
‫كلهم‪ ،‬وسجدوا لآللهة الجسة‪ .‬لما سمع كل واحد لم يزل ملتصعا‬
‫بالله هرب خائائ بسبب العاصفة العظيمة الني قامت على كنائس‬
‫المسيح‪ .‬وهكذا مرت ث ث سنثن على العالم كله لم يجسر أحد أن‬
‫يقول إفي مسيعي‪ .‬فكان ألم شديد في العالم كاه‪ ،‬ولم يوجد من يخبر‬
‫باسم الرب بغيه‪ ،‬بسبب ما حدث‪.‬‬

‫نه (حان) الوقت‪ ،‬يا أحبافي‪،‬‬ ‫بعد هذا‪ ،‬استمعوا خبركم‪،‬‬

‫ستحضر لحكم المستحق الكرامة ومناضل المسيح يسوع‬

‫‪٨‬ا‬
‫فيا‪ :‬وجدت‬

‫‪٥٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫والقوي(هع‪٧‬الة)المذتع‪٠‬ر‪ ،‬الجوهرة الحقيقية الني لله‪ ،‬داود الجديد‬

‫الذي ضرب جليات الذي هو إبليس‪ ،‬وشياطينه ا شرار‪ .‬شمس‬
‫الير (‪ )٩٣‬الذي في وط السماء‪ ،‬هذا الذي ضوؤه وأشعته تنير‬
‫العالم كله أجمع‪ ،‬هذا الذي نعيد له اليوم في العالم كله‪ ،‬القديس‪-‬‬
‫جرجس حبيب الله وم ئئته‪ ،‬الذي من كورة كبادوكيا‪ .‬ابن‬
‫حادكم ذيوعبوليس‪ .‬وقد تنيح أبوه على (إيمان) مستقيم كامل‪،‬‬
‫وترك خلفه البار وهو في العاشرة من عمره مع أختين؛ الواحدة‬
‫تدش كاسيا (ة‪01‬ةك) وا خرى ماترونا (ונסקסאח)‪ .‬كان لديهم‬
‫ثروة طائلة‪ ،‬وذهب وفضة كثيرة وعبيد رجال وإماء كثيرون‪ ،‬ماشية‬
‫كثيرة جدا‪ ،‬وأحصنة كريمة‪ ،‬أغنام غير محصاة‪ .‬بالجملة لم يوجد‬
‫أمثالهم في فلسعلين كلها ومقاطعاتها‪ .‬كانوا محبوبين من مدينتهم‬
‫كاها جل أفعالهم الطيبة مع كل واحد‪.‬‬

‫بعد هذا اقيم حاكتا على كورة فلسطين عوصا عن أبي القديس‬

‫جرجس‪ .‬كان محتا لله جدا‪ ،‬عار بئرامة اليار ونسب أبويه‪ .‬ولم‬
‫يئن له ابن سوى ابنة كانت في الخانية من عمرها‪ .‬وحينما دخل‬
‫المدينة برتيب عظيم ومجد وكرامة عظمته‪ ،‬أرسل وأحضر الولد‬
‫القديس جرجسى وقبله مرات كثيرة باكيا جل موت (‪ )٩٤‬أبيه»‬
‫وبعد هذا طلب من أمه أن تهبه له يصير له ابنا‪ ،‬وأن يجنده كقائد‬
‫جيش على كل الجوقة الني معه فوهبته له؛ فأرسله للملك مع مائة‬

‫‪ ٤‬حري‪ :‬وهوأرثوذكى‬

‫‪٥٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫جندي‪ .‬نكتب للملك يخبره بكرامته ونسب أبويه‪ .‬فلما قرأ الملك‬
‫المكتوب فرح جدا بالقديس جرجس‪ ،‬وهكذا جنده كقائد جيش‬
‫على خمسة ا ف جندي‪ .‬وكتب باسمه أن يأخذ ث ثة ا ف عملة‬
‫كل شهر خ ف ضريبته التي ققدم له‪ ،‬وأرسله إلى الحاكم بمهابة‬
‫عظيمة ملوكية‪ .‬فلما دخل بيته‪ ،‬خرجت إيه المدينة كلها هع‬
‫الحاكم‪ ،‬وحملوه إلى مهزله بفرح كبير‪ .‬وفي الغد نصبت أمه ويمة‬
‫عظيمة للمدينة كها‪ ،‬ا غنياء والفقراء أجمعين‪ ،‬الرجال والنساء‪،‬‬
‫الصغار والكبار‪ ،‬ووزعت أموا كثيرة على ا رامل وا يتام‪ .‬بعد‬

‫هذا دعت الحاكم وحاشيته كها وصنعت لهم ويمة كبيرة لمدة‬
‫ث ثة أيام‪ .‬فكتب الحاكم أن القديس جرجس ابن له ووريثه في‬
‫كل ما له‪ ،‬نحسب له ابنته امرأة‪ ،‬وجعله سيذا على بيته كه‪ ،‬نكان‬
‫ؤشربعكا) معه على كل أمور المملكة‪ ،‬نكان مقيائ معه حتى تمام‬
‫عشر سنوات‪ .‬فلما أكمل القديس جرجس عشرين عاما‪)٩٥( ،‬‬
‫وصار شديدا باسأل قويا جدا‪ ،‬حتى أنه صار مقاتأل في الحرب ولم‬
‫يشابهه أحد في عداد الجنود‪ ،‬في القوة والحداثة‪ .‬نكانت نعمة الله‬
‫معه‪ ،‬نكان يمنحه قوة ووامة حتى أن كل من رآه كان يتعجب من‬
‫قوته وحداثته ‪ .‬ومتى انطلق للحرب يكون مخيعا لكل من يراه‬
‫و عدائه‪ .‬ومتى اقتحم حصانه معسكرأعدائه‪ ،‬وبينما يستل سيفه‬
‫في يده كان يقول لهم‪ :‬أنا جرجس المليتي‪ ،‬هونا أنا قد أتيت إيكم‬

‫‪ Τ6٩Μ6ΤΒ6ρ1‬ه‪5‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫بغضب‪ .‬وللوقت كانت سيوف القتال تسقط من أيديهم وهكذا‬

‫كان يضربهم كاهم ويحمل غنائمهم‪ .‬بالجملة كان المسيح معه في‬
‫طرقه كاها‪.‬‬

‫فلما أكمل القديس العشرين من عمره اهتم الحادكم بعرسه‬

‫على ابنته ولم يدكن يعلم أن المسيح يحفظه له عريائ طاهرا بتو ‪.‬‬

‫وبينما كان الحادكم يتفكر في هذا في قلبه تنيح في الرب‪ ،‬وترك كل‬
‫ما له للطوباوي جرجس‪ .‬والله الصالح أراد أن يجتذب إيه (‪)٩٦‬‬
‫هذا اياسل العظيم‪ ،‬حتى يتمجد اسمه القدوس به‪ .‬وهكذا وضع‬
‫مشورته الصالحة في قلبه قائأل‪ :‬لقد سمعث أن داديانوس الملك‬
‫جمع ملوبا كثيرة معه في مدينة صور (‪ )cop‬جل مقاطعات العالم‪،‬‬
‫حملها وأعطيها لهم واسألهم‬ ‫سوفا أقوم وآخذ مبي هدايا وأموا‬
‫أن يجعلوفي حاكائ عوصا عن آ با في الذين رحلوا‪ .‬فللوقت قام وأخذ‬
‫أموا كثيرة وهدايا طائلة وحملها على سفينة هو وعبيده وانطلق‬

‫نحوالملوك‪ .‬فلما وصل إيهم القديس‪ ،‬ترك عبيده في السفينة مع كل‬

‫ا شياء‪ .‬وهكذا صعد يقابل الملوك أو ‪ ،‬ولما التقى داديانوس‬
‫المخالف ورأى ا وثان أمامه‪ ،‬بينما يرفع الناس القرابين لهم‬
‫بحماسة شديدة‪ ،‬ظل مصعوقا لوقت طويل‪ ،‬وقال في فكره‪ :‬ما الذي‬
‫سيعود على ا ن وقد تركت منزلي ومدينني الجميلة المحبة للمسيح‪،‬‬
‫هذه الني يعبد رب السماء وا رض فيها النهار والليل‪ ،‬في إلى‬
‫هؤالء المخالفين ا شرار هؤالء الذين تركوا (رذلوا) الرب وعبدوا‬

‫‪٦١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫الشيطان‪ .‬أو ما الذي سيعود عز أيضا حتى أسى مارة لديهم‪،‬‬

‫هؤالء التكفرة المخالفين‪ .‬فليكونوا أناثيما هؤالء المخالفون‬
‫‪ ١‬نجاسى ومملكتهم معهم(‪ )٩٧‬هذه التي ستفتى عما قليل‪ ،‬أعلم‬
‫أن الرب هوالذي سيقبلني إليه‪ ،‬ال أسى لمملكة هذا العالم الغافي‪،‬‬
‫لئن أسى لمملكة ربي يسوع المسيح ا بدية‪ ،‬لن أعود إلى مدينتي‬
‫إلى أي‪ .‬كفافي حياة في هذا العالم‪ ،‬لكني أتربى ربي يسوع المسمح‬
‫ا بدي أن يقويني في جهادي حتى موتي على اسمه القدوس‪ ،‬وأن‬
‫قعيد عظاي إلى مسكني على ا رفى في قبرآبالي الذين ماتوا‪ .‬ولما‬
‫انتش من طلبته في قلبه عاد إلى السفينة إلى عبيده‪ ،‬وأخبرهم‬
‫بئل شيء في قلبه‪ .‬أما هم فطلبوا منه قائلين‪ :‬طالما هكذا‪ ،‬فلنثذ‬
‫ي سبب أتينا‬ ‫إذا إلى مدينتنا مع السفينة وال تدع أحذا يعلم‬
‫هنا‪ .‬نقال القديس لهم‪ :‬لن يحدث ا ن أن اعود إلى مهزلي‪ ،‬وأن أرى‬
‫وجه أي مرة أخرى‪ ،‬لئن سوف أموت هنا على اسم ربي يسوع‬
‫المسيح القدوس ملك السماء وا رفى وما تحت ا رفى‪ ،‬رب‬
‫الخليقة كلها‪ .‬ا ن لئم مني حريتكم‪ .‬واحلفوا لي بالله ضابط‬
‫الكل الحقيقي أشكم لن تعودوا إلى مغزلي مرة أخرى وأنا "ي‪)٩٨( ،‬‬
‫وإال ستعلم أي وأخى بأمري‪ ،‬ويجلين الموت على أنفسهن‪ .‬لطن‬
‫لئم مني عتق‪ ،‬واحملوا لئم ث ث عم ت (‪ )λίτρα‬من الذهب‬
‫لكل واحد وعشرة أردية واذهبوا حيث تشاؤون في العالم ماعدا‬
‫جل‬ ‫مدينني وحدها‪ .‬وإذا حييتم وسمعتم أفي مت‪ ،‬اصنعوا محبة‬

‫‪٦٢‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫الرب وكمنوا جسدي‪ ،‬و‪١‬حملوه إلى مديني‪ .‬فلما سمع عبيد المطوب‬
‫جرجس هذا بتكوا لوقت طويل‪ ،‬وبعد هذا حيوه‪ ،‬ولم يثد أحد‬
‫منهم إلى ذيوسبوليس حق أتم القديس (جهاده)‪.‬‬

‫وبقى ث ثة من العبيد مع القديس في مدينة صور حتى يعاينوا‬

‫جهاده‪ .‬ووزع الطوباوي ا موال الكثيرة الني أحفرها على الفقراء‬
‫والمساكين‪ ،‬والهدايا الني أحفرها للملوك وزعها كلها على المعوزين‪،‬‬
‫حتى م بسه الخاصة أعطاها للعراة‪ .‬وهرع في وسط الملوك‬
‫المخالفين وهرع قائأل‪ :‬أنا مسبي جهارة‪ ،‬وال أخاف من‬
‫ن آلهتئم شياطين‪ ،‬فلتهلك ا لهة‬ ‫جنونهكم يا ملوك الظلم‪،‬‬
‫التي لم تخلق السماء وا رض وكل ما هو تحت السماء فكل من‬
‫يسجد لها فليئن معهم‪ .‬فلما نظرإليه تنين الموت (‪ )٩٩‬داديانوس‬
‫المخالف‪ ،‬ولما رآه متنعائ (غئما) في جسده‪ ،‬جميأل في وجهه كمثل‬

‫القمر في ضوئه‪ ،‬متنعما في هيئته مثل المرمر الكريم النني الطاهر‪.‬‬

‫وعلم للوقت أنه من نسب شريف وابن حكام عظام‪ ،‬فقام للوقت‬
‫ووقف باندهاش‪ ،‬وعان يتعجب من حداثته ومن إجاباته الحسنة‪.‬‬
‫فأجاب وقال له‪ :‬كلنا نحيا على ا رض مملوئين من كل إحسانات‬
‫ا لهة‪ .‬ونحن محبوبون لديهم‪ .‬وهوذا أنت محسوب لدينا بالكرامة‬
‫والعظمة وتبدو بمظهرك الحسن أنك كريم جدا واعلم ا ن أيها‬
‫الحبيب‪ ،‬هذا ما أحبه أيها الوسيم‪ ،‬أنه هوذا ث ث سنوات اليوم منذ‬
‫جلست في هذا المكان أنا وهؤالء التسعة والستون ملكا الذين‬

‫‪٦٣‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫جمعتهم من العالم كله ولم نسحع صودا هكذا في العالم كله منذ‬
‫جل هذا أعلم في قلبي‬ ‫ث ث سنوات‪ :‬مبي ‪ ،‬سوى ا ن‪.‬‬
‫أنك كريم جدا ومقتدر في قوتك وغني (كثيرة) في أموالك‪ .‬لذلك‬
‫لم يهمك الملوك وال حاشيتهم‪ .‬االدن فليئن ا مر جليا أمامك‬
‫أيها الكريم (‪ )١٠٠‬أنك لم ترذلتا ض الملوك فقط لئن ا لهة أيضا‬
‫جل هذا واجب عليك أن تتولب وترجع عن‬ ‫الصالحة رذلتها‪.‬‬
‫قرارك‪١‬ه وتسجد لآللهة يفغروا لك جهالك ا ولى‪ .‬ونحن الملوك‬
‫سوف تصير لتا كابن ووف تنال منا ومن ا لهة كرامة ومجدا‬
‫ملوكيا بأن تصير حاكائ على أي عشرة مدن تريدهم في العالم‬
‫وكورهم في كل مكان‪ .‬فأجاب‪ :‬ملعون أنت والمخالفون الذين معك‬
‫وأوثانك التجسة التي تدعوها آلهة‪ .‬ثمب ليست آلهة لئن شياطين‬
‫هالكة‪ ،‬وأنت معها‪ .‬فغضب الملك بشدة وقال‪ :‬تئلمت معك‬
‫كأب مع ابنه ونصحتك لكرامتك وخ صك وحدك وأنت كأحمق‬
‫عديم الفهم رذلتنا‪ .‬مع ذلك أخبرني‪ ،‬من أين أنت وما هو اسمك‬
‫واسم آلهتك وآبائك الذين أنجبوك في العالم وما الذي أتيت جله؟‬
‫أما الئطؤب لم يئن يرغب أن يعلمه باسمه وال بمرتبة آبائه‬
‫السامية‪ .‬فقال الملك مع الملوك ا خرين للقديس جرجس‪:‬‬
‫نستحلفك أيها الفتى الحسن (‪ )١٠١‬بيسوع المسيح هذا الذي تدعوه‬
‫لك إليا أن نخبرفي اسمك واسم آبائك واسم مدينتك وهل أهلك‬

‫حرفيا‪ :‬تعود في قلبك‬

‫‪٦٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫على قيد الحياة؟ وهل لديك أخ أوأخت؟ وإالم تسى ولماذا جئت‬
‫إلى هذه المدينة؟ فلما استحلفوا القديس جرجسى باسم ألمسيح‬
‫اعترك لهم وقال‪ :‬حيث أنحكم استحلفتموفي باسم إلبي ال أقدرأن‬
‫أخفي عليحكم شيائ‪ .‬أنا مسيحي ابن مسيحي وليس لدي ملطقا‬
‫غرس (في عائلتي) يعبد ا وثان‪ .‬أبي هو أنستاسيوس حاحكم‬
‫ميليتين؟ ابن يؤنس حائم كبادوكيا الكبير‪ .‬ولما رأى الملك قوة‬
‫أبي أناستاسيوس طلبه من أبيه يؤنس حائم كبادوكيا وجعله‬
‫حاكما على ميليتين وكورة فلسطين كلها‪ .‬وكان أبي في الخامسة‬
‫والعشرين من عمره حينما تولى الحئم ومنحه الملك ث ثة آالف‬
‫جندي مجندين في كتيبته‪ .‬ولما تسلط على كورة فلسطين كلها‬
‫واستعلم من عظماء المدينة عن امرأة كريمة حسب كرامة‬

‫المليتيين المختارين ليتخذها له في زواج نقي‪ .‬فنصحوه قائلين‪ :‬يا‬

‫سيدنا ال يوجد في هذه المدينة كلها من يليق بها (‪ )١٠٢‬الشرف‪،‬‬
‫والكرامة لعظمتك سوى كيرا تيوجنوستا ابنة ديونسيوس أمير‬
‫ذيوبوليس الذي تحت سلطان عظمتك‪ .‬هلى عذراء في الثامنة‬
‫عشر من عمرها وال أحد (مثلها) في هذه الكورة كها ميليتين‬
‫سوى أبيها وبيته‪ .‬فًامر (أنستاسيوسى) في الحال فأحفر أباها‬
‫ديونسيوس ومنحه مهرها ضعف وزنها ذهبا خ ف هدايا كثيرة‬
‫غير‬ ‫وكرو‬ ‫وعبيد وإماء‪ ،‬ومنحها م بش وحدائق وقو‬

‫بما حاليامدينة ملطية‬

‫‪٦٥‬‬
 ‫سبرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫عمومية‪ ،‬وأخذها له امرأة‪ ،‬وأحبها جذا حتى أنه نسى كبادنكيا‬

‫وآباءه ليعيش في فلسطين إلى أن افتقدهما الرب‪ .‬فلما أنجبت أي‬
‫كيرا تيوجنوستا الشريفة دثمنى اسي جرجسى على اسم وألد أبيها‬
‫وولدت أي له أختين؛ اسم الواحدة كاسيا وا خرى ماترونا‪ .‬وتنيح‬
‫أبي الطوباوي أناستاسيوس الحاحكم وتنكي في العاشرة من عمري‬
‫والواحدة من إخوتي كانت في السادسة من عمرها والصغرى كانت‬
‫في الثانية‪ .‬بعد هذا جعل حاكائ عوضا عن أبي اسمه يوستس وكان‬

‫هو الذي جعلني قائد جيش على خمسة‬ ‫لي عوصا عن أبي الطوباوي‪.‬‬
‫ا ف جندي وجعل اسحي بكثب للملك نال ث ثة ا ف (‪)١٠٣‬‬
‫عملة كل شهر‪ ،‬ولم يئن يعلم شيائ عن بيته سوى ما يأكل وما‬
‫يشرب لئن أنا من يديرسلطانه وبيته وخطب لي ابنته تخذها‬
‫في زيجة نقية‪ .‬وبينما يفكر في زفافنا‪ ،‬وبح عليه قضاء كل إنسان‪.‬‬
‫رحل عن غربة هذه الحياة الفارغة ودفنته في قبر أبيه الطوباوي‪.‬‬
‫فلينيحهم الرب إلى ا بد آمين‪ .‬وأنا أتممت جنديني حسنا‬
‫وهدايا‪ ،‬أتوا‬ ‫وبمشورة أهل كورفي ورضا أي معا أخذت لي ما‬
‫معهم في سفينة لي وسار عبيدي مي‪ ،‬أتيت إلى هذه المدينة‬
‫هبئم والملوك المال والهدايا حتى تهبوفي (لقب) حائم عوضا‬
‫عن آبالي الذين رحلوا‪ .‬وعندما ريتئم وقد تنكتم إله السماء‬
‫وا رض هذا الذي وهبهكم الملك وعبدتم الشيطان قلت في قلبي‪:‬‬

‫‪٠٣‬تك‪٠٦:٣٨‬‬

‫‪٦٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫الشيطان وأبناؤه الذين هم أنتم‪ ،‬فليغن‪ .‬وهكذا‬ ‫كل ملك مصدر‬

‫خوتي الصغار الذين في ربي يسوع‬ ‫استودعت هالي وهداياي‬
‫المسيح الذين هم في استحقاق أكثر منحكم‪ ،‬وأتيت إليحكم ثبت‬
‫لغباوتحكم أنها ليست آلهة تلك الني تسجدون لها لكئ أوثا‬
‫نجسة‪ .‬هوذا أخبرتكم بكل شيء‪ )١٠٤( :‬أنا مسبي جهارة‬
‫وأؤمن بربي يسوع المسيح‪ ،‬ما تشاؤون فلتفعلوه بي‪.‬‬

‫فلما سمع الملوك منه أنه مليني من كبادوكيا وأنه ابن حاكم‬
‫كبير ارتجفوا وقالوا له بك م تملق‪ :‬أيها الشاب عرفنا بئرامتك‬
‫ونسب آبائك‪ .‬تعال ا ن واصغ لنا ولتئرك مشورتنا‪ ،‬اذبح لآللهة‬
‫المنتصرة كنال منهم (ليس) فقط والية آبائك‪ ،‬لكن سوف‬
‫نعطيك تدبيرا (حكتا) على العالم كله‪ ،‬ومن بعد الملوك‪ ،‬من ترغب‬
‫في أن تعينه أميرا على أي المقاطعة في العالم كله‪ ،‬الوالة ولمدبرون‬
‫والقادة فليكونوا تحت سلطانك في كل مكان‪ .‬فأجاب البار وقال‪:‬‬
‫شريرة جدا هلى مشورتكم هذه الني ستهلك معكم‪ ،‬لئن‬
‫أخبروني أيها المخالفون‪ :‬تن ين آلهتكم ترغبون أنى أسجد له‪.‬‬
‫بوللون الذي‬ ‫فأجاب داديانوس‪ :‬نرغب يا جرجس أن تسجد‬
‫علق السماء‪ .‬فأجاب الطوباوي‪ :‬إن كان أبوللون هو من علق‬

‫السماء أيها الملوك فًانت حسائ دعوته إلها‪ ،‬وإذ إن بوسيدون هومن‬
‫ست ا رض فهذا ا خر إله أيقا‪ .‬أال تخزى أيها الكافر النجس‬

‫‪.‬فيا‪ :‬ات من قبل‬

‫‪٦٧‬‬
 ‫مخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫التنين الذي في الهاوية أن تدعو هذه ا صنام الشياطين النجسة‬

‫جل الملوك ا خرين الكفرة‬ ‫جلك (‪ )١٠٥‬وال‬ ‫آلهة! ليس‬
‫جل‬ ‫جل الجمع الواقف سوف أعلن‬ ‫الجالسين معك‪ ،‬لطن‬
‫بعض القديسين‪ .‬دشثه أبوللون بمن أيها الملك؟ دسهه ببطرس‬
‫العظيم هامة الرسل الذي أعطي مفاتبح ملكوت السموات أو‬

‫قثيهه بالعظيم إيليا التشبي هذا الذي صار م ثمدا على ا رض‬
‫وخل للسماء على مراكب نار أليس هو أفضل من بوسيدون‬
‫الساحر التجسى أو اسماراكتوسى التجس الذي يصغ سحرا بالنار‪،‬‬
‫وقد عاش مع ا نجاس (التجسة)‪ ،‬المدعوة ديميتا وولدت سارافين‬
‫الملتي في ابحر هؤالء الذين جل أعالهم الشريرة ألقوا في عمق‬
‫ابحر‪ .‬فيمن تعتقد أيها الملك‪ ،‬إيزابل التي قتلت ا نبياء أم مريم‬
‫العذراء العظيمة التي ولدت لتا ربنا يسوع المسيح‪ .‬فلتخز ا ن يا‬
‫عديم الفهم‪ ،‬ن آلهتك الدنسة هني شياطين نجسة‪.‬‬

‫هذا امتأل غضبا شديدا وأمر أن‬ ‫فلما سمع الملك داديانومى‬
‫ئقرد من ه بسه التي كان يلبسها وأن يربط بحزام (‪)περί σωμα‬‬
‫على حقويه وأن يؤت على وتد بكشط حتى تبرز عظامه من‬
‫جسده‪ .‬وكان في الحادية والعشرين من عمره وث ثة أشهر‪ ،‬ابوم‬

‫ب فيه ابار‬ ‫ا ول من (‪ )١٠٦‬برمودة كان ابوم ا ول الذي غذ‬

‫و^ان جسده المقدس معجوقا بدم‪ .‬وكان ابار ثابتا في هذه‬

‫‪55‬‬ ‫اة(ل)‪٩‬‬
‫‪٦٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫(العذابات) الضخمة والمهولة‪ .‬ايقا ألبس حذاء حديد في قدميه‪،‬‬

‫ومروا مسامير في قدميه في الحذاء نكان الدم يتدفق ويسيل مثل‬
‫المياه‪ .‬أيضا خرب على ظهره وألقي على بطنه ستمائة وزن (؟)‬
‫(‪ )κογφοο‬حتى انشقت بطنه وانسكبت أحشائه على ا رض‬
‫ولهرب على رأسه بأوزان (؟) (‪ )κογφοο‬حديد عليها رؤوس‬
‫(مدببة) حتى انسكب مخه خارج أنفه مبيضا كاللين نكان صبورا‪.‬‬
‫جل أن المسيح يثبت نفسه فيه‪ .‬وأيضا أحفروا‪.‬‬ ‫في هذا كاه‬

‫سكاكين حديد كان فمها كالمنشار ومزقوا جسده إربا إربا وأمر‬
‫بإحضار ملح وخل عتيق وأن يسكب على جراحه وأن يحك جسده‬
‫يحرق خيش حتى ييرز عظمه ويسقط (لحمه) على ا رفى فتادا‪.‬‬
‫لتكن كان الرب يثبت روحه فيه‪ .‬وألقي على‬ ‫واستسلم للموت‬
‫سرير خشب ومر عشرون مسمارا في جسده في السرير الخشب‬
‫وخل فاقد الوي‪٨‬ه وخل للسجن‪.‬‬

‫(‪ )١٠٧‬كان جمع هن الواقفين في ذلك اليوم يبكون جل حسن‬

‫قامته وحداثته وكانوا يقولون لبعضهم‪ :‬يا لجمال هذا الغنى المليني‬
‫واحمرار جسده المكرم حيث إن هؤالء المخالفين أهلكوه هكذا‬
‫بهذه العذابات الموجعة لما جلبوها عليه في تلك الليلة‪ .‬ولما عادوا‬

‫المعنى غدر واضح‪ ،‬ربا يقمد قالبا ما يزن ستمائة وزن‪ .‬الكلمة اليونانية القريبة هلى ‪ κουφον‬بمعنى تذر‪.‬‬

‫ولكنها مازالت بعيدة عن المعنى المنشود‬

‫‪57‬‬ ‫‪٩‬‬
‫־דסזאץ א‬ ‫‪٩‬‬ ‫‪6Β0Χ ne‬‬ ‫‪٠٢‬‬ ‫‪Ο‬‬
‫‪58‬‬
‫‪eqoi Ν&.ΤΜ61‬‬

‫‪٦٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫(أسرعوا) إلى منازلهم كانوا يقولون لزوجاتهم وأبنائهم‪ :‬بالحقيقة‬

‫رأينا بأعيننا ايوم بأي حال وأي كيفية تقريبا‪ .‬كانت المدينة كاها‬
‫مخبر به في ذلك المساء‪ .‬وحدث في منتصف الليل ظهر في السجن‬
‫م ك نوراني وحدثت زلزلة عظيمة حتى أن المدينة اههزت من‬
‫أساستها وذا بالرب دخل السجن مع ربوات من الم قتكة‬
‫القديسين وامتأل المكان كاه براتحة عطرة حسنة جدا وإن الرب‬
‫دعاه (القديس جرجسى) هكذا قائ ‪ :‬يا حبيبي جرحمس قم‪ ،‬بينما‬
‫أنت راقد‪ ،‬وأنت معافى‪ ،‬ال شيء من اله ك يصير لك من ا ن‪٠‬‬
‫فانتففى وليس به ألم في جسده على ا ط ق ص ثم ن كان مثل‬
‫واحد قام من وليمة ملوك‪ ،‬ولما انطرح‪ ،‬سجد للرب هكذا‪ ،‬فأمسك‬
‫(‪ )١٠٨‬به وأقامه وقيله وجعل يده على جسده كله ومأله قوة وقال‬
‫له‪ :‬تقو وتشدد يا حبيبي‪ ،‬أنا معك حتى تخزي هؤالء الملوك‬
‫المخالفين‪ ،‬أقسم لك بذاتي يا جرجسى حبيبي إنه لم يقم هكذا في‬
‫موايد النساء شبيه يوحنا المعمدان‪ ،‬وهكذا لن يصير في الشهداء‬
‫من يشابهك ولن يوجد مثيل لك إلى ا بد‪ .‬وهوذا تمغي سبع سنين‬
‫يعذبك السبعون ملك المخالفون‪ ،‬وسوف تصغ قوات عديدة‬
‫وتموت ث ث مرات ووئ أقيمك‪ ،‬وفي المرة الرابعة سوئ آني‬
‫إليك على سحابة نوارنية مع الطغمات السماوية وا نبياء والرسل‬
‫ستلم الوديعة الني أودعتها لديك‪ .‬فلما أتم‬ ‫والقديسين الشهداء‬
‫المخلعى قول هذا‪ ،‬أعطاه الس م ومأله فرحا بالكلية‪ ،‬وصعد إلى‬

‫‪٧‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫السموات مع الم ئعئة‪ .‬و^ان الطوباوي يتًاملهم‪ .‬وكان البار فرحا‬

‫جدا وهويسبح الله حتى أشرق الور جل ما قاله له الرب‪.‬‬

‫فلما أق الغد‪ ،‬أمر الملك المخالف ومن معه أن يسرعوا إلى‬

‫السجن وينظروا إن كان البار حيا أم ال‪ )١٠٩( .‬فلما فتحوا باب‬
‫السجن‪ ،‬نظروا القديس واقفا يصلي و^ان وجهه منيرا مثل الشمس‬
‫وتعجبوا جدا وأسرعوا وأخبروا الملوك بئل شيء فأمروا بإحضاره‬
‫عند منصة القضاء‪ .‬فلما أحضروه كان يقول‪ :‬يا إلمي‪ ،‬يا إلبي‪ ،‬أمل‬
‫إلي لماذا يا إلبي تتركني‪ .‬أسرع يا إلبي لنجدتي‪ .‬فلما وصل منصة‬
‫القضاء قال‪ :‬منصة القضاء‪ ،‬منصة القضاء‪ ،‬أتيت إلبك؛ أنت مع‬
‫أبوللون خاصتك‪ ،‬وأنا مع ربي يسوع المسيح‪ ،‬فلما رأى المخالفون‬
‫تعجبوا وقالوا له‪ :‬لماذا لم يصبك أي من ا ذى يا جرجس؟ ومن‬
‫الذي شفاك؟ فقال ابار لهم‪ :‬أنتم ال تستحقون أيها المخالفون أن‬
‫تسمعوا اسم الذي شفافي بآذانحكم الشريرة‪ .‬حينئد غضبوا بشدة‬
‫وأمروا أن يشد على أربعة عصي‪ ،‬وأن يضرب أربعمائة جلدة على‬
‫ظهره ثم يدار ويجلد أربعمائة جلدة أخرى على بطنه‪ .‬وهكذا تمزق‬
‫جسده وأخذ يتساقط على ا رض‪ .‬ثم جعلوهم يسكبون خأل‬
‫وكبريائ على جسده وأن يحرسه في السجن ثمانية جنود مع (‪)١١٠‬‬

‫خمسة من التريبون (‪ )τριβουνος‬حق الغد‪ .‬تصاعدت النيران في‬

‫جسد الطوباوي وتعب جدا‪ .‬فرأى الرب يسوع ألمه أنه لم يئن‬
‫يقدر با حرى أن يتكلم مطلقا‪ ،‬فتزل ربنا يسوع المسيح من موئع‬

‫‪٧١‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهير بارومافي‬

‫السماء العالي وتاكلم معه قائأل‪ :‬تشدد يا حبيي جرجس‪ ،‬قم من‬
‫أتعابك كلها‪ ،‬تقؤ نى أنا معك‪ .‬فقام البار‪ .‬نوفع الرب يده على‬
‫جسده كله وشفاه وعطاه الس م وصعد للسموات بمجد وكرامة‪.‬‬
‫فكان الطوباوي في السجن يرتل حتى أشرق النور‪ .‬والجنود وفرقة‬
‫التريبون الذين كانوا يحرفونه لما رأوا ما حدث للقديس الثنثذ‬
‫تعجبوا وأخبروا الملوك‪ .‬فقال الملك داديانوس‪ :‬إن جرجس معلم‬
‫و‬
‫سحر لحكن لن أسمعه مرة أخرى حتى أحضر كبير سحرة‬
‫(‪ MVUTOc‬ئة‪ )0٢0‬أقوى منه‪ .‬فللوقت جلس وكتب رسالة وقال‪:‬‬
‫الملك داديانوس يئتب للعالم كله‪ ،‬س م لكم‪ ،‬كل ساحر يقدر‬
‫أن يضع حدا لسحر المسيحيين فليأت إلي وأنا سوفى أمنحه مائة‬
‫عملة (‪ )λίτρα‬ذهب ومائتي قطعة فضة‪ ،‬وكل ما يطلب من‬
‫الممتلكات‪ .‬وسوف أجعله (‪ )١١١‬الخاني في مملكتي‪.‬‬

‫هذا المكتوب قرئ في كل مكان‪ ،‬وذا بواحد يظهر أمام الملك‬

‫ددرع اسمه أثناسيوس وقال له‪ :‬يا سيدي الملك‪ ،‬ء‪٠‬ش إلى ا بد‪ ،‬مر‬
‫هذا المدعو جرجس بضع عمل أماي وأنا سوف أزيل سحره‪.‬‬
‫ففرح جدا وقال للساحر‪ :‬أي عمل تصنعه أ ماي حتى أعلم أنك‬
‫تقدر على سحر المسيحيين؟ فقال أثناسيوس للملك‪ :‬مر أن يحفر‬
‫لي عجل‪ .‬فًامرأن يحفرعجأل‪ ،‬فتكلم في أذفي العجل فانشق وصار‬
‫نعهغين‪ ،‬فضحك الملك وقال‪ :‬بالحقيقة أنت ستمحو سحر‬
‫المسيحيين‪ .‬فقال أثناسيوس للملك‪ :‬فليؤت إلي بميزان‪ .‬فلما‬

‫‪٧٢‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫أحضروه‪ ،‬وضعوا نصغي العجل على كفتي المزان‪ ،‬فأتوا متساويين‪.‬‬

‫فجعل الملك أن يحضر له القديس جرجس وقال له‪ :‬يا جرجس‬
‫بسببك دعيت معلم السحرة هذا إلى مملكي‪ ،‬إما أن تمحو سحره‬
‫أو يمحو سحرك‪ .‬نقال القديممى جرجس للملك‪ :‬المسيحيون‬
‫المسترون في المسيح ال يصنعون السحر أبدا أيها المنافق‪ .‬قال‬
‫القديس للساحر‪ :‬أسوع يا بني‪ ،‬ما تشاء اصنعه بسرعة‪ .‬فهوذا أرى‬
‫نعمة الله (‪ )١١٢‬تقرب إليك‪ .‬أحا أثناسيومى نأخذ كأسا ومأله من‬
‫سحره ودم‪٠‬ا أسماء شياطثن عظيمة عليه وأعطاه للقديس جرجسى‬
‫ليشربه‪ .‬فلما شربه لم يصبه أذى‪ .‬نقال أثناسيوس‪ :‬يا جرجس‪،‬‬
‫كأس أخرى أعطيها لك‪ ،‬إذا لم يصبك شر سوف أومن بإلهك‪.‬‬
‫نأخذ أثناسيومى الساحر الكأس وقال بأسماء شياطثن أشر من‬
‫ا ولى وأعطاه للبار فشربه ولم يصبه شر‪ .‬أما أثناسيوسى فانطرح‬
‫عند القديس وقال له‪ :‬أستحلفك بيسوع المسبح‪ ،‬امنحني ختم‬
‫يسوع الذي تعبده‪ ،‬حتى ينفتح لي أيضا ملكوت السموات‪ .‬فلما‬
‫رأى الشهيد القديس إيمانه‪ ،‬ضرب في ا رض فانغجر ينبوع ماء‬
‫مملوءة راتحة عطرة حسنة جدا‪ ،‬وكان الطوباوي يتضرع في الخفاء‪.‬‬
‫فأق توما الرسول وعمد أثناسيوسى الساحر باسم ا ب واالبن‬
‫والروح القدس‪ ،‬ونال غفران الخطايا‪ .‬فأعطاهم الرسول الس م في‬
‫الخفاء واختفى عنهما‪ .‬وهكذا عاد مجرى المياه إلى موضعه‪ .‬فلما‬
‫رأى الملك (‪ )١١٣‬ومن معه ما حدث اندهش جدا وتعجبوا‪.‬‬

‫‪٧٣‬‬
 ‫ميرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫نصرخ أثناسيوس أمام ألملوك‪ :‬أنا مسبي‪ ،‬أشكر الله وعبده‬

‫جرجس أفي حسبت في عداد عبيده‪ .‬أنا عامل ألساعة الحادية‬
‫ءشر‪٩،‬ه وأترى أن تدركي رحمته آيقا من يتله طلبات القديس‬
‫جرجس ألشهيد القديس والقوي‪ .‬فغضب ألمخالفون وأمروا أن‬
‫نجتل أثناسيوس خارج المدينة وأن ئقطع رأسه مجد السيف‪.‬‬
‫وهكذا أتمم شهادته في اليوم الثالث والعشرين من شهر طوبه في‬
‫يوم السبت‪ .‬بركته تهتكون معنا كلنا إلى أبد ا باد‪.‬‬

‫فلما استدار البارللملك قال له‪ :‬ما تشاء أن تفعله فلتفعله بي‪.‬‬
‫فأجاب الملك‪ :‬أقسم با لهة يا جرجس‪ ،‬إفي سوف أتفرغ لك‪.‬‬

‫فجمع نجارين وحدادين ‪ ٦‬وجعلهم يصنعون عجلة كبيرة جدا‬

‫وثبتوه فيها بمائة مسمار‪ ،‬الواحد منه بطول ذراع‪ ،‬ومألوها بأسياخ‬
‫(‪)>ΌΤ6ν‬‬ ‫حادة جدا‪ ،‬وألقوا عند فواصلها‪ ٦١‬نجطافات ومدببات (؟)‬
‫حديد مؤلمة جذا وجعلهم يصنعون العجلة مقسومة نصغين‬
‫ليصيرا ا ت سلخ؛ جهة قبالة جهة مملوءة بالمسامير وأسياخ من‬
‫هذه الجهة‪ ،‬وتلك مملؤة سيو (‪ )١١٤‬حدودها كالمناشير وفرعا‬
‫(شجر) زيتون في ثقبيها وعشرون خادما (‪ )ύπηρέτης‬لدفع‬
‫(تدوير) كل من الفرعين‪ .‬وأمر أن يحضروا الطوباوي وقال له‪ :‬يا‬

‫مت ‪.١’ -١ :٢٠‬‬

‫وتعليحها‪B6CNHT‬‬ ‫'‪ ٦‬الكلمة في الغص خطأ‬

‫‪Ν6٩Ο)ωλ£‬‬
‫‪61‬‬

‫‪٧٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫بوللون نلت إكليل الملك من يدي وإذا‬ ‫جرجس إذا ذمجت‬

‫حسبت للمسيح انظر ا لة (؟) (‪ )μαγγανον‬الني صنعتها لك‪،‬‬
‫(سوف) أطرحك فيها متحن جسدك إن كنت جنديا قويا‪ .‬نقال‬
‫القديس‪ :‬أنا للمسيح ما تشاء أن تصنعه فاصنعه بي‪ .‬نأمرأن يوخذ‬
‫إلى العجلة وجعل أربعين خادما يربطونه عليها‪ .‬فلما رأى‬
‫الطوباوي ا لة (؟) المجهزة في وط العجلة خاف بسبب أنه‬
‫إنسان أيقا البس جسنا خصوصا أنه ضعيف هكذا‪ .‬وقال في‬
‫نفسه‪ :‬يا جرجس‪ ،‬إدا أنت لن تقدر أن تنجو هذه المرة‪ .‬للوقت‬
‫بسط يديه وطلب هكذا قائأل‪ :‬أسبحك ياربي يسوع المسيح‬
‫وأشكرك نك جعلتني مستحقا لرفقة آالمك المخلصة مثلما أنت‬

‫ياربي لما صلبت على خشبة وجعلوك بين لصين‪ .‬هاهم صنعوا لي‬
‫عجلة من شقين جل اسمك القدوسى‪ .‬يا سيدي‪ ،‬استمح يا سيدي‬
‫ا ن يا مخلعي إلى عبدك جرجس هذا الذي لم يئن قبله أحد‪،‬‬
‫غير المتبدل‪ ،‬إكليل الشهداء الذي بسط السماء مثل القبة ووزنها‬
‫بمعرفة‪ ،‬وتمطر ندى على الخلق (‪ )١١٥‬كله‪ ،‬الذي خلق السحاب‬
‫ليمطر ماء على ا رض‪ .‬على ا براروالخطاة معا‪ ،‬الذي خلق الجبال‬
‫والهفهاب بقياس ومخبزان‪ ،‬الذي انتهر المنافقين كهم والمخالفخن‬
‫عديمي السمح وألقاهم في أسافل الجحيم يسكنون هناك في الدار‬

‫ومتاريس الجحيم ويعذبون من التنانين الشريرة‪ .‬انتهر يا ربي‬

‫المنافقين كلهم وال شيء يقوى على أمرك‪ .‬هذا الذي في ا يام‬

‫‪٧٥‬‬
 ‫سبرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ا خيرة أظهرذاته لنا على ا رض وأخذ جسنا من والدة ا له مريم‬

‫العذراء ير غير مختير وغير مدرك‪ ،‬المولود الحقيقي‪ ،‬الذي سارعلى‬
‫ا مواج‪ ٦٢،‬الذي لم تتدنس أقدامه منها‪ ،‬الذي جعل خمسة ا ف‬
‫رجل يأكلون من خمسة خبزات وشبعوا‪ ٦٣،‬الذي انتهرالبحروالربح‬
‫ن لك الخ ئق كلها‪،‬‬ ‫وجعلهم يصمتون‪ ٦٤،‬كل شيء يطيعك‪،‬‬
‫فلتأت رحمتك على أنا عبدك جرجس‪ ،‬ن الرحمة عندك با حرى‪،‬‬
‫لك المجد مع أبيك الصالح والروح القدس إلى ا بد آمين‪ .‬فلما‬
‫قال ا مين‪ ،‬الني في العجلة‪ ،‬ولما ألقي في وط ا الت (؟)(‪)١١٦‬‬
‫الثعدة‪ ،‬أديرت عليه مرة واحدة فانحل بسرعة‪ ،‬العظام واللحم‬
‫دمرت معا‪ .‬فصرخ المستبد أمام الملوك المحيطين به قائأل‪ :‬ال إله‬
‫سوى أبوللون وأردميس وزفسى وهرقل وأثيناسى وكاماندرا‬
‫وبويدون‪ ،‬هؤالء المزينون السماء المانحون الملك للملوك ويجعلون‬
‫القوى تسود ا رئى‪ .‬أين ا ن إله جرجس الذين قتله ج دو‬
‫اليهود؟ لماذا لم يأت ينجيه من يدي‪ .‬نأمر ليحمل رماد عظامه‬
‫ولحمه وا رض الني خربت دمه المقدس وألقيت في قدر فارغ ب‬

‫يجد‬ ‫لئ‬ ‫ماء‪ ،‬وكدسوها برماد حتى فوهتها‪ ،‬ودانوا يقولون‪:‬‬

‫المسيحيون الرماد ويصنعوا قوات به‪ .‬بعد ذلك قام هومع التسعة‬
‫نهم تغلبوا على‬ ‫والستين ملكا وأسرعوا إلى الويمة وكانوا فرحين‬

‫مت‪.٣٣-٢٢ :١٤‬مر‪.٥١- ٤٥ :٦‬يو‪.٢١- ١٥ :٦‬‬ ‫‪٦٢‬‬

‫مت ‪ :١٤‬ه‪.٢٢-١‬‬ ‫‪٦٣‬‬

‫‪ ٦٤‬مت ‪٠٢٧-٢٤ :٨‬‬

‫‪٧٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫عدوهم‪ .‬وفي الحال أظلم الهواء كله وتغطت السماء بالسحب‪،‬‬

‫وحدثت رعود وبروق‪ ،‬وارتجت ا رض كلها حتى أساستها‪ ،‬وبوق‬
‫رئيس الم ئئة القديس في البوق وأق الرب على مركب شاروبيم‬
‫وربوات م ئئة واستقر عند القدر فقال الرب لميخائيل‪ :‬قل‬
‫لهذا القدر‪ :‬اعطني دماء ابار جرجس وعظامه (‪ )١١٧‬ولحمه‬
‫ورماده جل أنه قال‪ :‬لن أنجو هذه المرة‪ .‬حتى يعلم في قلبه كله أفي‬
‫إد إبراهيم وإد إسحق وإله يعقوب‪ .‬فوضعها ميخائيل أمامه‪ ،‬نأخذ‬

‫الرب العظام في يده وقال هكذا‪ :‬يا جرجس ولدي‪ ،‬ابد الني‬
‫جبلت آدم ي أيضا تخلقك يا جرجس حبيبي‪ .‬ونغخ فيه ومنحه‬
‫روح حياة وقام القديس جرجس من الموت‪ .‬فقئله الرب وأعطاه‬
‫الس م وصعد للسموات بينما (القديس) يتأمله‪.‬‬

‫فقام (القديس) وأق إلى الملوك الخالغبن والجنود الذين ألقوه في‬
‫القدر‪ .‬وقال لهم جميعا‪ :‬تعرفونني أيها المخالفون إفي أنا جرجس‬
‫الذين قتلتموه وألقيتموه في القدر فلما شاهده المنافق داديانوسى‬
‫قال للجنود‪ :‬إنه خياله‪ .‬قال ماجامنتوسى ملك أرمينيا‪ :‬ليس خيا‬
‫لئن واحدا يشبهه‪ .‬أها أنادوليس قائد الجيش كان يقول لهم‪ :‬أال‬
‫تخزون أيها الئغرة بينما تخفون الحق‪ .‬لئن بالحقيقة هذا هو‬
‫جرجسى عبد الثه الي الذي ربي يسوع المسيح بن الثه الي أقامه‬
‫من الموت جل هذا اؤمن (‪ )١١٨‬أنا أيضا بربي يسوع المسيح أنا‬

‫وودي كاهم الذين مي‪ .‬حينئذ غضب المنافق داديانوس جدا‬

‫‪٧٧‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫وأمرأن يحملوا خارج المدينة‪ ،‬وأن يقسموهم عشرة فرق ويذبحوا‬

‫بالسيف‪ .‬وهكذا أتموا شهادتهم في ايوم الثالث والعشرين من‬
‫شهرأمشيرونالوا ا كليل غير المضمحل ودانوا ث ث آالف جندي‬
‫وقائد الجيش أنادوليس وتسعة آالف من الجمع الواقف رجال‬
‫ونساء‪ .‬وعان القديس جرجس واقفا يشددهم كلهم حتى ماتوا‬
‫(تنيحوا) حستا‪ .‬بركتهم المقدسة فلتئن معنا إلى ا بدآمين‪.‬‬

‫بعد هذا أمر (داديانوس) أن يلقى ابار على سرير حديد وأن‬
‫يسمر ظهره في السرير وأيضا أن يمأل قدر من الرصاهى ليشتعل‬
‫أسفله حتى يصير مثل الماء وجعلهم يفتحون فم القديس‬
‫ويسكبونه فيه مغليا إلى بطنه‪ .‬فلم يصبه أذى‪ .‬فًامر المنافق أن‬
‫يخرجوا المسامير من جسده‪ ،‬وأن يعلق عابا على فرع شجرة من‬
‫قدميه وأن يربط حجرفي رقبته وبقى عشرة أيام وعشريال معلائ‬
‫حتى سال دمه من أنفه مثل الماء‪ .‬فلما كمل ايوم العاشر جعلهم‬
‫داديانومى المستبد ينزلونه ولم تزل فيه أنفاس قليلة‪ ،‬وجعلهم‬
‫يمددونه على ا رض وجعلهم يضربون بالسيف (‪ )١١٩‬على جسده‬
‫من قدميه وحتى رأسه حتى صاركله إربا إربا‪ .‬وجعلهم يضربون‬
‫رأسه بفأس حتى انشقت وأيضا كسروا هامة رأسه وافي قدميه‬
‫بالفأس وأحضروا مسمارا كبيرا محمى بالنار ووضعوه في أذنه‬
‫ايمنى‪ .‬وأق الخدام وأدخلوه في رأسه حتى خرج من الجهة ا خرى‬
‫ورفعوه كميت يحملوه للسجن‪ .‬وعان ايار في السجن وعان في ألم‬

‫‪٧٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫عظيم بسبب العذابات الني في جسده المقدس وفي الساعة الثالثة‬

‫من الليل وبينما كان القديس في قروحه‪ ،‬هونا الرب يسوع المسيح‬
‫أق إليه في السجن مع م ئئته القديسين وامتأل السجن نورا‬
‫وقال الرب له‪ :‬يا جرجس أنا آمرك‪ ،‬قم قف على قدميك معافى‪.‬‬
‫وللوقت قام ب فساد فقبله الرب ووفع يده على جسده كاه ودده‬
‫وقال له‪ :‬قم واذهب إلى هؤالء الملوك المنافقين وأخزهم وآلهتهم‪،‬‬
‫تشدد وال تخف أنا معك كل حين‪ ،‬أقول لك يا حبيي جرجس‬
‫يوجد فرح في السماء لثباتك والم ك تهلل لبذلك الحسن‪ ،‬هوذا‬
‫ا ن ست سنوات أخرى سوفي تمر (‪ )١ ٢ ٠‬ونت في هذه العذابات‬
‫من الملوك المنافقين وسوف تموت ث ث مرات وأنا آتي بذاتي مع‬
‫م قتكني القديسين خذ روحك لسرح في حضن ابرام وإسحق‬
‫ويعقوب في فردوس الفرح‪ .‬فلما قال الرب هذا له أعطاه الس م‬
‫وصعد للسموات بمجد وهو يتًامله‪ .‬وقفى القديس جرجس الليل‬
‫كاه يصفي حتى أشرق الثور‪.‬‬

‫فلما أضئى ابهار أمر الملوك المخالفون أنى يحضروه إلى منصة‬
‫القضاء‪ .‬فقال ماجامنتوس الملك له‪ :‬يا جرجس‪ ،‬أريد أن أرى‬
‫أعجوبة منك‪ .‬أقسم بسيدي الشمس والقمر وأردميسى أم ا لهة‬
‫كاهم أفي سوف أومن كذلك بإلهك يسوع المسيح‪ .‬ن قال القديس‬
‫جرجس؛ إني أعلم أنك لم تتحدث بالحق مطلقا لخن أخبرني ما‬
‫تطلب أن تراه‪ .‬فقال الملك له‪ :‬هوذا سبعون عرسا هنا‪ ،‬يحتلف‬

‫‪٧٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫خشب كل منها (عن ا خر)‪ .‬البعض من خشب مثمر‪ ،‬والبعض‬

‫من خشب غير مثمر‪ ،‬إذا ‪ -‬من قبل صلواتك ‪ -‬أنبت وأخرج‬
‫جذورا‪ ،‬ولخشب المثمر يتمير عن الخشب غير المثمر سوفا أومن‬
‫بإلهك يسع‪ .‬فللوقت أحنى ركبيته وصل‪ ،‬ولما قال ا مين (‪)١٢١‬‬
‫بعث الرب روحا عل العروش وأنبتت وأخرجت جذورا والمثمرة‬
‫أخرجت ثمرا وورقا‪ ،‬وتلك ا خرى غيرالمثمرة أخرجت ورقا‪ .‬فلما‬
‫رأى الملك والملوك ا خرين ما حدث من ابارخزوا جدا‪ ،‬وصرحوا‬
‫قائلين‪ :‬أنت إد عظيم يا أبوللون أن في الخشب الجاف أظهرت‬
‫قوتك‪ .‬حينئذ أمر المخالفة أن يجلسوا القديس جرجس عل سرير‬
‫نحاس وأحضروا مسمارين وطول الواحد ذراع‪ ،‬وحموهما بابار‬
‫وثقبوا ذراعيه (‪ )·Χ,φοι‬حتى نفذوا إلى السرير‪ .‬والقديسى صار‬
‫مثبتا في السرير وهكذا أحضروا نجارا بجوفا أوسط رأسه بفأس‬
‫حديد وجعلهم يسكبوا فيها زفت مغل حتى مألت بطنه وتخرج‬
‫من فتحني أنفه وأذنيه ومن مخرجه (‪ .)t)PHl MMOq،c٥‬للوقت‬
‫صعدت ابار في رأسه وجسده كله وصاركميت واخرجوا المسامير‬

‫من ذراعيه (؟) (ب‪٠‬د) ليلقوه في عجل نحاس وجعلهم يشعلون‬

‫العجل‪ ،‬وكان الطوياوي فيه ث ثة أيام بخشب كروم وسرو‪ .‬والرب‬
‫رأى تعب ابار وأفى إبه ض سحابة وأطفأ ابار وشفى جسده كله‬

‫وجعل العجل النحاس ينشق من وسطه وخرج منه (‪)١٢٢‬‬

‫الطوباوي جرجسى مثل واحد استحم في خمام وخرج منه‪ .‬وقئله‬

‫‪٨.‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫الرب وم ه قوة وعطاه الس م وصعد إلى السموات بمجد بينما‬

‫يتأمله (القديمس)‪ .‬فوقف الطوباوي أمام الملوك غير ممسوس باذى‪.‬‬
‫فلما رأى الجمهور ما حدث صرخوا‪ :‬واحد هو إد جرس‪ ،‬يا‬
‫يسوع المسيح أعنا‪ .‬فأمر الملوك بأن نجاط بالجمع وأن ققظع‬
‫رؤوسهم بحد السيف‪ .‬وهكذا أتموا شهادتهم ونال خمسة ا ف‬
‫نفس إكليل الحياة في ا ول من (شهر) برمهات وكان القديس‪.‬‬
‫يثبتهم حتى أتموا جهادهم بس م الله آمين‪.‬‬

‫بعد ذلك أمر الملوك بأن نجصر حزمة أعواد كرم مسنون (؟)‬
‫وتجلسوا ابارعلى حجر وسنوا العيدانى بسكاكين (‪ )μάχαιρα‬حادة‬
‫وسمروها في جسده الطاهر وقوا أطرافه (؟) (عد‪0‬ده) وثبتوها فيها‬
‫ثم نزعوا المسامير من يديه وقدميه وثبتوها بعيدان‪ .‬وثبت الخدم‬
‫عودين آخرين مسنونين في أنفه حتى خرجا من رأسه ودحرجوه على‬
‫الصخرة بينما تثقب العيدان جسده حتى سال دمه على ا رفى‬
‫مثل (‪ )١٢٣‬الماء‪ .‬وعان ايار متعبا جدا من هذا العذاب‪ .‬وأيائ‬
‫ربطوا ظهره بلوح خشبي وربطوا أخرى ببطنه وثبتوهما (معا)‬
‫بمسامير وطوقوه في وط اللوحين وأحضروا منشارا كبيرا حديديا‬
‫ونشروه من منتصف رأسه وحتى قدميه حتى أسلم الروح لوقته‪.‬‬
‫فلما رأوا أنه مات أمروا أن بحضرو قدرا كبيرا نحاسيا وأن يلقوا‬

‫جسد القديس في البذرمع دمه ولحمه كله مع ما تبقى من العيدان‬

‫وما تناثر (ألقي) من المنشار ألقوه فيه مع رصاص وأسفلت ووقود‬

‫‪٨١‬‬
 ‫سدرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫حتى تصاعدت ألسنة اللهب من القذرأكبرمن خمسة عشرذراعا‬

‫ن البذر كان في حفرة يعمق ث ثين ذراعا‪ .‬فأمرو أن يردم فوق‬
‫البذر والحفرة بتسعة أذع أخرى فوق ا رض‪ .‬وبنوا فوق الحفرة‬
‫سلحة (‪ )μ^ΝΧ٥^0ΘΝ6٩‬الملوك حتى قالوا‪ :‬ال‬ ‫(الردم) مخزقا‬
‫يمحكن أن يجد المسيحيون أي عضوله ليبنوا ضريحا له‪ .‬فلما ذهب‬
‫الخدم إذا زلزلة عظيمة حدثت في الجو‪ .‬و لشمس أظلمت‪ ،‬بينما‬

‫كان الوقت في منتصف ذلك النهار‪ .‬وإذا بالرب نزل من السماء مع‬
‫ربوات من الم ئحكة وتممفوف من القديسين واالثني عشر روال‬
‫معهم وداود الملك (‪ )١٢٤‬وا نبياء كاهم وامتأل المكان كاه نوزا‬
‫شدينا حتى أن البعيدين كاهم الذين في المدينة والمنافقين ا خرين‬
‫من الملوك رأوا النور وسقطوا على وجوههم‪ .‬والرب أق إلى الموضع‬
‫حيث البذر فيه وأمر غبريال رئيس الم ئحكة أن يشق ا رض‬

‫وصعد البذر ونادى الرب على رماد عظام ابار الذي في القدر‬
‫قائأل‪ :‬يا جرجس‪ ،‬يا جرجس‪ ،‬أنا الله الذي أقام لعازر من الموت؛‬
‫آمرك أيضا ا ن أن تقف وتخرج من البذر‪ .‬فللوقت قام ووقف‬
‫ابار صحيحا ب أي عيب‪ .‬وقبله الرب ومأله قوة وشدة قائ ‪ :‬يا‬
‫جرجس حبيبي‪ ،‬تقووتشدد‪ ،‬ثبتك على عرش في أورشليم السمائية‪،‬‬
‫هذا الذي ال مثيل له في مواضع الشهداء كلهم الذين كانوا منذ‬
‫ابدء‪ .‬ولن يشابهك أحد إلى ا بد فيمن سيأتون‪ ،‬يا حبيبي‬
‫جرجس‪ .‬وجمهور ا نبياء والرسل اقتربوا وقبلوه وقالوا له‪ :‬طوباك‬

‫؟‪٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫بالحقيقة يا جرجس‪ ،‬حبيب الله وم ئعكته والثاروبيم‬

‫والسارافيم‪ ،‬ونحن أيضا نفتخر بك وبصبرك العظيم؛ والسيما أنك‬
‫ا ن وحدك تعرفي باسم الله ع نية (‪ )١٢٥‬في المسكونة كلها‬
‫وملئها‪ .‬جل هذا سيعرفي بك مخلصنا أيضا في السماء وتحيا في‬
‫مجد غير منطوق به أمام خالق السماء وا رفى ولما مألوه ־ فرحا‪،‬‬
‫كته‬ ‫والرب أعطاه الس م معهم‪ ،‬صعد إلى السموات مع م‬
‫وقديسيه جميعا بمجد عظيم وكرامة‪.‬‬

‫فأق ابار إلى وط مسرح (‪ )θέατρον‬المدينة وكان وجهه‬

‫مملوذا نورا وصرخ قائ ‪ :‬أيها الملوك وكل واحد معهم والجنود‬
‫ا خرون الذين في هذه المدينة وكل من فيها‪ ،‬تعالوا كلكم كنظروفي‬
‫حتا بقوة إلص‪ ،‬أنا جرجس المليني الجليلي‪ .‬أنا الذي قتلني هؤالء‬
‫الملوك الطفرة و فنوني في ا رض‪ .‬وربي يسوع المسيح أتامني من‬
‫نه إله السماء وا رفى‪ .‬فلما عرفه الجمهور أنه هو‬ ‫ا موات‬
‫صرخوا قائلين‪ :‬ال إله في السماء وال على ا رفى سوى يسوع المسيح‬
‫إله جرجسى المليني‪ .‬وها ثمب ذي امرأة من الجمع لما رأت ا عجوبة‬

‫الني حدثت آمنت واسمها اسكوالستيتي وسجدت للشهيد قائلة‬

‫له‪ :‬يا سيدي جرجس‪ ،‬إن ابني أسرج بقرته كحرث في الحقل‬
‫فسقطت وماتت‪ .‬ا ن يا سيدي أعنا (‪ )١٢٦‬ننا فقراء‪ .‬فقال ابار‬
‫لها‪ :‬خذي لك هذا القضيب الذي أمسكه ا ن في يدي واذهبي‬
‫للحقل وارفعيه على ابقرة بينما تقولين‪ :‬قال عبد الرب الله‬

‫‪٨٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫جرجس قوي أيتها البقرة من ا موات‪ .‬فصنعت المرأة كما قال‬

‫القديس لها وحيت ابقرة‪ ،‬ومجدت (المرأة) الله وبقيت مع القديس‬
‫جرجس‪ .‬وقد كان الجمهور يحيط بالقديس وهو ؤعئمهم معرفة‬

‫المسيح ودانوا يصرخون‪ :‬واحد هو إد القديس جرجس الجندي‬

‫القوي الذي للملك المسيح‪ .‬فقال الملوك للجنود‪ :‬ما هذا الصراخ‬
‫الذي نسمعه؟ فقال الجنود لهم‪ :‬إن جرجس الذي قام من ا موات‬
‫والجمع يصرخون مؤمنين بإلهه نه أقامه من ا موات‪ .‬فلما سمع‬
‫الملوك أن جرجس هوالذي قام ثانية حثمعقوا ‪ ٦‬وخافوا جدا‪ ،‬وقالوا‬
‫بعضهم للبعض‪ :‬ربما ليس هو‪ .‬فقال الجنود‪ :‬هوذا سنحضره لتكم‬
‫ا ن حتى تعلموا عن يقين أنه جرجس‪ .‬فلما أحفر الجنود‬
‫القديس على منصة القضاء كان الجمع يسير خلفه وكانوا يصرخون‬
‫قائلين‪ :‬نحن مسيحيون جهارة‪ .‬ودانوا يصرخون يسلون الملوك‪،‬‬
‫وجانوا غاضبين من الملوك‪ .‬فأمر الملوك الجنود (‪ )١٢٧‬أن يذبحوا‬
‫الجمهور‪ .‬من الساعة الثالثة من النهار وحتى وقت الساعة العاشرة‬
‫من نهار ابوم الخاني كانوا يقتلونهم‪ .‬وعان المعدودون الذين نالوا‬
‫ا كيل في ذلك ابوم ثمانية ا ف وخمسمائة نفس صعدوا‬
‫للسموات بمجد‪ ،‬بركتهم المقدسة جميعا‪ ،‬فلتكن معنا إلى ا بد‬
‫آمين‪-‬‬

‫حرفيا‪ :‬تراجعوا بشدة للخلف‬

‫‪٨٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫بعد هذا اجتمع الملوك حول القديس جرجس‪ ،‬وقالوا له‪ :‬يا‬
‫جرجس كيف قمت من ا موات‪ .‬فقال الطوباوي لهم‪ :‬ربي يسوع‬
‫المسيح هوالذي أقامني من ا موات‪ .‬لهذا أقبل هذه ا تعاب كلها‬
‫على اسمه القدوس‪ .‬فأجاب واحد منهم اسمه راكيلوس وقال للبار‬
‫هكذا‪ :‬يا جرجس‪ ،‬بالحقيقة أفي أتعجب منك كيف خرجت من‬
‫القذر بينما كنت قطعا وموضوعا أسفل ا رئى؟ ا ن تريد أن‬
‫جل الخمسة والث ثين عرشا الذين أزهروا‪ -‬و(ال)‬ ‫أومن بإلهك‬
‫نعلم إن (كان) إلهك هوالذي صخ هذه ا عجوبة أوآلهتنا؟ لتكن‬
‫هوذا قبرحجري في هذا المكان وفيه أموات القدماء وإذا طلبت من‬
‫إلهك وأقمتهم أحياء سوف أومن به‪ .‬فأجاب الطوباوي جرجس‬
‫وقال‪ :‬أعلم ألكم لن تؤمنوا لطن سوف تأكلكم النخران‪ ،‬مع‬
‫ذلك جل هذا الجمع الواقف سوف أجعل مجد ربي (‪ )١٢٨‬يسوع‬
‫المسيح يظهر‪ .‬قم أنت مع من تريد وافتح القبر وأحفر من فيه‬
‫أماي و(أمام) هذا الجمهور حق نستعلن اسم ملتي الحقيقي اليوم‪.‬‬
‫فقام الملك راكيلوس والملك داديانوس وديونسيوس ملك ممر‬
‫وفتحوا القبر الحجر وأخرجوا العظام الرميم لمن ماتوا وقالوا له‪ :‬يا‬
‫جرجس‪ ،‬لقد تخوخت العظام من ؤذم الزمن‪ ،‬وعماريت رمادا‪ .‬فقال‬
‫البار‪ :‬احفروا لي إذا الرماد‪ .‬فجعل الملوك الخدم الث ثة يجمعون‬
‫العظام والرماد الذي وجدوه وحفرو ووضعوه أمام القديس‬
‫جرجس‪ .‬فأحنى الطوباوي ركبتيه وصلى لله‪ ،‬وللتو حدثت زلزلة‬

‫‪٨٥‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫عظيمة ورعود وبروق وروح الرب صارت على ا رض والعظام‬

‫والرماد‪ .‬وخرج خمسة رجال من الرماد وتسع نساء وولد صغير‪.‬‬

‫فًاصاب الملوك خوف والجمهور الذين معهم جل ا عجوبة الني‬

‫حدثت وكانوا يرتعدون جماعة‪ .‬فدعا الملوك واحذا قد قام من‬

‫ا موات وقالوا له‪ :‬ما اسمك؟ فقال لهم‪ :‬بويس هواالسم الممنوح لي‪.‬‬
‫وقال الملك‪ :‬منذ كم عام مت؟ فأجاب‪ :‬منذ أربعمائة وث ثين‬
‫عا ‪ .‬فقالوا له‪ :‬هل في وقتك أق المسيح إلى العالم؟ قال لهم‪ :‬ال‬
‫(‪ )١٢٩‬قالوا له‪ :‬أنت تعبد من من ا لهة؟ قال لهم‪ :‬كنت أعبد إلها‬
‫نفس‪ .‬حدث لما‬ ‫(يدش) أبوللون الوثن ا صم ا عمى والذي ب‬
‫رحمة‬ ‫مت عيرت في مجر النار صائرا [‪ ]..‬أسفل الهاوية يأكل ب‬
‫وألقيت أسفل فيه [‪..٠‬ع سنوات إلى اليوم أنا كائن في أمواجه المؤلمة‪.‬‬
‫؛ن أبوللون الوثن كائن مي فيه ؛ان يتعبني جدا قائ ‪ :‬أنا لست‬
‫نفس لماذا تركت الله ملكك وجدت‬ ‫الله لتكن أنا وثن ب‬
‫جل هذا ا ن خذ لك مي قضاة أبد ‪ .‬وبعد وقت‬ ‫للشيطان‪،‬‬
‫نزل يسوع ابن الله الي إلى الجحيم وان صليب منير يتقدمه‬
‫والجحيم أنار وأصعد ا سرى كلهم معه‪ .‬أما بافي العقوبات‪ ،‬متى‬
‫أق يوم الرب فالرب ينظر في العقوبات والرب يريحهم‪ ،‬لطن ض‬
‫عبدة ا وثان ليس لنا راحة أبدا في أي وقت‪ .‬فلما سمع الملوك‬
‫هذا والجمع اندهشوا وقال داديانوس الملك له‪ :‬أقسم بًابوللون‬

‫‪٨٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫العظيم في ا لهة‪ ،‬لقد فقدت ءقلك‪ ٦٦‬من طول الزمن‪ ،‬تعال ا ن‬

‫بوللون ا لهة‬ ‫مع ا خرين الذين قاموا من ا موات لتسجدوا‬
‫العظيم‪ .‬فأجاب بويس وقال له‪ :‬ككن أناثيما (‪ )١٣٠‬أيها الكلب‬
‫النجس مع أبوللون النجس‪ .‬وانطرح عند قدي القديس قائ ‪:‬‬
‫أتوسل إلينق يا سيدي جرجسى شهيد يسوع المسيح‪ ،‬هذا الذي‬
‫قوات السماء تنتظره باشتياق تريد أن يأتي إليهم في مدينة المسيح‪.‬‬
‫أورشليم‪ .‬أطلب إليلق يا سيدي أن تعطينا كلنا ختم يسوع‪.‬‬
‫يحضرنا إلى الطريق‬ ‫ومعمودية المسيح واطلت من الرب عنا لئ‬
‫الذي كنا فيه مرة أخرى‪ .‬فلما رأى البار إيمانهم ضرب ا رفى‬

‫بقدميه فظهرت عبيدى هاء بيضاء جدا ونالوا العماد كهم فيها من‬
‫يعقوب الرسول القديس اني يوحنا باسم ا ب واالبرى والروح‬
‫القدس‪ .‬وجعلهم القديس جرس يغزلون القبر ليستريحوا‬
‫ويتنيحوا بس م ونجتلون إلى فردوس الفرح بطلبات القديس‬

‫جرجس‪.‬‬

‫بعد هذا قال الملوك بعضهم للبعض‪ :‬ماذا نفعل بهذا الساحر؟‬
‫وأمروا بإحضار القديس على منصة القضاء وقالوا له‪ :‬بواسطة‬
‫سحرك دعيت شياطبن كشبه بشر‪ .‬وهكذا جعلهم يمددونه‬
‫ويضربونه بععي مليئة بأشواك حتى سال دمه على ا رض‪ .‬وأمرأن‬
‫يدور في المدينة كلها حتى يجهدوا أرملة فقيرة‪ .‬هذه الي ال أحد في‬

‫‪ ٦٦‬حرفيا‪ :‬انحل قلبك‬

‫‪٨٧‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫مثل فقرها في المدينة‪ )١٣١( ،‬وجعلهم يطرحون البار في بيتها وكان‬

‫يقول لها‪ :‬سوف أخزي جماعة الجليليين‪ .‬فلما صار النهار قام‬
‫الطوباوي جرجس وود جسده معافى من الجراحات وابيت كله‬
‫منير‪ ،‬والجنود الذين معه في المهزل لما رأوا النور العظيم سقطوا أرضا‬

‫كلهم على وجوههم والرب ترك مركبته فوق الموضع الذي فيه‬
‫القديس جرجس وأمر رئيس الم ئطة ساراتيل أن يطون في‬
‫خدمة ابار وهكذا مأله الرب قوة وصعد للسموات بمجد‪.‬‬
‫فأمسك القديس جرجس بالجنود وقامهم وعزاهم وهكذا ودعهم‬
‫لشأنهم بس م‪ .‬أما هو فوقف في مغزل ا رملة الفقيرة وقال لها‪:‬‬
‫ن هوذا ستة أيام لم آكل شيائ‪ .‬فأجابت‬ ‫أعطيني خبرا المل‪،‬‬
‫ا رملة الفقيرة‪ :‬سامحني يا سيدي‪ ،‬ال يوجد خبز في منزلي‪ .‬فقال‬
‫القديس جرجس لها‪ :‬تؤمنين بمن في ا لهة؟ فأجابت المرأة ا رملة‪:‬‬
‫جل هذا بالحقيقة ال يوجد‬ ‫أومن بأبوللون‪ .‬فقال الطوباوي لها‪:‬‬
‫خبز في مغزلك‪ .‬فلما رأت المرأة وجهه مبيضا ومنيرا مثل م ك‬
‫طلب خبزا لهذا الرجل القديس الذي‬ ‫الرب قالت‪ :‬سوف أذهب‬
‫للرب‪ ،‬فربما بسببه أجد نعمة أهام (‪ )١٣٢‬أسيادي‪ .‬فلما خرجت‬
‫المرأة كان البار يجلس ووجهه منير جدا وظهره ملتصق إلى عمود‬
‫خشب كان واقفا ومقاما على (عمود) خشي آخر قد انحكسر في‬
‫سطح مغزل ا رملة الفقيرة‪ ،‬وفي اللحظة الني لمس فيها ظهر البار‬
‫الخشبة‪ ،‬أزهرت وأينعت وخرجت من سطح مغزل المرأة وارتفعت‬

‫‪٨٨‬‬
 ‫'يح في الشهيد جرجس‬

‫أكرمن أبنية المدينة الشاهقة خمسة عشرنراعا‪ .‬وأحضرميخائيل‬

‫رئيس الم ئكة له مائدة وأكل ابار وترك خز السماء على مائدة‬
‫ا رملة فامتألت خزا مختارا جدا‪ ،‬فبارك مرلها وامتأل بكل ما‬
‫هوطيب مثل بيت الملوك‪ .‬فلما دخلت المراة ورأت وجه القديس‬
‫جوحس منيرا مثل الشمس ورأت المائدة مملوءة خبزا وكل ‪-‬ما هو‬
‫طيب‪ ،‬والخشبة التي أينعت قالت في قلبها‪ :‬إن إد الجليليين دخل‬
‫مهزلي أنا الشقية وأعان فقري‪ .‬وأسرعت وألقت بنفسها عند قدي‬
‫ابار وسجدت له قائلة‪ :‬ارحمني يا سيدي‪ .‬فأجاب القديس وقال لها‪:‬‬
‫قوي‪ ،‬أنا لست إله الجليليين لكن أنا عبد له‪ .‬فقالت ا رملة له‪:‬‬
‫إن أنت عبد له ون كنت أجد نعمة أمامك يا سيدي‪ ،‬اسمح لي أن‬
‫أتحدث أمامك‪ .‬نقال لها القديس‪ :‬تئلمي‪ .‬فقالت‪ :‬لدي ولد وصار‬
‫له تسعة أشهر (‪ )١٣٣‬هذا أعمى وأصم وأعرج‪ .‬وأخجل من أن‬
‫أخبر جيراني با مر‪ ،‬ومات أبوه وتركه وأنا حبلى به في الشهر الرايع‬
‫ومنذ ولدته لم أدعه كله ال يروه‪ ،‬فياسيدي إذا أدركتتي رحمتك سوفي‬
‫أومن أيضا بإلهك‪ .‬فقال لها ابار‪ :‬رحمة الرب تصير لليه ابوم‪.‬‬
‫أحضري لي هنا هذا الولد‪ .‬فأحضرت الولد له من الطابق الغالث‬
‫لمرلها‪ ،‬وأتئأته في حضن القديس جرجس‪ .‬أما هو فكان يصلي‬

‫عليه ورشم عليه وعلى عينيه ونغخ في وجهه فسقط من عينيه‬

‫فقالت أمه له‪ :‬يا سيدي‪ ،‬فلتسمح أذنيه‬ ‫قشور ورأى لوقته‪.‬‬

‫‪ ٦٧‬أع ‪٠١٨ :٩‬‬

‫‪٨٩‬‬
 ‫سبرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫وبمش‪ .‬نقال لها ابار‪ :‬يا امرأة‪ ،‬هذا يئغي له ا ن‪ ،‬ومق دعوته‬
‫ليسمع صوتي ويمشي لثئتم كلمتي‪ .‬فلم تقدرأن تجيبه بحكلمة بينما‬
‫ترى وجهه كوجه م ك الله‪ .‬حينئذ لما أق الملوك السبوين‬
‫المخالفين مارين في شوارع المدينة فلما رأوا الشجرة التي نمت من‬
‫الله والقديسى جرجسى أعلى المدينة بخمسة عشر ذراعا‪ ،‬اندهشوا‬
‫جميعا وقال داديانومى الملك‪ :‬ما هذا المنظر الذي صار في المدينة‬
‫ابوم؟ أبسبب هذه الشجرة العابة التي أزهرت هنا! فقالوا له‪:‬‬
‫(‪ )١٣٤‬قد حدثت هذه القوة من قبل جرجسى الجليلي‪ .‬وأمر أن‬
‫يدعوا القديس جرجسى له وأن يضربه ثمانية من الج دين‬
‫(‪ )κυαιστιωνάριος‬بأعصاب بقر‪ ،‬أربعة مقابل أربعة حتى أن‬
‫ودمه كان‬ ‫قلي‬ ‫لحمه (‪ )ν6٩^ρ٦‬كان يتساقط على ا رنى قلي‬
‫يسيل من أنفه مثل المياه‪ ،‬وجعلهم يحضرون شعلة من النار‪،‬‬
‫ويضعوها أسفل ضلوعه‪ ،‬ويحضرون لو من خشب‪ ،‬ويلقونه عليه‬
‫ويثقبون جسده بمسامبر في اللوح الخشبي وكانت سبعين‬
‫(مسمارا)‪ ،‬ويسكبون عليه كبريائ وزفائ‪ ،‬وجعلهم يشعلون نارا‬
‫متضرمة‪ .‬وهكذا أسلم ابار الروح‪ ،‬وقد احترقت عظامه ولحمه‬
‫وصاريت كها رمادا‪ ،‬وعلهم يرفعون رماده على جبل عال يدض‬
‫أسوريون‪ ،‬ونهروه ׳على الجبل مع الربح وعاد الخدم واتوا إلى المدينة‬
‫وللوقت بسرعة هوذا حدثت رعود وبروق وزلزال عظيم حتى أن‬
‫ا رنى اهتزت إلى أساساتها‪ ،‬هوذا ربنا يسوع المسيح أق على‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫تتكته القديسون ودانوا يسبحونه‪ ،‬ومر الرب‬ ‫سحابة نورانية وم‬

‫الرياح ا ربعة لألرض أن تجمع له رماد جسده القديس جرجس‪،‬‬
‫ودعا الرب بصوت إلبي قائ ‪ :‬يا جرجس (‪ )١٣٠‬ولدي‪ ،‬قم يا‬
‫حبيبي من رقادك‪ ،‬في أنا الذي آمرك‪ .‬فغي الحال قام الطوباوي‬
‫فقبله الرب وأعطاه الس م ؤصعد‬ ‫مثل عريمى آت من خدره‪.‬‬
‫للسموات بمجد‪ .‬شرع الطوباوي جرجس خلف الجنود قائ ‪:‬‬
‫توقفوا (انتظروني) يا أخوتي حتى آتي معكم إلى هؤالء الملوك‬
‫التكفرة‪ .‬فلما رأوه الجنود خافوا وتعجبوا قائلين بصوت واحد‪:‬‬
‫أنت إله عظيم يا يسوع المسيح ربنا ن الناسى الذين صاروا رمادا‬
‫ونثروا مع الربح وبسبب اسمك القدوى‪ ،‬يارب‪ ،‬أقمتهم أحياء مرة‬
‫أخرى‪ .‬وانطرحوا ساجدين للقديس جرجس قائلين‪ :‬يا سيدنا‬
‫امنحنا ختم المسيح‪ .‬أما الطوباوي جرجممى فقال‪ .‬وحدث أن عين‬
‫ماء حلو جدا‪ .‬أما هوفطلب أيضا فأق يوحنا ا نجيلي وعمد الجنود‬

‫وكانوا عشرة (عشرين) وبارك ا تجيلي القديس جرجس والجنو‬

‫واختفى عنهم‪ .‬وأق الجنود مع القديس جرجس جماعة إلى الملوك‬
‫(وقالوا) فلتخزوا أيها المخالفون الكفرة‪ .‬هوذا جرجممى الذي‬
‫نثرتم رماده مع الريح (‪ )١٣٦‬هوذا يسوع المسيح ربنا ولهنا أقامه‬
‫من ا موات‪ ،‬جل هذا نحن كلنا جماعة نؤمن به منذ ا ن‪ ،‬ننا‬

‫‪٦٨‬مز‪:١٩‬ه‪.‬‬

‫الجملة توقفت هنا في المخطوط‪ .‬يبدوأن الفاسخ قد ني كتابة جملة القول‪.‬‬

‫‪٩١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫نحن جنود له‪ .‬فلما رأى الملوك القديس جرجس قائما تعجبوا جدا‬
‫وأمروا أن يحملوه للسجن حتى يتدبروا ماذا يصنعون له‪ .‬أما الجنود‬
‫واحد منهم الذي هو كليكون وث ثة أخوة آخرين السيري‬
‫و‬
‫وديونسيوس ويوسف أسلموا للوحوش وماتوا وقطعت رؤوسهم بحد‬
‫السيف وهكذا ماتوا ونالوا ا كليل غير المضمحمل في ايوم الخافي‬
‫من شهردشنس‪ ،‬بركتهم المقدسة معنا جميعاامثن‪.‬‬

‫بعد هذا أمر أن يحضر القديس جرجس لهم في الخفاء حق ال‬

‫يراه الجمع حيا حتى ال يحذلوا‪ ،‬فلما أحضروه قالوا له‪ :‬يا جرجس‬
‫نعلم ايوم أنك كبير للسحرة وال يوجد من يشبهك في العالم كله‪،‬‬
‫خذ لك منا قنطار ذهب وارجل من هذه المدينة في الخفاء حتى ال‬
‫يعرفك أحد وتنتي أيضا من هذه العذابات وهذه ا تعاب التي‬
‫صارت لك‪ .‬فأجاب الطوباوي وقال لهم‪ :‬أيها الك ب (‪)١٣٧‬‬
‫النجسة‪ ،‬تركت أموالي الكثيرة التي تركها آبالي لي‪ ،‬هذه التي أكثر‬
‫من مائتي قنطار ذهب وأكلر من أربعمائة قنطار فضة وماشيني‬
‫الني لم أحصها أبدا وعبيدي وإمافي وأحصنتي الكثيرة ومراكي‬
‫وكروي العظيمة ومزارع الزيتون وقصوري المزينة حسب العالم‬
‫الفارغ‪ .‬تركت هذا كله خلفي مع أي وإخوتي جل اسم ربي يسوع‬
‫جل محبته في لن‬ ‫المسيح‪ ،‬وقبلت هذه ا تعاب كلها منعكم‬
‫أتركها إلى ا بد وأنتم ا ن تشيرون علي أن آخذ عشرة قناطير من‬
‫الذهب منهكم وأعدل عن (إيمافي) بإله المسيحيين وأذهب للهاوية‬

‫‪٩٢‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫إلى ا بد كما هو لحالحكم أيها الملعونون بابار ا بدية مع أبيحكم‬

‫إبليس وشياطينه‪ .‬فلما سمع المخالفون هذا غضبوا بشدة وأمروا‬
‫أن يحضر صايع أحذية وأزميأل وأن ياتكشط جلد رأسه وأحضروا‬

‫مسمارين محميين بابار ووضعوهما في عينيه وهكذا اندفقت‬

‫مقلتاه‪ .‬وجعلوهم يقطعوا لسانه‪ ،‬ويرفعون قدميه على خشبة‬
‫ويقطعون (يئسرون) بفؤوس ساتيه‪ ،‬وحملوه وتركوه في السجن‬
‫ولم يزل فيه أنفاسى قليلة‪ ،‬وذهبوا لمواضعهم بسرعة في منتصف‬

‫الليل ودخل الرب مع م ئحكته القديسين ووفع يده على جسده‬

‫كله وشفاه ووقف وقال له‪ :‬تقو يا حبيبي الباسل‪ ،‬أنا معك وأبي‬
‫الصالح والروح القدس‪ ،‬نه اقهرب منك اليوم حتى تنال فيه تاح‬
‫الملك (‪ )١٣٨‬وسبعة أكاليل غير مضمحلة إلى أبد ا بد‪ .‬هذا لما‬
‫قاله الرب له قيله ومأله قوة وصعد بمجد وكرامة إلى السموات‪.‬‬
‫فلما قام الملك داديانوس باكرا قال للجنود‪ :‬اذهبوا للسجن وانظروا‬
‫ماذا حدث لساحر المسيحيان هذا‪ .‬فلما ذهبوا إلى السجن وجدوا‬
‫الطوباوي مثلما لم يتعذب على ا ط ق فانطرحوا وجدوا له‬
‫قائلين‪ :‬نطلب إليك يا سيدنا جرجس اجعلنا أيضا عبيدا لهك‪.‬‬
‫فعئمهم الشجاع عن المسيح واستحقوا هبة المعمودية المقدسة منه‪.‬‬

‫وأتوا معه جماعة إلى الملوك قائلين‪ :‬نحن مسيحيون عبيد المسبح‬
‫يسوع والرب‪ .‬فلما رأت الجموع القديس جرجمس واقفا وليس به‬
‫سوء ووجهه منيرا مثل الشمس‪ ،‬صرخوا قائلين‪ :‬بالحقيقة ال إله في‬

‫‪٩٣‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫السماء وال على ا رفى سوى إله جرجسى يسوع المسيح ربنا وإلهنا‬
‫ونحن جميعا محسوبون معه منذ ا ن (منذ هذا الوقت) حينئذ‬
‫جند‬ ‫غضبا عارما‪ ،‬وأمروا‬ ‫وغضبوا‬ ‫خزى الملوك جدا‬
‫(‪ )στράτευμα‬أن نجملوا خارج المدينة وأن تقطع رؤوسهم بحد‬
‫السيف وهكذا ماتوا واستشهدوا ونالوا ‪ ١‬كليل غير المضمحل إلى‬
‫أبد ا بد آمين في اليوم الخامس والعشرين من شهر أبيب (‪)١٣٩‬‬
‫وهانوا ألفين وأربعمائة في عددهم وثمانية جنود الذين نالوا‬
‫المعمودية‪ .‬بركتهم المقدسة تعتكون معنا جميعا إلى ا بدآمين‪.‬‬

‫بالحقيقة يا أحبافي إذا شرعت في سمد ا تعاب كلها الني صبر‬

‫عليها البار الجندي القوي الذي للمسيح القديسى جرجسى‪ ،‬فلن‬
‫نها كثيرة جدا‪ .‬ورجل‬ ‫يسعني الوقت ولن أقدر أن أقولها كلها‬
‫قفى سبع سنوات في مكان واحد‪ ،‬بينما يجلس سبعون ملكا مع‬
‫جنودهم وتفرغوا له وحده في العالم كله وأقاصيه‪ .‬بالحقيقة أنا‬
‫مذهول ومندهش ومتعجب جدا يا إخوتي إذا قصصت الجهادات‬
‫الجديرة باكعجب الني للعظيم المنير وحبيمب الثه القديس جرجسى‬
‫قوي المسيح هذا الذي وقف وحده في المسكونة كلها بينما لم يقدر‬
‫أحد أن يعرف به أنه المسيح‪ .‬وخ القديس جرجس ملوك العالم‬
‫كله وكبارهم معرفا بالرب قوتنا أنه هوإله كل أحد‪ .‬بماذا أدعوك يا‬
‫سيدي جرجس في القديسين‪ ،‬إذا قلت لك نبي أو نامودي‪ ،‬أو‬
‫رسول أو شهيد أو صديق‪ ،‬بالحري‪ ،‬باستحقاق بالحقيقة يا حبيب‬

‫‪٩٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫المسيح أن أدعوك بهذه ا سماء كلها‪ ،‬إذا قلت لك‪ :‬نبي‪ ،‬فًانت‬
‫فقتهم‪ ،‬وإن ناموسي فًانت فقتهم‪ .‬نشروا أشعياء بمنشار خشب‬
‫(‪ )١٤٠‬مرة واحدة بسبب الحق ومات مرة واحدة هع القديسين‬
‫كلهم‪ ،‬أما أنت يا سيدي جرجسى فنشروك بمناشير ذات حدين‬
‫وعج ت وسيوف ذات حدين وفؤوس (؟) وأنت أيضا مت بسبب‬
‫من مجد الرب أنت‬ ‫مرة‪ ،‬موسى أيضا الناموسي رأى قلي‬ ‫الحق‬
‫أيضا يا سيدي جرجس‪ ،‬رب المجد والكرامة تكلم فما لغم معك‪.‬‬
‫الرسل كانوا يبشرون في المسكونة كلها وح نوا اثني عشر وسبعين‬
‫آخرين من الت ميذ وبئتوا عبدة ا وثان وأعادوهم للمسيح‬
‫واحدا تلو ا خر في كورته وتبكها أنت أيضا أيها النجم المنير‬
‫بئت وحدك عبدة ا وثان والملوك وجنودهم والعالم كاه‪،‬‬
‫ضربتهم كاهم بنار السماء وجعلت اسم المسيح ينير في العالم كله‪،‬‬
‫أما الشهداء ا خرون‪ ،‬فا مر واضح أنك فقتهم جميائ‪ ،‬جل أفي‬
‫لست من يقول لك هذا لئن ملك الملوك يسوع المسيح ربنا‬
‫الشاهد لك أيها الطوباوي أنه ال يوجد مثيل يوحنا في مواليد‬
‫النساء وليس من يشبهك في الشهداء كاهم الذين كانوا ولن يوجد‬
‫من يشبهك إلى ا بد‪ ،‬الصديقون فقتهم بصبرك في الجوع والعطش‬

‫والسجون وقروح العذابات هذه الني في جسدك النهار والليل سبع‬

‫سنين (‪ )١٤١‬ال سيما نقاوة جسدك‪ .‬لكنك بالحقيقة أيها القديس‬
‫جرجس علوت جدا يا شمس الحق أكر من البطاركة والحكام؟‬

‫‪٩٥‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫كلها يا حبيب المسيح أطلب إليك أال تعرض ‪( ٧‬عني) في ال أقدر‬

‫على الحديث بئرامتك العالية بعقلي المتواضع‪ ،‬أعلم بالحقيقة أنه‬
‫وال أنا الحقير ثيودوسيوس وال ا تون بعدي سوف يقدرون على‬
‫الحديث بئرامة هذا الجندي القوي الذي للمسيح‪ ،‬يا إخوتي‬
‫ا حباء‪ ،‬جل ا تعاب الشديدة الني حدثت خ ل سمع السنوات‬
‫من السبعين وحائ ا شرار‪ ،‬لئن سوف نعود بمشيئة الله لنكمل‬

‫المديح وبركم بئمال الجهاد المقدس الذي للطوباوي بالحقيقة‬

‫القديس جرجس‪.‬‬

‫حدث بعد هذا لما رأى السبعون ملكا أنه هوذا سمع سنوات‬
‫يعذبون هذا القديس ولم يقدروا على نكره (إرادته) الثابتة وقتلوه‬
‫م مخادع‪،‬‬ ‫ث ث مرات وقام من ا موات وأشاروا عليه بئ‬
‫هكذا أمر أن يحضر الطوباوي على منصة القضاء وقال داديانوس‬
‫الملك له‪ :‬هكذا يا جرجسى‪ ،‬أقسم بسيدي الشمس والقمر وا لهة‬
‫كاها وأمهم أودميس أفي سوف أجعلك لي كابن حبيب لي وكل‪ ،‬ما‬
‫تطلبه إلى نصف مملكني سوف أمنحه لك‪ ،‬فقط‪ )١٤٢( ،‬استمع لي‬
‫كأب واسجد بولون مرة واحدة وتصير الثافي في مملكني فأجاب‬
‫البار وقال‪ :‬أين (كانت) هذه الكلمة منك إلى اليوم؟ هوذا سمع‬
‫سنوات تعذبني‪ ،‬وهونا ث ث مرات ذقت الموت منك وربي يسوع‬

‫اعتقدأن الناسخ رباقدني مفعول به (‪ )MMOI‬صم من سياق التقى‪.‬‬

‫‪٩٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫ما عدا‬ ‫المسيح أقامني وتهرأت من العذابات الني سببتها لي‪،‬‬

‫(لوال) أن محامي ثبت نغسي ‪ 0‬لم أكن قد مت مرة واحدة‪،‬‬
‫لكن عشرة ا ف مرة‪ ،‬مع ذلك لم أسمع أبدا ك م كهذا‪ ،‬أال تعلم‬
‫أيها الملك أنى قوم الجليليين كلهم مشاكسون (‪)φιλόνικος‬‬
‫ويهاجمون الذين يهاجمونهم‪ ،‬هوذا ك مك أسعدني اليوم‪ ،‬وك مك‬
‫أقع قلبي جدا‪ .‬أما الملك داديانوس فلما سمع هذا فرح جدا وقبل‬
‫القديس جرجس‪ .‬أما الطوباوي فقال للملك‪ :‬إليك عني أيها‬
‫الملك‪ ،‬ال ئثبلني ا ن وال رأسي حتى أذدح بوللون أو ‪ ،‬بعد هذا‬
‫إلى السجن حتى الغد حتى‬ ‫اخمل‬ ‫فلتفعل ما يسرك لئن مر بأن‬

‫يعبر ايوم ومتى جاء الصباح فليناد المنادي حتى يأتوا جميعا ليروني‬
‫بينما أذبح لآللهة‪ .‬حينئذ أجاب الملك وقال ل‪ :‬لن يحدث ثانية أن‬
‫ألقيك في السجن يا حبيبي جرجس لئن ا تعاب التي سببتها‬
‫لك فلتسامحني عنها كجاهل‪ ٧٢‬لتكن اقبلني إليك (‪ )١٤٣‬كأب‬
‫وتعال مي إلى القصر الموئع الذي فيه الملكة ألكساندر‪ ،‬في‬
‫المخدع الداخلي‪ .‬هكذا أدخله الملك ووضعه في المخدع الموضع‬

‫الذي فيه الملكة‪ ،‬وخرج إلى الملوك وصيع ويمة معهم (احتفل)‪.‬‬
‫فلما صار المساء‪ ،‬ركع القديس جرجس على ركبتيه وطلب قائ‬
‫هكذا‪ :‬أيها الرب إلبي‪ ،‬ليس من يشبهك في ا لهة أنت الرب ا له‪،‬‬

‫‪ ٧١‬حرفيا‪ :‬أعطيتها لي‬

‫‪ ٧٢‬حرفيا‪ :‬كأفي ال أعرف‬

‫‪٩٧‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ولن يوجد من يقدر ان يشبهك‪ ،‬فلماذا صرخت امم‪ ،‬وتلت شعوب‬

‫بأباطيل واجتمع ملوك ا رض كلهم وكبارهم واجتمعوا وتفوهوا‬
‫فأجابت الملكة وقالت‪ :‬يا سيدي‬ ‫ضد الرب وضد مسيحه‪.‬‬

‫جرجس‪ ،‬من هم الملوك الذين اجتمعوا وكبارهم ومن هو الرب‬

‫الذين حاربوا ضده ومسيحه‪ ،‬علمني عنه يا سيدي جرجس‪ .‬ففتح‬
‫الطوباوي فمه وفسر لها مسائل الكتب الدفينة‪ ،‬العتيقة والجديدة‪،‬‬
‫وأخبرها بمعرفة ا ب واالبن والروح القدس‪ ،‬وأخبرها بأن الرب‬
‫قد خلق السماء وا رفى والشمسى والقمر والنجوم والحليقة كها‬
‫وخبرها أيضا‪ :‬أنه الذي خلق البشر من ا رض أيتها الملكة‪ ،‬ألم‬
‫يخلقه منها‪ ،‬فمن أين وجدت هذه العظام وهذه ا عصاب (؟)‬
‫(ب‪0‬هج) وهذه ا نف وهذه ا عين وهذا اللسان (‪ )١٤٤‬وهذه‬
‫الحنجرة وهذا السع وهذا الشم وكوين هذه ا موركها‪ ،‬أليس‬
‫الله هوالذي خلق هذه كها‪ ،‬وا نسان‪ ،‬من هذا الطين وحده ومأله‬
‫فهائ وحكمة من معرفة الله الحقة‪ ،‬ووضعه في فردوس الفرح‬
‫وأعطاه وصيته لحفظه كمته كسيد‪ ،‬أما ا نسان لم يطع ربه ووثق‬
‫بعدوه ومات معه في الخطية وذهب للجحيم معه ليس إلى ا بد‪.‬‬
‫فما رأى الله خليقته في عشى عدو لم يطق صبرا بسبب ص حه‬
‫لطن أرسل ابنه حبيبه إلى العالم وتجسد بالروح القدس والعذراء‬
‫غبر الدنسة والدة ا له مريم وولدته كمثل إنسان الله الكامل‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫الخطية ودها ولما خل على الصليب‬ ‫بالحقيقة وا نسان ماخ‬

‫بإرادته ودها ومسرة ا ب والروح القدس ومات عليه بالجسد‬
‫حتى يخلصنا من يد أعدائنا وأعاده إلى مهزله مرة أخرى الذي هو‬
‫فردوس الفرح‪ ،‬فلما رأى الشيطان العدو أنه عرف الخالق‬
‫بالحقيقة الله دخل في الملوك ورؤساء ا رض وصنعوا أوثا باسم‬
‫ا بالسة الشياطين وسجدوا (‪ )١٤٠‬لها وتركوا خالقهم الله العلي‪-.‬‬
‫فأجابته الملكة‪ :‬أليستا إذا‪ ،‬يا سيدي جرحدس ‪ -‬سيدي بعد الله‬
‫هذه ا وثان شياطين! فقال الطوباوي لها‪ :‬نعم‪ ،‬هفى شياطين شريرة‪.‬‬
‫وقالت الملكة له‪ :‬يا سيدي جرجس‪ ،‬ال يعرف الملك إلقا سوى‬
‫أبوللون لذلك ا ن أخبرني كيف أق ابن الله إلى العالم؟ نقال‬
‫الطوباوي جرجسى‪ :‬اسمي) لي يا ألكساندرا الملكة‪ ،‬اسمي داود‬
‫يقول‪ :‬الجالس على الشاروبيم أظهرك ورفع قوتك‪ ،‬تعال إلينا‬
‫لتنجينا‪ .‬وقال داود أيضا‪ :‬سيغزل مثل مطر على صوف‪ ،‬التي ثمب‬
‫العذراء‪ .‬اسمي أيتها الملكة إلى حبقوق التبي قائ ‪ :‬يارب‪ ،‬سمعت‬
‫صوتك فخغت وباركت أعمالك وتعجبت ن الروح القدس قال‬
‫هذا كه‪ .‬فقالت الملكة له أيضا‪ :‬يا سيدي‪ ،‬سمع الغبي كدم الرب‬
‫واف جل ماذا؟ وبارك ماذا في أعماله وتعجب؟ قال الطوباوي‬
‫لها‪ :‬اسمي أيتها الملكة‪ ،‬لما علم البي أن الرب نازل من السماء‬
‫ارتعد وعلم أيضا أنه سيصير مع البشر وتعجب‪ .‬نًاجابت الملكة‪:‬‬
‫بالحقيقة حسن توكلمت أيها المنهر الكامل أطلب إلتك (‪ )١٤٦‬أن‬

‫‪٩٩‬‬
 ‫ميرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫تطلب من الرب عني أن يرحل عني ض ل ا وثان النجسة‪ .‬فقال‬

‫القديس جرجسى لها‪ :‬آمني بالثالوث القدوس المساوي ولن يقدر‬
‫أن يقترب منك أي شيء من دنس ا وثان على ا ط ق‪ .‬فقالت‪:‬‬
‫أومن يا سيدي لطن أخاف من هذا الوحشى الشرير والملك‬
‫الهمجي‪ ،‬نه يا سيدي آكل أجساد بشربالحقيقة وآثم أكرمن أي‬
‫أحد عل ا رخى‪ ،‬يا سيدي جرجسى احفظ هذا السر حتى آتي‬
‫يا سيدي‬ ‫إليك في دار المسيح الملك العظيم اتركني ستريح قلي‬
‫ا ب القديس والرب يعرف أفي رمجتك جدا‪.‬‬

‫فلما صار الصباح أمر الملك المخالف الشرير بإحضار‬

‫الطوباوي له من القحر إلى هيكل المدينة ورل له الملك‪ :‬اسرع‬
‫وتعال إلي لتسجد لآللهة وتنال كرامة عظيمة من الملوك كلهم‬
‫ويتوجوك بتاج ملوفي ولتسعد قلبي أيها الحبيب والحلوجدا وليراك‬
‫كل واحد قبل أن نذهب إلى الوليمة‪ .‬فقال له الطوباوي‪ :‬اجلس مع‬
‫الملوك هنا حتى أسجد لآللهة وأعود إليك‪ .‬وهكذا نادى المنادي‬
‫(‪ )κ6ρ1٦‬بقوة‪ :‬يا كل الشعب اجتمعوا كطم اليوم داخل الهيكل‬
‫حتى ترون جرجس (‪ )١٤٧‬عظيم الجليليين وهويسجد بوللون‬
‫عظيم ا لهة‪ .‬وهكذا في التو اجتمع أهل المدينة كها الرجال‬
‫جل الطوباوي جزجس العظيم‬ ‫والنساء ودانوا متعجبين جدا‬
‫المنير ودانوا يقولون‪ :‬كيف سيحدث هذا للبار! أما المرأة ا رملة‬
‫أيضا لما سمعت هذا عن الطوباوي جرجسى بالحقيقة في وط‬
 ‫'يح في الشهيد جرجس‬

‫‪١‬‬
‫الجماهير قالت‪ :‬يا سيدي جزجسى لجندي ‪ ١‬لقوي الذي للملك‬
‫المسيح يسوع ربي‪ ،‬الذي صخ ربوات من العجائب والقوات في‬
‫هذه المدينة وأقمت ا موات ووهبت البعر للعميان وجعلت‬
‫العرح يمشون والخرس أيضا جعلتهم يتكلمون والصم جعلتهم'‬
‫يسمعون والبرهى طهرتهم وأخرجت الشياطين وهرت مبنيرا في‬

‫العالم كله يا سيدي جزجسى الشجر الذي سوسى جعلته يثمر مرة‬
‫أخرى يا أيها الذي دخل مهزلي وأنا فقيرة وصرت غنية جدا وبينما‬
‫أنا ضالة رددتني لله ضابط الكل الحقيقي‪ .‬بعد هذا كله الذي صنعته‬
‫بوللون النجسى وتخزي شعب المسيحيين‬ ‫باسم المسثح أتسجد‬

‫كله‪ .‬فلما سمعها القديس جرمى تقول هذا الك م فرح لخبات‬
‫إيمانها وففر فاه بضحكة مقدسة في وجهها وقال هكذا‪)١٤٨( :‬‬
‫ضبي ابنك على ا رخى واتركيه با سفل‪ .‬وأجاب القديس أيضا‬

‫وقال للولد‪ :‬المسيح إلص هومن يقول لك قم وتعال إلي لتئتم كلمتي‪.‬‬
‫وللوقت سمعت أذناه وتقوت قدماه وأفى إلى القديس جرحسى‪.‬‬
‫فقال القديس جرجس أمام الجمع كله‪ :‬اذهب وأدخل إلى هيكل‬
‫أبوللون وقل بوللون الصنم‪ :‬آمرك أيها ا عى ا صم وا رعن‬
‫والجاهل‪ ،‬تعال خارجا‪ ،‬ن عبد الله جرجس يدعوك‪ .‬فدخل الولد‬
‫الصغير وقال هكذا الروح الساكنة في الصنم صرخت‪ :‬يا يسوع‬
‫الناصري جذبهت إليك كل أحد‪ ،‬هذا الولد الصغير أيضا أقمته‬
‫ضدي من أين ا ن؟ وللوقت قفز خارجا على قاعدته وأق عند‬

‫‪١٠١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ابار جرجس وقال القديس للصنم‪ :‬أنا لست إد المسيحيين‪ .‬نقال‬

‫يا سيدي وسعوعل أخبرك بحكل‬ ‫الشيطان للقديس‪ :‬تمهل علي قلي‬
‫شيء‪ .‬فقال القديس د‪ :‬تحكلم‪ .‬نقال الروح د‪ :‬أنا شيطان الظ م‬
‫ياسيدي‪ ،‬حيث كنت م ك الله بداية‪ ،‬وعندما لم أطع الله أمر‬
‫واغلقت السماء أمامنا وطرحنا منها (‪ )١٤٩‬وصرنا شياطين وغرنا‬
‫من البشر ولما رأينا أن البشر أصعدهم الرب إلى السماء ونحن‬
‫طرحنا في هاوية ا رض جل هذا صرنا أعداء للبشر وجعلناهم‬
‫يتركون الله ويسجدون لنا في ا وثان حتى يلقيهم الله في أسفل‬
‫الهاوية معنا‪ .‬نقال القديس جرجس د‪ :‬أيها الفاجر والصياد‬
‫الشرير‪ ،‬هب أنك اخترت لك الظ م بإرادتك‪ ،‬لماذا إذا قعادي‬
‫صورة (أيقونة) الله‪ .‬فقال الروح د‪ :‬أقسم بسح أف ك السماء ودور‬

‫الشمس والقمر ويقعة (زاوية) الجحيم إنه لو كان قد اعطي‬

‫سلطانى لي عليك لكنت جعلتك تضل أيضا‪ ،‬ني أنا من أرتفع‬
‫حق أبواب السماء واستي خبر القضاء الخارج من فم الله وأجلب‬
‫ضيقات كثيرة على كل نفس إنسان‪ ،‬وأجلب أيضا الثوم على الرجال‬
‫والنساء في الكنيسة حتى ال يسمعوا كمة الله ويخلصهم من‬
‫العذاب‪ .‬فقال القديس جرجس د‪ :‬أيها الشقي حاولت (اليل)‬
‫مني مرات عديدة لحكن لم تجد شيائ لك في على ا ط ق من قبل‬
‫قوة ربي يسوع المسيح‪ ،‬ا ن اقبل لك العذابات الني سيجلبها الرب‬
‫عليك إلى أبد ا بد أيها الجس‪ .‬فضرب القديس جرجس بقدمه‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫أ رض فانفتحت حتى الهاوية (‪ )١٥٠‬وقال للروح‪ :‬أنت أيها الوثن‬

‫ومن يسكنك أذهب أسفل الهاوية حتى نخبر النفوس كلها ألتي‬
‫جعلتها تضل عن الله وللوقت هبط للهاوية أمام كل واحد‪،‬‬
‫وا رض انغلقت عليه فحؤ ابار منطقته ودخل الهيكل ودعا‬
‫هرقل وقال له‪ :‬أيها الروح النجس السالكن هذا الهيكل‪ ،‬־اخرج‬
‫منه في أنا جرجس أتيت إبك بغضب‪ .‬وللوقت كل الشياطين‬
‫الساكنة ا وثان اختفت‪ .‬ووفع القديس منطقته على ا صنام‬
‫وقواعدها فسقطت وصارت كرماد‪ .‬فضريها (داس عليها)‬
‫بقدميه‪ .‬فلما رأى الكهنة دمار الهيكل شقوا ثيابهم وأسرعوا إلى‬
‫الملوك وأخبروهم بحكل شيء مما حدث‪ .‬فامتألوا غضبا شديدا‬
‫وأرسلوا خدما وربطوا القديس جرجس واحضروه إلى الملوك وهانى‬
‫الجمع يتبعه ودانوا يعرخون كلهم‪ :‬نحز‪ ،‬مسيحيون ومحسوبون له‬
‫جرجس‪ .‬فقال الملك داديانوسى للقديس جرجس‪ :‬أيها الدنس‬
‫وسط المسيحيين كلهم‪ ،‬ألم تقسم لي مساء أنك سوف تقدم‬
‫(القرابين) بوللون‪ .‬فقال ابار له‪ )١٥١( :‬اذهب أيها الملك واحضر‬
‫سجد له أمامك ا ن‪ .‬وقال الطوباوي له أيضا‪ :‬إذا‬ ‫لي أبوللون‬
‫أحضرت هرقل بنفسه سوف أسجد له أمامك‪ .‬فقال الملك له‪ :‬وأين‬
‫أجد أبوللون أو هرقل‪ ،‬كما هو الونع الذي أخبرفي (به) الكهنة‬
‫أنك حعلمت هرقل وأرسلته مع أبوللون إلى الهاوية‪ ،‬لعلك ترسلني‬
‫حيا يا جرجس‪ .‬فقال القديس له‪ :‬يا عديم القلب‬ ‫أيضا هناك‬
 ‫سدرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫(الفهم)‪ ،‬بما أن أولئك الذين تتكل عليهم لم يقدروا أن يعينوا‬

‫أنفسهم بنفسهم نكيف يقدرون أن ينجوك في اليوم القضاء‬
‫العظيم بالحقيقة‪ ،‬بينما كل واحد سيجازى حسب أعماله‪ .‬حينئذ‬
‫خزي بشدة وقام ودخل القصر وقال للملكة‪ :‬الويل لي يا‬
‫ألكساندرا الملكلة‪ ،‬تعبت جدا من قوم الجليلين هذا وبا كر هذا‬
‫الساحر المدعو جرجس‪ ،‬نقالت الملكة له‪ :‬ألم أقل لك مرات‬
‫عديدة أيها المشاغب آكل ا جساد‪ ،‬فلتباعد عن قوم المسيحيين‬
‫ن إله السماء هو الله وهو وب السماء وا رض وهو الذي‬ ‫هذا‬
‫سيضع كبريائك الشرير‪ .‬نقال المخالف لها‪ :‬أعتقد يا ألكساند را‬
‫الملكة أن سحر جرجس مألك هذا الذي دخل (‪ )١٥٢‬إليك‪.‬‬
‫فقالت له هكذا‪ :‬ربي يسوع المسيح دعانا بدعوة جرجس المقدسة‪.‬‬
‫فلما س‪٠‬ع الملك المخالف اسم المسيح منها غضب بشدة وقبغى‬
‫على شعر رأسها وخرج إلى الملوك وأخبرها بطل شيء عن ا ت‬
‫التعذيب الموجعة التي أحضرها الملوك‪ ،‬وأخبرهم بطل شيء مما‬
‫قالته‪ .‬فأمر الملوك وأن يسلخوها (؟) وض عارية‪ ،‬لكنها كانت‬
‫صامتة‪ ،‬وكانت عيناها تتطلعان إلى السماء وقالت للقديس‬
‫جرجس‪ :‬اطلب عني يا سيدي جرجس ني متعبة جدا‪ .‬فقال لها‬
‫أيتها الملكة حتى تنالي ا كايل غبر المضمحل‬ ‫البار‪ :‬اصبري قلي‬
‫من ربي يسوع المسمح‪ .‬فقالت الملكة له‪ :‬ماذا أفعل يا سيدي في لم‬
‫أنل معمودية المسيحيين‪ ،‬فقال لها الطوباوي‪ :‬تشددي حتى تنالي‬

‫‪١‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫المعمودية بينبوع دمك بواسطة ضربة السيف‪ .‬وللوقت صدر‬

‫الحتكم‪ ٧٤‬وقطعت رأسها‪ .‬وبينما تحمل لقطع رأسها المقدس‬
‫صرخت قائلة‪ :‬هودا تركت باب قصري مفتوحا‪ ،‬فافتح لي ياربي‬

‫يسع المسيح باب فردوس الفرح واقبلني إليك بوجه غير مخزي‪،‬‬
‫فلما قالت هذا قطعت رأسها المقدس في اليوم الخاممس عشر من‬
‫شهربرمودة (‪ )١٥٣‬ونالت ا كليل غيرالمضمحل إلى ا بدآمين‪.‬‬

‫بعد هذا اجتمع الملوك بالقديس جرجس وقالوا له‪ :‬يا جرجس‬
‫هني ذي الملكة أهلكتها‪ ،‬أيضا وتفرغت لنا أيضا‪ .‬فقال الملك‬
‫ماجامينتوس لهم‪ :‬فلنصدر الختكم عليه وإال سنهلك كلنا‪.‬‬
‫فجلس الملك داديانوس وكتب حاتكم الطوباوي جرجس قائ ‪:‬‬
‫هكذا أن جرجس المليني عظيم الجليليين تجاهل أوامر ملوك‬
‫العالم السبعين وعبادة آلهتم ا قوياء فألجل هذا نأمر أن تقطع‬
‫رأسه بحد السيف‪ .‬واعلموا أيها الشعب أننا أبرياء من دمه‪٧٥.‬‬
‫نكتب السبعون ملكا خلفه الختكم‪ .‬فلما استلم القديس جرجمس‬
‫جدا‪ .‬فلما‬ ‫حكمه في يديه المقدستين‪ ،‬خرج بفرح وكان متهل‬
‫يا إخوتي‬ ‫خرج إلى حيث سيموت قال للجنود‪ :‬تمهلوا علي قلي‬
‫تلو ص ة لتني‪ ،‬واعلموا يا اخوتي أنه هونا سع سنين يعذبني‬
‫هؤالء السبعون ملكا المخالفون‪ .‬فهركوه‪ .‬فأعد الملوك وليمة ودانوا‬

‫‪ ٧٤‬حرفيا‪ :‬أعطيت قضائها‬

‫‪٠٢٤٠٠٢٧‬‬ ‫مت‬

‫‪١٠٥‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربارومافي‬

‫فرحين بموت الطوباوي‪ .‬حينئذ تطاع الطوباوي للسماء وقال‪:‬‬

‫ياربي يسع المسيح الذي جعل النار تهزل من السماء باتكلمة‬
‫البندركوذتاركوس‪٧٦‬‬ ‫وأكلت‬ ‫(‪)١٥٤‬‬ ‫البي‬ ‫إيليا‬ ‫عبدك‬
‫(‪ )πεντηκόνταρχος‬االثنين و المائة جندي فلهرسل لي يا ربي‬
‫تلك اكار بأكل هؤالء السبعين ملكا المخالفين‪ .‬وبينما الكلمة لم‬
‫تزل في فمه نزلت النار من السماء وأكلت السبعين ملكا وكانبتع‬
‫الكأس في أيدي المخالفين قبل أن يرتشفوا‪ ٧٧‬منها وأكلت خمسة‬
‫ا ف جندي لكفرة يخدمونهم‪ ،‬ولم يعلم الجنود السائرون مع‬
‫القديسى جرجممى بالسر حتى ينتهوا من قطع رأسه المقدسة‪ .‬فلما‬
‫علم البار أن ابار أكلت المخالغزن ركع على ركبتيه وطلب هكذا‬
‫قائ ‪ :‬يا ربي وإص فرح نغسي ورور أبوربي يسوع المسيح استمع‬
‫إلي ايوم أنا عبدك جرجسى واقبلني إليك في ساعة نافعة‪ ،‬أرى يا‬
‫سيدي‪ ،‬جمعا واقفين وكانوا يفكرون في توزع جسدي بينهم متى‬
‫مت‪ .‬ا ن أنت العالم يا ربي أن جسدي لن يئغي العالم كله‪،‬‬
‫لئن اسمعني يا سيدي في هذه اللحظة وتعطي نعمة السمي‬
‫ليصير خ صا وعونا للعالم كله من قبلك نه يليق بك المجد مع‬
‫أبيك الصالح يا يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحبي إلى أبد‬
‫ا بد آمين‪ .‬فلما أتم ا مين امتأل فلك السماء بم سة الع ء‬

‫‪ ٧٦‬رتبة في الجيش‪ ،‬وهورئيس فرقة من خمسين‪.‬‬

‫‪ ٧٧‬حرفيا‪ :‬يتذوقوها‬
 ‫‪.‬يح في الشهيد جرجس‬

‫ونزل ربنا يسوع المسيح وكأن جالسا على الشاروبيم (‪)١٥٥‬‬

‫واؤسارافيم نكانت جوقة من ا نبياء والرسل والشهداء والقديسين‬
‫جميعا يرتلون له وطغمات السماء كلها‪ ،‬وقد نام الجنود كلهم‬
‫السائرون مع الطوباوي وصاروا مثل ا موات‪ .‬فقال الرب‬

‫للطوباوي جرجس‪ :‬الس م لخاصتي جرجس الس م لحبيي‬

‫وحبيب م ئكي يا مناضل ملكوت السموات طوباك التوم يا‬
‫حبيبي جرجس في أعددت لك سبعة أكاليل مجد في أيدي أبي‬
‫وسيضعها على رأسك اليوم‪ ،‬طوباك يا حبيبي جرجسى نه أعد لك‬
‫تاج الملك مزيغا بالذهب والجواهر الكريمة وسأضعها على رأسك‬
‫بيدي التوم‪ ،‬طوباك يا حبيي جرجس نه أعد لك عرش عظيم‬
‫مرتفع (؟) ومزين حسنا بالذهب المختارجدا وحجركريم ال يقذر‬
‫بثمن وتجلمس عليه التوم في السموات العليا من الروح القديس‪،‬‬
‫نه فتح لك أبواب ا حجار الكريمة‬ ‫طوباك يا حبيي جرجس‬
‫التي للغطاء النوراني وتدخل أمام الثالوث القدوس ولن يمنعك‬
‫أحد طوباك يا حبيي جرجس القوي ن أبي الصالح كتب اسمك‬
‫على مركبة الثالوث القدوس حق من يقول‪ :‬يا إد جرجس أعني‬
‫نك أظهرت‬ ‫تسمعنا (‪ )١٥٦‬وتسمعهم‪ .‬طوباك يا حبيي جرجس‬
‫اسمي وأبي الصالح والروح القدس أمام ملوك العالم كله وأنا أيضا‬
‫سأظهرك في السماء منيرا جدا وأقول لك يا حبيبي إنه لم يقدرأحد‬
‫في البشرية كلها أن يعترف باسمي في ث ثة سنوات سواك وحدك‬

‫‪١٠٧‬‬
 ‫سدرة الشهيد جرجس الشهير بالرومافي‬

‫الكهنة وال‬ ‫وقفت أمام سبعين ملكا في المسكونة والعالم؛ ف‬

‫الشمامسة وال العلمانيون سواك وحدك في العالم كله أقسم بيميني‬
‫يا حبيبي أني سأقطع معك عهدا أنه متى رفعت وجهك الروحاني‬
‫في السماء مع المجتمعين كلهم لتسجد للثالوث القدوس سيعرفك‬
‫كل القديسين جل الكرامة التي سأمنحها لك يا حبيبي وسيعرفون‬
‫أنك جرجس حبيب الله ويسجدون لك كلهم كأمر أبي الصالح‬
‫هونا أيضا ا ن يا حبيبي ربط اسمك باسمي لتتصير ميناء خ ص‬
‫في العالم كله حتى أن كل رجل أو امرأة تعرض لضيقات‪ :‬في‬
‫محاكمات أو في جزاءات أو في سجون أو في (‪ )١٥٧‬البحر أو في‬
‫ا نهار أو في البحيرات أو في الطرق أو الذين يقعون تحت أيدي‬
‫اللصوص أوالذين يلقون للوحوش أوا سود‪ ،‬أو (من يتعرضون)‬
‫لميتات شريرة جدا‪ ،‬أو كل ضيقة وأتعاب كثيرة‪ .‬باختصار؛ كل‬
‫ضيقة ‪ -‬لها أبناء البشر وصرخوا لي باسمك حتى ث ث‬
‫مرات يا إله جرجسى أعنا سوفا أستجيب لهم بسرعة وأتمم كل أمر‬
‫يطلبونه بقلوبهم ويمل‪ ،‬إنسان يبني باسمك ضرلحا أوكتب قراءة على‬
‫أتعابك وجهادك ليعطيها للكنيسة على اسمك سوفة أكتب اسمه‬
‫في سفر الحياة ليسئن في موئح مجد معك في ملكوتي إلى ا بد‪،‬‬
‫وهن يعطي بروسفورا أوأباركة للكنيسة على اسمك أويطعم فقيرا‬
‫على اسمك أو أرملة في يوم تذكارك الكريم سوفة أعطيه معونة في‬
‫هذا العالم ليفرح معك في صالحات ملكوتي وهن يلبس عريانا‬

‫‪١٠٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫على ‪ ١‬سمك سوف ‪ ١‬لبسه لباس السموات ومن يهر مصباحا في‬
‫الكنيسة على اسمك أو بخورا سوف أجعل م ئحكني ينيرون له‬
‫وهوآت إلى بفرح‪ ،‬ومن يطلق اسمك على ابنه بإيمان (‪ )١٥٨‬سوف‬
‫أرخى عليه‪ .‬من يقبل غريبا على اسمك سوف أغفر خطاياه‬
‫ويسًاقبله في ملكوتي إلى ا بد‪ ،‬أقسم بذاتي يا جرجسى حبيي أنه‬
‫كما فرغت من أن أقول لك ا ن أيضا أقول لك أنه في مواليد‬
‫النساء ليس من يشبه يوحنا المعمدان وفي صفوف الشهداء ليس‬

‫من يشبهك فيمن كانوا كلهم‪ ،‬ولن يوجد من يشبهك‪ .‬هلم يا حبيبي‬
‫أكمل شركتك (‪ )οικονομία‬صعدك مي على مركبة الشاروبيم‬

‫كاهم‬ ‫بي الصالح والروح القدس والسمائيين‪،‬‬ ‫و هبك هدية‬

‫نه حقا ينتظرونك أما عن جسدك أيضا سوتي‬ ‫يفرحون معك‬
‫أجعل زالزل ا ن حتى لن يقدرأحد من الجمع أن يأخذه معه على‬
‫ا ط ق إلى أن يأتي أبناؤك (عبيدك) ليحملوه‪ ،‬وها هني ذي أمك‬
‫وأختاك وعروسك الني حطبت لك فرغت من حملهم إلى ملكوتي‬
‫قبلك حتى ال يروا موتك في هذا العالم لطن ليروك وأباك وجدك‬
‫والمجد العظيم الذي سًاءطيه لك في السماء في ملكوتي‪ ،‬وها هم‬
‫جلك‪ .‬متى يسنك‬ ‫أوالء ملوك العالم المنافقون كهم أهلكتهم‬
‫دمك على ا رفى ا ن ستتوقف عبادة ا وثان‪ ،‬ويمجد اسحي في‬
‫العالم كله وسوف أجعل نسيبك يبني لك قبرا في مدينتك ليضع‬
‫(‪ )١٥٩‬جسدك فيه باتكرامة وبعد وقت قليل سوف يهيج الشيطان‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫اضطهاد على ‪١‬لكنائسى وسوفا يسقك دم ربوات الشهداء في العالم‬

‫كله في واحد وعشرين عاما (‪٠٠٠‬؛ بسبب القوات الني الني سًاصنعها‬
‫بواسطتك في قيرك المقدس ووفا يشير الملك المنافق في ذلك‬
‫الوقت بهدم قيرك المقدس‪ ،‬ووفا يرل قائد جيش مع جنوده‬
‫ليصنعوا هذا وسوفى أجعلك تفربه بميتة قاسية جدا مثلما‬
‫ضربت هؤالء الملوك ويبطل االضطهاد بواسطتك‪ ،‬وأيضا سوفا‬
‫أريسلك لتضرب ذلك المنافق وسوفا أحلس آخر مكانه حسب أمر‬

‫أبي الصالح‪ ،‬وسوفا يبنى لك قير عظيم مكرم وحسن وسوفا يمجد‬
‫كنيستك و>وذا اعبد ع نية في العالم كله إلى ا بد ويسونة‬
‫أجعلهم يبنون لك قبور كثيرة في العالم كله‪ ،‬ووف أجعل قبائل‬
‫العالم كله يمجدونك وسوفا أجعل اسمك يمأل العالم كله‪ ،‬وسوفا‬
‫أجعل كثيرس يحفرون تقدمات إلى قبرك وسوف أجعلهم يعيدون‬
‫لك في العالم كاه ال سيما يوم تذكارك الذي هويوم انتقالك وفي هذا‬
‫ايوم أوفي حنطة ا رض‪ ،‬وأكلل ثار ا رض في يوم نوالك (‪)١٦٠‬‬
‫ا كليل‪ ،‬وأيضا في يوم التكري‪٠‬ى‪ ٧٨‬وهوأول ثمار ا رض الذي هو‬
‫ايوم الماح من هاتور‪ .‬اسمك عال في السماء ومكرم على ا رفى‬
‫يا حبيبي جرجى جندى القوي إلى أبد ا بدآمين‪.‬‬

‫هذا لما قاله الرب له مأله قوة وفرا‪ .‬أما الطوباوي فرح جدا‬
‫وكان متهلأل قائأل‪ :‬أشكرك يا ربي يسوع أنك أكرمتني جدا أكهر‬

‫ربما يقمد تئريس أول كنية عل اسه‪.‬‬

‫‪١١.‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫مما أستحق ورشم عليه واختفى ءن‪،‬ه فًاقام القديس الجنود وقال‬
‫لهم‪ :‬تعالوا يا أخوتي لتتموا ما أمرتم به‪ .‬وهكذا مد رقبته فقطع‬
‫الجنود رأسه المقدسة وللوقت خرج منها دم ولبن وجعل الرب‬
‫ميخائيل يًاخذ دمه ولبنه إلى حلته النورانية والرب أخذ نفسه في‬
‫يده بذاته وقبله ولفها بحرير سماوي وصعد للع ء مجها و^ان‬
‫الفلك كله مملوءا بالم ئهكة القديسين وصفوف من القديسين‬
‫وكانوا يرتلون أهامه حتى يهب الهدية ־ بيه الصالح والروح‬
‫القدس‪ ،‬وألبسه حلته النورانية وتالجا مذهبا مختار‪ ،‬وكان مرصعا‬
‫بالحجر الكريم‪ ،‬وسبعة أكاليل على رأسه وكانت مضفرة من زهر‬
‫شجر(‪ )١٦١‬الحياة وكتب اسمه مع ا بهكارإلى ا بد وجعل جماعة‬
‫السماء وطغمة القديسين يجلسونه على العرش ويحتفلون معه في‬

‫بعد هذا حدثت زلزلة ورعود وبروق وامطار غزيرة جدا‪،‬‬

‫والجموع الواقفة مع الجنود ا خرين هربوا من المدينة‪ .‬أما‬
‫باسينكراتور عبد القديس جرجس كان واقفا بالخارج عند جسد‬
‫سيده و^ان يبتي علثبه‪ ،‬ولم تمطر ولم تظلم عند موئع جسد البار‬

‫لئن المكان كاه كان منيرا‪ ،‬والعبدان ا خران للقديس جرجس في‬
‫المدينة أتوا إلى صديقهم الذي بالخارج عند جسد سيدهم يبتي‪.‬‬
‫فلما رأوا أن سيدهم قد قطعت رأسه انحنوا عليه وسجدوا له باكثن‬
‫وباسينكراتورأخبرهم بخل شيء مما قاله الرب لسيدهم ففرحوا‬

‫‪١١١‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫جدا وثبتوا رأسه المقدسة يجسده المبارك فالتصقت به كما لو لم‬

‫ئقظع على االط ق وال ع مة لقطع السيف فيه نقال عبيده‬
‫بعضهم للبعض‪ :‬نؤمن بالحقيقة أن الله قبله وانتقل حسنا‪ .‬ثم‬
‫حملوا جسد القديس وان ينشر يجورا (؟‪ )١٦‬ورلوه للمهزل الذي‬
‫كان فيه مستأجرا سح سنوات‪ ،‬لم يلتكن فيه أحد معهم‪ ،‬وخبأوه‬
‫هناك‪ ،‬وكانت ظلمة وزلزلة والبحر ارتفع على المدينة يريد أن‬
‫يطمسها أسفله‪ ،‬فلما سمع المؤمنون صوت الرب بينما يتكلم‬
‫للطوباوي جرجس صرخوا‪ :‬يا إله جرجس أعنا في هذه الضيقة‪.‬‬
‫فللوقت هدأ البحر ودشتت الظ م وأشرقت الشمس إلى غده‬
‫ومًا ل عبيد القديس جرجس عن الملوك فوجدوا أن الرب قد‬
‫أفناهم‪ .‬فصارت فرحة عظيمة في المسكونة كها وفتحت أبواب‬
‫الكنائس مرة أخرى في العالم كه‪ .‬وأخذ خدام القديس جرجس‬
‫أقمشة كريمة جدا‪ ،‬ويجوزا مختارا جدا‪ ،‬وكفنوا جسد سيدهم‬
‫حسنا وحملوه وأخفوه في المدينة وحملوه على سفينة وحملوه إلى‬
‫ديوبوليس مع كتب أتعابه ووجدوا خاصته كهم الذين رقدوا في‬
‫الرب وكان يوجد رجل يدض أندرياس أخا أم القديس جرجس‬
‫حمل جسد القديس جرجس إلى مغزله فرحا جدا واجتمعت المدينة‬
‫كها وبنوا قبرا له في مهزله وأرسلوا إلى أورشليم وأحضروا (‪)١٦٣‬‬
‫رئيس ا ساقفة ا نبا ثيودوسيوس‪ ،‬فكرسه في البوم الساع من‬
‫شهرهاتوروجعل رفاته المقدس يستقرفيه في هذا اليوم أيضا الذي‬

‫‪١١٢‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫هو السايع من شهر هاتور وآتم عليه الذبيحة المقدسة الجسد‬

‫المقدس والدم الكريم الذي للرب يسوع المسيح وحدثت من القبر‬
‫المقدس معجزات وعجائب كثبرة ونزل القديس جرجس من‬
‫السماء كأمر الرب وضرب اوهيوس االسفس ر واقتبع عيني‬
‫ديوقلديانوس وألقاه خارج القمر وأجلس عوضا عنه قسطنطين‬
‫ملكا ففتح أبواب السجون وأظهر الصليب وثبت ا يمان‬
‫ا رثوذكسي وبنى (قير) قيامة الرب في أوليم وكنائس كثيرة’ في‬
‫العالم كله ودخل قبر القيامة وصل فيه ودخل أيضا قبر القديس‬
‫جرجس مع هي نة أمه وأودوكيا اخته نظهر القديس جرجس له‬
‫وأخبره في المساء ما سيفعله ولما بنى قبر القديس جرجس في‬
‫ذيوبوليس جل أنه كان صغئزا في البداية وعله مدهشا وهذا‬
‫ا ن تحدث فيه (‪ )١٦٤‬هذه المعجزات والقوات الكثبرة تلك‬
‫المكتوبة في كتب أخرى غبر هذا ممجدة الله وشهيده القديس‬
‫جرجس الذي أتم جهاده في اليوم الثالث والعشرين من شهر‬

‫برمودة يوم الجمعة في الساعة التاسعة من اليوم والذين استشهدوا‬

‫من قبل القديس جرجس ودانوا ثمانية وعشرين ألفا وستمائة‬
‫وثمانين والملكة ألكساندر هؤالء نالوا ا كيل غبر الفاسد من‬

‫من الواضح ان يوم وساعة استشهاد القديحى مستوحاه من رواية صلب المسيح حسب ما وردت في‬
‫ا ناجد‪.‬‬

‫‪١١٣‬‬
 ‫سهرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫ربنا يسوع المسيح فرحين كلهم ا ن مع القديس جرجس في‬

‫أورشليم المدينة المقدسة‪.‬‬

‫جل ا تعاب‬ ‫وهذه قلناها لكم إلى هنا‪ ،‬بينما غبركم‬

‫والجهادات الجزيلة الكرامة هذه الني صبرعليها القديس جرجس‬
‫الشجاع القوي الذي لربنا يسوع المسيح‪ .‬فاغر الكرامات العظيمة‬
‫التي نالها في السموات من مخلصنا يسوع المسيح‪ .‬اسمعوا ‪ ١‬ن يا‬
‫أحبالي ما رأيته بعيني وسمعته بأذفي أنا الحقير ثيودوتمس‪ .‬حدث في‬
‫وقت محب الله الملك ثيؤدوسيوس صاحب الذكر الكريم أنه رأى‬
‫أعجوبة في بداية حكمه ورأى القديس جرجس وقد نزل من‬
‫السماء بمجد عظيم وكان رئيس الم ئئة يمشي معه وأجلس‬
‫جل أن له‬ ‫الملك محب ا له ثيودوسيوس على عرش الرومانيين‬
‫إيما ثابائ في القديس جرجس (‪ )١٦٥‬طوال فرة (حكمه)‪ .‬وبعد‬
‫عشرين عاما منذ صار ملكا بى كنيسة عظيمة على اسم القديس‬
‫جرجس وجمع ا ساقفة كلهم لتكريس القديس جرجس وأرسل‬
‫لحقارتي أيضا وا ساقفة كلهم‪ ،‬وكنت واقعا بضعف الثيخوخة‪ .‬ولما‬
‫كرسنا كنيسة القديس على اسم الله والقديس جرجس‬
‫(‪ )πίφγλΟΠΟΜΟο‬يرتلون ماهو مناسب و^ان‬ ‫والغيلوبونوس‬
‫الملك معنا وا عيان وأهل المدينة كهم وبعد أن جلسنا والملك‬
‫والجمع أمر الملك أن يقرأ علينا شهادة القديس جرجس جل أن‬

‫‪ ٨‬الكلمة هنا قد تحتمل معن ين‪ :‬إما أن المقصود بها اسم فرقة من المرتلين؛ أوإنها مجرد صفة تعني الدؤوب‪.‬‬
‫‪١١٤‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫ذلك اليوم كان الثالث والعشرين من برمودة نكنا نصني بصمت‬

‫ولما وصل إلى الموضع حيث الرب شهد له قائ ‪ :‬ليس من يشبهك‬
‫في الشهداء كاهم ولن يوجد من يشبهك إلى ا بد‪ .‬وأنا عنافي ا مر‬

‫قائ ‪ :‬كثيرمن قواد الجيوش والحكام وملوك هذا العالم تركوا مجذ‬
‫هذا العالم كاه وشرفهم وغناهم وماتوا على اسم ربنا يسوع المسيح‬
‫أمام الملك المنافق دقلديانوس المخالف وهذا الشهيد القديس كان‬
‫قد تعالى على هؤالء كهم‪ .‬فلما أكملنا (‪ )١٦٦‬القداس المقدس‪.‬ولما‬
‫حل المساء أناروا للملك واستراح ولم يئن أحد فيهم أكل وال‬
‫الملك لئن كان مستريحا معنا في الكنيسة المقدسة لباكر يوم‬
‫الرب جل أن التكريس حدث في يوم السبت‪ .‬فلما صار المساء‬
‫أقمنا قداس المساء كما يليق ولما قلنا ا مين‪ ،‬جلسنا وتئلمنا‬
‫بعجائب الله وكان معنا الملك وواحد من آبائنا ا ساقفة اختطف‬
‫في رؤيا للسماء ورأى أسرارا عظيمة جدا ليس باستطاعة أحد من‬
‫أمام‬ ‫أهل ا رض أنى يتحدث بها‪ .‬ورأيت نغسي أيضا قال‬
‫عرش ا ب رأيت ألو وربوات يسبحون الثالوث القدوس جميعا‬
‫معا حسب رتبته‪ ،‬نكانوا يسجدون لله ويمجدونه ويسبحونه‬
‫ويطلبون طلبة‪ .‬بعد هذا وقفوا صفوف صفوف وال يقدرأحد من‬
‫أهل العالم أن يتكلم عن المجد والكرامة الذي قبله‪ .‬ورأيت واحدا‬
‫خارجا من ستر الهيكل ويشبه ملكا‪ ،‬نكان البائ تالجا ذهبيا وعلى‬
‫رأسه سبعة أكاليل‪ ،‬ن^ان معتليا فرسا أبيض ن^ان منزا أكثر من‬

‫‪١١٥‬‬
 ‫سخرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫الشمس أضعا ثعد‪ ١‬بمديويع وأسلحة وأدوالت ملوكية‪ ،‬باختصار‬

‫رتبته الملوكية ال تقاس‪ .‬ولما خرج تبعه جمهور غفير خلفه ومن‬
‫جانبيه ورأيت القديسغن نمكلهم يسجدون له فلما رأيهت اندهشت‬
‫وكتت أريد أن أعرفه من هو‪ ،‬وتأملت عن يميني ورأيمت راهبا‬
‫واقفا وله أجنحة كم ئهكة الله وكان يلبس إنمكليأل ملكيا ورداء‬
‫ليس له مثيل في ممالك العالم‪ .‬وعصا ذهب في يده اليمنى ^ن‬
‫وجهه مبتهجا ويحيط به مجد عظيم فطلبت منه قائ ‪ :‬يا أبي أطلب‬
‫إليك أن تخبرنى تن تحكون ونت في مثل هذه الكرامة العظيمة؟‬
‫أما هوفعانقني وقال لي‪ :‬أنا بوال الطموهني‪ ،‬حسن مجيئك يا راني‬
‫ملكنا الحقيقي ربنا يسوع المسيح‪ .‬ولما قال هذا لي ابتهجت بأني‬
‫وجدت دالة أمامه وقلت له‪ :‬يا سيدي ا ب القديس أطلب إليك‬

‫إذ سمحت لي بتحيتك‪ ٨١،‬أطلب إليك حتى تخبرني من هذا الملك‬

‫العظيم الذي أق ا ن‪ ،‬وهذا الجمهوركله الساجد له‪ .‬أما الطوباوي‬
‫فغغرفاه بضحكة روحانية وقال لي ألم تعلم هذا إلى ا ن! قلت له‪:‬‬
‫(‪ )١٦٨‬كيف أقدر أن أعلم يا أبي‪ .‬أنا لم أره مطلقا سوى ا ن‪.‬‬
‫ثبت لك ما قلته بقلبك‬ ‫فأجاب وقال لي‪ :‬أفي قد ارسلت إليك‬

‫أمس في الكنيسة عن القديس جرجس حبيب الله الشهيد المختار‬

‫أنه عال في القديسين كلهم ككقول مخلصنا‪ ،‬حيث أنه كل نفس‬
‫ستخرج من جسد‪ ،‬سواء بارة‪ ،‬أو خاطئه‪ ،‬ستنكشف أعمالها في‬

‫فيا‪ :‬سمحت لي بقبلتك المقدسة‪.‬‬

‫‪١١٦‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫اللوح الروحاني‪ ،‬وتوكون أمام عينيه كل وقت وأعماله مكتوبة‬

‫عليها‪ .‬حينئذ لما سر ربي يسوع ‪ ١‬لمسيح أن يريحني‪ ،‬أنا عبد ه ‪،‬‬
‫يفتقدني بص حه‪ ،‬أدخلني مدينته وعاينت هذا‪ ،‬ا ن أنت تراه‬
‫أيضا‪ ،‬هذا التاح الملتي الذي له‪ ،‬وسبعة أكايل عليه‪ .‬فرأيته‬
‫وصحت بالمكتوب عليه‪ :‬هذا هو جرحدس المليني من ذيوبوليس‬
‫الذي مات ث ث مرات على اسم ربنا يسوع المسيح‪ .‬وريت‬
‫القديسين كلهم يسجدون له وأنا أيضا تجلت أتعابا كثيرة على امم‬
‫ربنا يسوع المسيح ومت أردع مرات‪ .‬وكنت أقول في فكري‪ :‬إفي‬
‫متساو معه في الكرامة وامتنعت عن السجود له‪ .‬وهكذا ني لحظة‬
‫واحدة‪ ،‬أرسل عالم القلوب لي رئيس الم ئحكة ميخائيل وقال‬
‫(‪ )١٦٩‬لي‪ :‬يا بوال المختار‪ ،‬لماذا لم تشارك في التحية الروحانية‬
‫حسب أمر ضابط الكل‪ .‬قلت له ما في قلبي‪ .‬فحملني للوقت إلى‬
‫القديس ا نبا نوب المعترف‪ ،‬الذي حيا الشهادة والرهبنة معا‪،‬‬
‫وأخبره بأمر الرب نقال القديس المعترف لي‪ :‬يا أبي القديس بوال‪،‬‬
‫اذهب وتمم أمر الرب وال تقل أفي تعبت جدا مثل العظيم‬
‫جل الرب‪ .‬أما ذلك ايار فبفؤوس‬ ‫جرجس‪ ،‬بإرادتك وحدك‬
‫ومطارق ومناشيرومساميرونارويف ذي حدين وملوك وحوش‬
‫أشرار‪ ،‬أقول لك يا حبيبي‪ :‬أليس أن الخادم يأتي ويقول لك‪’ :‬الملك‬
‫يدعوك‪ ،‬تعال تساوي سبعين عا لمتوحد يعيش في مسكنه ؟ فلما‬
‫سمعت هذا أعطيت ميطانيا لرئيس الم ئئة والقديس وقلت‪:‬‬

‫‪١١٧‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫اغفرا لي‪ .‬وهكذا فرح مي وذهب إلى الشهيد للوقت ويسجدت‬

‫للشهيد القديس الذي للمسيح‪ .‬حينئد يا رامع المسيح ثق‪ ،‬وكنت‬
‫مؤمنا أنه ال يوجد من يشبه القديس جرجممى في الشهداء كلهم‬
‫الذين نالوا ا كايل‪ .‬وبينما كان القديس يتكلم مي‪ ،‬أق إلي جندي‬
‫نورا وحياني ومألني‬ ‫الله القديس جرجس (‪ )١٧٠‬ووجهه يتأل‬
‫فرحا وبهجة وقال لي‪ :‬متى ذهبت لمدينتك أنقرة‪ ،‬ابن لي بيتا فيها‪،‬‬
‫حتى آتي وأسحكن ءذدك‪ ٠‬جل أنه تمخي مائة وخمسة أشهر حتى‬
‫تأتي إلي في هذه المدينة المقدسة‪ .‬فلما قال هذا لي‪ ،‬أفقت في الحال‬
‫من الرؤيا‪ .‬والملك وا ثنا عشر أسقفا لما رأوا وجه ا سقف منيرا‬
‫علموا أنه رأى رؤيا‪ ،‬فطلبوا منه أن يقول لهم ما حدث‪ .‬أما هوفلما‬
‫أفاق‪ ٨٢،‬قال لهم الرؤيا كلها التي رآها‪ .‬فتعجبوا جذا ومجدوا الله‬
‫والشهيد القديس جرجسى‪ .‬وأجاب الملك وقال‪ :‬في اليوم الذي‬
‫أجلسني الرب على عرش الرومانيين‪( ،‬وهذا) أكر مما أستحق‪،‬‬
‫ورأيت بعيتي الخاطئتين القديس جرحعس الذي نزل من السماء‬
‫يمتطي الحصان وفي يده ايمنى رمح ذهب‪ ،‬ورئيس الم ئفكة‬
‫ميخائيل يمشي معه ورأيت تاغ ذهب على رأسه وسبعة أكاليل على‬
‫رأسه وكان منيرا أكرمن الشمس آالف من المرات‪ .‬وأق إلي مملوءا‬
‫فرحا وأمسكتي وأجلسني على عرر المملكة بينما جمهور من‬
‫الجنود المستحقين يعاينونه وجها (‪ )١٧١‬لوجه‪ .‬ورأيته مرة أخرى في‬

‫‪٨٢‬‬
‫فيا‪ :‬عاد إيه قلبه (عقله)‪.‬‬

‫‪١١٨‬‬
 ‫مديح في الشهيد جرجس‬

‫كنيسته المقدسة وخبرفي بما يسر نغسي‪ .‬فلما سمعت هذا بانكت‬
‫ربي يسوع وقديسيه الشهداء‪ .‬بعد هذا نهبع ذلك ا سقف إلى‬
‫مدينته وبنى كنيسة كريمة باسم الله ولقديس جرجس نكرسها‬
‫بيديه قبل أن ينتقل‪ .‬نكان واحد أيضا من الث مائة والثمانية عشر‬
‫من ا ساقفة الذين اجتمعوا في نيقية وبقي أسقفا مدة خمسة‬

‫وبعون عا ثم رقد في الرب وهوفي عامه المائة والثمانية عشر‪.‬‬

‫فلما قلنا لهم هذا يا إخوفي ا حباء من الكرامات التي وهبها‬

‫الله للجندي القوي المجاهد العظيم القديس جرجس‪ .‬هذا الذي‬
‫نعيد له اليوم في العالم كله وفي السموات وبقية مجده وعظمة‬
‫كرامته العالية الني قد صارت في أورشليم السمائية مدينة الملك‬
‫المسيح‪ .‬حينئذ ا ن يا أحبافي المباركين في الرب‪ .‬بما أننا قد علمنا‬
‫بالحقيقة أن القديس جرجس قريب من الله هكذا وله دالة هناك‬
‫أن يدخل في حضرة الثالوث القدوس كل حين يطلب نعمة لكل‬
‫واحد‪ .‬حينئذ فلنتخذه لنا شفيعا من قبل محبة إخوتنا الضعفاء‬
‫والغرباء‪ .‬فلنحب بعضنا البعض‪ ،‬ولنحفظ الطهارة‪ ،‬وكمل لنا يا‬
‫أحبالي لكل يطلب القديس جرجس عنا نعمة أمام (‪ )١٧٢‬ربنا‬
‫يسوع المسيح لعق يتراف علينا ويغفر لنا خطايانا ويبارك اجتماع‬
‫شعبنا‪ ،‬الصغار والشيوخ وا والد‪ ،‬ا رامل والعذارى ويبارك أيضا‬
‫من اهتم بهذا الكتاب وعمله بتعب حقيقي في المسيح يسوع ربنا‪.‬‬

‫‪١١٩‬‬
 ‫سيرة الشهيد جرجس الشهيربالرومافي‬

‫هذا الذي من قبله يليق به المجد مع أبيه الصالح والروح القدس‬

‫المحبي والماوي معه ا ن وكل أوانى وإلى أبد ا باد كلهاآمين‪.‬‬

‫‪.‬؟‪١‬‬
 ‫المراجع‬

Brooks, E. w. 1925. Acts of s. George. In Le Museon,

vol. 38. Rpt. 2006. Analecta Gorgiana, vol.8, 1-49.
Budge, E. A. Wallis 1888. Martyrdom and Miracles of
Saint George ofCappadocia, London.
______________ 1857. George ofLydda, the Patron
Saint of England‫־‬, a Stud‫ ؟‬of the Cultus of St. George
in Ethiopia, London.
Charles, R. H. 1913. The Apocrypha and the
Pseudepigrapha of the Od Testament, Ottiord.
Hyvernat H. 1824. Acta Martyrum (Corpus Scriptorum
Christianorum Orientalium, Scriptores Coptici, I),
Paris.
Krumbacher, Karl 1908. Der heilige Georg in der
Greichischen ijberlieferung, Miinchen.
Matzke, John E. 1902. Contributions to the History of the
Legend of Saint George, with Special Refrence to the
Sources of the French, German and Anglo-Saxon
Metrical Versions. In Modern Language Association,
vol. 17, No. 4.

١٢١