Professional Documents
Culture Documents
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى
أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى
وقيل ان املراد بعلم الغيب علمه باآلخرة وأن العذاب هناك هل يمكن ان يتحمله أحد باعطاء املال
ام ال بن اءا على صحة م ا ورد من القص ص في ش أن ن زول اآليات .والصحيح كم ا في امليزان أن ه ذا
االمر مذكور في قوله تعالى (أال تزر وازرة وزر اخرى) فاالولى تفسير هذه الجملة بما مر.
********************************************************************
اًل ًث
ما أجمل األمنيات وما أعذبها ،إننا نفكر ونرسم فى أذهاننا أحدا ا ومستقب حسبما تشتهى أنفسنا
وترجو ،فيها نحلم وننتظر تحقيق الحلم ،ولكن التحقيق ال يكون مؤكًد ا ،ووقوعه ال يحدث دائًم ا،
فاألمنيات نوع من الخيال ،لذا نقول ،ما أجمل الخيال ،وفى الوقت نفسه ما أصعبه.
َّن
الكثير م ا يريد للحياة أن تسير حسب رغبته وإرادته ،حسب حاجته الشخصية ،فيتمنى أن يحدث
كذا وكذا ،وأال يتعرض لكذا وكذا ،وقد يحدث له ما تمناه ،ولكن فى أحيان كثيرة ال يحدث ،حيث
ُة ُأل َل َف َّل َت َأ
يق ول هللا س بحانه وتع الى فى س ورة النجم " ْم ِل ِإل نَس اِن َم ا َم َّن ىِ ،ل ِه اآلِخ َر َو ا و ى" ،وي ذهب
املفسرون فى معناها إلى أن اإلنسان يتشهى أشياء كثيرة من مال وبنين ومكانة ،ولكن الحياة ال تسير
باألمنيات.
ليس معنى ذلك أن نتوقف عن التمنى ،أب ًد ا ،ولكن معناها أال نعتمد عليها فى حياتنا ،فاألمنيات هى
أم ور نفس ية ،ال عالق ة له ا بعم ل وال ج د وال اجته اد ،هى رغب ة فى داخلن ا ،ويمكن الق ول هى اله دف
الذى نريده ،فإن توقف األمر عند األمنية والرغبة ،فعلينا االنتظار ومواصلة التمنى ،أما إن حولنا
ه ذه األمني ات إلى فع ل وجعلن ا منه ا ه دفا ،فإنن ا ب ذلك ن دخل فى مس توى آخ ر من انتظ ار التوفي ق
اإللهى.
نع رف أن العقلي ة العربي ة هى نت اج س نوات من ت راكم األفكار ال تى تعلى من قيم ة "التم نى" ،م ع أن
الق رآن الك ريم النص ال دينى األساسى فى ه ذه العقلي ة ال يعت د باألمني ات تمام ا ،يق ول هللا س بحانه
وتع الى فى س ورة النس اء "ليس بأم انيكم وال أم انى أه ل الكت اب" ،ويق ول الح ديث الش ريف "عن أبى
هريرة قال :قال رسول هللا -صلى هللا عليه وسلم " -إذا تمنى أحدكم فلينظر ما يتمنى ،فإنه ال يدرى
ما يكتب له من أمنيته" وهذه النصوص دالة على أن األمنيات ال تحقق األهداف ،لكنها كاشفة فقط
عما فى داخل النفس.
ًن
قلنا إن التمنى ليس عيًب ا ،ولكن الوقوف على حافته وانتظار أن تحدث املعجزة ليس مضمو ا ،لذا
وجب علينا أن نتجاوز فكرة األمنية وندخل فى إطار أكثر تماسكا يسمونه "السعى".