أهمية جهاز تفتيش الشغل في القانون الجنائي للشغل

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫أمهية جهاز تفتيش الشغل‬

‫للشغل‬
‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺸﻐﻞ‬ ‫اجلنائي ﻓﻲ‬ ‫القانون‬
‫ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﺸﻐﻞ‬ ‫يف‬
‫ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﻬﺎﺯ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ذ‪ .‬املصطفى طايل‬
‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫دكتور يف احلقوق‬
‫ﺯﻛﺮﻳﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﻱ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫أستاذ زائر بجامعة املوىل إسامعيل بمكناس‬
‫ﻃﺎﻳﻞ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫إن احلامية الكاملة والفعالة ال يمكن أن تتحقق بمجرد سن القوانني وخلق الضوابط املنظمة لعالقات‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪ :‬يتطلب ذلك إنشاءﻧﻌﻢ‬
‫هيئات إدارية تكفل هلذه الضوابط القانونية الفعالية املطلوبة وذلك من خالل‬ ‫الشغل‪ ،‬بل‬
‫‪2016‬إصدارها ‪.‬‬
‫(((‬
‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬والتقيد هبا بعد‬
‫مدى تطبيقها‬ ‫مراقبة‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬

‫أهم هذه اهليئات اإلدارية املكلفة بضبط جرائم العمل وفق مسطرة خاصة‬ ‫أحد ‪57‬‬
‫جهاز تفتيش الشغل‪- 68‬‬‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫ويعد‬
‫نفسه‪ ،‬إذ يملك أعوان تفتيش الشغل سلطات واسعة عند القيام بمهامهم‬ ‫‪:MD‬قانون الشغل اجلنائي‬
‫‪806893‬‬ ‫تفرض متيز‬
‫ﺭﻗﻢ‬
‫ترشيع الشغل سواء أثناء ممارسة الوظيفة الرقابية أو التقنية (املطلب‬ ‫ملقتضيات‬
‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬املرتكبة خرقاﺑﺤﻮﺙ‬
‫ضبط اجلرائم‬‫يفﻧﻮﻉ‬
‫بمخالفة أحكام الشغل (املطلب الثاين)‪.‬‬
‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬أو عند إنجاز املحارض‪Arabic‬‬
‫األول)‬
‫والتقنية جلهاز تفتيش الشغل‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬الوظيفة الرقابية‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫املطلب األول‪:‬‬
‫ﻗﻮﺍﻋﺪ‬
‫الدور الرقايب والتقني ملتفشية الشغل‪،‬‬ ‫تفعيل‬
‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ‬ ‫الشغل عىل‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻞ‪،‬‬ ‫مدونةﻗﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥنصوص‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ‪،‬‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬املرشع املغريب من خالل‬
‫عمل‬
‫من الصعب حرص‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬من خالل حتديد اختصاصاهتا ونطاق سلطات األعوان العاملني هبا‪ ،‬بعد أن كان‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/806893‬‬ ‫وذلك‬
‫األعامل املتعلقة باملراقبة نظرا لكثرة النصوص املنظمة وتشعبها يف عدة ظهائر متفرقة‪.‬‬
‫وبذلك تتمثل هذه املراقبة يف زيارة أماكن العمل ليال أو هنارا أو القيام بالتحريات الرضورية داخلها‬
‫(الفقرة األوىل) إضافة إىل حق اإلطالع عىل الوثائق والسجالت املوجودة باملؤسسة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬حق مفتش الشغل يف مراقبة أماكن العمل‪.‬‬
‫أسس جهاز تفتيش الشغل ملهمة أساسية اهلدف منها مراقبة مدى التزام املشغلني باملقتضيات القانونية‬
‫املتعلقة بالشغل(((‪ ،‬وضبط املخالفات املرتكبة خالفا هلذه املقتضيات‪ ،‬ويف ذلك يتمتع مفتيش الشغل بمجموعة‬
‫من السلطات واحلقوق املخولة هلم قانونا‪ ،‬بموجب نصوص حمددة يف مدونة الشغل‪.‬‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫((( عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬املطبعة الوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2004‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫‪.129‬ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫ص‪:‬‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫‪(2) Chetteni (C) : Réflexions sur l’inspection du travail droit social 1976 p: 19 et s.‬‬
‫‪- Decoust (J): l’évolution du rôle de l’inspection du travail Dr. Soc 1946 p: 110 et s.‬‬

‫‪57‬‬
‫أمهية جهاز تفتيش الشغل‬
‫للشغل‬
‫ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬ ‫اجلنائيﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬
‫القانون ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚيفﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ‬
‫ذ‪ .‬املصطفى طايل‬ ‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫دكتور يف احلقوق‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫أستاذ زائر بجامعة املوىل إسامعيل بمكناس‬
‫ﻃﺎﻳﻞ‪ ،‬ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ‪ .(2016) .‬ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺟﻬﺎﺯ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ‬
‫ﻟﻠﺸﻐﻞ‪.‬ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕ ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙ‪ ،‬ﻉ‪، 57 - 11‬‬
‫‪ .68‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪806893/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫إن احلامية الكاملة والفعالة ال يمكن أن تتحقق بمجرد سن القوانني وخلق الضوابط املنظمة لعالقات‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲوذلك من خالل‬
‫الفعالية املطلوبة‬
‫القانونيةﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ‬
‫ﺍﻟﺸﻐﻞ ﻓﻲ‬‫الضوابط‬ ‫تكفل هلذه‬
‫ﺗﻔﺘﻴﺶ‬ ‫إداريةﺟﻬﺎﺯ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ‪.‬هيئات‬
‫"ﺃﻫﻤﻴﺔ‬ ‫يتطلب ذلك إنشاء‬
‫الشغل‪ ،‬بلﻃﺎﻳﻞ‪،‬‬
‫ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ‪ -‬ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻭﺃﺑﺤﺎﺙﻉ‪:(2016) 11‬‬ ‫إصدارها(((‪.‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ‬‫ﻣﻨﺸﻮﺭﺍﺕبعد‬
‫ﻟﻠﺸﻐﻞ‪".‬والتقيد هبا‬
‫مراقبة مدى تطبيقها‬
‫‪ .68 - 57‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪806893/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ويعد جهاز تفتيش الشغل أحد أهم هذه اهليئات اإلدارية املكلفة بضبط جرائم العمل وفق مسطرة خاصة‬
‫تفرض متيز قانون الشغل اجلنائي نفسه‪ ،‬إذ يملك أعوان تفتيش الشغل سلطات واسعة عند القيام بمهامهم‬
‫يف ضبط اجلرائم املرتكبة خرقا ملقتضيات ترشيع الشغل سواء أثناء ممارسة الوظيفة الرقابية أو التقنية (املطلب‬
‫األول) أو عند إنجاز املحارض بمخالفة أحكام الشغل (املطلب الثاين)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الوظيفة الرقابية والتقنية جلهاز تفتيش الشغل‪.‬‬
‫عمل املرشع املغريب من خالل نصوص مدونة الشغل عىل تفعيل الدور الرقايب والتقني ملتفشية الشغل‪،‬‬
‫وذلك من خالل حتديد اختصاصاهتا ونطاق سلطات األعوان العاملني هبا‪ ،‬بعد أن كان من الصعب حرص‬
‫األعامل املتعلقة باملراقبة نظرا لكثرة النصوص املنظمة وتشعبها يف عدة ظهائر متفرقة‪.‬‬
‫وبذلك تتمثل هذه املراقبة يف زيارة أماكن العمل ليال أو هنارا أو القيام بالتحريات الرضورية داخلها‬
‫(الفقرة األوىل) إضافة إىل حق اإلطالع عىل الوثائق والسجالت املوجودة باملؤسسة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬حق مفتش الشغل يف مراقبة أماكن العمل‪.‬‬
‫أسس جهاز تفتيش الشغل ملهمة أساسية اهلدف منها مراقبة مدى التزام املشغلني باملقتضيات القانونية‬
‫املتعلقة بالشغل(((‪ ،‬وضبط املخالفات املرتكبة خالفا هلذه املقتضيات‪ ،‬ويف ذلك يتمتع مفتيش الشغل بمجموعة‬
‫من السلطات واحلقوق املخولة هلم قانونا‪ ،‬بموجب نصوص حمددة يف مدونة الشغل‪.‬‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫((( عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬املطبعة الوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2004‬‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫‪.129‬ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫ص‪:‬‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫‪(2) Chetteni (C) : Réflexions sur l’inspection du travail droit social 1976 p: 19 et s.‬‬
‫‪- Decoust (J): l’évolution du rôle de l’inspection du travail Dr. Soc 1946 p: 110 et s.‬‬

‫‪57‬‬
‫أمهية جهاز تفتيش الشغل‬
‫يف القانون اجلنائي للشغل‬
‫ذ‪ .‬املصطفى طايل‬
‫دكتور يف احلقوق‬
‫أستاذ زائر بجامعة املوىل إسامعيل بمكناس‬

‫إن احلامية الكاملة والفعالة ال يمكن أن تتحقق بمجرد سن القوانني وخلق الضوابط املنظمة لعالقات‬
‫الشغل‪ ،‬بل يتطلب ذلك إنشاء هيئات إدارية تكفل هلذه الضوابط القانونية الفعالية املطلوبة وذلك من خالل‬
‫مراقبة مدى تطبيقها والتقيد هبا بعد إصدارها(((‪.‬‬
‫ويعد جهاز تفتيش الشغل أحد أهم هذه اهليئات اإلدارية املكلفة بضبط جرائم العمل وفق مسطرة خاصة‬
‫تفرض متيز قانون الشغل اجلنائي نفسه‪ ،‬إذ يملك أعوان تفتيش الشغل سلطات واسعة عند القيام بمهامهم‬
‫يف ضبط اجلرائم املرتكبة خرقا ملقتضيات ترشيع الشغل سواء أثناء ممارسة الوظيفة الرقابية أو التقنية (املطلب‬
‫األول) أو عند إنجاز املحارض بمخالفة أحكام الشغل (املطلب الثاين)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الوظيفة الرقابية والتقنية جلهاز تفتيش الشغل‪.‬‬
‫عمل املرشع املغريب من خالل نصوص مدونة الشغل عىل تفعيل الدور الرقايب والتقني ملتفشية الشغل‪،‬‬
‫وذلك من خالل حتديد اختصاصاهتا ونطاق سلطات األعوان العاملني هبا‪ ،‬بعد أن كان من الصعب حرص‬
‫األعامل املتعلقة باملراقبة نظرا لكثرة النصوص املنظمة وتشعبها يف عدة ظهائر متفرقة‪.‬‬
‫وبذلك تتمثل هذه املراقبة يف زيارة أماكن العمل ليال أو هنارا أو القيام بالتحريات الرضورية داخلها‬
‫(الفقرة األوىل) إضافة إىل حق اإلطالع عىل الوثائق والسجالت املوجودة باملؤسسة (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬حق مفتش الشغل يف مراقبة أماكن العمل‪.‬‬
‫أسس جهاز تفتيش الشغل ملهمة أساسية اهلدف منها مراقبة مدى التزام املشغلني باملقتضيات القانونية‬
‫املتعلقة بالشغل(((‪ ،‬وضبط املخالفات املرتكبة خالفا هلذه املقتضيات‪ ،‬ويف ذلك يتمتع مفتيش الشغل بمجموعة‬
‫من السلطات واحلقوق املخولة هلم قانونا‪ ،‬بموجب نصوص حمددة يف مدونة الشغل‪.‬‬

‫((( عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬املطبعة الوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،2004‬‬
‫ص‪.129 :‬‬
‫‪(2) Chetteni (C) : Réflexions sur l’inspection du travail droit social 1976 p: 19 et s.‬‬
‫‪- Decoust (J): l’évolution du rôle de l’inspection du travail Dr. Soc 1946 p: 110 et s.‬‬

‫‪57‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫وتتجسد أهم هذه السلطات املعرتف هبا ملفتيش الشغل يف احلق يف زيارة أماكن العمل‪ ،‬وذلك هبدف‬
‫ضبط األفعال املجرمة املرتكبة خرقا للقانون‪ ،‬والداخلة يف نطاق اختصاصهم بالكيفية ويف األوقات املحددة‬
‫قانونا(((‪.‬‬
‫وبقراءة الفصل ‪ 56‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ 1947‬املتعلق بسن ضابط اخلدمة والعمل يف امليدان التجاري و‬
‫الصناعي و املهن احلرة‪ ،‬والفصل ‪ 44‬من ظهري ‪ 24‬أبريل ‪ 1973‬املتعلق برشوط تشغيل املأجورين الفالحني‬
‫وأداء أجورهم‪ ،‬يتضح أن هذين الفصلني املعمول هبام يف إطار الترشيع االجتامعي امللغى يسمحان ملفتش‬
‫الشغل بإمكانية الدخول بكل حرية وبدون استئذان أو إذن مسبق‪ ،‬ويف أية ساعة كانت من الليل أو النهار إىل‬
‫كل مؤسسة مشمولة رصاحة برقابته‪ ،‬أي أماكن العمل التي يزاول هبا عمل مأجور وخيضع األجراء تبعا لذلك‬
‫ألحكام ترشيع الشغل‪.‬‬
‫كام يمكن أن يقترص الدخول هنارا فحسب إىل األماكن التي يغلب الظن أهنا واقعة حتت رقابته‪ ،‬وكذلك‬
‫مجيع األماكن التي يعمل فيها أجراء يشتغلون يف منازهلم واخلاضعني يف عالقتهم باملشغل لتبعية اقتصادية فقط‪.‬‬
‫أما بالنسبة ملدونة الشغل‪ ،‬ويف إطار تنظيمها لزيارة األماكن اخلاصة بالشغل مل تأت بجديد يذكر إذ تضمنت‬
‫مقتضيات مشاهبة(((‪.‬‬
‫فاملرشع املغريب((( عىل غرار القانون الفرنيس منح ملفتيش الشغل حق ولوج وبكل حرية ودون سابق‬
‫إعالم‪ ،‬سواء كان ذلك ليال أو هنارا‪ ،‬لكل مؤسسة أو مقاولة ختضع ملراقبة مفتشية الشغل‪ ،‬وهو تدبري يرمي‬
‫أصال إىل متكني األعوان املكلفني بالتفتيش من ضبط املخالفات املرتبطة بالشغل‪ ،‬ويمثل هذا التدبري ضامنة‬
‫أساسية لسلطة املراقبة التي يتمتع هبا هؤالء األعوان وذلك من خالل استحضار عاملني أوهلام ترشيعي‪،‬‬
‫يتمثل يف عدم تصور مراقبة تشغيل غري مرشوع للعامل خارج الساعات العادية للعمل مثال إذا مل يرخص‬
‫ملفتش الشغل بتفقد مؤسسات التشغيل خارج أوقات العمل العادية هلذه املؤسسات(((‪ ،‬وعامل آخر يتجىل‬
‫يف سهولة مراقبة احلالة التي تكون عليها اآلالت واملعدات وهي يف حالة سكون‪ ،‬مما يتعني مراقبتها خارج‬
‫أوقات العمل(((‪.‬‬
‫فاحلق يف الدخول إىل أماكن الشغل من لدن أعوان تفتيش الشغل يعد استتناء ملبدأ منع انتهاك امللكية‬

‫((( حممد الداكي‪ :‬تـأمالت يف نظام تفتيش الشغل جملة القرص‪ ،‬العدد السادس شتنرب ‪ ،2003‬ص‪.113 :‬‬
‫‪ -‬نفس املقتىض نص عليه القانون اليمني للعمل يف الفقرة األوىل من املادة ‪.126‬‬
‫((( املادة ‪ 533‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫((( نفس اليشء تضمنه أيضا املرشع املرصي يف املادة ‪ 233‬من قانون العمل املرصي‪ ،‬التي جاء فيها أن‪« :‬حيمل العامل الذي له صفة‬
‫الضبطية القضائية‪ ،‬بطاقة تثبت هذه الصفة‪ ،‬وله حق دخول مجيع أماكن العمل وتفتيشها للتحقق من تطبيق أحكام هذا القانون‬
‫والقرارات املنفذة له‪»...‬‬
‫((( سمرية كمييل‪ :‬القانون اجلنائي للشغل‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق شعبة القانون اخلاص‪ ،‬جامعة احلسن الثاين‪ ،‬كلية‬
‫احلقوق الدار البيضاء‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،.2001-2000‬ص‪.304 :‬‬
‫((( يوسف رزق‪ :‬تفتيش الشغل باملغرب مهمة املراقبة ودور املصاحلة‪ ،‬بحث لنيل دبلوم السلك العايل‪ ،‬املدرسة الوطنية لإلدارة‬
‫الرباط‪ ،1995 ،‬ص‪.79 :‬‬

‫‪58‬‬
‫�أهمية جهاز تفتي�ش ال�شغل فـي القانون اجلنائي لل�شغل‬

‫اخلاصة(((‪ ،‬يامرس طبقا لرشوط وضوابط حيددها القانون خصوصا فيام يتعلق باحرتام حرمة املسكن واحلياة‬
‫اخلاصة(((‪ ،‬ومن ذلك ما نصت عليه الفقرة الثانية من املادة ‪ 533‬م‪.‬ش حيث ربطت دخول األعوان املكلفني‬
‫بتفتيش الشغل ملراقبة عمل ينجز يف حمل مسكون بإذن صاحبه‪ ،‬متى تعلق األمر بمؤسسة هي يف نفس الوقت‬
‫مقر للسكنى‪.‬‬
‫فالدخول إىل أماكن العمل املنزيل يتطلب حتام توفر رشط عامل املنازل(‪ ،((1‬وليس خدم املنازل‪ ،‬حيث أن‬
‫هذه الفئة األخرية مقصية من اخلضوع لترشيع الشغل(‪ ،((1‬كام كرس ذلك قضاء(‪.((1‬‬
‫وقد ذهب القضاء الفرنيس إىل أن حق زيارة أماكن العمل املخول قانونا ملفتيش الشغل‪ ،‬واملتوقف عىل إذن‬
‫صاحب املنزل قارص عىل اجلزء املخصص للسكن داخل املؤسسة‪ ،‬ومن ثم فإن أجزاء الفندق الذي يقوم فيه‬
‫األجراء باملهام املوكولة إليهم‪ ،‬وتلك املفتوحة يف وجه الزبناء‪ ،‬أو املعتربة كأماكن خاصة للعمل ال يشرتط فيها‬
‫اإلذن املسبق من أصحاهبا‪ ،‬رغم أن الفندق حيتوي عىل جزء متعلق بسكن النزالء به(‪.((1‬‬
‫فقيام أعوان الشغل بزيارة أماكن العمل تتطلب منهم إشعار املشغل(‪ ((1‬بيوم وساعة الزيارة املقررة‪ ،‬حيث‬
‫أن هذا اإلشعار يضمن حضور رب العمل باملؤسسة إىل جانب املسريين وممثيل األجراء الذين يعترب حضورهم‬
‫مهام لقيام مفتش الشغل بمهامه‪ ،‬خاصة ما يتعلق باإلطالع عىل وثائق املؤسسة‪ .‬والتي قد يكون من الصعب‬
‫عليه احلصول عليها يف غياب املشغل(‪.((1‬‬
‫غري أن إعالم املشغل بالزيارة املرتقبة خيضع لتقدير مفتش الشغل حيث يمكنه التغايض عنه متى تبني أن يف‬

‫((( الفصل ‪ 441‬من القانون اجلنائي املغريب‪.‬‬


‫‪(9) Gaudmet (Y): les limites des pouvoirs des inspecteurs du travail, Droit Social 1984 p: 452 et s.‬‬
‫(‪ ((1‬املادة ‪ 2‬من مدونة الشغل‪ ،‬والفصل ‪ 3‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ 1947‬امللغى‪.‬‬
‫(‪ ((1‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 4‬من مدونة الشغل التي تنص عىل أنه‪« :‬حيدد قانون خاص رشوط التشغيل والشغل املتعلقة بخدم‬
‫البيوت الذين تربطهم عالقة شغل بصاحب البيت»‪.‬‬
‫(‪ ((1‬من األحكام والقرارات القضائية التي كرست عدم خضوع خدم البيوت لقانون الشغل‪.‬‬
‫‪ -‬قرر املجلس األعىل رقم ‪ 34‬غرفة اجتامعية بتاريخ ‪ ،1986/02/10‬أورده حممد سعيد جرندي‪ ،‬الطرد التعسفي لألجري بني‬
‫الترشيع والقضاء باملغرب دون ذكر املطبعة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2002‬ص‪.268 :‬‬
‫‪ -‬حكم ابتدائية البيضاء رقم ‪ 648‬بتاريخ ‪ 31‬دجنرب ‪ ،1986‬أوردته أستاذتنا دنيا مباركة‪ :‬الوضعية القانونية خلادمات املنازل يف‬
‫الترشيع االجتامعي املغريب‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانون العدد الثاين دجنرب ‪ ،2000‬ص‪.48 :‬‬
‫‪ -‬حكم ابتدائية وجدة‪ ،‬ملف مدين عدد ‪ 48/89‬بتاريخ ‪ ،1989/06/21‬أستاذتنا دنيا مباركة مرجع سابق‪ ،‬ص‪.49 :‬‬
‫‪(13) crim 19 mars 1985 Bull. Crim N°153 cité par Fortise (E) et cocuret (A): droit pénal du travail ed‬‬
‫‪Litec 1998 p:26.‬‬
‫(‪ ((1‬قد يتخلف املشغل عن احلضور وقت الزيارة لعلمه املسبق أن مفتش الشغل ال يمكنه إرغامه عىل احلضور مما يؤدي إىل إبقاء‬
‫العديد من املؤسسات خارج نظام التفتيش وخاصة الكربى منها‪.‬‬
‫‪ -‬حممد الرشقاين‪ :‬املالحظات واالقرتاحات املطروحة بشأن إصالح نظام تفتيش مؤسسات الشغل‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد‬
‫والقانون املقارن‪ ،‬عدد ‪ 22‬لسنة ‪ ،1994‬ص‪.105 :‬‬
‫(‪ ((1‬غري أن غياب املشغل ال يكون مانعا من الدخول إىل أماكن العمل املعنية باملراقبة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫إشعار املشغل رضرا عىل عملية املراقبة(‪ ((1‬نفسها من حيث إمكانية إخفاء معامل بعض املخالفات(‪ ،((1‬أو القيام‬
‫بإجراءات من شأهنا أن تعرقل مهمة التفتيش(‪.((1‬‬
‫ونشري إىل أنه ال يمكن للمشغل أن يترضع بأسباب تتعلق برس الصنع أو أرسار العمل ملنع أعوان مفتيش‬
‫الشغل من القيام بمهامهم‪ ،‬ذلك أن األعوان نفسهم ملزمون مبدئيا بكتامن األرسار التي اطلعوا عليها بمناسبة‬
‫قيامهم بمهامهم(‪ ((1‬وإال تعرضوا للعقوبة املقررة يف الفصل ‪ 446‬من القانون اجلنائي املغريب‪.‬‬
‫أما بخصوص احلق يف التحري(‪ ((2‬داخل أماكن العمل‪ ،‬فيعترب مكمال للحق يف زيارهتا املخول قانونا‬
‫ألعوان تفتيش الشغل ويتمثل هذا احلق بصفة أساسية يف القيام بعمليات املراقبة ملختلف أماكن وجتهيزات‬
‫العمل واآلالت‪ ،‬كام له احلق يف توجيه أسئلة إىل كل من العامل وأرباب العمل‪ ،‬أو من يتوىل اإلدارة والتسيري‬
‫نيابة عن املشغل حول األمور التي يود مفتش الشغل التعرف أو التأكد من وجودها أو عدمه‪ ،‬كام يف حالة‬
‫التحقيق يف حادثة شغل وقعت داخل املؤسسة‪ ،‬حيث له االستفسار حول كل ما يتعلق بالظروف املحيطة‬
‫بوقوع احلادثة(‪.((2‬‬
‫وبصفة عامة التأكد من أن األحكام القانونية والتنظيمية مطبقة فعال(‪ ((2‬وعىل وجه سليم‪ ،‬إما بصفة‬
‫شخصية أو االستعانة بخرباء يف املجاالت العلمية والتقنية‪ ،‬سواء تم ذلك بحضور الشهود أو بدوهنم(‪.((2‬‬
‫كام يشمل احلق يف التحري داخل أماكن العمل‪ ،‬السامح ملفتش الشغل يف إطار املهام املوكولة إليه بأخد‬
‫عينات من املواد األولية‪ ،‬ومن املواد الذي يستعملها العامل‪ ،‬أو يعاجلوهنا باأليدي قصد إجراء التحليالت‬
‫الالزمة عليها من أجل الوقوف عىل مدى تأثريها من عدمه عىل صحة وسالمة األجراء(‪.((2‬‬
‫ولإلشارة فإن املعلومات املستقاة سواء من األجري أو املشغل أو غريه من خالل عمليات التحري والبحث‬
‫التي قام هبا أعوان تفتيش الشغل‪ ،‬يمكن أن تنتج عنها املساءلة اجلنائية يف حالة ثبوت أن ما تم الترصيح به‪ ،‬أو ما‬
‫تم تقديمه من معلومات ذو طبيعة مزيفة‪ ،‬إذ يمكن تكييفها كعرقلة لعمل مفتيش الشغل عند قيامهم بمهامهم(‪.((2‬‬

‫(‪ ((1‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 534‬من مدونة الشغل‪.‬‬


‫(‪ ((1‬وهذا ما ذهب إليه القضاء التونيس يف قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 2784‬مؤرخ يف ‪ 12‬فرباير ‪ ،1979‬حيث قىض عىل أنه‪« :‬جيوز‬
‫ملتفقد الشغل عدم إعالم املؤاجر [أو] نائبه بمقدمه إذا رأى أن اإلعالم يرض بنجاعة مفعول التفقد‪ ،‬وهو غري ملزم ببيان سبب‬
‫عدم اإلعالم»‪ .‬أورده حممد اهلادي بن عبد اهلل‪ ،‬القانون اجلزائي للشغل‪ ،‬دار إسهامات يف أدبيات املؤسسة الطبعة ‪،2001‬‬
‫ص‪.174:‬‬
‫(‪ ((1‬سمرية كمييل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.306 :‬‬
‫(‪ ((1‬الفقرة الرابعة من املادة ‪ 531‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((2‬كان هذا احلق منصوصا عليه يف الفصل ‪ 56‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ 1947‬املتعلق بسن ضابط اخلدمة والعمل‪.‬‬
‫(‪ ((2‬حممد ايبوزير‪ :‬مفتشية الشغل باملغرب‪ ،‬بحث لنيل دبلوم السلك العايل للمدرسة الوطنية لإلدارة ‪ ،1981‬ص‪.78 :‬‬
‫(‪ ((2‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.143 :‬‬
‫(‪ ((2‬حممد الكشبور‪ :‬نظام تفتيش الشغل الواقع احلايل وآفاق املستقبل‪ ،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬الطبعة األوىل ‪،1997‬‬
‫ص‪.40:‬‬
‫(‪ ((2‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 535‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((2‬سمرية كمييل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.307 :‬‬

‫‪60‬‬
‫�أهمية جهاز تفتي�ش ال�شغل فـي القانون اجلنائي لل�شغل‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬حق مفتش الشغل يف مراقبة وثائق املؤسسة‬


‫فاملقصود هبذا احلق‪ ،‬أن ألعوان تفتيش الشغل يف إطار الزيارات التي يقومون هبا للمؤسسات اخلاضعة‬
‫للتفتيش‪ ،‬أن يطلعوا عىل مجيع الوثائق التي أوجب قانون الشغل مسكها داخل هذه املؤسسات حيث نص‬
‫الترشيع االجتامعي امللغى‪ ،‬عىل الدفرت اخلاص باألحداث املنصوص عليه طبقا للفصلني ‪ 46‬و ‪ 47‬من ظهري ‪2‬‬
‫يوليوز ‪ .1947‬إىل جانب السجالت املنصوص عليها يف الفصول من ‪ 48‬إىل ‪50‬من نفس الظهري‪ ،‬وكذلك الدفرت‬
‫اخلاص بنظام التكوين املهني املتبع من طرف املشغل(‪.((2‬‬
‫أما مدونة الشغل فقد نصت هي األخرى عىل حق مفتش الشغل يف اإلطالع عىل مجيع الدفاتر‪ ،‬والسجالت‪،‬‬
‫والوثائق التي فرض الترشيع اخلاص بالشغل مسكها من أجل التحقق من مدى موافقتها لألحكام القانونية‪،‬‬
‫كام له احلق يف استنساخ وأخذ ملخصات من كل ما تم اإلطالع عليه(‪.((2‬‬
‫فهذا احلق املمنوح ملفتش الشغل دعمه قانون الشغل اجلنائي بمقتىض زجري يف حالة خمالفة املشغل‬
‫لاللتزام املفروض عليه بتقديم مجيع الوثائق عند طلب اإلطالع عليها من طرف أعوان تفتيش الشغل‪ .‬كام حيتم‬
‫عليه اختاذ مجيع التدابري املمكنة من أجل تقديمها ولو يف غيابه(‪.((2‬‬
‫ولإلشارة فإن سلطة أعوان تفتيش الشغل يف اإلطالع عىل خمتلف وثائق املؤسسة مقيدة بام هو مسطر قانونا‬
‫االطالع عليه أي الدفاتر والسجالت املنصوص عليها طبقا ملقتضيات ترشيع الشغل‪ .‬وبإمكان رئيس املؤسسة‬
‫احلق يف رفض االستجابة لطلب مفتش الشغل باإلطالع دون اعتبار رفضه هذا عرقلة ملهام مفتش الشغل‪،‬‬
‫إذا جتاوز طلبه حدود اختصاصاته الرقابية املحددة له‪ ،‬كام لو طلب اإلطالع عىل سجالت املحاسبة اخلاصة‬
‫باملقاولة أو الوثائق اخلاصة بالتقدير املهني ألجراء املؤسسة(‪.((2‬‬
‫وحسب ما ذهب إليه االجتهاد القضائي الفرنيس‪ ،‬فإن طلب اإلطالع عىل الوثائق و السجالت اخلاصة‬
‫باملؤسسة ليس من الرضوري أن يتخذ شكل طلب كتايب موجه إىل املشغل‪ ،‬بل يكفي أن يقدمه مفتش الشغل‬
‫شفويا ليستجاب لطلبه يف احلال‪ ،‬ودون تأجيل بغض النظر عن حضور رئيس املؤسسة من عدمه(‪.((3‬‬
‫إن عرقلة حق مفتش الشغل يف اإلطالع عىل الوثائق تبقى واردة‪ ،‬وهذا ما يمكن استخالصه من قرار‬
‫حمكمة النقض الفرنسية الذي قىض برضورة معاملة املشغل ملفتش الشغل بحسن نية وإخالص(‪ .((3‬فهذا‬
‫االلتزام امللقى عىل عاتق املشغل ذو معنى واسع وشامل‪ ،‬إذ جلأ القضاء الفرنيس إىل متابعة املشغل لسوء نيته‬
‫وهو ما مل جيرم أو يعاقب بنص قانوين مما يستدعي القول إىل أن القضاء ال هتمه الوسيلة التي حتقق استقرار‬

‫(‪ ((2‬ظهري ‪ 16‬أبريل ‪ 1960‬املتعلق بالتكوين املهني للعامل والذي تم تتميمه وتغيريه بظهري ‪ 27‬مارس ‪.1995‬‬
‫(‪ ((2‬املادة ‪ 533‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((2‬يعاقب مرتكب هذه املخالفة بغرامة ترتاوح ما بني ‪ 000.25‬درهم إىل ‪ 000.30‬درهم‪ ،‬وتضاعف يف حالة العود‪ ،‬كام نصت‬
‫عىل ذلك املادة ‪ 546‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((2‬سمرية كمييل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.308 :‬‬
‫‪(30) cass crim 13 novembre 1985 bull. crim N° 905.‬‬
‫‪cité par Samira Kamili Op. Cit p: 308‬‬
‫‪(31) cass crim 26 novembre 1980 bull crim N°322 cité par Gaudmet (Y) Op. les limites des pouvoirs‬‬
‫‪des inspecteurs du travail, Droit. Social 1988;P: 454.‬‬

‫‪61‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫الشغل‪ ،‬بل املهم هو حتقيق ذلك االستقرار ولو باعتامد أسس وقواعد غري جنائية ألجل جتريم بعض األفعال‬
‫املرتبطة بالشغل(‪.((3‬‬
‫إن جريمة عرقلة عمل أعوان تفتيش الشغل ال تقوم عىل خطأ غري عمدي‪ ،‬بل إهنا تقوم عىل توفر القصد‬
‫اجلنائي(‪ ،((3‬مما يستدعي طرح التساؤل حول ما إذا كان يتعلق األمر بالقصد اجلنائي العام أم أن األمر يتطلب‬
‫رضورة توافر القصد اجلنائي اخلاص؟‬
‫مل يستقر القضاء الفرنيس عىل رأي موحد حيث اجته إىل عدم االعتداد بالدافع املثار من طرف املتهم بعرقلة‬
‫مهام مفتيش الشغل طاملا الفعل الذي قام به كاف لتحقيق العنرص العمدي للجريمة (القصد اجلنائي العام) من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى قرر بأن تواجد مفتش الشغل بصفة إرادية يف وضع يستحيل معه ممارسة سلطة الرقابة‬
‫غري كاف لقيام القصد اجلنائي للجريمة‪ ،‬إضافة إىل أن عرقلة مهمة تفتيش الشغل تتمثل يف عمل اجيايب‪ ،‬اهلدف‬
‫منه خداع مفتش وجتنيبه القيام بدور املراقبة مما يفيد أن القضاء الفرنيس اجته إىل رضورة توفر قصد جنائي‬
‫خاص لدى مرتكب املخالفة(‪.((3‬‬
‫والرأي فيام أعتقد‪ ،‬أن توافر القصد اجلنائي اخلاص رضوري للقول بقيام جريمة عرقلة عمل مفتيش‬
‫الشغل وفقا لالعتبارات والعلل التي أوردها القضاء الفرنيس‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬املحارض اخلاصة بضبط اجلرائم املتعلقة بالشغل‬
‫إن حرص قانون الشغل اجلنائي عند تنظيمه ملختلف املقتضيات الزجرية عىل استقرار عالقات الشغل‪،‬‬
‫جعل حترير حمرض ضبط اجلرائم املخالفة ألحكامه‪ ،‬يسبقه مبدئيا اإلنذار القبيل حيث يعمد من خالله أعوان‬
‫تفتيش الشغل إىل تنبيه املشغل باختاذ التدابري الالزمة لوضع حد للمخالفة التي تم ضبطها كإجراء أويل‪ ،‬قبل‬
‫اللجوء إىل إنجاز حمارض املخالفة وحتويلها إىل القضاء (الفقرة األوىل)‪ ،‬وإن كانت فعالية هذه املحارض املنجزة‬
‫من طرف مفتيش الشغل تبقى حمط تساؤل (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬انجاز املحارض اخلاصة بمخالفات أحكام قانون الشغل‪.‬‬
‫إن إنجاز حمارض بمخالفات مقتضيات قانون الشغل تتوقف عىل اإلنذار القبيل باملخالفة يوجهه األعوان‬
‫املكلفون بتفتيش الشغل‪ ،‬ويتخذ هذا اإلنذار يف إطار القانون اجلنائي العام شكل استجواب كتايب جيريه أحد‬
‫ضباط الرشطة القضائية(‪ ((3‬بناء عىل طلب قانوين هيدف إىل إبالغ الشخص املعني برضورة قيامه بام طلب منه‬
‫داخل زمن حمدد قانونا وإال تعرض للمتابعة اجلنائية(‪.((3‬‬

‫(‪ ((3‬سمرية كمييل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.309 :‬‬


‫(‪ ((3‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.321 :‬‬
‫‪(34) Fortise (E) et cocuret (A) Op. Cit p: 57.‬‬
‫(‪ ((3‬مثال الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 481‬من القانون اجلنائي العام‪.‬‬
‫‪(36) Hamdouchi (M): l’action public ed Remald 1997 p: 25.‬‬

‫‪62‬‬
‫�أهمية جهاز تفتي�ش ال�شغل فـي القانون اجلنائي لل�شغل‬

‫وقد عرفه أحد(‪ ((3‬الفقهاء الفرنسيني بأنه اإلنذار السابق عىل حترير املحرض يمنح لرب العمل مدة حمددة‬
‫من أجل تسوية وضعية غري قانونية‪.‬‬
‫ويبدو أن اإلنذار القبيل وسيلة إلشعار املخالف ألحكام القانون برضورة االلتزام هبا وإال تعرض‬
‫للمسؤولية اجلنائية‪ .‬فعندما يضبط مفتش الشغل إحدى اجلرائم املرتكبة خرقا ملقتضيات مدونة الشغل‪ ،‬عند‬
‫ممارسته للمهام املوكولة إليه يف نطاق اختصاصه الرتايب‪ ،‬فإنه يعمد كمرحلة ابتدائية إىل إشعار رئيس املؤسسة‬
‫بنوع املخالفة مع تنبيهه إىل اختاذ التدابري الكفيلة بوقفها سواء عن طريق تضمني هذا التنبيه بالسجالت املفروض‬
‫عىل املشغل مسكها(‪ ((3‬أو عن طريق توجيه رسالة للمشغل‪ .‬‬
‫فاجتاه املرشع إىل رضورة إنذار املشغل قبل حترير املحرض بانتهاكات أحكام الشغل تنطوي عىل سياسة‬
‫ترشيعية هدفها الدفع باملشغل إىل احرتام مقتضيات ترشيع الشغل أكثر مما ترمي إىل معاقبته(‪.((3‬‬
‫«فمؤسسة اإلنذار هي وسيلة لتليني القاعدة اجلنائية»(‪ ((4‬خصوصا وأن رؤساء املقاوالت غالبا ما يعمدون‬
‫إىل خرق املقتضيات املنظمة لترشيع الشغل أكثر مما يتجهون إىل احرتامها أمام احلجم الكبري لاللتزامات‬
‫املفروضة عليهم باملقارنة بضعف اجلزاءات اجلنائية(‪.((4‬‬
‫ولذلك يفضل املشغلني أداء الغرامات املحكوم هبا عوض دفع املبالغ املالية نتيجة تطبيق أحكام قانون‬
‫الشغل من ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإنه يف حالة ضبط املخالفة وحترير حمرض بشأهنا وإحالته عىل القضاء‬
‫وصدور احلكم بذلك يتطلب وقتا ليس باهلني(‪.((4‬‬

‫‪(37) Jean Luck Koehl Droit de l’entreprise et droit du travail et droit social, France Ellippes, avril 1994‬‬
‫‪p: 48‬‬
‫‪ -‬أوردته أزهور هيباوي‪ :‬قانون الشغل اجلنائي عالقات الشغل الفردية نموذجا‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا املعمقة‬
‫يف القانون اخلاص‪ .‬وحدة التكوين والبحث يف قانون العقود والعقار كلية احلقوق جامعة حممد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة اجلامعية‬
‫‪ ،2007-2006‬ص‪.109 :‬‬
‫(‪ ((3‬تضمنت الفقرة األوىل من املادة ‪ 536‬رضورة فتح سجل من لدن املشغل خيصص لتضمني مالحظات وتنبيهات العون املكلف‬
‫بتفتيش الشغل‪.‬‬
‫‪(39) Durand et Jaussand: Traité de droit de travail Tome 1 ed Dalloz 1947 p: 364, cite par Samira‬‬
‫‪Kamili op.cit p: 317.‬‬
‫‪ -‬رشيدة أحفوظ‪ :‬محاية املترضر من حادثة الشغل من ظهري ‪ 1963‬وقانون ‪ ،18/01‬املطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ ،2002‬ص‪.359 :‬‬
‫‪(40) Chetteni (C):Bref propos sur les modalités d’intervention de l’inspection du travail Droit Social‬‬
‫‪1984 p: 469.‬‬
‫(‪ ((4‬أمجع الفقه املهتم باملادة االجتامعية عىل هزالة اجلزاءات اجلنائية يراجع‪:‬‬
‫‪ -‬أستاذتنا دنيا مباركة‪ :‬الوضع احلقوقي للمرأة العاملة‪ ،‬كريس اليونسكو « املرأة وحقوقها» النساء ودولة احلق والقانون بدون‬
‫ذكر العدد ‪ ،2004‬ص‪.95 :‬‬
‫‪ -‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬مفتشية الشغل بني جسامة املسؤوليات وحمدودية اإلمكانيات‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانون املقارن‬
‫عدد ‪ 22‬سنة ‪ ،1994‬ص‪ 219 :‬وما يليها‪.‬‬
‫‪ -‬إدريس فجر‪ :‬مفتشية الشغل االختصاصات والفعالية‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد والقانون املقارن‪ ،‬عدد ‪ ،22‬سنة ‪ ،1994‬ص‪:‬‬
‫‪ 17‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ ((4‬حممد الرشقاين‪ :‬املالحظات واالقرتاحات املطروحة بشأن إصالح نظام تفتيش مؤسسات الشغل‪ ،‬املجلة املغربية لالقتصاد‬

‫‪63‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫فإتباع مسطرة اإلنذار القبيل(‪ ((4‬ليس أمرا إلزاميا بحيث يمكن ألعوان تفتيش الشغل حترير حمرض املخالفة‬
‫فورا دون اللجوء ألي تدبري آخر‪ ،‬غري أن هذه القاعدة يرد عليها استثناء عندما يتعلق األمر بخرق مقتضيات‬
‫الصحة والسالمة بحيث ال يمكن حتريره إال بعد انرصام األجل املحدد للمشغل يف تنبيه موجه إليه مسبقا(‪،((4‬‬
‫دون االمتثال لألحكام القانونية‪ .‬فقاعدة اإلنذار القبيل مطبقة أيضا يف إطار قانون الشغل الفرنيس من خالل‬
‫املادتني ‪ 231-4‬و ‪ ،793‬إال أن مسطرة اإلنذار القبيل من طرف مفتش الشغل قبل حترير املحرض الزالت موضوع‬
‫اختالف فقهي(‪.((4‬‬
‫أما مدة اإلنذار فال يمكن أن تقل عن أربعة أيام كام نص عىل ذلك الفصل ‪ 33‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪1947‬‬
‫امللغى‪ ،‬وأكدت عىل ذلك املادة ‪ 540‬من مدونة الشغل‪ ،‬فإذا مل يتم امتثال رئيس املؤسسة للمقتضيات القانونية‬
‫التي قام بخرقها داخل املدة املحددة له‪ ،‬فإن مفتش الشغل يتدخل من أجل إنجاز حمرض يتضمن اإلشارة إىل‬
‫األفعال املجرمة التي تم ارتكاهبا من طرف املشغل سواء كانت خمالفات متعلقة بأحكام مدونة الشغل‪ ،‬أو‬
‫كانت مقتضيات تنظيمية صادرة بتطبيقها(‪.((4‬‬
‫أما يف حالة وجود خطر هيدد صحة وسالمة العامل‪ ،‬فإن للعون املكلف بتفتيش الشغل إشعار املشغل‬
‫باختاذ اإلجراءات الالزمة فورا ودون إعطاء أي أجل‪ ،‬وإال كان له حترير حمرض يتضمن امتناع املشغل عن تنفيذ‬
‫األوامر املوجهة إليه يف التنبيه(‪.((4‬‬
‫وبعد ذلك يوجه مفتش الشغل األمر فورا إىل رئيس املحكمة االبتدائية بصفته قاضيا لألمور‬
‫االستعجالية(‪ ،((4‬بمقتىض مقال مصحوب بمحرض املخالفة‪ ،‬الختاذ مجيع التدابري التي يراها مناسبة إليقاف‬
‫اخلطر احلال سواء عن طريق منح املشغل أجال هلذه الغاية‪ ،‬أو األمر بإغالق املؤسسة عند االقتضاء عىل أن‬
‫يكون هذا اإلغالق ملدة حمددة(‪.((4‬‬
‫فإذا استنفذت اإلجراءات السابقة دون أن يقوم رئيس املؤسسة باختاذ التدابري الالزمة‪ ،‬فإن العون‬
‫املكلف بتفتيش الشغل حيرر حمرضا جديدا يوجهه إىل النيابة العامة حيث يتعني عىل هذه األخرية أن حتيل‬

‫والقانون املقارن‪،‬عدد ‪ 22‬لسنة ‪ ،1994‬ص‪ 107 :‬وما يليها‪.‬‬


‫(‪ ((4‬هذه املسطرة كان معموال هبا أيضا يف إطار الفصل ‪ 32‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ 1947‬امللغى‪.‬‬
‫(‪ ((4‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 540‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫‪(45) Javilier (J.C): ambivalence, affectivité, édéquation du droit pénal du travail , Droit Social 1975 p: 379.‬‬
‫‪- Combettes (JM): les nouvelles pénalités applicables en cas d’infraction du droit du travail Droit.‬‬
‫‪Social 1973 p: 253, cité par Samira Kamili op.cit.p: 318.‬‬
‫(‪ ((4‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 539‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((4‬املادة ‪ 542‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((4‬بخصوص القضاء االستعجايل يراجع أستاذنا عبد العزيز حرضي‪ ،‬القانون القضائي اخلاص‪ ،‬دار اجلسور وجدة‪ ،‬طبعة ‪،2005‬‬
‫ص‪ 75 :‬وما بعدها‪.‬‬
‫فالقضاء االستعجايل ينهض بدور الضامن للمقتضيات احلامئية لألجراء إذ يسعى إلصالح املخالفة املرتكبة من طرف املشغل‪.‬‬
‫‪ -‬عز سعيد‪ :‬العمل القضائي املغريب يف حل نزاعات الشغل الفردية‪ ،‬دراسة مقارنة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا يف القانون‬
‫اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق‪ ،‬جامعة حممد اخلامس الرباط‪ ،‬السنة اجلامعية‪ ،1993-1992 :‬ص‪.154 :‬‬
‫(‪ ((4‬املادة ‪ 543‬من مدونة الشغل‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫�أهمية جهاز تفتي�ش ال�شغل فـي القانون اجلنائي لل�شغل‬

‫حمرض املخالفة داخل ثامنية أيام من تاريخ التوصل به إىل املحكمة االبتدائية التي تطبق عندئذ املقتضيات‬
‫الزجرية(‪ ((5‬املنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫الرأي فيام أعتقد‪ ،‬أن املسطرة التي تسبق إحالة املحرض إىل املحكمة املختصة تعد يشء ما معقدة ومرهقة‬
‫لألعوان املكلفني بتفتيش الشغل خاصة وأن املرشع ألزمهم بتحرير حمرض جديد يوجه إىل النيابة العامة رغم‬
‫أن اجلريمة الزالت قائمة نظرا لعدم امتثال املشغل للتدابري الالزمة املأمور هبا من طرف رئيس املحكمة‪ ،‬ومنه‬
‫فإن الوقائع التي يرتكز عليها املحرض الزالت موجودة‪ .‬ويبدو أن املرشع من خالل قانون الشغل اجلنائي يرمي‬
‫إىل احلفاظ عىل استقرار عالقة الشغل داخل املقاولة كمبدأ وال يلجأ إىل املقتضيات الزجرية إال بعد استنفاذ‬
‫الوسائل املمكنة كاستثناء‪.‬‬
‫فاملحرض بصفة عامة يعد وثيقة رئيسية‪ ،‬حيرر من لدن ضباط الرشطة القضائية أثناء ممارسة مهامهم‪ ،‬يتضمن‬
‫ما تلقوه من ترصحيات وما قاموا به من عمليات(‪ ((5‬من أجل التثبت من وقوع اجلرائم ومجع األدلة عنها والبحث‬
‫عن مرتكبيها(‪ ((5‬وبذلك فهو عمل يندرج يف إطار املسطرة اجلنائية بخصوص ضبط اجلرائم املرتكبة(‪.((5‬‬
‫ولكي يعتد باملحرض املتضمن ملخالفة أحكام قانون الشغل اجلنائي يتعني أن يكون حمررا وموقعا من‬
‫لدن مفتش الشغل ويتضمن بكيفية واضحة كل املعلومات الرضورية سواء تلك املتعلقة بمرتكبي اجلريمة‪،‬‬
‫والوقائع اخلاصة هبا‪ ،‬وأيضا اسم املفتش الذي قام بضبطها‪ ،‬حتى يتمكن القضاء من معرفة مالبسات كل قضية‬
‫حمالة عليه وتيسريا ملهمته(‪.((5‬‬
‫أما بخصوص القوة التبوثية للمحارض املنجزة من طرف أعوان تفتيش الشغل فإن املرشع املغريب نص‬
‫عليها سواء من خالل الفصل ‪ 58‬من ظهري ‪ 2‬يوليوز ‪ 1947‬امللغى أو ويف إطار الترشيع احلايل للشغل كام تنص‬
‫عىل ذلك املادة ‪ 539‬بخصوص ما تم تثبيته فيها من خمالفات لألحكام القانونية واملقتضيات التنظيمية الصادرة‬
‫بتطبيقها ما مل يثبت عكس ما ورد فيها(‪.((5‬‬
‫ولإلشارة فإن القوة التبوثية للمحارض(‪ ((5‬ضبط جرائم الشغل ترتبط ارتباطا وثيقا باألفعال املادية املجرمة‬
‫التي تم ضبطها بصفة شخصية من طرف عون تفتيش الشغل ال بالوقائع التي يمكن أن يستخلصها من أقوال‬

‫(‪ ((5‬املقتضيات املنصوص عليها يف الباب األول من القسم الرابع من الكتاب الثاين ملدونة الشغل والتي سبق التطرق إليها يف الفقرة‬
‫األوىل من املطلب األول من املبحث الثاين من الفصل األول‪ ،‬ص‪ 35 :‬وما يليها‪.‬‬
‫(‪ ((5‬املادة ‪ 24‬من ق‪.‬م‪.‬ج‪.‬‬
‫(‪ ((5‬حممد باهي‪ :‬نرشة اتصال اجلمعية املغربية ملفتيش الشغل عدد ‪ 6‬يناير ‪ ،2006‬ص‪.15 :‬‬
‫‪(53) Ahmed Bouharro: le droit social pénal l’infraction et sa sanction en droit social impremerie Lil‬‬
‫‪Salé 1ère edition 1999 p: 64.‬‬
‫(‪ ((5‬صباح كوثر‪ :‬مفتشية الشغل ودورها يف ضامن احلامية العاملية‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون اخلاص‪ ،‬كلية احلقوق جامعة‬
‫احلسن الثاين‪ ،،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة اجلامعية‪ ،2004-2003 :‬ص‪.362 :‬‬
‫(‪ ((5‬صباحي املصطفى‪ :‬وصل اإلبراء واالتفاق الودي‪ ،‬الصلح أمام مفتشية الشغل‪ ،‬حجية حمارض مفتشية الشغل أمام القضاء‪،‬‬
‫الندوة الثانية للقضاء االجتامعي املنعقدة بالرباط أيام ‪ 26-25‬فرباير ‪ ،1992‬منشورات مجعية البحوث والدراسات القضائية‬
‫‪ ،1993‬ص‪.72 :‬‬
‫(‪ ((5‬يراجع بخصوص حمارض ضباط الرشطة القضائية ومدى الزاميتها‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫الشهود وهذا ما ذهب إليه القضاء الفرنيس(‪ ،((5‬ويف نفس االجتاه سار القضاء التونيس حيث اعترب «أن املحارض‬
‫التي حيررها املتفقدون اجلهويون للشغل من األوراق الرسمية التي ال تقبل الدحض بالدليل العكيس وال‬
‫يسوغ الطعن يف صحتها إال بإثبات تزويرها فيام تضمنته من معاينة مادية‪ ،‬أما الترصحيات التي تسجلها تلك‬
‫املحارض فيسوغ دحضها بسائر الوسائل القانونية دون القيام بالزور»(‪.((5‬‬
‫كام أن بعض الفقه الفرنيس يعترب أن املحرض يعد دليال عىل حتريره من طرف مفتيش الشغل‪ ،‬ال عىل صحة‬
‫ما تم تضمينه فيه من ترصحيات واعرتافات مادام يمكن العدول عنها وسحبها(‪ ((5‬أثناء املسطرة القضائية‪.‬‬
‫وأيضا اعترب بعض الفقه املغريب والتونيس حمارض ضبط املخالفات التي حيررها أعوان تفتيش الشغل‬
‫استنادا إىل ترصحيات تلقوها‪ ،‬ال تعترب إال جمرد بيانات يف نظر القضاء املختص(‪.((6‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن رئيس املؤسسة يملك حق التوجيه بتظلم إداري إىل السلطة احلكومية املكلفة‬
‫(‪((6‬‬
‫بالشغل‪ ،‬قبل فوات األجل املحدد له للتنبيه‪ ،‬داخل اخلمسة عرش يوما من تلقي هذا التنبيه كأقىص أجل‬
‫حيث يرتتب عىل ذلك إيقاف حترير املحرض‪ ،‬إىل أن تتخذ هذه السلطات قرارها اإلداري بالرفض أو القبول‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مدى فعالية حمارض مفتشية الشغل يف امليدان الزجري‪.‬‬
‫تنهض مفتشية الشغل بدور هام يف بلورة خمتلف السياسات الترشيعية التي تروم تنظيم جمال العالقات‬
‫املهنية‪ ،‬فمهمتها الرقابية والوقائية((‪ )((6‬يف نفس الوقت جعلت منها حمور التوازن يف العالقة الشغلية بني خمتلف‬
‫الفرقاء االجتامعيني‪.‬‬
‫وإذا كان االتفاق حاصال بني خمتلف الباحثني واملهتمني عىل قصور هذا اجلهاز وعدم اضطالعه بوظائفه‬
‫عىل الوجه املطلوب‪ ،‬خاصة يف إطار األوضاع القانونية السابقة عىل دخول مدونة الشغل حيز التطبيق‪.‬‬
‫فإن االتفاق حاصل بينهم أيضا يف أسباب ودواعي عدم فعالية مفتشية الشغل يف أداء مهامها‪ ،‬سواء‬
‫عىل املستوى القانوين أو التقني‪ ،‬أو حتى عىل املستوى البرشي‪ ،‬وما يتعلق بتكوين األعوان املكلفني بتفتيش‬

‫‪Hamdouchi (M): l’enquête de police judiciaire, éléments théoriques et expériences pratiques thèse pour‬‬
‫‪l’obtention du doctorat d’état en droit public. faculté de droit Université Hassan II, casablanca, Année‬‬
‫‪universitaire 1995-1996,p: 103 et s‬‬
‫‪(57) Cass crim 14 mai 1981, Gaz. Pal 1982 p: 19 cité par Samira Kamili. Op. cit p:324.‬‬
‫(‪ ((5‬قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 3917‬مؤرخ يف ‪ 3‬مارس‪ ،1980‬منشور بمجلة القضاء والترشيع‪ ،‬عدد ‪ 5‬ماي ‪ ،1982‬ص‪،101 :‬‬
‫أورده حممد اهلادي بن عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪،241 :‬‬
‫يف نفس االجتاه صدر قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ ،8648‬مؤرخ يف ‪ 27‬مارس ‪ ،1985‬منشور بمجلة القضاء والترشيع‪ ،‬عدد ‪ 6‬يونيو‬
‫‪ ،1989‬ص‪ ،118 :‬أورده‪ ،‬حممد اهلادي بن عبد اهلل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.316 :‬‬
‫‪(59) Cocuret (A) et Fortise (E) Op. Cit p: 48.‬‬
‫(‪ ((6‬حممد الكشبور‪ :‬نظام تفتيش الشغل الواقع احلايل وأفاق املستقبل‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ص‪.51 :‬‬
‫‪ -‬حافظ العموري‪ :‬اإلجراءات والعقوبات اجلزائية يف قانون الشغل‪ ،‬املجلة التونسية لإلدارة العمومية‪ ،‬العدد ‪ ،29‬السنة‬
‫‪ ،2000‬ص‪.16 :‬‬
‫(‪ ((6‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 541‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((6‬فريدة املحمودي‪ :‬حمارضات يف القانون االجتامعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.360 :‬‬

‫‪66‬‬
‫�أهمية جهاز تفتي�ش ال�شغل فـي القانون اجلنائي لل�شغل‬

‫الشغل أو رضورة إرشاكهم يف احلوار االجتامعي‪ ...‬غري أن ما هيمنا أساسا يف عمل هذا اجلهاز هو مدى فعالية‬
‫مسامهته يف بلورة السياسة الزجرية التي راهن عليها املرشع من أجل ضامن التزام تطبيق خمتلف األحكام‬
‫الترشيعية والتنظيمية املؤطرة ملدونة الشغل والتي يمكن الوقوف عليها من خالل قوة املحارض التي حيررها‬
‫أعوان التفتيش ومدى مسامهتها يف احرتام قواعد قانون الشغل ال سيام احرتام حقوق بعض الفئات الضعيفة‬
‫كاألطفال والنساء‪.‬‬
‫لقد كانت املحارض يف ظل الوضع القانوين السابق عىل إقرار املدونة حترر يف ثالثة نسخ‪ ،‬يوجه عون تفتيش‬
‫الشغل نسخة منهام حتت إرشاف السلم اإلداري إىل مصلحة التفتيش املركزية بالرباط التي حتيله عند االقتضاء‬
‫عىل وكيل امللك لدى املحكمة االبتدائية التي يوجد املشغل داخل نفوذها الرتايب(‪.((6‬‬
‫لقد كان هذا اإلجراء من أهم األسباب التي سامهت يف متادي املشغلني يف خرقهم للقانون وعدم إعارة أي‬
‫اهتامم ملحارض التفتيش‪ ،‬وذلك نظرا لطول مسطرة إحالة املحرض عىل املحكمة والتي كانت يف بعض األحيان‬
‫تصل إىل ستة أشهر((‪ ،)((6‬إضافة إىل طول املدة الفاصلة بني تاريخ حترير املحرض وتاريخ البت فيه((‪ .)((6‬وهو‬
‫ما كان يشكل طعنا واضحا يف مصداقية العمل الذي ينجزه أعوان التفتيش‪ ،‬بل واعتربه األستاذ حممد الكشبور‬
‫أحد نقائص الترشيع املغريب يف هذا املجال‪ ،‬حيث كان من مجلة املنادين برضورة اعتبار مفتش الشغل مساعدا‬
‫للعدالة‪ ،‬له أن يتصل مبارشة بالنيابة العامة لتبليغها بكل املخالفات التي يقف عليها داخل املؤسسات اخلاضعة‬
‫للرقابة وخاصة تلك املعاقب عليها جنائيا‪ ،‬ال أن تتوسط بينه وبني العدالة السلطة اإلدارية املتمركزة بالعاصمة‬
‫اإلدارية الرباط(‪.((6‬‬
‫إضافة إىل ذلك‪ ،‬ساهم ضعف الذعائر املتعلقة بالعقوبات اخلاصة بترشيع الشغل السابق يف تكريس قصور‬
‫هذه السياسة عن حتقيق أهدافها‪ ،‬حيث كان املشغلون تبعا هلذه الوضعية يتامدون يف خرقهم للمقتضيات الشغلية‪،‬‬
‫إذ كانوا يعلمون مسبقا طبيعة العقوبات التي قد يتعرضون هلا وحيبذون عدم تطبيق مقتضيات قانون الشغل‪،‬‬
‫خاصة تلك التي كانت تكلفهم نفقات مالية مفضلني أداء الذعائر التي سيتم احلكم هبا إذا متت إدانتهم قضائيا‬
‫ألهنا ستكون يف هذه احلالة أقل بكثري من املبالغ املالية املفروضة عليهم نتيجة تطبيق أحكام ترشيع الشغل‪.‬‬
‫ومن زاوية أخرى‪ ،‬فإن جل العقوبات املنصوص عليها يف قانون الشغل تسري عىل هذا املنوال‪ ،‬كام أن‬
‫املشغل الذي متت إدانته قضائيا ال يطالب بأداء ما بذمته للعامل‪ ،‬إال إذا رفعوا دعاوى فردية خاصة هبم أمام‬
‫القضاء((‪ ،)((6‬األمر الذي يدفع بالعامل إىل إلقاء املسؤولية عىل مفتشية الشغل‪ ،‬وبالتايل التشكيك يف مصداقية‬

‫(‪ ((6‬حممد معن‪ :‬املامرسة امليدانية اليومية ملهنتي املراقبة واملعاجلة‪ ،‬مداخلة ألقيت يف إطار الندوات التي تعقدها اجلمعية املغربية‬
‫ملفتشية الشغل‪ ،‬العدد ‪ 3‬أبريل ‪ ،1992‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ ((6‬حممد الكشبور‪ :‬نظام تفتيش الشغل الواقع احلايل وأفاق املستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪.،‬ص‪.21:‬‬
‫يرجع كذلك عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 :‬‬
‫(‪ ((6‬بوزيان الفهيمي‪ ،‬نظام تعدد العقوبات الزجرية يف قانون الشغل‪ ،‬جملة اإلشعاع العدد ‪ 27‬غشت ‪ ،2003‬ص‪44 :‬‬
‫(‪ ((6‬حممد الكشبور‪ :‬نظام تفتيش الشغل الواقع احلايل وأفاق املستقبل‪ ،‬مرجع سابق‪.،‬ص‪.25 :‬‬
‫(‪ ((6‬حممد معن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 :‬‬

‫‪67‬‬
‫سلسلة دراسات وأبحاث ‪ -‬العدد ‪ - 11‬املنازعات االجتماعية ‪ :‬اجلزء الأول‬

‫عمل العون‪ ،‬األمر الذي يدفع هبم إىل تفضيل اللجوء إىل الوسائل احلبية(‪ ((6‬بدل االعتامد عىل أساليب زجرية‬
‫هزيلة كاحلوار والنصح واإلرشاد‪.‬‬
‫ورغبة من املرشع املغريب يف جتاوز هذه العراقيل‪ ،‬وإيامنا منه برضورة تفعيل جهاز تفتيش الشغل وإصباغ‬
‫املصداقية عىل أعامله قد عمل عىل تعديل النصوص املتعلقة هبذا اجلهاز‪ ،‬مستفيدا يف ذلك من اإلنتقادات التي‬
‫وجهها الفقه من جهة واألطر العاملون بمفتشية الشغل أنفسهم من جهة أخرى‪ ،‬ويظهر ذلك بجالء من خالل‬
‫إعادة االعتبار لآلليات الزجرية ومساطر استعامهلا‪ ،‬إذ نصت مدونة الشغل عىل أنه «جيب عليهم أن حيرروا‬
‫هذه املحارض يف ثالثة نظائر ويوجه واحد منها مبارشة إىل املحكمة املختصة من قبل املندوب اإلقليمي املكلف‬
‫(‪((6‬‬
‫بالشغل‪ ،‬والثاين إىل مديرية الشغل باملصالح املركزية وحيتفظ بالنظري الثالث يف امللف اخلاص باملؤسسة»‬
‫وهو إجراء – ال حمالة‪ -‬قد تفادى نسبيا طول وتعقيد مسطرة إحالة املحرض عىل مصلحة التفتيش املركزية ثم‬
‫بعد ذلك إحالته عىل املحكمة املختصة إذا ارتأت ذلك(‪ .((7‬وعىل صعيد آخر ونظرا لتامدي املشغلني يف خمالفة‬
‫األحكام التنظيمية والترشيعية لعالقة الشغل بسبب ضعف وهزالة الذعائر والغرامات التي تفرض عليهم‪،‬‬
‫دفع باملرشع إىل تبني سياسة زجرية أكثر رصامة من خالل الرفع من قيمة الغرامات املالية‪.‬‬
‫خامتة‬
‫يتضح مما تقدم حجم املسؤوليات امللقاة عىل عاتق مفتشية الشغل‪ ،‬كجهاز أنيط به مهمة ضامن االلتزام‬
‫بتطبيق أحكام مدونة الشغل‪ ،‬وإقرار التوازن يف العالقة بني املؤاجرين واألجراء من خالل تفعيل الدور‬
‫التحكيمي والتصاحلي الذي أسند إليها ‪-‬هذه املرة‪ -‬بموجب النصوص القانونية‪ ،‬إىل غري ذلك من املهام التي‬
‫تقع عىل عاتقها والتي ال تقل أمهية عن سابقاهتا‪ ،‬مما جيعل دور هذا اجلهاز فاعال يف ضبط خمالفات الشغل((‪،)((7‬‬
‫لكنه يبقى مرهونا عىل –ما يبدو‪ -‬برضورة توفري الظروف املالئمة واإلمكانيات البرشية واملادية بغية العمل ‬
‫عىل حتقيق السلم االجتامعي‪ ،‬واحلفاظ عىل التوازن املطلوب بني مصالح كل من األجري واملشغل‪ ،‬يف أفق‬
‫تشجيع االستثامر كأهم أولويات السياسة االقتصادية للدولة بالنظر لسياسة املرونة التي سلكها املرشع من‬
‫خالل نصوص مدونة الشغل‪.‬‬

‫(‪ ((6‬فريدة املحمودي‪ :‬حمارضات يف القانون االجتامعي‪ ،‬كلية احلقوق جامعة موالي إسامعيل‪ ،،‬مكناس‪ ،‬السنة اجلامعية ‪– 2005‬‬
‫‪ ،.2006‬ص‪.361 :‬‬
‫(‪ ((6‬الفقرة الثالثة من املادة ‪ 539‬من مدونة الشغل‪.‬‬
‫(‪ ((7‬وإن كان هذا اإلجراء اجلديد وجه أيضا باالنتقاد عىل أساس أنه كان عىل املرشع املغريب أن ينيط هذا االلتزام بعون تفتيش‬
‫الشغل الذي ضبط املخالفة وحرر املحرض بشأهنا وليس املندوب اإلقليمي‪،‬وذلك لربح الوقت من جهة‪ ،‬وحتى يشعر املشغل‬
‫املخالف أن العون يتمتع فعال بسلطة حقيقية‪:‬‬
‫يراجع‪ :‬عبد اللطيف خالفي‪ :‬الوسيط يف مدونة الشغل ‪:‬عالقات الشغل الفردية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.156 :‬‬
‫(‪ ((7‬جتدر اإلشارة يف هذا اإلطار إىل أن بعض الترشيعات املقارنة‪ -‬كالقانون اإلمارايت‪ -‬تسعى إىل تقوية سلطة ودور مفتش الشغل‬
‫من خالل التنصيص عىل مساعدة الرشطة له عند قيامه بمهامه‪.‬‬
‫‪ -‬يراجع‪ :‬عبد الكريم غايل‪ :‬القانون االجتامعي املغريب‪ ،‬منشورات دار القلم الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2001‬ص‪.100-99 :‬‬

‫‪68‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like