Professional Documents
Culture Documents
Dokumen Tanpa Judul
Dokumen Tanpa Judul
باب الغسل
أجمع األئمة على أنه يحرم على الجنب حم ل المص حف ومس ه وعلى وج وب تعميم الب دن بالغس ل ،وأن ه ال يكفي في الجناب ة مس ح
الرأس بالماء قياسًا على الخف ،أي فكما أنه يجب نزعه في الجنابة وغسل الرجلين وال يكتفى فيه بالمس ح فك ذلك ال رأس في الجناب ة
بجامع كون كل منهما ممسوحًا .ولم أجد لذلك دليًال صريحًا .هذا ما وجدته من مسائل اإلجماع .وأما ما اختلف وا في ه فمن ذل ك اتف اق
األئمة األربعة على وجوب الغسل من التقاء الختانين وإن لم يحصل إنزال مع قول داود وجماعة من الصحابة بأن الغسل ال يجب إال
باإلنزال إن لم يثبت نسخ ذلك ،وال فرق بين فرج اآلدمي والبهيمة عند مالك والشافعي وأحمد ،وق ال أب و حنيف ة :ال يجب الغس ل في
وطء البهيمة إال باإلنزال ،فاألول مشدد والثاني مخفف في مسألتي جماع اآلدمي والبهيمة فرج ع األم ر إلى مرتب تي الم يزان ،ووج ه
األول في المسألتين حصول اللذة التي يغيب معها العبد عن مشاهدة حضرة ربه عادة مع ثبوت الدليل في ه ،ووج ه الث اني فيهم ا ع دم
كمال اللذة إذ ال تكمل إال باإلنزال ،فاألول خاص باألكابر الذين يبالغون في التنزه والث اني خ اص باألص اغر ال ذين ال يق درون على
المشي على ما علي ه األك ابر ،ويص ح أن يك ون األم ر ب العكس من جه ة غلب ة الش هوة وض عفها ،فال يجب الغس ل على األك ابر إال
باإلنزال ألن الجماع من غير إنزال ال يؤثر فيهم غيبة عن ربهم لما هم عليه من القوة كما يؤيده قول عائشة وأيكم يملك إربه كما كان
.هللا يملك إربه في قصة تقبيل نسائه وهو صائم أو وهو متوضىء ثم يقوم إلى الصالة فاعلم ذلك
ومن ذلك قول اإلمام الشافعي :إن الغسل يجب بخروج المني وإن لم يقارن اللذة مع قول أبي حنيفة ومالك إنه ال يجب الغسل إال م ع
مقارنة اللذة لخروج المني بشرطه ،فاألول مشدد والثاني مخفف والقول فيه ك القول في الجم اع م ع اإلن زال أو بال إن زال فال نعي ده.
ومن ذلك قول اإلمام أبي حنيفة وأحمد لو خرج منه مني بعد الغسل من الجنابة فإن كان بعد البول وكمال طهارتها قبل فعل ما يتوقف
على الطهارة سواء تقدم بعضها على بعض كالرجلين على غسل الوجه أو تأخر عنه كالوضوء منكوسًا ،وقد كان اإلم ام علي بن أبي
طالب يقول :ال أبالي بأي أعضاء الوضوء بدأت وبتقدير عدم وجوبه فاصله س نة باإلجم اع ونهض ب ه إلى الوج وب اجته اد األئم ة
القائلين به ،ووجه الثاني أن الوضوء الخالي عن الترتيب لم يرد لن ا في ه ش يء عن رس ول هللا ﷺ فيخ اف أن يك ون داخًال في عم وم
قوله ُ :ك ُّل َعَم ٍل َلْي َس َع َلْيِه َأْم ُر َن ا َفُهَو َر ٌد » أي غ ير مقب ول لكن لم ا اس تند إلى االجته اد ك ان مقب وًال من حيث إن الش ارع ق رر حكم
المجتهد وإنما لم يرد لنا حديث في تقديم أحد الخدين أو األذنين على اآلخر ألن حكمة تقديم اليمني
من اليدين والرجلين إنما هو لكون اليمني أقوى من اليسار عادة وأس رع إلى المعص ية من اليس ار ،فل ذلك ن دب الش ارع إلى تق ديمها
مسارعة لطهارتها كما كانت أسرع لفعل المخالفات
وال هكذا الخّدان واألذنان فإنه ال يتصّو ر فيهما ما ذكرته في اليدين فلذلك كانا يطهران دفعة
.واحدة وهللا أعلم
ومن ذلك قول اإلمام أبي حنيفة بأن المواالة سنة وهو أصح القولين عند الشافعية مع قول
مالك وأحمد في أشهر الروايتين إنها واجبة فاألول مخفف والثاني مشده فرجع األمر إلى مرتبتي
الميزان ،ووجه األول أن األصل في أبدان المتطهرين عدم عصيانها لربها وعدم طول غفلتها
عنه ،ومن كان كذلك فأعضاؤه حية ال يؤثر فيها جفاف كل عضو قبل غسل ما بعده سواء أقلنا بوجوب الترتيب أم ال ،ووجه من قال
بوجوب المواالة كون الغالب على المتطهرين ض عف أب دانهم من ك ثرة المعاص ي أو الغفالت أو أك ل الش هوات ،وإذا لم يكن م واالة
جفت األعضاء كلها قبل القيام إلى الصالة مثًال ،وإذا جفت فكأنها لم تغسل ولم تكتسب بالماء انتعاشًا وال حياة تقف بها بين يدي ربه ا
فخاطبت ربها بال كمال حضور وال إقبال على مناجاته ،هذا حكم غالب األبدان .أما أبدان العلماء العاملين وغيرهم من الص الحين فال
يحتاجون إلى تشديد في أمر المواالة لحياة أبدانهم بالماء ولو طال الفصل بين غسل أعضائهم ،فيحمل ق ول من ق ال بوج وب الم واالة
على طهارة عوام الناس ،ويحمل قول من قال باالستحباب على طهارة علمائهم وصالحيهم .وسمعت سيدي علي ًا الخ واص رحم ه هللا
يقول :نعم قول من قال بوجوب المواالة في هذا الزمان فإن من لم يوجبها يؤذي قوله إلى جواز طول الفص ل ج دًا وزي ادة البطء في
زمن الطهارة وقوات أول الوقت كأن يغسل وجهه في الوضوء للظهر بعد صالة الصبح ثم يغسل يديه ربع النهار ثم يمسح رأسه بع د
زوال الشمس ثم يغسل رجليه قبيل العصر مع وقوع ذلك المتوضىء مثًال في الغيبة والنميمة واالستهزاء والسخرية والضحك والغفلة
وغير ذلك من المعاصي والمكروهات أو خالف األولى إن كان ممن يؤاخذ به كما يؤاخذ بأكل الشهوات فمثل هذا الوض وء وإن ك ان
صحيحًا ،في ظاهر الشرع من حيث إنه يصدق عليه أنه وضوء كامل فهو قليل النفع لعدم حص ول حي اة األعض اء ب ه بع د موته ا أو
ضعفها أو فتورها ففات بذلك حكمة األمر بالمواالة في الوضوء وجوبًا أو استحبابًا وهي إنعاش البدن وحيات ه قب ل الوق وف بين ي دي
هللا تعالى للمناجاة ،ثم لو قدر عدم وقوع ذلك المتوضىء الذي لم يوال في معص ية أو غفل ة في ال زمن المتخل ل بين غس ل األعض اء
فالبدن ناشف كاألعضاء التي عمتها الغفلة والسهو والملل والسامة فلم يصر لها داعية إلى كمال اإلقبال على هللا تعالى ح ال مناجات ه.
وبالجملة فالمواالة من أصلها سنة ونهض بها إلى الوجوب االجتهاد فهي مطلوبة بكل حال وهللا أعلم .ومن ذلك اتفاق األئم ة األربع ة
على أن من توضأ فله أن يصلي بوضوئه ما شاء من الفرائض ما لم ينتقض وضوؤه م ع ق ول النخعي إن ه ال يص لي بوض وء واح د
أكثر من خمس صلوات ،ومع قول عبيد بن عمير :يجب الوضوء لكل صالة واحتج باآلية فاألول مخفف والثاني مشدد فرج ع األم ر
إلى مرتبتي الميزان ،ووجه األول اإلجماع من أهل الشريعة والحقيقة على ذلك ووجه قول النخعي
ما ثبت «َأَّنُه َو َج َمَع َب ْي َن َخ ْم ٍس َص َلَو اٍت َي ْو َم اَألْح َز اِب فال يزاد على ذلك ،ووجه قول
عبيد بن عمير العمل بظاهر القرآن وهو خاص بمن يقع في الذنوب كثيرًا واألول خاص بمن ال
.يقع في ذنب والثاني متوسط بين األول والثالث وهللا تعالى أعلم
باب الغسل
أجمع األئمة على أنه يحرم على الجنب حم ل المص حف ومس ه وعلى وج وب تعميم الب دن بالغس ل ،وأن ه ال يكفي في الجناب ة مس ح
الرأس بالماء قياسًا على الخف ،أي فكما أنه يجب نزعه في الجنابة وغسل الرجلين وال يكتفى فيه بالمس ح فك ذلك ال رأس في الجناب ة
بجامع كون كل منهما ممسوحًا .ولم أجد لذلك دليًال صريحًا .هذا ما وجدته من مسائل اإلجماع .وأما ما اختلف وا في ه فمن ذل ك اتف اق
األئمة األربعة على وجوب الغسل من التقاء الختانين وإن لم يحصل إنزال مع قول داود وجماعة من الصحابة بأن الغسل ال يجب إال
باإلنزال إن لم يثبت نسخ ذلك ،وال فرق بين فرج اآلدمي والبهيمة عند مالك والشافعي وأحمد ،وق ال أب و حنيف ة :ال يجب الغس ل في
وطء البهيمة إال باإلنزال ،فاألول مشدد والثاني مخفف في مسألتي جماع اآلدمي والبهيمة فرج ع األم ر إلى مرتب تي الم يزان ،ووج ه
األول في المسألتين حصول اللذة التي يغيب معها العبد عن مشاهدة حضرة ربه عادة مع ثبوت الدليل في ه ،ووج ه الث اني فيهم ا ع دم
كمال اللذة إذ ال تكمل إال باإلنزال ،فاألول خاص باألكابر الذين يبالغون في التنزه والث اني خ اص باألص اغر ال ذين ال يق درون على
المشي على ما علي ه األك ابر ،ويص ح أن يك ون األم ر ب العكس من جه ة غلب ة الش هوة وض عفها ،فال يجب الغس ل على األك ابر إال
باإلنزال ألن الجماع من غير إنزال ال يؤثر فيهم غيبة عن ربهم لما هم عليه من القوة كما يؤيده قول عائشة وأيكم يملك إربه كما كان
.يملك إربه في قصة تقبيل نسائه وهو صائم أو وهو متوضىء ثم يقوم إلى الصالة فاعلم ذلك
ومن ذلك قول اإلمام الشافعي :إن الغسل يجب بخروج المني وإن لم يقارن اللذة مع قول أبي حنيفة ومالك إنه ال يجب الغسل إال م ع
مقارنة اللذة لخروج المني بشرطه ،فاألول مشدد والثاني مخفف والقول فيه ك القول في الجم اع م ع اإلن زال أو بال إن زال فال نعي ده.
ومن ذلك قول اإلمام أبي حنيفة وأحمد لو خرج منه مني بعد الغسل من الجنابة فإن ك ان بع د الب ول فال غس ل وإال وجب الغس ل م ع
قول الشافعي بوجوب الغسل مطلقًا ومع قول مالك ال يجب الغسل مطلق ًا ،ف األول في ه تش ديد والث اني مش دد بالكلي ة والث الث مخف ف
بالكلية فرجع األمر إلى مرتبتي الميزان فأحد الش قين في األول ،وق ول الش افعي خ اص باألك ابر والش ق اآلخ ر وق ول مال ك خ اص
باألصاغر كالعوام فما خرج أحد من األئمة عن مرتبتي الميزان ،ومن ذلك قول الش افعي :يجب الغس ل بخ روج الم ني وإن لم يت دفق
مع قول األئمة الثالثة بعدم وجوب الغسل إذا لم يتدفق فاألول مشدد و مقابله مخفف فرجع األمر إلى مرتبتي الميزان ،ومن ذل ك ق ول
األئمة الثالثة أنه ال يجب الغسل إال بانفصال المني من رأس الذكر مثًال مع قول اإلمام أحمد يوج وب الغس ل إذا أحس بانتق ال الم ني
من الظهر إلى اإلحليل وإن لم يخرج ،فاألول مخفف خاص بعوام المسلمين والثاني مشدد خاص باألكابر ومن ذلك قول مال ك وأحم د
بوجوب الغسل على الكافر إذا أسلم مع قول أبي حنيفة والشافعي باستحباب ذلك ف األول مش ده والث اني مخف ف ،ووج ه الث اني أن هللا
تعالى أطلق الحياة على من أسلم بقوله( :أو من كان ميتًا فأحييناة (األنعام )١٢٢( :ومن ص ار جس مه حي ًا بع د م وت فال يجب علي ه
غسل إنما ذلك عل
وجه االستحباب وزيادة التنزه ويؤيد ذلك قوله تعالى :قل للذيَن َكَفُروا ِإن َي َت ُهوا َي ْغ َف ُر َلُهْم َم ا قد سلف األعمال ( )٣٠ووجه األول كمال
المبالغة في الحياة فاإلسالم أحيا الباطن والماء يحيي
الظاهر فرجع األمر في ذلك إلى مرتبتي الميزان
ومن ذلك قول مالك بوجوب إمرار اليد على البدن في غسل الجنابة مع قول األئمة الثالث ة ب أن ذل ك مس تحب ف األول مش دد والث اني
مخفف ،ووجه األول المبالغة في إنعاش البدن من الضعف الحاصل له من سريان لذة خروج المني والجم اع ،ووج ه الث اني االكتف اء
بمرور الماء على سطح البدن فإنه يحيي بالطبع كل ما مر عليه من البدن ،فالالئق بقليل االلتفاة
بالجماع أو بخروج المني االستحباب والالئق بمن غاب باللذة عن إحساسه الوجوب وهللا
أعلم
ومن ذلك قول األئمة الثالثة :إنه ال بأس بالوضوء والغسل من فضل ماء الجنب والح ائض م ع ق ول أحم د إن ه ال يج وز للرج ل أن
يتوضأ من فضل وضوء المرأة إذا لم يكن يشاهدها ووافق محمد بن الحسن على أنه يجوز للمرأة الوضوء من فضل الرج ل والم رأة
فاألول مخفف والثاني فيه تشديد فرجع األمر إلى مرتبتي الميزان .ووج ه األول ثب وت األدل ة في ه ووج ه الث اني م ا في م اء طه ارة
المرأة من شدة القذارة عادة ولذلك قيد أحمد ذلك بما إذا لم يكن يشاهدها فيحملها على أنها لم تكن نظيفة حال تطهرها ليس على ب دنها
قذر بخالف ما إذا كان يشاهدها حال غسلها فإنه يعم ل بعلم ه من طه ارة أو امتن اع فعلم أن الالئ ق باألك ابر الث اني والالئ ق ب العوام
األول ،ونظير ذلك :اتفاق األئمة على أن المرأة إذا أجنبت ثم حاضت كفاها غسل
واحد مع قول أهل الظاهر إنه يجب عليها غسالن .ومن ذلك اختالف أصحاب الشافعي في
وجوب الغسل من الوالدة بال بلل مع قول بعضهم بع دم وجوب ه ف األول مش دد والث اني مخف ف ،ووج ه األول المبالغ ة في الت نزه من
خروج المني ولو صار ولدًا ووجه الثاني أن الغسل المذكور م ا ش رع إال للق ذر الحاص ل ب الوالدة ع ادة ،ف إذا لم يكن ق ذر فال يجب
الغسل مع ما فيها أيضًا من شدة الوجع حال الطلق فإن ذلك يفني اللذة المضعفة للبدن بالكلية لع دم حص ول غفل ة عن هللا تع الى ح ال
الطلق بل تصير كل شعرة منها متوجهة إلى هللا حاضرة معه وذلك ربما يقوم
.مقام الماء في حياة البدن فاعلم ذلك فرجع األمر إلى مرتبتي الميزان
ومن ذلك قول الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين بتحريم قراءة القرآن على الجنب
والحائض ولو آية أو آيتين مع قول اإلمام أبي حنيفة بجواز قراءة بعض آية ،ومع قول مالك
بجواز قراءة آية أو آيتين ،ومع قول داود يجوز للجنب قراءة القرآن كله كيف شاء فاألول مشدد
والثاني فيه بعض تشديد والثالث مخفف بالكلية فرجع األمر إلى مرتبتي الميزان .ووجه األول
قول رسول هللا ﷺ « :ال َي ْق َر ُأ الُج ُنُب َو ال اْلَح اِئُض َش ْيئًا ِمَن اْلُقْر آِن فنكر شيئًا فشمل بعض اآلية
كحرف مع تأييد ذلك بما قاله أهل الحقيقة من أن القرآن كالم هللا تعالى وهو أي الكالم من
صفات الحق تعالى الطاهر المقدس فال يناسبه أن يبرز من محل موصوف بالقذارة معنى أو حسًا
سواء قليله وكثيره ،وأيضًا فإن القرآن مشتق من القرء وهو الجمع لكونه يجمع القلب على
هللا تعالى فطلب الشارع من المؤمن أن ال يقرأ شيئًا يدعوه بالخاصية إلى الحضور مع هللا إال
على أكمل حال في الطهارة بخالف الجنب والحائض ،فعلم أن للجنب وغيره أن يقرأ الفرقان
من األحكام واألذكار ألنه ال يجمع القلب على هللا تعالى ،وعليه يحمل قول داود من حيث إن
الفرقان قرآن وعكسه عند األكابر بخالف المحجوبين فافهم ،وأما من جهة ألفاظ القرآن
فالتحقيق أن وجه قول داود إن القرآن له وجهان وجه إلى حضرة صفات هللا تعالى وهو القائم
بالذات ووجه إلى الخلق وهو المكتوب في المصحف والمنطوق به في اللسان والمحفوظ في
القلوب ،فكالم داود يتمشى على أحد الوجهين وال يخفى الورع وطلب شدة التعظيم من كل
مكلف وإن لم يكن القرآن حاًال في اللسان واللفظ حقيقة وأكثر من ذلك ال يقال ،وهللا سبحان
.وتعالى أعلم