Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 2

‫َرِئيُس اْلِج ْلَسِة اْلُم ْح َتَر ِم ‪َ ,‬أْص ِد َقاِء اَأْلِع َّز اِء ‪ِ,‬س َياَد َة المعلمون‬

‫اْلِكَر اِم ‪ُ ,‬أَح ِّيْيُك ْم ِبَتِح َّيِة اِإْل ْس َالِم ‪َ ,‬اّلَس َالُم َع َلْيُك ْم َو َر ْح َم ُة ِهللا‬
‫َو َبَر َك اُتُه‪.‬‬
‫ُقْم ُت ُهَنا ِفْى َهِذِه الُم َناَسَبِة َأِلَتَك َّلَم ِفْى َم ْو ُض ْو ٍع ‪ :‬حسن الخلق‬
‫عنوان للفالح‪.‬‬
‫حسن الخلق هو طالقة الوجه‪ ،‬وبذل المعروف‪ ،‬وكف األذى عن‬
‫الناس‪ ،‬هذا مع ما يالزم المسلم من كالم حسن‪ ،‬ومدارة‬
‫للغضب‪ ،‬واحتمال األذى‪ .‬وأوصى النبي صلى هللا عليه وسلم أبا‬
‫هريرة بوصية عظيمة فقال‪( :‬يا أبا هريرة ! عليك بحسن‬
‫الخلق)‪ .‬قال أبو هريرة رضي هّللا عنه ‪ :‬وما حسن الخلق يا‬
‫رسول هللا ؟ قال ‪( :‬تصل َم ْن قطعك‪ ،‬وتعفو عمن ظلمك‪،‬‬
‫وُتعطي من حرمك) [رواه البيهقي]‪.‬‬
‫فإن مكارم األخالق صفة من صفات األنبياء والصديقين‬
‫والصالحين‪ ،‬بها ُتنال الدرجات‪ ،‬وُترفع المقامات‪ .‬وقد خص هّللا‬
‫جل وعال نبيه محمدًا صلى هللا عليه وسلم جمعت له محامد‬
‫األخالق ومحاسن اآلداب‪.‬‬
‫ومن صفات حسن الُخ لق أن يُك ف آذاه عن الناس وأن يصلح‬
‫بينهم وأن يقل كالمه ويكُثر عمله وأن يكون بارًا بوالديه وأن‬
‫يصبر على االذى ويشكر هلل ويرضى بما قسم هللا له وأن يكون‬
‫حليما رقيقًا شفيقًا‪ ,‬ال لعانًا وال سبابًا وال نماما وال عجوًال وال‬
‫بخيال وال حسودًا بل يزرع االبتسامة في وجوه اآلخرين‪ ،‬يحب‬
‫في هللا ويرضى في هللا ويغضب هلل‪ ،‬وأن يتذكر قول هللا تعالى‪:‬‬
‫{اَّلِذ يَن ُيْنِفُقوَن ِفي الَّسَّراِء َو الَّضَّراِء َو اْلَك اِظ ِم يَن اْلَغْيَظ َو اْلَع اِفيَن‬
‫َع ِن الَّناِس َو ُهَّللا ُيِح ُّب اْلُم ْح ِس ِنيَن } [ آل عمران ‪.]134‬‬
‫وإياك وأن تصاحب من ساء خلقه‪ ،‬الذي ال يملك نفسه عند‬
‫الغضب والشهوة‪ ،‬ويجب أن نتذكر بأن الخلق الحسن يذيب‬
‫الخطايا كما يذيب الماء الجليد‪ ،‬وأن الخلق السيئ يفسد العمل‬
‫كما يفسد الخل العسل‪ .‬وقد تكون لإلنسان فضائل كثيرة وخلق‬
‫سيء يفسد أخالقه الصالحة كلها‪ .‬وتذكر أخي عند الغضب قول‬
‫هللا تعالى ‪َ{ :‬و ُقْل ِلِعَباِد ي َيُقوُلوا اَّلِتي ِهَي َأْح َس ُن ِإَّن الَّش ْيَطاَن‬
‫َيْنَز ُغ َبْيَنُهْم ِإَّن الَّش ْيَطاَن َك اَن ِلِإْل ْنَس اِن َع ُد ّو ًا ُم ِبينًا}‪[ .‬اإلسراء‪:‬‬
‫‪]53‬‬
‫وبالختام فإن حسن الخلق عنوان للفالح وطريق إليجاد مجتمع‬
‫يسود فيه العدل واألمن والتعاون على إصالح الحياة من الفساد‬
‫والظلم‪ ،‬ومن كل ما يشقيها ويرهقها‪ ،‬والسير بها إلى األفضل‪.‬‬

You might also like