Professional Documents
Culture Documents
ملخص مقياس منهجية إعداد مذكرة ماستر أ خليفاتي
ملخص مقياس منهجية إعداد مذكرة ماستر أ خليفاتي
املجموعة3؛
1
ماهية البحث العلمي:
البحث العلمي عملية مجتمعية وتنموية ضرورية ،يتم فيها توظيف املعرفة وتطويرها ،ولذلك أصبح
البحث العلمي واالرتقاء باملعرفة هدفا لكل الدول الرشيدة وخاصة الدول املتقدمة ،ولتحقيق ذلك يتطلب
األمر تعبئة كل اإلمكانيات وتهيئة الظروف وتجميع الجهود لتحقيق النتائج بشكل فعال.
عملية متكاملة من حيث األهداف والوسائل ،تسعى لتعبئة كل اإلمكانيات املتاحة من أجل االكتشاف
وتطوير املعرفة ،بما يخدم رفاهية املجتمعات واألفراد في الجوانب املختلفة للحياة (االقتصادية،
االجتماعية ،الصحية.. ،الخ) ،فهو (البحث العلمي) إذن نشاط عقلي منظم ،دقيق ومضبوط يهدف لحل
اإلشكاليات املختلفة عبر التجارب واملالحظات وبناء النظريات واكتشاف القوانين .ويعتمد البحث العلمي
على عدة منطلقات ،أهمها:
▪ استخدام املفاهيم :واملفاهيم عبارة عن رموز تحملها عقولها وتقابلها معاني ،ما يجعلها بناء
ُ
منطقي متكامل؛ وعادة ما نستخدم هذه املفاهيم عندما نفكر أو نحاول توضيح أفكارنا؛
▪ االلتزام بأخالقيات البحث العلمي؛
▪ االلتزام باملوضوعية :ما يمكن الباحث من الحكم على الحقائق دون تحيز أو تأثر بامليوالت
الشخصية واملحيط؛
▪ االعتماد على املنطق :يعتمد األسلوب العلمي على املنطق في بحثه عن النتيجة؛
▪ االعتماد على األدلة والبراهين لتبرير النتائج :فاإلجابة على األسئلة ال تكون باالعتماد على
التخمين والحدس ،بل عبر جمع معلومات ثابتة وصادقة باستعمال املالحظة والتجربة ،ثم
تحليلها باستعمال الطرق املناسبة (اإلحصائية مثال) بما يسمح بتفسيرها بشكل مبرهن؛
▪ إمكانية التأكد من صحة النتائج :فالنتيجة التي يتوصل إليها الباحث مبرهنة وواضحة ،وأسلوبه
العلمي ُيبين كيفية بلوغها ،كما يمكن إعادة اختبارها من ِقبل باحث أو باحثين آخرين؛
▪ التعميم :فالعلم ال يصل إلى نتائج بناء على أحداث فردية (شاذة) ،بل ُيثبتها بالنظر إلى ظواهر
2
تتعدد أهداف البحوث العلمية حسب نوعها وطبيعتها؛ ويمكن تلخيص أهمها فيما يلي:
▪ تحصيل املعرفة :ينطوي اإلنسان بشكل فطري على حاجة التدبر والتفكر في كل ما يصل إليه
وعيه؛ فالعقل البشري وجد ليبحث في سر الوجود وعن الحقيقة بمختلف أبعادها؛
▪ الوصف :يسعى الباحث إلى وصف الظواهر املحيطة به بشكل منهجي ،ما يمكن من حصر أصولها
وأبعادها وكل ذلك في سبيل فهمها؛
▪ الوصول إلى حقائق جديدة؛
▪ تفسير الظواهر :وذلك بإيجاد طبيعة العالقات بينها وتحليلها؛ ومن أبرز هذه العالقات :العالقات
السببية للظاهرة وبين الظواهر؛
▪ إيجاد حلول للمشكالت؛
▪ التنبؤ باملستقبل :وذلك باتباع املنهج العلمي وأساليب املنطق ،وبشكل ُمناف تماما ملظاهر
الدجل؛
▪ التجديد واالبتكار؛
الباحث املثالي هو" :ذلك الشخص الذي يعمل على دراسة إشكاليات ومحاولة حلها بشكل نظامي ُممنهج،
مستندا في ذلك على مصادر ومعطيات ينطلق منها ،ويبني عليها جهوده الستكشاف املجهول واستخالص
النتائج".
ُ
يتميز الباحث املثالي بعدة صفات تساعده في إنجاز بحث متكامل؛ ما يمكنه من تطبيق املنهجية
الصحيحة والوصول إلى نتائج تجيب عن إشكالية بحثه والدفاع عن قناعاته بشكل غير متحيز ومقارنتها
بالبحوث األخرى بطريقة محايدة .ومن أهم هذه الصفات ما يلي:
▪ القدرة على البحث اإلبداعي :باالعتماد على سعة االطالع والقدرة على التفكير ،فجمع املادة
العلمية (من معطيات ومصادر) غير كاف النجاز بحث علمي متميز؛ بل يجب أن يضاف إليه
مهارات مرتبطة بالباحث ذاته كالقدرة على التحليل والتفسير واالستنباط؛
▪ التمتع بالحدس :الحدس هو توقع العقل للنتيجة مباشرة وبدون وسائط ،إذ أنه مرتبط باملعرفة
املباشرة غير التدرجية وال املبنية على وسائط ،وهو خاصية غير متوفرة لدى الجميع بل لدى
3
أشخاص بعينهم ،وهو مفيد جدا في البحث العلمي إذ أن أغلب االكتشافات ارتبطت بالحدس
الشخص ي ألصحابها؛
▪ التكوين الكافي :على األقل في تخصص البحث؛ فالتخصص يسمح بتراكم املعرفة من منطلق أن
الباحث يخصص وقته وجهده للتعمق في تخصصه ،واالطالع على أهم البحوث التي أجريت فيه؛
إال أن الباحث الحذق ال يجعل تخصصه يقف حائال أمام فهم العالقات والترابطات املوجودة بين
فروع املعرفة املختلفة؛
▪ التمتع بالحرية األكاديمية :وتعني قدرة الباحث على الكشف عن نتائج بحثه دون أي خضوع ألي
نوع من الضغوط ،وتعتبر بيئة البحث داعمة للحرية األكاديمية إذا كانت تساعد الباحث على أن
يكون بمنأى عن أي إزعاج بسبب مخالفته لالتجاهات واآلراء املتعارف عليها أو املتبناة من ِقبل
الجهات الرسمية ،وأن يكون محصنا ضد الفصل من مهامه بسبب االختالف مع رأي مؤسسته أو
زمالئه؛
▪ املعرفة باللغات األجنبية :حيث أنها وسيلة الباحث لالطالع على وضعية املعرفة في مجاله ،ألن
أغلب البحوث في مختلف حقول املعرفة بلغات أجنبية؛ ففي علوم االقتصاد واإلدارة مثال أغلب
البحوث املنشورة مكتوبة باللغة االنجليزية ،كما تعتبر اللغة االنجليزية لغة املؤتمرات العلمية
ومعظم املنظمات الدولية املتخصصة؛
من املهم اإلشارة إلى املعرفة باللغات األجنبية ال تقتض ي بالضرورة اإلتقان واإلملام ،بل يكفي
مستوى القراءة والفهم اإلجمالي للنصوص فقط (مستوى املعرفة بالقراءة لغير الناطقين).
▪ التمتع بأخالق الباحث :وذلك بأن يؤدي التزاماته املرتبطة بالبحث العلمي؛ وعادة ما يتم تضمين
هذه االلتزامات في مدونة أخالقيات ،ومن أهمها ما يلي:
-مراعاة سرية بعض املعلومات التي يمكن تلحق ضررا باألشخاص واملؤسسات ،مثل :نشر
معلومات عن مؤسسة تربص ال تدفع الضرائب مع تسميتها قد ُيعرضها لعقوبات وتشويه ،أو
نشر مكونات صناعة منتج مؤسسة ما قد يعرضها للخروج من السوق؛
-احترام الحقوق والحريات الفردية لألشخاص من حيث عدم التشهير بحياتهم الخاصة
وأسرارهم املهنية؛
-احترام ثقافة وديانة املبحوثين؛
-طلب املوافقات والتصاريح الالزمة لجمع املعلومات ذات الطابع الخاص من الجهات الرسمية
املسؤولة عنها؛
4
-عدم استخدام البيانات واملعلومات التي تم الحصول عليها إال لألغراض البحثية التي تم
جمعها من أجلها؛
-احترام رغبة املبحوثين في عدم االستمرار في البحث في أي لحظة يرغبون في ذلك؛
-احترام حق املبحوثين في اإلطالع على نتائج البحث عند اكتماله؛
-السعي الحترام كل املعايير العلمية الضرورية إلعداد البحث؛
-استعداد الباحث للتخلي عن أفكاره وقناعته إذا تبين له عدم صحتها؛
-عدم تكليف شخص أو أشخاص آخرين بالقيام بالبحث نيابة عنه مع نسبته له؛
-االبتعاد عن كل شبهة سرقة علمية ،وذلك بعدم أخذ أفكار اآلخرين أو أعمالهم أو جزء منها
ونسبتها إلى نفسه؛
▪ األمانة العلمية :وذلك بأن يبتعد الباحث عن الكذب واالنتحال...،الخ؛ وأن ال ُيس يء للنصوص
واالستشهادات املنقولة بالبتر والتحريف أو نسبتها إلى غير أصحابها؛
▪ الروح النقدية :تلزم الباحث بأن ال يقبل من املعلومات واآلراء إال ما يكون مقنعا على أسس
ُ
علمية ،وأن ال ُيعفي نفسه وأفكاره من النقد ،وأن يعترف بخطئه إذا ما بدا له أو نبه له من
باحثين آخرين؛
▪ النزاهة :وذلك بأن ُيبعد بحثه عن ميوالته ومصالحه واتجاهاته الشخصية ،وأن يعالج املواضيع
بتجرد تام وأن يسعى للحقيقة بغض النظر عن ما يمكن أن يجنيه من مكاسب مادية؛
▪ الحياد :وذلك بعدم االنحياز املسبق لطرف من أطراف النزاع العلمي ،فالباحث املثالي يعطي لكل
رأي من اآلراء املتعارضة حقها؛
▪ املسؤولية االجتماعية :يسعى الباحث املثالي ألن تكون بحوثه نافعة للمجتمع ولإلنسانية،
ويتجنب املواضيع التي استنفذت بحثا ،وال جديد منتظر منها.
يطلب هذا النوع من األعمال باعتباره إحدى متطلبات إتمام مرحلة جامعية ما (كالليسانس أو املاستر)،
ويدخل ضمن البحوث القصيرة بسبب الفترة الزمنية املخصصة له والتي ال تتعدى سنة واحدة ،حيث
يختار الطالب مشرفا وموضوعا للبحث؛ فمذكرة التخرج إذن عبارة عن جهد مكتوب بطريقة ممنهجة
يلخص عمل بحثي معين.
5
والهدف من وراء مذكرة التخرج هو تدريب الطالب على أن يكون باحثا محترفا ،وذلك كون املذكرة هي
أحسن وسيلة لتدريبه على القواعد األساسية للبحث العلمي ،كتمكينه من معرفة مصادر املعلومات،
وتدريبه على التفكير العلمي العميق ،والقدرة على التعبير عن أفكاره وجمع وتلخيص أفكار اآلخرين .كما
أن ملذكرة التخرج ومناقشتها جانب نفس ي مرتبط برضا الطالب عن ذاته ورضا والديه و/أو العائلة
واألصدقاء عليه.
تمكن مذكرة املاستر -باعتبارها النموذج املثالي ملذكرة التخرج -الطالب من التعود على البحث العلمي من
خالل إيجاد املواضيع وتحديد اإلشكاليات وبناء الفرضيات واختيار أدوات البحث املناسبة وامتالك
املهارات املناسبة في إعداد النماذج الرياضية والتعامل اإلحصائي مع املعطيات والجداول اإلحصائية.
يمكن تعريف منهج البحث العلمي على أنه "ذلك الطريق املؤدي إلى الكشف عن الحقائق العلمية،
واملتضمن مجموعة من القواعد التي تساعد العقل على التفكير والتحرير العلميين حتى يصل إلى نتائج
ذات نوعية".
6
ثانيا .تصنيف مناهج البحث العلمي:
-معيار األساليب واالجراءات التي يعتمد عليها الباحث. -معيار طبيعة العمليات العقلية؛
وفق هذا املعيار يمكن التمييز بين نوعين من املناهج ،هما - :املنهج االستقرائي؛ -املنهج االستنباطي.
.1املنهج االستنباطي :هو املنهج الذي يستدل بالقضايا املسلم بها من أجل الوصول إلى القضايا التي
تنتج عنها بالضرورة ،وهذا باستخدام أدوات املنطق دون اللجوء إلى التجربة؛ ويعتمد املنهج
االستنباطي على عدد من املبادئ العقلية ،هي:
ً
-مبدأ الهوية :ومعناه أن للش يء ذاتا واحدة؛ فال يمكن أن يكون غير نفسه؛
-مبدأ عدم التناقض :ومعناه أن الش يء موجود أو غير موجود ،ويستحيل أن يكون وال يكون في
نفس الوقت؛
-مبدأ الثالث املرفوع :أي أن الشيئين املتنافيين (املتناقضين) ال يمكن أن يلتقيان.
يستخدم املنهج االستنباطي عدة أدوات من أهمها أداة القياس املستعملة في استخالص النتائج؛ ويتم
ُ
ذلك عبرترتيب ثالث قضايا :تسمى األولى والثانية باملقدمتين في حين تسمى الثالثة النتيجة.
مثال:
مقدمة كبرى كل مؤسسة مسعرة في البورصة ملزمة باإلفصاح دوريا عن معلوماتها املالية
.2املنهج االستقرائي :هو املنهج الذي ينتقل فيه الباحث من الجزء إلى الكل؛ إذ عادة ما يتم
استعمال أسلوب العينة في البحث ليتم بعدها تعميم النتائج على كل مجتمع الدراسة.
❖ معيار األساليب واإلجراءات التي يعتمد عليها الباحث:
7
وفق هذا املعيار يمكن التمييز بين عدة أنواع من املناهج ،هي:
.1املنهج الوصفي:
.1.1ماهية املنهج الوصفي :يقوم املنهج الوصفي بدراسة الظواهر كما هي في الواقع والتعبير عنها
بشكل كمي و/أو كيفي بما يوضح حجم الظاهرة ودرجة ارتباطها بالظواهر األخرى ،أو بوصف
الظاهرة وتوضيح خصائصها.
تختلف طبيعة البحوث التي تعتمد على املنهج الوصفي من حيث عمقها ،وتتراوح بين كونها مجرد
وصف للظواهر كميا و/أو كيفيا كما هي في الواقع دون دراسة أسباب حدوثها ،مرورا بالبحوث التي
تسعى للتعرف على األسباب املحدثة للظاهرة وصوال للبحوث التي تقترح ما يمكن فعله أو تغييره في
املوقف محل الدراسة.
ُ
وتبنى البحوث القائمة على املنهج الوصفي على -بعض أو كل -ما يلي:
8
)2املسح باستعمال العينة :وذلك باختيار عينة ممثلة للمجتمع ودراستها ،ليتم في النهاية
• أسلوب دراسة الحالة :يمكن تعريف الحالة بأنها :عبارة عن نظام متكامل في حالة سير؛ وإلى
دراسة الحالة على أنها :البحث املعمق في حالة أو في عدد قليل ومحدد من الحاالت بشكل مفصل
وشامل ،وتكون غالبا في شكل تحقيق ميداني يدرس ظاهرة معينة في سياقها الحقيقي عندما تكون
الحدود غير واضحة بين الظاهرة وسياقها ،وقد تكون هذه الحالة فردا؛ مؤسسة؛ نظاما؛ ...الخ.
وتهدف دراسة الحالة إلى :استكشاف حالة؛ أو دراسة حالة على ضوء نظرية معينة؛ اختبار تأثير
أحد أو كل املتغيرات املحيطة بالحالة عليها.
-املرونة؛ -تسمح بتخمين الفرضيات؛ -إضافة دراسة حالة جديدة عند تعدد دراسة الحاالت
حول ظاهرة معينة؛ -توحي بآفاق البحث مستقبال؛ -تسمح بالتعمق في جميع جوانب الحالة
محل الدراسة.
-إمكانية الوقوع في معلومات مظللة؛ -صعوبة اختبار وتعميم نتائج دراسة حالة واحدة أو عدد
قليل من الحاالت على مجتمع الدراسة؛ -إمكانية االبتعاد عن املوضوعية والوقوع في الذاتية عند
دراسة حالة واحد؛ -صعوبة اختيار الحالة بشكل موضوعي ألن االختيار عادة ما يتم بناء على
عالقات الباحث أو بالنظر للتسهيالت املمنوحة له.
• أسلوب املقارنة :يقوم األسلوب على املقارنة بين الظواهر أو الوضعيات املختلفة ،ملعرفة أسباب
ُ
الحدوث أو العوامل التي تصاحب حدثا ما؛ ويتميز هذا األسلوب بأنه غير مكلف ال من حيث
النفقات وال الجهد وال يتطلب تصميم وإجراء التجارب على الظاهرة أو الوضعية .ويتم اللجوء إلى
هذا األسلوب عند:
-صعوبة تطبيق املنهج التجريبي؛
-عندما ال يكون الباحث مضطرا إلى إجراء تغيير في واقع الظاهرة؛
.2املنهج التجريبي:
9
هو منهج يستخدم التجربة كوسيلة لدراسة الظواهر وقياس املتغيرات املتحكمة فيها؛ ويستعمل
كثيرا في علوم الطبيعة والحياة ،عكس العلوم اإلنسانية واالجتماعية التي ُيعتبر استعمال هذا النوع
من املناهج فيها حديثاُ ،مقيدا وصعبا ،باعتبار أن هناك حدودا إنسانية وقانونية كثيرة تجعل من
إخضاع اإلنسان للتجربة أمرا في غاية الحساسية وقد يعرض الحقوق والكرامة اإلنسانيتين
للخطر ،ما يجعل القائم بالتجربة أمام طائلة املساءلة الجزائية.
.3املنهج التاريخي:
هو منهج ُيمكن من إعادة بناء الوقائع املاضية في سياقها ،وذلك بإعادة ترتيبها والسعي لتفسيرها
عبر ربطها ببعضها البعض أو بمتغيرات أخرى ضمن السياق الذي وقعت فيه؛ ويهدف الباحث من
وراء تطبيق هذا املنهج إلى فهم الحاضر على ضوء املاض ي ووقائعه ،وذلك بمعرفة الظروف
واملالبسات التي مرت بها الظاهرة املدروسة.
10
ُسبل جمع البيانات (املعلومات) في البحث العلمي:
يعتمد البحث العلمي على البيانات (املعطيات) باعتبارها املادة الخام التي يستعملها لبلوغ أهدافه؛ ويقوم
بالعمل عليها باستخدام مختلف أدوات املعالجة والتحليل ،وتعتبر املراجع األكاديمية وأدوات جمع
املعلومات من امليدان أهم السبل لجمع البيانات (املعطيات) بالنسبة لكل باحث.
أوال -املصادر :يمكن تعريف املصدر بأنه حامل املعرفة الذي يمثل أصال وأساسا ملوضوع البحث ،أي أن
املصدر يعتبر بحثا مؤسسا للعلم أو ميدان البحث أو موضوع البحث ،وبالتالي فإن املصادر تمثل مختلف
الدراسات والوثائق األولى أو التي تمثل نقلة نوعية في حقل معرفي معين ،وقد تمثل األشخاص الذين
عايشوا األحداث والوقائع املتعلقة بموضوع معين أو كانوا طرفا فيها.
ثانيا -املراجع األخرى :يمثل مرجعا -آخر -كل حامل مادي للمعرفة يساهم في تفسير وتحليل ودراسة
املصادر.
وتعتبر املصادر أكثر موثوقية ومصداقية في البحث العلمي من املراجع األخرى؛ فكلما زاد عدد املصادر في
بحث ما كلما دل ذلك على أنه بحث جاد.
من منظور البحث العلمي ال تعتبر كل حوامل البيانات (املعطيات) مراجع؛ فاملرجع هو حامل مادي
ُ
للمعرفة يتميز باالستقاللية بين مختلف مكوناته ،فإذا نزعت بعض وحداته ال تؤثر في الباقي باعتبار أنها
(وحداته) مستقلة نسبيا ،ويتم استشارة املرجع عادة من الباحثين بخصوص بيانات (معطيات) معينة؛
ُ
ومن هذا املنطلق فإن الحوامل املادية التي تأتي في شكل ُمتتابع وتقرأ بهدف الترويح عن النفس مثال ال
تعتبر من املراجع ومثال ذلك الروايات والقصص.
11
.2.1أنواع املراجع:
توجد العديد من املراجع التي يتم استخدامها في البحث العلمي ،أهمها ما يلي:
ُ
أوال -الكتب:
يمثل الكتاب حامال ماديا للمعرفة يقرر حقائق وقضايا مسلمة في مجال تخصصه ،وعادة ما يتم إعداده
بغرض التدريس ما يجعله متضمنا ملفاهيم وإيضاحات وأمثلة؛ كما يمكن أن يصدر في شكل كتاب
البحوث العلمية املتميزة التي توص ي املؤسسات األكاديمية واألساتذة املتخصصين باعتمادها كمقررات
دراسية أو مراجع علمية للطلبة.
ثانيا -التقارير:
يمثل التقرير عرضا تفصيليا ملوضوع معين صادر عن جهة وظيفية أو جهاز إجرائي أو مؤسسة رسمية ما،
ويتضمن التقرير بيانات وحقائق تساعد املستعمل على اإلحاطة بطبيعة الظاهرة أو سيرها أو ُبمجريات
العمل في شكل صورة واضحة ،وذلك بدون إبداع أو التزام بالقواعد املنهجية .ومثال ذلك :تقرير صندوق
النقد الدولي؛ تقرير بنك الجزائر؛ تقرير مجلس إدارة الشركة؛ تقرير محافظ الحسابات؛ ...إلخ.
حيث تتضمن عروض مداخالت تخضع لعملية تحكيم وانتقاء مسبق ومناقشة بعدية من ِقبل لجان
وهيئات علمية عالية املستوى؛ ما جعل هذا النوع من املراجع من أهم وسائل نشر املعرفة وتحديث
املعلومات؛ وعادة ما يتم إصدار أعمال امللقيات واملؤتمرات العلمية في شكل مطبوعات ورقية و/أو
إلكترونية.
هي عبارة عن بحوث علمية متخصصة تتناول إشكاليات محددة يتم معالجتها باحترام قواعد املنهجية
وأخالقيات البحث العلمي ،وتقدم للمؤسسات األكاديمية ضمن متطلبات الحصول على درجة علمية
معينة.
12
خامسا -املقاالت العلمية:
املقال العلمي عبارة عن بحث علمي متخصص ،قصير نسبيا ،يجيب عن إشكالية علمية أو يوضح
موضوعا معينا ،ويمكن أن يكون أصيال متضمنا لقيمة مضافة معتبرة ،أو مجرد عمل مرجعي يستعرض
املعلومات والبحوث التي خاضت في موضوع معين.
وهي النصوص الصادرة عن السلطات واملنظمة للحياة بمختلف جوانبها (السياسية؛ االقتصادية؛
ُ
االجتماعية؛ الثقافية؛ ...الخ) ،وتبين الشروط والكيفيات والحقوق والواجبات وكذا املمنوعات والعقوبات
املترتبة عن املخالفة.
بمختلف أنواعها :األقراص املرنة والصلبة واملضغوطة؛ البريد اإللكتروني؛ املواقع اإللكترونية
املتخصصة؛ ...الخ.
في طريقه للبحث عن املعلومات يطلع الباحث على العديد من املراجع ذات الجودة والقيمة املختلفة ،ما
يضطره للمفاضلة بينها الختيار األحسن ،باستعمال مجموعة من املعايير ،هي:
للمؤلف وسمعته في األوساط العلمية :تختلف نوعية املراجع حسب ِ ▪ املستوى العلمي
مستويات مؤلفيها ودرجة إطالعهم ُومساهمتهم في مجال تخصصاتهم ،ما ُيشجع الباحث القارئ
على األخذ منها أو يدفعه لعدم االعتماد كليا أو جزئيا؛
▪ نوعية األسلوب املتبع :أي كيفية سرد وتحليل وترتيب املعلومات ،ومدى االلتزام باملوضوعية
واحترام األسلوب العلمي والقواعد املنهجية املتعارف عليها؛
▪ تاريخ تأليف املرجع :صالحية املرجع مرتبطة عادة بتاريخ التأليف؛ فاملعرفة االنسانية في تطور
سريع ومستمر؛
ُ ََُ
▪ ُسمعة الناشر الذي أصدر املؤلف أو املجلة التي نشر بها املقال :للناشر دور هام في إضفاء
املصداقية على املرجع؛ فبعض الناشرين معروفون في الساحة العلمية بصرامتهم واختيارهم
13
الدقيق للمؤلفات التي ينشرونها؛ وهناك ناشرون ال ينشرون إال في تخصصات معينة ،والبعض
ُ َ
منهم ال ينشرون املؤلف إال بعد إحالته على لجنة تحكيم ومراجعة متخصصة؛
▪ شمولية املرجع :أي مدى سعته وتعمقه في املوضوع ومدى حداثة املعلومات التي يتضمنها مقارنة
باملراجع املشابهة األخرى.
يقوم الباحث بجمع هذا النوع من املعلومات –سواء كان البحث كميا أو كيفيا -باستخدام أدوات ووسائل
البحث امليداني ،وهي - :املالحظة؛ -املقابلة؛ -االستبيان
أوال .املالحظة:
وتكون بتوجيه الحواس واالنتباه إلى ظاهرة أو مجموعة من الظواهر لكشف صفتها و/أو خصائصها ما
يسمح بتحقيق مستوى معرفي جديد؛ ويمكن االستعانة عند املالحظة بآالت وأدوات تزيد من فعاليتها؛
وتعتمد نوعية املالحظة على قدرته على ترجمة ما الحظه من وقائع وأحداث إلى عبارات ذات معنى وداللة؛
ُ
وتجدر اإلشارة إلى أن املالحظة تستخدم كثيرا في البحوث االستكشافية؛
ثانيا .املقابلة:
هي تقنية لجمع املعلومات بقصد تحليلها ،بحيث تعكس الحالة الذهنية الواعية وغير الواعية
للمستجوبين ،وتعتبر املقابلة وسيلة اتصال مباشر بين الباحث من جهة ومن تتوفر لديهم املعلومات من
جهة أخرى .من الضروري على الباحث احترام بروتوكول متعارف عليه لضمان إدارة كفؤة للمقابلة ،يتكون
من:
• إعداد دليل للمقابلة :وذلك بأن ُيعد الباحث مخطط املقابلة الذي يضمن جمع املعلومات
الضرورية بشكل كفؤ وفعال ،ويكون ذلك بتحديد كيفية بدء املقابلة واالنتهاء منها؛ كيفية
التعامل مع املشاكل التي قد تنتج أثناء املقابلة؛ ...الخ ،ويمكن التفصيل في ذلك كما يلي:
-قبل إجراء املقابلة :يجب* :املساواة في معاملة املستجوبين؛ *طمأنة املستجوبين بالحفاظ
على السرية املطلوبة؛ *بناء الثقة مع املستجوب.
14
-أثناء املقابلة :من الضروري* :عدم إعطاء مؤشرات قد تقود املستجوب إلى نوع معين من
اإلجابات؛ *تشجيع املستجوب على اإلفصاح باملعلومات الضرورية؛ *الرجوع إلى األسئلة التي
لم يستطع املستجوب الرد عليها –بالطريقة املناسبة.
• الظروف املالئمة إلجراء املقابلة :أي اإلجراءات التي يجب على الباحث التحكم فيها لضمان جودة
املقابلة ،وهي* :يجب أن تكون طريقة تقديم األسئلة محفزة للمستجوب على اإلجابة؛ *التقليل
من مدة املقابلة ما أمكن لتجنيب املستجوب اإلرهاق وامللل؛ اختيار مكان املقابلة بحيث ُيشعر
املستجوب بوجود الخصوصية؛ *التقليل من وجود األشخاص غير املعنيين مباشرة باملقابلة ما
أمكن ألن وجودهم قد ُيؤثر على عفوية اإلجابات؛ *سؤال املستجوب عن الظروف التي يراها
مالئمة إلجراء املقابلة.
• تسجيل أهم نقاط املقابلة :وذلك بتلخيص محتوى املقابلة بشكل مكتوب (أو في شكل ملف
صوتي أو في صيغة فيديو إن سمح املستجوب بذلك) دون اإلخالل بمسار املقابلة.
ثالثا .االستبيان:
❖ ما هو االستبيان؟ُ :يمثل االستبيان أداة فعالة لجمع املعلومات خاصة في البحوث الكمية؛ وهو
مجموعة من األسئلة املُعدة مسبقا واملوجهة للمستجوبين املستهدفين ،الذين عادة ما يمثلون
عينة صغيرة من مجتمع الدراسة .ويتم إعداد االستبيان عبر عدة خطوات ،أهمها:
▪ القراءة :وذلك بمطالعة البحوث والدراسات السابقة التي تناولت املوضوع،ما ُيمكنه من معرفة
نوع وطبيعة وحجم املعلومات الواجب جمعها ،واستنتاج طبيعة املستجوبين املستهدفين واألسئلة
التي توصل إليها؛
▪ اختيار ُسلم القياس :إذ أن هناك مجموعة من الساللم التي يمكن استخدامها في االستبيان ،وهي:
-ساللم اسمية :يتم فيها توزيع املتغيرات إلى عدة مجموعات تبعا لخصائصها النوعية؛ مثل
توزيع املؤسسات حسب قطاعات النشاط؛ ...الخ؛
-ساللم ُرتبية :يتم فيها ترتيب املتغيرات تصاعديا أو تنازليا وفق معيار معين ،وهذا باستخدام
ُ
أرقام -التمثل كميات -أو عبارات محددة؛
-ساللم فاصلة أو مجاالت :يتم فيها ترتيب املتغيرات بطريقة تكون فيها املسافات بين األرقام
متوافقة مع املسافة بين املتغيرات؛
15
-ساللم نسبية :يتضمن هذا النوع من الساللم جميع خصائص الساللم السابقة مع وجود
خاصية الصفر املطلق ،ما يمكن من إجراء العمليات الحسابية من جمع وطرح وضرب... ،الخ.
❖ أنواع أسئلة االستبيان :هما نوعان اثنان* :أسئلة مغلقة؛ *أسئلة مفتوحة.
ُ
*األسئلة املغلقة :وهي تلك األسئلة التي تعطى لها خيارات محدودة ،بحيث يؤشر املستجوب على
واحد أو بعض من هذه الخيارات؛
ُ
*األسئلة املفتوحة :وهي تلك األسئلة التي تعطى فيها مساحة للمستجوب ،بحيث ُيجيب عليها
كيفما يشاء.
16
طريقة IMRADلكتابة البحوث العلمية:
-1التعريف بالطريقة:
طريقة IMRADهي أسلوب تنظيمي أثبت نجاعته في إعداد البحوث العلمية ،وخاصة في املجاالت العلمية
التجريبية والطبية واالجتماعية.
فطريقة IMRADتوفر هيكلية واضحة وهادفة لكتابة البحوث العلمية ،مما يسهل فهمها ومتابعتها ونقدها
من قبل املتخصصين ومختلف الباحثين والقراء اآلخرين.
ً
اختصارا لألجزاء الرئيسية األربعة التي ينبغي أن تتضمنها البحوث العلمية: وتمثل طريقة IMRAD
يتم في هذا الجزء تقديم موضوع الدراسة وتحديد إشكالية البحث .كما يتم إبراز إطار الدر اسة ،بحيث
ُيبين أهمية البحث ويوضح الفرضيات ،والعديد من العناصر األخرى .كما يتم عرض أهم الدراسات
السابقة ذات الصلة إيجاد الفجوات املعرفية وإظهار القيمة املضافة للبحث.
يوضح هذا القسم الطريقة أو األساليب التي تم استخدامها لجمع بيانات ومعطيات الدراسة .كما يتم فيه
وصف تصميم الدراسة وطريقة اختيار العينة وجمع البيانات وأدوات التحليل .ومن الضروري ن يكون
ً
ومفهوما لتمكين الباحثين اآلخرين من تكرار الدراسة بهدف التأكد من سالمة النتائج. ً
واضحا هذا الجزء
يعرض هذا الجزء النتائج التي تم الوصول إليها من خالل تحليل البيانات .ويلجأ الباحث الستخدام
الوسائل التوضيحية كالجداول والرسوم البيانية واألرقام لتوضيح النتائج بشكل موضوعي ومنهجي .ومن
املهم التنبيه إلى أن هذا الجزء غير مخصص لتفسير النتائج ،حيث يجب ترك ذلك للجزء األخير وهو جزء
املناقشة.
17
رابعا) املناقشة (:)Discussion
يحلل هذا القسم النتائج املقدمة ويقارنها بالدراسات السابقة واإلطار النظري املقدم .كما يتم فيه توضيح
مدى تطابق النتائج مع الفرضيات وتوجيهات البحث .ومن الضروري أن يحتوي هذا الجزء على تفسيرات
معمقة وتحليالت نقدية للنتائج باإلضافة إلى عرض النتائج غير املتوقعة.
يمكن اختصار أهداف الباحث من خالل تطبيق طريقة IMRADفي عدة نقاط ،هي:
)1تنظيم البحث :توفر منهجية IMRADهيكلية محددة تساعد الباحث على تنظيم أفكاره ونتائجه
بشكل منطقي ومنظم.
)2توثيق البحث :تسهل طريقة IMRADعملية توثيق البحث ،حيث يتم توضيح جميع الخطوات التي
تمت في الدراسة بوضوح ،مما يسمح بتكرار الدراسة والتحقق من النتائج.
)3تسهيل القراءة والفهم :من خالل تقسيم البحث إلى أقسام متميزة ،ما يسهل على القراءة وفهم
املحتوى بشكل أفضل ،حيث يمكن هذا التقسيم من تصفح األجزاء املختلفة وفهم املعلومات بسهولة.
)4تسهيل التواصل العلمي :بفضل انتشارها واستخدامها الشائع ،يمكن للباحثين من مختلف بقاع
العالم من تبادل البحوث ونقدها بسهولة ،مما يساعد على التواصل العلمي وتبادل األفكار والنتائج.
)5املساعدة في توجيه البحوث الالحقة :بسبب وضوح هذه الطريقة ،يسهل توجيه البحوث الالحقة في
نفس املجال ،سواء تمت من قبل الباحث نفسه أو أعدها باحثون آخرون.
من كل ما سبق نستنتج أن أهداف الباحث من خالل تطبيق طريقة IMRADتتمحور حول تسهيل عملية
كتابة البحث ،وتوثيقه ،والنتائج ،وتحسين التواصل العلمي في التخصص بين مختلف الباحثين في شتى بقاع العالم.
18