العلم بين المنهجية والفوضوية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 4

‫أحمد السيد‬ ‫العلم بين المنهجية والفوضوية‬

‫العلم بين المنهجية والفوضوية – أحمد السيد‬


‫رابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـط ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـاض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬

‫أوالً‪ :‬السمات الدالة على الفوضوية املعريف‪:‬‬


‫‪ ‬كثرة التنقل بني الكتب والربامج واملصادر املعرفية دون إمتام أي خطة علمية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم الوصول إىل التمكن يف أي جمال من جماالت العلم‪.‬‬
‫‪ ‬دوام الفتور وسرعة االنقطاع ومخود العزمية‪.‬‬
‫• عدم اإلجناز راجع إىل أن طريقة التحصيل خطأ‪ ،‬وواحدة من أعظم نعم اهلل على العبد أن يرزقه‬
‫طريقا صحيحاً للعلم‪.‬‬
‫• من أهم نتائج العلم املنهجي‪( :‬أن تصل إىل مرحلة حبيث كل معلومة جديدة تدخل إليك‬
‫تستطيع أن تفرزها وتضعها يف موضعها الذي قد َبنَيت أسسه وحمالَه)‪.‬‬
‫‪ ‬العلم واملعرفة والقراءة ال تزيد الفوضوي إال إشكاالت وشبهات وأسئلة بال حل‪.‬‬
‫‪ ‬كثرة التقلب الفكري‪.‬‬
‫• فالعلم هداية وال بد أن تكون نتيجته االهتداء وأن تتضح الرؤية لديك‪ ،‬وليس كما يروّج أنه "ليس‬
‫من املهم ماذا تقرأ وملن تقرأ‪ ،‬ولكن املهم أن تقرأ"‪ ،‬هذا وهم وخطأ معريف‪ ،‬وال يصلح أبداً إذا كنت‬
‫تسري على الطريق املعريف أن تركب موجات فكرية متناقضة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬املخاطر واآلثار اليت ترتتب على هذه املظاهر والسمات‪:‬‬


‫‪ ‬الوقوع يف حالة الوهم املعريف‪ :‬يتوهم الفوضوي أنه يعرف‪ ،‬وهذه تقود إىل‪ ،‬واجلاهل أفضل من املتعامل‪.‬‬
‫ومع شبكات التواصل صارت هذه املشكلة واسعة املساحات‪ ،‬والتعامل قد يقود إىل حفرة من حفر النار (وأن‬
‫تقولوا على اهلل ما ال تعلمون) وجاء هذا يف وصف الشرك لبيان خطورة األمر‪.‬‬
‫‪ ‬ضياع األزمان واألعمار‪ :‬بسبب كثرة التنقل بكل أنواع املعرفة دون إمتام أو حتصيل حقيقي‪.‬‬
‫‪ ‬السقوط يف الفجوات املعرفية‪ :‬وهذه نتيجة واضحة للسري بغري منهجية‪ ،‬فقد يك ُملُ يف البناء ويصل‬
‫فيه إىل درجات عالية يف البناء العلمي‪ ،‬ولكن بناءه وعلمه ليس على هداية‪ ،‬وذلك بسبب وجود الفجوات‪،‬‬
‫ولكن هذه الفجوات ميكن تداركها برتميمها‪ ،‬يقف عن البناء حتى يرمم الفجوات ثم يتابع‪.‬‬
‫‪ ‬الفتور والنفور‪ :‬ردة الفعل السلبية جتاه العلم‬
‫‪ ‬قابلية التأثر بالشبهات واإلشكاالت‪ :‬فضال عن السقوط يف أوحال الشبهات واإلشكاالت‪.‬‬
‫‪ ‬الفهم اخلاطئ للعلم‪ :‬لعد امتالك أدوات الفهم الصحيح‪.‬‬
‫‪ ‬عدم القدرة على احرتام أو متييز مقامات العلم الصحيح وأهله‪ :‬بسبب قراءاته املتعددة املتناقضة‬
‫لبعضها البعض‪ ،‬وهذا يؤدي إىل عدم احرتام العلم وأهله وهذا سببه الفهم اخلاطئ للعلم‪.‬‬
‫‪ ‬تغذية حالة الضعف العامة لألمة اإلسالمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أحمد السيد‬ ‫العلم بين المنهجية والفوضوية‬
‫ثالثا‪ :‬أسباب الفوضى املعرفية‪:‬‬
‫‪ ‬غياب األهداف اليت يعيش ألجلها اإلنسان واليت ينظر من خالهلا إىل العلم‪:‬‬
‫وعالج هذا = وضع األهداف‪ ،‬ومن أهم ما يدخل حتت مفهوم العلم‪ :‬غياب معنى وسيلية العلم‪ ،‬وهو أن‬
‫يكون العلم وسيلة موصلة إىل التعبد هلل ولنصرة دين اهلل‪.‬‬
‫‪ ‬غياب املنهجية‪:‬‬
‫العلم له قواعد منهجية معينة تَحكُم طريق اإلنسان العلمي‪ ،‬ونقصد هنا قواعد منهجية كربى‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫• البدء بصغار العلم قبل كباره‪ :‬قال اإلمام البخاري‪" :‬ويقال‪ :‬إن الرباني هو الذي يربي الناس‬
‫بصغار العلم قبل كباره "‪.‬‬
‫• التأني يف االنتقال بني خطوات العلم وعدم استعجال الثمرات‪.‬‬
‫• اإلشراف العلمي من ذوي العلم والتخصص‪ :‬خاصة إذا كان يدخل مع اإلشراف الرتبية‪ ،‬وانظر‬
‫قول الطربي يف تفسري (ولكن كونوا ربانيني)‪" :‬الربانيون هم عماد الناس فـي الفقه والعلـم‬
‫وأمور الدين والدنـيا‪ ،‬ولذلك قال مـجاهد‪« :‬وهم فوق األحبـار»‪ ،‬ألن األحبـار هم العلـماء‪.‬‬
‫والربـانـي‪ :‬الـجامع إلـى العلـم والفقه‪ ،‬البص َر بـالسياسة والتدبـري‪ ،‬والقـيام بأمور الرعية‪ ،‬وما‬
‫يصلـحهم فـي دنـياهم ودينهم"‪.‬‬
‫• ضبط القواعد الكلية وفهم أصول العلم وضم اجلزئيات إىل الكليات ويردّ املتشابهات إىل‬
‫احملكمات‪.‬‬
‫• ترك شواذ األقوال وغرائبها والتمسك باملشهور املعتمد‪.‬‬
‫‪ ‬ضعف العزمية وعدم االستمرار يف اخلطط العلمية وإمتامها‪.‬‬
‫‪ ‬تتبع اإلشكاالت والشبهات وشواذ العلم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬القواعد اليت جيب مراعاتها يف حتقيق البناء العلمي‪:‬‬
‫‪ ‬حتديد األهداف اليت يسعى املرء لتحقيقها يف حياته بشكل عام‪ ،‬ويف العلم واملعرفة بشكل خاص‪.‬‬
‫‪ ‬البدء بالتأصيل الشرعي‪ :‬ببناء القاعدة األوىل يف كل فن من العلوم الشرعية ومن ثَمَّ رفع البناء على‬
‫هذه القواعد؛ ليكون بناءً صحيحا‪.‬‬
‫‪ .i‬مرحلة التأسيس والتأصيل‪ :‬مرحلة بناء األساس األولي للعلم‪.‬‬
‫‪ .ii‬مرحلة البناء‪ :‬شرح وتفصيل األساسات‪.‬‬
‫‪ .iii‬مرحلة الضبط‪ :‬رفع البناء وضبط شكله اخلارجي‪.‬‬
‫‪ .iv‬مرحلة التمكن والتخصص‪ :‬التزيني والتجميل‪.‬‬
‫‪ ‬البصرية يف اختيار اخلطة العلمية والعزمية يف الثبات على حتقيقها‪.‬‬
‫• واالختيار على بصرية يكون وفق املنهجيات اليت سبق احلديث عنها ومنها اإلشراف من ذوي‬
‫االختصاص والعلم‪ ،‬وقد يكون الطغيان بالعلم بسبب غياب املربي‪.‬‬
‫‪ ‬دوام االستهداء باهلل وطلب الفتح منه‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫أحمد السيد‬ ‫العلم بين المنهجية والفوضوية‬
‫س َتعِنيَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَ ْورُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ‬ ‫خ ْيرِ أَنْ َي ْ‬ ‫قال ابن تيمية‪" :‬لَكِنَّ جِمَاعَ الْ َ‬
‫ستَحِقُّ أَنْ ُيسَمَّى عِ ْلمًا وَمَا سِوَاهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ عِ ْلمًا فَلَا يَكُونُ نَا ِفعًا؟ َوإِمَّا أَلَّا‬ ‫عَ َل ْيهِ وَسَلَّمَ فَإ َِّنهُ هُوَ الَّذِي َي ْ‬
‫اللهُ عَلَ ْيهِ وَسَلَّمَ مَا‬ ‫يَكُونَ عِ ْلمًا َوإِنْ سُمِّيَ ِبهِ‪ .‬وَلَ ِئنْ كَانَ عِ ْلمًا نَا ِفعًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي مِريَاثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى َّ‬
‫ِمتُهُ َفهْمَ َمقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَ َن ْه ِيهِ وَسَائِر كَلَا ِمهِ‪ .‬فَِإذَا‬ ‫خيْرٌ ِم ْنهُ‪ .‬وَ ْلتَ ُكنْ ه َّ‬‫ُي ْغنِي عَ ْنهُ مِمَّا هُوَ مِثْ ُلهُ وَ َ‬
‫ط َمأَنَّ قَلْ ُبهُ أَنَّ هَذَا هُوَ مُرَادُ الرَّسُولِ فَلَا َيعْ ِدلُ َع ْنهُ فِيمَا َب ْي َنهُ وَ َب ْينَ اللَّهِ َتعَالَى وَلَا َمعَ النَّاسِ إذَا أَمْ َك َنهُ‬ ‫ا ْ‬
‫اللهُ عَلَ ْيهِ وَسَلَّمَ‪.‬‬ ‫صلِ َمأْثُورٍ َعنْ النَّبِيِّ صَلَّى َّ‬ ‫ج َتهِدْ أَنْ َيعْتَصِمَ فِي كُلِّ بَابٍ ِمنْ أَبْوَابِ ا ْلعِلْمِ ِبَأ ْ‬ ‫ذَلِكَ‪ .‬وَ ْل َي ْ‬
‫اللهُ َع ْنهَا‬ ‫حهِ َعنْ عَا ِئشَةَ رَضِيَ َّ‬ ‫ختَلَفَ فِيهِ النَّاسُ فَ ْليَدْعُ ِبمَا َروَاهُ ُمسْلِمٌ فِي صَحِي ِ‬ ‫شتَ َبهَ عَ َل ْيهِ مِمَّا قَدْ ا ْ‬ ‫َوِإذَا ا ْ‬
‫اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل‬ ‫الليْلِ ‪َّ :‬‬
‫اللهُ عَ َل ْيهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي ِمنْ َّ‬ ‫اللهِ صَلَّى َّ‬ ‫أَنَّ رَسُولَ َّ‬
‫َالشهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَ ْينَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ‬ ‫السمَوَاتِ وَا ْلَأرْضِ عَالِمَ ا ْل َغ ْيبِ و َّ‬ ‫َوإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ َّ‬
‫ستَقِيمٍ فَإِنَّ اللَّهَ‬ ‫صرَاطٍ ُم ْ‬ ‫ختُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِِإذْنِك إنَّك َت ْهدِي مَنْ َتشَاءُ إلَى ِ‬ ‫ختَ ِلفُونَ ا ْهدِنِي لِمَا اُ ْ‬ ‫يَ ْ‬
‫س َتهْدُونِي أَ ْهدِكُمْ"‪.‬‬ ‫َتعَالَى قَدْ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ َع ْنهُ رَسُو ُلهُ‪ :‬يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا َمنْ هَدَيْته فَا ْ‬

‫❖ قواعد مهمة يف حتصيل العلم‪:‬‬


‫‪ ‬قاعدة االهتمام بالكتب املركزية؛ مما جيتمع أهلُ العلم على أساسيتها ومركزيتها يف العلم‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة أنواع القراءة؛ والتفريق بني هذه األنواع‪ ،‬وقواعد كل نوع‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة االهتمام بالنصوص املركزية اجلامعة يف العلوم داخل ال ُكتُب‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة فهم اخلارطة املعرفية للكتب‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة الرتاكم املعلوماتي‪ ،‬وعدم ترك الكُتُبِ دون إمتامها‪.‬‬
‫‪ ‬األمور الفنية يف العلم؛ كالقراءة ونسيان املقروء وامللل من القراءة‪ ،‬والتلخيص‪ ،‬وغريها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬اآلثار احلسنة املرتتبة على املنهجية يف العلم‪:‬‬


‫‪ ‬أن يكون العلم سبباً لزيادة اليقني وحل اإلشكاالت ووضوح الطريق‪.‬‬
‫‪ ‬االستمرار يف الطريق وعدم االنقطاع‪.‬‬
‫‪ ‬وضوح املواد املدروسة على طول الطريق‪.‬‬
‫‪ ‬احرتام العلم وتقدير أهله والرقي بنظرة اإلسالم للعلم‪.‬‬
‫‪ ‬تقوية احلالة العامة لألمة اإلسالمية بتقوية طالب العلم‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like