Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

‫جامعة الجزائر‪3‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬


‫ماستر‪1‬؛‬

‫تخصص‪ :‬محاسبة وتدقيق؛‬

‫املجموعة‪3‬؛‬

‫السنة الجامعية‪2024 -2023 :‬؛‬

‫ملخص مقياس‪ :‬منهجية إعداد مذكرة ماستر؛‬

‫إعداد‪ :‬أ‪.‬د‪ .‬خليفاتي جمال؛‬

‫‪1‬‬
‫ماهية البحث العلمي‪:‬‬

‫البحث العلمي عملية مجتمعية وتنموية ضرورية‪ ،‬يتم فيها توظيف املعرفة وتطويرها‪ ،‬ولذلك أصبح‬
‫البحث العلمي واالرتقاء باملعرفة هدفا لكل الدول الرشيدة وخاصة الدول املتقدمة‪ ،‬ولتحقيق ذلك يتطلب‬
‫األمر تعبئة كل اإلمكانيات وتهيئة الظروف وتجميع الجهود لتحقيق النتائج بشكل فعال‪.‬‬

‫ويمكن تعريف البحث العلمي بأنه‪:‬‬

‫عملية متكاملة من حيث األهداف والوسائل‪ ،‬تسعى لتعبئة كل اإلمكانيات املتاحة من أجل االكتشاف‬
‫وتطوير املعرفة‪ ،‬بما يخدم رفاهية املجتمعات واألفراد في الجوانب املختلفة للحياة (االقتصادية‪،‬‬
‫االجتماعية‪ ،‬الصحية‪.. ،‬الخ)‪ ،‬فهو (البحث العلمي) إذن نشاط عقلي منظم‪ ،‬دقيق ومضبوط يهدف لحل‬
‫اإلشكاليات املختلفة عبر التجارب واملالحظات وبناء النظريات واكتشاف القوانين‪ .‬ويعتمد البحث العلمي‬
‫على عدة منطلقات‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫▪ استخدام املفاهيم‪ :‬واملفاهيم عبارة عن رموز تحملها عقولها وتقابلها معاني‪ ،‬ما يجعلها بناء‬
‫ُ‬
‫منطقي متكامل؛ وعادة ما نستخدم هذه املفاهيم عندما نفكر أو نحاول توضيح أفكارنا؛‬
‫▪ االلتزام بأخالقيات البحث العلمي؛‬
‫▪ االلتزام باملوضوعية‪ :‬ما يمكن الباحث من الحكم على الحقائق دون تحيز أو تأثر بامليوالت‬
‫الشخصية واملحيط؛‬
‫▪ االعتماد على املنطق‪ :‬يعتمد األسلوب العلمي على املنطق في بحثه عن النتيجة؛‬
‫▪ االعتماد على األدلة والبراهين لتبرير النتائج‪ :‬فاإلجابة على األسئلة ال تكون باالعتماد على‬
‫التخمين والحدس‪ ،‬بل عبر جمع معلومات ثابتة وصادقة باستعمال املالحظة والتجربة‪ ،‬ثم‬
‫تحليلها باستعمال الطرق املناسبة (اإلحصائية مثال) بما يسمح بتفسيرها بشكل مبرهن؛‬
‫▪ إمكانية التأكد من صحة النتائج‪ :‬فالنتيجة التي يتوصل إليها الباحث مبرهنة وواضحة‪ ،‬وأسلوبه‬
‫العلمي ُيبين كيفية بلوغها‪ ،‬كما يمكن إعادة اختبارها من ِقبل باحث أو باحثين آخرين؛‬
‫▪ التعميم‪ :‬فالعلم ال يصل إلى نتائج بناء على أحداث فردية (شاذة)‪ ،‬بل ُيثبتها بالنظر إلى ظواهر‬

‫كاملة ما يمكن من تعميم نتائج البحث على كل الظاهرة املبحوثة‪.‬‬

‫أهداف البحث العلمي‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫تتعدد أهداف البحوث العلمية حسب نوعها وطبيعتها؛ ويمكن تلخيص أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫▪ تحصيل املعرفة‪ :‬ينطوي اإلنسان بشكل فطري على حاجة التدبر والتفكر في كل ما يصل إليه‬
‫وعيه؛ فالعقل البشري وجد ليبحث في سر الوجود وعن الحقيقة بمختلف أبعادها؛‬
‫▪ الوصف‪ :‬يسعى الباحث إلى وصف الظواهر املحيطة به بشكل منهجي‪ ،‬ما يمكن من حصر أصولها‬
‫وأبعادها وكل ذلك في سبيل فهمها؛‬
‫▪ الوصول إلى حقائق جديدة؛‬
‫▪ تفسير الظواهر‪ :‬وذلك بإيجاد طبيعة العالقات بينها وتحليلها؛ ومن أبرز هذه العالقات‪ :‬العالقات‬
‫السببية للظاهرة وبين الظواهر؛‬
‫▪ إيجاد حلول للمشكالت؛‬
‫▪ التنبؤ باملستقبل‪ :‬وذلك باتباع املنهج العلمي وأساليب املنطق‪ ،‬وبشكل ُمناف تماما ملظاهر‬
‫الدجل؛‬
‫▪ التجديد واالبتكار؛‬

‫صفات الباحث الجيد‪:‬‬

‫الباحث املثالي هو‪" :‬ذلك الشخص الذي يعمل على دراسة إشكاليات ومحاولة حلها بشكل نظامي ُممنهج‪،‬‬
‫مستندا في ذلك على مصادر ومعطيات ينطلق منها‪ ،‬ويبني عليها جهوده الستكشاف املجهول واستخالص‬
‫النتائج"‪.‬‬
‫ُ‬
‫يتميز الباحث املثالي بعدة صفات تساعده في إنجاز بحث متكامل؛ ما يمكنه من تطبيق املنهجية‬
‫الصحيحة والوصول إلى نتائج تجيب عن إشكالية بحثه والدفاع عن قناعاته بشكل غير متحيز ومقارنتها‬
‫بالبحوث األخرى بطريقة محايدة‪ .‬ومن أهم هذه الصفات ما يلي‪:‬‬

‫▪ القدرة على البحث اإلبداعي‪ :‬باالعتماد على سعة االطالع والقدرة على التفكير‪ ،‬فجمع املادة‬
‫العلمية (من معطيات ومصادر) غير كاف النجاز بحث علمي متميز؛ بل يجب أن يضاف إليه‬
‫مهارات مرتبطة بالباحث ذاته كالقدرة على التحليل والتفسير واالستنباط؛‬
‫▪ التمتع بالحدس‪ :‬الحدس هو توقع العقل للنتيجة مباشرة وبدون وسائط‪ ،‬إذ أنه مرتبط باملعرفة‬
‫املباشرة غير التدرجية وال املبنية على وسائط‪ ،‬وهو خاصية غير متوفرة لدى الجميع بل لدى‬

‫‪3‬‬
‫أشخاص بعينهم‪ ،‬وهو مفيد جدا في البحث العلمي إذ أن أغلب االكتشافات ارتبطت بالحدس‬
‫الشخص ي ألصحابها؛‬
‫▪ التكوين الكافي‪ :‬على األقل في تخصص البحث؛ فالتخصص يسمح بتراكم املعرفة من منطلق أن‬
‫الباحث يخصص وقته وجهده للتعمق في تخصصه‪ ،‬واالطالع على أهم البحوث التي أجريت فيه؛‬
‫إال أن الباحث الحذق ال يجعل تخصصه يقف حائال أمام فهم العالقات والترابطات املوجودة بين‬
‫فروع املعرفة املختلفة؛‬
‫▪ التمتع بالحرية األكاديمية‪ :‬وتعني قدرة الباحث على الكشف عن نتائج بحثه دون أي خضوع ألي‬
‫نوع من الضغوط‪ ،‬وتعتبر بيئة البحث داعمة للحرية األكاديمية إذا كانت تساعد الباحث على أن‬
‫يكون بمنأى عن أي إزعاج بسبب مخالفته لالتجاهات واآلراء املتعارف عليها أو املتبناة من ِقبل‬
‫الجهات الرسمية‪ ،‬وأن يكون محصنا ضد الفصل من مهامه بسبب االختالف مع رأي مؤسسته أو‬
‫زمالئه؛‬
‫▪ املعرفة باللغات األجنبية‪ :‬حيث أنها وسيلة الباحث لالطالع على وضعية املعرفة في مجاله‪ ،‬ألن‬
‫أغلب البحوث في مختلف حقول املعرفة بلغات أجنبية؛ ففي علوم االقتصاد واإلدارة مثال أغلب‬
‫البحوث املنشورة مكتوبة باللغة االنجليزية‪ ،‬كما تعتبر اللغة االنجليزية لغة املؤتمرات العلمية‬
‫ومعظم املنظمات الدولية املتخصصة؛‬
‫من املهم اإلشارة إلى املعرفة باللغات األجنبية ال تقتض ي بالضرورة اإلتقان واإلملام‪ ،‬بل يكفي‬
‫مستوى القراءة والفهم اإلجمالي للنصوص فقط (مستوى املعرفة بالقراءة لغير الناطقين)‪.‬‬
‫▪ التمتع بأخالق الباحث‪ :‬وذلك بأن يؤدي التزاماته املرتبطة بالبحث العلمي؛ وعادة ما يتم تضمين‬
‫هذه االلتزامات في مدونة أخالقيات‪ ،‬ومن أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬مراعاة سرية بعض املعلومات التي يمكن تلحق ضررا باألشخاص واملؤسسات‪ ،‬مثل‪ :‬نشر‬
‫معلومات عن مؤسسة تربص ال تدفع الضرائب مع تسميتها قد ُيعرضها لعقوبات وتشويه‪ ،‬أو‬
‫نشر مكونات صناعة منتج مؤسسة ما قد يعرضها للخروج من السوق؛‬
‫‪ -‬احترام الحقوق والحريات الفردية لألشخاص من حيث عدم التشهير بحياتهم الخاصة‬
‫وأسرارهم املهنية؛‬
‫‪ -‬احترام ثقافة وديانة املبحوثين؛‬
‫‪ -‬طلب املوافقات والتصاريح الالزمة لجمع املعلومات ذات الطابع الخاص من الجهات الرسمية‬
‫املسؤولة عنها؛‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬عدم استخدام البيانات واملعلومات التي تم الحصول عليها إال لألغراض البحثية التي تم‬
‫جمعها من أجلها؛‬
‫‪ -‬احترام رغبة املبحوثين في عدم االستمرار في البحث في أي لحظة يرغبون في ذلك؛‬
‫‪ -‬احترام حق املبحوثين في اإلطالع على نتائج البحث عند اكتماله؛‬
‫‪ -‬السعي الحترام كل املعايير العلمية الضرورية إلعداد البحث؛‬
‫‪ -‬استعداد الباحث للتخلي عن أفكاره وقناعته إذا تبين له عدم صحتها؛‬
‫‪ -‬عدم تكليف شخص أو أشخاص آخرين بالقيام بالبحث نيابة عنه مع نسبته له؛‬
‫‪ -‬االبتعاد عن كل شبهة سرقة علمية‪ ،‬وذلك بعدم أخذ أفكار اآلخرين أو أعمالهم أو جزء منها‬
‫ونسبتها إلى نفسه؛‬
‫▪ األمانة العلمية‪ :‬وذلك بأن يبتعد الباحث عن الكذب واالنتحال‪...،‬الخ؛ وأن ال ُيس يء للنصوص‬
‫واالستشهادات املنقولة بالبتر والتحريف أو نسبتها إلى غير أصحابها؛‬
‫▪ الروح النقدية‪ :‬تلزم الباحث بأن ال يقبل من املعلومات واآلراء إال ما يكون مقنعا على أسس‬
‫ُ‬
‫علمية‪ ،‬وأن ال ُيعفي نفسه وأفكاره من النقد‪ ،‬وأن يعترف بخطئه إذا ما بدا له أو نبه له من‬
‫باحثين آخرين؛‬
‫▪ النزاهة‪ :‬وذلك بأن ُيبعد بحثه عن ميوالته ومصالحه واتجاهاته الشخصية‪ ،‬وأن يعالج املواضيع‬
‫بتجرد تام وأن يسعى للحقيقة بغض النظر عن ما يمكن أن يجنيه من مكاسب مادية؛‬
‫▪ الحياد‪ :‬وذلك بعدم االنحياز املسبق لطرف من أطراف النزاع العلمي‪ ،‬فالباحث املثالي يعطي لكل‬
‫رأي من اآلراء املتعارضة حقها؛‬
‫▪ املسؤولية االجتماعية‪ :‬يسعى الباحث املثالي ألن تكون بحوثه نافعة للمجتمع ولإلنسانية‪،‬‬
‫ويتجنب املواضيع التي استنفذت بحثا‪ ،‬وال جديد منتظر منها‪.‬‬

‫ما املقصود بمذكرة التخرج؟‬

‫يطلب هذا النوع من األعمال باعتباره إحدى متطلبات إتمام مرحلة جامعية ما (كالليسانس أو املاستر)‪،‬‬
‫ويدخل ضمن البحوث القصيرة بسبب الفترة الزمنية املخصصة له والتي ال تتعدى سنة واحدة‪ ،‬حيث‬
‫يختار الطالب مشرفا وموضوعا للبحث؛ فمذكرة التخرج إذن عبارة عن جهد مكتوب بطريقة ممنهجة‬
‫يلخص عمل بحثي معين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫والهدف من وراء مذكرة التخرج هو تدريب الطالب على أن يكون باحثا محترفا‪ ،‬وذلك كون املذكرة هي‬
‫أحسن وسيلة لتدريبه على القواعد األساسية للبحث العلمي‪ ،‬كتمكينه من معرفة مصادر املعلومات‪،‬‬
‫وتدريبه على التفكير العلمي العميق‪ ،‬والقدرة على التعبير عن أفكاره وجمع وتلخيص أفكار اآلخرين‪ .‬كما‬
‫أن ملذكرة التخرج ومناقشتها جانب نفس ي مرتبط برضا الطالب عن ذاته ورضا والديه و‪/‬أو العائلة‬
‫واألصدقاء عليه‪.‬‬

‫تمكن مذكرة املاستر ‪-‬باعتبارها النموذج املثالي ملذكرة التخرج‪ -‬الطالب من التعود على البحث العلمي من‬
‫خالل إيجاد املواضيع وتحديد اإلشكاليات وبناء الفرضيات واختيار أدوات البحث املناسبة وامتالك‬
‫املهارات املناسبة في إعداد النماذج الرياضية والتعامل اإلحصائي مع املعطيات والجداول اإلحصائية‪.‬‬

‫مدخل ملنهجية البحث العلمي‪:‬‬

‫أوال‪ .‬تعريف منهجية البحث العلمي‪:‬‬

‫يمكن تعريف منهج البحث العلمي على أنه "ذلك الطريق املؤدي إلى الكشف عن الحقائق العلمية‪،‬‬
‫واملتضمن مجموعة من القواعد التي تساعد العقل على التفكير والتحرير العلميين حتى يصل إلى نتائج‬
‫ذات نوعية"‪.‬‬

‫تتميزمناهج البحث العلمي بمجموعة من املبادئ‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬تمكن من احترام املوضوعية في إنجاز البحوث؛‬


‫‪ -‬تفترض مبدأ السببية‪ ،‬أي أنه لكل نتيجة أو حقيقة سبب؛‬
‫‪ -‬تستعمل الدليل للوصول إلى النتائج؛‬
‫‪ -‬تنطلق من ُم َسلمة أن هناك تفسيرا طبيعيا لكل الظواهر املالحظة؛‬
‫‪ -‬تسمح من التأكد من نتائج البحث‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ .‬تصنيف مناهج البحث العلمي‪:‬‬

‫يمكن تصنيف مناهج البحث العلمي باستعمال معيارين أساسين‪ ،‬هما‬

‫‪ -‬معيار األساليب واالجراءات التي يعتمد عليها الباحث‪.‬‬ ‫‪ -‬معيار طبيعة العمليات العقلية؛‬

‫❖ معيارطبيعة العمليات العقلية‪:‬‬

‫وفق هذا املعيار يمكن التمييز بين نوعين من املناهج‪ ،‬هما‪ - :‬املنهج االستقرائي؛ ‪ -‬املنهج االستنباطي‪.‬‬

‫‪ .1‬املنهج االستنباطي‪ :‬هو املنهج الذي يستدل بالقضايا املسلم بها من أجل الوصول إلى القضايا التي‬
‫تنتج عنها بالضرورة‪ ،‬وهذا باستخدام أدوات املنطق دون اللجوء إلى التجربة؛ ويعتمد املنهج‬
‫االستنباطي على عدد من املبادئ العقلية‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬مبدأ الهوية‪ :‬ومعناه أن للش يء ذاتا واحدة؛ فال يمكن أن يكون غير نفسه؛‬
‫‪ -‬مبدأ عدم التناقض‪ :‬ومعناه أن الش يء موجود أو غير موجود‪ ،‬ويستحيل أن يكون وال يكون في‬
‫نفس الوقت؛‬
‫‪ -‬مبدأ الثالث املرفوع‪ :‬أي أن الشيئين املتنافيين (املتناقضين) ال يمكن أن يلتقيان‪.‬‬

‫يستخدم املنهج االستنباطي عدة أدوات من أهمها أداة القياس املستعملة في استخالص النتائج؛ ويتم‬
‫ُ‬
‫ذلك عبرترتيب ثالث قضايا‪ :‬تسمى األولى والثانية باملقدمتين في حين تسمى الثالثة النتيجة‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫مقدمة كبرى‬ ‫كل مؤسسة مسعرة في البورصة ملزمة باإلفصاح دوريا عن معلوماتها املالية‬

‫مقدمة صغرى‬ ‫املؤسسة ‪ X‬مسعرة في البورصة‬

‫نتيجة‬ ‫املؤسسة ‪ُ X‬ملزمة باإلفصاح دوريا عن معلوماتها املالية‬

‫‪ .2‬املنهج االستقرائي‪ :‬هو املنهج الذي ينتقل فيه الباحث من الجزء إلى الكل؛ إذ عادة ما يتم‬
‫استعمال أسلوب العينة في البحث ليتم بعدها تعميم النتائج على كل مجتمع الدراسة‪.‬‬
‫❖ معيار األساليب واإلجراءات التي يعتمد عليها الباحث‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫وفق هذا املعيار يمكن التمييز بين عدة أنواع من املناهج‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪-‬املنهج املادي التاريخي‪.‬‬ ‫‪ -‬املنهج التاريخي؛‬ ‫‪ -‬املنهج التجريبي؛‬ ‫‪ -‬املنهج الوصفي؛‬

‫‪ .1‬املنهج الوصفي‪:‬‬
‫‪ .1.1‬ماهية املنهج الوصفي‪ :‬يقوم املنهج الوصفي بدراسة الظواهر كما هي في الواقع والتعبير عنها‬
‫بشكل كمي و‪/‬أو كيفي بما يوضح حجم الظاهرة ودرجة ارتباطها بالظواهر األخرى‪ ،‬أو بوصف‬
‫الظاهرة وتوضيح خصائصها‪.‬‬

‫تختلف طبيعة البحوث التي تعتمد على املنهج الوصفي من حيث عمقها‪ ،‬وتتراوح بين كونها مجرد‬
‫وصف للظواهر كميا و‪/‬أو كيفيا كما هي في الواقع دون دراسة أسباب حدوثها‪ ،‬مرورا بالبحوث التي‬
‫تسعى للتعرف على األسباب املحدثة للظاهرة وصوال للبحوث التي تقترح ما يمكن فعله أو تغييره في‬
‫املوقف محل الدراسة‪.‬‬
‫ُ‬
‫وتبنى البحوث القائمة على املنهج الوصفي على ‪-‬بعض أو كل‪ -‬ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أدوات جمع املعلومات من‪ :‬مقابالت؛ مالحظة؛ استبيان؛ وثائق؛‬


‫‪ -‬استخدام األدوات اإلحصائية و‪/‬أو القياسية؛‬
‫‪ -‬االعتماد على العينات؛‬
‫‪ -‬تمييز الظاهرة موضوع البحث عن غيرها من الظواهر التي قد تتداخل معها باالعتماد على‬
‫التجريد؛‬
‫‪ .2.1‬أساليب املنهج الوصفي‪ :‬يعتمد املنهج الوصفي على عدة أساليب‪ ،‬أهمها ثالثة‪:‬‬
‫• أسلوب املسح‪ :‬يقوم هذا األسلوب على تجميع معلومات من أفراد مجتمع الدراسة بهدف فهم‬
‫و‪/‬أو التنبؤ بسلوكه‪ ،‬ويستخدم هذا األسلوب مثال ملعرفة اتجاهات الرأي العام؛ معرفة ظروف‬
‫مجتمع معين؛ أو لدراسة السلوك املاض ي والحاضر واملستقبلي ألفراد مجتمع ما‪ .‬ويمكن أن يكون‬
‫املسح شامال أو باستعمال العينة‪:‬‬
‫‪ )1‬املسح الشامل‪ :‬يقوم على دراسة جميع مفردات املجتمع‪ ،‬وعادة ما يكون هذا أمرا في غاية‬

‫الصعوبة (من حيث الوقت واملال)؛‬

‫‪8‬‬
‫‪ )2‬املسح باستعمال العينة‪ :‬وذلك باختيار عينة ممثلة للمجتمع ودراستها‪ ،‬ليتم في النهاية‬

‫تعميم النتائج على كل مجتمع الدراسة‪.‬‬

‫• أسلوب دراسة الحالة‪ :‬يمكن تعريف الحالة بأنها‪ :‬عبارة عن نظام متكامل في حالة سير؛ وإلى‬
‫دراسة الحالة على أنها‪ :‬البحث املعمق في حالة أو في عدد قليل ومحدد من الحاالت بشكل مفصل‬
‫وشامل‪ ،‬وتكون غالبا في شكل تحقيق ميداني يدرس ظاهرة معينة في سياقها الحقيقي عندما تكون‬
‫الحدود غير واضحة بين الظاهرة وسياقها‪ ،‬وقد تكون هذه الحالة فردا؛ مؤسسة؛ نظاما؛ ‪...‬الخ‪.‬‬
‫وتهدف دراسة الحالة إلى‪ :‬استكشاف حالة؛ أو دراسة حالة على ضوء نظرية معينة؛ اختبار تأثير‬
‫أحد أو كل املتغيرات املحيطة بالحالة عليها‪.‬‬

‫ويتميز أسلوب دراسة الحالة بعدد من املزايا‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬املرونة؛ ‪ -‬تسمح بتخمين الفرضيات؛ ‪ -‬إضافة دراسة حالة جديدة عند تعدد دراسة الحاالت‬
‫حول ظاهرة معينة؛ ‪ -‬توحي بآفاق البحث مستقبال؛ ‪ -‬تسمح بالتعمق في جميع جوانب الحالة‬
‫محل الدراسة‪.‬‬

‫وباملقابل ينطوي هذا األسلوب على مجموعة من العيوب‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬إمكانية الوقوع في معلومات مظللة؛ ‪ -‬صعوبة اختبار وتعميم نتائج دراسة حالة واحدة أو عدد‬
‫قليل من الحاالت على مجتمع الدراسة؛ ‪ -‬إمكانية االبتعاد عن املوضوعية والوقوع في الذاتية عند‬
‫دراسة حالة واحد؛ ‪ -‬صعوبة اختيار الحالة بشكل موضوعي ألن االختيار عادة ما يتم بناء على‬
‫عالقات الباحث أو بالنظر للتسهيالت املمنوحة له‪.‬‬

‫• أسلوب املقارنة‪ :‬يقوم األسلوب على املقارنة بين الظواهر أو الوضعيات املختلفة‪ ،‬ملعرفة أسباب‬
‫ُ‬
‫الحدوث أو العوامل التي تصاحب حدثا ما؛ ويتميز هذا األسلوب بأنه غير مكلف ال من حيث‬
‫النفقات وال الجهد وال يتطلب تصميم وإجراء التجارب على الظاهرة أو الوضعية‪ .‬ويتم اللجوء إلى‬
‫هذا األسلوب عند‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة تطبيق املنهج التجريبي؛‬
‫‪ -‬عندما ال يكون الباحث مضطرا إلى إجراء تغيير في واقع الظاهرة؛‬
‫‪ .2‬املنهج التجريبي‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫هو منهج يستخدم التجربة كوسيلة لدراسة الظواهر وقياس املتغيرات املتحكمة فيها؛ ويستعمل‬
‫كثيرا في علوم الطبيعة والحياة‪ ،‬عكس العلوم اإلنسانية واالجتماعية التي ُيعتبر استعمال هذا النوع‬
‫من املناهج فيها حديثا‪ُ ،‬مقيدا وصعبا‪ ،‬باعتبار أن هناك حدودا إنسانية وقانونية كثيرة تجعل من‬
‫إخضاع اإلنسان للتجربة أمرا في غاية الحساسية وقد يعرض الحقوق والكرامة اإلنسانيتين‬
‫للخطر‪ ،‬ما يجعل القائم بالتجربة أمام طائلة املساءلة الجزائية‪.‬‬

‫‪ .3‬املنهج التاريخي‪:‬‬

‫هو منهج ُيمكن من إعادة بناء الوقائع املاضية في سياقها‪ ،‬وذلك بإعادة ترتيبها والسعي لتفسيرها‬
‫عبر ربطها ببعضها البعض أو بمتغيرات أخرى ضمن السياق الذي وقعت فيه؛ ويهدف الباحث من‬
‫وراء تطبيق هذا املنهج إلى فهم الحاضر على ضوء املاض ي ووقائعه‪ ،‬وذلك بمعرفة الظروف‬
‫واملالبسات التي مرت بها الظاهرة املدروسة‪.‬‬

‫ويعتمد املنهج التاريخي على مجموعة من األدوات لجمع املعلومات‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الوثائق املكتوبة‪ :‬كاملخطوطات القديمة؛ السجالت؛ األرشيف‪... ،‬إلخ؛‬


‫‪ -‬املوروث الشفوي‪ :‬كاألمثال والحكم؛ األساطير؛ الحكايات الشعبية؛ ‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬الوثائق املصورة‪ :‬كالخرائط‪ ،‬الرسوم؛ الوثائقيات؛ ‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬أشخاص عايشوا الظاهرة‪ :‬كالشهود على واقعة تاريخية؛‬
‫‪ -‬الشواهد املادية‪ :‬كاآلثار؛ النقود القديمة؛ املنحوتات؛ ‪...‬إلخ؛‬
‫‪ -‬البحوث التاريخية حول املوضوع‪.‬‬
‫‪ .4‬املنهج املادي التاريخي‪ :‬يهتم هذا املنهج بدراسة املجتمع اإلنساني وقوانين تطوره؛ إذ ُيقدم تفسيرا‬
‫علميا جدليا وماديا لظواهر الحياة االجتماعية‪ُ ،‬ويفسر التطور التاريخي مثل‪ :‬العالقات بين ثقافة‬
‫الفرد والوعي االجتماعي؛ أو بين اإلنتاج املادي والحاجات اإلنسانية؛ ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ُسبل جمع البيانات (املعلومات) في البحث العلمي‪:‬‬

‫يعتمد البحث العلمي على البيانات (املعطيات) باعتبارها املادة الخام التي يستعملها لبلوغ أهدافه؛ ويقوم‬
‫بالعمل عليها باستخدام مختلف أدوات املعالجة والتحليل‪ ،‬وتعتبر املراجع األكاديمية وأدوات جمع‬
‫املعلومات من امليدان أهم السبل لجمع البيانات (املعطيات) بالنسبة لكل باحث‪.‬‬

‫‪ .1.1‬املصادر ؛ ‪ .2.1‬املراجع األخرى‪.‬‬ ‫‪ .1‬املراجع‪ :‬يفرق األكاديميون بين نوعين من املراجع‪:‬‬

‫‪ .1.1‬ما الفرق بين املصادرواملراجع األخرى؟‬

‫أوال‪ -‬املصادر ‪ :‬يمكن تعريف املصدر بأنه حامل املعرفة الذي يمثل أصال وأساسا ملوضوع البحث‪ ،‬أي أن‬
‫املصدر يعتبر بحثا مؤسسا للعلم أو ميدان البحث أو موضوع البحث‪ ،‬وبالتالي فإن املصادر تمثل مختلف‬
‫الدراسات والوثائق األولى أو التي تمثل نقلة نوعية في حقل معرفي معين‪ ،‬وقد تمثل األشخاص الذين‬
‫عايشوا األحداث والوقائع املتعلقة بموضوع معين أو كانوا طرفا فيها‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬املراجع األخرى‪ :‬يمثل مرجعا ‪-‬آخر‪ -‬كل حامل مادي للمعرفة يساهم في تفسير وتحليل ودراسة‬
‫املصادر‪.‬‬

‫وتعتبر املصادر أكثر موثوقية ومصداقية في البحث العلمي من املراجع األخرى؛ فكلما زاد عدد املصادر في‬
‫بحث ما كلما دل ذلك على أنه بحث جاد‪.‬‬

‫من منظور البحث العلمي ال تعتبر كل حوامل البيانات (املعطيات) مراجع؛ فاملرجع هو حامل مادي‬
‫ُ‬
‫للمعرفة يتميز باالستقاللية بين مختلف مكوناته‪ ،‬فإذا نزعت بعض وحداته ال تؤثر في الباقي باعتبار أنها‬
‫(وحداته) مستقلة نسبيا‪ ،‬ويتم استشارة املرجع عادة من الباحثين بخصوص بيانات (معطيات) معينة؛‬
‫ُ‬
‫ومن هذا املنطلق فإن الحوامل املادية التي تأتي في شكل ُمتتابع وتقرأ بهدف الترويح عن النفس مثال ال‬
‫تعتبر من املراجع ومثال ذلك الروايات والقصص‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .2.1‬أنواع املراجع‪:‬‬

‫توجد العديد من املراجع التي يتم استخدامها في البحث العلمي‪ ،‬أهمها ما يلي‪:‬‬
‫ُ‬
‫أوال‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫يمثل الكتاب حامال ماديا للمعرفة يقرر حقائق وقضايا مسلمة في مجال تخصصه‪ ،‬وعادة ما يتم إعداده‬
‫بغرض التدريس ما يجعله متضمنا ملفاهيم وإيضاحات وأمثلة؛ كما يمكن أن يصدر في شكل كتاب‬
‫البحوث العلمية املتميزة التي توص ي املؤسسات األكاديمية واألساتذة املتخصصين باعتمادها كمقررات‬
‫دراسية أو مراجع علمية للطلبة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬التقارير‪:‬‬

‫يمثل التقرير عرضا تفصيليا ملوضوع معين صادر عن جهة وظيفية أو جهاز إجرائي أو مؤسسة رسمية ما‪،‬‬
‫ويتضمن التقرير بيانات وحقائق تساعد املستعمل على اإلحاطة بطبيعة الظاهرة أو سيرها أو ُبمجريات‬
‫العمل في شكل صورة واضحة‪ ،‬وذلك بدون إبداع أو التزام بالقواعد املنهجية‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬تقرير صندوق‬
‫النقد الدولي؛ تقرير بنك الجزائر؛ تقرير مجلس إدارة الشركة؛ تقرير محافظ الحسابات؛ ‪...‬إلخ‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬محتويات امللتقيات واملؤتمرات العلمية‪:‬‬

‫حيث تتضمن عروض مداخالت تخضع لعملية تحكيم وانتقاء مسبق ومناقشة بعدية من ِقبل لجان‬
‫وهيئات علمية عالية املستوى؛ ما جعل هذا النوع من املراجع من أهم وسائل نشر املعرفة وتحديث‬
‫املعلومات؛ وعادة ما يتم إصدار أعمال امللقيات واملؤتمرات العلمية في شكل مطبوعات ورقية و‪/‬أو‬
‫إلكترونية‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬املذكرات والرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫هي عبارة عن بحوث علمية متخصصة تتناول إشكاليات محددة يتم معالجتها باحترام قواعد املنهجية‬
‫وأخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وتقدم للمؤسسات األكاديمية ضمن متطلبات الحصول على درجة علمية‬
‫معينة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫خامسا‪ -‬املقاالت العلمية‪:‬‬

‫املقال العلمي عبارة عن بحث علمي متخصص‪ ،‬قصير نسبيا‪ ،‬يجيب عن إشكالية علمية أو يوضح‬
‫موضوعا معينا‪ ،‬ويمكن أن يكون أصيال متضمنا لقيمة مضافة معتبرة‪ ،‬أو مجرد عمل مرجعي يستعرض‬
‫املعلومات والبحوث التي خاضت في موضوع معين‪.‬‬

‫سادسا‪ -‬التشريعات والقوانين املختلفة‪:‬‬

‫وهي النصوص الصادرة عن السلطات واملنظمة للحياة بمختلف جوانبها (السياسية؛ االقتصادية؛‬
‫ُ‬
‫االجتماعية؛ الثقافية؛ ‪...‬الخ)‪ ،‬وتبين الشروط والكيفيات والحقوق والواجبات وكذا املمنوعات والعقوبات‬
‫املترتبة عن املخالفة‪.‬‬

‫سابعا‪ -‬املراجع اإللكترونية‪:‬‬

‫بمختلف أنواعها‪ :‬األقراص املرنة والصلبة واملضغوطة؛ البريد اإللكتروني؛ املواقع اإللكترونية‬
‫املتخصصة؛ ‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪ .3.1‬معاييرقياس نوعية املراجع‪:‬‬

‫في طريقه للبحث عن املعلومات يطلع الباحث على العديد من املراجع ذات الجودة والقيمة املختلفة‪ ،‬ما‬
‫يضطره للمفاضلة بينها الختيار األحسن‪ ،‬باستعمال مجموعة من املعايير‪ ،‬هي‪:‬‬

‫للمؤلف وسمعته في األوساط العلمية‪ :‬تختلف نوعية املراجع حسب‬ ‫ِ‬ ‫▪ املستوى العلمي‬
‫مستويات مؤلفيها ودرجة إطالعهم ُومساهمتهم في مجال تخصصاتهم‪ ،‬ما ُيشجع الباحث القارئ‬
‫على األخذ منها أو يدفعه لعدم االعتماد كليا أو جزئيا؛‬
‫▪ نوعية األسلوب املتبع‪ :‬أي كيفية سرد وتحليل وترتيب املعلومات‪ ،‬ومدى االلتزام باملوضوعية‬
‫واحترام األسلوب العلمي والقواعد املنهجية املتعارف عليها؛‬
‫▪ تاريخ تأليف املرجع‪ :‬صالحية املرجع مرتبطة عادة بتاريخ التأليف؛ فاملعرفة االنسانية في تطور‬
‫سريع ومستمر؛‬
‫ُ‬ ‫ََُ‬
‫▪ ُسمعة الناشر الذي أصدر املؤلف أو املجلة التي نشر بها املقال‪ :‬للناشر دور هام في إضفاء‬
‫املصداقية على املرجع؛ فبعض الناشرين معروفون في الساحة العلمية بصرامتهم واختيارهم‬

‫‪13‬‬
‫الدقيق للمؤلفات التي ينشرونها؛ وهناك ناشرون ال ينشرون إال في تخصصات معينة‪ ،‬والبعض‬
‫ُ َ‬
‫منهم ال ينشرون املؤلف إال بعد إحالته على لجنة تحكيم ومراجعة متخصصة؛‬
‫▪ شمولية املرجع‪ :‬أي مدى سعته وتعمقه في املوضوع ومدى حداثة املعلومات التي يتضمنها مقارنة‬
‫باملراجع املشابهة األخرى‪.‬‬

‫‪ .2‬أدوات جمع املعلومات امليدانية‪:‬‬

‫يقوم الباحث بجمع هذا النوع من املعلومات –سواء كان البحث كميا أو كيفيا‪ -‬باستخدام أدوات ووسائل‬
‫البحث امليداني‪ ،‬وهي‪ - :‬املالحظة؛ ‪ -‬املقابلة؛ ‪ -‬االستبيان‬

‫أوال‪ .‬املالحظة‪:‬‬

‫وتكون بتوجيه الحواس واالنتباه إلى ظاهرة أو مجموعة من الظواهر لكشف صفتها و‪/‬أو خصائصها ما‬
‫يسمح بتحقيق مستوى معرفي جديد؛ ويمكن االستعانة عند املالحظة بآالت وأدوات تزيد من فعاليتها؛‬
‫وتعتمد نوعية املالحظة على قدرته على ترجمة ما الحظه من وقائع وأحداث إلى عبارات ذات معنى وداللة؛‬
‫ُ‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن املالحظة تستخدم كثيرا في البحوث االستكشافية؛‬

‫ثانيا‪ .‬املقابلة‪:‬‬

‫هي تقنية لجمع املعلومات بقصد تحليلها‪ ،‬بحيث تعكس الحالة الذهنية الواعية وغير الواعية‬
‫للمستجوبين‪ ،‬وتعتبر املقابلة وسيلة اتصال مباشر بين الباحث من جهة ومن تتوفر لديهم املعلومات من‬
‫جهة أخرى‪ .‬من الضروري على الباحث احترام بروتوكول متعارف عليه لضمان إدارة كفؤة للمقابلة‪ ،‬يتكون‬
‫من‪:‬‬

‫• إعداد دليل للمقابلة‪ :‬وذلك بأن ُيعد الباحث مخطط املقابلة الذي يضمن جمع املعلومات‬
‫الضرورية بشكل كفؤ وفعال‪ ،‬ويكون ذلك بتحديد كيفية بدء املقابلة واالنتهاء منها؛ كيفية‬
‫التعامل مع املشاكل التي قد تنتج أثناء املقابلة؛ ‪...‬الخ‪ ،‬ويمكن التفصيل في ذلك كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬قبل إجراء املقابلة‪ :‬يجب‪* :‬املساواة في معاملة املستجوبين؛ *طمأنة املستجوبين بالحفاظ‬
‫على السرية املطلوبة؛ *بناء الثقة مع املستجوب‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -‬أثناء املقابلة‪ :‬من الضروري‪* :‬عدم إعطاء مؤشرات قد تقود املستجوب إلى نوع معين من‬
‫اإلجابات؛ *تشجيع املستجوب على اإلفصاح باملعلومات الضرورية؛ *الرجوع إلى األسئلة التي‬
‫لم يستطع املستجوب الرد عليها –بالطريقة املناسبة‪.‬‬
‫• الظروف املالئمة إلجراء املقابلة‪ :‬أي اإلجراءات التي يجب على الباحث التحكم فيها لضمان جودة‬
‫املقابلة‪ ،‬وهي‪* :‬يجب أن تكون طريقة تقديم األسئلة محفزة للمستجوب على اإلجابة؛ *التقليل‬
‫من مدة املقابلة ما أمكن لتجنيب املستجوب اإلرهاق وامللل؛ اختيار مكان املقابلة بحيث ُيشعر‬
‫املستجوب بوجود الخصوصية؛ *التقليل من وجود األشخاص غير املعنيين مباشرة باملقابلة ما‬
‫أمكن ألن وجودهم قد ُيؤثر على عفوية اإلجابات؛ *سؤال املستجوب عن الظروف التي يراها‬
‫مالئمة إلجراء املقابلة‪.‬‬
‫• تسجيل أهم نقاط املقابلة‪ :‬وذلك بتلخيص محتوى املقابلة بشكل مكتوب (أو في شكل ملف‬
‫صوتي أو في صيغة فيديو إن سمح املستجوب بذلك) دون اإلخالل بمسار املقابلة‪.‬‬

‫ثالثا‪ .‬االستبيان‪:‬‬

‫❖ ما هو االستبيان؟‪ُ :‬يمثل االستبيان أداة فعالة لجمع املعلومات خاصة في البحوث الكمية؛ وهو‬
‫مجموعة من األسئلة املُعدة مسبقا واملوجهة للمستجوبين املستهدفين‪ ،‬الذين عادة ما يمثلون‬
‫عينة صغيرة من مجتمع الدراسة‪ .‬ويتم إعداد االستبيان عبر عدة خطوات‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫▪ القراءة‪ :‬وذلك بمطالعة البحوث والدراسات السابقة التي تناولت املوضوع‪،‬ما ُيمكنه من معرفة‬
‫نوع وطبيعة وحجم املعلومات الواجب جمعها‪ ،‬واستنتاج طبيعة املستجوبين املستهدفين واألسئلة‬
‫التي توصل إليها؛‬
‫▪ اختيار ُسلم القياس‪ :‬إذ أن هناك مجموعة من الساللم التي يمكن استخدامها في االستبيان‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬ساللم اسمية‪ :‬يتم فيها توزيع املتغيرات إلى عدة مجموعات تبعا لخصائصها النوعية؛ مثل‬
‫توزيع املؤسسات حسب قطاعات النشاط؛ ‪...‬الخ؛‬
‫‪ -‬ساللم ُرتبية‪ :‬يتم فيها ترتيب املتغيرات تصاعديا أو تنازليا وفق معيار معين‪ ،‬وهذا باستخدام‬
‫ُ‬
‫أرقام ‪-‬التمثل كميات‪ -‬أو عبارات محددة؛‬
‫‪ -‬ساللم فاصلة أو مجاالت‪ :‬يتم فيها ترتيب املتغيرات بطريقة تكون فيها املسافات بين األرقام‬
‫متوافقة مع املسافة بين املتغيرات؛‬

‫‪15‬‬
‫‪ -‬ساللم نسبية‪ :‬يتضمن هذا النوع من الساللم جميع خصائص الساللم السابقة مع وجود‬
‫خاصية الصفر املطلق‪ ،‬ما يمكن من إجراء العمليات الحسابية من جمع وطرح وضرب‪... ،‬الخ‪.‬‬
‫❖ أنواع أسئلة االستبيان‪ :‬هما نوعان اثنان‪* :‬أسئلة مغلقة؛ *أسئلة مفتوحة‪.‬‬
‫ُ‬
‫*األسئلة املغلقة‪ :‬وهي تلك األسئلة التي تعطى لها خيارات محدودة‪ ،‬بحيث يؤشر املستجوب على‬
‫واحد أو بعض من هذه الخيارات؛‬
‫ُ‬
‫*األسئلة املفتوحة‪ :‬وهي تلك األسئلة التي تعطى فيها مساحة للمستجوب‪ ،‬بحيث ُيجيب عليها‬
‫كيفما يشاء‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫طريقة ‪ IMRAD‬لكتابة البحوث العلمية‪:‬‬

‫‪ -1‬التعريف بالطريقة‪:‬‬

‫طريقة ‪ IMRAD‬هي أسلوب تنظيمي أثبت نجاعته في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬وخاصة في املجاالت العلمية‬
‫التجريبية والطبية واالجتماعية‪.‬‬

‫فطريقة ‪ IMRAD‬توفر هيكلية واضحة وهادفة لكتابة البحوث العلمية‪ ،‬مما يسهل فهمها ومتابعتها ونقدها‬
‫من قبل املتخصصين ومختلف الباحثين والقراء اآلخرين‪.‬‬
‫ً‬
‫اختصارا لألجزاء الرئيسية األربعة التي ينبغي أن تتضمنها البحوث العلمية‪:‬‬ ‫وتمثل طريقة ‪IMRAD‬‬

‫أوال) املقدمة (‪:)Introduction‬‬

‫يتم في هذا الجزء تقديم موضوع الدراسة وتحديد إشكالية البحث‪ .‬كما يتم إبراز إطار الدر اسة‪ ،‬بحيث‬
‫ُيبين أهمية البحث ويوضح الفرضيات‪ ،‬والعديد من العناصر األخرى‪ .‬كما يتم عرض أهم الدراسات‬
‫السابقة ذات الصلة إيجاد الفجوات املعرفية وإظهار القيمة املضافة للبحث‪.‬‬

‫ثانيا) األسلوب (‪:)Methods‬‬

‫يوضح هذا القسم الطريقة أو األساليب التي تم استخدامها لجمع بيانات ومعطيات الدراسة‪ .‬كما يتم فيه‬
‫وصف تصميم الدراسة وطريقة اختيار العينة وجمع البيانات وأدوات التحليل‪ .‬ومن الضروري ن يكون‬
‫ً‬
‫ومفهوما لتمكين الباحثين اآلخرين من تكرار الدراسة بهدف التأكد من سالمة النتائج‪.‬‬ ‫ً‬
‫واضحا‬ ‫هذا الجزء‬

‫ثالثا) النتائج (‪:)Results‬‬

‫يعرض هذا الجزء النتائج التي تم الوصول إليها من خالل تحليل البيانات‪ .‬ويلجأ الباحث الستخدام‬
‫الوسائل التوضيحية كالجداول والرسوم البيانية واألرقام لتوضيح النتائج بشكل موضوعي ومنهجي‪ .‬ومن‬
‫املهم التنبيه إلى أن هذا الجزء غير مخصص لتفسير النتائج‪ ،‬حيث يجب ترك ذلك للجزء األخير وهو جزء‬
‫املناقشة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫رابعا) املناقشة (‪:)Discussion‬‬

‫يحلل هذا القسم النتائج املقدمة ويقارنها بالدراسات السابقة واإلطار النظري املقدم‪ .‬كما يتم فيه توضيح‬
‫مدى تطابق النتائج مع الفرضيات وتوجيهات البحث‪ .‬ومن الضروري أن يحتوي هذا الجزء على تفسيرات‬
‫معمقة وتحليالت نقدية للنتائج باإلضافة إلى عرض النتائج غير املتوقعة‪.‬‬

‫‪ -2‬أهداف طريقة ‪: IMRAD‬‬

‫يمكن اختصار أهداف الباحث من خالل تطبيق طريقة ‪ IMRAD‬في عدة نقاط‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ )1‬تنظيم البحث‪ :‬توفر منهجية ‪ IMRAD‬هيكلية محددة تساعد الباحث على تنظيم أفكاره ونتائجه‬
‫بشكل منطقي ومنظم‪.‬‬

‫‪ )2‬توثيق البحث‪ :‬تسهل طريقة ‪ IMRAD‬عملية توثيق البحث‪ ،‬حيث يتم توضيح جميع الخطوات التي‬
‫تمت في الدراسة بوضوح‪ ،‬مما يسمح بتكرار الدراسة والتحقق من النتائج‪.‬‬

‫‪ )3‬تسهيل القراءة والفهم‪ :‬من خالل تقسيم البحث إلى أقسام متميزة‪ ،‬ما يسهل على القراءة وفهم‬
‫املحتوى بشكل أفضل‪ ،‬حيث يمكن هذا التقسيم من تصفح األجزاء املختلفة وفهم املعلومات بسهولة‪.‬‬

‫‪ )4‬تسهيل التواصل العلمي‪ :‬بفضل انتشارها واستخدامها الشائع‪ ،‬يمكن للباحثين من مختلف بقاع‬
‫العالم من تبادل البحوث ونقدها بسهولة‪ ،‬مما يساعد على التواصل العلمي وتبادل األفكار والنتائج‪.‬‬

‫‪ )5‬املساعدة في توجيه البحوث الالحقة‪ :‬بسبب وضوح هذه الطريقة‪ ،‬يسهل توجيه البحوث الالحقة في‬
‫نفس املجال‪ ،‬سواء تمت من قبل الباحث نفسه أو أعدها باحثون آخرون‪.‬‬

‫من كل ما سبق نستنتج أن أهداف الباحث من خالل تطبيق طريقة ‪ IMRAD‬تتمحور حول تسهيل عملية‬
‫كتابة البحث‪ ،‬وتوثيقه‪ ،‬والنتائج‪ ،‬وتحسين التواصل العلمي في التخصص بين مختلف الباحثين في شتى بقاع العالم‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like