Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 103

‫إطار نظري بعنوان‬

‫أثر سلوك القائد الخادم على التنمية االقتصادية‪ :‬دراسة مقارنة وفق‬
‫متغير الجنس‬

‫إعداد الباحث‬

‫****************‬

‫إشراف‬

‫****************‬

‫الفصل الدراسي األول‬

‫‪1440‬ه ‪2018 /‬م‬


‫قائمة المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫أوالً‪ :‬اإلطار النظري‬

‫المبحث األول‪ :‬القيادة الخادمة‬

‫‪1‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪3‬‬ ‫نظرة تاريخية عن القيادة الخادمة‬

‫‪5‬‬ ‫مفهوم القيادة الخادمة‬

‫‪7‬‬ ‫مراحل تطور مفهوم القيادة الخادمة‬

‫‪9‬‬ ‫السمات والخصائص األساسية للقيادة الخادمة‬

‫‪15‬‬ ‫أبعاد القيادة الخادمة‬

‫‪16‬‬ ‫أخالقيات القيادة الخادمة‬

‫‪17‬‬ ‫األسس النفسية التي تقوم عليها القيادة الخادمة‬

‫‪18‬‬ ‫المبادئ األساسية للقيادة الخادمة‬

‫‪19‬‬ ‫أهمية القيادة الخادمة‬

‫‪21‬‬ ‫فوائد القيادة الخادمة‬

‫‪24‬‬ ‫االنتقادات الموجهة إلى القيادة الخادمة‬


‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية‬

‫‪28‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪30‬‬ ‫نظرة تاريخية حول التنمية االقتصادية‬

‫‪32‬‬ ‫تعريف التنمية االقتصادية‬

‫‪34‬‬ ‫عناصر التنمية االقتصادية‬

‫‪36‬‬ ‫مرتكزات التنمية االقتصادية‬

‫‪37‬‬ ‫خصائص التنمية االقتصادية‬

‫‪39‬‬ ‫أبعاد التنمية االقتصادية‬

‫‪41‬‬ ‫متطلبات التنمية االقتصادية‬


‫‪43‬‬ ‫نظريات التنمية االقتصادية‬

‫‪46‬‬ ‫أهمية التنمية االقتصادية‬

‫‪48‬‬ ‫أهداف التنمية االقتصادية‬

‫‪52‬‬ ‫تمويل التنمية االقتصادية‬

‫‪59‬‬ ‫مؤشرات قياس التنمية االقتصادية‬

‫‪62‬‬ ‫العقبات والتحديات التي تواجه التنمية االقتصادية‬


‫ثانياً‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫‪65‬‬ ‫الدراسات السابقة المتعلقة بمحور القيادة الخادمة‬

‫‪76‬‬ ‫الدراسات السابقة المتعلقة بمحور التنمية االقتصادية‬

‫‪84‬‬ ‫التعقيب على الدراسات السابقة‬

‫‪90‬‬ ‫قائمة المراجع‬


‫المبحث األول‪ :‬القيادة الخادمة‬

‫تمهيد‬

‫رغم كثرة النظريات والتوجهات القيادية والدراسات التي تتناول موضوع القيادة‪ ،‬إال أنه‬
‫وصفة سحرية تصلح للعمل المؤسسي في جميع األزمان ومختلف الظروف‪ ،‬خاصة في أوج‬
‫التطورات والتحديات والتغيرات المتالحقة في بيئات العمل‪ ،‬وهناك مؤشر واضح يؤكد ذلك والذي‬
‫يتمثل في غ ازرة األبحاث والكتب التي تناولت المواضيع المتعلقة بمفهوم القيادة‪ ،‬لذلك فإن النظريات‬
‫والتوجهات القيادية التي تصلح لبعض المنظمات ال توائم منظمات أخرى‪ ،‬أو لنفس المنظمة في‬
‫بناء‬
‫أزمان وظروف أخرى‪ ،‬ورغم أن بعض المنظمات يمكن أن تنمو في ظل القيادة االستبدادية ُ‬
‫على روتينية األعمال وغ ازرة العمالة وقلة فرص العمل البديلة للعاملين‪ ،‬إال أنه في كثير من‬
‫المجاالت يجب أن يتم اتباع األنماط اإلدارية التي تراعي الجوانب اإلنسانية‪ ،‬والشخصية‪ ،‬والمهنية‬
‫للمرؤوسين‪ ،‬وذلك بسبب ندرة العمالة أو اشتداد المنافسة وكثرة الطلب عليها (دهليز ودهليز‪،‬‬
‫‪.)2015‬‬

‫منذ أن ظهر في عالمنا مصطلح المنظمات والمؤسسات قام المفكرون والقادة بالمحاولة‬
‫من أجل االستفهام عن العوامل التي تصنع القيادات‪ ،‬والخصائص التي يمتاز بها القادة عن‬
‫المرؤوسين‪ ،‬وهذا ما أدى إلى كثرة التعريفات التي تناولت مفهوم القيادة‪ ،‬ففي العام (‪1927‬م) كان‬
‫تعريف القيادة بأنها " القدرة على فرض إدارة القائد على العاملين في المؤسسة ويقابل ذلك الطاعة‬
‫واالحترام والوالء والتعاون من طرف المرؤوسين "‪ ،‬ولكن في عام (‪1942‬م) توسع هذا التعريف‬
‫على أن القيادة " فن التأثير على المرؤوسين وليس إجبارهم‪ ،‬وذلك باستخدام العديد من األساليب‬
‫الفعالة كاإلقناع‪ ،‬أو تقديم القدوة في إتباع نهج معين" (جراوت وفيشر‪.)2012 ،‬‬

‫لقد ظهرت في العقود القريبة الماضية الكثير من النظريات اإلدارية والتي تولي التركيز‬
‫تجاه أنسنة العالقات في مجال العمل‪ ،‬كما وتركز على مصلحة الموظف كمدخل لمصلحة‬
‫المنظمات العاملة في المجال االقتصادي‪ ،‬وكانت إحدى هذه النظريات هي نظرية القيادة الخادمة‪،‬‬
‫والتي تقوم بشكل أساسي على كون القائد خادماً أوالً‪ ،‬وهي من الفلسفات اإلدارية التي يتبناها القائد‪،‬‬
‫حيث يعمل القائد في خدمة المرؤوسين وهذا بخالف ما هو متعارف عليه في األساليب القائمة‬

‫‪1‬‬
‫على سيطرة القائد وسلطته على المرؤوسين (‪ ،)Spears, 1996‬حيث يعمل على إقناعهم بدل‬
‫اإلكراه‪ ،‬وتشجيعهم على المبادرة والمشاركة الفعالة واالبتكار ضمن فريق يتسم بروح العمل‪ ،‬وذلك‬
‫بالتماهي مع المجموعة بعيداً عن الحسابات واألهداف الشخصية‪ ،‬وإنما السعي في تحقيق األهداف‬
‫المرجوة للمنظمات االقتصادية‪ ،‬وتحقيق ما يهدف إليه األتباع في اإلطار الوظيفي الذي يعملون‬
‫به‪ ،‬ومن خالله تمثل الوظيفة المجال المتاح لتحقيق الذات واألهداف‪ ،‬وليس فقط انتظار الراتب‬
‫مقابل الجهد‪ ،‬وهذا التوجه التي ارتأته المنظمات االقتصادية العالمية مناسباً في نهايات القرن‬
‫المنصرم‪ ،‬والذي ينادي بالتخلي عن أسلوب اإلدارة التقليدية المعتمدة على الهرمية في العمل وسلطة‬
‫المركز‪ ،‬وداعية إلى تبني أنماط واتجاهات قيادية جديدة‪ ،‬تشجع العمل التعاوني في الفريق‪،‬‬
‫والمشاركة الفعالة في صنع القرار‪ ،‬وإيالء االهتمام للمرؤوسين وتعزيز النمو المهني لديهم‪ ،‬وكل‬
‫ذلك ضمن إطار أخالقي إنساني يتزامن فيه االرتقاء باألداء للمنظمات ونوعية اإلنتاج والعناية‬
‫الكاملة بالعاملين واالهتمام بهم (أبو تينة وآخرون‪.)2017 ،‬‬

‫إن االهتمام الكبير في الفهم والتطبيق لنمط القيادة الخادمة ال زال سريع النمو‪ ،‬حيث أن‬
‫المئات من الكتب والبحوث في هذا المجال قد تم نشرها حتى هذه اللحظة‪ ،‬كما أن العديد من‬
‫الشركات الكبرى التي اختيرت من أفضل مئة شركة على مستوى اعالم حسب تصنيف مجلة‬
‫فورتشن (‪ )Fortune Magazine's‬قد قامت بشكل فعلي بتبني مفهوم القيادة الخادمة‪ ،‬حيث‬
‫قامت باعتماد نمط القيادة الخادمة كأسلوب إداري للشركة (‪ ، )Spears, 2010‬كما وأن في‬
‫القائمة التي ذكرت في المجلة كان أكثر من ‪ %30‬من الشركات التي ضمنتها القائمة تتخذ من‬
‫نمط القيادة الخادمة كأسلوب إداري معتمد لديها‪ ،‬باإلضافة إلى كونت المراكز الخمس األولى كانت‬
‫من نصيب الشركات التي تعتمد نمط القيادة الخادمة وهي‪ :‬شركة كونتينر ستور‪ ،‬وشركة سينوفوس‬
‫فاينانشيال‪ ،‬وشركة دي انداستريز‪ ،‬وشركة ويست ايرالينز (‪.)Hunter, 2004‬‬

‫ومما يلفت النظر في نمط القيادة الخادمة تشجيعها لألفراد في إحداث التوازن بين الممارسة‬
‫القيادية وخدمة اآلخرين‪ ،‬فهي تحث القيادات والمدراء على أن أولوية المسئوليات الملقاة على‬
‫عاتقهم هي خدمة المرؤوسين‪ ،‬وفي نفس الوقت تشجيعهم على استثمار الفرص لممارسة القيادة‪،‬‬
‫حيث أن الغاية الحقيقية والمرجوة من نمط القيادة الخادمة هو تحسين المستوى المعيشي حياة‬
‫األفراد أنفسهم‪ ،‬ثم االرتقاء بمستوى المنظمات التي يعملوا بها (إبراهيم‪.)2013 ،‬‬

‫‪2‬‬
‫إن القيادة الخادمة تبدأ بنزعة طبيعية تجاه خدمة اآلخرين بشكل أولي‪ ،‬ومن ثم يتبعها قوى‬
‫دافعة للقيادة بفعل ما‪ ،‬ومن ثم تنمو الخيارات الواعية الناتجة عن تلك القوة الدافعة بجذب األفراد‬
‫تجاه القيادة‪ ،‬بهدف التحقق من كون األفراد العاملين في المنظمة والمنظمة والمجتمع قد أصبحت‬
‫لديهم الخبرة والحنكة والحكمة التي تمكنهم من التحول من الحالة التي يكونوا فيها مخدومين في‬
‫المنظمة إلى خادمين لغيرهم فيها‪ ،‬وهذا يختلف بشكل محوري مع أنماط القيادة األوتوقراطية واتي‬
‫يرى فيها القائد نفسه قائداً أوالً‪ ،‬ليتأكد من أن احتياجاته هي ذات األولوية التي تتم تلبيتها ( ‪Lubin,‬‬
‫‪.)2001‬‬

‫نظرة تاريخية عن القيادة الخادمة‬

‫يرجع أساس القيادة الخادمة إلى الرسول محمد – صلى هللا عليه وسلم – والذي كان نعم‬
‫القائد في حياته‪ ،‬حيث كان دائم المساعدة ألصحابه في جميع األعمال سلماً أو حرباً‪ ،‬وذلك‬
‫باستخدامه لذكائه الفطري وأسلوبه الفذ في القيادة والذي أسهم في بناء الدولة األعظم عبر التاريخ‬
‫في فترة بسيطة (عبد السالم‪ ، )2009 ،‬وقد تم التعارف في سابق األزمان على أن من يقوم بخدمة‬
‫الناس وتحفيزهم هو سيدهم‪ ،‬وكما ذكر المثل القائل "سيد القوم خادمهم" (حسن‪ ،)2014 ،‬ومن‬
‫ذلك يرى الباحث أن مفهوم العام للقيادة الخادمة قد كان موجوداً في الفكر العربي القديم‪.‬‬

‫ويعد روبرت جرينليف (‪ )Robert Greenleaf‬أول من تحدث عن مفهوم القيادة الخادمة‬


‫وذلك في عام ‪1970‬م‪ ،‬حيث كان مقصده في ذلك أن المرؤوسين عادة ما يكونوا محور اهتمام‬
‫القادة وتركيزهم‪ ،‬وأن القائد هو الخادم بالدرجة األولى‪ ،‬وأن القيادة من وجهة نظره ما هي إال تعبير‬
‫عن الدافعية تجاه خدمة اآلخرين‪ ،‬فهو يضع المصالح المتعلقة بالمرؤوسين أوالً‪ ،‬وذلك بهدف‬
‫الوصول إلى أعلى معدالت اإلنتاجية‪ ،‬فيوليهم االهتمام ويوفر الدعم الالزم لهم (القرني‪.)2014 ،‬‬

‫وقد استوحى جرينليف تسمية هذا النمط اإلداري من األحداث الواردة في رواية للكاتب‬
‫هرمان هسي (‪ )Herman Hesse‬والتي أصدرت في العام ‪1956‬م بعنوان "رحلة إلى الشرق"‪،‬‬
‫والتي تحدت عن ثلة من الرجال الذين اختيروا في إحدى الرحالت الدينية األسطورية بصحبة‬
‫خادمهم (‪ ،)lew‬وكانت وظيفته األساسية خدمة هذه المجموعة والسهر على راحتهم والعمل على‬
‫تثبيتهم وتحفيزهم بعزمه وأغانيه‪ ،‬وتشير األحداث الواردة في الرواية إلى أن الرحلة سارت على‬

‫‪3‬‬
‫أفضل مما هو متوقع إلى أن جاء اختفاء الخادم ليو في أحد األيام‪ ،‬والذي أحدث غيابه الكثير من‬
‫الفوضى والتيهان ما أدى إلى إلغاء الرحلة‪ ،‬ويبين الراوي وهو أحد أفراد المجموعة المشاركة في‬
‫الرحلة أنه التقى بالخادم ليو بعد سنوات من التيه‪ ،‬وأخذه إلى رجل الدين المسؤول عن تنظيم‬
‫الرحلة‪ ،‬ليتم اكتشاف أن ليو الذي عرف بالخادم لم يكن إال أحد أكبر رجال الدين‪ ،‬ومرشدهم‬
‫الروحي األول‪ ،‬وقائد عظيم وشريف في قومه‪ ،‬وتعد تلك الفترة هي فترة النشوء لمفهوم القيادة‬
‫الخادمة (‪ ،)Greenleaf, 2008‬وبهذا فقد صاغ جرينليف من تلك األحداث الوارد في الرواية‬
‫دروساً هامة عن دور القادة‪ ،‬ومع مرور الوقت تم تطور مفهوم القيادة الخادمة‪ ،‬مع األخذ باالعتبار‬
‫أن لم يقدم مفهوماً متكامالً للقيادة الخادمة‪ ،‬حيث اقترح تعريف " القائد هو الخادم أوالً "‪ ،‬وهذا‬
‫التعريف قد ترك الباحثين والمفكرين في قضية هامة ومفتوحة للبحث بالتالزم مع الكثير من األجوبة‬
‫التي تحتاج إلى إجابات (‪ ،)Reinke, 2004‬هذا وقد توصل جرينليف إلى مغزى رئيس من تلك‬
‫القصة األسطورية مفادها أن القائد الجيد هو من يكون خادماً بالدرجة األولى للجماعة والمجتمع‬
‫والمنظمة (‪.)Winston & Joseph, 2005‬‬

‫وانطلقت حركة القيادة الخادمة الحديثة في العام ‪1977‬م‪ ،‬بعد أن تمت صياغة "القائد‪-‬‬

‫الخادم" من قبل جرينليف في مقالته الكالسيكية "القيادة الخادمة"‪ ،‬ومن ثم صار هذا النمط معتمداً‬
‫في المنظمات االقتصادية‪ ،‬رغم أن كثير من المجتمعات تعاني من مصطلح القائد والخادم‪ ،‬فقد‬
‫توقع المهتمين أن هال يمكن أن يكون خادماً وقائداً في نفس الوقت‪ ،‬نظ اًر للتناقض واالختالف‬
‫منطقيا‪ ،‬حيث أشارت كيث إلى أن فكرة القيادة الخادمة متناقضة تماماً وال يمكن المساومة عليها‪،‬‬
‫فإذا كان األفراد يعتقدون أن الخادم مجامل ومتملق‪ ،‬وأن القائد هو الشخص القوي وذو السيطرة‬
‫فإنه ستبدو تلك الكلمات متناقضة وال يمكن الجمع بينهما‪ ،‬وهذا ما أدى إلى مناقشة كيفية ربط تلك‬
‫المتناقضات األكثر شيوعا في الفلسفات الشرقية في الفكر الغربي‪ ،‬كما أضافت كيث إلى أن فكرة‬
‫التيار المتردد تجاه نمط القيادة الخادمة وتحديدا بين فكرة الخادم والقائد لعدم إمكانية الجمع بينهما‬
‫ولندرة حدوثه في الحياة الحقيقية‪ ،‬فالقائد الخادم يمكن أن يمر بفترة سيئة ينزلق فيها أسلوبه في‬
‫ممارسة القيادة من نموذج الخدمة في القيادة إلى السلطة في القيادة‪ ،‬قبل أن يتدارك نفسه ويرجع‬
‫إلى أنموذج القيادة الفعالة مرة أخرى (‪.)Keith, 2010‬‬

‫‪4‬‬
‫وخالصة لما سبق فإن القيادة الخادمة تفوق أساليب قيادية أخرى‪ ،‬ألن الهدف األسمى من‬
‫اتخاذها نمطاً في اإلدارة يتخطى مصالح األفراد الشخصية الضيفة‪ ،‬وتسعى إلى رفع مستوى‬
‫المؤسسة ورقيها‪ ،‬وبذلك فإن المعنى الحقيقي لها يكون قد تحقق (مصطفى‪.)2015 ،‬‬

‫مفهوم القيادة الخادمة‬

‫عملت مدرسة العالقات اإلنسانية والسلوكية واالقتصادية على معالجة الصراعات القائمة‬
‫بناء على ثقافة الربح والخسارة وليس ثقافة الربح‬
‫بين قيادات المنظمات والعاملين فيها‪ ،‬وذلك ً‬
‫والربح‪ ،‬وإن القيادة الخادمة ضمن هذا االتجاه قامت بإعادة الهيكلة لطبيعة العالقة بين القادة‬
‫والعاملين في المنظمات‪ ،‬باإلضافة إلى إعادة الترتيب لألولويات‪ ،‬حيث أن في نمط القيادة التقليدية‬
‫فإنه يتم تقديم المكافآت والخدمات للعاملين في مراحل الحقة وبذلك بعد إنجاز المرؤوسين األعمال‬
‫الموكلة إليهم‪ ،‬وأثبتوا أنهم تحت طوع القيادة وتأثيرها‪ ،‬ولكن في القيادة الخادمة فإن المطلوب‬
‫باألساس هو أن تخدم أوالً‪ ،‬ومن ثم تأتي االستطاعة في القيادة بسهولة وسالسة بحيث يعبر‬
‫المرؤوسين عن أنفسهم برغبة قوية في خدمة اآلخرين (نجم‪.)2011 ،‬‬

‫إن القواسم المشتركة التي تمثلت في طرح الكتاب والباحثين هو االتفاق على مكونات‬
‫القيادة الخادمة‪ ،‬كما هو الحال مع أي نمط قيادي آخ‪ ،‬حيث أن التعريف العملي للقيادة الخادمة‬
‫متنوع ولديه العديد من الترجمات التي استفاض الباحثون والمفكرون والكتاب فيها طرحها ومنها‪:‬‬

‫عرفها عبد السالم (‪ )2009‬بأنها‪ " :‬نمط قيادي فطري ينمو مع األفراد عن طريق الممارسة‬
‫والتدريب المكثف‪ ،‬وهو نشاط ذو هدف يرتبط بشعور القائد بأنه عضو في جماعة المرؤوسين في‬
‫المنظمة بحيث يرعى مصالحهم‪ ،‬ويهتم باألمور الحياتية المتعلقة بهم ويقدرهم‪ ،‬باإلضافة إلى سعيه‬
‫في تحقيق المصالح عبر التفكير والتعاون المشترك في رسم ووضع ومتابعة الخطط العملية في‬
‫المجال‪ ،‬باإلضافة إلى توزيع المسئوليات حسب كفايات العاملين بالدرجة األولى‪ ،‬ومن ثم حسب‬
‫االستعدادات المادية المتاحة عبر استثمار الخدمات المقدمة من العاملين بطريقة حكيمة في إطار‬
‫القيادة "‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫وعرفها أبو فراس (‪ )2016‬بأنها‪ " :‬تبني القائد لفلسفة إدارية من أجل الوصول إلى األهداف‬
‫المنشودة للمنظمات‪ ،‬والمبنية على خدمة المرؤوسين مع القيام بممارسة اإلقناع والتشجيع على‬
‫المشاركة والمبادرة واالبتكار ضمن اإلطار الذي يحتوي فريق العمل "‪.‬‬

‫وعرفها جيرارد (‪ )Girard, 2000‬بأنها‪ " :‬نمط القيادة الذي يسعى في نفس الوقت إلى‬
‫تعزيز النمو الشخصي للمرؤوسين وتحسين نوعيتهم‪ ،‬ورعاية الكثير من المنظمات من خال المزج‬
‫بين العمل الجماعي والمجتمعي‪ ،‬باإلضافة إلى المشاركة الشخصية في صنع القرار "‪.‬‬

‫كما عرفها جرينليف بأنها‪ " :‬النمط القيادي المقلوب رأساً على عقب‪ ،‬أي أن القائد يتجاوز‬
‫مصالحه الفردية ويفضل القيام بخدمة احتياجات اآلخرين‪ ،‬ويساعدهم على التطور‪ ،‬ومنحهم الفرص‬
‫لتحقيق طموحهم المادي والمعنوي تزامناً مع مراعاة المصلحة العامة للعمل والمنظمة (جالب‪،‬‬
‫‪.)2001‬‬

‫كما عرفها بن إبراهيم (‪ )2013‬بأنها‪ " :‬فلسفة القيادة التي تركز على تطور المرؤوسين‬
‫والتألق والتوجه بشكل كامل تجاه تنفيذ المهام المنوطة بهم بالكفاءة المطلوبة‪ ،‬باإلضافة إلى إفساح‬
‫المجال في اتجاه ممارستهم لألدوار القيادية في المستقبل‪.‬‬

‫كما وعرفها باترسون (‪ )Paatterson, 2003‬بأنها‪ " :‬القيادة التي يقوم فيها القادة بخدمة‬
‫المرؤوسين بتركيز كبير‪ ،‬فيمثلوا الهدف األول بالنسبة لهم‪ ،‬وتكون شؤون المنظمة وقضاياها الهم‬
‫الثاني‪17.‬‬

‫كما عرفها لوبي (‪ )Lube, 2003‬بأنها‪ " :‬الفهم والممارسة للقيادة التي تضع مصلحة‬
‫المرؤوسين قبل مصلحتها‪ ،‬بهدف االرتقاء بقيمة األفراد وتنميتهم‪ ،‬وترسيخ وتطبيق المفاهيم المنادية‬
‫بروح الجماعة في إطار العمل‪ ،‬وممارسة األصالة‪ ،‬ومشاركة المرؤوسين في القوة والمكانة‪ ،‬بهدف‬
‫تحقيق المصالح المشتركة لألفراد والمنظمة "‪.‬‬

‫كما عرفها سبيرز (‪ )Spears, 1996‬بأنها‪ " :‬نوع جديد من أنماط القيادة‪ ،‬حيث يتمثل‬
‫جوهرها في وضع خدمة اآلخرين في المقام األول‪ ،‬وتشديد التوجهات نحو تعزيز خدمة اآلخرين‬
‫كمنهج شمولي للعمل‪ ،‬مع االهتمام بالتعزيز المتعلق باإلحساس للجماعة‪ ،‬والمشاركة في صنع‬
‫الق اررات ووضع الخطط الحالية والمستقبلية للمنظمة "‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ويعرفها الباحث إجرائياً بأنها‪" :‬األعمال المنوطة بقادة المنظمات والمؤسسات والمنشآت‬
‫االقتصادية الهادفة إلى دعم العاملين في المجال االقتصادي والقائمة تقديم الخدمات لهم ومساعدتهم‬
‫من أجل أداء المهام الموكلة إليهم بكفاءة وجودة عالية‪ ،‬وذلك بهدف تحقيق أهداف هذه المنظمات‬
‫في التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫مراحل تطور مفهوم القيادة الخادمة‬

‫من خالل النظرة العميقة تجاه مفهوم القيادة األخالقية منذ نشأته على يد جرينليف في‬
‫العام ‪1977‬م‪ ،‬يالحظ أن هذا النمط مر بالكثير من التحسينات والتغيرات‪ ،‬كما أنه مر في العديد‬
‫من المراحل في إطارها المفاهيمي‪ ،‬وقد قسمت إلى ‪ 6‬مراحل (لخضر ووحدة‪:)2006 ،‬‬

‫• المرحلة األولى‪ :‬اإلدارة بالقيم‬

‫تعد القيم والمعتقدات لدى األفراد من المداخل المالئمة للتأثير عليهم‪ ،‬فطبيعة النفس البشرية‬
‫قابلة لتقدم المعونة تحت اإلطار القيادي بوصفها تحقق القيم التي يؤامن بها األفراد‪ ،‬وتمثل شريعتنا‬
‫اإلسالمية دليل متكامل لجوانب الحياة اإلدارية واالجتماعية والسياسية واالقتصادية‪ ،‬فضالً عما‬
‫تمتلكه من القيم التي تكسب األفراد ذاتيتهم وتحققها‪ ،‬واإلدارة بالقيم جزء أصيل من الدين اإلسالمي‬
‫ونظامه المتين‪ ،‬ويمكن تطبيقه في كافة الممارسات العملية والقيادية في المنظمات‪.‬‬

‫• المرحلة الثانية‪ :‬القيادة الخادمة بإدارة التحفيز‬

‫اتجه القادة الذين يتخذون نمط القيادة الخادمة في هذه المرحلة إلى التوازن بين القيادة‬
‫الخادمة واإلدارة بالتحفيز‪ ،‬وذلك في زل طغيان وتفشي الجوانب المادية‪ ،‬والضعف الذي أصاب‬
‫القيم في بعض المجتمعات‪ ،‬مما تطلب من القادة الخدم رفع المستوى التحفيزي عند العاملين‪،‬‬
‫بغرض تحقيق األهداف المنشودة للمنظمة وتحقيق التميز الذاتي لهم وللمنظمة‪.‬‬

‫• المرحلة الثالثة‪ :‬تلمس حاجات المحيطين وحل مشكالتهم‬

‫إن التعرف على احتياجات األتباع والعمل على سدها وإشباعها‪ ،‬والتعرف على المشكالت‬
‫التي تواجههم في العمل وفي معتركات الحياة‪ ،‬ومساعدتهم على التغلب عيها والحد منها‪ ،‬تعد من‬
‫أولى الخطوات في اتجاه تحقق معايير القيادة الخادمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫• المرحلة الرابعة‪ :‬الخدمة‬

‫يعتبر مفهوم الخدمة مجرداً وله أهميته التي ينم نها عن ضرورة االهتمام بترسيخ الجوانب‬
‫التطبيقية‪ ،‬ومحاولة تجنب أن تكون القيادة الخدامة مجرد كالم وشعارات يتم اطالقها من حين‬
‫آلخر‪ ،‬ويقف خلف هذه الشعارات قادة ال يولوا أي اهتمام تجاه خدمة األتباع‪ ،‬فقد ذكر بيتر دراكر‬
‫أنه ال يوجد قيمة للقائد في حال عدم خدمته للتابعين والمرؤوسين‪.‬‬

‫• المرحلة الخامسة‪ :‬محددات إعداد القائد وصفاته‬

‫بعد ظهور المفهوم المتعلق بالقيادة الخادمة تبين أن الكثير من القادة يفتقرون إلى مهارات‬
‫القائد الخادم والتي تنمي أسلوبه التكيفي ليصبح قائداً خادماً عبر العديد من البرامج المتنوعة‬
‫والدورات المعتمة بالجانب التأهيلي واإلعدادي والتدريبي‪ ،‬وقبل كل ذلك يجب أن تتولد الرغبة لدى‬
‫القائد في القيام بهذا الدور الذي يتبناه نمط القيادة الخادمة‪ ،‬باإلضافة إلى وجود بعض المحددات‬
‫التي تعينه على ذلك‪ ،‬بهدف التأكد من جهوزيته ومقدرته على الخدمة والبذل والعطاء‪ ،‬والتمتع‬
‫بالتفاؤل والتشارك وتقبل األفكار اإلبداعية (السويدان وباشراحيل‪.)2003 ،‬‬

‫• المرحلة السادسة‪ :‬استم اررية التطبيق للقيادة الخادمة‬

‫وتعتبر هذه المرحلة هي آخر مراحل تطور مفهوم القيادة الخادمة‪ ،‬خاصة وبعد تبلور‬
‫الفكرة من مرحلة اإلدارة بالقيم‪ ،‬والتحفيز‪ ،‬وتلمس حاجات األتباع والمباشرة في خدمتهم‪ ،‬وبعد العمل‬
‫على تجاوز القصور لدى بعض القادة باستخدام التدريب واإلعداد‪ ،‬فإنه يتوجب تقويم هذا النمط‬
‫والعمل على توجيهها والحفاظ على استم ارريتها نحو األفضل‪ ،‬وباتجاه السعي نحو التميز وعدم‬
‫التكاسل أو التراجع عنها‪.‬‬

‫ويالحظ الباحث منطقية التسلسل المرحلي لمفهوم القيادة الخادمة‪ ،‬حيث الحظ تواترها‬
‫السليم من خالل اعتمادها على القيم والمبادئ العامة‪ ،‬وإيالء العاملين التحفيز الكامل أثناء ممارستهم‬
‫للعمل ما سيؤدي بطبيعة الحال إلى إنتاجية أفضل‪ ،‬بالتزامن مع الحالة الشعورية للقادة المتبعين‬
‫لهذا النمط في تكثيف خدماتهم تجاه المرؤوسين مما يؤدي انطباعات جيدة تظهر انعكاساتها على‬
‫المردود األدائي في العمل‪ ،‬وهذا ال يتحقق إال بتوافر المهارات القيادية التي تستشعر الدور المنوط‬
‫بهم في هذا النمط اإلداري‪ ،‬والذي يساعدهم في تحقيق وإنماء منهجية العمل وفق هذا األسلوب‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫السمات والخصائص األساسية للقيادة الخادمة‬

‫ال يمكن أن ينجح نمط القيادة الخادمة إال بالتوازي مع تصرفات القادة المبنية على نكران‬
‫الذات‪ ،‬وامتالك الدوافع الموجهة لخدمة اآلخرين‪ ،‬وهذا ما تمتاز به القيادة الخادمة عن غيره‪ ،‬ووفقا‬
‫لما جاء به ستارات (‪ )Starrat, 2004‬فإن المفاهيم التي تبناها جرينليف في هذا الشأن هي‬
‫مفاهيم جديدة من نوعها‪ ،‬ويتحتم على القائد الخادم التدقيق في ما يعتقد به وما يمتلكه من تطلعات‬
‫تجاه توليه للقيادة‪ ،‬وفي جوهر هذه النظرية تندرج األخالقيات والمبادئ والقيم التي يجب على القائد‬
‫التحلي بها‪ ،‬والتي تعد جوهرية لصالح رقي المؤسسة ونجاحها في المدى البعيد‪.‬‬

‫كما وتشدد مبادئ القيادة الخادمة على األهمية الكبرى للسمات الشخصية والمعتقدات أكثر‬
‫بدء من المقال الشهير الذي‬
‫من التقنيات المطلوبة للقيادة‪ ،‬وهو ما يظهر في كتابات جرينليف‪ً ،‬‬
‫كتبه وحتى مؤلفاته التي نشرت بعد وفاته (‪.)Russell & Stone, 2002‬‬

‫تشتمل القيادة الحادة على عشرة خصائص كما عرفها (‪ )Spears‬والتي يفترض توافرها‬
‫في القائد الخادم ليلتصق به هذا المسمى ويمثله‪ ،‬وفيما يلي شرحاً مفصالً لهذه الخصائص (أبو‬
‫تينة وآخرون‪:)2007 ،‬‬

‫‪ .1‬الرؤية‬

‫وهي من الصفات الوظيفية للقيادة الخادمة‪ ،‬ويعنى بها التصور المستقبلي للقيادة الخادمة‬
‫فيما يتعلق بالمنظمة وأهدافها بصورة مثالية أو فريدة من نوعها‪ ،‬وتشتمل على التبصر والتصور‬
‫(‪ ،)Milligan, 2003‬كما أن من واجبات القيادة الخادمة النظر للمنظمة بمنظور رؤيوي والذي‬
‫يتمثل برؤية ما وراء الحقائق واألحداث‪ ،‬وهذا يتطلب نظاماً وخبرة متمرسة (غالي ودهليز‪)2015 ،‬‬

‫‪ .2‬اإلصغاء الجيد‬

‫حيث يجب أن يتوفر في القادة مهارة اإلصغاء للمرؤوسين واحتياجاتهم ومطالبهم‬


‫وتعليقاتهم‪ ،‬ألن هذا اإلنصات يظهر احترامه الجم لهم‪ ،‬مما يكسبهم الثقة‪ ،‬فاإلصغاء هو الذي‬
‫يعمل على تمكين القائد من تقديم التغذية الراجعة المرتدة والطلوبة للمرؤوسين بشكل أفضل وذلك‬
‫وفق احتياجاتهم (نجم‪ )2011 ،‬حيث يلجأ إليه العاملين إطالقاً لألفكار والمشاعر دون رهبة أو‬
‫خوف من إصدار أحكام حول شخصيتهم (أبو تينة وآخرون‪ ،)2007 ،‬كما أن اإلصغاء يشير إلى‬

‫‪9‬‬
‫عمق االستماع لآلخرين بهدف فهم االيحاءات الصادرة عنهم ويساعد القادة في فهم ما يدور في‬
‫عقول العاملين (سادلر‪.)2008 ،‬‬

‫كما أشار النشاش (‪ )2013‬إلى أن اإلصغاء يساعد كافة أنماط القيادة المؤثرة‪ ،‬ولكنه‬
‫حاسم جداً في القيادة الخادمة‪ ،‬حيث أنه في حالة إصغاء القائد أوالً فإنه يبدأ اإلنجاز األفضل في‬
‫انضباط القيادة الخادمة‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلقناع‬

‫من النادر استخدام القادة المتبعين لنمط القيادة الخادمة السلطة والصالحيات من أجل‬
‫تنفيذ األوامر من قبل المرؤوسين‪ ،‬وإنما يتم اتباع نهج اإلقناع بما يجب القيام به (نجم‪،)2001 ،‬‬
‫حيث أنه وكونك قائد خادم يجب إقناع اآلخرين بدالً من اإلجبار على اإلذعان لألوامر‪ ،‬ويعتبر‬
‫هذا العنصر من أوضح السبل التي يتم بها التمييز بين األنماط السلطوية التقليدية‪ ،‬وبين نمط‬
‫القيادة الخادمة‪ ،‬والذي يجب عليه أن يقوم بدور فعال تجاه بناء وحدة الرأي داخل فريق العمل‬
‫(غالي ودهليز‪.)2015 ،‬‬

‫ويعرف أبو تينة وآخرون (‪ )2007‬بأنه‪" :‬تلك المساعي الهادفة إلى التأثير في اآلخرين‬
‫بدل اإلذعان باإلكراه تحقيقاً للهدف المنشود من ذلك والمتمثل في بناء اإلجماع على الرأي بين‬
‫األفراد في فريق العمل"‪.‬‬

‫‪ .4‬الوعي‬

‫إن الوعي واإلدراك العام باألمور واألحداث المحيطة يرفع من قدر ومستوى القيادة الخادمة‪،‬‬
‫كما أنه يساعد على فهم القضايا في المجال االقتصادي‪ ،‬حيث يتوجب على القائد الخادم أن يمتلك‬
‫المقدرة على رؤية الحاالت األكثر دقة في اإلطار الكلي للحدث‪ ،‬حيث أن هذا اإلدراك ليس يوفر‬
‫الهدوء والسكينة للقيادة الخادمة بقدر ما يمثله من حالة قلق وتنبه (غالي ودهليز‪ ،)2015 ،‬كما‬
‫أن الوعي يتمثل في قراءة مشاعر العاملين في المنظمة وإدراك مدى تأثير ذلك على مردودهم‬
‫األدائي واستجاباته تجاه المواقف المختلفة والتي تتطلب معرفة جوانب القوة والضعف لتصبح لديه‬
‫المقدرة على ترتيبها‪ ،‬فمن ال يعرف نفسه على حقيقتها ال يمكن أن يملك المقدرة على معرفة سلوك‬

‫‪10‬‬
‫اآلخرين أو الحكم عليه‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن يكون ً‬
‫قائد ومسي اًر لألمور في المنظمة‪ ،‬ولذلك يشترط‬
‫الوعي كمطلب أساسي في نمط القيادة الخادمة (النشاش‪.)2013 ،‬‬

‫‪ .5‬التصور‬

‫حيث أنه بوسق القيادة الخادمة أن تتصور الحلول للمشاكل الغير قائمة في الوقت الحالي‪،‬‬
‫حيث تسعة إلى تغذية المقدرات بهدف الطموح لتحقيق األحالم العظيمة التي تنشدها المنظمة‪،‬‬
‫وتحتاج القيادة الخادمة إلى رؤية لقيادة المنظمة بفاعلية لتحقيق الهدف المرجو (‪)Starratt, 2004‬‬

‫‪ .6‬البصيرة‬

‫تعتبر البصيرة الخاصية التي تتيح للقيادة الخادمة كيفية الوعي من دروس التجارب‬
‫الماضية‪ ،‬ومن وقائع األحداث الراهنة‪ ،‬والنتائج المتوقعة في المستقبل التخاذ ق اررات ما‪ ،‬حيث أنها‬
‫تتطلب الدراسة والتأمل للوضع الماضي والحالي لمعرفة النتائج المحتملة لموقف معين‪ ،‬ويجب‬
‫على القيادة الخادمة النظر إلى البصيرة إلى أنها من المهارات الضرورية والهامة‪ ،‬ألنها تساعد في‬
‫تحديد الغاية المقصودة من دروس الماضي وفهم منطقي للحاضر ومن ثم اتخاذ ق اررات تحقق‬
‫أهداف المنظمة (غالي ودهليز‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .7‬الشفاء‬

‫عرف جرينليف الشفاء بأنه "أن يصبح الشخص سليما"‪ ،‬وتدرك القيادة الخادمة الرغبة‬
‫اإلنسانية في أن يجد األفراد السالمة في ذاتهم‪ ،‬وأن يقوم اآلخرون بدعمها‪ ،‬وبهذا يكون للقيادة‬
‫األخالقية فرصة للمساعدة على إكمال النواقص عن العاملين في المنظمة (المعشر‪.)2014 ،‬‬

‫‪ .8‬القبول‬

‫إن التعايش في بيئة العمل معناها أن يقوم الطرفان بقبول بعضهما البعض‪ ،‬حيث أن‬
‫القبول ال يعني أن يقوم القائد بإلغاء القائد لذاته وهويته وثقافته‪ ،‬بل القدرة على التفاهم والتواصل‬
‫البناء مع اآلخرين في إطار االحترام المتبادل (النشاش‪.)2013 ،‬‬

‫‪ .9‬المبادرة‬

‫‪11‬‬
‫تعد خاصية المبادرة من أهم المؤشرات التي تدل على القيادة الخادمة‪ ،‬حيث أن هذا النمط‬
‫القيادي ال ينتظر األشياء بأن تحدث بل يساهم ويساعد بكل قوة لحدوثها‪ ،‬وأنه على جهوزية تامة‬
‫للعمل‪ ،‬كما ويركز القائد الفعال أن العمل ليس مجرد تحقيق لألهداف‪ ،‬بل تصبح خدمة ومصلحة‬
‫المرؤوسين الطريق الضروري لتسهيل الوصول إلى األهداف (النشاش‪.)2013 ،‬‬

‫‪ .10‬اإلشراف‬

‫حيث ترى القيادة الخادمة دورها في الحفاظ على ثروة ومقدرات المنظمة ومواردها‪ ،‬واستخدام‬
‫ذلك في السبل التي تنمي المجتمعات‪ ،‬كما وينظر إلى القياد الخادمة على أنها التزام لمساعدة‬
‫اآلخرين وخدمتهم‪ ،‬وأن ذلك مبني على اإلقناع واالنفتاح واللذين يساهمان في السيطرة على مجريات‬
‫األمور (غالي ودهليز‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .11‬االلتزام بتنمية األفراد‬

‫حيث تتحمل القيادة الخادمة مسؤولية نمو كافة األفراد العاملين في إطار المنظمة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى العمل على رعايتهم‪ ،‬حيث تبدو مؤشرات القيادة الخادمة منذ البداية من المرؤوسين‬
‫من خالل االهتمام بالتعلم والخدمة (‪ ،)Crippen, 2004‬ويتمثل ذلك في استجابة القيادة الخادمة‬
‫لألفراد في المؤسسة باحترام‪ ،‬وتسمح لهم بالتعبير بكل حرية عن االهتمامات الشخصية‪ ،‬مع االلتزام‬
‫التام بتنمية كل فرد في المؤسسة شخصياً ومهنياً‪ ،‬واالعتقاد بأن قيمة األشخاص أكبر مما يتم‬
‫تقديمه من قبلهم من إسهامات للمنظمة كموظفين‪ ،‬باإلضافة إلى تنميتهم في الجوانب الشخصية‬
‫والمهنية (سادلر‪.)2008 ،‬‬

‫هذا وقد أورد النشاش (‪ )2013‬أن القيادة الخادمة معنية بإيصال المفهوم لألفراد والذي‬
‫ينادي بأنهم خدمتهم ليست فقط لصنع مرؤوسين أفضل ولكن أيضاً لصنع أفراد أفضل‪ ،‬وقد حدد‬
‫سبيرز االلتزام بتنمية األفراد في المرتبة التاسعة في قائمته المتعلقة بالخصائص األساسية للقيادة‪.‬‬

‫‪ .12‬تنمية وتكوين المجتمع‬

‫حيث تسعى القيادة الخادمة إلى تحديد الوسائل التي تساهم في تطوير المجتمع وبناءه‪،‬‬
‫وذلك عبر خدمته المتكاملة لها في كافة الجوانب‪ ،‬والمساهمة في االستثمارات المالية في المجتمع‪،‬‬
‫باإلضافة إلى االهتمام بمقدراته االقتصادية (‪ ،)Crippen, 2004‬حيث أشار جرينليف إلى أن‬

‫‪12‬‬
‫كل ما يلزم إلعادة بناء وتطوير المجتمعات هو وجود العدد الكافي من القادرة الخدم لرسم الطريق‬
‫والخطط‪ ،‬والذين يملكون الكثير من الكفاءة في استثمار الطاقات البشرية والموارد والمصادر المالية‬
‫واالقتصادية (المعشر‪.)2014 ،‬‬

‫‪ .13‬النمذجة‬

‫تعد النمذجة من أحد مجاالت القيادة الخادمة‪ ،‬ويتضمن ذلك تأسيس مثال شخصي ومرئي‬
‫من خالل إظهار المعايير والتوقعات‪ ،‬وأن القيادة الخادمة تؤسس سلطة مناسبة من خالل التفاعل‬
‫الظاهر مع المرؤوسين‪ ،‬وتعد نشاط شامل يؤثر على جميع األفعال الصادرة من القادة‪ ،‬كما وتعتبر‬
‫النمذجة الوسيلة التي من خالل يتم اثبات معايير وتوقعات القادرة (‪.)Milligan, 2003‬‬

‫كما وأشار عبد الرحمن (‪ )2014‬إلى أن خصائص القيادة الخادمة تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫• الخصائص الشخصية‬

‫ويقصد بها الخصائص التي تتعامل مع القادة‪ ،‬وتبنى عليها نظرية القيادة الخادمة بوصفها‬
‫أساساً له‪ ،‬وهي عادة ما تهتم بموقف القادة والعواطف والمشاعر واألفكار التي يحملها والتي تنطلق‬
‫بناء عليها‪.‬‬
‫مواقفه وتوجهاته ً‬

‫• الخصائص الموجهة نحو األتباع‬

‫ويقصد بها الخصائص التي تؤثر في المجتمع وثقافته ومن ضمنهم المرؤوسين‪ ،‬وهذه‬
‫الخصائص تبين الكيفية التي يقوم فيها القائد الخادم بالتعامل مع المرؤوسين مثل االهتمام‬
‫بالمرؤوسين وتنكينهم وتطويرهم‪.‬‬

‫• الخصائص الموجهة نحو المهمات‬

‫ويقصد بها الخصائص التي تكون في نطاق المؤسسة والتي تهتم بالفعاليات والنشاطات‬
‫القيادية‪ ،‬كما وتركز على مهام القيادات الخادمة والمهارات التي يمتلكها والتي تضمن له النجاح‬
‫كالرؤية والرسالة ورسم الخطط ووضع األهداف‪.‬‬

‫• الخصائص الموجهة نحو العمليات‬

‫‪13‬‬
‫ويقصد بها خصائص القائد التي تؤثر في كيفية تنفيذ العمليات في المنظمة بالكفاءة‬
‫والفاعلية المطلوبة‪ ،‬وتركز على مدى قدرة القادة على تطوير نظام كفؤ ومرن مثل النمذجة وبناء‬
‫الفريق والمشاركة في صنع القرار‪.‬‬

‫كما وذكر زوهار (‪ )Zohar, 2002‬العديد من الخصائص الهامة التي يجب أن يتحلى‬
‫بها الفرد يتم تأهيله إلى مرتبة القائد الخادم وهي‪:‬‬

‫‪ -‬اإلحساس العميق بتشابك الحياة وتواصلها في كافة الجوانب‪.‬‬


‫‪ -‬المشاركة الفعالة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحساس بالمسئولية‪.‬‬
‫‪ -‬االقتناع بحتمية تحقيق النجاح‪.‬‬
‫‪ -‬القناعة بأن النشاط والمحاولة والتجربة في إطار العمل ما هي إال جزء من النسيج‬
‫اء له‪.‬‬ ‫ن‬
‫األكبر في محيط الكو واألكثر إثر ً‬

‫وبناء على ما سبق فقد اتفق الباحث مع الكثير من الخصائص التي تم ذكرها‪ ،‬ويؤكد‬ ‫ً‬
‫الباحث على أن من الصفات التي يجب أن يتحلى بها القائد الخادم في مجال التنمية االقتصادية‬
‫كضرورة العمل على مساعدة العاملين في هذا المجال والتعاطف معهم‪ ،‬نظ اًر لصعوبة الضغوط‬
‫وكثرة المتاعب التي تواجههم في المجال االقتصادي والذي يتطلب الكثير من الجهد والتفكير‬
‫المترتب عن القلق تجاه األحداث المتواترة‪ ،‬كما أكد الباحث على خاصية القدرة على إقناع العاملين‬
‫في اإلطار االقتصادي والذي يحتم على المجموعة العاملة به على التوافق في اآلراء وعدم التفرد‬
‫في الرأي نظ اًر ألهمية الخبرات وتكاتفها في استقراء األحداث واالستبصار بالمتغيرات االقتصادية‬
‫المستقبلية‪ ،‬هذا ويرى الباحث أن هناك انتفاع مؤكد في حال تم استخدام السلطة بطريقة مهنية‬
‫وأخالقية والمبنية على الثقة بالنفس من قبل القائد باإلضافة إلى ثقته في مرؤوسيه‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫تلك الخواص تساهم بشكل كبير في التنمية االقتصادية والتي ال تخلو أسسها ومبادئها من‬
‫االحتياجات المترتبة على هذه الخواص‪.‬‬

‫أبعاد القيادة الخادمة‬

‫‪14‬‬
‫من خالل األدبيات والبحوث العلمية السابقة والتي تعلقت بموضوع القيادة الخادمة قام كل‬
‫من وأين (‪ ،)Wayne‬وتشاو (‪ ،)Zhao‬وهندرسون (‪ )Henderson‬في عام ‪2008‬م بتطوير‬
‫أنموذجا للقيادة الخادمة‪ ،‬وقد عرف هذا الفريق تسعة أبعاد ممكنة وتتعلق بشكل كبير بالقيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬ومن خالل التحليل العلمي والمنهجي قام الباحثين باعتماد سبعة أبعاد وهي‬
‫(‪:)Henderson & Wayne, 2003‬‬

‫‪ .1‬المهارات المفاهيمية‬

‫وتعني حيازة المعرفة الكاملة عن المنظمة وطبيعة عملها والمهام الموكلة للقيادة الخادمة‬
‫بحيث يكون القائد الخادم في وضع مناسب من المرؤوسين‪ ،‬ويعمل على تقديم المساعدات والدعم‬
‫الكامل‪ ،‬باإلضافة إلى تسهيل مهام اآلخرين خصوصاً المرؤوسين المباشرين‬

‫‪ .2‬التمكين‬

‫وتتمثل في تشجيع وتقديم التسهيالت المطلوبة لآلخرين خصوصاً من المرؤوسين‬


‫المباشرين‪ ،‬وذلك من خالل تحديد وحل المشكالت‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد متى وكيف يتم إنجاز‬
‫المهام المنوطة بالعمل بجودة وكفاءة عالية‪.‬‬

‫‪ .3‬مساعدة المرؤوسين على التطور والنجاح‬

‫وتتمثل في إيالء االهتمام الحقيقي والمكثف لنمو المرؤوسين من خالل توفير وإيجاد الدعم‬
‫الكامل والتوجيه الالزم لهم‪ ،‬لكي يمتلكوا المهارات المهنية الالزمة لكي يقوموا باألعمال الموكلة‬
‫إليهم بطريقة مناسبة وفعالة‪.‬‬

‫‪ .4‬االهتمام بالمرؤوسين أوالً‬

‫وتتمثل في استخدام اإلجراءات والعبارات المناسبة والواضحة لآلخرين وتحديداً مع‬


‫المرؤوسين المباشرين‪ ،‬وتلبية كافة احتياجاتهم من انضمامهم للعمل واعتبارها من األولويات الهامة‬

‫‪ .5‬التصرف بأخالق‬

‫وتتمثل في آلية التعامل المبنية على الصراحة واإلنصاف والصدق والعدالة في التعامل مع‬
‫المرؤوسين‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ .6‬المعالجة العاطفية‬

‫وتتمثل في إظهار االهتمام تجاه االهتمامات واالحتياجات الشخصية للمرؤوسين‪،‬‬


‫ومساعدتهم في تحقيقها وتلبيتها‪.‬‬

‫‪ .7‬االلتزام بتطوير المجتمع‬

‫ويتمثل في الوعي الحقيقي تجاه تطوير وتحسين ومساعدة المستوى االجتماعي واالقتصادي‬
‫والثقافي في المجتمع‪.‬‬

‫يرى الباحث أن هناك الكثير من األبعاد التي تناولها الكتاب من عدة جوانب‪ ،‬وذلك ألنها‬
‫األساس الذي يمكن من خالله دراسة القيادة الخادمة لدى الرؤساء ومدى تأثر المرؤوسين بها‪ ،‬كما‬
‫واعتمد الباحث هذه األبعاد في مجال التنمية االقتصادية‪ ،‬ألنه ومن وجهة نظره تتناول كافة العوامل‬
‫التي تسهم في زيادة التنمية‪ ،‬خاصة وأنها أولت طرفي العملية االقتصادي الكثير من االهتمام‬
‫ووازنت بينهم‪.‬‬

‫أخالقيات القيادة الخادمة‬

‫إن أي نمط قيادي البد أن يتسلح بمجموعة من األخالقيات في إطاره العملي‪ ،‬خاصة وأنها‬
‫تعزز سبل االحترام مع المنافسين ومع الطواقم العاملة في المؤسسة وكذلك في تعامله مع المجتمع‪،‬‬
‫وأشار بعض الكتاب والباحثون إلى العديد من األخالقيات التي تساهم في إظهار أساسيات القيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬وتمثلت القواعد األخالقية فيما يلي (البداح‪:)2006 ،‬‬

‫‪ .1‬أن المسئولية األساسية في القيادة األخالقية هي العمل والمساهمة في رفع مستوى رفاهية‬
‫الفرد أو الجماعات أو المجتمعات الي يقوموا بخدمتها‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يتفهم مسئولياته المهنية‪ ،‬ويقدمها على المصالح الشخصية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يعتبر نفسه مسئول بشكل مطلق عن مستوى ومقدار الخدمات التي يقدمها‪ ،‬بمعنى‬
‫أن يضمن كفاءتها وجودتها وفاعليتها العالية‪.‬‬

‫كما وأضافت العبرية (‪ )2017‬أخالقيات أخرى تعتبرها ذات أهمية في ممارسات القائد‬
‫الخادم والتي تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ .1‬المهارة في تلمس االحتياجات الملموسة للمرؤوسين والعمل على تلبيتها وتحقيق‬
‫الرغبات الخاصة بهم‪.‬‬
‫القررات‪.‬‬
‫‪ .2‬المشاركة الفعالة للعاملين في صنع ا‬
‫‪ .3‬التزام القادة الخادمين باألخالقيات الالزمة لصنع القرار المهني واألخالقي‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن أخالقيات المهنة واعتمادها لها الدور الكبير في نجاح المؤسسة‪ ،‬فهي‬
‫تؤسس للصورة الجيدة التي يتوقع تكونها في المجتمع‪ ،‬وفي المجال االقتصادي تحديداً‪ ،‬وهذا ما‬
‫يشكل األهمية الكبيرة للتمترس خلفها وتعزيز المسئولية القيادية تجاه تبنيها والتعامل بها‪.‬‬

‫األسس النفسية التي تقوم عليها القيادة الخادمة‬

‫ال شك بأن التماهي في الدور الذي يلعبه القائد في النمط المتمثل بالقيادة الخادمة شيء‬
‫في غاية الصعوبة‪ ،‬وذلك الختالف هذا الدور عن األنماط التقليدية في اإلدارة والمنادية بالتفرد‬
‫والتسلط ومركزية القرار‪ ،‬ومن األسس النفسية التي تقوم عليها القيادة الخادمة في النقاط التالية‬
‫(ثابت‪:)2008،‬‬

‫‪ .1‬إمكانية الرغبة في العمل تماثل اللعب تماماً خاصة إذا توافرت المناسبة لذلك‪.‬‬
‫‪ .2‬االنضباط الذاتي ال يمكن االستغناء عنه أو إهماله في جميع األحوال‪ ،‬وذلك لدوره الكبير‬
‫في إنجاز أهداف المؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬امتالك القدرة على اإلبداع في إيجاد الحلول للمشاكل التي تواجهها المنظمة‪ ،‬وذلك في‬
‫حال توفر الجو المالئم لتفعيلها‪.‬‬
‫‪ .4‬يتم حدوث التحفيز المطلوب من قبل مستويين وهما‪:‬‬
‫✓ المستوى االجتماعي الذي ينشأ من تحقيق االحتياجات االجتماعية‪.‬‬
‫✓ تأكيد الذات وما يتبعه من شعور باألهمية والتقدير من قبل المجتمع‪.‬‬
‫✓ المستوى الفسيولوجي‪.‬‬
‫✓ المستوى األمني‪.‬‬
‫‪ .5‬يمكن للناس أن يتم توجيههم بشكل ذاتي‪ ،‬وأن يكونوا على قدر كافي من اإلبداع في مجال‬
‫العمل‪ ،‬وذلك في حال وجود التحفيز المناسب والصحيح‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ويشير الباحث إلى أهمية العامل النفسي في ممارسة األعمال واألدوار القيادية في المجال‬
‫االقتصادي‪ ،‬خاصة إذا تجلى نمط القيادة الخادمة والتي تحتاج إلى أسس نفسية قوية وقويمة لدى‬
‫القادة الخادمين‪ ،‬وذلك ألنهم يمارسوا أدور بطريقة غير اعتيادية وغير متعارف عليها في المجال‬
‫االقتصادي بشكل كبير‪ ،‬والشك بأن اتسام القائد الخادم بهذه األسس يؤدي إلى قيامه باألدوار‬
‫الموكلة إليه بشكل فعال ومتين‪ ،‬وال تجابهه المعوقات أو التحديات أو المؤثرات التي تسعى إلى‬
‫إفشاله وتقزيم ذاته وشخصه في العمل نظ اًر لتماهيه في خدمة المرؤوسين‪.‬‬

‫المبادئ األساسية للقيادة الخادمة‬

‫إن هناك العديد من المبادئ التي يتحتم على القادة اتباعها في حال رغبتهم باتخاذ نمط‬
‫اإلدارة الخادمة كأسلوب لممارسة المهام الموكلة إليهم في إطار المنظمة أو المؤسسة التي يعملوا‬
‫بها‪ ،‬وعليه فإن هناك محددات لتصرف القائد كخادم وليس كقائد متسلط‪ ،‬والتي تتمثل فيما يلي‬
‫(البداح‪:)2006 ،‬‬

‫‪ .1‬األمانة‬

‫وتعني أن يضطلع القائد الخادم بالمسؤوليات والواجبات المنوطة به‪ ،‬وأن يقوم بها باالقتدار‬
‫واألمانة التامة‪ ،‬واألفراد مسئولين أمام من يقوموا بخدمتهم سواء كانوا المرؤوسين أو عمالئهم‪،‬‬
‫والرؤساء يعاملوا على أنهم مقدمين للخدمات‪.‬‬

‫‪ .2‬الثقة بالنفس والمصداقية والصدق‪.‬‬


‫‪ .3‬القوة وتعني الكفاءة‪.‬‬
‫‪ .4‬العناية واالهتمام والوالء لألتباع‬

‫حيث يتم فرض االلتزام بالتصرفات والعمل حسب ما تتطلبه المصلحة العامة للمنظمة‪،‬‬
‫والعمل على دعم وتفعيل الحلول المحلية التي تنبع من الدخل‪ ،‬ورفض التسلط في الرأي الرافض‬
‫للمشورة بهدف فرض رأي شخصي أوحد‪.‬‬

‫‪ .5‬المبادرة‬

‫‪18‬‬
‫حيث يجب على المرؤوسين أن يقوموا بعملية اإلقناع تجاه ما يتم تقديمه كم خدمات‪،‬‬
‫وإثبات قيمة اآلراء والق اررات التي من شأنها المساهمة في رفعة ورقي العمل في المنظمة وتنميتها‪.‬‬

‫‪ .6‬زيادة فرص االختبار أمام األفراد األكثر قرباً في العمل‪ ،‬باإلضافة إلى إعادة الدمج بين‬
‫اإلدارة وبين سير األداء في العمل‪ ،‬حيث أن المسئولية تقع على عاتق الجميع‪.‬‬
‫‪ .7‬أهمية أن تكون قياسات األداء والضوابط والمعايير في خدمة العدالة األساسية‪ ،‬ووضع حد‬
‫للسرية والتكتم‪.‬‬

‫أهمية القيادة الخادمة‬

‫تكمن األهمية الكبرى للقيادة الخادمة في قدرتها على استوعاب المتغيرات واألحداث‬
‫المتسارعة في عصرنا الحالي‪ ،‬حيث أصبح في عالمنا مجاالً أكبر للتنافسية والعولمة‪ ،‬وذلك بسبب‬
‫التطورات والتكنولوجية وااللكترونية الهائلة‪ ،‬باإلضافة إلى تنامي االقتصاد العالمي وتنافسية الدول‬
‫في هذا المجال (الديرية‪.)2017 ،‬‬

‫إن أهمية القيادة الخادمة تتجلى حين ظهور نتائجها اإليجابية والتي تمثلت فيما يلي (حلبي‪،‬‬
‫‪:)2016‬‬

‫‪ .1‬األهمية على مستوى المؤسسة‬

‫ويعني بذلك تحقيق المستوى المنشود من األداء التنظيمي في إطار العمل بنمط القيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬والتي تركد على حاجات الناس سواء كانوا أتباع أو مستفيدين من أعمال المؤسسة في‬
‫المجال االقتصادي‪.‬‬

‫‪ .2‬األهمية على مستوى التابعين‬

‫وتكمن األهمية الكبرى للقيادة الخادمة في كونها مهتمة بدرجة كبيرة بالدرجة األولى‬
‫بالمرؤوسين‪ ،‬بحيث تحقق لهم احترام ذواتهم اإلنسانية‪ ،‬وتمنحهم الحرية واالستقاللية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أنها تعترف باإلنجازات والجهود التي يقدموها في سبيل المصلحة العامة للمؤسسة والتي تقيم أعمالهم‬
‫وتتعاطف معهم‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ .3‬األهمية على مستوى المجتمع‬

‫وتبرز أهمية القيادة الخادمة في كافة مستويات المجتمع كونها تنادي بالفضائل اإلنسانية‬
‫والمهنية التي تحتاجها مختلف المجتمعات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإن هناك مجموعة من النقاط التي تبرز األهمية الكبيرة للقيادة الخادمة‪،‬‬
‫وتمثلت فيما يلي (العجمي‪:)2008 ،‬‬

‫‪ .1‬تعمل كحلقة وصل بين المرؤوسين والخطط والتصورات والقراءات المستقبلية للمؤسسة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬تساهم في تحقيق األهداف المرجوة للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعد كبوتقة تتماهى في داخلها مع مفاهيم المؤسسة االقتصادية وسياستها واستراتيجيتها‪.‬‬
‫‪ .4‬تقوم بنشر المفاهيم والمبادئ اإليجابية في المؤسسة االقتصادية وتحاول أن تلقي بالمفاهيم‬
‫السلبية جانباً‪.‬‬
‫‪ .5‬تقلل من نسبة المشاكل الناشئة في مجال العمل‪ ،‬وتساهم وبقوة في وضع الخطط الالزمة‬
‫للمعالجة‪.‬‬
‫‪ .6‬تولي الكثير من االهتمام بالعاملين في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى حرصها على‬
‫تدريبهم وتنميتهم‪.‬‬
‫‪ .7‬تواكب المتغيرات والتطورات االقتصادية توظفها وتطوعها بطريقة مناسبة لتحقيق المصالح‬
‫المنشودة للمنظمة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .8‬طبيعة العمل في المجال االقتصادي تستدعي اتباع نمط القيادة الخادمة‪.‬‬
‫‪ .9‬رفح وتحفيز الروح المعنوية للعاملين في المؤسسات االقتصادية بسبب اسهاماتها الفاعلة‬
‫في تحقيق أعلى مستوى من المشاركة‪.‬‬
‫‪ .10‬تشكيل كوادر قيادية بالتدرج بهدف االستفادة من فاعليتهم في تحقيق أهداف المؤسسة‬
‫االقتصادية‪ ،‬وذلك عن طريق إرضائهم والتفاني في تلبية احتياجاتهم ومطالبهم‪.‬‬
‫‪ .11‬ترفع مستوى الثقة والطمأنينة واالحترام بين القائد والمرؤوسين‪.‬‬
‫‪ .12‬تسهم في تحقيق أعلى درجات الرضا الوظيفي والذي يؤثر بشكل ملحوظ على رفع الروح‬
‫المعنوية للمرؤوسين في مجال عملهم االقتصادي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويشير الباحث إلى أن أهمية أي شيء تنبع من خالل ما يحققه من نتائج‪ ،‬فالقيادة الخادمة‬
‫تعتبر كأي نظرية أخرى ال يمكن اعتبارها مهمة إال من خالل تقديمها شيئاً مهماً‪ ،‬وتبرز أهمية‬
‫القيادة الخادمة كونها من األسس المطلوبة والفعالة التي تساهم في تحقيق جودة الحياة الوظيفية‬
‫داخل المؤسسات والمنظمات االقتصادية وما ينطلي على ذلك من جودة على كافة العمليات‬
‫والمخرجات من هذه المنظومة‪ ،‬حيث أن ما تقدمه القيادة الخادمة من نتائج ملموسة وإيجابية‬
‫للمرؤوسين في مجال عملهم في المنظمات والمؤسسات االقتصادية من خالل االستخدام للتأثير‬
‫اإليجابي األمثل والمتمثل باإلقناع بدال من القوة والتسلط‪ ،‬كما وأن للقيادة الخادمة مقدرة ومرونة‬
‫كبيرة في التعاطي مع المتغيرات االقتصادية المتسارعة واالستجابة للتطورات االقتصادية والمعرفية‬
‫الهائلة التي تتواتر في عالمنا اليوم‪.‬‬

‫فوائد القيادة الخادمة‬

‫ال شك بأن االتباع المتقن لمط القيادة الخادمة يعني بأن القائد يخطط لخدمة المرؤوسين‬
‫أوالً‪ ،‬ووفقا لما نادى به جرينليف فإن الكثير ممن القيادات الناجحة ال يتم االعتراف بهم‪ ،‬إن نمط‬
‫القيادة الخادمة يبقى القائد الخادم متوارياً عن األضواء وبالتالي يسمح لمرؤوسيه بتحقيق التقدير‪،‬‬
‫وهذا ما يحقق المستويات العالية من المعنويات عند المرؤوسين‪ ،‬ما يحسن من أدائهم وانتاجيتهم‬
‫وفق ما تمليه المصلحة العامة للمؤسسة‪ ،‬وبعد اإلطالع على المراجع والبحوث والدراسات السابقة‬
‫نرى أنها استفاضت في إجمال فوائد القيادة الخادمة وأثرها على مجال العمل وتمثلت فيما يلي‬
‫(غالي ودهليز‪:)2015 ،‬‬

‫‪ .1‬تطوير المنظمة‬

‫إن نقاط القوة األساسية في نمط القيادة الخادمة هي مدى مساهمتها في تطوير المنظمات‪،‬‬
‫حيث يتجه القائد الخادم من األنماط القيادية التقليدية التي تكون مبنية على مركزية السلطة والتفرد‬
‫في القرار وتلقين المرؤوسين ما يجب عليهم فعله إلى اتجاه آخر‪ ،‬حيث يقوم القائد الخادم بتخويل‬
‫المرؤوسين بالقيام بالمهام المرتبطة بالعمل وإلهامهم‪ ،‬وهذا ما يحتاج إلى الجهود الجماعية‪ ،‬وينعكس‬
‫ذلك باإليجاب على نتائج العمل والتي تكون أعظم وأثمن من الجهود الفردي‪ ،‬فإنه على حد قول‬
‫إدوارد ديمنج وهو أحد أشهر رواد إدارة الجودة الشاملة بأن " العملة األكثر قيمة ألي منظمة أو‬

‫‪21‬‬
‫مؤسسة هي المبادرة واإلبداع من األعضاء‪ ،‬فكل قائد لديه مسئولية أخالقية جليلة تهدف إلى تطوير‬
‫المرؤوسين إلى أقصى حد ممكن‪ ،‬وهذا ما تنادي به القيادة الخادمة"‪ ،‬كما أن القيادة الخادمة لها‬
‫فوائد أخرى في إطار العمل الجماعي وبناء العالقات‪ ،‬فتتوزع األدوار المختلفة على كل فريق حسب‬
‫خبراته بدالً من الدرجات الوظيفية أو مسمياتها‪ ،‬كما أن القياد الخادمة تمكن كل مرؤوس على لعب‬
‫أدوار هامة‪ ،‬حيث ينجم عن ذلك طاقات مهولة تساعد المنظمات على تحقيق الهدف والرسالة‬
‫المنشودة (‪.)Nayab, 2011‬‬

‫‪ .2‬تطوير الموظفين‬

‫القيادة الخادمة ال تلقي بأهداف المنظمة على عاتق المرؤوسين‪ ،‬بل على النقيض من ذلك‬
‫يقوم القادة ببذل كل الجهود واستثمار الوقت في مساعدة المرؤوسين على معرفة نقاط القوة والضعف‬
‫لديهم‪ ،‬كما أن القيادة الخادمة تساعد المرؤوسين للوصول إلى أقصى الطاقات الجسدية والفكرية‪،‬‬
‫وبهذا فإن المرؤوسين يصلوا إلى التوازن في حياتهم‪ ،‬كما أن القائد الخادم يقوم بالنظر إلى مصالح‬
‫اآلخرين ويبدي الصبر والتسامح مع عامليه‪ ،‬مثل هذه الصفات في القيادة الخادمة تؤدي إلى خلق‬
‫حالة عامة من الرضا الوظيفي واالنتماء التنظيمي لدى المرؤوسين‪ ،‬كما وتساهم في تطوير رأس‬
‫المال البشري في المنظمات والمحافظة عليه(‪.)Nayab, 2011‬‬

‫‪ .3‬بناء الفريق‬

‫من خالل اتباع نمط القيادة الخادمة في مجاالت العمل‪ ،‬فإن القائد يدرك بأن األسلوب‬
‫المتغطرس في العمل والقائم على الهرمية يؤدي إلى زيادة االغتراب والمشاك لدى المرؤوسين‪ ،‬وفي‬
‫خالف ذلك فإن أسلوب القيادة الخادمة يؤدي إلى نتائج جيدة ومرضية لكافة األطراف العاملة في‬
‫المؤسسة‪ ،‬حيث أن القيادة الخادمة تقوم بمساعدة كافة األطراف في مجال العمل بهدف االنتفاع‬
‫من مساهماته المتمثلة في المهارات والخبرات في أداء األعمال الموكلة إليه‪ ،‬وهذا النوع من القيادة‬
‫يؤدي إلى بناء فريق عمل متكامل وبناء‪ ،‬حيث يقوم كل مرؤوس بعرض المهارات التي يمتلكها‪،‬‬
‫ويسمح له بالتعاون بشكل فعال وحيوي مع باقي أفراد فريق العمل (‪.)Duggan, 2015‬‬

‫‪ .4‬اإلنجاز‬

‫‪22‬‬
‫باستخدام وتيرة اإلعداد كأحد األساليب القيادية‪ ،‬فإن القائد يقوم بتحديد المعايير العالية‬
‫لنفسه وللمرؤوسين‪ ،‬ومن جهة أخري باتباع نمط القيادة الخادمة فإن القائد يقوم بإشراك جميع‬
‫أعضاء الفريق في وضع األهداف والغايات‪ ،‬فكل فرد في مجموعة العمل لديه صوت في اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬إضافة إلى ذلك فإن القائد الخادم يقوم بخلق أجواء إيجابية نحو القيم‪ ،‬وهذا النمط القيادي‬
‫يقوم بالسماح لمرؤوسيه بوضع المؤشرات المتعلقة باألداء الخاص بهم‪ ،‬مما يعطي للمرؤوسين‬
‫الكثير من الصالحيات التي تلزم للقيام بإجراءات تغييرية تؤدي في المحصلة إلى نجاح المنظمة‬
‫وتحقيق أهدافها على المدى البعيد (‪.)Duggan, 2015‬‬

‫‪ .5‬التغيير‬

‫إن إدارة التغيير على نحو ذو فاعلية تنطوي على إقامة رؤية مستقبلية‪ ،‬وباتباع نمط القيادة‬
‫بناء على وجهات النظر لدى المرؤوسين‪ ،‬ما‬
‫الخادمة عليك تحديد المهام واألهداف للمنظمة وذلك ً‬
‫يعمل على تمكينهم من اإلدارة الجيدة لحياتهم المهنية بشكل فعال‪ ،‬وهذا ما ينقل الشركة إلى نمط‬
‫الء‪ ،‬وبالتالي أكثر إنتاجية ورضا‪ ،‬ما يساهم في‬ ‫ن‬
‫جديد في العمل بحيث يكو المرؤوسين أكثر و ً‬
‫تحقيق ميزة للمنظمات على المستوى التنفيذي في المجال االقتصادي (‪.)Duggan, 2015‬‬

‫‪ .6‬الرضا‬

‫عندما يكون عمل المرؤوسين في إطار القيادة الخادمة‪ ،‬فإنهم بشكل جماعي لهدف تحقيق‬
‫المصلحة العامة للجميع‪ ،‬وهذا ينعكس باإليجاب على معدل الرضا‪ ،‬حيث أن كافة االحتياجات‬
‫المتعلقة بالمرؤوسين يتم تلبيتها‪ ،‬وعند يقوم القائد باتباع األسلوب الديموقراطي في القيادة‪ ،‬فإن‬
‫شخص ما يفقد من خالل إشراك كافة المرؤوسين في عملية صنع واتخاذ الق اررات‪ ،‬كما أن القائد‬
‫الخادم يضمن بشكل كبير ذلك عبر االستماع لما لديهم من آراء (‪.)Duggan, 2015‬‬

‫‪ .7‬خدمة المجتمع‬

‫تعد الخدمات المقدمة للمجتمعات من المبادئ األساسية للقيادة الخادمة‪ ،‬حيث أنها تساهم‬
‫في التأسيس الثقافي لمعنى خدمة المجتمع‪ ،‬وذلك داخل إطار العمل أو خارجه ( ‪Liden et al,‬‬

‫‪23‬‬
‫‪ ،)2008‬كما وتبرز أهمية القيادة الخادمة على المستوى المجتمعي والمهني‪ ،‬كونها تنادي‬
‫باألخالقيات التي تنادي بها المجتمعات في ميادين العمل‪.‬‬

‫ويرى الباحث أن للقيادة الخادمة فوائد جمة في المجال االقتصادي‪ ،‬نظ ار للحالة التشاركية‬
‫التي تسود أجواء العمل‪ ،‬فاالنصهار الذي يشمل كافة مستويات العامة ما بين اإلطار القيادي‬
‫واإلطار العمالي يذيب المشاكل قد تواجه مسيرة التنمية االقتصادية خاصة بعد شعور المرؤوسين‬
‫بذاتهم وقيمتهم في العمل‪ ،‬وكل ذلك يعود بالنفع على المنظمات االقتصادية من حيث تحقيق‬
‫األهداف المنشودة على أكمل وجه‪ ،‬باإلضافة إلى تحقق الرضا عن الذات لدى المرؤوسين خاصة‬
‫مع تحقق مصالحهم واحتياجاتهم‪.‬‬

‫االنتقادات الموجهة إلى القيادة الخادمة‬

‫لقد ظهر نمط القيادة الخادمة في مجال األعمال التجاري في مطلع القرن الحادي والعشرين‪،‬‬
‫وبصفة عامة فإن مفهوم القيادة الخادمة يعني أن قائد المنظمة يقوم بقيادة المرؤوسين ويقدم لهم‬
‫الدعم الكامل‪ ،‬وفي إطار هذا النمط فإن القائد يقوم بتفويض المرؤوسين في القيام ببعض المهام‬
‫مع توفير كامل الدعم لهم خالل التنفيذ إلنجازه على أكمل وجه‪ ،‬وعلى الرغم من أن مؤشرات‬
‫القيادة الخادمة تعطي إحساساً بفاعليته ونجاح‪ ،‬إال أن هناك العديد من االنتقادات التي وجهت إلى‬
‫القيادة الخادمة ومنها (‪:)Kokemuller, 2010‬‬

‫‪ .1‬الفرضية خاطئة‬

‫في المقالة الصادرة في شهر أغسطس (‪ )2010‬والتي كان عنوانها "لماذا القيادة الخادمة‬
‫فكرة سيئة؟" يقول الكاتب مككريمون (‪ )Mitch Mcccrimmon‬بأن القيادة الخادمة ال يمكن أن‬
‫تتماشى مع الهيكلية العامة لألعمال االقتصادية‪ ،‬حيث أن الهدف الرئيسي للقادة هو خدمة األهداف‬
‫الرئيسية للمالكين والقيادات العليا وليس المرؤوسين‪ ،‬وهذا بالرغم من أن هناك جزء كبير من وظيفة‬
‫القائد موجهة إلى توفير الدعم والتحفيز ألداء المرؤوسين وسلوكياتهم‪ ،‬ويرى الكاتب أن توجهات‬
‫القيادة الخادمة في خدمة المرؤوسين ال تخدم األهداف العامة للمنظمات والمؤسسات‬
‫(‪.)Kokemuller, 2010‬‬

‫‪ .2‬االفتقار إلى وجود سلطة‬

‫‪24‬‬
‫في الواقع فإن القيادة الخادمة يمكن أن تؤدي إلى التحجيم فيما يتعلق بسلطة القائد ووظيفة‬
‫القيادة ككل في قطاع األعمال‪ ،‬حيث أنه عندما يرى المرؤوسين أن القائد يقوم بتلبية كافة‬
‫االحتياجات لديهم على الدوام‪ ،‬فإنهم ينظرون إليه بطريقة خالية من الثقة‪ ،‬حيث أنه إذا أرادت‬
‫القيادات العليا دفع المرؤوسين لتحسين األداء فإنه من الصعب أن يتراجع القائد الخادم عن نمطه‬
‫وأسلوبه في القيادة‪ ،‬ولكن أوامر القيادات العليا يختم عليه فرض هيمنته على المرؤوسين بعد‬
‫تعودهم عليهم وعلى قيادته الخادمة‪.‬‬

‫‪ .3‬محبطة‬

‫حيث أن هذا النمط القيادي قد يؤدي إلى تكاسل المرؤوسين‪ ،‬مما يؤدي ويساهم في قلة‬
‫انتاجيتهم‪ ،‬حيث أن مككريمون (‪ )McMrimmon‬قد شبهها بعالقة الطفل بوالديه‪ ،‬فهما يحافظان‬
‫عليه دائماً ويبعدانه عن المشاكل ويولوه االهتمام والرعاية الكاملة‪ ،‬وعندما يؤمن المرؤوسين بأن‬
‫القائد سيقوم بالتدخالت لصالح تلبية االحتياجات والمتطلبات الخاصة بهم‪ ،‬باإلضافة إلى حل‬
‫المشاكل التي قد تواجههم‪ ،‬فإن هذا النمط سيغريهم للجلوس أكثر وبالتالي سيقل بذل الجهود في‬
‫العمل ما يعني تأخر المنظمة في تحقيق األهداف ونشوب النزاعات في أجواء العمل (غالي ودهليز‪،‬‬
‫‪.)2015‬‬

‫‪ .4‬مثيرة لالهتمام ولكنها خطأ‬

‫إن القيادة الخادمة تكون مثيرة بشكل أكبر إذا تمثل فيها المعنى الحرفي المتمثل بأن القائد‬
‫يجب أن يخدم المرؤوسين‪ ،‬حيث أنه تبدو الفكر معقولة في السياسة أو النوادي أو الجمعيات‪،‬‬
‫حيث يتم انتخاب القادرة‪ ،‬وبال شك يجب على القادة خدمة الناخبين لضمان نجاح في الدو ارت‬
‫المقبلة‪ ،‬أما في مجال األعمال التجارية واالقتصادية فالقادة في جميع المستويات يجب عليهم القيام‬
‫بخدم المالكين في حال رغبتهم باالحتفاظ بالوظيفة‪ ،‬كما أنهم بحاجة للعمالء وخدمتهم أيضاً‪،‬‬
‫فالحقيقية المؤلمة في األعمال االقتصادية والتجارية هي أن الموظف هو وسيلة فقط لتحقيق الغايات‬
‫التي ترنو إليها المؤسسات والمنظمات‪ ،‬وبطبيعة الحال فإن القائد الكفؤ والفعال سيعمل بكل قوة‬
‫إلشراك وتحفيز المرؤوسين‪ ،‬ولكن في نهاية المطاف لنك يكون خادماً لمرؤوسيه ( ‪Kokemuller,‬‬
‫‪.)2010‬‬

‫‪25‬‬
‫والحقيقة هي أنه بينما يقوم القائد بمعاقبة الموظف لديه لعدم إنجازه لألعمال‪ ،‬فإن القائد‬
‫الخادم ال يستطيع معاقبة رئيسه في العمل‪ ،‬لذلك فإن اإلحساس بالقيادة الخادمة مثير جداً ولكن‬
‫من الواضح أنه زائف‪.‬‬

‫‪ .5‬صحيح وتافه‬

‫قام الري سبيرز (‪ )Spears‬بشرح القيادة الخادمة بمنتهى الوضوح‪ ،‬وذلك أثناء خدمته‬
‫كمدير تنفيذي في مركز جرينليف للقيادة الخادمة‪ ،‬حيث أنه قام بتحرير العديد من المقاالت التي‬
‫تناولت رؤية القيادة‪ ،‬والذي قال" نحن بدأنا نرى أن أنماط القيادة التقليدية والتسلطية والهرمية تسفر‬
‫إلى أنماط جديدة‪ ،‬ومنها نمط مبني على أساس العمل الجماعي والمجتمعي‪ ،‬ونمط على أساس‬
‫بناء على السلوكيات األخالقية واالهتمام"‪ ،‬كما ويضيف‬
‫إشراك المرؤوسين في اتخاد الق اررات‪ ،‬ونمط ً‬
‫سبيرز أن من يقومون بالتشكيك في الحاجة إلى أن تكون أنماط القيادة استبدادية وهرمية‪ ،‬وأن‬
‫تكون أكثر شمولية‪ ،‬كمن اختار أن يكون خصمه كرجل القش‪ ،‬وذلك بسبب سهولة انهزامه بالضربة‬
‫القاضية‪ ،‬فيجب أن يكون هناك العديد من النماذج البطولية للقيادة والتي تتفق مع طرحه‪ ،‬إن هذا‬
‫الطرح ال يعطي شيئاً يميز القيادة الخادمة في حد ذاتها‪ ،‬إنها كمن يقوم باإلخبار أن الحيتان من‬
‫الثدييات دون قوله كيفية اختالفها عن غيرها من الثدييات‪ ،‬ولجعل القيادة الخادمة مميزة في أدوراها‬
‫فإنه ال يكفي المقارنة بنمط قيادي منذ عصر الثورة الصناعية والتي أكل عليها الدهر وشرب‪ ،‬وما‬
‫نحتاج إليه هو إظهار الفوائد للقيادة الخادمة وفق المفاهيم المتواتر في القرن الحادي والعشرين‪،‬‬
‫كما وتقف القيادة الخادمة موقفاً غامضاً من الموظفين (غالي ودهليز‪.)2015 ،‬‬

‫ويرى الباحث أن في كل النظريات هناك مجموعة من المناصرين وأخرى من المعارضين‬


‫لهذا النمط‪ ،‬وكل منهم يسوق الحجج واآلراء التي يتبناها‪ ،‬فالقيادة الخادمة أبعد ما يكون عن هذه‬
‫التصورات‪ ،‬القيادة الخادمة يمكنها أن تكون شديدة الهرمية في التفكير‪ ،‬وفي قمة االستبداد عن‬
‫تعلق الموضوع بجانب معين يمس أهداف الشركة ورسالتها وقيمها ومعاييرها ومحاسبتها‪ ،‬فالقيادة‬
‫الخادمة ال تسمح بتنازل القائد عن مسئولياته القيادية المتمثلة في تحديد المهمة والرسالة‪ ،‬ووضع‬
‫القواعد والمبادئ التي تحكم التصرفات والسلوكيات‪ ،‬حيث أن القيادة الخادمة ال تقوم بالتفويض أو‬
‫التصويت الديموقراطي تجاه تلك الجوانب‪ ،‬وفي غير تلك الجوانب فإن القيادة الخادمة تقوم بتوفير‬

‫‪26‬‬
‫كل اإلمكانيات لخدمة الموظفين والتجاوب معهم وتلبية احتياجاتهم الحقيقية وتلبيتها‪ ،‬بحيث يمكنهم‬
‫أن يكونوا على أفضل حال إلنجاز المهام الموكلة إليهم بالفعالية والكفاءة المطلوبة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التنمية االقتصادية‬

‫‪27‬‬
‫تمهيد‬

‫تعد التنمية االقتصادية من أهم الغايات النبيلة التي تسهم في بناء عالمنا الحضاري بعيداً‬
‫عن ألوان المعاناة اإلنسانية والشدائد التي تواجهها‪ ،‬والوصول باألمم كافة إلى مستوى عال من‬
‫الرقي والرفاهية والتقدم والتطور‪ ،‬ولذلك فإن التنمية تشكل حدوث تغيرات جوهرية في المجتمع‬
‫يساهم في القضاء على األسباب المؤدية إلى التخلف والرجعية‪ ،‬باإلضافة إلى كافة العراقيل التي‬
‫تقف عائقاً في وجه تحقيق الجانب التنموي في المجال االقتصادي‪ ،‬وقد تم تناول التنمية االقتصادية‬
‫في الكثير من األبعاد والمناهج والنظريات على أنه أسلوب تتمثل الغاية منه دفع الوتيرة التنموية‬
‫في القطاعات المجتمعية المرتبطة بمجال االقتصاد (أبو سخيلة‪.)2015 ،‬‬

‫فقد أصبحت التنمية االقتصادية من المسائل التي تشمل الجوانب االقتصادية واالجتماعية‬
‫والسياسة التي تحتل مكاناً بار اًز في األحداث العالمية منذ منتصف القرن الماضي‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫دراسة التنمية االقتصادية ومشاكلها تحتل المواقع المتصدرة في الفكرة االقتصادي العالمي في يومنا‬
‫هذا‪ ،‬وذك بعد االهتمام الضئيل بشأنها في األوساط االقتصادية‪ ،‬وال يعود ذلك االهتمام إلى‬
‫االكتشاف المفاجئ لمدى تخلف المجتمعات اقتصادياً‪ ،‬بل يرجع باألساس إلى التغيرات في المواقف‬
‫تجاه وجوده‪ ،‬فالحقائق عن التخلف كانت متاحة وبكثرة أمام الجميع‪ ،‬غير أن الصعوبة تجلت في‬
‫حمل الحكومات واألفراد على اعتبار أن التخلف والفقر وضع يستدعي الكثير من الجهود الخالقة‬
‫والفورية للعمل على تخفيف األعباء وحل المشاكل التي تنجم عنه‪ ،‬وبمعنى آخر محاولة الكثير‬
‫من الدول وعلى كافة المستويات تحقيق المستوى األدنى من الرفاهية للمواطنين‪ ،‬أو الوصول إلى‬
‫أقصى مستويات الرفاهية الموجود أصالً لديهم (عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫كما أن موضوع التنمية االقتصادية أخذ مكانة مرموقة بين الدراسات واألبحاث االقتصادية‪،‬‬
‫حيث أن هذا الموضوع استحوذ على كثير من االهتمام من قبل االقتصاديين والسياسيين في البالد‬
‫النامية والمتقدمة وذلك عبر المنظمات والمؤسسات الدولية (القريشي‪ ،)2007 ،‬وظلت قضية‬
‫التنمية االقتصادية واحدة من أهم القضايا الحاضرة وبقوة على مدى العقود الماضية‪ ،‬واستأثرت‬
‫باالهتمام من قبل المستويات السياسية والفكرية‪ ،‬وظهر حولها العديد من األقوال واآلراء والرؤى‬
‫التي اتفقت على ضرورتها وأهميتها (الزنفلي‪.)2012 ،‬‬

‫‪28‬‬
‫كما أن اإلسالم من أكثر المنادين بالممارسة التجارية والتنموية الهادفة إلى تدعيم النظام‬
‫االقتصادي‪ ،‬وتبين ذلك جلياً في الدور التجاري الكبير الذي كان يقوم به أهل مكة المكرمة ورحالتهم‬
‫في سائر البالد‪ ،‬كما أن القرآن الكريم شجع على التنمية االقتصادية والتي يظهر دورها الريادي‬
‫خ َْو ٍف" (سورة‬‫جلياً في قوله تعالى " لْ َي ْع ُبدُ وا َر َّب ه ََذا الْ َبيْت َّاَّلي أَ ْط َع َمهُم من ُجو ٍع َوأ َمَنَ ُم م ْن‬
‫قريش‪ ،‬آية رقم ‪ ،)4‬وفي قوله تعالى " ُ ُ‬
‫ُكوا م ْن ث َ َمره ا َذا َأثْ َم َر َوأتُوا َحقَّ ُه ي َ ْو َم َح َصاده " (سورة األنعام‪،‬‬
‫ِ‬
‫آية ‪ ،)141‬ويتضح من اآلية أن هللا سبحانه وتعالى قد شجع اإلنسان على الكد والعمل والتعب‬
‫للكسب والرزق واستمرار الحياة (أبو سخيلة‪.)2015 ،‬‬

‫في أي بداية تنموية وخاص ًة إذا ارتبطت بالتنمية االقتصادية يجب تحديد المعالم‬
‫االستراتيجية التي تتناسب مع الخصائص المتعلقة باالقتصاد المراد تنميته‪ ،‬حيث يجب أن تكون‬
‫التنمية قادرة بإيجاد الحلول التي تنهي وتخفف المشاكل االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وتعمل على إيجاد‬
‫البيئة الجديد الصالحة للنمو االقتصادي السليم‪ ،‬وتساهم في زيادة اإلنتاجية وتوفير فرص العمل‪،‬‬
‫ورفع المستوى المعيشي في البالد‪ ،‬باإلضافة إلى التوزيع العادل للموارد بشكل يضمن إلى توازن‬
‫العملية التنموية‪ ،‬وإلنجاح العملية التنموية االقتصادية يجب األخذ بعين االعتبار الخصوصيات‬
‫التي تالزم كل دولة‪ ،‬نظ اًر ألهمية ذلك في وضع الخطط التنموية وإيجاد الحلول بالشكل اذي ال‬
‫يعد مخالفاً لقيم هذه البالد ومبادئها (األغا و أبو جامع‪.)2010 ،‬‬

‫إن التنمية االقتصادية تسعى إلى االرتقاء بالحياة البشرية‪ ،‬ورفع مستويات الدخول واألحوال‬
‫المعيشية للمواطنين‪ ،‬وذلك من إحداث نمو اقتصادي وتطوير هيكلي لمنظومة االقتصاد الوطني‬
‫ورفع معدالت اإلنتاجية فيه‪ ،‬ومحاولة استنباط األساليب اإلنتاجية الحديثة من خالل تنمية المهارات‬
‫والطاقات البشرية‪ ،‬والسعي في صنع منظمات أفضل مرتكزة على أساليب ومناهج إدارية قويمة‪،‬‬
‫وهذا فضالً عن زيادة رؤوس األموال المتراكمة في المجتمع على مر األزمان‪ ،‬وذلك بالطريقة التي‬
‫يرفع فيها مستويات المعيشة‪ ،‬ويحسن نوعية الحياة للسكان‪ ،‬ومن ثم فن التنمية االقتصادية تنطوي‬
‫ليس فقط على تغيرات اقتصادية معينة‪ ،‬بل وتشتمل كذلك على تغييرات مهمة في المجاالت‬
‫االجتماعية والهيكلية والتنظيمية (شقورة‪.)2009 ،‬‬

‫نظرة تاريخية حول التنمية االقتصادية‬

‫‪29‬‬
‫لقد ظهرت التنمية االقتصادية وتطورت بشكل تدريجي من حيث اهتمام اإلنسان بتحسين‬
‫ظروفه ومعيشته من خالل السعي الدؤوب لمزيد من الكسب الذي ضمن له تحقيق األهداف‬
‫والرغبات‪.‬‬

‫ويعد ابن خلدون أول من تحدث عن مفهوم التنمية في مقدمته التي يزيد عمرها عن ‪630‬‬
‫عام‪ ،‬حيث اعتبر أن نتاج الظواهر االجتماعية واالقتصادية والسياسية والبيئية تفسر بالعمران‪ ،‬وأن‬
‫يمثل الخالصة الناتجة من الجهود اإلنسانية في المجتمعات‪ ،‬وذلك من خالل امتيازاته المتمثلة في‬
‫الخصائص الحضرية وتوافر الموارد‪ ،‬وتطور العلوم عبر ستة مؤثرات في غاية األهمية‪ ،‬والتي‬
‫تمثلت في (عابدين والمصري‪:)2009 ،‬‬

‫‪ .1‬المؤثرات الجغرافية‪ :‬وتتمثل في طبيعة األرض ومواردها‪.‬‬


‫‪ .2‬المؤثرات االجتماعية‪ :‬وتتمثل في النظام االجتماعي في البلد‪.‬‬
‫‪ .3‬المؤث ارت السياسية‪ :‬وتتمثل في النظام السياسي الذي يحكم البلد‬
‫‪ .4‬المؤثرات البيئية‪ :‬وتتثمل في طبيعة البيئة المحيطة‪.‬‬
‫‪ .5‬المؤثرات االقتصادية‪ :‬وتتمثل في المفاهيم االقتصادية السائدة‪.‬‬
‫‪ .6‬المؤثرات الثقافية‪ :‬وتتمثل في المورثات الثقافية في المجتمع‪.‬‬

‫وقام ابن خلدون بالربط بين هذه المؤثرات بعالقات تبادلية‪ ،‬واضعاً حجر األساس لعلم لم‬
‫يسبقه إليه أحد‪ ،‬وأطلق عليه اسم علم العمران (عابدين والمصري‪.)2009 ،‬‬

‫وجاء بعد ابن خلدون في هذا المجال أحد أكبر المفكرين االقتصاديين الكالسيكيين آدم‬
‫سميث (‪ )Adam Smith‬صاحب كتاب (ثروة األمم) والذي تناول فيه مشكلة التنمية االقتصادية‬
‫(بخاري‪.)2014 ،‬‬

‫وكان ظهور التنمية االقتصادية جلياً في القارة األوروبية في أعقاب تهالك شعوبها بسبب‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬والتي أبرزت العديد من األسباب التي أدت إلى تعزيز االهتمام بفكرة التنمية‬
‫وكان أهمها (الدلقموني‪:)2012 ،‬‬

‫‪ .1‬الرخاء االقتصادي الذي تم تحقيقه في البلدان الصناعية المتقدمة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ .2‬حصول معظم البالد النامية على االستقالل السياسي‪ ،‬وبدء نشوء التوجهات نحو‬
‫المشاريع التنموية والتطويرية‪.‬‬
‫‪ .3‬التقدم الملحوظ الذي ظهر في الدول االشتراكية حينها‪ ،‬وفي مقدمتها دول االتحاد‬
‫السوفيتي‪ ،‬ودول أوروبا االشتراكية‪ ،‬والذي شكل عامالً مشجعاً محف اًز لقضايا التنمية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .4‬انتشار األفكار المنادية بالتنمية على المستويات الدولية‪ ،‬باإلضافة إلى ظهور منظمات‬
‫دولية متخصصة في هذا المجال‪ ،‬كالبنك الدولي‪ ،‬وصندوق النقد الدولي‪ ،‬األمر الذي‬
‫أدى إلى تعزيز مساعي التعاون الدولي في مجاالت التنمية كافة‪.‬‬

‫حيث شكلت الحرب العالمية الثانية نقطة انطالق وتحول في اهتمامات الباحثين وتوجهاتهم‬
‫في المواضيع المتعلقة بالتنمية‪ ،‬ونتيجة االهتمام الكبير ببرامج المساعدات المالية والفنية التي تم‬
‫تقديمها إلى اليابان وألمانيا الغربية‪ ،‬وطرح مشروع مارشال الهادف إلى مساعدة دول أوروبا الغربية‬
‫في إعادة ما تم تدميره في الحرب (قبالن‪ ،)2005 ،‬وكان جوهر التنمية يعتمد بشكل أساسي على‬
‫الجانب االقتصادي‪ ،‬والتركيز الكبير على النمو السريع لدخول األفراد‪ ،‬حيث أصبح مؤشر نصيب‬
‫الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي كثير االستخدام في حال التعبير عن التنمية‪ ،‬وذلك ألنه يأخذ‬
‫قدرة المجتمع على زيادة اإلنتاجية بمعدالت عالية تفوق معدالت النمو السكانية‪ ،‬وأن معدل النمو‬
‫الحقيقي يقيس التحسن في المستوى المعيشي (القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫ونتيجة التأثر بهذا المنطق ذهب البعض للقول بأن التنمية هي الحالة التي يصبح فيها‬
‫االقتصاد القومي ذو قدرة على توليد زيادة متصلة في الناتج المحلي اإلجمالي بمعدل يتراوح من‬
‫‪ %7-5‬سنوياً (العيسوي‪.)2000 ،‬‬

‫لكن وبالنظر إلى هذه النظرة االقتصادية البحثة تم توجيه الكثير من االنتقادات باعتبارها‬
‫توجه أحادي للتنمية‪ ،‬وأنها تمثل مفهوم جزئي ال يشمل التطور االقتصادي بشكل صحيح‪ ،‬بحيث‬
‫أصبح هناك تفريق بين مفهومي النمو االقتصادي والتنمية الشاملة‪ ،‬بحيث يعبر األول عن األبعاد‬
‫االقتصادية بشكل كلي‪ ،‬والثاني يشير إلى التنمية الشمولية والتي تحتوي الجوانب االجتماعية‬
‫بناء على ذلك وفي فترة الستينيات‬
‫والسياسية والبيئية باإلضافة إلى الجوانب االقتصادية واإلدارية‪ً ،‬‬
‫من القرن الماضي شهد المفهوم تطو اًر واضحاً‪ ،‬حيث كشفت تجارب البلدان النامية إلى قصور في‬

‫‪31‬‬
‫مفهوم التنمية التقليدي والذي يعتمد بشكل أساسي على الجوانب االقتصادية‪ ،‬وذلك الستمرار‬
‫المشاكل المتعلقة بالفقر والبطالة وسوء التوزيع في الدخل‪ ،‬كما أن النمو االقتصادي السريع الحاصل‬
‫في بعض البلدان لم يساعد في تحسين األوضاع في النظام االقتصادي العالمي‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫كان لبعض الدول النامية االستطاعة في تحقيق تقدم ال بأس به في بعض المجاالت المتعلقة‬
‫بإشباع الحاجات األساسية رغم أنها لم تحقق إال معدالت متوسطة على مستوى نمو الدخل‬
‫(الدلقموني‪.)2012 ،‬‬

‫ولهذا فقد قام االقتصاديين بالتوجهات المنادية بأن التغيير الكمي في الناتج القومي‬
‫اإلجمالي ال يعبر بالضرورة عن التغيرات في الهيكل االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬وبالتالي فقد توصلوا‬
‫إلى عدة نتائج أهمها أنه ولتحقيق التنمية البد من االندماج بين التغييرات الهيكلية إلى جانب التغيير‬
‫الكمي‪ ،‬وهكذا تحول مفهوم التنمية من النمو االقتصادي فقط إلى الحد من التفاوت المنطقي في‬
‫الدخل‪ ،‬وتحقق العدالة في توزيعه‪ ،‬وإزالة الفقر‪ ،‬باإلضافة إل إشباع االحتياجات األساسية بجانب‬
‫النمو االقتصادي (القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫إن الكثير من رجال االقتصاد وصانع الق اررات والساسة نادوا التخلي عن التركيز على‬
‫النمو المتعلق بالناتج القومي والتوجه نحو معالجة الفقر والبطالة‪ ،‬ولذلك فإنه في فترة السبعينيات‬
‫من القرن المنصرم تمت إعادة تعريف المتعلق بالتنمية إلى تعريف أخر يوجه التركيز نحو إزالة‬
‫الفقر والحد منا البطالة وتوزيع الدخل‪ ،‬وتولد هذا المفهوم عند الجهات والمنظمات والمؤسسات‬
‫المعنية بقضايا التنمية‪ ،‬وتشكلت لديهم حالة إدراك بأن التنمية ليست قضية اقتصادية فقط‪ ،‬بل إنها‬
‫مرتبطة بكافة مناحي الحياة في المجتمعات‪ ،‬هذا وقد برزت الكثير من التطورات التي تناولت مفهوم‬
‫التنمية خالل العقد الثامن والتاسع إلى أن تجلى شكلها الحالي والذي سنستعرضها فيما يلي‬
‫(العيسوي‪.)2000 ،‬‬

‫مفهوم التنمية االقتصادية‬

‫نظ اًر لكون التنمية االقتصادية عملية نسبية مختلفة السمات والشرط من بلد آلخر‪ ،‬كان‬
‫من الطبيعي تعدد المفاهيم والتعريفات بين الباحثين والكتاب في وتحديدها‪ ،‬نظ اًر الختالف وجهات‬

‫‪32‬‬
‫النظر والمنظور الذي ترى التنمية االقتصادية منه‪ ،‬ولتحقيق االنطالقة السليمة للتنمية االقتصادية‬
‫يجب تناول المفاهيم بشكل موسع لتتشكل الرؤى والخطط واألسس السليمة‪.‬‬

‫عرفها عودة (‪ )2013‬بأنها‪ " :‬الزيادة المستمر في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬مع العمل‬
‫على رفع مستويات المعيشة لدى أفراد المجتمع‪ ،‬والعمل على الحد من مشكلتي البطالة والفقر‪ ،‬بما‬
‫عمل على إحداث تغييرات هيكلية في اقتصاد أي من الدول"‪.‬‬

‫وعرفها خلف (‪ )2006‬بأنها‪" :‬العملية التي يرتفع بموجبها الدخل القومي الحقيقي خالل‬
‫فترة ممتدة من الزمن‪ ،‬وذلك مع تحقيق معدالت نمو أعلى من معدالت نمو السكان‪ ،‬وبالتالي ارتفاع‬
‫الدخل الحقيقي للفرد‪ ،‬مع العمل على إحداث تغييرات مهمة وواسعة في المجاالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية والسياسية والثقافية‪ ،‬وفي التشريعات واألنظمة والقوانين التي تحكم وتسير هذه‬
‫المجاالت"‪.‬‬

‫وعرفها دويكات (‪ )2006‬بأنها‪ " :‬منظومة أو مجموعة من التغيرات المتداخلة في هيكل‬


‫االقتصاد الوطني المطلوبة لنموه المستمر‪ ،‬وهذه التغيرات تتضمن بنية أو تركيب الطلب واإلنتاج‬
‫واالستخدام‪ ،‬وكذلك في الهيكل الخارجي للتجارة وتدفقات رأس المال‪ ،‬وإذا أخذت هذه التغيرات‬
‫الهيكلية مع بعضها البعض فإنها تعرف بوصفها التحول في القطاع التقليدي إلى نظام اقتصادي‬
‫حديث"‪.‬‬

‫كما عرفها عجمية وناصف (‪ )2003‬بأنها‪" :‬العملية التي تحقق من خاللها زيادة في‬
‫متوسط نصيب الفرد من الدخل الحقيقي والتي تحدث من خالل تغيرات في كل من هيكل اإلنتاج‬
‫ونوعية السلع والخدمات المنتجة إضافة إلى أحداث تغيير في هيكل توزيع الدخل لصالح الفقراء‬
‫والمحتاجين"‪.‬‬

‫كما عرفها يوسف (‪ )2014‬بأنها‪ " :‬العملية التي يتم من خالل االنتقال من حالة التخلف‬
‫إلى حالة التقدم‪ ،‬وذلك يقتضي إحداث تغيير في الهياكل االقتصادية‪ ،‬وبالتالي فهي تتصرف نحو‬
‫إحداث زيادة في الطاقات اإلنتاجية للموارد االقتصادية"‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫كما وعرفها إبراهيم (‪ )2000‬بأنها‪ " :‬العملية التي من خاللها تتم المحاولة باتجاه زيادة‬
‫متوسط نصيب الفرد من إجمال الناتج القومي خالل فترة زمنية محددة‪ ،‬وذلك من خالل رفع متوسط‬
‫إنتاجية الفرد واستخدام الموارد المتاحة لزيادة اإلنتاج خالل تلك الفترة"‪.‬‬

‫كما عرفها سالمة (‪ )1998‬بأنها‪" :‬عملية متعددة األبعاد‪ ،‬تتضمن إجراء تغيرات جذرية‬
‫في الهياكل االجتماعية والسلوكية والثقافية والنظم السياسية واإلدارية جنباً إلى جنب مع زيادة‬
‫معدالت النمو االقتصادي‪ ،‬وتحقيق العدالة في توزيع الدخل القومي‪ ،‬واستئصال جذور الفقر المطلق‬
‫في مجتمع ما"‪.‬‬

‫ويعرفها عابد (‪ )2012‬بأنها‪ " :‬تقدم وتطور أداء المنظمة أو المؤسسة في إطارها المجتمعي‬
‫وذك عن طريق أساليب إنتاجية جديدة أفضل‪ ،‬ورفع مستويات اإلنتاج من خالل إنماء المهارات‬
‫والطاقات البشرية‪ ،‬وخلق تنظيمات أفضل‪ ،‬وهذا فضالً عن زيادة رأس المال المتراكم في الزمن‬
‫على مر األزمان"‪.‬‬

‫كما ويعرفها الباحث إجرائياً بأنها‪ " :‬عملية إحداث مجموعة من التغييرات المخططة التي‬
‫تستهدف إكساب المنظمات والمؤسسات العاملة في المجتمع على النمو الذاتي‪ ،‬بالشكل الذي‬
‫يضمن التحسين المتزايد والمستمر في نوعية مستوى الحياة لكافة األفراد‪ ،‬بمعنى زيادة القدرات‬
‫الذاتية في االستجابة لالحتياجات األساسية لألفراد التي تكفل زيادة درجة إشباع تلك االحتياجات‪،‬‬
‫وذلك عن طريق االستثمار األفضل لموارد المجتمع دون إغفال المشاركة المجتمعية للنظام الحاكم‬
‫في تحقيق هدف ذلك االستثمار وحسن توزيع عوائده"‪.‬‬

‫عناصر التنمية االقتصادية‬

‫بناء على ما جاء في التعريفات السابقة فإنه يتضح أن هناك عناصر أساسية تحتويها‬
‫ً‬
‫منظومة التنمية االقتصادية‪ ،‬وتتمثل هذه العناصر فيما يلي (عطية‪:)2003 ،‬‬

‫‪ .1‬الشمولية‬

‫حيث أن التنمية تعد تغي اًر شامالً وال يقتصر على الجانب االقتصادي فقط‪ ،‬بل يطال‬
‫الجوانب االجتماعية الثقافية والسياسية واألخالقية‪ ،‬وانطالقاً من ذلك فإن التنمية تتضمن التحديث‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫والذي يشير إلى إضعاف دور الموروثات والتقاليد الغير علمية في اتخاذ القرار‪ ،‬وزيادة األدوار‬
‫المرتبطة بالمعرفة العلمية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار بأن التنمية لديها التزامات تجاه الجوانب‬
‫األخالقية في المجتمعات‪.‬‬

‫‪ .2‬حدوث الزيادة المستمر في متوسطات الدخل الحقيقي لفترة من الزمن‪ ،‬وهذا يعطي‬
‫انطباعاً بأن التنمية عملية طويلة المدى‪.‬‬
‫‪ .3‬حدوث تحسينات في التوزيع لدخل الطبقات الفقيرة‪ ،‬فقد لوحظ في منتصف القرن الماضي‬
‫أنه برغم أن الكثير من الدول النامية تحقق معدالت نمو اقتصادي بنسب مرتفعة‪ ،‬إال أن‬
‫النصيب النسبي من مستوى الدخل للطبقة الفقيرة فيها كان في نقصان مستمر‪ ،‬وهذا يعني‬
‫أنه بالرغم من النمو االقتصادي لهذه الدول إال أن الحالة االقتصادية للفقراء ما زالت في‬
‫بؤس وضيق‪ ،‬لذلك أصبح من الشروط الهامة في عملية التنمية االقتصادية أن يصاحبها‬
‫تحسن وتوزيع عادل في مستوى دخل األسر والطبقات الفقيرة في المجتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬تحسين نوعية السلع والخدمات التي تقدم لألفراد‪.‬‬
‫‪ .5‬تغيير هياكل اإلنتاج بضمان توسع الطاقات اإلنتاجية بطريقة تراكمية‪.‬‬
‫‪ .6‬تواصل واستم اررية العملية التنموية‪.‬‬

‫كما ويرى مركز الدراسات االستراتيجية والمستقبلية (‪ )2004‬أن التنمية االقتصادي تقوم‬
‫على العناصر والمقومات التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬رؤية وخطة طويلة المدى بحيث تحظى أهدافها بإجماع من كافة المستويات في‬
‫المنظمات‪ ،‬باإلضافة إلى كافة فئات المجتمع‪.‬‬
‫‪ .2‬استراتيجية شاملة كاملة لكافة القطاعات‪ ،‬باإلضافة إلى وجود سياسات مرنة تستخدم‬
‫حسب المتغيرات المحيطة‪.‬‬
‫‪ .3‬استراتيجيات واضحة للدور الذي يلعبه القطاع العام والقطاع الخاص ومدى تكاملهما‪.‬‬
‫‪ .4‬االستم اررية في تنفيذ التحسينات واإلصالحات وتوسيعها وتعميمها لتحقيق بيئة اقتصادية‬
‫سليمة ومناخ مشجع على االستثمار المحلي واألجنبي‪.‬‬
‫‪ .5‬العمل الدؤوب في االتجاه المنادي ببناء المؤسسات الوطنية المتطورة بحيث تصبح لديها‬
‫القدرة بالمهام الموكلة إليها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ .6‬توفر حكم إدارة صالح للدور القيادي في العملية التنموية‪ ،‬وذلك على األسس المبنية‬
‫على االنضباطية في تنفيذ القوانين‪ ،‬وممارسة اإلجراءات بشفافية مطلقة‪ ،‬كذلك المساءلة‬
‫على األداء في العمل‪.‬‬

‫كما أنه ومهما بلغت أحوال الدول من غنى أو فقر‪ ،‬فالبد من االعتماد على العناصر‬
‫األربعة التالية (سامويلسون ونوردهاوس‪:)2006 ،‬‬

‫‪ .1‬الموارد البشرية‬

‫وتتمثل في معالجة النمو السكاني‪ ،‬والتحسين المستمر للمستوى التعليمي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫التحسين الدائم في مجال الصحة ومجال التغذية‪ ،‬وتأهيل العاملين وتطويرهم‪.‬‬

‫‪ .2‬المصادر الطبيعية‬

‫وتتمثل في امتالك الثروات الطبيعية والتي تتناسب مع حجم األفراد وتعدادهم‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى احتياجاتهم‪.‬‬

‫‪ .3‬التكوين الرأسمالي‬

‫وتتمثل في ادخار نسبة مئوية معينة ومتفق عليها من إنتاج الدخل القومي بهدف إحداث‬
‫العملية التنموية‪.‬‬

‫‪ .4‬التكنولوجيا‬

‫وتتمثل في التقدم والتطور التكنولوجي‪ ،‬وذلك عبر نقل التقنيات التكنولوجية من الدول‬
‫المتقدمة اقتصادياً بهدف إحداث وتطوير العملية التنموية‪.‬‬

‫مرتكزات التنمية االقتصادية‬

‫هناك الكثير من الجوانب الرئيسية التي تعتمد عليها عمليات التنمية االقتصادية وتستند‬
‫إليها كأسس داعمة لنجاح العملية التنموية وتحقيق أهدافها المنشودة (عابد‪:)2012 ،‬‬

‫‪ .1‬تنمية عامة وكاملة في القوى المنتجة‬

‫‪36‬‬
‫وتتمثل في تطوير المصادر المتعلقة بإنتاج الطاقة‪ ،‬والمواد األولية‪ ،‬واألدوات والمعدات‬
‫وآالت العمل‪ ،‬باإلضافة إلى إنتاجية العمل‪.‬‬

‫‪ .2‬تطوير كامل يشمل العالقات اإلنتاجية‬

‫ويشمل ذلك إقامة وإنشاء الهياكل االقتصادية الجديدة‪ ،‬والتي تقوم بإثراء القوى المنتجة وتطويرها‬
‫ورقيها‪.‬‬

‫‪ .3‬تطوير شامل في األفكار والنظم والمؤسسات االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬

‫ويرى الباحث أنه يمكن صياغة ما يتعلق بالمرتكزات األساسية بأن لكل أسلوب نمط معين‪،‬‬
‫يتمثل في النظام اإلنتاجي واالقتصادي المتكون من قواه اإلنتاجية والتي تشمل وسائل اإلنتاج‪،‬‬
‫وتقسيم العمل‪ ،‬باإلضافة إلى العالقات اإلنتاجية والمكونة من شكلية امتالك وسائل اإلنتاج‪ ،‬ومكانة‬
‫الطبقات االجتماعية والعالقات بينها‪ ،‬باإلضافة إلى أشكال توزيع الثروة المجتمعية‬

‫خصائص التنمية االقتصادية‬

‫تمتلك التنمية االقتصادية العديد من الخصائص التي تميزها أثناء قيامها باألعمال بغية‬
‫تحقيق األهداف المنشودة‪ ،‬وإلدراك مفهوم التنمية البد من معرفة الخصائص التالية (حالوة وصالح‪،‬‬
‫‪:)2010‬‬

‫‪ .1‬التنمية ظاهرة إنسانية‬

‫تعتبر الموارد البشرية هي العنصر الرئيسي في مشاريع التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أال يمكن‬
‫إحداث التنمية بغياب دور اإلنسان فيها‪ ،‬ألنه أحد أهم األهداف المقصودة من المشاريع التنموية‪،‬‬
‫فكل الخطط والبرامج التنموية توجه بطريقة أساسية تجاه اإلنسان واحتياجاته‪.‬‬

‫‪ .2‬التنمية ظاهرة دينية‪.‬‬

‫إن عمليات التنمية تعتبر جزء من المساعي الهادفة إلى إعمار األرض‪ ،‬وهذا بطبيعة‬
‫الحال من الواجبات الدينية والتي تعد عبادة ويعتبرها اإلسالم جهاداً أكبر‪ ،‬حيث قال تعالى في‬

‫ه َُو َأنْشَ أَ ُ ْك م َن ْ َاْل ْرض َو ْ‬


‫اس تَ ْع َم َر ُ ْك فهيَا" (سورة هود‪ ،‬آية‪ ،)61‬وهنا تؤكد اآلية على‬ ‫مصحفه الكريم "‬
‫‪37‬‬
‫تعمير األرض وتطويرها وتنميتها‪ ،‬كما وضعها القرطبي واجباً على كل مسلم‪ ،‬ومن هذا المنطلق‬
‫فإننا ال نجد أن الدين اإلسالمي عائقاً أمام التنمية االقتصادية‪ ،‬بل يعمل على الحث عليها‬
‫وتشجيعها‪.‬‬

‫‪ .3‬التنمية ظاهرة تاريخية مستمرة‬

‫ال شك أن ارتباط التنمية االقتصادية متالزم بحركة التاريخ‪ ،‬ويتأثر باإليجاب أو السلب‬
‫حسب الظروف والمتغيرات‪ ،‬حيث أن القرن العاشر ميالدياً كان مثاالً على التطور الكبير في‬
‫المجاالت التنموية لدى المسلمين‪ ،‬والقرن الثامن عشر‪ ،‬كان المجاالت التنموية في أوجها مكللة‬
‫بالثورة الصناعية في قارة أوروبا‪.‬‬

‫‪ .4‬التنمية ظاهرة اجتماعية‪.‬‬

‫تعتبر التنمية من الظواهر االجتماعية نظ ار لالرتباط الوثيق باإلنسان وذلك العتبارها من‬
‫عمليات التغيير االجتماعية‪ ،‬وإشباع االحتياجات اإلنسانية أو األنظمة أو أنماط العالقات والقيم‬
‫االجتماعية‪ ،‬كذلك فإن المشاكل االجتماعية كالفروق في مستويات المعيشة بين الطبقات البرجوازية‬
‫والفقيرة‪ ،‬وهي ظاهرة مالزمة حيث أن أي توجهات من قبل المجتمعات نحو التغير والتطور فإن‬
‫ذلك يسرع في العمليات التنموية والعكس صحيح‪.‬‬

‫‪ .5‬التنمية ظاهرة اقتصادية‬

‫إن أكثر صور التنمية وضوحاً هو ارتباطها في كثير من الحاالت بالتنمية االقتصادية‪،‬‬
‫إال أن التنمية في جوهرها تعد من الظواهر االقتصادية وذلك للدور الذي يلعبه االقتصاد في التأثير‬
‫الواضح على مدى تقدم وتطور البرامج والخطط التنموية‪.‬‬

‫‪.6‬التنمية ظاهرة كلية‬

‫تعد التنمية شاملة لكافة مناحي الحياة اإلنسانية‪ ،‬لذا البد من إيضاح المفهوم المتعلق بأن‬
‫التنمية تشترك في جميع المتغيرات والمكونات المجتمعية‪ ،‬إذ ال إمكانية لحدوث التنمية مع إهمال‬
‫جانب من جوانب المجتمع‪ ،‬وتعد التنمية ظاهرة معقدة ال يمكن أن تتم دراستها دون التعريج على‬
‫الجوانب األخرى إلحداث التنمية بشكلها الصحيح‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫كما ويرى حسين وآخرون (‪ )1995‬بأن خصائص التنمية تكمن في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تعتبر التنمية عملية ذات استم اررية وديناميكية‪ :‬ما يعني أنها متجددة‪.‬‬
‫‪ .2‬التنمية عملية تشمل كافة مناحي الحياة‪.‬‬
‫‪ .3‬تقوم التنمية باالستناد إلى األسس والمقومات الذاتية داخل المجتمع‪.‬‬
‫‪ .4‬تعمل التنمية بشكل مركز ليتم تجاوز العقبات التي تواجهها في مسيرتها‪ ،‬ولهذا يتم توصيفها‬
‫بالتغيير والنمو‪.‬‬

‫كما أوضح (سيمون كوزنتس) ست خصائص للتنمية االقتصادية في الدول المتقدمة وهي‬
‫(تودارو‪:)2000 ،‬‬

‫‪ .1‬المعدالت المرتفعة لإلنتاجية الكلية لكافة عناصر اإلنتاج‪.‬‬


‫‪ .2‬المعدالت المرتفعة في التحوالت الهيكلية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .3‬المعدالت المرتفعة في التحوالت االجتماعية والسياسية واأليديولوجية‪.‬‬
‫‪ .4‬االمتداد االقتصادي الدولي‪ ،‬وهو ما يعني ميل االقتصاد في الدول المتقدمة للوصول إلى‬
‫السيطرة على األسواق العالمية والمواد الخام‪.‬‬
‫‪ .5‬االنتشار المحدود للنمو االقتصادي‪ ،‬وهو ما يعني اقتصار النمو االقتصادي على العالم‬
‫المتقدم‪ ،‬أي ما يعادل ثلن نمو سكان العالم‪.‬‬

‫ويتضح للباحث مما سبق الترابط الوثيق الذي أشارت إليه الخصائص السابقة بين التنمية‬
‫االقتصادية وكافة المجاالت التي تطالها العملية التنموية‪ ،‬وخاصة التنمية االجتماعية‪ ،‬السيما وأن‬
‫الجزء الكبير في هذه المشاريع جوهرها اإلنسان‪ ،‬كونه الشريك األكبر لكافة العمليات التنموية‪،‬‬
‫والتي تبدأ به وتنتهي به‪ ،‬خاصة وأنه من أجل احتياجات ومستويات معيشته يتم بذل كافة الجهود‬
‫لتحقيق القدر األكبر من الرفاهية والعيش الكريم‪.‬‬

‫أبعاد التنمية االقتصادية‬

‫إن المنظومة االقتصادية في كافة دول العالم ال يمكن فصلها عن باقي الجوانب الحياتية‬
‫في المجتمعات‪ ،‬فهي تتأثر الظروف واألحداث التي تمر بها هذه المجتمعات نظ اًر لكونها لتداخالتها‬

‫‪39‬‬
‫مع الكثير من األبعاد‪ ،‬حيث يوجد للتنمية أربعة أبعاد أساسية وهي (مركز إعالم حقوق اإلنسان‬
‫والديموقراطية‪:)2014 ،‬‬

‫‪ .1‬أبعاد اقتصادية‬

‫ويكمن في محتواها العمل الدؤوب على زيادة الطاقات اإلنتاجية لالقتصاد‪ ،‬من حيث‬
‫التغيرات والتطورات التي تحدث في العالقات النسبية بين كافة القطاعات اإلنتاجية وبين الناتج‬
‫القومي‪ ،‬باإلضافة إلى نسب العمالة في كافة القطاعات المختلفة‪ ،‬حيث أن هذه النسب تتم‬
‫استخدامها في إصدار األحكام على مدى التقدم والتخلف لالقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ .2‬أبعاد اجتماعية‬

‫وتعتبر من األساليب الحديث في العمل االجتماعي‪ ،‬حيث يتم من خاللها إحداث التغيرات‬
‫والتحسينات الحضارية المرتبطة بأطر وطرق التفكير والعمل والحياة‪ ،‬وذلك من خالل التحسين‬
‫المستمر للمستوى التعليمي‪ ،‬وزيادة مستويات الرفاهية لألفراد‪ ،‬باإلضافة إلى االهتمام الكبير بالطبقة‬
‫المتوسطة‪ ،‬والطبقات العاملة‪ ،‬وأيضاً بتنمية الثقافة الوطنية من أجل المشاركة والمساعدة في تنفيذ‬
‫البرامج التنموية إلحداث التغيير الالزم للتطوير المجتمعي (الكفري‪.)2004 ،‬‬

‫‪ .3‬أبعاد سياسية‬

‫وهي عبارة عن مجموعة األفكار واآلراء التي يتم من خاللها السعي إلى تكوين الرأي العام‬
‫بهدف استخدامه في التأثير لدى القرار السياسي‪ ،‬والسعي للمشاركة في صنع القرار من خالل‬
‫تكوين األحزاب والنقابات والجمعيات‪ ،‬وتعد هذه الخطوات من المستويات الراقية من الفكر‪ ،‬بحيث‬
‫يتم العمل على تقوية العالقات المجتمعية في إطار الدولة‪ ،‬وذلك ما يحتاج إلى المرونة والفعالية‬
‫الكافية من المؤسسات السياسية والتي تتماشى مع المتطلبات األساسية للتنمية االقتصادية‪ ،‬وبطبيعة‬
‫الحال فإن ذلك يسهم في تحقيق األهداف التنموية (الكرد‪.)20015 ،‬‬

‫‪ .4‬أبعاد تنظيمية وإدارية‬

‫وهي ما تشكل الجهود العملية الهادفة إلى الصقل والتطوير للقدرات اإلدارية عند األفراد‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تحسين أداءهم ومهاراتهم والتأثير على بيئة العمل لديهم‪ ،‬وذلك من خالل دراسة‬

‫‪40‬‬
‫الهيكل التنظيمي‪ ،‬وإجراء التحديثات والتحسينات على القوانين واألنظمة التي يعمل بها‪ ،‬وتطوير‬
‫المستوى المعلوماتي والثقافي لألفراد العاملين في اإلطار اإلداري (الكرد‪.)20015 ،‬‬

‫ويتضح للباحث مدى تغلغل البرامج التنموية في الكثير من مجاالت الحياة‪ ،‬وذلك نظ اًر‬
‫لالرتباط الوثيق بين هذه األبعاد‪ ،‬فالتنمية االقتصادية مرتبطة وثيق بهذه األبعاد‪ ،‬فال يمكن الفصل‬
‫بين البرامج الساعية إلى التنمية االقتصادية والبعد االجتماعي نظ اًر ألنها وجدت ألجل إعالء شأنها‬
‫ومستوياته المعيشية‪ ،‬وأيضا فيما يتعلق بالجوانب السياسية فتاريخياً هناك ارتباط وثيق بين االقتصاد‬
‫والسياسية فكل منهما يتأثر باآلخر ويؤثر به‪ ،‬وعلى مستوى البعد اإلداري والتنظيمي فاالرتباط‬
‫تكاملي بينه وبين التنمية االقتصادية‪ ،‬فمن خالله ترتقي المسيرة التنموية وتستدل من خالله على‬
‫الطريق الصحيح المؤدي إلى تحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬

‫متطلبات التنمية االقتصادية‬

‫إن هناك الكثير من المتطلبات التي تحتاجها التنمية االقتصادية لتحقيق النجاح في المشروع‬
‫التنموي‪ ،‬والتي تحتاج الكثير من التوجيه في إطار الموارد المتاحة بشكل يؤدي إلى إحداث التنمية‬
‫االقتصادية المستهدفة‪ ،‬ومن المتطلبات والمستلزمات التي تحتاجها التنمية لضمان تحقيقها ما سيرد‬
‫في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬البنية التحتية‬

‫حيث يجب إقامة البنى التحتية االقتصادية واالجتماعية بحيث تكون مساعدة لنشوء‬
‫المشاريع اإلنتاجية العامة والخاصة‪ ،‬وذلك يتمثل في إنشاء الطرق وتحسين المواصالت وإنشاء‬
‫الموانئ ومحطات التوليد المتعلقة بالكهرباء‪ ،‬باإلضافة إلى قنوات الري والصناعات الرئيسية‪ ،‬كل‬
‫ما سبق يساعد في توفير السلع الوسيطة والخدمات بالتكاليف المعقولة مما يضمن خفض التكاليف‬
‫المرتبطة بإنتاج السلع والخدمات في الصناعات التحويلية واالستهالكية‪ ،‬باإلضافة إلى تخفيض‬
‫تكلفة المعيشة لألفراد (العطية‪.)2001 ،‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ .2‬التراكم الرأسمالي‬

‫يعتبر التراكم الرأسمالي من الشروط األساسية للتنمية االقتصادية‪ ،‬وهو ما يمثل االستثمار‬
‫الحقيقي في وسائل اإلنتاج الملموسة‪ ،‬وتتطلب هذه العملية توفر الحجم المناسب من المدخرات‬
‫الحقيقية والتي يتم استخدامها لمساعدة االستثمار بدالً من االستهالك (الف ار‪.)2012 ،‬‬

‫‪ .3‬الموارد الطبيعية‬

‫إن من المميزات التي تشكل فوارق هامة بين الدول هي مدى امتالكها للموارد الطبيعية‬
‫المتنوعة في جغرافيتها‪ ،‬أي كل ما يمكن أن تؤمنه الطبيعة من المخزونات الطبيعية التي تضمن‬
‫استم اررية الحياة البشرية‪ ،‬والتي يمكن أن تنقص نتيجة االستخدام المفرط والغير موجه‪ ،‬كما تعمل‬
‫بعض الدول على تعويض النقص في الموارد الطبيعية باالستخدام التكنولوجي الذي يمكن من‬
‫عملية تطبيق اإلحالل أو التبادل بين عناصر اإلنتاج في العملية اإلنتاجية (العطية‪.)2001 ،‬‬

‫‪ .4‬التغيير الجذري في الهياكل االقتصادية‬

‫حيث أن التغير والتنظيم في الهياكل االقتصادية واالجتماعية في البلدان المتأخرة هام جداً‬
‫بهدف تقليل العوائق التي تقف في وجه التنمية االقتصادية‪ ،‬والعمل على تهيئة الطريق لالستم اررية‬
‫بمعدالت عالية‪ ،‬حيث أن هذا التغيير يشمل التغيير في التشريع القانوني باإلضافة إلى اإلصالحات‬
‫الزراعية والقوانين المتعلقة بالتنمية الصناعية‪ ،‬وتنظيم الحركة التجارية الخارجية‪ ،‬والتشريع الضريبي‪،‬‬
‫باإلضافة إلى قوانين الضمان االجتماعي (العطية‪.)2001 ،‬‬

‫‪ .5‬الموارد البشرية‬

‫تعد الموارد البشرية هي رأس المال البشري‪ ،‬والمحرك الرئيسي في العملية التنموية‪ ،‬سواء‬
‫تمثلت مناصبهم في كونهم عمال أو رياديين‪ ،‬حيث أن العناصر البشرية تقوم بالعمل على مراكمة‬

‫رأس المال‪ ،‬واستغالل الموارد الطبيعية‪ ،‬باإلضافة إلى تبني السياسات االقتصادية التي تعمل دؤوباً‬
‫نحو تحقيق التنمية القومية (الف ار‪.)2012 ،‬‬

‫‪42‬‬
‫‪ .6‬التكنولوجيا والمعرفة‬

‫حيث أن التكنولوجيا يمكن تعريفها بأنها الجهود المنظمة والتي ترمي الستخدام النتائج‬
‫الصادرة عن األبحاث العلمية في عملية تطوير األساليب األدائية في العمليات اإلنتاجية‪ ،‬وكذلك‬
‫المعرفة التي تهدف إلى الوصول إلى أساليب جديدة تقدم الفائدة بشكل أكبر للمجتمعات‪ ،‬حيث أن‬
‫التنمية االقتصادية تعتمد بشكل واضح على معدالت التطور التكنولوجي‪ ،‬فكلما تم االعتماد على‬
‫التكنولوجيا المتطورة‪ ،‬سيساهم ذلك في سرعة الحركة التنموية االقتصادية (الفرا‪.)2012 ،‬‬

‫ويتضح للباحث أن العملية التنموية االقتصادية تحتاج إلى الكثير من المتطلبات التي‬
‫ستسهم بشكل حثيث على تحقيق النجاح والمعدالت التنموية المرضية‪ ،‬فحكومات الدول النامية‬
‫تحديداً تحتاج إلى إعداد الدراسات واألبحاث التي تحدد الوضع االقتصادي في البالد‪ ،‬وتحديد مدى‬
‫اإلمكانيات المتوفرة والموارد الذاتية‪ ،‬ونقاط الضعف والقوة‪ ،‬كما أن هناك حاجة ملحة للتعرف على‬
‫القصور والنقص الذي يعاني منه االقتصاد‪ ،‬والعمل المكثف على إيجاد الطرق والوسائل المناسبة‬
‫لتغطية القصور والتخلص منه‪ ،‬وذلك بهدف تهيئة االقتصاد وتجهيزه للقيام بالعملية التنموية‬
‫الحقيقية‪.‬‬

‫نظريات التنمية االقتصادية‬

‫ظهرت معظم النظريات الخاصة بالتنمية بعد الحرب العالمية الثانية وفي الخمسينات من‬
‫القرن الماضي‪ ،‬بعد أن تزايد االهتمام بقضايا التخلف والتنمية نتيجة تعاظم حركات التحرر الوطني‬
‫واالستقالل السياسي للدول التي كانت مستعمرة‪ ،‬وتركز اهتمامها في كيفية مواجهة المشاكل‬
‫األساسية التالية مثل الفقر والتخلف والتنمية‪ ،‬وفيما يلي سنوضح أهم نظريات التنمية االقتصادية‬

‫‪ -1‬نظرية الدفعة القوية‬

‫تقوم هذه النظرية على أن تتم التنمية على شكل قفزات قوية تتدفع التيار في عزم وقوة إلى‬
‫األمام محدثة المزيد من النمو فهي ضد نظرية التدرج في التنمية االقتصادية‪ ،‬والذي قدم هذه‬
‫النظرية المفكر االقتصادي األمريكي هو ‪ rodan-rosenstein‬ومن الواضح طبقاً لهذه النظرية‬
‫القائمة على االعتماد على رؤوس األموال الخارجية والبعد عن الصناعات الثقيلة التي تشكل‬

‫‪43‬‬
‫األساس االنتاجي للتقدم الصناعي ومن ثم التنمية ألنها تضمن تبعية البلد المتخلف بالنسبة للدول‬
‫المتقدمة وبقائه في وضعه (حالوة وصالح‪.)2010 ،‬‬

‫ويمكن القول أن النظرية تتأسس وتتبنى على أمرين‪ ،‬األول ضرورة أن يكون الطلب على‬
‫العديد من المنتجات كبي اًر لدرجة يمكن معها تحقيق أدنى تكاليف ممكنة لإلنتاج‪ ،‬وذلك لجني‬
‫وفورات كبيرة الحجم في العديد من المجاالت االنتاجية‪ ،‬واألمر الثاني أن يتمثل في أنه لزيادة‬
‫الطلب على أية سلعة بعينها من الضروري أن ترفع مستويات الدخول بمعدل كبير في أنحاء‬
‫االقتصاد القومي كله‪ ،‬وال يمكن تحقيق ذلك إال في ظل برنامج شامل ضخم لالستثمار (عجمية‬
‫والليثي‪.)2003 ،‬‬

‫وقد اعتمدت الدول النامية هذا االسلوب‪ ،‬بعد استقاللها حرصاً على دفع االقتصاد إلى‬
‫األمام بسرعة‪ ،‬لتحرير اإلنسان من الجهل والفقر (تيم‪.)1998 ،‬‬

‫‪ -2‬نظرية النمو المتوازن‬

‫تنسب إلى المفكر االقتصادي األمريكي نيركس الذي يركز على مشكلة الحلقة المفرغة‬

‫للفقر والناجمة عن تدني مستوى الدخل وبالتالي ضيق حجم السوق‪ ،‬وهذه النظرية تعتمد برنامجاً‬
‫ضخماً من االستثمارات الذي توجه نحو إنتاج السلع االستهالكية إلشباع حاجات السوق المحلية‬
‫وليس الغرض التصدير‪ ،‬على األقل في المراحل األولية‪ ،‬وذلك لضعف المنافسة في السوق المحلية‬
‫‪ ،‬وهذه النظرية تتطلب تحقيق التوازن بين مختلف الصناعات االستهالكية‪ ،‬بينها وبين الصناعات‬
‫الرأس مالية‪ ،‬وكذلك التوازن بين القطاع المحلي والقطاع الخارجي‪ ،‬وفي النهاية تحقيق التوازن بين‬
‫جهة العرض والطلب‪ ،‬وتؤكد النظرية على الحجم الكبير من االستثمارات لكي يتم تجاوز مشكلة‬
‫عدم القابلية على التجزئة في جانب العرض وفي جانب الطلب‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى أنه لم يقصد‬
‫بالنمو المتوازن‪ ،‬أن تنمو كافة الصناعات في معدل واحد‪ ،‬بل بمعدالت مختلفة تتحدد في ضوء‬
‫مرونة الطلب الداخلية للمستهلكين على السلع المختلفة بحيث يتساوى جانب العرض والطلب‬
‫(حالوة وصالح‪.)2010 ،‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -3‬نظرية النمو غير المتوازن‬

‫يعتبر االقتصاد األمريكي هيرشمان واالقتصادي وروستو أستاذ التاريخ االقتصادي بجامعة‬
‫كامبردج واالقتصادي الفرنسي فرانسوابيرو في مقدمة من اهتموا بشرح سياسة النمو الغير متوازن‪،‬‬
‫ونقطة البداية في عرض هذه الفكرة هي أن المشكلة في البالد المتخلفة ال تكمن في قصور الموارد‬
‫الطبيعية أو في نظرة رأس المال‪ ،‬ولكن في نظرة المنظمين القادرين على اتخاذ ق اررات االستثمار‪،‬‬
‫سواء كان هذا االستثمار في القطاع العام أو القطاع الخاص‪ ،‬وعلى ذلك فأن النموذج األمثل‪،‬‬
‫للتنمية االقتصادية هو ذلك النموذج الذي يخلق البيئة المالئمة لحث األفراد على اتخاذ ق اررات‬
‫االستثمار بحيث تتم عملية التنمية االقتصادية في صورة حلقت متتابعة من نمو غير المتوازن‪،‬‬
‫وتركيز الموارد االقتصادية المتاحة في قطاع معين من قطاعات االقتصاد بحيث يؤدي عدم التوازن‬
‫بين نمو هذه القطاعات األخرى إلى حفز المنظمين على اتخاذ ق اررات استثمارية‪ ،‬تهدف إلى‬
‫تصحيح االختالل واعادة التوازن مرة أخرى‪ ،‬فإذا حدث عدم توازن جديد فإن هذا يحرض ق اررات‬
‫االستثمار األخرى الستعادة التوازن‪ ،‬وهكذا عن طريق االختالل المتعمد الذي يخلق توازناً ثم‬
‫اختالل‪ ،‬تستمر الدورة وتتحقق التنمية االقتصادية (عابد‪.)2012 ،‬‬

‫ويرى أنصار هذه النظرية إن إتباع هذه النظرية هو األفضل للدول النامية‪ ،‬أو في الدول‬
‫التي تقوم بتنمية مواردها وتعطي مؤيدو هذه النظرية بعض الشواهد التاريخية التي تدعم وجهة‬
‫نظرهم بالتركيز على قطاعات رائدة مثل‪ :‬قطاعات المنسوجات في بريطانيا في القرن التاسع عشر‪،‬‬
‫قطاع السكك الحديدية في الواليات المتحدة في القرن التاسع عشر‪ ،‬قطاع الموارد الغذائية في‬
‫الدنمارك في النصف الثاني من القرن العشرين‪ ،‬قطاع الكهرباء في االتحاد السوفيتي في العشرينيات‬
‫من القرن الماضي‪ ،‬والصناعات الثقيلة في الثالثينيات واالربعينيات في روسيا (عابد‪.)2012 ،‬‬

‫ومما سبق يرى الباحث أن نظرية الدفعة القوية ونظرية النمو المتوازن هما أسلوبان غير‬
‫مناسبين للبلدان النامية وذلك لعدة أسباب منها ضيق األسواق الداخلي‪ ،‬ونقص الموارد الطبيعية‪،‬‬
‫وانخفاض االمكانيات المالية والتي تعتبر ضرورية إلنجاز الدفعة القوية‪ ،‬وضعف البنية التحتية‬
‫الصناعية‪ ،‬واالفتقار إلى مؤسسات التمويل المتخصصة‪ ،‬وكذلك بسبب االجراءات‪ ،‬بينما يرى‬
‫الباحث‪ ،‬أن أسلوب النمو غير المتوازن‪ ،‬هو األسلوب المناسب للبلدان النامية نظ اًر لقلة الموارد‬
‫المالية‪ ،‬وعدم إمكانية توزيع جميع االستثمارات على جميع القطاعات االقتصادية واالجتماعية دفعة‬

‫‪45‬‬
‫واحدة‪ ،‬لذلك يمكن هذه الدول أن تقوم بإعطاء أولويات لبعض القطاعات األساسية والرائدة والقيام‬
‫بتنميتها‪.‬‬

‫أهمية التنمية االقتصادية‬

‫تعد التنمية االقتصادية من المؤشرات الدالة على تقدم وتطور الشعوب‪ ،‬وذلك عبر إيجاد‬
‫األساليب اإلنتاجية الجديدة ورفع مستويات اإلنتاجية من خالل التنمية التي تستهدف المهارات‬
‫والطاقات البشرية والتنظيمية‪ ،‬وذلك باإلضافة إلى زيادة رأس المال التراكمي في المجتمعات بفترة‬
‫من الزمن‪ ،‬وعليه فإن الدولة ذات االقتصاد القوي حققت الكثير في تلك االتجاهات‪ ،‬وعلى نقيض‬
‫ذلك فإن الدول النامية لم تقدم التطور الملحوظ في تلك االتجاهات‪ ،‬ولذلك فإن التنمية االقتصادية‬
‫ال تشتمل فقط على التغييرات االقتصادية المعينة‪ ،‬بل تتضمن كذلك التغيرات في المجاالت‬
‫االجتماعية والهيكلية والتنظيمية‪ ،‬حيث أنها تشمل التحسن في زيادات الدخل القومي الحقيقي وكذلك‬
‫في نصيب األفراد منه (عجمية والليثي‪.)2003 ،‬‬

‫تنبع األهمية الكبرى للتنمية االقتصادية من القيم الجوهرية التي تمتاز بها في حال تحققها‪،‬‬
‫وهناك ثالثة قيم رئيسية توضح هذه األهمية في حياة المجتمعات (تودارو‪:)2006 ،‬‬

‫‪ .1‬القدرة على العيش‬

‫وتعني القدرة على سد االحتياجات األولية والتي تتمثل في الغذاء‪ ،‬والمسكن‪ ،‬والصحة‪،‬‬
‫والحماية‪ ،‬حيث أن غياب أحد هذه االحتياجات سيؤدي إلى التخلف الحضاري‪ ،‬لذلك تعتبر التنمية‬
‫االقتصادية من الشروط األساسية لتحسين جودة الحياة‪.‬‬

‫‪ .2‬تقدير الذات واحترامها‬

‫حيث أن الكثير من الدول النامية تسعى لتحقيق التنمية االقتصادية من أجل الوصول إلى‬
‫إحساس األفراد باألهلية واحترام الذات وعزة النفس‪ ،‬وذلك للوصول بالشعر اإلنساني بأنه ليس‬
‫ماكينة أو أداة يقوم اآلخرون باستخدامها من أجل تحقيق المصالح الخاصة‪.‬‬

‫‪ .3‬الحرية من االستعباد‬

‫‪46‬‬
‫لقد ركز رجل االقتصاد (آرثر لويس) على العالقة القائمة بين التنمية االقتصادية والحرية‬
‫من االستعباد‪ ،‬وذلك بعد استنتاجه بأن ميزة االقتصاد ليس في تحقق السعادة الناجمة بسبب الثروة‬
‫التي يتم تحصيلها‪ ،‬ولكنها الزيادة في نطاق االختيار البشري‪ ،‬كما أن الثروة تمكنهم من الحصول‬
‫على السلعات والخدمات والعيش بالطريقة المنشودة‪ ،‬وذلك أفضل بكثير من بقاءهم فقراء‪ ،‬هذا‬
‫باإلضافة إلى المشاركة السياسية‪ ،‬وحرية التعبير عن الرأي‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬والتساوي في الفرص‬
‫بهدف الحصول على األمن الشخصي‪.‬‬

‫ولبيان األهمية الكبيرة للتنمية االقتصادية في حياة األفراد والمجتمعات فهي على النحو‬
‫التالي (البياتي‪:)2008 ،‬‬

‫‪ .4‬زيادة مستوى الدخل الحقيقي لألفراد وما يترتب عليه من تحسينات على مستويات المعيشة‬
‫لهم‪ ،‬وتقليل الفروق االجتماعية واالقتصادية بين فئات وطبقات المجتمع‪.‬‬
‫‪ .5‬توفير فرص العمل لألفراد نظ اًر النتشار األسواق في العملية التنموية‪.‬‬
‫‪ .6‬تسديد ديون الدولة‪ ،‬وتحسين األوضاع المتعلقة بميزان المدفوعات‪.‬‬
‫‪ .7‬تحقيق األمن القومي‪.‬‬

‫كما وأضاف عريقات (‪ )2000‬بأن أهمية التنمية االقتصادية ألي دولة من دول العالم‬
‫تكمن في األمور التالية‪:‬‬

‫‪ .1‬تعتبر التنمية االقتصادية أحد األدوات المهمة التي تساهم وتساعد في االستقالل‬
‫االقتصادي للدول‪ ،‬واالبتعاد عن التبعية االقتصادية أو التبعية بأشكالها المتعددة‪ ،‬وذلك‬
‫نتيجة حقيقية لتحقق التقدم والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .2‬تقوم التنمية االقتصادية بتوفير السلع والخدمات كافة أفراد المجتمعات‪ ،‬وذلك بالكمية‬
‫والنوعية والجودة المناسبة‪.‬‬
‫‪ .3‬تعتبر التنمية االقتصادية من أهم العوامل التي تسهم في تجسير الفجوات القائمة بين‬
‫الجوانب االقتصادية واالجتماعية في المجتمعات‪ ،‬وذلك يؤدي بطبيعة الحال إلى ترسية‬
‫االستقرار االجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫‪ .4‬تعمل التنمية االقتصادية على تقليل الفجوات الصارخة بين الدول المتقدمة والدول النامية‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ويتضح للباحث أن األهمية المرتبطة بالتنمية االقتصادية تتثمل في كونها وسيلة هامة‬
‫تهدف إلى تقليل الفجوات االقتصادية والتقنية بين الدول النامية والمتقدمة‪ ،‬وعلى الرغم من العوامل‬
‫االقتصادي التي ساعدت في تعميق الفجوات‪ ،‬فإنه يمكن تجاوزها عبر إحداث التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية الحقيقية‪ ،‬والتي تعتمد بشكل كبير على الرؤي واالستراتيجيات المدروسة‪ ،‬كذلك فإن‬
‫التنمية في الدول النامية تقتصر على المفاهيم التقليدية المتعلقة بالتنمية والتي تتمثل بمعدالت النمو‬
‫للدخل القومي‪ ،‬ورفع متوسطات األفراد دون النظر إلى الكيفية التي يتولد بها هذا النمو‪ ،‬وال حالة‬
‫التوزيع بين األفراد‪.‬‬

‫أهداف التنمية االقتصادية‬

‫بالنظر إلى التباين الواضح في الظروف االقتصادية والسياسية واالجتماعية والثقافية لكل‬
‫مجتمع‪ ،‬فإن من الصعب تحديد األهداف التنموية في المجال االقتصادي ووضعها كمعيار لكافة‬
‫البلدان‪ ،‬إال أن هناك العديد من األهداف المشتركة والتي يمكن التركيز عليها والسعي الحثيث نحو‬
‫تحقيقها في كافة المجتمعات‪ ،‬ولكن قبل التطرق إلى األهداف الرئيسية‪ ،‬فالبد من األخذ بعين‬
‫االعتبار األمور التالية عند وضع األهداف التنموية االقتصادية (الشرفات‪:)2010 ،‬‬

‫‪ .1‬يجب أن هذه األهداف أن تقوم بالمساعدة في تحديد وقياس نسبة التقدم الذي تحققه البرامج‬
‫التنموية في المجال االقتصادي‪.‬‬
‫‪ .2‬يجب على هذه األهداف أن تقوم بتحديد المستويات المطلوبة من الطاقات البشرية والفنية‬
‫واإلدارية وغيرها من الطاقات الهادفة إلنجاز أغ ارض التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن تحدد األهداف المتطلبات التي تمثل أولوية قصوى في عملية التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫بحيث يتم تنفيذ المتطلبات دون غيرها‪.‬‬
‫‪ .4‬يجب أن تصاغ األهداف بالشكل الذي يعمل على االستغالل األمثل لكافة عناصر اإلنتاج‬
‫خالل العملية اإلنتاجية‪.‬‬

‫وبعد األخذ بعين االعتبار ما سبق من نقاط‪ ،‬فإنه يمكن تحديد األهداف الرئيسية للتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬والتي تسعى إليها كافة المجتمعات‪ ،‬وسنوجزها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬زيادة الدخل القومي‬

‫‪48‬‬
‫حيث يمكن القول أن زيادة الدخل القومي تعتبر من أهم األهداف للتنمية االقتصادية‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب ان الحاجة الرئيسية للعملية التنموية هو انخفاض مستويات المعيشة وانتشار الفقر‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى الزيادة في النمو السكاني‪ ،‬وال مناص من القضاء على الفقر والمستوى المعيشي المتدني وزيادة‬
‫مشكلة عدد السكان إال من خالل زيادة الدخل القومي الحقيقي وذلك من خالل توفير فرص الهادفة‬
‫لتحصيل االحتياجات األساسية من السلع والخدمات التي تقوم الموارد االقتصادية المختلفة بإنتاجها‬
‫خالل فترة زمنية محددة (معروف‪ ،)2005 ،‬كما أن زيادة الدخل القومي الحقيقي في أي بلد من‬
‫البلدان‪ ،‬تحكمه العديد من العوم والتي تتمثل في‪:‬‬

‫✓ الزيادة السكانية‪.‬‬
‫✓ إمكانيات الدولة المادية والفنية‪ :‬فكلما توافرت األموال‪ ،‬فإن الزيادة في الدخل القومي‬
‫أعلى‪.‬‬

‫وعلى النقيض‪ ،‬فإنه كلما قلت هذه العوامل‪ ،‬فإن نسبة ما يمكن الوصول إليه من زيادة في‬
‫الدخل القومي الحقيقي عادة ما تكون ضئيلة‪ ،‬وكلك فإن كلما ازداد العدد السكاني‪ ،‬فإن الدولة‬
‫ستضطر إلى العمل بطريقة مكثفة لتحقيق الزيادة األعلى في الدخل القومي الحقيقي (البكري‪،‬‬
‫‪.)1999‬‬

‫‪ .2‬رفع المستوى المعيشي‬

‫يعد الوصول إلى تحقق المستوى المعيشي المرتفع من بين أهم األهداف التي تسعى إليها‬
‫الدول النامية إلى تحقيقها‪ ،‬وذلك ألن ارتفاع المستوى المعيشي لألفراد يعتبر من الضروريات‬
‫األساسية في الحياة من مأكل وملبس ومسكن‪ ،‬فالتنمية االقتصادية ليست مجرد وسيلة لزيادة الدخل‬
‫القومي فقط‪ ،‬بل أنها تمثل وسيلة مهمة تهدف إلى رفع المستوى المعيشي لألفراد في الدولة (خلف‪،‬‬
‫‪ ، )2006‬ففي أغلبية الدول يمكن المالحظة أن هناك فئة محددة من السكان تسيطر بشكل كبير‬
‫على الموارد المالية‪ ،‬باإلضافة إلى معظم األنشطة االقتصادية في الدولة‪ ،‬مما يعني أن الدخل‬
‫غير منتظم التوزيع بين الفئات المجتمعية‪ ،‬كذلك فإنه يوجد ارتباط وثيق بين العدد السكاني ومستوى‬
‫الدخل‪ ،‬فكلما كانت الزيادة السكانية في معدالت أعلى من زيادة الدخل‪ ،‬فإن مستوى نصيب الفرد‬
‫ينخفض‪ ،‬وهذا ما يؤدي بطبيعة الحال إلى انخفاض المستوى المعيشي (عبد الرحمن وعريقات‪،‬‬
‫‪.)1999‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .3‬تقليل التفاوت في توزيع الدخل والثروات‬

‫يعد تقليل التفاوت في توزيع الدخل من األهداف االجتماعية الهامة في التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫حيث أن أغلبية الدول النامية التي تواجه المشكالت المتعلقة بانخفاض الدخل القومي‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى انخفاض متوسط نصيب الفرد‪ ،‬فإنها تعاني من خلل في توزيع الدخول والثروات‪ ،‬وذلك يعني‬
‫استحواذ فئة صغيرة من السكان على جزء كبير من الثروات‪ ،‬ويعاني أغلبية األفراد من الفقر‬
‫والحرمان وانخفاض مستويات الدخل‪ ،‬ما يعني انخفاض المستوى المعيشي والصحي والتعليمي‪،‬‬
‫ومن المالحظ تفاقهم الظاهرة في البلدان ذات الحجم الكبير في التعداد السكاني‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اتساع الحدود الجغرافية في الدولة‪ ،‬وال شك أن التفاوت في التوزيع المتعلق بالدخل له الكثير من‬
‫المساوئ التي تتمثل في عدم الشعور لدى األفراد بالعدالة االجتماعية‪ ،‬وهذا ما يعني يؤدي إلى‬
‫طبقية المجتمع والذي تنجم عنه الهدر في الموارد االقتصادية‪ ،‬فالفئة الغنية ستنفق أموالها على‬
‫السلعات الكمالية‪ ،‬وهذا ما يضطر الدولة إلى االستيراد من الدول المتقدمة‪ ،‬مع ارتباطها بحدوث‬
‫عجز واضح في ميزان المدفوعات (عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .4‬الوصول إلى جودة الحياة‬

‫إن الوصول ألفضل جودة في الحياة من أهم المؤشرات التي تهتم بها الدول‪ ،‬حيث أن ذلك يضمن‬
‫تحقيق الهدف على مستوى تعليم أفضل وأوسع‪ ،‬وبالتالي توفير فرص أكثر مالئمة مع جودة ثقافية‬
‫وببيئة (‪.)Bathell, 2010‬‬

‫‪ .5‬تعديل التركيب النسبي لالقتصاد القومي‬

‫إن هذا الهدف يدور حول آلية تعديل التركيب النسبي لالقتصاد القومي‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تغيير الطابع التقليدي‪ ،‬حيث أنه في الدول النامية ينتشر العمل في القطاع الزراعي على االقتصادي‬
‫في المجال اإلنتاجي‪ ،‬وهو ما يشكل النسبة األكبر لمصدر الرزق لدى غالبية السكان‪ ،‬كما وأنها‬
‫تقوم بأدوار مهمة بالنسبة للقطاعات األخرى كمصدر هام للدخل القومي‪ ،‬وإن سيطرتها على‬
‫االقتصاد في الدول النامية يشكل خط اًر حقيقياً نتيجة التقلبات والتغيرات االقتصادية في اإلنتاج‬
‫واألسعار‪ ،‬هذا وقد سعت التنمية االقتصادية إلى التقليل من السيطرة الزراعية على االقتصاد‬
‫القومي‪ ،‬أو الخفض من حدتها‪ ،‬وتخصيص نسبة عالية من الموارد التي تمتلكها الدول في التنمية‬

‫‪50‬‬
‫االقتصادية‪ ،‬بهدف النهوض الصناعي عبر إنشاء الصناعات الجديدة أو التوسع في الصناعات‬
‫القائمة‪ ،‬وذلك لضمان القضاء على العديد من المشاكل التي تثار بسبب السيطرة الزراعية على‬
‫البنيات االقتصادي (بكري‪.)1999 ،‬‬

‫هذا وقد تبنت األمم المتحدة هذه األهداف في مؤتمر األلفية الثالثة في عام (‪،)2000‬‬
‫وذلك بحضور ‪ 147‬من رؤساء الدول والحكومات وممثلي (‪ )191‬دولة‪ ،‬واهتم هذا المؤتمر بوضع‬
‫األهداف التي تحدد عملية التنمية الهادفة للقضاء على الفقر‪ ،‬وتحقيق األهداف المنادية بتخفيض‬
‫معدل األطفال بنسبة (‪ )%39‬حتى عام ‪2015‬م‪ ،‬باإلضافة إلى تسيير الخدمات الصحية اإليجابية‬
‫للمحتاجين‪ ،‬واالستفادة األمثل من الموارد البيئة بدالً من خسارتها‪ ،‬وتنفيذ االستراتيجيات الوطنية‬
‫للتنمية المستدامة‪ ،‬هذا وقد التزم قادة العالم فيما يلي (عليمات‪:)2015 ،‬‬

‫‪ .1‬تخفيض نسبة المعانين من الجوع إلى النصف على المستوى العالمي‪.‬‬


‫‪ .2‬تخفيض نسبة األفراد الذين ال تتجاوز دخولهم دوالر واحد يومياً‪.‬‬
‫‪ .3‬تحقيق المساواة بين الذكور واإلناث في العملية التعليمية‪.‬‬
‫‪ .4‬تحقيق الدراسة االبتدائية في كافة دول العالم‪.‬‬
‫‪ .5‬تخفيض المعدل الذي يشير لمعدل وفيات األمهات أثناء الوالدة بمعدل ‪.%30‬‬
‫‪ .6‬تخفيض المعدل المتعلق بوفيات األطفال بنسبة ‪.%39‬‬
‫‪ .7‬إيقاف ومنع انتشار فايروس نقص المناعة المكتسبة (اإليدز) والمالريا واألوبئة األخرى‪.‬‬

‫كما وأن اختالف أهداف التنمية االقتصادية مرتبط باختالف التركيبة االقتصادية‬
‫واالجتماعي‪ ،‬ومن هذه األهداف ما يلي (عابد‪:)2012 ،‬‬

‫‪ .1‬تحقيق السيادة واالستقالل السياسي‪.‬‬


‫‪ .2‬التوسع الصناعي‪ ،‬واالستثمار األمثل للموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ .3‬زيادة الرفاهية االقتصادية للمجتمعات واألفراد‪ ،‬باإلضافة إلى تقليل التفاوت في توزيع‬
‫الدخول والثروة‪.‬‬
‫‪ .4‬توفير فرص العمل الالزمة للسكان بهدف تخفيف الفقر‪.‬‬
‫‪ .5‬التوسع في الهياكل اإلنتاجية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ويتضح للباحث أن األهداف المذكورة وغيرها والتي وضعت لتحقق التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫إنما يقتضى المعرفة الكاملة بالعناصر اإلنتاجية المتوفرة في الدول‪ ،‬وتحديد مدى إتاحة هذه‬
‫العناصر‪ ،‬لكي ال تكون الخطط التنموية في أوضاع غير قابلة للتماشي مع ما يتوافر من عناصر‬
‫اإلنتاج‪ ،‬مثل إتباع خطط تنموية ذات طموح عالي ولكن الموارد اإلنتاجية المتوفرة في الدولة غير‬
‫كافية‪ ،‬وعليه فإن تحديد البرامج التنموية أهدافها تستوجب دراسة ما هو قابل للتنفيذ في إطار ما‬
‫هو موجود من موارد في الدول‪ ،‬باإلضافة إلى األهمية الكبيرة للموائمة بين الموارد والخطط‬
‫واألهداف‪ ،‬كما أنه يجب أال يكون هناك تعارض بين األهداف المرجوة من الخطط التنموية في‬
‫القطاعات الصناعية مع بعضها البعض‪ ،‬ألن تداخل األهداف يعيق المسيرة التنموية ويشتتها‪،‬‬
‫ويمنع الوصول إلى التنمية االقتصادية الشاملة وتحقيق أهدافها المنشودة‪.‬‬

‫تمويل التنمية االقتصادية‬

‫يعد التمويل من العوامل الرئيسية التي تعتمد عليها التنمية االقتصادية والتي يمثل االستثمار‬
‫جوهرها األساسي‪ ،‬حيث يعتقد االقتصاديون والسياسيون تقف في وجه التنمية االقتصادية في الدول‬
‫النامية هي افتقارها الشديد إلى الموارد الحقيقية التي تلزم لتكوين رؤوس األموال‪ ،‬ويعود ذلك إلى‬
‫كون الطلب على رؤوس األموال يحكمه الميل إلى االستثمار‪ ،‬حيث أن ذلك يتطلب وجود االدخارات‬
‫الحقيقية الالزمة لالنطالق (القريشي‪ ،)2007 ،‬وتنقسم مصادر التمويل إلى قسمين هامين حيث‬
‫سيتم تناولهما بشيء من التفصيل‪:‬‬

‫‪ .1‬مصادر تمويل التنمية االقتصادية الداخلية‪.‬‬


‫‪ .2‬مصادر تمويل التنمية االقتصادية الخارجية‪.‬‬

‫أوالً ‪ /‬مصادر التمويل الداخلية‬

‫تعتبر المدخرات الداخلية هي المصدر الرئيسي لهذا النوع من التمويل‪ ،‬وهي التي يمكن‬
‫تعريفها بأنه المبلغ الذي يتم اقتطاعه بشكل اختياري من دخل األفراد‪ ،‬وال يتم إنفاقه على االستهالك‪،‬‬
‫وال يكتنز في نفس الوقت‪.‬‬

‫❖ مدخرات القطاع العائلي‬

‫‪52‬‬
‫من وجهة النظر االقتصادية‪ ،‬فإن هناك مدخرات خاصة بالقطاع العائلي وتتمثل في الفروق‬
‫ما بين الدخل المتاح (أي الدخل بعد طرح كافة الضرائب والرسوم المحتملة منه) واالستهالك الذي‬
‫يقوم به هذا القطاع‪ ،‬ويمثل االدخار العائلي دو اًر مهماً في التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أنه ينشأ من‬
‫العديد من المصادر نوجزها فيما يلي (عجمية وناصف‪:)2003 ،‬‬

‫‪ )1‬المدخرات التعاقدية‪ :‬وتتمثل في األقساط التأمينية والمعاشات وما يتم تحصيله من‬
‫الصناديق المختلفة التي يتم إنشاءها من قبل الهيئات والمؤسسات‪.‬‬
‫‪ )2‬الزيادة في األصول النقدية الخاصة باألفراد‪ ،‬والتي يتم االحتفاظ بها بشكل ودائع في‬
‫صناديق التوفير والبنوك‪ ،‬سواء كانت حسابات آجلة أم جارية‪.‬‬
‫‪ )3‬االستثمار المباشر في اقتصاد األراضي والمزارع والمتاجر والمساكن‪ ،‬والتي عادة ما تنتشر‬
‫في البيئة الريفية حيث يصاحب ذلك االستثمار االدخار‪.‬‬
‫‪ )4‬سداد الديون ومقابله التزامات سابقة‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر في هذا الطرح‪ ،‬أن المدخرات التي تتعلق بهذا القطاع تتأثر بالعديد‬
‫من العوامل وأهمها (عليمات‪:)2015 ،‬‬

‫‪ )1‬حجم الدخل‬

‫يعد الدخل المتاح من أهم العوامل المحددة لالدخار‪ ،‬وينطبق ذلك على األفراد في الدول‬
‫المتقدمة والنامية‪ ،‬إال أن غالبية السكان في الدول النامية تكون ادخاراتهم منخفضة‪ ،‬وتوجه لإلنفاق‬
‫على متطلبات الحياة األساسية‪ ،‬وبالتالي فإنه كلما كان الدخل مرتفعاً فإن االدخار يزيد والعكس‬
‫صحيح في هذه الحالة‪.‬‬

‫‪ )2‬درجة التركيز في توزيع الدخل‬

‫حيث أنه ال يتم تحديد حجم االدخار بحجم الدخل فقط‪ ،‬ولكن بالمركز الوظيفي للفرد في‬
‫مجتمعه‪ ،‬ومدى حساسية هذه المهنة‪ ،‬ففي الدول المتقدمة نجد أن أصحاب الدخل المرتفع ينحصر‬
‫على فئة قليلة‪ .‬هذا وقد دلت التجارب على أن عدالة التوزيع في الدخول تدفع بالنمو االقتصادي‬
‫إلى األمام‪ ،‬بينما العكس يؤدي إلى البطيء في النمو وعدم االستقرار‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ )3‬مجموعة من العوامل االقتصادية‬

‫هناك العديد من العوامل االقتصادية التي تؤثر على المعدالت المتعلقة باالدخار رغم‬
‫اختالف الدول‪ ،‬ويتمثل ذلك في أسعار الفائدة‪ ،‬وتوقعات المستقبل بارتفاعها‪ ،‬أو استقرارها‪ ،‬أو‬
‫انخفاضها‪ ،‬ومدى انتشار البنوك والمؤسسات االدخارية‪ ،‬والتوجهات العامة لألفراد الهادفة لحيازة‬
‫الثورات‪ ،‬باإلضافة إلى كافة األمور التي لها األثر الكبير على علمية االدخار‪ ،‬كما ويتأثر االدخار‬
‫بالتضخم ودرجته‪ ،‬والذي يمثل مشاكل خاصة في الدول النامية والتي تتمثل في كون األفراد قابلين‬
‫لشراء وتخزين مجموعة من السلع‪.‬‬

‫❖ مدخرات قطاع األعمال‬

‫تعتبر المدخرات المتعلقة بهذا القطاع من أهم المصادر التي يعتمد عليها االدخار‪ ،‬سواء‬
‫تمثلت في قطاع األعمال العام أو الخاص‪ ،‬وسيتم تناول ذلك بشيء من التفصيل فيما يلي‬
‫(عليمات‪:)2015 ،‬‬

‫‪ )1‬ادخار قطاع األعمال العام‬

‫حيث تتمثل مدخرات المتعلقة بقطاع األعمال من أرباح المشاريع العامة والتي تعود ملكيتها‬
‫إلى مقدرات الدولة‪ ،‬ويتوقف حجم هذه المدخرات على حجم الفائض المتراكم فيه‪ ،‬وهذا ما يتوقف‬
‫على العديد من العوامل وأهمها‪:‬‬

‫‪ )1‬السياسة السعرية التي تقوم بتحديد أسعار المنتجات وحجم النفقات ومستواها بما فيها‬
‫األجور والرواتب‪.‬‬
‫‪ )2‬تطور مستوى الكفاءة اإلنتاجية في جملة المشاريع التي يشملها قطاع األعمال‪ ،‬بالتالي‬
‫فإنه كما زاد اإلنتاج وصاحب ذلك انخفاض في النفقات فإن مدخرات هذا القطاع‬
‫ستكون في ازدياد‪.‬‬
‫‪ )3‬عدم القدرة لدى األفراد واألعمال على تدبير األموال لتنفيذ االستثمار الذي ترغب الدول‬
‫النامية في تحقيقه‪.‬‬
‫‪ )4‬انخفاض مستوى األداء في شركات قطاع األعمال العام‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ )2‬ادخار قطاع األعمال الخاص‬

‫وتتمثل في ذلك الجزء الذي ال يتم توزيعه من األرباح التي تم تحقيقها من قبل مشاريع‬
‫القطاع الخاص‪ ،‬والذي يتضمن المحال والمشاريع التجاري‪ ،‬باإلضافة إلى المصانع المتوسطة‬
‫والصغيرة‪ ،‬وتشكل نسبة المدخرات من هذا القطاع جزًء هاماً من المدخرات الموجهة لالستثمار في‬
‫االقتصاد‪ ،‬وهي تتأثر كذلك بالعديد من االعتبارات ومنها العبء الضريبي على المشروعات‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬ويقلل من األرباح الغير موزعة إلعادة االستثمار‪.‬‬

‫ثانياً ‪ /‬مصادر التمويل الخارجية‬

‫يعد انخفاض التكوين الرأسمالي من أحد الخصائص الرئيسية لالقتصاد في الدول النامية‪،‬‬
‫وهي خاصية عادة ما تكون مرتبطة بتراجع وتخلف الطرق اإلنتاجية في هذه الدول‪ ،‬وذلك لعدم‬
‫كفاية المصادر الداخلية في التمويل الذي يستهدف التنمية االقتصادية‪ ،‬والمحاولة في الحصول‬
‫على أقل التكاليف وأفضل العروض المناسبة لهذه االقتصاديات‪ ،‬حينها تقوم الدول بالتوجه نحو‬
‫التمويل الخارجي‪ ،‬وقد فعلت الواليات المتحدة األمريكية ذلك خالل الفترة القائمة بين (‪-1865‬‬
‫‪ 1860‬م)‪ ،‬وكذلك روسيا خالل العقود الثالثة التي سبقت الحرب العالمية األولى‪ ،‬إال أن اليابان‬
‫والتي أحرزت تقدم ملحوظ في هذا المجال بعد عام (‪1868‬م) لم تقم بالتشجيع تجاه المدخرات‬
‫واالستثمارات الخارجية‪ ،‬وعليه فإن البعض ينادي أن المدخرات الخارجية تساعد في التنمية‬
‫االقتصادية ولكنها ال تمثل ضرورة مطلقة لنجاحها (القريشي‪ .)2007 ،‬ومن أنواع مصادر التمويل‬
‫الخارجية ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬التمويل العربي اإلسالمي‬

‫تضم المنطقة العربية منظومة كبيرة من المؤسسات والصناديق المالية والتنموية‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى العديد من الشركات العربية المشتركة والتي تعمل في المجاالت التمويلية واالستثمارية‪ ،‬وذلك‬
‫فضالً عن الكثير من المؤسسات المالية والمصرفية واالستثمارية الخاصة‪ ،‬والتي تمتلك إمكانيات‬
‫مالية هائلة‪ ،‬كما وأنها تعمل في األسواق المالية والعالمية بدرجة متفاوتة‪ ،‬إن نشاط هذه الصناديق‬
‫والمؤسسات يمتد لعدد من الدول النامية‪ ،‬بحيث تقدم لهم العديد من القروض المختلفة والتسهيالت‬

‫‪55‬‬
‫اإلنمائية بهدف تمويل مشاريع جديدة وإصالحات بشروط ميسرة‪ ،‬كما وتحاول هذه الصناديق من‬
‫خالل تجمعات في إطار ما يطلق عليه بمجوعة التنسيق العربية إلى تعزيز وتشجيع التعاون فيما‬
‫بينها‪ ،‬بحيث يتضمن ذلك التسهيالت التمويلية المشتركة‪ ،‬مما يسهم في تحسين الفاعلية لألدوار‬
‫التنموية والتمويلية لها (صندوق النقد العربي‪.)2011 ،‬‬

‫‪ .2‬المعونات األجنبية‬

‫تتمثل المعونات األجنبية فيما تقدمه الدول المتقدمة من مساعدات هادفة للتنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتعتبر من أهم المصادر التمويلية في الدول النامية ذات الدخول المنخفضة‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف رفع معدل النمو االقتصادي لديها‪ ،‬كما تقوم الدول المستفيدة بتوجيه هذه المعونات تجاه‬
‫شروط الجهات المانحة‪ ،‬بحيث يتم تخصيصها لقطاعات معينة‪ ،‬ومن الجدير ذكره أن المعونات‬
‫ما هي إال حصيلة العديد من الدوافع التي تسعى من خاللها الجهات المانحة إلى تحقيقها‪ ،‬وتنقسم‬
‫المعونات األجنبية إلى قسمين وهما‪:‬‬

‫‪ )3‬منح غير مستردة‬

‫وهي مصدر مهم في تمويل الدول النامية‪ ،‬كونها ال يتم استردادها من قبل الدول المانحة‪،‬‬
‫وإال سوف تدخل في إطار المديونية الخارجية للدولة المستفيدة‪ ،‬وقد تتمثل المنح على شكل نقدي‬
‫أو سلعات‪ ،‬وعليه فإن المنح تقوم بدور هام في مساعدة الدول النامية في توفير الخدمات األساسية‪،‬‬
‫وإدخال األساليب الصناعية واإلدارية المناسبة في خطوط اإلنتاج (عجمية وناصف‪.)2003 ،‬‬

‫‪ )4‬قروض ميسرة‬

‫تعرف بأنها كافة التدفقات المالية نحو الدول النامية والتي ال تحركها الدوافع الربحية بقدر‬
‫تقديم المساعدة‪ ،‬فعادة تقدم القروض طويلة األجل لمجاالت معينة دون غيرها‪ ،‬وذلك في عداد‬
‫المعونات االقتصادية التي تكون شروطها ميسرة من ناحية طول فترة االسترجاع وانخفاض قيمة‬
‫الفائدة‪ ،‬ويلعب صندوق النقد الدولي والبنك الدولي أدوا اًر مهمة في هذا المجال (العساف والوادي‪،‬‬
‫‪.)2011‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ .3‬االستثمار األجنبي‬

‫ويمثل االستثمار األجنبي دو اًر كبي اًر في اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬وذلك بسبب قلة‬
‫المدخرات والموارد الداخلية في تمويل التنمية االقتصادية واحتياجاتها‪ ،‬وتلجأ الدول الغنية لالستثمار‬
‫فيها بهدف التمويل‪ ،‬وينقسم االستثمار إلى نوعين سنوردهما فيما يلي‪.‬‬

‫‪ )1‬االستثمار األجنبي المباشر‬

‫ويتمثل في كونه من قبل جهات ليست مقيمة في البالد‪ ،‬ولكنها تستثمر في منشآت‬
‫اقتصادية توجد داخل البلد المضيف‪ ،‬وإن كلمة المباشر تعني سيطرة بالكامل أو بشكل جزئي على‬
‫هذه المنشآت‪ ،‬وبمعنى آخر فإنها تمثل االستثمار في المشروعات التي يكون مالكها ومدراءها من‬
‫األجانب‪ ،‬سواء كانت ملكيتها كاملة أو حصة تكفل السيطرة على إدارة المشروع‪ ،‬والباً ما تكون‬
‫على هيئة مشاريع تمارس أنشطتها في البالد النامية‪ ،‬أو تمثل فروع للشركات األجنبية في الخارج‬
‫(القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫‪ )2‬االستثمار األجنبي الغير المباشر‬

‫ويعرف هذا النوع االستثماري باالستثمار المحفظي‪ ،‬والذي يقوم على أساس شراء األجانب‬
‫لألسهم والسندات الخاصة أو الحكومية في البلد المضيف بقصد المضاربة واالستفادة من فرق‬
‫السعر التي تدرها األوراق المالية‪ ،‬ذلك بوجود شروط تتمثل في أن ال يكون في حوزة األجانب ما‬
‫يعطيهم اإلمكانية في الحقوق المتمثلة بإدارة المشروعات واإلشراف عليها‪ ،‬كما عرفه بعض‬
‫االقتصاديين بأنه االستثمار الذي يكون على هيئة قروض يتم تقديمها من أفراد أو شركات أجنبية‬
‫أو يأخذ صيغة اكتتاب في أسهم وسندات صادرة من البلد المضيف لرأس المال‪ ،‬وذلك في حدود‬
‫تتمثل في عدم ملكية المستثمر األجنبي ألسهم قد تمكنه من إدارة الشركة‪ ،‬وبذلك تستطيع البلدان‬
‫النامية من الحصول على التمويل األجنبي الضروري لتحقق العملية التنموية في المجال‬
‫االقتصادي‪ ،‬وذلك عن طريق استخراج سندات ذات قيمة محددة وبأسعار فوائد محددة في أسواق‬
‫رأس المال العالمية‪ ،‬وهذا األسلوب كان كثير االستخدام في الدول النامية بسبب عدم تطور األسواق‬
‫المالية لديها‪ ،‬إضافة إلى عدم وجود الحوافز التي تدفع المستثمرين األجانب لالكتتاب في أسواق‬

‫‪57‬‬
‫الدول النامية‪ ،‬وتلتزم الدول التي تعمل على إصدار هذا النوع من السندات بتسديد قيمتها في المدة‬
‫المحددة‪ ،‬باإلضافة إلى رفع فوائد سنوية يحصل عليها حاملي السند طيلة مدته (فروانة‪.)2014 ،‬‬

‫‪ .4‬القروض التجارية‬

‫تعد القروض التجارية من أكبر أنواع المدخرات األجنبية المتدفقة للبلدان النامية والتي نمت‬
‫بشكل متسارع‪ ،‬وتتكون هذه القروض من ثالثة أنواع وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬قروض السندات‬

‫ويعتبر أحد األشكال االستثمارية المحفظة والشكل اآلخر هو شراء األسهم في المنشآت‬
‫التي تقع في البلدان النامية‪ ،‬ففي األسواق الدولية للسندات تقوم الحكومات باالقتراض لمدة طويلة‬
‫من (‪ )25-5‬سنة‪ ،‬وذلك من خالل الوسطاء (القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫‪ .2‬القروض المصرفية التجارية‬

‫وتمثل القناة األحدث للتحويالت المالية‪ ،‬وخاصة في سوق العمالت األوروبية‪ ،‬والعمالت‬
‫األوروبية هي العمالت التي تودع في البنوك التي تقع خارج حدود البلد الذي أصدر تلك العمالت‪،‬‬
‫لذلك يوجد هناك دوالر أوروبي‪ ،‬ومارك أوروبي وهكذا‪ ،‬وتيم منح القروض من العمالت األوروبية‬
‫عادة لفترات أقصر من قروض السندات‪ ،‬كما أن سعر الفائدة التقليدي لهذا الغرض هو سعر‬
‫اإلقراض البنكي في لندن‪ ،‬كما أن المقترضون يدفعون عالوة عليها‪ ،‬وذلك باالستناد إلى التقديرات‬
‫السوقية بالنسبة للمخاطرة‪ ،‬كذلك فإن العالوة المدفوعة من قبل البلدان النامية هي عادة أعلى نظ اًر‬
‫الرتفاع قيمة المخاطرة فيها (القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫‪ .3‬ائتمانات التصدير‬

‫حيث أن الشركات المصدرة والمصارف التجارية تقوم بعرض ائتمانات التصدير نحو البالد‬
‫المستوردة كوسيلة لتشجيع المبيعات من خالل السماح في تأخير الدفعات عن المواد المستوردة‪،‬‬
‫وغالباً ما تكون هذه االئتمانيات شاملة ألسعار الفوائد التجارية‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ ،‬فإن ائتمانات‬
‫التصدير تمثل نوعاً من التأمين يتم منحه للمصدرين ضد احتماالت حدوث الخسائر لهم جراء عدم‬
‫دفع المستوردين مستحقات البضاعة المستوردة (القريشي‪.)2007 ،‬‬

‫‪58‬‬
‫ويشير الباحث إلى قلقه الدائم حول قيام الدول أو المنظمات أو المؤسسات باالعتماد على‬
‫مصادر التمويل الخارجية والتي تتمثل تحديدا في جزئية القروض‪ ،‬بسبب أنها تثقل كاهل الدول‬
‫والمنظمات في ظل األوضاع االقتصادية الراكدة‪ ،‬فزيادة عن المشكلة األساسية التي تعرقل المسيرة‬
‫التنموية المتمثلة بالفقر وقلة الدخل‪ ،‬تأتي هذه القروض لتزيد األعباء والديون والتي ال يمكن تجاوزها‬
‫بسهولة نظ اًر لالستحقاقات المطلوبة‪ ،‬وفي هذه الحالة تصبح العملية التنموية متخلفة وغير قادرة‬
‫على النمو والتطور وتحقيق األهداف المنشودة‪.‬‬

‫مؤشرات قياس التنمية االقتصادية‬

‫يعد مؤشر قياس التنمية االقتصادية في غاية األهمية وذلك لدوره الكبير في معرفة‬
‫االتجاهات التنموية‪ ،‬وإصدار األحكام على مدى نجاح التخطيط االقتصادي الهادف إلى تحقيق‬
‫األهداف التنموية في المجتمعات‪ ،‬هذا وتعتبر المؤشرات االقتصادية جزًء هاماً من العديد من‬
‫المؤشرات التي تستعمل في الدراسات التنموية بشكل عام‪ ،‬وذلك إلى جانب مجموعة المؤشرات‬
‫االجتماعية والثقافية‪ ،‬ومن أهم المؤشرات التنموية المتعلقة في الجانب االقتصادي والتي يتم‬
‫استخدامها للوقوف على مدى تقدم اقتصاديات الدول ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬مؤشر الناتج اإلجمالي (‪)GDP‬‬

‫يعد أحد أهم المؤشرات االقتصادية التي تقيس النمو االقتصادي‪ ،‬حيث أنه حين ارتفاع‬
‫المؤشر فإن ذلك يعني ارتفاع ونمو وتقدم االقتصاد في هذه الدولة‪ ،‬وقد قسم البنك الدولي العالم‬
‫بناء على حدود معينة بالنسبة لمعدل الناتج القومي وهي موضحة بالجدول‬
‫إلى خمسة دول وذلك ً‬
‫التالي (البنك الدولي‪:)2000 ،‬‬

‫نسبة الحصة من‬ ‫نسبة السكان‬ ‫عدد الدول‬ ‫معدل الناتج‬ ‫المجموعة‬
‫اإلنتاج العالمي‬ ‫في المجموعة‬ ‫القومي اإلجمالي في المجموعة‬
‫‪%5‬‬ ‫‪%53‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪$370‬‬ ‫المجموعة األولى‬
‫‪%14‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪$370‬‬ ‫المجموعة الثانية‬
‫‪%64‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪$4200‬‬ ‫المجموعة الثالثة‬
‫‪%1.4‬‬ ‫‪%1.4‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪$5000‬‬ ‫المجموعة الرابعة‬

‫‪59‬‬
‫‪%15‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪$4300‬‬ ‫المجموعة الخامسة‬
‫‪ .2‬نصيب الفرد من الناتج المحلي‬

‫وهذا المؤشر يركز على نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وهو تعبير لقيمة‬
‫السلعات والخدمات التي يقوم الفرد بإنتاجها في دولة ما‪ ،‬ويساوي إجمالي الناتج مقسوماً على عدد‬
‫السكان‪ ،‬فكلما ازداد نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬فإن ذلك يدل على النمو االقتصادي‬
‫بشكل أفضل (عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .3‬نسبة االستثمار إلى الناتج المحلي‬

‫وتمثل هذه النسبة اإلجمالي المتعلق باالستثمارات إلى مجمل الناتج المحلي‪ ،‬لذا فإن‬
‫االرتفاع في هذا المؤشر يعني التمويل الجيد لألنشطة الهادفة إلى التنمية االقتصادية (عليمات‪،‬‬
‫‪.)2015‬‬

‫‪ .4‬نسبة الدين العام الخارجي إلى الناتج المحلي‬

‫ويمثل هذا المؤشر قيمة نسبة الدين اإلجمالي ألية دول مقسوماً على مجمل ناتجها المحلي‪،‬‬
‫وفي الحالة التي تكون النسبة في أدنى المستويات فإن التنمية االقتصادية تسير بشكل أفضل‬
‫(عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .5‬مستوى التضخم‬

‫ويعرف مستوى التضخم بأنه‪" :‬المعدل السنوي للتغير في أسعار المستهلك في سنة معينة‬
‫مقرنة بأسعار المستهلك في السنة السابقة" وهو مؤشر الرتفاع أسعار السلع األساسية بشكل واضح‪،‬‬

‫ما يعمل على التأثير السلبي تجاه الظروف المعيشية‪ ،‬وعليه فإنه كلما كان مستوى التضخم منخفضاً‬
‫فذلك يعني أن التنمية االقتصادية في حالة أفضل (المطر والعفيف‪.)2010 ،‬‬

‫‪ .6‬مشاركة القطاعات االقتصادية الرئيسية في الناتج المحلي‬

‫حيث أنه تعتبر زيادة المشاركة من هذه القطاعات في الناتج المحلي اإلجمالي دليالً مهماً‬
‫على تحقق التنمية االقتصادية (المطر والعفيف‪.)2010 ،‬‬

‫‪ .7‬الفائض في الميزان التجاري إلى الناتج المحلي‬

‫‪60‬‬
‫يعد الميزان التجاري للدولة هو الفرق بين القيمة النقدية للصادرات والقيمة النقدية لوارداتها‪،‬‬
‫وذلك خالل مدة زمنية محددة‪ ،‬والميزان المفضل هو الذي يطلق عليه اسم الفائض التجاري‪ ،‬والذي‬
‫تكون فيه قيمة الصادرات أكبر من قيمة الواردات‪ ،‬والميزان الغير مفضل للدول‪ ،‬هو الذي تكون‬
‫فيه الواردات أكبر من الصادرات‪ ،‬وهو ما يطلق عليه العجز التجاري‪ ،‬وعليه فإنه كلما كان الفائض‬
‫في الميزان التجاري أكبر‪ ،‬دل ذلك على تقدم التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث أن ذلك يعني ارتفاع قيمة‬
‫الصادرات بالمقارنة بالواردات (عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .8‬مستوى الفقر‬

‫يعد الفقر أدنى مستويات المعيشة ويعتبر من ال يحصل عليه من ضمن الفقراء‪ ،‬ويسمى‬
‫هذا المستوى بخط الفقر‪ ،‬وهو مؤشر هام يمكن من تحديد مستوى التطور في التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫فكلما ارتفع مستوى خط الفقر فإن التنمية االقتصادية في حالة مزرية (المطر والعفيف‪.)2010 ،‬‬

‫‪ .9‬مستوى البطالة‬

‫وكما هو الحال في مستويات الفقر‪ ،‬فإن االرتفاع في النسبة التي تمثل العاطلين عن العمل‬
‫تدل على دنو مستوى التنمية االقتصادية في هذا البلد (عليمات‪.)2015 ،‬‬

‫‪ .10‬معدل نمو السكان‬

‫يساهم ارتفاع النمو السكاني في زيادة الضغوطات االقتصادية الداخلية والخارجية‪ ،‬وارتفاع‬
‫الطلب على الخدمات‪ ،‬ما يشكل عائقاً متزايداً أمام التنمية االقتصادية (المطر والعفيف‪.)2010 ،‬‬

‫ويشير الباحث إلى األهمية الكبيرة لدور المؤشرات القياس الخاصة بالتنمية االقتصادية‪،‬‬
‫والتي يمكن من خاللها تحديد المشاكل التي تواجهه العملية‪ ،‬باإلضافة إلى إتاحة الفرصة الستقراء‬
‫بناء على تلك المؤشرات والتي بني مقياسها على‬ ‫ن‬
‫ما سيكو عليه الحال االقتصادي مستقبالً وذلك ً‬
‫المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المجتمعات كالفقرة وازدياد معدالت البطالة‪ ،‬ومستويات التضخم‪،‬‬
‫باإلضافة إلى نسبة الناتج المحلي‪ ،‬ومدى إسهام الفرد فيه‪ ،‬وعليه فإن الباحث يرى أن المقاييس‬
‫السابقة قد تناولت كافة المشاكل التي يمكن أن تشكل مؤش اًر حقيقياً تجاه سير العملية التنموية في‬
‫المجاالت االقتصادية‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫العقبات والتحديات التي تواجه التنمية االقتصادية‬

‫تعترض العمليات التنموية في الجانب االقتصادية في الدول النامية العديد التي تتداخل‬
‫فيما بينها‪ ،‬بحيث يصبح العمل دون المطلوب ما يؤثر بسلبية كبيرة تجاه تحقيق التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫وتتمثل هذه العقبات والتحديات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬العقبات االقتصادية‬

‫تعاني دول العالم الثالث من العقبات االقتصادية العديدة والتي يتمثل أهمها في انخفاض‬
‫مستويات الدخل والتي تلقي بأثرها على مستوى التغذية والصحة‪ ،‬وذلك له مردود سلبي تجاه مستوى‬
‫اإلنتاجية لدى األفراد‪ ،‬ومن الطبيعي أن يؤثر ذلك على مستوى الدخل (عريقات‪ ،)2000 ،‬ومن‬
‫أهم العقبات االقتصادية في طريق التنمية ما يلي‪:‬‬

‫‪ .2‬حلقة الفقر المفرغة‬

‫أكد االقتصادي (‪ )NURKSW‬بأن الحلقة المفرغة للفقر تعمل على إبقاء المستويات‬
‫المنخفضة للتنمية في البلدان النامية‪ ،‬هذا ما يبقي البلد في حالة الفقر‪ ،‬ويعود أصل الفكرة إلى‬
‫انخفاض اإلنتاجية الكلية للبلدان الفقيرة وهذا ما أدى إلى انخفاض مستوى االستثمار نظ اًر لتدني‬
‫المدخالت ومستوى الدخل‪ ،‬باإلضافة إلى عدم كمالية السوق بسبب حالة التخلف االقتصادي‪،‬‬
‫وعليه فإن البلدان تجد الكثير من الصعوبة بما يتعلق بقيامها باالدخار واالستثمار بالقدر الالزم‬
‫للخروج من الفقر المالزم للمجتمع‪ ،‬السيما وأن لالستثمار دور حاسم في تنمية الدخل (القريشي ‪،‬‬
‫‪.)2007‬‬

‫‪ .3‬نوع السوق‬

‫يعتبر الكتاب أن نواقض السوق تمثل أكثر العقبات تأثي اًر على سير العملية التنموية في‬
‫المجال االقتصادي في الدول المختلفة‪ ،‬وتحديداً في األطر التي تتم فيها العملية ضمن سياسات‬
‫االقتصاد الحر والذي يعتمد على كيفية وآلية العمل السوقية في القيام بالنشاط االقتصادي‪ ،‬وذلك‬
‫ألن السوق في هذه الدول تعترضها الكثير من العقبات التي تبعدها عن النمذجة النظرية للسوق‪،‬‬
‫وهو سوق المنافسة التامة إلى حد كبير‪ ،‬كما أن ندرة عناصر اإلنتاج وتحجر التركيبة االجتماعية‬

‫‪62‬‬
‫وقلة التخصصات‪ ،‬كلها تشكل عوامل معيقة لالستخدام األمثل للموارد االقتصادية المتاحة (العساف‬
‫والوادي‪.)2011 ،‬‬

‫كما أضاف حالوة وصالح (‪ )2010‬إلى بعض التحديات التي يراها تشكل عقبات كبيرة‬
‫أمام تحقيق األهداف المنشودة من التنمية االقتصادية وتمثلت في‪:‬‬

‫‪ )1‬نقص رؤوس األموال‪.‬‬


‫‪ )2‬المعونات المشروطة والتي تتمثل في شراء احتياجات الدولة من الدول المانحة‪.‬‬
‫‪ )3‬عدك كفاية المدخرات الهادفة لتنفيذ البرامج التنموية‪.‬‬
‫‪ )4‬عدم تنوع الصادرات والتي عادة ما تعتمد على منتج وحيد‪.‬‬
‫‪ .4‬العقبات السياسية والفكرية واالجتماعية‬

‫يعتبر العامل السياسي من العوامل القوية والمؤثرة في عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬وذلك‬
‫ألن عدم االستقرار السياسي يشكل عائق كبير أمام التنمية‪ ،‬وفي هذه العملية يتطلب توفير البيئة‬
‫السياسية المهيئة والقادرة على اتخاذ الق اررات التنموية االقتصادية والتي ستؤدي إلى إحداث تغييرات‬
‫عميقة في المجتمعات‪ ،‬وأما بالنسبة للعوامل االجتماعية فاستقرارها هام جدا ألن ذلك يؤدي إلى‬
‫تهيئة المناخ المستقر الذي يسهم في تشكيل حاضنة داعمة للتنمية االقتصادية‪ ،‬كذلك فإن العادات‬
‫والتقاليد تقف في طريق العملية التنموية‪ ،‬وذلك بسبب عدم وجود مواصفات ومسئوليات محددة‬
‫للعمل‪ ،‬وكذلك التعيين ال يتم بناء على القدرات والكفاءات الثقافية والخبرات‪ ،‬وإنما االعتماد بشكل‬
‫كبير على المحسوبية والتحزب بشكل عام‪ ،‬مما يعمل على وجود أعداد كثيرة من العاملين خلف‬
‫المكاتب واإلنتاج سيكون قليل (عريقات‪.)1992 ،‬‬

‫‪ .5‬العقبات التكنولوجية والتنظيمية‬

‫إن العملية التنموية في أي دولة بحاجة إلى جهاز حكومي ذو كفاءة مرتفعة ولديه المقدرة‬
‫على تحمل المسئوليات من أجل النمو المنشود‪ ،‬وذلك بسبب الدور الذي تلعبه األجهزة الحكومية‬
‫في تحريك العجلة التنموية‪ ،‬وأيضاً للدور الهام الذي يقوم به الدور الخاص في بعض المجاالت‬
‫االقتصادية واالجتماعية الهادفة إلى دفع العملية التنموية‪ ،‬فالتعاون والتنسيق ضروريان بين‬
‫القطاعات العامة والخاصة من أجل تحقيق الرفاهية والمجتمعية‪ ،‬وهناك مشاريع مكلفة ال يقدر‬

‫‪63‬‬
‫القطاع الخاص على القيام بها‪ ،‬وبعض هذه المشاريع يتم اعطاؤها من قبل القطاع العام إلى القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬ومن أجل تطوير عجلة التنمية ودفعها البد من تجنب اتباع األساليب اإلدارية المقعدة‬
‫والروتينية في كافة المجاالت لدورها السلبي تجاه مسيرة التنمية االقتصادية (عريقات‪.)1992 ،‬‬

‫ويرى الباحث أن العملية التنموية في مؤسسات ومنظمات الدول النامية ال زالت تواجه‬
‫الكثير من التحديات التي ال تختلف كثي اًر عما سبق من تحديات وعقبات‪ ،‬ويشير الباحث إال أنه‬
‫يمكن إضافة الظروف سوء األوضاع السياسية والعسكرية الراهنة في مختلف األقطار النامية والتي‬
‫نجمت عن الصراعات الدولية والمصالح العالمية تشكل عائق كبير خطير في وجه العملية التنموية‪،‬‬
‫والتي تشكل عبئاً ثقيالً أمام المنادين والساعين إلنشاء اقتصاديات قوية ومتينة‪ ،‬بهدف تحقيق‬
‫الرفاهية االقتصادية وتحسين المستويات المعيشية لألفراد في المجتمعات‪ ،‬وهذا ما يفرض نفسه‬
‫عائقاً أمام عمليات التخطيط االستراتيجي والتنموي المتعلق بالجوانب االقتصادية‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫‪64‬‬
‫أوالً‪ :‬الدراسات السابقة المتعلقة بمحور القيادة الخادمة‬

‫الدراسات العربية‬

‫‪ .1‬دراسة متعب (‪ )2015‬بعنوان‪" :‬القيادة الخادمة وأثرها في فاعلية الفريق – دراسة تحليلية‬
‫لآلراء عينة من أعضاء المجالس المحلية في محافظة القادسية"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى اختبار أثر القيادة الخادمة على فاعلية الفريق من خالل ما يمتلكه‬
‫القائد الخادم من خصائص في تعزيز وتشكيل فريق العمل الفاعل وأبرز الجوانب المتعلقة به‪،‬‬
‫اعتمد الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬كذلك تمثلت عينة الدراسة في عدد من أعضاء المجالس‬
‫المحلية في محافظة القادسية‪ .‬تم توزيع (‪ )75‬استمارة استبيان على أفراد العينة‪ .‬تم استعادة (‪)61‬‬
‫استمارة فقط صالحة للتحليل وتمثل نسبة االستجابة (‪ .)%81‬حددت الدراسة بفرضية رئيسة مفادها‬
‫أن هناك عالقة ارتباط ذات داللة إحصائية بين القيادة الخادمة وفاعلية فريق العمل‪ .‬جمعت‬
‫البينات عن طريق استمارة االستبانة التي تتكون من جزئيين‪ ،‬الجزء األول يخص القيادة الخادمة‬
‫أما الجزء الثاني فيخص فاعلية الفريق‪ .‬تم االعتماد على عدد من الوسائل اإلحصائية‪ ،‬كالمتوسط‬
‫الحسابي‪ ،‬االنحراف المعياري‪ ،‬معامل االرتباط البسيط‪ ،‬إلثبات صحة الفرضيات آنفة الذكر‪ ،‬إذ‬
‫بينت النتائج صحة الفرضية الرئيسة والفرعية‪ .‬تم التوصل إلى مجموعة من االستنتاجات والتوصيات‬
‫لعل أبرزها ضرورة تبني القيادة الخادمة كنمط قيادي سلوكي من قبل أغلب أعضاء المجالس‬
‫المحلية لما له من تأثير في تكوين وتشكيل فرق العمل الفاعلة وكذلك حاجة المجالس المحلية‬
‫الستثمار هذا النوع من القيادة الذي شغل تفكير علماء اإلدارة في السنوات األخيرة‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة شيخ السوق (‪ )2014‬بعنوان‪" :‬القيادة الخادمة وعالقتها بالرضا الوظيفي وااللتزام‬
‫التنظيمي‪ :‬دراسة تطبيقية على الجامعات المصرية"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحقيق مجموعة من األهداف تمثلت في التعرف على مدى ممارسة‬
‫الجامعات المصرية محل الدراسة ألبعاد القيادة الخادمة‪ ،‬ومعرفة ما إذا كانت اتجاهات أعضاء‬
‫هيئة التدريس بالجامعات المصرية محل الدراسة نحو أبعاد القيادة الخادمة تتفاوت بتفاوت‬
‫خصائصهم الديموغرافية‪ ،‬والتعرف على مستوى الرضا الوظيفي الكلي لدى أعضاء هيئة التدريس‪.‬‬
‫اعتمد الباحث المنهج التجريبي واالستبانة كأداة دراسة وزعت على عينة الدراسة البالغ عددها‬

‫‪65‬‬
‫ولتحقيق أهداف الدراسة استخدمت الباحثة األساليب اإلحصائية التي تمثلت فيا لوسط الحسابي‪،‬‬
‫االنحراف المعياري‪ ،‬معامل ألفا كرونباخ‪ ،‬معامل االرتباط المتعدد‪ ،‬تحليل االنحدار المتعدد‪ .‬وكانت‬
‫من أهم النتائج التي تم التوصل إليها انخفاض مستوى ممارسة القيادة الخادمة بالجامعات المصرية‬
‫محل الدراسة حيث يرى (‪ )%45.5‬فقط من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات محل الدراسة أنه‬
‫يتم ممارسة القيادة الخادمة بتلك الجامعات وهيه نسبة منخفضة‪ ،‬فضالً عن أن (‪ )%34.4‬من‬
‫أعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعات يرون انه ال يوجد ممارسة للقيادة الخادمة‪ ،‬والباقي (‪)%20.1‬‬
‫من أعضاء هيئة التدريس بهذه الجامعات ال يدركون مفهوم القيادة الخادمة‪ .‬كما تؤثر ممارسة‬
‫القيادة الخادمة بأبعادها الثالثة (الخدمة‪ ،‬الرؤية‪ ،‬التواضع) في الرضا الوظيفي وااللتزام التنظيمي‬
‫ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات محل الدراسة‪ ،‬حيث وجود عالقة ارتباطية إيجابية بين ممارسة‬
‫أبعاد القيادة الخادمة والرضا الوظيفي ألعضاء هيئة التدريس بالجامعات محل الدراسة‪ ،‬ووجود‬
‫عالقة ارتباطية إيجابية بين ممارسة أبعاد القيادة الخادمة وااللتزام التنظيمي ألعضاء هيئة التدريس‬
‫بالجامعات محل الدراسة‪ .‬كما تؤثر المتغيرات الديموغرافية في اتجاهات أعضاء هيئة التدريس‬
‫بالجامعات محل الدراسة نحو ممارسة أبعاد القيادة الخادمة‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة المعشر (‪ )2014‬بعنوان‪ " :‬القيادة الخادمة التي يمارسها مديرو مدارس األمانة العامة‬
‫للمؤسسات التربوية المسيحية في عمان وعالقتها بسلوك المواطنة التنظيمية لدى المعلمين‬
‫من وجهة نظرهم"‬

‫هدفت الدراسة إلى تعرف درجة ممارسة مديري مدراس األمانة العامة للمؤسسات التربوية‬
‫المسيحية في عمان للقيادة الخادمة وعالقتها بسلوك المواطنة التنظيمية في مدارسهم من وجهة‬
‫نظر المعلمين‪ ،‬وبلغ عدد أفراد عينة الدراسة (‪ )278‬معلماً ومعلمة تم اختيارهم بالطريقة الطبقية‬
‫وظفت أداتان بعد التأكد من صدقهم وثباتهما‪ :‬األولى‬‫العشوائية النسبية‪ ،‬ولغرض جمع البيانات ٍ‬

‫لقياس درجة ممارسة المديرين للقيادة الخادمة‪ ،‬والثانية لقياس سلوك المواطنة التنظيمية‪ ،‬وقد أظهرت‬
‫نتائج الدراسة أن مستوى ممارسة مديري المدارس للقيادة الخادمة من وجهة نظر المعلمين كان‬
‫متوسطاً‪ ،‬ووجود عالقة إيجابية دالة إحصائية في ممارستهم للقيادة الخادمة ومستوى سلوك المواطنة‬
‫التنظيمية‪ ،‬كما وجدت فروق ذات دالة إحصائياً بين مستوى ممارسة المديرين للقيادة الخادمة تُعزي‬
‫لمتغير الجنس ولصالح الذكور في ثالثة مجاالت‪ ،‬هي‪ :‬اإليثار‪ ،‬والتمكين‪ ،‬والتواضع‪ .‬أما مجال‬

‫‪66‬‬
‫المحبة فكان الفارق فيه لصالح اإلناث‪ ،‬ولمتغير المؤهل العلمي كان الفارق لصالح حملة‬
‫البكالوريوس‪ ،‬ولمتغير المرحلة الدراسية كان الفارق لصالح المرحلة األساسية وأما بالنسبة لمتغير‬
‫الخبرة فقد كان الفارق لصالح الفئة (من ‪-5‬أقل من ‪ 10‬سنوات)‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة الغامدي (‪2014‬م) بعنوان‪ " :‬درجة توافر سمات القائد الخادم لدى مديري المدارس‬
‫الثانوية بالطائف"‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة توافر سمات القائد الخادم (التمكين‪ ،‬دعم ومساندة‬
‫اآلخرين‪ ،‬المحاسبية‪ ،‬التسامح مع اآلخرين‪ ،‬والتحلي بالشجاعة وبالنزعة الواقعية في العمل والتواضع‬
‫واالشراف) لدى مديري المدارس الثانوية بمحافظة الطائف من وجهة نظر المعلمين‪ ،‬والكشف عن‬
‫الفروق اإلحصائية عند مستوى الداللة (‪ )0.05‬في درجات تقدير المعلمين لتوافر سمات القائد‬
‫الخادم لدى مديري المدارس الثانوية بمحافظة الطائف وفقاً (لسنوات الخبرة‪ ،‬المؤهل العلمي‪،‬‬
‫والدورات التدريبية‪ ،‬والتخصص)‪ ،‬واعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬واستخدم االستبانة‬
‫كأداة للدراسة‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة الفعلية من (‪ )400‬معلماً تم اختيارهم بالطريقة العشوائية‬
‫الطبقية‪ ،‬ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة‪ :‬أن درجة توافر سمات القائد لخادم (االشراف‪،‬‬
‫المحاسبية‪ ،‬التمكين‪ ،‬الشجاعة‪ ،‬التواضع‪ ،‬دعم ومساندة اآلخرين) كانت بدرجة عالية بينما ظهرت‬
‫في الواقعية والتسامح مع اآلخرين بدرجة متوسطة‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة إبراهيم (‪ )2013‬بعنوان‪" :‬درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الخاصة في محافظة‬
‫عمان للقيادة الخادمة وعالقتها بمستوى الثقة التنظيمية السائدة من وجهة نظر المعلمين"‬

‫هدفت الدراسة إلى تعرف درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الخاصة في عمان للقيادة‬

‫الخادمة وعالقتها بمستوى الثقة التنظيمية السائدة في مدارسهم من وجهة نظر المعلمين‪َ .‬‬
‫وتكونت‬
‫تم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية النسبية من ثالث‬
‫عينة الدراسة من (‪ )327‬معلما ومعلمة َ‬
‫مديريات للتربية والتعليم تم اختيارهم بالطريقة العنقودية من مجموع مديريات التربية والتعليم‪ .‬وقد‬
‫استخدمت أداتان‪ :‬األولى لقياس درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الخاصة في عمان للقيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬والثانية لقياس مستوى الثقة التنظيمية السائدة في المدارس الثانوية الخاصة‪ ،‬وتوصلت‬
‫الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها‪ :‬أن درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الخاصة في‬
‫عمان للقيادة الخادمة من وجهة نظر المعلمين كانت متوسطة‪ ،‬أما مستوى الثقة التنظيمية السائدة‬

‫‪67‬‬
‫في المدارس الثانوية الخاصة في عمان من وجهة نظر المعلمين فكان مرتفعاً بشكل عام‪ .‬كما‬
‫توصلت الدراسة إلى وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى(‪ )a_<0.05‬في درجة ممارسة‬
‫مديري المدارس الثانوية الخاصة في عمان للقيادة الخادمة تُعزي لمتغيرات الجنس‪ ،‬والخبرة‪ ،‬والمؤهل‬
‫العلمي‪ ،‬ووجود عالقة إيجابية ذات داللة إحصائية عند مستوى (‪ )a_<0.01‬بين درجة ممارسة‬
‫مديري المدارس الثانوية الخاصة في عمان للقيادة الخادمة‪ ،‬ومستوى الثقة التنظيمية السائدة في‬
‫هذه المدارس‪.‬‬

‫‪ .6‬دراسة الديرية (‪ )2011‬بعنوان‪" :‬درجة ممارسة مديري المدارس االستكشافية األردنية في‬
‫محافظة العاصمة للقيادة الخادمة من وجهة نظر المعلمين وعالقتها بالدافعية تجاه عملهم"‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف على درجة ممارسة عمداء كليات التربية في الجامعات األردنية‬
‫للقيادة الخادمة من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية وعالقتها برضاهم الوظيفي‪ ،‬اتبع الباحث‬
‫المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وكانت أداة الدراسة استبانة تقييم القيادة الخادمة التنظيمية‪ ،‬وتكونت عينة‬
‫الدراسة من (‪ )189‬عضواً من أعضاء هيئة التدريس تم اختيارهم بالطريقة الطبقية العشوائية‪ ،‬وقد‬
‫توصلت الدراسة إلى أن عمداء كليات التربية في الجامعات األردنية يمارسون القيادة الخادمة بدرجة‬
‫متوسطة من وجهة نظر أعضاء الهيئة التدريسية‪ ،‬وال توجد فروق دالة إحصائياً ألثر الجنس والخبرة‬
‫ومصدر شهادة الدكتوراه‪ ،‬بخالف الرتبة األكاديمية وطبيعة العمل في الكلية‪ ،‬إذ بدا واضحاً وجود‬
‫داللة إحصائية ألثر الرتبة األكاديمية لصالح رتبة أستاذ مساعد‪ ،‬ووجود داللة إحصائية ألثر طبيعة‬
‫العمل الحالي لصالح اإلداري وعضو هيئة التدريس‪ ،‬كما أظهرت النتائج وجود عالقة ارتباطية‬
‫إيجابية دالة إحصائياً بين درجة ممارسة عمداء كليات التربية للقيادة الخادمة والرضا الوظيفي‬
‫ألعضاء الهيئة التدريسية‪.‬‬

‫‪ .7‬أبو تينة‪ ،‬وخصاونة‪ ،‬والطحاينة (‪ )2007‬بعنوان‪" :‬القيادة الخادم في المدارس األردنية كما‬
‫يدركها المعلمون والمديرون‪ :‬دراسة استطالعية"‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف إلى درجة ممارسة مديري مدارس محافظة الزرقاء ومديراتها‬
‫للقيادة الخادمة في مدارسهم‪ ،‬من وجهة نظرهم ووجهة نظر معلميهم ومعلماتهم‪ ،‬اتبع الباحث المنهج‬
‫الوصفي التحليلي‪ ،‬وكانت أداة الدراسة استبانة‪ ،‬وقد بلغ عدد أفراد عينة الدراسة (‪ )300‬معلم‬
‫ومعلمة‪ ،‬و(‪ )95‬مدي اًر ومديرة‪ .‬وأظهرت نتائج الدراسة أن ممارسة القيادة الخادمة من وجهة نظر‬

‫‪68‬‬
‫المعلمين والمعلمات جاءت بدرجة عالية‪ ،‬كما بينت عدم وجود فروق دالة إحصائياً ألثر النوع‪ ،‬أو‬
‫المرحلة الدراسية‪ ،‬أو المؤهل العلمي للمعلمين والمعلمات في إدراكهم لواقع ممارسة مديريهم‬
‫ومديراتهم للقيادة الخادمة‪ ،‬بخالف الخبرة التدريسية فقد كان أثرها ذا داللة إحصائية لصالح المعلمين‬
‫والمعلمات من ذوي الخبرة الطويلة‪.‬‬

‫الدراسات األجنبية‬

‫‪ .1‬دراسة ماكاولي (‪ )Mcauley,2016‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Servant leadership, exemplary followership, and organizational‬‬


‫‪trust:‬‬ ‫‪quantitative correlational study in performing arts‬‬
‫'‪organizations‬‬

‫هدفت الدراسة إلى دراسة العالقات االرتباطية بين القيادة الخادمة والثقة التنظيمية‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى بين القيادة التابعة والثقة التنظيمية‪ ،‬واستخدمت هذه الدراسة المنهج الوصفي‬
‫االرتباطي‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من (‪ )96‬من أعضاء مجالس إدارة (‪ )12‬مؤسسة للفنون األدائية‪،‬‬
‫وتم تطبيق االستبيان أداة لجمع البيانات من إعداد الباحث في ضوء أسئلة الدراسة‪ ،‬تم بناؤها من‬
‫أدبيات الدراسة‪ ،‬وتم التحقق من الصدق والثبات‪ ،‬ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة إلى‪:‬‬
‫أن هناك عالقة دالة إحصائياً بين القائد التابع والثقة التنظيمية وهي عالقة إيجابية‪ ،‬كما توصلت‬
‫الدراسة إلى أن القيادة الخادمة ارتبطت بعالقة إيجابية بالثقة التنظيمية‪ ،‬وأوصت الدراسة بضرورة‬
‫تبني القيادة الخادمة في المنظمات غير الربحية من أجل زرع الثقة التنظيمية بين القيادة والعاملين‪،‬‬
‫األمر الذي يؤدي إلى زيادة كفاءة األداء في تلك المنظمات‪.‬‬

‫‪ .2‬دراسة (‪ )Ander, 2015‬بعنوان‪:‬‬

‫‪“Servant leadership and human capital Management: Case Study‬‬


‫"‪in Citibank Indonesia‬‬

‫هدفت الدراسة إلى اختبار أثر ممارسة القيادة الخادمة على رأس المال البشري في قطاع‬
‫األعمال‪ ،‬تم تطبيق الدراسة على كبرى الشركات العاملة في إندونيسيا سواء محلية أو أجنبية‪ ،‬وقد‬
‫اعتمدت منهجية البحث على طريقتان‪ :‬األولى السيرة الذاتية للشركة والوثائق التحليلية‪ ،‬والثانية من‬
‫خالل المقابالت مع المدراء والمدربين وشئون األفراد‪ ،‬باإلضافة إلى المالحظة (‪)observation‬‬

‫‪69‬‬
‫في سيتي بنك (‪ .)Citibank‬وبلغ تعداد عينة الدراسة ‪ 250‬فردا‪ ،‬ومن النتائج التي توصلت لها‬
‫المتبع يؤثر على رأس المال البشري‪ ،‬ويمكن الجمع بين القيادة الخادمة‬
‫الدراسة أن نمط القيادة ُ‬
‫ورأس المال البشري مما يؤدي إلى خلق عالقة قوية بين الموظفين والمسؤولين والمنظمة بصفة‬
‫عامة‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة (‪ )Chinmona,2013‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'The influence of servant leadership on employee trust in a leader‬‬


‫'‪and commitment to the organizations‬‬

‫هدفت الدراسة إلى اختبار ثالث فرضيات‪ :‬أثر القيادة الخادمة على ثقة الموظفين‬
‫برؤسائهم‪ ،‬أثر القيادة الخادمة على االلتزام التنظيمي‪ ،‬وأثر ثقة الموظفين برؤسائهم على االلتزام‬
‫التنظيمي‪ .‬تم تطبيق الدراسة على موظفي المصانع في منطقة شاريفيل في مقاطعة غوتنغ بجنوب‬
‫أفريقيا‪ ،‬ركزت الدراسة على عامل الثقة بالرؤساء كوسيط بين القيادة الخادمة وااللتزام التنظيمي‪،‬‬
‫اتبع الباحث المنهج التجريبي‪ ،‬وتم توزيع (‪ )150‬استبانة ليتم استرجاع (‪ )146‬استبانة صالحة‬
‫للدراسة والتحليل‪ ،‬وقد أظهرت النتائج وجود ارتباط إيجابي ذو داللة إحصائية بين القيادة الخادمة‬
‫وثقة الموظفين برؤسائهم وارتباط إيجابي بين القيادة الخادمة وااللتزام التنظيمي‪ ،‬وأوصت الدراسة‬
‫بمزيد من األبحاث حول القيادة الخادمة نظ اًر لقلتها في البلدان النامية‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة باب (‪ )Babb,2012‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'An Analysis of the relationship between organizational servant‬‬


‫‪leadership and student and student achievement in middle level‬‬
‫'‪school‬‬

‫هدفت الدراسة إلى تحديد ما إذا كان بإمكان المدارس المتوسطة في والية بنسلفانيا في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬والتي تمتلك كفاءات ومهارات عالية فيما يخص القيادة الخادمة أن‬
‫تحقق نتائج أفضل من مثيالتها التي تمتلك مستوى ومهارات وكفاءات أقل فيما يخص القيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬وهدفت هذه الدراسة أيضاً إلى تحديد العوامل البيئية الداخلية المرافقة للدرجات العالية أو‬
‫المتوسطة للقيادة الخادمة في المنظمات‪ ،‬وكانت أداة الدراسة المستخدمة هي (‪ ،)ola‬وقد شارك‬
‫في هذه الدراسة المسحية (‪ )295‬مشاركاً من أصل (‪ )298‬من مجموع العاملين في المدارس ممن‬
‫أتيحت لهم فرصة المشاركة‪ ، ،‬أما المتغيرات التي استخدمت لتحديد العالقة بين القيادة الخادمة‬
‫‪70‬‬
‫أن‬
‫وفاعلية المدرسة فمنها‪ :‬االستقرار الوظيفي لمدير المدرسة‪ .‬وأشارت نتائج هذه الدراسة إلى ً‬
‫العوامل المرتبطة بالحالة االجتماعية واالقتصادية للطلبة والعرق لها تأثير كبير جدا في مستوى‬
‫أداء الطالب من تأثير ممارسة القيادة الخادمة‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة بويم (‪ )Boyum,2012‬بعنوان‪:‬‬

‫'‪'A model of servant leadership in higher education‬‬

‫أجرى من خاللها مقابالت مع ثالثة من القادة الخدم و (‪ )14‬من األتباع في جامعة‬


‫كل من القائد الخادم واألتباع‬
‫منيسوتا في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬وخالل هذه المقابالت قام ٌ‬
‫بتوضيح كيف تم تطبيق القيادة الخادمة والعمل بها‪ ،‬وما نتج عن هذا التطبيق من تأثير في مناخ‬
‫العالقات بين ٍ‬
‫كل من القائد واألتباع‪ .‬وأهم النتائج التي تم التوصل لها ما يأتي‪ :‬إن القيادة الخادمة‬
‫قائمة على العالقات‪ ،‬وتهتم بكل فرد من األتباع‪ ،‬وتحتضن الشخص بأكمله‪ ،‬والعالقات التفاعلية‬
‫بين ٍ‬
‫كل من القائد واألتباع تظهر في مناخ عادل‪ .‬كما توصلت النتائج إلى بناء أنموذج ُمقتَرح‬
‫للقيادة الخادمة مدعوماً بمنهجية فلسفية‪ ،‬فقد تم توسيع النماذج الحالية من خالل إضافة عناصر‬
‫تطويرية ومتكاملة وتوضيح كيفية تطور التابع إلى قائد خادم‪ ،‬وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود‬
‫ارتباط إيجابي ذا داللة إحصائية بين القيادة الخادمة وثقة الموظفين برؤسائهم في العمل‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى وجود ارتباط إيجابي بين القيادة الخادمة وااللتزام التنظيمي لدى الموظفين‪ ،‬وأخي ار خلصت‬
‫النتائج إلى وجود ارتباط وثيق بين ثقة الموظفين بقادتهم في العمل وااللتزام التنظيمي‪ .‬كما وأوصت‬
‫الدراسة بمزيد من األبحاث حول القيادة الخادمة نظ ار لقلتها في البلدان النامية وحيث أنه تم تطبيق‬
‫الدراسة على قطاع الصناعة فإنه تمت التوصية بتطبيق دراسة مستقبلية أخرى على باقي القطاعات‬
‫في جنوب أفريقيا‪ ،‬باإلضافة إلى توصية أخرى بتطبيق الدراسة على بلدان أخرى في أفريقيا ومقارنة‬
‫نتائج الدراسات مع بعضها البعض‪.‬‬

‫‪ .6‬دراسة دون (‪ )Dunn,2012‬بعنوان‪:‬‬

‫‪71‬‬
‫‪'Examining perceptions of servant leadership in administration of‬‬
‫'‪selected public schools‬‬

‫هدفت اختبار تأثير القيادة الخادمة في المنظمات التي تستخدم المتغيرات اآلتية‪ :‬تقدير‬
‫العاملين‪ ،‬وتطوير العاملين‪ ،‬وبناء المجتمعات المحلية‪ ،‬والمشاركة في القيادة‪ ،‬كما هدفت الدراسة‬
‫لتعرف العالقة ما بين سنوات الخدمة في الكلية ومستوى التعليم‪ ،‬والجنس واختبار هذه العالقة‪.‬‬
‫وقد استخدم أنموذج تقييم القيادة التنظيمية (‪ )ola‬على ثالث مدارس حكومية في شمال داكوتا في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬بحيث تَم عقد عدد من المقابالت مع خمسة من قادة هذه المدارس‪.‬‬
‫بأن القائد الخادم له تأثير إيجابي في النجاح الكلي للمدرسة‪.‬‬
‫واقترحت الدراسة ً‬

‫‪ .7‬دراسة بوفي (‪ )Bovee,2012‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'School leadership retention: A study of servant leadership and‬‬


‫'‪school leader satisfaction‬‬

‫هدفت الدراسة إلى إيجاد العالقة بين مستوى فهم القيادة الخادمة ورضا قادة المدارس في‬
‫األدفنتست في منيسوتا في الواليات المتحدة األمريكية‪ .‬واستُ ِ‬
‫خدم في هذه الدراسة أُنموذج تقييم‬
‫القيادة التنظيمية (‪ )organizational leadership assessment‬إليجاد العالقة بين مستويات‬
‫القيادة الخادمة ورضا قادة المدارس‪ .‬وتم القيام بعملية مسح لعينة من المديرين والمعلمين والمراقبين‪.‬‬
‫ومن األسباب التي دعت إلى هذه الدراسة محاولة فهم سبب ترك مديري المدارس مهنة التعليم‬
‫بمعدالت غير مقبولة‪ ،‬وتم توزيع (‪ )1260‬استبانة للمشاركين للحصول فقط على (‪ )328‬إجابة‬
‫مطلوبة في الدراسة‪ .‬وقد تم الحصول على (‪ )332‬إجابة‪ .‬وأظهرت النتائج أن هناك عالقة إيجابية‬

‫مهمة بين كل من القيادة الخادمة ومستوى رضا قادة المدارس‪ .‬كما اقترحت الدراسة َ‬
‫أن أسلوب‬
‫القيادة الخادمة لديه المقدرة على اإلبقاء على المربين وجذبهم للقيام باألدوار القيادية في المدارس‪.‬‬

‫‪ .8‬دراسة جاكسون (‪ )Jackson,2010‬بعنوان‪:‬‬

‫‪72‬‬
‫‪'An exploratory study of servant leadership among school leaders‬‬
‫'‪in an urban school district‬‬

‫قام بإجراء دراسة شبه تجريبية هدفت إلى تحديد العالقة بين نتائج القيادة الخادمة والمتغيرات‬
‫وتكونت عينة‬
‫المهنية والديموغرافية والتصورات والممارسات للقيادة الخادمة ضمن قادة المدارس‪ً .‬‬
‫الدراسة من (‪ )74‬مشاركاً من قادة المدارس في المناطق الحضرية في االباما في الواليات المتحدة‬
‫وتم تصنيف (‪ )%30‬من المشاركين بأنهم قادة‬‫األمريكية التي تواجه تحديات مالية وأكاديمية‪ً .‬‬
‫خدم‪ .‬وأظهرت النتائج أنه ال يوجد اختالف كبير لمفهوم القيادة الخادمة من وجهة نظر مديري‬
‫أن (‪ )%68.9‬من‬
‫المدارس سواء من الذكور أم اإلناث‪ ،‬أم بين قادة المدارس االبتدائية والثانوية‪ ،‬و ً‬
‫صنفوا بأنهم قادة خدم‪ ،‬وهذه النسبة هي ضعف النسبة التي شكلت القادة الخدم‬
‫المشاركين لم ُي ً‬
‫(‪ .)%31.1‬لقد تحدث عشرة مديرين من خالل مقابلة أجريت معهم عن القيادة الخادمة وأجمعوا‬
‫على أنها أسلوب قيادي ناجح وحددوا خمسة موضوعات أساسية متعلقة بالقيادة الخادمة وهي‪:‬‬
‫الم ِلهمة‪ ،‬وتقديم الخدمة لآلخرين‪ ،‬وخدمة المجتمع‪ ،‬واإليمان‪ .‬كما حددوا ثالثة‬
‫التواضع والقيادة ُ‬
‫موضوعات أخرى تُسهم في دعم الموضوعات الخمسة السابقة وهي‪ :‬التأثير‪ ،‬والمسائل األخالقية‪،‬‬
‫والدروس المتعلمة‪.‬‬

‫‪ .9‬دراسة ستيفن (‪ )Stephen,2007‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Servant Leadership An examination of public-school principles:‬‬


‫'‪properties of servant leadership as a successful leadership style‬‬

‫هدفت الدراسة إلى اختبار نجاح القيادة الخادمة كأسلوب قيادي لمديري المدارس الحكومية‪.‬‬
‫فقد وزعت استبانة على مجموعتين من مديري المدارس الحكومية في تكساس في الواليات المتحدة‬
‫األمريكية‪ :‬إحدى هاتين المجموعتين من المديرين تم ترشيحهم كأفضل مديرين للسنة بسبب تفوق‬
‫مدارسهم‪ ،‬فيما كان أعضاء المجموعة األخرى من المديرين الذين لم يترشحوا لهذا المستوى‪.‬‬
‫وأوضحت االختبارات اإلحصائية بأنه ال يوجد اختالف كبير في التصور الشخصي للقيادة الخادمة‬
‫بين المجموعتين األولى والثانية من المديرين‪ .‬بينما لوحظ أن هناك اختالفاً كبي اًر في التصور‬
‫الشخصي للقيادة الخادمة بين المديرين والمديرات‪ ،‬وبين مديري المدارس االبتدائية ومديري المدارس‬
‫أكد المديرون الذين تمت مقابلتهم والبالغ عددهم‬
‫الثانوية‪ ،‬وبين المديرين ذوي االختالفات العرقية‪ .‬و ً‬

‫‪73‬‬
‫(‪ )12‬مدي اًر على نجاح القيادة الخادمة كأسلوب قيادي‪ ،‬وتم تحديد (‪ )60‬إجراء للقيادة الخادمة‬
‫أن مديري المدارس الحكومية ينظرون إلى أنفسهم على أنهم قادة خدم‪.‬‬
‫وأكدت هذه الدراسة ً‬

‫‪ .10‬دراسة (‪ )Raunch,2007‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Servant leadership and team effectiveness: a study of industrial‬‬


‫'‪manufacturing correlation‬‬

‫هدفت الدراسة االرتباطية إلى اختبار أثر القيادة الخادمة على كفاءة الفريق في القطاع‬
‫الصناعي‪ ،‬تم تطبيق الدراسة على شركة (‪ )G&S Metal Consultants‬وهي متخصصة‬
‫بصناعة قطع غيار السيارات بالواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ابتع الباحث المنهج شبه التجريبي‪،‬‬

‫تكونت عينت الدراسة من (‪ )3.896‬يعملون في (‪ )28‬موقعاً‬ ‫واستخدم االستبيان كأداة للدراسة‪ً ،‬‬
‫مختلفاً في نفس الشركة‪ ،‬تم اعتماد (االستن ازف‪ ،‬والتغيب‪ ،‬وتكرار الحوادث‪ ،‬وخطورة الحوادث‪،‬‬
‫ومعدل األجزاء التالفة المنتجة) كأبعاد لكفاءة الفريق‪ .‬أظهرت نتائج الدراسة وجود عالقة إيجابية‬
‫بين ممارسة القيادة الخادمة وانخفاض نسبة االستنزاف والتغيب عن العمل‪ ،‬في حين أن نتائج‬
‫الدراسة لم تظهر أي عالقة بين ممارسة القيادة الخادمة وتكرار الحوادث أو خطورتها أو معدل‬
‫األجزاء التالفة المنتجة‪ .‬وأوصت الدراسة بمزيد من الدراسات حول كفاءة الفريق من أبعاد مختلفة‬
‫مثل (المالية‪ ،‬الخدمات اللوجستية‪ ،‬الجودة‪ ،‬واإلنتاجية)‬

‫‪ .11‬دراسة أندرسون (‪ )Anderson,2006‬بعنوان‪:‬‬

‫'‪'Servant Leadership in public schools: a case study‬‬

‫هدفت إلى اختبار تأثير القائد الخادم في منظمات التعليم الحكومي عبر تحديد سلوك‬
‫القيادة وتأثيره في المنظمة ككل واألفراد العاملين فيها‪ ،‬لتقييم القيادة التنظيمية في والية ميزوري‬
‫بالواليات المتحدة األمريكية على أعضاء إحدى المدارس الحكومية في الغرب األوسط‪ ،‬وقد بلغ‬
‫بناء على المقاييس الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫عدد المشاركين في التقييم (‪ )50‬مشاركاً‪ .‬وتم تحليل اإلجابات ً‬
‫مشاركة القيادة‪ ،‬وإظهار األصالة‪ ،‬وتقدير العاملين وتطويرهم‪ ،‬وبناء المجتمعات المحلية‪ .‬وأظهرت‬
‫احتل بناء‬
‫ً‬ ‫احتل أعلى رتبة للقائد الخادم‪ ،‬بينما‬
‫ً‬ ‫نتائج تحليل البيانات أن سلوك مشاركة القيادة قد‬
‫احتل تقدير العاملين‬
‫المجتمعات المحلية وإظهار األصالة الرتبتين الثانية والثالثة على التوالي‪ ،‬و ً‬
‫أن سلوك القائد الخادم له تأثير إيجابي في صحة‬
‫دت الدراسة على ً‬
‫أك َ‬
‫الرتبة األخيرة‪ ،‬و ً‬
‫وتطويرهم ٌ‬

‫‪74‬‬
‫المدرسة‪ ،‬وتأثيره الكبير في العاملين‪ .‬وأوصت الدراسة بأهمية استخدام نمط القيادة الخادمة لتأثيرها‬
‫اإليجابي على مسيرة ومنظومة العمل في المدارس‪.‬‬

‫‪ .12‬دراسة هيربست (‪ )Herbest,2003‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Organizational servant leadership and its relation to secondary‬‬


‫'‪school effectiveness‬‬

‫هدفت هذه الدراسة تقرير ما إذا كانت المدراس الثانوية التي تمارس القيادة الخادمة بدرجة‬
‫عالية أفضل أداء من المدارس الثانوية التي تمارس فيها القيادة الخادمة بدرجة منخفضة في مدراس‬
‫فلوريدا بالواليات المتحدة االمريكية‪ .‬استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬وقد تكونت عينة‬
‫الدراسة من (‪ )1104‬مدي ار ومساعد مدير ومعلم‪ ،‬أجابوا عن أسئلة استبانة تقييم القيادة المنظمية‬
‫الخادمة للوب (‪ .)laub,1999‬وقد تم دراسة العالقة بين إجابات المشاركين عن أسئلة االستبانة‬
‫ونتائج الطلبة في امتحان فلوريدا التقييمي الشامل (‪ ،)fcat‬وقد توصلت الدراسة الى وجود عالقة‬
‫إيجابية بين القيادة الخادمة وتحصيل الطلبة‪ ،‬إذ كانت المدارس الثانوية التي تمارس فيها القيادة‬
‫الخادمة بدرجة منخفضة‪ ،‬ذات نتائج منخفضة لتحصيل طلبتها وخاصة في مادة الرياضيات‪،‬‬
‫والقراءة ومكاسب التعلم السنوي‪ .‬وأوصت الدراسة بأهمية استخدام نمط القيادة الخادمة لتأثيرها‬
‫اإليجابي على مسيرة ومنظومة العمل في المدارس‪.‬‬

‫‪ .13‬دراسة فوستر (‪ )Foster,2000‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Barriers to servant leadership: Perceived organizational elements‬‬


‫'‪that impede servant leader effectiveness‬‬

‫وش ِمَلت الدراسة (‪)20‬‬


‫هدفت إلى تحديد المعوقات التي تحول دون ممارسة القيادة الخادمة‪َ ،‬‬
‫مشتركاً يعملون في منظمة كبيرة في والية ميتشجن األمريكية تم تمييزهم على أنهم يمارسون القيادة‬
‫ص ِم َمت استمارة خاصة بالمقابالت لغرض جمع البيانات‪ ،‬وبعد تحليل البيانات تم‬
‫الخادمة‪ .‬وقد ُ‬
‫صنفت ضمن فئات اشتملت على‪ :‬األساليب القيادية المتناقضة‪،‬‬‫التوصل إلى تحديد (‪ )180‬عائقاً ُ‬
‫وعدم فهم القيادة الخادمة‪ ،‬وعوائق اإلدارة الوسطى‪ ،‬وضعف الثقة‪ ،‬ونقص التمكين‪ ،‬وانخفاض‬
‫مستوى التطوير‪ ،‬ومحدودية التواصل‪ ،‬والمعاملة األبوية‪ ،‬واألجندات لخدمة المصالح الشخصية‪،‬‬
‫وضعف اإلصغاء‪ ،‬وتوصلت نتائج الدراسة إلى أن هناك خطوات عملية تستطيع المنظمة عن‬

‫‪75‬‬
‫طريقها التغلب على هذه المعوقات‪ ،‬وإيجاد بيئة إيجابية لتحين فاعلية القيادة الخادمة وتطويرها‪.‬‬
‫فعالة يجب أن تكون مدعومة‬ ‫وعلى المنظمات أن تُ ِ‬
‫درك هذه المعوقات‪ ،‬فالقيادة الخادمة لكي تكون َ‬
‫بثقافة المنظمة‪.‬‬

‫ثانياُ‪ :‬الد ارسات السابقة المتعلقة بمحور التنمية االقتصادية‬

‫الدراسات العربية‬

‫‪ .1‬دراسة الهزايمة والشرفات (‪ .)2016‬بعنوان‪" :‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية‬


‫االقتصادي في األردن‪ :‬حالة دراسية مدينة الحسن الصناعية إربد"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى إبراز دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في إحداث التنمية‬
‫االقتصادية في األردن من خالل مجموعة من المعايير المعتمدة لهذه الغاية وذلك بهدف اختبار‬
‫وتحليل األثر التنموي لهذه المؤسسات‪ .‬وقد بحثت الدراسة أثر كل من عدد هذه المؤسسات وحجم‬
‫االستثمار فيها وعدد فرص العمل التي توفرها هذه المؤسسات على معدل النمو في الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي بوصفه أحد المعايير المعبرة عن التنمية االقتصادية‪ .‬ولتحقيق أهداف الدراسة تم اعتماد‬
‫أسلوب التحليل اإلحصائي الوصفي والكمي في تحليل بيانات الدراسة التي تم الحصول عليها‪ ،‬كما‬
‫اعتمدت الدراسة على أسلوب التحليل االستق ارئي‪ ،‬كما تم بناء نموذج انحدار خطي متعدد اعتمد‬
‫فيه معدل النمو في الناتج المحلي اإلجمالي مؤش اًر للتنمية االقتصادية كمتغير تابع وعدد المؤسسات‬
‫وحجم االستثمار وعدد فرص العمل كمتغيرات مستقلة وذلك بهدف التعرف على االتجاهات الزمنية‬
‫لتطور المتغيرات اإلحصائية موضع الدراسة خالل فترة محددة من الزمن‪ .‬خلصت الدراسة إلى أن‬
‫كل زيادة بمقدار مؤسسة واحدة في عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تؤدي إلى زيادة في معدل‬
‫نمو الناتج المحلي اإلجمالي كمؤشر للتنمية االقتصادية بمقدار ‪ .%0.46‬وأن كل زيادة بمقدار‬
‫مليون دينار في حجم االستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة تؤدي إلى زيادة في معدل نمو‬
‫الناتج المحلي اإلجمالي بمقدار ‪ %0.23‬وأن كل زيادة بمقدار فرصة عمل واحدة في المؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة تؤدي إلى زيادة في معدل نمو الناتج المحلي اإلجمالي بمقدار ‪.%0.04‬‬
‫وأخي ار تقدمت الدراسة بمجموعة من التوصيات في هذا المجال أهمها توفير الدعم الكافي للمؤسسات‬
‫الصغيرة والمتوسطة والسيما في مجال التمويل والعمل على زيادة عددها وتوسيع حجوم االستثمارات‬
‫فيها مما يعني تطور هذه المؤسسات وزيادة اسهامها في تحقيق التنمية االقتصادية المنشودة‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ .2‬دراسة أبو حصيرة (‪ )2015‬بعنوان " الديون الخارجية وآثارها على التنمية االقتصادية في‬
‫فلسطين"‬

‫هدفت الدراسة إلى التعرف على حجم الدين الخارجي الفلسطيني وأسبابه‪ ،‬وتوضيح اآلثار‬
‫اإليجابية والسلبية للديون الخارجية‪ ،‬وتحديد طافة الدولة على خدمة ديونها الخارجية ومعرفة أهم‬
‫المتغيرات االقتصادية التي تؤثر على قدرة الدولة المقترضة على ديونها الخارجية‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫تقديم بعض التوصيات التي تسهم في وضع تصور عام حول إمكانية االستفادة من الدين الخارجي‬
‫لتطوير التنمية االقتصادية‪ .‬ولتحقيق أغراض الدراسة قام الباحث باستخدام األسلوب الوصفي‬
‫التحليلي لوصف متغيرات الدراسة‪ ،‬كما قام الباحث باستخدام األسلوب الكمي لبناء النموذج القياسي‬
‫لقياس أثر الدين العام الخارجي على التنمية االقتصادية‪ .‬واعتمدت هذه الدراسة على بيانات‬
‫السالسل الزمنية لالقتصاد الفلسطيني‪ ،‬للفترة من ‪ 2000‬إلى ‪ 2013‬م‪ ،‬حيث تم ذلك باستخدام‬
‫البرنامج اإلحصائي ‪ .eviews7‬وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها‪ :‬تبين من التحليل‬
‫القياسي وجود عالقة عكسية بين الدين العام الخارجي والناتج المحلي اإلجمالي في حال ثبات‬
‫المتغيرات المستقلة األخرى حيث أن المتغيرات المستقلة في هذا النموذج المقدر تفسر ما نسبته‬
‫‪ %56‬من التغير الحاصل في الناتج المحلي اإلجمالي‪ ،‬وكذلك إلى وجود عالقة عكسية بين الدين‬
‫العام الخارجي ونسبة البطالة‪ .‬وأوصى الباحث بمجموعة من التوصيات أهمها‪ :‬التأكيد على أن‬
‫القروض الخارجية يجب أال تبقى عنص اًر دائماً وثابتاً في االستراتيجية الفلسطينية المتعلقة بإدارة‬
‫االقتصاد الفلسطيني وتحديد خياراته التنموية‪ ،‬وإعطاء األهمية القصوى للقطاعات اإلنتاجية المولدة‬
‫للدخل مثل‪ :‬الزراعة‪ ،‬الصناعة‪ ،‬تنمية القطاع الخاص‪ ،‬وتكنلوجيا المعلومات‪ ،‬والتوفيق بين متطلبات‬
‫التنمية ومساعدة الطبقات الميسورة‪ ،‬وتقليل الدعم المالي للقطاعات غير اإلنتاجية‪ ،‬وبما تتناسب‬
‫مع األهمية النسبية لها‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة الكرد (‪ )2015‬بعنوان‪" :‬دور الجامعة اإلسالمية بغزة في التنمية االقتصادية للمجتمع‬
‫المحلي الفلسطيني من وجهة نظر رؤساء األقسام ومجلس اإلدارة"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على دور الجامعة اإلسالمية بغزة في التنمية االقتصادية‬
‫للمجتمع المحلي الفلسطيني من وجهة نظر رؤساء األقسام ومجلس الجامعة‪ .‬وقد استخدم الباحث‬
‫المنهج الوصفي التحليلي لتحقيق أهداف الدراسة‪ ،‬وقام الباحث باستخدام أسلوب الحصر الشامل‬

‫‪77‬‬
‫في توزيع االستبانة على مجتمع الدراسة‪ ،‬الذي تكون من ‪ 65‬فردا من رؤساء األقسام ومجلس‬
‫الجامع ة‪ .‬ومن أهم نتائج الدراسة‪ :‬وجود تأثير واضح لدور الجامعة في البحث العلمي وبالتالي‬
‫يؤدي إلى تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬وكذلك وجود تأثير لدور الجامعة في دعم التعلم في تحقيق‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬ووضحت وجود تأثير لدور الجامعة في تقديم حلول لمشكالت التعليم الجامعي‬
‫وبين تحقيق التنمية االقتصادية‪ .‬وقد خرجت الجامعة بعدة توصيات أهمها‪ :‬أن تقوم الجامعة بزيادة‬
‫الميزانية المخصصة لدعم البحث العلمي‪ ،‬وتكثيف الجهود المبذولة لالرتقاء به‪ ،‬وأن تقوم الجامعة‬
‫بمراجعة برامجها وخططها األكاديمية وتخصصاتها بما يلبي حاجة المجتمع المحلي وسوق العمل‪،‬‬
‫كما أن تكثف الجامعة الجهود لدعم التعليم واستغالل المنح والهبات والسعي لتحقيق األفضل‪ ،‬وأن‬
‫تستثمر الجامعة كل الوسائل المتاحة التي تمكنها من التغلب على المشكالت التي يواجهها التعليم‬
‫الجامعي‪ ،‬وذلك باالهتمام بالدعم المعنوي والمادي للعاملين في الجامعة‪ ،‬وأن تقوم الجامعة بإنشاء‬
‫وحدة خاصة بالمشاريع التطويرية ودعمها وتزيدها باألفكار والمقترحات‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة (عودة‪" :)2013 ،‬القطاع الخاص الفلسطيني ودوره في التنمية االقتصادية"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى إبراز مدى مساهمة القطاع الخاص الفلسطيني في التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬وكذلك قامت بدراسة دور كل من السلطة الوطنية الفلسطينية‪ ،‬والمؤسسات األهلية‬
‫والدولية في دعم وتطوير أداء القطاع الخاص الفلسطيني‪ .‬واستخدم الباحث تحليل المحتوى‪ ،‬ومن‬
‫أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة‪ :‬أن القطاع الخاص الفلسطيني يتمتع بمجموعة من‬
‫نقاط القوة كما يعاني من نقاط ضعف تؤثر على أدائه وتضعف دورة في التنمية االقتصادية‪ ،‬كما‬
‫وانه يساهم في تشغيل عدد من القوى العاملة‪ ،‬كما أنه يساهم في تحقيق قيمة مضافة‪ .‬وأيضاً فإن‬
‫السلطة الوطنية الفلسطينية تركز على أهمية القطاع الخاص الفلسطيني ضمن خططها االستراتيجية‬
‫التي أعدتها وتعدها‪ ،‬وذلك لدعمه وتطويره والنهوض به وذلك ألهميته في دعم االقتصاد الفلسطيني‪.‬‬
‫كما أظهرت الدراسة أن هناك عجز كبير في التنسيق بين القطاع الخاص والقطاع العام الفلسطيني‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة عابد (‪ )2012‬بعنوان‪ " :‬تقييم دور الصناعات التحويلية في عملية التنمية االقتصادية‬
‫في فلسطين‪ :‬دراسة حالة قطاع غزة ‪"2010-2005‬‬

‫تناقش الدراسة دور الصناعات التحويلية في عملية التنمية االقتصادية في قطاع غزة خالل‬
‫الفترة ‪ ،2010-2005‬إذ تعتبر الصناعات التحويلية أحد أهم أقسام القطاع الصناعي الفلسطيني‬

‫‪78‬‬
‫حيث تشكل الصناعات التحويلية ‪ %95.5‬من إجمالي عدد مؤسسات القطاع الصناعي في قطاع‬
‫غزة وتساهم بحوالي ‪ %93.5‬من إجمالي العاملين في القطاع الصناعي في قطاع غزة‪ .‬وتحاول‬
‫الدراسة اإلجابة عن مشكلة البحث من خالل استعراض أهم المؤشرات الرئيسية كالعمالة وعدد‬
‫المؤسسات واإلنتاج واالستهالك الوسيط والقيمة المضافة والتكوين الرأسمالي الثابت اإلجمالي‪.‬‬
‫وتهدف الدراسة الى التعرف على مفهوم الصناعات التحويلية وطبيعتها في االقتصاد الفلسطيني‬
‫وأقسامها‪ ،‬وكذلك التعرف على المعوقات والعراقيل التي التزال تواجه قطاع الصناعات التحويلية‬
‫في فلسطين‪ ،‬ومعرفة الطرق المؤدية إلى تعزيز وتطوير هذه الصناعات بما يمكنها من اإلسهام‬
‫في عملية التنمية االقتصادية‪ ،‬وكذلك العمل على وضع سياسات وتوصيات للتغلب على المشكالت‬
‫التي تواجه الصناعة‪ ،‬كما تهدف الدراسة إلى التعرف على الدور الذي تقوم به و ازرة االقتصاد‬
‫الوطني واالتحاد العام للصناعات الفلسطينية في دعم الصناعات التحويلية‪ .‬وقد استخدم الباحث‬
‫المنهج الوصفي التحليلي في الدراسة لكونه من أكثر المناهج المستخدمة في مثل هذه الدراسات‬
‫واألبحاث‪ ،‬كما استخدم الباحث المنهج القياسي والدالالت اإلحصائية الختبار فرضيات البحث‬
‫لتوضيح العالقة الحقيقة بين المتغير التابع والمتغيرات المستقلة للتحقق من مدى صحة الفرضيات‪،‬‬
‫وبينت نتائج تحليل البيانات التي تم جمعها من الجهاز المركزي لإلحصاء الفلسطيني باالعتماد‬
‫على أسلوب استخدام تحليل السالسل الزمنية عدة نتائج منها‪ ،‬أن تأثير عدد المنشئات الصناعية‬
‫على الناتج المحلي اإلجمالي كان ‪ ،%9.8‬وكذلك تأثير اإلنتاج على الناتج المحلي اإلجمالي كان‬
‫‪ ،%8.4‬وكما بينت الدراسة أن تأثير التكوين الرأسمالي الثابت على الناتج المحلي اإلجمالي كان‬
‫‪ ،%3‬كذلك بينت الدراسة أن تأثير الوضع السياسي على الناتج المحلي اإلجمالي كان سالبا بمقدار‬
‫‪ ،%1.2-‬باإلضافة إلى تأثير القيمة المضافة على الناتج المحلي اإلجمالي كان ‪ ،%10.2‬أخي اًر‬
‫أكدت الدراسة أن تأثير االستهالك الوسيط على الناتج المحلي اإلجمالي كان سلبياً بمقدار ‪%2.5-‬‬
‫‪ .‬وفي نهاية الدراسة توصل الباحث إلى عدة توصيات منها ضرورة زيادة عدد المنشآت الصناعية‬
‫ووضع آليات مناسبة المتصاص البطالة‪ ،‬وزيادة اإلنتاج وتكوين الرأسمالي والقيمة المضافة‪ ،‬وزيادة‬
‫الدعم المالي والعمل على إنشاء بنك خاص بالتنمية الصناعية‪ ،‬وكذلك بنك معلومات مركزي‬
‫للصناعة‪ ،‬وتحرير المعابر من السيطرة اإلسرائيلية‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫‪ .6‬دراسة مقداد (‪ )2011‬بعنوان "دور برامج ماجستير كلية التجارة في الجامعة اإلسالمية في‬
‫المساهمة في تحقيق التنمية االقتصادية في فلسطين"‬

‫هدفت الدراسة إلى ربط برامج الدراسات العليا والبحوث التطبيقية التي تتمكن من عالج‬
‫المشكالت القائمة في االقتصاد الوطني بعيداً عن مجرد البحوث النظيرة التي ال يمكن أن تجد‬
‫طريقها إلى التطبيق‪ ،‬وتنطلق الدراسة من فرضية أن برامج الماجستير بكلية التجارة في الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬إنما انطلقت للمساهمة في تحقيق التنمية وعالج مشكالت قطاع األعمال الفلسطينية‪.‬‬
‫وكان من أهم نتائج الدراسة‪ :‬التعرف على التعليم العالي في الجامعة اإلسالمية وبرامج الماجستير‬
‫في كلية التجارة وصور الشراكة مع القطاع الخاص من خالل تمويل المشاريع البحثية من جهة‬
‫وعالج مشكالت القطاع من جهة أخرى‪ ،‬وظهر من خالل الرسائل مدى الربط بين البحوث العلمية‬
‫لرسائل الماجستير والنواحي التطبيقية والتنموية في العديد من المجاالت‪ .‬وقد أوصت الدراسة‪:‬‬
‫تشجيع القطاع الخاص على التعاون مع الجامعات ومراكز البحث العلمي وبناء الثقة المتبادلة‬
‫والتعاون المشترك بما يلبي حاجة القطاع الخاص وحل مشكالته البحثية‪ ،‬وربط رسائل الماجستير‬
‫مع حاج السوق‪ ،‬وإنشاء أجهزة مركزية لتخطيط ورسم سياسة البحث العلمي والتنسيق ما بين‬
‫المؤسسات والمجتمع المدني لدعم البحث العلمي وتوجيه الدراسات ورسائل البحث العلمي في‬
‫المجالت التي يهتم بها الباحثون‪ ،‬وقد تبين بأن ال يوجد رسائل علمية كافية لعالج مشكالت مثل‬
‫قطاع البناء والتشييد والبنية التحتية والتأمين والسياحة وغيرها من المجاالت التي يهتم بها الباحثون‪.‬‬

‫‪ .7‬دراسة الجدبة (‪ )2010‬بعنوان "دور الجامعات العربية في التنمية االقتصادية ‪ ،2009‬والتي‬


‫أجريت في فلسطين (محافظات غزة)"‬

‫هدفت الدراسة إلى بيان دور الجامعات العربية في إعداد وتجهيز الكفاءات العلمية‬
‫المتخصصة في شتى المجاالت‪ ،‬وخصوصاً التي تهت بالتنمية‪ ،‬والطاقات العلمية العربية‪ ،‬وتبين‬
‫المعوقات التي تعيق مشاركة الجامعات العربية في التنمية االقتصادية‪ ،‬وعملت استطالع آراء‬
‫الخريجين وعن دورهم في التنمية‪ ،‬وأخذت أربعة محاور وهي دور الجامعات في إعداد الكفاءات‬
‫العلمية المتخصصة‪ ،‬ودورها في البحث العلمي والدافع لعملية التنمية االقتصادية‪ ،‬والتطور‬
‫التكنلوجي‪ ،‬والتعلم التقني في التنمية االقتصادية‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها‪ :‬أن‬
‫الجامعات تهمل وظيفتها من التفكير واإلبداع وتنمية المجتمع‪ ،‬وأن أصحاب القرار دورهم هامشي‪،‬‬

‫‪80‬‬
‫وانخفاض مستوى العملية التعليمية‪ ،‬وانخفاض مستوى الخريجين ويرجع ذلك بسبب معايير القبول‬
‫حسب معدل الثانوية العامة ال حسب الرغبة‪ .‬وتوصلت الدراسة إلى توصيات من أهمها‪ :‬يجب أن‬
‫يتم إشراك الجامعة في وضع الخطة التفصيلية للتنمية التي يحتاجها المجتمع بشكل عام‪ ،‬والبيئة‬
‫المحلية بشكل خاص‪ ،‬وتكون الخامة ملمة بكافة القطاعات اإلنتاجية‪ ،‬وإعطاء أولوية للتقدم‬
‫التكنلوجي‪.‬‬

‫‪ .8‬دراسة (عبد الرازق موالي‪ ،‬وشعيب بونوة‪" )2010 ،‬دور القطاع الخاص في التنمية االقتصادية‬
‫في الدول النامية‪ ،‬دراسة حالة الجزائر"‪.‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحديد المتغيرات االقتصادية التي تحكم عمل القطاع الخاص‬
‫ومساهمته في التنمية االقتصادية في الدول النامية‪ ،‬وذلك في ظل التوجهات االقتصادية الكبيرة‬
‫نحو نظام السوق‪ ،‬ووضع األنظمة والقوانين التي تحكم عمل القطاع الخاص وتعطيه دو اًر أكبر في‬
‫تحقيق التنمية االقتصادية والتوازن بين عمل القطاع الخاص والعام في تحقيق التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫واتبع الباحث منهج تحليل المضمون‪ .‬ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة‪ :‬أن هناك‬
‫العديد من المتغيرات المؤثرة على ق اررات القطاع الخاص وفرض االستثمارات منها ما هو اقتصادي‬
‫وما هو اجتماعي وما هو سياسي وما هو قانوني‪ ،‬حيث يعتبر االستقرار االقتصادي شرط أساسي‬
‫لتنمية القطاع الخاص‪ ،‬والذي يتحدد أساساً في التوازنات على مستوى االقتصاد الكلي‪ ،‬مثل وضع‬
‫الميزانية العامة للدولة‪ ،‬إضافة على العوامل األساسية لتنمية االستثمار الخاص مثل‪ :‬توافر سوق‬

‫األوراق المالية وتطور الجهاز المصرفي‪ ،‬كل ذلك نتيجة للتطورات والمتغيرات المتسارعة محلياً‬
‫ودولياً لتكثيف الجهود الرامية لتفعيل القطاع الخاص وزيادة قدرته للمشاركة والمساهمة في التنمية‬
‫والنمو االقتصادي‪ ،‬أما فيما يخص القطاع الخاص في الجزائر فال يزال غير فاعل في االقتصاد‬
‫الجزائري حيث أن مساهمته في تكوين القيمة المضافة لم تتجاوز ‪.%50‬‬

‫‪ .9‬دراسة الربيعي (‪" :)2004‬التنمية االقتصادية بين الدولة والقطاع الخاص"‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى شرح كيف ولماذا يتغير دور الدولة في عملية التنمية االقتصادية‪،‬‬
‫سواء من حيث الدرجة أم من حيث النوع في كل من الدول المتقدمة والنامية‪ ،‬وباستخدام أدوات‬
‫التحليل االقتصادي والتاريخي ألهم مراحل عملية التنمية في كال المجموعتين‪ ،‬ومن أهم النتائج‬
‫التي توصلت إليها هذه الدراسة‪ :‬أنه في الدول المتقدمة كان هناك دور كبير للعوامل االقتصادية‬

‫‪81‬‬
‫وبخاصة المتغيرات االقتصادية الكلية‪ ،‬التي تحدد طبيعة حالة النشاط االقتصادي ودرجة االستقرار‬
‫االقتصادي‪ ،‬فهذه العوامل كانت تلعب دور المتغير الرئيسي والحاسم في قرار الدولة المتعلق بدرجة‬
‫ونوع التدخل الحكومي في الشؤون االقتصادية‪ .‬أما في الدول النامية كان هناك دور كبير للعوامل‬
‫السياسية‪ ،‬وبخاصة الضغوط السياسية واالقتصادية والخارجية‪ ،‬التي تفرضها الدول المتقدمة‬
‫والمؤسسات الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي‪ ،‬فهذه العوامل كانت تلعب‬
‫دور المتغير الرئيسي والحاسم في قرار الدولة المتعلق بدرجة ونوع التدخل الحكومي في الشؤون‬
‫االقتصادية‪ ،‬وفي عملية اقناع تلك الدول أو إجبارها على تقليص درجة تدخلها في الشؤون‬
‫االقتصادية‪ ،‬وتبني سياسات أكثر ليبرالية في مقدمتها تطبيق برامج الخصخصة‪ ،‬وتوسيع دور‬
‫القطاع الخاص ونظام السوق في عملية التنمية‪.‬‬

‫الدراسات األجنبية‬

‫‪ .1‬دراسة (‪ )Ugwunwanyi & Ekene, 2016‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'Leadership and economic development in a developing economy: a‬‬


‫'‪critical look at the Nigeria's’ experience‬‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى تحديد دور القيادة في ضمان التنمية االقتصادية في دولة نيجيريا‪،‬‬
‫واعتمد الباحث في هذه الدراسة على منهج البحث النوعي‪ ،‬حيث يستعرض األدبيات المرتبطة‬
‫بالسلوكيات التنظيمية وإدارة الموارد البشرية‪ ،‬وبعد تحليل وتدقيق البيانات والمعلومات اكتشف‬
‫الباحث أن هناك بعض العوامل مثل (الفساد‪ ،‬ونظام القيمة الخاطئ‪ ،‬والجشع واألنانية‪ ،‬والوطنية‪،‬‬
‫والعرق) التي تعيق حركة التنمية االقتصادية التي تهدف إلى رفع مستوى معيشة المواطنين في‬
‫البلدان النامية‪ .‬هذا وقد أوصت الدراسة بضرورة أن يكون قادة الدولة قادرين على رؤية وتخطيط‬
‫وتجميع الرؤية المستقبلية المرغوبة‪ ،‬باإلضافة إلى أنها يجب أن تكون على قدر عالي من‬
‫المصداقية والثقة الكتساب القدرة على اقناع األتباع‪ ،‬وال سيما في مجتمع متعدد األعراق والديانات‬
‫والثقافات‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ .2‬دراسة (‪ )Valipoor & Bakke, 2016‬بعنوان‪:‬‬

‫‪'The effects of political institutions on economic development in Sub-‬‬


‫'‪Saharan Africa‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة اآلثار القيادة السياسية على التنمية االقتصادية في جنوب‬
‫صحراء أفريقيا من أجل قياس المؤشرات المتعلقة بالتنمية والتي يتبعها البنك الدولي من خالل ستة‬
‫مؤشرات‪ ،‬حيث استخدم معدل نمو إجمالي الناتج المحلي كل فرد‪ ،‬ومدى اهتمام القيادة السياسية‬
‫بتحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬وباستخدام البيانات ونماذج التأثير الثابت‪ ،‬مع نمو الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي للفرد‪ ،‬تجد هذه الدراسة أن الجودة المؤسسية مهمة للتنمية االقتصادية في جنوب صحراء‬
‫أفريقيا‪ ،‬كما أشار إلى أن االستثمار األجنبي والتجارة والمعونة من الجوانب المهمة لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬كما أن االستثمار األجنبي المباشر كان له تأثير أكبر على معدالت نمو الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي للفرد من المساعدات الخارجية في جنوب صحراء أفريقيا‪.‬‬

‫‪ .3‬دراسة (‪ )Robert Hedgson, 2005‬بعنوان‪:‬‬

‫‪"Accelerating economic development through university technology‬‬


‫"‪transfer‬‬

‫هدفت الدراسة إلى معرفة كيفية استخدام ونقل التكنولوجيا عبر الجامع لتسريع التنمية‬
‫االقتصادية‪ ،‬حيث تم تطبيق هذه الدراسات على بعض الجامعات في أمريكا‪ ،‬والتي تستخدم‬
‫التكنولوجيا بشكل متقدم في كليات التجارة‪ ،‬واستخدم الباحث المنهج الوصفي‪ ،‬كما كانت تمثلت‬
‫عينة الدراسات في ‪ 7‬جامعات على مستوى الواليات المتحدة‪ ،‬وكانت أداة الدراسة على هيئة‬
‫استبيان‪ ،‬حيث خرجت النتائج من خالل االستبانة التي صممها الباحث‪ ،‬وبعد تفسير النتائج توصل‬
‫الباحث إلى الدور الفعال والكبير الذي تلعبه الجامعات في نقل التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬

‫‪ .4‬دراسة (‪ )Khan & Reinhart, 2000‬بعنوان‪:‬‬

‫'‪'Private investment and economic developing countries‬‬

‫هدفت الدراسة إلى إلقاء الضوء على مشكلة هامة والتي تعاني منها البلدان النامية‪ ،‬وتمكن‬
‫غي أنها ال تفرق بين مكونات القطاع الخاص والعام في االستثمار والتنمية االقتصادية‪ ،‬وجاءت‬
‫هذه الدراسة لصياغة نموذج بسيط للتفريق بين آثار القطاع الخاص والعام‪ ،‬حيث شملت الدراسة‬

‫‪83‬‬
‫على ‪ 24‬دولة نامية كعينة دراسة‪ .‬وقد توصلت الدراسة إلى استنتاج رئيسي هو أن االستثمار‬
‫الخاص والعام ال يبدو لهما تأثيرات مختلفة على المدى الطويل على التنمية االقتصادية‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى فإن االنتاجات الحدية لالستثمار الحاص والعام تختلف في البلدان النامية‪ ،‬ومع ذلك فإن‬
‫القطاع الخاص يلعب دور أكبر من القطاع العام في التنمية االقتصادية‪ ،‬وبالتالي فإن االستثمار‬
‫الخاص ينبغي تفضيله في استراتيجيات التنمية االقتصادية‪ ،‬ومع ذلك فقد يكون للقطاع العام آثار‬
‫إيجابية على التنمية االقتصادية ولكن بشكل غير مباشر‪ ،‬وذلك لو كان هناك تكامل بين القطاع‬
‫العام والخاص‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة (‪ )Rogerson, 1996‬بعنوان‪:‬‬

‫'‪'The private sector and local sector and local economic development‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحليل مشاركة القطاع الخاص في التنمية االقتصادية في جنوب‬
‫افريقيا‪ ،‬وحددت مجاالت عديدة لمشاركة القطاع الخاص ومنها المشاركة في عملية التنمية المحلية‪،‬‬
‫وتحديد دور القطاع الخاص كشريك رئيسي مع القطاع العام في أنشطة تطوير التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة‪ :‬أن القطاع الخاص هو قاعدة الموارد الحيوية للتخطيط‬
‫لعملية التنمية االقتصادية وتحقيق أهداف اإلعمار في مرحلة ما بعد نظام الفصل العنصري في‬
‫جنوب أفريقيا‪ ،‬وان التوجه العام كان إلى االهتمام بالقطاع الخاص كشريك رئيس للقطاع العام في‬
‫العملية التنموية‪ ،‬وليس تفرد القطاع الخاص وحده بعملية التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫التعقيب على الدراسات السابقة‬

‫من خالل استعراض الدراسات السابقة ذات العالقة بموضوع الدراسة‪ ،‬رصد الباحث العديد‬
‫من أوجه االتفاق واالختالف بينها وبين الدراسة الحالية‪ ،‬وذلك من حيث أهدافها التي تسعى إلى‬
‫تحقيقها‪ ،‬واختالف البيئات التي تمت فيها‪ ،‬وإلى اختالف المتغيرات الي تناولتها‪ ،‬وباإلضافة إلى‬
‫منهج الدراسة‪ ،‬وأدوات الدراسة‪ ،‬ومجتمع الدراسة والعينة‪ ،‬وهنا يستعرض الباحث أهم أوجه االتفاق‬
‫واالختالف بين الدراسة الحالية والدراسات السابقة‪.‬‬

‫• متغيرات الدراسة واألهداف‬

‫يظهر من تناول الدراسات السابقة ذات الصلة بالقيادة الخادمة والتنمية االقتصادية‪ ،‬أن‬
‫الدراسات السابقة تناولت القيادة الخادمة وعالقتها ببعض المتغيرات كما يلي‪:‬‬

‫ارتبطت بعض الدراسات بمتغيرات مثل الفاعلية والثقة التنظيمية دراسة هيربست‬
‫(‪ ،)Hebest, 2003‬ودراسة إبراهيم (‪ ،)2013‬ودراسة بوير (‪ ،)Boyer, 2013‬باإلضافة إلى‬
‫دراسة (‪)Mcauley,2016‬‬

‫كما كان المتغير في بعض الدراسات يشمل مفاهيم الرضا الوظيفي وااللتزام التنظيمي‪،‬‬
‫حيث تمثل ذلك في الدراسات التالية‪ ،)Zhang et al, 2015( :‬ودراسة شيخ السوق (‪،)2014‬‬
‫دراسة‬ ‫إلى‬ ‫باإلضافة‬ ‫(‪،)Boyum,2012‬‬ ‫ودراسة‬ ‫(‪،)Chinmona,2013‬‬ ‫ودراسة‬
‫(‪ )Bovee,2012‬ودراسة الديري (‪)2011‬‬

‫هذا وقد تشابهت الدراسات التالية في متغيرها المتعلق بالقيادة الخادمة من تحديد أدوار أو‬
‫قياسات لها‪ ،‬وكانت هذه الدراسات كما يلي‪ :‬ودراسة فوستر (‪ )Foster, 2000‬وعالقتها بالمعوقات‬
‫التي تواجه القيادة الخادمة‪ ،‬ودراسة ستيفن (‪ )Stephen, 2007‬الهادفة إلى اختبار نجاح القيادة‬
‫الخادمة‪ ،‬باإلضافة إلى دراسة أندرسون (‪ )Anderson, 2006‬وعالقتها بتأثير القيادة الخادمة في‬
‫مؤسسات التعليم‪.‬‬

‫كما تناولت دراسة المعشر (‪ )2014‬سلوك المواطنة التنظيمية في العمل المؤسسي‬


‫باإلضافة إلى تناول هذه الدراسات‪ :‬دراسة دون (‪ )Dunn, 2012‬ودراسة متعب (‪)2015‬‬
‫العالقة بين القيادة الخادمة وتقدير العاملين وتطويرهم‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وسعت الدراسات التالية إلى تحديد درجة ممارسة مديري المدارس للقيادة الخادمة‪ :‬دراسة‬
‫أبو تينة وآخرون (‪ ،)2007‬ودارسة الغامدي (‪ ،)2014‬ودراسة جاكسون (‪. (Jackson, 2010‬‬

‫كما وتناولت الدراستين التاليتين عالقة القيادة الخادمة برؤوس األموال قطاع األعمال‬
‫بشكل عام وهما دراسة أندير (‪ )Ander, 2015‬ودراسة (‪.)Raunch, 2007‬‬

‫كما وارتبطت دراسة الهزايمة والشرفات (‪ )2016‬بدور المؤسسات الصغيرة في التنمية‬


‫االقتصادية‪ ،‬باإلضافة إلى تناول دراسة عابد (‪ )2012‬طبيعة العالقة بين التنمية االقتصادية ودور‬
‫الصناعات التحويلية فيها‪.‬‬

‫هذا وقد تناولت العديد من الدراسات طبيعة العالقة بين الجامعات وتأثيرها على العملية‬
‫التنموية وهي‪ :‬دراسة الكرد (‪ ،)2015‬ودراسة مقداد (‪ ،)2011‬باإلضافة إلى دراسة الجدبة‬
‫(‪ ،)2010‬ودراسة (‪)Robert Hedgson, 2005‬‬

‫هذا وقد تم تناول ارتباط التنمية االقتصادية بالديون الخارجية للدولة وذلك في دراسة أبو‬
‫حصيرة (‪.)2015‬‬

‫كما أن هذه الدراسات ارتبطت بطبيعة العالقة بين القطاع الخاصة والتنمية االقتصادية‬
‫وهي‪ :‬ودراسة (عودة‪ ،)2013،‬ودراسة موالي وشعيب (‪ ،)2010‬باإلضافة إلى دراسة الربيعي‬
‫(‪ ،)2004‬ودراسة (‪ ،)Rogerson, 1996‬ودراسة دراسة (‪)Khan & Reinhart, 2000‬‬

‫كما أشارت دراستي (‪ ،)Ugwunwanyi & Ekene, 2016‬ودراسة ( & ‪Valipoor‬‬


‫‪ )Bakke, 2016‬إلى أثر الدور القيادي على مسيرة التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫وفي حدود إطالع الباحث على األدبيات والدراسات السابقة‪ ،‬لم يجد الباحث دراسات قد‬
‫تناولت متغيري القيادة الخادمة والتنمية االقتصادية معاً‪ ،‬وهما ما يمثالن متغيرات الدراسة الحالية‪.‬‬

‫• المنهج المستخدم في الدراسة‬

‫استخدمت الدراسات السابقة العديد من المناهج والتي تمثلت فيما يلي‪:‬‬

‫حيث تم استخدام المنهج الوصفي التحليلي في دراسة هيربست (‪)Herbest, 2003‬‬


‫ودراسة إبراهيم (‪ ،)2013‬ودراسة (‪ )Bovee,2012‬ودراسة الديري (‪ )2011‬ودراسة متعب‬

‫‪86‬‬
‫(‪ )2015‬ودراسة ستيفن (‪ )Stephen, 2007‬ودراسة أندرسون (‪ )Anderson, 2006‬ودراسة‬
‫أبو تينة وآخرون (‪ )2007‬ودراسة الهزايمة والشرفات (‪ )2016‬ودراسة أبو حصيرة (‪،)2015‬‬
‫ودراسة (‪ ،)Chinmona,2013‬ودراسة الكرد (‪ )2015‬ودراسة عابد (‪ )2012‬ودراسة الجدبة‬
‫(‪ ،)2010‬باإلضافة إلى دراسة (‪.)Robert Hedgson, 2005‬‬

‫كما وتم استخدام المنهج شبه التجريبي في دراسة شيخ السوق (‪ ،)2014‬ودراسة جاكسون‬
‫(‪ ،)Jackson, 2010‬ودراسة (‪ ،)Raunch, 2007‬ودراسة الربيعي (‪ ،)2004‬باإلضافة إلى‬
‫دراسة (‪.)Valipoor & Bakke, 2016‬‬

‫وقد قام الباحثين في الدراسات التالية باستخدام المنهج الوصفي االرتباطي في دراسة‬
‫المعشر (‪ ،)2014‬ودراسة (‪.)Mcauley,2016‬‬

‫هذا وقد استخدم منهج تحليل المضمون (المحتوى) في دراسة أندرسون ( ‪Anderson,‬‬
‫‪ ،)2006‬ودراسة (‪ ،)Boyum,2012‬ودراسة أندير (‪ ،)Ander, 2015‬ودراسة دون ( ‪Dunn,‬‬
‫‪ ،)2012‬ودراسة فوستر (‪ ،)Foster, 2000‬ودراسة عابد (‪ ،)2012‬ودراسة مقداد (‪،)2011‬‬
‫ودراسة موالي وشعيب (‪ ،)2010‬باإلضافة إلى دراسة (‪،)Ugwunwanyi & Ekene, 2016‬‬
‫ودراسة (‪.)Khan & Reinhart, 2000‬‬

‫وتتبع هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي الذي يقوم على توصيف الظاهرة وتحليلها‪،‬‬
‫وبالتالي هو األنسب لهذا النوع من الدراسات‪.‬‬

‫• أدوات الدراسة‬

‫لقد تمثلت أداة الدراسة التي استخدمها الباحثون في دراساتهم السابقة على شكل استبانة‪،‬‬
‫وكان هدفها جمع البيانات من أفراد العينة‪ ،‬ومن هذه الدراسات‪ :‬دراسة متعب (‪ ،)2015‬ود ارسة‬
‫إبراهيم (‪ )2013‬ودراسة جاكسون (‪ )Jackson, 2010‬دراسة هيربست (‪)Herbest, 2003‬‬
‫ودراسة أندرسون (‪ )Anderson, 2006‬ودراسة أبو تينة وآخرون (‪ )2007‬ودراسة شيخ السوق‬
‫(‪ )2014‬ودراسة (‪ )Raunch, 2007‬ودراسة (‪ )Chinmona,2013‬ودراسة ستيفن‬
‫(‪ )Stephen, 2007‬ودراسة المعشر(‪ ،)2014‬ودراسة الغامدي (‪ ،)2014‬ودراسة الديرية‬
‫ودراسة‬ ‫(‪،)Chinmona,2013‬‬ ‫ودراسة‬ ‫(‪،)Mcauley,2016‬‬ ‫ودراسة‬ ‫(‪،)2011‬‬

‫‪87‬‬
‫(‪ ،)Bovee,2012‬ودراسة الهزايمة والشرفات (‪ )2016‬ودراسة أبو حصيرة (‪ ،)2015‬ودراسة‬
‫(‪ ،)Chinmona,2013‬ودراسة الكرد (‪ )2015‬ودراسة عابد (‪ )2012‬ودراسة الجدبة (‪،)2010‬‬
‫ودراسة الربيعي (‪ ،)2004‬باإلضافة إلى دراسة (‪)Robert Hedgson, 2005‬‬

‫واستخدم باحثون آخرون أسلوب تحليل المحتوى والمقابالت لجمع البيانات مثل دراسة‬
‫(‪ )Boyum,2012‬ودراسة دون (‪ )Dunn, 2012‬ودراسة فوستر (‪ )Foster, 2000‬ودراسة‬
‫(‪ ،)Andre, 2015‬ودراسة عابد (‪ ،)2012‬ودراسة مقداد (‪ ،)2011‬ودراسة موالي وشعيب‬
‫(‪ .)2010‬والدراسة الوحيدة التي تم استخدام أسلوب المالحظة كأداة لجمع البيانات كان في دراسة‬
‫(‪ .)Andre, 2015‬كما تم استخدام مقياس(‪ )OLA‬كأداة في دراسة (‪ ،)BABB, 2012‬ودراسة‬
‫(‪.)Dunn, 2012‬‬

‫تستخدم هذه الدراسة االستبانة كأداة لجمع البيانات‪ ،‬حيث سيتم تصميم استبانة من ثالثة‬
‫محاور‪ ،‬األول يستعرض البيانات الشخصية للمبحوثين‪ ،‬أما المحور الثاني فيتناول عبارات سيتم‬
‫تصميمها لقياس مدى توافر السمات المعبرة عن المتغير المستقل وهي سمات القيادة الخادمة‪،‬‬
‫تستخدم هذه الدراسة االستبانة كأداة لجمع البيانات‪ ،‬حيث سيتم تصميم استبانة من ثالثة محاور‪،‬‬
‫األول يستعرض البيانات الشخصية للمبحوثين مثل‪ :‬الجنس‪ ،‬الفئة العمرية‪ ،‬الحالة االجتماعية‪،‬‬
‫المؤهل العلمي‪ ،‬المسمى الوظيفي‪ ،‬مكان العمل‪ .‬أما المحور الثاني فيتناول عبارات سيتم تصميمها‬
‫لقياس مدى توافر السمات المعبرة عن المتغير المستقل وهي سمات القيادة الخادمة‪ .‬وفي المحور‬
‫الثالث واألخير‪ ،‬سيكون هنالك فقرات تعبر عن مدى توفر مقومات التنمية االقتصادية‪ ،‬والتي سيتم‬
‫قياسها من خالل هذا المحور‪.‬‬

‫• بيئة الدراسة ومجتمعها‬

‫تناولت الدراسات السابقة العديد من البيئات التي تم اختيار مجتمع الدراسة منها‪ ،‬وتمثلت‬
‫البيئات التي أجريت فيها الدراسات كما يلي‪:‬‬

‫استحوذت المؤسسات التربوية والتعليمية المتنوعة كالجامعات والمدارس بمختلف مراحلها‬


‫على النسبة األكبر في كونها البيئة التي أجريت فيها الدراسات السابقة والتي كانت كما يلي‪ :‬دراسة‬
‫متعب (‪ ،)2015‬ودراسة شيخ السوق (‪ ،)2014‬ودراسة المعشر (‪ ،)2014‬ودراسة الغامدي‬

‫‪88‬‬
‫(‪2014‬م)‪ ،‬ودراسة إبراهيم (‪ ، )2013‬ودراسة الديرية (‪ ،)2011‬وأبو تينة‪ ،‬وخصاونة‪ ،‬والطحاينة‬
‫(‪ ،)2007‬ودراسة ماكاولي (‪ ،)Mcauley,2016‬ودراسة باب (‪ ،)Babb,2012‬ودراسة بويم‬
‫(‪ ،)Boyum,2012‬ودراسة دون (‪ ،)Dunn,2012‬ودراسة بوفي (‪ ،)Bovee,2012‬ودراسة‬
‫جاكسون (‪ ،)Jackson,2010‬ودراسة ستيفن (‪ ،)Stephen,2007‬ودراسة أندرسون‬
‫(‪ ،)Anderson,2006‬ودراسة هيربست (‪ ،)Herbest,2003‬ودراسة الكرد (‪ ،)2015‬ودراسة‬
‫مقداد (‪ ،)2011‬ودراسة الجدبة (‪ ،)2010‬باإلضافة إلى دراسة (‪.)Robert Hedgson, 2005‬‬

‫كما أنه تمثلت بيئة الدراسة في العديد من الدراسات في مجال السياسة والحكم‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫دراسة (‪ ،)Ugwunwanyi & Ekene, 2016‬ودراسة (‪)Valipoor & Bakke, 2016‬‬

‫كما وأجريت العديد من الدراسات في منشآت ومنظمات مرتبطة في القطاع الصناعي‬


‫وهي‪ :‬دراسة (‪ ،)Raunch,2007‬ودراسة الهزايمة والشرفات (‪ ،)2016‬ودراسة فوستر‬
‫(‪ ،)Foster,2000‬ودراسة عابد (‪ ،)2012‬ودراسة (‪.)Chinmona,2013‬‬

‫كما وأجريت العديد من الدراسات في مجال قطاعات األعمال الخاصة وهي‪ :‬دراسة‬
‫(‪ ،)Ander, 2015‬ودراسة (عودة‪ ،)2013 ،‬ودراسة (عبد الرازق موالي‪ ،‬وشعيب بونوة‪،)2010 ،‬‬
‫ودراسة الربيعي (‪ ،)2004‬باإلضافة إلى دراسة (‪ ،)Rogerson, 1996‬ودراسة ( & ‪Khan‬‬
‫‪.)Reinhart, 2000‬‬

‫وبالنسبة لهذه الدراسة فإن مجرياتها تحدث في بيئة حكومة تشمل جميع الو ازرات في الجهاز‬
‫الحكومي في المملكة العربية السعودية وعددها ‪ 21‬و ازرة‪.‬‬

‫أوجه االستفادة من الدراسات السابقة‬

‫يرى الباحث أن هناك الكثير من الجوانب المستفادة من تناوله للدراسات السابقة في هذا‬
‫اإلطار وتمثلت في‪:‬‬

‫‪ -‬إثراء اإلطار النظري‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد واختيار أدوات الدراسة األنسب للدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار المنهج العلمي المناسب للدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة تساؤالت وفرضيات الدراسة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ -‬تدعيم نتائج الدراسة الحالية بالدراسات السابقة‪.‬‬
‫‪ -‬استخدام األساليب اإلحصائية المناسبة‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة من مراجع الدراسات السابقة‪.‬‬

‫تميزت هذه الدراسة عن الدراسات السابقة في‪:‬‬

‫‪ -‬تتميز الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة في تناولها لموضوع القيادة الخادمة وأثرها على‬
‫التنمية االقتصادية‪ ،‬وهذا ما لم يتم تناوله في دراسات أخرى‪ ،‬حيث تم تطبيق الدراسات‬
‫السابقة في مجتمعات مختلفة وأولت التركيز نحو متغيرات أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬ستطبق هذه الدراسة في جميع الو ازرات في الجهاز الحكومي في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫وهذا ما يدل على اكتمالها وشموليتها‪.‬‬
‫‪ -‬س تطبق الدراسة في أوج الثورة اإلدارية والقيادية التي تمر فيها المملكة العربية السعودية‬
‫وفق رؤية ‪.2030‬‬

‫‪90‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوالً‪ :‬المراجع العربية‬

‫إبراهيم‪ ،‬منى عمر (‪ .)2013‬درجة ممارسة مديري المدارس الثانوية الخاصة في محافظة عمان للقيادة‬
‫العامة وعالقتها بمستوى الثقة التنظيمية السائدة في مدارسهم من وجهة نظر المعلمين‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬السعودية‪.‬‬

‫إبراهيم‪ ،‬نعمة هللا نجيب (‪ .)2000‬أسس علم االقتصاد‪ ،‬ط‪ ،1‬اإلسكندرية‪ :‬مؤسسة شباب الجامعة‪.‬‬

‫أبو تينة‪ ،‬عبد هللا محمد‪ ،‬وخصاونة‪ ،‬سامر‪ ،‬والطحاينة‪ ،‬زياد لطفي (‪ .)2007‬القيادة الخادم في المدارس‬
‫األردنية كما يدركها المعلمون والمديرون‪ :‬دراسة استطالعية‪ ،‬مجلة العلوم التربوية والنفسية‪:)4(8 ،‬‬
‫‪.160-137‬‬

‫أبو حصيرة‪ ،‬مازن أحمد (‪ .)2015‬الديون الخارجية وآثارها على التنمية االقتصادية في فلسطين‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية التجارة‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫أبو سخيلة‪ ،‬كمال جمال (‪ .)2015‬القطاع الخاص الفلسطيني ودوره في التنمية االقتصادية من الفترة‬
‫(‪ .)2011-1995‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬

‫‪http://‬‬ ‫الرابط‪:‬‬ ‫على‬ ‫متوفر‬ ‫أبو فراس‪ ،‬جمال (‪ .)2016‬القيادة الخادمة‪،‬‬


‫‪alqiadah33.blogspot.com/2016/09/0.com.‬‬

‫األغا‪ ،‬وفيق‪ ،‬وأبو جامع‪ ،‬نسيم (‪ .)2010‬استراتيجية التنمية في فلسطين‪ ،‬مجلة جامعة األزهر‪-‬غزة‪،‬‬
‫العدد األول‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬ص‪.448-425‬‬

‫بخاري‪ ،‬عبلة (‪ .)2014‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬نظرية النمو والتنمية االقتصادية‪ ،‬الجزء الثالث‪،‬‬
‫ص‪.35-34‬‬

‫البداح‪ ،‬محمد بن خالد (‪ .)2006‬مفهوم القيادة الخدمية في الفكر المعاصر‪ :‬خادم الحرمين الشريفين‬
‫الرابط‪:‬‬ ‫على‬ ‫– قدوة‪ .‬برنامج ندوة القيادة ومسئولية الخدمة‪ .‬متوافر‬
‫‪http://www.easternemara.gov.sa/nadwa/Lectures/Badah2.pdf‬‬

‫البكري‪ ،‬كامل (‪ .)1999‬التنمية االقتصادية‪ ،‬ط‪ ،3‬بيروت‪ :‬دار النهضة العربية‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫البياتي‪ ،‬فارس (‪ .)2008‬التنمية االقتصادية سياسياً في الوطن العربي‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية اإلدارة‬
‫واالقتصاد‪ ،‬ألكاديمية العربية المفتوحة‪ ،‬الدنمارك‪.‬‬

‫تقرير البنك الدولي‪.2000 ،‬‬

‫توادرو‪ ،‬ميشيل (‪ .)2006‬التنمية االقتصادية‪ ،‬الطبعة اإلنجليزية‪ ،‬الرياض‪ :‬دار المريخ للنشر‪.‬‬

‫تيم‪ ،‬عبد الجابر (‪ .)1998‬مستقبل التنمية في الوطن العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار اليازوري العلمية للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫ثابت‪ ،‬عادل خليل (‪ .)2008‬اإلدارة المعاصرة‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار أسامة للنشر والتوزيع‬

‫الجدبة‪ ،‬فوزي سعيد (‪ .)2010‬دور الجامعات العربية في التنمية االقتصادية ‪ .2009‬مجلة جامع‬
‫األزهر‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬مجلد ‪ ،12‬عدد ‪ ،1‬ص‪.266-239‬‬

‫جراوت‪ ،‬جيف‪ ،‬وفيشر‪ ،‬ليز (‪ .)2012‬كل ما تحتاج معرفته عن القيادة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬دار الفجر‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫جالب‪ ،‬إحسان دهش (‪ .)2011‬إدارة السلوك التنظيمي في عصر التغيير‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار وائل‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫حسن‪ ،‬تسنيم (‪ .)2014‬سيد القوم خادمهم‪ ،‬متوفر على الرابط‪ ،http://mawdo3.com :‬تم‬
‫استرجاعه بتاريه ‪2017/2/25‬م‪.‬‬

‫حسين‪ ،‬محمد‪ ،‬ومصطفى‪ ،‬بدران‪ ،‬وطنيب‪ ،‬أمية (‪ .)1995‬أبعاد التنمية في الوطن العربي‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫عمان‪ :‬دار المستقبل للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫حالوة‪ ،‬جمال‪ ،‬وصالح‪ ،‬على (‪ .)2010‬مدخل إلى علم التنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار الشروق للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫حلبي‪ ،‬منال (‪ .)2016‬درجة ممارسة مديري المدارس الحكومية الثانوية في محافظات شمال الضفة‬
‫الغربية للقيادة الخادمة وعالقتها بالتنمية المهنية للمعلمين من وجهات نظر مديريها ومعلميها‪،‬‬
‫رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة نابلس الوطنية‪ ،‬نابلس‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫خلف‪ ،‬فليح (‪ .)2006‬التنمية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪ ،‬عمان‪ :‬دار الكتب الحديثة‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫دراسة الهزايمة والشرفات (‪ .)2016‬دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التنمية االقتصادي في‬
‫األردن‪ :‬حالة دراسية مدينة الحسن الصناعية إربد‪ .‬مجلة العلوم االقتصادية واإلدارية‪ ،‬مجلد ‪،22‬‬
‫عدد‪ ،89‬ص‪.248-231‬‬

‫الدلقموني‪ ،‬محمد جاد هللا محمود (‪ .)2012‬التنمية االقتصادية واالستقرار السياسي في الدول العربية‪:‬‬
‫حالة (االردن‪ ،‬السعودية‪ ،‬مصر‪ ،‬تونس) (رسالة ماجستير غير منشورة)‪ .‬جامعة اليرموك‪ ،‬اربد‪.‬‬
‫األردن‬

‫دويكات‪ ،‬محمود (‪ .)2006‬أهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في تنمية اقتصاد قطاع غزة‪ .‬ورقة‬
‫عمل مقدمة إلى مؤتمر تنمية وتطوير قطاع غزة بعد االنسحاب اإلسرائيلي من قطاع غزة‪ ،‬الجامعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬بتاريخ ‪ 15-13‬فبراير‪.‬‬

‫الديرية‪ ،‬النا فوزي فهد (‪ .)2017‬درجة ممارسة مدبري المدارس االستكشافية األردنية في محافظة‬
‫العاصمة للقيادة الخادمة من وجهة نظر المعلمين وعالقتها بالدافعية تجاه عملهم‪ .‬رسالة دكتوراه‬
‫غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬اربد‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫الزنفلي‪ ،‬أحمد (‪ .)2012‬التخطيط االستراتيجي للتعليم الجامعي‪ .‬تلبية متطلبات التنمية المستدامة‪،‬‬
‫جمهورية مصر العربية‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬

‫سادلر‪ ،‬فيليب (‪ .)2008‬القيادة‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ :‬مجموعة النيل العربية‪.‬‬

‫سامويلسون‪ ،‬بول‪ ،‬ونوردهاوس‪ ،‬ويليام (‪ .)2006‬االقتصاد‪ ،‬ط‪ ،5‬عمان‪ :‬الدار األهلية للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫سالمة‪ ،‬رمزي (‪ .)1998‬اقتصاديات التنمية‪ ،‬ط‪1‬ـ‪ ،‬األردن‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬

‫السويدان‪ ،‬طارق‪ ،‬وباشراحيل‪ ،‬فيصل (‪ .)2003‬صناعة القائد‪ ،‬ط‪ ،1‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪.‬‬

‫الشرفات‪ ،‬على (‪ .)2010‬التنمية االقتصادية في العالم العربي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار جليس الزمان‪.‬‬

‫شقورة‪ ،‬محمد (‪ .)2009‬استراتيجية التنمية االقتصادية في فلسطين وآليات التنفيذ‪ .‬رسالة دكتوراه غير‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة الدول العربية‪ ،‬معهد البحوث والدراسات العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫شيخ السوق‪ ،‬سمر محمود محمود (‪ .)2014‬القيادة الخادمة وعالقتها بالرضا الوظيفي وااللتزام‬
‫التنظيمي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة المنوفية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫صندوق النقد العربي‪ ،‬التقرير االقتصادي العربي الموحد ‪.2011‬‬

‫عابد‪ ،‬طارق محارب (‪ .)2012‬تقييم دور الصناعات التحويلية في عملية التنمية االقتصادية في‬
‫فلسطين‪ :‬دراسة حالة قطاع غزة ‪ .2010-2005‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫عمادة الدراسات العليا‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫عابدين‪ ،‬محمد‪ ،‬والمصري‪ ،‬عماد (‪ .)2009‬الفكر التنموي في مقدمة ابن خلدون‪ :‬دراسة تحليلية مقارنة‬
‫لالتجاهات النظرية المفسرة لعملية التنمية الحضرية ولدراسة مؤشر تطور التنمية مع الزمن‪ ،‬مجلة‬
‫جامعة دمشق للعلوم الهندسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬المجلد ‪ ،25‬ص‪.225-201‬‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬إسماعيل‪ ،‬وعريقات‪ ،‬حربي (‪ .)1999‬مفاهيم أساسية في علم االقتصاد‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪:‬‬
‫دار وائل للنشر والطباعة‪.‬‬

‫عبد الرحمن‪ ،‬طارق عطية (‪ .)2014‬الرضا الوظيفي للعاملين في نظرية القيادة الخادمة‪ :‬دراسة ميدانية‬
‫على عينة من العاملين باألجهزة الحكومية في مدينة الرياض‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪-55 ،)1(55 ،‬‬
‫‪.63‬‬

‫عبد السالم‪ ،‬خالد بن صالح (‪ .)2009‬القيادة الخدمية (أنماط القيادة ومفاتيح التغيير) في ضوء‬
‫النظريات والنماذج القيادية‪ .‬الرياض‪ :‬الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالرياض‪.‬‬

‫العبرية‪ ،‬نعيمة بنت سيف بنت زاهر (‪ .)2017‬عالقة نمطي القيادتين الخادمة والموزعة بصنع القرار‬
‫األخالقي لدى مديرات مدارس التعليم األساسي في محافظة مسقط بسلطنة عمان من وجهة نظر‬
‫المعلمات (رسالة ماجستير غير منشورة)‪ .‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ .‬األردن‬

‫العجمي‪ ،‬محمد حسنين (‪ .)2008‬االتجاهات الحديثة في القيادة اإلدارية والتنمية البشرية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪:‬‬
‫دار المسيرة للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫عجمية‪ ،‬محمد عبد العزيز‪ ،‬وناصف‪ ،‬إيمان (‪ .)2003‬التنمية االقتصادية‪ :‬دراسات نظرية وتطبيقية‪،‬‬
‫ط‪ ،1‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية االبراهيمية‪.‬‬

‫عجمية‪ ،‬محمد‪ ،‬والليثي‪ ،‬محمد (‪ .)2003‬التنمية االقتصادية مفهومها‪ ،‬ونظرياتها‪ ،‬ط‪ ،3‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫الدار الجامعية للنشر‬

‫‪94‬‬
‫عريقات‪ ،‬حربي (‪ .)1992‬مبادئ في التنمية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار الفكر للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫عريقات‪ ،‬حربي (‪ .)2000‬مقدمة في التنمية والتخطيط االقتصادي‪ ،‬ط‪ ،2‬عمان‪ :‬دار الكرمل للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫العساف‪ ،‬أحمد‪ ،‬والوادي‪ ،‬محمود (‪ .)2011‬التخطيط والتنمية االقتصادية‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار المسيرة‬
‫للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫العطية‪ ،‬عبد الحسين (‪ .)2001‬االقتصاديات النامية "أزمات وحلول"‪ .‬ط‪ ،1‬األردن‪ ،‬عمان‪ :‬دار‬
‫الشروق‪.‬‬

‫عطية‪ ،‬عبد القادر (‪ .)2003‬اتجاهات حديثة في التنمية‪ ،‬ط‪ ،1‬مصر‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬الدار الجامعية‪.‬‬

‫العفيف‪ ،‬أمجد حسين‪ ،‬والمطر‪ ،‬محمود (‪ .)2010‬التخطيط االستراتيجي في األجهزة الحكومية األردنية‬
‫وعالقته بالتنمية االقتصادية‪( .‬رسالة ماجستير غير منشورة)‪ .‬جامعة مؤتة‪ ،‬مؤتة‪ .‬السعودية‪.‬‬

‫عليمات‪ ،‬خالد عيادة نزال (‪ .)2015‬انعكاسات الفساد على التنمية االقتصادية "دراسة حالة األردن"‪.‬‬
‫رسالة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التيسير‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫عودة‪ ،‬رشيد إدريس رشيد (‪ .)2013‬اقطاع الخاص الفلسطيني ودوره في التنمية االقتصادية من الفترة‬
‫(‪ .)2011-1995‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬

‫العيسوي‪ ،‬إبراهيم (‪ .)2000‬التنمية في عالم متغير‪ :‬دراسة في مفهوم التنمية ومؤشراتها‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪:‬‬
‫دار الشروق‪.‬‬

‫غالي‪ ،‬محمد أحمد‪ ،‬ودهليز‪ ،‬خالد عبد (‪ .)2015‬القيادة الخادمة وعالقتها بااللتزام التنظيمي‪ :‬دراسة‬
‫تطبيقية على الجامعات في قطاع غزة (رسالة ماجستير غير منشورة)‪ .‬الجامعة اإلسالمية (غزة)‪،‬‬
‫غزة‪ .‬فلسطين‪.‬‬

‫الغامدي‪ ،‬بندر (‪ .)2014‬درجة توافر سمات القائد الخادم لدى مديري المدارس الثانوية بالطائف‪ .‬رسالة‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬قسم اإلدارة التربوية والتخطيط‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة المكرمة‪،‬‬
‫السعودية‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫الفرا‪ ،‬مرام تيسير مصطفى (‪ .)2012‬دور القطاع المصرفي في تمويل التنمية االقتصادية الفلسطينية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬

‫فروانه‪ ،‬معتز أكرم(‪ .)2014‬تحليل مدى قدرة القطاع المصرفي الفلسطيني على جذب المدخرات‬
‫وتأثيرها على التنمية االقتصادية ‪( 2012- 1995‬رسالة ماجستير غير منشورة)‪ .‬الجامعة‬
‫اإلسالمية (غزة)‪ ،‬غزة‪ .‬فلسطين‬

‫قبالن‪ ،‬بشار محمود (‪ .)2005‬أثر سياسات البنك الدولي على التنمية االقتصادية والسياسية‪ :‬حالة‬
‫األردن‪ .‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫القرني‪ ،‬محمد بن عبد الرحمن (‪ .)2014‬نظريات القيادة‪ :‬القيادة المشتركة‪ ،‬متوفر على الرباط‪:‬‬
‫‪http://Saudileadership.org/%D9%866%D8%B8.‬‬

‫القريشي‪ ،‬مدحت (‪ .)2007‬التنمية االقتصادية نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار وائل‬
‫للنشر‪.‬‬

‫القريشي‪ ،‬مدحت (‪ .)2007‬التنمية االقتصادية‪ :‬نظريات وسياسات وموضوعات‪ ،‬ط‪ ،1‬األردن‪ :‬دار‬
‫وائل للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫الكرد‪ ،‬محمود محمد (‪ .)2015‬دور الجامعة بغزة في التنمية االقتصادية للمجتمع المحلي الفلسطيني‬
‫من وجهة نظر رؤساء األقسام ومجلس اإلدارة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪،‬‬
‫عمادة الدراسات العليا‪ ،‬الجامعة اإلسالمية غزة‪.‬‬

‫الكفري‪ ،‬مصطفى (‪( .)2004‬التنمية الشاملة والتنمية البشرية)‪ ،‬الحوار المتمدن‪ ،‬ع ‪ ،816‬ص‪-30‬‬
‫‪665‬‬

‫لخضر‪ ،‬مرغاد‪ ،‬وحدة‪ ،‬رايس (‪ .)2006‬اإلدارة باألهداف واإلدارة بالقيم في منظمات األعمال‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫القاهرة‪ :‬ايتراك للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫متعب‪ ،‬حامد كاظم (‪ .)2015‬القيادة الخادمة وأثرها على فاعلية الفريق‪ :‬دراسة تحليلية آلراء عينة من‬
‫أعضاء المجالس المحلية في محافظة القادسية‪ ،‬مجلة الكوت للعلوم االقتصادية‪ ،‬مجلد ‪ ،0‬ع ‪،17‬‬
‫ص ‪.613-573‬‬

‫‪96‬‬
‫مركز إعالم حقوق اإلنسان والديموقراطية (‪ .)2014‬مستورد من ‪http://www.shams-‬‬
‫‪.pal.org/pages/arabic/researches/generalintro.pdf‬‬

‫مركز الدراسات االستراتيجية والمستقبلية (‪ .)2004‬التنمية االقتصادية رؤى إسالمية ودولية‪ ،‬ندوة‪،‬‬
‫جامعة الكويت‪ ،‬العدد ‪.2‬‬

‫مصطفى‪ ،‬إيمان محفوظ (‪ .)2015‬أثر خصائص القيادة الخادمة على جودة الحياة الوظيفية‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة على قطاع البنوك‪ ،‬المجلة العلمية لالقتصاد والتجارة‪.)143-113( ،)1( ،‬‬

‫معروف‪ ،‬هوشيار (‪ .)2005‬تحليل االقتصاد الكلي‪ ،‬ط‪ ،1‬عمان‪ :‬دار الصفاء للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫المعشر‪ ،‬فاتن سعيد سالم (‪ .)2014‬القيادة الخادمة التي يمارسها مديرو مدارس األمانة العامة‬
‫للمؤسسات التربوية المسيحية في عمان وعالقتها بسلوك المواطنة التنظيمية لدى المعلمين من‬
‫وجهة نظرهم‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫مقداد‪ ،‬محمد إبراهيم (‪ .)2011‬دور برامج ماجستير كلية التجارة في الجامعة اإلسالمية في المساهمة‬
‫في تحقيق التنمية االقتصادية في فلسطين‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد‪ ،‬عمادة الدراسات العليا‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية‪ ،‬فلسطين‪.‬‬

‫نجم‪ ،‬نجم عبود (‪ .)2011‬القيادة اإلدارية في القرن الواحد والعشرون‪ ،‬عمان‪ :‬دار الصفاء للنشر‬
‫والتوزيع‪.‬‬

‫النشاش‪ ،‬فاطمة محمود عوض (‪ .)2013‬تطوير مدونة أخالقية للقيادة الخدمية التربوية في األردن‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪.‬‬

‫يوسف‪ ،‬جابر (‪ .)2014‬استحالة التنمية االقتصادية دون تنمية بشرية‪ ،‬بحث مقدم إلى األكاديمية‬
‫العربية المفتوحة‪ ،‬الدنمارك‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬المراجع األجنبية‬


‫‪Andre, D. L. (2015). Servant leadership and Human Capital Managements: Case Study in‬‬
‫‪Citibank Indonesia. Procardia Social and Behavior Science, Vol 169, OO 303-311.‬‬

‫‪Chinomona, R. (2013). The influence of servant leadership on employee in a leader and‬‬


‫‪commitment to the organization, Mediterranean journal of social science, Vol 4, No 14,‬‬
‫‪pp 405-414.‬‬

‫‪97‬‬
Covey, S. R. (2006). “Servant leadership: Use your voice to serve others”. Leadership
Excellence, 23(12) 5-6.

Crippen, C. (2004). Servant Leadership as an effective model for educational leadership


and managements: first to serve, then to lead, Management in Education. 18(5), 11-16.

Foster, B A (2000). Barriers to servant leadership: Perceived organizational elements that


impede servant leader effectiveness, Ann Arbor, Michigan, Fielding Institute.

Girard, S. H. (2000). Servant Leadership Qualities Exhibited by Illinois Public School


District Super Intendants, Unpublished doctoral dissertation, Saint Louis University,
USA.

Greenleaf, R. K. (2008). The Servant as Leader. Indianapolis, Indiana: The Greeleaf Venter
for Servant Leadership.

Herbest J D (2003). Organizational servant leadership and its relation to secondary school
effectiveness. Unpublished doctoral dissertation, Florida University, Florida, USA.

Hodgson, Robert (2005). Accelerating Economic Development through University


Technology Transfer. Report to the Connecticut Technology Transfer and
Commercialization Advisory Board of the Governor's Competitiveness Council

Hunter, J. C. (2004). The World's Most Powerful Leadership Principle: How to a several
Leader. New York: Crown Business.

Joan, Bethell (2010): Economic Development Corporation Economic Development Insight.

Joseph, B. E. & Winston E. E. (2005). A correlation of servant leadership, leader trust, and
organization trust. Leadership & Organization Development Journal, Vol (266), No.
(1), PP 6-22.

Keith, K. M. (2010). The meaning of the compound word "servant leader", Indiana: The
Greenleaf Center for Servant Leadership.

Liden, Robert C., Wayne, S. J., Zhao, Hao, & Henderson, D. (2008). Servant Leadership:
Development of a Multidimensional Measure and Multi-Level Assessment. Leadership
Quarterly, Vol. (19), No. (2), PP 161-177.

Lubin, K. A. (2001). Visionary Leader Behavior and their congruency with servant
leadership characteristics. Dissertation Abstracts Online retrieved 2015. DAI-A62(08).

Mcauley C D (2016). Servant leadership, exemplary followership, and organizational trust:


A quantitative correlational study in performing arts organizations. University of
Phoenix, Proquest, Dissertation Publishing.

Milligan, D. (2003). Examination of leadership Practices of Alabama Public School Super


Indents Identified as Servant Leaders. Doctoral Dissertation, University of Alabama,
USA.

Paatterson, K. A. (2003). Servant Leadership: A theoretical Model. Doctoral Dissertation,


Regent University, USA.

98
Reinhart, Carmen, & Khan, Mohsin (2000). Private Investment and Economic
Development in Developing Countries. Vol18, No 1, PP 19-27.

Reinke, S. J. (2004). Service before Self: Towards A Theory of Servant Leadership. Global
Virtue Ethics Review, vol. 5, No. 3, PP 30-57.

Rogerson, C M (1996). The private sector and local economic development in South Africa,
Jeo Journal, vol. 39, No. 1, pp. 97-104.

Ruach, K E (2007). Servant leadership and team effectiveness: A study of journal of


managements and sustainability, Vol 3, No 2, PP 111-123.

Russell, R. F. & Stone, A. G. (2002). A review of servant leadership attributes developing


a practical model. Leadership & Organization Development Journal, Vol (23), No. (3),
PP 145-157.

Spears, L, C (1996). Reflection on Robert K. and servant-leadership, Leadership &


Organization Development Journal, Vol (17), No. (7), PP 33-45.

Spears, L, C (2010). Character and Servant Leadership: Ten Characteristic of Effective,


Caring Leaders. The Journal of Virtues & Leadership, Vol (1), No. (1), PP 25.30.

Starrat, R. (2004). Ethical Leadership. San Francisco: Jossey-Bass Publishers.

Ugwunwanyi, Ananaba & Ekene, Chukwuka (2016). Leadership and economic


development in a developing economy: a critical look at the Nigeria's’ experience.
International Journal of Business and Management Review, Vol.4, No.6, pp.105-114.

Valipoor, Massoud & Bakke, Flemming (2016). The effects of political institutions on
economic development in Sub-Saharan Africa. Master thesis. Master of Science in
Business Majors in Economics and Leadership and Change. Bi Norwegian Business
School

Boyum, V. S. (2012). A model of servant leadership in higher education. DAI-A 73/08(E)


.Dunn P J M (2012). Examining perceptions of servant leadership in administration of
selected public schools. DAI-A 74/06 E. Retrieved from https://search.proquest.com/ .

Bovee, J A (2012). School leadership retention: A study of servant leadership and school
leader satisfaction. DAI-A 73/11 E. Retrieved from https://search.proquest.com/ .

Babb, C A (2012). An Analysis of the relationship between organizational servant


leadership and student and student achievement in middle level school. DAI-A 73/10
E. Retrieved from https://search.proquest.com/

Jackson H C (2010). An exploratory study of servant leadership among school leaders in


an urban school district. DAI-a 71/12. Retrieved from https://search.proquest.com/ .

Stephen M J (2007). Servant Leadership An examination of public school principles:


properties of servant leadership as a successful leadership style. DAI A 68/03.
Retrieved from https://search.proquest.com/

99
Anderson J D (2006). Servant Leadership in public schools: a case study. DAI-A 67/11 a.
Retrieved from https://search.proquest.com/ .

Nayab, N. (2011). Servant Leadership Theory- Strength and Weaknesses,


http://www.brighthub.com/office/articles/73511.aspx.

Zohar, D. (2002). Servant Leadership and rewiring the corporate brain. InL:
http://sis.ashesi.edu.gh/courseware/cms/file.php/727/resourses/Zohar-
Servant Leadership-and-Rewiring_ the Corporate-brain

Duggan, T. (2015). The Advantages of the servant Leadership Style,


http://yourbussnis.azcentral.com/ Advantages of the servant Leadership Style-
5282.com.

Kokemuller, N. (2010). Problem with the servant leadership model:


https://smallbusiness.chron.com/problems-servant-leadership-model-50586.html

100

You might also like