Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 355

:

Billel Djeghri

To cite this version:


Billel Djeghri. : . Humanities and Social Sciences. Université Constantine 2 - Abdelhamid Mehri, 2019.
Arabic. ⟨NNT : ⟩. ⟨tel-03425942⟩

HAL Id: tel-03425942


https://hal.science/tel-03425942
Submitted on 9 Dec 2021

HAL is a multi-disciplinary open access archive L’archive ouverte pluridisciplinaire HAL, est des-
for the deposit and dissemination of scientific re- tinée au dépôt et à la diffusion de documents scien-
search documents, whether they are published or not. tifiques de niveau recherche, publiés ou non, émanant
The documents may come from teaching and research des établissements d’enseignement et de recherche
institutions in France or abroad, or from public or pri- français ou étrangers, des laboratoires publics ou
vate research centers. privés.
‫اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫جامعة قسنطينة ‪ - 2‬عبد احلميد مهري‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيري‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫الوقود احليوي بني القيد الطاقوي والقيد الغذائي‬


‫الدروس املستفادة من التجارب الدولية‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية‬

‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫من إ عداد الطالب‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬مسرية بوكرو‬ ‫جغري بالل‬
‫أعضاء جلنة املناقشة‬
‫جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫ابراهيم بداوي‬
‫مشرفا ومقررا جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫مسرية بوكرو‬
‫جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫صندرة ساييب‬
‫مركز تنمية الطاقات املتجددة ‪ -‬اجلزائر‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫أمني عقيب‬
‫جامعة عباس لغرور ‪ -‬خنشلة‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر ‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫كرمي زرمان‬
‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫زبري عياش‬

‫السنة اجلامعية ‪2019-2018‬‬


‫اجلمهورية اجلزائرية الدميوقراطية الشعبية‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫جامعة قسنطينة ‪ - 2‬عبد احلميد مهري‬

‫كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيري‬


‫قسم العلوم االقتصادية‬

‫الوقود احليوي بني القيد الطاقوي والقيد الغذائي‬


‫الدروس املستفادة من التجارب الدولية‬

‫أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم يف العلوم االقتصادية‬

‫حتت إشراف‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬


‫أ‪.‬د‪ .‬مسرية بوكرو‬ ‫جغري بالل‬
‫أعضاء جلنة املناقشة‬
‫جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫رئيسا‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫ابراهيم بداوي‬
‫مشرفا ومقررا جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫مسرية بوكرو‬
‫جامعة قسنطينة ‪ -2‬عبد احلميد مهري‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫صندرة ساييب‬
‫مركز تنمية الطاقات املتجددة ‪ -‬اجلزائر‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫أمني عقيب‬
‫جامعة عباس لغرور ‪ -‬خنشلة‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ حماضر‪ -‬أ ‪-‬‬ ‫كرمي زرمان‬
‫جامعة العريب بن مهيدي ‪ -‬أم البواقي‬ ‫عضوا‬ ‫أستاذ التعليم العايل‬ ‫زبري عياش‬

‫‪2019-2018‬‬ ‫السنة اجلامعية‬


‫إىل والِ َدي‬

‫‪ii‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫أتقدم خبالص شكري وامتناين إىل املشرف على هذا العمل األستاذة مسرية بوكرو‬

‫اليت مكنتين من إخراج األطروحة يف شكلها النهائي‪ ،‬كما ال يفوتين أن أتقدم‬

‫ابلشكر إىل السادة أعضاء الّلجنة على قبوهلم قراءة ومناقشة هذه األطروحة‪،‬‬

‫وإىل كل من ساعدين يف ااجا هذا العمل من قريب أو من بعيد‪.‬‬

‫‪iii‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫المحتويات‬
‫‪ii‬‬ ‫إهداء‬
‫‪iii‬‬ ‫كلمة شكر وتقدير‬
‫‪iv‬‬ ‫فهرس المحتويات‬
‫‪xii‬‬ ‫فهرس الجداول‬
‫‪xiv‬‬ ‫فهرس األشكال‬
‫أ‪ -‬ض‬ ‫مقدمة‬
‫الفصل األول ‪ :‬الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬
‫‪2‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ -‬مفهوم الوقود الحيوي وتطوره التاريخي‬
‫‪3‬‬ ‫‪ -1-I‬تعريف الوقود الحيوي‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -2-I‬التطور التاريخي للوقود الحيوي‬
‫‪4‬‬ ‫‪ -1-2-I‬الوقود الحيوي قبل ‪1973‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪ -2-2-I‬الوقود الحيوي بعد ‪1973‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -3-I‬أسباب التوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي‬
‫‪7‬‬ ‫‪ -1-3-I‬تأمين مصادر الطاقة‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -2-3-I‬التحضير لمرحلة ما بعد البترول‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -3-3-I‬مواجهة المشكالت البيئة‬
‫‪8‬‬ ‫‪ -4-3-I‬تنمية الزراعة والمجتمعات الريفية‬
‫‪9‬‬ ‫المبحث الثاني‪ -‬الوقود الحيوي من الجيل األول‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1-II‬قطاعات الوقود الحيوي من الجيل األول‬
‫‪10‬‬ ‫‪ -1-1-II‬قطاع الزيت‬
‫‪11‬‬ ‫‪ -1-1-1-II‬الزيت النباتي الخام‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -2-1-1-II‬الزيت المستعمل (زيت االستهالك المنزلي)‬
‫‪12‬‬ ‫‪ -3-1-1-II‬البيوديزل (الديزل الحيوي)‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1-3-1-1-II‬المواد المستعملة في إنتاج البيوديزل‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -1-1-3-1-1-II‬الزيوت النباتية‬
‫‪13‬‬ ‫‪ -2-1-3-1-1-II‬الدهون الحيوانية‬

‫‪iv‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪14‬‬ ‫‪ -2-3-1-1-II‬طريقة إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي)‬


‫‪15‬‬ ‫‪ -1-2-3-1-1-II‬إسترات ميثيل الزيوت النباتية‬
‫‪16‬‬ ‫‪ -2-2-3-1-1-II‬إسترات إيثيل الزيوت النباتية‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -2-1-II‬قطاع الكحول‬
‫‪17‬‬ ‫‪ -1-2-1-II‬الميثانول (ميثيل الكحول)‬
‫‪18‬‬ ‫‪ -2-2-1-II‬ميثيل ثالث بوتيل اإليثير (‪)Ethyl-Tertio-Butyl-Ether‬‬
‫‪19‬‬ ‫‪ -3-2-1-II‬البوتانول (البيوبوتانول)‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -4-2-1-II‬اإليثانول‬
‫‪20‬‬ ‫‪ -1-4-2-1-II‬المواد المستعملة في إنتاج اإليثانول‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -2-4-2-1-II‬طريقة إنتاج اإليثانول‬
‫‪22‬‬ ‫‪ -1-2-4-2-1-II‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل السكرية‬
‫‪24‬‬ ‫‪ -2-2-4-2-1-II‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل النشوية‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -3-1-II‬قطاع الغاز‬
‫‪26‬‬ ‫‪ -1-3-1-II‬الميثان (البيومثان)‬
‫‪27‬‬ ‫‪ -2-3-1-II‬الديهيدروجين‬
‫‪28‬‬ ‫المبحث الثالث‪ -‬الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1-III‬إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬
‫‪29‬‬ ‫‪ -1-1-III‬الطريقة الح اررية الكيميائية‬
‫‪31‬‬ ‫‪ -2-1-III‬الطريقة البيوكيماوية‬
‫‪32‬‬ ‫‪ -2-III‬مصادر الكتلة الحيوي اللجنوسليولوزية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -1-2-III‬النفايات الصناعية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -2-2-III‬المخلفات الزراعية والغابية‬
‫‪33‬‬ ‫‪ -3-2-III‬المحاصيل الطاقية المخصصة‬
‫‪34‬‬ ‫‪ -3-III‬إنتاجية الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬
‫‪36‬‬ ‫‪ -4-III‬مزايا إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬
‫‪38‬‬ ‫‪ -5-III‬حدود إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -1-5-III‬خطر انقطاع اإلمدادات‬
‫‪39‬‬ ‫‪ -2-5-III‬ارتفاع تكاليف اإلنتاج‬
‫‪40‬‬ ‫‪ -3-5-III‬االحتجاجات االجتماعية‬

‫‪v‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪40‬‬ ‫‪ -4-5-III‬تأثر التربة‬


‫‪41‬‬ ‫‪ -5-5-III‬مشاكل تكنولوجيا التغويز‬
‫‪42‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬
‫‪44‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪45‬‬ ‫المبحث األول‪ -‬تطور السوق الزراعي‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -1-I‬تطور العرض الزراعي‬
‫‪45‬‬ ‫‪ -1-1-I‬األراضي الزراعية‬
‫‪46‬‬ ‫‪ -2-1-I‬المردودات الزراعية‬
‫‪49‬‬ ‫‪ -3-1-I‬مقارنة نمو األراضي الزراعية بنمو المردودات الزراعية‬
‫‪50‬‬ ‫‪ -2-I‬تطور الطلب الزراعي‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -1-2-I‬النمو السكاني‬
‫‪52‬‬ ‫‪ -2-2-I‬تغير أنماط االستهالك‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني‪ -‬االحتياجات الزراعية للوقود الحيوي من الجيل األول‬
‫‪55‬‬ ‫‪ -1-II‬اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي من الجيل األول‬
‫‪57‬‬ ‫‪ -2-II‬تطور اإلنتاج وتوقعاته لسنة ‪2024‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪ -3-II‬الطلب على المواد األولية الزراعية‬
‫‪65‬‬ ‫‪ -4-II‬االستحواذ على األراضي الزراعية‬
‫‪67‬‬ ‫المبحث الثالث‪ -‬تأثير الوقود الحيوي من الجيل األول على أسعار المواد الزراعية‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -1-III‬محددات أسعار المواد األولية الزراعية‬
‫‪68‬‬ ‫‪ -1-1-III‬المحددات األساسية‬
‫‪72‬‬ ‫‪ -2-1-III‬المحددات النقدية والمالية‬
‫‪74‬‬ ‫‪ -2-III‬الوقود الحيوي وآليات تحديد األسعار‬
‫‪75‬‬ ‫‪ -1-2-III‬التأثير السعري للوقود الحيوي وفقا ألهم النماذج‬
‫‪79‬‬ ‫‪ -2-2-III‬االستنتاجات والتقديرات الرئيسية ألهم الدراسات‬
‫‪82‬‬ ‫‪ -3-2-III‬نتائج الدراسات الكمية القصيرة والمتوسطة المدى‬
‫‪84‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬
‫‪88‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪vi‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪89‬‬ ‫المبحث األول‪ -‬الطحالب الدقيقة والمياه المستعملة في إنتاجها‬


‫‪89‬‬ ‫‪ -1-I‬ماهية الطحالب الدقيقة‬
‫‪89‬‬ ‫‪ -1-1-I‬التعريف والخصائص‬
‫‪91‬‬ ‫‪ -2-1-I‬وسط العيش والتغذية‬
‫‪93‬‬ ‫‪ -3-1-I‬النمو‬
‫‪95‬‬ ‫‪ -4-1-I‬التخليق الضوئي‬
‫‪96‬‬ ‫‪ -5-1-I‬تطبيقات الطاقة الحيوية‬
‫‪96‬‬ ‫‪ -1-5-1-I‬إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬
‫‪99‬‬ ‫‪ -2-5-1-I‬جدوى إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬
‫‪100‬‬ ‫‪ -3-5-1-I‬تكلفة إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬
‫‪103‬‬ ‫‪ -2-I‬المياه المستعملة في إنتاج الطحالب الدقيقة‬
‫‪103‬‬ ‫‪ -1-2-I‬معالجة الطحالب الدقيقة للمياه الملوثة‬
‫‪105‬‬ ‫‪ -2-2-I‬إنتاج الطحالب الدقيقة في المياه الملوثة‬
‫‪105‬‬ ‫‪ -3-2-I‬إنتاجية الطحالب الدقيقة في المياه الملوثة‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -4-2-I‬حاالت خاصة‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -1-4-2-I‬حالة من مياه الصرف الصناعي‬
‫‪106‬‬ ‫‪ -2-4-2-I‬حالة مياه صناعة النفط والغاز‬
‫‪107‬‬ ‫‪ -3-4-2-I‬حالة الفينول والمعادن‬
‫‪109‬‬ ‫المبحث الثاني‪ -‬طرق إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الدقيقة‬
‫‪109‬‬ ‫‪ -1-II‬اإلنتاج في األحواض الخارجية المفتوحة‬
‫‪111‬‬ ‫‪ -1-1-II‬هندسة األحواض الخارجية المفتوحة‬
‫‪114‬‬ ‫‪ -2-1-II‬مزايا األحواض الخارجية المفتوحة‬
‫‪115‬‬ ‫‪ -3-1-II‬عيوب األحواض الخارجية المفتوحة‬
‫‪115‬‬ ‫‪ -4-1-II‬إنتاجية األحواض الخارجية المفتوحة‬
‫‪116‬‬ ‫‪ -2-II‬اإلنتاج في المفاعالت الحيوية الضوئية‬
‫‪117‬‬ ‫‪ -1-2-II‬هندسة المفاعالت الحيوية الضوئية‬
‫‪120‬‬ ‫‪ -2-2-II‬تشغيل المفاعالت الحيوية الضوئية‬
‫‪121‬‬ ‫‪ -3-2-II‬مزايا المفاعالت الحيوية الضوئية‬
‫‪122‬‬ ‫‪ -4-2-II‬عيوب المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫‪vii‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪122‬‬ ‫‪ -5-2-II‬إنتاجية المفاعالت الحيوية الضوئية‬


‫‪125‬‬ ‫المبحث الثالث‪ -‬تثمين الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة‬
‫‪126‬‬ ‫‪ –1–III‬تربية األحياء المائية‬
‫‪126‬‬ ‫‪ –2–III‬الزراعة‬
‫‪127‬‬ ‫‪ –3–III‬التغذية‬
‫‪129‬‬ ‫‪ –4–III‬البيئة‬
‫‪130‬‬ ‫‪ –5–III‬التجميل‬
‫‪130‬‬ ‫‪ –6–III‬صناعة البالستيك‬
‫‪131‬‬ ‫‪ –7–III‬الصيدلة‬
‫‪133‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الرابع‪ :‬إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬
‫‪135‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪136‬‬ ‫المبحث األول‪ -‬ضرورة ايجاد بديل للوقود البترولي في الجزائر‬
‫‪136‬‬ ‫‪ -1-I‬قطاع المحروقات في الجزائر‬
‫‪136‬‬ ‫‪ -1-1-I‬إنتاج الغاز الطبيعي‬
‫‪138‬‬ ‫‪ -2-1-I‬استهالك الغاز الطبيعي‬
‫‪140‬‬ ‫‪ -3-1-I‬احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة‬
‫‪142‬‬ ‫‪ -4-1-I‬إنتاج البترول‬
‫‪144‬‬ ‫‪ -5-1-I‬استهالك البترول‬
‫‪145‬‬ ‫‪ -6-1-I‬احتياطيات البترول المؤكدة‬
‫‪146‬‬ ‫‪ -7-1-I‬ذروة النفط في الجزائر‬
‫‪149‬‬ ‫‪ -8-1-I‬توقف تصدير وإنتاج النفط في الجزائر‬
‫‪152‬‬ ‫‪ -2-I‬قطاع النقل في الجزائر‬
‫‪152‬‬ ‫‪ -1-2-I‬محاور قطاع النقل في الجزائر‬
‫‪152‬‬ ‫‪ -1-1-2-I‬النقل البري‬
‫‪153‬‬ ‫‪ -2-1-2-I‬النقل الجوي‬
‫‪153‬‬ ‫‪ -3-1-2-I‬النقل البحري‬
‫‪153‬‬ ‫‪ -2-2-I‬أسطول المركبات في الجزائر‬
‫‪155‬‬ ‫‪ -3-2-I‬إنتاج الوقود في الجزائر‬

‫‪viii‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪156‬‬ ‫‪ -4-2-I‬استهالك الوقود في الجزائر‬


‫‪157‬‬ ‫‪ -5-2-I‬استيراد الوقود في الجزائر‬
‫‪159‬‬ ‫‪ -6-2-I‬تصدير الوقود في الجزائر‬
‫‪160‬‬ ‫المبحث الثاني‪ -‬إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الجزائر‬
‫‪161‬‬ ‫‪ -1-II‬الواردات الغذائية والزراعية‬
‫‪161‬‬ ‫‪ -1-1-II‬الواردات الغذائية‬
‫‪163‬‬ ‫‪ -2-1-II‬الواردات الزراعية‬
‫‪164‬‬ ‫‪ -2-II‬المحاصيل النشوية‬
‫‪167‬‬ ‫‪ -3-II‬المحاصيل الزيتية‬
‫‪167‬‬ ‫‪ -1-3-II‬زيت النخيل‬
‫‪169‬‬ ‫‪ -2-3-II‬زيت اللفت‬
‫‪170‬‬ ‫‪ -3-3-II‬زيت عباد الشمس‬
‫‪172‬‬ ‫‪ -4-3-II‬الصويا‬
‫‪173‬‬ ‫‪ -4-II‬المحاصيل السكرية‬
‫‪173‬‬ ‫‪ -1-4-II‬إنتاج التمور‬
‫‪176‬‬ ‫‪ -2-4-II‬أصناف التمور‬
‫‪177‬‬ ‫‪ -3-4-II‬صادرات التمور‬
‫‪180‬‬ ‫المبحث الثالث‪ -‬إمكانات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر‬
‫‪180‬‬ ‫‪ -1-III‬الظروف المناخية‬
‫‪183‬‬ ‫‪ -2-III‬الموارد المائية‬
‫‪187‬‬ ‫‪ -3-III‬القيود التقنية‬
‫‪198‬‬ ‫خالصة‬
‫الفصل الخامس‪ :‬التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬
‫‪202‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪203‬‬ ‫المبحث األول ‪ -‬التجربة البرازيلية في مجال دعم الوقود الحيوي‬
‫‪203‬‬ ‫‪ -1-I‬برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬
‫‪203‬‬ ‫‪ -1-1-I‬تعريف برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪ -2-1-I‬مراحل برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬
‫‪204‬‬ ‫‪ -1-2-1-I‬مرحلة بعث البرنامج (‪)1979-1975‬‬

‫‪ix‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪205‬‬ ‫‪ -2-2-1-I‬مرحلة تعزيز البرنامج (‪)1986-1979‬‬


‫‪207‬‬ ‫‪ -3-2-1-I‬مرحلة تراجع البرنامج (‪)1990-1986‬‬
‫‪209‬‬ ‫‪ -4-2-1-I‬مرحلة تحرير البرنامج (‪)2003-1990‬‬
‫‪210‬‬ ‫‪ -5-2-1-I‬مرحلة تكييف البرنامج )‪ -2003‬يومنا هذا(‬
‫‪212‬‬ ‫‪ -3-1-I‬حصيلة برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬
‫‪212‬‬ ‫‪ -1-3-1-I‬الحصيلة الزراعية‬
‫‪218‬‬ ‫‪ -2-3-1-I‬الحصيلة الطاقية‬
‫‪223‬‬ ‫‪ -3-3-1-I‬الحصيلة االجتماعية‬
‫‪227‬‬ ‫‪ -4-3-1-I‬الحصيلة اإليكولوجية‬
‫‪234‬‬ ‫‪ -2-I‬برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬
‫‪234‬‬ ‫‪ -1-2-I‬سياق نشأة برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪ -2-2-I‬اإلطار القانوني لبرنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬
‫‪236‬‬ ‫‪ -3-2-I‬أهداف برنامج إنتاج واستخدام وقود البيوديزل (‪)PNPB‬‬
‫‪238‬‬ ‫‪ -4-2-I‬نتائج برنامج إنتاج واستخدام وقود البيوديزل (‪)PNPB‬‬
‫‪244‬‬ ‫المبحث الثاني‪ -‬التجربة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي‬
‫‪245‬‬ ‫‪ -1-II‬التدابير الضريبية‬
‫‪245‬‬ ‫‪ -1-1-II‬الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية‬
‫‪246‬‬ ‫‪ -1-1-1-II‬القاعدة الضريبية للرسم‬
‫‪246‬‬ ‫‪ -2-1-1-II‬قيم الرسم‬
‫‪247‬‬ ‫‪ -3-1-1-II‬المهن واألنشطة المستهدفة بالرسم‬
‫‪247‬‬ ‫‪ -4-1-1-II‬حالة وحدات إنتاج الوقود الحيوي‬
‫‪248‬‬ ‫‪ -2-1-II‬الرسم العام على األنشطة الملوثة‬
‫‪248‬‬ ‫‪ -1-2-1-II‬القاعدة الضريبية للرسم‬
‫‪249‬‬ ‫‪ -2-2-1-II‬هدف الرسم‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -3-2-1-II‬تبرير دمج الوقود الحيوي‬
‫‪250‬‬ ‫‪ -3-1-II‬النظام القانوني الخاص بالزيوت النباتية النقية‬
‫‪251‬‬ ‫‪ -2-II‬التدابير الزراعية‬
‫‪251‬‬ ‫‪ -3-II‬تدابير البحث والتطوير‬
‫‪252‬‬ ‫‪ -1-3-II‬برنامج تطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬

‫‪x‬‬
‫فهرس المحتويات‬

‫‪253‬‬ ‫‪ -2-3-II‬نتائج برنامج تطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬


‫‪255‬‬ ‫المبحث الثالث‪ -‬التجربة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‬
‫‪256‬‬ ‫‪ -1-III‬مرونة سياسة الدعم األمريكية‬
‫‪256‬‬ ‫‪ -1-1-III‬عدم التقيد باألهداف (‪)Waiver‬‬
‫‪257‬‬ ‫‪ -2-1-III‬التخزين والتبادل (‪)Banking &Trading‬‬
‫‪258‬‬ ‫‪ -2-III‬تدابير اإلنتاج لسياسة الدعم األمريكية‬
‫‪260‬‬ ‫‪ -3-III‬تدابير الحماية لسياسة الدعم األمريكية‬
‫‪261‬‬ ‫‪ -4-III‬تدابير االستهالك لسياسة الدعم األمريكية‬
‫‪262‬‬ ‫‪ -5-III‬نتائج سياسة الدعم األمريكية‬
‫‪262‬‬ ‫‪ -1-5-III‬على إنتاج واستهالك البيوديزل‬
‫‪264‬‬ ‫‪ -2-5-III‬على إنتاج واستهالك اإليثانول‬
‫‪270‬‬ ‫‪ -IV‬الدروس المستفادة من التجارب الدولية‬
‫‪277‬‬ ‫خالصة‬
‫‪280‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪288‬‬ ‫المراجع‬
‫‪318‬‬ ‫الملخص‬

‫‪xi‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الجدول‬ ‫الرقم‬


‫‪48‬‬ ‫متوسط معدالت النمو السنوية في مردود الحبوب‬ ‫‪1‬‬
‫‪52‬‬ ‫تطور معدل النمو السكاني حسب المناطق الرئيسية‬ ‫‪2‬‬
‫‪80‬‬ ‫نتائج السيناريوهات الرئيسية‬ ‫‪3‬‬
‫‪83‬‬ ‫تقديرات تأثير إنتاج الوقود الحيوي على أسعار السلع الغذائية‬ ‫‪4‬‬
‫‪98‬‬ ‫مقارنة بين بعض مصادر البيوديزل‬ ‫‪5‬‬
‫‪124‬‬ ‫مقارنة نظام األحواض المفتوحة مع نظام المفاعالت الحيوية الضوئية‬ ‫‪6‬‬
‫‪154‬‬ ‫تطور األسطول الوطني للسيارات لالل الفتر ‪2016-2003‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪155‬‬ ‫كميات الوقود المنتجة في الجزائر لالل الفتر ‪2015-2008‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪158‬‬ ‫كميات الوقود المستورد في الجزائر لالل الفتر ‪2015-2008‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪159‬‬ ‫كميات الوقود المصدر في الجزائر لالل الفتر ‪2015-2008‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪165‬‬ ‫الواردات الجزائرية لألهم الحبوب لالل الفتر ‪2016-2014‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪168‬‬ ‫واردات زيت النخيل في الجزائر لالل الفتر ‪2013-2000‬‬ ‫‪12‬‬
‫‪169‬‬ ‫واردات زيت اللفت في الجزائر لالل الفتر ‪2013-2000‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪171‬‬ ‫واردات زيت عباد الشمس في الجزائر لالل الفتر ‪2013-2000‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪172‬‬ ‫واردات الصويا في الجزائر لالل الفتر ‪2014-2000‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪175‬‬ ‫توزيع إنتاج التمور في الجزائر حسب الواليات لسنة ‪2015‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪177‬‬ ‫عدد أشجار النخيل وإنتاج التمور التجارية في الجزائر‬ ‫‪17‬‬
‫‪194‬‬ ‫تقييم قدر المناطق المحتملة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬ ‫‪18‬‬
‫‪207‬‬ ‫مبيعات السيارات في الب ارزيل حسب نوع الوقود المستعمل ‪1986-1979‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪208‬‬ ‫مبيعات السيارات في الب ارزيل حسب نوع الوقود المستعمل ‪1990-1987‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪219‬‬ ‫الطاقة المستهلكة في المراحل الزراعية والصناعية إلنتاج اإليثانول في الب ارزيل‬ ‫‪21‬‬
‫‪227‬‬ ‫متوسط استخدامات المياه في مصانع تحويل قصب السكر إلى إيثانول‬ ‫‪22‬‬
‫‪232‬‬ ‫نسبة المساحات المتبقية من المناطق األحيائية في الب ارزيل‬ ‫‪23‬‬
‫‪241‬‬ ‫تطور إنتاج الصويا في الب ارزيل‬ ‫‪24‬‬
‫‪246‬‬ ‫قيم الرسم على االستهالك المحلي لبعض المنتجات الطاقية باألورو‪/‬هكتولتر‬ ‫‪25‬‬
‫‪249‬‬ ‫معدالت اقتطاع الرسم العام على األنشطة الملوثة‪ -‬وقود‬ ‫‪26‬‬
‫‪249‬‬ ‫معدالت الدمج األدنى للوقود الحيوي في فرنسا‬ ‫‪27‬‬

‫‪xii‬‬
‫فهرس الجداول‬

‫‪253‬‬ ‫المخابر والمؤسسات المشاركة في مشروع ‪Shamash‬‬ ‫‪28‬‬


‫‪262‬‬ ‫األهداف الكمية العامة لدمج الوقود الحيوي في الواليات المتحد األمريكية‬ ‫‪29‬‬

‫‪xiii‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫الصفحة‬ ‫عنوان الشكل‬ ‫الرقم‬


‫‪10‬‬ ‫قطاعات الوقود الحيوي من الجيل األول‬ ‫‪1‬‬
‫‪14‬‬ ‫الزيوت المستخدمة عالميا في تصنيع البيوديزل (الديزل الحيوي)‬ ‫‪2‬‬
‫‪16‬‬ ‫إنتاج البيوديزل (إسترات ميثيل الزيوت النباتية)‬ ‫‪3‬‬
‫‪21‬‬ ‫فئات المواد األولية المستخدمة في صناعة اإليثانول‬ ‫‪4‬‬
‫‪24‬‬ ‫إنتاج اإليثانول من المحاصيل السكرية‬ ‫‪5‬‬
‫‪26‬‬ ‫إنتاج اإليثانول من المحاصيل النشوية‬ ‫‪6‬‬
‫‪32‬‬ ‫طرق تصنيع الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬ ‫‪7‬‬
‫‪35‬‬ ‫مردود الوقود الحيوي للهكتار الواحد‬ ‫‪8‬‬
‫‪46‬‬ ‫األراضي المخصصة إلنتاج الحبوب‬ ‫‪9‬‬
‫‪47‬‬ ‫المردود المتوسط العالمي للحبوب‬ ‫‪10‬‬
‫‪49‬‬ ‫نسب استعمال المياه العذبة حسب القطاع لسنة ‪2014‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪50‬‬ ‫معدالت النمو العالمية لألراضي الزراعية والمردودات الخاصة بالحبوب‬ ‫‪12‬‬
‫‪53‬‬ ‫تطور حصة الفرد من استهالك األغذية حسب المناطق‬ ‫‪13‬‬
‫‪55‬‬ ‫أهم الدول المنتجة للوقود الحيوي من الجيل األول‬ ‫‪14‬‬
‫‪56‬‬ ‫اإلنتاج العامي لإليثانول والبيوديزل‬ ‫‪15‬‬
‫‪57‬‬ ‫تطور وتوقعات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول ‪2024-2000‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪58‬‬ ‫تطور سعر البترول خالل الفترة ‪2014-2000‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪59‬‬ ‫توقعات التوزيع االقليمي إلنتاج اإليثانول والبيوديزل لسنة ‪2024‬‬ ‫‪18‬‬
‫‪61‬‬ ‫اإلنتاج العالمي للحبوب‪ ،‬السكر والزيوت النباتية الموجه إلنتاج الوقود الحيوي‬ ‫‪19‬‬
‫‪62‬‬ ‫نسب المواد األولية المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫‪20‬‬
‫‪64‬‬ ‫االستخدامات الرئيسية من الحبوب في البلدان المتقدمة والنامية‬ ‫‪21‬‬
‫‪74‬‬ ‫الطبيعة المعقدة لتشكيل أسعار المواد الزراعية األساسية‬ ‫‪22‬‬
‫‪81‬‬ ‫الزيادات الملحوظة في األسعار واتجاهات الدراسات‬ ‫‪23‬‬
‫‪91‬‬ ‫أشكال الطحالب الدقيقة‬ ‫‪24‬‬
‫‪93‬‬ ‫تطور المتوسط العالمي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬ ‫‪25‬‬
‫‪94‬‬ ‫مراحل منحنى نمو الطحالب الدقيقة‬ ‫‪26‬‬
‫‪95‬‬ ‫ميكانيزم عملية التخليق الضوئي‬ ‫‪27‬‬

‫‪xiv‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫‪97‬‬ ‫عملية إنتاج الوقود الحيوي داخل خلية طحلبية‬ ‫‪28‬‬


‫‪102‬‬ ‫تطور تكلفة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬ ‫‪29‬‬
‫‪110‬‬ ‫إنتاج وقود الوقود الحيوي في أحواض مفتوحة‬ ‫‪30‬‬
‫‪111‬‬ ‫إنتاج الطحالب الدقيقة قرب مصدر ثاني أكسيد الكربون‬ ‫‪31‬‬
‫‪112‬‬ ‫األحواض اات حلقة مغلقة (الهند)‬ ‫‪32‬‬
‫‪112‬‬ ‫األحواض الدائرية‬ ‫‪33‬‬
‫‪113‬‬ ‫أحواض مفتوحة من نوع »‪( «raceway‬هاواي)‬ ‫‪34‬‬
‫‪114‬‬ ‫بساطة اإلنتاج في األحواض الخارجية المفتوحة‬ ‫‪35‬‬
‫‪116‬‬ ‫مفاعل حيوي ضوئي بغطاء زجاجي‬ ‫‪36‬‬
‫‪118‬‬ ‫مفاعل حيوي ضوئي مسطح‬ ‫‪37‬‬
‫‪119‬‬ ‫مفاعل حيوي ضوئي من نوع األعمدة‬ ‫‪38‬‬
‫‪120‬‬ ‫مفاعل حيوي ضوئي من نوع أنبوبي‬ ‫‪39‬‬
‫‪132‬‬ ‫استخدامات الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة‬ ‫‪40‬‬
‫‪137‬‬ ‫إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1970‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪138‬‬ ‫استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪140‬‬ ‫احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪142‬‬ ‫إنتاج‪/‬استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2000‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪143‬‬ ‫إنتاج البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪144‬‬ ‫استهالك البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪145‬‬ ‫احتياطيات البترول المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪148‬‬ ‫منحنى الذروة النفطية‬ ‫‪48‬‬
‫‪150‬‬ ‫إنتاج‪/‬استهالك البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2000‬‬ ‫‪49‬‬
‫‪152‬‬ ‫سيناريو تطور إنتاج النفط في الجزائر في أفق ‪2054‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪154‬‬ ‫تطور األسطول الوطني للسيارات خالل الفترة ‪2016-2003‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪155‬‬ ‫تطور عدد سكان الجزائر خالل الفترة ‪2016-2000‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪156‬‬ ‫الكميات المنتجة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬ ‫‪53‬‬
‫‪157‬‬ ‫الكميات المستهلكة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2014-2006‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪158‬‬ ‫الكميات المستوردة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪162‬‬ ‫واردات الجزائر من الغذاء خالل الفترة ‪2015-1980‬‬ ‫‪56‬‬

‫‪xv‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫‪163‬‬ ‫الواردات الزراعية الجزائرية خالل الفترة ‪2015-1980‬‬ ‫‪57‬‬


‫‪166‬‬ ‫دائرة تمثيلية لحصص الحبوب المستوردة في الجزائر سنة ‪2016‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪176‬‬ ‫تطور إنتاج التمور في الجزائر‬ ‫‪59‬‬
‫‪178‬‬ ‫أهم الدول المستوردة للتمور الجزائرية‬ ‫‪60‬‬
‫‪182‬‬ ‫المتوسط السنوي لدرجة الح اررة في الجزائر‬ ‫‪61‬‬
‫‪184‬‬ ‫تركيزات مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة في الجزائر‬ ‫‪62‬‬
‫‪186‬‬ ‫توزيع حقول النفط والغاز في الجزائر‬ ‫‪63‬‬
‫‪186‬‬ ‫طبقات المياه الجوفية للصحراء الشمالية‬ ‫‪64‬‬
‫‪188‬‬ ‫طبوغرافيا الجزائر‬ ‫‪65‬‬
‫‪189‬‬ ‫الكثافة السكانية في الجزائر‬ ‫‪66‬‬
‫‪191‬‬ ‫توزيع السكان في الجزائر‬ ‫‪67‬‬
‫‪192‬‬ ‫كثافة األنوار في الجزائر‬ ‫‪68‬‬
‫‪194‬‬ ‫المناطق المحتملة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬ ‫‪69‬‬
‫‪198‬‬ ‫أنسب منطقة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬ ‫‪70‬‬
‫‪210‬‬ ‫متوسط محتوى اإليثانول في البنزين الب ارزيلي‬ ‫‪71‬‬
‫‪211‬‬ ‫تسجيالت السيارات الجديدة بحسب الوقود في الب ارزيل (‪)2009-2000‬‬ ‫‪72‬‬
‫‪212‬‬ ‫تطور إنتاج قصب السكر في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬ ‫‪73‬‬
‫‪213‬‬ ‫تطور المحاصيل المستعملة في إنتاج اإليثانول في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪214‬‬ ‫تطور كمية قصب السكر المستخدم في إنتاج اإليثانول والسكر في الب ارزيل‬ ‫‪75‬‬
‫‪215‬‬ ‫تطور السعر الدولي للسكر الخالص‬ ‫‪76‬‬
‫‪216‬‬ ‫االتجاهات العامة للمساحات المخصصة إلنتاج المحاصيل الزراعية في الب ارزيل‬ ‫‪77‬‬
‫‪217‬‬ ‫نمو مردودات الحبوب‪ ،‬قصب السكر والقطن في الب ارزيل (‪)2024-2000‬‬ ‫‪78‬‬
‫‪221‬‬ ‫استهالك‪ ،‬إنتاج وصافي مبادالت اإليثانول في الب ارزيل (‪)2024-2000‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪222‬‬ ‫تطور الكميات المستهلكة والمصدرة من اإليثانول في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪239‬‬ ‫اإلنتاج اليومي للبيوديزل في الب ارزيل (‪)2016-2008‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪240‬‬ ‫تطور إنتاج الوقود الحيوي في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪242‬‬ ‫زيوت المواد األولية المستعملة في إنتاج البيوديزل في الب ارزيل (‪)2015-2006‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪263‬‬ ‫إنتاج‪ ،‬استهالك وصادرات البيوديزل في الواليات المتحدة (‪)2016-2001‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪264‬‬ ‫إنتاج واستهالك اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2015-1998‬‬ ‫‪85‬‬

‫‪xvi‬‬
‫فهرس األشكال‬

‫‪266‬‬ ‫تطور إنتاج اإليثانول وفقا لتدابير السياسة األمريكية لدعم الوقود الحيوي‬ ‫‪86‬‬
‫‪267‬‬ ‫عدد مصانع إنتاج اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2014-1999‬‬ ‫‪87‬‬
‫‪267‬‬ ‫عدد محطات الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2016-1992‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪268‬‬ ‫إنتاج واستخدام الذرة في اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2015-1987‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪269‬‬ ‫حصة الذرة المنتجة في إنتاج اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪90‬‬

‫‪xvii‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬

‫الطاقة عصب البشرية ال غنى عنها في حياة اإلنسان وال تخفى أهميتها عنه منذ الظهور األول له‬

‫على سطح األرض‪ ،‬فقد اعتمد عليها في تسيير حياته وتسهيل معيشته إلى أن أصبحت اقتصاديات‬

‫الطاقة في عصرنا الحديث مجال علمي واسع نظ ار للدور البارز الذي تلعبه الطاقة في االقتصاد‬

‫الم ِّ‬
‫حرك األساسي له‪ ،‬فضال عن كونها عنص ار جوهريا في تحقيق االستقرار‬ ‫العالمي الذي تعتبر ُ‬

‫السياسي واالجتماعي‪ ،‬لدرجة أن مستوى تطور المجتمع أصبح يتحدد بالعالقة بين االقتصاد والطاقة‪.‬‬

‫ستغلة في العالم منذ بداية القرن العشرين‪ ،‬ومع أن الفضل‬


‫ولقد كان النفط أهم وأكبر مصدر للطاقة ال ُم َ‬

‫يرجع له في تغذية االزدهار االقتصادي على مدى الخمسون سنة األخيرة باعتباره َش َّك َل محور دوران‬

‫حرك األساسي آلليات االقتصاد‪ ،‬إالَّ أنه من الم َّ‬


‫الم ِّ‬
‫سلم به اآلن أن نهاية عصره‬ ‫ُ‬ ‫التقدم البشري و ُ‬

‫أصبحت على مرمى البصر وأن االعتماد عليه يهدد بإخراج االقتصاد العالمي عن مساره‪ ،‬األمر الذي‬

‫أدى إلى تنامي التحذيرات وصيحات اإلنذار‪ ،‬ال سيما بعد التطورات الدولية واإلقليمية التي شهدها‬

‫العقد األول من األلفية الثالثة في ميدان الطاقة‪ ،‬وأدى إلى ظهور الحاجة الملحة للبحث عن بدائل له‬

‫تحسبا لنضوبه المتوقع في القرن الحادي والعشرين‪ ،‬ولغيرها من الدوافع االقتصادية والجيوسياسية‬

‫واأليكولوجية‪.‬‬

‫وفي إطار البحث عن هذه البدائل‪ ،‬والجهود المعتبرة التي ُب ِّدَل ْت في هذا االتجاه منذ النصف الثاني من‬

‫السبعينات إبان ارتفاع أسعار النفط آنذاك‪ ،‬حظيت البعض من هذه البدائل باهتمام بالغ سواء لكونها‬

‫َّ‬
‫بدائل لعبت في الماضي دو ار جوهريا في امدادات الطاقة على المستوى العالمي‪ ،‬وتَقل َ‬
‫ص هذا الدور‬

‫شيئا فشيئا نظ ار لتوفر النفط الرخيص والسهل النقل والتخزين واالستخدام‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للفحم‬

‫الحجري الذي يعرف حاليا اهتماما متجددا في بعض الدول التي تعرف معدالت نمو كبيرة على غرار‬

‫الصين والهند‪ ،‬أ و لكونها بدائل متوفرة بكميات كبير في العالم لم تستغل في الماضي إالَّ بشكل محدود‬

‫‌أ‬
‫مقدمة‬

‫جدا ألسباب ِّعدة‪ ،‬ال سيما اقتصادية وتكنولوجية‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للطاقة الحيوية المستمدة من‬

‫الكتلة الحيوية الحيوانية منها والنباتية على وجه الخصوص‪.‬‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬القى الوقود الحيوي المتمثل في اإليثانول والديزل الحيوي (البيوديزل) كبديل للوقود‬

‫األحفوري المشتق من البترول وكمصدر للطاقة المتجددة اهتماما كبي ار في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث‬

‫ازداد إنتاجه بسرعة في السنوات األخيرة ومن المتوقع أ ن تستمر هذه الزيادة في اإلنتاج مستقبال نظ ار‬

‫للتطورات الحالية في السياسات ال ُم َدعمة له واالتجاهات الخاصة بالطلب على الوقود األحفوري في‬

‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬ويعود الفضل في ذلك إلى الرغبة في تقليل االعتماد على الوقود األحفوري خاصة‬

‫بعد ارتفاع أ سعار هذا األخير في بداية األلفية الجديدة‪ ،‬وتزايد االنبعاثات المسببة لظاهرة االحتباس‬

‫الحراري‪ ،‬عالوة على رغبة الدول المتقدمة في دعم المزارعين من خالل ض مان الطلب على المحاصيل‬

‫التي ينتجونها عن طريق توجيهها إلى صناعة الوقود الحيوي باعتبار أ ن هذه الصناعة تعتمد على‬

‫مواد وسيطة زراعية ممثلة أ ساسا في المحاصيل السكرية والنشوية كالقمح والشعير والذرة وقصب‬

‫السكر والبنجر بالنسبة لإليثانول‪ ،‬أو المحاصيل الزيتية كالصويا وعباد الشمس بالنسبة للديزل الحيوي‬

‫(البيوديزل)‪ ،‬مما أدى بأبرز الدول المهتمة بالوقود الحيوي إلى تكتيف استخدام مخزونها من مختلف‬

‫المواد األولية الزراعية الستخالص الوقود الحيوي كبديل للوقود األحفوري التقليدي‪ ،‬األمر الذي زاد من‬

‫حجم الضغوط المفروضة على القطاع الزراعي الذي أصبح يرتبط ارتباطا وثيقا بقطاع الوقود الحيوي‪.‬‬

‫ونتيجة لهذا االرتباط‪ ،‬فإن صناعة الوقود الحيوي بدأ ت تلقي بظاللها على القطاع الزراعي العالمي‪،‬‬

‫خاصة بعدما عرف العالم أزمة سنة ‪ 2008‬غذائية سجل فيها اسـتنزاف للمخزونـات الغذائيـة وارتفاعات‬

‫غير مـسبوقة في أسعار األغذية‪ ،‬ال سيما المحاصيل الزراعية األساسية التي يدخل غالبيتها في‬

‫صناعة الوقود الحيوي‪ ،‬فضال عن الـنقص في األغذية وتدني مخزوناتها‪ ،‬األمر الذي حد من إمكانية‬

‫الحصول على الغذاء بالنـسبة للماليين من البشر في عدد كبير من الدول النامية التي ألقت زيادات‬

‫‌‬
‫ب‬
‫مقدمة‬

‫ال عليها ورفعت من فواتير وارداتها الغذائية وزادت العجز في ميزان‬


‫أسعار المحاصيل الزراعية عبئـًا ثقي ً‬

‫مدفوعاتها مما أدى إلى تراجع الجهود الرامية إلى تسريع وتيرة تحقيق خططها ومشروعاتها التنموية‪.‬‬

‫أول‪:‬اإشكاليةاالدراسة ا‬
‫ًا‬

‫ثمة روابط وثيقة جمعت دوما قطاع الطاقة بقطاع الزراعة وجعلت من ضمان أمن الطاقة وتحقيق‬

‫األمن الغذائي هدفان رئيسيان لجميع دول العالم تسعى إلى تحقيقهما من خالل مختلف سياساتها بما‬

‫يضمن أمنها واستقرارها االقتصادي والسياسي واالجتماعي‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن تحليل العالقة التي تجمع بين الوقود الحيوي والزراعة أعاد تأكيد الصلة الموجودة‬

‫بين الطاقة والزراعة وطرح جملة من التساؤالت تقع في نقطة التقاطع بين قطاعين استراتيجيين لسيادة‬

‫أي دولة وهما قطاع الطاقة وقطاع الزراعة باعتبار أن الوقود الحيوي مازال يلعب دو ار غير مؤكدا في‬

‫هذين القطاعين مما يجعله من أكثر مصادر الطاقة المثيرة للجدل والخالف كونه ينطوي على فرص‬

‫وتحديات ‪-‬متناقضة أحيانا‪ -‬في أسواق الطاقة وأسواق المواد األولية الزراعية تجعل من إمكانية‬

‫مساهمته في تحقيق التنمية الزراعية والريفية وضمان األمن الطاقي أم ار ممكنا‪ ،‬كما تجعل من‬

‫مساهمته في احتدام المنافسة على األراضي الزراعية وارتفاع أسعار المحاصيل واألغذية وما يترتب‬

‫من ذلك على األمن الغذائي أم ار محتمال أيضا‪.‬‬

‫مما سبق تبرز معالم اإلشكالية التي نود معالجتها من خالل التساؤل الرئيسي التالي‪:‬‬

‫ماامدىامساهمةاالوقوداالحيويافياتلبيةاالطلباعلىاالوقودادوناتشكيلاقيداغذائيا؟‬

‫لمعالجة هذه اإلشكالية والعمل على اإلحاطة بالجوانب التي تشكل محاور هذا الموضوع‪ ،‬قمنا بطرح‬

‫التساؤالت الفرعية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬هل ُيشكل إنتاج الوقود الحيوي ذو أصل نباتي قيدا غذائيا ؟‬

‫‪ -‬هل يؤثر إنتاج الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي على القطاع الزراعي ؟‬

‫‌‬
‫ت‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬هل يمكن للوقود الحيوي ضمان إمدادات طاقة النقل ؟ ا‬

‫ثانيا‪:‬افرضياتاالدراسة ا‬
‫ً‬

‫على ضوء ما تم طرحه من تساؤالت حول موضوع البحث وأمال في تحقيق أهداف البحث يمكن وضع‬

‫الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ُ -‬يشكل إنتاج الوقود الحيوي ذو أصل نباتي بالنسبة للجيل األول منه قيدا غذائيا كونه يؤثر سلبا على‬

‫الركائز األساسية لألمن الغذائي‪.‬‬

‫‪ -‬ال يؤثر إنتاج الوقود الحيوي ذو أ صل طحلبي على القطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪ -‬يمكن للوقود الحيوي ضمان إمدادات طاقة النقل شرط توفر الحماية والدعم الحكومي بما يضمن‬

‫تنافسيته في السوق‪.‬‬

‫ثال ًثا‪:‬اأهميةاالدراسة ا‬

‫يكتسب الموضوع في الوقت الراهن أهمية قصوة من الناحيتين االقتصادية والجيوسياسية‪ ،‬كما يلقى‬

‫اهتماما كبي ار على الصعيد الدولي يوازي ما يلقاه من اهتمام على الصعيد الوطني‪ .‬فتطوير طاقات‬

‫بديلة متجددة أصبح يشكل الشغل الشاغل للكثير من بلدان العالم في ظل ما تشهده هذه البلدان من‬

‫مشكالت وأزمات طاقية متفاقمة تهدد حقوق أجيالها المقبلة‪ ،‬وتحديات مستقبلية خطيرة تتربص‬

‫باستقرارها َجراء التداعيات المترتبة على عدم استقرار امدادات الطاقة وتقلبات أسعار هذه األخيرة في‬

‫األسواق الدولية‪ ،‬األمر الذي دفع بالكثير منها إ لى تطوير سياسات طاقية طموحة تمكنها من تحقيق‬

‫أمن التزود بالطاقة وإنتاج بدائل متجددة لها كالوقود الحيوي الذي يع ُّد من أهم الطاقات المتجددة التي‬

‫عرفها العالم في العقود األخيرة رغم كونه أيضا من أكثرها إثارة للجدل بسبب تداعياته المحتملة على‬

‫الجانب الزراعية واالجتماعي‪.‬‬

‫‌‬
‫ث‬
‫مقدمة‬

‫أما على المستوى الوطني‪ ،‬فتنبع أهمية الموضوع من ضرورة تطوير طاقة متجددة بديلة للوقود‬

‫البترولي في قطاع النقل‪ ،‬وغياب حاليا ورقة طريق ملموسة طويلة المدى لتنويع مصادر الطاقة في‬

‫الجزائر‪ ،‬ال سيما الوقود الذي ُّ‬


‫يعد دوره حاسما ‌في تحقيق االستقاللية تجاه األسواق الدولية وتعزيز‬

‫ص َّغرة كالرفع الجزئي للدعم المقدم للوقود من أجل الحد‬


‫السيادة الوطنية‪ ،‬واالكتفاء بتدابير عالجية ُم َ‬

‫من الطلب عليه ومواجهة تداعيات تراجع المداخيل النفطية الوطنية التي ت ُّ‬
‫عد العمود الفقري للدولة في‬

‫سياق يتسم بتراجع أسعار النفط وما يترتب من ذلك على الصعد االقتصادية واالجتماعية واألمنية‬

‫والجيوسياسية‪ ،‬مما ي جعل الجزائر عرضة النتقادات شديدة جراء لجوئها إلى خيارات ظرفية سطحية‪،‬‬

‫سهلة وقصيرة المدى كرفع الدعم أو استيراد الوقود لتغطية العجز المسجل في إنتاجه محليا في وقت‬

‫تستطيع فيه تطوير بدائل له واغتنام هذه الفرصة التاريخية للقيام بإصالحات هيكلية عميقة‪.‬‬

‫رابع ًا‪:‬اأسبابااختياراالموضوع‬

‫ثمة أسباب ودوافع‪ ،‬منها الذاتية ومنها الموضوعية‪ ،‬دفعتنا إلى اختيار هذا الموضوع والبحث فيه دون‬

‫غيره من المواضيع األخرى‪ ،‬نذكر منها على الخصوص ‪:‬‬

‫‪ -‬تزايد الحديث والنقاش في السنوات األخيرة حول ضرورة تطوير طاقة بديلة في قطاع النقل مما جعل‬

‫من الموضوع يكتسب أهمية كبيرة ويطرح نفسه بإلحاح على الساحة الوطنية والدولية‪ ،‬السيما أمام‬

‫النضوب المحتمل للنفط وتذبذبات أسعاره في األسواق الدولية؛‬

‫‪ -‬االهتمام الكبير والمتزاي د الذي يحظى به هذا الموضوع من طرف الكثير من الباحثين والهيئات‬

‫الدولية والحكومات في العديد من دول العالم‪ ،‬بما فيها الدول النامية؛‬

‫‪ -‬حداثة الموضوع في ميدان البحث العلمي في الجزائر وقلة البحوث والدراسات التي عالجته ‪-‬حسب‬

‫معرفتنا‪ -‬في الجامعات الجزائرية‪ ،‬خاصة باللغة العربية؛‬

‫‪ -‬إمكانية البحث في هذا الموضوع رغم قلة المادة العلمية والمراجع باللغة العربية؛‬

‫‌‬
‫ج‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬الرغبة في تزويد المكتبة الجامعية بمرجع علمي جديد يمثل لبنة إضافية في حقل البحث العلمي‬

‫تضاف إلى جهود من سبقونا في البحث في هذا الموضوع‪ ،‬مع تشجيع الطلبة والباحثين لالهتمام به‬

‫أكثر؛‬

‫‪ -‬اإلسهام في التعريف أكثر بموضوع الوقود الحيوي وتسليط الضوء عليه بإزالة الغموض‬

‫الذي يكتنفه؛‬

‫‪-‬مدى ترابط الموضوع وتالئمه إلى حد ما مع تخصصنا " التحليل واالستشراف االقتصادي"؛‬

‫‪ -‬ميوالنا الشخصي ورغبتنا الملحة في االطالع أكثر على هذا الموضوع وتوسيع معرفتنا فيه وإزالة‬

‫الكثير من الغموض بشأنه كخطوة للتخصص فيه أكثر مستقبال؛‬

‫خام ًسا‪:‬اأهدافاالدراسة ا‬

‫من بين األهداف التي نسعى إلى تحقيقها من خالل هذه الدراسة‪ ،‬نذكر ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة تجارب بعض الدول الرائدة في مجال دعم الوقود الحيوي وابراز أهم الدروس المستفادة من‬

‫هذه التجارب؛‬

‫‪ -‬رفع الغموض الذي يكتنف مفهوم "الوقود الحيوي" بمختلف أجياله؛‬

‫‪ -‬رسم صورة عن الوضع الراهن في الجزائر لقطاع المحروقات في الجزائر؛‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على أثر إنتاج الوقود الحيوي على القطاع الزراعي؛‬

‫‪ -‬تسليط الضوء على إمكانية إنتاج الوقود الحيوي في الجزائر؛‬

‫‪ -‬لفت انتباه الباحثين األكاديميين والممارسين إلى ضرورة االهتمام با لبحث في مجال تطوير بدائل‬

‫جديدة للطاقة‪ ،‬باإلضافة إلى لفت انتباه القائمين على الشؤون االقتصادية إلى ضرورة االستعداد‬

‫لمرحلة ما بعد البترول‪.‬‬

‫‌‬
‫ح‬
‫مقدمة‬

‫سادسا‪:‬االدراساتاالسابقة‬
‫ً‬

‫بغية سبر أغوار الموضوع محل الدراسة من جهة‪ ،‬وتحقيق إلماما كامال وشامال به من جهة أخرى‪،‬‬

‫يصبح من الضروري االستعانة بالدراسات السابقة التي توضح األسس النظرية لموضوع البحث‬

‫وتعطي معرفة بتاريخ تطوره‪ ،‬كما تسمح في الوقت نفسه بمقارنة نتائجها مع البحث الم َّ‬
‫قدم‪ ،‬ومن بين‬ ‫ُ‬

‫الدراسات التي أتيح لنا االطالع عليها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة فاتح بن نونة سنة ‪ 2015‬حول أثر سياسات الوقود الحيوي على أسعار السلع الزراعية في‬

‫الواليات المتحدة األمريكية خالل الفترة ‪( 2013– 2004‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪-‬‬

‫الجزائر)‪ ،‬والتي هدفت إلى تحليل آثار سياسة دعم الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية على‬

‫أسواق الحبوب‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج‪ ،‬أهما‪:‬‬

‫‪ ‬زيادة إنتاج اإليثانول من الذرة في الواليات المتحدة األمريكية راجع لسياسة دعم تقوم‬

‫"رسميا" على أهداف اقتصادية‪ ،‬بيئية وطاقية؛‬

‫‪ ‬سياسة دعم الوقود الحيوي في الواليات المتحدة كان لها أثر على ارتفاع سعر الذرة‬

‫فحسب‪ ،‬بل أيضا على ارتفاع أسعار الحبوب األخرى بسبب أثر اإلحالل وإعادة‬

‫تخصيص المحاصيل الزراعية‪.‬‬

‫‪ ‬سياسة دعم الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية غير فعالة إلى حد ما نظرا‬

‫لتكلفتها المرتفعة وقلة مساهمتها في خفض واردات النفط األمريكية وخفض انبعاثات‬

‫غاز ثاني أكسيد الكربون؛‬

‫‌‬
‫خ‬
‫مقدمة‬

‫‪ ‬سياسة دعم الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية غير مبررة بأسباب‬

‫اقتصادية أو بيئية‪ ،‬بل بأسباب جيوسياسية تتمثل في تحقيق أمن الطاقة باستبدال‬

‫الوقود النفطي بالوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة دنيا جالل سنة ‪ 2013‬حول إنتاج الوقود الحيوي في إطار االقتصاد العالمي ‌في مصر‬

‫(تقرير بحث‪ -‬مصر)‪ ،‬والتي هدفت إلى تسليط الضوء على التحديات والتناقضات التي يطرحها إنتاج‬

‫الوقود الحيوي‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج‪ ،‬أهما‪:‬‬

‫‪ ‬يطرح إنتاج الوقود الحيوي اشتباكات بين قطاع الطاقة وقطاع الغذاء‪ ،‬إضافة إلى‬

‫تناقضات وأعباء على المستوى االقتصادي والسياسي واألخالقي؛‬

‫‪ ‬ال يمكن للوقود الحيوي أن يساهم في تحقيق أمن الطاقة في مصر على المدى‬

‫القصير بقدر ما يمكنه أن يساهم في رفع أسعار األغذية؛‬

‫‪ ‬على الرغم من توفر الموارد الزراعية واإلمكانات واألسـواق المحتملة في مصر‪ ،‬إالَّ أن‬

‫مشروعات إنتاج الوقود الحيوي تبقى غير جاذبة لالستثمار الخاص على المدى‬

‫القصير؛‬

‫‪ ‬خدمة متطلبات قطاع النقل في مصر يتطلب دراسة إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثاني على المستوى المحلي أو ترجيح ترتيبات استيراده‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (‪ )Gabriel Emond‬سنة ‪ 2011‬حول التكلفة البيئية واإليكولوجية واالجتماعية لإليثانول‬

‫واالجتماعية‌‬ ‫الب ارزيلي (تقرير بحث‪ -‬كندا)‪ ،‬والتي هدفت إلى تقييم مختلف التكاليف البيئية واإليكولوجية‬

‫وت َو ُّسع زراعة قصب السكر في الب ارزيل‪ ،‬إضافة إلى إثراء النقاش العلمي‬
‫المتعلقة بإنتاج اإليثانول َ‬

‫‌د‬
‫مقدمة‬

‫والتوعية حول الشكوك واألسئلة التي يثيرها اإلنتاج الواسع للوقود الحيوي في بلدان الجنوب مع أخد‬

‫التجربة الب ارزيلية كنموذج‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج‪ ،‬أهما‪:‬‬

‫‪ ‬الزراعة المكثفة لقصب السكر من أجل إنتاج اإليثانول كان لها تأثيرات سلبية كبيرة‬

‫على البيئة والنظم اإليكولوجية؛‬

‫‪ ‬نجاح قطاع اإليثانول في الب ارزيل خلق عجز إيكولوجي وبيئي واجتماعي كبير؛‬

‫مستداما لمواجهة التحديات البيئية واالجتماعية الكبيرة كتغير‬


‫ً‬ ‫ال‬
‫‪ ‬ال يمثل اإليثانول ح ً‬

‫المناخ والفقر وانعدام األمن الغذائي‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (‪ )Benoit Gabrielle‬سنة ‪ 2008‬حول أهمية وحدود الوقود الحيوي من الجيل األول (مقال‬

‫جامعي‪ -‬فرنسا)‪ ،‬والتي هدفت إ لى مناقشة وتحليل إيجابيات وسلبيات الوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫اعتمادا على معايير بيئية‪ ،‬طاقية وزراعية لدراسة جدوى إنتاجه‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج‪ ،‬أهما‪:‬‬

‫‪ ‬الجيل األول من الوقود الحيوي يتمتع بميزة تنافسية مقارنة مع األجيال األخرى كونه‬

‫يعتمد على تكنولوجيا ناضجة ومتحكم فيها‪ ،‬أنظمة إنتاج زراعي ‌وسالسل لوجستية‬

‫موجودة مسبقا على أرض الميدان‪ ،‬عالوة على تَ َكُّيفه المباشر مع محركات السيارات‬

‫الموجودة في السوق مع مما يجعل من توسع إنتاجه على المدى القصير ممكنا؛‬

‫‪ ‬الحصيلة الطاقية والبيئية للجيل األول من الوقود الحيوي جد متواضعة‪ ،‬والتوترات‬

‫على عرض المحاصيل واستغالل األراضي الزراعية عالية نسبيًا‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة (‪ )Loïc Guindé, Florence Jacquet, Guy Millet‬سنة ‪ 2008‬حول آثار تطوير الوقود‬

‫الحيوي على إنتاج المحاصيل الزراعية الكبرى في فرنسا (مقال جامعي‪ -‬فرنسا)‪ ،‬والتي هدفت إلى‬

‫‌ذ‬
‫مقدمة‬

‫قياس النتائج المحتملة للتخصص في مادة أولية زراعية واحدة –بذور اللفت‪ -‬لتطوير الوقود‬

‫الحيوي على إنتاج المحاصيل الزراعية األخرى‪.‬‬

‫خلصت الدراسة إلى العديد من النتائج‪ ،‬أهما‪:‬‬

‫‪ ‬إنتاج وقود حيوي من بذور اللفت وفرض نسبة دمجه بالوقود النفطي قدرها ‪ ،%7‬من‬

‫صصة إلنتاج‬
‫شأنه أن يؤدي إلى زيادة كبيرة في مساحات األراضي الزراعية ال ُم َخ َّ‬

‫محصول بذور اللفت قد تصل إلى ‪ %30‬من المساحة الزراعية اإلجمالية لفرنسا؛‬

‫صصة إلنتاج بذور اللفت تكون على حساب‬


‫‪ ‬زيادة مساحة األراضي الزراعية ال ُم َخ َّ‬

‫األراضي الزراعية الموجهة للحبوب والمحاصيل الزراعية الكبرى األخرى مما يقلل من‬

‫عرضها في السوق؛‬

‫‪ ‬استحالة الوصول إلى نسبة خلط إجبارية قدرها ‪ %10‬دون الحد من صادرات بذور‬

‫اللفت واللجوء الى الواردات على الرغم من كون فرنسا ثاني أكبر منتج لبذور اللفت‬

‫بعد ألمانيا‪.‬‬

‫هدفت كل هذه الدراسات‪ ،‬وغيرها من الدراسات األخرى‪ ،‬إلى إلقاء الضوء على الوقود الحيوي من‬

‫جانب واحد‪ ،‬سواء كان اقتصادي‪ ،‬طاقي‪ ،‬زراعي‪ ،‬بيئي أو اجتماعي‪ ،‬وعلى مستوى واحد (وطني)‪،‬‬

‫غير أن دراستنا تسعى إلى استخالص دروس من جوانب مختلفة (اقتصادي‪‌ ،‬طاقي‪ ،‬زراعي‪،‬‬

‫اجتماعي‪ ،‬أخالقي)‪ ،‬وعلى مستويات عدة (وطني‪ ،‬اقليمي‪ ،‬دولي)‪.‬‬

‫سابعا‪:‬االحدوداالمكانيةاوالزمنية للدراسة‬
‫ً‬

‫تهتم هذه الدراسة بالقطاع الزراعي والقطاع الطاقي‪ ،‬ال سيما الوقود الحيوي دون غيره من األنواع‬

‫األخرى من الطاقات البديلة‪ ،‬نظ ار لالرتباط الوثيق بين هذين القطاعين‪ .‬وبغرض معالجة اإلشكالية‬

‫المقترحة وتحقيق أهدافها‪ ،‬نضع إطا ار يحدد دراستنا ويتمثل في الحدود المكانية والزمانية التالية‪:‬‬

‫‌ر‬
‫مقدمة‬

‫• الحدود االزمنية‪ :‬لقد تم تحديد مجال البحث زمنيا في الفترة الممتدة من ‪ 2000‬إلى ‪ ،2015‬وذلك‬

‫لألسباب التالية‪:‬‬

‫‪ ‬هي الفترة التي شهد فيها قطاعي الزراعة والطاقة تقلبات كبيرة تمثلت أساسا في‬

‫االتجاه العام التصاعدي أل سعار كل من النفط والمواد األولية الزراعية في األسواق‬

‫الدولية‪ ،‬السيما بعد األزمة الغذائية العالمية سنة ‪ ،2008‬مما أثر بشكل كبير على‬

‫سوق الوقود الحيوي؛‬

‫‪ ‬هي الفترة التي تتوفر على أكبر قدر من البيانات حول قطاع الوقود الحيوي على‬

‫المستوى العالمي؛‬

‫‪ ‬هي الفترة التي شهدت اهتمامًا متجدداً بالوقود الحيوي واعادة اقتحام الواليات المتحدة‬

‫األمريكية هذا القطاع بقوة كبيرة؛‬

‫‪ ‬هي الفترة التي عرفت تعزيز سياسات دعم الوقود الحيوي في مختلف أنحاء العالم‬

‫وطفرة كبيرة في إنتاج هذا األخير؛‬

‫‪ ‬هي الفترة التي عرفت اكتساح الساحة العالمية دول فاعلة جديدة في قطاع لوقود‬

‫الحيوي بعدما كان هذا األخير ُحكرة على عدد جد محدود من الدول‪.‬‬

‫• الحدود االمكانية‪ :‬نظ ار لكون دراستنا تنصب على اإليثانول والبيوديزل (الديزل الحيوي) دون غيرهما‬

‫ص ِّطفاء الدول الرائدة واألكثر تمثيال فيما يخص السياسات‬ ‫ِّ‬


‫من األنواع األخرى للوقود الحيوي‪ ،‬ارتأينا إ ْ‬

‫المنتهجة لدعم هذين النوعين من الوقود الحيوي‪ ،‬وتوقف اختيارنا على تجارب كل من الب ارزيل‪،‬‬

‫الواليات المتحدة األمريكية وفرنسا‪ .‬وقد انص ب اهتمامنا في المقام األول على الب ارزيل كونه الدولة‬

‫األكثر تقدما في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬حيث لديه خبرة ترجع لعشرات السنوات في إنتاج االيثانول من‬

‫قصب السكر تجعل من تجربته نموذجا ُيقتدى به مما دفعنا إلى دراسته بشكل أ كثر تعمقا من التجربة‬

‫‌ز‬
‫مقدمة‬

‫األمريكية في إنتاج اإليثانول المستخلص أساسا من الذرة والتجربة الفرنسية في إنتاج البيوديزل (الديزل‬

‫الحيوي) المستخلص أساسا من بذور اللفت‪ ،‬كون هاتين التجربتين األخيرتين مستوحاة مباشرة من‬

‫التجربة الب ارزيلية في المجال‪.‬‬

‫ثامًنا‪:‬امنهجيةاالدراسة ا‬

‫نظ ار لطبيعة الموضوع‪ ،‬وحتى نتمكن من اإلجابة على اإلشكالية المطروحة ونختبر صحة الفرضيات‬

‫المتبناة ونستخلص دروسا من التجارب الدولية في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬اعتمدنا في دراستنا على‬

‫المزج بين عدة مناهج جاءت كما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬استعرضنا من خالله وصفا دقيقا كيفيا عن كل الجوانب المفاهيمية‬

‫الرئيسية للوقود الحيوي بمختلف أجياله من أجل تقديم صورة واضحة عنه واإللمام بمختلف‬

‫الجوانب الخاصة به‪ ،‬ثم وصفا كميا رقميا من خالل عرض بيانات وجداول حول الوقود‬

‫الحيوي والجوانب الزراعية المرتبطة به مع شرحها وتحليلها وتفسيرها وتوضيح طبيعة العالقة‬

‫الموجودة بين متغيراتها واتجاهات تطورها واستخالص النتائج منها؛‬

‫‪ ‬المنهج التقويمي‪ :‬نظ ار لكون الوقود الحيوي ينطوي على إيجابيات وسلبيات على حد سواء‪ ،‬تم‬

‫االعتماد على المنهج التقويمي عند دراسة التجارب الدولية في مجال الوقود الحيوي للداللة‬

‫على األضرار الجانبية والفجوات وأوجه القصور والخلل الضروري تفاديهم عند تصميم‬

‫سياسات لدعم الوقود الحيوي؛‬

‫‪ ‬المنهج التاريخي‪ :‬استعرضنا تطور قطاع الوقود الحيوي والمواد األولية الزراعية التي تدخل في‬

‫تصنيعه وفقا لسير األحداث وتطورها‪ ،‬عالوة على التسلسل التاريخي لمختلف المراحل التي‬

‫مر بها هذا القطاع عامة‪ ،‬وفي مجموعة الدول محل الدراسة خاصة‪ ،‬وذلك بهدف دراسة‬

‫‌‬
‫س‬
‫مقدمة‬

‫ُسس منهجية دقيقة بقصد االستناد على ذلك‬


‫وتفسير وتحليل وقائع وأحداث الماضي على أ ُ‬

‫لفهم اتجاهات الحاضر والمستقبل؛‬

‫‪ ‬المنهج االستقرائي‪ :‬طبيعة الموضوع ال تسمح باالعتماد على المنهج االستنباطي كون الفرص‬

‫والتحديات التي ينطوي عليها قطاع الوقود الحيوي ونتائج السياسات المنتهجة لدعمه تتباين‬

‫من دولة ألخرى بحسب الخصوصيات االقتصادية واالجتماعية والتاريخية والطاقية والزراعية‬

‫لكل دولة‪ ،‬وبالتالي ال يمكن ِّاستهالل مقدمة األطروحة بحكم عام ثم استخالص نتائج من‬

‫مختلف التجارب الدولية في مجال الوقود الحيوي وإعادة إصدار وتأكيد الحكم العام‪ ،‬وإنما‬

‫سيتم االعتماد على المنهج االستقرائي بِّاستهالل المقدمة بأسئلة دون إصدار حكم عام‪ ،‬ثم‬

‫دراسة التجارب الدولية في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬وأخي ار القيام باستدالل تصاعدي الستخالص‬

‫نتائج عامة ودروس يستفاد منها‪.‬‬

‫تاس ًعا‪:‬اصعوباتاالدراسة ا‬

‫واجهتنا َجمة من الصعوبات والمشاكل في مسيرة إعداد هذه الدراسة‪ ،‬نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬قلة المراجع باللغة العربية المتعلقة بموضوع الوقود الحيوي‪ ،‬إذ لم نقول شبه انعدامها‪ ،‬وإن وجد‬

‫بعضها فهي تتسم بالطابع العام التقريبي؛‬

‫‪ -‬غ ازرة المعلومات وتشابكها وتداخلها في بعض جوانب موضوع الوقود الحيوي مما يجعل من‬

‫تلخيصها أم ار حتميا قد يؤدي أحيانا إلى إهمال جوانب هامة وحاسمة في الموضوع؛ وعلى عكس ذلك‪،‬‬

‫ندرة المعلومات في جوانب أخرى من الموضوع‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة باألبحاث الخاصة بالجانب‬

‫الزراعي التي أ جريت على التراب الوطني وصعوبة الحصول عليها من مصادرها الوطنية الرسمية‬

‫بسبب رفض الهيئات الرسمية تقديمها لنا بحجة سريتها‪ ،‬أو منحها لنا لبيانات وإحصاءات عامة ال تفي‬

‫بالغرض المطلوب‪ ،‬ناهيك عن التباين في هذه البيانات واإلحصاءات َلما نجدها في مصادر أخرى؛‬

‫‌‬
‫ش‬
‫مقدمة‬

‫‪ -‬عدم وجود مجالت وطنية علمية تتضمن مقاالت في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬حيث أن كل المقاالت‬

‫المستعملة في هذا البحث تم الحصول عليها عن طريق شبكة اإلنترنت أو عن طريق اقتناء القليل جدا‬

‫منها من دول أجنبية بسبب أثمانها الباهظة؛‬

‫‪ -‬األدبيات التي تناولت موضوع سياسات دعم الوقود الحيوي في الدول محل الدراسة‪ ،‬السيما سياسة‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬طغى عليها الطابع "القانوني الضريبي" المحض في شكل نصوص قانونية‬

‫وتشريعات وأحكام ومراسيم‪ ،‬في حين أهملت الجانب االقتصادي مما جعلنا نجد صعوبة كبيرة في‬

‫دراستها؛‬

‫‪ -‬اطالعنا على عدد من التجارب الدولية في مجال الوقود الحيوي جعلنا نالحظ أن كل هذه التجارب‬

‫دون استثناء مستوحات في خطوطها العريضة من التجربة الب ارزيلية القوية بأربعون سنة خبرة في‬

‫المجال‪ ،‬مما جعلنا نشعر أن دراسة سياسة دعم الوقود الحيوي في فرنسا بمثابة دراسة مثال مصغر‬

‫للتجربة الب ارزيلية‪ ،‬وفي الواليات المتحدة األمريكية بمثابة دراسة مثال مكبر للتجربة الب ارزيلية‪ ،‬رغم أن‬

‫هذا الشعور بالتكرار تالشى نسبيا بسبب الفوارق في تطبيق هذه السياسات وخاصة بسبب الفوارق في‬

‫نتائجها سواء كانت إيجابية أو سلبية والراجعة إلى خصوصيات كل دولة‪.‬‬

‫عاشًرا‪:‬امحتوىااالدراسةا ا‬

‫لغرض اإلحاطة بجميع جوانب الموضوع وبلوغ األهداف المس َّ‬


‫طرة‪ ،‬فقد تضمنت هذه الدراسة مقدمة‬ ‫َُ‬

‫وخمسة فصول أساسية ُمَق َّسمة إلى مباحث جاءت كما يلي ‪:‬‬

‫تناول الفصلااألول الوقود الحيوي ذو أصل نباتي من خالل ثالث مباحث‪ُ ،‬خص َ‬
‫ص المبحث األول‬

‫ط ُّوره التاريخي‪ ،‬وتناول المبحث الثاني الوقود الحيوي من الجيل‬


‫لمفهوم الوقود الحيوي وتَ َ‬

‫األول‪ ،‬واستعرض المبحث الثالث الوقود الحيوي من الجيل الثاني‪ .‬تناول الفصل االثاني أثر الوقود‬

‫الحيوي ذو أصل نباتي على السوق الزراعي من خالل ثالث مباحث‪َ ،‬و َّ‬
‫ض َح المبحث األول تطور‬

‫‌‬
‫ص‬
‫مقدمة‬

‫ط َّر َق المبحث‬
‫السوق الزراعي‪ ،‬و َح َّد َد المبحث الثاني االحتياجات الزراعية لإلنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬وتَ َ‬

‫الثالث ألثر الوقود الحيوي على أسعار المواد األولية الزراعية‪ .‬تناول الفصلاالثالث الوقود الحيوي ذو‬

‫أصل طحلبي من خالل ثالث مباحث‪ ،‬استعرض المبحث األول الطحالب الدقيقة والمياه المستعملة في‬

‫ض َح المبحث الثاني طرق إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الدقيقة‪ ،‬و ُخص َ‬
‫ص ‌المبحث‬ ‫إنتاجها‪ ،‬وَو َّ‬

‫الثالث لتثمين البقايا الجافة للطحالب الدقيقة‪‌ .‬تناول الفصل االرابع إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي ‌من خالل ثالث مباحث‪َ ،‬بي َ‬


‫َّن المبحث األول ضرورة ايجاد بديل للوقود البترولي في الجزائر‪،‬‬

‫وَو َّ‬
‫ض َح المبحث الثاني إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الجزائر‪ ،‬وتناول المبحث‬

‫الثالث إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر‪ .‬تناول الفصل االخامس التجارب‬

‫ص ‌المبحث األول ‌للتجربة الب ارزيلية في مجال دعم الوقود‬


‫الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‪ُ ،‬خص َ‬

‫الحيوي‪ ،‬وتناول المبحث الثاني التجربة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي‪ ،‬واستعرض المبحث‬

‫الثالث التجربة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‪.‬‬

‫‌‬
‫ض‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫تمهيد‬

‫شهد العالم في نهاية الثالثينات المجيدة من القرن الماضي العديد من التغيرات االقتصادية والتكنولوجية‬

‫والجيوسياسية جعلت من خيار التوجه نحو إنتاج طاقة متجددة كضمان للحاضر وأمان للمستقبل أم ار‬

‫حتميا‪ ،‬مما دفع عدة دول إلى االهتمام بتطوير وقود حيوي ذو أصل نباتي‪ ،‬خاصة في ضوء نجاح‬

‫التجربة الب ارزيلية‪ .‬وقد عمدنا في فصلنا هذا على إعطاء تسمية "وقود حيوي ذو أصل نباتي" لكل وقود‬

‫سائل مشتق من المواد األولية الزراعية (الوقود الحيوي من الجيل األول) أو من المخلفات الزراعية‬

‫والنباتية (الوقود الحيوي من الجيل الثاني) لتمييزه عن "الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي"‪ ،‬أو كما يسمى‬

‫غالبا "الوقود الحيوي من الجيل الثالث"‪ ،‬الذي سنتطرق إليه في الفصل الثالث من دراستنا باعتبار أن‬

‫الطحالب الدقيقة كائنات حية دقيقة وليست نباتات‪.‬‬

‫إن الهدف األساسي للفصل األول يكمن في تسليط الضوء على الجوانب المفاهيمية الرئيسية للوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬حيث سنقوم بتوضيح ما المقصود بالوقود الحيوي وتطور مساره التاريخي مع شرح أسباب‬

‫التوجه نحو إنتاجه‪ ،‬ثم سنستعرض الجيل األول والجيل الثاني من الوقود الحيوي بالتطرق إلى‬

‫خصائصهما واستخداماتهما فضال عن كيفية إنتاجهما‪ ،‬وهذا من أجل اإللمام بمختلف الجوانب‬

‫الخاصة بهما؛ وعلى هذا األساس سنتناول هذا الفصل من خالل التعرض إلى المباحث اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬مفهوم الوقود الحيوي وتطوره التاريخي؛‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬الوقود الحيوي من الجيل األول؛‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬الوقود الحيوي من الجيل الثاني‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ -‬مفهوم الوقود الحيوي وتطوره التاريخي‬

‫إن استخدام الكائنات الحية الدقيقة والنباتات باإلضافة إلى منتجات ومخلفات القطاع الزراعي ألغراض‬

‫طاقية ليس بالجديد على البشرية‪ ،‬فقد كان في بدء الحياة وقد يستمر حتى نهايتها‪ ،‬كما أنه خالفا‬

‫لالعتقاد السائد‪ ،‬فإن الوقود الحيوي بمفهومه وشكله الحالي ليس حديث النشأة‪ ،‬بل ظهر جنبا إلى‬

‫جنب مع والدة صناعة السيارات‪ ،‬غير أنه لم يبرز على الساحة الطاقية الدولية إالَّ بعد أزمة النفط‬

‫لسنة ‪ 1973‬التي َوَّل َدت فكرة تطويره‪ .‬وبالتالي فإن هناك غموض كبير يحيط بالوقود الحيوي الذي‬

‫يعاني من صورة مبسطة وسمعة إيجابية مبالغ فيها بشكل كبير‪ ،‬األمر الذي يستوجب توضيح ما‬

‫المقصود به وملء الثغرات النظرية المتعلقة به‪ ،‬وهو هدف هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ -1-I‬تعريف الوقود الحيوي‬

‫تمتلك اللغة العربية مصطلح واحد فقط بشأن الوقود الحيوي على غرار اللغة االنجليزية التي تستعمل‬

‫مصطلح (‪ ،)Biofuel‬في حين تتعدد المصطلحات التي تشير إلى الوقود الحيوي في النصوص الناطقة‬

‫بالفرنسية‪ ،‬ومن بين هذه المصطلحات نجد مصطلح (‪ )Biocarburant‬الذي يعتبر المصطلح األكثر‬

‫استعماال في اللغة الفرنسية رغم أنه محل جدل بسبب "الرنة الخضراء اإليجابية" التي يعطيها لهذا النوع‬

‫من الوقود‪ ،‬حيث يفضل الباحثون والخبراء استعمال مصطلح آخر أكثر حداثة ظهر سنة ‪ 2004‬وأكثر‬

‫تعبير عن تركيبة هذا النوع من الوقود‪ ،‬وهو مصطلح (‪ )Agrocarburant‬الذي يعتبره الخبراء أكثر‬

‫داللة على طبيعة هذا الوقود الذي يتم الحصول عليه من المنتجات المشتقة من الزراعة وغيرها‪.‬‬

‫ويشير مصطلح الوقود الحيوي بشكل عام إلى أي نوع من الوقود المشتق من الكتلة الحيوية‬

‫(‪[ )Biomasse‬برنامج األمم المتحدة للبيئة‪ ،]2 ،2008 ،‬إذ يتم الحصول عليه من األخشاب والمحاصيل‬

‫الزراعية ومخلفات النباتات والطحالب‪ ،‬والتي تتم معالجتها كيميائيا حتى تصبح وقودا متجددا بديال‬

‫ألنواع الوقود التقليدية األخرى المعروفة‪ .‬ويعتبر الوقود الحيوي من أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة‪،‬‬

‫‪3‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫على خالف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وكافة أنواع الوقود األحفوري‪ ،‬كما‬

‫يمكن تحديد ثالثة أجيال لهذا الوقود عند تصنيفه حسب المصدر والنوع كما سنراه الحقا‪.‬‬

‫وقد يكون الوقود الحيوي سائال مثل اإليثانول والبيوديزل (الديزل الحيوي) أو غازيا مثل الغاز الحيوي؛‬

‫وعلى الرغم من محدودية حجم الوقود الحيوي السائل بوجه عام‪ ،‬إالَّ أن أقوى نمو حدث في السنوات‬

‫األخيرة كان ذلك الذي شهده استخدام الوقود الحيوي السائل في قطاع النقل [‪ ،]FAO, 2008, 11‬والذي‬

‫أنتج في معظمه باستخدام مواد أساسية زراعية وغذائية كمواد وسيطة‪ ،‬وأهم أشكاله هي البيوديزل‬

‫(الديزل الحيوي) واإليثانول علما أن هذا األخير يشكل في الوقت الحالي ‪ %90‬تقريبا من استخدام‬

‫الوقود الحيوي على مستوى العالم [حداد‪ ،]2 ،2008 ،‬وبالتالي سنركز في دراستنا هذه على هذان‬

‫النوعان من الوقود الحيوي السائل باعتبارهما األكثر انتشا ار في العالم‪.‬‬

‫‪ -2-I‬التطور التاريخي للوقود الحيوي‬

‫َمر تطور الوقود الحيوي بمرحلتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ -1-2-I‬الوقود الحيوي قبل ‪1973‬‬

‫عرف اإلنسان الوقود الحيوي منذ اكتشافه للنار [فريق خبراء‪ ،]7 ،2007 ،‬واشتق الطاقة التي كان بحاجة‬

‫إليها من الطبيعة المحيطة به‪ ،‬خاصة من الخشب من أجل طي الطعام وصنع األسلحة‪ ،‬حيث أن‬

‫الكتلة الحيوية مثلت إليه تاريخيا أول مصدر للطاقة [ ‪.]Legalland et Lemarchand, 2008, 5‬‬

‫فاإلنسان إذن اكتشف الوقود الحيوي منذ زمن طويل بمجرد طيه اللحم على النار وادراكه أن الدهون‬

‫الحيوانية الذائبة تلتهب بسهولة‪ ،‬فصنع المصابيح األولى لإلضاءة منذ أكثر من ‪ 50000‬سنة من‬

‫طحالب استعملها كفتيلة إلى أن استبدل الدهون الحيوانية بالزيت النباتي في الزمن العتيق‪ ،‬مثل زيت‬

‫الزيتون وزيت عباد الشمس‪ ،‬الذي استعمله في المصابيح الزيتية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن صنع النبيذ عن طريق تخمير العنب يعود إلى أقدم العصور العتيقة‪ ،‬فمن‬

‫السكر في الفاكهة والنشأ في الحبوب تقوم الكائنات الحية الدقيقة بإنتاج نوع معين من الكحول يسمى‬

‫اإليثانول والذي استعمله الصيادلة التقليديون القدامى في العصور الوسطى الستخراج المكونات النشطة‬

‫للنباتات من أجل عالج مختلف األمراض‪.‬‬

‫ومع أن موضوع الوقود الحيوي في شكله الحالي المستعمل للنقل محل خالف ونقاش‪ ،‬فهو يمتلك‬

‫ماضي ال يقل عن ‪ 100‬سنة [ ‪ ]Legalland et Lemarchand, 2008, VIII‬باعتبار أن إنتاجه من‬

‫المواد الزراعية ليست فكرة حديثة‪ ،‬فأولى السيارات المصنوعة من طرف "هونري فورد" في نهاية القرن‬

‫التاسع عشر وبداية القرن عشرين كانت تستعمل اإليثانول كوقود [ ‪ .]Langlois, 2008, 205‬وفي نفس‬

‫الفترة‪ ،‬أي نهاية القرن التاسع عشر‪ ،‬اخترع "رودولف ديزل" المحرك الذي يحمل حاليا اسمه‪ ،‬و َش َّغ َل‬

‫المحركات األولى المنتجة من هذا النوع بواسطة الفول السوداني‪ ،‬ولكن عصر النفط الرخيص والوفير‬

‫في بداية العشرينات وضع حدا الستخدام الوقود الحيوي في السيارات [ ‪.]Battiau, 2008, 147‬‬

‫ورغم وضع حد لفكرة استخدام الوقود الحيوي في السيارات في بداية القرن العشرين‪ ،‬إالَّ أنه بقيت‬

‫حافالت فرنسية تشتغل بواسطة مزيج يحتوى على وقود حيوي إلى أن أصبح دمج اإليثانول إلزاميا في‬

‫فرنسا إلى غاية الخمسينات بسبب اإلرادة السياسية للحصول على االستقاللية الطاقية تجاه البترول‬

‫وتخفيف عجز الميزان التجاري‪.‬‬

‫أما في الستينات‪ ،‬فقد اختفى الوقود الحيوي مجددا من السوق لسببين رئيسين هما‪:‬‬

‫‪ -‬و فرة المنتجات البترولية بأسعار جد منخفضة أدت إلى تدهور القدرة التنافسية للوقود الحيوي؛‬

‫‪ -‬انخفاض فوائض اإلنتاج الزراعي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-2-I‬الوقود الحيوي بعد ‪1973‬‬

‫كان يجب االنتظار إلى غاية أزمتي النفط لسنتي ‪ 1973‬و ‪ 1978‬لرؤية والدة جديدة للوقود الحيوي‬

‫رزيل‪ ،‬أكبر منتج لقصب السكر في العالم [ ‪Marris, 2006,‬‬


‫]‪ ،[Ballerini I, 2006, 2-3‬حيث شرعت الب ا‬

‫‪ ،]672‬في تطبيق خطة "‪ "Proalcool‬سنة ‪ 1975‬إلنتاج اإليثانول من قصب السكر لتصبح بذلك أول‬

‫دولة تقوم بإنتاج الوقود الحيوي على نطاق تجاري واسع وبتطوير الوقود الحيوي للنقل [ ‪Meunier et‬‬

‫‪ ،]Meunier-Castelain, 2006, 104‬بينما سعت الواليات المتحدة االمريكية‪ ،‬أكبر منتج للذرة في العالم‬

‫]‪ ،]Lobell et Asner, 2003, 1032‬في نفس الفترة‪ ،‬إلى استخدام بنزين يحتوي على ‪ %10‬من‬

‫اإليثانول المصنوع من الذرة‪.‬‬

‫وقد تم تسويق نوعين من الوقود الحيوي في الب ارزيل في السبعينيات من القرن الماضي مدعومة‬

‫بمجموعة من الحوافز الضريبية على حد سواء لتشجيع إنتاجهما وتشجيع شراء السيارات المكيفة للسير‬

‫بالوقود الحيوي‪ ،‬وهما [‪:]Anne-Sophie Alsif, 2010, 2‬‬

‫‪ -‬مزيج يحتوي من ‪ %20‬إلى ‪ %25‬من اإليثانول في البنزين؛‬

‫‪ -‬إيثانول بنسبة ‪ %8( %92‬ماء) دون منتجات نفطية‪.‬‬

‫كما شهدت فرنسا أيضا في بداية الثمانينات إطالق برنامج وطني في مجال البحث والتطوير بشأن‬

‫الوقود الحيوي يسمى "‪ "plan carburol‬كان يهدف أساسا إلى استعمال المواد الزراعية إلنتاج الوقود‬

‫الحيوي [‪ ]Helga-Jane Scarwell, 2007, 96‬عن طريق الكتلة الحيوية اللجنوسيلولوزية‬

‫(‪ ،)lignocellulosique‬أو كما تسمى أحيانا الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية‪ ،‬إالَّ أن هذا البرنامج توقف‬

‫في أوائل التسعينات‪.‬‬

‫أما على الصعيد األوروبي بصفة عامة‪ ،‬وفي إطار إصالح السياسة الزراعية المشتركة (‪ )CAP‬لسنة‬

‫‪ ،1992‬قررت المفوضية األوروبية بإلزامية تجميد جزء من األراضي المخصصة لزراعة بعض‬

‫‪6‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫المحاصيل الزراعية بغرض حل مشكلة الفوائض الزراعية التي يصعب تصديرها مع إعطاء المزارعون‬

‫مكافأة مالية لكل هكتار ُم َج َّمد [‪ ]Loïc Guindé et autres, 2008, 58-59‬وإمكانية استغالل هذه‬

‫األراضي ال ُم َج َّمدة ألغراض غير غذائية –كإنتاج الوقود الحيوي مثال– واالستفادة من مساعدات‬

‫ضريبية على األراضي الغير مزروعة مما أدى إلى ظهور أول وحدة صناعية إلنتاج البيوديزل في‬

‫فرنسا سنة ‪ 1992‬وعدة برامج لتنمية وتصنيع هذا النوع من الوقود في مختلف أنحاء أوروبا‪ .‬وعلى‬

‫الرغم من تباطأ هذه البرامج في أواخر الثمانينات بسبب انخفاض مجدد في أسعار النفط العالمية‪ ،‬إالَّ‬

‫أنه في بداية السنوات ‪ ،2000‬زيادة جديدة في أسعار النفط‪ ،‬تهديد دروة النفط‪ ،‬ضرورة مكافحة ظاهرة‬

‫االحتباس الحرارى (احترام التزامات بروتوكول كيوتو لسنة ‪ ،)1997‬التهديدات على أمن اإلمدادات‬

‫وأخي ار وجود فائض في اإلنتاج الزراعي‪ ،‬دفع بالعديد من الدول األوربية إلى تطوير برامج إنتاج الوقود‬

‫الحيوي وتقديم مساعدات لقطاع الوقود الحيوي مع منحه نظام ضريبي خاص كما سنراه الحقا مع‬

‫فرنسا‪.‬‬

‫‪ -3-I‬أسباب التوجه نحو إنتاج الوقود الحيوي‬

‫تزايد توجه مختلف بلدان العالم في السنوات األخيرة إلى إنتاج الطاقة من مصادرها المتجددة وبخاصة‬

‫إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬وقد تزامن هذا التوجه مع تذبذب أسعار الطاقة األحفورية وعدم االستقرار في‬

‫إمداداتها‪ .‬نستطيع تحديد األسباب األساسية لهذا التوجه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-3-I‬تأمين مصادر الطاقة‬

‫يندرج الوقود الحيوي ضمن مصادر الطاقة البديلة التي تعطي فرصة تأمين مصادر الطاقة في مواجهة‬

‫التقلبات المستمرة في أسعار النفط‪ ،‬حيث أن رغبة الدول الصناعية الكبرى ُملِحة إليجاد مصادر بديلة‬

‫للوقود األحفوري بسبب تقلبات سوق النفط العالمي من جهة‪ ،‬وتجنب تحكم الدول المصدرة للنفط في‬

‫سوق الطاقة العالمي وبخاصة بلدان الشرق األوسط غير المستقرة أصال من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-3-I‬التحضير لمرحلة ما بعد البترول‬

‫الترتيب الحتمالية مرحلة ما بعد النفط بسبب احتمال نفاد احتياطيات النفط وعدم كفاية المخزون منه‬

‫لإليفاء باالحتياجات العالمية من الطاقة من أهم أسباب تطوير الوقود الحيوي علما أن متوسط‬

‫استهالك العالم من النفط الخام كان أكثر من ‪ 80,3‬مليون برميل في اليوم الواحد سنة ‪ ،2010‬وهذا‬

‫يعني أن العالم يستهلك قرابة ‪ 30‬مليار برميل من النفط الخام سنويا‪ ،‬وبمقارنتها مع إجمالي احتياطي‬

‫العالم المؤكد من النفط الخام البالغ ‪ 1477‬مليار برميل [جعفر وعبد محمد‪ ،]26-25 ،2010 ،‬فهذا يعني‬

‫نفاد االحتياطات العالمية من النفط الخام بعد قرابة نصف قرن بافتراض بقاء العالم على نفس مقدار‬

‫استهالكه لسنة ‪ ،2010‬مما يهدد أمن الطاقة العالمي‪.‬‬

‫‪ -3-3-I‬مواجهة المشكالت البيئة‬

‫تتحمل الدول النامية والمتقدمة على حد سواء تكاليف باهظة للحد من التلوث البيئي ومواجهة المخاطر‬

‫العالمية الناتجة عن التغيرات المناخية وظاهرة االحتباس الحراري؛ ويحتل الوقود الحيوي موضعا هاما‬

‫في هذا المجال حيث يفترض أنه قد يسمح بخفض دورة االنبعاثات السلبية على البيئة‪ ،‬بتكلفة أقل من‬

‫تلك المرتبطة بخيارات أخرى‪ ،‬وبفاعلية أكبر مقارنة مع الوقود األحفوري الذي يتَّ َهم بأنه من أهم‬

‫األسباب التي تقف وراء هذه المشاكل البيئية‪.‬‬

‫‪ -4-3-I‬تنمية الزراعة والمجتمعات الريفية‬

‫يرى البعض أن الوقود الحيوي قد يساهم في إعادة صياغة هياكل القطاعات الزراعية بفضل إمدادات‬

‫المحاصيل الزراعية األولية المستعملة في إنتاجه وخلق فرص عمل وتوليد الدخول وتجنب ترك‬

‫األراضي مهجورة والهجرة إلى المدن‪ ،‬فضالا عن تحسين وحماية التربة الزراعية باإلضافة إلى إصالح‬

‫وتجديد األراضي المتدهورة والمهجورة‪ ،‬مع إمكانية تأمين امدادات الطاقة المستدامة من خالل اإلنتاج‬

‫واالستخدام المحلي للوقود الحيوي في المناطق المعزولة وفي المجتمعات الريفية [جالل‪.]36 ،2013 ،‬‬

‫‪8‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫مما سبق يتضح لنا أن الوقود الحيوي بمختلف أنواعه مشتق من الكتلة الحيوية على عكس الوقود‬

‫التقليدي ذو أصل أحفوري؛ وقد أصبح هذا النوع من الوقود أحد أهم مصادر الطاقة البديلة والمتجددة‬

‫الجد واعدة منذ الصدمة النفطية األولى سنة ‪ 1973‬التي لم يعد بعدها إيجاد مصدر بديل للبترول في‬

‫مجال النقل هدفا اختياريا بقدر ما أصبح هدف حتميا واستراتيجيا تسعى إليه معظم دول العالم بسبب‬

‫عدة عوامل تراوح بين االقتصادية والسياسية واالجتماعية والبيئية‪ ،‬شكلت دوافع التوجه نحو إنتاج‬

‫الوقود الحيوي‪.‬‬

‫ونظ ار لكون الوقود الحيوي ذو األصل النباتي مشتق من مواد أولية زراعية تستعمل في التغذية‬

‫اإلنسانية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬ومن مخلفات زراعية ونباتية ال تدخل في التغذية اإلنسانية‪،‬‬

‫فقد تم تقسيمه إلى جيلين‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬الوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫الوقود الحيوي من الجيل األول هو ذلك النوع من الوقود الذي يتم إنتاجه باستعمال العديد من‬

‫المحاصيل الزراعية السكرية والنشوية والزيتية‪ ،‬حيث يتم تصنيفه إلى عدة أنواع موزعة على مجموعة‬

‫من القطاعات سنشير إليها في هذا المبحث‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن الغرض من هذا المبحث هو التعرف على كل‬

‫أنواع الوقود الحيوي من الجيل األول الموجودة حاليا في مختلف القطاعات مع التطرق بمزيد من‬

‫التفاصيل إلى النوعين الرئيسيين لهذا الجيل من الوقود الحيوي‪ ،‬وهما اإليثانول الذي يمكن أن يحل‬

‫محل البنزين والمستخرج من جميع الحاصالت السكرية والنشوية‪ ،‬والبيوديزل (الديزل الحيوي) الذي‬

‫يشكل بديال عن الديزل والمستخرج من الحاصالت الزيتية؛ حيث سنشير في هذا المبحث إلى كيفية‬

‫إنتاجهما وإلى كل المواد األولية الزراعية التي تدخل في هذا اإلنتاج لنتمكن الحقا من فهم العالقة بين‬

‫هذين النوعين من الوقود الحيوي والقطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1-II‬قطاعات الوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫هناك ثالثة قطاعات من الجيل األول للوقود الحيوي موضحة في الشكل الموالي‪ ،‬هي‪ :‬قطاع الزيت‪،‬‬

‫قطاع الكحول وقطاع الغاز‪ ،‬حيث يضم كل قطاع أنواع مختلفة من الوقود الحيوي تندرج كلها ضمن‬

‫الجيل األول‪ ،‬أهمها البيوديزل (الديزل الحيوي) في قطاع الزيت‪ ،‬واإليثانول في قطاع الكحول‪.‬‬

‫شكل ‪ :1‬قطاعات الوقود الحيوي من الجيل األول‬


‫● الزيت النباتي الخام •‬
‫●الزيت المستعمل •‬
‫قطاع‬
‫● البيوديزل•‬
‫الزيت‬

‫● االيثانول •‬
‫● ميثيل ثالث بوتيل اإليثير•‬
‫● البوتانول •‬ ‫قطاع‬
‫● الميثانول •‬
‫الكحول‬

‫● المثان •‬ ‫قطاع‬
‫● الديهيدروجين •‬ ‫الغاز‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على‬


‫‪[http://carburant-vegetal-bc.e-monsite.com/pages/les-biocarburants/premiere-generation-‬‬
‫]‪du-biocarburant.html‬‬

‫‪ -1-1-II‬قطاع الزيت‬

‫الزيوت المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي هي نفسها الزيوت المستعملة في التغذية‪ ،‬ويتم الحصول‬

‫عليها ببساطة عن طريق عملية ضغط البذور الزيتية التي تنتمي ألسر نباتية متنوعة جدا [ ‪Mathis,‬‬

‫‪ ]2007, 22-25‬على غرار اللفت وفول الصويا وعباد الشمس والجاتروفا؛ وتجدر اإلشارة إلى أن زيت‬

‫الجاتروفا يشكل حالة خاصة ألنه غير مستعمل في التغذية‪ ،‬لكن بإمكانه أن يكون مصد ار قيما إلنتاج‬

‫الوقود حيوي بالنسبة للعديد من البلدان النامية أين تنمو فيها الجاتروفا‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫ويمكن أيضا استخدام الزيت النقي أو حتى زيت الطبخ المرسكل مباشرة في المحركات [ ‪L. De‬‬

‫‪ ،]Vlieger et B. Hanoune, 2008, 01‬ولكن هذا يزيد في ثلوث المحركات ويقلل من فعاليتها‪ ،‬حيث‬

‫يمكن استخدامه بطريقة أفضل عن طريق تفاعل كيميائي مع الميثانول للحصول على استر الميثيل‬

‫من الزيت النباتي (‪ )EMHV‬المسمى أيضا البيوديزل‪.‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن الزيوت ومشتقاتها هي وقود لمحركات الديزل‪ ،‬في حين يعمل اإليثانول كبديل‬

‫للبنزين؛ وتستخدم محركات البنزين والديزل بشكل مختلف جدا من بلد آلخر ‪ :‬ففي الواليات المتحدة‬

‫األمريكية والب ارزيل يستعمل أساسا البنزين‪ ،‬ومن هنا جاء التركيز فيها على إنتاج اإليثانول كما سنراه‬

‫الحقا؛ في حين أن فرنسا تفضل وقود الديزل‪ ،‬ومن هنا جاء التركيز على إنتاج البيوديزل فيها‪.‬‬

‫وفيما يلي مختلف أنواع الوقود الحيوي التي يضمها هذا القطاع‪:‬‬

‫‪ -1-1-1-II‬الزيت النباتي الخام‬

‫يمكن استخدام الزيت النباتي الخام مباشرة في محركات الديزل المكيفة‪ ،‬سواء كان هذا الزيت نقي أو‬

‫مختلط بالبنزين التقليدي‪ ،‬إالَّ أن عدم استخدام محركات مكيفة يؤدي إلى زيادة معدالت تلوث هذه‬

‫المحركات التي تصبح أيضا أقل فعالية وأقل استدامة كما أشرنا إليه سابقا‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن‬

‫‪ %95‬من أسطول السيارات األوروبية الذي يعمل بالزيت النباتي الخام يوجد في ألمانيا أين مئات‬

‫الج اررات وعشرات آالف السيارات تشتغل بالزيت النباتي الخام [‪.]Pellecuer, 2007, 130-134‬‬

‫و من مزايا الزيت النباتي الخام ما يلي [‪:]Pigeon et autres, 2012, 10‬‬

‫‪ -‬له أثر إيجابي من حيث التنمية المحلية ومن حيث خلق فرص عمل؛‬

‫‪ -‬يسمح بتوفير نوع من االستقرار في سعره مقارنة بالوقود التقليدي؛‬

‫‪ -‬يقلل بشكل كبير من تسربات الغازات المسببة لالحتباس الحراري مقارنة بالوقود التقليدي؛‬

‫‪ -‬هو قابل للتحلل بيولوجيا مما يجعله غير ضار من الناحية البيئية‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫في حين هناك عدد من القيود الفيزيائية والكيميائية (اللزوجة والحساسية للبرد) المرتبطة بطبيعة الزيت‬

‫النباتي الخام تمنعه من أن يحل محل الوقود التقليدي مباشرة دون تكييف المحركات‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-II‬الزيت المستعمل (زيت االستهالك المنزلي)‬

‫يتم حاليا تقييم االستيرات المختلفة المشتقة من الزيوت المستعملة في العديد من دول العالم كبديل‬

‫لوقود الديزل‪ ،‬ورغم أن استخدام الزيوت المستعملة‪ ،‬كزيت القلي‪ ،‬يقلل من تكلفة المواد األولية‪ ،‬إالَّ أنه‬

‫يرفع من تكلفة العالج‪ ،‬كما أن مكونات هذه الزيوت يمكن أن تسبب مشاكل عديدة للمحركات؛ وعليه‬

‫ال بد من معالجتها من خالل عدة خطوات قبل تحويلها إلى بيوديزل [ديوب‪ ،]17 ،2009 ،‬ثم ادماجها‬

‫بنسب ضئيلة في وحدات وقود البيوديزل [‪.]Ballerini I, 2006, 157‬‬

‫فتركيبة هذه الزيوت المستعملة تختلف قليال من تركيبة الزيوت األخرى المستعملة في إنتاج الوقود‬

‫بسبب استعمالها المتكرر في ظل وجود ماء ومخلفات غذائية قد تؤدي إلى أكسدتها وتشكيل بوليمرات‬

‫(‪ )polymères‬وحموضة حرة‪ ،‬األمر الذي يستلزم التخلص من هذه البوليمرات واألحماض الدهنية؛‬

‫وعلى الرغم من ذلك فإن التكلفة اإلضافية الناتجة عن هذه العملية يمكن أن تعوض إلى حد كبير‬

‫بتكلفة الحصول على المواد الخام‪ ،‬أي زيوت القلي‪ ،‬الجد منخفضة [ ‪Commission énergie et‬‬

‫‪.]changement climatique, 2009, 67‬‬

‫‪ -3-1-1-II‬البيوديزل (الديزل الحيوي)‬

‫المعروف أيضا باسم األستر (‪ )Ester‬أو الديستر (‪ )Diester‬في فرنسا‪ ،‬والمتحصل عليه عن طريق‬

‫تحويل الدهون الثالثية (‪ )triglycerides‬التي تشكل الزيوت النباتية [‪Romain Richard, 2011, 19-‬‬

‫‪.]21‬‬

‫أسترة هذه الزيوت الثالثية مع‪:‬‬

‫‪ -‬الميثانول يعطي استرات ميثيل الزيوت النباتية (‪)EMHV‬؛‬

‫‪12‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬االيثانول يعطي استرات إيثيل الزيوت النباتية (‪.)EEHV‬‬

‫و كالهما بيوديزل يحتوي على الكبريت‪ ،‬غير سام وجد قابل للتحلل بيولوجيا [ ‪Romain Richard,‬‬

‫‪.]2011, 23-24‬‬
‫‪ -1-3-1-1-II‬المواد المستعملة في إنتاج البيوديزل‬

‫إن البيوديزل يشير إلى الوقود الحيوي المستخرج من الزيوت النباتية أو الدهون الحيوانية المستخدمة في‬

‫محركات الديزل‪ ،‬ويتم إنتاجه باستخدام ‪:‬‬

‫‪ -1-1-3-1-1-II‬الزيوت النباتية‬

‫على الصعيد العالمي‪ ،‬أهمية البيوديزل من حيث الكميات المنتجة أقل بكثير من تلك المتعلقة‬

‫باإليثانول [‪ ]Hladik, 2011, 137‬المنتج بكميات أكبر في الب ارزيل والواليات المتحدة األمريكية كما‬

‫سنراه الحقا‪ ،‬ولكنه هو األكثر إنتاجا في أوروبا‪ ،‬حيث يتم إنتاجه من مجموعة كبيرة من الزيوت النباتية‬

‫أهمها ‪ :‬زيت بذور اللفت‪ ،‬زيت الصويا‪ ،‬زيت النخيل‪ ،‬زيت عباد الشمس‪ ،‬زيت بذور اللفت وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2-1-3-1-1-II‬الدهون الحيوانية‬

‫تكلفة الدهون الحيوانية منخفضة بالمقارنة مع الزيوت النباتية‪ ،‬إال أنها التزال غير متوفرة بكميات كبيرة‬

‫رغم وجود خمسة أنواع رئيسية من الدهون الحيوانية وهي‪ :‬دهون الخنزير‪ ،‬دهون األغنام واألبقار‪،‬‬

‫دهون العظام‪ ،‬دهون الدواجن ودهون السمك‪ ،‬غير أن هذه األخيرة مستبعدة في إنتاج البيوديزل بسبب‬

‫النسبة العالية من اليود التي تحتويها [‪.]Ballerini II, 2007, 92‬‬

‫خصائص الدهون الحيوانية ال تخلق صعوبات في استعمالها إلنتاج البيوديزل بشرط أن تكون هذه‬

‫الدهون الحيوانية خالية من الماء‪ ،‬من األحماض الدهنية الحرة‪ ،‬من السكريات ومن البروتينات القابلة‬

‫للذوبان؛ وتتميز اإلسترات (‪ )esters‬المتحصل عليها من الدهون الحيوانية باحترامها لمواصفات وقود‬

‫البيوديزل رغم أن هذه اإلسترات مجحفة في فصل الشتاء بسبب البرد الذي قد يسبب بلورة و‪/‬أو تصلب‬

‫‪13‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫الوقود‪ ،‬ورغم ذلك توجد العديد من المؤسسات على غرار مؤسسة "‪ "Rothsay Biodiesel‬الكندية التي‬

‫تنتج وقود البيوديزل بفضل الدهون الحيوانية [‪ .]Chamoumi, 2013, 2‬وفيما يلي شكل بياني يوضح‬

‫نسب الزيوت والدهون الحيوانية المستعملة في إنتاج البيوديزل على الصعيد الدولي‪.‬‬

‫شكل ‪ :2‬الزيوت المستخدمة عالميا في تصنيع البيوديزل (الديزل الحيوي)‬

‫‪5%‬‬
‫‪5%‬‬
‫‪1%‬‬
‫زيت بذور اللفت‬
‫زيت النخيل‬
‫‪15%‬‬
‫زيت الصويا‬
‫زيت عباد الشمس‬
‫زيت القلي المستخدم‬
‫‪6%‬‬ ‫‪68%‬‬
‫شحوم حيوانية‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]نادر ‪[58 ،2013 ،‬‬

‫‪ -2-3-1-1-II‬طريقة إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي)‬

‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬يتم إنتاج هذا النوع من الوقود الحيوي باستخدام الشحوم الحيوانية أو الزيوت النباتية‬

‫(بما في ذلك زيوت الطهي أو القلي) من خالل عملية كيميائية تسمى األسترة (‪)transestérification‬‬

‫تسمح بتفاعل هذه الزيوت والدهون مع الميثانول إلعطاء إسترات ميثيل الزيوت النباتية )‪ (EMHV‬وهو‬

‫النوع الوحيد من البيوديزل المنتج حاليا في العالم‪ ،‬ومع اإليثانول للحصول على إسترات إيثيل الزيوت‬

‫النباتية )‪ ،(EEHV‬مع العلم أن كالهما بيوديزل كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬وبالتالي فإن طريقة اإلنتاج‬

‫تختلف باختالف نوع البيوديزل المراد إنتاجه‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫وتجدر االشارة إلى أنه سيتم التركيز على طريقة إنتاج إسترات ميثيل الزيوت النباتية (‪)EMHV‬‬

‫باعتبارها األكثر انتشا ار في العالم‪ ،‬علما أن إنتاج إسترات إيثيل الزيوت النباتية )‪ (EEHV‬مازال في‬

‫طور البحث والتطوير‪.‬‬

‫‪ -1-2-3-1-1-II‬إسترات ميثيل الزيوت النباتية (‪)EMHV‬‬

‫يتم في البداية استخراج الزيت من العديد من األنواع النباتية كبذور اللفت‪ ،‬عباد الشمس‪ ،‬الجاتروفا‬

‫وغيرها من النباتات عن طريق الضغط البارد في درجة ح اررة تقل عن ‪ 80‬درجة مئوية‪ ،‬أو عن طريق‬

‫الضغط الساخن في درجة ح اررة تتراوح بين ‪ 80‬و‪ 120‬درجة مئوية‪ ،‬أو باستخدام بطريقة كيميائية‬

‫بفضل مذيبات عضوية‪ ،‬أو عن طريق مزيج بين كل الطرق السابق ذكرها؛ لتأتي بعدها مرحلة تحويل‬

‫الزيت المتحصل عليه إلى إسترات ميثيل الزيوت النباتية (‪ )EMHV‬بفضل عملية األسترة التي تسمى‬

‫أيضا الحلكلة (‪ )alcoolyse‬وهي تفاعل كيميائي للزيت مع الكحول (كحول الميثانول في أغلب‬

‫األحيان) في ظل وجود مادة حفازة كيميائية (‪ )catalyseur‬حيث تنطوي عملية األسترة هذه على سلسلة‬

‫من ثالثة تفاعالت متتالية ]‪ [Sarin, 2012, 7‬يتم فيها تحويل الدهون الثالثية (‪ )triglycerides‬إلى‬

‫دهون ثنائية (‪ )diglycérides‬ثم إلى دهون أحادية (‪)monoglycerides‬؛ لتأتي في األخير مرحلتي‬

‫التصفية اللتان تعتبران األكثر تعقيدا [‪ ]Hantson et Thomas, 2010, 9‬وتدومان من ‪ 1‬إلى ‪ 8‬ساعات‬

‫ليتم الحصول من خاللهما على منتجين هما‪ :‬إسترات ميثيل الزيوت النباتية (‪ )EMHV‬والغليسيرول‬

‫(المعروف أيضا بالجليسيرين)‪ ،‬وبما أن هذا األخير أكثر كثافة‪ ،‬فهو يقع في الجزء السفلي من‬

‫الحاوية‪ ،‬وبالتالي يمكن إزالته من أسفل الخزان (الجلسرين المتحصل عليها يمكن إعادة استخدامها في‬

‫الصناعة الكيميائية أو الغذائية) واسترداد إسترات ميثيل الزيوت النباتية الصافي (‪ ،)EMHV‬أي‬

‫البيوديزل النقي‪ ،‬عن طريق إجراء تبخر أو تقطير يعطي أيضا ميثانول يمكن استخدامه مجددا في‬

‫‪15‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫عملية أسترة جديدة‪ .‬وتنتهي العملية اإلنتاجية بتنقية نهائية للبيوديزل عن طريق الغسل بالماء الساخن‬

‫للحصول على بيوديزل صافي بنسبة ‪ %100‬يشار إليه برمز "‪."B100‬‬

‫شكل ‪ :3‬إنتاج البيوديزل (إسترات ميثيل الزيوت النباتية)‬

‫إسترات ميثيل الزيوت النباتية‬

‫الجليسييرين‬
‫التبخر‬
‫حمض‬ ‫التنقية‬

‫حامض دهني‬ ‫الغسل‬ ‫ميثانول‬

‫مصفي الماء‬

‫المفاعل‬

‫ميثانول ‪ +‬زيوت ‪ +‬حفاز‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على‬


‫‪[http://tpe-biocarburants-nd.e-monsite.com/pages/iii-production-et-cout-des-‬‬
‫]‪biocarburants.html‬‬

‫‪ -2-2-3-1-1-II‬إسترات إيثيل الزيوت النباتية (‪)EEHV‬‬

‫عملية أسترة الزيوت النباتية باإليثانول تسمح بإنتاج إسترات اإليثيل ذات تطبيقات صناعية تخص في‬

‫المقام األول مستحضرات التجميل أو المواد الغذائية‪ .‬ويمر إنتاج إسترات إيثيل الزيوت النباتية‬

‫(‪ )EEHV‬بنفس خطوات إنتاج إسترات ميثيل الزيوت النباتية (‪ )EMHV‬باإلضافة إلى خطوات إضافية‬

‫أخرى أهمها تتمثل في القيام بأسترة أخرى من أجل فصل الجليسرين بعد عملية تقطير الكحول الزائد‬

‫وذلك ألن اإليثانول لديه قوة تذويب أقوى بكثير من الميثانول‪ ،‬مما يجعل الجليسيرين في حالة سائلة‬

‫ويعيق تحول اإلسترات لتتماشى مع مواصفات البيوديزل في مرحلة واحدة [ ‪Commission énergie et‬‬

‫‪16‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ]changement climatique, 2009, 63‬األمر الذي يجعل إمكانية إنتاج إسترات إيثيل الزيوت النباتية‬

‫(‪ )EEHV‬باإليثانول كبديل للميثانول مازالت قيد البحث والتطوير‪.‬‬

‫لفتح مجال تطبيقات إسترات إيثيل الزيوت النباتية (‪ )EEHV‬إلى الوقود‪ ،‬من الضروري تطوير عملية‬

‫أسترة أكثر فعالية لتكون مربحة اقتصاديا [ ‪Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la‬‬

‫‪ .]mer I, 2015, 217‬تم دراسة عملية إنتاج إسترات إيثيل الزيوت النباتية (‪ )EEHV‬ألكثر من عقدين‬

‫من الزمن‪ ،‬ولكن التطور الصناعي لهذه اإلسترات مازال محدودا بسبب التكلفة المرتفعة لعملية إنتاجها‬

‫بفعل العدد المرتفع من الخطوات المطلوبة في عملية اإلنتاج والتي تجعلها غير مربحة حاليا من‬

‫الناحية االقتصادية؛ لذا فإن تطوير طريقة جديدة لألسترة من أجل التغلب على القيود المفروضة حاليا‬

‫مازال موضوع بحث [‪.]Richard, 2011, 14‬‬

‫‪ -2-1-II‬قطاع الكحول‬

‫يشير هذا القطاع إلى مختلف أنواع الوقود الحيوي المنتجة من النشأ والسليلوز أو اللجنين وفقا لطرق‬

‫كيميائية معينة؛ ولكن يعتبر اإليثانول هو أهم نوع واألكثر إنتاجا في هذا القطاع؛ وفيما يلي مختلف‬

‫أنواع الوقود الحيوي التي تضمها هذا القطاع‪:‬‬

‫‪ -1-2-1-II‬الميثانول (ميثيل الكحول)‬

‫تم اكتشاف الميثانول من قبل "بويل" سنة ‪ ،1661‬وكان يسمى سابقا "الكربينول" أو "روح الخشب"‬

‫(ألنه يستخرج عن طريق تقطير الخشب)‪ ،‬وهو سائل عديم اللون‪ ،‬ذو رائحة طيبة وسريع االلتهاب‪،‬‬

‫كما أن بخاره قد يشكل خليط متفجر مع الهواء[‪.]INRS, 2016, 3‬‬

‫تستعمل مشتقات الميثانول بشكل واسع في إنتاج الصباغة‪ ،‬والمواد الصيدالنية والعطور االصطناعية؛‬

‫وعلى الرغم من أنه يشكل خطر كبير على اإلنسان باعتباره جد ساما‪ ،‬إال أنه من الممكن التحكم في‬

‫هذه الخطورة باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية [‪.]Compagnie Methanex, 2015, 2‬‬

‫‪17‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫يستخدم الميثانول كبديل جزئي للبنزين‪ ،‬ويتشكل أساسا من الغاز الطبيعي وغاز الميثان‪ ،‬حيث يتكون‬

‫هذا الخليط من ‪ %85‬ميثانول و‪ %15‬البنزين [‪]Ohlstrom et autres, 2001, 49‬؛ كما يوفر الميثانول‬

‫مجموعة من النقاط اإليجابية‪ ،‬منها [‪:]Sajgur et autres, 2016, 9-10‬‬

‫‪ -‬تكلفة منخفضة؛‬

‫‪ -‬فعالية طاقوية أكبر؛‬

‫‪ -‬قابلية للتحلل بيولوجيا؛‬

‫‪ -‬احتراق أكثر نظافة من الوقود التقليدي لعدم وجود انبعاث أول أكسيد الكربون‪.‬‬

‫في حين استخدام الميثانول كوقود للسيارات يكشف عن بعض النقاط السلبية ‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ -‬زيادة استهالك الوقود بنسبة ‪ %50‬مقارنة مع الوقود التقليدي؛‬

‫‪ -‬التآكل مما يؤدي إلى تلف أجزاء معينة من المركبات؛‬

‫‪ -‬االحتواء على جزيئات مسببة للسرطان‪.‬‬

‫‪ -2-2-1-II‬ميثيل ثالث بوتيل اإليثير (‪)Ethyl-Tertio-Butyl-Ether‬‬

‫ميثيل ثالث بوتيل اإليثير مشتق من اإليثانول‪ ،‬يتكون من ‪ %40‬إلى ‪ %45‬من اإليثانول (ذو أصل‬

‫نباتي) وحوالي ‪ %60‬من األيزوبيوتليين (ذو أصل كيميائي)‪ ،‬وهو يستخدم كمادة مضافة للبنزين بنسبة‬

‫تتراوح ما بين ‪ %15‬إلى ‪Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la mer II, [ %22‬‬

‫‪.]2014, 89‬‬

‫من الناحية التقنية‪ ،‬يمثل ميثيل ثالث بوتيل اإليثير الطريقة المثلى إلدماج االيثانول في البنزين ألنه‬

‫يطرح صعوبات تقنية أقل من تلك التي يطرحها اإليثانول إلدماجه في البنزين؛ ومع ذلك‪ ،‬يعتبر ميثيل‬

‫ثالث بوتيل اإليثير مركب متجدد جزئيا فقط بسبب األيزوبيوتليين المحتوى فيه والذي يعد عنص ار‬

‫‪18‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫كيميائيا يتم الحصول عليه أثناء عملية تكرير البترول‪ ،‬على عكس على عكس اإليثانول الذي هو‬

‫‪ %100‬قابل للتجدد‪.‬‬

‫يتوفر ميثيل ثالث بوتيل اإليثير على مزايا تفوق تلك المتعلقة باإليثانول‪ ،‬فهو سهل اإلنتاج من منظور‬

‫تقني ولوجستي‪ ،‬باإلضافة إلى أنه عكس اإليثانول ال ُي َس ِهل تبخر الوقود وال يمتص رطوبة الجو‪ ،‬كما‬

‫أنه سريع الذوبان في الماء‪ ،‬إالَّ أنه يتميز بقدرة تحلل بيولوجي ضعيفة جدا‪ ،‬مما يجعله ملوثا لطبقات‬

‫المياه الجوفية [‪.]Bombach et autres, 2014, 1-2‬‬

‫‪ -3-2-1-II‬البوتانول (البيوبوتانول)‬

‫البيوبوتانول (أو بوتيل الكحول) هو الكحول الناتج عن عملية تخمير السكريات المستخرجة من الكتلة‬

‫الحيوية [‪ ،]Boukheteia, 2010, 2‬و لديه العديد من الخصائص المفيدة كوقود بديل‪ ،‬إالَّ أن لديه أيضا‬

‫العديد من أوجه القصور تجعله أ كثر تعقيدا من الناحية اللوجستية لالستخدام والنقل‪ ،‬ولكن على ضوء‬

‫الفوائد التي يقدمها من المحتمل جدا أن ينمو إنتاجه واستهالكه بشكل ملحوظ مستقبال‪ ،‬خاصة وأنه تم‬

‫اختباره وتسويقه كوقود للسيارات وتم إنشاء استثمارات كبيرة في البحث والتطوير في أمريكا وأوروبا‬

‫والصين من أجل إنتاجه بأكثر فعالية‪ ،‬كما تم تحويل بعض المصانع المنتجة لإليثانول إلى مصانع‬

‫منتجة للبيوبوتانول في كل من الواليات المتحدة األمريكية والب ارزيل والصين بسبب المزايا الطاقوية‬

‫للبوتانول التي تفوق المزايا الطاقوية المتعلقة باإليثانول بنسبة ‪ ،%30‬باإلضافة إلى كون البوثانول‬

‫يعطي أداء أفضل من اإليثانول خاصة في مقاومة التآكل بين أجزاء المحرك [ابو النجا‪]43 ،2011 ،‬‬

‫وتوفره على أسواقا جديدة أوسع [‪.]Benali, 2015, 9‬‬

‫و قد لوحظ أن البيوبوتانول يعطي قد ار من الطاقة أكبر من الذي يعطيه اإليثانول‪ ،‬وينتج عن ذلك أن‬

‫السيارة تقطع مسافة أكبر باستخدام البيووتانول عما لو زودت بنفس الكمية من اإليثانول [الجنزوري‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪]58-57 ،2010‬؛ هذا باإلضافة إلى امكانية استخدام البيوبوتانول مباشرة دون إجراء أية تغييرات على‬

‫المحرك‪.‬‬

‫‪ -4-2-1-II‬اإليثانول‬

‫كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬هو أهم نوع واألكثر إنتاجا إلى جانب البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ ،‬حيث يتم‬

‫إنتاجه عن طريق تخمير السكر المستخرج مختلف المحاصيل السكرية (قصب السكر‪ ،‬البنجر‪،‬‬

‫القمح)‪ ،‬أو من مختلف المحاصيل التي تحتوي على النشأ‪.‬‬

‫‪ -1-4-2-1-II‬المواد المستعملة في إنتاج اإليثانول‬

‫إن الجزء األكبر من اإليثانول المنتج في العالم يتم عن طريق تخمير المواد األولية الكحولية‬

‫(‪ )alcooligène‬ذات أصل نباتي والتي تنقسم إلى ثالث فئات رئيسية [‪:]Ballerini I, 2006, 79‬‬

‫‪ -‬النباتات السكرية‪ ،‬مثل البنجر وقصب السكر‪ ،‬والتي تحتوي على سكريات قابلة للتخمر مباشرة إلى‬

‫إيثانول؛‬

‫‪ -‬النباتات النشوية مثل الذرة والقمح والشعير والدرنات كالبطاطا‪ ،‬أين السكريات توجد فيها على شكل‬

‫سكريات متعددة تسمى البوليمير‪ ،‬أي النشأ‪ ،‬والذي يستمد منه اسم النباتات النشوية ( ‪plantes‬‬

‫‪)amylacées‬؛ حيث يجب القيام بالتحلل المائي (‪ )hydrolyse‬للنشأ إلى سكريات أحادية تسمى‬

‫المونومير (‪ )monomères‬قبل أن يتم تحويله إلى إيثانول؛ ويتم تنفيذ خطوة التحلل المائي كيميائيا‬

‫باستخدام الحمض لفترة طويلة؛ إالَّ أنه منذ بضعة سنوات‪ ،‬يتم تنفيد هذه الخطوة باستخدام‬

‫إنزيمات؛‬

‫‪ -‬اللجنوسليولوز أو كما تسمى أيضا النباتات الخشب‪-‬خلوية )‪ (lignocellulosiques‬مثل المخلفات‬

‫الزراعية وكقش الحبوب وحطب الذرة أو بقايا الغابات وغيرها؛ حيث تجدر اإلشارة هنا إلى أن‬

‫اإليثانول المنتج باستعمال هذه النباتات الخشب‪-‬خلوية ينتمي إلى الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫‪20‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫[‪ ]Cantin, 2010, 9‬كما سنراه الحقا باإلضافة إلى أن اثنين من المكونات الرئيسية الثالثة لهذه‬

‫المادة اللجنوسليولوزية‪ ،‬وهما السليلوز والهيميسيلولوز‪ ،‬تعتبران بوليمرات سكر يجب أن تحلل مائيا‬

‫(‪ )hydrolyser‬إلى أحاديات (‪ )monomers‬قبل تخميرها إلى إيثانول؛ أما المكون الثالث‪ ،‬اللجنين‬

‫(‪ ،)lignine‬فيمكن استخدامه ألغراض طاقية أخرى‪.‬‬

‫ويبين الشكل أدناه مخلتف فئات المواد األولية المستخدمة في صناعة اإليثانول سواء تعلق األمر‬

‫بالكتلة الحيوي الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسيلولوزية) أو بالنباتات النشوية والنباتات السكرية‪.‬‬

‫شكل ‪ :4‬فئات المواد األولية المستخدمة في صناعة اإليثانول‬

‫النباتات السكرية‬ ‫النباتات النشوية‬ ‫الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية‬


‫(البنجر‪ ،‬قصب السكر)‬ ‫(الذرة‪ ،‬القمح‪ ،‬الشعير‪ ،‬البطاطس)‬ ‫(الخشب‪ ،‬العشب)‬

‫االستخراج‬ ‫التحلل المائي‬ ‫المعالجة االولية‬

‫التخمير‬

‫التقطير‪ +‬التجفيف‬

‫اإليثانول‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]‪[Gnansounou et Dauriat, 2004, 12‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل أن الحصول على اإليثانول من المحاصيل السكرية أسهل من المحاصيل‬

‫النشوية أو الكتلة الحيوي الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسيلولوزية) نظ ار لكون المحاصيل السكرية ال تمر‬

‫بمرحلة التحلل المائي عكس المحاصيل النشوية وال تحتاج إلى معالجة أولية عكس الكتلة الحيوي‬

‫الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسيلولوزية)‪ ،‬مع العلم أن عملية تصنيع اإليثانول تختلف وفقا لمصدر السكر‬

‫المستخدم [‪.]Kacimi, 2008, 7‬‬

‫‪21‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -2-4-2-1-II‬طريقة إنتاج اإليثانول‬

‫تطورت في العقود األخيرة تكنولوجيا إنتاج اإليثانول‪ ،‬وصار من أبرز مصادره في الوقت الراهن‬

‫النباتات الغنية بالسكريات مثل قصب السكر والبنجر‪ ،‬و أيضا النباتات الغنية بالنشأ مثل الذرة والقمح‬

‫والشعير‪ ،‬في حين أن إنتاجه من النباتات اللجنوسيلولوزية (الخشب‪-‬خلوية) ضئيل جدا إذ لم نقول شبه‬

‫منعدم‪ ،‬وبالتالي فاإليثانول يستخرج بشكل أساسي من المحاصيل السكرية والنشوية [نادر ‪]59 ،2013 ،‬؛‬

‫وينتقل من مرحلة اإلنتاج إلى مرحلة التسويق بعد أن يعالج في المصانع معالجة خاصة تسمح بأن‬

‫يكون وقودا‪.‬‬

‫‪ -1-2-4-2-1-II‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل السكرية‬

‫سيتم عرض كيفية إنتاج اإليثانول باستخدام قصب السكر والبنجر فقط باعتبارهما إلى حد بعيد األكثر‬

‫استخداما في عملية اإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -‬قصب السكر‬

‫عند الحصاد‪ ،‬يتم سحق وضغط قصب السكر الستخراج العصير الحلو الذي بعد عملية التخمير‬

‫يعطي نبيذ يحتوي على الماء بنسبة ‪ %90‬واإليثانول بنسبة ‪ ،%10‬ليتم تركيز هذا األخير عن طريق‬

‫التقطير‪ ،‬ثم يجفف للحصول على إيثانول نقي بنسبة ‪% 99.8‬؛ علما أن طن واحد من قصب السكر‬

‫يحتوي على ‪ 150‬كغ من السكر‪ ،‬والذي يوفر بدوره ‪ 85‬لتر (‪ 67‬كلغ) من اإليثانول بعد عملية‬

‫التخمير‪ ،‬كما يتراوح إنتاج اإليثانول بين ‪ 2500‬و‪ 6000‬كغ‪/‬هكتار من قصب السكر ‪[Hladik,‬‬

‫]‪.2011, 130-131‬‬

‫‪ -‬البنجر‬

‫حصاد البنجر يحدث خالل فترة قصيرة من السنة تمتد من أواخر سبتمبر إلى أواخر نوفمبر تشتغل‬

‫فيها المصانع بشكل مستمر ‪ 24‬ساعة‪ 24/‬و‪ 7‬أيام من أصل ‪.7‬‬

‫‪22‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫يخزن البنجر قبل نقله في شاحنات لتزويد مصانع إنتاج اإليثانول‪ ،‬حيث بعد غسله يتم قطعه وإدراجه‬

‫في ناشرون )‪ (diffuseurs‬أين يتم استخراج السكر بالماء الساخن؛ وهكذا يتم الحصول من جهة‪ ،‬على‬

‫عصير حلو‪ ،‬و من جهة أخرى‪ ،‬على بقايا تثمن كعلف للحيوانات‪.‬‬

‫يتم إدراج العصير الحلو في مخمرات (‪ )fermentateurs‬أين تتم عملية التحويل البيولوجي للسكريات‬

‫إلى إيثانول بفعل الكائنات الحية الدقيقة مثل خميرة الخباز (‪.)saccharomyces cerevisiae‬‬

‫النبيذ المتحصل عليه بعد التخمير يحتوي على ‪ %10‬كحول في الماء‪ ،‬ولذلك فمن الضروري فصل‬

‫اإليثانول من خالل عملية التقطير والتي تتمثل في تسخين النبيذ وتكثيف األبخرة الناتجة عن التسخين‪.‬‬

‫اإليثانول المتحصل عليه بعد هذه المرحلة ال يزال يحتوي على الماء بنسبة ‪ ،%8‬فتتم عملية التجفيف‬

‫التام عن طريق ما يسمى بالمنخل الجزيئي (‪ )tamis moléculaire‬الذي سيفصل الماء عن اإليثانول‬

‫النقي [‪.]Ballerini II, 2007, 54-55‬‬

‫ويبين الشكل الموالي مختلف مراحل إنتاج اإليثانول من المحاصيل السكرية بشكل مفصل سواء تعلق‬

‫األمر بالبنجر أو بقصب السكر‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫شكل ‪ :5‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل السكرية‬

‫اللب‬
‫دبس‬
‫تكرير‬ ‫البنجر‬
‫السكر‬
‫السكر‬
‫غسل‬
‫شراب‬ ‫عصير‬
‫تركيز‬ ‫بث‬
‫السكر‬ ‫حلو‬

‫التخمر الكحولي‬

‫عصير‬ ‫طحن‬
‫تركيز‬ ‫سحق‬
‫حلو‬

‫إيثانول‬ ‫التقطير‬ ‫قصب‬


‫‪%99.8‬‬ ‫السكر‬
‫التجفيف‬ ‫الثفل‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]‪[Ballerini II, 2007, 57‬‬

‫‪ -2-2-4-2-1-II‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل النشوية‬

‫إنتاج اإليثانول الحيوي من المحاصيل النشوية يمر بعدة مراحل [‪:]Debiton, 2010, 11‬‬

‫‪ -‬الطحن‬

‫سحق الحبوب ضروري لتحسين خطوة جلتنة (‪ )gélatinisation‬وتمييع (‪ )liquéfaction‬النشأ‪ ،‬كما‬

‫يسمح السحق بتشريب (‪ )imbibition‬و طهي أفضل للنشأ مما يسهل عملية التحلل المائي‬

‫(‪.)hydrolyse‬‬

‫هناك نوعان من الطحن‪ :‬الطحن الجاف والطحن الرطب‪ ،‬حيث يتثمل الطحن الجاف في سحق‬

‫الحبوب دون محاولة للفصل بين مختلف مكوناتها‪ ،‬في حين يتثمل الطحن الرطب في فصل الغلوتين‬

‫من حبيبات النشأ‪.‬‬

‫‪ -‬الجلتنة والتمييع‬

‫‪24‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫يجب جلتنة النشأ الموجود على شكل حبيبات (‪ )granules‬في حبة القمح من أجل تمكين تحلل المائي‬

‫جيد باإلنزيمات‪ ،‬وتتم خطوة الجلتنة تحت درجات ح اررة جد عالية تتراوح بين ‪ 150-120‬درجة مئوية‬

‫وتحت ضغط عالي يسمحان بتفجير حبيبات النشأ‪.‬‬

‫التسكر (‪)La saccharification‬‬ ‫‪-‬‬

‫عملية بيوكيميائية تتمثل تحويل السكريات المعقدة‪ ،‬مثل السليلوز أو النشأ‪ ،‬إلى سكريات بسيطة‪ ،‬مثل‬

‫سكر الفواكه والجلوكوز‪ ،‬وعادة ما تكون هذه العملية أنزيمية‪.‬‬

‫‪ -‬التخمير‬

‫تدوم عملية التخمير من ‪ 48‬الى ‪ 72‬ساعة عند درجة ح اررة ‪ 35‬درجة مئوية‪ ،‬حيث يخلط النشأ مع‬

‫أنواع محددة من الخمائر في غرف خاصة تعرف بغرف التخمر الالهوائي )‪ (anaérobique‬تتم فيها‬

‫عملية التخمر للمحلول السكري بمعزل عن الهواء أو بمعنى أصح بمعزل عن األكسيجين؛ حيث تحت‬

‫ظروف التخمر الالهوائي تفرز الخمائر العديد من األنزيمات التي تخمر السكر وتحوله إلى غاز ثاني‬

‫أكسيد الكربون وإيثانول‪.‬‬

‫‪ -‬التقطير والتجفيف‬

‫يسمح التقطير بفصل اإليثانول من المياه وغيرها من الشوائب‪ ،‬وإعطاء مزيج يتكون من إيثانول بنسبة‬

‫‪ %95‬وماء بنسبة ‪ ،%5‬ليتم بعد ذلك تجفيف اإليثانول على أغشية من السيراميك للحصول على‬

‫اإليثانول النقي‪.‬‬

‫ويبين الشكل الموالي مختلف مراحل إنتاج اإليثانول من المحاصيل النشوية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫شكل ‪ :6‬إنتاج اإليثانول من المحاصيل النشوية‬

‫المحاصيل النشوية‬
‫الطحن‬

‫الجلتنة و التمييع‬
‫التسكر‬ ‫اإلنزيم‬

‫الخمائر‬ ‫التخمير‬
‫التقطير و التجفيف‬ ‫الشوائب‬
‫‪CO2‬‬ ‫غاز‬

‫اإليثانول‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]‪[Debiton, 2010, 13‬‬

‫‪ -3-1-II‬قطاع الغاز‬

‫وهو يتضمن العديد من أنواع الوقود الحيوي الغازي تتمثل أساسا في‪:‬‬

‫‪ -1-3-1-II‬الميثان (البيومثان)‬

‫هو المكون الرئيسي للغاز الحيوي وينتج عن عملية التخمير الميثاني (أو الهضم الالهوائي) للمواد‬

‫العضوية الحيوانية أو النباتية الغنية بالسكريات (النشأ والسليلوز) بواسطة الكائنات الحية الدقيقة‬

‫الميثانية (‪ )micro-organismes méthanogènes‬التي تعيش في بيئات خالية من األكسيجين‬

‫(‪)anaérobique‬؛ حيث بفضل عملية الهضم الالهوائي هذه يتم تحويل المواد العضوية القابلة للتخمير‬

‫إلى مواد معدنية تسمح بإنتاج غاز حيوي ]‪.[Pellecuer, 2007, 140‬‬

‫ومن الممكن لغاز الميثان أن يكون بديال للغاز الطبيعي باعتبار هذا األخير يتكون من أكثر من‬

‫‪ %95‬ميثان‪ ،‬كما يمكن استخدامه في المحركات االنفجارية (تكنولوجيا محركات البنزين) أو فيما‬

‫يسمى بمحركات الوقود المزدوج (‪ )dual-fuel‬وهي محركات ديزل تشتغل في الغالب بفضل الميثان أو‬

‫‪26‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫الغاز الحيوي والتي يتم ضمان اشتغالها عن طريق إمدادات طفيفة من البيوديزل أو الديزل [ ‪Benajes‬‬

‫‪.]et autres, 2016, 2‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه من الصعب تخزين الميثان عندما يتم إنتاجه‪ ،‬و بالتالي يجب أن يكون مستغل‬

‫في مكان إنتاجه‪ ،‬كاستغالله في توريد مولد كهربائي على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪ -2-3-1-II‬الديهيدروجين‬

‫أكتشف الهيدروجين من قبل الكيميائي اإلنجليزي هنري كافنديش سنة ‪،]Bobin, 2005, 532[ 1766‬‬

‫حيث يعتبر العنصر األكثر شيوعا في الكون‪ ،‬ولكن ال وجود له على األرض في الحالة الغازية‪،‬‬

‫ويستخرج حاليا من الغاز الطبيعي (‪ ،)%48‬والهيدروكربونات السائلة (‪ ،)%30‬والفحم (‪،)%18‬‬

‫والماء ( ‪.]Pellecuer, 2007, 74[ )%4‬‬

‫يستخدم الديهيدروجين في محركات الديهيدروجين فقط‪ ،‬ويطرح مجموعة من الصعوبات من بينها‬

‫تشكيله لخطر تسرب كونه عنصر كيميائي مجهري باإلضافة إلى صعوبة تخزينه‪ ،‬األمر الذي يتطلب‬

‫وضعه في "مخازن" على شكل جزيئات أخرى (مثل الماء)‪ .‬وعلى الرغم من أن الديهيدروجين ينظر‬

‫إليه كوقود المستقبل الذي سيحل أزمة النفط‪ ،‬إالَّ أنه مازال ليس صالح لالستعمال بعد بشكل كامل‬

‫رغم وجود اتفاقيات لتعزيز البحوث حول هذا الغاز الذي من شأنه أن يكون وقود المستقبل‪ ،‬وعلى‬

‫الرغم أيضا من تكلفة إنتاجه المرتفعة حاليا‪ ،‬غير أن الزيادة الحتمية في أسعار النفط مستقبال ستجعل‬

‫إنتاجه ممكنا‪ ،‬ولكن اآلن مع تكلفة تصنيعه وتسييله وتخزينه‪ ،‬فمن المحتمل أن يكون سعره في حالة‬

‫تسويقه يساوي ضعف سعر الوقود األحفوري [‪.]Cuisier, 2005, 139‬‬

‫كما أن للديهيدروجين مزايا وسلبيات أخرى‪ ،‬فهو اليطرح الغازات المسببة لالحتباس الحراري (يطرح‬

‫ماء فقط) وليس ملوثا (أو بكميات صغيرة للغاية) مقارنة مع الوقود األحفوري‪ .‬هذان العامالن جعال‬

‫غاز الديهيدروجين نظيف للغاية‪ ،‬لكن وعلى الرغم من إجراء عدة أبحاث‪ ،‬ال يزال تخزينه صعب‬

‫‪27‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلضافة إلى كونه قابل لالنفجار واالتهاب بسهولة‪ .‬وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات المالية‬

‫والتقنية‪ ،‬تم افتتاح أول محطة بمضخات الديهيدروجين في العالم لتزود الحافالت بالديهيدروجين في‬

‫أيسلندا سنة ‪.]Bento, 2010, 101[ 2003‬‬

‫استخلصنا مما سبق أن األنواع المختلفة من الوقود الحيوي التي تندرج ضمن الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول تختلف من حيث مزاياها وعيوبها‪ ،‬تركيباتها‪ ،‬طرق إنتاجاها والمواد األولية الزراعية المستخدمة‬

‫في إنتاجها سواء كانت هذه المواد األولية الزراعية سكرية‪ ،‬نشوية أو وزيتية‪ .‬استخلصنا أيضا أن القيود‬

‫التقنية والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبيئية واللوجستية المرتبطة بطبيعة مختلف أنواع الوقود‬

‫الحيوي من الجيل األول تجعل من إنتاجها غلى نطاق صناعي واسع غير ممكن حاليا ماعدا‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي) في قطاع الزيت‪ ،‬واإليثانول في قطاع الكحول‪ ،‬مما قد يجعل من إنتاجهما‬

‫منافسا محتمال لغذاء اإلنسا ن إذا كان هذا اإلنتاج يتم على نطاق صناعي واسع‪ ،‬وهذا ما سنحاول‬

‫معرفته الحقا‪.‬‬

‫وتحسبا لالنتقادات العالمية اعتراضا على استخدام المواد األولية الزراعية في إنتاج الوقود والتي‬

‫اعتبرت كجريمة في حق الشعوب التي تعاني من الجوع‪ ،‬بدأت أبحاث خاصة بجيل جديد من الوقود‬

‫الحيوي سنة ‪ 2000‬وأسفرت عن ظهور الجيل الثاني من الوقود الحيوي‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في المبحث‬

‫الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫الوقود الحيوي من الجيل الثاني هو ذلك الوقود الناتج عن استخدام الجزء الغير صالح لألكل للنباتات‬

‫والمحاصيل الزراعية‪ ،‬أي مخلفات المحاصيل الحقلية وليس ثمارها‪ ،‬مثل سيقان القمح والذرة ومعظم‬

‫المخلفات الزراعية‪ ،‬باإلضافة إلى نشارة الخشب والتبن األعشاب والحشائش وكل أنواع النباتات‪ .‬ونظ ار‬

‫‪28‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫لكون هذا الجيل من الوقود الحيوي حديث النشأة نسبيا‪ ،‬سنعمل في هذا المبحث على سرد معظم‬

‫الجوانب المتعلقة به انطالقا من طرق إنتاجه ومصادر الكتلة الحيوي اللجنوسليولوزية التي تستعمل في‬

‫هذا اإلنتاج‪ ،‬وصوال إلى مزاياه وحدوده‪ ،‬مرو ار بإنتاجيته في الهكتار‪ ،‬مما يسمح لنا برسم صورة‬

‫واضحة عنه‪ ،‬وهو الغرض من هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ -1-III‬إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫وفقا لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (‪ ،)IPCC‬فإن الكتلة الحيوية اللجنوسليولوزية‬

‫(الغابات ومخلفات الغابات‪ ،‬مخلفات صناعة األخشاب‪ ،‬النفايات‬ ‫(الخشب‪-‬خلوية) غير الغذائية‬

‫المنزلية) تخزن ‪ %3‬من إجمالي الكربون على كوكب األرض [‪ ،]Kpogbemabou, 2011, 13‬مما‬

‫يجعل تحويل هذه الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية غير الغذائية (اللجنوسليولوز) إلى وقود حيوي بديال‬

‫حقيقيا‪ .‬وعلى الرغم من انخفاض سعر المخلفات الزراعية السليولوزية‪ ،‬إالَّ أن تكاليف إنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثاني‪ ،‬المحسوبة حسب مختلف سيناريوهات أسعار المواد األولية الزراعية‬

‫المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول‪ ،‬أعلى بكثير من تكلفة إنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل األول [‪ ،]Scarwell et Leducq, 2014, 8‬عالوة على أن مادة اللجنوسليولوز أكثر مقاومة‬

‫للتكسير والتحلل والتخمر من السكر والنشأ والزيت الموجودة في المواد األولية الزراعية المستعملة في‬

‫إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول مما يزيد من تكلفة اإلنتاج‪.‬‬

‫و يمكن تحويل المواد الخشب‪-‬خلوية‪ ،‬أو كما تسمى أيضا "اللجنوسليولوز"‪ ،‬إلى وقود حيوي بفضل‬

‫طريقتين رئيسيتين هما طريقة الحرارة الكيميائية وطريقة التحويل البيوكيماوي‪.‬‬

‫‪ -1-1-III‬الطريقة الحرارية الكيميائية (‪)La voie de conversion thermochimique‬‬

‫تدعى هذه الطريقة بالح اررية الكيميائية ألنها تعتمد على تكسير الجزيئات بفعل الح اررة في مختلف‬

‫الظروف الفيزيوكيميائية‪ ،‬وهي الطريقة األكثر تحكما فيها ]‪.[Mathis, 2007, 30‬‬

‫‪29‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫تهدف هذه طريقة إلى تحويل الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسليولوز) عن طريق تبخير‬

‫الجزيئات الصغيرة المتواجدة في هذه الكتلة‪ ،‬أو عن طريق التغويز(‪ ،)gazéification‬ليتم بعد ذلك تنقية‬

‫و تعديل ثم تحويل الغازات المتحصل عليها وفقا لطريقة فيشر‪-‬تروبش (‪ )Fischer-Tropsch‬لتصبح‬

‫صالحة لالستعمال كوقود حيوي اصطناعي‪.‬‬

‫بعض التفاعالت الكيميوح اررية األخرى تسمح أيضا بتحويل الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية‬

‫(اللجنوسليولوز) إلى زيوت ممكن تكريرها من أجل استخدام مباشر لها كوقود أو تحويلها إلى غاز‬

‫للحصول على غاز مصنع (‪ )Gaz de synthèse‬أو وقود سائل يسمى ‪.(Biomass To Liquid) BtL‬‬

‫‪ -‬الغاز المصنع (‪)Gaz de synthèse‬‬

‫لتحويل الكتلة الحيوية الخشبية التي تحتوي على اللجنين )‪ (la lignine‬مثل الخشب والقش‪ ،‬إلى غاز‬

‫قابل لالحتراق (‪ ،)combustible‬البد من استخدام العمليات الكيميوح اررية مثل التغويز التي تسمح‬

‫بالحصول على غاز الخشب الذي يتم من خالله إنتاج غاز ُمصنَّع يمكن حقنه مباشرة في شبكة الغاز‬

‫الطبيعي الموجودة ليصبح مادة متجددة غير ملوثة بإمكانها استبدال الغاز الطبيعي األحفوري التقليدي‬

‫أو مختلف أنواع الوقود [‪.]Nozahic, 2008, 18‬‬

‫‪ -‬الكتلة الحيوية إلى السائل (‪)BtL‬‬

‫هذا الوقود الحيوي ما هو في الواقع إالَّ تحديث لعملية فيشر‪-‬تروبش (‪ ،)Fischer-Tropsch‬التي‬

‫وضعت في عام ‪ 1925‬في ألمانيا‪ ،‬والتي من شأنها أن تنتج وقودا سائال من الفحم؛ حيث سمحت‬

‫للرايخ الثالث أثناء الحرب العالمية الثانية من إنتاج ‪ 124000‬برميل يوميا من الوقود في بداية عام‬

‫‪.]Bouée, 2013, 34[ 1944‬‬

‫وتتمثل عملية فيشر تروبش (‪ )Fischer-Tropsch‬في تحويل الكتلة الحيوية من خالل تفاعل كيميائي‬

‫من أحادي أكسيد الكربون والهيدروجين إلنتاج الغاز؛ ولكن ما يؤخذ على هذه العملية هو أنها تتطلب‬

‫‪30‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫استثمارات ضخمة [‪ ]Parizel, 2008, 12‬حيث تم التخلي عليها تدريجيا بعد الحرب العالمية الثانية‬

‫بسبب تكلفة االنتاج المرتفعة‪.‬‬

‫‪ -2-1-III‬الطريقة البيوكيماوية (‪)La voie de conversion biochimique‬‬

‫الطريقة البيوكيماوية‪ ،‬المعروفة أيضا بطريقة التحويل البيولوجية‪ ،‬تهدف إلى إنتاج نوع من الوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬و بالضبط اإليثانول [‪ ]Departe, 2010, 12‬بفضل الكتلة الحيوية الخشب‪-‬خلوية‬

‫(اللجنوسليولوز)‪ ،‬وتعتمد هذه الطريقة بشكل خاص على العمليات البيوكيماوية‪ ،‬على وجه التحديد‬

‫التحويل بفضل الكائنات الحية الدقيقة واإلنزيمات‪.‬‬

‫وتجدر االشارة إلى أن مختلف عمليات طريقة التحويل البيوكيماوية تتم في وسط سائل‪ ،‬ولهذا السبب‬

‫تسمى أيضا طريقة التحويل الرطب‪.‬‬

‫وتتألف طريقة التحويل البيوكيماوية من أربع مراحل رئيسية [‪:]Ballerini I, 2006, 264‬‬

‫• هدم المواد الخام والمادة الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسليولوز) بعد عملية معالجة أولية (‪)Prétraitement‬؛‬

‫• تحويل السكريات المعقدة للمادة الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسليولوز) إلى سكريات بسيطة (‪)Hydrolyse‬؛‬

‫• تخمير الجلوكوز وغيرها من السكريات البسيطة التي تنتجها الكائنات الحية الدقيقة باالعتماد على‬

‫الطرق التقليدية (‪)Fermentation‬؛‬

‫• الفصل بين المنتجات عن طريق التقطير للحصول على اإليثانول (‪.)Distillation‬‬

‫ويبين الشكل الموالي مخلتف مراحل إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني بفضل الطريقة الح اررية‬

‫الكيميائية والطريقة البيوكيماوية‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫شكل ‪ :7‬طرق تصنيع الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫• الطريقة الحرارية الكيميائية •‬

‫فيشر تروبش‬

‫المخلفات الزراعية‬ ‫غاز التخليق‬ ‫هيدروكربون‬ ‫خليط مع وقود الديزل‬


‫(قش وغابات)‬ ‫(االصطناعي)‬

‫تخمير‬
‫محاصيل مخصصة‬ ‫سكر‬ ‫إيثانول‬ ‫خليط مع وقود البنزين‬

‫• طريقة البيوكيماوية •‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]‪[Le Bars et autres, 2010, 128‬‬

‫‪ -2-III‬مصادر الكتلة الحيوي اللجنوسليولوزية‬

‫تعرف الكتلة الحيوية بأنها "الجزء القابل للتحلل من المنتجات والنفايات والمخلفات من أصل بيولوجي‬

‫والمشتقة من الزراعة (بما في ذلك المواد النباتية والحيوانية) ومن الغابات ومن الصناعة‪ ،‬فضال عن‬

‫الجزء القابل للتحلل من النفايات الصناعية" [ ‪Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la‬‬

‫‪]mer III, 2009, 27‬؛ وبالتالي فإن مصطلح الكتلة الحيوية يغطي جميع المواد العضوية من أصل‬

‫نباتي أو حيواني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الكتلة الحيوية النباتية‪ ،‬نظ ار إلحتوائها على السليلوز‪ ،‬هي الوحيدة‬

‫المناسبة إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‪.‬‬

‫وفيما يلي مختلف مصادر الكتلة الحيوية التي يمكن استخدامها إلنتاج الوقود الحيوي [ ‪Departe,‬‬

‫‪:]2010, 12‬‬

‫‪32‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1-2-III‬النفايات الصناعية‬

‫هناك عدد كبير من النفايات الصناعية التي يمكن تعبئتها إلنتاج الوقود الحيوي مثل البقايا الناجمة‬

‫عن تحويل الحطب والمواد الناجمة عن تحويل المواد األولية الزراعية في المصانع مثل بقايا الحبوب‬

‫ولب البنجر‪.‬‬

‫‪ -2-2-III‬المخلفات الزراعية والغابية‬

‫‪ -‬المخلفات الزراعية‪ :‬تتكون المخلفات الزراعية من أجزاء نباتية تم تركها على األرض بعد الحصاد‪.‬‬

‫يعتبر قش الحبوب (القمح والشعير) وحطب الذرة والبقايا الجافة للمحاصيل الكبرى هي األكثر وفرة‪،‬‬

‫وبالتالي األكثر احتماال لالستعمال في إنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪ -‬المخلفات الغابية‪ :‬نميز نوعان من المخلفات الغابية‪ ،‬يتكون النوع األول من المخلفات التي تبقى‬

‫على األرض بعد حصاد الحطب ألغراض تجارية‪ ،‬أما النوع الثاني فيتكون من األشجار المنعزلة أو‬

‫المساحات الخضراء خارج الغابات والذي يكون استغالله مكلف للغاية ويتطلب إنشاء هياكل خاصة‪.‬‬

‫‪ -3-2-III‬المحاصيل الطاقية المخصصة‬

‫نقصد بالمحاصيل الطاقية المخصصة تلك النباتات التي لها أفضل اإلمكانيات إلنتاج الطاقة‪ ،‬ولهذا‬

‫السبب يجب أن تلبي معايير مختلفة‪:‬‬

‫• استهالك منخفض للمدخالت ( أسمدة‪ ،‬مبيدات حشرية‪ ،‬مياه‪)...‬؛‬

‫• نوع قوي ومقاوم يمكن زراعته في األراضي الهامشية؛‬

‫• مردودات كبيرة في مساحات صغيرة لتخفيف الضغط على األراضي المتوفرة‪.‬‬

‫ويتعين عموما عند اختيار المحاصيل التي ستوظف للحصول على الوقود الحيوي من الجيل الثاني أن‬

‫تتحقق فيها االعتبارات اآلتية [الجنزوري‪:]68 ،2010 ،‬‬

‫‪ -‬أال تكون احتياجاتها المائية عالية؛‬

‫‪33‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬أن تكون ذا إنتاجية عالية من الطاقة؛‬

‫‪ -‬أال تحتاج زراعتها الكثير من المخصبات؛‬

‫‪ -‬أن تكون زراعتها عالية الكثافة؛‬

‫‪ -‬أن يكون حصدها سهال؛‬

‫‪ -‬أن يكون محتواها من اللجنين منخفضا‪ ،‬فرغم أن اللجنين يعطي قد ار كبي ار من الطاقة ِإ َّال أنه يعيق‬

‫التحلل البيو كيميائي للسليلوز ويزيد التكلفة الحتياجه إلى مفاعالت خاصة؛‬

‫‪ -‬أن تقاوم الجفاف؛‬

‫‪ -‬أن تقاوم مسببات االمراض‪.‬‬

‫‪ -3-III‬إنتاجية الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫في الوقت الحاضر‪ ،‬يتم إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني في محطات تجريبية على نطاق غير‬

‫صناعي‪ ،‬إالَّ أن األبحاث في هذا المجال تَ ِع ُد بالكثير من التحسينات مستقبال [‪Meunier et Meunier-‬‬

‫‪ ،]Castelain, 2006, 107‬خاصة وأن الكمية الممكن إنتاجها من الوقود الحيوي من الجيل الثاني هي‬

‫أكبر من تلك المنتجة من الجيل األول وذلك باستعمال نفس المساحة المزروعة ونفس كمية المحاصيل‬

‫المستعملة في العملية اإلنتاجية [‪.]Langlois, 2005, 210-211‬‬

‫فب معرفة عدد األطنان المنتجة من مختلف المحاصيل على مساحة هكتار واحد‪ ،‬من الممكن تقييم عدد‬

‫اللترات المنتج من الوقود الحيوي من الجيل األول ومن الجيل الثاني للهكتار الواحد المزروع‪ ،‬وهذا ما‬

‫يبينه الشكل الموالي الذي يأخذ بعين االعتبار مردود مختلف المحاصيل إلنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثاني‪ ،‬ومردود الذرة والشعير والقمح والصويا إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الواليات‬

‫المتحدة األمريكية‪ ،‬باإلضافة إلى مردود عباد الشمس واللفت والبنجر المسجل في أوروبا‪ ،‬وأخي ار مردود‬

‫قصب السكر والجاتروفا ونخيل الزيت الذي يخص على التوالي كل من الب ارزيل‪ ،‬الهند واندونيسيا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫شكل ‪ :8‬مردود الوقود الحيوي للهكتار الواحد‬

‫الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫قش القمح (انتاج االيثاول السيلولوزي)‬


‫سيقان الذرة (انتاج االيثاول السيلولوزي)‬
‫الحور الهجين (انتاج االيثاول السيلولوزي)‬
‫التبن البري (انتاج االيثاول السيلولوزي)‬
‫الميسكانتوس (انتاج االيثاول السيلولوزي)‬
‫قش القمح (انتاج الديزل المركب)‬
‫سيقان الذرة (انتاج الديزل المركب)‬
‫الحور الهجين (انتاج الديزل المركب)‬
‫التبن البري (انتاج الديزل المركب)‬
‫الميسكانتوس (انتاج الديزل المركب)‬

‫‪0‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪8000‬‬


‫‪Litres équivalent essence par hectare‬‬

‫الوقود الحيوي من الجيل االول‬

‫الشعير (انتاج االيثانول)‬


‫القمح (انتاج االيثانول)‬
‫الذرة (انتاج االيثانول)‬
‫البنجر (انتاج االيثانول)‬
‫قصب السكر (انتاج االيثانول)‬
‫الصويا (انتاج البيوديزل)‬
‫عباد الشمس (انتاج البيوديزل)‬
‫اللفت (انتاج البيوديزل)‬
‫الجاتروفا (انتاج البيوديزل)‬
‫نخيل الزيت (انتاج البيوديزل)‬

‫‪0‬‬ ‫‪1000‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪3000‬‬ ‫‪4000‬‬ ‫‪5000‬‬ ‫‪6000‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪8000‬‬


‫‪Litres équivalent essence par hectare‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على ]‪[Langlois, 2005, 212‬‬

‫يؤكد الشكل أعاله ضرورة وفائدة تطوير البحث في مجال الوقود الحيوي من الجيل الثاني للحد من‬

‫المساحات المزروعة إلنتاج الوقود الحيوي بشكل ملحوظ‪ ،‬فاألعشاب طويلة القامة مثل التبن البري‬

‫والميسكانتوس (‪ )Miscanthus‬تسمح بمضاعفة إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) على التوالي بأربعة‬

‫‪35‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫وستة مرات بالمقارنة مع اللفت لنفس المساحة المزروعة‪ ،‬ويعود سبب هذه اإلنتاجية المرتفعة للهكتار‬

‫الواحد من الوقود الحيوي من الجيل الثاني إلى إمكانية استخدام النباتات بالكامل وليس فقط البذور أو‬

‫الثمار‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬على افتراض استخدام نبتة الذرة بالكامل إلنتاج اإليثانول (ساق النبتة = إيثانول‬

‫الجيل الثاني ‪ +‬حبوب = إيثانول الجيل األول)‪ ،‬يمكن الحصول على حوالي ‪ 5175‬لتر من اإليثانول‬

‫في الهكتار الواحد‪ ،‬في حين مع الميسكانتوس يمكن الحصول على إنتاج يزيد بحوالي ‪ %75‬علما أن‬

‫الميسكانتوس هو أقل ضر ار على البيئة ويتطلب كمية قليلة من األسمدة والمبيدات الحشرية وله متوسط‬

‫عمر يصل إلى ‪ 20‬سنة [‪.]Besnard et autres, 2009, 1‬‬

‫‪ -4-III‬مزايا إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫نتيجة لوجود وفرة كبيرة من مادة اللجنوسليولوز في جميع المخلفات خاصة النباتية منها مثل األخشاب‪،‬‬

‫والشجيرات‪ ،‬واألعشاب الطويلة والقصيرة‪ ،‬والغابات‪ ،‬ونباتات المستنقعات واألخوار‪ ،‬ومخلفات‬

‫المحاصيل الزراعية‪ ،‬فإن ذلك جعلها هدفا جديدا إلنتاج الجيل الثاني من الوقود الحيوي‪ ،‬خاصة وأن‬

‫استخدام المواد السكرية والنشوية وكذا الزيتية في إنتاج الجيل األول من الوقود الحيوي يعني استخدام‬

‫جزءا فقط من المادة الحية وإهمال باقي أجزاء النبات بما فيها من طاقة مختزنة‪ ،‬ولذلك يعمل الجيل‬

‫الثاني إلنتاج الوقود الحيوي على استخدام جميع أجزاء النبات المحتوية على مادة السيليلوز بمشتقاتها‬

‫من الهيميسيليلوز (نصف السيليلوز) واللجنين بما يزيد من إنتاجية األرض الزراعية من الوقود الحيوي‬

‫ويقلل من تنافس الوقود مع الغذاء والمياه‪ ،‬كما يترك المحصول الغذائي لإلنسان مع االستفادة من‬

‫المخلفات الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يمكن أيضا أن تنمو بعض النباتات المعمرة سريعة النمو‪ ،‬مثل المحاصيل الخشبية‬

‫قصيرة الدورة الزراعية واألعشاب الطويلة‪ ،‬على تربة فقيرة ومتدهورة يكون فيها إنتاج المحاصيل‬

‫‪36‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫الغذائية صعب جدا بسبب التعرية أو بسبب معوقات أخرى‪ .‬وكال هذين العاملين قد يؤديان إلى الحد‬

‫من التنافس على األرض مع إنتاج الغذاء‪.‬‬

‫وبالنظر إلى أن الكتلة الحيوية اللجنوسليولوزية هي أكثر المواد البيولوجية تواف ار على سطح األرض‪،‬‬

‫فإن االستحداث الناجح لجيل ثان من الوقود الحيوي القائم على اللجنوسليولوز‪ ،‬الذي يملك مقومات‬

‫البقاء تجاريا‪ ،‬يمكن أن يؤدي إلى حدوث زيادة كبيرة في حجم وتنوع المواد الوسيطة والمخلفات‬

‫السيلولوزية التي يمكن استخدامها في اإلنتاج‪ ،‬ومن بينها مخلفات الزراعة والغابات (القش والعيدان‬

‫واألوراق) والمخلفات التي تنجم عن عمليات التصنيع (قشور الجوزيات‪ ،‬وتفل قصب السكر‪ ،‬ونشارة‬

‫الخشب)‪ ،‬واألجزاء العضوية من نفايات المدن‪.‬‬

‫كما يمكن أن يتيح الجيل الثاني من الوقود الحيوي مزايا من حيث الحد من انبعاثات غازات االحتباس‬

‫الحراري‪ ،‬حيث أن أغلبية الدراسات تتوقع أن يؤدي الوقود المشتق من المخلفات الخشبية والزراعية‪،‬‬

‫إلى حدوث انخفاض هائل في انبعاثات غازات االحتباس الحراري طيلة دورة العمر‪ ،‬بالمقارنة بالوقود‬

‫النفطي والجيل األول من الوقود الحيوي [منظمة االغذية و الزراعة لألمم المتحددة ‪.]19-18 ،2008 ،I‬‬

‫ولئن كان من الصعب تحلل الكتلة الحيوية اللجنوسليولوزية من أجل تحويلها إلى وقود سائل‪ ،‬فإنها‬

‫أقوى أيضا بالنسبة للمناولة‪ ،‬مما يساعد على الحد من تكاليف مناولتها والحفاظ على جودتها بالمقارنة‬

‫مع المحاصيل الغذائية؛ كما أن تخزينها أيسر أيضا وذلك ألنها تقاوم التدهور‪.‬‬

‫ومن وجهة النظر المستدامة فإن استخدام مادة اللجنوسليولوزية له عدة مزايا [نادر‪:]98-97 ،2013 ،‬‬

‫‪ -‬هذا النوع من الوقود يمكن أن يحل محل الوقود البترولي وغيره من الوقود دون المنافسة مع الغذاء؛‬

‫‪ -‬استخدام المخلفات الزراعية قد تلغي الحاجة إلى المزيد من المساحات الزراعية ومياه الري أو على‬

‫الحيوي؛‪.‬‬ ‫األقل تحد منها للتوسع في زراعة محاصيل إنتاج الوقود‬

‫‪37‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني لن يحتاج إلى التوسع في إزالة المزيد من مساحات الغابات‬

‫القائمة حاليا إلحاللها بمحاصيل الوقود الحيوي‪ ،‬حيث سيتم االستفادة من مخلفات هذه الغابات والفروع‬

‫واألوراق المتساقطة وغيرها في إنتاج هذا الوقود بما سيبقي على مساحة الغابات القائمة واستمرار‬

‫عملها كرئة لألرض؛‬

‫‪َّ -‬‬
‫يمكن إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني من استغالل الشجيرات الخشبية والنباتات العشبية مثل‬

‫أشجار الجاتورفا والبونجاميا‪ ،‬وهي نباتات سريعة النمو وال تحتاج إلى مياه عذبة أو أراضي خصبة‬

‫ولكن يمكنها النمو على مياه مخلفات الصرف الصحي وعلى األراضي القاحلة والساحلية المجاورة‬

‫للمياه المالحة بما يزيد من االستفادة من مساحات جديدة من األراضي الزراعية المهملة ومن المياه‬

‫الهامشية‪.‬‬

‫‪ -5-III‬حدود إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‬

‫ليس من المؤكد‪ ،‬حتى اآلن‪ ،‬ما إذا كان تحويل الكتلة الحيوية اللجنوسليولوزية إلى وقود حيوي قاد ار‬

‫على المساهمة بنسبة كبيرة في أنواع الوقود السائلة الموجودة في العالم باعتبار أن المخلفات الغابية‬

‫والزراعية تستخدم في الواقع لتغذية الماشية‪ ،‬لتخصيب التربة أو كمأوى للتنوع البيولوجي‪ ،‬كما تستخدم‬

‫أيضا إلنتاج الكهرباء والح اررة من خالل التوليد المشترك للطاقة الخشبية‪ .‬ويعتقد أن اإلنتاج الصناعي‬

‫للوقود الحيوي من الجيل الثاني لن يرى النور إال بعد سنة ‪ 2020‬على األقل [ ‪Spinnler, 2012,‬‬

‫‪ ،]entretien‬هذا ويتم وضع العديد من الشروط من قبل الخبراء لالستثمار فيه مما يجعل إنتاجه على‬

‫نطاق صناعي واسع غير ممكن حاليا‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تتمثل المرحلة األولى فقط من هذا اإلنتاج‬

‫في جمع الكتلة الحيوية وهي عملية معقدة للعديد من األسباب‪ ،‬بما في ذلك تنوع المواد األولية‬

‫والخدمات اللوجستية الجد مستهلكة للطاقة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫فالكتلة الحيوية النباتية هي بالتأكيد وفيرة‪ ،‬ولكنها متنوعة أيضا‪ ،‬فقد يكون أصلها غابي أو زراعي (في‬

‫مختلف قطاعات الزراعة) أو صناعي (نفايات مختلف القطاعات الصناعية) أو حتى بحري؛ لذا فإن‬

‫القيود المفروضة على جمعها واستغاللها هي عديدة [‪،]Legalland et Lemarchand, 2008, 116-117‬‬

‫ونذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-5-III‬خطر انقطاع اإلمدادات‬

‫ال يوجد أي مصنع يمكن أن يعمل على نحو مستدام إذا كان ال يمكنه االعتماد على مصدر آمن‬

‫وكافي من المواد األولية‪ ،‬إالَّ في حالة ما إذا كان لديه مخزون كافي من المواد األولية الشيء الذي‬

‫عادة ما يكون له عواقب جسيمة على الربحية‪ .‬هذه المشكلة ليست نظرية فقط‪ ،‬ففي الب ارزيل مثال ليس‬

‫من غير المألوف رؤية المنتجين يبيعون محاصيلهم من السكر في السوق الدولية وترك مصانع‬

‫اإليثانول دون عمل عندما يكون سعر السكر مرتفع‪.‬‬

‫لذلك يعتبر خطر انقطاع اإلمدادات موجود سواء تعلق األمر بالمخلفات الزراعية‪ ،‬بالمنتجات الغابية أو‬

‫بالمخلفات الصناعية‪.‬‬

‫‪ -2-5-III‬ارتفاع تكاليف اإل نتاج‬

‫من المعلوم أن تكاليف تشغيل مصنع تتألف من تكاليف مباشرة تدخل بشكل مباشر في عملية االنتاج‬

‫(المواد األولية‪ ،‬العمالة‪ ،)...‬ومن تكاليف غير مباشرة تدخل بشكل غير مباشر في عملية االنتاج‬

‫(المباني‪ ،‬الصيانة‪ ،‬التأمين‪ ،‬مديرية البحوث‪ ،‬اإلشهار‪.)...‬‬

‫ففيما يخص مصنع ينتج الوقود الحيوي باستخدام الكتلة الحيوي الخشب‪-‬خلوية (اللجنوسليولوز)‪ ،‬تكون‬

‫تكاليف اإلنتاج المباشرة وغير المباشرة مرتفعة نسبيا مقارنة مع تكلفة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول وذلك بسبب التكاليف الطاقية العالية جدا نتيجة استخدام مفاعالت بيولوجية كبيرة الحجم‪،‬‬

‫وتكاليف المعالجة األولية للمواد الخام‪ ،‬وتكاليف إزالة النفايات‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫هذا ويتيح الجيل الثاني من التكنولوجيات‪ ،‬التي هي قيد االستحداث حاليا‪ ،‬استخدام الكتلة الحيوية‬

‫اللجنوسليولوزية التي تقاوم التحلل أكثر من مقاومة النشأ والسكر والزيوت‪ ،‬وبالتالي صعوبة تحويلها‬

‫إلى وقود سائل تجعل تكنولوجيا التحويل أعلى تكلفة [‪.]De Dominicis, 2006, 110‬‬

‫‪ -3-5-III‬االحتجاجات االجتماعية‬

‫في الوقت الراهن يمكن فقط وضع قائمة من الشكوك حول اآلثار االجتماعية المحتملة إلنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثاني بسبب عدم وجود إنتاج على مستوى صناعي واسع‪:‬‬

‫‪ -‬استغالل المخلفات الغابية ‪ :‬كل ما يمس بالغابة يخلق حساسية إجتماعية ويثير غضب بعض‬

‫المنظمات غير الحكومية و يخلق صراعات بين السكان والصناعيين وااليكولوجيين؛‬

‫‪ -‬تعتبر الغابات أماكن عامة‪ ،‬حيث أن قيود جديدة ناجمة عن استغاللها قد تثير استياء السكان؛‬

‫‪ -‬سيتم النظر بعين الريبة إلى أثر االستغالل الصناعي للغابات وأثره المحتمل على التنوع‬

‫البيولوجي‪.‬‬

‫‪ -4-5-III‬تأثر التربة‬

‫من المهم أيضا النظر إلى الدور الحاسم الذي يلعبه تحلل الكتلة الحيوية في الحفاظ على خصوبة‬

‫التربة ونسيجها‪ ،‬حيث قد تكون لعمليات السحب المفرط ألغراض استخدام الطاقة الحيوية تأثيرات‬

‫سلبية‪ .‬فمن أهم عيوب استخدام المخلفات الزراعية إلنتاج الوقود الحيوي يتمثل في كون هذه المخلفات‬

‫سمادا عضويا ُم ِهما للتربة ويلعب دو ار رئيسيا في الحفاظ على خصوبتها ويزيد من إنتاجيتها‪ ،‬كما أن‬

‫حرمان التربة منها سوف يؤدي إلى التوسع في استخدام األسمدة الكيميائية بما يزيد من ثلوث التربة‬

‫المجم َعة ومنتجات‬


‫َّ‬ ‫والمياه الجارية والهواء أثناء إنتاج األسمدة ويفكك التربة نتيجة لحرمانها من المواد‬

‫تحللها من المواد الالحمة لحبيبات التربة لتكوين بناء أرضي ثابت يحسن من خواص الترب الزراعية‬

‫ويعالج عيوب قوام التربة خاصة في األراضي الرملية الصحراوية أو األراضي الطينية الثقيلة‪ ،‬وجميع‬

‫‪40‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه المواد الالحمة والمحسنة والمخصبة للتربة تنتج من تحلل المخلفات العضوية المضافة إلى الترب‬

‫الزراعية لتكون في نهاية تحللها مادة الدبال الثابتة والمقاومة للتحلل‪.‬‬

‫‪ -5-5-III‬مشاكل تكنولوجيا التغويز‬

‫المشاكل المتعلقة بتكنولوجيا تحويل الكتلة الحيوية إلى غاز هي متعددة [‪Ballerini II, 2007, 105-‬‬

‫‪:]106‬‬

‫‪ -‬توريد المفاعل بالكتلة الحيوية الصلبة‪ :‬التكنولوجيات المستخدمة حاليا لتوريد المفاعالت بالكتلة‬

‫الحيوية الصلبة تسبب العديد من المشاكل المتعلقة بانسداد وتدهور التوربينات؛‬

‫‪ -‬المشاكل المتعلقة بالتمييع (‪)liquéfaction‬؛‬

‫‪ -‬تآكل الهياكل المعدنية في مناطق الح اررة الجد عالية؛ وتكمن طريقة حل هذه المشكلة في تطوير‬

‫أنواع خاصة من الفوالذ المقاومة مما يزيد من تكلفة اإلنتاج؛‬

‫‪ -‬القضاء على بعض الغازات مثل كبريتيد الهيدروجين وحامض الهيدروكلوريك‪.‬‬

‫استنتجنا مما سبق أنه رغم توفر الكتلة الحيوية اللجنوسيلولوزية الضرورية إلنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثاني بكميات معتبرة وبأسعار منخفضة‪ ،‬باإلضافة إلى أن إنتاجية الوقود الحيوي من الجيل‬

‫الثاني تفوق إنتاجية الوقود الحيوي من الجيل األول عند استعمال نفس المساحة المزروعة ونفس كمية‬

‫المحاصيل‪ ،‬فضال عن المزايا البيئية التي يقدمها الوقود الحيوي من الجيل الثاني الذي ال ينافس‬

‫اإلنسان في الغذاء‪ ،‬إالَّ أن القيود المالية واللوجستية واالجتماعية والبيئية والتقنية المفروضة على جمع‬

‫واستغالل الكتلة الحيوية اللجنوسيلولوزية تجعل من إنتاجه على نطاق صناعي واسع غير ممكن حاليا‪،‬‬

‫حيث من الالزم التغلب على تحديات كبيرة لجعل إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني من المواد‬

‫قادر على المنافسة تجاريا‪.‬‬


‫الوسيطة اللجنوسليولوزية ا‬

‫‪41‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل نباتي‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة‬

‫كون هذه الدراسة تتمحور حول موضوع الوقود الحيوي الذي مازال يلفه الكثير من الغموض‪ ،‬التمسنا‬

‫الحاجة في هذا الفصل إلى تقديم صورة كاملة لهذه الطاقة المتجددة‪ ،‬حيث سعينا إلى عرض مفهومه‪،‬‬

‫تطوره التاريخي‪ ،‬أسباب التوجه نحو إنتاجه‪ ،‬خصائصه‪ ،‬استخداماته وكيفية تصنيعه‪ ،‬وقد خلصنا أن‬

‫كل وقود سائل أو غازي مشتق من الكتلة الحيوي مهما كان مصدرها يعتبر وقودا حيويا‪ ،‬إالَّ أن الوقود‬

‫الحيوي السائل هو األرجح على أن ينتج على نطاق واسع‪ .‬كما اتضح لنا أن الوقود الحيوي ليس اسم‬

‫جديد في عالم الطاقة البديلة‪ ،‬إالَّ أنه لم يبرز على الساحة الدولية إالَّ منذ منتصف السبعينات من‬

‫القرن الماضي بسبب االهتمام المتزايد به في تلك الفترة والراجع ألسباب عدة تتراوح بين االقتصادية‬

‫والبيئية مرو ار بالطاقية والجيوسياسية‪.‬‬

‫وبعد استعراضنا لخصائص وكيفية إنتاج الوقود الحيوي ذو األصل النباتي (الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول والجيل الثاني)‪ ،‬عالوة على المواد األولية التي تدخل في إنتاجه‪ ،‬استخلصنا أن الوقود الحيوي‬

‫من الجيل األول منتج من مواد أولية زراعية تدخل في التغذية االنسانية وبالتالي يمثل صورة مختلفة‬

‫تماما من حيث انعكاساته المحتملة على الزراعة وعلى األمن الغذائي مقارنة بالوقود الحيوي من الجيل‬

‫الثاني الذي ال ينافس اإلنسان على الغذاء وال يمكن إنتاجه على مستوى تجاري واسع لألسباب‬

‫اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بيئية وتقنية على عكس الوقود الحيوي من الجيل األول الذي قد يخلق مشكلة‬

‫اقتصادية وأخالقية وزراعية في حالة ما إذا كان إنتاجه يتم على مستوى صناعي واسع بكونه يصبح‬

‫ينافس اإلنسان في الغذاء‪ ،‬وهذا ما سنحاول معرفته في الفصل الثاني‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تمهيد‬

‫نظ ار لكون الوقود الحيوي ذو أصل نباتي يضم جيل أول مشتق من مواد أولية زراعية تدخل في التغذية‬

‫اإلنسانية‪ ،‬وجيل ثاني مشتق من مخلفات خشبية وزراعية ال تدخل في التغذية اإلنسانية كما رأيناه في‬

‫الفصل السابق‪ ،‬ف سوف نهتم في هذا الفصل بالجيل األول فقط باعتبار أن إنتاج هذا األخير من‬

‫المحتمل أن يخلق مشكلة اقتصادية وزراعية وأخالقية إذا كان يتم على نطاق صناعي واسع من جهة‪،‬‬

‫وإذا كان الطلب الزراعي الذي يمليه النمو السكاني والتغيرات في أنماط االستهالك أكبر من العرض‬

‫الزراعي الذي يمليه توافر األراضي الزراعية ومردودها من جهة أخرى‪ ،‬وهذا ما سنحاول معرفته في‬

‫هذا الفصل‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن هدفنا ليس تقديم عرض شامل عن القطاع الزراعي العالمي بمختلف‬

‫أبعاده أو عن كل المواد األولية الزراعية التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول نظ ار‬

‫لتعددها‪ ،‬وإنما أخد الحبوب كمؤشر تمثيلي م ِّ‬


‫عبر كون ‪ %90‬من الوقود الحيوي من الجيل األول‬ ‫ُ‬

‫المنتج في العالم مشتق من الحبوب‪ ،‬باإلضافة إلى كون الحبوب تلعب دو ار رئيسيا في التغذية‬

‫اإلنسانية‪ ،‬السيما في الدول النامية‪.‬‬

‫لهذا الغرض‪ ،‬ارتأينا أوال في هذا الفصل تقديم صورة عن تطور السوق الزراعي العالمي من خالل‬

‫الحبوب‪ ،‬ثم ثانيا تسليط الضوء على حجم اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي من الجيل األول وتطوره‬

‫المستقبلي‪ ،‬وأخي ار سرد نتائج أهم الدراسات التي أجريت حول تأثير الوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫على أسعار المواد األولية الزراعية المستخدمة في تصنيعه؛ وعلى هذا األساس سنتناول هذا الفصل‬

‫من خالل التعرض إلى المباحث اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬تطور السوق الزراعي؛‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬االحتياجات الزراعية للوقود الحيوي من الجيل األول؛‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬تأثير الوقود الحيوي من الجيل األول على أسعار المواد الزراعية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ -‬تطور السوق الزراعي‬

‫تتحدد حالة السوق الزراعي على الصعيد الدولي بالعديد من العوامل‪ ،‬ولكن ما يهمنا في توصيفها‪،‬‬

‫وحتى نتفادى الدخول في الكثير من التفريعات‪ ،‬عاملين رئيسيين سنناقشهما في هذا المبحث وهما‬

‫العرض الزراعي والطلب الزراعي العالميين الخاصين بالحبوب‪ ،‬واللذان يمكن لنا من خاللهما تشكيل‬

‫صورة مبسطة ولكن معبرة للحالة الراهنة للسوق الزراعي العالمي والتعرف على احتماالتها المستقبلية‬

‫بهدف معرفة ما إذا كان هناك تباين بين العرض الزراعي والطلب الزراعي على المستوى العالمي‪،‬‬

‫تباين إن ثبت وجوده يجعل من الوقود الحيوي من الجيل األول يطرح مشكلة أخالقية‬

‫واقتصادية وزراعية بسبب التنافس المباشر بين منتجي الوقود الحيوي ومنتجي األغذية حول استخدام‬

‫العرض الزراعي ألغراض طاقية بدال من أغراض غذائية‪.‬‬

‫‪ -1-I‬تطور العرض الزراعي‬

‫تمثل األراضي الزراعية والمردودات الزراعية أهم العوامل التي يستند إليها العرض الزراعي في أي‬

‫مكان‪.‬‬

‫‪ -1-1-I‬األراضي الزراعية‬

‫نظ ار ألن الحبوب تعتبر بوجه عام الركيزة األساسية لإلنتاج الزراعي‪ ،‬أو إنتاج الغذاء‪ ،‬خاصة في‬

‫الدول النامية كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬فإن حجم األراضي الزراعية المخصص إلنتاج الحبوب يعطي‬

‫مؤش ار معب ار عن حالة األراضي الزراعية بوجه عام‪.‬‬

‫فبحسب معطيات البنك العالمي‪ ،‬ما يقارب ‪ 707.95‬مليون هكتار من األراضي كان مخصص‬

‫إلنتاج الحبوب الغذائية كالقمح واألرز والذرة والشعير سنة ‪ ،2013‬بينما كانت هذه المساحة مقدرة‬

‫بحوالي ‪ 670.64‬مليون هكتار سنة ‪ ،]Banque Mondiale, 2013[ 2000‬وهذا ما يتضح من خالل‬

‫الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ :09‬األراضي المخصصة إلنتاج الحبوب‬


‫‪800000000‬‬

‫‪700000000‬‬
‫هكتار‬

‫‪600000000‬‬

‫‪500000000‬‬
‫‪2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013‬‬

‫تطور األراضي المستخدمة إلنتاج الحبوب‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات البنك الدولي‬

‫يمكن مالحظة أنه بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2005‬انخفضت المساحة المخصصة إلنتاج الحبوب بنحو‬

‫‪ 12.54‬مليون هكتار‪ ،‬أي بنسبة ‪ ،%1.87 -‬في حين عرفت هذه المساحة زيادة بين ‪2005‬‬

‫و‪ 2008‬مقدرة بحوالي ‪ 54.17‬مليون هكتار‪ ،‬أي بمعدل ‪ ،%8.23‬لتنخفض مجددا بعدها فيما بين‬

‫عامي ‪ 2008‬و ‪ 2010‬بنحو ‪ 19.19‬مليون هكتار‪ ،‬أي بنسبة ‪ %2.69 -‬قبل أن ترتفع مجددا سنة‬

‫‪ 2013‬لتصل إلى نفس المستوى تقريبا الذي كانت عليه قبل خمسة أعوام‪ ،‬أي سنة ‪.2008‬‬

‫وهو ما يبين أن المساحات المزروعة المخصصة إلنتاج الحبوب الغذائية عرفت نمو ضعيف جدا يقدر‬

‫بنسبة ‪ %5.27‬بين ‪ 2000‬و‪ ،2013‬أي في غضون فترة معتبرة‪.‬‬

‫‪ -2-1-I‬المردودات الزراعية‬

‫يحدد تطور ال مردودات الزراعية العالمية مدى قدرة األراضي الزراعية الموجودة على االستجابة للطلب‬

‫العالمي على مختلف المحاصيل الزراعية المستخدمة ألغراض غذائية‪ ،‬حيث من المحتمل جدا أن‬

‫تتأثر أسعار مختلف هذه المحاصيل الزراعية إلى حد كبير بالتغييرات التي ستحدث في مردودات‬
‫‪46‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إنتاجها ]‪ .[Bringezu, 2009, XII‬ولتوضيح تطور مردودات المحاصيل الزراعية‪ ،‬سوف نركز أيضا‬

‫على الحبوب من خالل الشكل أدناه نظ ار الستخدامها الواسع في إنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬

‫شكل ‪ :10‬المردود المتوسط العالمي للحبوب‬


‫‪3,50‬‬

‫‪3,00‬‬

‫‪2,50‬‬

‫‪2,00‬‬
‫طن‪/‬هكتار‬

‫‪1,50‬‬

‫‪1,00‬‬

‫‪0,50‬‬

‫‪0,00‬‬
‫‪56‬‬
‫‪59‬‬

‫‪98‬‬
‫‪50‬‬
‫‪53‬‬

‫‪62‬‬
‫‪65‬‬
‫‪68‬‬
‫‪71‬‬
‫‪74‬‬
‫‪77‬‬
‫‪80‬‬
‫‪83‬‬
‫‪86‬‬
‫‪89‬‬
‫‪92‬‬
‫‪95‬‬

‫‪2001‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2010‬‬
‫العائد المتوسط العالمي للحبوب‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الطالب اعتمادا على قاعدة بيانات وزارة الزراعة األمريكية‬
‫]‪[www.fas.usda.gov/psdonline‬‬
‫‪Calculs incluant le blé, le maïs, le riz et le soja.‬‬

‫يالحظ في الشكل أعاله تحسن مردود الحبوب بشكل ملحوظ منذ بداية الخمسينات‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك‬

‫تباطؤ في معدل تطور العوائد على مرور السنوات‪ .‬فمن حيث الكميات المطلقة‪ ،‬يبدوا أن منحنى‬

‫تطور المردود يدل على زيادة منتظمة ومستمرة من حيث الحجم‪ ،‬إالَّ أن المنحنى ينطوي في الحقيقة‬

‫على انخفاض في معدالت المردود (معدل النمو السنوي كنسبة مئوية مقارنة بالسنة السابقة)؛ ولكن‬

‫مقدم بهذا الشكل‪ ،‬فالمنحنى يظهر تباطؤ في النمو أقل حدة مما هو عليه في حقيقة األمر‪ ،‬وهذا ما‬

‫سنبينه في الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :1‬متوسط معدالت النمو السنوية في مردود الحبوب‬

‫متوسط معدل النمو السنوي‬ ‫السنوات‬


‫‪%1.9‬‬ ‫‪1960-1950‬‬
‫‪%2.4‬‬ ‫‪1970-1960‬‬
‫‪%2.0‬‬ ‫‪1980-1970‬‬
‫‪%2.5‬‬ ‫‪1990-1980‬‬
‫‪%0.9‬‬ ‫‪2000-1990‬‬
‫‪%1.5‬‬ ‫‪2010-2000‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Akbi, 2013, 101‬‬

‫يبين الجدول أعاله تطور متوسط معدالت النمو السنوية في مردود الحبوب بالمقارنة بفترة األساس‬

‫‪ ،1960/1950‬حيث يمكن مالحظة أنه فيما بين عقدي ‪ 1960/1950‬و ‪ 1990/1980‬زاد متوسط‬

‫معدل النمو السنوي في مردود الحبوب مقارنة بفترة األساس بمعدالت متدبدبة تتراوح بين ‪،%0.5‬‬

‫‪ %0.1‬و‪ ،%0.6‬بينما نجده قد انخفض في العقدي ‪ 2000/1990‬و‪ 2010/2000‬بنحو‪ %1-‬و‬

‫‪ %0.4-‬على التوالي‪.‬‬

‫يمكن تقديم أسباب مختلفة لتفسير هذا االنخفاض في المردودات الزراعية العالمية‪ .‬فجزء من هذا‬

‫االنخفاض قد يفسر بفقدان التربة لخصوبتها الطبيعية في المناطق ذات الزراعات الكثيفة‪ .‬ففي‬

‫الستينات مثال‪ ،‬كان طن إضافي من األسمدة اآلزوتية يسمح بإنتاج ‪ 25‬طن إضافي من الحبوب‪،‬‬

‫لينخفض بعدها هذا اإلنتاج اإل ضافي من الحبوب الناتج عن استعمال نفس الكمية من األسمدة‬

‫اآلزوتية إلى ‪ 20‬طن في السبعينات‪ ،‬ثم إلى ‪ 13‬طن فقط في الثمانينات ]‪ .]Akbi, 2014, 102‬من‬

‫جهة أخرى‪ ،‬تميزت سنوات التسعينات بانتهاج البلدان المتقدمة لسياسات زراعية أقل تلويثا للبيئة‪ ،‬مما‬

‫أدى إلى انخفاض المردودات الزراعية نتيجة استخدام أسمدة كيماوية أكثر احتراما للبيئة لكن ذات‬

‫فعالية أقل‪ .‬هذا ويمكن ذكر عوامل أخرى ساهمت في انخفاض المردودات الزراعية‪ ،‬مثل تغير المناخ‬

‫الذي زاد في وثيرة تدهور األراضي (التصحر‪ ،‬انجراف التربة‪ ،‬الملوحة‪ ،‬ارتفاع منسوب المياه)‪ ،‬وندرة‬

‫‪48‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫موارد المياه التي تشكل كابحا كبي ار على الزراعة علما أن أكثر من ‪ %70‬من المياه العذبة في مختلف‬

‫مناطق العالم تستعمل في الزراعة كما يبينه الشكل أدناه وهي نسبة مرشحة لالرتفاع بحلول عام‬

‫‪ 2050‬أين سيتطلب توفير الطعام لحوالي ‪ 9‬مليارات نسمة زيادة قدرها ‪ %50‬من اإلنتاج الزراعي‬

‫وزيادة بنسبة ‪ %15‬من المياه [‪.]Banque mondiale, 2014‬‬

‫شكل ‪ :11‬نسب استعمال المياه العذبة حسب القطاع لسنة ‪2014‬‬

‫المصدر‪ :‬مدونة بيانات البنك العالمي‪.2014 ،‬‬

‫‪ -3-1-I‬مقارنة نمو األراضي الزراعية بنمو المردودات الزراعية‬

‫لمقارنة نمو األراضي الزراعية بالمردودات الزراعية نستعين بالشكل الموالي الذي يوضح معدالت النمو‬

‫العالمية من المساحات المزروعة والمردودات الخاصة بالحبوب خالل الفترة ‪ ،2014/2005‬باإلضافة‬

‫إلى التوقعات الخاصة بالفترة ‪.2024/2015‬‬

‫‪49‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ :12‬معدالت النمو العالمية لألراضي الزراعية والمردودات الخاصة بالحبوب‬

‫المردود‬ ‫المساحة‬
‫‪%‬‬
‫‪3,5‬‬

‫‪3,0‬‬

‫‪2,5‬‬

‫‪2,0‬‬

‫‪1,5‬‬

‫‪1,0‬‬

‫‪0,5‬‬

‫‪0,0‬‬

‫‪-0,5‬‬
‫‪2005-14‬‬ ‫‪2015-24‬‬ ‫‪2005-14‬‬ ‫‪2015-24‬‬ ‫‪2005-14‬‬ ‫‪2015-24‬‬
‫القمح‬ ‫الحبوب الخشنة‬ ‫األرز‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l'OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l'OCDE.‬‬

‫المالحظة الهامة المستخلصة من خالل الشكل أعاله هي أن االتجاه العام المشار إليه سابقا والمتمثل‬

‫في انخفاض المردودات الزراعية العالمية واألراضي الزراعية لن يتغير مستقبال (‪ ،)2024‬مشي ار إلى‬

‫أن األراضي الزراعية قد اقتربت من حدود قدرتها االستيعابية‪ ،‬أي قدرتها على الوفاء باالحتياجات‬

‫المتزايدة للسكان‪ ،‬األمر يستوجب وضع أولويات في استخدام مختلف المواد األولية الزراعية المنتجة‬

‫في هذه األراضي الزراعية‪.‬‬

‫‪ -2- I‬تطور الطلب الزراعي‬

‫تطور الطلب الزراعي العالمي هو نتيجة متغيرين أساسيين‪ :‬النمو السكاني والتذبذبات الحاصلة في‬

‫نصيب االستهالك الغذائي الفردي‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-2-I‬النمو السكاني‬

‫أول المستهلكون للمنتجات الزراعية هم السكان الذين ينبغي على الزراعة أن تلبي كل احتياجاتهم من‬

‫الغذاء؛ فيما يعتبر المنتجون‪ ،‬بمعنى الزراع‪ ،‬هم ثاني المستهلكون للمنتجات الزراعية والذين يستثمرون‬

‫الموارد الطبيعية الزراعية في تحقيق اإلنتاج الزراعي المطلوب‪.‬‬

‫بالنسبة للزراعة‪ ،‬فإن الزيادة في عدد السكان تعني ضرورة توفير المزيد من الغذاء للوفاء باحتياجاتهم‬

‫مما يعني أعباء تقع مباشرة على عاتق الزراعة‪ ،‬كما أن هجرة السكان من المناطق الريفية إلى المناطق‬

‫الحضرية يزيد من هذه األعباء نظ ار لتغير نمط الغذاء المطلوب فضال عن كميته؛ هذا باإلضافة إلى‬

‫أن الزيادة في السكان تستقطع من االستثمارات التي يمكن أن توجه للتنمية الزراعية في الكثير من‬

‫الحاالت‪ ،‬خاصة في الدول النامية‪ ،‬بل إنه في بعض الحاالت تستخدم فوائض الزراعة ليس لتنمية‬

‫قطاع الزراعة‪ ،‬ولكن لتنمية قطاعات أخرى تحت ضغط احتياجات السكان المتزايدين [محمد السيد عبد‬

‫السالم‪.]14 ،1998 ،‬‬

‫وطبقا لتقرير األمم المتحدة الذي أعده قسم الشؤون االقتصادية واالجتماعية التابع لألمم المتحدة‬

‫والخاص بمؤشرات النمو السكاني لسنة ‪ ،2015‬وصل التعداد السكاني العالمي لحوالي ‪ 7.3‬مليار‬

‫نسمة سنة ‪ ،2015‬مشي ار إلى زيادة سكانية قدرها مليار نسمة خالل عشرين سنة‪ .‬وبالتالي فإن مسألة‬

‫توفير الغذاء ألكثر من ‪ 7‬مليار نسمة تشكل تحديا كبيرا‪ ،‬علما أن هناك شخص من بين كل تسعة‬

‫أشخاص يعاني من الجوع المزمن‪ ،‬وأكثر من مليار شخص مصابون بسوء التغذية‪ ،‬فيما يموت ‪3.1‬‬

‫مليون طفل كل سنة بسبب الجوع وسوء التغذية [‪ ،]Voegele, 2014‬أي ما يقارب ستة أطفال كل‬

‫دقيقة‪ ،‬والمشكلة مرشحة للتضخم في المستقبل رغم أ ن هذه الزيادة تعرف تباينا من منطقة ألخرى كما‬

‫هو موضح في الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :2‬تطور معدل النمو السكاني حسب المناطق الرئيسية‬


‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫‪1955‬‬ ‫‪1950‬‬ ‫متوسط معدل النمو‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫السنوي حسب‬
‫‪2015‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1995‬‬ ‫‪1990‬‬ ‫‪1985‬‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪1975‬‬ ‫‪1970‬‬ ‫‪1965‬‬ ‫‪1960‬‬ ‫‪1955‬‬ ‫المناطق الرئيسية‬

‫‪1,18‬‬ ‫‪1,22‬‬ ‫‪1,24‬‬ ‫‪1,32‬‬ ‫‪1,54‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1,78‬‬ ‫‪1,78‬‬ ‫‪1,96‬‬ ‫‪2,06‬‬ ‫‪1,92‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1,77‬‬ ‫العالم‬
‫‪2,55‬‬ ‫‪2,53‬‬ ‫‪2,45‬‬ ‫‪2,44‬‬ ‫‪2,63‬‬ ‫‪2,77‬‬ ‫‪2,81‬‬ ‫‪2,75‬‬ ‫‪2,61‬‬ ‫‪2,54‬‬ ‫‪2,45‬‬ ‫‪2,30‬‬ ‫‪2,08‬‬ ‫افريقيا‬
‫‪1,04‬‬ ‫‪1,11‬‬ ‫‪1,20‬‬ ‫‪1,33‬‬ ‫‪1,63‬‬ ‫‪2,00‬‬ ‫‪1,97‬‬ ‫‪1,98‬‬ ‫‪2,29‬‬ ‫‪2,46‬‬ ‫‪2,12‬‬ ‫‪1,90‬‬ ‫‪1,91‬‬ ‫آسيا‬
‫‪0,08‬‬ ‫‪0,17‬‬ ‫‪0,07‬‬ ‫‪-0,04‬‬ ‫‪0,19‬‬ ‫‪0,37‬‬ ‫‪0,40‬‬ ‫‪0,48‬‬ ‫‪0,60‬‬ ‫‪0,68‬‬ ‫‪0,95‬‬ ‫‪0,98‬‬ ‫‪0,98‬‬ ‫أوروبا‬
‫‪1,12‬‬ ‫‪1,24‬‬ ‫‪1,36‬‬ ‫‪1,56‬‬ ‫‪1,73‬‬ ‫‪1,92‬‬ ‫‪2,12‬‬ ‫‪2,27‬‬ ‫‪2,43‬‬ ‫‪2,56‬‬ ‫‪2,76‬‬ ‫‪2,71‬‬ ‫‪2,70‬‬ ‫أمريكا الالتينية والكاريبي‬

‫‪0,78‬‬ ‫‪0,93‬‬ ‫‪0,92‬‬ ‫‪1,18‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1,02‬‬ ‫‪0,96‬‬ ‫‪0,97‬‬ ‫‪0,95‬‬ ‫‪1,05‬‬ ‫‪1,42‬‬ ‫‪1,80‬‬ ‫‪1,67‬‬ ‫أمريكا الشمالية‬
‫‪1,54‬‬ ‫‪1,74‬‬ ‫‪1,43‬‬ ‫‪1,34‬‬ ‫‪1,49‬‬ ‫‪1,62‬‬ ‫‪1,59‬‬ ‫‪1,33‬‬ ‫‪1,76‬‬ ‫‪2,35‬‬ ‫‪2,07‬‬ ‫‪2,15‬‬ ‫‪2,23‬‬ ‫أوقيانوسيا‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪United Nations, Department of Economic and Social Affairs, World Population Prospects:‬‬
‫]‪The 2015 Revision. [https://esa.un.org/unpd/wpp/Download/Standard/Population/‬‬

‫أهم ما يمكن مالحظته عند قراءتنا لهذا الجدول هو أن الزيادة السكانية العالمية تتوزع بشكل غير‬

‫متساوي على مختلف مناطق العالم‪ ،‬فبينما تعرف أوروبا أضعف معدل نمو ‪ %0.08‬فقط‪ ،‬تليها‬

‫أمريكا الشمالية بمعدل ‪ ،%0.78‬في حين تعد إفريقيا هي األسرع نموا بنسبة بلغت ‪ %2.55‬سنويا في‬

‫الفترة بين ‪2015–2010‬؛ وعلى ذلك بحلول عام ‪ 2050‬سيحدث أكثر من ‪ %80‬من الزيادة العالمية‬

‫في أفريقيا‪ ،‬بينما لن يتجاوز نصيب آسيا ‪ %12‬من هذه الزيادة [األمم المتحدة‪ ]4 ،2014 ،‬األمر الذي‬

‫سيؤدي حتما إلى تغير نمط وكمية الغذاء المطلوب في أفريقيا مع حتمية توفير المزيد من الغذاء‬

‫لسكانها وبالتالي خلق أعباء جديدة تقع على عاتق الزراعة فيها‪.‬‬

‫‪ -2-2-I‬تغير أنماط االستهالك‬

‫يؤثر النمط االستهالكي في كل منطقة من العالم على حصة الفرد من استهالك األغذية في تلك‬

‫المنطقة‪ ،‬وبالتالي على الطلب الزراعي العالمي؛ ويبين الشكل الموالي تطور حصة الفرد من استهالك‬

‫لأل غذية حسب مختلف المناطق خالل الفترة الممتدة من ‪ 2000‬إلى ‪.2012‬‬

‫‪52‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ :13‬تطور حصة الفرد من استهالك األغذية حسب المناطق‬


‫المؤشر ‪=100‬‬

‫‪160‬‬

‫‪150‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪140‬‬

‫‪130‬‬ ‫شرق اوروبا وﺁسيا الوسطى‬


‫الشرق االدنى وشمال افريقيا‬
‫‪120‬‬
‫امريكا الالتينية‬
‫‪110‬‬
‫افريقيا جنوب الصحراء الكبرى‬
‫‪100‬‬
‫ﺁسيا‬
‫‪90‬‬ ‫اوروبا الغربية‬
‫‪80‬‬ ‫امريكا الشمالية‬
‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات [منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪]102 ،2012 ، II‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل أعاله أن نصيب الفرد من االستهالك الغذائي يتطور في نفس اتجاه تطور‬

‫النمو السكاني العالمي (جدول ‪)2‬؛ فبينما نصيب الفرد من االستهالك الغذائي في أمريكا الشمالية‬

‫وأوروبا الغربية في حالة ركود‪ ،‬يعرف نصيب الفرد من االستهالك الغذائي في باقي مناطق العالم‬

‫ارتفاعا ملحوظا من المنتظر أن يستمر في السنوات القادمة‪.‬‬

‫هذا وقد أدى النمو السكاني السريع إلى تعزيز زيادات متينة في نصيب الفرد من االستهالك الغذائي‬

‫في معظم البلدان الناشئة والنامية‪ ،‬فقد شهدت أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى أقوى نمو في نصيب الفرد‬

‫من استهالك األغذية منذ‪ 2000‬بلغ نسبة ‪ ،%24‬تبعتهما آسيا بنسبة مئوية تكاد تصل إلى ‪،%20‬‬

‫أما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى‪ ،‬فقد نما نصيب الفرد من االستهالك بسرعة من ‪2000‬‬

‫إلى ‪ ،2005‬غير أنه يبدو أن ارتفاع األسعار في السنوات األخيرة قد حد من تواصل النمو‪ ،‬فلم يرتفع‬

‫نصيب الفرد من االستهالك في هذه المنطقة إال بنسبة ‪ %11‬في ‪ 2012‬عما كان عليه في ‪.2000‬‬

‫‪53‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في حين‪ ،‬أن نصيب الفرد من استهالك األغذية في أوروبا الغربية أصيب بالركود وانخفض في أمريكا‬

‫الشمالية‪ ،‬نظ ار لمستويات االستهالك المرتفعة أصال‪.‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بمناقشة تطور السوق الزراعي العالمي من زاويتي العرض والطلب على الحبوب‪،‬‬

‫واستخلصنا أن هناك تباين بين تطور العرض الزراعي العالمي للحبوب الذي يعرف معدالت نمو‬

‫ضعيفة ناتجة عن النمو الضعيف في المساحات المزروعة وتراجع المردودات الزراعية‪ ،‬وبين الطلب‬

‫الزراعي العالمي المتزايد نتيجة النمو السكاني السريع في الدول الناشئة والنامية وزيادة نصيب الفرد من‬

‫االستهالك الغذائي في هذه الدول‪ ،‬األمر الذي يطرح مشكلة أخالقية واقتصادية وزراعية تتعلق‬

‫بمسألة تحديد األولويات عند استخدام العرض الزراعي في ظل تنافس منتجي األغذية ومنتجي الوقود‬

‫الحيوي من الجيل األول حول هذا العرض‪ ،‬علما أن لمنتجي الوقود الحيوي من الجيل األول احتياجات‬

‫زراعية البد من التعرف عليها‪ ،‬وهذا ما سيتم تناوله بالمزيد من التفاصيل في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬االحتياجات الزراعية للوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫موضوع الوقود الحيوي من الجيل األول يطرح مشكلة تخصيص الموارد فيما بين االستخدامات‬

‫المتنافسة في قطاع الزراعة‪ ،‬علما أن هذه المنافسة تحدث على مستويات عدة‪ ،‬وهذا ما سنناقشه في‬

‫هذا المبحث رغبة منا في تسليط الضوء على هذه المنافسة المباشرة الموجودة في األسواق الزراعية بين‬

‫منتجي الوقود الحيوي من الجيل األول ومنتجي األغذية على االستئثار بالمواد األولية الزراعية‬

‫واألراضي الزراعية‪ .‬ولهذا‪ ،‬فمن الضروري أن نقوم أوال برسم صورة واضحة لما آل إليه انتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل األول في العالم وتوقعات تطوره مستقبال‪ ،‬ثم نعمل على توضيح االحتياجات‬

‫الزراعية الضرورية لهذا اإلنتاج‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-II‬اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي من الجيل األول‬

‫بلغ إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في العالم سنة ‪ 2015‬نحو‪ 74847‬ألف طن نفط مكافئ‬

‫[ ‪ ،]BP Statistical Review of World Energy, 2016‬حيث يهيمن على هذا اإلنتاج كل من الواليات‬

‫المتحدة األمريكية التي تعتبر أكبر منتج بقدرة إنتاجية ‪ 30983‬ألف طن نفط مكافئ (‪ %41,4‬من‬

‫اإلنتاج العالمي) ‪ ،‬والب ارزيل التي تحتل المرتبة الثانية عالميا بإنتاج قدره ‪ 17636‬ألف طن نفط مكافئ‬

‫(‪ %23,6‬من اإلنتاج العالمي)‪ ،‬وأخي ار االتحاد االوروبي بقدرة إنتاجية قدرها ‪ 13618‬ألف طن نفط‬

‫مكافئ (‪ %18,2‬من اإلنتاج العالمي)‪ .‬ويوضح الشكل أدناه أهم الدول المنتجة للوقود الحيوي من‬

‫الجيل األول‪.‬‬

‫شكل ‪ :14‬أهم الدول المنتجة للوقود الحيوي من الجيل األول‬


‫اندونيسيا‬ ‫الكندا‬ ‫دول اخرى‬
‫تايلندا‬ ‫‪%1,8‬‬ ‫‪%1,4‬‬ ‫‪%5,8‬‬
‫االرجنتين‬ ‫‪%2‬‬
‫‪%2,6‬‬
‫الصين‬
‫‪%3,2‬‬

‫الواليات المتحدة‬
‫االمريكية‬
‫االتحاد‬ ‫‪%41,4‬‬
‫االوروبي‬
‫‪%18,2‬‬

‫البرازيل‬
‫‪%23,6‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫]‪[BP Statistical Review of World Energy, UK, 2016‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل أعاله أنه باإلضافة إلى المنتجين التقليديين للوقود الحيوي‪ ،‬فقد اكتسحت‬

‫الساحة العالمية إلنتاج الوقود الحيوي دول أخرى مثل الصين التي تعرف نمو سنوي قوي في إنتاج‬

‫‪55‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوقود الحيوي من الجيل األول وتستحوذ على ‪ %3,2‬من اإلنتاج العالمي‪ ،‬باإلضافة الى األرجنتين‬

‫الذي يمثل إنتاجها ‪ %2,6‬اإلنتاج العالمي‪ ،‬وتايلندا بنسبة‪ ،%2‬في حين يمثل مجموع إنتاج كل الدول‬

‫العالمية المتبقية ‪ %5,8‬من اإلنتاج اإلجمالي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن هيكل السوق العالمية إلنتاج‬

‫اإليثانول مختلف عن ذلك من البيوديزل (الديزل الحيوي) كما يتضح ذلك من خالل الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :15‬اإلنتاج العامي لإليثانول والبيوديزل‬

‫دول اخرى‬

‫تايلندا‬

‫االرجنتين‬

‫الكندا‬

‫اندونيسيا‬
‫االيثانول‬
‫الصين‬ ‫البيوديزل‬
‫االتحاد االوروبي‬

‫البرازيل‬

‫الواليات المتحدة االمريكية‬

‫‪0‬‬ ‫‪10000‬‬ ‫‪20000‬‬ ‫‪30000‬‬ ‫‪40000‬‬ ‫‪50000‬‬ ‫‪60000‬‬ ‫‪70000‬‬


‫مليون لتر‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l’OCDE.‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل أعاله أن الواليات المتحدة األميركية والب ارزيل تحتالن أيضا المرتبة األولى‬

‫والثانية على التوالي في إنتاج اإليثانول‪ ،‬إذ تنتجان معا أكثر من ‪ %74‬من اإلنتاج العالمي لإليثانول‪،‬‬

‫بينما الصين هي من تحتل المرتبة الثالثة بإنتاج قدره ‪ 7657,26‬مليون لتر (‪ %6.57‬من اإلنتاج‬

‫العالمي لإليثانول) عوض االتحاد األوروبي الذي يسيطر من جهته على إنتاج البيوديزل (الديزل‬

‫الحيوي) إلى حد كبير ويحتل المرتبة األولى بإنتاج قدره ‪ 12723,35‬مليون لتر‪ ،‬أي ما يفوق ‪%40‬‬

‫‪56‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من اإلنتاج العالمي للبيوديزل (الديزل الحيوي) متبوع بكل من الواليات المتحدة األميركية والب ارزيل على‬

‫حد سواء‪.‬‬

‫‪ -2-II‬تطور اإلنتاج وتوقعاته لسنة ‪2024‬‬

‫يمثل الشكل أدناه تطور وتوقعات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول للفترة ‪.2024-2015‬‬

‫شكل ‪ :16‬تطور وتوقعات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول ‪2024-2000‬‬

‫االيثانول‬ ‫البيوديزل‬

‫‪200000‬‬
‫‪180000‬‬
‫‪160000‬‬
‫‪140000‬‬
‫مليون لتر‬

‫‪120000‬‬
‫‪100000‬‬
‫‪80000‬‬
‫‪60000‬‬
‫‪40000‬‬
‫‪20000‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2020‬‬

‫‪2024‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬

‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬

‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l’OCDE.‬‬

‫يتضح من خالل الشكل أعاله أ ن تطور وتوقعات اإلنتاج العالمي لإليثانول والبيوديزل (الديزل الحيوي)‬

‫يمر بمرحلتين أساسيتين هما على التوالي ‪ 2014/2000‬و ‪ .2024/2014‬ففي المرحلة األولى‬

‫‪ ،2014/2000‬عرف إنتاجهما زيادة كبيرة بمعدالت نمو مرتفعة من سنة ألخرى‪ ،‬بينما عرف نفس‬

‫االنتاج زيادة طفيفة منذ ‪ 2014‬والتي من المتوقع أن تستمر بمعدالت منخفضة إلى غاية سنة‬

‫‪ .2024‬ويمكن تفسير ذلك بالسعر المرتفع للبترول في الفترة ‪ 2014/2000‬الذي من المرجح أن‬

‫يكون السبب الرئيسي الذي يقف وراء تنامي االهتمام باإليثانول والبيوديزل (الديزل الحيوي) باعتبارهما‬
‫‪57‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بديالن للوقود التقليدي المشتق من البترول الذي ارتفع سعره في هذه الفترة من ‪ 27.6‬دوالر‪/‬برميل سنة‬

‫‪ 2000‬إلى أكثر من ‪ 100‬دوالر‪/‬برميل في الفترة ‪ 2013-2011‬كما يبينه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل‪ :17‬تطور سعر البترول خالل الفترة ‪2014-2000‬‬


‫‪120‬‬ ‫‪109,45‬‬
‫‪107,46‬‬
‫‪105,87‬‬

‫‪94,45‬‬ ‫‪96,26‬‬
‫‪100‬‬
‫متوسط ​​سلة األوبك‬
‫‪77,45‬‬
‫دوالار أمريكي ‪ /‬البرميل‬

‫‪80‬‬ ‫‪69,08‬‬ ‫‪61,06‬‬


‫‪61,08‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪50,64‬‬

‫‪36,05‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪28,1‬‬
‫‪27,6‬‬
‫‪23,12‬‬ ‫‪24,36‬‬

‫‪20‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2014‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[prixdubaril.com‬‬

‫ومن المتوقع أن يرتفع إنتاج اإليثانول من نحو ‪ 67270.24‬مليون لتر (سنة ‪ )2014‬إلى ما يقرب‬

‫‪ 69500‬مليون لتر (سنة ‪ ،)2024‬أي بنسبة زيادة قدرها ‪ %3.3‬فقط‪ ،‬مما يشير إلى أن اإليثانول‬

‫سيعرف ثبات نسبي من حيث الكميات المنتجة إلى غاية ‪ 2024‬بعدما عرف نسبة نمو كبيرة في العقد‬

‫األول من السنوات ‪.2000‬‬

‫ومن المتوقع أيضا أن يكون الب ارزيل وراء ثلثي هذه الزيادة التي تهدف أساسا إلى تلبية الطلب المحلي‬

‫[‪ ]OCDE 2015‬رغم أن الواليات المتحدة األمريكية ستبقى أكبر منتج لإليثانول مع العلم أن إنتاجها‬

‫لإليثانول سيعرف نموا متواضعا إلى غاية ‪ ، 2024‬تليها الب ارزيل‪ ،‬ثم االتحاد األوروبي والصين بحجم‬

‫إنتاج متقارب نسبيا َلما هو عليه الحال في سنة ‪ ،2015‬وهذا ما يوضحه الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ :18‬توقعات التوزيع االقليمي إلنتاج اإليثانول والبيوديزل لسنة ‪2024‬‬


‫دول اخرى‬ ‫تايلندا‬ ‫دول اخرى‬
‫‪%13‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%9‬‬
‫الهند‬
‫تايلندا‬ ‫الواليات‬ ‫‪%2‬‬
‫‪%3‬‬ ‫المتحدة‬
‫االمريكية‬ ‫الصين‬
‫االرجنتين‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%7‬‬
‫الواليات‬
‫‪%7‬‬ ‫البرازيل‬
‫االتحاد‬ ‫المتحدة‬
‫‪%13‬‬ ‫االمريكية‬
‫االوروبي‬
‫‪%7‬‬ ‫‪%42‬‬

‫اندونيسيا‬
‫‪%18‬‬
‫االتحاد‬
‫االوربي‬ ‫البرازيل‬
‫‪%34‬‬ ‫‪%31‬‬

‫انتاج البيوديزل‬ ‫انتاج االيثانول‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l’OCDE.‬‬

‫وكما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬نالحظ في الشكل أعاله أن معظم الدول ستشهد تباطأ في إنتاجها لإليثانول‬

‫بحلول عام ‪ 2024‬بعد ارتفاع في السنوات األخيرة‪ ،‬ماعدا الب ارزيل‪ ،‬ويرجع سبب وقوف الب ارزيل وراء‬

‫معظم الزيادة في إنتاج اإليثانول لسنة ‪ 2024‬إلى كونه يعرف طلبا محليا متزايدا على اإليثانول ناتج‬

‫عن رفع إلزامية مزج اإليثانول بالوقود المحلي بنسبة تتراوح بين ‪ %25‬و‪ %27‬على األقل [ ‪Olson,‬‬

‫‪ ،]Martin, 2015, 25‬وعن وجود أسطول سيارات ُم َكيَّف بمحركات تشتغل باإليثانول‪.‬‬

‫أما فيما يخص البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ ،‬فمن المتوقع أن ينمو اإلنتاج العالمي له بمعدالت أعلى‬

‫كثير‪ -‬بحيث سيبلغ نحو‬


‫ا‬ ‫بقليل من معدالت نمو إنتاج اإليثانول ‪-‬و إن يكن بمستويات أقل‬

‫‪19163.13‬مليون لتر بحلول سنة ‪ ،2020‬أي بأكثر من الضعف مقارنة باإلنتاج في عام ‪2007‬‬

‫الذي بلغ ‪ 9556.38‬مليون لتر‪.‬‬

‫ومن المرجح أن تكليفات المزج واالمتيازات الضريبية المطبقة في العديد من الدول في إطار سياساتها‬

‫المحفزة إلنتاج واستخدام البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ ،‬ال سيما في االتحاد األوروبي الرائد في اإلنتاج‪،‬‬

‫‪59‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تقف وراء النمو المتوقع في إنتاج البيوديزل‪ ،‬خاصة وأن تكاليف إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) أعلى‬

‫بكثير من صافي تكاليف إنتاج الوقود األحفوري‪ ،‬وبالتالي دون توليفة التخفيضات الضريبية والزامات‬

‫المزج التي تساعد على تحفيز االستخدام واإلنتاج المحليين‪ ،‬قد يكون من غير المتوقع تماما نمو إنتاج‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي) مستقبال‪.‬‬

‫وكما هو الحال بالنسبة لإليثانول‪ ،‬فمن المتوقع أن يعرف اإلنتاج العالمي للبيوديزل (الديزل الحيوي)‬

‫من ‪ 2014‬إلى ‪ 2024‬زيادة طفيفة قدرها ‪ %1.37‬تشير إلى أن البيوديزل (الديزل الحيوي) سيعرف‬

‫أيضا ثبات نسبي من حيث الكميات المنتجة طيلة عقد كامال بعدما عرف نسبة نمو كبيرة في العقد‬

‫األول من السنوات ‪.2000‬‬

‫ومن المتوقع أن يستمر االتحاد األوروبي في احتالل الصدارة من حيث إنتاج البيوديزل (الديزل‬

‫الحيوي) بحلول عام ‪ 2024‬بنسبة ‪ %34‬من اإلنتاج العالمي‪ ،‬في حين ستصبح اندونيسيا ثاني أكبر‬

‫منتج بنسبة ‪ %18‬من اإلنتاج العالمي بفعل التدخل الحكومي لتحفيز إنتاج واستهالك البيوديزل‬

‫(الديزل الحيوي)‪ ،‬بينما ستتراجع كل من الب ارزيل والواليات المتحدة األمريكية إلى المرتبتين الثالثة‬

‫والرابعة بنسبة إنتاج ‪ %13‬و‪ %14‬من اإلنتاج العالمي على التوالي‪ ،‬تليهما األرجنتين بنسبة ‪%7‬‬

‫وتايلندا بنسبة ‪( %3‬شكل ‪.)18‬‬

‫‪ -3-II‬الطلب على المواد األولية الزراعية‬

‫يتم إنتاج اإليثانول أساسا باستخدام النباتات السكرية مثل البنجر أو قصب السكر في الب ارزيل‪،‬‬

‫وباستخدام النباتات النشوية مثل الذرة والقمح في كل من الواليات المتحدة األمريكية؛ أما فيما يخص‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ ،‬فيتم إنتاجه أساسا من الزيوت النباتية بمختلف أنواعها مثل زيت بذور‬

‫اللفت وزيت عباد الشمس في أوروبا‪ ،‬بينما يستخدم زيت الصويا في الواليات المتحدة األمريكية مع‬

‫اإلشارة إلى أن إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) في الواليات المتحدة األمريكية ضئيل جدا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ويبين الشكل أدناه نسب اإلنتاج العالمي للحبوب‪ ،‬الزيوت النباتية والمحاصيل السكرية بصفة عامة‬

‫الموجه إلنتاج الوقود الحيوي على المستوى العالمي‪.‬‬

‫شكل ‪ :19‬اإلنتاج العالمي للحبوب‪ ،‬السكر والزيوت النباتية الموجه إلنتاج الوقود الحيوي‬
‫‪40%‬‬
‫‪2007-09‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪35%‬‬

‫‪30%‬‬

‫‪25%‬‬

‫‪20%‬‬

‫‪15%‬‬

‫‪10%‬‬

‫‪5%‬‬

‫‪0%‬‬
‫قصب السكر‬

‫البنجر السكري‬
‫دبس السكر‬

‫القمح‬
‫الزيت النباتي‬

‫الحبوب الخشنة‬
‫(الثانوية)‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2010), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l’OCDE.‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل أعاله أنه بين عامي ‪ 2007‬و‪ ،2009‬نسبة ‪ %20.21‬من اإلنتاج العالمي‬

‫لقصب السكر أستخدم في إنتاج اإليثانول و‪ %09.27‬من جميع الزيوت النباتية المنتجة في العالم‬

‫وجهت إلنتاج البيوديزل‪ ،‬في حين مثلت هذه النسبة ‪ %18.41‬بالنسبة لدبس السكر‪%09.17 ،‬‬

‫بالنسبة للحبوب الخشنة (الثانوية)‪ %07.15 ،‬بالنسبة للبنجر السكري و‪ %0.52‬بالنسبة للقمح‪.‬‬

‫وكل هذه النسب دون استثناء مرشحة لالرتفاع بشكل معتبر بحلول سنة ‪ 2020‬كما تشير إليه‬

‫التوقعات‪ ،‬إذ سترتفع نسب المحاصيل السكرية من قصب السكر‪ ،‬دبس السكر والبنجر السكري الى‬

‫‪ %24.50 ،%34.59‬و‪ %11.40‬على التوالي‪ ،‬كما سترتفع نسبة الزيوت النباتية إلى ‪،%17.40‬‬

‫‪61‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ونسبة الحبوب الخشنة الى ‪ ،%14.40‬في حين سيسجل القمح أكبر زيادة سنة ‪ 2020‬مقارنة بمستواه‬

‫لسنة ‪ ،09-2007‬حيث ستتضاعف الكمية المستخدمة منه إلنتاج الوقود الحيوي بأكثر من أربع‬

‫مرات‪.‬‬

‫وبالتالي فإن اإلنتاج العالمي من الوقود الحيوي يمتص حصة كبيرة من المنتجات الزراعية الموجهة‬

‫للتغذية اإلنسانية‪ ،‬وسيمتص حصة أكبر مستقبال بحلول سنة ‪ ،2020‬غير أن هذه الحصة مرشحة‬

‫لالنخفاض قليال بحلول سنة ‪ 2024‬كما يوضحه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :20‬نسب المواد األولية المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي‬


‫آخر‬

‫الكتلة الحيوي‬
‫البيوديزل‬

‫الجاتروفا‬

‫الزيوت النباتية‬
‫‪2024‬‬
‫آخر‬ ‫‪2012-14‬‬

‫الكتلة الحيوية‬

‫دبس السكر‬
‫االيثانول‬

‫القمح‬

‫المحاصيل السكرية‬

‫الحبوب الثانوية‬

‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪%‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE.‬‬
‫‪Note : Les plantes sucrières utilisées pour produire de l’éthanol au sein de l’Union européenne incluent les betteraves‬‬
‫‪sucrières.‬‬

‫يالحظ من خالل الشكل السابق أنه بين عامي ‪ 2012‬و ‪ ،2014‬أكثر من ‪ %79‬اإليثانول المنتج في‬

‫العالم كان مصدره الحبوب الخشنة (خاصة الذرة في الواليات المتحدة األمريكية) والمحاصيل السكرية‬

‫(خاصة قصب السكر الب ارزيل)‪ ،‬وتمثل الزيوت النباتية قرابة ‪ %82‬من اإلنتاج العالمي لإليثانول‪ ،‬في‬

‫حين كانت نسبتي كل من دبس السكر والقمح ال تمثالن سوى ‪ %6.75‬و ‪ %2.29‬على التوالي‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وتشير التوقعات أنه بحلول عام ‪ 2024‬سيبقى كل من قصب السكر والحبوب الخشنة هم المواد الخام‬

‫الرئيسية المستخدمة في إنتاج اإليثانول‪ ،‬بينما تبقى الزيوت النباتية هي المصدر الرئيسي إلنتاج‬

‫البيوديزل؛ كما تشير التوقعات أيضا إلى أنه بحلول سنة ‪ ،2024‬سوف تمثل الكتلة الحيوية سوى‬

‫حوالي ‪ %2.02‬من اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي‪ ،‬بينما ستمثل حصة اإلنتاج العالمي من الحبوب‬

‫الخشنة والزيوت النباتية التي تستخدم في صنع الوقود الحيوي نسبة ‪ %10.5‬و ‪ %13‬على التوالي ‪،‬‬

‫في حين ستمثل حصة اإلنتاج العالمي من قصب السكر الموجه إلنتاج اإليثانول نسبة ‪ %25‬مقابل‬

‫‪ %21‬في سنة ‪]OCDE/FAO, 2015, 143[ 2014‬؛ وتفسر هذه الزيادة بفعل استقرار الطلب المحلي‬

‫على اإليثانول من جهة‪ ،‬وبفعل ربحية صناعة اإليثانول التي تفوق ربحية السكر في الب ارزيل من جهة‬

‫أخرى‪.‬‬

‫وبما أن اإليثانول يمثل ‪ %90‬من الوقود الحيوي المنتج في العالم وأنه مشتق أساسا من الحبوب‪ ،‬فإن‬

‫االستخدامات الرئيسية من الحبوب في العالم ستتأثر حتما بإنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول كما‬

‫يوضحه الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ : 21‬االستخدامات الرئيسية من الحبوب في البلدان المتقدمة والنامية‬

‫‪900‬‬
‫‪Mt‬‬
‫‪800‬‬
‫التغذية االنسانية‬

‫‪700‬‬ ‫التغذية الحيوانية‬

‫‪600‬‬ ‫الوقود الحيوي‬

‫استعماالت اخرى‬
‫‪500‬‬

‫‪400‬‬

‫‪300‬‬

‫‪200‬‬

‫‪100‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2002-042012-14 2024 2002-042012-14 2024 2002-042012-14 2024 2002-042012-14 2024 2002-042012-14 2024 2002-042012-14 2024‬‬
‫القمح‬ ‫الحبوب الثانوية‬ ‫األرز‬ ‫القمح‬ ‫الحبوب الثانوية‬ ‫األرز‬
‫الدول النامية‬ ‫الدول المتقدمة‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO, Statistiques agricoles‬‬
‫‪de l’OCDE.‬‬

‫المالحظة الهامة المستخلصة من الشكل أعاله هي أن استخدامات الحبوب تختلف باختالف درجة‬

‫تقدم الدول‪:‬‬

‫ففي الدول النامية‪ ،‬يالحظ أنه بين ‪ 2014-2012‬كان القمح يستخدم أساسا للتغذية اإلنسانية بكمية‬

‫‪ 348.46‬مليون طن (‪ %81.22‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬في حين لم يخصص سوى ‪ 0.28‬مليون‬

‫طن منه إلنتاج الوقود الحيوي (‪ %0.06‬من االستخدام الكلي) و‪ 34.77‬مليون طن للتغذية الحيوانية‬

‫(‪ %8.1‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬ويتوقع ثبات هذا االتجاه العام سنة ‪2024‬؛ بينما في نفس الفترة‬

‫‪ 2014-2012‬كانت تخصص الحبوب الثانوية أساسا للتغذية الحيوانية بكمية ‪ 353.69‬مليون طن‬

‫(‪ %55.77‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬تليها التغذية اإلنسانية بكمية ‪ 170‬مليون طن (‪ %26.8‬من‬

‫‪64‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫االستخدام الكلي)‪ ،‬وأخي ار إنتاج الوقود الحيوي بكمية ‪ 5.65‬مليون طن (‪ %0.89‬من االستخدام‬

‫الكلي)‪ ،‬وكما هو الحال بالنسبة للقمح يتوقع ثبات هذا االتجاه العام بحلول سنة ‪.2024‬‬

‫أما فيما يخص الدول المتقدمة‪ ،‬يالحظ أنه بين ‪ 2014-2012‬كان القمح يستخدم أيضا أساسا‬

‫للتغذية اإلنسانية بكمية ‪ 132.4‬مليون طن (‪ %49.92‬من االستخدام الكلي) ولكن بنسبة أقل بكثير‬

‫من تلك التي تخصصها الدول النامية من أجل التغذية اإلنسانية‪ ،‬في حين جزء معتبر من القمح في‬

‫الدول المتقدمة يخصص إلنتاج الوقود الحيوي يقدر بكمية ‪ 6.31‬مليون طن (‪ %2.37‬من االستخدام‬

‫الكلي)‪ ،‬كما يخصص ‪ 90.93‬مليون طن للتغذية الحيوانية (‪ %34.29‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬وهنا‬

‫أيضا يتوقع ثبات هذا االتجاه العام بحلول سنة ‪2024‬؛ بينما في نفس الفترة ‪ 2014-2012‬كانت‬

‫توجه الحبوب الثانوية أساسا للتغذية الحيوانية مثل ما هو عليه الحال في الدول النامية وذلك بمقدار‬

‫‪ 341.04‬مليون طن (‪ %58.71‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬ولكن على عكس الدول النامية ال تليها‬

‫التغذية اإلنسانية في المرتبة الثانية بل إنتاج الوقود الحيوي الذي يخصص له ‪ 138.19‬مليون طن‬

‫(‪ %23.79‬من االستخدام الكلي)‪ ،‬وأخي ار التغذية اإلنسانية بكمية ‪ 30.16‬مليون طن (‪ %5.19‬من‬

‫االستخدام الكلي)؛ وكما هو الحال بالنسبة للقمح يتوقع ثبات هذا االتجاه العام بحلول سنة ‪.2024‬‬

‫‪ -4-II‬االستحواذ على األراضي الزراعية‬

‫التغير في استخدام األراضي الزراعية هو قضية بالغة األهمية‪ ،‬فمعدل نمو الطلب على الوقود الحيوي‬

‫من الجيل األول يستلزم بالضرورة زيادة الطلب على المحاصيل الزراعية التي تدخل في إنتاجه‪ ،‬وقد‬

‫لبى هذه الزيادة في الطلب على هذه المحاصيل األساسية الزراعية أساسا من خالل االستحواذ على‬
‫ت َّ‬

‫األراضي المزروعة بمحاصيل موجهة للتغذية االنسانية واستغاللها فقط إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول من خالل نفس هذه المحاصيل المزروعة فيها‪ ،‬حيث تشير الدراسات التي أجرتها منظمة‬

‫التعاون والتنمية في الميدان االقتصادي إلى أنه إذا كانت حصة الوقود الحيوي تبلغ ‪ %10‬من إجمالي‬

‫‪65‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوقود العالمي المستعمل في النقل‪ ،‬فإن ذلك سيتطلب استغالل ‪ %37‬من مجموع مساحات األراضي‬

‫المخصصة لزراعة الحبوب والبذور الزيتية وقصب السكر في العالم ]‪،[HLPE c/o FAO, 2013, 127‬‬

‫كما يشير نفس المصدر أنه تلبية الطلب العالمي على األغذية بحلول سنة ‪ 2050‬سيتطلب زيادة في‬

‫اإلنتاج الزراعي نسبتها ‪ %60‬تقريبا مقارنة بسنة األساس ‪،[HLPE c/o FAO, 2013, 127] 2006‬‬

‫وهو األمر الذي سيخلق منافسة على استخدام األراضي‪.‬‬

‫وقد مثلت نسبة األراضي الزراعية المخصصة إلنتاج محاصيل موجهة إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول نسبة ‪ %0.9‬من إجمالي األراضي الزراعية على المستوى العالمي‪ ،‬وتأتي ألمانيا في مقدمة‬

‫الدول التي تخصص أكبر حصة من أراضيها الزراعية إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول بنسبة‬

‫‪ %7.4( %8.4‬للبيوديزل و‪ %1‬لإليثانول)‪ ،‬تليها الواليات المتحدة بنسبة ‪( %3.5‬أساسا اإليثانول‬

‫من الذرة) ثم فرنسا بنسبة ‪( %2.5‬بشكل رئيسي إلنتاج البيوديزل) وأخي ار الب ارزيل بنسبة ‪%1.9‬‬

‫(أساسا اإليثانول من قصب السكر)‪ ،‬في حين يخصص االتحاد األوروبي في مجمله ‪ %2.5‬من‬

‫أراضيه الزراعية إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول (‪ %2‬إلنتاج البيوديزل أي ما يعادل ‪3.7‬‬

‫مليون هكتار‪ ،‬و‪ %0.5‬إلنتاج اإليثانول أي ما يعادل ‪ 865000‬هكتار) [ ‪Agrex Consulting,‬‬

‫‪.]2013‬‬

‫قمنا في هذا المبحث برسم صورة شاملة لحجم إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في العالم وعن‬

‫احتياجاته الزراعية‪ ،‬واستخلصنا أن اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي من الجيل األول وصل إلى‬

‫مستويات إنتاج عالية جدا‪ ،‬األمر الذي يجعل من االحتياجات الزراعية الضرورية إلنتاجه جد معتبرة‪،‬‬

‫إذ يمتص هذا اإلنتاج حصة كبيرة من المواد األولية الزراعية الموجهة للتغذية اإلنسانية‪ ،‬وسيمتص‬

‫حصة أكبر في المستقبل مما سيؤدي حتما إلى إعادة تخصيص األراضي الزراعية؛ بمعنى آخر‬

‫‪66‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سيكون هذا التوسع في استخدام المواد األولية الزراعية إلنتاج الوقود الحيوي على حساب مساحات‬

‫األراضي الزراعية المخصصة إلنتاج محاصيل زراعية موجهة للتغذية االنسانية‪ ،‬كما سيكون على‬

‫حساب الدول النامية األكثر تأث ار بزيادة الرقعة الزراعية المخصصة إلنتاج مواد أولية زراعية ألغراض‬

‫طاقية بدال من أغراض غذائية نظ ار لطبيعة النظام الغذائي لهذه الدول الذي يقوم بدرجة كبيرة على‬

‫المحاصيل الزراعية األولية كأساس للتغذية‪.‬‬

‫وكون هذا المبحث يندرج في فصل يتمحور حول أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق‬

‫الزراعي‪ ،‬التمسنا الحاجة إلى عرض أهم األبحاث والدراسات المتعلقة باألثر السعري للجيل األول من‬

‫الوقود الحيوي على المواد األولية الزراعية مع اإلشارة إلى المحددات األخرى التي تؤثر بدورها على‬

‫أسعار هذه المواد األولية الزراعية‪ ،‬وهذا ما سيتم التطرق إليه في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬تأثير الوقود الحيوي من الجيل األول على أسعار المواد الزراعية‬

‫تشهد أسواق المواد األولية الزراعية ارتفاعات في األسعار وصلت إلى قمم تاريخية لم يسبق لها مثيل‪،‬‬

‫خاصة بعد األزمة الغذائية العالمية لسنة ‪ ،2008/2007‬األمر الذي جعل الماليين من البشر‬

‫مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية والجوع واألمراض واألوبئة الناجمة عن هذا الوضع‪.‬‬

‫ولفهم وتحديد دور وحصة الوقود الحيوي في هذا االرتفاع في األسعار‪ ،‬سنقوم في بداية هذا المبحث‬

‫بتسليط الضوء على مختلف المحددات المؤثرة على أسعار هذه المواد األولية الزراعية‪ ،‬ثم سنعمل على‬

‫مناقشة الدور الذي يلعبه الوقود الحيوي ضمن آليات تحديد األسعار‪ ،‬وأخي ار سنستعرض نتائج أهم‬

‫الدراسات والنماذج التي استعملت لقياس أثر الوقود الحيوي على أسعار المواد األولية الزراعية مع‬

‫اإلشارة إلى أن هدفنا هنا ليس تقديم سرد لكل الدراسات واألبحاث التي أجريت حول الموضوع‪ ،‬وإنما‬

‫تسليط الضوء على أبعاد ونتائج من شأنها أن تثري دراستنا بتوضيح أثر الوقود الحيوي على أسعار‬

‫أهم المحاصيل الزراعية في السوق الدولية‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -1-III‬محددات أسعار المواد األولية الزراعية‬

‫تؤثر بعض محددات أسعار المواد األولية الزراعية على عرض هذه المواد‪ ،‬والبعض اآلخر على طلبها‬

‫[جامعة الدول العربية‪ ،]4 ،2009 ،‬غير أن كل الدراسات التي أ جريت لمعرفة هذه المحددات اتفقت على‬

‫أن هناك محددات أساسية وأخرى نقدية ومالية‪ ،‬نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-1-III‬المحددات األساسية‬

‫هناك عدة محددات أساسية هيكلية تؤثر على الوضع الغذائي العالمي ‪ ،‬وساهمت وما زالت تساهم في‬

‫تحديد أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬وال سيما في البلدان النامية‪ ،‬ومن أهمها‪:‬‬

‫العرض والطلب‬

‫تَ َس ُارع الطلب العالمي على الغذاء‪ ،‬وبالتالي على المواد األولية الزراعية‪ ،‬يرجع أساسا إلى عوامل‬

‫هيكلية مثل الزيادة في عدد سكان العالم وارتفاع مستوى معيشة بلدان ناشئة مكتظة بالسكان مثل الهند‬

‫أو الصين خاصة‪ .‬وقد أدى التطور االقتصادي لهذه البلدان إلى ارتفاع الطلب العالمي على الغذاء‬

‫بسبب زيادة الطلب على الحبوب والبذور من جهة‪ ،‬وزيادة الطلب على البروتين الحيواني الذي تزامن‬

‫مع ظهور طبقة وسطى في هذه البلدان لديها مستوى معيشة قريب من مستوى معيشة سكان الدول‬

‫المتقدمة‪ .‬كما أن متوسط نصيب الفرد من المساحة األرضية المزروعة يعرف تدهو ار نظ ار لتغير أنماط‬

‫االستهالك وتزايد معدل النمو السكاني بمعدالت أكبر بكثير من معدالت التزايد في الموارد األرضية‬

‫الزراعية‪ ،‬حيث فقد العالم ثلث األراضي الصالحة للزراعة على مدى العقود األربعة الماضية‪ ،‬مما له‬

‫عواقب وخيمة على أسعار المواد األولية الزراعية وعلى التغذية العالمية بصفة عامة [ ‪Dockrill,‬‬

‫‪.]2015‬‬

‫‪68‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المخزون العالمي‬

‫ترتبط األسعار العالمية للمواد األولي ة الزراعية ارتباطا وثيقا بحجم مخزونها العالمي [ ‪Daviron, 2009,‬‬

‫‪ .]1‬فبالنسبة للمشترين في السوق‪ ،‬يمثل المخزون التوافر الحقيقي على المدى القصير‪ ،‬على عكس‬

‫اإلنتاج الذي ال يكون متوفر إالَّ بعد وقت طويل نسبيا‪ .‬ففي حالة غياب مخزون عالمي أو وجود‬

‫مخزون عالمي ضعيف‪ ،‬ترتفع األسعار الدولية‪ ،‬وهذا ما آل إليه الحال خالل السنوات ‪ 2000‬لما‬

‫زيادة الطلب العالمي على المواد األولية الزراعية لم يكن مصحوبا بزيادة مماثلة في اإلنتاج الزراعي‬

‫وعليه في مستوى المخزون العالمي‪ ،‬األمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬خاصة‬

‫وأن العديد من الدول المنتجة للحبوب فضلت التوقف عن التصدير لالستجابة للطلب الداخلي‪ ،‬مما زاد‬

‫في الحركة التصاعدية لألسعار‪ .‬وقد أظهر من جهته برنامج األغذية العالمي أن مخزونات الحبوب قد‬

‫وصلت إلى أدنى مستوى لها في الثالثين سنة الماضية عام ‪Programme alimentaire [ 2008‬‬

‫‪.]mondial, 2008‬‬

‫الظروف المناخية‬

‫التقلبات المناخية الشديدة تؤدي إلى تطاير األسعار في األسواق وخلق فوارق بين الطلب والعرض‪،‬‬

‫حيث أن هذه الصدمات المناخية الصعبة للتنبؤ والتي يزداد عددها مع االضطرابات المناخية التي‬

‫يعرفها كوكب األ رض تجعل األسواق أكثر حساسية وتولد المزيد من التقلبات في أسعار المواد الزراعية‬

‫[‪ .]Gueye Fam, 2016, 16‬كما أن التقلبات المناخية الشديدة في العالم‪ ،‬بما فيها حاالت الفيضانات‬

‫وارتفاع درجات الح اررة ومخاطر ظاهرة االحتباس الحراري‪ ،‬تؤدي إلى اضطرابات مناخية تزيد من‬

‫وثيرة موجات الحر والجفاف والصقيع في قطاعات واسعة من األراضي الزراعية العالمية‪ ،‬األمر‬

‫ينعكس سلبا على عرض المواد األولية الزراعية‪ ،‬ويؤدي إلى نشوء أوضاع مبعث قلق لإلمدادات في‬

‫األسواق العالمية‪ ،‬مما يؤثر على أسعار هذه المواد األولية الزراعية‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الوقود الحيوي‬

‫كان الوقود الحيوي في السابق يعتبر من األسباب الظرفية الغير هيكلية التي تؤدي إلى ارتفاع أسعار‬

‫المواد األولية الزراعية نظ ار ألنه إنتاجه كان يتوقف عندما يصبح غير مربحا‪ ،‬أي عندما ينخفض سعر‬

‫البترول ويصبح سعر الوقود األحفوري أقل من سعر الوقود الحيوي‪ ،‬غير أن األهداف بعيدة المدى‬

‫المسطرة من طرف غالبية الدول المنتجة للوقود الحيوي في إطار سياساتها الطاقية جعلت منه سببا‬

‫هيكليا يؤثر على أسعار المواد األولية الزراعية بسبب استخدام هذه المواد في تصنيعه مما يؤدي حتما ‪،‬‬

‫من جهة‪ ،‬إلى انخفاض إمدادات المواد األولية الزراعية المتاحة لالستهالك البشري في جميع أنحاء‬

‫العالم‪ ،‬وإلى زيادة الطلب الزراعي كما هو عليه الحال منذ منتصف السنوات ‪Collins, 2008, [ 2000‬‬

‫‪ ،]21‬مما يسفر على زيادات في أسعار هذه المواد األولية الزراعية وهذا رغم وجود تباين في مختلف‬

‫الدراسات حول معدالت هذه الزيادات في األسعار كما سنراه الحقا‪ .‬هذا وتعتبر أسعار الحبوب األكثر‬

‫تضر ار باستعمالها في إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬فمثال الكمية الالزمة من الذرة لمأل خزان سيارة رباعية‬

‫وهي كمية تكفي لتغذية‬ ‫[‪]Lemaître, 2009, 17‬‬ ‫الدفع باإليثانول (حوالي ‪ 100‬لتر) هي ‪ 240‬كغ‬

‫شخص واحد لمدة سنة‪.‬‬

‫السياسات التجارية‬

‫ال يتم تداول المنتجات الزراعية في األسواق الدولية بشكل كبير‪ ،‬حيث ال يتم تسويق إالَّ ‪ %11‬من‬

‫إنتاج الحبوب على المستوى العالمي [‪ .]Gueye Fam, 2016, 25‬ومع ذلك‪ ،‬فإن أي صدمة خارجية‬

‫تمس عرض أو طلب المواد األولية الزراعية‪ ،‬حتى ولو كانت شدتها ضعيفة‪ ،‬يمكن أن تأثر إلى حد‬

‫كبير على األسعار العالمية لهذه المواد‪ .‬وهناك عامالن قد يفسران محدودية السوق والتغيرات التي‬

‫تحدث في األسعار العالمية للمواد األولية الزراعية ‪:‬‬

‫‪70‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫من جهة‪ ،‬القيود المفروضة على الصادرات تقلل عرض المواد األولية الزراعية‪ ،‬تزيد في االختالالت‬

‫الموجودة بين العرض والطلب وتجعل األسواق الزراعية أكثر محدودية‪ .‬وقد تم اعتماد هذه السياسات‬

‫التقييدية من قبل العديد من الدول على غرار الصين والهند وروسيا وغيرها من الدول بهدف حماية‬

‫اقتصاها من ارتفاع أسعار المواد األولية ومواجهة تضخم أسعار المنتجات الزراعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬

‫تنفيذ هذه السياسات يعزل األسواق ويقطع نسبيا الصلة بين األسعار الداخلية واألسعار العالمية‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تشرح اجراءات الدعم عتامة األسواق الزراعية‪ ،‬حيث أن سياسات الدعم تردع‬

‫المنتجين المحتملين على زيادة مستوى استثماراتهم في اإلنتاج مما يزيد من حدة االختالالت الموجودة‬

‫في األسواق بين العرض والطلب ويرفع مستوى األسعار‪ .‬وهكذا‪ ،‬فإن اإلعانات الموجهة لإلنتاج‬

‫واالستهالك تقطع نسبيا الصلة بين األسعار المحلية وأسعار السوق العالمية‪.‬‬

‫مستويات االستثمار‬

‫ركود العرض الزراعي المقابل لطلب زراعي متزايد يرجع جزئيا إلى نقص االستثمارات في الزراعة‬

‫[‪ .]Gueye Fam, 2016, 26‬فحسب الكثير من المؤسسات الدولية‪ ،‬تعتبر قلة االستثمار في الزراعة من‬

‫األسباب الرئيسية لألزمة العالمية للغذاء لسنة ‪ . 2008‬ويرجع نقص االستثمارات في القطاع الزراعي‬

‫إلى عاملين‪ :‬تذبذب مستوى المخزون العالمي للمواد األ ولية الزراعية والقيود المفروضة على االستثمار‬

‫الزراعي في الدول النامية‪.‬‬

‫من ناحية‪ ،‬تتميز األسواق الزراعية بصالبة العرض نظ ار لخصوصيات المواد األولية الزراعية في حد‬

‫ذاتها والتي يكون حصادها "سنويا" في أغلب األحيان‪ ،‬في حين أن المنتجات الغذائية المصنعة من‬

‫هذه المواد األولية الزراعية غير قابلة للتلف إالا بعد مدة طويلة نسبيا‪ ،‬وبالتالي هي قابلة للتخزين‪،‬‬

‫األمر الذي يجعل استخدام مخزون هذه المواد هي الوسيلة الوحيدة لمواجهة الصدمات التي يتعرض‬

‫‪71‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لها الطلب في المدى القصير؛ وفي حالة عدم قدرة المخزون على االستجابة لهذا الطلب‪ ،‬ترتفع‬

‫األسعار‪.‬‬

‫من ناحية أخرى‪ ،‬القيود المفروضة في القطاع الزراعي في الدول النامية تجعل مستوى االستمارات‬

‫الزراعية في هذه الدول محدود جدا مما يقلل من انتاجها الزراعي‪ .‬فعدم وجود بنية تحتية‪ ،‬غالء أسعار‬

‫المدخالت (خاصة الطاقة)‪ ،‬صعوبات الحصول على قروض‪ ،‬المشاكل المتعلقة بالتأمينات‪ ،‬المشاكل‬

‫المتعلقة بالموارد الالزمة لإلنتاج مثل المياه والتربة‪ ،‬إضافة إلى مستويات تكوين ضعيفة‪ ،‬كلها عوامل‬

‫تؤثر سلبا على االستثمارات في القطاع الزراعي‪.‬‬

‫ظاهرة التمدين‬

‫تسارع ظاهرة التمدين في البلدان النامية‪ ،‬أي نزوح أعداد واسعة من سكان األرياف إلى المدن‪ ،‬وتجمع‬

‫جزء كبير منهم في أحزمة بؤس تلف هذه المدن‪ ،‬مع ارتفاع نسبة البطالة فيها إلى مستويات غير‬

‫مسبوقة‪ ،‬وقل ص عدد العاملين في القطاع الزراعي وانتقال الفئات األكثر حيوية ونشاطا اقتصاديا إلى‬

‫قطاعات االقتصاد األخرى غير المنتجة للمواد األولية الزراعية‪ ،‬وإهمال مساحات واسعة من األراضي‬

‫في األرياف؛ كلها أمور تؤد ي إلى تراجع اإلنتاج الزراعي في عدد كبير من البلدان مما يؤدي‪ ،‬من‬

‫جهة‪ ،‬إلى تقل ص إمكانات التأمين الغذائي لسكانها‪ ،‬ويؤثر على أسعار المواد األولية الزراعية من جهة‬

‫أخرى [دياب‪.]53 ،2013 ،‬‬

‫‪ -2-1-III‬المحددات النقدية والمالية‬

‫ثمة محددات نقدية ومالية تفسر التطاير الكبيرة في أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫قيمة الدوالر األمريكي‬

‫التغيرات الحاصلة في قيمة الدوالر األمريكي تؤثر على أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬ويرجع تأثير‬

‫قيمة الدوالر األمريكي على أسعار المواد األولية الزراعية إلى استعمال هذه العملة في األسواق العالمية‬

‫‪72‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وفي معظم الصفقات والمبادالت الدولية الخاصة بالمواد األولية‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه في المدى‬

‫القصير‪ ،‬توجد عالقة عكسية بين قيمة الدوالر وأسعار المواد األولية‪ ،‬إذ أعتبر انخفاض قيمة الدوالر‬

‫األمريكي مقارنة بغالبية العمالت الرئيسية األخرى من العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار المواد‬

‫األولية الزراعية خالل األزمة الغذائية العامية لسنة ‪.[Charlebois & Hamann, 2010, 8] 2008‬‬

‫السياسات النقدية‬

‫السياسات النقدية المعتمدة في معظم الدول‪ ،‬وخاصة في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬تشكل عامال‬

‫أساسيا في تحديد المستوى العام لألسعار في هذه الدول وفي تحديد أسعار المواد األولية‪ ،‬خاصة منها‬

‫الزراعية‪ ،‬على المستوى العالمي‪ .‬فاتباع سياسة نقدية توسعية في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬يؤثر‬

‫على معدل النمو االقتصادي وبالتالي على طلب مختلف المنتوجات والمواد األولية في الواليات‬

‫المتحدة األمريكية‪ ،‬ثم في بقية العالم‪.‬‬

‫المضاربة‬

‫زيادة حجم االستثمار المضارب في المواد األولية الزراعية ساهم في اإلخالل بتوازن السوق الزراعي‬

‫هشا للغاية‪ ،‬األمر الذي يؤثر حتما على أسعار المواد األولية‬
‫العالمي خاصة وأ ن هذا األخير ً‬

‫الزراعية‪ .‬وقد عرف االستثمار المضارب في المواد األولية الزراعية زيادة كبيرة منذ انهيار أسواق‬

‫الدوت كوم وسوق الرهن العقاري عالي المخاطر في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬حيث سعت‬

‫المؤسسات االستثمارية من بنوك وشركات تأمين وصناديق االستثمار وغيرها إلى إعادة توجيه‬

‫استثماراتها نحو أسواق المواد األولية‪ ،‬خاصة الزراعية منه‪ ،‬باعتبارها أكثر أمانا وربحية وفعالية‪ .‬ويقدر‬

‫حاليا أن جزءا كبيرا من االستثمارات المالية في القطاع الزراعي لها طابع مضارب [دياب‪.]54 ،2013 ،‬‬

‫‪73‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫سعر البترول‬

‫ثمة روابط متبادلة وثيقة بين أسعار البترول وأسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬إذ أن تصنيع األسمدة‬

‫والمبيدات الحشرية واستخدام اآلالت الزراعية والنقل تتطلب استخدام البترول‪ .‬وبالتالي فإن تقلبات‬

‫أسعار البترول‪ ،‬وبشكل أعم ارتفاع أسعار الطاقة‪ ،‬يشكل عامل حاسم يساهم في زيادة تكاليف إنتاج‬

‫مختلف المواد األولية الزراعية‪ ،‬وفي نهاية المطاف‪ ،‬يساهم في تحديد أسعارها في السوق [‪, 5‬‬

‫‪.]EDCO2008,‬‬

‫‪ -2-III‬الوقود الحيوي وآليات تحديد األسعار‬

‫تحديد أسعار المواد األولية الزراعية والمواد الغذائية هو عملية معقدة تنطوي على عوامل كثيرة‬

‫ومتشابكة ذات طبائع مختلفة كما يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫شكل ‪ :22‬الطبيعة المعقدة لتشكيل أسعار المواد الزراعية األساسية‬


‫أسعار النفط‪،‬‬
‫بداية‬ ‫الحبوب‬ ‫االسواق‬ ‫سياسة الطاقة‬ ‫عوامل إضافية‬
‫المخزون‬ ‫المستقبلية‬ ‫● المرونات‬
‫السعرية الذاتية‬
‫االسعار‬ ‫● المرونات‬
‫التكاليف‪:‬‬ ‫المرتقبة‬ ‫الوقود‬ ‫الدخلية‬
‫النفط‬ ‫الحيوي‬ ‫● مرونات‬
‫واألسمدة‬ ‫الداخلي‬ ‫الداخلي‬ ‫التقاطع‬
‫● آثار التفاعالت‬
‫نهاية‬
‫منطقة‬ ‫االسعار‬ ‫● المدى القصير‬
‫العرض‬ ‫الطلب‬ ‫المخزون‬
‫مقابل المدى‬
‫الحصاد‬ ‫الحالية‬ ‫الطويل‬
‫األعالف و‬ ‫(مثل البحث‬
‫الخارجي‬ ‫الخارجي‬ ‫البذور‬ ‫والتطوير)‬
‫الطقس‬
‫● حلقات التغذية‬
‫المشتريات‬ ‫االستخدام‬ ‫العكسية‬
‫المردودات‬ ‫الوقائية‬ ‫البشري‬ ‫● عدم استقرار‬
‫قيود‬ ‫العوامل‬
‫التصدير‬ ‫(مثل تغير‬
‫معدالت‬ ‫النمو االقتصادية‬ ‫المرونات خالل‬
‫البحث‬ ‫األزمة)‬
‫والتطوير‬ ‫التبادل‬ ‫والسكاني‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Headey & Fan, 2010‬‬

‫‪74‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يتضح لنا من خالل هذا الشكل أن األسعار تتشكل في األسواق الدولية وفقا لعوامل تتعلق بظروف‬

‫العرض (المخزون‪ ،‬المردودات‪...‬الخ) وظروف الطلب )االحتياجات الغذائية البشرية والحيوانية‪ ،‬الوقود‬

‫الحيوي‪...‬الخ) عند التقاءهما ‪ ،‬ولكن أيضا وفقا لتوقعات ظروف السوق المستقبلية (توافر األراضي‬

‫الزراعية‪ ،‬توقعات الطقس‪ ،‬سياسات دعم الوقود الحيوي‪...‬الخ)‪ .‬أما فيما يخص أثر عامل الوقود‬

‫الحيوي في حد ذاته‪ ،‬فإ ن الطلب والعرض عليه يتأثران بدورهما بجملة من نفس العوامل المتداخلة‬

‫أيضا والتي تؤثر بدورها على األسعار‪.‬‬

‫وعليه فإن استخدام نموذج رياضي في دراستنا هذه يأخذ بعين االعتبار كل هذه العوامل الهيكلية‬

‫والظرفية المتنوعة والمعقدة والمتداخلة والمتشابكة؛ المؤثرة لبعضها على عرض مختلف المحاصيل‬

‫الزراعية‪ ،‬ولبعضها اآلخر على طلبها؛ وذلك من أجل إ جراء تقييم كمي ألثر إنتاج الوقود الحيوي على‬

‫أسعار مختلف المحاصيل الزراعية بطريقة جدية وموضوعية‪ ،‬أمر معقد يتطلب تظافر جهود فريق من‬

‫الخبراء والمختصين في مختلف المجاالت والتخصصات؛ ولهذا السبب سنعمل في الجزء الموالي من‬

‫دراستنا على تقديم ملخص لنتائج أهم الدراسات التي أجريت في معاهد علمية مختصة وهيئات دولية‬

‫من أجل تقدير أثر استخدام الوقود الحيوي على أسعار مختلف المحاصيل الزراعية‪.‬‬

‫‪ -1-2-III‬التأثير السعري للوقود الحيوي وفقا ألهم النماذج‬

‫اليزال النقاش بشأن الوقود الحيوي وأسعار المواد األولية الزراعية قائما منذ زمن بعيد‪ ،‬ويثير جدال في‬

‫األدبيات‪ ،‬وتتنوع بدرجة كبيرة وجهات النظر المطروحة بشأنه‪ .‬ويرجع ذلك إلى عدد اآلثار وردود‬

‫األفعال التي قد تؤثر إيجابا أو سلبا على نظام األسعار‪ .‬ومما يقلل أيضا من وضوح نقاشات الخبراء‬

‫استخدام نماذج اقتصادية مختلفة وأشكال متنافسة من التحليالت اإلحصائية‪ .‬وال سبيل إلى التوصل‬

‫إلى استنتاجات دقيقة بدون الخوض على األقل في بعض تعقيدات تلك التحليالت‪ ،‬حيث تم انجاز‬

‫‪75‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫عدد من الدراسات الكمية تدور حول سياسات الوقود الحيوي مع التركيز على آثارها السعرية‪ ،‬ومن‬

‫أهمها ‪:‬‬

‫دراسة ‪]Msangi et autres, 2007[ IMPACT 07‬‬

‫تستخدم هذه الدراسة نموذج ‪ IMPACT‬الموضوع من قبل معهد بحوث السياسات الغذائية الدولية‬

‫)‪ (IFPRI‬لتقدير أثر استخدام الوقود الحيوي على الصعيد العالمي في شكل إيثانول وبيوديزل فيما‬

‫يخص أوروبا‪ ،‬ويتم تمييز سيناريوهين رئيسيين في هذا النموذج‪.‬‬

‫في السيناريو األول‪ ،‬يتم تحقيق األهداف من خالل استخدام الوقود الحيوي من الجيل األول فقط‪ .‬زيادة‬

‫األسعار تكون حينها كبيرة جدا ‪ %41+ :‬للذرة على المستوى العالمي في عام ‪%30+ ،2020‬‬

‫بالنسبة للقمح‪ %66+ ،‬لقصب السكر و أخي ار ‪ %76+‬بالنسبة للبذور الزيتية‪.‬‬

‫في السيناريو الثاني‪ ،‬يتم إدماج الوقود الحيوي من الجيل الثاني إلى جانب الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول‪ .‬نحصل حينها في سنة ‪ 2020‬على ‪ %29+‬للذرة‪ %21+ ،‬للقمح‪ %49+ ،‬لقصب السكر‬

‫و‪ %45+‬بالنسبة للبذور الزيتية‪.‬‬

‫دراسة ‪[Von Braun, 2008[ IMPACT 08‬‬

‫هذه الدراسة الثانية‪ ،‬لمعهد بحوث السياسات الغذائية الدولية‪ ،‬تقيم سيناريوهين مختلفين عن السابقين‪.‬‬

‫السيناريو األول يفترض استمرار سياسات وبرامج دعم إنتاج الوقود الحيوي في مختلف مناطق العالم‬

‫وفقا لألهداف المعلنة‪ ،‬وتقدر هنا لسنة ‪ 2020‬زيادة في األسعار بنسبة ‪ %26+‬للذرة‪ %8+ ،‬للقمح‬

‫و‪ %18+‬للبذور الزيتية‪.‬‬

‫السيناريو الثاني يفترض أيضا استمرار برامج إنتاج الوقود الحيوي في مختلف مناطق العالم ولكن‬

‫بأهداف مضاعفة‪ ،‬وكانت نتائجه ‪ %72+‬للذرة‪ %20+ ،‬للقمح و‪ %44+‬للبذور الزيتية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دراسة ‪(OCDE III, 2006( OCDE 06‬‬

‫قادت من جهتها منظمة ‪ OECD‬العديد من التقييمات المتوسطة األجل‪ ،‬وذلك باستخدام نموذج التوازن‬

‫الجزئي "الروابط الزراعية" (‪ .)Aglink‬على افتراض أن يتم اتباع سياسات لدعم الوقود الحيوي في‬

‫مختلف الدول‪ ،‬كانت تتوقع المنظمة سنة ‪ 2006‬ارتفاع طفيف في األسعار حتى عام ‪ ،2014‬بزيادة‬

‫قدرها ‪ %2.5+‬للذرة‪ %4.4+ ،‬بالنسبة للقمح و‪ %12.9+‬للزيوت النباتية‪.‬‬

‫تم تقييم سيناريوهات أخرى مع افتراض ارتفاع أسعار النفط إلى ‪ 60‬دوالر للبرميل (تجاوزت إلى حد‬

‫كبير منذ ذلك الحين)‪ ،‬فكانت توقعات ارتفاع األسعار أعلى بكثير باعتبار أن إنتاج الوقود الحيوي‬

‫يصبح مربحا لما تكون أ سعار النفط مرتفعة وبالتالي يزيد حجم إنتاجه‪ ،‬حيث لوحظ هنا زيادة بنسبة‬

‫‪ %19+‬للذرة‪ %17+ ،‬للقمح و‪ %22+‬للزيوت النباتية‪ .‬ولكن في هذا السيناريو الثاني يعتبر تأثير‬

‫سياسات دعم الوقود الحيوي هامشي بالمقارنة مع تأثير الزيادة في أسعار النفط‪.‬‬

‫دراسة ‪[OCDE IV, 2008[ OCDE 08‬‬

‫قدمت منظمة التعاون والتنمية مجموعة ثانية من السيناريوهات في تقرير ﺁخر صدر سنة ‪.2008‬‬

‫السيناريو األول يفترض زوال سياسات دعم إنتاج الوقود الحيوي مع استقرار أسعار النفط‪ ،‬مما يؤدي‬

‫إلى انخفاض في اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي في عام ‪ 2015‬بما يقرب ‪ %19-‬بالنسبة لإليثانول‬

‫في الواليات المتحدة و‪ %83-‬بالنسبة للبيوديزل األوروبي‪ ،‬األمر الذي يجر األسعار العالمية نحو‬

‫األسفل بنسبة ‪ %5-‬بالنسبة للقمح‪ %7- ،‬للذرة ‪ %3- ،‬للبذور الزيتية و ‪ %16-‬للزيوت النباتية‪.‬‬

‫في السيناريو الثاني‪ ،‬على عكس األول‪ ،‬يتم تعزيز سياسات دعم إنتاج الوقود الحيوي بتكليفات خلط‬

‫إجبارية في كل من الواليات المتحدة واالتحاد األوروبي‪ ،‬فتكون هنا اآلثار في عام ‪ 2015‬مقارنة مع‬

‫خط األساس كما يلي‪ %2+ :‬بالنسبة للقمح‪ %5+ ،‬للذرة‪ %4+ ،‬بالنسبة للبذور الزيتية و‪%14+‬‬

‫للزيوت النباتية‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دراسة ‪[May et autres, 2009[ ERS USDA‬‬

‫وضعت و ازرة الزراعة األميركية (‪ )USDA‬باستخدام نموذج التوازن الجزئي ‪ PEATSim‬عدة تقديرات‬

‫تقدم فيها فكرة عن حجم التغيرات في األسعار‪.‬‬

‫السيناريو المركزي لهذه التقديرات يعمل على تقييم أثر زيادة بنسبة ‪ %20‬في الطلب األمريكي على‬

‫الوقود الحيوي في حلول عام ‪ 2019‬ويرى أن نسب ارتفاع األسعار في األسواق العالمية الناتجة عن‬

‫هذا الطلب سيكون ‪ %3+‬للذرة‪ %1+ ،‬للقمح و‪ %1+‬بالنسبة للبذور الزيتية‪.‬‬

‫يضيف السيناريو الثاني ‪ % 10‬زيادة في الطلب على وقود البيوديزل في أوروبا و‪ %20‬في الطلب‬

‫على اإليثانول في الب ارزيل مما يؤدي الى زيادة بنسبة ‪ %5+‬للبذور الزيتية و ‪ %9+‬للزيوت النباتية‪.‬‬

‫دراسة ‪[Elobeid et autres, 2006[ CARD‬‬

‫إلنجاز هذه الدراسة قام باحثون من جامعة ﺁيوا األمريكية (‪ )University of Iowa‬بنمذجة تأثير تطوير‬

‫اإلنتاج األمريكي للوقود الحيوي‪.‬‬

‫السيناريو الرئيسي لهذه الدراسة قدر أنه بحجم إنتاج لإليثانول من الذرة يساوي ‪ 31.5‬مليار جالون‬

‫واستقرار في أسعار البترول في حدود ‪ 65-60‬دوالر‪/‬للبرميل‪ ،‬سيتغير سعر الذرة بنسبة ‪،%58+‬‬

‫القمح ‪ %20+‬في حين أن سعر فول الصويا سيتغير بنسبة ‪.%5+‬‬

‫دراسة ‪[Hayes et autres, 2009[ FAPRI‬‬

‫في هذه الدراسة قام باحثي ‪ FAPRI‬باستعمال نفس نموذج جامعة ﺁيوا االمريكية إلى جانب نموذج‬

‫جامعة ميسوري األمريكية‪ ،‬حيث قدروا أن زيادة في إنتاج اإليثانول بحجم ‪ 8.5‬مليار جالون ستؤدي‬

‫إلى زيادة في أسعار الذرة بنسبة ‪ ،%20+‬وأسعار القمح وفول الصويا زيادة بنسبة ‪.%9+‬‬

‫‪78‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫دراسة ‪[IIASA, 2009[ IIASA‬‬

‫تستخدم هذه الدراسة نموذج نظام الغذاء العالمي (‪ )World Food System‬الموضوع من قبل ‪IIASA‬‬

‫لتقييم آثار السياسات العالمية لدعم الوقود الحيوي وفقا لعدة سيناريوهات‪:‬‬

‫في سيناريو أول يفترض استخدام الوقود الحيوي بالكميات التي أعلنت عنها وكالة الطاقة الدولية (‪95‬‬

‫مليون طن نفط مكافئ في عام ‪ )2020‬ويفترض استخدام تقنيات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫الثاني ابتداءا من ‪ ، 2015‬يقدر ارتفاع أسعار المنتجات الزراعية في عام ‪ 2020‬بنسبة ‪%11+‬‬

‫بالنسبة للقمح‪ %11+ ،‬بالنسبة للذرة و‪ %11+‬بالنسبة للمحاصيل الغذائية األخرى‪.‬‬

‫في سيناريو ثاني يفترض استخدام الوقود الحيوي من الجيل األول بمفرده‪ ،‬تقدر الزيادات في عام‬

‫‪ 2020‬بنسبة ‪ %12+‬للقمح‪ %18+ ،‬للذرة و‪ %12+‬بالنسبة للمحاصيل الغذائية األخرى‪.‬‬

‫في سيناريو ثالث أشمل وأدق باعتباره يأخذ بعين االعتبار كل السياسات العالمية لدعم الوقود الحيوي‬

‫المعلن عنها (‪ 189‬مليون طن نفط مكافئ في عام ‪ ،)2020‬ويفترض استخدام تقنيات إنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثاني ابتداءا من ‪ ،2015‬يقدر ارتفاع أسعار المحاصيل الزراعية في عام ‪2020‬‬

‫بنسبة ‪ %32+‬بالنسبة للقمح‪ %51+ ،‬للذرة و‪ %32+‬بالنسبة للمحاصيل الغذائية األخرى‪.‬‬

‫‪ -2-2-III‬االستنتاجات والتقديرات الرئيسية ألهم الدراسات‬

‫القياس الكمي لمختلف السيناريوهات يسمح بالحصول على نظرة شاملة لتطورات األسعار‪ ،‬حيث‬

‫يلخص الجدول الموالي أهم السيناريوهات المعروضة في الجزء السابق (السيناريوهات المركزية)‪ ،‬ثم‬

‫يبين "الشكل ‪ "23‬االتساق العام للنتائج المتحصل عليها‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :3‬نتائج السيناريوهات الرئيسية‬


‫أسعار البذور‬ ‫ٳستهالك‬
‫الزيوت النباتية‬ ‫الزيتية‬ ‫أسعار القمح‬ ‫أسعار الذرة‬ ‫الوقود الحيوي٭‬ ‫الدراسة‬
‫‪%1‬‬ ‫‪%1‬‬ ‫‪%3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪USDA‬‬
‫‪%9‬‬ ‫‪%9‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪FAPRI‬‬
‫‪%14‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%2‬‬ ‫‪%5‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪OECD 08‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪%6‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪LEITAP‬‬
‫‪%5‬‬ ‫‪%20‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪CARD‬‬
‫‪%22‬‬ ‫‪%17‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪70‬‬ ‫‪OECD 06‬‬
‫‪%11‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪%11‬‬ ‫‪95‬‬ ‫‪IIASA 1‬‬
‫‪%18‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%26‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪IMPACT 08‬‬
‫‪%31‬‬ ‫‪%32‬‬ ‫‪%51‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪IIASA 2‬‬
‫‪%76‬‬ ‫‪%30‬‬ ‫‪%41‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪IMPACT 07‬‬
‫٭ مليون طن نفط مكافئ‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Valin, 2010, 46‬‬

‫تشير كل هذه الدراسات إلى أن االستعاضة عن جزء من اإلنتاج الزراعي ألغراض الطاقة يؤثر على‬

‫مستوى األسعار بجرها نحو األعلى‪ ،‬حيث نالحظ أن تغير الكمية المستهلكة من الوقود الحيوي من‬

‫‪ 10‬إلى ‪ 200‬مليون طن نفط مكافئ يؤدي إلى زيادة أسعار كل من الذرة بنسبة تتراوح بين ‪%3‬‬

‫و‪ ،%58‬القمح بنسبة تتراوح بين ‪ %1‬و‪ ،%32‬البذور الزيتية بنسبة تتراوح بين ‪ %1‬و‪ ،%76‬وأخي ار‬

‫الزيوت النباتية من ‪ %14‬إلى ‪ %22‬لما يرتفع استهالك الوقود الحيوي من ‪ 22‬إلى ‪ 70‬مليون طن‬

‫نفط مكافئ‪.‬‬

‫ومهما كانت درجة التباين في نتائج مختلف الدراسات فإن كلها تتفق على أ ن استخدام المحاصيل‬

‫الزراعية للحصول على الوقود الحيوي يؤثر حتما على أسعار هذه المحاصيل بجرها نحو األعلى‪ ،‬كما‬

‫يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫شكل ‪ :23‬الزيادات الملحوظة في األسعار واتجاهات الدراسات‬


‫‪80%‬‬

‫‪70%‬‬

‫‪60%‬‬ ‫أسعار الذرة‬

‫‪R² = 0,7257‬‬ ‫أسعار القمح‬


‫‪50%‬‬
‫‪R² = 0,4181‬‬
‫‪R² = 1‬‬ ‫أسعار البذور الزيتية‬
‫ارتفاع االسعار‬

‫‪40%‬‬
‫الزيوت النباتية‬
‫‪R² = 0,7655‬‬
‫‪30%‬‬
‫االتجاه العام للذرة‬

‫‪20%‬‬ ‫االتجاه العام للقمح‬

‫‪10%‬‬ ‫االتجاه العام للبذور الزيتية‬

‫‪0%‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪250‬‬
‫‪-10%‬‬
‫استهالك الوقود الحيوي (مليون طن نفط مكافئ(‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Valin, 2010, 47‬‬

‫يتضح لنا من خالل الشكل أعاله أ ن هناك ارتباط واضح بين استهالك الوقود الحيوي وأسعار مختلف‬

‫المحاصيل الزراعية‪ ،‬وخصوصا تشابه االتجاهات العامة بين األسواق‪ ،‬الشيء الذي يعكس ارتباط‬

‫أسعار مختلف المحاصيل الغذائية التي تمثلها هذه النماذج‪.‬‬

‫يالحظ أيضا تباين في نتائج مختلف هذه الدراسات كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬وهذا قد يكون راجع لعدة‬

‫عوامل أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬العدد الكبير من العوامل الدورية والهيكلية التي تدخل في تحديد األسعار؛‬

‫‪ -‬صعوبة التنبؤ بأسعار النفط وبالتالي بحجم إنتاج الوقود الحيوي وذلك ألن سعر نفط مرتفع يعني‬

‫سعر وقود أحفوري مرتفع أيضا‪ ،‬مما يزيد في كميات إنتاج الوقود الحيوي؛‬

‫‪ -‬مرونة العرض الزراعي وخصوصا مرونة المردود الزراعي اللذان يصعب جدا التنبؤ بهما؛‬

‫‪81‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬احتماالت التوسع في األراضي الزراعية التي تسمح بزيادة العرض الزراعي دون زيادة المردود أ و‬

‫خلق منافسة على األ راضي بين مختلف المحاصيل الموجهة للتغذية االنسانية وتلك الموجهة إلنتاج‬

‫الوقود الحيوي؛‬

‫‪ -‬عدم التمييز بين اآلثار المتعلقة بالطلب على اإليثانول وتلك المتعلقة بالطلب على البيوديزل‪.‬‬

‫ولتجنب كل هذه الصعوبات‪ ،‬سيتم عرض النتائج الرئيسية لبعض الدراسات الكمية التي تستعمل نماذج‬

‫أخرى أقل تعقيدا لتقدير أثر الوقود الحيوي على أسعار مختلف المحاصيل الزراعية وذلك على المدى‬

‫القصير والمتوسط عكس الدراسات السابقة التي تقدر هذا األثر على المدى الطويل مما يخلق تباين‬

‫كبير في النتائج المتحصل عليها‪.‬‬

‫‪ -3-2-III‬نتائج الدراسات الكمية القصيرة والمتوسطة المدى‬

‫كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬من الصعب وضع نماذج كمية لسياسات دعم الوقود الحيوي نظ ار لكونها تنطوي‬

‫على ظواهر تخص أسواق الطاقة وغيرها تخص الزراعة‪ ،‬إالا أن استخدامها مفيدا لفهم وتوقع مدى‬

‫تأثير الوقود الحيوي على أسعار مختلف المحاصيل الزراعية‪.‬‬

‫وقد تم إنجاز العديد من الدراسات أو التقديرات الكمية األخرى على نطاق واسع لتقدير اآلثار السعرية‬

‫للوقود الحيوي على المدى القصير والمتوسط تقدم نتائجها في الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جدول ‪ :4‬تقديرات تأثير إنتاج الوقود الحيوي على أسعار السلع الغذائية‬

‫فترة الدراسة‬ ‫السلع األساسية‬ ‫التغير في األسعار ‪%‬‬ ‫الدراسة‬

‫‪2008-2002‬‬ ‫مؤشر الغذاء العالمي‬ ‫‪75+‬‬ ‫)‪Mitchell, D. (2008‬‬

‫‪2007-2000‬‬ ‫الذرة‬ ‫‪39+‬‬ ‫‪Rosegrant. M. W.‬‬


‫)‪(2008‬‬
‫‪2007-2000‬‬ ‫األرز والقمح‬ ‫‪22+ ­ 21+‬‬
‫‪2017-2008‬‬ ‫الحبوب الخشنة‬ ‫‪42+‬‬
‫‪2017-2008‬‬ ‫الزيوت النباتية‬ ‫‪34+‬‬ ‫)‪OECD-FAO (2008‬‬
‫‪2017-2008‬‬ ‫القمح‬ ‫‪24+‬‬
‫‪2008-2006‬‬ ‫الذرة‬ ‫‪60+ ­ 25+‬‬
‫)‪Collins, K. (2008‬‬
‫‪2008-2006‬‬ ‫المواد الغذائية بالتجزئة‬ ‫‪26+ ­ 19+‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫المواد الزراعية االولية‬ ‫‪31+ ­ 23+‬‬
‫)‪Glauber, J. (2008‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫مؤشر الغذاء العالمي‬ ‫‪10+‬‬
‫‪2008‬‬ ‫المواد الغذائية بالتجزئة‬ ‫‪5+ ­ 4+‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫الذرة‬ ‫‪35+‬‬
‫)‪Lampe, M. (2006‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫مؤشر الغذاء العالمي‬ ‫‪3+‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫الذرة‬ ‫‪28+ ­ 15+‬‬ ‫‪Rajagopal, D.‬‬
‫)‪(2009‬‬
‫‪2008-2007‬‬ ‫الصويا‬ ‫‪20+ ­ 10+‬‬
‫‪2007-2002‬‬ ‫الذرة‬ ‫‪30+ ­ 20+‬‬
‫‪Hochman, G.‬‬
‫‪2007-2002‬‬ ‫فول الصويا‬ ‫‪10+ ­ 5+‬‬
‫)‪(2011‬‬
‫‪2008‬‬ ‫الحبوب الخشنة‬ ‫‪51+ ­ 11+‬‬ ‫)‪Fischer, G. (2009‬‬

‫& ‪De Hoyos, R. E.,‬‬


‫‪2007-2005‬‬ ‫مؤشر الغذاء العالمي‬ ‫‪6+‬‬ ‫‪Medvedev, D.‬‬
‫)‪)2009‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Hochman et autres, 2014, 49‬‬

‫من النتائج المعروضة في الجدول أعاله يمكن استخالص ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬النتائج تشير بوضوح إلى وجود عالقة ترابطية بين أسعار المنتجات الزراعية وإنتاج الوقود الحيوي‪،‬‬

‫وبالتالي تعزيز توافق اآلراء حول دور الوقود الحيوي في آليات التسعير؛‬

‫‪83‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬على الرغم من اآلفاق الزمنية المتقاربة‪ ،‬إال أن نتائج الدراسات تتباين هنا أيضا فيما يخص حجم‬

‫التغير في األسعار؛‬

‫‪ -‬أسعار المنتجات المستعملة مباشرة في إنتاج الوقود الحيوي‪ -‬في هذه الحالة الذرة والزيوت النباتية ‪-‬‬

‫تشهد زيادات أكبر من تلك التي تستعمل كبدائل (مثل القمح)‪.‬‬

‫قمنا في هذا المبحث باإلشارة إلى مختلف محددات أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬وناقشنا الدور الذي‬

‫يلعبه الوقود الحيوي ضمن آليات تحديد هذه األسعار‪ ،‬وأخي ار استعرضنا نتائج أهم الدراسات واألبحاث‬

‫التي اهتمت بأثر الوقود الحيوي من الجيل األول على أسعار المواد األولية الزراعية في السوق الدولي‪.‬‬

‫وقد استخلصنا أن العوامل التي تؤثر على أسعار المحاصيل الزراعية متنوعة‪ ،‬معقدة ومتداخلة باعتبار‬

‫عملية تحديد أسعار هذه المواد هي عملية معقدة تنطوي على عوامل كثيرة ومتشابكة ذات طبائع‬

‫مختلفة‪ ،‬األمر الذي يجعل من عملية عزل عامل الوقود الحيوي لوحده من أجل معرفة أثره الدقيق على‬

‫أسعار هذه المواد األولية الزراعية أمر جد صعب‪ .‬وبالرغم من هذا‪ ،‬واعتمادا على نتائج مختلف‬

‫الدراسات التي أجريت لقياس أثر إنتاج الوقود الحيوي على أسعار مختلف المحاصيل الزراعية رغم‬

‫تباين نتائجها‪ ،‬يمكننا استخالص أن إنتاج الوقود الحيوي يؤدي إلى زيادة أسعار المواد األولية الزراعية‬

‫التي تدخل في عملية إنتاجه‪.‬‬

‫خالصة‬

‫إنتاج وقود حيوي مشتق من مواد أولية زراعية تدخل في التغذية اإلنسانية يطرح سؤال ما إذا كان‬

‫هدف الزراعة إطعام البشر أو الحيوانات أو صنع الوقود الحيوي؛ وقد استخلصنا من هذا الفصل أنه‬

‫بالتأكيد ليس الثالثة في نفس الوقت بسبب التباين القائم بين عرض زراعي عالمي ضيق في ظل‬

‫محدودية األراضي الزراعية وتالشي مردودية هذه األراضي مقابل طلب زراعي في تزايد مستمر نتيج ة‬

‫‪84‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫النمو السكاني وتغير أنماط االستهالك‪ ،‬السيما بالنسبة للحبوب في الدول النامية‪ ،‬وهذا ما مثل نقطة‬

‫انطالق الدراسة التي تضمنها هذا الفصل‪.‬‬

‫إنصب اهتمامنا بعد ذلك على اإلنتاج العالمي للوقود الحيوي من الجيل األول وتطوره المستقبلي عالوة‬

‫على احتياجاته الزراعية بغرض معرفة أبرز الفاعلين في هذه الطاقة المتجددة مع تسليط الضوء على‬

‫مدى حجم اإلنتاج الذي وصل إليه هذا الجيل من الوقود الحيوي وحصة كل مادة أولية زراعية في هذا‬

‫اإلنتاج‪ ،‬وخلصنا أن الوقود الحيوي من الجيل األول ينتج حاليا على مستوى صناعي واسع ومن‬

‫المرجح أن يستمر على نفس الوضع مستقبال‪ ،‬مما يؤكد لنا خلقه لمشكلة اقتصادية وزراعية وجريمة‬

‫أخالقية نتيجة استعمال المواد األولية الزراعية ألغراض طاقية عوض أغراض غذائية‪ ،‬كما استخلصنا‬

‫أن إنتاج اإليثانول على المستوى العالمي يفوق بكثير إنتاج البيوديزل‪ ،‬األمر الذي يجعل من أسعار‬

‫المحا صيل الزراعية التي تدخل في إنتاج اإليثانول وأبرزها الحبوب بمختلف أنواعها إلى جانب البنجر‬

‫وقصب السكر األكثر تأث ار في األسوق العالمية مقارنة بأسعار المحاصيل الزراعية األخرى التي تدخل‬

‫في إنتاج البيوديزل والمتكونة أساسا من المحاصيل الزيتية‪.‬‬

‫وسعينا أيضا في المبحث األخير إلى معرفة تأثير الوقود الحيوي على أسعار المواد األولية الزراعية‬

‫التي تدخل في إنتاجه مما استوجب في البداية اإلشارة إلى أهم محددات أسعار المواد األولية الزراعية‬

‫في األسواق الدولية‪ ،‬ثم مناقشة مكانة الوقود الحيوي من الجيل األول ضمن آليات تحديد هذه األسعار‬

‫من خالل عرض نتائج وتقديرات دراسات وأبحاث أهم المعاهد والهيئات الدولية المهتمة بالوقود الحيوي‬

‫والقطاع الزراعي والتي درست العالقة بين إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول وأسعار مختلف‬

‫المحاصيل الزراعية التي تدخل في هذا اإلنتاج؛ وقد استخلصنا أن الطلب على الوقود الحيوي من‬

‫الجيل األول وإنتاجه مرتبطان بعوامل هيكلية وظرفية متشابكة ومتداخلة كسعر النفط والسياسات‬

‫الطاقية المنتهجة من قبل الدول‪ ،‬كما استخلصنا أيضا أن الوقود الحيوي من الجيل األول في حد ذاته‬

‫‪85‬‬
‫أثر الوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعي‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يشكل عامال ضمن مجموعة من العوامل المؤثرة على عرض وطلب مختلف المواد األولية الزراعية في‬

‫األسواق الدولية والتي تحدد سعرها‪ ،‬وأخي ار أن الزيادة في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول تؤدي‬

‫إلى ارتفاع أسعار المواد األولية الزراعية في األسوق العالمية‪ ،‬وهو األمر الذي دفع بالتفكير في تطوير‬

‫جيل ثالث من الوقود الحيوي يسمح بتجنب هذه العقبة‪ ،‬وهذا ما سيكون موضوع دراستنا في الفصل‬

‫الثالث‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫في سياق متسم بالبحث عن مصادر جديدة للطاقة‪ ،‬أظهر الوقود الحيوي من الجيل األول حدود كثيرة‬

‫من وجهة نظر أخالقية‪ ،‬اقتصادية واجتماعية‪ ،‬السيما من حيث أثره على أسعار مختلف المواد األولية‬

‫الزراعية التي تدخل في إنتاجه كما رأيناه في الفصل السابق‪ ،‬مما أدى إلى ظهور الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثاني الذي اعتمد إنتاجه على المخلفات الزراعية والنباتية‪ ،‬إالّ أن هذا األخير واجه بدوره‬

‫صعوبات اقتصادية‪ ،‬تقنية وبيئية كثيرة أسفرت عن ظهور جيل ثالث من الوقود الحيوي مشتق من‬

‫الطحالب الدقيقة‪ ،‬وهو محور فصلنا هذا الذي يهدف أساسا إلى اإللمام بمختلف الجوانب التكنولوجية‬

‫واالقتصادية والبيئية واالجتماعية للوقود الحيوي من الجيل الثالث‪ ،‬حيث سنقوم في البداية برسم صورة‬

‫واضحة عن الطحالب الدقيقة المستخدمة في إنتاج هذا الجيل الجديد من الوقود الحيوي ‪ ،‬خاصة فيما‬

‫يتعلق بقدرتها على إنتاج الوقود وبطبيعة المياه المستعملة الستزراعها؛ ثم سنسلط الضوء بعد ذلك على‬

‫معظم الجوانب المتعلقة بطريقي إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث انطالقا من هندسة كل طريقة‬

‫ووصوال إلى إنتاجيتها‪ ،‬مرو ار بمزاياها وحدودها؛ وأخي ار سنستعرض مختلف مجاالت تثمين البقايا‬

‫الجافة للطحالب الدقيقة المتبقية من عملية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث؛ وعلى هذا األساس‬

‫سنتناول هذا الفصل من خالل التعرض إلى المباحث اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬الطحالب الدقيقة والمياه المستعملة في إنتاجها؛‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الدقيقة؛‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬تثمين الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ -‬الطحالب الدقيقة والمياه المستعملة في إنتاجها‬

‫إن الزراعة هي من بعيد أكبر مستهلك للمياه‪ ،‬حيث أن كمية الماء الالزمة إلنتاج غذائنا تمثل ألف مرة‬

‫تلك التي نشربها وأكثر من مئة مرة تلك الموجهة إلى احتياجاتنا الشخصية األساسية [ ‪FAO, 2004,‬‬

‫‪ ،]iii‬كما تشير الدراسات أيضا إلى أن إنتاج لتر واحد من الوقود الحيوي من الجيل األول‪ ،‬وبالضبط‬

‫من االيثانول المنتج من الذرة‪ ،‬يتطلب ‪ 780‬لتر من الماء للحصول على كمية الذرة الالزمة لتصنيعه‬

‫و‪ 25‬لتر أخرى إلنتاجه في المصنع [‪ . ]Langlois, 2008, 243‬ونظ ار لهذه الكميات الهائلة من المياه‬

‫الالزمة إلنتاج غذائنا وإلنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول‪ ،‬خاصة في ظل ندرة الموارد المائية‪،‬‬

‫ارتأينا أن يكون هدف هذا المبحث ادراج ألهم المفاهيم المحيطة بكل الجوانب التعريفية للطحالب‬

‫الدقيقة المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث بغرض التعرف أكثر على القدرات الطاقية‬

‫واالحتياجات المائية لهذه الكائنات الحية الدقيقة التي من المحتمل أن تصبح الذهب األخضر الجديد‬

‫مستقبال وإلقاء الضوء على قدرتها في إنتاج الوقود الحيوي لمعرفة إذا كانت هناك جدوى اقتصادية في‬

‫إنتاج الوقود الحيوي بفضلها وإذا كان هذا اإلنتاج يؤثر على مصادر وحجم المياه العذبة الغير ملوثة‬

‫والصالحة للشرب‪.‬‬

‫‪ -1-I‬ماهية الطحالب الدقيقة‬

‫تشهد السنوات الحالية اهتماما ملحوظا بالوقود الحيوي من الجيل الثالث المستخرج من مختلف أنواع‬

‫الطحالب الدقيقة التي نستعرض هنا أهم مميزاتها‪.‬‬

‫‪ -1-1-I‬التعريف والخصائص‬

‫الطحالب الدقيقة مجموعة من المتعضيات الحية المجهرية وحيدة الخلية [ ‪Alam et autres, 2014, 764‬‬

‫]‪ ،‬ليس لها سيقان وال أوراق حقيقية وال جذور وال أزهار [ ‪.]dictionnaire.sensagent.leparisien.fr‬‬

‫ي ستخدم مصطلح "الدقيقة" ألن حجمها يتراوح من بضعة ميكرومترات إلى حوالي مائة‬

‫‪89‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ميكرومتر ]‪ [Cadoret et Bernard, 2008, 2‬حيث نستطيع أن نجد الماليين منها في قطرة واحدة من‬

‫الماء[مغير الربيعي‪ ]2012 ،‬على عكس الطحالب العمالقة التي يصل طول بعضها إلى ‪ 60‬مترا‬

‫[‪ ]Levin, Oberlin, Adriaens, 2009, 1‬ووزنها إلى مئات الكيلوغرامات‪.‬‬

‫هذا وتتكون الطحالب الدقيقة أساسا من الكربون ]‪ ،[Van Den Hende et autres, 2012‬إالا أن تركيبتها‬

‫الداخلية تختلف بحسب أنواعها‪ ،‬كما يمكن أيضا أن تختلف إلى حد كبير بحسب الظروف البيئية‪،‬‬

‫ولكن عادة تحتوي خالياها من ‪ %30‬إلى‪ %50‬بروتينات‪ ،‬ومن ‪ %20‬إلى ‪ %40‬كربون في شكل‬

‫كربوهيدرات‪ ،‬ومن ‪ %8‬إلى ‪ %15‬دهون (‪.[Ren, 2014, 5] )Lipides‬‬

‫من وجهة نظر تصنيفية‪ ،‬تنتمي الطحالب الدقيقة إلى عائالت غير متجانسة ومختلفة‪ ،‬لكل منها‬

‫سماتها الخاصة‪ ،‬إذ توجد على أشكال مختلفة من حيث الحجم واللون وطريقة العيش‪ ،‬ولكن لديها‬

‫أيضا قواسم مشتركة‪ ،‬خاصة في بنيتها‪ .‬أما من حيث الشكل يمكن أن تكون بيضوية أو دائرية‪ ،‬كما‬

‫يمكن أن تتخد شكل أقراص أو أغلفة أو شعريات أو قضبان‪ .‬بعضها له شعيرات صغيرة متحركة‬

‫تسمح لها بالتنقل في الماء‪ ،‬وبعضها اآلخر تكسوه دروع مثقوبة‪ ،‬وكل هذه األشكال المختلفة مبينة في‬

‫الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :24‬أشكال الطحالب الدقيقة‬

‫المصدر‪:‬‬
‫])‪[Institut français de recherche pour l'exploitation de la mer (IFREM‬‬

‫‪ -2-1-I‬وسط العيش والتغذية‬

‫إن الطحالب كائنات حية موجودة في مجموعة متنوعة من البيئات البحرية والبرية‪ ،‬إذ ال توجد بقعة‬

‫على سطح األرض خالية من الطحالب الدقيقة‪ ،‬فهي موجودة في التربة وعلى سطح الصخور والجدران‬

‫وجذوع األشجار وفوق الجليد والثلج القطبي وحتى في الصحارى الجافة‪ ،‬ولكن المجاالت األرحب‬

‫النتشارها وتنوعها تتمثل في األوساط المائية العذبة أو المالحة [‪ ،]Sirois, 2013, 7‬حيث تعيش‬

‫معظمها في األوساط المائية‪ ،‬منها ‪ 14000‬نوع في المياه العذبة‪ ،‬و‪ 14000‬نوع آخر في المياه‬

‫المالحة‪.‬‬

‫تعتبر أغلب الطحالب الدقيقة ذاتية التغذية )‪ ،)Autotrophiques‬أي أنها تصنع غذائها بنفسها اعتمادا‬

‫على الضوء وثاني أكسيد الكربون والماء والمواد المغذية [‪ ،]Viswanath et autres, 2010, 40‬وهي‬

‫تلعب دو ار بيئيا مهما في المياه مماثال لذلك الدور الذي تلعبه النباتات الخضراء على اليابسة‪ ،‬إلى‬

‫جانب دورها األســاسي في إنتــاج األكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون علما أن هذا األخير بلغ‬

‫رقما فارقا ورمزيا ألول مرة سنة ‪ 2015‬بمتوسط عالمي في الغالف الجوي يقدر ب ‪ 400‬جزء في‬
‫‪91‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المليون بحسب النشرة السنوية لغازات االحتباس الحراري الصادرة عن المنظمة العالمية لألرصاد‬

‫الجوية ]‪ [WMO, 2015‬كما يبينه الشكل الموالي‪ ،‬األمر الذي تطلب نزعه من الغالف الجوي‪ ،‬ولهذا‬

‫الغرض اقترحت عدة حلول تتم دراستها لمعرفة مدى نجاعتها وتأثيراتها على النظام البيئي لألرض‬

‫عالوة على إمكانية تجسيدها على أرض الواقع وتكاليفها والجدوى من تطبيقها‪ ،‬ومن بين هذه الحلول‬

‫نجد إمكانية إنتاج الوقود الحيوي باستخدام الطحالب الدقيقة التي تعمل على تثبيت وامتصاص ثاني‬

‫أكسيد الكربون (‪ )CO2‬على عكس النباتات األرضية التي تقوم بنقل جزء كبير من ثاني أكسيد الكربون‬

‫إلى الجزيئات اللجنوسيلولوزية (الخشب‪-‬خلوية) الغير قابلة لالستخدام مباشرة كمصدر للوقود‬

‫[‪ .]Cadoret et Bernard, 2008, 4‬وفي هذا السياق‪ ،‬أجريت دراسة لتقييم قدرة الطحالب الدقيقة من نوع‬

‫«‪ «Chlorella emersonii‬على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المحتوى في مداخن مصنع إسمنت لمدة‬

‫‪ 30‬يوما ]‪ [Borkenstein et autres, 2011, 133‬علما أن صناعة اإلسمنت واحدة من األنشطة‬

‫الصناعية األكثر توليدا لثاني أكسيد الكربون‪ ،‬إذ تمثل انبعاثاتها حوالي ‪ %8‬من إجمالي انبعاثات ثاني‬

‫أكسيد الكربون العالمية [‪،]PBL Netherlands Environmental Assessment Agency, 2011, 17‬‬

‫وكانت النتيجة هي قدرة امتصاص ‪ 3.25‬غرام من ثاني أكسيد الكربون لكل لتر منتج من الوقود‬

‫الحيوي علما أن إنتاج ‪ 1‬كغ من الكتلة الحيوية الطحلبية يتطلب امتصاص معدل ‪ 1.83‬كغ من ثاني‬

‫أكسيد الكربون حسب دراسة أخرى [‪.]Slade et Bauen, 2013, 34‬‬

‫‪92‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :25‬تطور المتوسط العالمي لتركيز ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://www.reportingclimatescience.com/2016/05/18/carbon-dioxide-concentrations/‬‬
‫حسب ]‪[World Meteorological Organization, 2016‬‬

‫‪ -3-1-I‬النمو‬

‫يتم التحكم في نمو الطحالب الدقيقة من قبل عدد كبير من اإلعدادات (‪ ،)paramètres‬أهمها الضوء‪،‬‬

‫درجة الحموضة ‪ ،pH‬المواد المغذية (‪ ،)nutriments‬تركيزات ثاني أكسيد الكربون (‪،)CO2‬‬

‫األكسيجين(‪ )O2‬والحالة الفسيولوجية‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمر نمو الطحالب الدقيقة بخمسة مراحل أساسية ‪:[Barbara Clement-Larosière,‬‬

‫]‪2014, 30-31‬‬

‫‪ -‬مرحلة كمون (‪ )phase de latence‬تترجم بتَ َكيف الطحالب الدقيقة مع ظروف االستنبات الجديدة؛‬

‫‪ -‬مرحلة تسارع (‪ )phase d’accélération‬تتميز ببداية تكاثر الطحالب الدقيقة؛‬

‫‪ -‬مرحلة نمو أسية ( ‪ )phase de croissance exponentielle‬تتكاثر فيها الخاليا بأقصى قدراتها؛‬

‫‪ -‬مرحلة ثبات النمو (‪ )phase stationnaire‬تكون فيها الطحالب الدقيقة قد استنفدت واحد أو أكثر من‬

‫العناصر المغذية (‪ )nutriments‬مما يحد من تكاثر الخاليا؛‬

‫‪93‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬مرحلة تراجع النمو )‪ (phase de décroissance‬تموت فيها الطحالب الدقيقة بسبب التلوث؛ نتكلم‬

‫حينها عن "تحطم" (‪.)crash‬‬

‫شكل ‪ :26‬منحنى مراحل نمو الطحالب الدقيقة‬

‫المصدر‪ [Clement-Larosière, 2012, 32] :‬حسب ]‪[Richmond, 2007, 107‬‬

‫لذلك‪ ،‬فإن البحث في مجال إنتاج الطحالب الدقيقة يجب أن يمر عبر نمذجة نموها خالل الزمن‪ ،‬أي‬

‫نمذجة حركية‪ ،‬اعتمادا على مختلف اإلعدادات المذكورة سابقا‪ .‬وقد تم استخدام عدة نماذج رياضية‬

‫على نطاق واسع للتنبؤ بتطور الكتلة الحيوية الطحلبية اعتمادا على التوليفة المثلى لمختلف إعدادات‬

‫اإلنتاج في كل مرحلة من مراحل نمو الطحالب الدقيقة‪ ،‬ويمكن تصنيف هذه النماذج الرياضية في‬

‫فئتين رئيسيتين [‪:]Clement-Larosière, 2012, 36‬‬

‫‪ -‬النماذج القطعية أو الغير مهيكلة (‪ .)Les modèles déterministes ou non-structurés‬في هذه‬

‫النماذج يتم تجاهل الخصائص الذاتية لخاليا الطحالب الدقيقة‪ ،‬وبالتالي تعمل هذه النماذج فقط على‬

‫وصف التغيرات في تركيزات الكتلة الحيوية الطحلبية عبر الزمن اعتمادا على إعدادات اإلنتاج مثل‬

‫درجة الحموضة‪ ، pH‬المواد المغذية (‪...،)nutriments‬الخ؛‬

‫‪94‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬النماذج المهيكلة (‪ .)Les modèles structurés‬في هذه النماذج يتم األخذ بعين االعتبار الخصائص‬

‫الذاتية لخاليا الطحالب الدقيقة مثل العمر والحجم والمرفولوجيا والحالة الفسيولوجية والتركيبة‬

‫الكيميائية‪...،‬الخ‪ ،‬باإلضافة إلى كل إعدادات اإلنتاج‪ .‬وتعتبر هذه النماذج دقيقة للغاية لكنها جد‬

‫معقدة‪.‬‬

‫‪ -4-1-I‬التخليق الضوئي (‪)La photosynthèse‬‬

‫تتميز الطحالب الدقيقة بقدرتها على تحويل الطاقة الضوئية إلى طاقة كيميائية بكفاءة عالية؛ فإذا كان‬

‫اإلنسان يمتص األكسجين ويطرح ثاني أكسيد الكربون‪ ،‬أي ما يسمى بظاهرة التنفس‪ ،‬حارقا بذلك‬

‫السكريات المخزنة ومحر ار طاقة في نفس الوقت‪ ،‬فإن الطحالب تقوم بالعملية العكسية‪ ،‬أي أنها تمتص‬

‫وتخزن وتستخدم الطاقة الضوئية الناتجة عن أشعة الشمس‪ ،‬باإلضافة إلى ثاني أكسيد الكربون (‪)CO2‬‬

‫والماء إلنتاج األوكسجين والسكريات [‪ ]Wang, 2013, 4‬التي هي المواد الخام للدهون (‪)lipides‬‬

‫والبروتينات [‪ ،]Encyclopédie Axis, 1993, 152‬وهذا ما يسمى بعملية التمثيل الضوئي أو التخليق‬

‫الضوئي (‪ ،)processus de photosynthèse‬حيث تعتبر هذه العملية أنجح آلية في العالم لتحويل طاقة‬

‫الشمس إلى جزيئات سكر [عبدهللا‪ ]82 ،2011 ،‬وإلى أكسيجين [‪.]Sialve et Steyer, 2013, 28‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الطحالب الدقيقة تمتلك كفاءة تخليق ضوئي من ‪ 10‬إلى ‪ 100‬مرة أكبر من‬

‫النباتات األخرى [‪.]National Renewable Energy Laboratory‬‬

‫شكل ‪ :27‬ميكانيزم عملية التخليق الضوئي‬

‫)طاقة ضوئية( ‪hn‬‬


‫‪ : CO2 + H2O‬الميكانزيم‬ ‫‪CH2O + O2‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Sialve et Steyer, 2013, 28‬‬

‫‪95‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -5-1-I‬تطبيقات الطاقة الحيوية )‪(bio-énergie‬‬

‫تسمح الطحالب الدقيقة بإنتاج الطاقة الحيوية بأشكال مختلفة مثل الكهرباء والغاز الحيوي والميثان‬

‫الحيوي والهيدروجين وطبعا الوقود الحيوي الذي هو محل دراستنا ]‪.[Carlsson et autres, 2007, 11‬‬

‫‪ -1-5-1-I‬إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬

‫تعد الطحالب الدقيقة مصد ار هاما للطاقة‪ ،‬إالّ أن الطحالب الدقيقة األغنى بالدهون والسكر والنشأ‬

‫على غرار ساللة الكلوريال "‪ "Chlorella vulgaris‬هي الوحيدة التي بإمكانها إنتاج اإليثانول والبيوديزل‬

‫بشكل فعال ]‪ ،[Dejoye Tanzi, 2013, 55‬حيث تعتبر هذه الساللة من الطحالب الدقيقة مرشحا واعدا‬

‫لهذا اإلنتاج بفضل قدرتها على النمو بسرعة وإنتاجها لمستوى عالي من الزيوت ‪[Xiong et autres,‬‬

‫]‪ 2008, 1‬بفضل ضوء الشمس‪ ،‬وثاني أكسيد الكربون ‪ ،CO2‬والماء باإلضافة إلى مختلف المغذيات‬

‫مثل اآلزوت والفوسفور‪ ،‬علما أنه يستحسن استعمال مياه الصرف الصحي الغير صالحة للشرب‬

‫الستزراع الطحالب الدقيقة كما سنراه الحقا وهذا من أ جل تخفيض تكاليف اإلنتاج الحتواء هذه المياه‬

‫الملوثة على المغذيات الضرورية الستزراع الطحالب الدقيقة؛ كل هذا يجعل من كل خلية طحلبية‬

‫مصنع مصغر إلنتاج الوقود الحيوي كما يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :28‬عملية إنتاج الوقود الحيوي داخل خلية طحلبية‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://www.earthmagazine.org/article/green-it-gets-algae-biofuels‬‬

‫ولتسليط الضوء على قدرة الطحالب الدقيقة في إنتاج الوقود الحيوي مقارنة بمختلف المحاصيل الزيتية‬

‫األخرى‪ ،‬نقوم بتقديم الجدول الموالي الذي يقارن بين اإلنتاجية الزيتية المتوسطة للطحالب الدقيقة‬

‫واإلنتاجية الزيتية المتوسطة لمختلف المحاصيل األخرى‪ ،‬علما أن استعمال متوسط العائد الزيتي‬

‫للهكتار الواحد المزروع من مختلف المحاصيل‪ ،‬فإن المساحة المزروعة الالزمة لتلبية ‪ %50‬فقط من‬

‫احتياجات الوقود في الواليات المتحدة محسوبة في العمود الثالث‪ ،‬في حين يعبر العمود الرابع عن‬

‫النسبة المئوية من المساحة اإلجمالية المزروعة في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول ‪ :5‬مقارنة بين بعض مصادر البيوديزل‬


‫‪ %‬المساحة المزروعة‬ ‫مساحة األرض الالزمة‬ ‫العائد من الزيت‬ ‫المحصول‬
‫⃰‬
‫في الو‪.‬م‪ .‬أ‬ ‫(م‪/‬هكتار)‬ ‫(لتر‪/‬هكتار)‬

‫‪846‬‬ ‫‪1540‬‬ ‫‪172‬‬ ‫الذرة‬

‫‪326‬‬ ‫‪594‬‬ ‫‪446‬‬ ‫الصويا‬

‫‪122‬‬ ‫‪223‬‬ ‫‪1190‬‬ ‫الكانوال‬

‫‪77‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪1892‬‬ ‫الجاتروفا‬

‫‪54‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪2689‬‬ ‫جوزة الهند‬

‫‪24‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪5950‬‬ ‫النخيل‬

‫‪2.5 -1.1‬‬ ‫‪4.5 -2‬‬ ‫‪60000-20000‬‬ ‫الطحالب الدقيقة‬

‫⃰ لتلبية ‪ % 50‬من احتياجات الوقود في الواليات المتحدة االمريكية‬


‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Chisti, 2007, 296‬‬

‫نالحظ في الجدول أعاله أن المحاصيل الزيتية ال يمكنها أن تسهم إلى حد كبير في استبدال الوقود‬

‫المشتق من البترول في المستقبل‪ ،‬إذ تشير الدراسات إلى أنه من أجل ﺇحالل كل أنواع الوقود البترولية‬

‫المستهلكة في الواليات المتحدة بوقود البيوديزل‪ ،‬يجب إنتاج ‪ 0.53‬مليار‪/‬م‪/³‬سنويا من وقود البيوديزل ‪،‬‬

‫وأن استعمال كل المحاصيل الزيتية وزيوت الطهي والزيوت الحيوانية معا إلنتاج هذه الكمية من‬

‫البيوديزل ال يسمح واقعيا من تلبية هذا الطلب‪ ،‬ولكن هذا السيناريو يتغير تماما في حالة استخدام‬

‫الطحالب الدقيقة إلنتاج البيوديزل‪ ،‬حيث أن نسبة ‪ %1‬إلى ‪ % 3‬فقط من المساحة اإلجمالية للمزروعة‬

‫في الواليات المتحدة ستكون كافية إلنتاج كتلة حيوية طحلبية تلبي ‪ %50‬من احتياجات وقود النقل‪.‬‬

‫فالطحالب الدقيقة إذن تعطي إنتاجية مرتفعة من الزيوت المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي مقارنة‬

‫بالمحاصيل األخرى‪ ،‬إذ تعطي هذه الطحالب الدقيقة باختالف أنواعها كمية من الزيوت تتراوح بين‬

‫‪ 20000‬و ‪ 60000‬لتر‪/‬هكتار كما يبينه الجدول أعاله‪ ،‬أي ما يعادل تقريبا من ‪ 5283‬إلى ‪15849‬‬

‫‪98‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جالون أمريكي من الوقود الحيوي‪/‬هكتار‪ ،‬كما أنها سريعة النمو وتنتج الزيوت خالل بضعة ساعات‬

‫بدال من بضعة أيام كما هو الحال بالنسبة للنباتات الزيتية األخرى‪ .‬وإلعطاء صورة أكثر وضوحا على‬

‫اإلنتاجية المرتفعة للطحالب الدقيقة‪ ،‬نقدم فيما يلي إنتاجية بعض المحاصيل األخرى من الوقود الحيوي‬

‫في مساحة واحد هكتار [ابو النجا‪:]50-49 ،2011،‬‬

‫‪ -‬قصب السكر يعطي ‪ 450‬جالون أمريكي‪/‬هكتار؛‬

‫‪ -‬القمح يعطي ‪ 250‬جالون أمريكي‪/‬هكتار؛‬

‫‪ -‬عباد الشمس يعطي ‪ 102‬جالون أمريكي‪/‬هكتار؛‬

‫‪ -‬بذر اللفت يعطي ‪ 128‬جالون أمريكي‪/‬هكتار‪.‬‬

‫فمن الواضح أن الطحالب الدقيقة هي المصدر الوحيد للوقود الحيوي الذي لديه القدرة على أن يحل‬

‫محل الوقود األحفوري‪ ،‬خاصة وأنه على عكس المحاصيل الزيتية األخرى‪ ،‬فإن الطحالب الدقيقة تنمو‬

‫بسرعة كبيرة ولها مردودات جد عالية حيث بإمكانها مضاعفة حجم كتلتها الحيوية في ‪ 24‬ساعة فقط‪.‬‬

‫‪ -2-5-1-I‬جدوى إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬

‫أجريت العديد من األبحاث حول جدوى الطحالب الدقيقة في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث من‬

‫قبل مؤسسات خاصة تنتج حاليا أو ستنتج مستقبال وقود حيوي ذو أصل طحلبي‪ .‬وقد توصلت هذه‬

‫األبحاث إلى أنه يمكن للوقود الحيوي من الجيل الثالث أن يكون بديال للوقود البترولي وأن يحل محل‬

‫البترول بشكل كلي في الصناعة البتروكيماوية شرط تحقق العالقة التالية [‪:]Chisti, 2007, 301‬‬

‫‪Calgal oil = 6.9 × 10−3Cpetroleum‬‬

‫علما أن‪:‬‬

‫‪ :($/litre) Calgal oil‬سعر الوقود الحيوي ذو األصل الطحلبي؛‬

‫‪99‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ :)$/baril( Cpetroleum‬سعر البترول الخام‪.‬‬

‫ف سعر الوقود‬ ‫ِّ‬


‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬إذا كان سعر البترول الخام ‪ 60‬دوالر‪/‬برميل‪ ،‬يجب أن ال ُي َكّل ُ‬

‫الحيوي ذو األصل الطحلبي أكثر من ‪ 0.41‬دوالر‪/‬لتر لكي يستطيع أن يحل محل البترول الخام في‬

‫إنتاج الوقود ذو األصل األحفوري‪ ،‬أما إذا ارتفع سعر البترول الخام إلى ‪ 80‬دوالر‪/‬برميل‪ ،‬فإن سعر‬

‫الوقود الحيوي ذو األصل الطحلبي بسعر مساوي ل‪ 0.55‬دوالر‪/‬لتر بإمكانه أن يحل محل البترول‬

‫الخام في إنتاج الوقود ذو األصل األحفوري‪.‬‬

‫‪ -3-5-1-I‬تكلفة إنتاج الوقود الحيوي بالطحالب الدقيقة‬

‫طور تكلفة اإلنتاج الصناعي للوقود الحيوي من الجيل الثالث في السنوات األخيرة من ِّقَبل أهم‬
‫تَ َ‬

‫المؤسسات الرائدة في إنتاجه كان على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬شرعت فرنسا في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث عبر عدة مشاريع‪ ،‬نذكر منها مشروع‬

‫"‪ "Ensia‬ومشروع "‪ ،" Salinalgues‬ولكن أهما وأبرزها كان مشروع "‪ "Shamash‬الذي انطلق سنة‬

‫ر وضم ‪ 8‬فرق وشركات فرنسية [ ‪Centre de recherche INRIA, Université‬‬


‫‪ ،2006‬دام ‪ 48‬شه ا‬

‫‪ ،]Cote d’Azur‬حيث تم التوصل من خالل هذا المشروع إلى إنتاج ‪ 2000‬لتر‪/‬هكتار‪/‬سنة من الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث سنة ‪ ]INRIA & COMORE, 2010, 8[ 2009‬بتكلفة ‪/€10‬لتر‪ ،‬أي ما‬

‫يعادل ‪/$13.9‬لتر سنة ‪.]https://fr.statista.com[ 2009‬‬

‫‪ -‬تأسست سنة ‪ 2011‬مؤسسة يابانية تدعى "‪ "IHI NeoG Algae LLC‬تنشط في مختلف القطاعات‬

‫بما فيها الطيران‪ ،‬بناء السفن والتكنولوجيا الحيوية‪ ،‬وتهدف هذا المؤسسة أساسا إلى تسويق وقود حيوي‬

‫مستخرج من طحالب دقيقة لها خصائص معينة تسمى "‪ .]Vinh, 2012, 1[ " Enomoto Alga‬وقد‬

‫حققت المؤسسة إنتاج للوقود الحيوي من الجيل الثالث سنة ‪ 2012‬بقيمة ‪ 1000‬ين‪/‬لتر‪ ،‬أي ما يعادل‬

‫‪/$11.52‬لتر سنة ‪ ،]https://fr.statista.com[ 2012‬كما تهدف هذه المؤسسة إلى قسمة تكلفة‬

‫‪100‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫اإلنتاج على ‪ 10‬بحلول عام ‪ 2021‬من أجل أن تكون قادرة على تسويق الوقود الحيوي من الجيل‬

‫الثالث بسعر ‪ 100‬ين (‪/$1,152‬لتر)‪.‬‬

‫‪ -‬تنشط المؤسسة الكندية "‪ "Seed Science Ltd‬في مجاالت البحث والتطوير والخدمات االستشارية‬

‫وتربية األحياء المائية وزراعة الطحالب (‪ )uglucAglAre‬بما فيها ‪ 12‬نوعا من الطحالب الدقيقة [ ‪http:‬‬

‫‪ .]//seedscience.ca‬وقد استطاعت هذه المؤسسة سنة ‪ 2013‬أن تنتج الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬

‫بتكلفة تتراوح بين ‪ $4.5‬و‪ /$9‬لتر‪.‬‬

‫‪ -‬توصلت الواليات المتحدة األمريكية سنة ‪ ،2015‬من خالل مؤسسة "‪ "Algenol‬الرائدة في تحويل‬

‫غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ CO2‬إلى وقود حيوي‪ ،‬من إنتاج وقود حيوي من الجيل الثالث (من نوع‬

‫‪ 3,78‬لتر) باستخدام‬ ‫≈‬ ‫اإليثانول) بتكلفة جد منخفضة قدرها ‪/$1.30‬غالون (‪ 1‬غالون أمريكي‬

‫طحالب دقيقة وأشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون ومياه مالحة وأراضي غير زراعية [ ‪message from‬‬

‫‪ ]Algenol's CEO, Paul Woods - 2015‬علما أن سعر بيع البنزين األحفوري العادي في محطات‬

‫الوقود في الواليات المتحدة االمريكية خالل نفس السنة ‪ 2015‬كان ‪/$2.041‬غالون [ ‪Energy‬‬

‫‪ ،]Information Administration – EIA, USA, 2015‬كما تمكنت نفس المؤسسة سنة ‪ 2015‬من‬

‫إنتاج ‪ 8000‬غالون من الوقود الحيوي السائل لكل فدان سنويا (‪ 1‬فدان أمريكي = ‪ 4046,85‬م‪)2‬‬

‫[‪ .]message from Algenol's CEO, Paul Woods - 2015‬بمعنى آخر‪ ،‬من الممكن تقنيا إنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث منذ سنة ‪ 2015‬بالتكلفة والكميات المبينة فيما يلي‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ /$ 0.34‬لتر‬

‫‪ 7.47‬لتر‪ /‬م‪/2‬سنة‬

‫(‪ 74700‬لتر‪/‬هكتار‪/‬سنة)‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد البحث اعتمادا على احصائيات مؤسسة ‪)USA( Algenol‬‬

‫ويلخص الشكل الموالي تطور تكلفة إنتاج الوقود الحيوي المستخرج من الطحالب الدقيقة في السنوات‬

‫األخيرة في أهم الدول المهتمة بتطويره‪ ،‬إنتاجه وتسويقه على نطاق تجاري واسع‪.‬‬

‫شكل ‪ :29‬تطور تكلفة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬


‫‪17‬‬
‫فرنسا‬
‫‪16‬‬
‫‪Shamash‬‬
‫‪15‬‬
‫‪14‬‬ ‫اليابان‬
‫‪13‬‬ ‫‪IHI Neog Algae LLC‬‬
‫‪12‬‬
‫‪11‬‬
‫‪10‬‬
‫دوالر أمريكي‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬ ‫الكندا‬
‫‪6‬‬ ‫‪Seed Science Ltd‬‬
‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫الواليات المتحدة‬
‫‪2‬‬ ‫االمريكية‬
‫‪1‬‬ ‫‪Algenol‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث‬

‫نالحظ من خالل هذا الشكل أن تكلفة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث عرفت انخفاضا ملموسا‬

‫في ظل أقل من عشرية واحدة‪ ،‬إ ذ انتقلت من ‪ /$ 13.9‬لتر سنة ‪ 2009‬إلى ‪ /$ 0.34‬لتر سنة‬

‫‪ ،2015‬أي انخفاض تقدر نسبته ب ‪ ،% 97.55‬وقد كانت الواليات المتحدة األمريكية وراء أهم‬

‫وأكبر تقدما في مجال خفض تكلفة اإلنتاج‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2-I‬المياه المستعملة في إنتاج الطحالب الدقيقة‬

‫منذ بداية السبعينات‪ ،‬كانت هناك رغبة كبيرة في استخدام الطحالب الدقيقة لمعالجة مياه الصرف‬

‫الصحي ]‪ ،[Boileau, 2015, 21 d’après Wang et autres, 2010, 1175‬وقد اتضح في تلك الفترة أن‬

‫هذه الطحالب الدقيقة قد تكون عالج محتمل أحسن مما كان متوقع حيث بإمكانها إزالة الكثيرة من‬

‫الملوثات التي تحتاجها كمغذيات في هذه المياه وذلك بكفاءة عالية‪ .‬وقد استخدمت أحواض ضخمة‬

‫مفتوحة لدراسة كفاءة هذه الطحالب الدقيقة في معالجة المياه الملوثة‪ ،‬وكانت النتائج الجيدة الغير‬

‫متوقعة لهذه الدراسات وسرعة النمو الكبيرة للطحالب الدقيقة دافعا للعديد من الباحثين الختبار نمو‬

‫أنواع مختلفة من الطحالب الدقيقة في مياه ملوثة والبحث على سبل تثمينها كاستعمالها ألغراض‬

‫طاقية‪ ،‬مثل إنتاج الوقود الحيوي بأسعار أكثر تنافسية‪.‬‬

‫‪ -1-2-I‬معالجة الطحالب الدقيقة للمياه الملوثة‬

‫عملية استخدام النبات لمعالجة المياه تسمى »‪ «phytoremédiation‬المشتقة لغويا من اليونانية‬

‫"‪ "phyton‬التي تعني "النبات"‪ ،‬والالتينية "‪ "remedium‬التي تعني "المعالجة"‪ .‬ويشير هذا المصطلح‬

‫إلى تقنية ازالة التلوث (‪ )dépollution‬القائمة على النباتات وتفاعالتها مع الكائنات الحية الدقيقة‬

‫]‪.[futura-sciences.com‬‬

‫وألسباب قانونية واقتصادية وبيئية‪ ،‬أصبحت الشركات معنية على نحو متزايد بضرورة الحد من اآلثار‬

‫البيئية السلبية ألنشطتها‪ .‬وقد أدى هذا االتجاه إلى بروز الكثير من األبحاث في مجال معالجة‬

‫النفايات الصناعية السائلة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ظهرت الطحالب الدقيقة كحل محتمل‪ ،‬حيث تساعد هذه‬

‫األخيرة على إزالة العديد المواد الملوثة الموجودة بتركيزات عالية في مختلف النفايات الصناعية السائلة‬

‫أو مياه الصرف الصحي بشكل فعال وتسمح في نفس الوقت بإنتاج الكتلة الحيوية الممكن استخدامها‬

‫كمادة خام إلنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬كما توصلت العديد من الدراسات لنتائج قاطعة حول فعالية الطحالب‬

‫‪103‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الدقيقة في معالجة مياه الصرف الصحي المحملة بالمواد المغذية‪ ،‬وباألخص فعالية الطحالب الدقيقة‬

‫من نوع »‪ «Chlorella sp‬التي أظهرت إمكانات تَ َكيف ونمو واعدة في مثل هذه المياه مما جعلها‬

‫موضوع دراسة لعدة باحثين ]‪ .[Boileau, 2015, 2‬وقد خلصت نتائج مختلف الدراسات إلى أن‬

‫الطحالب الدقيقة قادرة على إزالة كميات جد معتبرة من المعادن والفسفور والنترات وأنه من الممكن‬

‫الحصول على تركيز كتلة حيوية طحلبية كبيرة قدرها ‪0.84‬غ‪/‬لتر في مياه الصرف الصحي شرط‬

‫توفر إضاءة جيدة وشرط الحرص على استعمال طحالب دقيقة تَتَ َكيف مع مختلف أنواع الملوثات‬

‫]‪.[Boileau, 2015, 21‬‬

‫فبإمكان الطحالب الدقيقة إذن أن تنمو في مياه الصرف الصحي والمياه الغير صالحة للشرب أو الغير‬

‫الصالحة للزراعة‪ ،‬وكذلك في مياه البحار [‪ ،]Picazo-Espinosa et autres, 2011, 125‬حيث تحتاج‬

‫هذه الطحالب الدقيقة إلى المواد المغذية الموجودة في كل هذه البيئات‪ ،‬إالّ أن مياه الصرف الصحي‬

‫تعتبر البيئة المفضلة لنموها ألنه لوحظ أن معدل نموها في مياه الصرف الصحي يفوق معدل نموها‬

‫في األوساط األخرى [‪.]De la Noue et autres, 1989, 198‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الطحالب الدقيقة تقوم بإزالة الملوثات من الوسط الذي تنمو فيه من خالل آليتين‬

‫مختلفتين هما‪ :‬التراكم األحيائي (‪ )bioaccumulation‬والتحلل البيولوجي (‪)biodégradation‬‬

‫]‪:[Boileau, 2015, 23‬‬

‫‪ -‬التراكم األحيائي آلية تسمح ب نقل الملوثات إلى الخلية التي تمتصها وتراكمها وتستخدمها من أجل‬

‫النمو؛‬

‫‪ -‬التحلل البيولوجي آلية تسمح بتحويل الملوثات بواسطة الخاليا‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2-2-I‬إنتاج الطحالب الدقيقة في المياه الملوثة‬

‫لخفض تكاليف إنتاج الطحالب الدقيقة‪ ،‬ينبغي استخدام مياه الصرف الصحي علما أن الطحالب‬

‫الدقيقة ال تحتاج إلى األوكسجين وتستخدم ثاني أكسيد الكربون الصادر عن البكتيريا المتواجدة في هذه‬

‫المياه من أجل النمو كما أشرنا إليه سابقا ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن إنتاج الطحالب الدقيقة تتيح‬

‫فرصة رسكلة المواد المغذية (‪ )nutriments‬مثل اآلزوت في الكتلة الحيوية بدال من تحويله إلى غاز‪،‬‬

‫األمر الذي جعل بعض المختصين يرون أن إنتاج الطحالب الدقيقة دون استخدام مياه الصرف‬

‫الصحي الحضري أو الزراعي من غير المرجح أن يكون له جدوى اقتصادية ‪Podkuiko et autres,‬‬

‫]‪.]2014, 373‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬استخدام مياه الصرف الصحي كمستنبت للطحالب الدقيقة يسمح بتقليل متطلبات‬

‫المياه العذبة بنسبة ‪ ،%90‬وبالقضاء على الحاجة إلى إضافة المواد المغذية (‪ ،)nutriments‬باستثناء‬

‫الفوسفات [‪ ،]Podkuiko et autres, 2014, 374‬علما أن تركيزات ‪ N‬و‪ P‬هي (‪ )10 -100mg L-1‬في‬

‫مياه الصرف الصحي الحضري وأكثر من (‪ )1000 mg L-1‬في مياه الصرف الزراعي‪ ،‬و أن الطحالب‬

‫الدقيقة من نوع »‪ «Chlorella‬هي األنسب لالستخدام األمثل لهذه المواد بنسبة تثبيت للمواد المغذية‬

‫تقدر ب ‪.[Pittman et autres, 2010, 19] %90-80‬‬

‫‪ -3-2-I‬إنتاجية الطحالب الدقيقة في المياه الملوثة‬

‫تتحدد إنتاجية الكتلة الحيوية الطحلبية في مياه الصرف الصحي تبعا لعدة عوامل نذكر منها تركيبة‬

‫مياه ال صرف الصحي وتوافر المواد المغذية ‪ ،‬الضوء‪ ،‬نسبة الحموضة‪ ،‬إمدادات غاز ثاني أكسيد‬

‫الكربون‪...‬الخ‪ ،‬وتشير التقديرات إلى أن ‪ 1443‬م‪ 3‬من مياه الصرف الصحي يمكن أن تنتج ‪ 1‬طن من‬

‫الكتلة الحيوية الطحلبية وأن متوسط إنتاجية الكتلة الحيوية الطحلبية هو (‪ )13 g m-2 jour-1‬للطحالب‬

‫المزروعة في مياه الصرف الصحي علما أن ‪ 1‬كغ من وقود البيوديزل يتطلب حوالي ‪ 12‬كغ من‬

‫‪105‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الكتلة الحيوية الطحلبية [‪ .]Podkuiko et autres, 2014, 373‬كما تشير التقديرات أنه على عكس مياه‬

‫الصرف الصحي‪ ،‬فإذا نمت الطحالب الدقيقة في مياه عذبة فإن إنتاج ‪ 1‬كغ من وقود البيوديزل‬

‫‪[Podkuiko et‬‬ ‫يتطلب ‪ 3726‬كغ من الماء‪ 0.33 ،‬كغ من اآلزوت و‪ 0.71‬كغ من الفوسفات‬

‫]‪.autres, 2014, 373-374‬‬

‫‪ -4-2-I‬حاالت خاصة‬

‫توجد حالت خاصة فيما يخص المياه الملوثة المستعملة في إنتاج الطحالب الدقيقة‪ ،‬نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -1-4-2-I‬حالة من مياه الصرف الصناعي‬

‫الدراسات التي أجريت بشأن استخدام الطحالب الدقيقة لعالج مياه الصرف الصحي البلدي تفوق تلك‬

‫الخاصة بمياه الصرف الصناعي ]‪ [Boileau, 2015, 21‬وهذا قد يكون راجع أساسا إلى محتويات مياه‬

‫الصرف الصناعي التي تحتوي على عدد أكبر من المكونات السامة للطحالب من مياه الصرف‬

‫الصحي البلدي‪ ،‬مما يتطلب أحيانا معالجتها قبل استخدامها األمر الذي يزيد من تكاليف اإلنتاج‪.‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تركيبة مياه الصرف الصناعي تختلف من منتج آلخر مما يجعل األمور أكثر‬

‫تعقيدا‪.‬‬

‫‪ -2-4-2-I‬حالة مياه صناعة النفط والغاز‬

‫المياه الناجمة عن صناعة النفط والغاز لها تراكيب مختلفة نتيجة عوامل عدة‪ ،‬فهي عادة تحتوي على‬

‫كميات كبيرة من المواد العضوية (األحماض العضوية‪ ،‬الهيدروكربونات‪ ،‬الزيوت والدهون‪ ،‬المعادن‬

‫الثقيلة‪ ،‬الكبريتات‪ ،‬النتريت والنترات‪...‬الخ) و األمالح الذائبة (الكلوريدات والبروم)‪ ،‬مما يجعل هذه‬

‫المياه سامة ألغلبية الكائنات الحية‪ .‬ورغم ذلك‪ ،‬بإمكان استعمال هذه المياه في إنتاج الطحالب الدقيقة‬

‫حيث تعمل هذه األخيرة على تعزيز تدهور هذه المواد في األوساط المائية من خالل زيادة تحللها‬

‫البيولوجي ]‪.[Boileau, 2015, 27 d’après Meulenberg et autres, 1997, 46‬‬

‫‪106‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-4-2-I‬حالة الفينول والمعادن (‪)Phénol et métaux‬‬

‫الفينول‬

‫يوجد الفينول في المخلفات السامة للعديد من الصناعات لكونه يستخدم إلنتاج العديد من المنتجات‪،‬‬

‫فهو يدخل مثال في صناعة البالستيك‪ .‬من الصعب إزالته من مياه الصرف الصحي بطريقة بيولوجية‬

‫ألنه سام بالنسبة للبكتيريا‪ ،‬كما أ ن استخدام طريقة كيميائية إلزالة هذا الملوث تستلزم استخدام مواد‬

‫كيميائية يؤدي خلطها مع الفينول إلى خلق مواد كيميائية وسيطة أكثر سمية من الفينول في حد ذاته‪.‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬أظهرت بعض سالالت الطحالب الدقيقة‪ ،‬وبالضبط من نوع »‪ ،«Chlorella sp‬مقاومة‬

‫كبيرة للفينول حيث بإمكانها أن تنمو في مياه ملوثة بالفينول مع إزالته بتركيزات تفوق ‪ 400 mg/L‬مبينة‬

‫قدرتها العالية في إزالة التلوث ]‪.[Boileau, 2015, 23 d’après Olivier et autres, 2003, 797‬‬
‫ا‬

‫المعادن‬

‫إذا كانت المعادن ضرورية لجسم كل كائن حي ولكن بكميات ال تتجاوز اآلثار (‪ ،)traces‬فهي تصبح‬

‫جد سامة عند تركيزات مرتفعة‪ ،‬كما أنها غير قابلة التحلل بيولوجيا على عكس الملوثات العضوية‪.‬‬

‫وتنتقل هذه المعادن في األوساط الطبيعية من خالل اصدارات عدد كبير من الصناعات (مصانع‬

‫المعادن "‪ ،"métallurgie‬التعدين "‪ ،" exploitation minière‬إنتاج األسمدة والمبيدات الحشرية‪،‬‬

‫‪...‬الخ)‪ .‬وتتحقق عادة معالجتها عن طريق تقنيات فيزيوكيميائية وأخرى بيولوجية‪ .‬ومن بين هذه‬

‫التقنيات البيولوجية‪ ،‬نجد الطحالب الدقيقة التي تتميز من جهة بقدرة كبيرة على العيش والتأقلم في‬

‫أوساط مسممة بالمعادن إلى حد ما‪ ،‬ومن جهة أخرى بكفاءة عالية على تثبيت هذه المعادن [ ‪Sialve‬‬

‫‪ ]et Steyer, 2013, 34‬باعتبارها ضرورية لنموها حيث تستخدمها كمواد مغذية‪ ،‬وبالتالي يمكن إزالتها‬

‫بسهولة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬غالبا ما تستعمل هنا أيضا الطحالب الدقيقة من نوع »‪ «Chlorella sp‬إلزالة‬

‫بعض المعادن الثقيلة على غرار الزرنيخ والثاليوم والكروم والنحاس والزنك والكوبالت والمنغنيز من مياه‬

‫‪107‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الصرف الصحي [‪ .]Ben Amor, 2015, 16‬وتجدر اإلشارة هنا إلى أن قدرة تثبيت المعادن تختلف من‬

‫نوع طحالب دقيقة إلى آخر باعتبار االحتياجات الغذائية للطحالب الدقيقة تختلف من نوع آلخر مما‬

‫يجعل قدرتها على تخزين المعادن تختلف أيضا ]‪.[Gagneux-Moreaux, 2006, 57‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بتقديم بطاقة وصفية تعريفية للطحالب الدقيقة المستخدمة في تصنيع الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث وبتسليط الضوء على طبيعة المياه الالزمة إلنتاجها‪ ،‬باإلضافة إلى جدوى‬

‫وتكلفة إنتاج الوقود الحيوي بفضلها‪ .‬واستخلصنا من خالل رسمنا لصورة عن الطحالب الدقيقة‬

‫المستخدمة في إنتاج الوقود الحيوي أن لهذه الطحالب آفاق واعدة في إنتاج هذا النوع من الوقود نظرا‬

‫لمميزاتها المتعددة‪ ،‬وفي مقدمتها إنتاجيتها الزيتية المرتفعة مقارنة مع المحاصيل الزيتية األخرى‪ ،‬فضال‬

‫عن فوائدها البيئية الراجعة إلى امتصاصها لكميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء‪ ،‬مما‬

‫يجعلها قادرة على أن تحل محل الوقود البترولي وأن تكون بديال له بفضل التكلفة المنخفضة إلنتاج‬

‫الوقود الحيوي بفضلها‪ ،‬كما استخلصنا أيضا أنه من الممكن إنتاجها باستخدام المياه الملوثة الغير‬

‫صالحة للشرب أو الغير الصالحة للزراعة دون معالجة مسبقة‪ ،‬بل يعتبر استعمال هذه المياه الملوثة‬

‫شرطا رئيسيا إلنتاج الطحالب الدقيقة بتكلفة منخفضة ولتوفير تركيزات كافية من الملوثات التي‬

‫تستخدمها الطحالب الدقيقة كمواد مغذية‪ ،‬وباألخص تلك الموجودة في مياه الصرف الصحي التي‬

‫تعتبر البيئة األنسب إلنتاج الكتلة الحيوي الطحلبية‪ ،‬شرط استعمال سالالت من الطحالب الدقيقة‬

‫تتكيف مع مختلف أنواع الملوثات ولها مقاومة عالية وفعالية كبيرة في معالجة مياه الصرف الصحي‬

‫علما أن الطحالب الدقيقة تستزرع سواء في نظام مفتوح أو نظام مغلق قبل أن يتم تحويلها إلى وقود‬

‫حيوي‪ ،‬وهذا ما سيتم تناول في المبحث الموالي‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ -‬طرق إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الدقيقة‬

‫تتم عملية استنبات الطحالب الدقية ثم استخراج الزيوت الموجودة فيها لتحويلها إلى وقود حيوي وفقا‬

‫لطريقة األحواض الخارجية المفتوحة (النظام المفتوح) أو طريقة المفاعالت الحيوية الضوئية المغلقة‬

‫(النظام المغلق) [‪ ،]Levin, Oberlin, Adriaens, 2009, 1‬علما أنه تم التوصل سنة ‪ 2013‬إلى تحويل‬

‫هذه الطحالب الدقيقة إلى وقود حيوي قابل لالستخدام في أقل من ساعة [‪.]sain-et-naturel.com‬‬

‫لذلك‪ ،‬سنقوم في بداية هذا المبحث بوضع إطار مفاهيمي لهاتين الطريقتين بهدف تقديم نظرة واضحة‬

‫عنهما‪ ،‬ثم سنستعرض مزايا وعيوب كل طريقة عالوة عن إنتاجية كل منهما‪ ،‬وأخي ار سنسلط الضوء أهم‬

‫نقاط التشابه واالختالف الموجودة بينهما بهدف تحديد أنجع طريقة للحصول على الوقود الحيوي‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة هنا إلى أن نوعية الوقود الحيوي ال تتأثر بكونه منتج في مفاعل حيوي مغلق أو حوض‬

‫خارجي مفتوح وأن هذا اإلنتاج بفضل هتين الطريقتين يقتصر على االيثانول والبيوديزل [علي محمد عبد‬

‫هللا‪ ]30 ،2011 ،‬باإلضافة إلى وقود الطائرات الكيروسين (‪Reijnders et Huijbregts, [ )Kérosène‬‬

‫‪.]2009, 61‬‬

‫‪ -1-II‬ال نتاج في األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫يتم إنتاج الطحالب الدقيقة في أحواض خارجية مفتوحة ضخمة وقليلة العمق من أجل السماح لخاليا‬

‫الطحالب الدقيقة باستخدام أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون الموجد في الغالف الجوي من ﺃجل‬

‫النمو‪ ،‬إالا أن نوعية وكمية السطوع الطبيعي للشمس تتأثر بالتقلبات الموسمية واليومية‪ ،‬ولهذا السبب‬

‫فإن عمق مياه معظم األحواض الخارجية المفتوحة يتراوح بين ‪ 30-20‬سم فقط لتوفير أشعة الشمس‬

‫الكافية لمعظم خاليا الطحالب [‪ ،]Gong et Jiang, 2011, 1277‬أي للتأكد من أن الطحالب الدقيقة‬

‫تتلقى ما يكفي من الضوء للنمو‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وفيما يلي شكل توضيحي لكيفية استغالل أشعة الشمس والمغذيات (‪ )nutriments‬وثاني أكسيد الكربون‬

‫للحصول على طحالب دقيقة في أحواض خارجية مفتوحة قبل تحويلها إلى وقود حيوي‪.‬‬

‫شكل ‪ :30‬إنتاج وقود الوقود الحيوي في أحواض مفتوحة‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://www.earthmagazine.org/article/green-it-gets-algae-biofuels‬‬

‫نالحظ من خالل هذا الشكل أن األحواض الخارجية المفتوحة توجد قرب مصنع مصدر النبعاث ثاني‬

‫أكسيد الكربون وهذا من أجل رفع إنتاجية هذه األحواض باعتبار أن الطحالب الدقيقة تتغذى بهذه‬

‫االنبعاثات‪ ،‬حيث من المرجح أن تسمح تقنيات االلتقاط والتحويل المرتبطة بإنتاج الكتلة الحيوية‬

‫الطحلبية بتخفيض الكميات الكبيرة من ثاني أكسيد الكربون المنتجة عالميا [ ‪Doré-Deschênes, 2009,‬‬

‫‪ ]10‬إذا تم استعمال طريقة األحواض الخارجية المفتوحة على نطاق واسع‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن فكرة‬

‫استخدام الطحالب الدقيقة على نطاق صناعي واسع اللتقاط ثاني أكسيد الكربون هو محل دراسة‬

‫واختبار في الواليات المتحدة األمريكية وفي العديد من الدول األخرى‪ .‬ويوضح الشكل الموالي أحد‬

‫‪110‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المشاريع الرئيسية المتعلق باستزراع الطحالب الدقيقة إلنتاج الوقود الحيوي قرب محطة توليد الفحم في‬

‫الواليات المتحدة األمريكية (الطحالب مرئية باللون األخضر على اليسار السفلي)‪.‬‬

‫شكل ‪ :31‬إنتاج الطحالب الدقيقة قرب مصدر ثاني أكسيد الكربون‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://algaebiomass.org/resources/documents/MicroalgaeBiofixationProcessesTNO‬‬

‫‪ -1-1-II‬هندسة األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫تتميز األحواض الخارجية المفتوحة بأشكال وأحجام متفاوتة‪ ،‬غير أن التصاميم األكثر استخداما في‬

‫الواقع العملي كما يوضحه الشكل أدناه [‪ ،]Wolff, 2014,18‬هي‪:‬‬

‫‪ -‬األحواض ذات الحلقة المغلقة‪ ،‬وتستعمل في هذه األحواض شفرات دوارة (‪)pales en rotation‬؛‬

‫‪ -‬األحواض الدائرية‪ ،‬ويستعمل فيها ذراع دوري (‪ )bras rotatif‬من أجل الخليط‪.‬‬

‫وفيما يلي أشكال كل من األحواض ذات الحلقة المغلقة واألحواض الدائرية‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :32‬األحواض ذات حلقة مغلقة (الهند)‬

‫المصدر ‪[Peltier, 2010, 6] :‬‬

‫شكل ‪ :33‬األحواض الدائرية‬

‫المصدر‪:‬‬
‫[‪[http://making-biodiesel-books.com/about-algae/open-pond-biofuels/‬‬

‫أما على نطاق واسع‪ ،‬يتم اإلنتاج أساسا باستخدام أحواض مفتوحة من نوع »‪ «raceway‬بجميع‬

‫األحجام (ما بين ‪ 1000‬و ‪ 5000‬م‪ ،]Pulli et autres, 2012, 19[ )3‬وفي مياه عذبة أو ملوثة‪.‬‬

‫وتعتبر األحواض الخارجية المفتوحة من نوع «‪ »raceway‬األكثر استخداما ألنها تسمح بالحصول على‬

‫‪112‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مردود أكبر مقارنة مع باقي أنواع األحواض المفتوحة‪ .‬ويتألف هذا النوع من األحواض من صهاريج‬

‫مغلقة ذات شكل دائري أو شكل حلقات متداخلة في بعضها البعض كما يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫شكل ‪ :34‬أحواض مفتوحة من نوع »‪( «raceway‬هاواي)‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://www.pinterest.fr/nutrexhawaii/our-farm/‬‬
‫‪113‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2-1-II‬مزايا األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫إن عملية اإلنتاج في األحواض الخارجية المفتوحة توفر مزايا عديدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬األحواض الخارجية المفتوحة أكثر صالبة ومتانة؛‬

‫‪ -‬االستثمار والحاجة إلى اليد العاملة المؤهلة التي تتطلبها األحواض الخارجية المفتوحة أقل مقارنة‬

‫مع تكنولوجيا المفاعل الحيوي الضوئي (النظام المغلق)؛‬

‫‪ -‬البنية التحتية لألحواض المفتوحة ليست مكلفة باإلضافة إلى كونها سهلة االستخدام‪ ،‬حيث عادة ما‬

‫تكون هذه األحواض الخارجية المفتوحة أقل تكلفة للبناء والتشغيل من المفاعالت الحيوية الضوئية رغم‬

‫أنها تستهلك حجم أكبر من المواد المغذية‪ .‬فنظام اإلنتاج المفتوح للطحالب ليس فقط األرخص‪ ،‬بل هو‬

‫أيضا األبسط كما يبينه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :35‬بساطة اإلنتاج في األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://www.slideshare.net/Funk98/algae-biofuels‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل السابق أنه من المستحسن إنشاء أحواض خارجية مفتوحة إلنتاج الوقود‬

‫الحيوي قرب مصانع تسبب انبعاثات في غاز ثاني أكسيد الكربون وهذا من أجل زيادة إنتاجية هذه‬

‫‪114‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األحواض من الطحالب الدقيقة‪ ،‬ليتم بعد ذلك استخراج الزيوت التي تتضمنها هذه الطحالب الدقيقة‪،‬‬

‫وأخي ار إنتاج الوقود الحيوي بعملية بسيطة تمر بمرحلة واحدة تتمثل في تكرير الزيوت المستخرجة من‬

‫الطحالب الدقيقة علما أن هذه العملية تستغرق أقل من ساعة [‪.]sain-et-naturel.com‬‬

‫‪ -3-1-II‬عيوب األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫على الرغم من أن األحواض الخارجية المفتوحة لديها عدة مزايا مقارنة مع المفاعالت الحيوية في نظام‬

‫اإلنتاج المغلق‪ ،‬باإلضافة إلى كونها حاليا الوحيدة المستعملة في اإلنتاج على نطاق واسع في العالم‬

‫ال أنها تحتوي على عدة عيوب ]‪: [web04.univ-lorraine.fr‬‬


‫[‪ ،]Viswanath et autres, 2010, 41‬إ ّ‬

‫‪ -‬لها إنتاجية منخفضة نسبيا؛‬

‫‪ -‬تتطلب مساحة كبيرة؛‬

‫‪ -‬هي أكثر تأث ار بتقلبات المناخ كونها مفتوحة؛‬

‫‪ -‬من الصعب السيطرة فيها على مختلف اعدادات اإلنتاج (‪ )paramètres de production‬كثاني أكسيد‬

‫الكربون‪ ،‬الضوء‪ ،‬المواد المغذية‪ ،‬درجة الح اررة‪ ،‬درجة الحموضة‪...،‬الخ؛‬

‫‪ -‬تلوث الطحالب الدقيقة أحيانا بكائنات حية أخرى تحد من نموها‪ ،‬أي هي عرضة للتلوث من قبل‬

‫الطفيليات والفطريات وبعض الحيوانات كالقشريات (‪]Filemon, Uriarte, 2010, 134[ )crustacés‬؛‬

‫‪ -‬تعرف نسبة تبخر عالية مقارنة بنظام اإلنتاج المغلق [‪.]Podkuiko et autres, 2014, 375‬‬

‫‪ -4-1-II‬إنتاجية األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫إنتاجية الكتلة الحيوية في نظام اإلنتاج المفتوح قدرها (‪Podkuiko et autres, [ )10-20 g m-2 jour-1‬‬

‫‪ ،]2014, 375‬وحسب مصدر آخر فإن إنتاجيتها تتراوح من ‪ 50‬إلى ‪ 70‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة [ ‪Mariana‬‬

‫‪ ،]Titica, 2012‬ويرجع هذا التباين في اإلنتاجية إلى اختالف المناطق التي توجد فيها هذه األحواض‪،‬‬

‫عمق مياهها‪ ،‬درجة ملوحة مياهها ودرجة ثلوث مياهها بميكروبات ال تستعملها الطحالب الدقيقة‬

‫‪115‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫كمغذيات حيث أن التلوث الميكروبي أمر ال مفر منه ألن األحواض المفتوحة ال يمكن تعقيمها أو‬

‫االحتفاظ بها في ظروف خالية من بعض السموم التي ال تستعمل كمغذيات من طرف الطحالب‬

‫الدقيقة‪ ،‬األمر الذي قد يقلل من إنتاجيتها‪.‬‬

‫‪ -2-II‬ال نتاج في المفاعالت الحيوية الضوئية (‪)Photobioréacteurs‬‬

‫يمكن استنبات الطحالب الدقيقة في نظام استزراع مغلق يسمى المفاعل الحيوي الضوئي (‪ .)PBR‬وقد‬

‫ظهر مفهوم المفاعل الحيوي الضوئي منذ عدة عقود‪ ،‬إذ بني أول مفاعل حيوي مغلق في أواخر‬

‫األربعينات [‪ .]Olivo, 2007, 11‬تُْبَنى المفاعالت الحيوية الضوئية بمواد شفافة بالستيكية أو زجاجية‬

‫[‪ ]Wang, 2013, 6‬تسمح بمرور الضوء لتمكين الطحالب الدقيقة بالقيام بعملية التمثيل الضوئي كما‬

‫يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫شكل ‪ :36‬مفاعل حيوي ضوئي بغطاء زجاجي‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://news.algaeworld.org/2016/12/turbo-cultivating-algae-using-glass-tubes/‬‬

‫فاإلضاءة إذن تكون بواسطة أشعة الشمس ولكن هذا ال يمنع من وجود مفاعالت حيوية ضوئية تعتمد‬

‫على ضوء اصطناعي ]‪ [Adrian et autres, 2013, 1‬نابع من أنابيب الفلورسنت ( ‪tubes‬‬

‫‪116‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ )fluorescents‬عكس إنتاج الطحالب الدقيقة في الهواء الطلق داخل أحواض خارجية مفتوحة الذي‬

‫يعتمد على ضوء الشمس الطبيعي فقط‪.‬‬

‫‪ -1-2-II‬هندسة المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫تختلف هندسة المفاعالت الحيوية الضوئية اختالفا كبيرا‪ ،‬حيث توجد أنواع مختلفة [ ‪،]Wang, 2013, 6‬‬

‫أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬المفاعالت الحيوية الضوئية المسطحة (‪ )Photobioréacteurs plats‬تتكون من لوحتين متوازيتين‬

‫شفافتين توجد بينهما طبقة رقيقة من الطحالب الدقيقة كما يوضحه الشكل الموالي ‪ .‬في كثير من‬

‫األحيان تكون هذه المفاعالت صغيرة الحجم‪ ،‬وال تستخدم في التجارة والصناعة‪ ،‬ولكن هي مخصصة‬

‫للتجارب في المخابر [‪.]Olivo, 2007, 29‬‬

‫‪117‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :37‬مفاعل حيوي ضوئي مسطح‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://www.iowaepscor.org/2013/05/25/algaegreenhouse/‬‬

‫‪ -‬المفاعالت الحيوية الضوئية األسطوانية (‪ )Photobioréacteurs cylindriques‬تتكون من أنبوب أو‬

‫عدة أنابيب شفافة (زجاجية أو بالستيكية)‪ ،‬مرتبة أفقيا أو عموديا‪ ،‬أو ملفوفة بشكل حلزوني‪ ،‬حيث‬

‫يدور بداخلها مستنبت الطحالب الدقيقة‪ .‬قد تحتوي هذه المفاعالت من ‪ 5‬إلى ‪ 15‬لت ار لتلك المستخدمة‬

‫في المخابر‪ ،‬ومن ‪ 20‬إلى ‪ 1000‬لت ار لتلك المخصصة لالختبار قبل التصنيع‪ ،‬وأكثر من‬

‫‪ 1000000‬لت ار لتلك المستخدمة في اإلنتاج الصناعي‪ .‬ومن بين هذه األنواع من المفاعالت‪ ،‬أكثرها‬

‫شيوعا هي تلك من نوع األعمدة (‪ )type colonnes‬المبينة في الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :38‬مفاعل حيوي ضوئي من نوع األعمدة‬

‫المصدر‪:‬‬
‫‪[http://www.maxisciences.com/biocarburant/des-micro-algues-pour-fabriquer-du-‬‬
‫]‪biopetrole_art13564.html‬‬

‫وهناك أيضا مفاعالت حيوية ضوئية من نوع أنبوبي )‪ (type tubulaires‬موضحة في الشكل الموالي‪،‬‬

‫موجهة أفقيا أو عموديا ومجهزة أحيانا بإضاءة سطحية‪ ،‬حيث تعتبر هذه األخيرة هي األنسب لزراعة‬

‫الطحالب الدقيقة في النظام المغلق [ ‪ ،]Wang, 2013, 6‬فهي مناسبة لإلنتاج المكثف للطحالب الدقيقة‪،‬‬

‫وغالبا ما تعتبر األكثر مالءمة إلنتاج الطحالب على نطاق تجاري‪ ،‬وقد يصل حجمها كما هو الحال‬

‫في ألمانيا إلى ‪700‬م‪ 3‬وتعطي إنتاج قدره ‪ 150‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة [‪.]Olivo, 2007, 55‬‬

‫‪119‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل ‪ :39‬مفاعل حيوي ضوئي من نوع أنبوبي‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[https://microbewiki.kenyon.edu/index.php/Biodiesel_from_Algae_Oil‬‬

‫‪ -2-2-II‬تشغيل المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫يمكن تشغيل المفاعالت الحيوية الضوئية بشكل مستمر (‪ )en continu‬أو غير مستمر ( ‪en‬‬

‫‪: [Adrian et autres, 2013, 1] )discontinu‬‬

‫‪ -‬التشغيل المستمر‪ ،‬يتم فيه إضافة الكمية ال الزمة من المواد المغذية وفي نفس الوقت سحب كمية‬

‫من الطحالب الدقيقة المنتجة بنفس التدفق )للحفاظ على كمية ثابتة في المفاعل)؛‬

‫‪ -‬التشغيل غير المستمر‪ ،‬يتم فيه وضع كمية محددة من المواد المغذية وترك الطحالب الدقيقة تتكاثر‬

‫(تركيز الطحالب الدقيقة يرتفع على مر الزمن في حين تنخفض تركيزات المواد المغذية) حتى تصل‬

‫إلى مرحلة نمو ثابتة‪ ،‬مما يدل على استنفاد المواد المغذية‪ .‬هنا يوقف تشغيل المفاعل‪ ،‬ثم يفرغ‬

‫وينظف قبل البدء في دورة إنتاج أخرى‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتجدر االشارة هنا إلى أن مردود اإلنتاج في نظام التشغيل المستمر أعلى بخمس مرات من مردود‬

‫نظام التشغيل غير المستمر [‪.]Cadoret, 2010‬‬

‫‪ -3-2-II‬مزايا المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫إن عملية اإلنتاج في المفاعالت الحيوية المغلقة تعتبر نموذجا مغلقا لعملية اإلنتاج في األحواض‬

‫الخارجية المفتوحة‪ ،‬وهذا يعني أنها توفر مزايا عديدة‪ ،‬أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الميزة الرئيسية للمفاعالت الحيوية الضوئية‪ ،‬ال سيما المفاعالت الحيوية من النوع األنبوبي‪ ،‬ه ي‬

‫كونها تسمح بالتحكم أكثر في اعدادات اإلنتاج (توزيع وإخالء كل من ثاني أكسيد الكربون‬

‫واألكسيجين‪ ،‬مراقبة درجة الحموضة‪ ،‬مراقبة درجة الح اررة‪...،‬الخ)‪ ،‬وبالتالي نظام االستزراع المغلق‬

‫أكثر مرونة من حيث دقة تحديد كمية المواد المغذية الضرورية للطحالب الدقيقة وفقا للمتطلبات‬

‫الفيزيائية والكيميائية لنوع الطحالب الدقيقة المزروعة‪ ،‬توزيع الضوء‪ ،‬درجة الحموضة (‪ ،)Ph‬درجة‬

‫ررة وكمية ثاني أكسيد الكربون ]‪[Picazo-Espinosa et autres, 2011, 126‬؛‬


‫الح ا‬

‫‪ -‬إمكانية المراقبة والتحكم في تبخر الماء؛‬

‫‪ -‬إنتاج الطحالب الدقيقة في مفاعالت حيوية مغلقة تحت ظروف خاضعة للرقابة يعزز إنقسام الخاليا‬

‫ويمنع تلوث الطحالب الدقيقة مما يسمح بالحفاظ على عقم الزراعة‪ ،‬أي الحد من مخاطر تلوث‬

‫الطحالب الدقيقة المزروعة بالبكتيريا وغيرها ال تستعملها الطحالب الدقيقة كمغذيات؛‬

‫‪ -‬تسمح المفاعالت الحيوية المغلقة بامتصاص أفضل لثاني أكسيد الكربون ‪2O2‬؛‬

‫‪ -‬إنتاجية المفاعالت الحيوية المغلقة من الطحالب الدقيقة أعلى من إنتاجية األحواض الخارجية‬

‫المفتوحة‪ ،‬كما أنه من الممكن جدا في المستقبل زيادة مردودات الطحالب الدقيقة المزروعة في‬

‫المفاعالت الحيوية المغلقة مقارنة بمستوياتهم الحالية وذلك من خالل تحسين عملية التمثيل الضوئي‬

‫[‪.]Reijnders et Huijbregts, 2009, 62-63‬‬

‫‪121‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -4-2-II‬عيوب المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫ألنظمة المفاعالت الحيوية الضوئية عدة عيوب أيضا‪ .‬من بين أهم هذه العيوب يمكن ذكر‪:‬‬

‫‪ -‬تت طلب استثمارات مكلفة تزيد بعشرة أضعاف استثمارات نظام األحواض المفتوحة [ ‪Mousdale,‬‬

‫‪ ،]2008, 323‬فهي تتميز بارتفاع تكاليف البناء والتشغيل والصيانة التي تعتبر جد باهظة‪ ،‬ولو أن هذه‬

‫التكاليف تعوض جزئيا باإلنتاجية المرتفعة لهذه المفاعالت [‪]Gong et Jiang, 2011, 1279‬؛‬

‫‪ -‬تراكم النفايات الحيوية في األنابيب (‪ )bio-encrassement‬وتراكم كل من األكسجين ونفايات التخليق‬

‫الضوئي يمكن أن يصبح ضا ار بسبب الزيادة في درجة الحموضة التي تنتج عن ذلك؛‬

‫‪ -‬األشعة فوق البنفسجية التي تمر عبر الجدران الشفافة للمفاعالت وارتفاع درجة الح اررة بشكل كبير‬

‫جدا (‪ )surchauffe‬يمكن أيضا أن يكون ضا ار‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك؛‬

‫‪ -‬من الضروري أن تكون هناك مضخة تحريك‪ ،‬مروحية‪ ،‬توربينات وفقاعة مغناطيسية للحد من‬

‫ترسب الكتلة الحيوية على الحائط الشفاف‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي إلى زيادة التكاليف‪.‬‬

‫‪ -5-2-II‬إنتاجية المفاعالت الحيوية الضوئية‬

‫تتأثر إنتاجية المفاعالت الحيوية المغلقة بنوع المفاعل المستعمل‪ ،‬بدرجة اإلضاءة‪ ،‬بمستويات ثاني‬

‫أكسيد الكربون‪ ،‬بالتغيرات في درجات الح اررة‪ ،‬بدرجة الحموضة وبمستويات األكسيجين في المحاصيل‬

‫ونوع سالالت الطحالب الدقيقة المختارة‪ .‬ولهذا السبب نجد تباين كبير في اإلنتاجية المقدمة للمفاعالت‬

‫الحيوية الضوئية في مختلف األدبيات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تقدر إنتاجية المفاعالت الحيوية المغلقة‬

‫من النوع األنبوبي )‪ (type tubulaires‬ب ‪ 150‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة [‪ ،]Olivo, 2007, 55‬في حين تقدم‬

‫مفاعالت أخرى إنتاجية طحلبية قدرها (‪ 100-20‬غرام‪/‬لتر) [‪ ،]Cantin, 2010, 23‬أو حسب مصادر‬

‫أخرى ف إنتاجية هذه المفاعالت الحيوية المغلقة تقدر بحوالي ‪ 150‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة [ ‪Olivo, 2007,‬‬

‫‪ ،]55‬أو أيضا بحسب دراسات أخرى (‪.]Podkuiko et autres, 2014, 375[ )20-40 g m-2 jour-1‬‬

‫‪122‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويمكن تقدير الحد األقصى للعائد السنوي لمفاعل حيوي مغلق في ظل توفر ظروف مثلى بحوالي‬

‫‪ 443-143‬طن سنويا لكل هكتار [‪.]Gong et Jiang, 2011, 1278‬‬

‫وفيما يلي جدول قمنا فيه بتلخيص أهم نقاط التشابه واالختالف الموجودة بين نظام األحواض الخارجية‬

‫المفتوحة (النظام المفتوح) ونظام المفاعالت الحيوية الضوئية (النظام المغلق)‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫جدول ‪ : 6‬مقارنة نظام األحواض المفتوحة مع نظام المفاعالت الحيوية الضوئية‬


‫المفاعالت الحيوية الضوئية‬ ‫األحواض الخارجية المفتوحة‬

‫ال يوجد عمق نظ ار لتعدد أشكال المفاعالت‪:‬‬


‫‪ 30-10‬سم‬ ‫العمق‬
‫أفقية‪ ،‬عمودية‪ ،‬حلزونية‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ 700‬م‪ 3‬على األكثر‬ ‫‪3‬‬
‫‪ 5000-1000‬م‬ ‫الكتلة الحجمية‬
‫ال تتطلب مساحات كبيرة‬ ‫تتطلب مساحات كبيرة نسبيا‬ ‫المساحة‬
‫تحتاج لصيانة كبيرة نتيجة الصعوبات التقنية‬ ‫ال توجد صعوبات تقنية كثيرة وال تحتاج‬ ‫الصيانة والصعوبات‬
‫المتعددة‬ ‫لصيانة كبيرة‬ ‫التقنية‬
‫مرتفعة‪ 40-20 :‬غ‪ /‬م‪ /2‬يوم‬ ‫متوسطة‪ 20-10 :‬غ‪ /‬م‪ /2‬يوم‬
‫النتاجية‬
‫‪ 150-100‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة‬ ‫‪ 70-50‬طن‪/‬هكتار‪/‬سنة‬
‫اعدادات النتاج‪:‬‬
‫من السهل السيطرة والتحكم فيها‬ ‫من الصعب السيطرة والتحكم فيها‬
‫‪...oC،O2،Ph،CO2‬الخ‬
‫تكلفة باهظة للبناء والتشغيل والصيانة‬ ‫تكلفة منخفضة للبناء والتشغيل والصيانة‬ ‫التكلفة‬
‫أكثر مرونة من حيث تحديد الكمية المثلى‬
‫تستهلك حجم كبير من المواد المغذية‬ ‫استهالك المواد المغذية‬
‫للمواد المغذية الضرورية‬
‫تستعمل مياه عذبة أو مالحة أو مياه‬ ‫تستعمل مياه عذبة أو مالحة أو مياه‬
‫المياه‬
‫الصرف الصحي‬ ‫الصرف الصحي‬

‫تحتاج حتميا إلى يد عاملة مؤهلة‬ ‫ال تحتاج حتميا إلى يد عاملة مؤهلة‬ ‫اليد العاملة‬

‫ال تتأثر بتذبذبات المناخ‬ ‫تتأثر بتذبذبات المناخ‬ ‫المناخ‬

‫تسمح بالحفاظ على عقم الزراعة‬ ‫أكثر عرضة للتسمم‬ ‫التلوث‬

‫نسبة شبه منعدمة‬ ‫نسبة عالية‬ ‫التبخر‬

‫التحكم في العملية‬
‫سهل‬ ‫صعب‬
‫ال نتاجية‬

‫ضروري‬ ‫غير ضروري‬ ‫التنظيف‬

‫مقيد بالطحالب األكثر مقاومة للتسمم‬


‫غير مقيد‬ ‫نوع الطحالب المستعمل‬
‫والملوحة والحموضة‪...‬الخ‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬


‫‪124‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫نالحظ من خالل الجدول السابق أن لكلتا طرقتي إ نتاج الطحالب الدقيقة عيوب ومزايا تختلف عن‬

‫بعضها البعض مع وجود قواسم مشتركة بينهما على غرار طبيعة المياه المستعملة في هذا اإلنتاج‪،‬‬

‫ولكن تكلفة اإلنتاج المنخفضة في األحواض الخارجية المفتوحة الراجعة أساسا إلى انخفاض تكاليف‬

‫البناء واالستثمار‪ ،‬وتدني تكاليف التشغيل والصيانة‪ ،‬واستخدام أشعة الشمس عوض اإلنارة‬

‫االصطناعية وفي الوقت نفسه غاز ثاني أكسيد الكربون المتوفران مجانا باإلضافة إلى قلة الحاجة إلى‬

‫اليد العاملة المؤهلة‪ ،‬تجعل من نظام اإلنتاج األحواض الخارجية المفتوحة األرخص‪ ،‬األنسب واألبسط‬

‫أيضا‪ ،‬وهذا ما يفسر معظم جهود البحث والتطوير الكبيرة المنصبة اآلن على نظام اإلنتاج هذا‪.‬‬

‫قمنا في هذا المبحث برسم صورة عن طريقة استخراج الكتلة الحيوية الطحلبية المستعملة في تصنيع‬

‫الوقود الحيوي من الجيل الثالث وفقا لطريقة األحواض الخارجية المفتوحة (النظام المفتوح) وطريقة‬

‫المفاعالت الحيوية الضوئية المغلقة (النظام المغلق)‪ ،‬مع مناقشة مزايا وعيوب وإنتاجية كل طريقة مما‬

‫سمح لنا بسرد مجموعة من نقاط التشابه واالختالف بينهما‪ ،‬إالا أن مجموعة الصعوبات المالية والتقنية‬

‫التي تميز نظام اإلنتاج المغلق تجعل منه نظام غير قادر على المنافسة في التطبيقات الممكن تحقيقها‬

‫في نظام األحواض الخارجية المفتوحة على نطاق صناعي واسع مما يجعل من النظام المفتوح األنجع‬

‫رغم إنتاجيته المنخفضة نسبيا األمر الذي يتطلب المزيد من البحوث والتطوير للرفع من هذه اإلنتاجية‪،‬‬

‫خاصة إذا علمنا أن الطحالب الدقيقة المنتجة ال تستعمل في إنتاج الوقود الحيوي فحسب‪ ،‬بل يمكن‬

‫أيضا تثمين بقاياها الستخدامات عدة في مجاالت مختلفة وهو ما سنتناوله في المبحث الموالي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬تثمين الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة‬

‫تصنيع الوقود الحيوي من الجيل الثالث على نطاق صناعي واسع من خالل إنتاج كميات هائلة من‬

‫الطحالب الدقيقة في أحواض خارجية مفتوحة ضخمة قد يخّلِّف فائضا في إنتاج هذه الطحالب الدقيقة‬

‫‪125‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويخلف حتما بقايا عضوية تتمثل في كتلة حيوية طحلبية جافة (‪ )biomasse algale sèche‬ناتجة عن‬

‫عملية تحويل هذه الطحالب الدقيقة إلى وقود حيوي مما يشكل تكلفة إضافية تضاف إلى تكلفة إنتاج‬

‫الوقود الحيوي إذا لم يتم تثمينها ‪ .‬لذلك‪ ،‬التمسنا الحاجة في هذا المبحث إلى استعراض أهم تطبيقات‬

‫الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة في شتى المجاالت التي يمكن فيها تثمين هذه الكتلة الحيوية الطحلبية‬

‫لتوضيح أن أهميتها ال تكمن فقط في قدرتها على إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬وهو الغرض من هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ –1–III‬تربية األحياء المائية (‪)Aquaculture‬‬

‫تعد الطحالب الدقيقة أحد العناصر األساسية ألي عملية تربية لألحياء المائية (قشريات‪ ،‬الرخويات‬

‫أسماك‪...،‬الخ)‪ ،‬حيث تستخدم كغذاء لهذه األحياء المائية طوال كل فترة حياتها ‪ .‬وبما أن المتطلبات‬

‫الغذائية لألحياء المائية كبيرة جدا خالل فترة نموها‪ ،‬يفضل استخدام الطحالب الدقيقة أو الكتلة الحيوية‬

‫الجافة المتبقية بعد استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي كونها غنية باألحماض الدهنية واألحماض‬

‫األمينية األساسية مما يجعلها توفر كل عناصر النمو األساسية التي ال تصنعها األحياء المائية بطريقة‬

‫ذاتية ]‪.[Robert et autres, 2004, 39‬‬

‫‪ –2–III‬الزراعة‬

‫في الزراعة‪ ،‬تستخدم الطحالب الدقيقة أو الكتلة الحيوية الجافة لبقاياها أساسا كأسمدة من خالل‬

‫تحويلها إلى مستخلصات سائلة أو مسحوق ينشر على األراضي الزراعية ‪[Abadli et Harkati, 2015,‬‬

‫]‪.8‬‬

‫فالطحالب الدقيقة أو بقاياها الجافة التي تم استخدامها في إنتاج الوقود الحيوي تثمن إذن كسماد أو‬

‫مثبت للتربة أو حتى كحامي للمحاصيل الزراعية من الطفيليات واألمراض؛ وبفضل قدرتها على تثبيت‬

‫اآلزوت المستعمل أحيانا كسماد‪ ،‬فهي تساعد أ يضا على الحفاظ على خصوبة التربة وتنظيم نمو‬

‫النبات ]‪ .[Borowitzka, 1995, 12‬فعلى سبيل المثال في اليابان‪ ،‬تستخدم الطحالب الدقيقة من ساللة‬

‫‪126‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫"‪ "Chlorella Vulgaris‬لتحفيز التركيب الحيوي للكلوروفيل من أجل تعزيز نمو النبات ‪[Dejoye Tanzi,‬‬

‫]‪.2013, 48‬‬

‫‪ –3–III‬التغذية‬

‫بدأ االهتمام بالطحالب الدقيقة كغذاء من طرف الباحثين سنة ‪ 1940‬أثناء الحرب العالمية الثانية‬

‫كونها مصدر مهم للبروتينات واستمر هذا االهتمام في السنوات ‪ 1950‬بعد نهاية الحرب في سياق‬

‫كان يتسم بندرة الغذاء [‪ ،[Sialve et Steyer, 2013, 32‬إالّ أنها استخدمت ألول مرة في التغذية‬

‫اإلنسانية بشكل واسع في الصين سنة ‪ 2000‬للسماح للسكان بالبقاء على قيد الحياة إثر مجاعة‬

‫عرفتها عدة مناطق في الصين [‪ [Dejoye Tanzi, 2013, 46‬علما أن بعض أنواع الطحالب الدقيقة‬

‫يمكن أن تؤكل مثل الخض اروات‪ ،‬كما يمكن استخدام العديد من الطرق للحفاظ بها أو ببقاياها وتخزينها‬

‫مثل تجفيفها أو تجميدها أو تعليبها أو ملحها أو تقديمها طازجة‪.‬‬

‫وللطحالب الدقيقة أو بقاياها الجافة فوائد كثيرة في النظام الغذائي عالوة على كونها تستخدم على‬

‫نطاق واسع في الصناعات الغذائية‪-‬الزراعية (‪ )l’agroalimentaire‬كمثخن (‪ ،)épaississant‬كعامل‬

‫تبلور (‪ )gélifiant‬وكعامل استقرار (‪ )stabilisant‬مما يجعلها تتميز ب خصائص غذائية مثيرة لالهتمام‬

‫في تغذية التغذية اإلنسانية ]‪.[Abadli et Harkati, 2015, 7‬‬

‫وبفضل قيمتها الغذائية الجيدة‪ ،‬تستخدم أيضا في التغذية الحيوانية والتغذية البشرية كمضافات غذائية‬

‫(‪ ،[Pulz et Gross, 2004, 640] )compléments alimentaires‬حيث يتم تصنيعها في أشكال مختلفة‬

‫مثل أقراص‪ ،‬مسحوق‪ ،‬كبسوالت‪...،‬الخ‪ .‬كما تتكون للطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة من أصباغ‬

‫)‪ (pigements‬كثيرة غالبا ما تستخدم كأصباغ طبيعية في صناعة األغذية األمر الذي يحد من‬

‫استخدام الصباغة االصطناعية ]‪.[Ben Amor Ben Ayed, 2015, 8‬‬

‫‪127‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن سالالت الطحالب الدقيقة األكثر استعماال في التغذية اإلنسانية هما‬

‫"‪ "Chlorella‬و " ‪.[Dejoye Tanzi, 2013, 48] "Spiruline‬‬

‫• ساللة سبيرولينا (‪)Spiruline‬‬

‫هي إحدى الطحالب الدقيقة األكثر إنتاجا في العالم حيث تستخدم في التغذية البشرية منذ العصور‬

‫القديمة‪ .‬وقد كانت لوقت طويل تمثل ال ِّ‬


‫مكمل الغذائي الوحيد الغني بالبروتينات والدهون والفيتامينات‬
‫ّ‬

‫لسكان المناطق الجافة في إفريقيا وأمريكا الوسطى كونها تحتوي على األحماض الدهنية األساسية‬

‫والكاروتينات وكذلك العديد من الفيتامينات والمعادن باإلضافة إلى حوالي ‪ %70‬من البروتين (من‬

‫وزنها الجاف) وهي نسبة تفوق ب ‪ 4‬مرات نسبة البروتين الموجود في الصويا على سبيل المثال‪.‬‬

‫تستخدم هذه الساللة من الطحالب الدقيقة بكثرة في صناعة األغذية الحيوانية والبشرية‪ ،‬فعلى سبيل‬

‫المثال تستخدم عندما يوصى بتناول وجبات غذائية عالية البروتين (‪ ،)régimes hyperprotéiques‬كما‬

‫أنها تساعد على مكافحة سوء التغذية ونقص البروتين في البلدان النامية ‪[Dejoye Tanzi, 2013, 48-‬‬

‫]‪.49‬‬

‫• ساللة كلوريال (‪)Chlorella‬‬

‫بدأ االهتمام بالطحالب الدقيقة من ساللة "‪ "Chlorella‬كغذاء في أواخر األربعينيات من القرن الماضي‬

‫عندما كان يخشى أن يؤدي اكتظاظ السكان إلى أزمة غذائية عالمية‪ ،‬مما أدى إلى إجراء العديد من‬

‫البحوث في الواليات المتحدة األمريكية في تلك الفترة حول هذه الطحالب الدقيقة الغنية بالفيتامينات‬

‫واألحماض الدهنية األساسية (‪ )acides gras essentiels‬باإلضافة إلى ميزتها في إزالة السموم‬

‫(‪ )détoxifiantes‬من جسم اإلنسان‪ ،‬عالوة على قدراتها في تثبيت المعادن الثقيلة ‪[Dejoye Tanzi,‬‬

‫]‪.2013, 49‬‬

‫‪128‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ –4–III‬البيئة‬

‫التطبيقات البيئية الرئيسية للطحالب الدقيقة أو للكتلة الحيوية الطحلبية الجافة المتبقية من عملية إنتاج‬

‫الوقود الحيوي تتمثل في معالجة مياه الصرف الصحي والتقاط ثاني أكسيد الكربون‪.‬‬

‫• معالجة مياه الصرف الصحي‬

‫يمكن استخدام مياه الصرف الصحي والنفايات العضوية كمغذيات للطحالب الدقيقة التي تتغذى أساسا‬

‫من اآلزوت والفوسفور الموجودان بكميات كبيرة في هذه المياه الملوثة كما أشرنا إليه سابقا‪ .‬فالطحالب‬

‫الدقيقة قادرة على استيعاب العديد من العناصر الغذائية الالزمة لنموها‪ ،‬وبالتالي باستطاعتها القضاء‬

‫على بعض هذه العناصر الموجودة في مياه الصرف الصحي مثل الفوسفات والنترات أو خفض‬

‫مستوياتها‪ .‬وبالتالي بإمكانها إزالة السموم وإزالة التلوث من مياه الصرف الصحي‪ .‬فبفضل القدرة الكبيرة‬

‫للطحالب الدقيقة على تثبيت المعادن الثقيلة ]‪ ،[Monteiro et autres, 2009, 1‬هي تستخدم على نطاق‬

‫واسع في معالجة مياه الصرف الصحي‪.‬‬

‫• التقاط ثاني أكسيد الكربون ‪CO2‬‬

‫من الميزات الرئيسية للطحالب الدقيقة قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من خالل عملية‬

‫التمثيل الضوئي والذي يتم تحويله بعد ذلك إلى كتلة حيوية‪ ،‬دهون‪ ،‬أو منتجات طاقية كما أشرنا إليه‬

‫سابقا‪ .‬ومن ثم جاءت فكرة استخدام ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطات الطاقة الح اررية أو‬

‫صناعة الصلب أو صناعة اإلسمنت أو صناعة البتروكيماويات أو أي قطاع آخر إلنتاج الطحالب‬

‫الدقيقة]‪ . [Dejoye Tanzi, 2013, 55‬األمر الذي يسمح في الوقت نفسه بتخفيض انبعاثات غازات‬

‫االحتباس الحراري‪ ،‬وإنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬وتثمين البقايا الجافة للطحالب الدقيقة من خالل إنتاج‬

‫مستحضرات التجميل والمواد الصيدالنية مثال‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ –5–III‬التجميل (‪)Cosmétologie‬‬

‫من بين التطبيقات المتعددة للطحالب الدقيقة في مختلف القطاعات نجد مستحضرات‬

‫التجميل ]‪ ،[Spolaore et autres, 2006, 90‬حيث تحتوي العديد من مستحضرات التجميل‬

‫(‪ )Cosmétique‬في تركيباتها مكونات مستمدة من الطحالب الدقيقة ]‪ [Rastoin, 2015, 23‬مع اإلشارة‬

‫إلى أن الطحالب الدقيقة المستخدمة في صناعة مستحضرات التجميل هي في كثير من األحيان نفس‬

‫تلك المستخدمة في التطبيقات الغذائية ]‪ ،[Abadli et Harkati, 2015, 8‬وقد أعطت العديد منها نتائج‬

‫جيدة في مجال مستحضرات التجميل ]‪ .[Stolz et Obermayer, 2005, 6‬فهي تستخدم في صناعة‬

‫منتجات العناية بالشعر (‪ )soins capillaire‬والوجه والجلد بفضل نشاطها المضاد لألكسدة‬

‫(‪ ،)antioxydants‬خاصة بالنسبة لساللتي "‪ "Chlorella‬و "‪ "Spiruline‬اللتان تهيمنان على السوق‬

‫بنسبة ‪ %75‬من اإلنتاج العالمي ]‪ ،[Pulz et Gross, 2004, 640‬حيث تسمح هاتين الساللتين بإصالح‬

‫عالمات شيخوخة الجلد بفضل البروتينات التي تحتويها‪ .‬كما بإمكان ساللة "‪ "Chlorella‬بمفردها‬

‫تحفيز إنتاج الكوالجين (‪ )collagène‬المضادة للشيخوخة مما أدى إ لى استخدامها بكثرة في إنتاج‬

‫الكريمات المضادة للتجاعيد (‪ ،)crèmes antirides‬عالوة على استخدام األصباغ (‪ )pigements‬التي‬

‫تحتويها في صناعة مستحضرات التجميل ]‪ [Del Campo et autres, 2000, 52‬خاصة في إطار الدور‬

‫الهام الذي يلعبه التسويق في صناعة مستحضرات التجميل والذي غالبا ما يستخدم الطحالب الدقيقة‬

‫لنقل صورة منتجات تجميل "طبيعية" ]‪.[Abadli et Harkati, 2015, 8‬‬

‫‪ –6–III‬صناعة البالستيك‬

‫تقليديا‪ ،‬يتم إنتاج البالستيك من البترول علما أنه منذ منتصف قرن العشرين عرف السوق العالمي‬

‫للبالستيك نموا مستم ار إلى أن وصل إنتاجه إلى ‪ 250‬مليون طن في السنة‪ ،‬أي ما يعادل ‪ %8‬من‬

‫صت‬
‫االستهالك العالمي للبترول [‪ ،]Plastics Europe, 2009, 06‬في حين أن احتياطات البترول تقل َ‬

‫‪130‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫في جميع أنحاء العالم مما استلزم البحث عليه في أ ماكن دائما أبعد وأعمق وهو أمر مكلف‪ ،‬ناهيك‬

‫عن اآلثار البيئية الكارثية الناتجة عن ذلك‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬جزء كبير من هذا البالستيك يفقد في‬

‫الطبيعة‪ ،‬حيث يقدر أنه ترمى مئات الكيلوغرامات من البالستيك في البحر كل ثانية‪ ،‬إذ تم رمي بين‬

‫‪ 4.8‬و ‪ 12.7‬مليون طن من البالستيك في البحار سنة ‪ ]Galloway, 2015, 344[ 2010‬ستتحول‬

‫حتما إلى حبيبات مجهرية دقيقة مضرة للبيئة وللكائنات الحية؛ كل هذا دفع بالمجتمع العلمي الدولي‬

‫إلى البحث عن حلول لعدة سنوات لتصنيع بالستيك بدون النفط وغير ضار للبيئة‪ ،‬وقد أسفرت‬

‫البحوث على تطوير نوع جديد من البالستيك مكون ‪ %100‬من الطحالب الدقيقة‪ ،‬قابل للتحلل‬

‫البيولوجي بشكل كلي‪ ،‬بل أ فضل من ذلك كونه يوفر المغذيات إلى التربة مع تحلله ويتداول في السوق‬

‫بـ ‪ 800‬يورو للطن مقابل ‪ 1000‬يورو للطن بالنسبة للبالستيك التقليدي المشتق من البترول [ ‪Lucas,‬‬

‫‪.]le Parisien, 2017‬‬

‫‪ –7–III‬الصيدلة‬

‫تمثل الطحالب الدقيقة والبقايا الجافة للكتلة الحيوية الطحلبية الناتجة عن إنتاج الوقود الحيوي من‬

‫ر مثير لالهتمام فيما يخص الجزيئات النشطة بيولوجيا (‪)moléculesbioactives‬‬


‫الجيل الثالث مصد ا‬

‫والسموم (‪ )toxines‬التي يمكن استخدامها في تطوير أدوية جديدة‪ .‬وقد أبرزت العديد من الدراسات‬

‫أهمية الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة في المجال الصيدالني من خالل اكتشاف جزيئات‬

‫(‪ )molécules‬طبيعية جديدة فعالة ضد سرطان الدم‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعد الطحالب الدقيقة‬

‫مصد ار لمختلف الفيتامينات‪ ،‬وتستخدم المكونات النشطة (‪ )principes actifs‬المستخرجة منها لمعالجة‬

‫االلتهابات (‪ ،)anti-inflammatoire‬ومحاربة زيادة الوزن (‪ )l'embonpoint‬ولتأثيرها الملين ( ‪effet‬‬

‫‪ ،[Abadli et Harkati, 2015, 8] )laxatif‬خاصة فيما يتعلق بساللة "‪ "Chlorella‬التي لها العديد من‬

‫التطبيقات الدوائية التي أعطت نتائج مثيرة لالهتمام في المختبر ضد آثار امتصاص جزيئات الجهاز‬

‫‪131‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الهضمي السامة وفي تعزيز إفراز الديوكسين في األنسجة‪ ،‬باإلضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه في‬

‫عالج األفراد المعرضين للديوكسين ]‪ [Morita et autres, 1999, 1731‬وفي عالج ارتفاع ضغط الدم‬

‫والمرض السكري‪ ،‬عالوة على قدراتها في عالج السرطان ]‪.[Pugh et autres, 2001, 741‬‬

‫يلخص الشكل الموالي مختلف مجاالت تثمين الطحالب الدقيقة والكتلة الحيوية الطحلبية الجافة الناتجة‬

‫عن عملية إنتاج الوقود الحيوي بفضل هذه الطحالب‪.‬‬

‫شكل ‪ :40‬استخدامات الطحالب الدقيقة وبقاياها الجافة‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الباحث‬

‫قمنا في هذا المبحث بعرض مختلف مجاالت تثمين الكتلة الحيوية الطحلبية الجافة الناتجة عن بقايا‬

‫عملية تحويل الطحالب الدقيقة إلى وقود حيوي‪ ،‬واتضح لنا أن أهمية الطحالب الدقيقة ال تقتصر فقط‬

‫على مجال الطاقة‪ ،‬بل تشمل أ يضا مجاالت متعددة يمكن من خاللها تثمين هذه الطحالب وبقاياها‬

‫الجافة كتربية األحياء المائية‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والتغذية‪ ،‬والبيئة‪ ،‬والتجميل‪ ،‬وصناعة البالستيك والصيدلة مما‬

‫يسمح بتحقيق مداخيل إضافية عن عملية إ نتاج الطحالب الدقيقة بغرض تحويلها إلى وقود حيوي‬

‫‪132‬‬
‫الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ويعزز ظهور مشاريع استثمارية جديدة قادرة على الدفاع عن مجموعة واسعة من المصالح ومولدة‬

‫للثروة والعمالة‪ ،‬وبالتالي المساهمة في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫خالصة‬

‫باعتبار أن إنتاج وتثمين الطحالب الدقيقة من ضمن القضايا االقتصادية المعاصرة‪ ،‬خاصة بعد أ ن‬

‫تفاقمت مخاوف احتمالية نضوب البترول وبعد أن أظهرت األجيال األخرى من الوقود الحيوي حدودها‪،‬‬

‫سعينا في بداية هذا الفصل إلى وضع إطار مفاهيمي للطحالب الدقيقة المستعملة في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث واحتياجاتها المائية‪ ،‬واستخلصنا أن الطحالب الدقيقة مصد ار هاما للطاقة‪،‬‬

‫حيث لديها القدرة على أن تحل محل الوقود البترولي بشكل فعال وبكفاءة عالية وتكلفة منخفضة دون‬

‫طرح مشاكل اقتصادية واجتماعية وزراعية وأخالقية على غرار األجيال األخرى من الوقود الحيوي‬

‫ودون التأثير سلبا على مصادر وحجم المياه العذبة الصالحة للشرب‪ .‬قمنا بعد ذلك باستعراض‬

‫العناصر الهامة لتحديد وفهم ومناقشة أهم الخصائص المتعلقة بنظام اإلنتاج المفتوح ونظام اإلنتاج‬

‫المغلق المستعمالن في استخراج الكتلة الحيوي الطحلبية وإنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث ‪،‬‬

‫وتوصلنا إلى أن لكل منهما مزاياه وعيوبه غير أن نظام اإلنتاج المفتوح يعتبر األرخص واألنسب‬

‫إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث‪ .‬وأخي ار‪ ،‬قمنا بالبحث عن تطبيقات أخرى للبقايا الجافة‬

‫للطحالب الدقيقة المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث الممكن من خاللها تثمين هذه‬

‫البقايا‪ ،‬ووجدنا أ ن استعماالت الطحالب الدقيقة ال تقتصر فقط على مجال الطاقة الحيوية فحسب‪ ،‬بل‬

‫تتعدى إلى مجاالت أخرى بفضل بقاياها الجافة كالزراعة‪ ،‬والتغذية‪ ،‬والبيئة‪ ،‬ومستحضرات التجميل‬

‫وصناعة البالستيك والصيدلة مما يسمح بتحقيق مداخيل إضافية من مصادر مختلفة وخلق فرص‬

‫استثمارية جديدة تساهم في التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‬

‫اعتمدت العديد من السياسات لدعم الوقود الحيوي في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬ونتج عن هذه السياسات‬

‫اختالفًا في صورة قطاع الوقود الحيوي من بلد آلخر كما سنراه في دراستنا لبعض التجارب الدولية‬

‫نظ ًار الختالف درجة الحاجة إلى إيجاد وقود بديل ونظ ار الختالف الظروف االقتصادية واالجتماعية‬

‫والسياسية والزراعية والمناخية والطاقية في هذه الدول‪ .‬لذلك‪ ،‬سوف يخصص هذا الفصل لدراسة‬

‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي مع األخذ بعين االعتبار سياقية التحليل ومع العلم أيضا أنه‬

‫لن يتم اإلشارة إلى الوقود الحيوي من الجيل الثاني كون إنتاجه على الصعيد العالمي لم يتجاوز بعد‬

‫"مرحلة اإلنتاج التجريبي المخبري" وغير ممكن على مستوى صناعي واسع ألسباب تم التطرق إليها‬

‫سابقا‪.‬‬

‫لهذا الغرض‪ ،‬ارتأينا أوال في هذا الفصل رسم صورة موجزة عن الوضع الراهن في الجزائر لقطاعي‬

‫المحروقات والنقل بهدف تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير وقود جديد يكون بديل للوقود‬

‫المشتق من البترول في الجزائر‪ ،‬ثم ثانيا إبراز امكانات الجزائر –أو غيابها‪ -‬في إنتاج الوقود الحيوي‬

‫من الجيل األول على أساس الوضع ال ارهن في الجزائر فيما يتعلق بالمحاصيل الزراعية التي تدخل في‬

‫تصنيع هذا الجيل من الوقود الحيوي‪ ،‬وأخي ار مناقشة امكانات الجزائر–أو غيابها‪ -‬في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث على أساس شروط الزم توفرها ومعوقات يجب تجاوزها قبل الشروع في‬

‫تصنيع هذا الجيل من الوقود الحيوي؛ وعلى هذا األساس سنتناول هذا الفصل من خالل التعرض إلى‬

‫المباحث اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬ضرورة ايجاد بديل للوقود البترولي في الجزائر؛‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الجزائر؛‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث األول‪ -‬ضرورة ايجاد بديل للوقود البترولي في الجزائر‬

‫تنامي الضغوط المالية على الجزائر منذ انهيار أسعار النفط العالمية سنة ‪ 2014‬وانخفاض اإلنتاج‬

‫البترولي الجزائري ف ي ظل اعتماد البالد بشكل شبه كامل في مداخيلها على العائدات النفطية في‬

‫تمويل مختلف أنواع النفقات العمومية االجتماعية منها واالقتصادية‪ ،‬وما ترتب عن ذلك على سياسة‬

‫الدعم الحكومي التي أعيد النظر فيها من خالل الرفع الجزئي للدعم المقدم في عدد من المواد‪ ،‬على‬

‫غرار الوقود‪ ،‬جعل من الضروري عرض صورة موجزة على قطاع النقل وقطاع المحروقات ‪-‬على وجه‬

‫الخصوص اإلمكانيات النفطية‪ -‬في الجزائر‪ ،‬لتسليط الضوء على العجز المسجل في الوقود المشتق‬

‫من البترول في الجزائر من جهة‪ ،‬إضافة إلى تقديم سنة محتملة لذروة النفط في الجزائر والمدة‬

‫المحتملة المتبقية إلنتاج وتصدير النفط عبر سيناريو من جهة أخرى‪ ،‬وهذا لتوضيح الحاجة الملحة‬

‫لخوض غمار تجربة االستثمار في وقود بديل للوقود األحفوري‪ ،‬وهو الغرض من هذا المبحث‪ ،‬مع‬

‫اإلشارة إلى أن التحليل يتعلق بالنفط فقط دون قطاع الغاز – رغم حتمية التطرق لهذا األخير لما يتم‬

‫عرض صورة قطاع المحروقات‪ -‬كون موضوع بحثنا يخص دراسة إمكانية استبدال الوقود األحفوري‬

‫المشتق من البترول بالوقود الحيوي غير سواه كالغاز المميع مثال‪.‬‬

‫‪ -1-I‬قطاع المحروقات في الجزائر‬

‫نقدم فيما يلي عرض موجز عن الوضع الذي ﺁل إليه قطاع المحروقات في الجزائر من أجل رسم‬

‫صورة له تساعدنا على معرفة تطوره المستقبلي‪.‬‬

‫‪ -1-1-I‬إنتاج الغاز الطبيعي‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪.2017-1970‬‬

‫‪136‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :41‬إنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1970‬‬

‫‪80‬‬ ‫مليون طن مكافئ بترول‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1970‬‬
‫‪1972‬‬
‫‪1974‬‬
‫‪1976‬‬
‫‪1978‬‬
‫‪1980‬‬
‫‪1982‬‬
‫‪1984‬‬
‫‪1986‬‬
‫‪1988‬‬
‫‪1990‬‬
‫‪1992‬‬
‫‪1994‬‬
‫‪1996‬‬
‫‪1998‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2016‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum‬‬

‫بلغ متوسط االنتاج السنوي ‪ 46.33‬مليون طن مكافئ بترول بالنسبة لمجمل الفترة ‪2017-1970‬‬

‫وقدر التغير الحاصل بين العام األول واألخير بنسبة ‪ ،%3225‬حيث سجلت أعلى قيمة سنة ‪2003‬‬

‫(‪ 80.7‬مليون طن مكافئ بترول) وأدنى قيمة سنة ‪ 2.28( 1970‬مليون طن مكافئ بترول)‪.‬‬

‫يعكس الشكل السابق أيضا وجود فترتين متباينتين إلنتاج الغاز الطبيعي في الجزائر‪ ،‬تميزت الفترة‬

‫األولى الممتدة من منتصف الستينات إلى نهاية التسعينات ومطلع األلفية الجديدة بارتفاع مستمر في‬

‫اإلنتاج الغازي نتيجة اكتشاف حقول غازية ضخمة على غرار حقول‪ :‬إن صالح (‪ ،)1956‬تين فوي‬

‫ثابنكورنت (‪ ،)1960‬قاسي الطويل (‪ ،)1961‬آلرار (‪ ،)1961‬تيقينتورين (‪ ،)1960‬أوهنت (‪)1960‬‬

‫[‪ ]Mekhelfi, 2013, 05‬وخاصة حقل حاسي الرمل (‪ )1956‬الذي يعتبر األكثر أهمية على المستوى‬

‫الوطني ومن أكبر الحقول الغازية على الصعيد العالمي [بلمقدم وآخرون‪ ،]11 ،2013 ،‬عالوة عن قانون‬

‫المحروقات لسنة ‪ 1991‬المعدل والمتمم لقانون ‪ 14-86‬الذي فتح المجال للمؤسسات األجنبية‬

‫لالستثمار في الغاز الطبيعي في الجزائر بعدما كان حك ار على سونطراك‪ ،‬وباإلضافة إلى تنامي أهمية‬

‫‪137‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة في السوق الدولية وارتفاع سعره في السوق مما شكل حافزا‬

‫للمستثمرين األجانب [بلمقدم وآخرون‪ .]13 ،2013 ،‬في حين اتسمت الفترة الثانية الممتدة من بداية‬

‫السنوات ‪ 2000‬إلى سنة ‪ 2017‬بثبات نسبي في اإلنتاج مع تسجيل أحيانا انخفاض طفيف في هذا‬

‫اإلنتاج ‪ ،‬حيث يمكن تفسير ذلك بتراجع إنتاجية الحقول الغازية الرئيسية كحقل حاسي الرمل الذي مثل‬

‫إنتاجه ‪ %65‬من اإلنتاج الكلي للغاز الطبيعي في الجزائر سنة ‪[ 2007‬بشكيط‪ ،]34 ،2009 ،‬إضافة‬

‫إلى غياب اكتشاف حقول غازية رئيسية أخرى ما عدى بعض الحقول الصغيرة‪ ،‬خاصة في حوض‬

‫إيليزي‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أنه بالرغم من االنخفاض المسجل في إنتاج الغاز الطبيعي‪ ،‬تبقى الجزائر‬

‫أكبر منتج له في إفريقيا ومن أكبر المنتجين على الصعيد العالمي‪ ،‬حيث تحتل الجزائر المرتبة العاشرة‬

‫عالميا [‪.]BP Statistical Review of World Energy - 2018‬‬

‫‪ -2-1-I‬استهالك الغاز الطبيعي‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪.2017-1965‬‬

‫شكل ‪ :42‬استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬

‫مليون طن مكافئ بترول‬


‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1979‬‬

‫‪1985‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪1967‬‬
‫‪1969‬‬
‫‪1971‬‬
‫‪1973‬‬
‫‪1975‬‬
‫‪1977‬‬

‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬

‫‪1987‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum‬‬

‫‪138‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بلغ متوسط االستهالك السنوي ‪ 14.98‬مليون طن مكافئ بترول بالنسبة لمجمل الفترة ‪2017-1965‬‬

‫وقدر التغير الحاصل بين العام األول واألخير بنسبة ‪ ،%5731‬حيث سجلت أعلى قيمة سنة ‪2017‬‬

‫(‪ 40.24‬مليون طن مكافئ بترول) وأدنى قيمة سنة ‪ 0.69( 1965‬مليون طن مكافئ بترول)‪.‬‬

‫ويتضح من خالل الشكل أعاله أن استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر مر بأربع مراحل أساسية‪.‬‬

‫مرحلة أولى في الستينات تميزت بغياب سوق داخلي حقيقي كما كانت فيها جميع العقود الموقعة تحت‬

‫تأثير الجمهورية الفرنسية ويحكمها القانون الفرنسي للنفط الصحراوي الذي يهدف إلى تحقيق أقصى‬

‫ربح للجانب الفرنسي دون األخذ بعين االعتبار مصالح الجانب الجزائري واحتياجاتها االستهالكية‬

‫الغازية على الرغم من استقالل الجزائر سنة ‪ .1962‬مرحلة ثانية في السبعينات تميزت بارتفاع كبير‬

‫في استهالك الغاز الطبيعي بعد تأ ميم قطاع المحروقات سنة ‪ .1971‬مرحلة ثالثة من بداية الثمانينات‬

‫إلى بداية األلفية الجديدة تميز بتذبذب االستهالك الداخلي للغاز الطبيعي وبتراجع وثيرة نموه مقارنة مع‬

‫المرحلة السابقة وذلك بسبب االنخفاض في أسعار النفط سنة ‪ 1986‬الذي رافقه تراجع كبير في‬

‫االستثمارات الخاصة بأنشطة البحث والتنقيب عن النفط والغاز‪ ،‬عالوة عن تراجع استهالك القطاع‬

‫الصناعي له نتيجة عدم استحداث قواعد صناعية جديدة متجسدة في مشاريع ضخمة تستعمل الغاز‬

‫كمادة أولية على خالف ما تم انجازه في سنوات السبعينات مثل مركب الحديد والصلب بجيجل الذي‬

‫يتم تغذيته بالغاز الطبيعي [بشكيط‪ .]43 ،2009 ،‬مرحلة رابعة منذ بداية األلفية الثالثة إلى يومنا هذا‬

‫تميزت بارتفاع كبير ومستمر في االستهالك الداخلي للغاز الطبيعي راجع أساسا إلى معدالت النمو‬

‫الكبيرة التي عرفها االقتصاد الجزائري في هذه الفترة جراء ارتفاع اسعار النفط وما ينجم عن ذلك من‬

‫آثار إيجابية على الموظفين والمستهلكين والمؤسسات والدولة‪ :‬ارتفاع مستوى المعيشة‪ ،‬ارتفاع عدد‬

‫السكان‪ ،‬ارتفاع مستوى األجور‪ ،‬زيادة حجم االستثمار‪ ،‬زيادة حجم االستهالك‪ ،‬زيادة حضيرة‬

‫السيارات‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -3-1-I‬احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪-1965‬‬

‫‪.2017‬‬

‫شكل ‪ :43‬احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬


‫م‪3‬‬ ‫بليون‬
‫‪4500‬‬

‫‪4000‬‬

‫‪3500‬‬

‫‪3000‬‬

‫‪2500‬‬

‫‪2000‬‬

‫‪1500‬‬
‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪1985‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪1967‬‬
‫‪1969‬‬
‫‪1971‬‬
‫‪1973‬‬
‫‪1975‬‬
‫‪1977‬‬
‫‪1979‬‬

‫‪1987‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[OPEP annual statistical bulletin- 2018‬‬
‫]‪[https://asb.opec.org/index.php/data-download‬‬

‫نالحظ من خالل تحليلنا لتطور االحتياطيات المؤكدة للغاز الطبيعي أ ن هذه األخيرة تنقسم إلى ثالث‬

‫مراحل أساسية‪ .‬مرحلة أولى من ‪ 1970‬إلى ‪ ،1987‬تميزت باالنخفاض المتواصل الحتياطيات الغاز‬

‫الطبيعي التي انتقلت من ‪ 3944‬بليون م‪ 3‬سنة ‪ 1970‬إلى ‪ 3163‬بليون م‪ 3‬سنة ‪ ،1987‬ويرجع‬

‫السبب الرئيسي في ذلك إلى قرار التأميم الكلي للغاز الطبيعي سنة ‪ 1972‬على عكس البترول الذي‬

‫تم تأميمه جزئيا فقط ويعطي لشركة سونطراك نسبة مشاركة قدرها ‪ %51‬على األقل في رأس مال‬

‫الشركات األجنبية التي تنشط في القطاع‪ .‬عالوة عل ذلك‪ ،‬تم تركيز أغلبية نشاطات شركة سونطراك‬

‫على الحقول البترولية وذلك على حساب الغاز الطبيعي الذي يتطلب استثمارات جد مكلفة مقارنة بتلك‬

‫الخاصة بالبترول إضافة إلى كون الغاز الطبيعي في تلك الفترة لم يكن يتسم باألهمية البالغة التي‬

‫‪140‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يتمتع بها اآلن كمص در للطاقة مما أدى إلى تخفيض اكتشافات الغاز الطبيعي‪ .‬مرحلة ثانية من‬

‫‪ 1988‬إلى ‪ ،2004‬اتسمت بالزيادة السريعة في احتياطات الغاز الطبيعي على خالف المرحلة‬

‫السابقة حيث انتقلت هذه االحتياطات من ‪ 3234‬بليون م‪ 3‬سنة ‪ 1988‬إلى ‪ 4545‬بليون م‪ 3‬سنة‬

‫‪2004‬ويعود ذلك إلى تزايد االهتمام بالغاز الطبيعي كمصدر للطاقة وكمادة خام لها أهمية استراتيجية‬

‫في الصناعات التحويلية وفي تنمية القطاع الصناعي حيث تم تخصيص استثمارات ضخمة في هذه‬

‫المرحلة بغرض إنشاء قاعدة صناعية متينة في مجال الغاز رغم االنخفاض المفاجئ والعنيف في‬

‫االحتياطيات المسجل سنة ‪ .1995‬مرحلة أخيرة من ‪ 2005‬إلى ‪ 2017‬استقر فيها مستوى‬

‫احتياطيات الغاز الطبيعي في ‪ 4504‬بليون م‪ 3‬حسب االحصائيات الرسمية المتوفرة لدينا من مصادر‬

‫متعددة كمنظمة الدول المصدرة للبترول (‪ )opec‬وثالت أكبر شركة نفطية خاصة في العالم ( ‪British‬‬

‫‪ )Petroleum‬رغم إ جراء العديد من عمليات االستكشاف والتنقيب في الجزائر منذ سنة ‪ 2005‬سمحت‬

‫باكتشاف حقول غازية جديدة صغيرة الحجم‪.‬‬

‫وفيما يلي شكل بياني يلخص ما تم اإلشارة إليه فيما يخص تطور حجم إنتاج الغاز الطبيعي في‬

‫الجزائر خالل الفترة ‪ 2015-2000‬الذي يتميز بالثبات النسبي‪ ،‬وتطور حجم استهالك الغاز الطبيعي‬

‫في الجزائر خالل نفس الفترة والذي يتميز باالرتفاع المستمر‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :44‬إنتاج‪/‬استهالك الغاز الطبيعي في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2000‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum‬‬

‫يتضح من هذا الشكل أن الزيادة المستمرة في الطلب الداخلي على الغاز الطبيعي في الجزائر منذ سنة‬

‫‪ 2005‬والثبات النسبي في حجم إنتاجه منذ نفس السنة ‪( 2005‬مع ثبات احتياطيات الغاز الطبيعي‬

‫منذ سنة ‪ 2005‬أيضا كما هو موضح في الشكل ‪ )43‬سيجعل الجزائر تتحول في مستقبل قريب من‬

‫دولة مصدرة للغاز الطبيعي إ لى دولة مستوردة له‪ ،‬مما سيخلق متاعب اقتصادية مرهقة ويشير إلى‬

‫حتمية تطوير طاقات متجددة‪ ،‬السيما ما يهمنا في في هذه الدراسة وهو ضرورة الشروع في تطوير‬

‫طاقة جديدة بديلة في قطاع النقل غير مستمدة من البترول أو الغاز‪.‬‬

‫‪ -4-1-I‬إنتاج البترول‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور إنتاج البترول في الجزائر خالل الفترة ‪.2017-1965‬‬

‫‪142‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :45‬إنتاج البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬


‫مليون طن ‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬
‫‪1973‬‬

‫‪1985‬‬

‫‪1997‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪1967‬‬
‫‪1969‬‬
‫‪1971‬‬

‫‪1975‬‬
‫‪1977‬‬
‫‪1979‬‬
‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬

‫‪1987‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬

‫‪1999‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2017‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum - 2018‬‬

‫بلغ متوسط اإلنتاج السنوي ‪ 56.74‬مليون طن بالنسبة لمجمل الفترة ‪ِّ 2017-1965‬‬
‫وقدر التغير‬

‫الحاصل بين العام األول واألخير بنسبة ‪ .%142‬يالحظ أن إنتاج البترول في الجزائر عرف زيادة‬

‫كبيرة منذ سنة ‪ 2000‬وهذا راجع أساسا إلى ارتفاع الطلب العالمي على المنتجات البترولية‪ ،‬إذ سجلت‬

‫أعلى قيمة في اإلنتاج سنة ‪ 86.48( 2007‬مليون طن) وأدنى قيمة سنة ‪ 26.48( 1965‬مليون‬

‫طن)‪ .‬في سنة ‪ ،2016‬انخفض إنتاج البترول في الجزائر لتصبح هذه األخيرة تحتل المرتبة الثامنة‬

‫عشر عالميا بنسبة ‪ %1.6‬من اإلنتاج العالمي والثالثة أفريقيا وراء كل من نيجيريا ‪ %2.3‬وأنغوال‬

‫‪ .]Statistical Review BP[ %2.0‬ومن أهم ما يبرز في الشكل أعاله هو االنخفاض المستمر في‬

‫اإلنتاج منذ عقد من الزمن بين ‪ 2007‬لما بلغ اإلنتاج دروته وسنة ‪ ،2017‬رغم تسجيل ارتفاع طفيف‬

‫سنة ‪ ،2015‬ويرجع هذا التراجع في اإلنتاج‪ ،‬من جهة‪ ،‬إلى استنزاف الحقل الكبير لحاسي مسعود‬

‫الذي يمثل ‪ %45‬من اإلنتاج الوطني‪ ،‬حيث تراوح إنتاج هذه الحقل سنة ‪ 2017‬من ‪ 200‬إلى ‪300‬‬

‫ألف برميل‪/‬يوم مقابل ‪ 490‬ألف برميل‪/‬يوم قبل بضع سنوات [ ‪،]Agence Américaine Bloomberg‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬إلى انهيار ديناميكية الشراكة بين سوناطراك والمؤسسات البترولية األجنبية التي‬

‫‪143‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫فرضت عليها ضريبة إضافية جد ملزمة على أرباحها االستثنائية لما يفوق سعر البرميل ‪30‬‬

‫دوالر‪/‬برميل وذلك في إطار اجراءات ُم َك ِّملة لقانون قانون المحروقات لسنة ‪ 2005‬مما أدى إلى‬

‫انخفاض االستثمار الخاص في قطاع النفط‪ ،‬وبالتالي انخفاض اإلنتاج [ ‪Institut Français des‬‬

‫‪.]Relations Internationales – IFRI, 2018‬‬

‫‪ -5-1-I‬استهالك البترول‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور استهالك البترول في الجزائر خالل الفترة ‪.2017-1965‬‬

‫شكل ‪ :46‬استهالك البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬


‫‪30‬‬ ‫مليون طن‬

‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1979‬‬

‫‪1985‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪1967‬‬
‫‪1969‬‬
‫‪1971‬‬
‫‪1973‬‬
‫‪1975‬‬
‫‪1977‬‬

‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬

‫‪1987‬‬
‫‪1989‬‬
‫‪1991‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum - 2018‬‬

‫بلغ متوسط االستهالك السنوي ‪ 9.21‬مليون طن بالنسبة لمجمل الفترة ‪ 2017-1965‬وقدر التغير‬

‫الحاصل بين العام األول واألخير بنسبة ‪ ،%1763‬حيث سجلت أعلى قيمة سنة ‪24.04( 2017‬‬

‫مليون طن) وأدنى قيمة سنة ‪ 1.29( 1965‬مليون طن)‪ .‬وأهم ما يبرز في الشكل أعاله هو حجم‬

‫االستهالك الداخلي للبترول الذي تضاعف في سبع سنوات فقط وذلك بين سنة ‪14.84( 2010‬‬

‫مليون طن) وسنة ‪ 24.04( 2017‬مليون طن)‪ ،‬مما جعل الجزائر تحتل المرتبة الثالثة في الدول‬

‫المستهلكة للبترول في إفريقيا باستهالك ال يقل عن ‪ 412‬ألف برميل‪/‬يوم‪ ،‬خلف كل من مصر وجنوب‬

‫‪144‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫أفريقيا [‪ .]Statistical Review of World Energy – BP, 2017‬ويرجع السبب لهذا االرتفاع في‬

‫االستهالك الوطني للبترول إلى الطلب المتزايد على الطاقة‪ ،‬وخاصة الوقود‪ ،‬نظ ًار للزيادة الكبيرة في‬

‫محليا خالل الفترة نفسها حسب تصريحات وزير الطاقة‪ ،‬السيد مصطفى‬
‫عدد السيارات التي تم تسويقها ً‬

‫قيطون خالل مناقشة قانون المالية لسنة ‪ ،]TSA- 2018[ 2018‬حيث انتقلت حديقة السيارات الوطنية‬

‫من ‪ 4.314.607‬وحدة سنة ‪ 2010‬إلى ما يقارب ‪ 6‬ماليين وحدة سنة ‪Algérie Focus- [ 2017‬‬

‫‪.]2018‬‬

‫‪ -6-1-I‬احتياطيات البترول المؤكدة‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور احتياطيات البترول المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪.2017-1965‬‬

‫شكل ‪ :47‬احتياطيات البترول المؤكدة في الجزائر خالل الفترة ‪2017-1965‬‬

‫‪12500‬‬ ‫مليون برميل‬


‫‪12000‬‬
‫‪11500‬‬
‫‪11000‬‬
‫‪10500‬‬
‫‪10000‬‬
‫‪9500‬‬
‫‪9000‬‬
‫‪8500‬‬
‫‪8000‬‬
‫‪7500‬‬
‫‪7000‬‬
‫‪6500‬‬
‫‪6000‬‬
‫‪1987‬‬
‫‪1989‬‬

‫‪2011‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪1965‬‬
‫‪1967‬‬
‫‪1969‬‬
‫‪1971‬‬
‫‪1973‬‬
‫‪1975‬‬
‫‪1977‬‬
‫‪1979‬‬
‫‪1981‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪1985‬‬

‫‪1991‬‬
‫‪1993‬‬
‫‪1995‬‬
‫‪1997‬‬
‫‪1999‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪2015‬‬
‫‪2017‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[OPEP annual statistical bulletin-2018‬‬
‫]‪[https://asb.opec.org/index.php/data-download‬‬

‫ُي ِّ‬
‫ظهر الشكل السابق التزايد الكبير في االحتياطي البترولي بعـد سـنة ‪ 1986‬حيث ارتفعت احتياطيات‬

‫البترول المؤكدة في الجزائر من ‪ 8800‬مليون برميل سنة ‪ 1986‬إلى ‪ 12200‬مليون برميل سنة‬

‫‪ ،2006‬أي بزيادة قدرها ‪ 3400‬مليون برميل تفوق نسبة ‪ %38‬في ظرف ‪ 20‬سنة‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬

‫‪145‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫انفتـاح القطاع على الشراكة األجنبية بعدما َبيََّنت تجربـة السبعينات وبداية الثمانينات أن القـدرات‬

‫الوطنية‪ ،‬سـواء كانت تقنية أو تسييرية أو ماليـة‪ ،‬غيـر قـادرة بمفردها علـى إدارة قطاع محروقات جد‬

‫واسع‪ ،‬واقتنعـت الجزائر بضرورة االنفتـاح علـى االسـتثمار األجنبـي وما يقدمه من خبـرات وكفاءات‬

‫عالمية عالية الجودة فـي هـذا المجـال‪ .‬وما يلفت النظر أيضا في هذا الشكل هو ثبات احتياطيات‬

‫البترول المؤكدة في الجزائر بعد ‪ ،2012‬حيث استقرت هذه االحتياطيات في ‪ 12200‬مليون برميل‪.‬‬

‫‪ -7-1-I‬ذروة النفط في الجزائر‬

‫تشير "ذروة النفط" (باإلنجليزية ‪ )Pick-Oil‬إلى قمة منحنى اإلنتاج لحوض نفطي أو منطقة نفطية‪.‬‬

‫وبالتالي‪ ،‬تشير إلى الوقت الذي يبلغ فيه اإلنتاج النفطي ذروته قبل البدء في التراجع بسبب استنفاد‬

‫االحتياطيات المتاحة [‪.]Gillotin, 2015, 28‬‬

‫تم تطوير مفهوم "ذروة النفط" من قبل الجيوفيزيائي األمريكي "‪ "Marion King Hubbert‬الذي قدم في‬

‫متناظر (كما يبينه الشكل الموالي) يبين‬


‫ا‬ ‫األربعينيات من القرن العشرين منحنى على شكل جرس يكون‬

‫فيه تطور إنتاج مادة خام معينة‪ ،‬خاصة البترول‪ .‬في سنة ‪ ،1956‬لفت "‪"Marion King Hubbert‬‬

‫انتباه األمريكيين إلى أن إنتاجهم من النفط سوف يبلغ ذروته سنة ‪ 1970‬ثم يبدأ في التراجع بعد ذلك‪.‬‬

‫أخير سنة ‪ 1970‬حين‬


‫هذا التنبؤ لم يؤخذ على محمل الجد من قبل المسؤولين‪ ،‬ولكن تم التحقق منه ًا‬

‫وصل اإلنتاج األمريكي إلى الذروة ثم بدأ في االنخفاض‪ .‬منذ ذلك الحين‪ ،‬أخذ المنحنى اسم " ‪Courbe‬‬

‫‪ "de Hubbert‬والوقت الذي يصل فيه إلى ذروته يسمى "‪ "Pic de Hubbert‬أو ذروة النفط " ‪Pic‬‬

‫‪."pétrolier‬‬

‫‪146‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :48‬منحنى الذروة النفطية‬


‫‪200‬‬ ‫انتاج البترول (مليون طن)‬

‫‪160‬‬

‫‪120‬‬

‫‪80‬‬

‫‪40‬‬

‫‪0‬‬
‫‪1980‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2040‬‬ ‫‪2060‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث‬

‫على الصعيد العالمي‪ ،‬أجريت عدة دراسات للتنبؤ بذروة النفط‪ ،‬إالَّ أنه من غير الممكن التأكد من مدى‬

‫صحة نتائج غالبية هذه الدراسات ألن السنوات المشار إليها فيها كسنوات محتملة لذروة النفط لن تحل‬

‫إالَّ بعد فترة الحقة لدراستنا‪ ،‬في حين أن نتائج الدراسات المتبقية ثبت خطأ تنبؤاتها ألن السنوات‬

‫المشار إليها فيها كسنوات محتملة لذروة النفط تم تجاوزها غير أن اإلنتاج العالمي استمر في االرتفاع‪،‬‬

‫ومن بين أهم هذه الدراسات نجد دراسة إدارة معلومات الطاقة األمريكية (‪ )EIA‬التي نشرت في تقريرها‬

‫السنوي المتعلق بتوقعات الطاقة (‪ )Annual Energy Outlook‬لسنة ‪ 2009‬أن بداية انخفاض اإلنتاج‬

‫العالمي للبترول سيكون سنة ‪ 2012‬لما سيبلغ اإلنتاج العالمي حوالي ‪ 87‬مليون برميل‪/‬يوم كحد‬

‫أقصى‪ ،‬إالَّ أن اإلنتاج العالمي استمر في الزيادة بعد سنة ‪ 2012‬بمعدل نمو سنوي قدره ‪ %1‬على‬

‫غرار معدل نموه في الخمسون سنة األخيرة ووصل سنة ‪ 2016‬إلى ‪ 97‬مليون برميل‪/‬يوم [ ‪U.S.‬‬

‫‪ .]Energy Information Administration‬وهكذا‪ ،‬خالل الخمسون سنة األخيرة‪ ،‬قامت العديد من‬

‫الدراسات باإلعالن عن سنة محتملة لذروة النفط ليتم بعد ذلك اإلعالن عن سنة أخرى بعد اجتياز‬

‫السنة المعلن عنها كسنة محتملة لذروة النفط واستمرار اإلنتاج في االرتفاع بعدها‪ .‬ويمكن إرجاع‬

‫‪147‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫استمرار اإلنتاج في الزيادة لعدة أسباب أهمها إعادة تقييم قدرات الحقول النفطية القديمة التي هي قيد‬

‫االستغالل‪ ،‬تطور تقنيات استخراج النفط‪ ،‬استغالل البترول غير التقليدي (البترول الصخري‪ ،‬بترول‬

‫المحيطات‪ ،‬بترول القطب الشمالي) وبدرجة أقل تحقيق اكتشافات جديدة‪.‬‬

‫على الصعيد الوطني‪ ،‬بلغ إنتاج الجزائر من النفط بعد االستقالل ببضعة سنوات ‪ 26.48‬مليون طن‬

‫سنة ‪ ،1965‬ووصل إلى أول هضبة بحجم قدره ‪ 57.74‬مليون طن سنة ‪( 1978‬شكل ‪،)45‬‬

‫لينخفض بعد ذلك إلى مستوى أقل من الذي وصل إليه سنة ‪ 1978‬وذلك خالل كل الفترة ‪-1979‬‬

‫‪ 1995‬مما جعل الكثير من المختصين يعتقدون ‪-‬على خطأ– أنه تم اجتياز "ذروة النفط" في الجزائر‬

‫سنة ‪ 1978‬لما وصل حينها اإلنتاج إلى أعلى مستوى له‪ ،‬غير أن اإلنتاج استأنف صعوده ووصل‬

‫إلى الهضبة الثانية سنة ‪( 2007‬شكل ‪ )45‬لما بلغ ‪ 86.48‬مليون طن ولم يزيد حجمه منذ تلك‬

‫السنة‪ ،‬بل استمر في االنخفاض خالل كل الفترة ‪ 2017-2008‬إلى أن وصل إلى حوالي ‪64.5‬‬

‫مليون طن سنة ‪ ،2017‬أي نسبة انخفاض‪ ،‬في ‪ 10‬سنوات‪ ،‬تقدر بحوالي ‪ %25‬مقارنة مع مستوى‬

‫‪.2007‬‬

‫متى يتم التأكد من اجتياز "ذروة النفط" في الجزائر ؟‬

‫بافتراض أن باطن األرض في الجزائر‪ ،‬وباألخص في الصحراء‪ ،‬ال يزال غير مستغل بطريقة جيدة‪ ،‬لم‬

‫يكتشف بالكامل وأن "ذروة النفط" التي تم اجتيازها سنة ‪ 2007‬ماهي في الحقيقة إالَّ هضبة تقابل فقط‬

‫االحتياطيات المؤكدة التي هي قيد االستغالل مع احتمال وجود احتياطات أخرى لم تكتشف بعد يتطلب‬

‫البحث عنها بدل جهد معتبر مع أمل أن تكون قادرة على رفع اإلنتاج على نحو مستدام إلى مستويات‬

‫لم يصل إليها هذا اإلنتاج من قبل‪-‬أكثر من مستوى إنتاج سنة ‪ .-2007‬ولكن إذا لم يتم الوصول إلى‬

‫نفس مستوى اإلنتاج التي تم الوصول إليه سنة ‪ 2007‬أو تجاوزه خالل عشرون ً‬
‫عاما (متوسط المدة‬

‫البحث المعقولة والمتفق عليها دوليا العتبار هضبة إنتاج "ذروة النفط")‪ ،‬فيمكننا أن نعتبر أنه تم‬

‫‪148‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تجاوز "ذروة النفط"‪ .‬وهكذا‪ ،‬إذا ظل اإلنتاج بحلول عام ‪ 20( 2027‬سنة بعد ‪ )2007‬أقل من هضبة‬

‫‪ 86.48‬مليون طن (إنتاج سنة ‪ ،)2007‬فيمكن القول بدرجة كبيرة جدا من الموثوقية أنه لن يتم أبدًا‬

‫الوصول بعد سنة ‪ 2027‬إلى مستوى إنتاج هضبة ‪ ، 2007‬وفي هذه الحالة يمكن التأكد أن اإلنتاج‬

‫النفطي في البالد قد وصل إلى "ذروة النفط" سنة ‪ ، 2007‬خاصة وأن كل االكتشافات التي حققت منذ‬

‫عقد من الزمان بينت أنها غير قادرة على رفع اإلنتاج بطريقة مستدامة‪ .‬فطالما لم يتم الوصول إلى‬

‫سنويا خالل‬
‫ً‬ ‫هضبة سنة ‪ 2007‬أو تجاوزها‪ ،‬يمكننا القول أن األحجام المتواضعة التي تم اكتشافها‬

‫الخمسة عشر سنة الماضية ماهي إالَّ مجرد أحجام إضافية تطلق عليها تسمية "قاع اإلناء" وأن البلد‬

‫يعيش حاليا "سنوات النفط" األخيرة له‪.‬‬

‫‪ -8-1-I‬توقف تصدير وإنتاج النفط في الجزائر‬

‫اعتمادا على المعطيات السابقة‪ ،‬ولمعرفة السنة التي تتوقف فيها الجزائر على تصدير النفط‪ ،‬نقوم في‬

‫دراستنا هذه بوضع سيناريو محتمل يفترض أن هضبة سنة ‪ 2007‬تتوافق مع إجمالي الموارد‬

‫واالحتياطيات النفطية المؤكدة التي تزخر بها البالد وبالتالي فهي تشكل "ذروة النفط" البترول الجزائري‪،‬‬

‫حيث حتى لو كان هناك اكتشافات عرضية في اإلنتاج على المدى القصير أو المتوسط بفضل حقول‬

‫جديدة قد تكتشف بين ‪ ، 2025-2017‬فالوضع لن يتغير كثيرا‪ ،‬خاصة وأن أغلبية الحقول الجديدة‬

‫التي يتم اكتشافها في قطاع المحروقات منذ سنوات تخص الغاز الطبيعي (آهنات‪ ،‬رقان‪ ،‬إسارن‪،‬‬

‫قاسي طويل‪ ،‬تين هرت‪ ،)...‬وبالتالي فالزيادة المحتملة في إنتاج النفط بحجم كبير وملموس ستكون‬

‫ضئيلة بحلول سنة ‪ ،2025‬كما أنه حتى ولو كانت هذه الحقول اإلضافية الجد محدودة من حيث‬

‫العدد تستطيع ضد كل انتظار من وقف االنخفاض المستمر في إنتاج النفط‪ ،‬فسوف يكون ذلك مؤقتًا‬

‫فقط لمدة سنتين أو ثالثة على األكثر كما حدث في الفترة ‪ 2015-2014‬قبل أن يعود اإلنتاج إلى‬

‫االنخفاض مجددا باعتبار أن االكتشافات النفطية لم تعد قادرة على تغذية االحتياطي النفطي‪ .‬وبالتالي‬

‫‪149‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من المرجح أن تكون هضبة إنتاج النفط لسنة ‪ – 2025‬إن وجدت هضبة جديدة سنة ‪ 2025‬في حالة‬

‫اكتشاف حقول جديدة ‪ -‬ذات مستوى أقل من مستوى هضبة ‪ 2007‬التي سيكون من الصعب العودة‬

‫إلى مستواها ألن االكتشافات الجديدة ستولد كميات إنتاج نفطية هامشية‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬إذا واصل االنخفاض المستمر في اإلنتاج بنفس النسبة المتراوحة بين حوالي ‪ %1‬و‬

‫‪ %9.8‬سنويا التي تمت مالحظتها على مدى عقد من الزمان (‪ )2017-2007‬بمعدل انخفاض‬

‫سنوي قدره ‪( %3.95‬شكل ‪ ،)45‬ففي سنة ‪ 2025‬سينخفض اإلنتاج إلى حوالي ‪ 56.11‬مليون طن‬

‫سيوجه منه ‪ %45‬لالستهالك الداخلي الذي سيكون بحوالي ‪ 25.24‬مليون طن في نفس السنة ألن‬

‫االستهالك الوطني للنفط ارتفع بطريقة منتظمة بحوالي ‪ 1‬مليون طن سنويا خالل كل الفترة ‪-2007‬‬

‫‪( 2017‬شكل ‪ ) 46‬وأن نسبة االستهالك الداخلي من اجمالي اإلنتاج الوطني لكل سنة ارتفعت‬

‫باستمرار خالل كل الفترة ‪ 2017-2007‬باعتبار أن االستهالك الداخلي ارتفع بطريقة منتظمة‬

‫ومستمرة عكس االنتاج الوطني الذي انخفض باستمرار خالل كل هذه الفترة كما يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫شكل ‪ :49‬إنتاج‪/‬استهالك البترول في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2000‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات ]‪[British Petroleum‬‬

‫‪150‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫وبالتالي سيصل االستهالك الحالي‪ ،‬المقدر بحوالي ‪ 21‬مليون طن (‪ ،)2017‬إلى حوالي ‪ 40‬مليون‬

‫طن على األقل بحلول سنة ‪ – 2035‬تقدير محقق بفضل طريقة المربعات الصغرى اعتمادا على‬

‫معطيات استهالك فترة (‪ )2017-2000‬مع األخذ بعين االعتبار عدد السكان الذي سيكون حوالي‬

‫‪ 50‬مليون نسمة سنة ‪ ،- [https://www.populationpyramid.net/fr/algérie/2025/] 2035‬وهي‬

‫السنة المحتملة لوقف صادرات النفط لصالح االحتياجات الداخلية للبالد باعتبار أن اإلنتاج سيبلغ‬

‫بدوره ‪ 40‬مليون طن فقط بحلول سنة ‪ – 2035‬تقدير محقق بفضل طريقة المربعات الصغرى اعتمادا‬

‫على معطيات استهالك فترة (‪ .-)2017-2000‬اللجوء إلى الواردات سيصبح إذن حتمية ابتداءا من‬

‫الفترة ‪ 2040-2035‬عندما ينخفض اإلنتاج الوطني إلى مستوى أدنى من االستهالك الداخلي ويصبح‬

‫غير قادر على تغطية االحتياجات النفطية الداخلية التي سترتفع باستمرار عكس اإلنتاج الذي‬

‫سينخفض باستمرار‪.‬‬

‫استنادًا إلى هذا السيناريو وإلى مفهوم "‪ "Hubbert‬الذي يفترض أن يكون شكل منحناه متناظ ار (شكل‬

‫‪ ،) 48‬أي أن الوقت المنقضي بين بداية اإلنتاج البترولي و"ذروة النفط" هو نفسه الوقت المنقضي بين‬

‫"ذروة النفط" ولحظة االستنفاد الكلي لالحتياطيات النفطية‪ ،‬وبافتراض أن اإلنتاج البترولي في الجزائر‬

‫بدأ سنة ‪ ،1960‬وأن "ذروة النفط" المفترضة تم التوصل إليها سنة ‪ ،2007‬أي حوالي ‪ 47‬عامًا‪ ،‬فإن‬

‫النفط الجزائري سيتوقف عن التدفق تمام في حدود سنة ‪ 2054‬كحد أقصى‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن المالحظات العملية على حقول النفط العالمية أظهرت في حاالت نادرة أنه إذا‬

‫كانت هناك احتياجات استهالكية محلية متزايدة باستمرار وانخفاض في حجم االكتشافات‪ ،‬فإن منحنى‬

‫متناظرا‪ ،‬أي أن سنة االستنفاد الكلي لالحتياطيات النفطية قد يكون‬


‫ً‬ ‫"‪ "Hubbert‬قد ال يكون بالضرورة‬

‫أقصر من ذلك المنحصر بين بداية اإلنتاج (‪ 1960‬في حالة الجزائر) وتاريخ "ذروة النفط" (‪2007‬‬

‫كسنة محتملة لذروة النفط بالنسبة للجزائر)‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :50‬سيناريو تطور إنتاج النفط في الجزائر في أفق ‪2054‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث‬

‫‪ -2-I‬قطاع النقل في الجزائر‬

‫شهد قطاع النقل في الجزائر تحوال جذريا بفضل العدد كبير من المشاريع المنجزة أو قيد اإلنجاز من‬

‫أجل جعل هذا القطاع أكثر كفاءة وفعالية في تحقيق التنمية االقتصادية للبالد [بوختالة وآخرون‪،2017 ،‬‬

‫‪.]50‬‬

‫‪ -1-2-I‬محاور قطاع النقل في الجزائر‬

‫يتكون قطاع النقل في الجزائر من المحاور الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪ -1-1-2-I‬النقل البري‬

‫الطرقات هي وسيلة النقل الرئيسية في الجزائر‪ ،‬حيث يقدر أنه يتم نقل ‪ %85‬من السلع والركاب عبر‬

‫الطرقات بفضل أسطول مزود بنسبة ‪ %93‬من مركبات أجنبية‪ ،‬أساسا من أوروبا‪ ،‬في حين يقتصر‬

‫اإلنتاج الوطني على المركبات المرافقة "‪ "véhicules utilitaires‬كالشاحنات والحافالت والج اررات‬

‫‪152‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الزراعية‪ .‬وتبقى شبكة الطرقات الجزائرية واحدة من أكثر كثافة في القارة األفريقية بطول يبلغ‬

‫‪ 112039‬كم منها ‪ 29573‬كلم طرقات وطنية [‪.]Rouai & Zouzou, 2017, 57‬‬

‫كما تقدر شبكة السكك الحديدية في البالد بحوالي ‪ 4576‬كلم تعرف كهربة بعـض المقـاطع منها في‬

‫السنوات األخيرة اآلونة بالشراكة مع مؤسسات صينية لوضع قطارات عالية السرعة تربط المدن‬

‫الشمالية الرئيسية‪ ،‬حيث يوجد حاليا ‪ 324‬كلم فقط من السكك الحديدية مكهربة في البالد [ ‪Jeune‬‬

‫‪.]Afrique- Economie et Finance, 2016‬‬

‫‪ -2-1-2-I‬النقل الجوي‬

‫تمتلك الجزائر ‪ 35‬مطار‪ ،‬منهم ‪ 13‬دولي أكبرهم مطار هواري بومدين الدولي بقدرة ‪ 6‬مليون مسافر‪،‬‬

‫ولديها حاليا ‪ 58‬طائرة مدنية لنقل المسافرين سمحت بنقل حوالي ‪ 6‬ماليين مسافر سنة ‪Air [ 2015‬‬

‫‪ ،]Algérie, 2017‬كما تهدف إلى تطوير وتنويع أسطولها الجوي من خالل برنامج طموح سيسمح‬

‫للجزائر بتعزيز أسطولها ب ‪ 35‬طائرة جديدة لتقديم المزيد من العروض قبل سنة ‪Algérie [ 2025‬‬

‫‪.]Focus, 2018‬‬

‫‪ -3-1-2-I‬النقل البحري‬

‫تمتلك الشركة الوطنية للنقل البحري للمسافرين (‪ 4 )ENTMV‬سفن لنقل المسافرين هي الطاسيلي‪،‬‬

‫طارق بن زياد‪ ،‬الجزائر واإليروس‪ ،‬كما تقوم الشركة في فترات الضغط العالي للمسافرين باستئجار‬

‫سفن طوال كل فصل الصيف‪ ،‬وقد قامت الشركة بنقل حوالي ‪ 379513‬مسافر خالل سنة ‪2016‬‬

‫[‪.]LeSoirdAlgerie, 2017‬‬

‫‪ -2-2-I‬أسطول المركبات في الجزائر‬

‫نقدم في الجدول الموالي تطور عدد مركبات األسطول الوطني للسيارات خالل الفترة ‪.2016-2003‬‬

‫‪153‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :7‬تطور األسطول الوطني للسيارات خالل الفترة ‪2016-2003‬‬

‫السنوات‬
‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫‪2003‬‬

‫المركبات‬
‫‪4,1718‬‬ ‫‪3,9‬‬ ‫‪3,7‬‬ ‫‪3,4022‬‬ ‫‪3,211‬‬ ‫‪3,1075‬‬ ‫‪3,02‬‬
‫(مليون)‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2010‬‬


‫السنوات‬

‫المركبات‬
‫‪8,6‬‬ ‫‪5,6‬‬ ‫‪5,4‬‬ ‫‪5,12‬‬ ‫‪4,81‬‬ ‫‪4,51392‬‬ ‫‪4,3146‬‬
‫(مليون)‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪ [Rouai & Zouzou, 2017, 57‬حسب الديوان الوطني لإلحصائيات‬

‫من البيانات المعروضة في الجدول‪ ،‬نالحظ أن عدد المركبات في الجزائر في ارتفاع مستمر‪ ،‬فبعدما‬

‫كانت نسبة الزيادة في األسطول الوطني للسيارات تقدر بحوالي ‪ %27.6‬من سنة ‪ 2003‬إلى سنة‬

‫‪ ،2009‬ارتفعت هذه النسبة إلى ‪ %106.17‬من سنة ‪ 2009‬إلى سنة ‪ ،2016‬وهذا ما يبينه الشكل‬

‫الموالي بأكثر وضوحا‪.‬‬

‫شكل ‪ :51‬تطور األسطول الوطني للسيارات خالل الفترة ‪2016-2003‬‬

‫‪9‬‬
‫‪8‬‬
‫‪7‬‬
‫‪6‬‬
‫المركبات بالمليون‬

‫‪5‬‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪1‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Rouai & Zouzou, 2017, 57‬‬

‫‪154‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ويمكن تفسير هذه الزيادة المستمرة في عدد المركبات بعدة عوامل كمعدالت االئتمان المنخفضة في‬

‫البنوك التجارية والعروض الترويجية القوية على الشراء وسعر الوقود المنخفض ورداءة النقل العمومي‬

‫وظهور طبقة اجتماعية متوسطة ذات قوة شرائية مقبولة‪ ،‬ولكن يبقى أهم عامل هو النمو الديمغراف ي‬

‫الكبير الذي عرفته البالد خالل السنوات األخيرة كما يبينه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :52‬تطور عدد سكان الجزائر خالل الفترة ‪2016-2000‬‬


‫‪45‬‬

‫‪40‬‬
‫عدد السكان ‪ /‬مليون‬

‫‪35‬‬

‫‪30‬‬

‫‪25‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪UNDESA, Population Division – World Population Prospects, the 2017 Revision‬‬

‫‪ -3-2-I‬إنتاج الوقود في الجزائر‬

‫نقدم فيما يلي الكميات المنتجة من مختلف أنواع الوقود في الجزائر‪.‬‬

‫جدول ‪ :8‬كميات الوقود المنتجة في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬


‫وقود الطائرات‬ ‫المازوت‬ ‫البنزين‬ ‫الوحدة‬
‫)‪(Jet Fuel+Kérosène‬‬ ‫)‪(Gasoil‬‬ ‫)‪(Essences‬‬ ‫(ألف‬
‫طن)‬
‫‪915‬‬ ‫‪7403‬‬ ‫‪2780‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪969‬‬ ‫‪7533‬‬ ‫‪2517‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪1409‬‬ ‫‪7806‬‬ ‫‪2667‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪1209‬‬ ‫‪7573‬‬ ‫‪2568‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪1713‬‬ ‫‪6867‬‬ ‫‪2273‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪1885‬‬ ‫‪7042‬‬ ‫‪2300‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪2001‬‬ ‫‪9027‬‬ ‫‪3007‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1631‬‬ ‫‪8826‬‬ ‫‪2798‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصاء (‪)CNIS‬‬

‫‪155‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يتضح من الجدول السابق أن الكميات المنتجة من البنزين بقيت ثابتة بطريقة شبه كلية خالل كل‬

‫الفترة ‪ ،2015-2008‬في حين لم يعرف إنتاج المازوت إالَّ ارتفاعا صغي ار يقدر بحوالي ‪%19.22‬‬

‫فقط خالل نفس الفترة على عكس إنتاج وقود الطائرات الذي ارتفع بنسبة ‪ ،%78.25‬وهذا ما يعكسه‬

‫بطريقة أكثر وضوحا الشكل الموالي الذي يبين أن إنتاج البنزين والمازوت بقيا ثابتان نسبيا ولم يعرفا‬

‫سوى ارتفاعا محتشما في السنوات األخيرة‪ ،‬في حين ارتفع إنتاج وقود الطائرات بشكل ملموس‪.‬‬

‫شكل ‪ :53‬الكميات المنتجة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬

‫‪8000‬‬

‫‪6000‬‬ ‫البنزين‬
‫المازوت‬
‫‪4000‬‬
‫وقود الطائرات‬
‫‪2000‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصاء (‪)CNIS‬‬

‫‪ -4-2-I‬استهالك الوقود في الجزائر‬

‫نقدم في الشكل الموالي الكميات المستهلكة من مختلف أنواع الوقود في الجزائر‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :54‬الكميات المستهلكة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2014-2006‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Rouai & Zouzou, 2017, 59‬‬

‫نالحظ في هذا الشكل على أنه عكس البنزين والمازوت اللذان لم يعرف إنتاجهما ارتفاعا كبي ار خالل‬

‫الفترة ‪( 2014-2008‬شكل ‪ ،)53‬فإن استهالكهما عرف قفزة كمية معتبرة‪ ،‬حيث انتقل استهالك‬

‫البنزين من حوالي ‪ 2000‬طن نفط مكافئ سنة ‪ 2006‬إلى أكثر من ‪ 4000‬طن نفط مكافئ سنة‬

‫‪ ،2014‬أي بزيادة تفوق نسبتها ‪ ،%100‬وانتقل استهالك المازوت من حوالي ‪ 3000‬طن نفط مكافئ‬

‫سنة ‪ 2006‬إلى أكثر من ‪ 9000‬طن نفط مكافئ سنة ‪ ،2014‬أي أن استهالكه تضاعف بثالث‬

‫مرات في ستة سنوات فقط‪.‬‬

‫‪ -5-2-I‬استيراد الوقود في الجزائر‬

‫الثبات النسبي لحجم إنتاج الوقود (أ و ارتفاعه بشكل غير ملموس)‪ ،‬مع ارتفاع استهالكه بأكثر من‬

‫الضعف بالنسبة للبنزين وأكثر من ثالث أضعاف بالنسبة للمازوت جعل من استي ارد الوقود أم ار حتميا‪،‬‬

‫وهذا ما يبينه الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :9‬كميات الوقود المستوردة في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬


‫وقود الطائرات‬ ‫المازوت‬ ‫البنزين‬ ‫الوحدة‬
‫)‪(Jet Fuel+Kérosène‬‬ ‫)‪(Gasoil‬‬ ‫)‪(Essences‬‬ ‫(ألف‬
‫طن)‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪577‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪380‬‬ ‫‪152‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1230‬‬ ‫‪395‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2762‬‬ ‫‪1181‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪1‬‬ ‫‪2728‬‬ ‫‪1592‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1088‬‬ ‫‪1033‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1737‬‬ ‫‪1601‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصاء (‪)CNIS‬‬

‫أهم ما يمكن تسجيله من مالحظات حول الجدول نوجزها كاآلتي‪ :‬استيراد الجزائر للوقود ظهر ابتداءا‬

‫من سنة ‪ ،2009‬وهي سنة ارتفاع االستهالك الوطني للوقود بسبب زيادة عدد مركبات األسطول‬

‫الوطني للسيارات‪ .‬عرفت الكميات المستوردة من الوقود في الجزائر ارتفاعا مستم ار مع تسجيل فترة‬

‫انخفاض واحدة سنة ‪ 2014‬لما ارتفع سعر النفط وارتفعت معه أسعار مختلف أنواع الوقود في نفس‬

‫السنة مما أدى إلى انخفاض حجم واردات الوقود‪ .‬الكميات المستوردة من البنزين أ قل من تلك‬

‫المستوردة من المازوت‪ ،‬إالَّ أن الفارق بينهما تقلص تدريجيا إلى أن أصبحت الكميات المستوردة منهما‬

‫متساوية تقريبا ابتداءا من سنة ‪ .2014‬وقود الطائرات غير معني باالستي ارد في الجزائر وهذا راجع‬

‫أساسا إلى قلة كثافة نشاط النقل الجوي في الجزائر والراجعة أساسا الرتفاع األسعار‪.‬‬

‫شكل ‪ :55‬الكميات المستوردة من الوقود في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬


‫‪3000‬‬
‫‪2500‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪1500‬‬ ‫البنزين‬
‫المازوت‬
‫‪1000‬‬
‫‪500‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2008‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصاء (‪)CNIS‬‬

‫‪158‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -6-2-I‬تصدير الوقود في الجزائر‬

‫نقدم فيما يلي الكميات المصدرة من مختلف أنواع الوقود في الجزائر‪.‬‬

‫جدول ‪ :10‬كميات الوقود المصدرة في الجزائر خالل الفترة ‪2015-2008‬‬


‫وقود الطائرات‬ ‫المازوت‬ ‫البنزين‬ ‫الوحدة‬
‫)‪(Jet Fuel+Kérosène‬‬ ‫)‪(Gasoil‬‬ ‫)‪(Essences‬‬ ‫(ألف‬
‫طن)‬
‫‪476‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪308‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪357‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪97‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪927‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪750‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪683‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪1124‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪1481‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2014‬‬
‫‪1061‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2015‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على قاعدة بيانات المركز الوطني لإلعالم اآللي واإلحصاء (‪)CNIS‬‬

‫يالحظ في هذا الجدول أن الجزائر تص در وقود الطائرات بشكل منتظم وال تعاني من عجز في هذا‬

‫الوقود للسبب المذكور آنفا‪ .‬كما يالحظ أن الجزائر ال تصدر أي نوع آخر من الوقود‪ ،‬حيث أن‬

‫تصدير البنزين سنتي ‪ 2009‬و‪ 2010‬رغم استيراده في نفس الفترة (جدول‪ :‬الكميات المستوردة من‬

‫الوقود) راجع إلى كون االستي ارد والتصدير ألي مادة قد يتم في عدة فترات خالل نفس السنة‪ ،‬بمعنى‬

‫آخر قد يتم استيراد بعض المواد بعد التصدير المؤقت لها إلى الخارج‪ ،‬وهو ما يفسر وجود نفس نوع‬

‫الوقود مصدر ومستورد خالل نفس السنة [‪.]www.douane.gov.dz/applications/stat‬‬

‫قمنا في هذا المبحث برسم صورة عن قطاع النقل وقطاع المحروقات ‪-‬على وجه الخصوص‬

‫اإلمكانيات النفطية‪ -‬في الجزائر بغرض تسليط الضوء على العجز المسجل في الوقود المشتق من‬

‫البترول في الجزائر من جهة‪ ،‬وعلى السنة المحتملة لذروة النفط في الجزائر والمدة المحتملة المتبقية‬

‫لتصدير وإنتاج النفط من جهة أخرى‪ ،‬وهذا بغرض توضيح ضرورة االستثمار في وقود بديل للوقود‬

‫المشتق من النفط‪ .‬وقد واستخلصنا من خالل السيناريو ال ُمَق َّدم أن هضبة إنتاج النفط لسنة ‪ 2007‬قد‬

‫‪159‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تشكل "ذروة النفط" الخاصة بالبترول الجزائري الذي من المحتمل أن يصبح مستوى إنتاجه معادل‬

‫لمستوى استهالكه الداخلي سنة ‪ 2035‬مما يضع حدا لصادرات البالد في نفس السنة‪ ،‬لتصبح الجزائر‬

‫بلدا مستوردا للنفط بعد هذه السنة‪ .‬كما استخلصنا أنه على وتيرة اإلنتاج الحالية للبترول في الجزائر‬

‫في ظل االرتفاع المستمر لالستهالك الداخلي ﻭثباﺕ حجم ﺍالحتياﻁاﺕ النفطية‪ ،‬فإن البترول الجزائري‬

‫سينضب في أقل من نصف قرن‪.‬‬

‫تظهر هذه النتائج حتمية التفكير مليا في إيجاد بديل آخر لمداخيل البترول فحسب‪ ،‬بل تسلط الضوء‬

‫أيضا على الرهان القادم للجزائر – وهذا ما يهمنا في دراستنا‪ -‬المتمثل في البحث عن مصدر طاقي‬

‫بديل للوقود البترولي يسمح للجزائر بإنتاج الوقود دون االعتماد على البترول الخام على غرار ما‬

‫حققته الب ارزيل بفضل الوقود الحيوي‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬تطرح بطبيعة الحال عدة حلول كالطاقة‬

‫الشمسية‪ ،‬الطاقة الكهربائية أو الغاز وغيرها من البدائل األخرى‪ ،‬ولكن ما يهمنا في بحثنا هذا هو‬

‫دراسة مسار الوقود الحيوي الذي لم يستكشف بعد بما فيه الكفاية –حسب معرفتنا‪ -‬لتسليط الضوء‬

‫على إمكانية تصنيعه في الجزائر‪ ،‬وهذا ما سيتم تناوله في المبحث الثاني والثالث‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬إمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الجزائر‬

‫باعتبار أن الوقود الحيوي من الجيل األول ينقسم إلى اإليثانول المستخرج أساسا من فائض إنتاج‬

‫المحاصيل السكرية والنشوية وأهمها قصب السكر وبنجر السكر والحبوب (شعير‪ ،‬قمح‪ ،‬ذرة)‪ ،‬إضافة‬

‫إلى البيوديزل (الديزل الحيوي) الذي يتم تصنيعه أساسا من فائض إنتاج المحاصيل الزيتية وأهمها زيت‬

‫الصويا‪ ،‬زيت اللفت وزيت النخيل‪ ،‬فإن دراسة إمكانية تصنيع الوقود الحيوي من الجيل األول في‬

‫الجزائر تتطلب دراسة وضع أهم هذه المحاصيل السكرية والنشوية والزيتية التي تدخل في تصنيع هذا‬

‫الجيل من الوقود الحيوي لمعرفة إ ن كان هناك فائض في إنتاجها يمكن استثماره في قطاع الوقود‬

‫الحيوي‪ .‬وقد تعمدنا في دراستنا أوال إلى دراسة حالة الواردات الغذائية والزراعية الجزائرية إلعطاء‬

‫‪160‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫صورة على الوضع الراهن في الجزائر الخاص بالزراعة والتغذية كون إنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول ينافس اإلنسان في الغذاء وفي الزراعة كما أريناه سابقا‪ ،‬ثم عملنا على تقديم الواردات الجزائرية‬

‫ألهم هذه المحاصيل السكرية والنشوية والزيتية –إن ُو ِّجدت‪ -‬ألنه في حالة وجود عجز مزمن في‬

‫إنتاجها في الجزائر سنشير بطريقة مباشرة على استحالة إنتاج الوقود الحيوي بفضلها في الوضع الراهن‬

‫دون الحاجة إلى الخوض في تقديم وتحليل تطور إنتاجها واستهالكها على المستوى الوطني‪.‬‬

‫‪ -1-II‬الواردات الغذائية والزراعية‬

‫نقدم فيما يلي تطور قيم الواردات الغذائية والزراعية الجزائرية بالدوالر‪.‬‬

‫‪ -1-1-II‬الواردات الغذائية‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور الواردات الغذائية الجزائرية خالل الفترة ‪.2015-1980‬‬

‫‪161‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :56‬واردات الجزائر من الغذاء خالل الفترة ‪2015-1980‬‬

‫المصدر ‪ :‬جامعة (‪ )Sherbrooke‬حسب قاعدة بيانات المنظمة العالمية للتجارة‬


‫• (— ‪ %‬من البالد) تشير إلى نسبة واردات الغذاء من مجمل واردات البلد‪.‬‬
‫• (… ‪ %‬من العالم) تشير إلى نسبة واردات الغذاء من مجمل واردات الغذاء في العالم‪.‬‬

‫يبرز الشكل السابق الثبات النسبي في قيمة واردات الغذاء في الجزائر من سنة ‪ 1980‬إلى غاية بداية‬

‫السنوات ‪ 2000‬حيث كانت ناذ ار ما تتجاوز ‪ 2.500.000000‬دوالر سنويا‪ ،‬ثم ارتفاع كبير في قيمة‬

‫هذه الواردات ابتداءا من السنوات ‪ 2000‬مع تسجيل هضبة في هذه الواردات في بداية األزمة الغذائية‬

‫العالمية لسنة ‪ 2008‬أين ارتفع المستوى العام لألسعار لمختلف المواد الغذائية في األسواق الدولية‪.‬‬

‫كما يتضح من الشكل أن نسبة واردات الغذاء من مجمل واردات البلد (— ‪ %‬من البالد) كانت جد‬

‫مرتفعة قبل بداية السنوات ‪ 2000‬حيث فاقت ‪ %35‬في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬إالَّ أنها‬

‫‪162‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫انخفضت تدريجيا منذ بداية السنوات ‪ 2000‬لتصل إلى أقل من ‪ %20‬رغم االرتفاع الكبير المسجل‬

‫في قيمة الواردات الغذائية الجزائرية خالل هذه الفترة وهو ما يذل على ارتفاع اجمالي واردات الجزائر‬

‫منذ بداية األلفية الثالثة‪ .‬ولكن أهم ما يبرز في هذا الشكل وما يهمنا في دراستنا هو أ ن الواردات‬

‫الغذائية الجزائرية جد مرتفعة حيث فاقت العشر ماليير دوالر منذ سنة ‪ ،2011‬أي أن الجزائر مازالت‬

‫بعيدة عن تحقيق االكتفاء الذاتي الغذائي‪ ،‬مما يجعل من تحويل المواد األولية المستعملة في إنتاج‬

‫مختلف األغذية إلى وقود حيوي أم ار ال يمكن إدراجه حاليا في جدول أعمال الحكومة‪.‬‬

‫‪ -2-1-II‬الواردات الزراعية‬

‫يوضح الشكل الموالي تطور الواردات الزراعية الجزائرية خالل الفترة ‪.2015-1980‬‬

‫شكل ‪ :57‬الواردات الزراعية الجزائرية خالل الفترة ‪2015-1980‬‬

‫المصدر ‪ :‬جامعة (‪ )Sherbrooke‬حسب قاعدة بيانات المنظمة العالمية للتجارة‬


‫• (— ‪ %‬من البالد) تشير إلى نسبة الواردات الغذائية من مجمل واردات البلد‪.‬‬
‫• (… ‪ %‬من العالم) تشير إلى نسبة الواردات الغذائية من مجمل الواردات الغذائية في العالم‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫يتضح من خالل الشكل أعاله أنه بإمكاننا االدالء بنفس المالحظات الخاص ة بالشكل السابق (شكل‬

‫‪ -56‬واردات الجزائر من الغذاء خالل الفترة ‪ ،)2015-1980‬حيث يعكس هذا الشكل الثبات النسبي‬

‫في قيمة الواردات الزراعية في الجزائر من سنة ‪ 1980‬إلى غاية سنة ‪ ،2005‬ثم سجل ارتفاع كبير‬

‫في قيمة هذه الواردات ابتداءا بعد ذلك تزامن من البوادر األولى بداية األزمة الغذائية العالمية لسنة‬

‫‪ 2008‬أين ارتفع المستوى العام لألسعار لمختلف المواد األولية الزراعية في األسواق الدولية‪ .‬كما‬

‫يتضح من الشكل أيضا أن نسبة الواردات الزراعية من مجمل واردات البلد (— ‪ %‬من البالد) كانت جد‬

‫مرتفعة قبل بداية السنوات ‪ 2000‬حيث فاقت ‪ %40‬في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات‪ ،‬إالَّ أنها‬

‫انخفضت تدريجيا منذ بداية السنوات ‪ 2000‬لتصل إلى حوالي ‪ %20‬سنة ‪ 2015‬رغم االرتفاع الكبير‬

‫المسجل في قيمة الواردات الزراعية الجزائرية خالل هذه الفترة وهو ما يذل على ارتفاع اجمالي واردات‬

‫الجزائر منذ بداية األلفية الثالثة‪ .‬وأهم ما يبرز في هذا الشكل وما يهمنا في دراستنا هو أ ن الواردات‬

‫الزراعية الجزائرية جد مرتفعة‪ ،‬حيث فاقت بكثير العشر ماليير دوالر منذ سنة ‪ ،2011‬بمعنى آخر‬

‫فإن الجزائر ال تستطيع الخوض في تجربة إنتاج الوقود الحيوي بفضل مختلف المحاصيل الزراعية‬

‫كونها دولة مستوردة لها وبعيدة عن تحقيق فائض في إنتاجها يسمح لها بتصنيع الوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪ -2-II‬المحاصيل النشوية‬

‫نقدم فيما يلي الواردات الجزائرية لألهم المحاصيل النشوية التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي على‬

‫الصعيد العالمي خالل الفترة ‪.2017-2014‬‬

‫‪164‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :11‬الواردات الجزائرية لألهم الحبوب خالل الفترة ‪2016-2014‬‬

‫مجموع الحبوب‬ ‫الذرة‬ ‫الشعير‬ ‫القمح اللين‬ ‫القمح الصلب‬

‫القيمة‬ ‫الكميات‬ ‫القيمة‬ ‫الكميات‬ ‫القيمة‬ ‫الكميات‬ ‫القيمة‬ ‫الكميات‬ ‫القيمة‬ ‫الكميات‬ ‫السنوات‬
‫مليون‬ ‫طن‬ ‫مليون‬ ‫طن‬ ‫مليون‬ ‫طن‬ ‫مليون‬ ‫طن‬ ‫مليون‬ ‫طن‬
‫‪USD‬‬ ‫‪USD‬‬ ‫‪USD‬‬ ‫‪USD‬‬ ‫‪USD‬‬

‫‪3542,4‬‬ ‫‪12295012‬‬ ‫‪975,5‬‬ ‫‪4107867‬‬ ‫‪196,4‬‬ ‫‪770222‬‬ ‫‪1587‬‬ ‫‪5438502‬‬ ‫‪783,5‬‬ ‫‪1978421‬‬ ‫‪2014‬‬

‫‪3431‬‬ ‫‪13672346‬‬ ‫‪871, 6‬‬ ‫‪4167109‬‬ ‫‪164,5‬‬ ‫‪750025‬‬ ‫‪1612‬‬ ‫‪6741393‬‬ ‫‪782,9‬‬ ‫‪1763454‬‬ ‫‪2015‬‬

‫‪2 711‬‬ ‫‪13220157‬‬ ‫‪768‬‬ ‫‪4115338‬‬ ‫‪153,3‬‬ ‫‪879213‬‬ ‫‪1240‬‬ ‫‪6430008‬‬ ‫‪549,2‬‬ ‫‪1795596‬‬ ‫‪2016‬‬

‫‪%23.5-‬‬ ‫‪%7.5+‬‬ ‫‪%21.3-‬‬ ‫‪%0.2-‬‬ ‫‪%21.9-‬‬ ‫‪%14.2+‬‬ ‫‪%21.9-‬‬ ‫‪%18.2+‬‬ ‫‪%29.9-‬‬ ‫‪%9.2-‬‬
‫التغيرات‬
‫)‪(2016-2014‬‬

‫االتجاه‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪[L’Observatoire National des filières Agricoles et Agroalimentaires (ONFAA) d’après la‬‬
‫])‪base de données du Centre National de l'Informatique et des Statistiques (CNIS‬‬

‫ما يمكن مالحظته عند قراءتنا لهذا الجدول هو انخفاض فاتورة الواردات من الحبوب (القمح والذرة‬

‫والشعير) بأكثر من ‪ 831.4-( %23.5‬مليون دوالر) سنة ‪ 2016‬مقارنة بسنة ‪ ،2014‬ولكن مع‬

‫تسجيل زيادة من حيث الكميات قدرها ‪ 925145+( %7.5‬طن)‪ .‬ويمكن تفسير هذا الوضع‬

‫بانخفاض أسعار الحبوب [‪ ]FAO, 2016‬في األسواق العالمية منذ سنة ‪ 2014‬بفضل المخزونات‬

‫الوفيرة للحبوب والحصاد الجيد المحقق في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬السيما في الهند‪ ،‬الواليات المتحدة‬

‫األمريكية وروسيا‪ ،‬مما أدى إ لى انخفاض واردات الحبوب في الجزائر من حيث القيمة رغم زيادة هذه‬

‫الواردات من حيث الكمية‪ ،‬مما يبقي الجزائر من أ كبر الدول المستوردة للحبوب في العالم‪ ،‬إذ تحتل‬

‫الجزائر المرتبة الثالثة عالميا في قائمة أكبر الدول المستوردة للحبوب [ ‪Département américain de‬‬

‫‪165‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫(‪ ،]l’agriculture )USDA‬ويجعل من إنتاج الوقود الحيوي في الجزائر بفضل المحاصيل النشوية أمرا‬

‫غير واقعيا كون الجزائر تعاني عجز في هذه المحاصيل وبالتالي فاألولوية الستخدامها تكون في‬

‫التغذية اإلنسانية عوض استخدمها ألغراض طاقية‪ .‬وفيما يلي شكل يبين هذا الوضع بأكثر وضوحا‪.‬‬

‫شكل ‪ :58‬دائرة تمثيلية لحصص الحبوب المستوردة في الجزائر سنة ‪2016‬‬


‫بالكمية‬
‫‪7%‬‬
‫‪13%‬‬

‫‪49%‬‬

‫‪31%‬‬

‫القمح اللين‬ ‫الذرة‬ ‫القمح الصلب‬ ‫الشعير‬

‫بالقيمة‬

‫‪6%‬‬
‫‪20%‬‬
‫‪46%‬‬

‫‪28%‬‬

‫القمح اللين‬ ‫الذرة‬ ‫القمح الصلب‬ ‫الشعير‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪[L’Observatoire National des filières Agricoles et Agroalimentaires )ONFAA( d’après la‬‬
‫])‪base de données du Centre National de l'Informatique et des Statistiques (CNIS‬‬

‫يتضح من الشكل أعاله أن الجزائر تعاني عج از في القمح اللين على وجه الخصوص الذي يمثل‬

‫‪ %49‬من إجمالي الواردات بالكمية و‪ %46‬من إجمالي الواردات بالقيمة‪ ،‬متبوعا بالذرة (من أهم‬

‫وأنسب المحاصيل النشوية المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي نظ ار لخصائصها واألكثر استعماال في‬

‫‪166‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الواليات المتحدة األمريكية لهذا الغرض) الذي يمثل ‪ %31‬من إجمالي الواردات بالكمية ‪ %28‬من‬

‫إجمالي الواردات بالقيمة‪ ،‬ليأتي بعد ذلك كل من القمح الصلب والشعير‪.‬‬

‫‪ -3-II‬المحاصيل الزيتية‬

‫يقدر استهالك الزيوت النباتية في الجزائر بحوالي ‪ 12‬كغ‪/‬شخص‪ ،‬ويبلغ حجم السوق المحلية للزيوت‬

‫النباتية حوالي ‪ 430.000‬طن يمثل فيها زيت الصويا لوحده حوالي ‪ %50‬كونه الزيت األساسي‬

‫المكون للزيوت الغذائية العادية‪ .‬وباستثناء زيت الزيتون ‪ -‬الغير مستعمل في إنتاج الوقود الحيوي في‬

‫العالم كون تحويله إ لى وقود يمر بمراحل عديدة ويتطلب عمل كبير يجعل من تكلفة إنتاج الوقود‬

‫الحيوي بفضله جد مرتفعة [‪ ،- ]Taylor, 2015, 2‬فإن كل الزيوت األخرى مستوردة [ ‪Belaid, 2015,‬‬

‫‪ ،]4‬حيث ارتفعت فاتورة استيراد الزيوت النباتية في الجزائر إلى ‪ 579.4‬مليون دوالر سنة ‪2016‬‬

‫بعدما كانت ‪ 521‬مليون دوالر سنة ‪ .2015‬أما بالنسبة للكميات المستوردة‪ ،‬فقد ارتفعت أيضا إلى‬

‫‪ 761.528‬طن سنة ‪ 2016‬مقابل ‪ 688،540‬طن سنة ‪ .2015‬وهكذا‪ ،‬ارتفع فاتورة االستي ارد في‬

‫سنة واحدة بنسبة ‪ %11.22‬في حين زادت الكميات المستوردة بنسبة ‪.]CNIS-2017[ 10.6%‬‬

‫وفيما يلي الواردات الجزائرية ألهم المحاصيل الزيتية التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي على الصعيد‬

‫العالمي خالل الفترة ‪.2013-2000‬‬

‫‪ -1-3-II‬زيت النخيل‬

‫يبين الجدول الموالي تطور واردات زيت النخيل في الجزائر بالدوالر خالل الفترة ‪.2013-2000‬‬

‫والجدير بالذكر هنا أن زيت النخيل يشير إلى ذلك الزيت النباتي المستخرج من فاكهة نخيل الزيت ‪-‬‬

‫شجرة من إ فريقيا االستوائية ‪ -‬وليس زيت نخيل التمور الموجودة في الجزائر‪ .‬يستخدم زيت النخيل‬

‫بنسبة ‪ %80‬في الص ناعة الغذائية في حين يوجه الباقي لصناعات متعددة أهمها الصابون‪ ،‬الشموع‪،‬‬

‫‪167‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫استهالكا في العالم‬
‫ً‬ ‫مستحضرات التجميل والوقود الحيوي‪ ،‬مما جعل منه أكثر أنواع الزيوت النباتية‬

‫بنسبة ‪ %35‬من االستهالك العالمي سنة ‪.]Greenpeace France, 2017[ 2017‬‬

‫جدول ‪ :12‬واردات زيت النخيل في الجزائر خالل الفترة ‪2013-2000‬‬


‫واردات زيت النخيل‬
‫(دوالر)‬ ‫السنوات‬
‫‪10515000‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪21549000‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪36352000‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪67367000‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪73648000‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪28165000‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪76729000‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪49881000‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪167832000‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪38951000‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪41476000‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪88915000‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪60283000‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪111625000‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫]‪ [Actualix.com‬حسب قاعدة بيانات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪FAO‬‬

‫يتضح من خالل الشكل أعاله أن الواردات الجزائرية من زيت النخيل سنة ‪ 2000‬كانت منخفضة‬

‫نسبيا حيث كانت تقدر بحوالي ‪ 10.5‬مليون دوالر‪ ،‬غير أنها عرفت بعد ذلك ارتفاع كبير إلى درجة‬

‫تضاعف حجمها بحوالي ‪ 10‬مرات سنة ‪ 2013‬مقارنة بحجم بسنة ‪ .2000‬ويمكن تفسير هذا الوضع‬

‫بتطور الص ناعات التي يدخل في إنتاجها زيت النخيل في الجزائر وارتفاع حجم استهالك منتجات هذه‬

‫الصناعات كمختلف مستحضرات التجميل‪ .‬كما تم تسجيل حالة شاذة سنة ‪ 2008‬أين بلغ حجم‬

‫واردات زيت النخيل مستويات قياسية (من حيث القيمة) يمكن تفسيرها بارتفاع سعر زيت النخيل في‬

‫السوق العالمي نتيجة األزمة الغذائية العالمية لسنة ‪ 2008‬أين ارتفعت فيها أسعار المواد األولية‬

‫الزراعية إضافة إلى ارتفاع حجم إنتاج الوقود الحيوي في نفس السنة (شكل ‪ 16‬فصل ‪ )02‬علما زيت‬

‫‪168‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫النخيل من بين المواد األولية الزراعية المستخدمة في هذا اإلنتاج مما قلل من عرضها في السوق‪،‬‬

‫وأخي ار االرتفاع الكبير المسجل في سعر النفط سنة ‪( 2008‬شكل ‪ 17‬فصل ‪.)02‬‬

‫من العرض السابق نستنتج أنه رغم تذبذب القيم المستوردة زيت النخيل في الجزائر إالَّ أنها االتجاه‬

‫العام لها متزايد مما يشير إلى استحالة استخدام زيت النخيل إلنتاج الوقود الحيوي في الجزائر كون‬

‫هذه األخيرة مستوردة له‪.‬‬

‫‪ -2-3-II‬زيت اللفت‬

‫الجدول التالي يبين تطور واردات زيت اللفت في الجزائر بالدوالر خالل الفترة ‪.2013-2000‬‬

‫جدول ‪ :13‬واردات زيت اللفت في الجزائر خالل الفترة ‪2013-2000‬‬


‫واردات زيت اللفت‬
‫(دوالر)‬ ‫السنوات‬
‫‪9839000‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪11580000‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪89220000‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪22999000‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪29682000‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪8136000‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪18000‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪83000‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪64000‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪64000‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪18253000‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪36000‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫]‪ [Actualix.com‬حسب قاعدة بيانات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪FAO‬‬

‫نالحظ من الجدول أعاله أن واردات زيت اللفت عرفت تطو ار غير منتظما‪ ،‬فبعدما ارتفعت إلى مستوى‬

‫قياسي سنة ‪ ،2002‬انخفضت أربع سنوات فقط بعد ذلك سنة ‪ 2006‬لتصبح منعدمة تماما‪ ،‬ثم‬

‫ارتفعت مجددا إلى مستوى عالي نسبيا سنة ‪ 2011‬لتنخفض مجددا إلى مستوى الصفر سنة واحدة بعد‬

‫‪169‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ذلك في ‪ ،2012‬وهذا يذل على عدم وجود خارطة طريق في االستيراد وغياب سياسة زراعية رشيدة‬

‫في الجزائر‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى إن زراعة اللفت غير معروفة في الجزائر رغم العجز في الزيوت النباتية الذي تسجله‬

‫البالد ورغم أن المناخ في الجزائر مالئما لها لدرجة أننا نجد في عدة أماكن من البالد محصول‬

‫"الخردل البري" الذي يعتبر من نفس عائلة اللفت [‪.]Belaid, 2015, 6‬‬

‫من العرض السابق نستنتج أنه رغم انخفاض القيم المستوردة من زيت اللفت في الجزائر خالل السنوات‬

‫األخيرة إالَّ أن الغياب شبه التام لزراعة اللفت في الجزائر تجعل من إنتاج الوقود الحيوي في الجزائر‬

‫على نطاق صناعي واسع بفضل زيتها أم ار مستبعدا ألسباب تتعلق بتموين المصانع بشكل مستمر‬

‫بالمادة األولية‪.‬‬

‫‪ -3-3-II‬زيت عباد الشمس‬

‫الجدول الموالي يبين تطور واردات زيت عباد الشمس في الجزائر بالدوالر خالل الفترة ‪-2000‬‬

‫‪.2013‬‬

‫‪170‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :14‬واردات زيت عباد الشمس في الجزائر خالل الفترة ‪2013-2000‬‬


‫واردات زيت عباد‬
‫الشمس‬ ‫السنوات‬
‫(دوالر)‬
‫‪111757000‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪130162000‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪80146000‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪137565000‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪150520000‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪47612000‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪46599000‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪122988000‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪62696000‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪124064000‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪87192000‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪108043000‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪223131000‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪64116000‬‬ ‫‪2013‬‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫]‪ [Actualix.com‬حسب قاعدة بيانات منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪FAO‬‬

‫تمثل واردات زيت عباد الشمس في الجزائر ‪ %13‬من إ جمالي واردات الزيوت في الجزائر وتحتل‬

‫المرتبة الثانية بعد زيت الصويا [‪ ،]Belaid, 2015, 4‬وعلى غرار واردات زيت اللفت التي عرفت تطو ار‬

‫غير منتظما‪ ،‬نالحظ من خالل الشكل السابق أن واردات زيت عباد الشمس خالل الفترة ‪- 2000‬‬

‫‪ 2013‬عرفت بدورها تذبذبات معتبرة في القيم المستوردة التي كانت جد متباينة من سنة ألخرى‪ ،‬فعلى‬

‫سبيل المثال سجل تباين كبير بين أدنى قيمة سنة ‪ 46599000( 2006‬دوالر) وأعلى قيمة سنة‬

‫‪ 223131000( 2012‬دوالر)‪ ،‬أو بين قيمة سنة ‪( 2012‬أعلى قيمة) وقيمة السنة الموالية ‪2013‬‬

‫التي كانت فيها قيمة الواردات من أدنى القيم خالل كل الفترة ‪ 2013-2000‬مما يشير إلى أن‬

‫الكميات المستوردة من زيت عباد الشمس ال تستجيب ألي منطق اقتصادي ويجعل من استخدام هذا‬

‫الزيت إلنتاج الوقود الحيوي في الجزائر أم ار مستبعدا‪ ،‬خاصة وأ ن زراعة عباد الشمس شبه منعدمة في‬

‫الجزائر‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -4-3-II‬الصويا‬
‫يبين الجدول الموالي تطور واردات الصويا (محصول زيتي) في الجزائر بالدوالر خالل الفترة ‪-2000‬‬

‫‪.2014‬‬

‫جدول ‪ :15‬واردات الصويا في الجزائر خالل الفترة ‪2014-2000‬‬


‫واردات الصويا‬
‫‪300,00‬‬
‫(ألف طن)‬ ‫السنوات‬
‫‪0,01‬‬ ‫‪2000‬‬
‫‪250,00‬‬ ‫‪2001‬‬
‫‪0,01‬‬
‫‪0,01‬‬ ‫‪2002‬‬
‫‪200,00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2003‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪2004‬‬
‫‪150,00‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪2005‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪2006‬‬
‫‪100,00‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪2007‬‬
‫‪44‬‬ ‫‪2008‬‬
‫‪50,00‬‬ ‫‪140‬‬ ‫‪2009‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪2010‬‬
‫‪130‬‬ ‫‪2011‬‬
‫‪0,00‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪2012‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬

‫‪200‬‬ ‫‪2013‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪2014‬‬
‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬
‫]‪[Perspectives Agricoles de l’OCDE et de la FAO 2016-2025‬‬

‫تمثل واردات زيت الصويا في الجزائر ‪ %49‬من إ جمالي واردات الزيوت في الجزائر وتحتل من بعيد‬

‫المرتبة األولى مقارنة مع باقي الزيوت المستوردة في البالد [‪ .]Belaid, 2015, 4‬وكما يعكسه الشكل‬

‫أعاله‪ ،‬مرت واردات الصويا في الجزائر خالل الفترة ‪ 2014-2000‬بثالث مراحل أساسية‪ :‬مرحلة‬

‫أولى (‪ )2002-2000‬كانت فيها هذه الواردات شبه منعدمة‪ ،‬ثم مرحلة ثانية (‪)2008-2003‬‬

‫تميزت بارتفاع نسبي في هذه الواردات مع استقرارها عند مستوى معين (حوالي ‪ 44‬ألف طن) مدة‬

‫خمسة سنوات‪ ،‬وأخي ار مرحلة ثالثة (‪ )2014-2009‬تميزت بارتفاع كبير في هذه الواردات إلى غاية‬

‫بلوغها ‪ 300‬ألف طن سنة ‪ .2014‬ويمكن تفسير االرتفاع األخير في الواردات إلى تخفيض الرسوم‬

‫‪172‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الجمركية وضريبة القيمة المضافة على بعض المنتجات المستوردة سنة ‪ ،2008‬ومنها الصويا بهدف‬

‫تشجيع إنتاج زيت المائدة المنتج أساسا من زيت الصويا –خاصة في مجمع ‪ ،- Cevital‬وذلك بعدما‬

‫ارتفع سعر زيت الصويا في السوق الدولية سنة ‪ 2007‬من ‪ 605.26‬دوالر إلى ‪ 1035‬دوالر للطن‬

‫الواحد‪ ،‬أي بزيادة قدرها أكثر من ‪APA News - L’huile et la question du monopole, [ %98‬‬

‫‪.]2008‬‬

‫من العرض السابق نستنتج أن االتجاه العام للكميات المستوردة من الصويا هو متزايد مما يشير إلى‬

‫استحالة استخدام زيت الصويا إلنتاج الوقود الحيوي في الجزائر كون الصويا مستوردة من جهة‪ ،‬وزيتها‬

‫مستعمل أ ساسا في الجزائر إلنتاج زيت المائدة من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -4-II‬المحاصيل السكرية‬

‫غني عن القول أن قصب السكر والبنجر السكري (المحاصيل السكرية المستخدمة إلنتاج الوقود‬

‫الحيوي على الصعيد العالمي ) غير منتجة في الجزائر‪ -‬يوجد اختالف بين البنجر السكري ( ‪betterave‬‬

‫‪ )sucrière‬وبنجر العلف (‪ )betterave fourragère‬المنتج في الجزائر َّ‬


‫إال أنه ال يدخل في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي‪ ،-‬وبالتالي سوف يتم اإلشارة فقط إلى منتوج سكري لم يستعمل إلى حد اآلن في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي على مستوى صناعي واسع في العالم وتزخر الجزائر بامكانات كبيرة فيه قد تسمح لها‬

‫باستخدامه في إنتاج الوقود الحيوي شرط توفر اإلرادة السياسية‪ ،‬وهو التمور‪ .‬وعليه سنقدم فيما يلي‬

‫عرض موجز عن وضع صناعة التمور في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -1-4-II‬إنتاج التمور‬

‫تحتل زراعة النخيل في الجزائر حوالي ‪ %2‬من المساحة الكلية للبالد [ ‪Observatoire National des‬‬

‫‪ ،]Filières Agricoles et Agroalimentaires (ONFAA), 2017‬وتقع هذه الزراعة غالبا في الجنوب‬

‫وتغطي ‪ 17‬والية لعدد من أشجار النخيل يفوق ‪ 18.6‬مليون نخلة تعطي إنتاج يقدر بحوالي ‪990‬‬

‫‪173‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ألف طن من التمور لكل األصناف [وزارة الفالحة والتنمية الريفية‪ .]2015-‬في سنة ‪ ،2015‬تم تسجيل‬

‫حوالي ‪ 20‬شركة تنشط في ميدان تحويل وتثمين التمور وبقاياها لتصنيع مختلف المنتجات (سكر‬

‫التمر‪ ،‬العسل‪ ،‬التمور المملوءة‪ ،‬الخل‪ ،‬طحين التمر‪ ،‬قهوة التمر‪...،‬الخ)‪ ،‬في حين ارتفع هذا العدد إلى‬

‫أكثر من ‪ 80‬شركة سنة ‪ 2017‬في واليات مختلفة من البالد [وزارة التجارة الجزائرية‪ .]2017 -‬تأتي‬

‫بسكرة على أرس الواليات األكثر إنتاجا للتمور بإنتاج قدره ‪ 4077900‬قنطار موزع على ‪ %27.4‬من‬

‫المساحة اإلجمالية‪ ،‬كما تمتلك الوالية ‪ %23.1‬من مجموع أشجار النخيل و‪ %41.2‬من مجموع‬

‫اإلنتاج الوطني للتمور‪ ،‬تليها والية الوادي بإنتاج قدره ‪ 2474000‬قنطار موزع على ‪ %22‬من‬

‫المساحة اإلجمالية‪ ،‬كما تمتلك الوالية ‪ %22.4‬من مجموع أشجار النخيل و‪ %25‬من مجموع اإلنتاج‬

‫الوطني للتمور‪ .‬هذه األرقام تجعل من واليتي بسكرة والوادي تستحوذان لوحدهما على ثلثي اإلنتاج‬

‫الوطني للتمور [وزارة الفالحة والتنمية الريفية‪ .]2015-‬وفيما يلي جدول يبين ترتيب الواليات األكثر إنتاجا‬

‫للتمور في الجزائر‪.‬‬

‫‪174‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :16‬توزيع إنتاج التمور في الجزائر حسب الواليات لسنة ‪2015‬‬


‫اإلنتاج بالقنطار عدد أشجار النخيل المساحة بالهكتار‬ ‫الوالية‬
‫‪42910‬‬ ‫‪4315100‬‬ ‫‪4077900‬‬ ‫بسكرة‬
‫‪36680‬‬ ‫‪3788500‬‬ ‫‪2474000‬‬ ‫الوادي‬
‫‪21980‬‬ ‫‪2576600‬‬ ‫‪1296300‬‬ ‫ورقلة‬
‫‪28330‬‬ ‫‪3799000‬‬ ‫‪910300‬‬ ‫أدرار‬
‫‪10850‬‬ ‫‪1246500‬‬ ‫‪565000‬‬ ‫غرداية‬
‫‪14120‬‬ ‫‪1639800‬‬ ‫‪300500‬‬ ‫بشار‬
‫‪7000‬‬ ‫‪688900‬‬ ‫‪109400‬‬ ‫تمنراست‬
‫‪770‬‬ ‫‪124400‬‬ ‫‪68200‬‬ ‫خنشلة‬
‫‪820‬‬ ‫‪61800‬‬ ‫‪20500‬‬ ‫تبسة‬
‫‪320‬‬ ‫‪37300‬‬ ‫‪16200‬‬ ‫األغواط‬
‫‪1250‬‬ ‫‪129100‬‬ ‫‪15600‬‬ ‫إليزي‬
‫‪190‬‬ ‫‪28700‬‬ ‫‪14000‬‬ ‫باتنة‬
‫‪640‬‬ ‫‪63900‬‬ ‫‪10300‬‬ ‫البيض‬
‫‪510‬‬ ‫‪50600‬‬ ‫‪10200‬‬ ‫النعامة‬
‫‪430‬‬ ‫‪45200‬‬ ‫‪8400‬‬ ‫تندوف‬
‫‪100‬‬ ‫‪10100‬‬ ‫‪6800‬‬ ‫الجلفة‬
‫‪166.900‬‬ ‫‪18.605.100‬‬ ‫‪9.903.600‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد البحث اعتمادا على معطيات الطبعة الثالثة الصالون الدولي للتمور ببسكرة‪.2017 ،‬‬

‫وقد عرف إجمالي إ نتاج التمور في الجزائر ارتفاعا مستم ار منذ عد سنوات كما يبينه الشكل الموالي‪،‬‬

‫حيث ارتفع هذا اإلنتاج من حوالي ‪ 600.000‬طن سنة ‪ 2010‬إلى ‪ 990‬ألف سنة ‪( 2015‬كما‬

‫مبين في الجدول أعاله) ثم إلى أكثر من مليون طن سنة ‪ 2017‬وجهت منها ‪ %3‬لالستيراد [وكالة‬

‫األنباء الجزائرية‪ ،]2018 -‬مما جعل الجزائر تحتل المرتبة الرابعة في قائمة ترتيب أكبر الدول المنتجة‬

‫للتمور بنسبة ‪ %14‬من اإلنتاج العالمي وراء كل من مصر‪ ،‬إيران والمملكة العربية السعودية [وزارة‬

‫التجارة الجزائرية‪.]2017 -‬‬

‫‪175‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :59‬تطور إنتاج التمور في الجزائر‬

‫المصدر ‪FAO-ONU :‬‬


‫‪ -2-4-II‬أصناف التمور‬

‫من الضروري اإلشارة إلى أنه توجد أصناف مختلفة من التمور ذات جودة متباينة وذلك إلبراز تلك‬

‫التي لها قيمة سوقية تجارية كبيرة‪ ،‬أي التي من األفضل تصديرها عوض استخدامها ألغراض أخرى‬

‫كإنتاج الوقود الحيوي أو كأغذية للحيوانات‪ ،‬حيث يستحسن استعمال أصناف التمور رديئة النوعية‪ ،‬أ و‬

‫التالفة أو نفايات التمور إلنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬

‫سوقة على الصعيدين الوطني‬


‫يوجد ‪ 360‬صنف من التمور في الجزائر‪ ،‬غير أن ‪ 54‬فقط منها ُم َّ‬

‫والدولي [وزارة التجارة الجزائرية‪ ،]2017 -‬ومن أهمها من الناحية التجارية نجد‪ :‬دقلة نور‪ ،‬الغرس‪ ،‬دقلة‬

‫بيضاء أو قرباعي‪ ،‬تافزوين‪ .‬هذا يعني أنه بإمكان تثمين أكثر من ‪ 300‬صنف من التمور باستعمالهم‬

‫ألغراض متعددة وجعلهم الركيزة األ ساسية إلنتاج العديد من المواد ذات القيمة المضافة العالية‪ ،‬على‬

‫أرسها الوقود الحيوي‪.‬‬

‫وفيما يلي جدول يبين حجم إنتاج األصناف ذات األهمية التجارية‪.‬‬

‫‪176‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جدول ‪ :17‬عدد أشجار النخيل وإنتاج التمور التجارية في الجزائر‬

‫اإلنتاج (بالقنطار)‬ ‫عدد أشجار النخيل‬ ‫الصنف‬

‫‪5249500‬‬ ‫‪7194700‬‬ ‫دقلة نور‬

‫‪1928500‬‬ ‫‪4192000‬‬ ‫الغرس وشبيهاته‬

‫‪2725700‬‬ ‫‪7218400‬‬ ‫دقلة بيضاء وشبيهاتها‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على معطيات الطبعة الثالثة الصالون الدولي للتمور ببسكرة‪.2017 ،‬‬

‫صنف "دقلة نور" لوحده يمثل بنسبة ‪ %53‬من إجمالي إنتاج التمور في الجزائر سنة ‪%51 ،2015‬‬

‫منه منتج في بسكرة‪ %31 ،‬في الوادي و‪ %13‬في ورقلة [ ‪Observatoire National des Filières‬‬

‫‪.]Agricoles et Agroalimentaires (ONFAA), 2017‬‬

‫‪ -3-4-II‬صادرات التمور‬

‫حجم التمور الموجهة للتصدير في تزايد مستمر‪ ،‬حيث فاق هذا الحجم ما يقارب ‪ 21000‬طن سنة‬

‫‪ ،2013‬وأكثر من ‪ 28000‬طن سنة ‪ 2015‬إلى أن بلغ أكثر من ‪ 30000‬طن سنة ‪[ 2017‬وزارة‬

‫التجارة الجزائرية‪ ،]2017 -‬وهي تعتبر صاد ارت ضئيلة مقارنة باإلمكانات الحالية للبالد‪ .‬وفيما يلي شكل‬

‫بياني يبين نسبة أهم الدول المستوردة للتمور في الجزائر بالكمية‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :60‬أهم الدول المستوردة للتمور الجزائرية‬

‫‪7%‬‬

‫‪8%‬‬
‫فرنسا‬
‫النيجر‬
‫‪43%‬‬
‫روسيا‬
‫‪25%‬‬ ‫االمارات‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على معطيات الغرفة الوطنية للتجارة والصناعة‪.2017 ،‬‬

‫والمالحظة الهامة المستخلصة من هذا الشكل هي قلة تنوع عمالء الجزائر فيما يخص صادرات التمور‬

‫الجزائرية‪ ،‬حيث صدرت الجزائر التمور سنة ‪ 2017‬ألكثر من ‪ 50‬دولة‪ 13 ،‬منها مثلت ‪ %97‬من‬

‫إجمالي الصادرات‪ ،‬بينما في باقي الدول كان متوسط الكمية المصدرة ‪ 100‬طن فقط [الغرفة الوطنية‬

‫للتجارة والصناعة (‪.])CACI‬‬

‫من العرض السابق لحالة المحاصيل السكرية في الجزائر‪ ،‬يمكن استخالص أنه على غرار البرازيل‬

‫مثال التي طورت برن امج صناعي إلنتاج اإليثانول من قصب السكر‪ ،‬فالجزائر لديها إمكانات كبيرة في‬

‫إنتاج التمور قد تمكنها بدورها من إطالق مثل هذا البرنامج بفضل هذه التمور وبقاياها الغير مستهلكة‬

‫علما أنه من ‪ 30‬إلى ‪ %50‬من إنتاج التمور في الجزائر يتكون من بقايا ذات قيمة سوقية منخفضة‬

‫[‪ ]Kaidi & Touzi, 2001, 1‬ولكن ذات محتوى عالي من السكر‪ ،‬عالوة عن إمكانية تخزينها لفترة‬

‫طويلة‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أنه بعد خمس سنوات من البحوث‪ ،‬خططت الشركة اإلماراتية‪-‬الجزائرية " ‪Oasis‬‬

‫‪ "Ltd‬إلنتاج اإل يثانول في الجزائر بفضل فائض إنتاج التمور (خاصة الرديئة منها)‪ ،‬والتمور التالفة‬

‫‪178‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من خالل وحدتها اإلنتاجية الجزائرية "‪ "Nakhoil‬المتخصصة في التكنولوجية الحيوية‪ ،‬حيث قامت‬

‫هذه الشركة بإعداد أكبر مشروع لها بغالف مالي قدره ‪ 30‬مليون دوالر موجه إلنشاء مصنع إلنتاج‬

‫الوقود الحيوي في منطقة أوميتشي بالقرب من بسكرة أين كانت ستقوم الشركة بغرس اآلالف من‬

‫أشجار النخيل بهدف زيادة مساحة االستغالل في هذه المنطقة شبه القاحلة لتفادي التعدي على‬

‫األراضي الخصبة في شمال البالد المخصصة للحبوب‪ ،‬غير أن و ازرة الطاقة والمناجم‪ ،‬وفي مراسلة‬

‫وجهتها للشركة‪ ،‬رفضت مشروع إنشاء مصنع للوقود الحيوي بالجزائر بحجة أن الحكومة هي من تتولى‬

‫مهمة تطوير الطاقات المتجددة في الجزائر وليس الخواص‪ ،‬وهو األمر الذي يطرح مشكلة اإلرادة‬

‫السياسية والبيروقراطية في الجزائر‪.‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بدراسة القدرات التي تتوفر عليها الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول على نطاق وطني واسع من خالل دراسة الواردات الغذائية والزراعية في الجزائر‪ ،‬إضافة إلى‬

‫دراسة وضع أهم المحاص يل السكرية والنشوية والزيتية في الجزائر التي تدخل في تصنيع هذا الجيل‬

‫من الوقود الحيوي‪ ،‬واستخلصنا أن استعمال المواد األولية الزراعية في إنتاج الوقود الحيوي في الجزائر‬

‫عوض إنتاج مختلف األغذية أم ار مستحيال وغير واقعيا من الناحية االقتصادية فحسب‪ ،‬بل أيضا من‬

‫الناحية األخالقية كون الجزائر التزال بعيدة عن تحقيق االكتفاء الذاتي الغذائي واألولوية هي للتغذية‬

‫اإلنسانية‪ .‬بمعنى آخر‪ ،‬من غير الممكن للجزائر حاليا الخوض في تجربة إنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل األول كونها بعيدة عن تحقيق فائض في إنتاج مختلف المواد األولية الزراعية التي تدخل في‬

‫هذا اإلنتاج‪ ،‬بل هي مستوردة لغالبيتها‪ ،‬مما يجعل من تحويلها إلى قطاع الوقود الحيوي أم ار مستبعدا‬

‫تماما‪ ،‬باستثناء التمور التي تزخر الجزائر بإمكانات كبيرة فيها‪ ،‬والممكن استخدام نفاياتها أو أصنافها‬

‫اقتصاديا محتمال يسمح‬


‫ً‬ ‫ذات أضعف قيمة سوقية تجارية في إنتاج اإليثانول‪ ،‬مما يجعلها َحال‬

‫‪179‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫بتخفيض استهالك الوقود البترولي في الجزائر من خالل مزج اإليثانول في البنزين بنسبة تترواح بين‬

‫‪ %5‬و ‪ %10‬على غرار ما هو معمول به في عدة دول‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬إمكانات إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر‬

‫دراسة إمكانية تحقيق إنتاج صناعي ومستدام للوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر يعني‬

‫بالضرورة دراسة إمكانات إنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‪ ،‬ألن أول وأهم خطوة في تصنيع الوقود‬

‫الحيوي من الجيل الثالث تتمثل في إنتاج الطحالب الدقيقة الستخراج منها الزيوت التي تحول إلى وقود‬

‫حيوي بفضل عملية تكرير بسيطة (على غرار عملية تكرير البترول للحصول على وقود أحفوري)‬

‫لكنها تستغرق أقل من ساعة فيما يخص زيت الطحالب الدقيقة كما تم اإلشارة إليه سابقا؛ غير أن‬

‫التجارب الدولية بينت أنه يجب تجاوز الكثير من العقبات المناخية والبيولوجية والتقنية قبل التفكير في‬

‫إنتاج الطحالب الدقيقة على نطاق واسع واستخراج الوقود الحيوي منها‪ .‬لذلك‪ ،‬وجب علينا في بداية‬

‫هذا القسم أن نقوم بعرض ما وضعته وكالة الطاقة الدولية – استنادا على مختلف التجارب الدولية ‪-‬‬

‫من شروط الزم توفرها ومعوقات مناخية وبيولوجية وتقنية يجب تجاوزها إلنتاج الطحالب الدقيقة على‬

‫نطاق واسع‪ ،‬ثم نناقش على أساس هذه الشروط والمعوقات اإلمكانات الحقيقية إلنتاج الطحالب الدقيقة‬

‫في الجزائر على مستوى صناعي واسع قبل التفكير في تحويلها إلى وقود حيوي‪ ،‬وأخي ار نستعرض‬

‫ملخص ألهم النتائج المتحصل عليها بغرض تحديد المناطق الجغرافية الجزائرية األكثر تالئما إلنتاج‬

‫الطحالب الدقيقة ‪ -‬إن كان هذا اإلنتاج ممكنا في الجزائر‪.-‬‬

‫‪ -1-III‬الظروف المناخية‬

‫تلعب درجة الح اررة وسطوع الشمس دو ار أساسيا في إنتاج الطحالب الدقيقة كما رأيناه في األقسام‬

‫السابقة‪ .‬وبالتالي فإن المناخ يعتبر من العوامل الرئيسية التي يجب أخدها بعين االعتبار لمعرفة إذا‬

‫كان بإمكان الجزائر التوجه نحو هذا اإلنتاج على مستوى صناعي واسع‪ .‬وقد أشارت مختلف التجارب‬

‫‪180‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫الدولية والدراسات التي اهتمت بنمو الطحالب الدقيقة في مختلف درجات الح اررة إلى أ ن معدل نمو‬

‫الطحالب الدقيقة يرتفع كلما ارتفعت درجة الح اررة إلى أن يصل هذا المعدل إلى حده األقصى عند‬

‫درجة ح اررة معينة‪ ،‬ليبدأ بعد ذلك في االنخفاض إ ذا استمرت درجة الح اررة في االرتفاع وذلك بسبب‬

‫عدة عوامل أهمها ارتفاع معدالت تبخر الماء‪ .‬وقد أشارت مختلف األدبيات إلى أن الحد األدنى لدرجة‬

‫الح اررة الضروري لنمو الطحالب الدقيقة مهما كانت ساللتها أو نوعها هو ‪ 15‬درجة مئوية‪ ،‬بينما‬

‫يختلف الحد األقصى لدرجة الح اررة من ساللة إلى أخرى إالَّ أنه عموما هو في حدود ‪ 35‬درجة مئوية‬

‫لكل األنواع والسالالت‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعتبر الحد األقصى لنمو الطحالب الدقيقة من ساللة‬

‫"‪ "Chlorella Vulgaris‬هو ‪ 30‬درجة مئوية [‪ ،]Cassidy, 2011, 6‬إذ تحقق هذه الساللة معدل النمو‬

‫األمثل لها لما تتراوح درجة ح اررة بين ‪ 30-25‬درجة مئوية‪.‬‬

‫وعليه فإن المناطق الجغرافية التي يفوق متوسط درجات الح اررة فيها ‪ 15‬درجة مئوية هي الوحيدة‬

‫المستوفية لشروط اإلنتاج ]‪ [Wang, 2013, 15‬شرط أن ال يفوق هذا المتوسط ‪ 35‬درجة مئوية‪ ،‬وهي‬

‫المناطق الجزائرية الموضحة في الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :61‬المتوسط السنوي لدرجة الح اررة في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[ArcGIS Online plateforme cartographique complète basée sur le cloud, 2017‬‬

‫يتضح من خالل هذا الشكل أنه ماعدا أقصى جنوب الصحراء وجنوب‪-‬غربها (الموضحين باللون‬

‫األحمر) اللذان يتميزان بدرجات الح اررة جد مرتفعة تفوق ‪ 30‬درجة مئوية‪ ،‬باإلضافة إلى الهضاب‬

‫العليا والمناطق الجبلية في سلسلة األطلس وجبال األوراس (الموضحين باللون األصفر) أين المعدل‬

‫السنوي لدرجات الح اررة فيهم يقل عن ‪ 15‬درجة مئوية‪ ،‬فإن أغلبية مناطق التراب الجزائري تستجيب‬

‫لمعيار الظروف المناخية الضرورية إلنتاج الطحالب الدقيقة‪ ،‬أي أنها تتوفر على درجة ح اررة تتراوح‬

‫عموما بين ‪ 15‬و ‪ 30‬درجة مئوية ‪ ،‬خاصة تلك المتعلقة بنمو الطحالب الدقيقة من ساللة " ‪Chlorella‬‬

‫‪ "Vulgaris‬التي تحقق معدلها األمثل للنمو عند درجة ح اررة تتراوح بين ‪ 30-25‬درجة مئوية كما أشرنا‬

‫إليه من قبل‪ .‬ولكن من الجذير بالذكر أ ن درجات الح اررة المشار إليها في هذا الشكل هي معدالت‬

‫‪182‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫سنوية‪ ،‬مما يعني أن إنتاجية ا لطحالب الدقيقة تختلف باختالف درجات الح اررة في الليل والنهار‬

‫وباختالف المواسم‪.‬‬

‫‪ -2-III‬الموارد المائية‬

‫إنتاج الطحالب الدقيقة يتطلب استعمال كميات كبيرة من المياه المشبعة بالمواد المغذية الضرورية لنمو‬

‫هذه الطحالب كما أشرنا إليه في األقسام السابقة‪ ،‬كالبوتاسيوم والفوسفور وخاصة اآلزوت‪ ،‬وكما أشرنا‬

‫إليه أيضا‪ ،‬تعتبر مياه الصرف الصحي هي األكثر تالئما إلنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار الحتوائها على‬

‫تركيزات كبيرة من هذه المواد المغذية‪ ،‬خاصة مياه الصرف الصحي البلدي بسبب التركيزات العالية‬

‫لآلزوت فيها علما أن هذا األخير قد يمثل إلى ‪ %10‬من تركيبة الطحالب الدقيقة [ ‪Sialvo et Steyer,‬‬

‫‪ .]2013, 31‬وعليه نقدم في الشكل الموالي خريطة مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة في الجزائر‬

‫التي تحتوي على تركيزات المواد المغذية المستعملة في إنتاج الطحالب الدقيقة‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :62‬تركيزات مياه الصرف الصحي والمياه الملوثة في الجزائر‬

‫المصدر‪[ :‬برنامج االمم المتحدة للبيئة (‪]2016 ،)PNUE‬‬

‫يتضح من خالل هذا الشكل أن‪:‬‬

‫‪ -‬المناطق الجزائرية التي تستجيب لمعيار توافر مياه الصرف الصحي أو المياه الملوثة الضرورية‬

‫إلنتاج الطحالب الدقيقة هي المناطق الساحلية الشمالية والوسط‪-‬شرقية؛‬

‫‪ -‬تتوافق المناطق الساحلية الشمالية التي تتوفر على تركيزات مهمة من المواد المغذية مع تلك التي‬

‫تتوفر على مناخ معتدل يدل على وجود كثافة سكانية عالية كما سنراه الحقا ووجود أنشطة اقتصادية‬

‫كثيفة تنتج عنهما كميات معتبرة من مياه الصرف الصحي أ و بصفة عامة مياه ملوثة غنية بالمواد‬

‫المغذية الضرورية إلنتاج الطحالب الدقيقة؛‬

‫‪184‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬تتوافق المناطق الوسط‪-‬شرقية مع تلك التي تتوفر على مناخ شبه جاف ولكن مع وجود أنشطة‬

‫اقتصادية كثيفة بسبب وجود حقول النفط والغاز (شكل ‪ )63‬باإلضافة وجود كثافة سكانية مقبولة نسبيا‬

‫(شكل ‪ ،)66‬وبالتالي التوافر النسبي لمياه الصرف الصحي أ و بصفة عامة مياه ملوثة غنية بالمواد‬

‫المغذية الضرورية الستزراع ونمو الطحالب الدقيقة؛‬

‫‪ -‬تتوافق المناطق الجزائرية التي تستجيب لمعيار توافر المواد المغذية الضرورية إلنتاج الطحالب‬

‫الدقيقة (المناطق الشمالية الساحلية والمناطق الوسط‪-‬شرقية) مع تلك التي تتوفر على كميات كبيرة من‬

‫المياه األخرى العذبة أو المالحة الممكن استعمالها إلنتاج الطحالب الدقيقة ‪ :‬مياه البحر األبيض‬

‫المتوسط بالنسبة للمناطق الشمالية الساحلية‪ ،‬والمياه الجوفية بالنسبة للمناطق الوسط‪-‬شرقية (شكل‬

‫‪ ،)64‬شرط تحقيق ما يلي‪:‬‬

‫• استخدام مياه البحر ال مالحة يستوجب استسزراع طحالب دقيقة خاصة بهذه المياه‪ ،‬أحسنها وأكثرها‬

‫إنتاجا طحالب ساللة "‪"Dunaliella Salina‬؛ بينما استخدام مياه عذبة جوفية يستوجب استسزراع‬

‫طحالب دقيقة خاصة بهذه المياه‪ ،‬أحسنها وأكثرها إنتاجا طحالب ساللة "‪"Chlorella Vulgaris‬‬

‫]‪[Besson, 2013, 20‬؛ علما بأن لكل نوع من أنواع الطحالب الدقيقة مزاياه وعيوبه‪ ،‬ويكون أكثر‬

‫مالءمة لبعض المناطق ]‪.[Cadoret & Bernard, 2008, 13‬‬

‫• استخدام مياه البحر المالحة أ و المياه الجوفية العذبة قد يستوجب إ ضافة بعض المواد المغذية‬

‫كاآلزوت والبوتاسيوم والفوسفور إذا كانت تفتقر إليها هذه المياه عكس مياه الصرف الصحي‪ ،‬مما قد‬

‫يسفر إلى ارتفاع تكلفة إنتاج الطحالب الدقيقة‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :63‬توزيع حقول النفط والغاز في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://www.geolinks.fr/geopolitique/maghreb/algerie/algerie-2/‬‬

‫شكل ‪ :64‬طبقات المياه الجوفية للصحراء الشمالية‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://www.geolinks.fr/geopolitique/maghreb/algerie/algerie-2/‬‬

‫‪186‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -3-III‬القيود التقنية‬

‫إنتاج الطحالب الدقيقة يتطلب إ نشاء تجهيزات صناعية عمالقة كالمفاعالت الحيوية المغلقة أو خاصة‬

‫األحواض الخارجية المفتوحة كما تم اإلشارة إ ليه في األقسام السابقة‪ ،‬مما يخلق قيود تقنية يجب‬

‫تجاوزها؛ وتتمثل هذه القيود في‪:‬‬

‫• توافر األراضي المسطحة‬

‫يجب إنشاء تجهيزات صناعية تسمح بإنتاج الطحالب الدقيقة في مناطق غير جبلية‪ ،‬حيث يفترض أن‬

‫المناطق التي يقع علوها على أقل من ‪ 500‬م تستجيب لهذا الشرط [ ‪Alboussière & autres, 2009,‬‬

‫‪ ،]28‬كما تعتبر األراضي التي لها ميل ال يزيد عن ‪ [Wang, 2013, 16] %5‬هي االختيار األمثل‬

‫إلنشاء هذه التجهيزات الصناعية‪ ،‬خاصة فيما يخص األحواض الخارجية المفتوحة (‪ .)Raceway‬فعلى‬

‫علو يفوق ‪ 500‬م أو ميل يفوق ‪ ،%5‬ترتفع درجة تعقيد الهياكل اإلنتاجية وترتفع معها تكلفة اإلنتاج‬

‫بشكل ملموس‪ .‬ويبين الشكل الموالي باللون األخضر كل المناطق الجزائرية التي يقع علوها على أقل‬

‫من ‪ 500‬م علما أن أغلب هذه المناطق غير جبلية ومسطحة‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :65‬طبوغرافيا الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[http://www.carte-algerie.com/carte-topographique-algerie.html‬‬

‫يالحظ من خالل هذا الشكل وجود مناطق على السواحل الشمالية تطل على البحر المتوسط تستجيب‬

‫لشرط توافر أراضي مسطحة رغم أنها ضيقة بسبب امتداد جبال األطلس وتحتوي على كثافة سكانية‬

‫كبيرة كما سنراه مما يجعل من توفر األراضي فيه أم ار صعبا‪ .‬كما توجد مناطق أخرى جنوب‪-‬شرق‬

‫مرتفعات األطلس والهضاب العليا وأقصى الجنوب تستجيب بدورها نسبيا لهذا الشرط‪ ،‬في حين أن‬

‫المناطق األكثر شساعة ومالئمة – وفقا لهذا المعيار فقط‪ -‬إلنشاء تجهيزات صناعية ضخمة تسمح‬

‫بإنتاج الطحالب الدقيقة على مستوى صناعي واسع على أراضي مسطحة هي تلك الموجودة وسط‪-‬‬

‫جنوب ووسط‪-‬شرق الجزائر (المبينة باللون األخضر تحت رقم ‪ 1‬و ‪.)2‬‬

‫‪188‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫• توافر األراضي‬

‫يفترض عموما أن المناطق الجغرافية ذات الكثافة السكانية األدنى من ‪ 250‬شخص‪/‬كم‪ 2‬تقريبا‬

‫تستجيب إلى هذا الشرط‪ ،‬أي تتوفر فيها األراضي [‪ ،]Alboussière & autres, 2009, 29‬وهي المناطق‬

‫المبينة في الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :66‬الكثافة السكانية في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[ArcGIS Online plateforme cartographique complète basée sur le cloud, 2017‬‬

‫نميز في الشكل أعاله ثالث مناطق تتباين فيها الكثافة السكانية في الجزائر لعدة عوامل طبيعية‬

‫كالتضاريس والمناخ والثروة المائية‪ ،‬وعوامل بشرية كالنشاط االقتصادي (األنشطة الصناعية والتجارية‬

‫والخدماتية) ودرجة التحضر واتجاهات السكان وغيرها‪ .‬ففي المناطق الساحلية للبحر األبيض المتوسط‬

‫وحول المدن الكبرى نالحظ وجود كثافة سكانية جد مرتفعة تجعلها غير قابلة نسبيا لالستجابة إلى‬

‫‪189‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شرط توافر األراضي من أجل إنشاء تجهيزات صناعية ضخمة إلنتاج الطحالب الدقيقة كاألحواض‬

‫الخارجية المفتوحة (‪ ،)Raceway‬أما في مناطق السهوب والجبال فتتناقض هذه الكثافة نسبيا لتصبح‬

‫جد منخفضة في منطقة الصحراء‪ .‬وعليه من السهل تلبية هذا المعيار ألنه يقصي فقط المدن الكبرى‬

‫ذات الكثافة السكانية الجد مرتفعة على الشريط الساحلي وبعض المناطق الداخلية‪ ،‬في حين كل‬

‫المناطق األخرى تلبي معيار عدم وجود كثافة سكانية جد مرتفعة‪ ،‬أي توافر األراضي‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الكثافة السكانية المشار إليها هنا هي كثافة عامة نظرية وليست فعلية ألنها‬

‫غير متطابقة مع توزيع السكان الفعلي على األرض‪ ،‬وهذا ما يبينه الشكل الموالي‪ ،‬حيث نالحظ من‬

‫خالله وجود واليات (أهمها تلك المبينة في دائرة سوداء) يكون عدد سكانها مرتفع نسبيا ولكن نظرا‬

‫لمساحاتها الكبيرة تبدوا كثافتها السكانية منخفضة (شكل ‪ )66‬وهذا ألن معظم سكانها يتركزون في‬

‫أماكن محدودة منها‪ ،‬على غرار الوادي‪ ،‬بسكرة‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجلفة‪ ،‬بشار وأدرار‪ .‬ولكن هذا ال يعني أ ن‬

‫هذه المناطق أو المدن ال تلبي معيار توافر األراضي‪ ،‬بل على عكس ذلك‪ ،‬فمن الضروري وجود كثافة‬

‫سكانية مقبولة (‪ 25‬شخص‪/‬كم‪ 2‬على األقل) لتوفير غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 2O2‬كما سنراه بعد‬

‫الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫شكل ‪ :67‬توزيع السكان في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[ArcGIS Online plateforme cartographique complète basée sur le cloud, 2017‬‬

‫• توافر غاز ثاني أكسيد الكربون ‪2O2‬‬

‫لقد تم اإلشارة في األقسام السابقة إلى أن غاز ثاني أكسيد الكربون ضروري للطحالب الدقيقة التي‬

‫تعمل على امتصاصه من أجل النمو‪ ،‬حيث من الضروري توافره بتركيزات مقبولة من أجل إنتاج‬

‫الطحالب الدقيقة على نطاق واسع‪ .‬ولهذا السبب يستحسن أن تبنى التجهيزات الصناعية الخاصة‬

‫بإنتاج الطحالب الدقيقة على مقربة من مناطق وجود انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون ‪2O2‬‬

‫[‪ ]Wang d’après Rushing Sam, 2009, 21‬مثل التجمعات السكانية‪ ،‬مصانع اإلسمنت‪ ،‬المحطات‬

‫النووية‪ ،‬مصانع إنتاج المواد الكيميائية الصناعية والبيتروكيميائية‪ ،‬محطات معالجة الغاز الطبيعي‬

‫‪2‬‬
‫وغيرها‪ .‬و يفترض عموما أ ن المناطق الجغرافية ذات الكثافة السكانية األعلى من ‪ 25‬شخص‪/‬كم‬

‫‪191‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تسمح بتلبية هذا المطلب [‪ .]Alboussière & autres, 2009, 29‬فبعبارة أخرى‪ ،‬كثافة سكانية تقل عن‬

‫‪ 25‬شخص‪/‬كم‪ 2‬تعني عدم إمكانية حصول السكان على الطاقة أو الحصول عليها بحصة ضئيلة‬

‫جدا‪ ،‬مما يعني عدم توافر غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 2O2‬بكميات كافية تسمح بإنتاج الطحالب‬

‫الدقيقة‪.‬‬

‫ورغم أننا وضحنا كل المناطق الجغرافية التي لها كثافة سكانية كافية (شكل ‪ )66‬تسمح بإنتاج‬

‫الطحالب الدقيقة (من ‪ 25‬إلى ‪ 250‬شخص‪/‬كم‪ ،)2‬إالَّ أننا سنقدم صورة أكثر وضوحا للمناطق‬

‫الجغرافية التي يوجد فيها نشاط بشري كثيف يشير حتما إلى وجود انبعاثات معتبرة من غاز ثاني‬

‫أكسيد الكربون ‪ 2O2‬وذلك اعتمادا على خريطة كثافة األنوار في الجزائر‪.‬‬

‫شكل ‪ :68‬كثافة األنوار في الجزائر‬

‫المصدر‪:‬‬
‫]‪[ArcGIS Online plateforme cartographique complète basée sur le cloud, 2018‬‬

‫‪192‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫نالحظ في الشكل أعاله وجود كثافة أنوار كبيرة في المناطق الساحلية وحول المدن الكبرى في شمال‬

‫الجزائر وبعض مناطقها الداخلية أين توجد كثافة سكانية مرتفعة مما يدل على وجود أنشطة بشرية‬

‫واقتصادية مهمة تسمح بتوافر غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 2O2‬في هذه المناطق‪ .‬كما توجد كثافة أنوار‬

‫جد معتبرة في وسط ووسط‪-‬شرق الجزائر التي تتميز بتجمعات سكانية كبيرة نسبيا كما رأيناه في شكل‬

‫توزيع السكان في الجزائر (شكل ‪ )67‬والمناطق التي تتميز بوجود أنشطة صناعية بيتروكيمياوية مهمة‬

‫جدا تتمثل في حقول البترول والغاز مما يشير أيضا إلى توافر غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 2O2‬كما‬

‫رأيناه في شكل توزيع حقول النفط والغاز في الجزائر (شكل ‪)63‬؛ إالَّ أن الطابع المؤقت الستغالل‬

‫لحقول البترول والغاز يقصي المناطق المتواجدة فيها هذه الحقول من المناطق المحتمل استعمالها في‬

‫إنتاج الطحالب الدقيقة‪ ،‬حيث أ ن نفاذ حقول البترول والغاز مستقبال يعني عدم قدرة هذه المناطقة على‬

‫توفير كمية كافية من المواد المغذية وعدم القدرة على توفير غاز ثاني أكسيد الكربون ‪ 2O2‬نظرا‬

‫لغياب كثافة سكانية مقبولة وأنشطة بشرية‪-‬اقتصادية مهمة‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من العرض السابق يمكن استخالص الشكل والجدول التاليين‪:‬‬

‫شكل ‪ :69‬المناطق المحتملة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث‬

‫جدول ‪ :18‬تقييم قدرة المناطق المحتملة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬


‫المعيار التقني‬ ‫المعيار المائي‬ ‫المعيار المناخي‬

‫المنطقة ‪A‬‬

‫المنطقة ‪B‬‬

‫المنطقة ‪C‬‬

‫المنطقة ‪D‬‬

‫المنطقة ‪E‬‬
‫ال تلبي المعيار‬ ‫تلبي المعيار جزئيا‬ ‫تلبي المعيار كليا‬
‫الرموز‬

‫المصدر ‪ :‬من اعداد الباحث‬

‫‪194‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫من خالل الشكل والجدول السابقين نستنتج التصنيف الجغرافي التالي‪:‬‬

‫المنطقة "‪: "A‬‬

‫٭ المعيار المناخي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المناخي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة بشكل‬

‫جزئي فقط‪ ،‬حيث تتوفر الظروف المناخية الالزمة في المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط‬

‫وبعض المناطق الداخلية‪ ،‬لكن ال تتوفر هذه الظروف المناخية الالزمة في الهضاب العليا والجهات‬

‫الجبلية الخاصة بسلسلة األطلس وجبال األو ارس بسبب متوسط درجة ح اررة المنخفض في هذه‬

‫المناطق؛‬

‫٭ المعيار المائي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المائي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لتوافر‬

‫كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي المشبعة بالمواد المغذية وحتى مياه البحر؛‬

‫٭ المعيار التقني‪ :‬التلبي المنطقة المدروسة المعيار التقني الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لقلة‬

‫األراضي المسطحة في الهضاب العليا والجهات الجبلية الخاصة بسلسلة األطلس وجبال األو ارس‪،‬‬

‫باإلضافة إلى وجود كثافة سكانية مرتفعة كثي ار في المناطق الساحلية المطلة على البحر المتوسط‬

‫وحول المدن الكبرى‪.‬‬

‫المنطقة "‪: "B‬‬

‫٭ المعيار المناخي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المناخي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة بشكل‬

‫جزئي فقط نظ ار لعدم توفر الظروف المناخية الالزمة في جنوب هذه المنطقة؛‬

‫٭ المعيار المائي‪ :‬التلبي المنطقة المدروسة المعيار المائي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة بسبب قلة‬

‫مياه الصرف الصحي المشبعة بالمواد المغذية؛‬

‫‪195‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫٭ المعيار التقني‪ :‬ال تلبي المنطقة المدروسة المعيار التقني الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار إلى‬

‫عدم وجود كثافة سكانية مقبولة أو أنشطة اقتصادية مهمة‪ ،‬أي بمعنى آخر عدم وجود كميات كافية‬

‫من غاز ثاني أكسيد الكربون ‪.2O2‬‬

‫المنطقة "‪: "C‬‬

‫٭ المعيار المناخي‪ :‬التلبي المنطقة المدروسة المعيار المناخي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار‬

‫لعدم توفر الظروف المناخية الالزمة‪ ،‬أي بمعنى آخر درجة ح اررة المنطقة مرتفعة كثي ار؛‬

‫٭ المعيار المائي‪ :‬التلبي المنطقة المدروسة المعيار المائي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لعدم‬

‫توفر مياه الصرف الصحي المشبعة بالمواد المغذية؛‬

‫٭ المعيار التقني‪ :‬ال تلبي المنطقة المدروسة المعيار التقني الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لعدم‬

‫وجود كثافة سكانية مقبولة أو أنشطة اقتصادية مهمة‪ ،‬أي بمعنى آخر عدم وجود كميات كافية من‬

‫غاز ثاني أكسيد الكربون ‪.2O2‬‬

‫المنطقة "‪: "D‬‬

‫٭ المعيار المناخي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المناخي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة بشكل‬

‫جزئي فقط نظ ار للظروف المناخية المعقدة في جبال الهقار؛‬

‫٭ المعيار المائي‪ :‬التلبي المنطقة المدروسة المعيار المائي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة بسبب قلة‬

‫مياه الصرف الصحي المشبعة بالمواد المغذية؛‬

‫٭ المعيار التقني‪ :‬ال تلبي المنطقة المدروسة المعيار التقني الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لقلة‬

‫األراضي المسطحة ولعدم وجود كثافة سكانية مقبولة أو أنشطة اقتصادية مهمة‪ ،‬أي بمعنى آخر عدم‬

‫وجود كميات كافية من غاز ثاني أكسيد الكربون ‪.2O2‬‬

‫‪196‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المنطقة "‪: "E‬‬

‫٭ المعيار المناخي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المناخي الخاص باستزراع الطحالب الدقيقة نظ ار‬

‫لتوفر الظروف المناخية المالئمة (درجة ح اررة مثلى ‪ 35-25‬م‪ 0‬لنمو الطحالب الدقيقة)؛‬

‫٭ المعيار المائي‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار المائي الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لتوافر‬

‫كميات معتبرة من مياه الصرف الصحي أو بصفة عامة مياه ملوثة مشبعة بالمواد المغذية ضرورية‬

‫إلنتاج الطحالب الدقيقة (مياه ناتجة عن أنشطة بشرية واقتصادية مهمة)‪ ،‬باإلضافة إلى المياه الجوفية؛‬

‫٭ المعيار التقني‪ :‬تلبي المنطقة المدروسة المعيار التقني الخاص بإنتاج الطحالب الدقيقة نظ ار لوجود‬

‫مساحات شاسعة من األراضي المسطحة باإلضافة إلى وجود كثافة سكانية وأنشطة اقتصادية مقبولة‪،‬‬

‫أي بمعنى آخر توافر مساحات كبيرة من األراضي المسطحة باإلضافة إلى توافر كميات كافية من‬

‫غاز ثاني أكسيد الكربون ‪.2O2‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بدراسة اإلمكانات الحقيقية إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر بغرض تحويلها‬

‫إلى وقود حيوي‪ ،‬وذلك اعتمادا على مجموعة من المعايير المناخية والمائية والتقنية التي وضعتها‬

‫وكالة الطاقة الدولية اعتمادا على ما توصلت إليه مختلف التجارب الدولية في هذا الميدان‪ .‬وقد أبرز‬

‫اسقاط هذه المعايير على الجزائر اإلمكانات والمؤهالت الكبيرة التي تتوفر عليها البالد التي‬

‫باستطاعتها أن تصبح دولة منتجة للطحالب الدقيقة وبالتالي للوقود الحيوي من الجيل الثالث على‬

‫نطاق صناعي واسع‪ .‬كما استخلصنا على ضوء هذه المعايير أن ه رغم تعدد المناطق الممكن استغاللها‬

‫إلنتاج هذه الطحالب الدقيقة قبل تكرار زيتها لتحويله إلى وقود حيوي‪ ،‬غير أن المنطقة الجغرافية‬

‫األنسب إلنتاج الطحالب الدقيقة على مستوى صناعي واسع هي تلك التي تقع في شمال الوادي‪ ،‬في‬

‫بسكرة‪ ،‬وأقصى جنوب كل من المسيلة وخنشلة وباتنة وتبسة (المنطقة ‪ ،)P‬خاصة وأن هذه المنطقة‬

‫‪197‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تحتل الريادة في إنتاج التمور (واليتي بسكرة والوادي تستحوذان لوحدهما على ثلثي اإلنتاج الوطني‬

‫للتمور كما تم اإلشارة إليه سابقا) الممكن استعمالها في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول على‬

‫مستوى صناعي واسع كما تم اإلشارة إليه أيضا في المبحث السابق؛ مما يجعل من المنطقة مرشحة‬

‫لتصبح مهد قطاع الوقود الحيوي في الجزائر والرائدة في هذا المجال‪.‬‬

‫شكل ‪ :70‬أنسب منطقة إلنتاج الطحالب الدقيقة في الجزائر‬

‫المصدر‪[Google Map Algérie – Carte (coordonnées GPS)] :‬‬

‫خالصة‬

‫من خالل التباين الكبير المسجل في حالة قطاع الوقود الحيوي من دولة ألخرى‪ ،‬والراجع أساسا لتنوع‬

‫امكانات كل دولة في دعم هذا القطاع بما يتماشى مع ظروفها الطاقية والزراعية‪ ،‬التمسنا الحاجة في‬

‫هذا الفصل إلى دراسة االمكانات التي تتوفر عليها الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي بما يتوافق مع‬

‫الوضع الراهن في قطاعي المحروقات والزراعة‪ ،‬حيث سعينا في بداية هذا الفصل إلى رسم صورة‬

‫موجزة عن قطاع المحروقات وتطوره المستقبلي مع اإلشارة لقطاع النقل‪ ،‬وذلك إلبراز الحاجة الملحة‬

‫‪198‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫لتطوير وقود بديل للوقود البترولي في الجزائر‪ ،‬واستخلصنا أن هناك حتمية في التفكير مليا في إيجاد‬

‫مصدر طاقي بديل للوقود المشتق من البترول يسمح للجزائر بتحقيق االكتفاء الذاتي في الوقود دون‬

‫اللجوء إلى استي ارده كما هو الحال حاليا‪ ،‬كون اسطول المركبات في الجزائر واستهالك الوقود في‬

‫ارتفاع مستمر‪ ،‬ودون االعتماد على البترول الخام الذي يعرف إنتاجه انخفاضا مستم ار واستهالكه‬

‫الداخلي ارتفاعا متواصال مع تباث احتياﻁاته مما سيجعل من الجزائر دولة مستوردة له في مستقبل‬

‫قريب‪ .‬إنصب اهتمامنا بعد ذلك على حالة أهم المحاص يل السكرية والنشوية والزيتية في الجزائر التي‬

‫تدخل في إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول مع اإلشارة إلى تطور حجم الواردات الغذائية والزراعية‬

‫باعتبار الوقود الحيوي من الجيل األول ينافس اإلنسان في الغذاء والزراعة‪ ،‬واستخلصنا أنه ماعدا‬

‫التمور التي تزخر الجزائر بإمكانات كبيرة فيها قد تسمح لها بتطوير برنامج صناعي كبير إلنتاج‬

‫اإليثانول بفضلها على غرار برنامج إنتاج اإليثانول في الب ارزيل بفضل قصب السكر‪ ،‬فإن الجزائر ال‬

‫تستطيع حاليا الخوض في تجربة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول بفضل مختلف المحاص يل‬

‫الزراعية األخرى‪ ،‬سواء كانت سكرية أو نشوية أو زيتية‪ ،‬كونها دولة مستوردة لهذه المحاصيل من‬

‫جهة‪ ،‬كما أنها غير متخصص ة فيها وبعيدة عن تحقيق فائض في إنتاجها من جهة أخرى‪ ،‬مما يجعل‬

‫من إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في الجزائر على نطاق صناعي واسع بفضل هذه المحاص يل‬

‫أم ار مستبعدا ال يمكن إدراجه حاليا ضمن أولويات الدولة كونه غير واقعيا باعتبار أن أولوية استخدام‬

‫مختلف المحاصيل الزراعية تكون في التغذية اإلنسانية عوض تغذية محركات السيارات‪ .‬وأخي ار‪ ،‬ناقشنا‬

‫إمكانية تحقيق إنتاج صناعي ومستدام للوقود الحيوي من الجيل الثالث في الجزائر اعتمادا على‬

‫مجموعة من الشروط الالزم توفرها والمعوقات المناخية والبيولوجية والتقنية الواجب تجاوزها إلنتاج‬

‫الطحالب الدقيقة على نطاق واسع‪ ،‬وقد توصلنا انطالقا من هذه الشروط والمعوقات أن الجزائر تتوفر‬

‫‪199‬‬
‫إمكانات الجزائر في إنتاج الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الرابع‬

‫على إمكانات ومؤهالت كبيرة قد تسمح لها بأن تصبح دولة منتجة للوقود الحيوي من الجيل الثالث‬

‫على نطاق صناعي واسع‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تمهيد‬

‫في الوقت الذي تتزايد فيه مخاوف تغير المناخ‪ ،‬ويزداد الطلب العالمي على النفط إلى جانب تقلبات‬

‫أسعار هذا األخير وتقلص حجم امداداته‪ ،‬اعتمد عدد كبير من الدول اليوم سياسات بشأن الوقود‬

‫الحيوي تطرح جملة من الفرص والتحديات من النواحي الزراعية والطاقية واالجتماعية والبيئية‪.‬‬

‫يصف هذا الفصل المالمح الرئيسية لسياسات دعم الوقود الحيوي في األسواق الرئيسية له‪ ،‬وذلك‬

‫بهدف االستفادة من أهم الدروس المستخلص ة من تجارب الدول الرائدة في هذا المجال‪ .‬لهذا الغرض‪،‬‬

‫ارتأينا أوال في هذا الفصل دراسة التجربة الب ارزيلية التي‪ ،‬في ضوء تاريخها الطويل الذي يجعل منها‬

‫تجربة مرجعية ألهمت كل الدول األخرى‪ ،‬البد من دراستها بشكل أعمق وأدق من التجارب األخرى‬

‫المستوحاة مباشرة من التجربة الب ارزيلية على غرار التجربة الفرنسية التي سنسلط الضوء على أهم‬

‫التدابير المتخذة في إطارها لدعم قطاع الوقود الحيوي‪ ،‬السيما في نظامها الضريبي‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫التجربة األمريكية التي سنستعرض أهم اآلليات المعتمدة فيها لحماية قطاع الوقود الحيوي وتحفيز إنتاج‬

‫واستهالك هذا النوع من الوقود‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس سنتناول هذا الفصل من خالل التعرض إلى المباحث اآلتية ‪:‬‬

‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التجربة الب ارزيلية في مجال دعم الوقود الحيوي؛‬

‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬التجربة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي؛‬

‫‪ -‬المبحث الثالث‪ :‬التجربة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪202‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫المبحث األول‪ -‬التجربة البرازيلية في مجال دعم الوقود الحيوي‬

‫االستجابة للطلب المتزايد على الوقود البترولي مع الحد من التبعية لقطاع المحروقات هو من أهم‬

‫التحديات التي واجهت الب ارزيل وأجبرته إلى اللجوء للوقود الحيوي في قطاع النقل من خالل برنامج‬

‫اإليثانول (‪ )Proalcool‬منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي ثم برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل‬

‫(‪ )PNPB‬منذ بداية األلفية الثالثة‪ ،‬وهما برنامجان يمكن من خاللهما تشكيل صورة واضحة لسياسة‬

‫دعم الوقود الحيوي في الب ارزيل؛ وبالتالي سنقوم في بداية هذا المبحث بتسليط الضوء على األسس‬

‫التاريخية والسياسية واالقتصادية والطاقية التي بني عليها برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬من خالل‬

‫دراسة مختلف مراحله‪ ،‬ثم سنعمل على تقديم وتحليل حصيلته االجتماعية‪ ،‬األيكولوجية‪ ،‬الزراعية‬

‫اعتمادا على سياق‬


‫ً‬ ‫والطاقية؛ كما سنستعرض بعد ذلك برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ )PNPB‬وهذا‬

‫نشأته‪ ،‬إطاره القانوني‪ ،‬أهدافه ونتائجه‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن اإليثانول المستخرج من قصب السكر في‬

‫رزيل ]‪[FAO, 2008‬‬


‫الب ارزيل يعتبر حاليا الوحيد ال قادر على التنافس بفعالية مع الوقود البترولي في الب ا‬

‫وبالتالي سيتم دراسة برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬بأكثر تفاصيل من برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل‬

‫(‪ )PNPB‬الحديث النشأة‪.‬‬

‫‪ -1-I‬برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬

‫بعدما أطلق برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬في وقت هددت فيه واردات النفط الخام البالد باالختناق‬

‫المالي‪ ،‬أصبح اليوم هذا البرنامج رمز االستقاللية الطاقية الب ارزيلية‪.‬‬

‫‪ -1-1-I‬تعريف برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬

‫برنامج ‪ Proalcool‬هو برنامج وطني ب ارزيلي واسع جد مبدع‪ ،‬حيث يعتبر أكبر برنامج في العالم‬

‫للطاقة الحيوية [‪]Afionis, 2009, 03‬؛ تم إطالقه في عام ‪ 1975‬بتمويل حكومي بهدف استبدال‬

‫الوقود المستمد من مصدر بترولي بوقود اإليثانول المنتج من قصب السكر‪.‬‬

‫‪203‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وع ّزز اعتماد قرار إنتاج اإليثانول من قصب‬


‫تم إعداد هذا البرنامج استجابة للصدمة النفطية األولى‪ُ ،‬‬

‫السكر بفضل التكلفة المنخفضة للسكر في ذلك الوقت‪ ،‬والقدرات غير المستغلة للتقطير في مصانع‬

‫السكر‪ ،‬عالوة على تقاليد وخبرات الب ارزيل في زراعة وتحويل قصب السكر إلى أن أصبح‬

‫نموذجا للنجاح االقتصادي والطاقوي في إنتاج الوقود الحيوي [ ‪Emond, 2011,‬‬


‫ً‬ ‫برنامج ‪ Proalcool‬اليوم‬

‫‪.] i‬‬

‫‪ -2-1-I‬مراحل برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬

‫َمر برنامج ‪ Proalcool‬بخمس مراحل أساسية‪ ،‬تميزت كل واحدة منها بأحداثها التاريخية التي أثرت‬

‫على إنتاج واستهالك اإليثانول في الب ارزيل‪.‬‬

‫‪ -1-2-1-I‬مرحلة بعث البرنامج (‪)1979-1975‬‬

‫المرحلة األولى تتوافق مع ردة الفعل المباشر للب ارزيل على الصعوبات الناجمة عن صدمة النفط لسنة‬

‫‪ 1973‬حينما تضاعف سعر برميل البترول بأربعة مرات في تلك السنة [‪ ،]Yoffou, 2017, 22‬والتي‬

‫أسفرت سنة ‪ 1975‬عن والدة برنامج ‪ .Proalcool‬تميزت هذه المرحلة بنقطتين أساسيتين‪:‬‬

‫من جهة‪ ،‬كان الب ارزيل ي عتمد بشكل كبير على النفط األجنبي في السنوات ‪ ،1970‬مستوردا بذلك‬

‫‪ %85‬من احتياجاته النفطية [‪ ،]Alsif, 2010, 3‬مما انعكس سلبا على ميزان مدفوعاته بعد االرتفاع‬

‫الحاد في سعر النفط سنة ‪ 1973‬وأفرج عن تراجع في معدالت نمو اقتصاده وتسارع ضغوطاته‬

‫التضخمية [‪ .]Souza Braga, 1988, 02‬ففي سنة ‪ ،1974‬أصبحت فاتورة الواردات النفطية الب ارزيلية‬

‫تقدر ب ‪ 2.8‬مليار دوالر وهو ما كان يمثل ‪ %32.2‬من إجمالي نفقات االستيراد في البالد‪ ،‬بينما‬

‫كان حجم هذه الفاتورة ‪ 469‬مليون دوالر فقط سنة ‪ 1972‬وهو ما كان يمثل ‪ %9.7‬من إجمالي‬

‫نفقات االستيراد البالد في تلك الفترة [‪.]Leite et autres, 2009, 02‬‬

‫‪204‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬تزامنت هذه االحتياجات الطاقية الكبيرة مع سوء الظروف السوقية الخاصة بمادة‬

‫السكر الذي انهار سعرها تدريجيا إلى أن انتقل من ‪ 639‬دوالر‪/‬طن سنة ‪ 1974‬إلى ‪ 176‬دوالر‪/‬طن‬

‫سنة ‪ ،]Leite et autres, 2009, 02[ 1979‬أي انخفاض نسبته ‪ ،%72.45‬مما جعل من إنتاج وبيع‬

‫السكر في األسواق الدولية غير مربحا تجاريا بالنسبة للمزارعين الب ارزيليين بسبب هذا االنهيار في‬

‫األسعار‪ ،‬وأسفر عن فكرة تثمين قصب السكر من خالل تشجيع إنتاج وقود مستخرج من هذا‬

‫المحصول‪ ،‬وهي فكرة ال تقلل فقط من اعتماد الب ارزيل على واردات النفط‪ ،‬ولكنها توفر أيضًا فرصًا‬

‫اقتصادية جديدة لمنتجي قصب السكر‪ ،‬خاصة في ظل وجود خبرة وتحكم في الجوانب الفنية الخاص ة‬

‫بإنتاج هذا النوع من الوقود بعد التجارب التي أجريت قبل عدة سنوات‪.‬‬

‫وعليه يمكن القول أن ظروف سوق الطاقة وظروف سوق المواد الخام الزراعية‪ ،‬السيما مادة السكر‪،‬‬

‫هي من أسفرت سنة ‪ 1975‬عن بعث برنامج ‪ Proalcool‬من قبل الجنرال‪-‬الرئيس ‪Oliveira, [ Geisel‬‬

‫‪ ]2011, 118‬الذي كان يهدف أساسا إلى تقليل االعتماد الوطني على واردات النفط‪ ،‬توفير العمالت‬

‫األجنبية وتحقيق التنمية الوطنية من خالل خلق فرص عمل جديدة‪.‬‬

‫من الجذير بالذكر في هذا الصدد أنه قبل المنعطف التاريخي (‪ ،)1974-1973‬كان اإليثانول في‬

‫الب ارزيل ُيعتبر كمجرد منتج ثانوي للسكر‪ ،‬حيث كان يتم تصنيعه في ملحقات تقطير صغيرة‬

‫(‪ )distilleries annexes‬مجاورة لمصانع السكر [‪ ،]Oliveira, 2011, 119‬كما كانت شركة النفط‬

‫الحكومية "‪ "Petrobras‬هي ال مسؤولة عن شراء ونقل وتخزين وتوزيع اإليثانول باعتبار الحكومة‬

‫الب ارزيلية كانت هي من تحدد سعر اإليثانول في تلك الفترة‪ ،‬قبل تحريره فيما بعد كما سنراه‪.‬‬

‫‪ -2-2-1-I‬مرحلة تعزيز البرنامج (‪)1986-1979‬‬

‫تميزت السنوات ‪ 1980-1978‬بزيادة حادة في العجز التجاري الب ارزيلي الذي انتقل من ‪ 1-‬مليار‬

‫دوالر عام ‪ 1978‬إلى ‪ 2.7-‬مليار دوالر عام ‪ ]Regnier et Buffet , 1993, 81[ 1980‬مما وضع‬

‫‪205‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مباشرة العقيد "‪ "Figueiredo‬عند وصوله إلى السلطة في مارس ‪ 1979‬أمام معضلة جديدة‪ :‬كيفية‬

‫إدارة التضخم المتصاعد وإدارة الدين الخارجي التي كانت تستوعب خدمته ‪ %63‬من عائدات التصدير‬

‫دون التسبب في انخفاض معدل النمو‪ .‬أما على المستوى الدولي‪ ،‬كانت األوضاع تتميز بطفرة في‬

‫سعر البترول بعد أن ولد َت الثورة اإلسالمية والحرب اإلي ارنية‪-‬العراقية صدمة النفط الثانية سنة ‪1979‬‬

‫التي تسببت في مضاعفة سعر برميل البترول بثالث مرات [‪ ]Artus et autres, 2010, 11‬مما رفع‬

‫رزيلية وأعطى نقطة انطالقة المرحلة الثانية لبرنامج ‪Proalcool‬‬


‫بنسبة ‪ %51‬فاتورة واردات النفط الب ا‬

‫التي تميزت برفع احتكار الدولة على إنتاج اإليثانول وظهور العديد من المصانع الخاصة المستقلة‬

‫المتخصصة والمدعمة من الدولة إلنتاج اإليثانول المائي (‪ )éthanol hydraté‬الذي يحتوي على ‪%95‬‬

‫من اإليثانول و ‪ %5‬من الماء ويمكن استعماله مباشرة كوقود للسيارات على عكس اإليثانول الالمائي‬

‫(‪ )éthanol anhydre‬الموجود سابقا في السوق الب ارزيلية والواجب خلطه بالبنزين قبل استعماله كوقود‬

‫للسيارات [‪.]He, 2013, 04‬‬

‫أيضا خالل هذه المرحلة ظهور أول سيارات في السوق مجهزة بمحركات تشتغل‬
‫شهد الب ارزيليون ً‬

‫حصرًيا باإليثانول المائي (‪ ،)100 % éthanol hydraté‬وكانت من نوع ‪Meyer et autres, [ Fiat 147‬‬

‫‪.]2012, 05‬‬

‫استجاب الب ارزيليون بشكل إيجابي للتدفق الهائل من اإليثانول المائي والسيارات التي تشتغل باإليثانول‬

‫بنسبة ‪ .%100‬ففي عام ‪ ،1985‬قرابة جميع السيارات الجديدة التي بيعت في الب ارزيل كانت تشتغل‬

‫باإليثانول بنسبة ‪ ]Meyer et autres, 2012, 06[ %100‬كما يبينه الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫جدول ‪ :19‬مبيعات السيارات في الب ارزيل حسب نوع الوقود المستعمل (‪)1986-1979‬‬

‫سيارات اإليثانول )‪(%‬‬ ‫السنوات سيارات البنزين سيارات اإليثانول‬

‫‪0.3‬‬ ‫‪3114‬‬ ‫‪905 706‬‬ ‫‪1979‬‬

‫‪27.0‬‬ ‫‪240 638‬‬ ‫‪626 467‬‬ ‫‪1980‬‬

‫‪28.3‬‬ ‫‪136 241‬‬ ‫‪344 428‬‬ ‫‪1981‬‬

‫‪38.9‬‬ ‫‪232 575‬‬ ‫‪365 399‬‬ ‫‪1982‬‬

‫‪88.1‬‬ ‫‪579 328‬‬ ‫‪78 610‬‬ ‫‪1983‬‬

‫‪94.4‬‬ ‫‪565 536‬‬ ‫‪33 481‬‬ ‫‪1984‬‬

‫‪95.8‬‬ ‫‪645 551‬‬ ‫‪28 653‬‬ ‫‪1985‬‬

‫‪91.8‬‬ ‫‪697 050‬‬ ‫‪61 915‬‬ ‫‪1986‬‬


‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Rosillo-Calle et autres, 1998, 2‬‬

‫‪ -3-2-1-I‬مرحلة تراجع البرنامج (‪)1990-1986‬‬

‫تميزت المرحلة الثالثة بتباطؤ في برنامج ‪ ]Emond, 2011, 08[ Proalcool‬جراء الظروف االقتصاد‬

‫العالمي المعاكسة تماما لتلك التي ُس ّجلت في المرحلة األولى من البرنامج أين ارتفع سعر البترول‬

‫وانخفض سعر السكر في األسواق الدولية‪ .‬ففي منتصف الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬وبالضبط في‬

‫اقتصاديا جد صعب بسبب تغير األوضاع االقتصادية‬


‫ً‬ ‫اقعا‬
‫سنة ‪ ،1986‬بدأ البرنامج يواجه و ً‬

‫واالجتماعية للبالد نتيجة الصدمة المضادة للنفط التي انتقل على إثرها سعر البترول من نطاق‬

‫‪ 40-30‬دوالر للبرميل إلى نطاق ‪ 20-12‬دوالر للبرميل [‪ ،]Baddour, 1998, 07‬األمر الذي أسفر‬

‫على انخفاض ملحوظ في االستثمار الحكومي في برنامج ‪ Proalcool‬ودفع بالصناعيين إلى التخلي‬

‫عن إنتاج اإليثانول لصالح إنتاج السكر من أجل بيعه مباشرة كمادة خام كونه أصبح أكثر ربحية منذ‬

‫‪207‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫أن أصبح سعره في السوق العالمي جد مرتفع [ ‪Emond d’après Michellon et autres (1998), 2011,‬‬

‫‪.]08‬‬

‫تراجع الدعم الحكومي للبرنامج‪ ،‬وإنتاج السكر من أجل تصديره كمادة أولية عوض استخدامه في إنتاج‬

‫اإليثانول‪ ،‬تسببا في خلل كبير بين عرض اإليثانول الذي أصبح محدودا والطلب الكبير عليه الناجم‬

‫عن بيع عدد هائل من السيارات التي تعمل باإليثانول بنسبة ‪ %100‬في المرحلة السابقة من البرنامج‪،‬‬

‫حيث أصبح اإليثانول يتميز بالندرة [‪ ]Peyrache, 2009, 08‬وكمياته المتوفرة غير كافية لالستجابة‬

‫للطلب الوطني المتزايد‪ .‬وقد أسفرت هذه الحالة سنة ‪ 1989‬على حدوث أزمة حقيقية أدت إلى فقدان‬

‫ثقة الب ارزيليين في هذا النوع من الوقود وانهيار مبيعات السيارات التي تعمل باإليثانول بنسبة‬

‫‪ ،]Alsif, 2010, 3[%100‬إذ تراجعت هذه المبيعات من ‪ %93.6‬من إجمالي مبيعات السيارات في‬

‫الب ارزيل سنة ‪ 1987‬إلى ‪ %13.1‬فقط سنة ‪ ]Rosillo-Calle et autres, 1998, 2[ 1990‬كما يبينه‬

‫الجدول أدناه‪ ،‬وأُرغمت الحكومة الب ارزيلية على اتخاذ تدابير طارئة كاستيراد اإليثانول‪.‬‬

‫جدول ‪ :20‬مبيعات السيارات في الب ارزيل حسب نوع الوقود المستعمل (‪)1990-1987‬‬

‫سيارات اإليثانول )‪(%‬‬ ‫السنوات سيارات البنزين سيارات اإليثانول‬

‫‪93.6‬‬ ‫‪458 683‬‬ ‫‪31 190‬‬ ‫‪1987‬‬

‫‪88.0‬‬ ‫‪566 482‬‬ ‫‪77 312‬‬ ‫‪1988‬‬

‫‪60.4‬‬ ‫‪397 734‬‬ ‫‪260 821‬‬ ‫‪989‬‬

‫‪13.1‬‬ ‫‪81 650‬‬ ‫‪542 740‬‬ ‫‪1990‬‬


‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Rosillo-Calle et autres, 1998, 2‬‬

‫‪208‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -4-2-1-I‬مرحلة تحرير البرنامج (‪)2003-1990‬‬

‫على الرغم من كل المشاكل التي واجهتها صناعة اإليثانول خالل المرحلة الثالثة‪ ،‬إال أن الب ارزيل‬

‫استمر في شق طريقه في المرحلة الرابعة من برنامج ‪ Proalcool‬بعدما استفاد من الخبرة المكتسبة في‬

‫المراحل السابقة من البرنامج في إنتاج قصب السكر وإنتاج اإليثانول‪.‬‬

‫تميزت هذه المرحلة بتحرير قطاع السكر وإلغاء تدابير الدعم الحكومي لصناعة اإليثانول‪ .‬ففي سنة‬

‫‪ ، 1989‬تم رسميا غلق معهد السكر واإليثانول ‪ (Sugar and Alcohol Institute) IAA‬المؤسس‬

‫سنة ‪ ،]Dubeux-Turres, 2005, 03[ 1933‬وهو المعهد الحكومي الب ارزيلي الذي كان مسؤول عن‬

‫تسيير شؤون قطاع السكر واإليثانول لمدة ‪ً 56‬‬


‫عاما‪ .‬في سنة ‪ ،1997‬تم تحرير سعر اإليثانول المائي‬

‫(‪ )éthanol hydraté‬متبوعا باإليثانول الالمائي (‪ )éthanol anhydre‬سنة ‪Emond, 2011, [ 1999‬‬

‫‪ .]09‬وفي نفس السنة ‪ ،1999‬تم سحب جميع اللوائح الحكومية التي تحكم صناعة اإليثانول‪ ،‬إ ذ‬

‫أ صبحت ال توجد قيود على إنتاج اإليثانول في الب ارزيل ولم تعد الحكومة تقدم الدعم المالي للمنتجين‪،‬‬

‫حيث أصبح دور الحكومة يقتصر فقط على تحديد ومراقبة النسبة الدنيا والقصوى من اإليثانول الذي‬

‫يجب مزجه بالبنزين (من ‪ %20‬إلى ‪ %26‬منذ بداية السنوات ‪ 2000‬كما يبينه الشكل الموالي)‪ ،‬وهي‬

‫األداة الوحيدة التي تستخدمها الحكومة الب ارزيلية لموازنة العالقة بين العرض والطلب على اإليثانول‬

‫[‪ .]Emond, 2011, 09‬ومع ذلك‪ ،‬فإن القطاع الخاص إلنتاج اإليثانول كان قد اكتسب قوة ومتانة في‬

‫المراحل السابقة من البرنامج مكنته من االستغناء عن المساعدات الحكومية التي كانت ضرورية له‬

‫عند النشأة [‪.]Peyrache, 2009, 08‬‬

‫‪209‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫شكل ‪ :71‬متوسط محتوى اإليثانول في البنزين الب ارزيلي‬

‫المصدر‪[Coordination – BNDES et CGEE, 2008, 166] :‬‬

‫يتضح من خالل هذا الشكل أ ن الب ارزيل شرع في إ نتاج ودمج اإليثانول في البنزين منذ الثالثينات من‬

‫القرن الماضي رغم أن نسبة اإليثانول في البنزين في تلك الفترة كان تتراوح في حدود ‪ %5‬فقط وذلك‬

‫إلى غاية اطالق برنامج ‪ Proalcool‬في منتصف السبعينيات أين ارتفعت هذه النسبة من أقل من ‪%5‬‬

‫سنة اطالق البرنامج (‪ )1975‬إلى حوالي ‪ %22‬سنة ‪ ،1985‬قبل أن تتراجع هذه النسبة في المرحلة‬

‫الثانية من البرنامج لألسباب المذكورة سابقا‪ ،‬ثم تسجل ارتفاعا جديدا في التسعينيات جراء تحرير الدولة‬

‫لقطاع اإليثانول ورفع احتكارها عليه‪ ،‬عالوة على انخفاض سعر البترول في تلك الفترة لتصل هذه‬

‫النسبة إلى ‪ %25‬في العشرية األولى من األلفية الثالثة‪.‬‬

‫‪ -5-2-1-I‬مرحلة تكييف البرنامج )‪ -2003‬يومنا هذا(‬

‫تتميز أساسا المرحلة الخامسة لبرنامج ‪ Proalcool‬بإطالق أول سيارة من نوع "مرنة الوقود" ( ‪Flex-‬‬

‫‪ )fuel‬في سنة ‪ ،2003‬وهي سيارة يمكن أن تشتغل باستخدام أي نوع من الوقود (البنزين الخالص‪،‬‬

‫خليط اإليثانول والبنزين‪ ،‬اإليثانول الخالص سواء كان من النوع المائي أو الالمائي) وبأي نسبة [ ‪Sin‬‬

‫‪210‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ،]Oih Yu et autres, 2010, 01‬وكان الدافع وراء إدخال هذا النوع من المركبات‪ ،‬من بين أمور‬

‫أخرى‪ ،‬هو ارتفاع جديد في أسعار النفط في بداية األلفية الثالثة‪.‬‬

‫عرف هذا النوع من السيارات نجاحا تجاريا كبي ار‪ ،‬إذ انتقل حجم مبيعاته في السنة األولى من ‪48000‬‬

‫سيارة ‪ ،Flex-fuel‬أي ما يمثل حوالي ‪ %4‬من اجمالي مبيعات السيارات‪ ،‬إلى ‪ %86‬من جميع‬

‫المركبات الخفيفة المباعة في سنة ‪ ]Leite et autres, 2009, 02[ 2007‬بسبب سماح هذا النوع من‬

‫السيارات للسائقين الب ارزيليين باالختيار بين مختلف أنواع الوقود المعروضة وفًقا لتوافرها وسعرها وأدائها‬

‫مما أدى إلى إحياء اهتمام وثقة الب ارزيليين في اإليثانول بسبب قدرتهم على تكييف استهالكهم للوقود‬

‫وفقا لظروف السوق إلى درجة تجاوز استهالك اإليثانول في الب ارزيل نسبة استهالك البنزين كما يبينه‬

‫الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ : 72‬تسجيالت السيارات الجديدة بحسب الوقود في الب ارزيل (‪)2009-2000‬‬

‫المصدر‪[Yifan He, 2013, 09] :‬‬

‫نالحظ من خالل هذا الشكل ثبات في حجم مبيعات السيارات التي تعمل حصريا باإليثانول أو حصريا‬

‫بالديزل إلى غاية إطالق أول سيارة من نوع "مرنة الوقود" (‪ )Flex-fuel‬سنة ‪ 2003‬أين سجل منعرج‬

‫عرفت من خالله مبيعات السيارات التي تعمل حصريا بالبنزين انخفاضا مستم ار بينما عرف حجم‬

‫‪211‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مبيعات السيارات من نوع "مرنة الوقود" (‪ )Flex-fuel‬طفرة كبيرة جدا في السوق الب ارزيلية لدرجة تجاوزه‬

‫لمبيعات السيارات التي تعمل حصريا بالبنزين ابتداء من سنة ‪.2005‬‬

‫‪ -3-1-I‬حصيلة برنامج اإليثانول (‪)Proalcool‬‬

‫يعتمد نجاح واستمرار برنامج ‪ Proalcool‬على كمية السكر المنتجة والموجهة لمختلف مصانع إنتاج‬

‫اإليثانول في الب ارزيل‪ ،‬وبالتالي تتوقف حصيلة هذا البرنامج أساسا على قطاع قصب السكر‪.‬‬

‫‪ -1-3-1-I‬الحصيلة الزراعية‬

‫• ارتفاع إنتاج قصب السكر‬

‫رزيل بعدما تم تحرير ثم تكييف برنامج ‪Proalcool‬‬


‫يبين الشكل أدناه تطور إنتاج قصب السكر في الب ا‬

‫مع ظروف السوق‪.‬‬

‫شكل ‪ :73‬تطور إنتاج قصب السكر في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬


‫طن‬ ‫قصب السكر‬
‫‪800 000,00‬‬
‫‪700 000,00‬‬
‫‪600 000,00‬‬
‫‪500 000,00‬‬
‫‪400 000,00‬‬
‫‪300 000,00‬‬
‫‪200 000,00‬‬
‫‪100 000,00‬‬
‫‪0,00‬‬
‫‪2001‬‬

‫‪2006‬‬

‫‪2014‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬
‫‪2025‬‬
‫‪2026‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2017), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫)‪agricoles de l’OCDE (base de données‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله أن االتجاه العام إلنتاج قصب السكر في الب ارزيل هو تصاعدي‬

‫وسيستمر على هذا الحال إلى غاية ‪ 2026‬على األقل‪ ،‬حيث أن هذا اإلنتاج عرف ارتفاعا مستمرا‬

‫منذ تحرير قطاع السكر في المرحلة الرابعة من برنامج ‪ Proalcool‬وتكييف هذا البرنامج مع ظروف‬

‫‪212‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫السوق في المرحلة الخامسة التي عرفت إطالق أول سيارة من نوع "مرنة الوقود" (‪ )Flex-fuel‬األمر‬

‫الذي أدى إلى طفرة كبيرة في الطلب على اإليثانول واستجابة منتجي قصب السكر لهذا الطلب برفع‬

‫إنتاجهم كون اإليثانول الب ارزيلي مستخرج أساسا من قصب السكر كما يبينه الشكل الموالي‪ ،‬حيث انتقل‬

‫هذا اإلنتاج من ‪ 256818‬طن سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 664003,79‬طن سنة ‪ ،2016‬أي بنسبة ارتفاع‬

‫تفوق ‪ %158‬في ظرف عشرية ونص ف فقط رغم تسجيل تراجع طفيف في اإلنتاج بين سنتي‬

‫‪.2012/2011‬‬

‫شكل ‪ :74‬تطور المحاصيل المستعملة في إنتاج اإليثانول في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬


‫مليون لتر‬ ‫اإليثانول المنتج من قصب السكر‬ ‫اإليثانول المنتج من محاصيل أخرى‬
‫‪35 000,00‬‬

‫‪30 000,00‬‬

‫‪25 000,00‬‬

‫‪20 000,00‬‬

‫‪15 000,00‬‬

‫‪10 000,00‬‬

‫‪5 000,00‬‬

‫‪0,00‬‬
‫‪2000‬‬

‫‪2007‬‬

‫‪2014‬‬

‫‪2021‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬

‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬

‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬

‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬
‫‪2025‬‬
‫‪2026‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2017), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫يبرز الشكل أعاله بوضوح هيمنة قصب السكر في إنتاج اإليثانول في الب ارزيل رغم تعدد المحاصيل‬

‫األخرى الممكن استخدامها في إنتاج اإليثانول كما رأيناه في الفصول السابقة (البنجر‪ ،‬الذرة‪،‬‬

‫القمح‪...،‬الخ)‪ ،‬حيث يالحظ أن الفرق بين كمية قصب السكر المستعملة في إنتاج اإليثانول في‬

‫الب ارزيل سنة ‪ 26590.71( 2016‬مليون طن) وكمية جميع المواد األولية الزراعية األخرى المستعملة‬

‫‪213‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫في هذا اإلنتاج في نفس السنة ‪ 2615( 2016‬مليون طن) هو ‪ 23975.71‬مليون طن‪ ،‬أي أن‬

‫كمية قصب السكر لوحدها تفوق بعشر مرات كمية كل المواد األولية الزراعية األخرى مجتمعة‪.‬‬

‫ومن الجذير بالذكر هنا أن الكمية المنتجة من قصب السكر الب ارزيلي ال توجه كلها إلنتاج اإليثانول‬

‫فحسب‪ ،‬بل يوجه الب ارزيل جزء معتبر منها إلى إنتاج السكر كما يبينه الشكل أدناه‪ ،‬حيث أن توزيع‬

‫الكمية المنتجة من قصب السكر بين إنتاج اإليثانول أو إنتاج السكر يتوقف على عدة عوامل كسعر‬

‫البترول‪ ،‬وسعر السكر في السوق الدولية‪ ،‬والعالقة طلب‪/‬عرض اإليثانول والسكر على المستوى‬

‫الداخلي والخارجي‪ ،‬والمخزون الدولي للسكر وغيرها من العوامل‪.‬‬

‫شكل ‪ :75‬تطور كمية قصب السكر المستخدم في إنتاج اإليثانول والسكر في الب ارزيل‬
‫إيثانول‬ ‫سكر‬
‫مليون طن‬
‫‪1000‬‬
‫‪900‬‬
‫‪800‬‬
‫‪700‬‬
‫‪600‬‬
‫‪500‬‬
‫‪400‬‬
‫‪300‬‬
‫‪200‬‬
‫‪100‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2017), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫نميز مرحلتين أساسيتين في الشكل أعاله‪ ،‬تتميز األولى بوجد توازن في كميات قصب السكر‬

‫المستخدمة في إنتاج اإليثانول وتلك المخصصة إلنتاج السكر في الب ارزيل‪ ،‬والثانية بتعمق الفارق‬

‫بينهما‪ ،‬حيث نسجل في المرحلة األولى تطابق تام في هذه الكميات وذلك خالل الفترة الممتدة بين‬

‫سنتي ‪ 2000‬و ‪ ،2006‬ثم نالحظ في المرحلة الثانية تفاوت في هذه الكميات لصالح إنتاج اإليثانول‪،‬‬

‫‪214‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫خاصة بعد سنة ‪ .2013‬ويمكن تفسير هذا التفاوت لصالح إنتاج اإليثانول بعدة عوامل أهمها انخفاض‬

‫سعر السكر الخالص في األسواق الدولية في هذه الفترة ابتداءا من ‪ 2013/2012‬كما يبينه الشكل‬

‫الموالي مما جعل من تحويل قصب السكر إلى إيثانول عوض تحويله إلى سكر خالص أكثر ربحية‬

‫بالنسبة للمنتجين‪ ،‬باإلضافة إ لى بلوغ سعر البترول مستويات قياسية في نفس الفترة ‪2013/2012‬‬

‫كما بينه سابقا الشكل ‪ 17‬مما جعل من سعر الوقود البترولي جد مرتفع في الب ارزيل وجدد االهتمام‬

‫باإليثانول كبديل له الذي أصبح إنتاجه يثير درجة كبيرة من الحماسة‪.‬‬

‫شكل ‪ :76‬تطور السعر الدولي للسكر الخالص‬ ‫تطور سعر البترول (تذكير لشكل ‪ 17‬فصل ‪)2‬‬
‫‪120‬‬ ‫‪Moyenne du‬‬
‫‪panier OPEP‬‬
‫‪100‬‬
‫دوالر أمريكي‪ /‬برميل‬

‫‪80‬‬
‫‪60‬‬
‫‪40‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2000 2002 2004 2006 2008 2010 2012 2014‬‬

‫المصدر‪]SNFS, 2017, 01[ :‬‬ ‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[prixdubaril.com‬‬

‫• تغيير استخدام األراضي‬

‫يشتمل التوسع الحالي لحقول قصب السكر الموجه إلنتاج اإليثانول في الب ارزيل على نوعين من‬

‫التأثيرات السلبية على األراضي‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬تأثير مباشر ينطوي على تحويل األراضي غير الزراعية‬

‫إلى حقول قصب السكر مما يلحق ضرر على النظم اإليكولوجية المحلية؛ ومن ناحية أخرى‪ ،‬تأثير‬

‫غير مباشر يسمى أيضا بالتغيرات غير المباشرة في استخدام األراضي والناتج عن توسع حقول قصب‬

‫السكر على حساب األراضي الزراعية [‪ .]Rodrigues & Ortiz, 2006, 11‬ويمكن لهذا التأثير غير‬

‫المباشر أن يؤدي إلى توترات من حيث توافر األراضي الصالحة للزراعة إلنتاج المواد الغذائية وبالتالي‬

‫زيادة أسعار هذه األخيرة ]‪ ،[Bertrand et autres, 2008, 20‬خاصة إذا علمنا أن الشركات الكبرى‬

‫المنتجة لإليثانول تقوم باستئجار األراضي الزراعية من المزارعين المحليين المتوسطين والصغار بعقود‬

‫‪215‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ال تقل مدتها عن ‪ 12‬سنة‪ ،‬وأن هؤالء المزارعين مسؤولون على إنتاج ‪ %70‬من الغذاء الموجه للسوق‬

‫المحلية ]‪.[Mendonça, 2010, 14‬‬

‫ومن أجل إعطاء صورة أكثر وضوحا لتطور المساحات المخصصة إلنتاج المحاصيل الزراعية في‬

‫الب ارزيل‪ ،‬بما فيها قصب السكر‪ ،‬نقدم الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ : 77‬االتجاهات العامة للمساحات المخصصة إلنتاج المحاصيل الزراعية في الب ارزيل‬
‫قصب السكر‬ ‫المحاصيل الزيتية‬ ‫األرز‬ ‫الحبوب الثانوية‬ ‫القمح‬
‫مليون هكتار‬
‫‪80‬‬

‫‪70‬‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬

‫‪40‬‬

‫‪30‬‬

‫‪20‬‬

‫‪10‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2000 2001 2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019 2020 2021 2022 2023 2024‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫نالحظ من خالل الشكل أعاله أن المساحات المخصصة إلنتاج القمح والحبوب الثانوية في الب ارزيل‪،‬‬

‫والتي تعد المصدر األساسي لغذاء السكان‪ ،‬تتميز بالثبات النسبي منذ عقدين تقريبا وسيستمر هذا‬

‫الوضع على حاله إلى غاية سنة ‪ 2024‬على األقل رغم االرتفاع المستمر للحاجات الغذائية وعدد‬

‫السكان في الب ارزيل منذ بداية األلفية الثالثة والذي انتقل من ‪ 175‬مليون نسمة سنة ‪ 2000‬إلى ‪205‬‬

‫مليون نسمة سنة ‪[Banque Mondiale, 2018] 2015‬؛ بينما عرفت المحاصيل الزيتية منذ سنة‬

‫‪ 2000‬ارتفاعا في المساحات المخصصة لزراعتها‪ ،‬إذ انتقلت هذه المساحات من ‪ 13,84‬مليون‬

‫هكتار سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 29,46‬مليون هكتار سنة ‪ ،2015‬أي ارتفاع يقدر ب ‪ %112,86‬وستستمر‬

‫‪216‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫في االرتفاع مستقبال‪ .‬في حين أن المساحات التي عرفت أكبر نسبة ارتفاع هي تلك المخصصة‬

‫إلنتاج قصب السكر حيث ارتفعت ب ‪ %132,45‬بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2015‬وستسمر باالرتفاع‬

‫لتبلغ نسبة ‪ %203,16‬سنة ‪ 2024‬مقارنة مع مستوى سنة ‪ .2000‬هذا الوضع سيؤدي حتما إلى‬

‫زيادة الضغط على الموارد الطبيعية والزراعية وتفاقم مشكلة الغذاء بسبب الفجوة التي يسببها بين‬

‫معدالت النمو السكاني ومعدالت نمو الرقعة الزراعية في الب ارزيل رغم أن تقلص المساحات الزراعية‬

‫المخصصة إلنتاج مختلف المواد األولية الزراعية ستعوض نسبيا بزيادة مردودات هذه المواد كما يبينه‬

‫الشكل أدناه أين يالحظ أنه رغم الثبات النسبي للمساحات المخصصة إلنتاج مختلف المحاصيل‬

‫الزراعية في الب ارزيل كما رأيناه في الشكل السابق إال أن مردودات هذه المحاصيل مرشحة كلها‬

‫لالرتفاع مستقبال على عكس قصب السكر الذي رغم استحواذه على مساحات كبيرة من األراضي‬

‫الزراعية إال أن مردوده مرشح للثبات نسبيا في السنوات المقبلة‪.‬‬

‫شكل ‪ :78‬نمو مردودات الحبوب‪ ،‬قصب السكر والقطن في الب ارزيل (‪)2024-2000‬‬
‫القمح‬ ‫الحبوب الثانوية‬ ‫األرز‬ ‫المحاصيل الزيتية‬ ‫قصب السكر‬ ‫القطن‬
‫المؤشر )‪(2000=100‬‬
‫‪250‬‬

‫‪200‬‬

‫‪150‬‬

‫‪100‬‬

‫‪50‬‬

‫‪0‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫‪217‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -2-3-1-I‬الحصيلة الطاقية‬

‫• الجدوى الطاقية لإليثانول‬

‫إن مسألة الجدوى الطاقية لإليثانول لبرنامج ‪ ProAlcool‬أقل وضوحا من حصيلته الزراعية‪ ،‬حيث أنه‬

‫من أجل دراسة هذه الجدوى‪ ،‬من الضروري النظر في الطاقة الالزمة إلنتاج محصول قصب السكر‬

‫الذي يستعمل في إنتاج اإليثانول (مثل المبيدات أو البنزين الذي ينفق على الج اررات في الحقول)‪ ،‬ثم‬

‫إضافة الطاقة الالزمة لعملية تحويل قصب السكر المقطوع إلى إيثانول‪ ،‬وأخي ار طرح مجموع كل الطاقة‬

‫المنفقة من مجموع الطاقة المنتجة (اإليثانول)‪ .‬انطالقا من هنا‪ ،‬قد يبدو أ ن تحديد الجدوى الطاقية‬

‫طا‪ ،‬إال أن بحثنا هذا أظهر لنا أن الجدوى الطاقية لإليثانول ليست خالية من‬
‫لإليثانول أم ار بسي ً‬

‫الخالفات واإلحصائيات المتباينة والخطب المتناقضة‪.‬‬

‫فبحسب معطيات اتحاد صناعة قصب السكر لوالية ساو باولو [‪،]http://www.unicadata.com.br‬‬

‫فإن الجدوى الطاقية لتحويل الذرة إلى إيثانول في الواليات المتحدة األمريكية هي ‪ 1.29‬كيلو كالوري‬

‫من الطاقة األحفورية لكل ‪ 1‬كيلو حراري من اإليثانول المنتج‪ ،‬أي جدوى طاقية سلبية‪ ،‬في حين أن‬

‫الجدوى الطاقية لإليثانول المستخرج من قصب السكر في الب ارزيل إيجابية‪ ،‬حيث أنه لكل ‪ 1‬كيلو‬

‫كالوري من الطاقة األحفورية المستثمرة يتم إنتاج ‪ 3.24‬كيلو كالوري من اإليثانول‪ .‬إال أننا وجدنا‬

‫إحصائيات أخرى متباينة مع نتائج اتحاد صناعة قصب السكر لوالية ساو باولو )‪(UNICA‬؛ فعلى‬

‫سبيل المثال‪ ،‬وحسب مصدر آخر‪ ،‬فإنه لكل وحدة من الطاقة األحفورية المستهلكة يتم إنتاج ‪ 8‬وحدات‬

‫من اإليثانول المستخرج من قصب السكر في الب ارزيل‪ ،‬مقارنة بـ ‪ 1.4‬وحدة منتجة من اإليثانول‬

‫المستخرج من الذرة باستهالك نفس عدد الوحدات من الطاقة األحفورية في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫[‪ ،]/http://www.icone-png.com/sciences/statistique‬كما أشار نفس المصدر إلى أن نوعية‬

‫اإليثانول الب ارزيلي الذي ينتج من قصب السكر أحسن بكثير من نوعية اإليثانول المنتج في الواليات‬

‫‪218‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫المتحدة من الذرة‪ ،‬وأن إنتاجيته هي ‪ 6000‬لتر لكل هكتار من محصول قصب السكر في الب ارزيل‬

‫مقابل ‪ 3500‬لتر لكل هكتار من الذرة في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬

‫وبحسب دراسة أخرى‪ ،‬فإن عملية إنتاج اإليثانول في الب ارزيل ال تتطلب استخدام البنزين إال لتشغيل‬

‫اآلالت الزراعية والشاحنات‪ ،‬أ ما الح اررة والكهرباء الالزمان للعمليات الصناعية فكلها متجددة‪ ،‬إذ يتم‬

‫الحصول عليها بحرق تفل قصب السكر ]‪ .[Rodrigues & Ortiz, 2006, 25‬ففي الجدول الموالي‬

‫الموضح للكفاءة الطاقية لإليثانول في الب ارزيل‪ ،‬تمثل مدخالت الطاقة استهالك البنزين في النقل‬

‫والطاقة البترولية الموجودة في األسمدة الكيماوية المستخدمة وفي البنية التحتية ومختلف المعدات‪ ،‬في‬

‫حين تمثل المخرجات الطاقة الموجودة في اإليثانول المنتج وفي تفل قصب القصب المستخدم إلنتاج‬

‫الكهرباء والح اررة‪ .‬النتيجة المتحصل عليها إيجابية للغاية ويمكن أن تفسر سبب االهتمام الكبير الذي‬

‫يوليه الب ارزيل إلنتاج اإليثانول باستخدام قصب السكر‪.‬‬

‫جدول ‪ :21‬الطاقة المستهلكة في المراحل الزراعية والصناعية إلنتاج اإليثانول في الب ارزيل‬
‫)كيلو كالوري‪/‬طن من قصب السكر(‬ ‫مدخالت و مخرجات‬
‫مدخالت الطاقة‬ ‫مخرجات الطاقة‬
‫المرحلة الزراعية‬ ‫‪45861‬‬

‫المرحلة الصناعية‬ ‫‪9510‬‬

‫إيثانول‬ ‫‪490100‬‬

‫تفل قصب السكر‬ ‫‪75600‬‬

‫المجموع‬ ‫‪55371‬‬ ‫‪565700‬‬

‫مدخالت‪/‬مخرجات‬ ‫‪10,2‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Rodrigues & Ortiz, 2006, 26‬‬

‫إالًّ أنه بعد معاينتنا لألساليب المستخدمة في دراسة "‪ "Rodrigues & Ortiz‬باإلضافة إلى تلك الخاص ة‬

‫بمحللي اتحاد صناعة قصب السكر في والية ساو باولو )‪ ،(UNICA‬الحظنا أن المتغيرات المستخدمة‬

‫في اعداد الجدوى الطاقية الناتجة عن تحويل قصب السكر إلى إيثانول غير مكشف عنها بشكل كامل‪،‬‬

‫كما الحظنا بعض اإلهمال فيما يتعلق ببعض النقاط التي هي جزء من عملية إنتاج وزراعة القصب‬

‫‪219‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫السكر وتوزيع اإليثانول على غرار استخدام األسمدة التي هي اآلن جد منتشرة في الب ارزيل أثناء مرحلة‬

‫تحضير األرض قبل زراعة قصب السكر‪ ،‬علما أن هذه األسمدة مصنوعة من المشتقات البترولية‪ .‬كل‬

‫هذه النقائص وهذا اإلهمال في بعض النقاط التي يجب أن تأخذ في الحسبان أثناء دراسة الجدوى‬

‫الطاقية لإليثانول لتجنب "التحيز" في النتائج المعلنة قد تثير الجدل حول صحة االستنتاجات المقدمة‬

‫في دراسة الجدوى الطاقية لإليثانول‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن النتائج ستكون غير دقيقة دون إدراج‬

‫كمية الطاقة البترولية المنفقة في توزيع اإليثانول كون هذا المتغير أساسيا أيضا ًا‬
‫نظر ألن توزيع‬

‫اإليثانول إلى محطات الوقود في الب ارزيل يتم عن طريق الشاحنات التي تعمل في الغالب بالوقود‬

‫البترولي مما يجعل السعر النهائي لإليثانول يعتمد بشكل مباشر على استهالك المشتقات البترولية‪،‬‬

‫وبالتالي فإن النتائج ستكون غير دقيقة دون إدراج كمية الطاقة البترولية المنفقة في عملية توزيع‬

‫اإليثانول‪ .‬ويوضح بشكل جيد مثال سعر اإليثانول في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية للبرازيل‬

‫رزيل (‪)ANP‬‬
‫تأثير تكلفة توزيع اإليثانول على سعر هذا األخير‪ ،‬فحسب الوكالة الوطنية للنفط في الب ا‬

‫[‪ ،]/http://www.anp.gov.br‬هناك ‪ 66‬مصنع إلنتاج اإليثانول في المناطق الشمالية والشمالية‬

‫الشرقية للب ارزيل‪ ،‬ولكن سعر اإليثانول في هذه المناطق ‪-‬التي هي األكثر فق ار في الب ارزيل‪ -‬ه و‬

‫األعلى في كل الب ارزيل‪ ،‬إذ وحسب تقرير الوكالة نفسها‪ ،‬يرجع سبب ارتفاع سعر اإليثانول في هذه‬

‫المناطق إلى عدم وجود البنية التحتية الحضرية لتوزيع اإليثانول‪ ،‬حيث أن مشاكل توزيع وبيع‬

‫اإليثانول في هذه المناطق تتطلب بناء الطرق السريعة‪ ،‬تخلق ازدحام كثيف للشاحنات‪ ،‬تتطلب المزيد‬

‫من الطاقة والمزيد من النفط‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬ورغم تباين نتائج الدراسات حول الجدوى الطاقية لبرنامج ‪ ProAlcool‬المتعلقة بإنتاج‬

‫االيثانول في الب ارزيل بفضل قصب السكر‪ ،‬ورغم تسجيل بعض النقائص في هذه الدراسات‪ ،‬إال أنه‬

‫‪220‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يمكننا االستنتاج أن الجدوى الطاقية لإليثانول هي إيجابية‪ ،‬أي أن الطاقة المنفقة إلنتاج اإليثانول في‬

‫الب ارزيل هي أقل بكثير من الطاقة المنتجة (اإليثانول)‪.‬‬

‫• إنتاج‪ ،‬استهالك وتصدير اإليثانول‬

‫سمح برنامج ‪ ProAlcool‬بالحصول على اسقاطات كبيرة على إنتاج‪ ،‬استهالك وتصدير اإليثانول‬

‫الب ارزيلي كما يبينه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :79‬استهالك‪ ،‬إنتاج وصافي مبادالت اإليثانول في الب ارزيل (‪)2024-2000‬‬


‫االستهالك‬ ‫اإلنتاج‬ ‫صافي المبادالت (المحور األيمن)‬
‫مليار لتر‬ ‫مليار لتر‬
‫‪45‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪40‬‬
‫‪5‬‬
‫‪35‬‬
‫‪30‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪25‬‬
‫‪3‬‬
‫‪20‬‬
‫‪15‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪10‬‬
‫‪1‬‬
‫‪5‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2009‬‬

‫‪2016‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬

‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2015), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫سمح برنامج ‪ ProAlcool‬بجعل الب ارزيل يحتل الصدارة العالمية في إنتاج اإليثانول طيلة ثالث عقود‬

‫كاملة قبل أن تتجاوزه الواليات المتحدة األمريكية منذ بداية السنوات ‪ 2000‬بعدما اتبعت في سياستها‬

‫الداعمة للوقود الحيوي نفس خطوات الب ارزيل واستوحت من تجربته الكبيرة في قطاع الوقود الحيوي‬

‫جاعلة من الب ارزيل يحتل المرتبة الثانية عالميا بإنتاج يفوق ‪ 30‬مليار لتر سنويا (‪ )2015‬كما يبينه‬

‫الشكل أعاله بعدما تضاعف هذا اإلنتاج بثالث مرات مقارنة مع مستواه لسنة ‪ 2000‬لما كان قدره‬

‫‪ 10.6‬مليار لتر‪ ،‬ومن المتوقع أن يزيد الب ارزيل في هذا اإلنتاج ليصل إلى أكثر من ‪ 42‬مليار لتر‬

‫‪221‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫سنويًا بحلول سنة ‪ .2024‬إضافة إلى ذلك‪ ،‬يعد الب ارزيل أيضا ثاني أكبر مستهلك لإليثانول في العالم‬

‫بكيمة مستهلكة قدرها ‪ 29.5‬مليار لتر (‪ )2015‬التي من المتوقع أن ترتفع إلى ما يقارب ‪ 39‬مليار‬

‫لتر سنويًا بحلول سنة ‪ ،2024‬وهذا راجع أساسا إلى تسويق السيارات "مرنة الوقود" (‪ )Flex-fuel‬أوائل‬

‫عام ‪ 2003‬والتي تعتبر القوة الدافعة الرئيسية الستهالك اإليثانول في الب ارزيل‪.‬‬

‫يتضح لنا أيضا من هذا الشكل أن صافي مبادالت اإليثانول في الب ارزيل يتوقف على الفرق المسجل‬

‫بين حجم اإلنتاج وحجم االستهالك الداخلي لإليثانول‪ ،‬حيث يالحظ أن هذا الفرق ضئيل جدا إذ لم‬

‫نقول شبه منعدم في بعض السنوات‪ ،‬وعليه سنقدم هذا الفرق اعتمادا على وحدة "مليون لتر" عوض‬

‫"مليار لتر" من أجل رؤية أفضل وأكثر وضوحا كما هو مبين في الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :80‬تطور الكميات المستهلكة والمصدرة من اإليثانول في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬

‫مليون لتر‬ ‫االستهالك الداخلي‬ ‫التصدير‬


‫‪35 000,00‬‬

‫‪30 000,00‬‬

‫‪25 000,00‬‬

‫‪20 000,00‬‬

‫‪15 000,00‬‬

‫‪10 000,00‬‬

‫‪5 000,00‬‬

‫‪0,00‬‬
‫‪2008‬‬

‫‪2017‬‬

‫‪2026‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬
‫‪2004‬‬
‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬

‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬

‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬
‫‪2021‬‬
‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬
‫‪2025‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2017), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE.‬‬

‫يتضح من الشكل أعاله أن الجزء األكبر من اإليثانول الب ارزيلي موجه للسوق الداخلية الب ارزيلي بنسبة‬

‫تفوق ‪ %93‬في سنة ‪ 28380( 2016‬مليون لتر لالستهالك الداخلي و‪ 2132‬مليون لتر للتصدير)‬

‫‪222‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وهي نسبة مرشحة للثبات في السنوات المقبلة حيث بحلول سنة ‪ 2024‬ستبقى هذه النسبة في حدود‬

‫‪ %93‬أيضا (‪ 34395‬مليون لتر لالستهالك الداخلي و‪ 3237‬مليون لتر للتصدير) األمر الذي يبين‬

‫أن الهدف الرئيسي لبرنامج ‪ ProAlcool‬يتمثل في الوصول إلى االكتفاء الذاتي من الوقود وتحقيق‬

‫االستقاللية عن سوق البترول‪.‬‬

‫‪ -3-3-1-I‬الحصيلة االجتماعية‬

‫• استعباد قاطعي قصب السكر‬

‫في الفترة االستعمارية كان يتم االستيالء على العمال في إفريقيا ليتم نقلهم إلى القارة األمريكية عن‬

‫طريق القوارب من أجل استعبادهم في الحقول‪ ،‬أما حاليا فتقوم صناعة اإليثانول في الب ارزيل بالبحث‬

‫عن قوتها العاملة في الداخل‪ ،‬وبالضبط في واليات الشمال والشمال الشرقي للب ارزيل‪ ،‬وهي الواليات‬

‫ال أن وقت عمل هؤالء العمال حاليا في‬


‫ذات أسوء مؤشرات التنمية البشرية ]‪ ،[Brito, 2009, 07‬إ ّ‬

‫حقول قطع قصب السكر الزال نفسه وقت عمل العبيد األوائل ‪[Brito, 2009, 08, d’après Silva,‬‬

‫]‪ 1999‬مما أدى إلى ظهور مشاكل صحية خطيرة وحتى الموت بالنسبة للعديد منهم‪ .‬ففي سنة ‪2004‬‬

‫مثال‪ ،‬توفي ‪ 19‬قاطع قصب السكر بسبب اإلرهاق في حقول والية ساو باولو (‪ )São Paulo‬لوحدها‪،‬‬

‫أما بين عامي ‪ 2005‬و ‪ 2007‬فتوفي ‪ 21‬قاطع قصب السكر بسبب اإلرهاق أيضا في نفس الوالية‬

‫فقط ]‪.[Mendonça, 2010, 12‬‬

‫خالل المرحلة البحثية على اليد العاملة الرخيصة‪ ،‬تلعب الوعود الكاذبة في الب ارزيل دو اًر أساسياً‪ ،‬إذ‬

‫يقوم اإلداريين الملقبون بـ "‪ ،"gatos‬وهم من تناط بهم مهمة العثور على أفضل العاملين‪ ،‬بإغواء أقوى‬

‫العمال واألكثر مقاوم ًة بعروض العمل‪ ،‬واألجور الجيدة‪ ،‬واإلسكان‪ ،‬والغذاء‪ ،‬واالستقرار وغير ذلك‬

‫بهدف غرس فيهم أمل حياة أفضل وفرصة لدعم أسرهم ‪ .‬من تلك اللحظة‪ ،‬ليس من غير المألوف أن‬

‫يشعر قاطعو قصب السكر الجدد بشعور االمتنان الذي غالبا ما يتجاوز حدود العالقة المهنية [ ‪Brito,‬‬

‫‪223‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ،]2009, 07‬إذ تصبح عالقة رب العمل مع العمال تتميز ببعد أبوي (‪ )dimension patriarcale‬أو‬

‫عسكري (‪ colonelisme‬نسبة إلى العقيد ‪ ،)colonel‬أي أن العالقة بينهم تصبح تنطوي على الحماية‬

‫وااللتزام والمحبة واالعتماد واالمتنان‪ ،‬فيصبح رب العمل يلعب في هذه العالقة دور "األب" أو كما يرى‬

‫البعض اآلخر دور "العقيد" من خالل ممارسته للسلطة على هؤالء العمال بفضل الهيبة الشخصية‬

‫مما يجعلهم عرضة لالستعباد‪.‬‬ ‫(‪[Brito, 2009, 09] )relation de dépendance‬‬ ‫وفرض عالقة اعتماد‬

‫ففي سنة ‪ 2007‬على سبيل المثال‪ ،‬أفرج محامون من و ازرة العمل الب ارزيلية عن ‪ 1108‬عامالً من‬

‫العبودية في مزارع قصب السكر في والية با ار الموجودة في منطقة األمازون‪ ،‬حيث أوضحت منظمة‬

‫العمل الدولية أن هؤالء العمال كان يتقاضون أقل من ‪ 5‬دوالرات في الشهر‪ ،‬كما أن األغذية المقدمة‬

‫إليهم كانت فاسدة مما يفسر حاالت المرض كالغثيان واإلسهال التي كان يعاني منها البعض منهم‪،‬‬

‫عالوة على مياه الشرب القذرة التي كانوا يشربونها والتي كانت هي نفسها المياه المستخدمة في ري‬

‫حقول قصب السكر‪ ،‬في حين أن المآوي التي كانوا ينامون فيها فكانت مزدحمة وبمجارير مائية‬

‫مفتوحة داخل المآوي ]‪.[Mendonça, 2010, 13‬‬

‫• موسمية وهشة مناصب الشغل‬

‫وعلى الرغم من أن قطاع اإليثانول‪-‬السكر يوفر مئات اآلالف من مناصب الشغل الرسمية المباشرة‬

‫في الب ارزيل‪ ،‬خاصة على المستوى الصناعي‪ ،‬إال أ ن األمر مغاير تماما على المستوى الزراعي أين‬

‫معظم مناصب الشغل موسمية وهشة‪ ،‬حيث يوظف العمال سوى في وقت غرس وحصاد قصب السكر‬

‫وذلك بمقابل يقل على الحد األدنى القانوني لألجور في الب ارزيل ويحدد بحسب عدد األطنان المقطوعة‬

‫يدويا ]‪ [Bertrand et autres, 2008, 20‬وليس بحسب ساعات العمل‪.‬‬

‫فالعمل في مزارع قصب السكر هو بالتالي نشاط موسمي‪ ،‬إذ يعتمد القطع والعمل الشاق في الحقول‬

‫بشكل كبير على عمال نهاريين ينتقلون باستمرار من منطقة إنتاج إلى أخرى ‪[Droulers II, 2009,‬‬

‫‪224‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫]‪ .12‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يقدر عدد قاطعي قصب السكر الذين يهاجرون من والية ساو باولو ( ‪São‬‬

‫‪ )Paulo‬في وقت الحصاد بـ ‪ 100.000‬عامل‪ ،‬وتطلق عليهم التسمية الشهيرة "‪"boias frias‬‬

‫(الطاسات الباردة) كونهم يتناولون الطعام في الحقول ]‪ [Droulers I, 2008, 04‬ويعملون ‪ 12‬ساعة في‬

‫اليوم بمتوسط مدخول شهري (بسبب عدم وجود راتب) يقدر بـ ‪ 400‬ريال ب ا‬
‫رزيلي ( = ‪1 BRL‬‬

‫‪. [Bertrand et autres, 2008, 20] )34,19DZD - 2018‬‬

‫• ضعف الرواتب اليومية‬

‫دفع رواتب قاطعي قصب السكر بحسب الكمية قصب السكر المقطوعة وليس بحسب ساعات العمل‬

‫كما تم اإلشارة إليه من قبل يخلق حالة استغالل مفرط للعمال تؤدي بالكثير منهم إلى المرض وعدم‬

‫االستطاعة على مواصلة العمل‪ .‬ففي والية ساو باولو ‪ ،‬أكبر والية منتجة لقصب السكر في الب ارزيل‪،‬‬

‫يحصل العمال على ‪ 1.2‬دوالر أ مريكي لكل طن من قصب السكر مقطوع يدويا‪ ،‬وعليه للحصول على‬

‫يوميا‪ .‬لتحقيق هذا الهدف‪،‬‬


‫الر شهرًيا‪ ،‬يجب أن يقطع العامل عشرة أطنان من قصب السكر ً‬
‫‪ 220‬دو ًا‬

‫‪[Mendonça, 2010,‬‬ ‫يجب على العامل إعطاء ‪ 30‬ضربة منجل في الدقيقة لمدة ‪ 8‬ساعات في اليوم‬

‫ال‬
‫]‪ .11‬عالوة على ذلك‪ ،‬تميزت سنة ‪ 2007‬ببداية حصاد قصب السكر المعدل وراثيا‪ ،‬وهو أقل ثق ً‬

‫ويحتوي على المزيد من السكروز‪ .‬ولكن هذا يعني أيضا أنه إلنتاج ‪ 10‬أطنان في اليوم‪ ،‬فإن العامل‬

‫الذي كان يقطع في السابق متوسط يومي ‪ 100‬متر من قصب السكر‪ ،‬سيحتاج إلى قطع كمية أكبر‬

‫بثالث مرات للحفاظ على نفس الحصاد اليومي من حيث الوزن علما أنه حسب و ازرة الصحة الب ارزيلية‬

‫فإن قاطع قصب السكر يفقد ما يقارب ‪ 8‬لترات من الماء يوميًا وأن هذا اليوم يتجاوز عادة ‪10‬‬

‫ساعات من الجهد البدني [‪ .]Brito, 2009, 08‬وعلى الرغم من تحديث طرق قطع قصب السكر في‬

‫بعض المناطق‪ ،‬يزعم العديد من المزارعين الكبار أنه ال يمكن حصاد حقول قصب السكر ميكانيكيًا‬

‫أرضي مائلة‪.‬‬
‫بسبب خصائص قصب السكر الذي ينمو بالقرب من سطح األرض وأحيانا على ا‬

‫‪225‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫• العبودية بالديون‬

‫طريقة أخرى الستغالل العمال تتمثل في تحفيز المنافسة فيما بينهم‪ .‬فأولئك الذين ال يصلون إلى‬

‫األهداف الكمية المحددة من قصب السكر المقطوع والتي تساوي عادة ما ال يقل عن عشرة أطنان من‬

‫قصب السكر في اليوم‪ ،‬ال يتم تعيينهم في موسم الحصاد المقبل‪ ،‬أما أولئك الذين لديهم أفضل عوائد‬

‫تطلق عليهم تسمية "الثيران" يتم تعيينهم في موسم الحصاد المقبل إلى غاية أن يتوقفون عن العمل‬

‫بسبب المشاكل الصحية الناتجة عن الجهد المفرط‪ ،‬ويطلق عليهم حينها تسمية "العجول المريضة"‬

‫]‪ .[Mendonça, 2010, 08‬كما أنه في الكثير من األحيان ال يحصل هؤالء العمال على مال بل على‬

‫قسائم )‪ (coupons‬ال يمكن استبدالها إال بالطعام في بعض أسواق المنطقة التي هي غالبا ملكية‬

‫أصحاب حقول قصب السكر نفسهم ‪ .‬وهذا يوضح حقيقة نظام يجعل العامل رهينة للخدمات التي‬

‫يقدمها له رب العمل‪ .‬تبعية للعامل هذه لرئيسه غالبًا ما تتحول إلى استغالل من جانب رب العمل‬

‫الذي يستغل ديون العمال الذين ليست لديهم بدائل أخرى‪ ،‬وهذا ما يعرف ب "العبودية بالديون"‪ ،‬أي‬

‫جذب الفقراء العاملون إلى القرى البعيدة ثم دفعهم إلى المديونية من قبل أصحاب حقول قصب السكر‬

‫بوضع أسعار باهظة للوجبات الغذائية والنقل ]‪.[Brito, 2009, 08‬‬

‫هذا الوضع أدى إلى العثور في كل سنة على مئات العمال في نفس الظروف المؤسفة في مزارع‬

‫وحقول قصب السكر‪ :‬دون إثبات للتسجيل‪ ،‬دون معدات حماية‪ ،‬دون القدرة للوصول إلى المرافق‬

‫الصحية المناسبة أو حتى االستحمام‪ ،‬دون مياه‪ ،‬دون كميات كافية من الطعام أو جودة طعام مقبولة‬

‫ويعيشون في مالجئ مؤقتة تتسم بالقذارة‪ .‬وكثي ًار ما يضطر هؤالء العمال أنفسهم إلى دفع ثمن األدوات‬

‫واألحذية والمناجل التي يستعملونها في قطع قصب السكر‪ ،‬كما أنه في حال وقوع حادث‪ ،‬ال يحصلون‬

‫العمال على الخدمات والعالج المناسب‪ .‬لهذا السبب‪ ،‬يختار المنتجون استخدام العمالة المهاجرة‪ ،‬والتي‬

‫تعد واحدة من أخطر المشاكل في مجال صناعة اإليثانول في الب ارزيل باعتبار العمال موجودون خارج‬

‫‪226‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫حماية قوانين العمل‪ ،‬بل موجودون تحت اللوائح الشخصية للمزارعين وللصناعيين‪ ،‬كما أن كون معظم‬

‫العمال هم مهاجرون‪ ،‬فهم أكثر عرضة لالستغالل واألذى‪.‬‬

‫‪ -4-3-1-I‬الحصيلة اإليكولوجية‬

‫• تلوث المياه وتدهور النظم المائية‬

‫تتميز الب ارزيل بوفرة مواردها المائية على السطح وفي الطبقات الجوفية مما يجعلها في وضع متميز‬

‫لتخطيط استخدامات متعددة للمياه بطريقة مستدامة‪ ،‬كإنتاج قصب السكر من أجل تحويله إلى وقود‬

‫حيوي على الرغم من أن تحويل قصب السكر إلى إيثانول يتطلب كمية كبيرة من الماء‪ ،‬حيث تقدر‬

‫هذه الكمية بحوالي ‪ 21‬م‪ 3‬إلنتاج ‪ 1‬طن من قصب السكر عبر كل مراحل اإلنتاج كما يبينه الجدول‬

‫لتر من الماء‪.‬‬
‫أدناه‪ ،‬كما أن إنتاج ‪ 1‬لتر من اإليثانول يتطلب ‪ً 26‬ا‬

‫جدول ‪ :22‬متوسط استخدامات المياه في مصانع تحويل قصب السكر إلى إيثانول‬
‫متوسط استخدام المياه‬ ‫العملية‬
‫)م‪ /3‬طن قصب السكر)‬
‫‪5.33‬‬ ‫التغذية‬
‫‪0.4‬‬ ‫استخراج (طحن)‬
‫‪0.4‬‬ ‫عالج العصير‬
‫‪6.09‬‬ ‫تركيز العصير‬
‫‪0.7‬‬ ‫توليد الطاقة الكهربائية‬
‫‪4.0‬‬ ‫التخمير‬
‫‪4.0‬‬ ‫التقطير‬
‫‪0.08‬‬ ‫آخر‬
‫‪21.00‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Moreira, 2006, 06‬‬

‫هذه المتطلبات الكبيرة من المياه لزراعة قصب السكر وإنتاج اإليثانول تجعل الب ارزيل يشهد في بعض‬

‫األحيان ندرة في المياه العذبة في بعض األقاليم أين معدل تساقط األمطار ضئيل‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪،‬‬

‫تخطط الب ارزيل إلنتاج ما يقارب ‪ 65‬مليار لتر من اإليثانول بحلول عام ‪ ،2020‬مما سيتطلب ما‬

‫يقارب ‪ 1690‬مليار لتر من المياه عام ‪.]Emond, 2011, 24-27[ 2020‬‬

‫‪227‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ورغم توافر المياه في الب ارزيل إال أن الكميات الكبيرة من المياه الضرورية إلنتاج قصب السكر وتحويله‬

‫إلى إيثانول ستطرح في المستقبل البعيد مشكلة خطر نقص إمدادات المياه في بعض المناطق مما‬

‫سيؤثر مباشرة على جودة وكمية المياه المتاحة في عدة قطاعات (المنزلي‪ ،‬الزراعي‪ ،‬الصناعي‪ ،‬الخ)‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬تتطلب زراعة قصب السكر كيماويات زراعية مثل مبيدات األعشاب ومبيدات‬

‫الحشرات ومبيدات اآلفات من أجل الحفاظ على إنتاجية الحقول‪ ،‬حيث يقدر أنه بدون استعمال هذه‬

‫المبيدات فإن الحقول تفقد من ‪ %10‬إلى ‪ %80‬من إنتاجيتها [‪ .]Smeets et autres, 2006, 29‬ونتيجة‬

‫لذلك‪ ،‬فإن زراعة قصب السكر مسؤولة عن أكثر من ‪ %50‬من جميع مبيدات األعشاب المستخدمة‬

‫في الزراعة الب ارزيلية ]‪ .[Brito, 2009, 02‬وتجدر اإلشارة إلى أن األسمدة األكثر استخداما في الب ارزيل‬

‫هي كبريتات األمونيوم (‪ )NH4‬التي تسبب انبعاثات أكسيد النيتروز (‪ ،)N2O‬وتتسبب في احتباس حراري‬

‫يفوق ‪ 150‬مرة أكثر االحتباس الحراري لغاز ثاني أكسيد الكربون (‪ ،)CO2‬أي ما يعادل ‪ 250‬كغ من‬

‫ثاني أكسيد الكربون لكل هكتار‪/‬سنة ]‪ .[Brito, 2009, 02‬في حين تستخدم مبيدات األعشاب بكميات‬

‫تتراوح من ‪ 500‬إلى ‪ 3000‬غ‪/‬هكتار وال مبيدات الحشرية بكميات تتراوح من ‪ 15‬إلى ‪1000‬‬

‫غ‪/‬هكتار ]‪ [Moreira, 2006, 10‬مما يزيد في الضرر البيئي حيث نجد العديد من هذه المبيدات‬

‫واألسمدة ومنتجات العالج الكيميائية في األنهار والمياه الجوفية‪ .‬ولهذا السبب تعتبر الزراعة األحادية‬

‫المكثفة (‪ )monoculture intensif‬لقصب السكر سببًا رئيسياً لتلوث المياه وتدهور النظم المائية‬

‫أساسا إلى المغذيات (‪ )nutriments‬والمواد‬


‫ً‬ ‫)‪ .(systèmes aquatiques‬ويرجع سبب هذا التدهور‬

‫العضوية والكيماويات الزراعية التي يقودها المطر وجريان المياه في المجاري المائية أين تتراكم مسببة‬

‫بذلك تدهور جودة المياه التي يمكن أن تتسبب في ضياع التنوع البيولوجي وتؤثر على وظائف النظم‬

‫البيئية المائية [‪ .]Martinelli et Filoso , 2011, 01‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تتسبب الزراعة األحادية المكثفة‬

‫لقصب السكر في إنجراف التربة التي تعد من بين المشاكل الرئيسية المرتبطة بزراعة قصب السكر‬

‫‪228‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫[‪ ]Martinelli et Filoso, 2011, 02‬مما يزيد من معدل حمل األنهار بالرواسب‪ ،‬حيث يقوم الجريان‬

‫المائي السطحي الذي يحدث في حقول قصب السكر بحمل معه كميات كبيرة من الرواسب‬

‫)‪(sédiments‬التي تتراكم في الوديان واألنهار والبحيرات والخزانات الطبيعية واالصطناعية للماء علما‬

‫رزيل المصدر الرئيسي للمياه في معظم المدن والمناطق الريفية [ ‪Martinelli‬‬


‫أن هذه األخيرة تعد في الب ا‬

‫كبير من طاقتها بفضل الطاقة‬


‫‪ .]et Filoso , 2011, 01‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تنتج الب ارزيل جزًءا ًا‬

‫الكهرومائية التي تعتمد على األداء السليم لألنظمة الهيدرولوجية مثل السدود‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن تفاقم‬

‫مشاكل الترسيب يمكن أن يؤدي إلى تداعيات اجتماعية واقتصادية كبيرة عالوة على العواقب البيئية‪.‬‬

‫كما تقوم مصانع تقطير قصب السكر إلنتاج اإليثانول برمي نفايات سائلة جد ملوثة ناتجة عن هذا‬

‫اإلنتاج في األنهار بحجم ‪ 3‬لتر لكل ‪ 1‬لتر منتج من اإليثانول ]‪،[Bertrand et autres, 2008, 19‬‬

‫وتعتبر هذه النفايات السائلة مشكلة نجدها في جميع مصانع تقطير قصب السكر إلنتاج اإليثانول‬

‫علما أ ن عالج طن واحد من قصب السكر يتطلب ‪ 0.85‬م‪ 3‬من الماء الذي يتم تفريغه في الطبيعة‬

‫ساخنا ومحمالً بمكونات كيميائية مختلفة ]‪ .[Droulers I, 2008, 08‬كما أن عملية التقطير إلنتاج لتر‬
‫ً‬

‫لتر من سائل كحولي ضار يسمى (‪Soobadar, [ )vinasse‬‬


‫واحد من اإليثانول تخلف من ‪ 10‬إلى ‪ً 15‬ا‬

‫‪ ،]2009, 24‬جد أكال (‪ )corrosif‬وذو درجة ح اررة عالية وحموضة كبيرة (‪ ،)pH acide‬إذ أن معظم‬

‫الملوثات العضوية التي تم العثور عليها في المجاري المائية مصدرها هذا السائل الكحولي ذو المحتوى‬

‫العالي من الفوسفور والمواد المغذية والمواد العضوية [‪ .]Emond, 2011, 34‬ورغم أنه تم منع تفريغ‬

‫هذا السائل الكحولي في المجاري المائية منذ سنة ‪ 1980‬ورغم امكانية استعماله كسماد كيميائي للتربة‬

‫بعد معالجته نظ ار الحتوائه على اآلزوت والبوتاسيوم والمغنيزيوم [‪ ،]Soobadar, 2009, 25‬يبقى الواقع‬

‫غير ذلك حيث مازال يفرغ في الطبيعة دون معالجة بمعدل ‪ 140‬مليار لتر سنويا مما يؤدي إلى تلوث‬

‫المياه الجوفية ]‪ [Droulers I, 2008, 08‬واستنزاف األكسجين من الماء مما يسبب نقص في متوسط‬

‫‪229‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫األكسجين ووفاة األسماك ومختلف أشكال الحياة األخرى في النظم اإليكولوجية المائية [ ‪De Resende‬‬

‫‪ .]et autres, 2006, 03‬ولهذا السبب تم تطوير تقنيات لمعالجة مياه الصرف الصحي وإعادة رسكلتها‬

‫ال أن الواقع غير ذلك هنا أيضا‪ ،‬حيث ال يتم استعمال‬


‫بشكل فعال في مصانع تقطير قصب السكر إ ّ‬

‫هذه التقنيات نظ ار ألن دخولها حيز التطبيق سيؤدي حتما إلى زيادة سعر اإليثانول بنسبة ‪ %8‬حسب‬

‫التقديرات [‪.]Emond, 2011, 36‬‬

‫• تدمير الغابات‬

‫توسعت صناعة قصب السكر الموجه إلنتاج اإليثانول بسرعة وتسببت في ضرر بيئي كبير باعتبار‬

‫أ ن زراعة قصب السكر تتطلب ضرورة تنظيف المنطقة المتواجدة فيها من جميع النباتات المحلية‪،‬‬

‫وبالتالي اجتثاث جميع األشجار‪ .‬كما أن مزارع وحقول قصب السكر ال تحل محل مناطق زراعة المواد‬

‫الزراعية الموجهة للغذاء فحسب‪ ،‬بل تدمر أيضا محميات الغابات‪ ،‬حيث أنه لزرع المزيد من قصب‬

‫السكر لزيادة إنتاج اإليثانول‪ ،‬تقوم الشركات بحرق الغابات األولية‪ ،‬وهدم األشجار ودفنها للهروب من‬

‫عمليات التفتيش‪ ،‬كما تقوم بنشر المبيدات مباشرة من خالل الطائرات ناشرة بذلك السموم التي تصل‬

‫ال عن المناطق المأهولة بالسكان‪ ،‬إلى درجة أنه أصبح من المعتاد‬


‫إلى المزارع المجاورة والغابات‪ ،‬فض ً‬

‫رؤية حيوانات ميتة على الطرق في محاولة للهروب من دمار الغابات على غرار الذئاب‪ ،‬والثعالب‪،‬‬

‫والثعابين‪ ،‬والبوم وغيرها من الحيوانات‪ ،‬باإلضافة إلى األسماك الميتة في األنهار ‪[Soobadar, 2009,‬‬

‫]‪.158‬‬

‫التوسع الحالي في الزراعة األحادية (‪ )monoculture‬لقصب السكر الموجه إلنتاج اإليثانول جعل من‬

‫الب ارزيل واحدة من أكبر الدول في العالم المسببة النبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغالف الجوي‪،‬‬

‫ويعود السبب الرئيسي في ذلك إلى تدمير الغابات المطيرة في األمازون من أجل تحويلها إلى حقول‬

‫لزراعة قصب السكر مما جعلها مولدة لوحدها نسبة ‪ %80‬من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في‬

‫‪230‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الب ارزيل خاصة وأن األبحاث أثبتت أهمية غابات األمازون المطيرة في تنظيم المناخ العالمي ومستوى‬

‫تساقط األمطار على المستوى اإلقليمي‪ ،‬إذ أن إزالة الغابات المطيرة في األمازون على نطاق واسع‬

‫يمكن أن يؤدي إلى زيادة في درجات الح اررة العالمية من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬درجة مئوية‪ ،‬بغض النظر عن‬

‫تغير المناخ وانخفاض في المستوى السنوي لتساقط األمطار ]‪.[Emond, 2010, 17-18‬‬

‫ولم يقتصر التوسع الحالي في الزراعة األحادية لقصب السكر على تدمير الغابات المطيرة في‬

‫األمازون فحسب‪ ،‬بل مس أيضا الغابات النهرية التي تحيط باألنهار والبحيرات والتي حولت بنسبة‬

‫حيويا في المساعدة على الحفاظ على جودة‬


‫ً‬ ‫بيئيا‬
‫دور ً‬‫‪ %75‬إلى مزارع قصب السكر رغم أنها تلعب ًا‬

‫المياه [‪ ،]Emond, 2011, 38‬كما مس المناطقة الغابية المحمية في منطقة "السيرادو" (‪)Cerrado‬‬

‫]‪ [Alves, 2011, 08‬التي تغطي حوالي ‪ 2‬مليون كم‪ 2‬من وسط الب ارزيل (تعادل تقريبا مساحة الجزائر‬

‫‪ 2.3‬مليون كم‪ )2‬وتمثل ‪ %23‬من مساحة البالد [‪ ]Ratter et autres, 1997, 02‬علما أن الحكومة‬

‫الب ارزيلية استهدفتها كمنطقة ذات أولوية لتوسيع زراعة قصب السكر الموجه إلنتاج اإليثانول بسبب‬

‫التضاريس المواتية لها والجودة العالية لترابها إضافة إلى توفرها للموارد المائية‪ .‬وقد أشارت دراسة‬

‫رزيلي للجغرافيا واإلحصاء (‪]/https://www.ibge.gov.br [ )IBGE‬‬


‫أجريت سنة ‪ 2007‬في المعهد الب ا‬

‫إلى أن ما يقارب ‪ 22000‬كم‪ 2‬من هذه ال منطقة يتم تدميرها كل سنة وأنه بهذا المعدل سيتم تدميرها‬

‫بالكامل بحلول عام ‪ 2030‬علما أنه تم تدمير ‪ %80‬من هذه المنطقة إلى حد اآلن؛ هذا وتعد غابات‬

‫األمازون ومنطقة "السيرادو" أهم المناطق األحيائية (‪ )biomes‬في الب ارزيل باإلضافة إلى مناطق أخرى‬

‫خضعت لضغوط بشرية قوية أدت إلى انخفاض كبير في مناطقها الغابية بسب زراعة قصب السكر‬

‫كما يبينه الجدول الموالي‪.‬‬

‫‪231‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫جدول ‪ :23‬نسبة المساحات المتبقية من المناطق األحيائية في الب ارزيل‬


‫المناطق المحمية‬ ‫المساحة الحالية‬ ‫المساحة األصلية‬ ‫المناطق‬
‫(‪ %‬من المساحة األصلية)‬ ‫(‪ %‬من المساحة األصلية)‬ ‫(‪ %‬من البلد)‬

‫‪4,8‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪49‬‬ ‫غابات األمازون‬


‫‪1,7‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪23‬‬ ‫منطقة ‪Cerrado‬‬
‫‪0,7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الغابات األطلسية‬
‫‪0,7‬‬ ‫‪3,2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫منطقة ‪Caatinga‬‬
‫‪0,3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬ ‫منطقة ‪Pampa‬‬
‫‪0,6‬‬ ‫مجهول‬ ‫‪1,8‬‬ ‫منطقة ‪Pantanal‬‬
‫‪8.8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪98.8‬‬ ‫المجموع‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Emond, 2011, 18‬‬

‫نالحظ من خالل هذا الجدول أنه ما عدى منطقة األمازون التي دمرت مناطقها الغابية بنسبة ‪%15‬‬

‫"فقط"‪ ،‬فان كل المناطق األخرى دمرت بشكل شبه كلي‪ ،‬وهو ما يدل على األثر الجانبي السلبي البيئي‬

‫للزراعة األحادية المكثفة لقصب السكر من أجل إنتاج اإليثانول‪.‬‬

‫• أسلوب الحرق ( ‪ )brûlis‬وتلوث الهواء‬

‫يقترن أسلوب الحرق (‪ )le brûlis‬بزراعة قصب السكر منذ ظهور المزارع األولى في الب ارزيل عام‬

‫‪ .[Brito, 2009, 06] 1534‬ويعد حرق قصب السكر في الب ارزيل ممارسة شائعة للمنتجين لتسهيل‬

‫عملية الحصاد اليدوي‪ ،‬إذ تقدر مناطق قصب السكر التي يتم حرقها سنويا بحوالي ‪Smeets et [ %70‬‬

‫‪ .]autres, 2006, 81‬تتم عملية الحرق بشكل رئيسي ألسباب اقتصادية حيث أن هذه الممارسة تقلل‬

‫إلى حد كبير من التكاليف المرتبطة بعمليات الحصاد‪ .‬فاختيار أسلوب الحرق اذن يعزى أساسا إلى‬

‫الرغبة في خفض تكاليف حصاد قصب السكر‪ ،‬خاصة وأن أداء العمال الذين يقطعون قصب السكر‬

‫أكثر فعالية بثالث مرات عندما يتم حرق الحصاد ]‪ .[Brito, 2009, 03‬هذا ويعتبر حرق قصب السكر‬

‫المصدر الرئيسي للملوثات التي يمكن أن تلوث الهواء باعتباره يولد في وقت الحصاد غيوم من الدخان‬

‫تلوث الجو بغاز أول أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز ]‪ .[Bertrand et autres, 2008, 19‬فهو‬

‫مصدر هام جدًا للحبيبات الصلبة العالقة في الهواء التي قد تكون مسؤولة عن مشاكل في الجهاز‬

‫‪232‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫التنفسي خالل موسم الحصاد‪ ،‬حيث أن تركيز الحبيبات الصلبة المعلقة خالل هذا الموسم قد يصل‬

‫‪3‬‬ ‫‪3‬‬
‫ال على صحة‬
‫إلى ‪ 91‬ميكروغرام‪/‬م مقابل ‪ 34‬ميكروغرام‪/‬م في باقي السنة مشكلة بذلك خط اًر محتم ً‬

‫اإلنسان [‪ ]Emond, 2011, 21‬باعتبار أن تلوث الهواء الناجم عن حرق قصب السكر يزيد بشكل كبير‬

‫من معدل اإلصابة بالسرطان وحاالت اإلصابة بالربو وأمراض القلب والشرايين واألوعية الدماغية‬

‫األخرى‪ ،‬سواء كانت حاالت حادة (حاالت الطوارئ في المستشفيات والوفيات الناجمة عن عدم انتظام‬

‫ضربات القلب‪...‬الخ) أو حاالت مزمنة ]‪ .[Mendonça, 2010, 14‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬لوحظ أن حرق‬

‫قصب السكر يسبب ضر ًار بالبنية التحتية (شبكات الكهرباء‪ ،‬الطرق‪ ،‬السكك الحديدية‪ ،‬إلخ) وكذلك‬

‫بالغابات الموجود بالقرب من حقول قصب السكر [‪ ،]Smeets et autres, 2006, 47‬كما أنه يتسبب في‬

‫القضاء على بعض الحيوانات مما يسبب اضطرابات في السلسلة الغذائية‪.‬‬

‫استخدام أسلوب الحرق على نطاق واسع‪ ،‬سواء عند إعداد األرض أو أثناء الحصاد‪ ،‬يولد أيضا عددا‬

‫من المشاكل األخرى‪ ،‬السيما زيادة استخدام المبيدات باعتباره ال يسمح بإبادة كل األعشاب الضارة ‪،‬‬

‫بل على العكس من ذلك‪ ،‬فهو يقوم بتسهيل وتسريع نموها مستقبال مما يرغم المزارعون على استخدام‬

‫مبيدات األعشاب على نطاق واسع لمكافحة هذه األعشاب غير المرغوبة‪ .‬عالوة على ذلك‪ ،‬ترتفع‬

‫درجة الح اررة إلى ‪ 100‬درجة مئوية في عمق ‪ 1.5‬سم داخل التربة أثناء عملية الحرق‪ ،‬ويمكن أن‬

‫تصل إلى ‪ 800‬مئوية في عمق ‪ 15‬سم‪ ،‬مما يؤثر على النشاط البيولوجي للتربة المسؤول عن‬

‫خصوبتها ]‪.[Brito, 2009, 03‬‬

‫وضع حد ألسلوب الحرق من شأنه أن يضع حدا لهذه السلبيات‪ ،‬ولكن هذا يتطلب ميكنة الحصاد‪،‬‬

‫غير أن هذه األخيرة ممكنة فقط من الناحية العملية على المنحدرات التي يقل ميلها عن ‪.%15‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تصل نسبة فقدان السكر في الحصاد الميكانيكي إلى ‪ %15‬وهي نسبة تفوق بكثير‬

‫نسبة الفقدان في الحصاد اليدوي الذي يتم فيه قطع قصب السكر على مستوى سفلي للقصب؛ ولهذا‬

‫‪233‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫السبب مازال الحصاد اليدوي يمثل أكثر من ‪ %80‬من اإلنتاج‪ ،‬حيث يعتقد العديد من الخبراء أن‬

‫حظر أسلوب الحرق سيؤدي إلى نزوح ريفي من شأنه أن يؤدي إلى تضخم األحياء الفقيرة في المدن‬

‫الكبرى ]‪.[Bertrand et autres, 2008, 20‬‬

‫‪ -2-I‬برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬

‫على الرغم من أن الب ارزيل يزخر بالمحاصيل الزراعية الزيتية المستخدمة في إنتاج البيوديزل وأنه مهتمًا‬

‫بهذا األخير منذ نصف قرن‪ ،‬غير أن هذا االهتمام لم يتجسد فعال إال سنة ‪ 2004‬لما أبدى الب ارزيل‬

‫بوضوح نيته في االستثمار في هذا المجال من خالل إطالق برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل‬

‫(‪ )PNPB‬بمشاركة ‪ 14‬و ازرة‪ ،‬ودعم لجنة تنفيذية ما بين الو ازرات (‪ ،)IEC‬وتسيير و ازرة المناجم والطاقة‬

‫[‪]Antoine & Renaud, 2007, 09‬؛ حيث تم إنشاء هذا البرنامج بهدف تحقيق إنتاج مستدام للبيوديزل‬

‫وادخاله في مصفوفة الطاقة الب ارزيلية المتمحورة على اإلدماج االجتماعي والتنمية اإلقليمية لتحفيز‬

‫االقتصاد الريفي الذي تعتبره الحكومة الب ارزيلية عنصر أساسي في مكافحة الفقر‪.‬‬

‫‪ -1-2-I‬سياق نشأة برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬

‫تعزيز مفهوم التنمية المستدامة والمخاوف بشأن انبعاثات غازات الدفيئة وأمن الطاقة حفزت إنتاج‬

‫واستخدام البيوديزل في أوروبا أين بلغ اإلنتاج السنوي لهذا النوع من الوقود سنة إنشاء برنامج‬

‫(‪ 719 )PNPB‬مليون لتر [‪ ]http://stats.oecd.org‬و‪ 14.21‬مليون جالون أمريكي )≃ ‪53.79‬‬

‫مليون لتر) في الواليات المتحدة األمريكية [‪ ]US department of energy‬منتجة في ‪ 23‬مصنع‬

‫أمريكي باالعتماد أساسا على الصويا‪ .‬هذه األرقام لفتت انتباه الحكومة الب ارزيلية‪ ،‬ال سيما وأن النمو‬

‫القوي في إنتاج البيوديزل حدث في بلدان ذات إمكانات زراعية أقل من إمكانات الب ارزيل‪ ،‬األمر الذي‬

‫دفع الرئيس الب ارزيلي (‪ )Lula‬إلى تأسيس مجموعة عمل مشتركة تضم ‪ 12‬و ازرة (‪ )GTI‬مكلفة بتحليل‬

‫جدوى إنتاج واستخدام البيوديزل في الب ارزيل‪ ،‬حيث نظمت مجموعة العمل هذه العديد من الجلسات‬

‫‪234‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫العامة لجمع آراء مختلف الفاعلين ‪ :‬المزارعين‪ ،‬رجال األعمال‪ ،‬العمال‪ ،‬النقابات‪ ،‬الحكومات المحلية‪،‬‬

‫الجامعات ومعاهد البحوث‪ .‬وخلص تقرير مجموعة العمل هذه الذي قدم يوم ‪ 4‬ديسمبر ‪ 2003‬إلى‬

‫ضرورة اعداد برنامج لتشجيع إنتاج واستهالك البيوديزل في الب ارزيل من خالل دمجه مع الديزل في‬

‫محطات توزيع الوقود‪.‬‬

‫‪ -2-2-I‬اإلطار القانوني لبرنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪)PNPB‬‬

‫لفهم مختلف الجوانب القانونية لبرنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ ،)PNPB‬البد من اإلشارة أوال إلى أن‬

‫هذا البرنامج هو برنامجا اجتماعيا قبل كل شيء كما سنراه الحقا ‪:‬‬

‫‪ -‬تم إنشاء البرنامج بموجب المرسوم الصادر في ‪ 23‬ديسمبر ‪ ،2003‬ودخل حيز التطبيق عمليا في‬

‫‪ 06‬ديسمبر ‪2004‬؛‬

‫‪ -‬تم اعتماد إدخال البيوديزل كوقود جديد في ‪ 13‬سبتمبر ‪ 2004‬بموجب الالئحة الرئاسية رقم ‪214‬؛‬

‫‪ -‬منحت الالئحة الرئاسية رقم ‪ 214‬مسؤولية تنظيم إنتاج البيوديزل‪ ،‬مراقبة جودته‪ ،‬توزيعه وتسويقه‪،‬‬

‫فضال عن معدل دمجه في الديزل في محطات الوقود إلى وكالة البترول والغاز الطبيعي والوقود‬

‫الحيوي (‪]Rayol, 2013, 20[ )ANP‬؛‬

‫‪ -‬تفرض و ازرة التنمية الزراعية على منتجي البيوديزل أ ن يقحموا في عملية اإلنتاج حد أدنى من المواد‬

‫الخام الزراعية المنتجة من طرف المزارعين األسريين من خالل توقيع عقود مع هؤالء المزارعين مع‬

‫منحهم المساعدة التقنية؛‬

‫‪ -‬بموجب القانون رقم ‪ 2005/11097‬تم فرض حد أدنى لدمج البيوديزل في الديزل يقدر ب ‪،%2‬‬

‫ثم ‪ %5‬بحلول سنة ‪ ،2010‬ليتم بعد ذلك المصادقة على القانون ‪ 13033‬الصادر في ‪ 24‬سبتمبر‬

‫‪ 2014‬والذي يفرض حد أدنى يقدر بنسبة ‪]Barros, 2015, 27[ %7‬؛‬

‫‪235‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬تم منح المزارع العائلية الصغيرة األولوية عند بيعها لموادها األولية الزراعية أو عند بيعها للبيوديزل‬

‫الذي تنتجه‪ ،‬إضافة إلى منح تسهيالت ائتمانية للمزارعين األسريين لشراء البذور التي تدخل في إنتاج‬

‫محاصيل زراعية موجهة للمصانع الكبرى إلنتاج البيوديزل و تسهيالت ائتمانية أخرى لشراء اآلالت‬

‫التي تستخدم في إنتاج هذه المحاصيل [‪ ]Cordoso et autres, 2017, 03‬أو التي تستخدم إلنتاج‬

‫البيوديزل مباشرة في هذه المزارع العائلية الصغيرة‪ ،‬كما تم منح شهادات "وقود اجتماعي" لمصانع إنتاج‬

‫البيوديزل التي تلتزم بشراء نسبة مئوية دنيا من المواد األولية الزراعية من المزارع األسرية شرط إثبات‬

‫ذلك بعقد يوضح الكميات المشترات وأسعار الشراء‪ ،‬وشرط تقديم تكوين مجاني للمزارعين باإلضافة‬

‫إلى مختلف المساعدة التقنية‪ .‬في المقابل‪ ،‬تسمح هذه الشهادات لمصانع إنتاج البيوديزل بالحصول‬

‫على تخفيضات ضريبية واألولوية في مزادات بيع البيوديزل التي تنظمها الوكالة الب ارزيلية للبترول‬

‫والغاز الطبيعي والوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪ -3-2-I‬أهداف برنامج إنتاج واستخدام وقود البيوديزل (‪)PNPB‬‬

‫تحديات التنمية االقتصادية واالجتماعية في الب ارزيل جد معتبرة؛ فمعدل البطالة يفوق ‪،)2016( %13‬‬

‫نسبة ‪ %10‬من أغنى السكان تكسب أكثر من ‪ %50‬من الدخل الكلي للبالد ونسبة ‪ %1‬فقط منهم‬

‫تكسب لوحدها ما يقرب ربع هذا الدخل‪ ،‬متوسط نصيب الفرد من الناتج المحلي اإلجمالي أربعة مرات‬

‫ونصف أقل من الرقم المسجل في فرنسا وتفاوتات الدخل صارخة حيث أن نصف السكان لديهم دخل‬

‫شهري متوسط أقل من أو يساوي ‪ 188‬ريال ب ارزيلي (‪ ،)1 BRL = 34,19DZD - 2018‬سكان الريف‬

‫الذين يشكلون ‪ %15‬من إجمالي السكان يكسبون دخل شهري متوسط يقل بنسبة ‪ %50‬على سكان‬

‫الحضر‪ ،‬وما يقرب من نصف الب ارزيليين يعيشون في فقر مدقع‪ ،‬معظمهم في المناطق الريفية أين‬

‫يتمركزون بنسبة ‪[ %75‬مختلف األدبيات‪ ،‬إحصائيات ‪ .]2016‬تضاف إلى هذه المالحظات االقتصادية‬

‫واالجتماعية إشارة أخرى تنذر بالخطر وهي عدم المساواة العرقية‪ ،‬حيث يقدر المعهد الب ارزيلي للجغرافيا‬

‫‪236‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫واإلحصاءات )‪ (IBGE‬أن أغنى الب ارزيليين (‪ %10‬من السكان) هم من البيض بنسبة ‪%70‬؛ وعلى‬

‫رزيليين هم من السود في ‪ %74‬من الحاالت [ ‪Institut Brésilien de‬‬


‫العكس‪ ،‬فإن أفقر الب ا‬

‫‪.]Géographie et de Statistiques, 2016‬‬

‫كل هذه األرقام جعلت من برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ )PNPB‬برنامج اجتماعي قبل أن يكون‬

‫برنامج زراعي‪ ،‬طاقي أو بيئي‪ .‬فهو يهدف على وجه الخصوص إلى توليد مداخيل في أفقر المناطق‬

‫من خالل دمج المزارع األسرية الصغيرة في اقتصاد السوق والحد من عدم المساواة بين هذه المزارع‬

‫األسرية الصغيرة والمزارع التجارية الضخمة باعتبار أن الب ارزيل يتميز بهيكل زراعي ثنائي القطب‪،‬‬

‫حيث من ناحية توجد زراعة مؤسسية محترفة مندمجة في اقتصاد السوق تتكون من مزارع ضخمة‬

‫ورأس المال كبير جدا‪ ،‬ومن ناحية أخرى زراعة أسرية بدائية تتكون من عدد كبير من المزارع الصغيرة‬

‫تضم أغلبية فقراء المناطق الريفية ويقدر عددها ب ‪ 4.4‬مليون مزرعة عائلية صغيرة بينما توجد‬

‫رزيلية [ ‪Rayol, 2013,‬‬


‫‪ 800.000‬مزرعة تجارية ضخمة تستحوذ على ثلثي المساحات الزراعية الب ا‬

‫‪ .]12‬ورغم أن المزارع األسرية الصغيرة توفر الجزء األكبر من األطعمة التي يتناولها الب ارزيليون كون‬

‫إنتاجها متنوعا (فاصوليا‪ ،‬قمح‪ ،‬حليب‪ ،‬دواجن‪ ،‬مواشي‪...‬الخ) على عكس المزارع التجارية الضخمة‬

‫األحادية الزراعة بسبب ضعف مرونتها‪ ،‬إال أن االستحواذ على المساحات الزراعية وعدم تكافؤ الفرص‬

‫في الحصول على الموارد (مثل القروض البنكية) جعل المزارع التجارية الضخمة تخلق أكبر حص ة‬

‫من القيمة اإلجمالية لإلنتاج الزراعي الب ارزيلي‪ ،‬بينما تكتفي غالبية المزارع العائلية بتحقيق االكتفاء‬

‫الذاتي‪ .‬وللحد من كل هذه الفوارق‪ ،‬تم إنشاء برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ )PNPB‬الذي يقدم‬

‫الدعم للمزارع العائلية الصغيرة من خالل تمويل مشاريعهم اإلنتاجية لمختلف المواد األولية الزراعية‬

‫المستعملة في إنتاج البيوديزل أو ومنحهم إعفاءات ضريبية جزئية أو كلية عند إنتاجهم للبيوديزل مع‬

‫‪237‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫القيام بتقديم لهم تكوين مجاني من طرف الدولة‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن البرنامج يمول من ‪ %80‬إلى‬

‫‪ %90‬من المشاريع التي تم الموافقة عليها [‪.]Antoine & Renaud, 2007, 11‬‬

‫هذا ويسعى البرنامج إلى تحقيق أهداف أخرى ثانوية مقارنة باألهداف االجتماعية‪ ،‬وهي [مختلف‬

‫األدبيات]‪:‬‬

‫‪ -‬خلق مناصب شغل؛‬

‫‪ -‬زيادة حصة الطاقات المتجددة في البالد؛‬

‫‪ -‬تقليل االعتماد على واردات النفط وواردات الديزل (باعتبار البيوديزل يحل محل الديزل فقط)؛‬

‫‪ -‬تحسين الظروف البيئية؛‬

‫‪ -‬تحفيز إنتاج مجموعة متنوعة من المحاص يل الزراعية التي تدخل في إنتاج البيوديزل؛‬

‫‪ -‬ضمان جودة وأسعار تنافسية لوقود جديد؛‬

‫‪ -‬الحد من نفقات الصحة العامة باعتبار أ ن البيوديزل يقلل من انبعاثات الغازات الضارة [‪08‬‬

‫‪.]Adolphe & Fritsche , 2007,‬‬

‫‪ -4-2-I‬نتائج برنامج إنتاج واستخدام وقود البيوديزل ( ‪)PNPB‬‬

‫نقدم فيما يلي أهم النتائج المحققة في إطار برنامج إنتاج واستخدام وقود البيوديزل (‪: )PNPB‬‬

‫‪ -‬سمح البرنامج بإدخال البيوديزل بنجاح في مصفوفة الطاقة الب ارزيلية بطريقة مرضية‪ ،‬حيث ورغم‬

‫ضعف الحد األدنى لمعدل دمج البيوديزل في وقود الديزل في بداية البرنامج (‪ %2‬سنة ‪ )2003‬إال‬

‫أنه مباشرة بعد الشروع في تنفيذه سمح البرنامج بتكييف ‪ 38000‬محطة وقود في الب ارزيل لتوزيع‬

‫البيوديزل بنسبة الدمج المفروضة من قبل الدولة ليصبح الب ارزيل ‪ 10‬سنوات فقط بعد دخول البرنامج‬

‫حيز التطبيق عمليا ثاني أكبر منتج عالمي للبيوديزل سنة ‪ 2015‬بكمية منتجة قدرها ‪ 3.5‬مليار لتر‬

‫(‪ %12‬من اإلنتاج العالمي) بعد الواليات المتحدة األمريكية (‪ 4.8‬مليار لتر‪ ،‬أي حوالي ‪ %16‬من‬

‫‪238‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫اإلنتاج العالمي)‪ ،‬وهذا اإلنتاج في تزايد مستمر حيث يرتفع بمتوسط سنوي قدره ‪ % 15.6‬كما يبينه‬

‫الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :81‬اإلنتاج اليومي للبيوديزل في الب ارزيل (‪)2016-2008‬‬

‫‪65,3‬‬

‫متوسط معدل زيادة ‪/%15.9‬سنة‬

‫إنتاج البيوديزل‬
‫(ألف برميل‪/‬يوم)‬
‫‪20,1‬‬

‫‪2008‬‬ ‫‪2016‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫]‪[National Agency of Petroleum & Natural Gas and Biofuels, 2017, 10‬‬

‫يظهر الشكل أعاله ارتفاع اإلنتاج اليومي للبيوديزل بين سنتي ‪ 2008‬و ‪ 2016‬بمقدار ‪ 45.2‬ألف‬

‫برميل‪ /‬يوم وبمتوسط معدل زيادة سنوية قدره ‪ ،%15.9‬وترجع هذه الطفرة الكبيرة في اإلنتاج إلى‬

‫ثالث أسباب رئيسية‪ .‬السبب األول راجع إلى التسهيالت (إعفاءات ضريبية‪ ،‬قروض بمعدالت فائدة‬

‫منخفضة‪ ،‬تكوين مجاني‪ ،‬خدمات استشارية‪ ،‬تأجير أراضي استثمارية بأسعار رمزية‪...‬الخ) التي‬

‫حصل عليها المزارعين الصغار المعتمدين عند إبدائهم رغبة إنتاج البيوديزل باستعمال محاصيلهم‬

‫الزراعية التي يعرف الب ارزيل فيها فائض في اإلنتاج أو بعد االلتزام بإنتاج محاصيل زراعية يعرف فيها‬

‫الب ارزيل عج از بشرط توجيه جزء منها إلى التغذية اإلنسانية؛ السبب الثاني يتمثل في ارتفاع سعر الوقود‬

‫األحفوري في الب ارزيل نتيجة ارتفاع سعر البترول خالل هذه الفترة مما حفز إنتاج واستهالك الوقود‬

‫الحيوي؛ في حين يرجع السبب الثالث إلى رفع الحد األدنى اإلجباري لمعدل دمج البيوديزل في الديزل‬

‫‪239‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫إلى ‪ %5‬سنة ‪ 2010‬ثم إلى ‪ %7‬سنة ‪ .]Cordoso et autres, 2017, 02[ 2014‬وتجدر اإلشارة إلى‬

‫أن إنتاج البيوديزل في الب ارزيل مرشحا للتزايد أكثر مستقبال كما يبينه الشكل الموالي بسبب وجود ‪56‬‬

‫مصنع للبيوديزل في الب ارزيل يستخدمون أقل من ‪ %50‬من طاقتهم اإلنتاجية [‪ ،]Rayol, 2013, 24‬أي‬

‫أن إنتاج البيوديزل في الب ارزيل ال يظهر القدرة اإلنتاجية الحقيقة للب ارزيل باعتبار أن الطاقة اإلنتاجية‬

‫لمحطات البيوديزل هي أكثر من اإلنتاج الحقيقي‪ ،‬حيث بلغ الفرق بين الطاقة اإلنتاجية واإلنتاج‬

‫الحقيقي ‪ 4.2‬مليون م‪ 3‬سنة ‪.]Cordoso et autres, 2017, 02[ 2016‬‬

‫شكل ‪ :82‬تطور إنتاج الوقود الحيوي في الب ارزيل (‪)2026-2000‬‬

‫مليون لتر‬ ‫إنتاج اإليثانول‬ ‫إنتاج البيوديزل‬


‫‪45 000,00‬‬
‫‪40 000,00‬‬
‫‪35 000,00‬‬
‫‪30 000,00‬‬
‫‪25 000,00‬‬
‫‪20 000,00‬‬
‫‪15 000,00‬‬
‫‪10 000,00‬‬
‫‪5 000,00‬‬
‫‪0,00‬‬
‫‪2004‬‬

‫‪2012‬‬

‫‪2021‬‬
‫‪2000‬‬
‫‪2001‬‬
‫‪2002‬‬
‫‪2003‬‬

‫‪2005‬‬
‫‪2006‬‬
‫‪2007‬‬
‫‪2008‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪2010‬‬
‫‪2011‬‬

‫‪2013‬‬
‫‪2014‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪2016‬‬
‫‪2017‬‬
‫‪2018‬‬
‫‪2019‬‬
‫‪2020‬‬

‫‪2022‬‬
‫‪2023‬‬
‫‪2024‬‬
‫‪2025‬‬
‫‪2026‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪OCDE/FAO (2017), « Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO », Statistiques‬‬
‫‪agricoles de l’OCDE‬‬

‫يبرز الشكل أعاله الحجم الكبير الذي بلغه إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) رغم حداثة صناعته في‬

‫الب ارزيل التي ظهرت إال في سنة ‪ 2004‬مع إطالق البرنامج الوطني إلنتاج واستخدام البيوديزل‬

‫(‪ .]Rayol, 2013, 09[ )PNPB‬كما يالحظ أ ن هذا اإلنتاج مرشحا لالرتفاع مستقبال ليبلغ أكثر من‬

‫‪ 42.5‬مليار لتر بحلول سنة ‪ ،2025‬أي بارتفاع متوقع قدره ‪ 0.7‬مليار لتر مقارنة مع مستوي إنتاج‬

‫‪ ،2015‬وهو ما يمثل نسبة ارتفاع قدرها ‪ %20‬في عشرية واحدة‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬فشل أحد أهم أهداف البرنامج المتمثل في تحفيز إنتاج مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية‬

‫واالستفادة منها في تصنيع البيوديزل‪ .‬فماعدا الصويا الذي أصبح الب ارزيل ثاني منتج له في العالم‬

‫سنتين فقط بعد دخول البرنامج حيز التطبيق [‪ ،]Bertrand & Théry, 2006, 46‬والطفرة الكبيرة التي‬

‫عرفه إنتاجه خالل السنوات األخيرة كونه تضاعف بأكثر من مرة ونص ف في ظرف خمسة سنوات فقط‬

‫كما يبينه الجدول الموالي لدرجة أن حصته أصبحت تمثل أكثر من ‪ %80‬من إجمالي المحاصيل‬

‫الزراعية المستخدمة في إنتاج البيوديزل في الب ارزيل [‪،]Union brésilienne du biodiesel, 2010, 14‬‬

‫إال أن المحاصيل الزراعية األخرى التي يمكن استعمالها في إنتاج البيوديزل لم تعرف تغي ار جذريا‬

‫[ ‪.]Ministère brésilien de l'agriculture, de l'élevage et de l'approvisionnement alimentaire‬‬

‫جدول ‪ :24‬تطور إنتاج الصويا في الب ارزيل‬


‫‪2017 2016 2015 2014 2013 2012‬‬ ‫السنوات‬
‫اإلنتاج (مليون طن) ‪102,83 95,44 96,23 86,12 81,5 66,38‬‬
‫المصدر‪[https://www.statista.com] :‬‬

‫ويمكن تفسير هيمنة الصويا أوال من خالل الكفاءة العالية لزيتها في إنتاج البيوديزل‪ ،‬وثانيا في كون‬

‫زيت الصويا هو في الواقع منتوج ثانوي لبقايا الصويا الذي يتم إنتاجه في المقام األول للتغذية‬

‫اإلنسانية والحيوانية‪ ،‬وبالتالي يمكن للمزارعين الصغار إنتاج الصويا من أجل بيعه ألغراض غذائية‬

‫سواء كانت إنسانية أو حيوانية ثم تثمين بقاياه الزيتية إلنتاج البيوديزل‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن‬

‫الب ارزيل مستورد لكل الزيوت األخرى الممكن استعمالها في تصنيع البيوديزل على غرار زيت النخيل‪،‬‬

‫زيت عباد الشمس‪ ،‬وزيت بذور اللفت‪ ،‬باستثناء زيت الصويا [‪.]Rayol, 2013, 25‬‬

‫استخداما إلنتاج البيوديزل في الب ارزيل‪.‬‬


‫ً‬ ‫ويبين الشكل الموالي المواد الخام األكثر‬

‫‪241‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫شكل ‪ : 83‬زيوت المواد األولية المستعملة في إنتاج البيوديزل في الب ارزيل (‪)2015-2006‬‬

‫المصدر‪]Oliveira et autres, 2017, 21[ :‬‬

‫يتضح من الشكل أعاله غياب كل المحاص يل الزراعية الزيتية التي يستوردها الب ارزيل والهيمنة الواضحة‬

‫للصويا في إنتاج البيوديزل حيث قدرت نسبته ب ‪ %82‬سنة ‪ ،2015‬في حين أن المواد األخرى‬

‫المستعملة في هذا اإلنتاج هي منتجات ثانوية على غرار الشحوم الحيوانية )‪ (Suif‬المتحصل عليه عن‬

‫طريق ذوبان دهون مختلف األنواع الحيوانية كاألغنام ولحم البقر والتي مثلت نسبتها ‪ %12‬سنة‬

‫‪ ،2015‬وزيت بذرة القطن بنسبة ‪ %5‬باإلضافة إلى مختلف الزيوت األخرى بنسب ضئيلة جدا لم‬

‫يتجاوز مجموعها ‪ %3‬سنة ‪.2015‬‬

‫استخداما إلنتاج البيوديزل يعود للصويا‪ ،‬إال أن‬


‫ً‬ ‫‪ -‬على الرغم من هذا النصيب األكبر للمواد األكثر‬

‫البرنامج قد نجح في تعزيز تنمية المناطق الفقيرة ودمج الزراعة األسرية في سوق الطاقة‪ ،‬حيث شاركت‬

‫‪ 115000‬أسرة من المزارعين في هذا البرنامج نهاية سنة ‪ 2016‬وتأسست ‪ 70‬جمعية تعاونية تجمع‬

‫ثلثي البذور الزيتية التي ينتجها المزارعون األسريون الذين يستمدون من بيعهم متوسط دخل يبلغ‬

‫‪ 5300‬يورو لكل مزرعة [ ‪Ministère brésilien de l'agriculture, de l'élevage et de‬‬

‫‪.]l'approvisionnement alimentaire‬‬

‫‪242‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬من الناحية البيئية‪ ،‬سمح استخدام البيوديزل كبديل للديزل في الب ارزيل من الحد من انبعاثات غازات‬

‫االحتباس الحراري وتحسين نوعية الهواء بتخفيضه النبعاثات المواد الجسيمية وثاني أكسيد الكبريت‬

‫وثاني أكسيد الكربون‪ ،‬وهي غازات جد مضرة بالصحة‪ ،‬إذ سجلت ‪ 133000‬حالة دخول المستشفى‬

‫بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي في أكبر ستة مدن الب ارزيلية‪ ،‬أكثر من ‪ 37000‬منها كان سببها‬

‫احتراق وقود الديزل البترولي‪ .‬ووفقًا للتقديرات المتاحة‪ ،‬فإن استهالك البيوديزل خفض آالف حاالت‬

‫االستشفاء المتعلقة بأمراض الجهاز التنفسي في المدن الرئيسية في الب ارزيل سنة ‪ ،2010‬وهو ما يمثل‬

‫وفورات محققة قدرها ‪ 4.4‬مليون يورو [‪.]Rayol, 2013, 26‬‬

‫قويا‪ ،‬فبين عامي ‪ 2005‬و ‪2010‬‬


‫اقتصاديا ً‬
‫ً‬ ‫‪ -‬كان إلنشاء قطاع البيوديزل في الب ارزيل تأثي ًار‬

‫استثمرت صناعة البيوديزل ‪ 1.6‬مليار يورو وخلقت ‪ 1.3‬مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة‪ .‬وفي‬

‫نهاية سنة ‪ ،2011‬بلغت القيمة التراكمية لمبيعات البيوديزل قرابة ‪ 20‬مليار يورو [ ‪Rayol, 2013,‬‬

‫‪.]26‬‬

‫‪ -‬سمح البرنامج من تقليل االعتماد على واردات المنتجات النفطية وتعزيز أمن الطاقة في البالد‪ .‬فبين‬

‫‪ 2006‬و‪ ،2011‬حسب دراسة أجريت في معهد البحوث االقتصادية لجامعة ساو باولو‪ ،‬سمح‬

‫رزيل باقتصاد ‪ 06‬مليار دوالر في واردات الديزل [ ‪Fundação Instituto de‬‬


‫استهالك البيوديزل في الب ا‬

‫‪.]Pesquisas Econômicas - Fipe‬‬

‫قمنا في هذا المبحث بتقديم عرض شامل عن التجربة الب ارزيلية في مجال دعم الوقود الحيوي من‬

‫خالل برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬ثم برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ .)PNPB‬وقد استخلصنا أن‬

‫إنشاء برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬كان يرمي أساسا إلى تحقيق هدف طاقي تمثل في إنهاء التبعية‬

‫تجاه النفط المستورد إلنتاج الوقود محليا‪ ،‬عالوة على هدف اقتصادي تمثل في استثمار الوفرات المالية‬

‫‪243‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الناجمة عن تقليل تكاليف استيراد النفط في االقتصاد الوطني‪ ،‬كما أن اإلجراءات والتدابير والقوانين‬

‫مرحل ه نظ ار لتباين السياق الدولي الطاقي والزراعي‬


‫التي نظمت هذا البرنامج تباينت في مختلف ا‬

‫المتمثل على التوالي في تذبذب أسعار النفط وأسعار مادة السكر في األسواق الدولية‪.‬‬

‫كما استخلصنا أنه إذا كان لهذا البرنامج حصيلة طاقية جيدة باعتبار أن الب ارزبل حقق االكتفاء الذاتي‬

‫من الوقود واحتل الصدارة العالمية في إنتاج واستهالك اإليثانول لعدة عقود قبل أن يصبح حاليا في‬

‫المرتبة الثانية عالميا بعد الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬إال أن ما يؤخذ عليه هو حصيلته االجتماعية‬

‫كونه أدى استعباد المزارعين المحليين الصغار وادخالهم في دوامة المديونية وخلقه لمناصب شغل‬

‫موسمية وهشة‪ ،‬إضافة إلى حصيلته الزراعية واأليكولوجية باعتباره َخَل َق زراعة أحادية مكثفة خاصة‬

‫بقصب السكر كان لها تأثير سلبي مباشر وغير مباشر على األراضي مما أدى إلى تفاقم مشكلة‬

‫الغذاء عالوة على تدهور النظم المائية وتدمير الغابات وتلوث الهواء‪.‬‬

‫وأخي ار استخلصنا أن الب ارزيل استفاد من دروس برنامج اإليثانول (‪ ،)Proalcool‬السيما فيما يخص‬

‫حصيلته الزراعية واالجتماعية السيئة‪ ،‬مما سمح له بإطالق برنامج جديد خاص بإنتاج واستخدام‬

‫البيوديزل (‪ )PNPB‬استجاب لرهانات وتحديات التنمية الزراعية واالجتماعية االقليمية في الب ارزيل‬

‫باعتباره َول َد مداخيل في أفقر المناطق‪َ ،‬د َم َج المزارع األسرية الصغيرة في اقتصاد السوق‪َ ،‬حد من عدم‬

‫المساواة بين المزارع األسرية الصغيرة والمزارع التجارية الكبيرة وحف َز االقتصاد الريفي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ -‬التجربة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي‬

‫على غرار التجربة الب ارزيلية التي استلهمت منها فرنسا الخطوط العريضة لسياستها في مجال دعم‬

‫الوقود الحيوي‪ ،‬فقد استجاب تطوير قطاع الوقود الحيوي في فرنسا لرهانات بيئية (خفض انبعاثات‬

‫غازات الدفيئة الناتجة عن النقل) واقتصادية (خفض اعتماد البالد على الطاقة األحفورية) واجتماعية‬

‫(خلق مناصب شغل زراعية وصناعية) وإقليمية (تنمية المناطق الريفية) من خالل انتهاج سياسة‬

‫‪244‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫طموحة في مجال دعم إنتاج واستهالك الوقود الحيوي جعلت من فرنسا الدولة الرائدة في السوق‬

‫األوروبية في قطاع الوقود الحيوي إلى جانب ألمانيا والسباقة في اتخاد تدابير دعم لهذا القطاع على‬

‫المستوى األوروبي‪ ،‬السيما في نظامها الضريبي‪ ،‬وهذا ما سنقوم باستعراضه في هذا المبحث‪.‬‬

‫‪ -1-II‬التدابير الضريبية‬

‫تعتمد السياسة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي على مجموعة من التدابير والحوافز‪ ،‬خاصة منها‬

‫الضريبية التي تعتبر أهم حوافز لسياسة دعم الوقود الحيوي في فرنسا مقارنة مع غيرها من الحوافز‬

‫األخرى (الزراعية‪ ،‬البحث والتطوير‪ ،)...‬حيث تقوم هذه الحوافز الضريبية على آليتين رئيسيتين وآلية‬

‫ثانوية تتمثل كلها في ‪ :‬خفض الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية (‪ )TICPE‬لصالح‬

‫الوقود الحيوي‪ ،‬وفرض ضرائب على موزعي الوقود الذين ال يقومون باستبدال جزء من الوقود البترولي‬

‫بالوقود الحيوي من خالل الرسم العام على األنشطة الملوثة (‪ ،)TGAP‬ونظام قانوني خاص يؤطر‬

‫استخدام الزيوت النباتية النقية التي تستفيد من اعفاء ضريبي كلي لما تكون غير محظورة‪.‬‬

‫‪ -1-1-II‬الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية (‪)TICPE‬‬

‫هو الرسم الرئيسي المفروض في فرنسا على جملة معينة من المنتجات الطاقية‪ ،‬بما في ذلك المنتجات‬

‫من أصل بترولي‪ ،‬وقد أنيطت إلدارة الجمارك مهمة تنظيم وتطبيق هذا الرسم [‪٬ 105-117‬‬

‫‪.]Article 265 du Code français des douanes ٬2016‬‬

‫في سنة ‪ ،2011‬تم تغيير اسم هذا الرسم من الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات النفطية‬

‫(‪ )TICPP‬إلى الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية (‪ ،)TICPE‬بعدما أصبحت القاعدة‬

‫الضريبية لهذا الرسم تنطبق على المنتجات غير النفطية كالسيارات الكهربائية والوقود الحيوي علما أن‬

‫هذا األخير يستفيد من اعفاء ضريبي جزئي أو كلي منذ سنة ‪ 1992‬بغرض ضمان قدرته التنافسية‬

‫مع الوقود البترولي‪.‬‬

‫‪245‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -1-1-1-II‬القاعدة الضريبية للرسم‬

‫يشمل هذا الرسم الئحة مشتركة من المنتجات بين جميع الدول األعضاء في االتحاد األوروبي في‬

‫اطار التوجيه ‪ EC/96/2003‬الصادر في ‪ 27‬أكتوبر ‪ ،2003‬ولكن ينص التوجيه على أنه يتم فرض‬

‫هذا الرسم فقط على استخدامات الطاقة كوقود للنقل أو التدفئة‪.‬‬

‫ينطبق الرسم على أي منتج معروض للبيع وموجه لالستخدام كوقود للمحركات أو كمادة مضافة لزيادة‬

‫الحجم النهائي لوقود المحركات (على هذا النحو‪ ،‬فإنه ينطبق على جميع أنواع الوقود الحيوي‪ ،‬ولكن‬

‫بسلم مختلف)‪.‬‬

‫‪ -2-1-1-II‬قيم الرسم‬

‫يفرض هذا الرسم على حجم المبيعات وليس على سعر البيع‪ ،‬وبالتالي فإن مبلغ الرسم ثابت يفرض‬

‫على كل وحدة مباعة‪ ،‬إال أنه يختلف من منتوج طاقي إلى آخر ( البنزين أو الديزل مثال) ومن نوع‬

‫استهالك إلى آخر (االستخدام كوقود للسيارة أو للتدفئة المنزلية)‪ ،‬وهذا ما يوضحه الجدول أدناه‪.‬‬

‫جدول ‪ :25‬قيم الرسم على االستهالك المحلي لبعض المنتجات الطاقية باألورو‪/‬هكتولتر‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫المنتجات الطاقية‬

‫‪64.12‬‬ ‫‪62.41‬‬ ‫‪60.69‬‬ ‫وقود ممتاز ‪E10‬‬

‫‪67.39‬‬ ‫‪65.68‬‬ ‫‪63.96‬‬ ‫وقود ممتاز < ‪0.005‬‬

‫‪62.35‬‬ ‫‪60.64‬‬ ‫‪58.92‬‬ ‫بنزين خاص (نقل و تدفئة)‬

‫‪48.81‬‬ ‫‪46.82‬‬ ‫‪42.84‬‬ ‫الديزل‬

‫‪7.96‬‬ ‫‪12.62‬‬ ‫‪12.40‬‬ ‫إيثانول ممتاز ‪E85‬‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على [‪]Code des douanes français, Chapitre Ier : Taxes intérieures‬‬

‫يعكس هذا الجدول إرادة ضمان القدرة التنافسية للوقود الحيوي مع الوقود األحفوري‪ ،‬إذ نالحظ أن قيمة‬

‫الرسم على االستهالك المحلي للوقود الحيوي (اإليثانول الممتاز‪ )E85‬جد منخفضة مقارنة مع تلك‬

‫‪246‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫المفروضة على أنواع الوقود األخرى‪ ،‬كما عرفت هذه القيمة انخفاض معتبر سنة ‪ 2016‬بعدما انتقلت‬

‫من ‪ 12.40‬أورو‪/‬هكتولتر سنة ‪ 2014‬إلى ‪ 7.96‬أورو‪/‬هكتولتر سنة ‪ ،2016‬على عكس الوقود‬

‫البترولي بمختلف أنواعه الذي يفرض على استهالكه رسم معتبر يعرف ارتفاعا مستم ار منذ سنة‬

‫‪ 2014‬مما أ سفر عن اضرابات وحركات احتجاجية واسعة النطاق في فرنسا دامت عدة أسابيع بين‬

‫نوفمبر وديسمبر ‪ 2018‬أطلق عليها تسمية "حركة السترات الصفراء" ( ‪Mouvement des gilets‬‬

‫‪.)jaunes‬‬

‫‪ -3-1-1-II‬المهن واألنشطة المستهدفة بالرسم‬

‫تستفيد بعض المهن واألنشطة من إعفاءات ضريبية جزئية أو كلية‪ ،‬منها ‪:‬‬

‫• الطائرات (وقود الطائرات معفى كليا)؛‬

‫• السفن‪ ،‬بما في ذلك سفن صيد السمك والنقل النهري؛‬

‫• سيارات األجرة؛‬

‫• النقل البري للركاب (‪ 15000‬لت ار كل ثالثي للحافلة)؛‬

‫• المركبات المستعملة في الزراعة‪.‬‬

‫‪ -4-1-1-II‬حالة وحدات إنتاج الوقود الحيوي‬

‫تستفيد وحدات إنتاج الوقود الحيوي من تخفيض في الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية‬

‫(‪ ،)TICPE‬بشرط أن تكون هذه الوحدات معتمدة من قبل ال وزير المكلف بالميزانية بعد مشاورة للوزراء‬

‫المسؤولين عن الزراعة والصناعة‪ ،‬مع العلم أن مدة االعتمادات الممنوحة ال يمكنها أن تتجاوز ستة‬

‫سنوات [‪.]Article 265 bis A. Code des Douanes‬‬

‫ويقتصر التخفيض في الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية (‪ )TICPE‬على كميات الوقود‬

‫الحيوي المحددة في االعتماد الممنوح كما يلي‪:‬‬

‫‪247‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫• ‪ 4.5‬يورو لكل هكتولتر من استرات ميثيل الزيوت النباتية (‪ )EMHV‬واسترات الميثيل الزيوت‬

‫الحيوانية المدمجة في وقود الديزل أو وقود التدفئة؛‬

‫• ‪ 8.25‬يورو لكل هكتولتر من مشتقات كحول األثيل مدمج في الوقود الممتاز ذو مكونات زراعية؛‬

‫• ‪ 8.25‬يورو لكل هكتولتر من كحول األثيل ذو أصل زراعي مدمج في الوقود الممتاز أو اإليثانول‬

‫الممتاز ‪E85‬؛‬

‫• ‪ 4.5‬يورو لكل هكتولتر من وقود البيوديزل االصطناعي؛‬

‫• ‪ 8.25‬يورو لكل هكتولتر من استرات إيثيل الزيوت النباتية (‪ )EEHV‬مدمج في وقود الديزل أو وقود‬

‫التدفئة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن كل متعامل مستفيد من اعتماد إلنتاج الوقود الحيوي ملزم على أن يعرض للبيع‬

‫داخل التراب الوطني الفرنسي كل إنتاجه المحدد في االعتماد الممنوح له‪.‬‬

‫‪ -2-1-II‬الرسم العام على األنشطة الملوثة (‪)TGAP‬‬

‫الرسم العام على األنشطة الملوثة (‪ )TGAP‬هو رسم إجباري يقوم على مبدأ الملوث‪/‬الدافع‪ ،‬ويستحق‬

‫على المؤسسات ذات أنشطة أو منتجات تعتبر ملوثة‪ :‬النفايات‪ ،‬االنبعاثات السامة‪ ،‬الوقود‪ ،‬زيوت‬

‫التشحيم‪ ،‬المنظفات وغيرها‪ .‬ويختلف معدل الرسم العام على األنشطة الملوثة (‪ )TGAP‬باختالف نوع‬

‫النشاط الممارس والمنتوج‪ :‬الرسم المطبق على الوقود الحيوي يدعى الرسم العام على األنشطة الملوثة ‪-‬‬

‫وقود (‪ )TGAP Carburant‬يخضع إلجراءات خاصة وقد تأسس بموجب قانون المالية لسنة ‪2005‬‬

‫بهدف تشجيع إدماج الوقود الحيوي [‪.]Departe, 2010, 9‬‬

‫‪ -1-2-1-II‬القاعدة الضريبية للرسم‬

‫قيمة الضريبية للرسم العام على األنشطة الملوثة‪ -‬وقود (‪ )TGAP Carburant‬جد مرتفعة‪ ،‬إذ تصل إلى‬

‫‪ %20‬من رقم أعمال الموزع الذي ال يدمج الوقود الحيوي في الوقود البترولي [ ‪Commission des‬‬

‫‪248‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ،]affaires économiques, de l’environnement et du territoire, 2006, 16‬وبالتالي فإن هذا الرسم‬

‫يمثل حافز كبير لدمج الوقود الحيوي في الوقود البترولي؛ ويتم حساب قيمته بإجراء اقتطاع على قيمة‬

‫كميات الوقود المعروضة لالستهالك وفقا لمعدالت يوضحها الجدول أدناه‪.‬‬

‫جدول ‪ :26‬معدالت اقتطاع الرسم العام على األنشطة الملوثة‪ -‬وقود‬


‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012 2011 2010‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫السنوات‬

‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%7‬‬ ‫‪%6.25 %5.75 %3.5 %1.75 %1.2‬‬ ‫المعدل‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على إحصائيات الوزارة الفرنسية للبيئة‪ ،‬الطاقة والبحر‪2015 ،‬‬
‫]‪[www.developpement-durable.gouv.fr‬‬

‫‪ -2-2-1-II‬هدف الرسم‬

‫إدماج الوقود الحيوي في البنزين والديزل يقلل من معدل الرسم العام على األنشطة الملوثة الخاصة‬

‫بالوقود بما يتناسب مع الكميات المدمجة‪ ،‬وبالتالي يشجع استخدام الوقود الحيوي‪.‬‬

‫فهذا الرسم إذن هو في الحقيقة عقوبة مالية ضد موزعي الوقود الذين ال يقومون بدمج الوقود الحيوي‬

‫في الوقود البترولي‪ ،‬إذ يفرض عليهم بلوغ معدل الدمج الذي يفرضه القانون في كل من الديزل‬

‫والبنزين (دون وجود امكانية تعويض بين هاتين الفئتين من الوقود) كما هو مبين في الجدول الموالي‬

‫وذلك لتفادي هذا الرسم وتحفيز الموزعين على دمج الوقود الحيوي في الوقود البترولي‪.‬‬

‫جدول ‪ :27‬معدالت الدمج األدنى للوقود الحيوي في فرنسا‬


‫معدل دمج الوقود الحيوي‬ ‫نوع الوقود البترولي‬
‫‪%7.7‬‬ ‫الديزل‬
‫‪%7‬‬ ‫البنزين‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على‬


‫‪[Code français des douanes, Chapitre Ier : Taxes intérieures article 266, France, 2016,‬‬
‫]‪139‬‬

‫‪249‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫المالحظة الهامة المستخلصة من الجدول أعاله هي أن المعدالت األدنى لدمج الوقود الحيوي في‬

‫فرنسا منخفضة نسبيا مقارنة مع ما هو معمول به في ال دول الرائدة في مجال الطاقة الحيوية على‬

‫غرار الب ارزيل التي معدل الدمج األدنى فيها هو ‪ %25‬كما بيناه سابقا‪.‬‬

‫‪ -3-2-1-II‬تبرير دمج الوقود الحيوي‬

‫إذا كان الموزع ال يستطيع تبرير دمجه للوقود الحيوي في الوقود البترولي الذي يعرضه للبيع‪ ،‬فيجب‬

‫عليه دفع الرسم على كل كميات الوقود المعروضة لالستهالك‪ .‬ولذلك‪ ،‬فمن الضروري أن يقوم موزع‬

‫الوقود بتبرير كميات الوقود الحيوي المدمجة في الوقود البترولي الذي يعرضه لالستهالك من خالل‬

‫وثائق تسمح بتتبع مسار الوقود الحيوي منذ استالمه (الشراء) إلى غاية إدراجه في الوقود البترولي‬

‫مرو ار بنوعه ]‪ ،[Ministère des finances et des comptes publics, 2015, 10‬وتتمثل هذه الوثائق‬

‫فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬شهادة االكتساب ‪ ،‬صادرة عن مستودع التخزين الحكومي للوقود الحيوي لصالح موزع الوقود‬

‫البترولي المعتمد‪ ،‬حيث تبين هذه الشهادة أنه تم فعال اقتناء الوقود الحيوي‪ ،‬كما تدل هذه الشهادة على‬

‫طبيعة وحجم الوقود الحيوي المباع؛‬

‫‪ -‬شهادة الدمج‪ ،‬صادرة عن مستودع التخزين الحكومي‪ ،‬حيث تبين هذه الشهادة أنه تم فعال إدراج‬

‫الوقود الحيوي في مخزون الوقود البترولي للموزع المعتمد‪.‬‬

‫‪ -3-1-II‬النظام القانوني الخاص بالزيوت النباتية النقية‬

‫وفقا للمادة ‪ 265‬مكرر من قانون الجمارك الفرنسي‪ ،‬يحظر استخدام الزيت النباتي النقي كوقود؛ ومع‬

‫ذلك‪ ،‬أذن قانون الزراعة الصادر في ‪ 5‬جانفي ‪ 2006‬استخدام الزيت النباتي النقي كوقود من قبل‬

‫المزارعين الذين أنتجوا بأنفسهم النباتات الزيتية التي تم استخراج الزيت النباتي النقي منها‪ ،‬كما ينص‬

‫هذا القانون على اإلعفاء الضريبي الكلي من الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات النفطية‬

‫‪250‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫(‪ )TICPP‬لهذه الزيوت‪ .‬ويبرر هذا النظام القانوني الخاص بالزيوت النباتية النقية باالستحالة العملية‬

‫لمراقبة المزارعين الذين يستعملون الزيت النباتي النقي كوقود باإلضافة إلى استحالة تحصيل الضرائب‬

‫عنهم‪.‬‬

‫‪ -2-II‬التدابير الزراعية‬

‫تتمثل التدابير الزراعية في إجراء واحد‪ ،‬حيث منذ سنة ‪ 2004‬يتم تحفيز المزارعين على إنتاج مختلف‬

‫المحاصيل الزراعية الموجهة إلنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول في إطار ما يسمى بمساعدات‬

‫محاصيل الطاقة (‪ )ACE‬التي تسمح للمزارعين بالحصول على مساعدة مالية قدرها ‪ 45‬يورو‪/‬هكتار‬

‫بشرط إنتاج محاصيل طاقية‪ ،‬أي إنتاج محاصيل موجهة إلنتاج الوقود الحيوي ]‪،]Bernard, 2008, H‬‬

‫مع العلم أن ‪ 45‬يورو في الهكتار الواحد تمثل بين ‪ 12‬و ‪ 15‬يورو مساعدة مالية لكل طن منتج‬

‫[‪ ،]Lepicard, 2014, 3‬ويتم منح هذه المساعدات المالية فقط على األراضي الزراعية التي يغطيها عقد‬

‫مبرم بين المزارعين المالكين لهذه األراضي ومنتجي الوقود الحيوي‪ .‬وفي حالة ما إذا كان المزارع ينتج‬

‫عدة محاصيل زراعية موجهة إلنتاج الوقود الحيوي (اللفت‪ ،‬عباد الشمس‪ ،‬القمح‪ ،)...‬يستلزم عليه إبرام‬

‫عقد لكل محصول على حدة‪.‬‬

‫سمحت مساعدات محاصيل الطاقة (‪ )ACE‬لمنتجي الوقود الحيوي بتأمين تموين وحداتهم اإلنتاجية‬

‫بالمواد الخام‪ ،‬من جهة‪ ،‬كما سمحت للمزارعين بتأمين بيع محاصيلهم الزراعية دون صعوبة‪ ،‬من جهة‬

‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -3-II‬تدابير البحث والتطوير‬

‫في ماي ‪ 1994‬تم تأسيس تكتل علمي بهدف تطوير صناعة الوقود الحيوي وتثمين االستخدامات غير‬

‫الغذائية للمنتجات الزراعية‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يجمع هذا التكتل العلمي بين الو ازرات المعنية (الصناعة‪ ،‬البيئة‪ ،‬التعليم العالي ‪ ،‬الزراعة) ووكالة إدارة‬

‫البيئة والطاقة (‪ ،)ADEME‬باإلضافة الى مجموعة من المعاهد مثل المعهد الوطني للبحوث الزراعية‬

‫(‪ )INRA‬والمعهد الفرنسي للبترول (‪ ،)IFP‬والعديد من الجمعيات الزراعية مثل اتحاد مزارعي البنجر‬

‫(‪ )CGB‬والمنظمات المهنية للبذور الزيتية‪.‬‬

‫وقد أسفر هذا التكتل عن ظهور برنامج جديد لتطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث في فرنسا‬

‫سنسلط الضوء عليه في الجزء الموالي‪.‬‬

‫‪ -1-3-II‬برنامج تطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬

‫تستند التنمية المستدامة على ثالث ركائز أساسية تدمج في جميع السياسات الحكومية الفرنسية‪ :‬ركيزة‬

‫اقتصادية‪ ،‬ركيزة اجتماعية وركيزة بيئية‪ .‬فبعدما أظهرت الدراسات أن إنتاج وقود جديد مستخرج من‬

‫الطحالب الدقيقة يوفق بين هذه الركائز الثالث‪ ،‬اضطر السياسيون إلى النظر في فكرة تصنيع هذا‬

‫الجيل الجديد من الوقود على نطاق واسع‪ ،‬خاصة إذا علمنا أنه على عكس الوقود الحيوي من الجيل‬

‫األول فإنه يمكن استعمال الوقود الحيوي من الجيل الثالث مباشرة في أي سيارة دون تكييف محركها‬

‫مع هذا النوع من الوقود‪ ،‬وهو ما دعت إ لى معرفته لجنة تحرير النمو الفرنسي ( ‪commission pour la‬‬

‫‪ )libération de la croissance française‬من خالل تقرير صادر عنها معروف بتقرير "‪،"Attali‬‬

‫وبالضبط في القرار رقم ‪ ،82‬دعى إلطالق برنامج للبحث والتطوير في مجال الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثالث مشي ار إ لى "وجود امكانات كبيرة غير مستغلة في الطاقة الحيوية المستمدة من الطحالب‬

‫الدقيقة من أجل تطوير أكثر للجيل الثالث من الوقود الحيوي والتحكم بشكل أفضل في انبعاثات ثاني‬

‫أكسيد الكربون مع تحقيق حماية أفضل للبيئة‪ ،‬إضافة إلى خلق فرص عمل واكتساب خبرة ومهارات‬

‫في هذا الميدان يمكن تصديرها" [‪.]Attali, 2008, 83-84‬‬

‫‪252‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫ نتائج برنامج تطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬-2-3-II

‫أسفر برنامج تطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث على إنجاز ثمانية مخابر مشتركة في مشروع‬

."Shamash" ‫إنتاج الوقود الحيوي باستخدام الطحالب الدقيقة أطلق عليه تسمية مشروع‬

Shamash ‫مشروع‬

‫) ووكالة البحوث الوطنية‬PNRB( ‫هو مشروع ممول من طرف البرنامج الوطني ألبحاث الطاقة الحيوية‬

.[https://www-sop.inria.fr/comore/shamash[ ‫) ومؤسسات فرنسية خاصة على أرسها مؤسسة‬ANR(

:‫وفيما يلي قائمة المخابر والمؤسسات المشاركة في هذا المشروع‬

Shamash ‫ المخابر والمؤسسات المشاركة في مشروع‬:28 ‫جدول‬

Contrôle et modélisation de ressources


(COMORE)renouvelables INRIA

UMR 7093
Laboratoire d’Océanographie de Villefranche (LOV) CNRS - Université Paris VI

Laboratoire Physiologie et Biotechnologie des IFREMER


(PBA)Algues

Laboratoire de Bioénergétique et Biotechnologie des UMR 163


Bactéries et Microalgues (LB3M) CNRS-CEA

Laboratoire de Génie des Procédés et d’Elaboration UMR 016


de Bioproduits (LGPEB) CIRAD - Université
Montpellier 2

Génie des Procédés Environnement Agroalimentaire UMR 6144 Université de


(GEPEA) Nantes - CNRS

Laboratoire de Mécanique, Modélisation & Procédés UMR 6181Université Paul


Propres Cézanne - CNRS

Alpha Biotech Alpha Biotech


L’Innovation Phytomarine
:‫المصدر‬
[http://www-sop.inria.fr/comore/shamash/equipes.html]

253
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وقد شارك أربعون عالما فرنسيا ودوليا في هذا المشروع‪ ،‬حيث تكفل المعهد الوطني للبحوث الزراعية‬

‫(‪ )INRA‬لجامعة ( ‪ )Sophia-Antipolis‬بتنسيق المشروع ووضع أساليب النمذجة الرياضية إلنتاج‬

‫الطحالب الدقيقة التي طبقت من طرف مختبر هندسة العمليات لجامعة (‪ ،)Nantes‬في حين تك فل‬

‫معهد البحوث الفرنسية الستغالل البحار (‪ )Ifremer‬باختيار أفضل سالالت الطحالب الدقيقة من حيث‬

‫اإلنتاجية الزيتية‪ ،‬بينما درس مختبر المحيطات (‪ )LOV‬خصائص هذه الزيوت التي تكفل باستخراجها‬

‫كل من مركز التعاون الدولي في البحوث الزراعية من أجل التنمية (‪ )CIRAD‬ومختبر الميكانيك‬

‫والنمذجة لجامعة (‪ )Aix-Marseille‬بالشراكة مع مؤسسة ( ‪ )Valobio‬التي تنشط في ميدان استخراج‬

‫الزيوت إلى جانب المؤسسة الفرنسية الرائدة عالميا في إنتاج وتسويق وتثمين الطحالب الدقيقة ( ‪Alpha‬‬

‫‪.]Alboussière & autres, 2009, 18[ )Biotech‬‬

‫نتائج مشروع ‪Shamash‬‬

‫أهم ما توصل إليه المشروع هو تحديد العقبات المناخية والبيولوجية والتقنية الواجب تجاوزها الستهداف‬

‫المناطق الجغرافية التي توفر الشروط االزمة إلنتاج الطحالب الدقيقة على نطاق واسع بهدف استخراج‬

‫الزيوت منها ثم تكريرها بعميلة بسيطة إلنتاج الوقود الحيوي (أصبحت هذه الشروط معمول بها في‬

‫وكالة الطاقة الدولية) وهو ما أسفر عن ظهور عدة شركات فرنسية تنتج الوقود الحيوي انطالقا من‬

‫الطحالب الدقيقة على غرار شركة "‪ "Acta Alga‬الحديثة النشأة والتي في سابقة هي األولى من نوعها‬

‫تمكنت سنة ‪ 2013‬من إنتاج وقود حيوي باستخدام الطحالب الدقيقة بفعالية تفوق بمرتين فعالية الطرق‬

‫المعروفة إلى ذلك الحين‪ ،‬وشركة "‪ "Bioalgostral‬التي أنشئت سنة ‪ 2008‬في جزيرة "‪"La Réunion‬‬

‫الموجودة في المحيط الهادي والناشطة في قطاع الوقود الحيوي من الجيل الثالث والطحالب الدقيقة‬

‫حيث أنتجت وقودا حيويا من الجيل الثالث على نطاق صناعي واسع بفضل أحواض خارجية مفتوحة‬

‫ضخمة وتهدف إلى جعل جزيرة "‪ "La Réunion‬مستقلة تماما على سوق البترول مستقبال‪ ،‬إضافة إلى‬

‫‪254‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫شركة "‪ "Salinalgue‬التي تمكنت من إنتاج وقود حيوي باستخدام الطحالب الدقية بتكلفة تقل ب ‪1‬‬

‫يورو‪/‬لتر عن تكلفة اإلنتاج المعروفة إلى ذلك الحين وحققت في نفس السنة إنتاجية هي األكبر في‬

‫العالم قدرها ‪ 20000‬لتر من الوقود الحيوي للهكتار الواحد وتهدف إلى إنتاج ما يعادل ‪ 10‬طن من‬

‫الطحالب الدقيقة في الهكتار الواحد في المستقبل القريب‪ ،‬وغيرها من المؤسسات المصغرة األخرى في‬

‫أقصى جنوب فرنسا [مختلف االدبيات]‪.‬‬

‫قمنا في هذا المبحث باستعراض سياسة دعم الوقود الحيوي في فرنسا‪ ،‬واستخلصنا أن هذه السياسة‬

‫تقتصر أساسا على تدابير وحوافز ضريبية تشجع استهالك الوقود الحيوي‪ ،‬وبدرجة أقل إنتاجه‪ ،‬ترجمت‬

‫كلها على أرض الواقع عبر ثالث آليات رئيسية هي الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية‬

‫(‪ )TICPE‬والرسم العام على األنشطة الملوثة (‪ ،)TGAP‬إضافة إلى نظام قانوني خاص بالزيوت‬

‫النباتية النقية‪ ،‬في حين افتقرت هذه السياسة بشدة إلى تدابير موجهة إلى قطاع الزراعة من أجل تحفيز‬

‫المزارعين على إنتاج مواد أولية زراعية موجهة لقطاع الوقود الحيوي‪ ،‬كما انعدمت فيها التدابير‬

‫الحمائية لقطاع الوقود الحيوي الحديث النشأة في فرنسا‪ .‬كما أستخلصنا أن السياسة الفرنسية في مجال‬

‫دعم الوقود الحيوي تولي أهمية كبيرة لميدان البحث العلمي والتطوير‪ ،‬مما سمح بوضع برنامج طموح‬

‫لتطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث أسفر عن خلق ص ناعة حقيقة إلنتاج الطحالب الدقيقة‬

‫وتحويلها إلى وقود حيوي جعل فرنسا من بين الدول الرائدة في هذا المجال‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ -‬التجربة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‬

‫تبحث الواليات المتحدة األمريكية منذ سنوات عديدة على تقليل اعتمادها على واردات النفط األجنبية‪،‬‬

‫عالوة على الحد من انبعاثات الغازات المسببة لالحتباس الحراري‪ .‬تحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬قامت الواليات‬

‫المتحدة األمريكية بانتهاج سياسة طموحة لدعم قطاع الوقود الحيوي باالعتماد على مجموعة من‬

‫‪255‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫التكليفات واإلعانات والحوافز الزراعية والصناعية‪ ،‬تأخذ في غالبيها شكل آليات ضريبية محفزة أو‬

‫حمائية‪ ،‬مستوحاة مباشرة في خطوطها العريضة من التجربة الب ارزيلية المرجعية في هذا المجال مع‬

‫ادخال تعديالت وتغييرات في هذه السياسة من أجل "أمركنتها" لجعلها أكثر فعالية؛ وعليه يهدف هذا‬

‫المبحث إ لى تسليط الضوء على مختلف التدابير المتخذة في إطار السياسة األمريكية لدعم الوقود‬

‫الحيوي‪.‬‬

‫‪ -1-III‬مرونة سياسة الدعم األمريكية‬

‫تذبذب أسعار المواد األولية الزراعية وسعر البترول من فترة إلى أخرى أثار نقاش حول اآلثار الجانبية‬

‫السلبية لسياسات دعم الوقود الحيوي كون ارتفاع أسعار المواد األولية الزراعية يجعل من بيع هذه‬

‫المواد في األسواق الدولية أكثر ربحية بالنسبة للدول المنتجة لها‪ ،‬كما أن انخفاض سعر البترول يجعل‬

‫من سعر الوقود التقليدي المشتق من البترول أدنى من سعر الوقود الحيوي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالطبيعة الجامدة‬

‫نسبيا لسياسات دعم الوقود الحيوي المنتهجة في مختلف دول العالم جعلت من هذه السياسات محل‬
‫ً‬

‫انتقادات كثيرة‪ ،‬مما دفع بالواليات المتحدة األمريكية إلى وضع سياسة دعم للوقود الحيوي تتميز‬

‫بالمرونة مقارنة مع سياسات دعم الدول األخرى‪ ،‬وترجمت هذه المرونة من خالل آليتين رئيسيتين‬

‫تمثالن في آلية عدم التقيد باألهداف األولية لسياسة الدعم (‪ ،)Waiver‬إضافة إلى آلية التخزين‬

‫والتبادل (‪.[Claquin et autres, 2015, 03] )Banking & Trading‬‬

‫‪ -1-1-III‬عدم التقيد باألهداف (‪)Waiver‬‬

‫هي اآللية الرئيسية األولى لمرونة السياسة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‪ ،‬وتتجسد هذه اآللية‬

‫في امتالك وكالة حماية البيئة (‪ )Environmental Protection Agency‬السلطة التقديرية واالستقاللية‬

‫التامة في تعديل أو حذف‪ ،‬من تلقاء نفسها أو بناء على طلب طرف ما مثل المزارعين‪ ،‬األهداف‬

‫التأسيسية المنصوص عليها في القوانين الخاصة بسياسة دعم الوقود الحيوي‪ ،‬سواء تعلق األمر‬

‫‪256‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫باألهداف العامة للسياسة أو األهداف الخاصة بكل جيل من الوقود الحيوي وبكل مادة أولية زراعية‪،‬‬

‫وذلك دون استشارة أي طرف مهما كان‪ ،‬مما يسمح بعزل الوكالة عن كل ضغطات خارجية تخدم‬

‫مصالح خاصة أو أطراف معينة على حساب المصلحة العامة‪ ،‬إضافة إلى تفادي البيروقراطية وتفادي‬

‫المرور بمجلس النواب أ و مجلس الشيوخ عند اتخاد أي قرار‪ ،‬وبالتالي التكيف في أسرع وقت ممكن‬

‫مع ظروف السوق الجديدة‪.‬‬

‫فضالً عن ذلك‪ ،‬وللحفاظ على أهداف متسقة من سنة إلى أخرى‪ ،‬بإمكان وكالة حماية البيئة أن تراجع‬

‫وتعدل أهداف سياسة دعم الوقود الحيوي للسنوات المقبلة إذا تم تسجيل ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تخفيض أهداف سنة معينة بنسبة ‪ %50‬أو أكثر؛‬

‫‪ -‬تخفيض أهداف سنتين متتاليتين بنسبة ‪ %20‬أو أكثر‪.‬‬

‫كما تنص قاعدة أخرى خاصة بوكالة حماية البيئة أنه بإمكان الوكالة أن ترفض طلب وارد من طرف‬

‫معين‪ ،‬كإحدى الواليات األمريكية أو موزع وقود على سبيل المثال‪ ،‬والمتمثل في حذف أو تعديل هدف‬

‫ما لسياسة الدعم‪ ،‬في حالة ]‪: [Yacobucci, 2012, 03‬‬

‫‪ -‬عدم توفر الوقود الحيوي في السوق بشكل كافي لمواجهة الطلب عليه؛‬

‫‪ -‬قبول هذا الطلب من شأنه أن يضر بشدة اقتصاد أو بيئة والية أو منطقة‪.‬‬

‫تجذر اإلشارة إلى أن فكرة إنشاء وكالة مستقلة مسؤولة على وضع وتنفيذ سياسة دعم الوقود الحيوي‬

‫مستوحاة من استقاللية البنك المركزي في وضع وتنفيذ السياسة النقدية التي غالبا ما تكون ذات فعالية‬

‫أكبر كلما زادت درجة استقاللية البنك المركزي‪.‬‬

‫‪ -2-1-III‬التخزين والتبادل ( ‪)Banking & Trading‬‬

‫تشكل هذه اآللية المرونة الرئيسية األخرى للسياسة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي‪ ،‬حيث‬

‫تسمح لموزع الوقود التقليدي‪ ،‬في الفترات التي يكون فيها سعر البترول منخفض‪ ،‬بمزج نسبة وقود‬

‫‪257‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫حيوي أ قل من النسبة القانونية المفروض مزجها في الوقود التقليدي شرط دمج نسبة أكبر مستقبال لما‬

‫تكون ظروف السوق أحسن ويتحصل مقابلها على شهادة مزج تدعى ‪Renewable ( RIN‬‬

‫‪ )Identification Number‬يكون ملزم على أخدها إلى وكالة حماية البيئة ( ‪Environmental‬‬

‫‪ )Protection Agency‬في أجل ال يتعدى سنتين لتسوية وضعيته وتفادي أ ن تنزع منه رخصة التوزيع‬

‫أو رخصة االستيراد أو دفع عقوبة قد تصل إلى ‪ 25000‬دوالر لليوم ‪.[Claquin et autres, 2015,‬‬

‫]‪15‬‬

‫إضافة إلى اآلليتين السابقتين‪ ،‬اتخذت السلطات األمريكية مجموعة أخرى من اإلجراءات المتفرقة‬

‫تخص القطاع الزراعي وذلك من أجل إعطاء مرونة أكبر لسياسة دعم الوقود الحيوي‪ ،‬ومن بينها‪:‬‬

‫‪ -‬إعادة توجيه جزء أو كل اإلنتاج الزراعي في اتجاه الحد من االستخدامات الصناعية (الحد من إنتاج‬

‫الوقود الحيوي) في حالة وجود ارتفاع ملموس في أسعار األغذية في السوق األمريكية؛‬

‫‪ -‬وضع عتبات أمن‪ ،‬أي عتبات سعر تشجع الحكومة‪ ،‬لما يفوق مستوى أسعار الحبوب هذه العتبات‪،‬‬

‫على الزام منتجي الحبوب بإيجاد لمحاصيلهم الزراعية منفذ للطعام عوض منفذ للطاقة؛‬

‫‪ -‬التعليق المؤقت لتدابير دعم قطاع الوقود الحيوي في حالة ارتفاع أسعار الحبوب أو‪ /‬و أسعار‬

‫األغذية في السوق األمريكية‪.‬‬

‫‪ -2-III‬تدابير اإلنتاج لسياسة الدعم األمريكية‬

‫أتخد أول إجراء لتشجيع إنتاج الوقود الحيوي من خالل إعفاءات ضريبية للوقود البترولي الممزوج‬

‫باإليثانول سنة ‪ 1978‬تحت إدارة الرئيس كارتر في إطار قانون ضريبة الطاقة (‪،)Energy Tax Act‬‬

‫إال أنه سرعان ما تم التخلي عن فكرة تشجيع إنتاج وقود بديل للوقود األحفوري بعد انخفاض سعر‬

‫برميل النفط في منتصف الثمانينات‪ ،‬ولم يتم وضع سياسة حقيقية لدعم إنتاج الوقود الحيوي في‬

‫‪258‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الواليات المتحدة األمريكية إال في بداية السنوات ‪ 2000‬من خالل مجموعة من القوانين مست القطاع‬

‫الصناعي‪ ،‬القطاع الزراعي وقطاع البحث العلمي ‪:‬‬

‫‪ -‬كان قانون خلق الوظائف األمريكية ( ‪ )American Jobs Creation Act‬الذي تم اعتماده سنة ‪2004‬‬

‫أول إجراء فعال أتخذ في إطار تشجيع إنتاج اإليثانول‪ ،‬حيث منح هذا القانون تخفيض في الضريبة‬

‫المفروضة على حجم الوقود التقليدي (‪ )taxe d’accise‬الممزوج باإليثانول ("‪Volumetric "VEETC‬‬

‫‪ )Ethanol Excise Tax Credit‬لصالح بائعي الجملة والتجزئة قدره ‪ 0.51‬دوالر للغالون (‪0.135‬‬

‫دوالر‪/‬لتر) لإليثانول الممزوج بالبنزين‪ ،‬و‪ 1‬دوالر للغالون الواحد (‪ 0.264‬دوالر‪/‬لتر) للبيوديزل (للديزل‬

‫الحيوي) الممزوج بالديزل‪ ،‬قبل أن يتم تجديده سنة ‪ 2009‬بتخفيض جديد خاص فقط بالوقود التقليدي‬

‫الممزوج باإليثانول قيمته األدنى ‪ 0.45‬دوالر للغالون [‪ ]Stubbs, 2010, 04‬قابلة للزيادة في حالة زيادة‬

‫نسبة اإليثانول الممزوج في البنزين بعدما تم حذف مستوى المزج التقييدي القانوني المفروض من‬

‫طرف السلطات وجعله غير مسقفا مما جعل من التخفيض في الضريبة يتناسب مع نسبة اإليثانول‬

‫الممزوجة مع الوقود التقليدي‪.‬‬

‫‪ -‬ابتداءا من سنة ‪ 2002‬في إطار قانون الزراعة‪ ،‬تم اتخاد تدابير لفائدة منتجي المواد األولية الزراعية‬

‫التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي أخدت شكل قروض ومنح (‪)subventions‬؛ كما أطلقت وكالة‬

‫الخدمات الزراعية )‪ (Farm Service Agency‬التابعة لو ازرة الزراعة األمريكية (‪ )USDA‬برنامج الطاقة‬

‫الحيوية (‪ )Bioenergy Program‬في نفس السنة بقيمة ‪ 150‬مليون دوالر سنويا مخصصة المتصاص‬

‫الفوائض المحصولية للذرة وغيرها من المواد لصالح قطاع اإليثانول من خالل إبرام عقود مع المزارعين‬

‫تضمن توريد مصانع الوقود الحيوي بالمواد األولية من جهة‪ ،‬ومن خالل تقديم مساعدات مالية مباشرة‬

‫لمنتجي الوقود الحيوي تخصص حصريا لشراء المواد األولية التي تدخل في إنتاج الوقود الحيوي‪،‬‬

‫وعلى رأسها الذرة‪ ،‬وبالتالي ضمان أسواق للمزارعين ]‪.[USDA- Farm Service Agency‬‬

‫‪259‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ -‬خصصت ميزانيات لدعم البحث والتطوير في مجال الوقود الحيوي‪ ،‬إ ذ تم القيام بأبحاث على جميع‬

‫المستويات ( الصناعة الكيميائية‪ ،‬مخابر و ازرة الطاقة‪ ،‬مخابر و ازرة الزراعة‪ ،‬مخابر الجامعات بتمويل‬

‫مختلط "خاص‪/‬عام")‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬شاركت الشركة البترولية (‪ )AMOCO Oil Company‬في‬

‫برنامج بحث مختبر دنفر (‪ )Denver‬خاص بإنتاج اإليثانول من النفايات‪ ،‬كما ساهمت الصناعة‬

‫الكيميائية بنسبة ‪ %70‬في تمويل مختبر بقيمة ‪ 60‬مليون دوالر مخصص حصريا للوقود الحيوي في‬

‫جامعة لينكولن (‪.]La documentation Française, 2016, 18[ )Lincoln‬‬

‫البحوث العلمية موجهة في اتجاهين‪:‬‬

‫‪ -‬تحسين العامل البكتريولوجي لتنشيط عملية تخمر المواد األولية الزراعية مما يسمح في نهاية‬

‫المطاف باستخدام النفايات الزراعية إلنتاج الوقود الحيوي (الوقود الحيوي من الجيل الثاني)؛‬

‫‪ -‬تحسين تكنولوجيا مصانع إنتاج الوقود الحيوي‪.‬‬

‫وبشكل عام‪ ،‬و ازرتان فيدراليتان رئيسيتان‪ ،‬وهما و ازرة البيئة (‪ )DOE‬وو ازرة الزراعة (‪ ،)USDA‬تجريان‬

‫دروس وأبحاث على الوقود الحيوي بهدف تحقيق نفس الهدف‪ ،‬وهو خفض التكاليف‪ ،‬حيث تعمل و ازرة‬

‫البيئة على خفض تكاليف اإلنتاج وعلى تحويل الكتلة الحيوية الخشبية والعشبية إلى وقود حيوي‬

‫(الوقود الحيوي من الجيل الثاني)‪ ،‬في حين تعمل و ازرة الزراعة على تحقيق نفس الهدف المتمثل في‬

‫خفض تكاليف اإلنتاج ولكن تركز بحوثها على المواد الخام الزراعية مثل الذرة‪ .‬وقد سمحت أعمال كلتا‬

‫الو ازرتان من خفض تكاليف إنتاج الوقود الحيوي [‪.]La documentation Française, 2016, 19‬‬

‫‪ -3-III‬تدابير الحماية لسياسة الدعم األمريكية‬

‫وضعت الواليات المتحدة األمريكية نظام من الحواجز الجمركية لحماية المنتجين المحليين للوقود‬

‫الحيوي [‪ ،]FAO, 2008, 28‬حيث فرضت تعريفات جمركية على واردات اإليثانول من الدول التي ال‬

‫تنتمي إلى "اتفاقية التجارة الحرة ألمريكا الشمالية" (‪ )NAFTA‬تتراوح بين ‪ %1.9‬و‪ .%2.5‬من جهة‬

‫‪260‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫أخرى‪ ،‬وعلى عكس السياسة الفرنسية‪ ،‬فإن الواليات المتحدة األمريكية تميز بين اإليثانول الموجه‬

‫لقطاع النقل واإليثانول الموجه الستخدامات أخرى‪ ،‬وعليه فهي فرضت أيضا تعريفات جمركية إضافية‬

‫على واردات اإليثانول الموجه للنقل‪ .‬وتجدر اإلشارة في هذا السياق إلى أن واردات اإليثانول من‬

‫البلدان األعضاء في "مبادرة حوض البحر الكاريبي" (‪ )Caribbean Basin Initiativ‬هي معفاة من‬

‫التعريفات الجمركية إال في حالة تجاوز هذه الواردات ‪ %7‬من اإلنتاج الوطني األمريكي‪.‬‬

‫كل هذه االجراءات الحمائية تستهدف بشكل رئيسي اإليثانول الب ارزيلي‪ ،‬الوحيد الذي يشكل خط ار حقيقيا‬

‫على صناعة االيثانول األمريكية‪.‬‬

‫‪ -4-III‬تدابير االستهالك لسياسة الدعم األمريكية‬

‫أول إجراء أعتمد من طرف الكونجرس األمريكي لتحفيز استهالك اإليثانول تمثل في اعتماد قانون‬

‫الوقود البديل (‪ (AMF‬سنة ‪ 1988‬الذي يشجع منتجي السيارات على تصنيع مركبات تشتغل بالوقود‬

‫الحيوي (مركبات مرنة‪-‬الوقود ‪ )Flexfuel‬من خالل إعفاءهم من الضريبة البيئية المفروضة على‬

‫السيارات التي تشتغل حصريا بالوقود التقليدي‪ ،‬وبالتالي الحد من استهالك البنزين لصالح الوقود‬

‫الحيوي ]‪.[Liu & E.Helfand , 2009, 02‬‬

‫شائعا في الواليات‬
‫ً‬ ‫خيار شعبيا‬
‫ًا‬ ‫سمح هذا القانون من جعل السيارات من نوع مرنة‪-‬الوقود (‪)FFF‬‬

‫المتحدة األمريكية بسبب األنواع الكثيرة من أنواع المركبات ‪ FFF‬المعروضة للبيع‪.‬‬

‫ولكن أهم إجراء تم اتخاده لتشجيع استهالك الوقود الحيوي تمثل في إنشاء قانون معيار الوقود المتجدد‬

‫("‪ )The Renewable Fuel Standard "RFS‬بموجب قانون سياسة الطاقة )‪ (Energy Policy Act‬لسنة‬

‫‪ 2005‬الهادف أساسا إلى تشجيع استخدام الطاقة الحيوي‪ ،‬وتم تمديده سنة ‪ 2007‬وتنفيذ مرحلته‬

‫الثانية سنة ‪ 2010‬بموجب قانون استقالل وأمن الطاقة )‪.(Energy Independence and Security Act‬‬

‫حدد هذا القانون نسبة دمج إجبارية للوقود الحيوي في وقود النقل البترولي الذي يتم بيعه أو تسويقه في‬

‫‪261‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الواليات المتحدة األمريكية علما أن هذه النسبة تتراوح بين ‪( %10‬رمزها في محطات الوقود ‪)E10‬‬

‫و‪( %85‬رمزها في محطات الوقود ‪ ،)E85‬كما حدد أهدافا كمية عامة (كميات مزج) لكل سنة مبينة‬

‫في الجدول الموالي‪ ،‬مع اإلشارة إلى أنه تم تحقيق مجمل أهداف الدمج الكمية السنوية المحددة إلى حد‬

‫اآلن وذلك بشكل أساسي بفضل اإليثانول المستخرج من الذرة [‪.]Bracmort, 2018, 03‬‬

‫جدول‪ :29‬األهداف الكمية العامة لدمج الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫السنوات‬
‫‪22.25‬‬ ‫‪20.5‬‬ ‫‪18.15‬‬ ‫‪16.55‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪13.95‬‬ ‫الكمية (مليار غالون)‬
‫‪2022‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫السنوات‬
‫‪36‬‬ ‫‪33‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الكمية (مليار غالون)‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Bracmort, 2018, 07‬‬

‫كما تعتبر اإلعفاءات الضريبية وسيلة فعالة أخرى أستعملت لتحفيز الطلب الداخلي على الوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬علما أن الحوافز أو الجزاءات الضريبية هي من بين األدوات األكثر استعماال في الواليات‬

‫المتحدة األمريكية‪ ،‬وقد استطاعت أن تؤثر بشكل كبير جدا على القدرة التنافسية للوقود الحيوي في‬

‫مواجهة مصادر الطاقة األخرى‪ ،‬و ِم ْن ثَم رفعت من قدرة الوقود الحيوي على الصمود تجاريًا‪.‬‬

‫‪ -5-III‬نتائج سياسة الدعم األمريكية‬

‫نلخص نتائج سياسة الدعم األمريكية في أثرها على البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ ،‬اإليثانول والذرة‬

‫المستخدمة في إنتاج هذا األخير‪.‬‬

‫‪ -1-5-III‬على إنتاج واستهالك البيوديزل‬

‫يبين الشكل الموالي تطور كل من إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) في الواليات المتحدة األمريكية‪،‬‬

‫إضافة إلى استهالكه وصادراته خالل الفترة ‪.2016-2001‬‬

‫‪262‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫شكل ‪ :84‬إنتاج‪ ،‬استهالك وصادرات البيوديزل في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2016-2001‬‬

‫المصدر‪[ :‬وزارة الطاقة األمريكية‪]2017 ،‬‬

‫نالحظ من خالل هذا الشكل أن إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي) كان منعدما تماما قبل سنة ‪2004‬‬

‫بسبب تركيز السياسة األمريكية لدعم الوقود الحيوي على اإليثانول فقط دون غيره من الوقود البديل من‬

‫جهة‪ ،‬وبسبب تخصص الواليات المتحدة األمريكية في إنتاج الذرة التي تدخل في إنتاج اإليثانول فقط‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬األمر الذي جعل من قطاع الوقود الحيوي األمريكي يرتكز أساسا على اإليثانول ‪،‬‬

‫على عكس قطاع الوقود الحيوي األوروبي الذي يقوم على البيوديزل (الديزل الحيوي)‪ .‬ظهرت ما بين‬

‫‪ 2004‬و‪ 2008‬أولى الكميات المنتجة من البيوديزل (الديزل الحيوي) عند بداية اهتمام الواليات‬

‫المتحدة األمريكية بهذا النوع من الوقود الحيوي كاستجابة للب ارزيل الذي أطلق برنامج إنتاج واستخدام‬

‫البيوديزل (‪ )PNPB‬في نفس السنة ‪ ،2004‬لينخفض بعد ذلك اإلنتاج بين سنتي ‪ 2008‬و‪2010‬‬

‫بسبب ارتفاع أسعار المواد األولية الزراعية جراء األزمة الغذائية العالمية لسنة ‪ 2008‬التي جعلت من‬

‫بيع هذه المواد الزراعية في السوق الدولية أكثر ربحية من تحويلها إلى بيوديزل (ديزل حيوي)‪ ،‬خاصة‬

‫في ظل مرونة السياسة الدعم األمريكية للوقود الحيوي كما أشرنا إ ليه سابقا والتي تجعل من السهل‬

‫تغيير وجهة المواد األولية الزراعية في حالة تغير ظروف السوق‪ .‬بعد سنة ‪ ،2010‬عرف إنتاج‬

‫‪263‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي) إرتفاعا معتب ار بعدما انتقل من أقل من ‪ 500‬مليون غالون سنة ‪ 2010‬إلى‬

‫أكثر من ‪ 1500‬مليون غالون سنة ‪ ،2016‬أي ارتفاع قدره ‪ %150‬راجع أساسا إلى انخفاض جديد‬

‫في أسعار المواد األولية الزراعية التي تدخل في إنتاج البيوديزل (الديزل الحيوي)‪.‬‬

‫من جهة أخرى تناسب تطور استهالك البيوديزل (الديزل الحيوي) عموما مع تطور إنتاج هذا األخير‬

‫بسبب اجراءات سياسة دعم الوقود الحيوي التي مست إنتاج واستهالك الوقود الحيوي على حد سواء‪،‬‬

‫حيث لم يسجل تباين في تطورهما إال في فترة ‪ 2010-2008‬أين بقي االستهالك ثابتا مع انخفاض‬

‫اإلنتاج لألسباب المذكورة أعاله‪ ،‬وفي ‪ 2016-2013‬أين االستهالك فاق اإلنتاج مما أدى إلى الحد‬

‫من صادرات البيوديزل (الديزل الحيوي) خالل نفس الفترة مع الشروع في استيراده‪.‬‬

‫‪ -2-5-III‬على إنتاج واستهالك اإليثانول‬

‫يبين الشكل أدناه تطور الكميات المنتجة والمستهلكة من اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية خالل‬

‫الفترة ‪.2015-1998‬‬

‫شكل ‪ :85‬إنتاج واستهالك اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2015-1998‬‬

‫المصدر‪[ :‬وزارة الطاقة األمريكية‪]2017 ،‬‬

‫‪264‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يتضح من خالل هذا الشكل أن تساوي الكميات المنتجة مع تلك المستهلكة من اإليثانول في الواليات‬

‫المتحدة األمريكية كون السياسة األمريكية لدعم الوقود الحيوي تشجع إنتاج واستهالك اإليثانول على‬

‫حد سواء‪ ،‬أي بمعنى آخر فإ ن اإليثانول المنتج في الواليات المتحدة األمريكية موجه في المقام األول‬

‫للسوق الداخلية‪ ،‬خاص ة في ظل تنامي مبيعات السيارات مرنة‪-‬الوقود (‪ )Flex-Fuel‬التي شجعت‬

‫استهالك اإليثانول الذي ارتفع استهالكه من ‪ 1653‬مليون غالون سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 13940‬مليون‬

‫غالون سنة ‪ ،2015‬أي بزيادة نسبتها ‪.%743.31‬‬

‫كما يبرز هذا الشكل أ ن الكميات المنتجة من اإليثانول قبل بداية السنوات ‪ ،2000‬والتي ظهرت بعد‬

‫اعتماد قانون الوقود البديل (‪ )AMF‬لسنة ‪ ،1988‬كانت ضئيلة بسبب سياق كان يتسم بانهيار أسعار‬

‫النفط في التسعينيات وال يشجع على االستثمار في قطاع الوقود الحيوي‪ ،‬حيث قدرت الكميات المنتجة‬

‫من اإليثانول بعد عشر سنوات من اعتماد هذا القانون سوى ب ‪ 1405.02‬مليون غالون سنة ‪.1998‬‬

‫لم يعرف إنتاج اإليثانول ارتفاعا ملموسا ومعتب ار إال بعد سنتي ‪ 2004‬و‪ 2005‬اللتان اعتمد فيهما‬

‫على التوالي قانون تخفيض الضريبة (‪ )VEETC 1‬وقانون معيار الوقود المتجدد (‪ )RFS 1‬رغم سعر‬

‫بترول منخفض قدره ‪ 36.05‬دوالر‪/‬برميل سنة ‪ ،]/https://fr.statista.com[ 2004‬وهو ما يخبر على‬

‫فعالية هذين القانونين في تحفيز اإلنتاج من جهة‪ ،‬وعلى رغبة الواليات المتحدة األمريكية في اتباع‬

‫سياسة دعم الوقود الحيوي مستقلة –ولو نسبيا‪ -‬على سوق النفط وذلك بفضل الدروس المستخلصة من‬

‫فشل قانون ضريبة الطاقة (‪ )TAE‬لسنة ‪ 1978‬وقانون الوقود البديل (‪ )AMF‬لسنة ‪ 1988‬اللذان‬

‫أعطيا نتائج محتشمة ومخيبة لآلمال بعدما تم التخلي عنهما تدريجيا بسبب انهيار أسعار النفط في‬

‫سنوات التسعينيات‪ .‬وقد بلغ إنتاج اإليثانول دروته سنة ‪ 2015‬بكمية قدرها ‪ 14806‬مليون غالون‬

‫(‪ 15800‬مليون غالون سنة ‪ ،)]Agence Internationale de l’Energie [ 2017‬أي بزيادة بين سنة‬

‫‪ 2000‬لما بلغ اإلنتاج ‪ 1622,33‬مليون غالون وسنة ‪ 2015‬تقدر نسبتها ب ‪.%812.63‬‬

‫‪265‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫يتضح من خالل ما سبق أ ن تطور استهالك وإ نتاج اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية تزامن مع‬

‫مختلف اإلجراءات المتخذة لدعم قطاع الوقود الحيوي التي كانت لها أثر كبير على هذا القطاع‪ ،‬وهذا‬

‫ما يلخصه بوضوح الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :86‬تطور إنتاج اإليثانول وفقا لتدابير السياسة األمريكية لدعم الوقود الحيوي‬

‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Duffield et autres, 2015, 01‬‬

‫نالحظ من خالل هذا الشكل أن أهم التدابير المتخذة منذ سنة ‪ ،2004‬في إطار السياسة األمريكية‬

‫لدعم قطاع الوقود الحيوي‪ ،‬كانت وراء الزيادة الكبيرة المسجلة في إنتاج اإليثانول الناتجة عن ارتفاع‬

‫عدد مصانع هذا األخير في الواليات المتحدة األمريكية كما يبينه الشكل الموالي‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫شكل ‪ :87‬عدد مصانع إنتاج اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2014-1999‬‬

‫المصدر‪[ :‬وزارة الطاقة األمريكية‪]2017 ،‬‬

‫ارتفاع عدد مصانع إنتاج اإليثانول ومستوى إنتاج هذا األخير منذ ‪ ،2005/2004‬أدى إلى زيادة عدد‬

‫محطات الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية ابتداءا من نفس الفترة لتوزيع هذا اإلنتاج كما‬

‫يعكسه الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :88‬عدد محطات الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2016-1992‬‬

‫المصدر‪[ :‬وزارة الطاقة األمريكية‪]2017 ،‬‬

‫يتتبين من خالل الشكل أعاله بوضوح أن عدد محطات الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫ارتفع بشكل كبير بعد سنة ‪ ،2004‬حيث انتقل هذا العدد من ‪ 150‬محطة سنة ‪ 2000‬إلى أكثر من‬

‫‪ 4200‬محطة سنة ‪ ،2018‬أي زيادة قدرها ‪ .%2800‬المالحظة الهامة األخرى المستخلصة من‬

‫‪267‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الشكل هي غلبة عدد محطات اإليثانول من نوع ‪ %85( E85‬إيثانول و‪ %15‬بنزين) على عدد‬

‫محطات البيوديزل (الديزل الحيوي) كون الكميات المنتجة من اإليثانول تفوق بكثير تلك المنتجة من‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي) في الواليات المتحدة األمريكية كما تم اإلشارة إليه سابقا‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬ساعد ارتفاع عدد مصانع إنتاج اإليثانول في خلق أسواق جديدة للمزارعين رغم أنه‬

‫رفع من أسعار الذرة ومنتجات زراعية أخرى‪ ،‬كما عزز هذا االرتفاع في إنتاج اإليثانول النشاط‬

‫االقتصادي في المناطق الريفية [‪ ،]Duffield et autres, 2015, 01‬خاصة وأن الزراعة األمريكية كانت‬

‫تعاني من تقلبات في األسعار حيث كثي ار ما شهدت أسعار الذرة انهيا ار بسبب فائض اإلنتاج‪.‬‬

‫شكل ‪ :89‬إنتاج واستخدام الذرة في اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية (‪)2015-1987‬‬

‫)‪) de maïs = 0,02540 tonne (soit 25,4 kg‬بوشل أمريكي( ‪1 boisseau US‬‬
‫المصدر‪[ :‬وزارة الطاقة األمريكية‪]2017 ،‬‬

‫يتضح من خالل الشكل أعاله أنه منذ ‪ ، 2005/2004‬على غرار الزيادات المسجلة في عدد مصانع‬

‫إنتاج اإليثانول‪ ،‬والكميات المنتجة من اإليثانول وعدد محطات اإليثانول كما أشرنا إليه سابقا‪ ،‬فإن‬

‫كميات الذرة المنتجة وخاصة كميات الذرة المنتجة الموجهة إلى صناعة اإليثانول عرفت بدورها ارتفاعا‬

‫كبي ار منذ ‪ 2005/2004‬راجع أساسا إلى التدابير المتخذة لصالح منتجي الذرة والتي أخدت شكل‬

‫قروض ومنح ومساعدات مالية وضمانات مثل امتصاص الفوائض المحصولية المحتملة للذرة إن‬

‫‪268‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫وجدت أو ضمان حد سعري أدنى لمحاصيلهم‪ ،‬شرط توجيه هذا المحاصيل في المقام األول إلى قطاع‬

‫صناعة اإليثانول مع إمكانية إلغاء العقود المبرمة مع مصانع إنتاج اإليثانول‪ ،‬أو تعديلها (غالبية‬

‫الطلبات تخص التعديل)‪ ،‬في إطار مرونة السياسة األمريكية لدعم الوقود الحيوي وذلك من خالل‬

‫تقديم طلب إلى وكالة حماية البيئة (‪.)Environmental Protection Agency‬‬

‫ومن أجل رؤية أكثر وضوح حول النسبة المئوية للذرة المنتجة المستخدمة في إنتاج اإليثانول في‬

‫الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬نقدم الشكل أدناه‪.‬‬

‫شكل ‪ :90‬حصة الذرة المنتجة في إنتاج اإليثانول في الواليات المتحدة األمريكية‬

‫)‪) de maïs = 0,02540 tonne (soit 25,4 kg‬بوشل أمريكي( ‪1 boisseau US‬‬
‫المصدر‪ :‬من اعداد الباحث اعتمادا على ]‪[Duffield et autres, 2015, 27‬‬

‫نالحظ في هذا الشكل أن نسبة الذرة المنتجة الموجهة إلنتاج إليثانول سجلت ارتفاعا يفوق ثالث‬

‫أضعاف بين عامي ‪ 2005‬و‪ ،2010‬ويفوق أربع أضعاف بين عامي ‪ 2000‬و‪ 2012‬بعدما انتقلت‬

‫هذه النسبة من أقل من ‪ %10‬سنة ‪( 2000‬أقل من مليار بوشل) إلى ‪ %43‬سنة ‪( 2012‬أكثر من‬

‫خمس ماليير بوشل)‪.‬‬

‫‪269‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫قمنا في هذا المبحث بتسليط الضوء على السياسة المنتهجة في الواليات المتحدة األمريكية لدعم الوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬واستخلصنا أن هذه السياسة تتمتع بمرونة كبيرة بفضل آليتان رئيسيتان سمحتا للواليات‬

‫المتحدة األمريكية بالتكيف مع ظروف السوق األمريكية من جهة‪ ،‬ومع ظروف السوق الدولية من جهة‬

‫أخرى والمتميزة بتطاير أسعار البترول وأسعار المواد األولية الزراعية التي تدخل في إنتاج الوقود‬

‫الحيوي‪ .‬كما استخلصنا أيضا أن سياسة دعم الوقود الحيوي في الواليات المتحدة األمريكية تعتمد على‬

‫تدابير جد واسعة مست نقاط مختلفة من سلسلة إمدادات الوقود الحيوي ّ‬


‫وطبقت في المراحل المختلفة‬

‫إلنتاج وتوزيع واستهالك الوقود الحيوي كدعم المدخالت واإلنتاج الزراعي‪ ،‬دعم تصنيع وتسويق الوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬وأخي ار دعم االستهالك‪ ،‬عالوة على تدابير حماية الزراعة وقطاع الوقود الحيوي ككل‪ ،‬األمر‬

‫الذي أدى بعد اعتماد قانون معيار الوقود المتجدد (‪ )The Renewable Fuel Standard‬سنة ‪2005‬‬

‫إلى زيادة عدد مصانع إنتاج الوقود الحيوي ومحطات توزيعه وحصة الذرة التي تدخل في إنتاجه وجعل‬

‫الواليات المتحدة األمريكية أكبر منتج ومستهلك للوقود الحيوي في العالم‪.‬‬

‫‪ -IV‬الدروس المستفادة من التجارب الدولية‬

‫يمكن إجمال أهم الدروس المستفادة من التجارب الدولية المدروسة فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ ‬ثمة روابط متداخلة‪ ،‬معقدة ومتعددة تجمع بين الوقود الحيوي واألمن الغذائي ويمكن أن تط أر بعدة‬

‫أشكال وفي سياقات ومستويات جغرافية عدة (وطنيا‪ ،‬إقليميا‪ ،‬عالميا(‪ ،‬مما يجعل من وضع سياسة‬

‫لدعم الوقود الحيوي واالستثمار في هذا المجال يتطلب حتما التقييم الدقيق لهذه الروابط من عدة‬

‫جوانب وفي سياقها الصحيح مع ضرورة تبني مقاربة شاملة‪ ،‬متكاملة وتشاورية مع مختلف الفاعلين‬

‫وأصحاب المصلحة (المزارعين‪ ،‬الصناعيين‪ ،‬رجال األعمال‪ ،‬العمال‪ ،‬النقابات‪ ،‬المنتخبين المحليين‪،‬‬

‫الجامعات ومعاهد البحث) عند وضع هذه السياسة؛‬

‫‪270‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬ينبغي انتهاج سياسة دعم لقطاع الوقود الحيوي تضم مجموعة واسعة من التدابير واآلليات تقع في‬

‫مفترق الطرق بين السياسة الطاقية والسياسة الزراعية وتمس مختلف حلقات سلسلة إمدادات الوقود‬

‫الحيوي الواقعة في مختلف مراحل إنتاج وتوزيع واستهالك الوقود الحيوي‪ ،‬وذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬تكليفات المزج‬

‫لتشجيع استهالك الوقود الحيوي وزيادة هذا االستهالك تدريجيا بزيادة نسب إدراج الوقود‬

‫الحيوي في مختلف فئات الوقود األحفوري (البنزين والديزل) بطريقة تدريجية‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعانات والدعم‬

‫لتشجيع توزيع الوقود الحيوي إلى مختلف نقاط البيع وتحفيز استخدامه‪.‬‬

‫‪ ‬التعريفات والقيود الجمركية‬

‫لحماية الزراعة والصناعة المحلية للوقود الحيوي‪ ،‬عالوة على تحفيز اإلنتاج المحلي للوقود‬

‫الحيوي ودعم أسعاره المحلية‪.‬‬

‫‪ ‬اإلعفاءات والحوافز الضريبية‬

‫لتحفيز االستهالك المحلي للوقود الحيوي وزيادة تنافسية الوقود الحيوي أمام الوقود األحفوري‬

‫وتعزيز قدرته على الصمود تجاريا‪.‬‬

‫‪ ‬أعمال البحث والتطوير‬

‫للسماح بزيادة كفاءة الوقود الحيوي‪ ،‬وتحسين تكنولوجيا مصانع إنتاجه‪ ،‬وجعله أ قل تكلفة‬

‫وضر ار على البيئة‪.‬‬

‫ص في إنتاج مادة خام زراعية تدخل في تطوير نوع معين من الوقود الحيوي مرحلة أولى‬
‫ص ُ‬
‫‪ ‬التَ َخ ُّ‬

‫حاسمة قبل الشروع في وضع برنامج لتطوير قطاع الوقود الحيوي وشرط ال غنى عنه‪ ،‬بمعنى آخر‬

‫‪271‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫نجاح قطاع الوقود الحيوي يتوقف على نجاح القطاع الزراعي‪ ،‬السيما المادة األولية الزراعية التي‬

‫ص فيها من أجل توجيه إنتاجها أساسا لقطاع الوقود الحيوي؛‬


‫ص ُ‬
‫تقرر التَ َخ ُّ‬

‫ص في إنتاج مادة خام زراعية قد يخلق زراعة أحادية (‪ )monoculture‬التي من الضروري‬


‫ص ُ‬
‫‪ ‬التَ َخ ُّ‬

‫العمل على الحد إلى أقصى درجة ممكنة من عواقبها السلبية على التنوع البيولوجي والنظام البيئي‬

‫واألراضي والمياه؛‬

‫صص فيها إلنتاج الوقود الحيوي‪،‬‬


‫‪ ‬اتخاد تدابير لحماية قطاع المادة األولية الزراعية التي تم التَ َخ ُّ‬

‫عالوة على حماية قطاع الوقود الحيوي لما يكون ناشئا بإقامة حواجز حمائية جمركية تعريفية أو غير‬

‫تعريفية‪ ،‬هو إجراء حاسم لضمان بقاء واستم اررية هذين القطاعين؛ أي بمعنى آخر‪ ،‬قيام الدولة بتأطير‬

‫صص فيها لتوجيه إنتاجها أساسا نحو صناعة الوقود‬


‫وتوجيه قطاع المادة األولية الزراعية التي تم التَ َخ ُّ‬

‫الحيوي‪ ،‬إضافة إلى تأطير وتوجيه قطاع الوقود الحيوي في حد ذاته خالل السنوات األولى من نشأته‬

‫هو أم ار ضروريا لبقاء واستم اررية هذين القطاعين المتكاملين‪ ،‬حيث ال يجب تحريرهما ورفع‬

‫ال بطريقة تدريجية بعد اكتسابهما الخبرة‪ ،‬القوة‬


‫المساعدات الحكومية وتدابير الدعم المالي عنهما إ ّ‬

‫والمتانة التي تسمح للحكومة برفع القيود واالحتكار المفروض عليهما وجعل دورها يقتصر فقط على‬

‫موازنة العالقة بين العرض والطلب؛‬

‫ص في إنتاج مادة أولية زراعية‬ ‫‪ ‬من الضروري تفادي التأثيرات السلبية على األراضي عند التَ َخ ُّ‬
‫ص ُ‬

‫موجهة أساسا لصناعة الوقود الحيوي ‪ .‬من جهة‪ ،‬التأثير المباشر المتمثل في الضرر الذي قد يلحق‬

‫على النظم اإليكولوجية المحلية في حالة تحويل األراضي غير الزراعية إلى حقول مخصصة لهذه‬

‫المادة األولية الزراعية؛ ومن جهة أخرى‪ ،‬التأثير غير المباشر الذي ينطوي على زيادة أسعار المواد‬

‫األولية الزراعية األخرى الغير موجهة لقطاع الوقود الحيوي‪ ،‬إضافة إلى أسعار المواد الغذائية‪ ،‬في‬

‫‪272‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫حالة توسع حقول هذه المادة األولية الزراعية على حساب األراضي الزراعية المخصصة للمواد األولية‬

‫الزراعية األخرى؛‬

‫‪ ‬من الضروري مرافقة تطوير قطاع الوقود الحيوي بإجراء ُم َك ِّمل وموازي له‪ ،‬يسمح بتغيير العادات‬

‫االستهالكية وترسيخ ثقافة استهالك الوقود الحيوي في المجتمع‪ ،‬يتمثل في تزويد أسطول المركبات‬

‫بسيارات ذات محركات خاصة ‪ - Flexfuel-‬تشتغل باستخدام أي نوع من الوقود (بنزين خالص‪ ،‬ديزل‬

‫خالص‪ ،‬خليط إيثانول وبنزين‪ ،‬خليط بيوديزل وديزل‪ ،‬خليط إيثانول و بيوديزل) وبأي نسبة من هذا‬

‫الوقود‪ ،‬مما يسمح للسائقين بتكييف استهالكهم للوقود الحيوي وفًقا لظروف السوق‪ ،‬أي وفًقا لتوافر‬

‫وسعر وأداء الوقود الحيوي وبالتالي زيادة اهتمام وثقة األفراد به؛‬

‫‪ ‬وجود محيط ديمقراطي شرطا البد منه عند وضع برنامج لتطوير قطاع الوقود الحيوي‪ ،‬وذلك من‬

‫أجل دراسة وتحليل درجة المقبولية االجتماعية والبيئية للبرنامج من خالل تأسيس مجموعة عمل‬

‫متعددة التخصصات وال ُم َك ِّملة لبعضها البعض تضم العديد من الو ازرات تن ِّ‬
‫ظم مجموعة من الجلسات‬

‫العامة وورشات العمل لجمع اآلراء واالستماع ألفكار مختلف الفاعلين‪ :‬المزارعين‪ ،‬الصناعيين‪ ،‬رجال‬

‫األعمال‪ ،‬العمال‪ ،‬النقابات‪ ،‬المنتخبين المحليين‪ ،‬الجامعات ومعاهد البحث‪... ،‬الخ؛‬

‫‪ ‬تفاديا للعواقب االجتماعية السلبية‪ ،‬من الضروري األخذ بعين االعتبار البعد االجتماعي عند‬

‫تطوير برنامج للوقود الحيوي وجعله يهدف في المقام األول إلى توليد مداخيل في أفقر المناطق والحد‬

‫من عدم المساواة االجتماعية واإلقليمية وتشجيع االقالع االقتصادي للمناطق المحرومة وتعزيز التنمية‬

‫الريفية في قطاع الزراعة األسرية؛‬

‫‪ ‬تطوير برنامج إلنتاج قطاع الوقود الحيوي ال ينبغي أن يقوض أصحاب المزارع الصغيرة نظ ار‬

‫ألهميتهم القصوى ودورهم الحاسم في تحقيق األمن الغذائي‪ ،‬بل ينبغي على الحكومة تشجيع وتعزيز‬

‫‪273‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫مشاركة أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة في تصميم برامج تطوير قطاع الوقود الحيوي استنادا إلى‬

‫شروط عادلة ومنصفة‪ ،‬وادراجهم في آليات تعاقدية بمزايا تفضيلية تسهل لهم الوصول إلى األسواق؛‬

‫‪ ‬ينبغي إعطاء بعد اجتماعي لبرنامج تطوير الوقود الحيوي لتوليد مداخيل في أفقر المناطق من‬

‫خالل دعم مشاريع المزارع العائلية الصغيرة الهادفة إلى إنتاج المواد األولية الزراعية المستعملة في‬

‫إنتاج الوقود الحيوي مع منح األولية لهذه المزارع عند بيعها لهذه المواد الخام الزراعية مع حتمية اقحام‬

‫حد أدنى منها في مصانع إنتاج الوقود الحيوي وتوقيع عقود مع هذه المزارع ومنحهم مساعدة تقنية‬

‫وتسهيالت ائتمانية وإعفاءات ضريبية جزئية أو كلية إضافة إلى تكوين مجاني؛‬

‫‪ ‬ينبغي تشجيع استثمار زراعي مسؤول عند تطوير قطاع الوقود الحيوي ال يقوض حقوق األرض‬

‫ويأخذ بعين االعتبار مبدأ عدم المساس بحقوق حيازة األراضي والموافقة المسبقة والمشاركة الكاملة‬

‫لكل أصحاب المصلحة والفاعلين واألطراف المعنية باستخدام األراضي؛‬

‫‪ ‬قبل الشروع في وضع برنامج لتطوير الوقود الحيوي البد من إجراء دراسة الجدوى األولية للبرنامج‬

‫بقياس الكفاءة الطاقية لنوع الوقود الحيوي المراد إنتاجه من خالل تحديد الفرق بين مدخالت الطاقة‬

‫ذات األصل األحفوري المستعملة في هذا اإلنتاج ومخرجات الطاقة المتحصل عليها بعد عملية‬

‫اإلنتاج‪ .‬الحصول على كفاءة طاقية موجبة لصالح مخرجات الطاقة المتحصل عليها يشير إلى جدوى‬

‫البرنامج المراد تنفيذه‪ ،‬أما على عكس ذلك‪ ،‬فإن البرنامج يعتبر دون جدوى من الناحية االقتصادية‪،‬‬

‫غير أن هذا قد ال يمنع من وضعه حيز التنفيذ إذا كانت سلبية الكفاءة الطاقية للبرنامج غير شاسعة‬

‫وذلك بسبب وجود أهداف أخرى غير كمية – غير معلن عنها رسميا في بعض األحيان ‪ -‬كتعزيز‬

‫السيادة الوطنية من خالل تحقيق استقاللية ولو نسبية للدولة تجاه سوق النفط وعزلها عن الضغطات‬

‫األجنبية؛‬

‫‪274‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬لتحقيق حصيلة طاقية موجبة البد من استخدام أكبر قدر ممكن من الطاقة البديلة في كل أطوار‬

‫صص فيها أو في عملية إنتاج الوقود الحيوي في‬


‫عملية إنتاج المادة األولية الزراعية التي تم التَ َخ ُّ‬

‫المصانع؛‬

‫‪ ‬من أجل صحة‪ ،‬دقة ومصداقية النتائج المتحصل عليها عند دراسة الكفاءة الطاقية لبرنامج إنتاج‬

‫وقود حيوي‪ ،‬يجب األخذ بعين االعتبار في أول مقام الطاقة المستخدمة في عملية زراعة المادة األولية‬

‫الموجهة لقطاع الوقود الحيوي‪ ،‬ثم الطاقة المستخدمة في عملية تصنيع الوقود الحيوي‪ ،‬وأخي ار الطاقة‬

‫المستخدمة في عملية توزيع الوقود الحيوي؛‬

‫‪ ‬يجب إعداد تقييم دقيق لجدوى إدراج الوقود الحيوي ضمن مصفوفة امدادات الطاقة للدولة وللتأثير‬

‫اإليجابي المحتمل لهذا النوع من الوقود على خفض واردات الوقود البترولي التقليدي‪ ،‬وعلى مكاسب‬

‫الدخل المنتظرة منه‪ ،‬والموازنة بين هدف تحقيق األمن الغذائي وغيره من األهداف التنموية المحلية؛‬

‫‪ ‬قبل الشروع في تصميم سياسة وطنية بشأن الوقود الحيوي‪ ،‬ينبغي إجراء تقييم دقيق ومفصل عن‬

‫االمكانات التي تتوفر عليها البالد في مجال الوقود الحيوي سواء تعلق األمر باألراضي والمياه‬

‫المتاحة‪ ،‬اإلنتاج الزراعي واالحتياجات الزراعية‪ ،‬كثافة السكان بحسب المناطق الجغرافية واحتياجاتهم‬

‫الطاقية‪ ،‬وغير ذلك من المتغيرات؛‬

‫ستخدم إلجراء تقييم دقيق ألثر وجدوى سياسات دعم الوقود الحيوي‬
‫‪ ‬ينبغي اعتماد خطوط توجيهية تُ َ‬

‫تشمل التحديد المسبق لألراضي المتاحة والموارد ذات الصلة استنادا على اعتبار تقنية واجتماعية‬

‫وبيئية‪ ،‬إضافة إلى التحديد المسبق آلليات تعطي القدرة على التصرف بسرعة في حالة ارتفاع حاد‬

‫في أسعار المواد الغذائية؛‬

‫‪ ‬ينبغي تخصيص ميزانيات للقيام بأعمال بحث وتطوير في المراحل المختلفة لسلسلة امدادات الوقود‬

‫الحيوي الممتدة من زراعة المواد األولية إلى حرق الوقود الحيوي أثناء االستهالك‪ ،‬وجعل من الدور‬

‫‪275‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫الذي يلعبه البحث والتطوير دو ار حاسما ورئيسيا في استحداث حلول للمشاكل التي تواجه صناعة‬

‫الوقود الحيوي وتحسين فعالية التكنولوجيات المستخدمة في هذه الصناعة‪ ،‬سواء تعلق األمر بالعمليات‬

‫اإلنتاجية في حد ذاتها كتخفيض تكلفة اإلنتاج لجعل الوقود الحيوي ذو جدوى تجارية وأكثر قابلية‬

‫للتسويق‪ ،‬أو بالموارد المستعملة فيها ككيفية إعادة تأهيل األراضي المتدهورة‪ ،‬زيادة اإلنتاجية الزراعية‬

‫أو تحسين إدارة الموارد المائية؛‬

‫‪ ‬ينبغي تشكيل تكتل علمي‪ ،‬بتمويل مختلط عام‪/‬خاص‪ ،‬يضم كل الو ازرات المعنية بالوقود الحيوي‬

‫(الصناعة‪ ،‬البيئة‪ ،‬التعليم العالي‪ ،‬الزراعة) عالوة على معاهد البحث الخاصة والهيئات المرتبطة بها‬

‫من أجل تشجيع وتسهيل تبادل المعلومات والتعاون والتنسيق فيما بينها بشأن األبحاث والدراسات‬

‫والنتائج التي تتعلق باألمن الغذائي والوقود الحيوي‪ ،‬بما في ذلك األساليب واألدوات وقاعدة البيانات‬

‫المستعملة في هذه األبحاث والدراسات‪ ،‬وذلك من أجل توفير أساس علمي أكثر صالبة لصناع القرار؛‬

‫‪ ‬وضع سياسة دعم للوقود الحيوي تتميز بالمرونة يسمح بتفادي العواقب السلبية الناتجة عن الطبيعة‬

‫الجامدة لسياسات دعم الوقود الحيوي المطبقة في مختلف أرجاء العالم‪ ،‬كما يسمح بالتكيف مع‬

‫التغيرات المحتملة التي قد تحدث في األسواق الدولية بما يخدم المصلحة العامة للبالد‪ ،‬وبالتالي تفادي‬

‫اآلثار الجانبية السلبية الناتجة عن هذه التغيرات المحتملة سواء تعلق األمر بسوق الطاقة كتذبذبات‬

‫أسعار النفط‪ ،‬أو بسوق الزراعة كتذبذبات أسعار المواد األولية الزراعية‪ ،‬السيما المادة التي تم‬

‫صص فيها إلنتاج الوقود الحيوي؛‬


‫التَ َخ ُّ‬

‫‪ ‬ينبغي إضفاء أكبر قدر من المرونة على أهداف سياسة دعم الوقود الحيوي المتبعة من خالل‬

‫المزج بين مختلف أنواع الوقود الحيوي لتجنب تفاقم األثر السلبي لقطاع الوقود الحيوي على أسعار‬

‫المواد األولية الزراعية‪ ،‬والمساهمة في الحد من ارتفاع أسعار األغذية؛‬

‫‪276‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫‪ ‬من الضروري أن تناط مسؤولية تنظيم إنتاج الوقود الحيوي‪ ،‬مراقبة جودته‪ ،‬توزيعه وتسويقه‪ ،‬فضال‬

‫عن معدل دمجه في الوقود البترولي التقليدي في محطات الوقود‪ ،‬إلى وكالة حكومية متخصصة تمتاز‬

‫باالستقاللية التامة والعزلة عن كل الضغطات الخارجية‪ ،‬لها السلطة التقديرية وكل الصالحيات في‬

‫وضع‪ ،‬تعديل‪ ،‬تعليق مؤقتا أ و حتى التخلي عن سياسة دعم الوقود الحيوي بما يخدم المصلحة العامة‬

‫للبالد‪ ،‬سواء من تلقاء نفسها أو بناءا على طلب أحد الفاعلين (المزارعين‪ ،‬الصناعيين‪ ،‬الموزعين‪،‬‬

‫النقابات‪...،‬الخ)‪ ،‬وذلك من أجل فعالية أكبر لسياسة دعم الوقود الحيوي؛‬

‫‪ ‬ثمة حاجة إلجراء تقييم دقيق للفرص والمخاطر التي ينطوي عليها الوقود الحيوي على األمن‬

‫الغذائي في األجلين القصير والطويل لضمان تماشي سياسات دعم الوقود الحيوي مع األمن الغذائي‬

‫وبالتالي الحد من المخاطر مع التعظيم قدر المستطاع من الفرص التي يمنحها لألمن الغذائي‪.‬‬

‫خالصة‬

‫سعينا في بداية هذا الفصل إلى دراسة السياسة الب ارزيلية في مجال دعم الوقود الحيوي التي تعتبر‬

‫مرجعية في هذا المجال‪ ،‬واستخلصنا أن برنامج اإليثانول (‪ )Proalcool‬المعتمد في بداية السبعينيات‬

‫كان يهدف أساسا إلى تحقيق هدف طاقي يتمثل في الحد من التبعية تجاه النفط المستورد من أجل‬

‫إنتاج الوقود‪ ،‬وقد نجح هذا البرنامج إ لى حد بعيد في تحقيق هذا الهدف غير أنه أهمل الجانب‬

‫االجتماعي مما جعل من برنامج إنتاج واستخدام البيوديزل (‪ )PNPB‬المعتمد في بداية األلفية الثالثة‬

‫برنامجا اجتماعيا في المقام األول يهدف إلى معالجة هذا النقص‪ ،‬حيث َعزَز هذا البرنامج التنمية في‬

‫المناطق الفقيرة ودمج الزراعة األسرية في سوق الطاقة و َحد من عدم المساواة االجتماعية‪.‬‬

‫قمنا بعد ذلك باستعراض السياسة الفرنسية في مجال دعم الوقود الحيوي المستوحاة مباشرة في‬

‫خطوطها العريضة من التجربة الب ارزيلية في هذا المجال‪ ،‬واستخلصنا أنه رغم كون فرنسا من الدول‬

‫الرائدة في قطاع الوقود الحيوي في أوروبا‪ ،‬إال أن سياستها تقتصر فقط على بعض التدابير والحوافز‬

‫‪277‬‬
‫التجارب الدولية في مجال دعم الوقود الحيوي‬ ‫الفصل الخامس‬

‫تشجع استهالك الوقود الحيوي‪ ،‬وبدرجة أقل إنتاجه‪ ،‬وذلك من خالل ثالث آليات رئيسية‬
‫الضريبية التي ّ‬

‫(الرسم على االستهالك المحلي للمنتجات الطاقية‪ ،‬الرسم العام على األنشطة الملوثة‪ ،‬النظام القانوني‬

‫الخاص بالزيوت النباتية النقية)‪ ،‬لكنها تفتقر بشدة إلى تدابير وحوافز متينة تقع في بداية سلسلة‬

‫امدادات الوقود الحيوي والمتمثلة تحفيز وتشجيع المزارعين على إنتاج مواد أولية زراعية موجهة لقطاع‬

‫الوقود الحيوي‪ ،‬كما تنعدم فيها التدابير التي ترمي إلى حماية قطاع الوقود الحيوي رغم حداثته النسبية‬

‫في فرنسا‪ ،‬في حين تولي هذه السياسة أهمية معتبرة لمجال البحث العلمي والتطوير‪ ،‬السيما فيما‬

‫يخص الطحالب الدقيقة‪ ،‬مما سمح باعتماد برنامج طموح لتطوير الوقود الحيوي من الجيل الثالث‬

‫جعل من فرنسا دولة رائدة في هذا الجيل من الوقود الحيوي وحف َز االستثمار فيه‪.‬‬

‫وأخي ار‪ ،‬قمنا بدراسة السياسة األمريكية في مجال دعم الوقود الحيوي والمستوحاة بدورها أيضا من‬

‫التجربة الب ارزيلية‪ ،‬واستخلصنا أن لهذه لسياسة ميزة خاصة مقارنة مع سياسات الدول األخرى تتمثل في‬

‫القدرة الكبيرة على التكيُّف مع ظروف السوق الداخلية والخارجية بفضل آليتين رئيسيتين (آلية عدم‬

‫التقيد باألهداف األولية وآلية التخزين والتبادل) تسمحان بإعطاء مرونة وقوة ومتانة كبيرة لهذه السياسة‬

‫وتضمنان بقاءه؛ كما استخلصنا أن هذه السياسة تعتمد على مجموعة واسعة من التكليفات واإلعانات‬

‫والحوافز‪ ،‬زراعية كانت أو صناعية‪ ،‬تأخذ في غالبيها شكل آليات ضريبية ُم َحِّفزة أو حمائية‪ ،‬وتقع في‬

‫كل حلقة من سلسلة امدادات الوقود الحيوي (دعم المدخالت‪ ،‬دعم اإلنتاج‪ ،‬دعم التصنيع والتسويق‪،‬‬

‫دعم االستهالك)‪ ،‬مما سمح للواليات المتحدة األمريكية بأن تصبح أكبر منتج ومستهلك للوقود الحيوي‬

‫في العالم‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫خاتمة‬

‫خاتمة‬

‫إن االستجابة للطلب المتزايد على الوقود البترولي في الجزائر في ظل ارتفاع االستهالك الداخلي‬

‫للبترول وانخفاض إنتاجه‪ ،‬مع الحد من التبعية له‪ ،‬هو من أهم التحديات التي تواجه الجزائر وتفرض‬

‫عليها حتمية ُّ‬


‫الل ُج ِ‬
‫وء إلى طاقات بدلية للوقود البترولي يمكن استعمالها على نطاق واسع في قطاع النقل‬

‫دون أن ي َش ِك َل ذلك أي قيد مهما كانت طبيعته ‪ :‬اجتماعية‪ ،‬أيكولوجية‪ ،‬زراعية‪ ،‬أو غير ذلك‪.‬‬

‫في هذا الصدد‪ ،‬أ جريت العديد من الدراسات واألبحاث في الجزائر استك ِشفت فيها العديد من المسارات‬

‫على غرار مسار الطاقة الشمسية أو المسار الغازي‪ ،‬بما في ذلك الغاز الصخري المثير للجدل بسبب‬

‫القيد البيئي المحتمل الذي قد يطرحه ‪ ،‬ولكن يوجد مسار لم يستكشف بعد بما فيه الكفاية –حسب‬

‫معرفتنا‪ -‬وهو مسار الوقود الحيوي الذي كان هدفنا في هذه الدراسة هو رفع الغموض الذي يكتنفه‬

‫لمعرفة ما مدى إمكانية مساهمة الوقود الحيوي في ضمان امدادات الوقود دون تشكيل قيد غذائي؛‬

‫طَّل َب ِمنا ذلك إلقاء نظرة في مرآة الرؤية الخلفية لدراسة بعض التجارب الدولية في هذا المجال‬
‫ولقد تَ َ‬

‫من أجل استخالص دروس يمكن االستفادة منها؛ وقد توصلنا إلى مجموعة من النتائج نذكر أهمها‬

‫فيما يلي ‪:‬‬

‫أول ‪ :‬نتائج الدراسة‬


‫ً‬

‫يمكن تصنيفها إلى نتائج نظرية وأخرى مستنبطة من التجارب الدولية‪ ،‬نوجز أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬يطرح إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول على نطاق صناعي واسع إشكالية اقتصادية واجتماعية‬

‫وأخالقية كونه يؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد األولية الزراعية في األسواق الدولية‪ ،‬سواء بشكل مباشر‬

‫بالنسبة للمواد األولية التي تدخل في إنتاجه‪ ،‬أو بشكل غير مباشر بالنسبة للمواد األولية األخرى الغير‬

‫مستعملة في هذا اإلنتاج بسبب أثر اإلحالل بين مختلف هذه المواد األولية‪ ،‬وبالتالي فهو َي ُج ُّر أسعار‬

‫السلع الغذائية نحو األعلى‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى تفاقم أزمة الغذاء‪ ،‬السيما في الدول النامية‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬ال ُيشكل إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني قيدا غذائيا كون تصنيعه على نطاق صناعي واسع‬

‫غير ممكنا ألسباب اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬بيئية وتقنية‪ ،‬وبالتالي فهو ال يؤثر على أسعار مختلف‬

‫المواد األولية الزراعية في األسواق الدولية وال ينافس اإلنسان على الغذاء‪.‬‬

‫‪ ‬ال يطرح إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث اإلشكالية االقتصادية واالجتماعية واألخالقية التي‬

‫يطرحها الجيل األول من الوقود الحيوي كونه ال ينافس اإلنسان على الغذاء‪ ،‬بل على عكس ذلك هو‬

‫يساهم في تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية من خالل السماح بخلق مداخيل إضافية من مصادر‬

‫متعددة‪ ،‬عالوة على تعزيز ظهور مشاريع استثمارية جديدة في ميادين مختلفة قادرة على الدفاع عن‬

‫مجموعة واسعة من المصالح ومولدة للثروة والعمالة‪.‬‬

‫‪ ‬يقتصر اإلنتاج الصناعي الواسع للوقود الحيوي من الجيل األول على نوعين فقط من الوقود وهما‬

‫البيوديزل (الديزل الحيوي) في قطاع الزيت‪ ،‬واإليثانول في قطاع الكحول‪ ،‬وذلك بسبب القيود التقنية‬

‫والفيزيائية والكيميائية والبيولوجية والبيئية واللوجستية المرتبطة بطبيعة مختلف أنواع الوقود الحيوي‬

‫األخرى التي تندرج ضمن الجيل األول والتي تمنع من إنتاجاها على نطاق صناعي واسع‪.‬‬

‫‪ ‬يتباين األثر السعري للوقود الحيوي من الجيل األول على السوق الزراعية باختالف نوعه (إيثانول‬

‫أو بيوديزل) نظ ار الختالف المواد األولية الزراعية التي تدخل في إنتاج كل نوع‪ ،‬غير أن هذا األثر قد‬

‫ينتقل من مادة أولية زراعية إلى أخرى بسبب التكامل واإلحالل الممكن بين المواد الزراعية‪ ،‬بمعنى أن‬

‫استخدام محاصيل زراعية في إنتاج نوع معين من الوقود الحيوي يخلق أثر مباشر يتمثل في تقليص‬

‫عرض هذه المحاصيل‪ ،‬ويفضي ذلك بدوره إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية المرتبطة بهذه المحاصيل‬

‫وانخفاض الطلب عليها‪ ،‬كما يخلق أيضا أثر غير مباشر يتمثل في اللجوء إلى البدائل على صعيد‬

‫االستهالك ليشمل ارتفاع األسعار سلع غذائية أخرى‪.‬‬

‫‪281‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬يربط قطاع الوقود الحيوي بين أسواق األغذية وأسواق الطاقة‪ ،‬غير أن طبيعة هذا االرتباط وما‬

‫ينجم عنه من أثر على األسعار تختلف في المدى القصير على المدى الطويل‪ ،‬كما أن قوة هذا‬

‫االرتباط تختلف باختالف نوع الوقود الحيوي (إيثانول أو بيوديزل) ومواده األولية‪.‬‬

‫‪ ‬باستثناء الحاالت التي يعتمد فيها إنتاج الوقود الحيوي على الطحالب الدقيقة‪ ،‬فإن هذا اإلنتاج‬

‫يتطلب توفر األراضي الزراعية‪ ،‬وهو بذلك في منافسة مباشرة مع األنشطة الزراعية األخرى بتقليص ه‬

‫للمساحات الزراعية المخصصة إلنتاج مختلف المواد األولية الزراعية‪.‬‬

‫‪ ‬نظام األحواض الخارجية المفتوحة (النظام المفتوح) المستعمل في إنتاج الطحالب الدقيقة بغرض‬

‫تصنيع الوقود الحيوي من الجيل الثالث هو أنجع من نظام المفاعالت الحيوية الضوئية (النظام‬

‫المغلق)‪.‬‬

‫‪ ‬إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث ال يؤثر على مصادر المياه العذبة كونه يستوجب استعمال‬

‫مياه الصرف الصحي والمياه الغير صالحة للشرب أو للزراعة‪ ،‬كما ُيخلِف بقايا عضوية تتمثل في كتلة‬

‫حيوية طحلبية جافة يمكن تثمينها في شتى المجاالت مما يسمح بخلق قيمة مضافة جديدة تساهم في‬

‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ ‬إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثالث يتطلب ُمسبقًا إنتاج كميات كبيرة من الطحالب الدقيقة في‬

‫أحواض خارجية مفتوحة ضخمة تمثل عالجا فعاال محتمال لمختلف الملوثات بفضل قدرتها على‬

‫امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون من الهواء وإزالة العديد من المواد الملوثة الموجودة‬

‫بتركيزات عالية في مختلف النفايات الصناعية السائلة أو مياه الصرف الصحي‪.‬‬

‫‪ ‬ال يمكن للجزائر حاليا الخوض في تجربة إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول كون ذلك أم ار غير‬

‫واقعيا من الناحية االقتصادية ومستبعدا من الناحية األخالقية باعتبار أن الجزائر التزال بعيدة عن‬

‫تحقيق االكتفاء الذاتي الغذائي واألولوية هي للتغذية اإلنسانية‪.‬‬

‫‪282‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬تتوفر الجزائر على اإلمكانات والمؤهالت التي تجعلها تستجيب في بعض مناطقها الجغرافية‬

‫لل معايير المناخية والمائية والتقنية التي وضعتها وكالة الطاقة الدولية من أجل إنتاج الوقود الحيوي من‬

‫الجيل الثالث على نطاق صناعي واسع‪.‬‬

‫‪ ‬زيادة أسعار النفط تلعب دو ار جوهريا في زيادة تنافسية الوقود الحيوي أمام الوقود األحفوري من‬

‫جهة‪ ،‬وفي زيادة شدة المنافسة بين الوقود الحيوي ومختلف المواد األولية الزراعية التي تدخل في‬

‫إنتاجه من جهة أخرى؛ فارتفاع أسعار النفط ت ِ‬


‫شكل اذن دافعا أساسيا إلنتاج الوقود الحيوي الذي يصبح‬

‫إنتاجه ذو جدوى اقتصادية‪.‬‬

‫‪ ‬إذا ظل حجم إنتاج البترول في الجزائر بحلول سنة ‪ 2027‬أقل من حجم إنتاجه لسنة ‪،2007‬‬

‫فيمكن القول بدرجة كبيرة من الموثوقية أن الجزائر قد بلغت "ذروة النفط" سنة ‪ ،2007‬وأن اإلنتاج‬

‫الحالي يمثل فقط ما يسمى ب "قاع اإلناء" الذي سيكون غير قاد ار على تغطية االحتياجات النفطية‬

‫الوطنية ابتداءا من سنة ‪ ،2035‬إلى أن يتوقف هذا اإلنتاج تماما في بداية النصف الثاني من القرن‬

‫الحادي والعشرين‪.‬‬

‫من خالل هذه النتائج‪ ،‬يمكن تأكيد الفرضيات الموضوعة على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بالفرضية األولى التي تنص على أن إنتاج الوقود الحيوي ذو أصل نباتي ُيشكل قيدا‬

‫غذائيا بالنسبة للجيل األول منه كونه يؤثر سلبا على الركائز األساسية لألمن الغذائي؛ يمكن تأكيدها‬

‫كون إنتاج الوقود الحيوي من الجيل األول يؤثر سلبا على توافر الغذاء‪ ،‬إمكانات الحصـول عليه‪،‬‬

‫اسـ ــتهالكه واسـ ــتق ارر اإلمدادات منه‪ ،‬شرط أن يتم هذا اإلنتاج على نطاق صناعي واسع‪ ،‬مما يؤدي‬

‫إلى جر أسعار المواد األولية الزراعية التي تدخل في إنتاجه إلى األعلى ويولد زراعة أحادية تخلق‬

‫منافسة بين مختلف المحاصيل الزراعية على نفس األراضي ونفس المياه ونفس العمالة ونفس رأس‬

‫المال ونفس المدخالت ونفس االستثمارات‪ ،‬األمر الذي يقلل من العرض الزراعي ويزيد في أسعار‬

‫‪283‬‬
‫خاتمة‬

‫المحاصيل الزراعية األخرى التي ال تدخل في تصنيعه‪ ،‬مما يؤدي إلى ارتفاع المستوى العام ألسعار‬

‫األغذية وتوافرها‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بالفرضية الثانية التي تنص على أن إنتاج الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي ال يؤثر على‬

‫القطاع الزراعي؛ يمكن تأكيدها كون الوقود الحيوي ذو أصل طحلبي ال يؤثر على الموارد المائية‬

‫وحجم االستثمارات واألراضي والعمالة والمدخالت الزراعية‪ ،‬فهو بذلك ال يقلل من عرض المواد األولية‬

‫الزراعية وال يؤثر على أسعارها في األسواق الدولية‪ ،‬مما يجعله غير منافس للقطاع الزراعي‪.‬‬

‫‪ -‬فيما يتعلق بالفرضية الثالثة التي تنص على أنه يمكن للوقود الحيوي ضمان إمدادات طاقة النقل‬

‫شرط توفر الحماية والدعم الحكومي بما يضمن تنافسيته في السوق؛ يمكن تأكيدها كون بقاء واستدامة‬

‫الوقود الحيوي يقترن بسياسة حماية ودعم حكومي تلعب دو ار محوريا في ضمان صموده االقتصادي‬

‫وتعزيز قدرته التنافسية أمام الوقود األحفوري التقليدي من خالل جملة من التدابير تمس كل حلقة من‬

‫سلسلة امداداته انطالقا من مدخالته الزراعية (إعانات لشراء األسمدة‪ ،‬إعانات في تسعيرة الطاقة‬

‫والمياه‪ ،‬إعانات لحيازة األراضي‪ ،‬امتيا ازت ضريبية‪ ،‬دعم المزارعين) إلى استهالكه النهائي (تحفيزات‬

‫القتناء الوقود الحيوي‪ ،‬إعانات القتناء سيارات تعمل بمحركات مرنة الوقود‪ ،‬إعفاءات ضريبية لتحفيز‬

‫الطلب) مرو ار بتصنيعه وتوزيعه (تعريفات جمركية لحماية الوقود الحيوي المنتج محليا‪ ،‬ائتمانات‬

‫وحوافز لإلنتاج المحلي‪ ،‬إعفاءات ضريبية‪ ،‬إعانات البنوك العامة لالستثمار‪ ،‬تحفيز البحث والتطوير)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬توصيات الدراسة‬


‫ً‬

‫في ضوء النتائج التي تم التوصل إليها في هذه الدراسة‪ ،‬يمكن تقديم التوصيات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬نظ ار الستحالة فصل سياسة األمن الغذائي عن سياسة الوقود الحيوي بالنظر إلى ترابطهما‬

‫وتفاعلهما مع بعضهما البعض‪ ،‬ينبغي أن يكون األمن الغذائي والحق في الغذاء من االعتبارات ذات‬

‫األولوية عند تصميم أي سياسة بشأن الوقود الحيوي‪.‬‬

‫‪284‬‬
‫خاتمة‬

‫‪ ‬يجب على الحكومة اعتماد مبدأ عدم المساس أو حتى تهديد األمن الغذائي عند تطوير صناعة‬

‫الوقود الحيوي مع اتخاد كافة التدابير الكفيلة للتأكد من أن هذا المبدأ سيحترم مهما تنوعت واختلفت‬

‫السياقات‪ ،‬وبالتالي ينبغي إدارة قطاع الوقود الحيوي بطريقة ال تؤدي إلى تقييد الوصول إلى الغذاء أو‬

‫التعدي على الموارد الالزمة إلنتاجه‪ ،‬ال سيما األرض والمياه واليد العاملة‪.‬‬

‫‪ ‬ينبغي تبني مقاربة سياسية شاملة فيما يخص الطاقة الحيوية ال تقتصر فقط على تطوير الوقود‬

‫الحيوي‪ ،‬وإنما تشجع كل استخدامات الكتلة الحيوية في إطار استراتيجية تنمية فعالة من شأنها توفير‬

‫طاقة بديلة ذات استخدامات متعددة‪ ،‬بما في ذلك الوقود في قطاع النقل‪.‬‬

‫‪ ‬تطوير قطاع الوقود الحيوي في إطار استراتيجيات مصاغة بعناية يمكن أن ي ِ‬


‫شكل وسيلة لتعزيز‬ ‫ُ‬

‫األمن الطاقي على المستوى الوطني‪ ،‬كما يمكنه أن يساعد على خفض تكاليف الطاقة وتنويع‬

‫مصادرها لتحفيز التنمية وتحقيق وفرات مالية‪.‬‬

‫‪ ‬ينبغي تعزيز التنسيق الدولي لسياستي األمن الغذائي والوقود الحيوي باعتبار أن سوق عالمية‬

‫للوقود الحيوي آخذة في الظهور‪ ،‬أي أنه يتعين تعزيز الشراكة والتعاون الدولي مع البلدان التي شرعت‬

‫في وضع سياسات وطنية لتطوير قطاع الوقود الحيوي‪ ،‬سواء تعلق األمر بالدول الجديدة التي‬

‫اكتسحت الساحة العالمية إلنتاج الوقود الحيوي كالصين أو بالدول الرائدة في هذا المجال كالب ارزيل؛‬

‫‪ ‬ينبغي تعزيز التنسيق والتناغم الدولي عند وضع برنامج لتطوير الوقود الحيوي من خالل رسم‬

‫سياسات وتبني ميكانيزمات مشتركة تسمح بتكييف هذه البرامج مع ظروف السوق الدولية لضمان‬

‫سرعة اتخاذ التدابير واإلجراءات الكفيلة بحل األزمات الغذائية أو الطاقية في حالة حدوثها‪ ،‬وبالتالي‬

‫تفادي أن يقوم الطلب على الوقود الحيوي الذي تمليه ظروف السوق بتعريض األمن الغذائي للخطر‬

‫من خالل رفع األسعار وتقييد الوصول إلى األغذية واألراضي والمياه والموارد ذات صلة بإنتاج‬

‫الغذاء؛‬

‫‪285‬‬
‫خاتمة‬

‫ثالثاً‪ :‬آفاق الدراسة‬

‫بعد االنتهاء من معالجة إشكالية بحثنا ودراسة مختلف الجوانب التي ترتبط بالوقود الحيوي‪ ،‬ظهر لنا‬

‫جوانب لم َّ‬
‫يتسنى لنا دراستها حيث يمكن أن تكون أساسا لدراسات الحقة‪ ،‬من بينها‪:‬‬

‫‪ -‬تقييم األثر البيئي الناجم عن استخدام الوقود الحيوي في قطاع النقل‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة استشرافية إلمكانية إنتاج الوقود الحيوي من الجيل الثاني‪.‬‬

‫‪ -‬دراسة فرص تثمين التمور ومخلفاتها إلنتاج الوقود الحيوي في الجزائر‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ /‬قائمة المراجع باللغة العربية‬

‫‪ -1‬كتب‬

‫‪ -‬علي محمد عبدهللا‪ ،‬الوقود الحيوي واستخدامات الطحالب‪ ،‬وكالة الصحافة العربية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬نادر نور الدين محمد‪ ،‬الوقود الحيوي وأجياله الجديدة‪ ،‬مكتبة جزيرة الورد‪ ،‬مصر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬حمدي ابو النجا‪ ،‬الوقود الحيوي‪ ،‬المكتبة االكاديمية‪ ،‬مصر‪.2011 ،‬‬

‫‪ -‬فريق خبراء‪ ،‬الوقود الحيوي ‪ ،‬الشركة الوطنية العامة للمطاحن واألعالف‪ ،‬ليبيا‪.2007 ،‬‬

‫‪ -‬منير علي الجنزوري ‪ ،‬الوقود الحيوي ومصادر الطاقة المتجددة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬

‫‪ -‬محمد السيد عبد السالم‪ ،‬األمن الغذائي للوطن العربي‪ ،‬عالم المعرفة‪ ،‬مصر‪.1998 ،‬‬

‫‪ -2‬مقاالت‬

‫‪ -‬مصطفى بلمقدم‪ ،‬محمد رشيد بومدين‪ ،‬أنيسة بن رمضان‪ ،‬الغاز الطبيعي في الجزائر‪ :‬آفاق واعدة‬

‫وتحديات‪ ،‬مجلة التنظيم والعمل العدد ‪ ،04‬جامعة معسكر‪ ،‬الجزائر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬محمد دياب‪ ،‬المشكلة الغذائية في العالم ‪-‬جوهرها وأسبابها الحقيقية‪ ،-‬مجلة الدفاع الوطني العدد‬

‫‪ ،85‬لبنان‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬دينا جالل‪ ،‬إنتاج الوقود الحيوي في إطار االقتصاد العالمي مع إشارة خاصة بالحالة المصرية‪،‬‬

‫مجلة بحوث اقتصادية عربية (العددان ‪ ،)64-63‬مصر‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬سمير بوختالة‪ ،‬محمد زرقون‪ ،‬نوال بن عمارة‪ ،‬واقع وأفاق تطوير قطاع النقل في الجزائر ودوره في‬

‫التنمية االقتصادية‪ ،‬المجلة الجزائرية للتنمية اإلقتصادية – العدد ‪ ،06‬الجزائر‪.2017 ،‬‬

‫‪ -‬نصري حداد‪ ،‬الطاقة والوقود الحيوي واألثر على األمن الغذائي العربي‪ ،‬مجلة االستثمار الزراعي ‪-‬‬

‫العدد ‪ ،6‬األردن‪.2008 ،‬‬

‫‪288‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬محمد راضي جعفر وعقيل عبد محمد‪ ،‬الوقود الحيوي السائل بديل النفط مفهومه آثاره‪ ،‬مجلة كلية‬

‫اإلدارة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪ ،29‬جامعة البصرة‪ ،‬العراق‪.2010 ،‬‬

‫‪ -3‬دراسات‪/‬تقارير‪/‬ندوات‪/‬ملتقيات‬

‫‪ -‬عباس حسين مغير الربيعي‪ ،‬علم األحياء المجهرية‪ ،‬جامعة بابل‪ ،‬العراق‪.2012 ،‬‬

‫‪ -‬فريق خبراء ‪ ،HLPE‬الوقود الحيوي واألمن الغذائي‪ ،‬لجنة األمن الغذائي العالمي‪ ،‬ايطاليا‪.2013 ،‬‬

‫‪ -‬جامعة الدول العربية‪ ،‬تداعيات ارتفاع األسعار العالمية للمواد الغذائية األساسية وتأثيرها على‬

‫مستوى معيشة المواطن العربي ‪ ،‬المجلس االقتصادي واالجتماعي لجامعة الدول العربية‪ ،‬الدورة ‪،83‬‬

‫السودان‪.2009 ،‬‬

‫‪ -‬األمم المتحدة (إدارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية)‪ ،‬تقرير موجز‪ :‬رصد السكان في العالم‬

‫‪ ،2014‬الواليات المتحدة االمريكية‪.2014 ،‬‬

‫‪ -‬منظمة االغذية و الزراعة لألمم المتحددة ‪ ،I‬حالة االغذية والزراعة‪ ،‬ايطاليا‪.2008 ،‬‬

‫‪ -‬منظمة األغذية والزراعة لألمم المتحدة ‪ ،II‬حالة االغذية والزراعة ‪ :‬االستثمار في الزراعة من أجل‬

‫مستقبل افضل‪ ،‬ايطاليا‪.2012،‬‬

‫‪ -‬برنامج األمم المتحدة للبيئة (‪ ،)UNEP‬مؤتمر األطراف في االتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي‪،‬‬

‫التأثيرات المحتملة للوقود الحيوي على التنوع البيولوجي‪ ،‬كينيا‪.2008 ،‬‬

‫‪ -4‬مذكرات‪/‬رسائل‬

‫‪ -‬سهام بشكيط‪ ،‬مكانة الغاز الطبيعي في إتفاقية الشراكة بين الجزائر واالتحاد األوروبي‪ ،‬مذكرة‬

‫ماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪،2‬‬

‫الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪289‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫ دراسة الزيوت والشحوم الغذائية المصروفة الى شبكة الصرف الصحي في بعض‬،‫ ناجي ديوب‬-

‫ جامعة‬،‫ مذكرة ماجستير في الهندسة البيئية تحت اشراف األستاذ أحمد قصير‬،‫احياء مدينة الالذقية‬

.2009 ،‫ سوريا‬،‫تشرين‬

‫ قائمة المراجع باللغات األجنبية‬/‫ثانيا‬

1- Ouvrages

- Alexandrine Yoffou, L'agrobusiness aujourd'hui: Les agro-carburants, un frein à la


sécurité alimentaire dans les pays en dévelippement ?, Ed Connaissances et Savoirs,
France, 2017.

- Amit Sarin, Biodiesel: production and properties, Ed RSC Publishing, UK, 2012.

- Amos Richmond, Handbook of Microalgal Culture: Biotechnology and Applied


Phycology, Ed Blackwell, UK, 2014.

- A Filemon, Jr Uriarte, Biofuels from Plant Oils, ASEAN Foundation, Indonesia, 2010.

- Ariane De Dominicis, Les biocarburants, Ed le cavalier bleu, France, 2006.

- Ayhan, Demirbas, Fatih Demirbas, Algae Energy : Algae as a New Source of Biodiesel,
Ed Springer, Allemagne, 2010.

- Bernard Pellecuer, énergies renouvelables et agricultures, Ed France Agricole, France,


2007.

- Bertrand Jean-Pierre., Théry Hervé, La mondialisation côté Sud : acteurs et territoires,


Ed IRD, France, 2006.

- Carlsson S. Anders, Jan B Van Beilen, Ralf Möller, David Clayton, Micro- and macro-
algae: utility for industrial applications : outputs from the EPOBIO project, Ed cplpress,
UK, 2007.

- Charles-Edourd Bouée, Light Footprint Management : leadership in times of change, Ed


Bloomsbury, UK, 2013.

290
‫قائمة المراجع‬

- Commission énergie et changement climatique, les biocarburants, Ed Le Manuscrit,


France, 2009.

- Coordination BNDES et CGEE, Bioéthanol de canne à sucre : énergie pour le


développement durable, 1er Édition, Rio de Janeiro : BNDES, Brésil, 2008.

- Daniel Ballerini I, Les biocarburants : état des lieux, perspectives et enjeux du


développement, Ed technip, France, 2006.

- Daniel Ballerini II, le plein de biocarburants ? Enjeux et réalités, Ed TECHNIP, France,


2007.

- Daniel Cuisier, Energie et transport : deux révolutions indispensables, Ed Harmattan,


France, 2005.

- David Mousdale, Biofuels: Biotechnology, Chemistry, and Sustainable Development, Ed


CRC Press, USA, 2008.

- Derek Headey & Shenggen Fan, Reflections on the global food crisis, International Food
Policy Research Institute, USA, 2010, p5.

- Dominique Parizel, La menace des carburants agro-industriels, Ed Nature & Progrès,


Belgique, 2008.

- Edward Smeets, Martin Junginger, André Faaij, Arnaldo Walter, Paulo Dolzan,
Sustainability of Brazilian bio-ethanol, Report NWS-E-2006-110, Unicamp, Universiteit
Utrecht, Copernicus Institute, Department of Science, Technology and Society, Pays-bas,
2006.

- Francis Meunier et Meunier-Castelain, Adieu pétrole…vive les énergies renouvelables,


Ed Dunod, France, 2006.

- Gal Hochman, Deepak Rajagopal, Govinda R. Timilsina, David Zilberman, The Impacts
of Biofuels on the Economy, Environment, and Poverty (chap 4: Impacts of Biofuels on
Food Prices), Ed Springer New York, USA, 2014.

- Helga-Jane Scarwell, Biocarburants, les temps changent !: Effet d'annonce ou réelle


avancée ?, Septentrion Presses Universitaires, France, 2007.

291
‫قائمة المراجع‬

- Jean-louis Bobin, Elisabeth Huffer, Hervé nifenecker, l’énergie de demain, ED EDP


Sciences, France, 2005.

- Jean Hladik, les énergies renouvelables aujourd’hui et demain, Ed ellipses, France, 2011.

- Jean-Pierre Legalland et Jean-Louis Lemarchand, Biocarburants : 5 questions qui


dérangent, Ed Technip, France, 2008.

- Julien Baddour, l’industrie pétrolière mondiale : raréfaction, cout de production et


surplus pétrolier, Revue d’économie industrielle № 86, Ed De Boeck Supérieur, France,
1998.

- Yves Le Bars, Elsa Faugère, Philippe Menanteau, L’énergie et le développement de la


Nouvelle-Calédonie, Ed IRD, France, 2010.

- Lucas Reijnders et Mark Huijbregts, Biofuels for Road Transport, Ed Springer,

UK, 2009.

- Maria Aparecida de Moraes Silva, Errantes do fim do século, Ed unesp, Brésil, 1999.

- Michel Battiau, L’énergie : un enjeu pour les sociétés et les territoires, Ed ellipses,
France, 2008.

- Mikael Ohlstrom, Tuula Makinen, Juhani Laurikko, Riitta Pipatti, New concepts of
biofuels in transportation, Technical Research Centre of Finland, Finland, 2001.

- Paul Mathis, quel avenir pour les biocarburants ?, Ed Le Pommier, France, 2007.

- Philippe Regnier, Économies d'Asie et d'Amérique latine : changements de cap, Chapitre


(p. 76-99) : Les réformes structurelles au Brésil : quatrième étape du modèle de
développement ? Jacky Buffet, Ed l’IHEAL, France, 1993.

- Pierre Langlois, Rouler sans pétrole, Ed MultiMondes, Canada, 2008.

- Rafael Picazo-Espinosa, Jesús González-López, Maximino Manzanera, Bioresources for


Third Generation Biofuels (Chapitre 6), InTech, Université de Grenade, Espagne, 2011.

292
‫قائمة المراجع‬

- Stavros Sarafis, Brazil's Ethanol Fuel Program : A History and Analysis, LAP
LAMBERT Academic Publishing, Allemagne, 2009.

- Tamara S. Galloway, Marine Anthropogenic Litter (Micro- and Nano-plastics and


Human Health - Chapter 13), Ed Extra Materials – Springer Open, Suisse, 2015.

- Yves Le Bars, Elsa Faugère, Philippe Menanteau, Bernard Multon, Arthur Riedacker et
Sébastien Velut, L’énergie dans le développement de la Nouvelle-Calédonie, Ed IRD,
France,

2- Articles

- Alexander S. de Resende, Rogério P. Xavier, Octávio C. de Oliveira, Segundo Urquiaga,


Bruno J. R. Alves, Robert M. Boddey, Long-term Effects of Pre-harvest Burning and
Nitrogen and Vinasse Applications on Yield of Sugar Cane and Soil Carbon and Nitrogen
Stocks on a Plantation in Pernambuco, N.E. Brazil, Plant and Soil: An International
Journal on Plant-Soil Relationships № 281 (published by Springer), USA, 2006.

- Amina Mekhelfi, Evolution des exportations gazières de l'Algérie et son impact au sein
de l'Opec (1970 à 2012), ‫ № مجلة أداء المؤسسات الجزائرية‬04, Université Kasdi Merbah –
Ouargla, Algérie, 2013.

- Ariovaldo Umbelino de Oliveira, Politiques publiques et développement du secteur


sucro-énergétique au Brésil, Alternatives Sud, Vol. 18, Belgique, 2011.

- Barbara Françoise Cardoso, Pery Francisco Assis Shikida, Adele Finco, Development of
Brazilian Biodiesel Sector from the Perspective of Stakeholders, Energies - Open Access
Journal of Energy Research, Engineering and Policy № 399, Suisse, 2017.

- Benoît Daviron, La crise alimentaire et la gestion des stocks mondiaux, La revue Pour,
vol. 202-203, №3, France, 2009.

- Benoît Gabrielle, Intérêts et limites des biocarburants de première génération, Journal


de la Société de biologie №3, Unité Mixte de Recherche 1091 INRA AgroParisTech,
France, 2008.

293
‫قائمة المراجع‬

- Buddolla Viswanath, Taurai Mutanda, Sarah White, Faizal Bux, The microalgae – A
future source of Biodiesel, Global Science books, Department of Biotechnology and Food
Technology, Durban University of technology, Afrique du Sud, 2010.

- Clemens G. Borkenstein, Josef Knoblechner, Heike Frühwirth, Michael Schagrel,


Cultivation of Chlorella emersonii with flue gas derived from a cement plant, Journal of
Applied Phycology, Copenhagen, Danemark, 2011.

- Cristina M. Monteiro, Paula M. L. Castro, F. Xavier Malcata, Cadmium Removal by Two


Strains of Desmodesmus pleiomorphus Cells, Water Air and Soil Pollution 208(1):17-27,
Portugal, 2009.

- Dermot Hayes, Babcock Bruce, Fabiosa, Jacinto, Tokgoz Simla, Elobeid Amani, Yu
Tun-Hsiang, Dumortier Jerome, Chavez Eddie, Pan Suwen, Carriquiry Miguel, Biofuels:
Potential Production Capacity, Effects on Grain and Livestock Sectors, and Implications
for Food Prices and Consumers, Journal of Agricultural and Applied Economics, 41(2),
465-491, USA, 2009.

- Djamel Belaid, La production d’oléagineux en Algérie, recueil d'articles sur la culture des
oléagineux, Collection dossiers agronomiques, Algérie, 2015.

- Dustin Meyer, Lynn Mytelka, Rich Press, Evandro Luís Dall’Oglio, Paulo Teixeira de
Sousa Jr., Arnulf Grubler, Brazilian Ethanol: Unpacking a Success Story of Energy
Technology Innovation. Historical Case Studies of Energy Technology Innovation in:
Chapter 24, The Global Energy Assessment, Cambridge University Press, UK, 2012.

- F. Kaidi et A. Touzi, Production de Bioalcool à partir des déchets de dattes, Rev. Energ.
Ren. : Production et Valorisation – Biomasse, Algérie, 2001.

- Feng, Yujie., Yang, Qiao., Wang, Xin., Liu, Yankun., Lee, He., & Ren, Nanqi.,
Treatment of biodiesel production wastes with simultaneous electricity generation using a
single-chamber microbial fuel cell, Bioresource technology 131 (Elsevier), School of
Municipal and Environmental Engineering, UK, 2011.

- Frank Rosillo-Calle, Luis A.B.Cortez, Towards Proalcool II- A Review of The Brazilian
Bioethanol Programme, Biomass and Bioenergy Vol. 14, No. 2, pp. 115-124, Published by
Elsevier Science Ltd., UK, 1998

294
‫قائمة المراجع‬

- George Adrian, Mariana Titica, Lionel Boillereaux, Sergiu Caraman, Feedback


linearizing control of light-to-microalgae ratio in artificially lighted photobioreactors,
IFAC CAB, Mumbai, Inde, 2013.

- Gnansounou Edgar, Dauriat Arnaud, Etude comparative de carburants par analyse de


leur cycle de vie : Rapport final, EPFL/ENAC/LASEN, École polytechnique fédérale de
Lausanne, Suisse, 2004.

- Gustavo Brito, PROALCOOL : Analyse sociohistorique de l’initiative brésilienne de


production d’éthanol, Energie et Société : Sciences, gouvernances et usages, France, 2009.

- Helga-Jane Scarwell et Divya Leducq, Fin de l’état de grâce pour les biocarburants ou
redistribution des rôles à l'avant-scène énergétique ?, Pollution atmosphérique N° 223,
France, 2014.

- Iago Teles Dominguez Cabanelas, Jésus Ruiz, Zouhayr Arbib, Fábio Alexandre Chinalia,
Carmen Garrido-Pérez, Frank Rogalla, Iracema Andrade Nascimento, José A. Perales,
Comparing the use of different domestic wastewaters for coupling microalgalproduction
and nutrient removal, Bioresource technology (Elsevier) Volume 102, UK, 2011.

- J. A. Ratter, J. F. Ribeiro, S. Bridgewater, The Brazilian Cerrado Vegetation and Threats


to its Biodiversity, Annals of Botany, Volume 80, Issue 3, UK, 1997.

- J. de la Noue, R. Van Coillie, L. Brunel, Y. Pouliot, Traitement des eaux usées par
culture de micro-algues : influence de la composition du milieu sur la croissance de
Scenedesmus sp, Université Laval, limnology-journal, 1989, Canada.

- Jean-Paul. Cadoret et Olivier Bernard, La production de biocarburant lipidique avec des


microalgues : promesses et défis, journal de la Société de Biologie, France, 2008.

- Jean-Pierre Bertrand, Neli Aparecida de Mello, Arthur Riedacker, Hervé Théry, La


politique Bésilienne en matière de biocarburants : Le pari sur l’éthanol, CREDAL -
CREDAL - Centre de recherche et de documentation de l'Amérique latine - UMR 7169,
France, 2008.

295
‫قائمة المراجع‬

- Jesús Benajes, Antonio García, Javier Monsalve-Serrano, Vicente Boronat, Dual-Fuel


Combustion for Future Clean and Efficient Compression Ignition Engines, Applied
Sciences. 7, 36., Universitat Politècnica de València, Espagne, 2017.

- Jon K. Pittman, Andrew P. Deana, Olumayowa Osundeko, The potential of sustainable


algal biofuel production using wastewater resources, Bioresource technology (Elsevier)
Volume 102, UK, 2010.

- Jose A. Del Campo, Jose Moreno, Herminia Rodrıguez, M. Angeles Vargas, Joaquın
Rivas, Miguel G. Guerrero, Carotenoid content of chlorophycean microalgae: factors
determining lutein accumulation in Muriellopsis sp. (Chlorophyta), Journal of
Biotechnology 76 : 51–59, Espagne, 2000.

- José Carlos Souza Braga, Inflation et contrôle des prix au Brésil, Cahiers du Brésil
Contemporain № 3, Maison des Sciences de l'Homme. Centre de Recherche du brésil
contemporain, France, 1988.

- Jose Roberto Moreira, Water use and impacts of ethanol production in Brazil, National
Reference Center on Biomass, Institute of Electrotechnology and Energy – CENBIO/IEE,
Brésil, 2006.

- Kiyoshi Morita, Takahiko Matsueda, Takashi Iida, Tomoko Hasegawa, Chlorella


accelerates dioxin excretion in rats, The Journal of nutrition 129(9):1731-6, USA, 1999.

- Liang Wang, Min Min, Yecong Li, Paul Chen, Yifeng Chen, Yuhuan Liu, Yingkuan
Wang, Roger Ruan, Cultivation of Green Algae Chlorella sp. in Different Wastewaters
from Municipal Wastewater Treatment Plant, Humana Press № 4, Center for Biorefining
and Department of Bioproducts and Biosystems Engineering, University of Minnesota,
USA, 2010.

- L. Podkuiko, K. Ritslaid, J. Olt and T. Kikas, Review of promising strategies for zero-
waste production of the third generation biofuels, Agronomy Research 12, Estonie, 2014.

- Lobell, David. B., & Asner, Gregory. P, Climate and management contributions to recent
trends in US agricultural yields, Science № 299, USA, 2003.

296
‫قائمة المراجع‬

- Levin R, Oberlin A, Adriaens P, Article: A Value Chain and Life-Cycle Assessment


Approach to Identify Technological Innovation Opportunities in Algae Biodiesel, Clean
Technology review, Université du Michigan, USA, 2009.

- Loïc Guindé, Florence Jacquet, Guy Millet, Impacts du développement des biocarburants
sur la production française de grandes cultures, Revue d’Etudes en Agriculture et
Environnement (INRA), 89, France, 2008.

- Luiz A. Martinelli & Solange Filoso, Expansion of sugarcane ethanol production in


Brazil: environmental and social challenges, Ecological Applications Vol. 18 № 4, USA,
2008.

- Maria Luis Mendonça, Le mythe brésilien d’un éthanol socialement et


environnementalement propre, (Traduction de l’anglais : Bernard Duterme), Alternatives
Sud, Vol. 17, Belgique, 2010.

- Marris, Emma, Sugar cane and ethanol: Drink the best and drive the rest, Nature № 444,
UK, 2006.

- Martine Droulers I, Brésil : l’enjeu des biocarburants, La Documentation Française,


Amérique latine, (Publié également dans Revista NERA №12 - Brésil), France, 2008.

- Martine Droulers II, Le défi des biocarburants, l’exception brésilienne, CREDAL -


Centre de recherche et de documentation de l'Amérique latine - UMR 7169, France, 2009.
(Cet article reprend beaucoup d’éléments d’un texte publié en 2008 à La Documentation
Française, Amérique latine « Brésil, l’enjeu des biocarburants ». Les données ont été
cependant actualisées et davantage territorialisées.)

- Meulenberg Rogier, Rijnaarts Huub. H. M, Doddema, Hans. J, Field Jim A, Partially


oxidized polycyclic aromatic hydrocarbons show an increased bioavailability and
biodegradability, FEMS Microbiology letters volume 152, Oxford University Press, UK,
1997.

- Michael A. Borowitzka, Microalgae as sources of pharmaceuticals and other


biologically active compounds, Journal of Applied Phycology 7: 3-15, Algal
Biotechnology Laboratory, School of Biological & Environmental Sciences, Murdoch
University, Australie, 1995.

297
‫قائمة المراجع‬

- Monika Sajgure, Bhalchandra Kachare, Prashant Gawhale, Suraj Waghmare, Ganesh


Jagadale, Direct Methanol Fuel Cell, International Journal of Current Engineering and
Technology, Engineering Department, Marathwada Mitra Mandal’s Institute of
Technology, Inde, 2016.

- Nirmal Pugh, Samir A. Ross, Hala N. ElSohly, Mahmoud A. ElSohly, David S. Pasco,
Isolation of three high molecular weight polysaccharide preparations with potent
immunostimulatory activity from Spirulina platensis, aphanizomenon flos-aquae and
Chlorella pyrenoidosa, Planta Medica : Journal of Medicinal Plant and Natural Product
Research 67(8):737-42, Allemagne, 2001.

- Olivier, S., Scragg, A. H., Morrison, J, The effect of chlorophenols on the growth of
Chlorella VT-1, Enzyme and microbial technology, volume 32, University of the West of
England, UK, 2005.

- Otto Pulz et Wolfgang Gross, Valuable products from biotechnology of microalgae, Appl
Microbiol Biotechnol 65: 635–648, Allemagne, 2004.

- Raphael Slade, Ausilio Bauen, Micro-algae cultivation for biofuels: Cost, energy
balance, environmental impacts and future prospects, Biomass and Bioenergy 53
(Elsevier), UK, 2013.

- Pauline Spolaore, Claire Joannis-Cassan, ElieDuran, ArsèneIsambert, Commercial


applications of microalgae, Journal of Bioscience and Bioengineering 101, 87–96, France,
2006.

- Petra Bombacha, Norbert Nägele, Mònica Rosella, Hans H. Richnow, Anko Fischer,
Evaluation of ethyl tert-butyl ether biodegradation in a contaminatedaquifer by compound-
specific isotope analysis and in situ microcosms, Journal of Hazardous Materials :
Environmental Control, Risk Assessment, Impact and Management 286 (Elsevier), UK,
2014.

- Pierre Claquin, Alexis Lemeillet, Elise Delgoulet, Flexibiliser les politiques de soutien
aux biocarburants : éclairages théoriques et expérience américaine, Notes et études socio-
économiques № 39, Centre d’études et de prospective, France, 2015.

298
‫قائمة المراجع‬

- Rodrigues Délcio & Lúcia, Case study sugar cane ethanol from Brazil: Sustainability of
ethanol from Brazil in the context of demanded biofuels imports by The Netherlands,
Núcleo Amigos da Terra (NAT), Vitae Civilis - Institute for Development, Environment
and Peace, Brésil, 2006.

- Rogerio Cezar de Cerqueira Leite, Manoel Regis Lima Verde Leal, Luıs Augusto
Barbosa Cortez, W. Michael Griffin, Mirna Ivonne Gaya Scandiffio, Can Brazil replace
5% of the 2025 gasoline world demand with ethanol ?, Energy № 34 (Elsevier), UK, 2009.

- Sara P. Cuellar-Bermudez, Jonathan S. Garcia-Perez, Bruce E. Rittmann, Roberto Parra-


Saldivar, Photosynthetic bioenergy utilizing CO2: an approach on flue gases utilization for
third generation biofuels, Journal of Cleaner Production 98 (Elsevier), UK, 2014.

- Sialve Bruno, Steyer Jean-Philippe, Les microalgues, promesses et défis, Innovations


Innovations Agronomiques 26 (25-39), Laboratoire de Biotechnologie de l’Environnement
(INRA), France, 2013.

- Sofie Van Den Hende, Han Vervaeren, Nico Boon, Flue gas compounds and microalgae:
Biochemical interactions leading to biotechnological opportunities, Biotechnol Advances
(Elsevier), UK, 2012.

- Sunja Cho, Nakyeong Lee, Seonghwan Park, Jaecheul Yu, Thanh Thao Luong, You-
Kwan Oh, Taeho Lee, Microalgae cultivation for bioenergy production using wastewaters
from a municipal WWTP as nutritional sources, Bioresource Technology 131 (Elsevier),
UK, 2012.

- Thiago Oliveira, Eduardo Penna Gouvêa, Andréa Mayumi Odagima, Dorlivete Moreira
Shitsuka, Ricardo Shitsuka, Um estudo de matérias-primas para fabricaçao de biodiesel,
Educação, Gestão e Sociedade: revista da Faculdade Eça de Queirós № 27, Brésil, 2017.

- Valin Hugo, La quantification des effets du développement des filières biocarburants à


l’échelle mondiale, Revue semestrielle "Sud & Science Technologies" № 19 & 20 (Institut
International d’Ingénierie de l’Eau et de l’Environnement), Burkina Faso, 2010.

- Wei Xiong, Xiufeng Li, Jinyi Xiang, Qingyu Wu, High-density fermentation of
microalga Chlorella protothecoides in bioreactor for microbio-diesel production, Appl

299
‫قائمة المراجع‬

Microbiol Biotechnol (Biotechnological products and process engineering) 78:29–36,


République Populaire de Chin, 2008.

- Yangmin Gong, Mulan Jiang, Biodiesel production with microalgae as feedstock: from
stains to biodiesel, Revue Biotechnology letters №33, Pays-bas, 2011.

- Yimin Liu Gloria et E.Helfand, The Alternative Motor Fuels Act, alternative-fuel
vehicles, and greenhouse gas emissions, Transportation Research: an international journal
(Part A. Policy and Practice), Volume 43, Issue 8, USA, 2009.

- Yusuf Chisti, Biodiesel from microalgae, Biotechnology Advances 25 (Elsevier), UK,


2007.

3-Thèses/Mémoires

- Amine Akbi, Les implications du développement des biocarburants : Quel impact sur les
pays en développement?, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous la
direction de Michel Rainelli, Ecole doctorale droit et sciences politiques, économiques et
de gestion, Université Nice Sophia Antipolis, France, 2013.

- Anastasia Wolff, L’utilisation des microalgues pour la fabrication de biocarburants :


analyse de la chaîne de valeur - contexte français et international, Rapport de stage
effectué à la Direction Générale de l’Energie et du Climat (Ministère de l’Ecologie, du
Développement Durable et de l’Energie) sous la direction de Yves Lemaire, Sabine
Guichaoua, Nadia Boukhetaia, Ecole normale supérieur, France, 2014.

- Aneeza Soobadar, Impact agronomiques et environnementaux de l’épandage de vinasse


et de cendre de charbon/bagasse sur les terres agricoles de l’Ile-Maurice, Thèse présentée
en vue de l’obtention du grade de docteur sous la direction de René Ng Kee Kwong
(MSIRI- île Maurice) et Yves Dudal (INRA-Montpellier), Laboratoire : UMR
Environnement Méditerranéen et Modélisation des Agro-Hydro Systèmes (EMMAH)
INRA-Avignon, Université d’Avignon et des Pays de Vaucluse, France, 2009.

- Barbara Clement-Larosière, Etude de la croissance de Chlorella vulgaris en


photobioréacteur batch et continu, en présence de concentrations élevées de CO2, Thèse
présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous la direction de Dominique

300
‫قائمة المراجع‬

Pareau, Laboratoire de Génie des Procédés et des Matériaux, Ecole Centrale Paris, France,
2012.

- Cécile Bessou, Greenhouse gas emissions of biofuels: improving Life Cycle Assessments
by taking into account local production factors, Thèse présentée en vue de l’obtention du
grade de docteur sous la direction de B. Gabrielle et B. Mary, INRA, AgroParisTech,
France, 2009.

- Céline Dejoye Tanzi, Eco-Extraction et Analyse de lipides demicro-algues pour la


production d’algo-carburant , Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur
sous la direction de Maryline Abert Vian, Université d’Avignon et des Pays de Vaucluse,
France, 2013.

- Clément Debiton, Identification des critères du grain de blé favorables à la production


de bioéthanol par l’étude d’un ensemble de cultivars et par l’analyse protéomique de
lignées isogéniques waxy, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous
la direction de Gérard Branlard, Ecole doctorale des sciences de la vie, de la santé,
agronomie, environnement, Université d’Auvergne, France, 2010.

- David Kpogbemabou, Procédé de fabrication de biocarburants à partir de biomasse


lignocellulosique biologiquement déstructurée, Thèse présentée en vue de l’obtention du
grade de docteur sous la direction de A. Amblès et L. Lemee, Ecole Doctorale : Sciences
pour l’Environnement Gay Lussac, Université de Poitiers, France, 2011.

- Erell Olivo, Conception et étude d’un photobioréacteur pour la production en enctinu de


microalgues en écloseries aquacoles, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de
docteur sous la direction de Legrand Jack, Robert René, Ecole polytechnique, Université
de Nantes, France, 2007.

- François Doré-Deschênes, Utilisation des microalgues comme source d’énergie durable,


Mémoire présenté en vue de l'obtention du grade de Maître en environnement sous la
direction de Guy Viel, Centre Universitaire de Formation en Environnement, Université de
Sherbrooke, Canada, 2009.

- Françoise Nozahic, Production de gaz de synthèse par interactions à haute température


du gaz, des goudrons et du résidu carboné issus de la pyrolyse de biomasses, Thèse

301
‫قائمة المراجع‬

présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous la direction de Xavier Joulia,


Institut National Polytechnique de Toulouse, France, 2008.

- Frederick Bernard, Analyse de la demande te des mesures de promotion française du


biodiesel à l’horizon 2010, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous
la direction de Pierre-Alain Jayet, INRA, AgroParisTech, France, 2008.

- Gabriel Emond, Le coût environnemental, écologique et social de l’éthanol brésilien,


essai présenté au Département de biologie en vue de l’obtention du grade de maître en
écologie internationale (maîtrise en biologie incluant un cheminement de type cours en
écologie internationale) sous la direction de André Nuyt, Faculté des Sciences, Université
de Sherbrooke, Canada, 2011.

- Gilles Peltier, Produire des biocarburants à partir de microalgues : quels enjeux pour la
recherche?, CNRS-CEA Cadarache, Institut de Biologie Environnementale et
Biotechnologie, Université Aix Marseille, France, 2010.

- Hela Ben Amor, Etude et optimisation de bioaccumulation de magnésium dans les


microalgues "Chlorella vulgaris", Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de
docteur sous la direction de M. M. Stambouli, M. H. Ayadi (Co-directeur de thèse 1), M.
B. Taidi (Co-directeur de thèse 2), Université de Sfax, Préparée à l’École centralesupelec
Paris, Université Paris-Saclay, France, 2015.

- Isabelle Cantin, la production de biodiesel à partir des microalgues ayant un


métabiolisme hétérotrophe, Essai présenté en vue de l’obtention du grade de maître en
environnement (M.Env.), Université de Sherbrooke, Canada, 2010.

- Keelin Owen Cassidy, Evaluating algal growthat different temperatures, Thèse présentée
en vue de l’obtention du grade de docteur sous la direction de C. L. Crofcheck, Université
Kentucky, USA, 2011.

- Louka Sirois, Changements physiologiques chez les microalgues verts menant à la


biosynthèse de caroténoïdes, Mémoire présenté en vue de l'obtention du grade de Maître
en environnement sous la direction de David Dewez, Université du Québec à Montréal,
Canada, 2013.

302
‫قائمة المراجع‬

- Marie-Eve Boileau, Évaluation de potentiel d’utilisation d’une eau usées industrielle


comme substrat de culture pour des microlagues d’eau douce dans une optique de
production de biocarburants de 3e génération, Mémoire présenté en vue de l'obtention du
grade de Maître en environnement sous la direction de (non précisé), Centre universitaire
de formation en environnement et développement durable, Université de Sherbrooke,
Canada, 2015.

- Mohamed Mehdi Kacimi, Analyse du secteur de l’éthanol selon les principes du


développement durable, Mémoire présenté en vue de l’obtention du grade de maître en
environnement (M.Env.), Centre universitaire de formation en environnement, Université
de Sherbrooke, Canada, 2008.

- Mostafe Chamoumi, Optimisation de la production du biodiesel à partir d’huiles de


microalgues et d’huiles usées, Mémoire présenté en vue de l’obtention d’une maîtrise sous
la direction de Michèle Heitz, Faculté de génie, Université de Sherbrooke, Canada, 2013.

- Mouna Abadli et Gamra Harkati, Contribution à l’inventaire des quelques microalgues


vertes d’intérêt nutritionnel dans quelques zones humides de la wilaya d’El Oued ( Lac
Ayata , Chott Merouane, Sife Lemnade , STEP Kouinine), Mémoire de fin d’études
présenté en vue de l’obtention d’un master académique sous la direction de Abderrazak
kiram, Faculté des Sciences de la Nature et de la Vie, Université Echahid Hamma Lakhdar
d’El-Oued, Algérie, 2015.

- Nuno Bento, La transition vers une économie de l’hydrogène : Infrastructures et


changement technique, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous la
direction de Jean-Pierre Angelier, Faculté des sciences économiques, Université de
Grenoble, France, 2010.

- Papa Gueye Fam, Marché des matières premières agricoles et dynamique des cours : un
réexamen par la bancarisation, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur
sous la direction de Gilles Philippe, Faculté des sciences économiques et de gestion,
laboratoire d’économie appliquée au développement, Université de Touloun, France,
20016.

- Romain Richard, Transestérification éthanolique d'huile végétale dans des


microréacteurs : transposition du batch au continu, Thèse présentée en vue de l’obtention

303
‫قائمة المراجع‬

du grade de docteur sous la direction de Sophie Thiebaud-Roux, INP Toulouse : spécialité


Sciences des Agro-ressources, Université de Toulouse, France, 2011.

- Rouai Mohamed et Zouzou Abderahmane, Estimation du potentiel de la production


d’hydrogène à partir de la biomasse, Mémoire présenté en vue de l’obtention du Master 2
sous la direction de Rahmouni Soumia, Département de Génie Mécanique, Faculté des
Sciences Appliquées, Université Kasdi Merbah Ouargla, Algérie, 2017.

- Sébastien Gillotin, Pic pétrolier : scénarios pour le futur et implications pour la Défense,
Mémoire présenté en vue de l'obtention d’un master en sciences sociales et militaires sous
la direction de Koen Troch, Département Etude des Conflits chaire de Politique mondiale,
École royale militaire, Belgique, 2015.

- Tingting Ren, Primary Factors Affecting Growth of Microalgae Optimal Light Exposure
Duration and Frequency, Mémoire présenté en vue de l'obtention du grade de Maître en
Sciences sous la direction de Shihwu Sung, Iowa State University, USA, 2014.

- Wang Yue, Microalgae as the Third Generation Biofuel:Production, Usage,


Challenges and Prospects, Thèse présentée en vue de l’obtention du grade de docteur sous
la direction de Gloria L. Gallardo F, Department of Earth Sciences, Uppsala University,
Suède, 2013.

- Yifan He, Impact of flexible-fuel vehecules on Brazil’s markets, Mémoire de fin d’études
présenté en vue de l’obtention d’un master sous la direction de Dr. Gal Hochman et Dr.
Carl Pray, Graduate School-New Brunswick, Rutgers, the State University of New Jersey,
Program in Food and Business Economics, USA, 2013.

4- Rapports/Etudes/Documents de travail

- Agrex Consulting (société de consulting spécialisée dans le secteur d'activité des études
de marché et sondages), étude réalisée pour le compte de FranceAgriMer, France, 2013.

- Amine Akbi, Les politiques de soutien aux biocarburants, Centre de Recherche en


Economie et Droit de l'Energie, Cahier de recherche n° 17.04.117, Université Nice Sophia
Antipolis, France, 2017.

304
‫قائمة المراجع‬

- Alain Besnard, Sylvain Marsac, Emeline Défossez, Stéphane Cadoux, Le Miscanthus,


RMT Biomasse : Energie, Environnement et territoire, 2009, France.

- Alba Departe, étude prospective sur la seconde génération de biocarburants, Direction


Générale Trésor, France, 2010.

- Antoine Blandine et Renaud Elodie, Maîtrise de l’Energie : Institutions et


Développement, Haut-Commissariat au plan, Maroc, 2007.

- Brent D. Yacobucci, Waiver Authority Under the Renewable Fuel Standard (RFS),
Congressional Research Service (CRS), Report for Congress, USA, 2012.

- Bringezu Stefan et autres, Vers la production et l’utilisation durables des ressources :


évaluation des biocarburants, Rapport du Groupe international d’experts sur la gestion
durable des ressources, PNUE, Kenya, 2009.

- Caroline Rayol, Le Programme biodiesel au Brésil, vecteur de développement, Fondation


pour l'agriculture et la ruralité dans le monde (document de travail № 04), France, 2004.

- Code des douanes français, 2016.

- Collins Keith, The Role of Biofuels and Other Factors in Increasing Farm and Food
Prices, supporting material for a review conducted by Kraft Foods Global, Inc, USA, 2008.

- Commission des affaires économiques, de l’environnement et du territoire, rapport


d’information sur les orientations de la politique énergétique, France, 2006.

- Compagnie Methanex, Qu’est-ce que le Méthanol : information pour une utilisation sûre,
Canada, 2015.

- Cliff Taylor, Can olive oil be used as a fuel?, Entreprise Web Quora, USA, 2015.

- Cour des comptes, rapport sur la politique d’aide aux biocarburants, France, 2012.

- Elobeid Amani, Simla Tokgoz, Dermot J. Hayes, Bruce A. Babcock, Chad E. Hart, The
Long-Run Impact of Corn-Based Ethanol on the Grain, Oilseed, and Livestock Sectors: A
Preliminary Assessment, Center for Agricultural and Rural Development, Iowa State
University, CARD Briefing Paper 06-BP 49, USA, 2006.

305
‫قائمة المراجع‬

- FAO, l’état de l’insécurité alimentaire dans le monde, Italie, 2008.

- FAO, La situation mondiale de l’alimentation et de l’agriculture. Chapitre : Enjeux


économiques et politiques des biocarburants liquides, Italie, 2008.

- FAO, Assurer la sécurité alimentaire dans un monde en mutation, Italie, 2010

- FAO, L’eau, l’agriculture et l’alimentation, Italie, 2004.

- Hayes Dermot, Babcock Bruce, Fabiosa, Jacinto, Tokgoz Simla, Elobeid Amani, Yu
Tun-Hsiang, Dumortier Jerome, Chavez Eddie, Pan Suwen, Carriquiry Miguel, Biofuels:
Potential Production Capacity, Effects on Grain and Livestock Sectors, and Implications
for Food Prices and Consumers, Journal of Agricultural and Applied Economics, 41(2),
465-491, CARD Reports and Working Papers, Iowa State University, USA, 2009.

- International Institute for Applied Systems Analysis (IIASA), Biofuels and Food
Security, Report for OPEC-OFID, International Institute on Applied Systems Analysis,
Autriche, 2009.

- INRS, Méthanol : Fiche toxicologique n°5, France, 2016.

- INRIA ‐ COMORE, Shamash : Production de biocarburant lipidique par des


microalgues, France, 2010.

- Jacques Attali, Rapport de la Commission pour la libération de la croissance française,


XO Éditions, La Documentation française, France, 2008.

- James A. Duffield, Robert Johansson, Seth Meyer, U.S. Ethanol: An Examination of


Policy, Production, Use, Distribution, and Market Interactions, Office of Energy Policy
and New Uses, Office of the Chief Economist, United States Department of Agriculture
(USDA), USA, 2015.

- Jean-Louis Rastoin, Etude coordonnée par Kelly Robin, Le secteur des microalgues en
méditerranée : perspectives et contribution au développement durable, Institut de
prospective économique du monde méditerranéen (IPEMED), France, 2015.

- Kelsi Bracmort, The Renewable Fuel Standard (RFS): An Overview, Congressional


Research Service (CRS), Report for Congress, USA, 2018

306
‫قائمة المراجع‬

- La documentation Française, L’expérience des biocarburants aux USA et les


enseignements à en tirer pour la France, France, 2016.

- May Peters, Agapi Somwaru, Jim Hansen, Ralph Seeley, Steve Dirkse, Modeling
Biofuels Expansion in a Changing Global Environment, United States Department of
Agriculture, Contributed Paper prepared for presentation at the International Association of
Agricultural Economics Conference, Beijing, China, August 16-22, 2009, USA, 2009.

- Marzouk Benali, Yacine Boumghar, Mohammed Benyagoub, le biobutanol,


CanmetÉnergie, Canada, 2015.

- Megan Stubbs, Analyst in Agricultural Conservation and Natural Resources Policy,


Congressional Research Service (CRS), Report for Congress, USA, 2010.

- Michel Adolphe, Uwe R. Fritsche, Sustainable Bioenergy: Field Evaluating of Brazil’s


“Social Biodiesel” Program, Final Report prepared for the International Labor
Organization, Energy & Climate Division-Öko-Institut, Darmstadt Office, Allemagne,
2007.

- Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la mer I, L’avenir : Ester méthylique


d'huile végétale, France, 2015.

- Ministère des finances et des comptes publics, Taxe générale sur les activités polluantes,
France, 2015.

- Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la mer II, Ethanol : carburant &


combustible économique, 2014, France.

- Ministère de l’environnement, de l’énergie et de la mer III, Directive n° 2009/28/CE


relative à la promotion de l'utilisation de l'énergie produite à partir de sources
renouvelables, France, 2009.

- Nadia Boukhetaia, Pascal Blanquet, Biocarburants, Direction Générale de l’Énergie et


du Climat, France, 2010.

- National Agency of Petroleum & Natural Gas and Biofuels, Fuel Production and Supply
Opportunities in Brazil, Brésil, 2017.

307
‫قائمة المراجع‬

- OCDE/FAO, Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO 2015-2024, France, 2015.

OCDE/FAO, Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO 2014-2023, France, 2014.

- OCDE/FAO, Perspectives agricoles de l’OCDE et de la FAO 2010-2019, France, 2014

- OCDE, La hausse des prix alimentaires : causes et conséquences, France, 2008.

- OCDE II, Politiques de soutien des biocarburants : une évaluation économique, France,
2009.

- OCDE III, Agricultural Market Impacts of Future Growth in The Production of Biofuels,
Working party on Agricultural Policies and Markets, France, 2006.

- OCDE IV, Economic assessment of biofuel support policies, Directorate for trade and
agriculture, France, 2008.

- Patrick Artus, Antoine d’Autume, Philippe Chalmin et Jean-Marie Chevalier, Les effets
d’un prix du pétrole élevé et volatil, Direction de l’information légale et administrative,
France, 2010.

- PBL Netherlands Environmental Assessment Agency, global CO2 emissions, Pays-Bas,


2011.

- Pierre Charlebois & Nathalie Hamann, Les conséquences d’une forte dépréciation du
dollar américain sur les marchés agricoles, direction de la recherche et de l’analyse,
Canada, 2010.

- Plastics Europe, The Compelling Facts about Plastics 2009: An Analysis of European
Plastics Production, Ed Plastics : The material for the 2 st Centuury, Belgique, 2009.

- Robert Rene, Chretiennot-Dinet Marie-Josèphe, Kaas Raymond, Martin-Jezequel


Véronique, Moal Jeanne, Le Coz Jean-Rene, Nicolas Jean-Louis, Bernard Eudes, Connan
Jean-Paul, Le Dean Loic, Le Gourrierec Gaetane, Leroy Bertrand, Quere Claudie,
Amélioration des productions phytoplanctoniques en écloserie de mollusques :
caractérisation des microalgues fourrage, Direction des Ressources Vivantes,
Département des Ressources Aquacoles (Laboratoire de Physiologie des Invertébrés
Marins), IFREMER, France, 2004.

308
‫قائمة المراجع‬

- Romain Peyrache, Fiches synthétiques : La filière sucre alcool brésilienne en 2009 :


enjeux sociaux, environnementaux et rôle des certifications, RONGEAD : commerce &
international développement durable, France, 2009.

- Sergio Barros, Brazil Biofuels Annual : Biofuels - Ethanol and Biodiesel, USDA Foreign
Agricultural Service, USA, 2015.

- Sylvain Pigeon, Charles Fortier, François Coderre, Jean-Yves Drolet, Production d’huile
végétale pure, bureau de l’efficacité et de l’innovation énergétiques, Canada, 2012.

- Syndicat National des Fabricants de Sucre (SNFS), Évolution du cours du sucre –


facteurs d’influence, France, 2017.

- Susan Olson, Will Martin, Ethanol Emerging Issues - Environmental Regulations &
Global Landscap, Genscape: Data and Intelligence for Global Commodity and Energy,
USA, 2015.

- Union brésilienne du biodiesel (Ubrabio), Biodiesel and its contribution to Brazilian


development, Getulio Vargas Foundation, Brésil, 2010.

- World meteorological organization, greenhouse gas bulletin, Suisse, 2015.

5- Revues/Magazines/Journaux

- Alain Lepicard, sécuriser les débouchés et les prix avec l’ACE, revue Infos-Proléa N°62,
France, 2004.

- Alboussière & autres, Algocarburants : une filière d’avenir ?, Cours de M. De Dinechin,


énergies renouvelables, France, 2009.

- Algérie Focus, Transport aérien/Air Algérie veut acquérir 35 nouveaux avions d’ici
2025, Algérie, 2018.

- Andrea Pulli, Etienne Marsot, Benjamin Conter, Microalgues et Biodiesel : Les dessous
d’un éco carburant, ABE Mag, France, 2012.

- Carolyn Gramling, Earth Magazine “The Science behind the headlines”, Article: As
Green As It Gets: Algae Biofuels, USA, 2009.

309
‫قائمة المراجع‬

- Charlie Hare, The Differences between Kerosene & Jet Fuel, Institute of Agriculture and
Natural Resources, Hazard Communication, USA, 2005.

- Edgard Gnansounou et Arnaud Dauriat, Le bioéthanol, The Institute of Infrastructures,


Resources and Environment (ICARE), Suisse, 2010.

- Frédéric Lemaître, « Demain, la faim ! », L'Économie politique № 43, France, 2009.

- Jeune Afrique- Economie et Finance, Transport ferroviaire : une co-entreprise algéro-


chinoise pour les lignes à grande vitesse, France, 2016.

- Patrick Stolz and Barbara Obermayer, Manufacturing Microalgae for Skin Care,
Magazine Cosmetics & Toiletries: Science Applied, Vol. 120 Numéro 3, USA, 2005.

- Peter Dockrill, Arable land soil food security shortage, The Guardian, 2015.

- Rémy Lucas, Innovation : il fait du plastique avec des algues, Journal « le Parisien »,
2017.

- Stefan Steinberg, Financial speculators reap profits from global hunger, Global
Research: Centre for Research on Globalization, Canada, 2008.

- Yann Vinh, Grâce aux algues, le Japon se rêve en exportateur de pétrole, Futuribles,
France, 2012.

6- Conférences/Communications

- Abraham Sin Oih Yu, Paulo Tromboni de Nascimento, Lydia Lopes Correia da Silva,
Alceu Salles Camargo Júnior, Cleber Marchetti Duranti, Carlo Borsoi Moura, Evolution of
flex-fuel technology : A case study on Volkswagen Brazil, EnANPAD, XXXIV Encontro
da ANPAD, Rio de Janeiro/RJ- 25 a 29 de setembro de 2010, Brésil, 2010.

- Anne-Lise Hantson et Diane Thomas, Enjeux technologiques et écologiques majeurs des


biocarburants, Congrès Français de Thermique, SFT2010, Le Touquet, 25-28 mai 2010,
France, 2010.

- Anne-Sophie Alsif, Le Brésil et les biocarburants, l’internationalisation d’un enjeu


énergétique par le Sud, Ecole des Hautes Etudes en Sciences Sociales

310
‫قائمة المراجع‬

(EHESS), Independencias - Dependencias - Interdependencias VI Congreso CEISAL


2010, France, 2010.

- Ednaldo Michellon, Aan Aracelly Lima Santos, Juliano Ricardi Alves Rodrigues, Breve
Descrição do Proálcool e Perspectivas Futuras para o Etanol Produzido no Brasil, XLVI
Congresso de Sociedade Brasileira de Economia, Administração e Sociologia Rural, Rio
Branco – Acre, 20 a 23 de julho de 2008.

- Firoz Alam, Saleh Mobin, Harun Chowdhury, Third generation biofuel from Algae, 6th
BSME International Conference on Thermal Engineering , Published by Elsevier Ltd,
RMIT University, Australie, 2014.

- Joachim von Braun, Biofuels, International Food Prices, and the Poor, International
Food Policy Research Institute (IFPRI), Testimony to the United States Senate Committee
on Energy and Natural Resources on the relationship between the United States' renewable
fuels policy and food prices, June 12, 2008, USA, 2008.

- Juergen Voegele, conférence à la banque mondiale lors de la journée mondiale de


l’alimentation, USA, 2014.

- Mariana Titica, Valorisation des microorganismes photosynthétiques : de la capture


biologique de CO2 à la production de vecteurs énergétiques, Université de Nantes, France,
2012.

- L. De Vlieger et B. Hanoune, Etude des émissions polluantes lors de l’utilisation d’huiles


végétales usagées comme carburant ou combustible alternatif, Journées Interdisciplinaires
de la Qualité de l'air, Université Lille 1, France, 2008.

- Siwa Msangi, Timothy Sulser, Mark, Rosegrant Rowena, Valmonte-Santos, Global


scenarios for biofuels: Impacts and implications for food security and water use, Rapport
of International Food Policy Research Institute (IFPRI), In 10th Annual Conference on
Global Economic Analysis, Purdue University, Indiana, USA, 2007.

- Vera Dubeux-Torres, Développement durable de la biomasse pour la production


d’énergie au Brésil, Prospectiva 2100 Brasil, Brésil, 2005.

311
‫قائمة المراجع‬

7- Dictionnaires

- Encyclopédie Axis, Organisation des végétaux, Axis l’univers documentaire (dossier),


Volume 2, Ed Hachette, France, 1993.

8- Entretiens

- Henry-Eric Spinnler, directeur de l’UFR Technologie et procédés alimentaires et


responsable de la chaire d'agrobiotechnologie industrielle, AgroParisTech, Entretien
accordé au journal «Le Monde», France, 2012.

- Jean-Paul Cadoret, Directeur du laboratoire Physiologie et Biotechnologie des Algues,


l’IFREMER, France, 2010.

- Sylvie Fradette, Vice-présidente, Recherche et développement, CO2 solution, Entretien


accordé au chercheur à Québec le 01-03-2017.

- Vera L. Slaveykova, Department F.-A. Forel, Faculty Of Science, Université de Genève,


Entretien accordé au chercheur à Genève le 24-02-2018.

9- Sitographie

http://carburant-vegetal-bc.e-monsite.com/pages/les-biocarburants/premiere-generation-du-
biocarburant.html

http://tpe-biocarburants-nd.e-monsite.com/pages/iii-production-et-cout-des-
biocarburants.html

https://algaebiomass.org/resources/documents/MicroalgaeBiofixationProcessesTNO

http://donnees.banquemondiale.org/

www.fas.usda.gov/psdonline

https://blogs.worldbank.org/opendata/ar/chart-globally-70-freshwater-used-agriculture

https://www.pinterest.fr/nutrexhawaii/our-farm/

www.pbl.nl

312
‫قائمة المراجع‬

www.nrel.gov

https://prixdubaril.com/

dictionnaire.sensagent.leparisien.fr

www.archives-ouvertes.fr

www.fondation-tuck.fr

www.fas.usda.gov

esa.un.org

web04.univ-lorraine.fr

micro-algues-tpe.eklablog.com

http://news.algaeworld.org/2016/12/turbo-cultivating-algae-using-glass-tubes/

https://microbewiki.kenyon.edu/index.php/Biodiesel_from_Algae_Oil

www.ifpenergiesnouvelles.fr

www.developpement-durable.gouv.fr

donnees.banquemondiale.org

https://esa.un.org/unpd/wpp/Download/Standard/Population/

cdurable.info

http://www.maxisciences.com/biocarburant/des-micro-algues-pour-fabriquer-du-
biopetrole_art13564.html

www.futura-sciences.com

http://www.iowaepscor.org/2013/05/25/algaegreenhouse/

www.researchgate.net

www.bp.com

313
‫قائمة المراجع‬

http://sain-et-naturel.com/algues-en-carburant.html

https://www.earthmagazine.org/article/green-it-gets-algae-biofuels

https://www.slideshare.net/Funk98/algae-biofuels

http://www.reportingclimatescience.com/2016/05/18/carbon-dioxide-concentrations/

https://nelson.wisc.edu/sage/data-and-models/atlas/maps/avganntemp/atl_avganntemp.jpg

https://www.quora.com/If-sea-levels-were-to-rise-by-one-kilometer-how-much-of-the-
earths-surface-would-still-be-above-water

https://www.populationdata.net/cartes/monde-densite-de-population-2015/

https://www.eia.gov/renewable/

http://algenol.com/

http://archive.wikiwix.com/cache/?url=http%3A%2F%2Fwww.algenol.com%2F

http://www-sop.inria.fr/comore/shamash/index.html

https://fr.statista.com/statistiques/577988/taux-de-change-moyen-annuel-du-dollar-us-
contre-l-euro-1999/

http://www.seedscience.ca/Seed_Science/Products_%26_Services.html

http://wwz.ifremer.fr/

http://www.unicadata.com.br/?idioma=2

http://www.icone-png.com/sciences/statistique/

http://www.anp.gov.br/

https://www.ibge.gov.br/

https://www.populationdata.net/

https://www.statista.com/statistics/741384/soybean-production-volume-brazil/

314
‫قائمة المراجع‬

http://veiculos.fipe.org.br/

http://www.mda.gov.br/sitemda/sites/sitemda/files/user_arquivos_64/portal

https://ww2.ibge.gov.br/home/

https://www.afdc.energy.gov/data/categories/biofuels-production

http://www.agricultura.gov.br/

https://donnees.banquemondiale.org/pays/bresil

https://www-sop.inria.fr/comore/shamash

http://www-sop.inria.fr/comore/shamash/equipes.html

https://www.bp.com

https://www.tsa-algerie.com/la-consommation-de-petrole-de-lalgerie-a-double-en-sept-ans/

https://www.bloomberg.com/middleeast

https://www.ifri.org/

https://www.eia.gov/

https://www.wto.org/indexfr.htm

http://onfaa.inraa.dz/images/doconfaa/Rapport%20sur%20le%20commerce%20exterieur%
20des%20dattes.pdf

http://www.aps.dz/economie/64795-datte-plus-d-un-million-de-tonnes-en-algerie-en-2017-
dont-3-destinee-a-l-exportation

https://www.commerce.gov.dz/statistiques/datte-plus-d-un-million-de-tonnes-en-algerie-
en-2017-dont-3-destinee-a-l-exportation

https://www.greenpeace.fr/huile-de-palme/

http://www.algerieinfo.com/forum/index.php?topic=212.0;wap2

315
‫قائمة المراجع‬

https://airalgerie.dz/notre-compagnie/profil-et-valeurs/

https://www.lesoirdalgerie.com/articles/2017/04/20/article.php?sid=212562&cid=2

https://www.populationpyramid.net/fr/algérie/2025/

https://www.fsa.usda.gov/

https://www.afdc.energy.gov/data/

https://fr.statista.com/

316
‫ملخص‬

‫دورا رئيسيا يف االقتصاد العاملي‪ ،‬فهي تعترب أحد احملركات الرئيسية للتنمية كون مستوى التنمية‬
‫تلعب الطاقة ً‬
‫االجتماعية واالقتصادية جلميع البلدان يتح ّدد ابلعالقة بني االقتصاد والطاقة‪.‬‬

‫وحظيت أنواع الوقود احليوي مثل اإليثانول والديزل احليوي كبديل للوقود األحفوري املستمد من النفط‬
‫ومصادر الطاقة غري املتجددة ابهتمام كبري يف مجيع أحناء العامل‪ .‬وقد ازداد إنتاجها بسرعة يف السنوات األخرية‪،‬‬
‫ومن املرجح أن تستمر هذه الزايدة يف املستقبل نتيجة النتهاج سياسات هتدف إىل تقليل التبعية جتاه البرتول‪،‬‬
‫السيما بعد ارتفاع أسعار هذا األخري يف بداية األلفية اجلديدة‪.‬‬

‫وقد أدى استعداد الدول املتقدمة لتوجيه الزراعة حنو املنتجات الضرورية لصناعة الوقود احليوي (احملاصيل‬
‫السكرية والنشوية ابلنسبة لإليثانول واحملاصيل الزيتية ابلنسبة للديزل احليوي) إىل تبعية كبرية يف القطاع الزراعي‪،‬‬
‫والذي أصبح يرتبط بشكل وثيق بقطاع الوقود احليوي‪ .‬هذه العالقة بني قطاع الوقود احليوي والقطاع الزراعي‬
‫العاملي كان هلا أثر كبري يف الزايدة املعتربة يف أسعار املواد الغذائية‪ ،‬وهو ما يطرح إشكالية التحقيق املتزامن‬
‫لألهداف الوطنية املتعلقة بكل من األمن الطاقوي واألمن الغذائي‪.‬‬

‫هتدف هذه الدراسة إىل تسليط ال ضوء على مدى مسامهة الوقود احليوي يف تلبية الطلب على الوقود دون‬
‫تشكيل قيد غذائي‪ ،‬عالوة على استخالص دروس من جتارب بعض الدول الرائدة يف جمال الوقود احليوي‪.‬‬

‫هلذا الغرض‪ّ ،‬مت االعتماد على مقاربة متعددة املناهج تبَ نني من خالهلا إمكانية مسامهة الوقود احليوي يف‬
‫فعالة‪ ،‬غري أن هذه املسامهة مرهونة ابحلماية والدعم احلكومي امل َقدنمان‬
‫ضمان إمدادات طاقة النقل بطريقة ّ‬
‫للوقود احليوي يف كل حلقة من سلسلة امداداته‪ ،‬من املدخالت الزراعية إىل االستهالك النهائي مرورا ابلتصنيع‬
‫والتوزيع‪ ،‬وهذا هبدف تعزيز صموده االقتصادي وقدرته التنافسية أمام الوقود األحفوري‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ،‬أبرزت الدراسة أن مسامهة الوقود احليوي يف ضمان إمدادات طاقة النقل خُيلِّّف حتما أثرا‬
‫سلبيا مباشرا وغري مباشرا على العرض الزراعي لَ ّما يتعلق األمر ابلوقود احليوي من اجليل األول؛ أثر ال ميكن‬
‫تفاديه إالن ابلتوجه حنو اإلنتاج الصناعي الواسع واحلصري للوقود احليوي من اجليل الثالث‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية ‪ :‬الوقود احليوي‪ ،‬الوقود األحفوري‪ ،‬القطاع الزراعي‪ ،‬التجارب الدولية‪.‬‬

‫‪318‬‬
Résumé

L’énergie joue un rôle prépondérant dans l’économie mondiale. Elle est considérée
comme étant l’un des principaux moteurs du développement dans la mesure où l’on
constate que le niveau de développement socio-économique de l’ensemble des pays est
étroitement tributaire de la relation entre l'économie et l'énergie.

Les biocarburants comme l’éthanol et le biodiesel en tant que solution de remplacement


aux combustibles fossiles dérivés du pétrole et des sources d’énergie non renouvelables
ont fait l’objet d’une attention considérable dans le monde. Leur production a augmenté
rapidement ces dernières années et cette augmentation devrait se poursuivre dans l’avenir
du fait de la mise en œuvre de politiques visant la réduction de la dépendance vis-à-vis du
pétrole, notamment après la hausse du prix de ce dernier au début du nouveau millénaire.

La volonté des pays développés d’orienter l’agriculture vers les productions nécessaires
à l’industrie des biocarburants (cultures sucrées et féculentes pour l'éthanol, ou cultures
oléagineuses pour le biodiesel) a induit une forte dépendance du secteur agricole, devenu
étroitement lié au secteur des biocarburants. Cette relation entre le secteur des
biocarburants et le secteur agricole mondial a eu pour effet une augmentation considérable
des prix des denrées alimentaires induisant ainsi la problématique de la réalisation
simultanée des objectifs nationaux de sécurité énergétique et de sécurité alimentaire.

Cette étude vise à mettre en lumière la contribution des biocarburants comme réponse à
la demande en carburant sans que cela n’occasionne de contrainte alimentaire, tout comme
elle aspire à tirer des enseignements des expériences de certains pays leaders dans le
domaine des biocarburants.

À cette fin, une approche multi-méthodes a été adoptée à travers laquelle il a été
démontré que les biocarburants pouvaient efficacement contribuer à assurer
l’approvisionnement en énergie de transport à condition que la filière biocarburant
bénéficie de mesures de protection et de soutien public dans ses différentes étapes, à
commencer par les intrants agricoles jusqu’à la consommation finale en passant par la
production et la distribution, de manière à renforcer la résilience économique et la
compétitivité des biocarburants par rapport aux carburants fossiles.

Par ailleurs, l’étude a mis en évidence que la contribution des biocarburants, en


l’occurrence ceux de première génération, à l’approvisionnement en énergie de transport
engendre inéluctablement un impact négatif direct et indirect sur l’offre agricole qui ne
peut être évité que dans la perspective d’une production exclusive et à grande échelle des
biocarburants de troisième génération.

Mots-clés : biocarburants, carburants fossiles, secteur agricole, expériences internationales.

319
Abstract

Energy plays a major role in the global economy. It is one of the main drivers of
development, since the level of socio-economic development of countries is closely linked
to the relationship between economy and energy.

Biofuels such as ethanol and biodiesel as alternatives to fossil fuels derived from
petroleum and non-renewable energy sources have received considerable attention around
the world. Their production has increased rapidly in recent years and is expected to
continue in the future as a result of the implementation of policies to reduce dependence on
oil, particularly after the surge in oil prices at the beginning of the new millennium.

The commitment of developed countries to orient agriculture towards the production


needed by the biofuel industry (sweet and starchy crops for ethanol, or oilseeds for
biodiesel) has led to a strong dependence on the agricultural sector, which has become
closely linked to the biofuels sector. This relationship between the biofuels sector and the
global agricultural sector has resulted in a significant increase in food prices, thus raising
the issue of simultaneous achievement of national energy security and food security
objectives.

This study aims to highlight the contribution of biofuels as a response to fuel demand
without causing food shortage, and draw conclusions from the experience of leader
countries in the biofuel industry as well.

In this regard, a multi-method approach has been adopted in order to demonstrate that
biofuels can effectively contribute to ensure the supply of transport energy, provided that
the biofuel sector is protected and supported by public measures at all stages, from farm
inputs to production and distribution to final consumption. Such a system helps to
strengthen the economic resilience and competitiveness of biofuels in relation to fossil
fuels.

In addition, the study highlights that the contribution of biofuels, in this case first-
generation biofuels, to the supply of transport energy inevitably has a direct and indirect
negative impact on agricultural supply, which can only be avoided through the exclusive
and large-scale production of third generation biofuels.

Keywords: biofuels, fossil fuels, agricultural sector, international experiences.

320

You might also like