Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 28

‫تقريب‬

‫الفرائض‬

‫تأليف‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور عبد الكريم بن محمد الالحم‬

‫باب ميراث الغرقى‪ ،‬باب الرد‪ ،‬باب ميراث الحمل‪،‬‬

‫وباب املفقود‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الطالبة‪ /‬رزكا أماليا إسكندر‬

‫الفصل الدراسي األول العام الجامعي‪ 1445 :‬هـ‬

‫‪https://t.me/waalhiqnibisshalihin‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫تقريب‬

‫الفرائض‬

‫تأليف‪:‬‬
‫األستاذ الدكتور عبد الكريم بن محمد الالحم‬

‫باب ميراث الغرقى‪ ،‬باب الرد‪ ،‬باب ميراث الحمل‪،‬‬


‫وباب املفقود‬

‫إعداد‪:‬‬
‫الطالبة‪ /‬رزكا أماليا إسكندر‬

‫الفصل الدراسي األول العام الجامعي‪ 1445 :‬هـ‬


‫تقريب الفرائض‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫باب ميراث الغرقى ونحوهم‬


‫تقريب الفرائض‬ ‫‪6‬‬

‫باب ميراث الغرقى ونحوهم‬

‫املوتى جماعيا‬
‫• الغرقى في اللغة‪ :‬جمع غريق‪ ،‬وهو من مات بالغرق‪،‬‬ ‫تعريفه‬
‫• واملراد بهم‪ :‬املتوارثون الذين التبس زمن موتهم؛ كمن ماتوا بحادث عام‬
‫كالغرق‪ ،‬والهدم‪.‬‬
‫املوتى جماعيا‪ :‬جماعة يرث بعضهم بعضا ماتوا في وقت واحد والتبس علينا‬ ‫•‬
‫السابق منهم الالحق‪.‬‬
‫أن يعلم موتهم جميعا‪ :‬وإذ ال توارث بينهم إجماعا‪ ،‬لعدم تحقق شرط اإلرث في‬ ‫[‪]1‬‬ ‫حاالت الغرقى‬
‫كل منها‪ ،‬وهو تحقق حياة الوارث حين موت املورث‪.‬‬ ‫ونحوهم‬
‫أن يعلم املتأخر بعينه وال ينس ى‪ :‬يرث املتأخر من املتقدم إجماعا لتحقق‬ ‫[‪]2‬‬ ‫وحكم توريث‬
‫شرط اإلرث السابق في املتأخر دون املتقدم‪.‬‬ ‫بعضهم من‬
‫أن يعلم املتأخر بعينه ثم ينس ى‪.‬‬ ‫[‪]3‬‬ ‫بعض‬
‫أن يعلم املتأخر ال بعينه‪.‬‬ ‫[‪]4‬‬
‫أن ال يعلم املتأخر من املتقدم بل يجهل األمر‪.‬‬ ‫[‪]5‬‬
‫حكم الحاالت الثالث (‪)5-3‬‬
‫• الحالة األولى‪ :‬أن يدعي كل منهم تأخر موت مورثهم عن صاحبه‪:‬‬
‫‪ ‬إن وجدت بينة‪ :‬عمل بها‪،‬‬
‫‪ ‬وإن لم توجد بينة أو وجد بينات متعارضة‪ :‬يحلف كل منهم على إبطال ما ادعاه اآلخر‪ ،‬ثم‬
‫يعطى ميراث كل منهم لورثته األحياء حين موته دون الذين ماتوا معه‪.‬‬
‫• الحالة الثانية‪ :‬أن يتفقوا على جهالة األمر‪ :‬اختلف في توريثهم‪.‬‬
‫يتوارثون‬ ‫ال يتوارثون (الجمهور‪ ،‬رواية أحمد‪ ،‬أبو‬
‫(مذهب الحنابلة‪ ،‬عمر‪ ،‬علي‪ ،‬ابن مسعود)‬ ‫بكر‪ ،‬زيد بن ثابت‪ ،‬ابن عباس) الراجح‬
‫[‪ ]1‬أن قتلى اليمامة والحرة وصفين [‪ ]1‬عن إياس بن عبد هللا املزني أن رسول هللا ﷺ سئل عن‬
‫قوم وقع عليهم بيت فقال‪ :‬يرث بعضهم من بعض‪.‬‬ ‫لم يورث بعضهم من بعض‪.‬‬
‫‪ ‬أنه من قول إياس وليس رواية عن الرسول‪.‬‬ ‫[‪ ]2‬أن أم كلثوم ابنة علي ماتت هي‬
‫[‪ ]2‬عن الشعبي قال‪ :‬وقع الطاعون بالشام عام عمواس‬ ‫وابنها زيد بن عمر بن الخطاب‪،‬‬
‫فجعل أهل البيت يموتون عن آخرهم فكتب إلى عمر‬ ‫ولم يعلم السابق منها فلم يورث‬
‫‪7‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫في ذلك فكتب عمر أن ورثوا بعضهم من بعض‪.‬‬ ‫أحدهما من اآلخر‪.‬‬


‫‪ ‬روي عن عمر خالفه وليس أحد قوليه بأولى من‬ ‫[‪ ]3‬أن شرط اإلرث‪ :‬تحقق حياة‬
‫اآلخر‪.‬‬ ‫الوارث حين موت املورث غير‬
‫[‪ ]3‬في منع التوارث‪ :‬قطع توريث املسبوق من السابق وهو‬ ‫متحقق هنا‪.‬‬
‫خطأ‪.‬‬ ‫[‪ ]4‬أن األصل عدم التوارث وسببه ‪-‬‬
‫‪ ‬تأخر موت أحدهما عن اآلخر على فرض وجوده‬ ‫التأخر ‪ -‬مشكوك فيه فال يورث‬
‫مجهول‪ ،‬واملجهول كاملعدوم فال يعمل به‪.‬‬ ‫مع الشك‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أن توريث بعضهم من بعض خطأ [‪ ]4‬أن األصل حياة كل منهما‪ ،‬وموته بعد صاحبه مشكوك‬
‫فيه‪ ،‬فال يترك األصل املتيقن ألمر مشكوك فيه‪.‬‬ ‫يقينا‪ ... ،‬وتوريث أحدهما من‬
‫‪ ‬أن هذا األصل معارض بأن األصل عدم‬ ‫اآلخر على فرض سبقه ملن ورث‬
‫التوارث‪ ... ،‬وليس أحد األصلين بأولى من اآلخر‪.‬‬ ‫منه أو فرض موته معه مخالف‬
‫لإلجماع‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫[‪ ]1‬التالد (القديم)‪ :‬وهو ما يرثه كل منهم من صاحبه الذي مات معه‪.‬‬ ‫املال الذي‬
‫يتوارثه الغرقى [‪ ]2‬الطريف (الجديد الحادث)‪ :‬وهو ما لم يرثه كل منهم من صاحبه الذي مات‬
‫معه‪.‬‬ ‫ونحوهم‬
‫صفة العمل [‪ ]1‬يفرض أن أحدهم مات أوال ويجعل له مسألة تقسم على ورثته األحياء الذين‬
‫ماتوا معه وتسمى مسألة التالد‪.‬‬
‫[‪ ]2‬يجعل مسألة لكل واحد من الذين ماتوا معه‪ ،‬وتقسم على ورثته األحياء حين‬
‫موته دون الذين ماتوا معه وتسمى مسائل الطريف‪.‬‬
‫[‪ ]3‬ينظر بين كل مسألة من مسائل الطريف وبين سهام صاحبها من مسألة التالد‬
‫كما تقدم في النظر بين املسائل والسهام في املناسخات‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ينظر بين املثبتات من مسائل الطريف بالنسب األربع‪ ،‬أو يوجد القاسم‬
‫املشترك األصغر لها‪ ،‬وما يحصل فهو جزء السهم ملسألة التالد‪.‬‬
‫[‪ ]5‬تضرب مسألة التالد بحاصل النظر بين مسائل الطريف‪ ،‬وما يحصل فهو‬
‫الجامعة‪.‬‬
‫[‪ ]6‬يضرب نصيب كل واحد من مسألة التالد في جزء سهمها وما يحصل فهو له‪،‬‬
‫فإن كان حيا‪ :‬وضع له تحت الجامعة وإن كان ميتا‪ :‬قسم على مسألته وما‬
‫يخرج فهو جزء السهم لها‪.‬‬
‫[‪ ]7‬يضرب نصيب كل وارث من مسائل الطريف في جزء سهم مسألته‪.‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪8‬‬

‫[‪ ]8‬يجمع نصيب من يرث في أكثر من مسألة‪ .‬فإذا أنهيت مسألة من قدر أنه مات‬
‫أوال فرض أن اآلخر هو الذي مات أوال وعمل كما سبق‪.‬‬
‫املثال‪ :‬هلك ثالثة إخوة ألب اسم أحدهم زيد والثاني عمرو والثالث بكر بحادث اصطدام‪ ،‬ولم يعلم‬
‫السابق‪ ،‬عن عمهم وخلف زيد أما وبنتا‪ ،‬وخلف عمرو بنتين وزوجة‪ ،‬وخلف بكر أما وأخا ألم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تقدير زيد هو األسبق موتا‪ :‬تالد زيد‪ ،‬وطريف عمرو وبكر‪.‬‬
‫الجامعة‬ ‫طريف بكر‬ ‫طريف عمرو‬ ‫مسألة التالد‪ :‬زيد‬
‫‪144‬‬ ‫‪4/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1/ 24‬‬ ‫‪24 × 6‬‬
‫‪24‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬
‫‪72‬‬ ‫‪3 1‬‬ ‫بنت‬
‫‪2‬‬
‫‪ 1‬ت‬ ‫عمرو (أخ ألب)‬
‫ب‬
‫‪ 1‬ت‬ ‫بكر (أخ ألب‬
‫‪17 = 12 + 5 + -‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬ ‫ب ‪ 5‬عم‬ ‫‪ - -‬عم‬ ‫عم‬
‫‪3‬‬ ‫‪3 1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪8‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8 2‬‬ ‫بنت‬
‫‪8‬‬ ‫‪8 3‬‬ ‫بنت‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪8‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫الشرح واإليضاح‪:‬‬
‫[‪ ]1‬فرضنا أن زيدا هو السابق‪ ،‬وجعلنا له مسألة قسمناها على ورثته األحياء‪ ،‬وهم أمه وبنته‪ ،‬والذين ماتوا معه‪،‬‬
‫وهم أخواه عمرو وبكر‪ ،‬فكانت مسألتهم من ستة‪ ،‬لألم‪ :‬السدس (‪ )1‬وللبنت‪ :‬النصف (‪ ،)3‬وألخويه‪ :‬الباقي (‪)2‬‬
‫لكل واحد (‪.)1‬‬
‫[‪ ]2‬جعلنا مسألة لكل واحد من أخويه مقسومة على ورثته األحياء خاصة‪ ،‬فكانت مسألة عمرو من أربعة وعشرين‬
‫لزوجته الثمن (‪ )3‬ولبنتيه الثلثان (‪ )16‬لكل واحدة (‪ ،)8‬والباقي (‪ )5‬للعم‪ ،‬ومسألة بكر من ستة ألمه الثلث (‪،)2‬‬
‫وألخيه ألمه السدس (‪ ،)1‬والباقي (‪ )3‬لعمه‪.‬‬
‫[‪ ]3‬نظرنا بين مسألة الطريف لكل من عمرو وبكر وبين سهامه من مسألة تالد زيد فكان بينهما تباين (‪ 1‬و‪1( ،)24‬‬
‫و‪ )6‬فأثبتناهما‪.‬‬
‫[‪ ]4‬ثم نظرنا بينهما (‪ 24‬و‪ )6‬فوجدناهما متداخلتين‪ ،‬فاكتفينا بالكبرى منها وهي مسألة عمرو (‪.)24‬‬
‫[‪ ]5‬ضربنا مسألة التالد (‪ )6‬بحاصل النظر بين مسألتي الطريف (‪ )24‬مسألة عمرو‪ ،‬فحصل (‪ )144‬وهي الجامعة‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫[‪ ]6‬ضربنا نصيب كل واحد من مسألة التالد بما ضربت به‪ ،‬فكان لألم منها (‪ ،)24=24×1‬وللبنت (‪،)72=24×3‬‬
‫ولعمرو (‪ ،)24=24×1‬وهو ميت فيقسم على مسألته (‪ )24÷24‬فكان الناتج (‪ )1‬وهو جزء السهم لها‪ .‬ولبكر‬
‫(‪ )24=24×1‬وهو ميت كذلك فقسم على مسألته (‪ )6÷24‬فكان الناتج (‪ )4‬وهو جزء السهم ملسألته‪.‬‬
‫[‪ ]7‬ضربنا نصيب كل واحد من مسائل الطريف بجزء سهم مسألته‪ ،‬فكان للعم من مسألة عمرو (‪ ،)5=1×5‬وله‬
‫من مسألة بكر (‪ )12=4×3‬الجميع (‪ .)17=12+5‬ولزوجة عمرو (‪ ،)3=1×3‬ولكل واحدة من بنتيه (‪،)8=1×8‬‬
‫وألم بكر (‪ )8=4×2‬وألخيه ألمه (‪ )4=4×1‬وبهذا انتهت مسألة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقدير عمرو هو األسبق موتا‪ :‬تالد عمرو‪ ،‬وطريف زيد وبكر‪.‬‬
‫الجامعة‬ ‫طريف بكر‬ ‫طريف زيد‬ ‫مسألة التالد عمرو‬
‫‪288‬‬ ‫‪5/‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5/ 6‬‬ ‫‪6× 48 24 ×2‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪6 3 1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪8‬‬
‫‪96‬‬ ‫‪16 8 2‬‬ ‫بنت‬
‫‪96‬‬ ‫‪16 8 3‬‬ ‫بنت‬
‫‪ 5‬ت‬ ‫زيد أخ ألب‬
‫ب ‪5‬‬
‫‪ 5‬ت‬ ‫بكر أخ ألب‬
‫‪25 =15 +10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب‬ ‫عم‬ ‫ب ‪2‬‬ ‫عم‬ ‫‪- - -‬‬ ‫عم‬
‫‪5‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪3 1‬‬ ‫بنت‬
‫‪2‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪10‬‬
‫‪3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬

‫اإليضاح‪:‬‬
‫العمل هنا كالعمل في تالد زيد وطريف عمرو وبكر‪،‬‬
‫إال أن مسألة التالد هنا صححت لعدم انقسام سهام األخوين عليها‪.‬‬
‫ومسألتا الطريف هنا متماثلتان (‪ 6‬و‪ )6‬فاكتفي بإحداهما (‪،)6‬‬
‫وما سوى ذلك ال اختالف فيه‪.‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪10‬‬

‫ثالثا‪ :‬تقدير بكر هو األسبق موتا‪ :‬تالد بكر‪ ،‬وطريف زيد وعمرو‪.‬‬

‫الجامعة‬ ‫طريف زيد‬ ‫طريف عمرو‬ ‫مسألة التالد بكر‬


‫‪72‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪6 /3‬‬ ‫‪1 24 /12‬‬ ‫‪12 ×6‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬
‫‪ )1(2‬ت‬ ‫عمرو أخ ألب‬
‫ب‬
‫‪ )1(2‬ت‬ ‫زيد أخ ألب‬
‫‪13 =8+5‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ب‬ ‫عم‬ ‫‪5‬‬ ‫ب‬ ‫عم‬ ‫‪- -‬‬ ‫عم‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬ ‫بنت‬
‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪3‬‬ ‫بنت‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أم‬
‫‪4‬‬
‫‪6‬‬
‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫بنت‬
‫‪12‬‬
‫‪2‬‬

‫اإليضاح‪:‬‬
‫العمل هنا كالعمل فيما سبق‪ ،‬غير أن مسألتي الطريف كانتا موافقتين لسهام أصحابها من مسألة التالد بالنصف‬
‫(‪2‬و‪2( )24‬و‪ ،)6‬فأثبت وفق كل منها (‪1‬و‪1( )12‬و‪ )3‬ثم نظر بين املثبت منها (‪3‬و‪ ،)12‬فكان متداخال فاكتفي باألكبر‬
‫(‪ ،)12‬وفق مسألة عمرو لسهامه وكان هو جزء السهم لألولى‪.‬‬
‫وما سوى ذلك ال اختالف فيه‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪11‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫باب الرد‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪12‬‬

‫باب الرد‬

‫باب الرد‬
‫• الرد لغة‪ :‬يطلق على ٍ‬
‫معان منها اإلرجاع واملنع‪،‬‬ ‫تعريفه‬
‫• واصطالحا‪ :‬زيادة في األنصباء ونقص في السهام‪ ،‬عكس العول‪.‬‬
‫• التعريف الدقيق‪ :‬إرجاع ما يبقى في املسألة بأصحاب الفروض بنسبة‬
‫فروضهم ملن يستحقه‪.‬‬
‫حكم الرد‬

‫أنه لبيت املال مطلقا‬ ‫أنه لبيت املال إن انتظم‬ ‫أنه يرد على من يستحقه من‬
‫(زيد بن ثابت‪ ،‬ومذهب مالك‬ ‫وإال فهو ألقارب املورث‪،‬‬ ‫أصحاب الفروض بنسبة‬
‫واألوزاعي)‪.‬‬ ‫(الشافعي)‬ ‫فروضهم (عمر وعلى وابن‬
‫مسعود وابن عباس‪ ،‬وهو مذهب‬
‫أحمد وأبي حنيفة وأصحابها)‪.‬‬
‫أن الشارع قدر ألهل الفروض‬ ‫[‪]1‬‬ ‫إن ما يبقى بعد‬ ‫[‪﴿ ]1‬وأولوا األرحام بعضهم‬
‫فروضهم فمن رد عليهم فقد‬ ‫الفروض مال ال مالك‬ ‫أولى ببعض في كتاب هللا﴾‬
‫أعطاهم أكثر مما فرضه الشارع‬ ‫له فيكون لعموم‬ ‫وأصحاب الفروض أخص‬
‫لهم‪.‬‬ ‫املسلمين وجهة توزيعه‬ ‫ذوي األرحام‪.‬‬
‫أن التقدير يدل على استحقاق‬ ‫‪‬‬ ‫بيت املال إن انتظم‬ ‫[‪« ]2‬تحوز املرأة ثالثة مواريث‪،‬‬
‫أصحابها لها‪ ،‬وال يمنع من‬ ‫فيدخل فيه‪ ،‬وإن لم‬ ‫لقيطها‪ ،‬وعتيقها‪ ،‬وولدها‬
‫الزيادة عليها‪.‬‬ ‫ينتظم لم يصل إلى‬ ‫الذي العنت عليه‪ .».‬الباقي‬
‫أن الزوجين ال يرد عليهما‬ ‫[‪]2‬‬ ‫مستحقه‪ ،‬وأقارب‬ ‫من ميراث ولدها املنفي‪ :‬لها‪،‬‬
‫فيقاس عليها سائر أصحاب‬ ‫املورث أحق به‪.‬‬ ‫وال سبيل إليه إال بالرد‪.‬‬
‫الفروض في عدم الرد‪.‬‬ ‫‪ ‬أن بيت املال‬ ‫[‪« ]3‬من ترك دينا فإلي‪ ،‬ومن‬
‫من العلماء من يرى الرد عليهما‬ ‫‪‬‬ ‫لسائر املسلمين‪،‬‬ ‫ترك ماال فهو لوارثه»‪.‬‬
‫كابن تيمية‪.‬‬ ‫وأصحاب‬ ‫والباقي داخل فيه إن لم‬
‫أن قياس غير الزوجين من‬ ‫‪‬‬ ‫الفروض داخلون‬ ‫يوجد عاصب‪ ،‬وال سبيل إال‬
‫أصحاب الفروض على الزوجين‬ ‫فيهم‪ ،‬فهم أولى‬ ‫بالرد‪.‬‬
‫قياس مع الفارق‪.‬‬ ‫من األجانب‪.‬‬ ‫(الراجح)‬
‫‪.‬‬
‫‪13‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫أال تستغرق الفروض املسألة ألنها إذا استغرقت لم يبق باقي وإذا فال رد‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬ ‫شروط الرد‬
‫عدم املعصب‪ ،‬ألنه إذا وجد العاصب أخذ الباقي وإذا فال رد‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬
‫أنه يرد على جميع أصحاب الفروض سوى الزوجين (جمهور القائلين بالرد)‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬ ‫فيمن يرد‬
‫‪ ‬الرد سببه القرابة‪ ،‬والزوجين ليسا من األقارب‪.‬‬ ‫عليه‬
‫أنه يرد على جميع أصحاب الفروض حتى الزوجين‪( ،‬ابن تيمية)‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬
‫‪ ‬إن الزوجين يدخل عليهما النقص بالعول فيجب أن تدخل عليهما الزيادة‬
‫بالرد‪.‬‬
‫‪ ‬أن دخول العول على الزوجين ال يوجب الرد عليهما‪ ،‬كما أن الغريم‬
‫يدخل عليه النقص إذا ازدحمت الديون في التركة‪ ،‬ولم يأخذ أكثر‬
‫إذا زادت التركة على الديون‪.‬‬
‫‪ ‬أن الغريم نصيبه محدد فال يستحق أكثر منه‪.‬‬
‫‪ ‬أن الزوجين فرضهما محدد كذلك فال يستحقان أكثر منه‪.‬‬
‫‪ ‬أن أصحاب الفروض األخرى فروضهم محددة فلم جاز الرد عليهم‪.‬‬
‫‪ ‬أن الرد ليس بسبب الفروض بل بسبب القرابة وهي غير موجودة في‬
‫الزوجين‪.‬‬
‫•‬
‫الراجح‪ :‬القول األول‪.‬‬
‫[‪ ]3‬أنه ال يرد على بنت ابن مع وجود بنت‪ ،‬وال على أخت ألب مع أخت شقيقة‪ ،‬وال‬ ‫مذهبان‬
‫على جدة مع ذي سهم (ابن مسعود)‪.‬‬ ‫آخران‬
‫[‪ ]4‬أنه ال يرد على أخ ألم مع أم وال على جدة مع ذي سهم‪.‬‬
‫• سبعة أصناف‪ :‬البنت فأكثر‪ ،‬بنت االبن فأكثر‪ ،‬األخت الشقيقة فأكثر‪ ،‬األم‪،‬‬ ‫أصناف أهل‬
‫األخت ألب فأكثر‪ ،‬الجدة فأكثر‪ ،‬ولد األم فأكثر ذكرا كان أو أنثى‪.‬‬ ‫الرد‬
‫• ال يجتمع في املسألة أكثر من ثالثة أصناف‪ ،‬ألنهم إذا زادوا عن ثالثة كانت‬ ‫عدد من‬
‫املسألة عادلة أو عائلة‪،‬‬ ‫يجتمع من‬
‫• وذلك أن فروض أهل الرد‪ :‬السدس ‪ -‬الثلث ‪ -‬النصف ‪ -‬الثلثان‪.‬‬ ‫أصناف أهل‬
‫‪ ‬والثلثان‪ :‬إذا اجتمع معها ثالثة فروض عالت املسألة مطلقا‪.‬‬ ‫الرد‬
‫‪ ‬والنصف‪ :‬إذا اجتمع معه ثالثة فروض عدلت املسألة إن كانت كلها‬
‫أسداسا وإن لم تكن كلها أسداسا عالت‪.‬‬
‫‪ ‬والثلث‪ :‬إذا كان معه ثالثة فروض عالت املسألة مطلقا‪ ،‬ألنه ال بد أن‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪14‬‬

‫يكون أحدها نصفا أو ثلثان‪ ،‬وذلك أنه ال يجتمع مع ثلث وال ثالثة‬
‫أسداس‪.‬‬
‫أصول مسائل أهل الرد‬
‫• إذا لم يكن مع أهل الرد أحد الزوجين‪:‬‬ ‫‪ -1‬إذا لم يكن‬
‫‪ ‬إن كانوا صنفا واحدا‪ :‬مسألتهم من عدد رؤوسهم‪.‬‬ ‫معهم أحد‬
‫‪ ‬وإن كانوا أكثر من صنف‪ :‬فأصول مسائلهم أربعة وهي‪.5 - 4 - 3 - 2 :‬‬ ‫الزوجين‪.‬‬
‫• األصل الذي تؤخذ منه مسائل أهل الرد هو أصل ستة (‪،)6‬‬
‫• ألن‪:‬‬
‫أصل ‪ :36 ،18‬ال بد من عاصب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أصل ‪ :4 ،8 ،12 ،24‬ال بد من أحد الزوجين‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أصل ‪ :3 ،2‬إما عادالن أو ناقصان‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫• توجيه آخر وهو‪ :‬أن جميع الفروض تخرج من أصل ستة‪ ،‬إال الربع والثمن‬
‫وهما ال يكونان لغير الزوجين والزوجان ليسا من أهل الرد‪.‬‬
‫• مسائل الزوجية في الرد‪ :‬اثنان ‪ -‬أربعة ‪ -‬ثمانية‪.‬‬ ‫‪ -2‬معهم أحد‬
‫‪ ‬ألن فرضهما إما النصف‪ ،‬أو الربع‪ ،‬أو الثمن‪ ،‬وهذه مخارجها‪.‬‬ ‫الزوجين‬
‫صفة العمل في مسائل الرد‬
‫إذا لم يكن مع أهله أحد الزوجين‬
‫[‪ ]1‬إذا كان املوجود من أهله شخصا واحدا‪ :‬أعطى املال كله فرضا وردا بال مسألة‪.‬‬
‫[‪ ]2‬إذا كان املوجود من أهله صنفا واحدا‪ :‬جعل لهم مسألة من عدد رؤوسهم كالعصبة‪.‬‬
‫‪ ‬مثال‪ :‬توفي عن‪ 3 :‬بنات ابن‪ :‬املسألة من ‪.3‬‬
‫[‪ ]3‬إذا كان املوجود منهم أكثر من صنف‪ :‬جعل لهم مسألة من أصل ستة وتخرج فروضهم كأنه ال رد‬
‫فيها ثم تجمع سهامهم وما يحصل يجعل مسألة للرد كالعول وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬
‫‪5/6‬‬ ‫‪4 = 2/ 6 ×2‬‬
‫‪ 3 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫شقيقة‬ ‫‪ 1 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫جدة‬
‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 2 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫أم‬ ‫‪ 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جدة‬
‫‪3‬‬
‫‪ 2‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬
‫‪15‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫‪12 = 4/6×3‬‬ ‫‪9 = 3/ 6 ×3‬‬


‫‪ 9‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫‪3 1‬‬ ‫بنت‬ ‫‪ 3 1 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫أم‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪ 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫جدة‬ ‫‪ 2‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫جدة‬ ‫• ‪ 2 2‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 1‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫جدة‬ ‫‪ 2‬فرضا وردا‪.‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪.‬‬
‫إذا كان مع أهله أحد الزوجين‬
‫[‪ ]1‬إذا كان الذي مع أحد الزوجين من أهل الرد شخصا أو صنفا‪ :‬أعطي أحد الزوجين فرضه من‬
‫مخرجه والباقي ألهل الرد وتصحح املسألة إن احتاجت إلى تصحيح‪ .‬مثال‪:‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪16 =4‬‬ ‫‪×4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪4‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫زوج‬ ‫(‪)1‬‬ ‫زوج‬ ‫(‪)1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬
‫ب ‪*3‬‬ ‫‪ 3‬شقائق‬ ‫‪3/12‬‬ ‫‪ 4‬بنات ب ‪*3‬‬ ‫ب ‪*1‬‬ ‫جدة‬ ‫بنت ب ‪*7‬‬
‫* = فرضا وردا‪.‬‬

‫[‪ ]2‬إذا كان املوجود مع أحد الزوجين أكثر من صنف‪ :‬عمل كما تقدم في الحالة الثالثة من‬
‫املناسخات‪.‬‬
‫‪ )1‬يجعل مسألة للزوجية من مخرج فرض أحد الزوجين‪ ،‬ويعطى فرضه منها والباقي ألهل‬
‫الرد‪ ،‬وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح وال يدخل أهل الرد في تصحيح مسألة الزوجية‪.‬‬
‫‪ )2‬يجعل مسألة ألهل الرد من أصل ستة كما تقدم‪ .‬وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح وال‬
‫تدخل الزوجات في تصحيح مسألة الرد‪.‬‬
‫‪ )3‬ينظر بين مسألة الرد وبين الباقي في مسألة الزوجية بعد فرض أحد الزوجين‪،‬‬
‫‪ ‬فإن انقسم الباقي على مسألة الرد‪ :‬صحت مسألة الرد من مسألة الزوجية‪ ،‬وكانت هي‬
‫الجامعة فينقل نصيب أحد الزوجين تحت الجامعة بال تغيير ويقسم الباقي على‬
‫مسألة الرد‪ ،‬وما يخرج فهو جزء السهم لها يضرب به نصيب كل وارث منها‪.‬‬
‫‪ ‬وإن باينها‪ :‬أثبتا جميعا‪ ،‬وإن وافقها‪ :‬أثبت وفقها‪.‬‬
‫‪ )4‬تضرب مسألة الزوجية باملثبت من مسألة الرد وما يحصل فهو الجامعة‪.‬‬
‫‪ )5‬يضرب نصيب أحد الزوجين بما ضربت به مسألته‪.‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪16‬‬

‫‪ )6‬يضرب نصيب كل واحد من أهل الرد باملثبت من الباقي في مسألة الزوجية بعد فرض أحد‬
‫الزوجين‪.‬‬
‫مثال انقسام الباقي على مسألة الرد‪:‬‬
‫‪8‬‬ ‫‪1/6 2× 3 /6‬‬ ‫=‪8‬‬ ‫‪4 ×2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3/3/6‬‬ ‫‪12 = 4‬‬ ‫‪×3‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1 1 1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫زوجة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫زوجة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫جدة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة‬
‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ب‬ ‫جدة‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2 1‬‬ ‫ب ‪9 3‬‬ ‫أم‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2 2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أخ ألم‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪3‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أخ ألم‬

‫أمثلة املوافقة‬
‫‪32‬‬ ‫‪4/8=2×4/6 4×8= 4 ×2‬‬ ‫‪12 3/9= 3× 3/6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪×3‬‬
‫‪4/8‬‬ ‫زوجتان ‪2 1 1‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫زوجة ‪1‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪18 6 3 1‬‬ ‫شقيقة ب ‪3/6 3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ب ‪1 1 1/3‬‬ ‫أم‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪3/6 2 1 1‬‬ ‫‪ 2‬أخت‬ ‫‪2/6‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪2 1‬‬ ‫‪ 3‬إخ‬
‫‪6‬‬ ‫ألب‬ ‫‪3‬‬ ‫ألم‬

‫أمثلة املباينة‬
‫‪64‬‬ ‫‪16= 4× 4/6‬‬ ‫‪4 × 16‬‬ ‫‪12 6= 3×2/6‬‬ ‫‪2 ×6‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫زوج‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫زوج‬
‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪36‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ب ‪3‬‬ ‫بنت‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫ب ‪1‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪6‬‬ ‫جدات‬
‫‪3/12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪ 4‬بنات‬ ‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1 1‬‬ ‫أخ ألم‬
‫‪6‬‬ ‫ابن‬ ‫‪6‬‬
‫‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪17‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫باب ميراث الحمل‬


‫تقريب الفرائض‬ ‫‪18‬‬

‫باب ميراث الحمل‬

‫باب ميراث الحمل‬


‫• الحمل‪ :‬بالفتح يطلق لغة على الولد في البطن‪ ،‬وعلى ثمرة الشجرة عليها‪.‬‬ ‫تعريفه‬
‫املراد به هنا‪ :‬جنين وجد في بطن أمه من زوجها الذي توفي عنها وهو يرث أو‬ ‫•‬
‫يحجب في جميع التقادير أو بعضها‪.‬‬
‫اإلجماع‪ :‬فإنه ال خالف في إرث الحمل إذا توفرت الشروط املعتبرة له‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬ ‫دليل إرث‬
‫ْ َ َ َّ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ود َو ِرث»‪.‬‬ ‫قوله ﷺ‪« :‬إذا استهل املول‬ ‫[‪]2‬‬ ‫الحمل‬
‫عموم أدلة املواريث‪،‬‬ ‫[‪]3‬‬
‫‪ ‬إن كان حمل زوجة أو حمل زوجة ابن فهو ولد‪ ،‬فيدخل في عموم‪:‬‬
‫ُ ُ َّ ُ َ َ ُ‬
‫َّللا ِفي أ ْوال ِدك ْم﴾ [النساء‪.]11 :‬‬ ‫وصيكم‬ ‫﴿ي ِ‬
‫ُ‬
‫‪ ‬وإن كان حمل أم أو حمل زوجة أب فهو أخ‪ ،‬فيدخل في عموم‪َ ﴿ :‬وإ ْن َك َ‬
‫ان‬ ‫ِ‬
‫س﴾‬ ‫ور ُث َك َال َلة َأو ْام َرَأ ٌة َو َل ُه َأ ٌخ َأ ْو ُأ ْخ ٌت َف ِل ُكل َو ِاح ٍد ِم ْن ُه َما ُّ‬
‫الس ُد ُ‬ ‫َر ُج ٌل ُي َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ََْ َ‬ ‫ُ‬ ‫[النساء‪َ ﴿ .]12 :‬ي ْس َت ْف ُت َون َك ُقل َّ ُ‬
‫َّللا ُي ْف ِتيك ْم ِفي الكالل ِة﴾ [النساء‪.]176 :‬‬ ‫ِ‬
‫‪ ‬وإن كان حمل زوجة جد من قبل األب أو حمل زوجة أخ أو زوجة ابن أخ‪،‬‬
‫أو حمل زوجة عم‪ ،‬أو حمل زوجة ابن عم دخل في عموم قوله ﷺ‪:‬‬
‫«ألحقوا الفرائض بأهلها‪ ،‬فما أبقت الفرائض فألولى رجل ذكر»‪.‬‬
‫‪ ‬وإن كان حمل معتقة أو حمل زوجة معتق دخل في عموم قوله ﷺ‪« :‬إنما‬
‫َ ُ َ َ‬
‫الء ِمل ْن أ ْع َت َق»‪.‬‬ ‫الو‬
‫تحقق وجوده في الرحم حين موت املورث ولو نطفة‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬ ‫شروط إرث‬
‫أن يولد حيا حياة مستقرة‪.‬‬ ‫[‪]2‬‬ ‫الحمل‬
‫• يتحقق الشرط األول بأحد أمرين‪:‬‬ ‫ما يتحقق به‬
‫[‪ ]1‬أن يولد حيا حياة مستقرة ألقل من ستة أشهر من حين موت املورث‪،‬‬ ‫كل شرط‬
‫مطلقا سواء كانت أمه فراشا أو غير فراش‪.‬‬
‫[‪ ]2‬أن يولد ألكثر مدة الحمل فأقل من حين موت املورث بشرط أال توطأ أمه‬
‫وال تكون فرشا ملن يطأ من زوج أو سيد من حين موت املورث إلى وضع‬
‫الحمل‪.‬‬
‫‪19‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫• ما يتحقق به الشرط الثاني‪ :‬بوجود ما يدل على الحياة كالصراخ والبكاء‬


‫والعطاس والرضاع والحركة الكثيرة والتنفس الكثير ونحو ذلك‪ ،‬لقوله ﷺ‪:‬‬
‫«إذا استهل املولود ورث» واالستهالل الصراخ أو الصوت املطلق وغير‬
‫االستهالل بمعناه‪.‬‬
‫[‪ ]1‬إذا رض ي الورثة بتأجيل القسمة‪ :‬كان تأجيل القسمة أولى خروجا من الخالف‬ ‫في قسمة‬
‫واحتياطا لنصيب الحمل وألن القسمة حق للورثة وقد رضوا بتأجيله‪.‬‬ ‫التركة قبل‬
‫[‪ ]2‬إذا طلب الورثة القسمة‪ :‬اختلفوا على قولين‪:‬‬ ‫وضع الحمل‬
‫‪ )1‬أنها ال تقسم ألنه ال يعلم نصيب كل وارث إال بعد وضع الحمل (املعتمد‬
‫عند املالكية)‪.‬‬
‫‪ )2‬أنها تقسم ويوقف املشكوك فيه إلى وضع الحمل (مذهب الحنابلة‬
‫والحنفية والراجح عند الشافعية)‪.‬‬
‫وهذا هو الراجح؛ ألن وقف جميع املال إلى وضع الحمل يضر الورثة‬
‫املوجودين وهم أولى بدفع الضرر عنهم‪ ... ،‬وألن تأخير القسمة يعرض‬
‫املال للتلف‪.‬‬
‫• للحمل ستة تقادير؛‬ ‫تقاديرالحمل‬
‫‪ ‬إما أن يولد ميتا وهذا ال يرث‪.‬‬
‫‪ ‬أو يولد حيا حياة مستقرة؛ إما أن يكون ذكرا‪ ،‬أو أنثى‪ ،‬أو ذكرين‪ ،‬أو‬
‫أنثيين‪ ،‬أو ذكرا وأنثى‪،‬‬
‫أما كونه أكثر من اثنين فنادر‪ ،‬والنادر ال حكم له فال يحتاج إلى تقدير‪.‬‬
‫للوارث مع الحمل ثالث حاالت‪:‬‬ ‫أحوال الوارث •‬
‫أال يختلف نصيبه في جميع التقادير‪ :‬يعطي نصيبه كامال ألن الحمل ال يؤثر‬ ‫[‪]1‬‬ ‫مع الحمل‬
‫عليه‪.‬‬
‫أن يسقط في بعض التقادير‪ :‬ال يعطي شيئا حتى يوضع الحمل الحتمال أن‬ ‫[‪]2‬‬
‫يولد من يسقطه‪.‬‬
‫أن ينقص في بعض التقادير‪ ،‬وال يسقط‪ :‬يعطى األقل الحتمال أن يولد من‬ ‫[‪]3‬‬
‫ينقصه‪.‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪20‬‬

‫ما يوقف من التركة إلى وضع الحمل‪:‬‬

‫أنه يوقف األحظ للحمل أنه يوقف االحظ للحمل من نصيب ذكر واحد أو أنه يوقف أالحظ للحمل‬
‫ُ‬
‫من نصيب ذكرين أو‬ ‫أنثى واحدة‪ ،‬ألن والدة الواحد هو الغالب‪ ،‬ويؤخذ‬ ‫من نصيب ذكرين أو‬
‫كفيل على من يصير املشكوك بيده الحتمال أن أنثيين‪ ،‬ألن الحمل باثنين‬ ‫أنثيين مع نصيب‬
‫كثير فيأخذ حكم‬ ‫يولد أكثر من واحد‬ ‫مشاركه إن كان له‬
‫الغالب‪ ،‬وال يوقف إال‬ ‫(الحنفية)‬ ‫مشارك‪ ،‬الحتمال أن‬
‫املقدر للحمل‪ ،‬وال يؤخذ‬ ‫يولد أكثر من أنثيين‬
‫كفيل (الحنابلة)‬ ‫(الشافعية)‬
‫هذا هو الراجح‪ ،‬ألن فيه‬ ‫نوقش‪:‬‬ ‫نوقش‪:‬‬
‫احتياطا للحمل‪ ،‬ودفعا‬ ‫‪ ‬أن والدة أكثر من واحد كثير فيأخذ حكم‬ ‫‪ ‬أن والدة أكثر من‬
‫للضرر عن الوارث‬ ‫الغالب‪.‬‬ ‫اثنين نادر‪ ،‬والنادر‬
‫‪ ‬أن االكتفاء بوقف نصيب واحد فيه إضرار املوجود‪.‬‬ ‫ال حكم له‪.‬‬
‫بالحمل ألنه إذا ولد أكثر تضرر الحمل‬ ‫‪ ‬أن وقف نصيب‬
‫بتفرق نصيبه بأيدي الورثة‪.‬‬ ‫مشارك الحمل فيه‬
‫أجيب‪ :‬بأن احتمال الضرر على الحمل فيما لو‬ ‫إضرار بالوارث‬
‫ولد أكثر من واحد مدفوع بأخذ الكفيل‪.‬‬ ‫املوجود‪ ،‬ألنه‬
‫‪ ‬بأن الكفيل قد يفلس أيضا أو يموت‬ ‫بحاجة إليه‪.‬‬
‫فيتعذر أخذ نصيب الحمل منه‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫[‪ ]1‬يجعل لكل تقدير مسألة وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬ ‫صفة العمل‬
‫[‪ ]2‬يوجد القاسم املشترك األصغر للمسائل كلها بطريق النسب األربع أو بقاعدة‬
‫إيجاد القاسم املشترك بين األعداد‪ ،‬وذلك هو الجامعة للمسائل‪.‬‬
‫[‪ ]3‬تقسم الجامعة على املسائل كلها‪ ،‬وما يخرج على كل مسألة فهو جزء سهمها‪.‬‬
‫[‪ ]4‬يضرب نصيب كل وارث من كل مسألة في جزء سهمها‪.‬‬
‫[‪ ]5‬يقارن بين نصيب كل وارث من كل مسألة ويعطى األنقص منها‪.‬‬
‫ومن ال يختلف نصيبه‪ :‬يعطاه كامال من إحدى املسائل‪ ،‬ويوقف الباقي إلى وضع‬
‫الحمل فإذا ولد أخذ نصيبه ورد الباقي إن كان على مستحقه‪ ،‬وإن استحق أكثر من‬
‫املوقوف‪ :‬رجع فيما يستحقه على من هو في يده‪.‬‬
‫املثال‪:‬‬
‫‪21‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫توفي شخص عن أم حامل من أب امليت وأخ شقيق‪.‬‬


‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪24 =4×6‬‬ ‫‪18 =3×6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪12 4 1‬‬ ‫‪6/1 12 3 1 6/1 24‬‬ ‫‪1 3/1‬‬ ‫أم‬
‫‪30 10 5‬‬ ‫‪ 48‬ب ‪ 20 5 5‬ب‬ ‫ب ‪2‬‬ ‫أخ شقيق‬
‫‪30 10‬‬ ‫‪40 10‬‬ ‫حمل‬
‫أنثيين‬ ‫ذكرين‬ ‫ميت‬

‫الجامعة‬ ‫‪12‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪72‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪12=2×6‬‬ ‫‪18=3×6‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪12 1 6/1 12‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1 6/1 12 3 1 6/1‬‬ ‫أم‬
‫‪20‬‬ ‫‪24 2‬‬ ‫‪ 30‬ب‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ 40 10 5‬ب ‪5‬‬ ‫ب‬ ‫أخ شقيق‬
‫‪36 3‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪20 5‬‬ ‫حمل‬
‫‪ 40‬موقوف‬ ‫أنثى وذكر‬ ‫ذكر‬ ‫أنثى‬
‫‪.‬‬
‫جعلنا لكل تقدير مسألة وصححنا ما احتاج منها إلى تصحيح‪.‬‬ ‫[‪]1‬‬
‫نظرنا بين املسائل فوجدنا (‪ )3‬مسألة تقدير الحمل ميتا‪ ،‬و(‪ )6‬مسألة تقديره بذكر وأنثى‪ ،‬و‬ ‫[‪]2‬‬
‫(‪ )12‬مسألة تقديره بذكر فقط داخلة في (‪ )24‬مسألة تقديره بأنثيين فاكتفينا باألكبر (‪،)24‬‬
‫ووجدنا (‪ )18‬مسألة تقديره بذكرين‪ ،‬ومسألة تقديره بأنثى فقط (‪ )18‬متماثلة فاكتفينا‬
‫بإحداهما (‪ ،)18‬ثم نظرنا بينها وبين (‪ )24‬فوجدنا بينها توافقا بالسدس‪ ،‬فضربنا وفق إحداهما‬
‫بكامل األخرى‪ ،‬فحصل (‪ )72‬وهي الجامعة‪.‬‬
‫قسمنا الجامعة على كل مسألة فكان الناتج على األولى (‪ )24‬وعلى الثانية والرابعة (‪ ،)4‬وعلى‬ ‫[‪]3‬‬
‫الثالثة (‪ )3‬وعلى الخامسة (‪ )6‬وعلى السادسة (‪.)12‬‬
‫ضربنا نصيب كل وارث في جزء السهم في كل مسألة‬ ‫[‪]4‬‬
‫‪ ‬فكان نصيب األم في مسألة تقدير الحمل ميتا (‪ ،)24‬وفي بقية املسائل (‪ )12‬فأعطيناها‬
‫األقل (‪.)12‬‬
‫‪ ‬وكان نصيب الشقيق من مسألة تقدير الحمل ميتا (‪ ،)48‬وفي مسألة تقديره ذكرين (‪،)20‬‬
‫وفي مسألة تقديره أنثيين (‪ ،)30‬وكذلك في مسألة تقديره بذكر فقط‪ ،‬وفي مسألة تقديره‬
‫أنثى فقط (‪ ،)40‬وفي مسألة تقديره بذكر وأنثى (‪ )24‬فأعطيناه األقل (‪ ،)20‬ووفقنا الباقي‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪22‬‬

‫(‪.)40‬‬
‫توزيع املوقوف‪:‬‬
‫‪ ‬إن ولد الحمل ميتا فلألم من املوقوف ‪ ۱۲‬تكملة الثلث والباقي لألخ‪،‬‬
‫‪ ‬وإن ولد ذكرين فاملوقوف له‪،‬‬
‫‪ ‬وإن ولد ذكرا أو أنثيين فلألخ منه (‪ ،)10‬والباقي للحمل‪،‬‬
‫‪ ‬وإن ولد أنثى فلألخ منه (‪ )20‬والباقي للحمل‪،‬‬
‫‪ ‬وإن ولد ذكرا وأنثى فلألخ من املوقوف (‪ )4‬والباقي للحمل‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪23‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫باب املفقود‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪24‬‬

‫باب املفقود‬

‫باب املفقود‬
‫• لغة‪ :‬ما يختفي بعد أن كان موجودا‪.‬‬ ‫تعريفه‬
‫• وفي اصطالح علماء املواريث‪ :‬اآلدمي الذي يختفي وينقطع خبره‪ ،‬فال يعلم له‬
‫حياة وال موت‪.‬‬
‫• للمفقود من حيث غلبة السالمة أو الهالك عليه حالتان‪:‬‬ ‫حاالت‬
‫[‪ ]1‬أن يغلب على سفره السالمة‪ ،‬كمن سافر لتجارة‪ ،‬أو نزهة أو طلب علم‪.‬‬ ‫املفقود‬
‫[‪ ]2‬أن يغلب عليه الهالك ‪ -‬كمن فقد من بين أهله أو في املعركة أو كان مع‬
‫جماعة في سفينة فغرق بعضهم وسلم البعض ولم يعلم من أي الفريقين‬
‫هو‪.‬‬
‫مدة انتظاراملفقود‬
‫• ال خالف بين الفقهاء‪ :‬أنه ال يحكم بموت املفقود حتى‪:‬‬
‫‪ ‬يعلم ذلك ببينة‪ ،‬أو يمض ي عليه مدة يغلب على الظن أنه ال يعيش أكثر منها‪.‬‬
‫• اختلفوا في تحديد املدة على مذهبين‪:‬‬
‫أنها تحدد‪،‬‬ ‫أنها ال تحدد بل يرجع في تحديدها إلى‬
‫(مذهب املالكية والحنفية والحنابلة)‬ ‫اجتهاد الحاكم (الشافعية في الصحيح‪،‬‬
‫وظاهر مذهب الحنفية‪ ،‬وأحمد في رواية)‪.‬‬
‫[‪ ]1‬املالكية‪ :‬ينتظر (‪ ،)70‬وقيل‪ )75( :‬وقيل‪ )80( :‬سنة بدون‬ ‫‪ ‬أن األصل حياة املفقود فال يحكم‬
‫تفريق بين الغالب‪ :‬السالمة أو الهالك‪.‬‬ ‫بوفاته بمجرد مرور مدة من غير‬
‫«أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين»‪.‬‬ ‫‪‬‬ ‫تحر أو اجتهاد‪.‬‬
‫‪ ‬أنه ليس نصا في أن األعمار ال تتجاوز السبعين‪،‬‬ ‫‪ ‬أن املدة التي يغلب على الظن أن‬
‫[‪ ]2‬الحنفية‪ :‬قيل‪ )60( :‬أو (‪ )70‬أو (‪ )90‬أو (‪ )100‬أو (‪ )120‬سنة‪.‬‬ ‫يعيشها املفقود تختلف باختالف‬
‫بال تفريق بين الغالب‪ :‬السالمة أو الهالك‪.‬‬ ‫األشخاص واألحوال واألزمنة‬
‫‪ ‬الدليل‪ :‬كاملالكية‪.‬‬ ‫واألمكنة‪.‬‬
‫[‪ ]3‬الحنابلة‪:‬‬ ‫‪ ‬أنه لم يرد الشرع بتحديد مدة‬
‫الغالب عليه الهالك‪ 4 :‬سنين‪،‬‬ ‫انتظار املفقود‪ ،‬واألصل عدم‬
‫‪ ‬أنها مدة يتكرر فيها تردد املسافرين والتجار‪،‬‬ ‫التحديد‪.‬‬
‫‪ ‬هذا يختلف باختالف األزمنة واألمكنة‪.‬‬ ‫(الراجح)‬
‫‪25‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫‪ ‬أن الصحابة ‪‬أجازوا اعتداد امرأة املفقود بعد أربع‬


‫سنين وحلها لألزواج بعد ذلك‪ ،‬فإذا جاز ذلك في النكاح‬
‫مع االحتياط لألبضاع ففي املال أولى‪.‬‬
‫‪ ‬هذا اجتهادهم في وقائع أعيان ولم يضربوا مدة محددة‬
‫لكل مفقود‪.‬‬
‫الغالب عليه السالمة‪ )90( :‬سنة منذ ولد ألن الغالب أنه ال‬
‫يعيش أكثر منها‪.‬‬

‫منشأ الخالف‪ :‬االختالف في املدة التي يغلب على الظن أن املفقود ال يعيش أكثر منها‪.‬‬
‫ويجاب‪ :‬بأن املدة التي يعيشها املفقود غالبا ال تنضبط‪.‬‬
‫[‪ ]1‬في مدة االنتظار‪ :‬يبقى موقوفا إلى أن تعلم حياته أو موته‪ ،‬ألن األصل حياته‪.‬‬ ‫حكم مال‬
‫[‪ ]2‬بعد مض ي مدة االنتظار‪ :‬حكم بموته وقسم ماله على ورثته األحياء حين‬ ‫املفقود‬
‫الحكم بموته دون من مات منهم قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬إن تبين بعد الحكم بموته أنه قد مات في مدة االنتظار‪ :‬فماله لورثته‬
‫املوجودين حين موته دون من مات منهم قبل ذلك أو وجد بعد موته‬
‫وقبل الحكم بذلك‪.‬‬
‫‪ ‬وإن جهل تاريخ موت املفقود‪ :‬كان حكمه مع من جهل سبق موته له من‬
‫ورثته وهو يرثهم لو سبقوه حكم الغرقى ونحوهم‪.‬‬
‫[‪ ]1‬إذا لم يكن له وارث غيره‪ :‬وقف ماله إلى أن يتبين أمر املفقود أو يحكم بموته‬ ‫حكم مال‬
‫ألنه ال يتضرر أحد بوقفه‪.‬‬ ‫مورث املفقود‬
‫[‪ ]2‬إذا كان له وارث مع املفقود‪ :‬وقف املشكوك فيه‪ ،‬وقسم الباقي على الورثة‪.‬‬ ‫في مدة‬
‫االنتظار‬
‫أحوال الوارث [‪ ]1‬الحالة األولى‪ :‬أال يؤثر املفقود عليه‪.‬‬
‫[‪ ]2‬الحالة الثانية‪ :‬أن يسقط باملفقود‪.‬‬ ‫مع املفقود‬
‫[‪ ]3‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يحجبه املفقود حجب نقصان‪.‬‬
‫• الحالة األولى‪ :‬أن الوارث مع املفقود يعطى نصيبه كامال بال خالف‪ ،‬ألن نصيبه‬ ‫ما يعامل به‬
‫ال يتغير بوجود املفقود أو عدمه‪.‬‬ ‫الوارث مع‬
‫• الحالة الثانية والثالثة‪ :‬اختلف العلماء فيهما‪:‬‬ ‫املفقود‬
‫[‪ ]1‬الجمهور‪ :‬أن الورثة يعاملون باألضر (الراجح)‪.‬‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪26‬‬

‫‪ ‬فمن يسقط باملفقود ال يعطى شيئا‪.‬‬


‫‪ ‬ومن يحجبه املفقود حجب نقصان يعطى األقل‪.‬‬
‫[‪ ]2‬الشافعية في وجه‪ :‬يعامل الورثة على أن املفقود ميت‪.‬‬
‫[‪ ]3‬الشافعية في وجه‪ ،‬والحنابلة في قول‪ :‬يعامل الورثة على أن املفقود حي‪.‬‬

‫حكم املوقوف • حكم ما يستحقه املفقود من املوقوف‪ :‬يختلف حكمه باختالف حاالت‬
‫املفقود من حيث اتضاح أمره أو عدم ذلك‪ ،‬وحاالته‪:‬‬ ‫من تركة‬
‫[‪ ]1‬أن يتضح أنه حي‪ :‬يعطى ما وقف له‪.‬‬ ‫مورث املفقود‬
‫[‪ ]2‬أن يتضح أنه قد مات قبل موت مورثه‪ :‬يرد ما وقف له على من يستحقه‬
‫من ورثة مورثه‪.‬‬
‫[‪ ]3‬أن يتضح أنه قد مات بعد موت مورثه‪ :‬يكون حكم املوقوف له حكم ماله‬
‫(لورثته األحياء حين موته أو حين الحكم بموته دون من مات منهم قبل‬
‫ذلك)‪.‬‬
‫[‪ ]4‬أال يتضح أمره‪ :‬يكون حكم املوقوف له كحكمه في الحالة الثالثة‪.‬‬
‫[‪ ]5‬أن يتضح أنه قد مات‪ ،‬ويجهل تقدم موته عن موت مورثه أو تأخره عنه‪:‬‬
‫حكم املوقوف له حكم ماله فيما إذا كان مورث املفقود يرث املفقود لو‬
‫مات املفقود قبله (كما في باب الغرقى)‪.‬‬
‫• حكم ما ال يستحقه املفقود من املوقوف‪ :‬للورثة أن يصطلحوا عليه‬
‫فيقتسموه‪ ،‬ألنه ال يخرج عنهم‪ ،‬فإن اختلفوا في اقتسامه وقف إلى أن يتبين‬
‫أمر املفقود أو يحكم بموته‪.‬‬ ‫إذا بان‬
‫إذا بان املفقود حيا بعد الحكم بموته‪ :‬رجع فيما يستحقه على من هو في يده‪.‬‬ ‫•‬ ‫املفقود حيا‬
‫يجعل مسألة يقدر فيها املفقود ميتا‪ ،‬ويعامل فيها الورثة على هذا التقدير‬ ‫[‪]1‬‬ ‫صفة العمل‬
‫وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬ ‫إذا كان‬
‫يجعل مسألة يقدر فيها املفقود ميتا‪ ،‬ويعامل فيها الورثة على هذا التقدير‬ ‫املفقود واحدا [‪]2‬‬
‫وتصحح إن احتاجت إلى تصحيح‪.‬‬
‫ينظر بين املسألتين بالنسب األربع وما يحصل فهو الجامعة‪.‬‬ ‫[‪]3‬‬
‫تقسم الجامعة على كل واحدة من املسألتين‪ ،‬وما يخرج فهو جزء سهمها‬ ‫[‪]4‬‬
‫يضربه نصيب من ُيعطى منها‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫تقريب الفرائض‬

‫[‪ ]5‬يضرب نصيب كل وارث في كل مسألة في جزء سهمها‪.‬‬


‫[‪ ]6‬يقارن بين نصيبي كل وارث في املسألتين‪ ،‬ويعطى األقل ويوقف الباقي إلى أن‬
‫يتضح أمر املفقود‪ ،‬أو يحكم بموته ثم يعطى ملستحقه‪.‬‬
‫املثال‪ :‬ما إذا كان األضر لجميع الورثة حياة املفقود‪.‬‬
‫هلك هالك عن أم‪ ،‬وأخ ألب موجود‪ ،‬وأخ ألب مفقود‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫‪1/12 = 2 ×6‬‬ ‫‪4/3‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2 2 1 1‬‬ ‫‪4 1 1‬‬ ‫أم‬
‫‪6‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪5‬‬ ‫ب ‪5 5 5‬‬ ‫ب ‪8 2‬‬ ‫أخ ألب موجود‬
‫‪5 5‬‬ ‫‪-‬‬ ‫أخ األب مفقود‬
‫‪ 5‬موقوف‬ ‫تقديره حيا‬ ‫تقديره ميتا‬

‫شرح‪:‬‬
‫[‪ ]1‬جعل مسألة قدر فيها املفقود ميتا أعطيت األم فيها الثلث‪ ،‬وأعطي األخ املوجود الباقي‪ ،‬ولم‬
‫تحتج إلى تصحيح‪.‬‬
‫[‪ ]2‬جعل مسألة قدر فيها املفقود حيا وأعطيت األم فيها السدس والباقي أعطي األخوين املوجود‬
‫واملفقود وصححت املسألة من اثني عشر‪.‬‬
‫[‪ ]3‬نظر بين املسألتين (‪ 3‬و‪ )12‬فوجد بينهما تداخل‪ ،‬فأخذت الكبرى (‪.)12‬‬
‫[‪ ]4‬قسمت الجامعة على االثني عشر فخرج عليها واحد (‪ ،)1 =12:12‬ثم قسمت على الثالثة فخرج‬
‫عليها أربعة (‪.)4 = 3 :12‬‬
‫[‪ ]5‬ضرب نصيب كل وارث من كل مسألة في جزء سهمها‪.‬‬
‫[‪ ]6‬قورن بين أنصباء الورثة في املسألتين‪ :‬فوجد أن نصيب األم (‪ )2‬في مسألة الحياة و(‪ )4‬في مسألة‬
‫الوفاة فأعطيت األقل (‪ ،)2‬ووجد نصيب األخ املوجود في مسألة املوت (‪ )8‬ومسألة الحياة (‪)5‬‬
‫فأعطي األقل منهما (‪ ،)5‬ووقف الباقي (‪.)5‬‬

‫توزيع املوقوف‪:‬‬
‫[‪ ]1‬إذا بان املفقود حيا فاملوقوف له‪.‬‬
‫[‪ ]2‬وإن بان ميتا قبل موت مورثه‪ :‬فلألم اثنان والباقي لألخ‪.‬‬
‫[‪ ]3‬وإن بان ميتا بعد موت مورثه أو حكم بموته حكما‪ :‬فاملوقوف لورثة املفقود حين موته أو حين‬
‫تقريب الفرائض‬ ‫‪28‬‬

‫الحكم بذلك‪.‬‬

‫‪‬‬

‫واهلل أعلم وصلى اهلل وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين‬

You might also like