Professional Documents
Culture Documents
العلم بين المنهجية والفوضوية
العلم بين المنهجية والفوضوية
العلم بين المنهجية والفوضوية
1
أحمد السيد العلم بين المنهجية والفوضوية
ثالثا :أسباب الفوضى املعرفية:
غياب األهداف اليت يعيش ألجلها اإلنسان واليت ينظر من خالهلا إىل العلم:
وعالج هذا = وضع األهداف ،ومن أهم ما يدخل حتت مفهوم العلم :غياب معنى وسيلية العلم ،وهو أن
يكون العلم وسيلة موصلة إىل التعبد هلل ولنصرة دين اهلل.
غياب املنهجية:
العلم له قواعد منهجية معينة تَحكُم طريق اإلنسان العلمي ،ونقصد هنا قواعد منهجية كربى ،ومنها:
• البدء بصغار العلم قبل كباره :قال اإلمام البخاري" :ويقال :إن الرباني هو الذي يربي الناس
بصغار العلم قبل كباره ".
• التأني يف االنتقال بني خطوات العلم وعدم استعجال الثمرات.
• اإلشراف العلمي من ذوي العلم والتخصص :خاصة إذا كان يدخل مع اإلشراف الرتبية ،وانظر
قول الطربي يف تفسري (ولكن كونوا ربانيني)" :الربانيون هم عماد الناس فـي الفقه والعلـم
وأمور الدين والدنـيا ،ولذلك قال مـجاهد« :وهم فوق األحبـار» ،ألن األحبـار هم العلـماء.
والربـانـي :الـجامع إلـى العلـم والفقه ،البص َر بـالسياسة والتدبـري ،والقـيام بأمور الرعية ،وما
يصلـحهم فـي دنـياهم ودينهم".
• ضبط القواعد الكلية وفهم أصول العلم وضم اجلزئيات إىل الكليات ويردّ املتشابهات إىل
احملكمات.
• ترك شواذ األقوال وغرائبها والتمسك باملشهور املعتمد.
ضعف العزمية وعدم االستمرار يف اخلطط العلمية وإمتامها.
تتبع اإلشكاالت والشبهات وشواذ العلم.
رابعا :القواعد اليت جيب مراعاتها يف حتقيق البناء العلمي:
حتديد األهداف اليت يسعى املرء لتحقيقها يف حياته بشكل عام ،ويف العلم واملعرفة بشكل خاص.
البدء بالتأصيل الشرعي :ببناء القاعدة األوىل يف كل فن من العلوم الشرعية ومن ثَمَّ رفع البناء على
هذه القواعد؛ ليكون بناءً صحيحا.
.iمرحلة التأسيس والتأصيل :مرحلة بناء األساس األولي للعلم.
.iiمرحلة البناء :شرح وتفصيل األساسات.
.iiiمرحلة الضبط :رفع البناء وضبط شكله اخلارجي.
.ivمرحلة التمكن والتخصص :التزيني والتجميل.
البصرية يف اختيار اخلطة العلمية والعزمية يف الثبات على حتقيقها.
• واالختيار على بصرية يكون وفق املنهجيات اليت سبق احلديث عنها ومنها اإلشراف من ذوي
االختصاص والعلم ،وقد يكون الطغيان بالعلم بسبب غياب املربي.
دوام االستهداء باهلل وطلب الفتح منه:
2
أحمد السيد العلم بين المنهجية والفوضوية
س َتعِنيَ بِاَللَّهِ سُبْحَانَهُ فِي تَلَقِّي الْعِلْمِ الْمَ ْورُوثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ خ ْيرِ أَنْ َي ْ قال ابن تيمية" :لَكِنَّ جِمَاعَ الْ َ
ستَحِقُّ أَنْ ُيسَمَّى عِ ْلمًا وَمَا سِوَاهُ إمَّا أَنْ يَكُونَ عِ ْلمًا فَلَا يَكُونُ نَا ِفعًا؟ َوإِمَّا أَلَّا عَ َل ْيهِ وَسَلَّمَ فَإ َِّنهُ هُوَ الَّذِي َي ْ
اللهُ عَلَ ْيهِ وَسَلَّمَ مَا يَكُونَ عِ ْلمًا َوإِنْ سُمِّيَ ِبهِ .وَلَ ِئنْ كَانَ عِ ْلمًا نَا ِفعًا فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِي مِريَاثِ مُحَمَّدٍ صَلَّى َّ
ِمتُهُ َفهْمَ َمقَاصِدِ الرَّسُولِ فِي أَمْرِهِ وَ َن ْه ِيهِ وَسَائِر كَلَا ِمهِ .فَِإذَا خيْرٌ ِم ْنهُ .وَ ْلتَ ُكنْ ه َُّي ْغنِي عَ ْنهُ مِمَّا هُوَ مِثْ ُلهُ وَ َ
ط َمأَنَّ قَلْ ُبهُ أَنَّ هَذَا هُوَ مُرَادُ الرَّسُولِ فَلَا َيعْ ِدلُ َع ْنهُ فِيمَا َب ْي َنهُ وَ َب ْينَ اللَّهِ َتعَالَى وَلَا َمعَ النَّاسِ إذَا أَمْ َك َنهُ ا ْ
اللهُ عَلَ ْيهِ وَسَلَّمَ. صلِ َمأْثُورٍ َعنْ النَّبِيِّ صَلَّى َّ ج َتهِدْ أَنْ َيعْتَصِمَ فِي كُلِّ بَابٍ ِمنْ أَبْوَابِ ا ْلعِلْمِ ِبَأ ْ ذَلِكَ .وَ ْل َي ْ
اللهُ َع ْنهَا حهِ َعنْ عَا ِئشَةَ رَضِيَ َّ ختَلَفَ فِيهِ النَّاسُ فَ ْليَدْعُ ِبمَا َروَاهُ ُمسْلِمٌ فِي صَحِي ِ شتَ َبهَ عَ َل ْيهِ مِمَّا قَدْ ا ْ َوِإذَا ا ْ
اللهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ وميكائيل الليْلِ َّ :
اللهُ عَ َل ْيهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ إذَا قَامَ يُصَلِّي ِمنْ َّ اللهِ صَلَّى َّ أَنَّ رَسُولَ َّ
َالشهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَ ْينَ عِبَادِك فِيمَا كَانُوا فِيهِ السمَوَاتِ وَا ْلَأرْضِ عَالِمَ ا ْل َغ ْيبِ و َّ َوإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ َّ
ستَقِيمٍ فَإِنَّ اللَّهَ صرَاطٍ ُم ْ ختُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِِإذْنِك إنَّك َت ْهدِي مَنْ َتشَاءُ إلَى ِ ختَ ِلفُونَ ا ْهدِنِي لِمَا اُ ْ يَ ْ
س َتهْدُونِي أَ ْهدِكُمْ". َتعَالَى قَدْ قَالَ فِيمَا رَوَاهُ َع ْنهُ رَسُو ُلهُ :يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إلَّا َمنْ هَدَيْته فَا ْ
3