Professional Documents
Culture Documents
مرحلة الإشراق كأحد ى مراحل العملية الإبداعية
مرحلة الإشراق كأحد ى مراحل العملية الإبداعية
مرحلة الإشراق كأحد ى مراحل العملية الإبداعية
وأﺑو ﻓراس اﻟﺣﻣداﻧﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻘط أﺳﯾرا ﺑﯾد اﻟروم ﻛﺎن ﻫدﯾل اﻟﺣﻣﺎﻣﺔ اﻟﺣزﯾن ﻗرب ﻧﺎﻓذة اﻟﺳﺟن ﻫو ﻣﺻدر
اﻹﻟﻬﺎم ﻟﻪ،ﻓﻘﺎل ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﺣزﯾﻧﺔ :
اﻟرﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر أﺟﻣل ﻗﺻﯾدة ﻓﻲ رﺛﺎء اﻟذات ﻗﺎﻟﻬﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟدﻏﺗﻪ أﻓﻌﻰ وﻓﻲ
وﻻ ﻧﻧﺳﻰ ﻗﺻﯾدة ﻣﺎﻟك أﺑن ّ
اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ ،وﻣطﻠﻌﻬﺎ:
. وﻫﻧﺎﻟك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﻬﺎم وﻛﻧوز اﻹﺑداع ﺳﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب...
اﻹﺑداع
ﺗﻌرﯾف اﻹﺑداع:
اﻹﺑداع ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟﻘدرات واﻻﺳﺗﻌدادات واﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ إذا ﻣﺎ وﺟدت ﺑﯾﺋﺔ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﯾﻣﻛن أن
ﺗرﻗﻰ ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﻟﺗؤدي إﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ أﺻﯾﻠﺔ وﺟدﯾدة ﺳواء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺧﺑرات اﻟﻔرد اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﺧﺑرات
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ أو اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ أو اﻟﻌﺎﻟم إذا ﻛﺎﻧت ﻧواﺗﺞ اﻹﺑداع ﻣن ﻣﺳﺗوى اﻟﺧروﻗﺎت اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻓﻲ أﺣد ﻣﯾﺎدﯾن
اﻟﺣﯾﺎة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ .
ﻣﻛوﻧﺎت اﻹﺑداع:
.١اﻟﻣﻧﺎخ اﻹﺑداﻋﻲ :وﻫﻲ اﻟﺑﯾﺋﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘﻊ ﻓﯾﻬﺎ اﻹﺑداع
.٢اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺑدع :وﻫو اﻟﻔرد اﻟذي ﺗﺗوﻓر ﻟدﯾﻪ ﺧﺻﺎﺋص واﺳﺗﻌدادات ﺿﻣن ﻣﺟﺎﻟﯾن ﻫﻣﺎ :
أ -اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ :وﻣﻧﻬﺎ اﻟذﻛﺎء اﻟﻣرﺗﻔﻊ ،اﻷﺻﺎﻟﺔ ،اﻟطﻼﻗﺔ اﻟﻠﻔظﯾﺔ ،ﻗوة اﻟﺑﯾﺎن،اﻟﺧﯾﺎل اﻟواﺳﻊ،
اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﺟﺎزي ،اﻟﻣروﻧﺔ ،اﻟﻣﻬﺎرة ﻓﻲ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ رار ،اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ،
اﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ ﻓﻲ إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم ،اﻟﺗﻛﯾف ﻣﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﻣﺳﺗﺟدة ،اﺳـﺗﺧدام اﻟـﺻور اﻟذﻫﻧﯾـﺔ واﻟﺗـﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟـﺷﺎﻣﻠﺔ
،اﻟﻘ ــدرة ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺗﯾﻌﺎب اﻟﻣواﻗ ــف اﻟﻣﺧﺗﻠط ــﺔ أو اﻟﻣ ــﺷوﺷﺔ ،ﺗﻔ ــﺿﯾل اﻟﺗواﺻ ــل ﻏﯾ ــر اﻟﻠﻔظ ــﻲ ،اﺳ ــﺗﺧدام اﻟﻣﻌرﻓ ــﺔ
اﻟﻣوﺟودة ﻛﺄﺳﺎس ﻟﺗوﻟﯾـد أﻓﻛـﺎر ﺟدﯾـدة ،إﺛـﺎرة اﻷﺳـﺋﻠﺔ اﻟﻣﺑـدوءة ﺑ ـ )ﻟﻣـﺎذا ؟( ﺣـول اﻟﻣﻌـﺎﯾﯾر واﻻﻓﺗراﺿـﺎت اﻟﻘﺎﺋﻣـﺔ،
اﻟﺗﻧﺑﻪ ﻟﻠﻣواﻗف اﻟﺟدﯾدة واﻟﺛﻐرات ﻓﻲ اﻟﻣﻌرﻓﺔ واﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺷﻛﻼت .
ب -اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ واﻟداﻓﻌﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﺑدﻋون ﺑﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻗد ﯾﺗوﻓر ﺑﻌﺿﻬﺎ
ﻟدى ﻣﺑدع وﻻ ﯾﺗوﻓر ﻟدى ﻣﺑدع آﺧر وﻣن ﻫذﻩ اﻟﺧﺻﺎﺋص :اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺻدي ﻟﻠﻣواﻗف اﻟﻌداﺋﯾﺔ ،اﻟﻘﯾﺎم
ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطرات اﻟذﻛﯾﺔ ،اﻟﻣﺛﺎﺑرة،اﻟﻣﯾل ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗﺣﻘﯾق ،ﺣب اﻻﺳﺗطﻼع،اﻻﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺑرات اﻟﺟدﯾدة،
اﻻﻧﺿﺑﺎطﯾﺔ ،اﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻌﻣل ،اﻟداﻓﻌﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ،اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻬﻣﺎت،ﻋدم اﻟﺗﺣرج ﻓﻲ رﻓض أو
ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻵﺧرﯾن،اﻟﺗﻧظﯾم اﻟذاﺗﻲ ﻟدرﺟﺔ وﺿﻊ ﻗواﻋد ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﺳﻠوك ﻋوﺿﺎ ﻋن إﺗﺑﺎع
ﻗواﻋد اﻵﺧرﯾن ،اﻻﻧﺷﻐﺎل اﻟذﻫﻧﻲ اﻟذاﺗﻲ،اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﯾط ،اﻟﺗﺄﻣل واﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﯾﺋوس ﻣن
ﺗطوﯾرﻫﺎ أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ.
.٣اﻟﻌﻣﻠﯾــﺔ اﻹﺑداﻋﯾــﺔ :وﻫــﻲ ﻋﻣﻠﯾــﺔ ﺗﺣــﺳس اﻟﻣــﺷﻛﻼت واﻟــوﻋﻲ ﺑﻬــﺎ وﺑﻣ ـواطن اﻟــﺿﻌف ﻓﯾﻬــﺎ وﺻــﯾﺎﻏﺔ ﻓرﺿــﯾﺎت
ﺟدﯾــدة واﻟﺗوﺻــل إﻟــﻰ ارﺗﺑﺎطــﺎت ﺟدﯾــدة ﺑﺎﺳــﺗﺧدام اﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت اﻟﻣﺗــوﻓرة واﻟﺑﺣــث ﻋــن ﺣﻠــول وﺗﻌــدﯾل اﻟﻔرﺿ ــﯾﺎت
وﻋﺎدة ﻓﺣﺻﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﻠزوم واﻟﺗوﺻل ﻟﻧﺗﺎﺋﺞ.
.٤اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺑداﻋﻲ :اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ إذا ﻧﺟﺣت ﺳوف ﺗؤدي ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟـﻰ ﻧـواﺗﺞ ﻣﻠﻣوﺳـﺔ ﻣﺑدﻋـﺔ ﺳـواء ﻛﺎﻧـت
ﻋﻠــﻰ ﺷــﻛل ﻗــﺻﯾدة أو ﻟوﺣــﺔ ﻓﻧﯾــﺔ أو اﻛﺗــﺷﺎف أو اﺧﺗ ـراع …،وﺗﻌﺗ ﻣــد ﻗﯾﻣــﺔ اﻟﻧــﺎﺗﺞ ﻋﻠــﻰ ﺷــﯾﺋﯾن ﻫﻣــﺎ اﻷﺻــﺎﻟﺔ
واﻟﻣﻼﺋﻣﺔ .
ﻣراﺣل اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻹﺑداﻋﯾﺔ :
.١ﻣرﺣﻠـــﺔ اﻹﻋـــداد :ﺗﺗطﻠ ــب ﻣرﺣﻠ ــﺔ اﻹﻋ ــداد إﻧﺟ ــﺎز ﺧط ــوﺗﯾن ﻫ ــﺎﻣﺗﯾن ﻫﻣ ــﺎ اﻟﺗﻌرﯾ ــف اﻟواﺿ ــﺢ واﻟﻣﺣ ــدد
ﻟﻠﻣﺷﻛﻠﺔ ،ﺟﻣﻊ وﺗﻧظﯾم ﻣﺎ ﻗد ﯾﻠزم ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ .
.٢ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺣﺗﺿﺎن :وﻫـﻲ ﺗﻌﻘـب ﻋـدة ﻣﺣـﺎوﻻت ﯾﺎﺋـﺳﺔ ﻟﻠﺗوﺻـل إﻟـﻰ ﺣـل ﺧـﺎرق ﻟﻠﻣـﺷﻛﻠﺔ ﺑﻌـد اﻟﺗﻔﻛﯾـر ﻓـﻲ
ﻛل اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت اﻟﻣﻣﻛﻧﺔ ،وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﻣرﺣﻠـﺔ ﻗـد ﯾﻠﺟـﺄ اﻟﻣﺑـدع إﻟـﻰ ﻋـدة أ ﺳـﺎﻟﯾب ﻟﺗﺣوﯾـل اﻧﺗﺑﺎﻫـﻪ اﻟـواﻋﻲ ﻋـن
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻛﺄن ﯾﺗﻣﺷﻰ أو ﯾذﻫب ﻟﻠﺳﺑﺎﺣﺔ أو اﻟﻧوم أو اﻻﺳﺗﺣﻣﺎم،،،
وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﯾﻛون اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓـﻲ ﻣـﺳﺗوى ﻣـﺎ ﻗﺑـل اﻟـوﻋﻲ أو اﻟﻌﻘـل ﻏﯾـر اﻟـواﻋﻲ ،وﻣﯾـزة ﻫـذا اﻟﻌﻘـل أﻧـﻪ ﻣﺗﺣـرر
ﻣن اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم اﻟﻌﻘل اﻟواﻋﻲ.
.٣ﻣرﺣﻠـﺔ اﻹﺷـراق أو اﻹﻟﻬــﺎم :وﺗﺗـﺿﻣن اﻧﺑﺛـﺎق ﺷـرارة اﻹﺑـداع ،أي اﻟﻠﺣظـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗوﻟــد ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﻔ ﻛـرة اﻟﺟدﯾــدة
اﻟﺗﻲ ﺗؤدي ﺑدورﻫﺎ ﻟﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ .
ﻣﺎ زاﻟت ﺗﻠك اﻟﻬﺎﻟﺔ اﻟﻣوروﺛﺔ ﺣول ﺑﻌض اﻟﻣﺑدﻋﯾن ﻣﺛل اﻟﺷﻌراء اﻟﺗﻲ ﺗﻘول أن اﻟﺷﺎﻋر "ﯾﻧﺗظر اﻹﻟﻬﺎم" ﻟﯾﻛﺗب؟
ﺗﺗوﻓر وﯾﺎؤﻩ"؟ وﻣﺎذا إذا ﻟم " ِ
ﯾﺄت" ﻫذا اﻹﻟﻬﺎم؟ وﻣﺎذا إذا طﺎل "اﻧﺗظﺎُرﻩ"؟ وﻣﺎذا إذا ﻟم ّ وﺑﺄن اﻹﻟﻬﺎم "أ ِ ُ
َﻟف اﻟﺷﻌر َ ُ ّ
ﻟﻠﺷﻌر واﻟﺷﺎﻋر :ﯾﻧﺗظر اﻹﻟﻬﺎم ﻛﻲ "ﯾﻬﺑط ﻋﻠﯾﻪ"؟ أم ﯾﻧﺻرف اﻷﻫم ِ
ﱡ ﻟﻪ ﻣﺻﺎدر " َ ُ ﱡ
ﺗﺣﺛﻪُ" ﻋﻠﻰ أن "ﯾﺄﺗﻲ"؟ وﻣﺎ ُ
إﻟﻰ اﻟﻌﻣل اﻟدءوب اﻟواﻋﻲ اﻟﺻﻘﯾل؟
اﻟﺳﯾﺎب( ،واﻟﻔﻘر،و ْ
اﻟﯾﺄس وﻛﺛﯾر(،واﻟﻣرض )ﻛﻣﺎ ﺣﺎل ّ
أﻫم ﻣﺻﺎدر اﻹﻟﻬﺎم :اﻟﺣب)ﻣﺛل ﻗﯾس وﻋﻧﺗرة وﺟﻣﯾل ّ ﻣن ّ
واﻟﻔرح ،واﻟﺣﺎﺟﺔ،اﻟظروف اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ )ﻛﻣﺎ ﺣﺎل ﺷﻌراء اﻟﺛورات( ،واﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ.
ﻋﻘﯾﻣﺔ إن ﻟم َُ ﱢ
ﺗﻔﺟر ﻓﻲ اﻟﻣﺑدع ﺑرﻛﺎﻧﺎً ﻣن ً ﻟﻛن اﻟﺷرارة وﺣدﻫﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﺻﺣﯾﺢ أن اﻟﻣﺑدع ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ "ﺷرارة" ّ ،
اﻟﻌواطف ﯾﺗرﺟﻣﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻣﻠﻪ اﻹﺑداﻋﻲ ﻣﺿﻣوﻧﺎً أﻣﯾﻧﺎً َِﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺷرارة
ات إﺷﻌﺎل ﻫذا اﻟﺑرﻛﺎن ﻓﯾﻛون ﻣﺻدر اﻹﻟﻬﺎم ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﺷرارة ﺗﻧﺗﺞ ﺑرﻛﺎﻧﺎ ﺻﺣﯾﺢ ،ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺣﺗﺎج ﻣﻌﻬﺎ إﻟﻰ أدو ِ
ِ
اﻟﻣﻐﺎﯾر .وﻋﻧدﻫﺎ ﯾﻬﻧﺄ اﻟ ﻣﺑدع ﺑﻧﻌﻣﺔ اﻻﻛﺗﻣﺎل. اﻟطرﯾق إﻟﻰ اﻹﺑداع
.٤ﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺗﺣﻘــق واﻟﺑرﻫــﺎن)و إﻋــﺎدة اﻟﻧظــر( :وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ ﯾﺗﻌــﯾن ﻋﻠــﻰ اﻟﻣﺑــدع أن ﯾﺧﺗﺑــر اﻟﻔﻛ ـرة
اﻟﻣﺑدﻋﺔ وﯾﻌﯾد اﻟﻧظـر ﻓﯾﻬـﺎ ﻟﯾـرى ﻫـل ﻫـﻲ ﺻـﺣﯾﺣﺔ أو ﻣﻔﯾـدة أو ﺗﺗطﻠـب ﺷـﯾﺋﺎ ﻣـن اﻟـﺻﻘل واﻟﺗـﺷذﯾب ،ورﺑﻣـﺎ
اﺣﺗ ــﺎج ﻟﺑ ــذل ﻣزﯾ ــدا ﻣ ــن اﻟﺟﻬ ــد واﻟﻣﺗﺎﺑ ﻌ ــﺔ ﻟﻠﺗﻐﻠ ــب ﻋﻠ ــﻰ اﻟﻌﻘﺑ ــﺎت ،وﺗط ــوﯾر ﻫ ــذﻩ اﻟﻔﻛ ـرة وﺗﻘ ــدﯾم اﻷدﻟ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ
ﺻﺣﺗﻬﺎ وأﺻﺎﻟﺗﻬﺎ
ﻣﻛوﻧﺎت اﻟﺗﻔﻛﯾر اﻹﺑداﻋﻲ:
-١اﻟطﻼﻗــــﺔ :وﺗﻌﻧـ ــﻲ اﻟﻘ ــدرة ﻋﻠــﻰ ﺗوﻟﯾ ــد ﻋ ــدد ﻛﺑﯾـ ــر ﻣ ــن اﻟﺑ ــداﺋل أو اﻟﻣﺗرادﻓ ــﺎت أو اﻷﻓﻛ ــﺎر أو اﻟﻣـ ــﺷﻛﻼت أو
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎﻻت ﻋﻧد اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻣﺛﯾر ﻣﻌﯾن .
-٢اﻟﻣروﻧﺔ :وﻫﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﯾد أﻓﻛﺎر ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﯾﺳت ﻣن ﻧوع اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﺗوﻗﻌﺔ ﻋﺎدة.
-٣اﻷﺻﺎﻟﺔ :وﻫﻲ أﻛﺛر اﻟﺧﺻﺎﺋص ارﺗﺑﺎطﺎ ﺑﺎﻹﺑـداع واﻟﺗﻔﻛﯾـر اﻹﺑـداﻋﻲ ،واﻷﺻـﺎﻟﺔ ﺗﻌﻧـﻲ اﻟﺟـدة واﻟﺗﻔـرد ،وﻋـدم
اﻟﺗﻘﻠﯾد.
-٤اﻹﻓﺎﺿﺔ :وﺗﻌﻧﻲ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إﺿﺎﻓﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل ﺟدﯾدة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻟﻔﻛرة أو ﺣل ﻣﺷﻛﻠﺔ
-٥اﻟﺣـــﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣ ــﺷﻛﻼت :وﯾﻘ ــﺻد ﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــوﻋﻲ ﺑوﺟ ــود ﻣ ــﺷﻛﻼت أو ﻋﻧﺎﺻ ــر ﺿ ــﻌف ،وﻻ ﺷ ــك أن اﻛﺗ ــﺷﺎف
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﯾﻣﺛل اﻟﺧطوة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ .
اﻷﺣﻼم ﻛﻣﺻدر إﻟﻬﺎم ﻟﺑﻌض اﻟﻣﺑدﻋﯾن
ﺛم ﺻﻼت ﺑﯾنﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﻠم؟ وﻣﺎ ﻫو اﻹﺑداع؟ وﻫل ﻣن ﻋﻼﻗﺔ ﺗرﺑط ﺑﯾن اﻟﺣﻠم واﻹﺑداع؟ ٕواذا ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎك ّ
اﻟظﺎﻫرﺗﯾن ﻓﻛﯾف ﯾﺣدث ذﻟك؟ وﻣﺎ ﻫﻲ آﻟﯾﺎت ﺗﻔﺳﯾر ﻏواﻣض ﻫذﻩ اﻷﻣور؟ ﻣﺳﺎﺋل ﻫﺎﻣﺔ ﻧﺣﺎول اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧﻬﺎ
اﻟﺣﻠم ظﺎﻫرة ﻣﻌﻘدة ،ﺗرﺗﺑط ﻣﻊ أﻏﻠب اﻟﻌﻠوم .ﻓﺎﻟﻔﯾزﯾوﻟوﺟﯾﺎ واﻟطب واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء واﻟوراﺛﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺟﺎل واﺳﻊ ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل
وﺗﻔﺳﯾر وﺗﻌرﯾف اﻷﺣﻼم .ﻛذﻟك أﯾﺿﺎً اﻟﻔﻠﺳﻔﺔ وﻋﻠم اﻻﺟﺗﻣﺎع واﻷﻧﺛروﺑوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﻣﯾﺛوﻟوﺟﯾﺎ وﻋﻠم اﻟﻧﻔس ﺟرﺑت
اﻟﺧوض واﻟﺗﻌﻣق ﻓﻲ ﻟﺟﺞ ﻋﻠم اﻷﺣﻼم.
وﺛﻘﯾﻼ ،ﻧﺣﺎول ﺗﺑﺳﯾط اﻟدراﺳﺔ وﺗﯾﺳﯾر
ً وﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗﺷﺗت اﻟﺟﻬود وﺗﺗوزع اﻟﻣﻌﺎرف وﺗﺻﺑﺢ ﺳرداً أﻛﺎدﯾﻣﯾﺎً ﺟﺎﻓﺎً
ﻓﻬﻣﻬﺎ ،دون إﺧﻼل ﺑﺎﻟﻣﺣﺗوى اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟذي ﯾرﺻد ﻛﻧﻧﻬﺎ.
اﻟﺣﻠم ﺑﺎﻟﺗﻌرﯾف ﻋﺑﺎرة ﻋن ظﺎﻫرة ﻧﻔﺳﯾﺔ ﺗﺣدث أﺛﻧﺎء اﻟﻧوم وﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻور واﻷﺣداث
واﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﯾراﻫﺎ اﻟﻧﺎﺋم وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺟري ﺣﻘﯾﻘﺔ ،ﻣﻌﺑرة ﻋن ﺑﻌض اﻟدواﻓﻊ واﻟﻧوازع اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻟظﺎﻫرة اﻹﺑداﻋﯾﺔ ﻓﻠﻬﺎ ﻣﺋﺎت اﻟﺗﻌﺎرﯾف وﻟﻛن ﺟوﻫرﻫﺎ اﻟﻛﺷف واﻻﺧﺗراع ﻟﻛل ﻣﺎ ﻫو ﺟدﯾد ،ﻓﻲ أي ﻋﻠم أو
ﻓن أو ﻓﻛر ،ﺑﺗطﺑﯾق أﺳﺎﻟﯾب وطرق وﻣﻧﺎﻫﺞ ﻣﺑﺗﻛرة ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر وﺣل اﻟﻣﺷﻛﻼت ﺗﺗﺳم ﺑﺎﻟﺟد واﻷﺻﺎﻟﺔ واﻟﻣروﻧﺔ
واﻟطﻼﻗﺔ ،ﺑﺣﯾث أﻧك ﺗﺻرخ :ﻫذا ﻋظﯾم ..ﻫذا راﺋﻊ ..ﻫذا ﺟدﯾد! ﻟم ﯾﺳﺑﻘك أﺣد إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻛﺛرة اﻟﻣﺑدﻋﯾن
واﻟﺧﺎرﺟﯾن ﻣﻘﯾﺎس ﯾرﺷد إﻟﻰ ﻣﻘدار ﺗطور اﻷﻣم ﺛﻘﺎﻓﯾﺎً وﺣﺿﺎرﯾﺎً.
واﻟدراﺳﺎت اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﺗؤﻛد ﻋﻠﻰ وﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻠم واﻹﺑداع ،ﻻ ﯾﻣﻛن ﻧﻛراﻧﻬﺎ.
ﺗﺗﺟﻠﻰ ﻓﻲ رؤوس اﻟﻣﺑدﻋﯾن ،ﻓﻲ ﻟﺣظﺎت ﺧﺎطﻔﺔ ﻛﺎﻟﺑرق ،ﺗﺧﻠف وراﺋﻬﺎ آﺛﺎر اﻟﻧﺷوة واﻻﻧﺗﺻﺎر .وﻹﯾﺿﺎح ﻫذﻩ
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ ﻻ ﺗﺛرﯾب ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﺿرب ﺑﻌض اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﻛد ذﻟك:
-١اﻟﻔﯾﻠﺳوف اﻟطﺑﯾب اﻟﻣﺑدع "اﺑن ﺳﯾﻧﺎ" اﻟذي ﻋﺎش ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﻌﺎﺷر اﻟﻣﯾﻼدي ،ﯾذﻛر أﻧﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻌﺳر ﻋﻠﯾﻪ
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﺎ ،ﯾذﻫب ﻟﻠﻣﺳﺟد ،وﯾدﻋو اﷲ أن ﯾﻔﺗﺢ ﻟﻪ ﻋﯾوﻧﻪ ،وﯾﻌود ﺑﻌد ذﻟك ﻟﻣﻧزﻟﻪ ،وﯾواﺻل اﻟﻌﻣل واﻟدرس ،ﺛم
ﯾﺷرب ﻗﻠﯾﻼً ﻣن اﻟﻣﺎء اﻟﺑﺎرد وﯾﻧﺎم .وأﺛﻧﺎء اﻟﻧوم ﻛﺎن ﯾﺣﻠم "ﺑﺗﻠك اﻷﺳﺋﻠﺔ ﺑﺎﻟذات" وﻛﺛﯾراً ﻣﻧﻬﺎ "اﺗﺿﺢ ﻓﻲ اﻟﻧوم"،
ﺣﺗﻰ أن اﺑن ﺳﯾﻧﺎ ﯾذﻛر" :ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ﻗد ﺗرﺳﺧت ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻌﻠوم ،وﺗﻣﻛﻧت ﻣﻧﻬﺎ ،ﺑﻘدر ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌﻪ
اﻹﻧﺳﺎن"
-٢أﺷﻬر ﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻠم ﻧﻔس اﻹﺑداع واﻷﺣﻼم ﯾﻘدﻣﻪ ﻋﺎﻟم اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ﻛﯾﻛوﻟﯾﻪ) (1829-1896 Kekule
ﻣﻛﺗﺷف ﺑﻧﯾﺔ ﺣﻠﻘﺔ اﻟﺑﻧزﯾن ﻓﻲ ﺣﻠﻣﻪ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻏﺎﻓﯾﺎً ﻋﻠﻰ ﻛرﺳﯾﻪ أﻣﺎم اﻟﻣوﻗد ﺣﻠم ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ" :ﺗﻼﻋﺑت اﻟذرات
ﻋﯾﻧﻲ ،ﻣﺟﻣوﻋﺎت أﺻﻐر اﻛﺗﻔت ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ،ذﻫﻧﻲ اﻟﻣﺷﺣون ﺑوﺳﺎطﺔ ﺻور ﻣﺗﻛررة ﻟﻧوع ﻣﺷﺎﺑﻪ
ّ أﻣﺎم
ﯾﻣﯾز اﻵن أﺷﻛﺎﻻً أﻛﺑر ﻟﻬﯾﺋﺎت ﻣﺗﻧوﻋﺔ .ﺻﻔوف طوﯾﻠﺔ ﻣﺗﺟﻣﻌﺔ ﺑﺗﻼﺻق ﻣﺿﺎﻋف ،ﻛل ﺷﻲء ﯾﺗﺣرك ،ﯾﻠﺗف
ﻋﯾﻧﻲ،
ّ وﯾدور ﺑﺳرﻋﺔ ،واﻧظر ﻣﺎذا ﻛﺎن ذﻟك؟ إﺣدى اﻟﺻﻔوف ﺗدرك ذﯾﻠﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺳﺧرﯾﺔ ﻣﺎﺟت اﻟﻬﯾﺋﺔ أﻣﺎم
ﺻﺣوت ﻛﺎﻟﺑرق ،وﻗﺿﯾت ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻠﯾل ﻓﻲ إﻋداد اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺣﺗﻣﯾﺔ ﻟﻠﻔرﺿﯾﺔ".
ﺑدﯾﻬﻲ أن ﻛﯾﻛوﻟﯾﻪ ﻗد ﻋﺎﻟﺞ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺑﻧزﯾن ﻗﺑل اﻟﺣﻠم ﺑوﻗت طوﯾل ،وﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺎ ذﻛر اﺑن ﺳﯾﻧﺎ ،ﻓﺈن ﻫذﻩ
أﯾﺿﺎ ﻋﺑر ﺗﺟﻠﻲ "اﻟﻔﻛرة اﻷﺧﺎذة".
ً اﻟﻣﺷﻛﻼت ﻗد ﺷﻐﻠﺗﻪ ﺑﺎﺳﺗﻣرار ووﺟدت ﻣدﺧﻼً إﻟﻰ ﺣﻠﻣﻪ
وﺑذﻟك ،ﻓﻘد وﺳﻊ ﻛﯾﻛوﻟﯾﻪ ﻣﺣﯾط اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﺳﺗطﺎع أن ﯾﺗﺧﯾل ﻛذﻟك ذرات ﻛرﺑون اﻟﺑﻧزﯾن ﻋﻠﻰ ﺷﻛل ﺗرﺗﯾب
ﺣﻠﻘﻲ اﻟﺷﻛل.
-٣وﻣن روﺳﯾﺎ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ اﻟﺷﻬﯾر ﻣﯾﻧدﯾﻠﯾﯾف) (1834-1907ﺷﻬد ﺧﺑرة ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻠم.
ﺗﻣﺎﻣﺎ ،ﻟﻘد ﺣﺎول ﺗرﺗﯾب
ً ﻟﻘد اﺷﺗﻐل ﻣﻧذ وﻗت طوﯾل ﺑﺗرﻛﯾب اﻟﻧظﺎم اﻟدوري ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر ،إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺳن ﻟﻪ ذﻟك
ﺣﻠﻣﺎ
اﻟﻌﻧﺎﺻر ،وذﻟك ﺣﺳب ذراﺗﻬﺎ ،إﻻ أن ذﻟك ﻟم ﯾؤد إﻟﻰ ﺣل ﻋﻣﻠﻲ ،وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻠﯾﺎﻟﻲ ﺣﻠم ﻣﯾﻧدﯾﻠﯾﯾف ً
ﺳردﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ" :رأﯾت ﺟدوﻻً ﻓﻲ اﻟﺣﻠم ،ﺗﺗوزع اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﯾﻪ ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ،اﺳﺗﯾﻘظت ﻣﺑﺎﺷرة،
وﻛﺗﺑت ﻛل ﺷﻲء ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ ورق ،ﻓﻲ ﻣﻛﺎن واﺣد ،وﺑدا ﻟﻲ ﺑﻌد ذﻟك ﺿرورة اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺗﺻﺣﯾﺢ" ،إن ﻣﻔﺗﺎح ﻫذا
اﻟﺣﻠم ﻫو ﻓﻲ اﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ،أن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣوزﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ،ﯾﻌﻧﻲ ﻣوزﻋﺔ ﺣﺳب اﻟذرات ،وﻟﯾس ﺣﺳب
ﺣﺟﻣﻬﺎ ،إن إﻋﺎدة ﺗرﻛﯾب ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﺑﺈﺑداع ﺗﺷﺑﻪ ﻫﻧﺎ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻛﯾﻛوﻟﯾﻪ .ﻓﺎﻟﺗرﺗﯾب ﺣﺳب ﺣﺟم اﻟذرات
ﻟم ﯾﻘد إﻟﻰ ﺣل ُﻣرض ،إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﻠم ﺗﻣﻛن إﺑداع ﻣﯾﻧدﯾﻠﯾﯾف ﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻋﺗﺑﺎر أن اﻟوزن اﻟذري
ﻫو اﻷﺻل ﻓﻲ ﺗﻧظﯾم ﺟدول اﻟﻌﻧﺎﺻر.
-٤وﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺎت ﺗدﯾن ﻓﻲ ﺣل إﺣدى ﻣﺷﻛﻼﺗﻬﺎ ﻟﺣﻠم أﺣد أﻛﺑر اﻟﻣوﻫوﺑﯾن .ﻓﻘد ﻗﺎم ﻫﻧري
ﺑوﻧﻛﺎرﯾﻪ) (1854-1912 Henri poincareﺑﺣل اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟرﯾﺎﺿﯾﺔ ﻟﺑرﻫﺎن أﺗﺎﻩ "ﻓﻲ اﻟﻧوم" ﯾﻘول" :ﻣﻧذ ﺧﻣﺳﺔ
ﯾوﻣﺎ أﺣﺎول اﻟﺑرﻫﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻓﻼ أﺻﯾب ،إﻟﻰ أن ﻛﺎن ﯾوﻣﺎً أﺟﻠس ﻓﯾﻪ ﻣﺗﻌﺑﺎً أﻓﻛر ﺑﺎﻟﺣل ،ﻓﻐﻠﺑﺗﻧﻲ
ﻋﺷر ً
ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻧوم ﻓﺣﻣﻠت ﺑﺎرﺗﺑﺎطﺎت ﺟدﯾدة ﻣذﻫﻠﺔ ﻗﺎدت ﻟﻠﺣل ،وﺑﻌدﻫﺎ ﻟم أﻛن ﻷﺣﺗﺎج إﻻ ﻟﺑﺿﻌﺔ ﺳﺎﻋﺎت ﻗﻠﯾﻠﺔ
ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ".
-٥وﯾورد ﻋﺎﻟم اﻟﻣﺻرﯾﺎت اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ﻫﺎﯾﻧرش ﺑروﻏش ﺑﺎﺷﺎ) (1827-1894 Brugsch pascha - Heinri
ﺣﺎﻟﺔ وﺻف ﻓﯾﻬﺎ ﺑدﻗﺔ ﻛﯾف ﺗوﺻل ﻟﺣل ﺑﻌض ﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟﻬﯾروﻏﻠﯾﻔﯾﺔ اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻠم:
"ﺟﻠﺳت ﺣﺗﻰ وﻗت ﻣﺗﺄﺧر ﻣن اﻟﻠﯾل ﻣﻛﺑﺎً أﻣﺎم ﻣﺧطوطﺗﻲ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻻً إﯾﺟﺎد اﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘواﻋدي
ﻟرﺳﻣﺔ أو ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﻠﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ،إﻻ أﻧﻧﻲ ﻟم أﺟد اﻟﺣل ،رﻏم ﻛل اﻟﺗﻔﻛﯾر واﻟﺗﻣﻌن ،أﻟﻘﯾت ﺑﻧﻔﺳﻲ
ﻣرﻫﻘﺎً ﻓﻲ ﺳرﯾري ﻷﻏرق ﻓﻲ ﻧوم ﻋﻣﯾق .ﻓﻲ اﻟﺣﻠم ﺗﺎﺑﻌت اﻟﺑﺣث اﻟﺑﺎﻗﻲ ﻏﯾر اﻟﻣﻛﻣل ،ووﺟدت اﻟﺣل ﻓﺟﺄة،
ﺗرﻛت ﺳرﯾري ﻣﺑﺎﺷرة ،وﺟﻠﺳت ﺑﻌﯾون ﻣﻐﻣﺿﺔ ،ﻣﺛل اﻟذي ﯾﺳﯾر ﻓﻲ اﻟﻧوم أﻣﺎم اﻟطﺎوﻟﺔ ،وﻛﺗﺑت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑﻘﻠم
رﺻﺎص ﻋﻠﻰ ﻗطﻌﺔ ورق ،ﻧﻬﺿت وﻋدت إﻟﻰ ﻣوﺿﻌﻲ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﺗﺎﺑﻌت ﻧوﻣﻲ ﻣن ﺟدﯾد ،ﺑﻌد أن ﺻﺣوت ﻓﻲ
اﻟﺻﺑﺎح ﻓوﺟﺋت ﺑرؤﯾﺔ ﺣل اﻟﻠﻐز ﺑﺧط واﺿﺢ أﻣﺎﻣﻲ ،ﻟﻘد ﺗذﻛرت اﻟﺣﻠم ،إﻻ أﻧﻧﻲ ﺳﺄﻟت ﻧﻔﺳﻲ دون ﺟدوى
ﻛﯾف أﻣﻛﻧﻧﻲ ﻛﺗﺎﺑﺔ ﻋﻼﻣﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻘراءة ﺑوﺿوح ﻓﻲ اﻟظﻼم اﻟداﻣس".
وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻌﺎﻟم اوﺗوﻟوﻓﻲ) (1873-1961 Otto Loewﻣﻛﺗﺷف ﻣﺎدة اﻷﺳﺗﯾل ﻛﻌﻧﺻر ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ﻧﺎﻗلُ -٦
ﻟﻣوﺟﺎت اﻷﻋﺻﺎب ﻓﻲ ﺣﻠﻣﻪ ،وﺟرت اﻟوﻗﺎﺋﻊ ﺑطرﯾق ﻣﺷﺎﺑﻪ إﻟﻰ ﺣد ﻛﺑﯾر ﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑروﻏش.
-٧و ﺑﺳﻣﺎرك ﺣﻠم ﺑﺄﻧﻪ إذا ﻏزا اﻟﻧﻣﺳﺎ ﻓﺳوف ﯾﻧﺗﺻر وﯾﺣل ﻛل ﻣﺷﻛﻼﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﺣﻘق
ﺣﻠﻣﻪ ﺑﺣذاﻓﯾرﻩ ،وﻛم ﻣن ﺷﻌراء وأدﺑﺎء وﻓﻧﺎﻧﯾن ﻋﺑﺎﻗرة ﻧﻬﻠوا ﻣن ﻣﻌﯾن أﺣﻼﻣﻬم ،ﻓﻘدﻣوا أﺟود اﻵﺛﺎر ﻋظﻣﺔ
وروﻋﺔ.
"-٨إﻟﯾﺎس ﻫﺎو" ﻣﺧﺗرع ﻣﺎﻛﯾﻧﺔ اﻟﺧﯾﺎطﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ،ﯾﻘول :اﻧﻪ ﺣﻠم ذات ﻟﯾﻠﺔ ﺑﺄﺷﺧﺎص ﯾرﻣون
رﻣﺎﺣﺎ وﻟﻛل رﻣﺢ ﻓﺗﺣﺔ ﻓﻲ أﻋـﻼﻩ ﻋﻠﻰ ﻫﯾﺋﺔ ﺷﻛل اﻟﻌﯾن ..وﻗد أوﺣﻰ ﻟﻪ ذﻟك ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟوﺟود اﻟﻔﺗﺣﺔ
ﻓﻲ إﺑرة اﻟﺧﯾﺎطﺔ أﺛﻧﺎء ﺗﺻﻣﯾﻣﻪ ﻟﻣﺎﻛﯾﻧﺔ اﻟﺧﯾﺎطﺔ..
-٩وﺟﯾﻣس وات ﻣﻛﺗﺷف ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ )ﻣﺣﻣل اﻟﻛرﯾﺎت( وﻫو إطﺎر ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﺎ ﯾﺣﻣل داﺧﻠﻪ ﻛرﯾﺎت
ﻣن اﻟرﺻﺎص .وﻗد ﺟﺎءﺗﻪ ﻓﻛرة ﻫذا اﻻﻛﺗﺷﺎف ﺑﻌد أن رأى ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎم أﻧﻪ ﯾﺳﯾر ﺗﺣت أﻣطﺎر ﺛﻘﯾﻠﺔ ﻣن ﻛرﯾﺎت
اﻟرﺻﺎص ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺑﺣث ﻫذا اﻷﻣر ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ وﺟد أن اﻟرﺻﺎص اﻟﻣﻧﺻﻬر إذا ﺳﻘط ﻣن ارﺗﻔﺎع ﻛﺑﯾر ﯾﻣﻛن أن
ﯾﺗﺣول ﺑﺎﻟﻔﻌل إﻟﻰ أﺟﺳﺎم ﺻﻠﺑﺔ داﺋرﯾﺔ أو ﻛرات ﺻﻐﯾرة.
أﻣﺎ ﺗﻔﺳﯾر اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺣﻠم واﻹﺑداع ﻓﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ :ﺑﻣﺎ أن ﻣوطن اﻟﺣﻠم ﻫو اﻟﻼﺷﻌور،
واﻟﻼﺷﻌور ﻟﯾس ﻣﺳﺎﺣﺔ ﺟﺎﻣدة أو ﻣﯾﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،ﺑل أﻧﻪ ﻧﺎﺑض ﺑﺎﻟﺣﯾﺎة ،داﺋم اﻟﻌﻣل واﻟﻧﺷﺎط ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ
ﯾﺿﯾق اﻟﺷﻌور ﺑﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻌﻘدة ﻣﺎ ،ﻓﻬو ﻻ ﯾﺗوﻗف ﻋن اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﻬﺎ ،ﻓﯾدﻓﻊ ﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻼﺷﻌور ،اﻟذي ﯾﻣﺛل ﻣرﺟﻼً
ﯾطﺑﺦ أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻠﻰ ﻧﺎر ﻫﺎدﺋﺔ ،وﯾﻌﯾد ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ وﻓق رواﺑط ﺟدﯾدة وﻣﺑﺗﻛرة ،ﺧﻼل ﻓﺗرة زﻣﻧﯾﺔ ﺗطول أو ﺗﻘﺻر،
اﻟﺳﺑﺎت واﻹﻧﺿﺎج ﻓﺗﺗﺳرب ﻋﺑر اﻷﺣﻼم ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻛﻠﺔ ﻣﻌﺎدﻟﺔ أو وﻗد ُﯾدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣن اﻟﻛﻣون ،ﺣﯾث ُ
ﺟدول أو ﻧظرﯾﺔ أو ﻋﻣل ﻓﻧﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺟدة واﻹﺑداع ﻫﻧﯾﻬﺎت ﺻﻐﯾرة ﺗﺗﺳﺎرع ﻓﻲ اﻟﻬروب واﻟذوﺑﺎن.
اﻟﺣدس ﻛﻣﺻدر ﻟﻺﻟﻬﺎم
إن ظﺎﻫرة "اﻟﺣدس" ﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻟدى ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء،وأﻛﺛر اﻟظروف ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺣدس ﻫﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻌﻣل
اﻟﻣرﻛز ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣﻊ اﻟرﻏﺑﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ،ﺛم اﻻﻧﺷﻐﺎل ﻋﻧﻬﺎ ﺑﻌﻣل آﺧر أو اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ،وﺗظﻬر
ّ
اﻟﻔﻛرة ﺑﺷﻛل ﻓﺟﺎﺋﻲ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻊ ،وﯾﺻﺎﺣب ذﻟك ﺷﻌور ﺑﺎﻻﺑﺗﻬﺎج،ورﺑﻣﺎ اﻟدﻫﺷﺔ ﻷن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻟم ﺗﺧطر ﻟﻪ
ﺳﺎﺑﻘﺎ.
ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺣدس ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻣﺛل ﻋﻧد اﻟﺗﻌب اﻟﺷدﯾد أو أﻷرق أو اﻟﻣرض،وﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ أﻣﺛﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق:
وﺿﻊ أﯾﻧﺷﺗﯾن اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺗﻲ رﺑطت اﻟزﻣﺎن ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن ﺑﺣﯾث ﺟﻌﻠت اﻟزﻣﺎن ﺑﻌدا راﺑﻌﺎ وﻫو طرﯾﺢ اﻟﻔراش.
-٢طرأت ﻓﻛرة "اﻻﻧﺗﻘﺎء اﻟطﺑﯾﻌﻲ" ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم"واﻻس" أﺛﻧﺎء إﺻﺎﺑﺗﻪ ﺑﻣرض اﻟﻣﻼرﯾﺎ.
-٣ﯾﻘﺎل أن اﻟﻣﻬﻧدس اﻟﻛﺑﯾر "ﺟﯾﻣس ﺑراﻧدﻟﻲ" ﻛﺎن ﯾﻠزم ﻓراﺷﻪ ﻋدة أﯾﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون إزاء ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺻﻌﺑﺔ ﺣﺗﻰ
ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﺣﻠﻬﺎ.
"-٤دﯾﻛﺎرت" ﺗوﺻل إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن أﻓﻛﺎرﻩ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎ ﻓﻲ ﻓراﺷﻪ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر
-٥ﯾﻘول"واﻟﺗر ﺳﻛوت" :ﻟﻘد ﺛﺑت طوال ﺣﯾﺎﺗﻲ أن ﻧﺻف اﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟواﻗﻊ ﺑﯾن اﻟﻧوم واﻟﯾﻘظﺔ ﻣﻼﺋم ﻷي ﻋﻣل
ﻋﻠﻲ داﺋﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ أﻓﺗﺢ ﻋﯾﻧﻲ ﻷول ﻣرة ﺑﻌد اﻟﻧوم.
ﯾﺷﻐل ﻗدرﺗﻲ اﻹﺑﺗﻛﺎرﯾﺔ..ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ﺗﻧﻬﻣر ّ
-٦ﻋﺎﻟم آﺧر ﯾﻘول أن اﻻﺳﺗﻠﻘﺎء ﻓﻲ ﺣوض اﻟﺣﻣﺎم ﻫو اﻟوﻗت اﻷﻣﺛل ،وﻓﻲ رأﯾﻪ أن أرﺧﻣﯾدس ﻛﺷف ﻗﺎﻋدﺗﻪ
اﻟﻣﺷﻬورة ﺑﺳﺑب اﻟظروف اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ وﻟﯾس ﻷﻧﻪ ﻻﺣظ اﻧﺳﻛﺎب اﻟﻣﺎء ﻣن اﻟﺣوض.
-٧ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﻓﺈن ﻋﻧﺎوﯾن أﻛﺛر ﻛﺗﺑﻲ ﺟﺎءﺗﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷرق،وﻛﺎن آﺧرﻫﺎ ﻗﺑل أﯾﺎم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدﺛت ﻣﻊ أﺣد
ﻧﺎﺷري ﻛﺗﺑﻲ ﻓﻘﺎل ﻟﻲ:اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺧطﺔ ﻋﻣﻠك ﻻ ﺗزﯾد ﻋن ﺧﻣﺳﺔ ﻛﺗب ،وأظن أن ﺗﻧﺗﻬﻲ ﻣﻧﻬﺎ
ﻗرﯾﺑﺎ،ﻓﻣﺎذا ﺳﺗﻔﻌل ﺑﻌد ذﻟك؟
ﻋدت إﻟﻰ اﻟﺑﯾت دون أن أﻫﺗم ﺑﺎﻟﻣوﺿوع ﻷن ﻟدي ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻲ ﻛﺗﺎﺑﺗﻬﺎ ﻟﻧﺎﺷر آﺧر.
ﻓﻲ اﻟﻠﯾل ﺳﻣﻌت أﺻواﺗﺎ ﻣزﻋﺟﺔ ،ﻓﻠم أﺳﺗطﻊ اﻟﻧوم،ذﻫﺑت إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ وﺣدي ﻟﻌﻠﻲ أﺳﺗطﯾﻊ إﻗﺗراح ﻛﺗب ﺟدﯾدة
ﻋﻠﻲ ،وﺧﻼل ﺳﺎﻋﺗﯾن ﻛﺎن ﻟدي
،اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻛﻧت أﺗﻣﻧﻰ ﺑﺣدود ﺧﻣﺳﺔ ﻛﺗب ،وﻓﻌﻼ ﺑدأت اﻷﻓﻛﺎر ﺑﺎﻻﻧﻬﻣﺎر ّ
ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻣن ) (٢٦ﻛﺗﺎﺑﺎ ،ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ ذات ﻣواﺿﯾﻊ ﺟدﯾدة ،وﻏﯾر ﻣطروﻗﺔ وﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ،ﺣﻣدت اﷲ
وﻧﻣت ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﺳﻌﺎدة ،وﻛﻧت أﺗﻣﻧﻰ ﻟو أﺟد اﻟﻧﺎﺷر ﯾﻘﺿﺎ ﻷﺗﺻل ﺑﻪ ..ﻋﻠﻣﺎ أن اﻟوﻗت ﻛﺎن ﻗد ﺗﺟﺎوز
اﻟواﺣدة ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل.
-٨ﺑﻌض اﻟﻌﻠﻣﺎء ﯾؤﻛدون ﻋﻠﻰ أﻫﻣﯾﺔ وﻗت اﻟﻔراغ أو اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ اﻟﻣﻬدﺋﺔ ﻟﻸﻋﺻﺎب ،ﻛﺎﻟﺗﻧزﻩ ﻓﻲ
اﻟرﯾف أو اﻟﺗﺟول ﻓﻲ اﻟﺣداﺋق ،ﻷن اﻟﺗرﻛﯾز اﻟﺷ دﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻗد ﺗﺣدث ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗﻌطل اﻟذﻫﻧﻲ ﻣﺛل ﺗﻠك
اﻟﺗﻲ ﺗﺻﺎدﻓك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣﺎول ﺟﺎﻫدا ﺗذﻛر ﺷﻲء ﻏﺎب ﻋن ذﻫﻧك.
وﯾﻘﺎل أن ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﯾﺗﻠﻘون ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻹﻧذار ﻗﺑل اﻟﺣدس ﻓﯾﻔطﻧون إﻟﻰ أن ﺷﻲء ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺑﯾل ﻋﻠﻰ
وﺷك اﻟوﻗوع ،دون أن ﯾﻌرﻓوا ﻣﺎذا ﺳﯾﻛون ﺑﺎﻟﺿﺑط ،
واﻵن ﻫﻧﺎﻟك ﺳؤال ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻫﻣﯾﺔ ،ﻫل ﯾﻣﻛن اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﺣدس واﻗﺗﻧﺎﺻﻪ؟
ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ أﺣد اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺳؤال ﺑﺈﺟﺎﺑﺔ ﺣﺎﺳﻣﺔ ،إﻻّ أن اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻗد أوردوا ﻋددا ﻣن اﻟﺷروط
واﻟﻣﻼﺣظﺎت ﻣﻧﻬﺎ:
ﺗﺷﺑﻊ اﻟذﻫن ﺑﻬﺎ،وﻻ ﺑد ﻣن
-١أﻫم ﺷرط ﻫو اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ واﻟظروف اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ وﻗﺗﺎ طوﯾﻼ إﻟﻰ ﺣﯾن ّ
وﺟود اﻫﺗﻣﺎم ﻛﺑﯾر ﺑﻬﺎ ورﻏﺑﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻓﻲ ﺣﻠﻬﺎ،وأن ﯾﻧﺷﻐل اﻟذﻫن اﻟواﻋﻲ ﻟوﻗت ﻛﺎف ﺣﺗﻰ ﯾﻬﯾﺊ اﻟذﻫن
ﻏﯾر اﻟواﻋﻲ ﻟﻼﻧﺷﻐﺎل ﺑﻬﺎ ﺑﻌد ذﻟك.
-٢اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﻣﺷﻛﻼت واﻻﻫﺗﻣﺎﻣﺎت اﻷﺧرى اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل اﻟذﻫن ﺧﺎﺻﺔ اﻟﻘﻠق اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺷﺋون اﻟﺧﺎﺻﺔ.
-٣اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻐل اﻟذﻫن ﻛﺎﻟﻣﺟﺎدﻻت واﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ،واﻟﺿوﺿﺎء واﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺻﺎﺧﺑﺔ.
-٤أﻛﺛر اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﯾزداد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣدس ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻛون اﻹﻧﺳﺎن ﺑﻬﺎ ﺑﻼ ﻋﻣل وﺧﺎﺻﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠب ﻣﺟﻬودا،ﻛﺄن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎ ﻓﻲ ﻓراﺷﻪ أو ﯾﺗﻧزﻩ ﻓﻲ اﻟرﯾف أو ﯾذﻫب ﻟﻠﺣﻼق ،وﻛذﻟك أﺛﻧﺎء اﻟذﻫﺎب
إﻟﻰ اﻟﻌﻣل واﻟﻌودة ﻣﻧﻪ،وأﻧﺎ ﺷﺧﺻﯾﺎ ﺟﺎءﺗﻧﻲ ﻋدة أﻓﻛﺎر ﻷﺟﻬزة وﻣﺷﺎرﯾﻊ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟطرﯾق ﻣﺛل ﺟﻬﺎز
ﻧﻘل اﻟﺻوت ﺑﺷﻌﺎع ﻟﯾزر اﻟذي ﺳﺗﻌرف اﻟﻣزﯾد ﻋﻧﻪ ﻻﺣﻘﺎ.
-٥وﻣن اﻟﻣﻬم ﺟدا اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑورﻗﺔ وﻗﻠم ،وﻫذﻩ اﻷﯾﺎم ﯾﺣﻣل ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس أﺟﻬزة اﻟﻬﺎﺗف اﻟﻣﺣﻣول اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ ﻟﻛﺗﺎﺑﺔ اﻟﻣﻼﺣظﺔ أو ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﺻوﺗﯾﺎ،وﯾﻘﺎل أن أدﯾﺳون ﻛﺎن ﻣﻌﺗﺎدا ﻋﻠﻰ ﺗدوﯾن ﻛل ﻓﻛرة ﺗطرأ
ﻋﻠﻰ ذﻫﻧﻪ ﻣﻬﻣﺎ ﺑدت ﺗﺎﻓﻬﺔ ،وﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻓﻛﺎر اﻟﻣﻬﻣﺔ ﺿﺎﻋت ﻟﻌدم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ،ورﻏم أن ﻣن ﻋﺎدﺗﻲ
ﺗﺳﺟﯾل أي ﻓﻛرة ﺗطرأ ﻟﻲ ،إﻻّ أﻧﻧﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣرات ﻟم أﺳﺟل ﺑﻌض اﻷﻓﻛﺎر اﻟﺗﻲ رﺑﻣﺎ ﺟﺎءﺗﻧﻲ وأﻧﺎ
أﺗﺣﺳر ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗﺗﺎ ﻣن اﻟزﻣن.
ّ ﺗﻌب ﺟدا أو ﻧﻌﺳﺎن وﻋﻧدﻣﺎ ﺣﺎوﻟت ﺗذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح ﺿﺎﻋت ﺗﻣﺎﻣﺎ ،وﺑﻘﯾت
اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﻛﻣﺻدر ﻟﻺﻟﻬﺎم
-١ﺧطوط اﻟﺗﺣذﯾر:
ﺗﺷﺎﻫد ﻓﻲ اﻟﺷوارع ﻣﻣرات اﻟﻣﺷﺎة وﻫﻲ ﻣﺧططﺔ ﺑﺎﻟﻠوﻧﯾن اﻷﺳود واﻷﺻﻔر
ورﺑﻣﺎ ﻻ ﺗﻌرف أن ﻓﻛرة ﻫذﻩ اﻟﺧطوط أﺧذت ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﺗرى ﻛﺎﺋن
ﺣﻲ ﻣﺧطط ﺑﺎﻟﻠوﻧﯾن اﻷﺻﻔر واﻷﺳود ﻓﺄﻋرف أن ﻫذﻩ إﺷﺎرة ﺗﺣذﯾر ﻓﻬذا
اﻟﻛﺎﺋن ﺳﺎم أو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻠدغ،وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟﺣﯾﺔ اﻟﻣﺧططﺔ واﻟﺗﻲ
ﺗﺣﻣل إﺷﺎرة اﻟﺗﺣذﯾر :اﻟﻧﺣل واﻟدﺑﺎﺑﯾر،وﺑﻌض اﻷﺳﻣﺎك واﻟزواﺣف اﻟﺳﺎﻣﺔ.
-٢إﻟﻬﺎم اﻟﻬﻠﯾﻛوﺑﺗر:
ﺷرﻛﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ طﺎﺋرات اﻟﻬﯾﻠوﻛﺑﺗر"ﺳﯾﻛورﺳﻛﻲ" ﺻﻣﻣت إﺣدى طﺎﺋرﺗﻬﺎ ﻣﺗﺧذة ﻣن اﻟﯾﻌﺳوب ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻬﺎ
،واﺳﺗﺧدﻣت اﻟﺣﺎﺳوب ﻟوﺿﻊ ﻧﻣوذج ﻟﻬذﻩ اﻟﺣﺷرة ،وﺗم ﺗﻧﻔﯾذ أﻟﻔﻲ طرﯾﻘﺔ أداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺳوب ﯾﻘوم ﺑﻬﺎ
اﻟﯾﻌﺳوب ﻓﻲ
اﻟﻬواء،وﺑذﻟك ﺗم ﺑﻧﺎء ﻧﻣوذج"ﺳﯾﻛورﺳﻛﻲ" ﻟﻠطﺎﺋرات اﻟﺣرﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﯾﻌﺳوب.
اﻟﯾﻌﺳوب
-٣ﻋﺎﻛﺳﺎت اﻟطرق:
ﻧﺷﺎﻫد ﻋﻠﻰ اﻟطرق ﻗطﻌﺎ ﻣطﻠﯾﺔ ﺑﻣﺎدة ﻋﺎﻛﺳﺔ ﺗﻌﻛس اﻟﺿوء ﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻟﺳﯾﺎرات ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺟﺎﻧﺑﻲ اﻟطرﯾق وﺗﻘﺳﯾم
ﻣﺳﺎرب اﻟطرﯾق ﻓﻲ اﻟﻠﯾل،وﯾﻘﺎل أن اﻟﺷﺧص اﻟذي أﺧﺗرع ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﻛﺳﺎت ﯾﺳﯾر ﻓﻲ ﺳﯾﺎرﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﯾل ﻓﻲ طرﯾق
ﻻ ﯾﻌرﻓﻪ وﻛﺎن ﻫﻧﺎﻟك ﻣﻧﻌطف ﺧطﯾر ﺗﺣﺗﻪ وادي ﻋﻣﯾق وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﻻ ﯾﻧﺗﺑﻪ ﻟﻠﻣﻧﻌطف وﯾﺳﺗﻣر
ﺑﺎﻟﺳﯾر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ ﻓﯾﺳﻘط ﻓﻲ اﻟوادي ،وﻟﻛن ﻟﺣﺳن ﺣظﻪ ﻛﺎﻧت ﺗﺟﻠس ﻗطﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧب اﻟطرﯾق ﺷﺎﻫد
ﻟﻣﻌﺎن ﻋﯾﻧﯾﻬﺎ )ﻟوﺟود طﺑﻘﺔ ﻋﺎﻛﺳﺔ ﻓﻲ ﻋﯾﻧﻲ اﻟﻘطﺔ(،وﻗد اﻛﺗﺷف أن ﻟﻣﻌﺎن ﻋﯾﻧﻲ اﻟﻘطﺔ ﻫو اﻟذي أﻧﻘذﻩ ،ﻓﺑﺎدر
إﻟﻰ ﺗﺻﻣﯾم ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﻛﺳﺎت.
-٤اﻟﺗﺧﻔّﻲ
وﻫو اﺳﺗﺧدام اﻟﺟﯾوش طرق اﻟﺗﺧﻔﻲ اﺑﺗداء ﻣن اﻟﻠﺑﺎس اﻟذي ﻟوﻧﻪ ﺑﻠون اﻟﺗرﺑﺔ وظﻼل اﻷﺷﺟﺎر ،وﺣﺗﻰ
ﺗﻐطﯾﺔ اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ وطﻼﺋﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺻﻌب رؤﯾﺗﻬﺎ ،وﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻣﺄﺧوذة ﻣن طرق اﻟﺗﺧﻔﻲ ﻟدى اﻟﺣﯾواﻧﺎت
،وﯾظﻬر ﻓﻲ اﻟﺻورة ﺳﺣﻠﯾﺔ ﻟوﻧﻬﺎ ﯾﺷﺑﻪ ﻟون اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﯾش ﻓﯾﻬﺎ
وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺟﻧود ﻟﺑﺎﺳﻬم ﯾﺷﺑﻪ ﻟون أوراق اﻷﺷﺟﺎر وظﻼﻟﻬﺎ
-٥اﻟﺳدود اﻟﻣﺣدﺑﺔ :
ﻛﺎﻧت اﻟﺳدود ﺗﺑﻧﻰ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘﯾم ،وﻟﻛن وﺟد أن ﺣﯾوان اﻟﻘﻧدس ﯾﺑﻧﻰ ﺳدة اﻟذي ﯾﺻﻧﻌﻪ ﻣن اﻷﺧﺷﺎب ﻓﻲ
ﻣﺣدب،وﻗد وﺟد اﻟﻣﻬﻧدﺳون أن ﺑﻧﺎء اﻟﺳد ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل ﯾزﯾد ﻣن ﻗوة اﻟﺳد ،وﻟﻬذا
اﻷﻧﻬﺎر اﻟﺗﻲ ﯾﻌﯾش ﺑﻬﺎ ﺑﺷك ّ
أﺻﺑﺣت ﺗﺑﻧﻰ اﻟﺳدود اﻟﻛﺑﯾ رة ﺑﺷﻛل ﻣﺣدب ﻛﻣﺎ ﯾﻔﻌل اﻟﻘﻧدس ﺑﺎﻟﺿﺑط.
-٥اﻟﻔﺄر ﻛﻣﺻدر ﻟﻺﻟﻬﺎم:
ﯾﻘﺎل أن اﻟرﺳﺎم "واﻟت دزﻧﻲ" ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﻣرﺳﻣﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﻣر ﺑﺟﺎﻧﺑﻪ ﻓﺄر ،ﻓﺑذل ﺟﻬدﻩ ﺣﺗﻰ أﻣﺳك ﺑﻪ ،وﺑدأ
ﻓﻲ رﺳﻣﻪ،وﻣن ﻫﻧﺎ ﺑدأت ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻛرﺗون اﻟﻣﺷﻬورة )ﻣﯾﻛﻲ ﻣﺎوس( .
..وﻟﻠﻣزﯾد ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻹﻟﻬﺎم ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﺔ ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻛﺗﺎب اﻟﻣؤﻟف )ﻫﺎرون ﯾﺣﻲ( ،وﻫو ﻛﺗﺎب
)اﻟﺗﺻﻣﯾم ﻓﻲ اﻟطﺑﯾﻌﺔ( ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ:
)(www.harunyahya.com
وﻫو ﻛﺗﺎب ﻣن ﻋدد ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟﻛﺗب اﻟراﺋﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﻬﺎ اﻟﻛﺎﺗب اﻟﺗرﻛﻲ اﻟذي ﯾﻛﺗب ﺗﺣت اﻻﺳم
اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر"ﻫﺎرون ﯾﺣﻲ"،وﻛﺗﺑﻪ ﻣﺗرﺟﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻌظم ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟم ،وﯾﻣﻛن ﺗﻧزﯾل ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻣﺟﺎﻧﺎ ،وﯾﺗوﻓر ﻓﻲ
اﻟﺳوق ﺑﻧﺳﺧﺔ ورﻗﯾﺔ ﻣﻠوﻧﺔ وﺑﺳﻌر زﻫﯾد.
اﻟﺻدﻓﺔ! ..ﻛﻣﺻدر ﻟﻺﻟﻬﺎم
ﻟﻌﺑت " اﻟﺻدﻓﺔ" دوراً ﻣﻬﻣﺎً ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻛﺷوﻓﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾد أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺟرد ﺻدﻓﺔ ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ
اﻟﻣﻌروفٕ ،واﻧﻣﺎ ﻫﻲ " ﺟﺎﺋزة " ﻻ ﯾﺣﺻل ﻋﻠﯾﻬﺎ إﻻ ﻣن ﯾﺳﺗﺣﻘﻬﺎ!.
ﻓﻘد ﯾﻘﺎل ﻣﺛﻼً إن اﻟﺻدﻓﺔ وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎدت ﻣﻧدل إﻟﻰ ﻛﺷﻔﻪ ﻗواﻧﯾن اﻟوراﺛﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ أﻫدﺗﻪ ﺗﻠك اﻟﺣدﯾﻘﺔ
اﻟﺛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺟرى ﻓﯾﻬﺎ وﻋﻠﻰ ﻧﺑﺎﺗﺎﺗﻬﺎ وﺣﯾواﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠت ﻣﻧﻪ ﺑﺣق ﻣؤﺳس ﻋﻠم اﻟوراﺛﺔ .واﻟﺣق أن ﻫذﻩ
ﻓﻌﻼ ﻓﯾﻣﺎ ﺗوﺻل ﻣﻧدل إﻟﯾﻪ ﻣن اﻛﺗﺷﺎﻓﺎت ،ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﯾﺟب أن ﻧﺗذﻛر داﺋﻣﺎً أن " اﻟﺻدﻓﺔ
اﻟﺣدﯾﻘﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺑب ً
ﻻ ﺗﺄﺗﻲ إﻻ ﻟﻣن ﯾﺳﺗﺣﻘﻬﺎ" ،ﻓﻠوﻻ ﻋﻘل ﻣﻧدل اﻟراﺟﺢ وﺻﺑرﻩ اﻟدءوب ،أ ،ﻟو ﻛﺎﻧت أﻫدﯾت إﻟﻰ ﺷﺧص آﺧر
ﻟﯾﺳت ﻓﯾﻪ ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺎت ،ﻟﻣﺎ اﻛﺗﺷﻔت ﻗواﻧﯾن اﻟوراﺛﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت.
ٕواذا ﻛﺎﻧت اﻟظروف وﺣدﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺳﺋوﻟﺔ ﻋن أن ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﯾد ﻫرﺷل ﻛﺗﺎب ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻔﻠك ﻛﺎن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﻘطﺔ
اﻟﺗﺣول ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻪ ،إذ ﺟﻌﻠﻪ ﯾوﺟﻪ ﺟل اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم ،ﻓﺈﻧﻧﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أﻻ ﻧﻧﺳﻰ أن ﺑذرة ﺣب ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻛﺎﻧت
ﻣﻧﻐرﺳﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎق ﻫرﺷل ﻣﻧذ اﻟﺻﻐر ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎن أﺑوﻩ ﯾﺻﺣﺑﻪ ﻫو و ٕاﺧوﺗﻪ ﻟﯾﻼً إﻟﻰ اﻟﻌراء ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻧﺟوم.
وظﺎﻫرة " اﻟﻧظﺎﺋر" ﻟم ﯾﺧطط ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ اﺣد ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻧﻔرد ﺑﻬﺎ اﺣدٕ ،واﻧﻣﺎ ﺧططت ﻟﻬﺎ " اﻟظروف وﻛﺎن أﺑطﺎﻟﻬﺎ
ﺛﻼﺛﺔ :وﻫﻠر ،وﻟﯾﺑﺞ ،وﺑرزﯾﻠﯾوسٕ .واذا ﻣﺎ أﻣﻌﻧﺎ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻣﻼﺑﺳﺎت اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻧﺟد أن اﻟﺗدﻗﯾق واﻟﺗروي ﻫﻣﺎ
ﺣﺿر ﻣرﻛﺑﺎً ﻣﻌﯾﻧﺎً
اﻟﺳﺑب ،وﻗد ﻟﻌب ﻛل ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﺛﻼﺛﺔ -دون أن ﯾدري – دوراً ﻓﯾﻬﺎ! وﻫﻠر ﻓﻲ اﻟﺳوﯾد ّ
ﻣﻣﺎﺛﻼ .وﻋﻧدﻣﺎ دﻗق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﻛﺑﯾن وﺟد ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﺧواص ﻣﻊ
ً وﻟﯾﺑﺞ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﱠ
ﺣﺿر آﺧر
اﻟﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻧﺎﺻر واﻟﻣﻘﺎدﯾر .واﻟﺛﺎﻟث اﻛﺗﺷف ﺑﻌﺑﻘرﯾﺗﻪ ﺗﻠك اﻟظﺎﻫرة اﻟﺟدﯾدة .وﻫﻧﺎك اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻣﺛﻠﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻌﺑت " اﻟﺻدﻓﺔ" دوراً ﻣﺎ ﻓﻲ ﻛﻠل ﻣﻧﻬﺎ ،ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻠﯾﻪ.
ﻣﺑدأ اﻟﺗﺣﺻﯾن:
ﻛﺎن ﺑﺎﺳﺗور ﻗد ﻗطﻊ ﺑﺣوﺛﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻛوﻟﯾرا اﻟدواﺟن ﻋﻧدﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺈﺟﺎزة .وﻟﻛﻧﻪ ﻟﻣﺎ اﺳﺗﺄﻧف ﻋﻣﻠﻪ ،ﺻﺎدﻓﺗﻪ
ﻋﻘﺑﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ،وﻫﻲ أن ﻣﺳﺗﻧﺑﺗﺎت اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺟﺎرﺑﻪ ﻗد أﺻﺑﺣت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ
ﺗﻘرﯾﺑﺎ .وﻗد ﺣﺎول إﻧﻌﺎﺷﻬﺎ ﺟزﺋﯾﺎً ﻓﻲ ﺣﺳﺎء ﻣﻐذ ،ﺛم ﺣﻘﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدواﺟن .وﻟﻛن اﻏﻠب اﻻﺳﺗﻧﺑﺎﺗﺎت
ً ﻋﻘﯾﻣﺔ
اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﻟم ﺗﻧم ،ﻛﻣﺎ أن اﻟطﯾور ﻟم ﺗﺗﺄﺛر .وﻛﺎن ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﺗﺧﻠص ﻣن ﻛل ذﻟك واﻟﺑدء ﻣن ﺟدﯾد رﯾﺛﻣﺎ
ﻫﺑطت ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻛرة ﺗﻠﻘﯾﺢ اﻟدواﺟن ذاﺗﻬﺎ ﺑﻣﺳﺗﻧﺑت ﺑﻛﺗﯾري ﺟﯾد .وﻟدﻫﺷﺔ اﻟﺟﻣﯾﻊ وﻣﻧﻬم ﺑﺎﺳﺗور ﻧﻔﺳﻪ اﻟذي
ﯾﺑﺎ اﻟﺗﻠﻘﯾﺢ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن اﻟدواﺟن
ﻟم ﯾﻛن ﻣﺛل ﻫذا اﻟﻧﺟﺎح ،ﻓﻘد ﻗﺎوﻣت ﺟﻣﯾﻊ ﻫذﻩ اﻟدواﺟن ﺗﻘر ً
اﻟﺟدﯾدة ﻗد ﺳﻘطت ﺻرﯾﻌﺔ اﻟﻣرض ﺑﻌد ﻣدة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة.
وﻗد أدت ﻫذﻩ " اﻟﺻدﻓﺔ " إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺑدأ ﻣﻬم ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟوﻗﺎﯾﺔ وﻫو اﻟﺗﺣﺻﯾن ﺑواﺳطﺔ ﺟراﺛﯾم اﻷﻣراض
اﻟﻣوﻫﻧﺔ!.
ﺻﺑﻐﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ :
ﻟﻌل أﻫم اﻟطرق اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ اﻵن ﻓﻲ ﺻﺑﻎ اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﺗﻠك اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺷﻔﻬﺎ اﻟطﺑﯾب اﻟدﻧﻣﺎرﻛﻲ ﺟرام.
وﻗد وﺻف ﻛﯾف أﻧﻪ ﻛﺷف ﻋن ﻫذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ – ﻋﻔواً -ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣﺎول إﯾﺟﺎد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺻﺑﻎ اﻟﺷراﺋﺢ
اﻟﻛﻠوﯾﺔ ﺻﺑﻐﺎً ﻣزدوﺟﺎً .ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣل ﺻﺑﻐﺔ " ﺑﻧﻔﺳﺟﻲ اﻟﺟﻧﺗﺎن" ﯾﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﻠول اﻟﯾود ،آﻣﻼً أن ﯾﺻﺑﻎ ﻧوى
اﻟﺧﻼﯾﺎ اﻟﻣﺑطﻧﺔ اﻟﻛﻠوﯾﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻠون اﻟﺑﻧﻔﺳﺟﻲ واﻟﺧﻼﯾﺎ ذاﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠون اﻟﺑﻧﻲ ،وﻗد وﺟد ﺟرام أن اﻟﻛﺣول
ﯾزﯾل ﻟون اﻟﻧﺳﯾﺞ ﺑﺳرﻋﺔ ﺑﻌد ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ،وﻟﻛن ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﺗظل ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﻠون ازرق ﻣﺳود
.ذﻟك أن ﺻﺑﻐﺔ اﻟﺟﻧﺗﯾﺎن ﻗد ﺗﻔﺎﻋﻠت ،ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺗوﻗﻌﺔ ،ﻣﻊ ﻣﺣﻠول اﻟﯾود وﻣﻊ ﻣﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣوﺟودة
ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧواع اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ وﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﻲ أﻧواﻋﻬﺎ اﻷﺧرى.
وﻫﻛذا وﺟدت – ﺑﺷﻛل ﻏﯾر ﻣﻘﺻود -ﺻﺑﻐﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ،ﻛﻣﺎ أﺗﯾﺢ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗﻪ اﺧﺗﺑﺎر ﺑﺳﯾط ﻛﺎﻧت
ﻗﯾﻣﺗﻪ اﻟﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﺗﻣﯾﯾز اﻷﻧواع اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ.
ﻣرض اﻟﺳﻛر:
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٨٩وﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﺷﺗراﺳﺑورج اﺳﺗﺄﺻل ﻛل ﻣن ﻓون ﻣﯾ رﻧﺦ وﻣﻧﻛوﻓﺳﻛﻲ ﺑﻧﻛرﯾﺎس أﺣد اﻟﻛﻼب
ﺟراﺣﯾﺎً ﻟدراﺳﺔ وظﯾﻔﺗﻪ اﻟﻬﺿﻣﯾﺔ ،وﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻻﺣظ اﺣد ﻣﺳﺎﻋدي اﻟﻣﻌﻣل أن أﺳراﺑﺎً ﻣن اﻟذﺑﺎب ﻛﺎﻧت ﻗد
اﻧﺟذﺑت ﻧﺣو ﺑول اﻟﻛﻠب اﻟذي أﺟرﯾت ﻟﻪ ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ،ﻓﻠﻔت ﻧظر ﻣﻧﻛوﻓﺳﻛﻲ إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،ﻓﻘﺎم اﻷﺧﯾر
ﺑﺗﺣﻠﯾل ﻫذا اﻟﺑول ﻓوﺟد أﻧﻪ ﯾﺣوي ﺳﻛرًا!.
وﻓﻲ ﻋﻬد اﻗرب ﺣدث أن ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻷﺳﻛﺗﻠﻧدي ﺷودن ﯾﺑﺣث ﺳﺑب ﺗﻠف اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟذي ﯾﻌﻘب إﺻﺎﺑﺔ اﺣد
اﻷطراف إﺻﺎﺑﺔ ﺷدﯾدة ﺳﺎﺣﻘﺔ .وﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن اﻟﻣواد اﻟﺗﻲ ﺟرﺑﻬﺎ ﻣﺎدة " اﻻﻟوﻛﺳﺎن" اﻟذي وﺟد أن ﺣﻘﻧﻬﺎ
ﯾﺳﺑب ﺗﻧﺧر ﻧﺳﯾﺞ اﻟﺟزﯾرات اﻟﺑﻧﻛرﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﻬﺗﻛﻪ .وﻗد أﺗﺎح ﻫذا اﻟﻛﺷف ،ﻏﯾر اﻟﻣﺗوﻗﻊ ،وﺳﯾﻠﺔ ﻣن اﻧﻔﻊ
اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻣرض اﻟﺳﻛر.
ﻣﺣﻠول رﻧﺟﺎر:
ﻛﺎﻧت اﻟﻌﺎدة اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﯾن ﻫﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺣﻠول اﻟﻣﻠﺢ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ ﻛﻣﺣﻠول ﻏﺎﻣر ﻟﻘﻠوب
اﻟﺿﻔﺎدع اﻟﻣﻧزوﻋﺔ ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﺗﺟﺎرﺑﻬم ﻋﻠﯾﻬﺎ .وﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻘﻠوب ﺗظل ﻧﺎﺑﺿﺔ ،ﺑﻬذﻩ اﻟطرﯾﻘﺔ ،ﻟﻣدة ﻧﺻف
ﺳﺎﻋﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً .وﻓﻲ إﺣدى اﻟﻣرات دﻫش اﺣد اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﯾن اﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ " اﻟﻛﻠﯾﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ" ﺑﻠﻧدن ،
واﻧﺗﺎﺑﺗﻪ اﻟﺣﯾرة ﻋﻧدﻣﺎ وﺟد أن ﻗﻠوب ﺿﻔﺎدﻋﻪ اﺳﺗﻣرت ﻧﺎﺑﺿﺔ ﻟﻌدة ﺳﺎﻋﺎت ،وﻟم ﯾﺟد ﺗﻔﺳﯾراً ﻟﻬذﻩ اﻟظﺎﻫرة
ﺳوى أﻧﻬﺎ راﺟﻌﺔ إﻟﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﻣوﺳﻣﻲ ،واﻓﺗرض ذﻟك ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻓﻲ أﺣد اﻟﺗﻘﺎرﯾر.
وﻟﻛن اﺗﺿﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد أن ﻣﺳﺎﻋدﻩ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻣل ﻛﺎن ﻗد اﺳﺗﻌﻣل ﻣﺎء اﻟﺻﻧﺑور ﺑدﻻً ﻣن اﻟﻣﺎء اﻟﻣﻘطر ﻓﻲ
ﺗﺣﺿﯾر اﻟﻣﺣﻠول اﻟﻣﻠﺣﻲ .وﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻫذا اﻟدﻟﯾل ﻛﺎن ﻣن اﻟﺳﻬل ﺗﺣدﯾد أي اﻷﻣﻼح اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﺎء
اﻟﻌﺎدي ﻛﺎﻧت اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧﺷﺎط اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﻲ اﻟزاﺋد .وﻫذا ﻣﺎ ﻫدى ﺳدﻧﻲ وﻧﺟﺎر إﻟﻰ ﺗﺣﺿﯾر ذﻟك
اﻟﻣﺣﻠول اﻟذي ﯾﺣﻣل اﺳﻣﻪ ،واﻟذي أﺳﻬم ﻛﺛﯾراً ﻓﻲ اﻟﻔﺳﯾوﻟوﺟﯾﺎ اﻟﺗﺟرﯾﺑﯾﺔ.
اﻟﺗﻼزن اﻟﻣﺎﺋﻲ:
ﯾﻘول ":ﻫـ .أ .درﻫﺎم" ﻓﻲ ﺗﻘرﯾرﻩ اﻟﻣﻛﺗوب اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋن ﻛﺷف ظﺎﻫرة " ﺗﻼزن " ) ﻫو ﺗﺟﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺧﻼﯾﺎ
أو اﻟﻛﺎﺋﻧﺎت اﻟدﻗﯾﻘﺔ واﻟﺗﺻﺎﻗﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ﻓﻲ ﻛﺗل ﺗرى ﺑﺎﻟﻣﺟﻬر ،أﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ظﺎﻫرة ﻟﻠﻌﯾن اﻟﻣﺟردة
ﻋرﻓت ﺑـ "اﻟﺗرﺳﯾب" .اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﺑﻔﻌل اﻷﻣﺻﺎل اﻟﻣﺿﺎدة " :ﻛﺎن ﺻﺑﺎﺣﺎً ﻟن أﻧﺳﺎﻩ ،ﯾوم ﻣن أﯾﺎم ﻧوﻓﻣﯾر ﻋﺎم
،١٨٩٤ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻋﻠﻰ اﻫﺑﺔ اﻻﺳﺗﻌداد وﻣﻌﻧﺎ اﻟﻣﺳﺗﻧﺑت اﻟﺑﻛﺗﯾري واﻟﻣﺻل اﻟﻠذان اﻣدﻧﺎ ﺑﻬﻣﺎ "
ﺑﻔﯾﻔر" ﻻﺧﺗﺑﺎر ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ اﻟﺗﺷﺧﯾﺻﯾب ﻓﻲ اﻟﺟﺳم اﻟﺣﻲ ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺻﺎح ﺑﻲ اﻷﺳﺗﺎذ " ﺟروﺑﺎر" :درﻫﺎم ! ﺗﻌﺎل
واﻧظر .ذﻟك أﻧﻪ ﻛﺎن ﻗد وﺿﻊ – ﻗﺑل ﺣﻘن اﻟﺣﯾوان ﺑﺄﺧﻼط اﻟﻣﺻل واﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ اﻟواوﯾﺔ -ﻋﯾﻧﺔ ﺗﺣت اﻟﻣﺟﻬر
ﺣﯾث ﺗﺑدﻟت ﺗﺣت أﻧظﺎرﻧﺎ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻼزن .وﺑﻌد ﻋدة أﯾﺎم ﻛﻧﺎ ﻧﺣﺿر اﻟﻣﺧﺎﻟﯾط ﻓﻲ اوان زﺟﺎﺟﯾﺔ ﺻﻐﯾرة
ﻣﻌﻘﻣﺔ ،وﻟﻛن ﺣدث أﻧﻧﻲ ﻟم أﺟد واﺣداً ﻣﻧﻬﺎ ﺟﺎﻫزاً ﻟﻠﺗﻌﻘﯾم ،ﻓﺎﺿطررت إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام أﻧﺎﺑﯾب اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌﻘﻣﺔ
،ﺛم ﺗرﻛت اﻷﻧﺎﺑﯾب اﻟﻣﺣﺗوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﯾط اﻟﻣﺳﺗﻧﺑت واﻟﻣﺻل وﻗﺗﺎً ﻗﺻﯾراً .وﻟﻛن ﻣﺎ ﻟﺑﺛت أن ﺻﺣت :
ﺳﯾدي اﻷﺳﺗﺎذ :ﺗﻌﺎل واﻟﻧظر .ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ظﺎﻫرة اﻟﺗرﺳﯾب أﻣﺎم ﻋﯾﻧﯾﻪ! وﻫﻛذا أﺻﺑﺢ ﻟدﯾﻧﺎ اﻟطرﯾﻘﺗﺎن :
اﻟﻣﺟﻬرﯾﺔ اﻟﻣﺗﻼزﻧﺔ واﻟﻣرﺋﯾﺔ اﻟﻣﺗرﺳﺑﺔ".
ﻣﺗوﻗﻌﺎ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن ﻣﺳﺑوﻗﺎً ﺑﺄي ﻓرض .وﻫو ﻗد ﺣدث ﺑطرﯾق اﻟﺻدﻓﺔ
ً وﻫذا اﻟﻛﺷف ﻟم ﯾﻛن
أﺛﻧﺎء اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﺣث آﺧر .وﻛﺷف ﻋن ظﺎﻫرة اﻟﺗﻼزن اﻟﻣرﺋﻲ ﻟﺳﺑب ﻋﺎرض وﻫو ﻧﻘص اﻷواﻧﻲ اﻟزﺟﺎﺟﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻘﻣﺔ!!.
ﻓﺻل اﻟﺗرﯾﺑﺗوﻓﺎن:
طﻠب " ﺑوﻻﻧد ﻫوﺑﻛﻧز" ،اﻟذي ﯾﻌدﻩ اﻟﻛﺛﯾرون أﺑﺎ ﻟﻠﻛﯾﻣﯾﺎء اﻟﺣﯾوﯾﺔ ،ﻣن طﻼﺑﻪ أﺛﻧﺎء درس ﻋﻣﻠﻲ اﻟﺗدرﯾب ﻋﻠﻰ
ﺟﻣﯾﻌﺎ ﻓﻲ إظﻬﺎر اﻟﺗﻔﺎﻋل .وﻗد دل اﻟﺑﺣث
ً إﺟراء اﺧﺗﺑﺎر ﻣﻌروف ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟﺑروﺗﯾﻧﺎت ،ﺑﯾد أﻧﻬم أﺧﻔﻘوا
ﻋﻠﻰ أن ﻫذا اﻟﺗﻔﺎﻋل ﻻ ﯾﺗم إﻻ إذا اﺣﺗوى ﺣﻣض اﻟﺧﻠﯾك اﻟﻣﺳﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺋﺑﺔ ﻫﻲ ﺣﻣض اﻟﺟﻠﯾوﻛﺳﯾﻠﯾك
اﻟذي أﺻﺑﺢ ﻣﻧذ ذﻟك اﻟﺣﯾن اﻟﻛﺎﺷف اﻟﻣﻌﺗرف ﺑﻪ ﻟﻬذا اﻻﺧﺗﺑﺎر.
وﺑﺗﺗﺑﻊ ﻫوﺑﻛﻧز ﻟﻬذا اﻟدﻟﯾل أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﺟوﻋﺔ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺑروﺗﯾن ﯾﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻬﺎ
ﺣﺎﻣض اﻟﺟﻠﯾوﻛﺳﯾﻠﯾك .وﻗد ﻗﺎدﻩ ﻫذا إﻟﻰ ﻛﺷﻔﻪ اﻟﻣﺷﻬور اﻟذي ﻓﺻل ﻓﯾﻪ " اﻟﺗرﯾﺑﺗوﻓﺎن".
ﻣﺻل ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻏﻧﺎم ﻣن ﺗﻘرح ﺣ واﻓرﻫﺎ:
ﻓﻲ ﺑﺣوﺛﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺻدد ﯾذﻛر "ﺑﯾﻔرﯾدج" أﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﻣﺣﺎوﻻت ﻋدﯾدة ﻟﺗﺣﺿﯾر وﺳط ﯾﻣﻛن أن ﯾﻧﻣو ﻓﯾﻪ اﻟﻌﺎﻣل
اﻟﻣﻌدي .وﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗﺧدم ﻣﺻل اﻷﻏﻧﺎم ﻓﻲ اﻟوﺳط ،ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﻣﻧﺎﺳب واﻟﻣﻌﻘول ،إذ ﺑﺎﻟﻧﺗﺎﺋﺞ ﻛﺎﻧت ﺳﻠﺑﯾﺔ
ﺑﺎﺳﺗﻣرار ،وأﺧﯾراً ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن اﻷوﺳﺎط ،وﻟﻛن ﻛﯾف ﺗم ﻟﻪ ﻫذا؟ ﯾﻘول :
" وﺟدﺗﻧﻲ اﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺻل اﻟﺣﺻﺎن ﺑدﻻً ﻣن ﻣﺻل اﻷﻏﻧﺎم ،وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻧﻔﺎذ اﻟﻛﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ
ﻟﻲ ﻣن اﻟﻣﺻل اﻷﺧﯾر ﺳﺎﻋﺗﻬﺎ .وﺑﻔﺿل ﻫذا اﻟﺗﺻرف – ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺻود وﻏﯾر اﻟﻣﺧطط ﻟﻪ – أﺻﺑﺢ ﻣن
اﻟﻣﯾﺳور ﻋزل اﻟﻌﺎﻣل اﻟﻣﺳﺑب ﻟﻠﻣرض ٕواﺛﺑﺎت ﻣﻔﻌوﻟﻪ .وﻫذا اﻟﻌﺎﻣل ﻫو ﻛﺎﺋن ﻋﺿوي ﯾﻧﻣو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﺟود
ﻣﺻل اﻟﺣﺻﺎن ﻻ ﻣﺻل اﻷﻏﻧﺎم".
وﻫﻛذا أدت اﻟﺻدﻓﺔ – وﺣدﻫﺎ -ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﻣﻌم أﺷﺎر ﻓﯾﻪ اﻟﻌﻘل إﻟﻰ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟف!.
ﻋﺻﯾﺎت اﻟدرن :ﺣدث ﻛﺷف "ﺑول اﯾرﻟﯾش" ﻟﻠطرﯾﻘﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺻﺑﻎ ﻋﺻﯾﺎت "ﺑﺎﺳﯾﺎﻻت" اﻟدرن ،ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﱠ ﺻﺑﻎ
ﺗرﻛﻪ ﺑﻌض ﻣﺳﺗﺣﺿراﺗﻬﺎ ﻓوق ﻓرن أﺷﻌﻠﻪ آﺧر ﺑﻌد ذﻟك ﺳﻬواً .ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﺣرارة اﻟﻔرن – وﺑﺎﻟﺻدﻓﺔ اﻟﻐرﯾﺑﺔ-
ﻫﻲ ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ اﻟدرﺟﺔ اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺗﻣﻛن اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺷﻣﻌﯾﺔ اﻟﻣﻐﻠﻔﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺑﻛﺗﯾرﯾﺎ ﻣن اﻣﺗﺻﺎص اﻟﺻﺑﻐﺔ ! .
وﻗد ﻋﻠق "روﺑرت ﻛوخ" ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣدث ﺑﻘوﻟﻪ " :إﻧﺎ ﻟﻣدﯾﻧﯾن ﺑﺎﻟﻔﺿل ﻟﻬذا اﻟظرف وﺣدﻩ ،ﻓﻲ أﻧﻪ أﺻﺑﺢ ﻣن
اﻟﻣﻌﺗﺎد اﻟﺑﺣث ﻋن ﺗﻠك اﻟﻌﺻﯾﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﺻﺎق! ".
ﺧﺎﺻﯾﺔ اﻟﻔورﻣﺎﻟﯾن:
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن " راﻣون" ﯾﺿﯾف اﻟﻣواد اﻟﻣطﻬرة ﻟﻠرواﺷﺢ ﺑﻘﺻد ﺣﻔظﻬﺎ ﻣن اﻟﺗﻠف ،ﻛﺷف – ﻣﺻﺎدﻓﺔ – ﺧﺎﺻﯾﺔ
اﻟﻔورﻣﺎﻟﯾن ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﺳﻣوم " اﻟﺗوﻛﺳﯾﻧﺎت" ،دون اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗوﻟﯾد اﻻﺟﺳﺎم اﻟﻣﺿﺎدة.
وﻣن ﻣﯾدان اﻟﻔﯾزﯾﻘﺎ ﻧﺳوق أﻣﺛﻠﺔ أرﺑﻌﺔ ﻻﻛﺗﺷﺎﻓﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ :
وﻗد وﺿﻊ ﺟﺎﻟﯾﻠﯾو ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻧدول ،وﻟﻛن ﺻﻌوﺑﺔ ﻋد اﻟذﺑذﺑﺎت وﺗﻼﺷﯾﻬﺎ ﺑﺎﻟﺗدرﯾﺞ ﺑﻌد ﻓﺗرة ﻗﺻﯾرة أدى إﻟﻰ ﺗرك
اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ،ﺣﺗﻰ ﺟﺎء ﻋﻠﻣﺎء آﺧرون واﺳﺗطﺎﻋوا اﺳﺗﺧدام اﻟﺑﻧدول ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛﯾﺔ.
ورﻏم أن ﺟﺎﻟﯾﻠﯾو ﻗد وﺿﻊ ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻧدول ،وﻟﻛن ﻻ ﻧﻧﺳﻰ أن اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﺳﻠم )ﻛﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﯾوﻧس( ﻗد
ﺳﺑق ﺟﺎﻟﯾﻠﯾو ﺑﺎﻛﺗﺷﺎف اﻟرﻗﺎص)اﻟﺑﻧدول(.
اﻟﺟدري ﺣﺎﻟﺑﺎت اﻟﺑﻘر
ﻛﺎن ﻣرض اﻟﺟدري ﻣن أﻛﺛر اﻷﻣراض ﺧطورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ،وﻓﻲ أواﺧر اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر ﻻﺣظ طﺑﯾب
اﻟرﯾف اﻹﻧﺟﻠﯾزي "إدوارد ﺟﻧر" أن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻼﺗﻲ ﯾﺣﻠﺑن اﻟﺑﻘر ،وﺗﻌرﺿن ﻟﺣﺎﻟﺔ ﺧﻔﯾﻔﺔ ﻣن اﻟﺟدري وﻫو ﺟدري
اﻟﺑﻘر ﻻ ﯾﺻﺑن ﺑﺎﻟﺟدري ،وﻗد اﺳﺗﻧﺗﺞ "ﺟﻧر" أن ﺟدري اﻟﺑﻘر ﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﺣدوث ﻣﻧﺎﻋﺔ ﺿد اﻟﺟدري،وﻛﺎﻧت
ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗطﻌﯾم ،ﻟﻠﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣن اﻷﻣراض اﻟﺧطﯾرة.
وﻛﻣﺎ ﯾﺣدث ﻣﻊ ﻛل ﻣﺑدع أو ﻣﺻﻠﺢ ﻓﺈن اﻟرﻋﺎع واﻟدﻫﻣﺎء ،وﺣﺛﺎﻟﺔ اﻟﺷﻌوب اﻟذﯾن ﯾﺗﺑﻌون ﻛل زاﻋق وﻧﺎﻋق
وﻗﻔوا ﺿد "ﺟﻧر" وأﺳﺳوا ﺟﻣﻌﯾﺔ ﻣﺿﺎدة ﻟﻠﺗطﻌﯾم ،وﻟﻛن "ﺟﻧر" ﻟم ﯾﺄﺑﻪ ﺑﻬم واﺳﺗطﺎع ﻧﺷر ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺗطﻌﯾم .
إدوارد ﻛﻧدال وﻫرﻣون اﻟﺛﯾروﻛﺳﯾن
ﻗﺑل ﻛﻧدال ﻟم ﯾﻛن أﺣد ﯾﻌرف ﻓ واﺋد اﻟﻐدة اﻟدرﻗﯾﺔ ،وﻗد ﻛﺎن ﯾﻌﻣل ﻓ ﻲ دﺗروﯾت ﺳﻧو ١٩١٠م ،وأراد أن ﯾﻌرف
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻗﺻور اﻟﻐدة اﻟدرﻗﯾﺔ واﻻﺳﺗدﻻل ﻋﻠﯾﻪ.
اﻧﺗﻬت ﺗﺟﺎرﺑﻪ ﻓﻲ ﻛﺎﻧون أول ﻋﺎم ١٩١٤م واﻟﺗﻲ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺄﻛد ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﻣن وﺟود اﻟﯾود ﻓﻲ اﻟﻐدة
اﻟدرﻗﯾﺔ ﺑﺳﻧﺔ ﺗﺗراوح ﻣن ، %٤٢-٢٦وأﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻛﺎن ذﻫﻧﻪ ﻣﺷﻐول ﺑﺎﻟﻣؤﺗﻣر اﻟذي ﺳﯾﻌﻠن ﻓﯾﻪ
ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺗﺟﺎرﺑﻪ وﻣﺎ ﯾﻧﺗظرﻩ ﻣن ﻣﻘﺎﺑﻼت ﻣﻊ ﻣؤﯾدﯾن وﻣﺷﻛﻛﯾن ،وﻟم ﯾﻧﺗﺑﻪ إﻻ وﺧﻼﺻﺔ اﻟﻐدة اﻟدرﻗﯾﺔ ﻗد ﺗﻌرﺿت
إﻟﻰ ﺗﺳﺧﯾن طوﯾل وﻓﺳدت..
وﻗﺎل ﻛﻧدال ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻪ :ﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻫذا اﻟﻔﺳﺎد ﺗﺎﻣﺎ ،وﻟﻌﻠﻪ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن إﻧﻘﺎذ ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻣﻧﻪ !
أزال اﻟرواﺳب اﻟﻣﺣروﻗﺔ وأﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻛﺣول ﺛم إﺣدى اﻟﻣواد اﻟﻘﻠوﯾﺔ وأﺧﯾرا ﺑﺿﻊ ﻧﻘﺎط ﻣن ﺣﻣض اﻟﺧل،
وﻓرغ ﻣن ذﻟك ﻋﻧد اﻟﻐروب ﻓﺄﺳرع إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻪ.
وﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح اﻟﺑﺎﻛر ﻟﻠﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ وﺻل إﻟﻰ ﻣﺧﺗﺑرﻩ ﻟﯾرى اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﻔﺎﺳدة أﻟﺗﻲ أﺟراﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣس ﻓﺷﺎﻫد ﺑﻠورات
ﻗدر ﻛﻧدال
ﺻﻐﯾرة ﻣﺗﺟﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺟدار أﻧﺑوب اﻻﺧﺗﺑﺎر،إﻧﻬﺎ ﺑﻠورات ﺻﻐﯾرة وﺣﺎدة ﻛﺎﻟدﺑﺎﺑﯾس ،ﻛﻣﯾﺗﻬﺎ ﻗﻠﯾﻠﺔ ّ
وزﻧﻬﺎ ﺑﺧﻣﺳﯾن ﻣﻠﻲ ﻏرام .
أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟﺑﻠورات ﺗﻔﻛﯾرﻩ وذﻛّرﺗﻪ ﺑﺑﻠورات )ﺗﺎﻛﺎﻣﯾن( ﻋﻧد إﻛﺗﺷﺎﻓﻪ ﻟﻸدرﯾﻧﺎﻟﯾن ،وﻟﻣﺎذا ﯾﺗذﻛر ذﻟك وﻟﯾس ﻟﻌﻣﻠﻪ
ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻷدرﯾﻧﺎﻟﯾن ،وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ذﻟك ﻟم ﺗﻔﺎرﻗﻪ ﻫذﻩ اﻟذﻛرى وأﺧذ ﯾﺣس ﺑﺧﻔﻘﺎن ﻗﻠﺑﻪ
ﺑﻠورات ...ﺑﻠورات...ﺑﻠورات ...
وﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻋﻣد إﻟﻰ اﻟﺗﺣﻠﯾل،وﻛﺎن اﻟﻣﻬم ﻋﻧدﻩ وﺟود اﻟﯾود ،ووﺟد أن اﻟﺑﻠورات ﺗﺣﺗوي اﻟﯾود ﺑﻧﺳﺑﻪ . %٦٠
أﺳﻌدﺗﻪ ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻛﺎدت ﺗﺣﺑس أﻧﻔﺎﺳﻪ،وﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أن اﻛﺗﺷف ﻛﻧدال ﻫرﻣون اﻟﻐدة اﻟدرﻗﯾﺔ وﻫو
)اﻟﺛﯾروﻛﺳﯾن(،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﯾﺎم ﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﺑﺷر ﯾﻌﺗﻣدون ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻬرﻣون وﻫرﻣوﻧﺎت أﺧرى
وﻣﻧﻬم ﻛﺎﺗب ﻫذﻩ اﻟﺳطور.
ﻣذﻧب ﻫﺎﻟﻲ
ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم اﻻﻧﺟﻠﯾزي إدﻣوﻧد ﻫﺎﻟﻲ ﻣﻐرﻣﺎً ﺑرﺻد اﻟﻣذﻧﺑﺎت ودراﺳﺗﻬﺎ .
وﻣن ﺣﺳن ﺣظﻪ اﻧﻪ ﻋﺎﺻر اﻟﻣذﻧب اﻟذي ظﻬر ﻋﺎم ١٦٨٢م)وﻋرف ﻻﺣﻘﺎً ﺑﺎﺳﻣﻪ ( ..وﺑﻌد اﻟرﺟوع إﻟﻰ
اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻔﻠﻛﯾﺔ أﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﻗﻧﺎﻋﺔ ﺑﺄن اﻟﻣذﻧب اﻟذي ﺷﺎﻫدﻩ ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟذي ظﻬر أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ ١٥٣٠و
.١٦٠٦وﻷن اﻟﻔرق ﺑﯾن اﻟﺗوارﯾﺦ اﻟﺛﻼﺛﺔ ﯾﺑﻠﻎ ) ٧٦ﻋﺎﻣﺎً و ١٠أﯾﺎم( ﺗوﻗﻊ ﻫﺎﻟﻲ ظﻬورﻩ ﻣﺟدداً ﻓﻲ اﻷﻋوام
1758و ١٨٣٤و ١٩١٠و ١٩٨٦م)واﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﺧﯾر ﻫو آﺧر ﻣرة ﺷوﻫد ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺑل ﻋودﺗﻪ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﺎم
ﻋﺎﻣﺎ
٢٠٦٢م( .ورﻏم أن ﻫﺎﻟﻲ ﺗوﻓﻲ ﻗﺑل ظﻬورﻩ ﻣﺟدداً إﻻ أن ﺗوﻗﻌﺎﺗﻪ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﺣﻠﻬﺎ وظﻬر اﻟﻣذﻧب ﺑﻌد ً ٧٦
ﺑﺎﻟﺿﺑط )ﻓﺄطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻣذﻧب ﻫﺎﻟﻲ ﺗﻛرﯾﻣﺎً ﻟﻪ( !!
واﻟﻣذﻧﺑﺎت ﻋﻣوﻣﺎً ﺗدور ﺣول اﻟﺷﻣس ﻓﻲ ﻣدارات ﺑﯾﺿﺎوﯾﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ )ﻟدرﺟﺔ ﻗد ﺗﻣر ﻗرون ﻗﺑل ﻣرورﻫﺎ ﺑﺎﻷرض(.
وﻫﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﻣن أطراف اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ وﺗﺗﻛون ﻣن ﻧواة ﺛﻠﺟﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ﻗد ﯾﺻل ﻗطرﻫﺎ إﻟﻰ ٥٠ﻛﯾﻠوﻣﺗ ًار
)ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻣذﻧب ﻫﯾل -ﺑوب( .وﺣﯾن ﺗﻣر ﺑﻘرب اﻟﺷﻣس ﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺑﺧر ﻓﺗظﻬر ﻟﻬﺎ ذﯾول طوﯾﻠﺔ وﺗﺑدأ ﺑﺎﻟﺗﺂﻛل
ﺗدرﯾﺟﯾﺎً )ﻟدرﺟﺔ أن ﻣذﻧب ﻫﺎﻟﻲ ﺑدا ﻓﻲ آﺧر زﯾﺎرة أﺻﻐر ﻣن اﻟﻘﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﻲ ذﻛرﻫﺎ ﻫﺎﻟﻲ ﻋﺎم .. (١٦٨٢
ﻋﻠﻰ أﯾﺔ ﺣﺎل ،رﻏم أن اﻟﻔﺿل ﯾﻌود إﻟﻰ أدﻣوﻧد ﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ اﻛﺗﺷﺎف دورﯾﺔ
ﻣﺛﻼ
اﻟﻣذﻧﺑﺎت ﻟﻛﻧﻪ -ﺑﺎﻟطﺑﻊ -ﻟﯾس أول ﻣن رﺻدﻫﺎ ،ﻓﺎﻟﺗراث اﻹﺳﻼﻣﻲ ً
ﯾزﺧر ﺑوﺻف ﻣذﻧﺑﺎت ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ "ﻫﺎﻟﻲ" ﻧﻔﺳﻪ ..وﯾﺗﺿﺢ ﻫذا ﻣن ﺗطﺎﺑق ﺗوارﯾﺦ اﻟرﺻد ﻣﻊ ﻣواﻋﯾد ظﻬور
ﻋﺎﻣﺎ ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ آﺧر ظﻬور( ..ﻓﻘد ﺗﺣدث اﺑن اﯾﺎس ﻣﺛﻼً ﻋن ظﻬور ﻣذﻧب
اﻟﻣذﻧب )اﻟﺗﻲ ﺗﺗطﻠب ﻓﻘط طرح ً ٧٦
"ﻫﺎﻟﻲ" ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ﺑداﺋﻊ اﻟزﻫور ﻋﺎم ٨٦٢ﻫـ )اﻟﻣواﻓق ١٤٥٤ﻣﯾﻼدي( .ﻛﻣﺎ ﺳﺟل ظﻬورﻩ اﺑن اﻷﺛﯾر ﻋﺎم ٦١٩ﻫـ
اﻟﻣواﻓق ١٢٢٢ﻣﯾﻼدي ،وﻗﺑل ذﻟك ﺳﺟﻠﻪ اﻟﻣﻘرﯾزي ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ إﺗﺣﺎف اﻟﺣﻧﻔﺎء ﻋﺎم ٣٧٩ﻫـ اﻟﻣواﻓق
٩٨٩ﻣﯾﻼدي .ﻛﻣﺎ ﺳﺟﻠﻪ اﺑن اﻟﺟوزي ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻣﻧﺗظم ﻋﺎم ٢٩٩ﻫـ اﻟﻣواﻓق ٩١٣ﻣﯾﻼدي ..أﻣﺎ أﻗدم ﺗﺎرﯾﺦ
رﺻد ﻓﯾﻪ ﻣذﻧب ﻫﺎﻟﻲ ﻓﺟﺎء ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻔﯾﻠﺳوف اﻟﻛﻧدي )وﻛﺗﺎب اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻲ
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻻﺑن اﻷﺛﯾر( ﻋﺎم ٢٢٢ﻫـ اﻟﻣواﻓق ٨٣٧ﻣﯾﻼدي ..وﯾﻌد اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻷﺧﯾر أدق وأوﺿﺢ رﺻد ﻟﻣذﻧب ﻫﺎﻟﻲ
ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻻﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﻘد أﻟف ﻋﻧﻪ اﻟﻔﯾﻠﺳوف أﺑو اﺳﺣﺎق اﻟﻛﻧدي رﺳﺎﻟﺔ ﺑﻌﻧوان "رﺳﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﻣﺎ رﺻد ﻣن
اﻷﺛر اﻟﻌظﯾم اﻟذي ظﻬر ﻓﻲ ﺳﻧﺔ اﺛﻧﯾن وﻋﺷرﯾن وﻣﺎﺋﺗﯾن ﻟﻠﻬﺟرة "..
ﻛﻣﺎ وﺻﻔﻪ اﺑن اﻷﺛﯾر ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ "ﻓﻲ ﺳﻧﺔ اﺛﻧﯾن وﻋﺷرﯾن وﻣﺎﺋﺗﯾن ﻟﻠﻬﺟرة ظﻬر ﻋن ﯾﺳﺎر اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻛوﻛب ذو ذﻧب
وﺑﻘﻲ ُﯾرى ﻧﺣو أرﺑﻌﯾن ﻟﯾﻠﺔ وﻛﺎن أول ﻣﺎ طﻠﻊ ﻣن اﻟﻣﻐرب ﺛم رﻧﻲ ﻧﺣو اﻟﻣﺷرق وﻛﺎن أﺑﯾض طوﯾﻼً ﻓﻬﺎل
اﻋﺗﻘﺎدا ﻣﻧﻬم أن
ً اﻟﻧﺎس وﻋظم أﻣرﻩ ﻋﻠﯾﻬم" ..وﺗﺗﺣدث اﻷﺧﺑﺎر ﻋن رﻋب ﺟﻣﺎﻋﻲ أﺻﺎب اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
ﻏرﯾﺑﺎ ﺳﯾﺳﻘط ﻋﻠﻰ اﻷرض ..وﺣﯾن اﺧﺗﻔﻰ ﻋن اﻷﻧظﺎر ﺑﻘﻲ ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﻧﺎس -ﻟدرﺟﺔ أن أﺑﻲ ﺗﻣﺎم
ً ﻛوﻛﺑﺎً
ذﻛرﻩ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﻣﺷﻬورة "اﻟﺳﯾف أﺻدق أﻧﺑﺎء ﻣن اﻟﻛﺗب" ﺑﻘوﻟﻪ :
وﺧوﻓوا اﻟﻧﺎس ﻣن دﻫﯾﺎء ﻣظﻠﻣﺔ إذا ﺑدا اﻟﻛوﻛب اﻟﻐرﺑﻲ ذو اﻟذﻧب
ّ
ﻣﻛﺗﺷف اﻟﻛﻠوروﻓورم)أول ﻋﻘﺎر ﻟﻠﺗﺧدﯾر(
اﻟﻌﺎﻟم واﻟﺟراح ﺟﯾﻣس ﯾوﻧﺞ ﺳﻣﺑﺳون )١٨٧٠-١٨١١م( ﻣﻛﺗﺷف
اﻟﻛﻠوروﻓورم ،أول ﻋﻘﺎر ﻟﻠﺗﺧدﯾر اﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺟراﺣﯾﺔ ،أﻗﺎﻣوا
ﺣﻔﻼ ﻟﺗﻛرﯾﻣﻪ ﻋﻧدﻣﺎ ﺑﻠﻎ اﻷرﺑﻌﯾن ﻣن ﻋﻣرﻩ وﻗﺑل وﻓﺎﺗﻪ ﺑﻌﺎم واﺣد ،وﻗد
ﺿم اﻟﺣﻔل ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟﺟراﺣﯾن اﻟذﯾن وﻗﻔوا ﺟﻣﯾﻌﺎ ﯾﺷﯾدون ﺑﻬذا
اﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌظﯾم اﻟذي أﻧﻘذ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن آﻻﻣﻬﺎ .
وﻣﺎ ﻛﺎد اﻟﺧطﺑﺎء ﯾﻧﺗﻬون ﻣن إﻟﻘﺎء ﻛﻠﻣﺎﺗﻬم ﺣﺗﻰ ﻧظروا إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم
ﺟﯾﻣس ﻓوﺟدوا ﻋﯾﻧﯾﻪ ﻏﺎرﻗﺗﺎن ﻓﻲ اﻟدﻣوع ،ﻟﻘد ﻛﺎن ﯾﺑﻛﻲ ﻛﻣﺎ ﯾﺑﻛﻲ
اﻷطﻔﺎل.
وأﺧﯾرا وﻗف اﻟرﺟل ﻟﯾﺗﻛﻠم ،وﯾﺷﻛر اﻟﻣﺣﺗﻔﯾن ﺑﻪ ،وﻗﺎل:ﻫﻧﺎﻟك اﻣرأة ﻛﻧت أﺗﻣﻧﻰ أن ﺗﻛون ﺑﯾﻧﻧﺎ اﻟﯾوم ،ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ
ﺣﻔزﺗﻧﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻣل واﻟﺑﺣث ﻋن وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﺧﻔﯾف آﻻم اﻟﺑﺷرﯾﺔ..ﻟﻘد رأﯾﺗﻬﺎ وﻫﻲ راﻗدة ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت ﻣﻌﺻوﺑﺔ
اﻟﻌﯾﻧﯾن ﻣﺷدودة اﻟﯾدﯾن واﻟﺳﺎﻗﯾن ،وﻣﺷرط اﻟﺟراح ﯾﻌﻣل ﻓﻲ ﺑطﻧﻬﺎ وﻫﻲ ﺗﺻرخ وﺗﺗﺄﻟم ،آﻻﻣﺎ ﺗﻔوق طﺎﻗﺔ اﻟﺑﺷر
،ﺣﺗﻰ ﻓﻘدت وﻋﯾﻬﺎ وذﻫﺑت ﻓﻲ ﻏﯾﺑوﺑﺔ طوﯾﻠﺔ ﻟم ﺗﻔق ﻣﻧﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ،ﻟﻘد ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﻫﻲ أﻣﻲ
،وﻣن أﺟل أﻣﻲ وﻛل أﻷﻣﻬﺎت ﺑدأت أﺑﺣﺎﺛﻲ ودراﺳﺎﺗﻲ ﻷﻧﻘذ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وأﺣول ﻫذﻩ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻠﻌﯾﻧﺔ ﻣن ﻏرﻓﺔ
ﻟﻠﺗﻌذﯾب إﻟﻰ ﻏرﻓﺔ ﻟﻠﺟراﺣﺔ ﺑدون أﻟم ! ﻟﻘد ﻛﺎﻧت أﻣﻲ ﻫﻲ ﻣﻠﻬﻣﺗﻲ،وﻟﻛﻧﻬﺎ رﺣﻠت ﻋن ﻫذا اﻟﻌﺎﻟم دون أن ﺗرى
ﺛﻣرة ﺟﻬود اﺑﻧﻬﺎ وﻛﻔﺎﺣﻪ.
ﺗﻧﺑؤات ﻣﻧدﯾﻠﯾف
ﻟﻘد أﻛﺗﺷﻔت ﻋﻧﺎﺻر ﻋدﯾدة ،وﻟﻛن ﻟم ﯾﺗﻣﻛن اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻣن وﺿﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﺗرﺗﯾب ﻣﻌﯾن أو ﺗﻘﺳﯾم
اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺣﺳب أﺳس ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺗرﺑط ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﺑﺑﻌﺿﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺟﺎء اﻟﻌﺎﻟم ﻣﻧدﻟﯾف.
ﻧﻌرف أن اﻟﻌﺎﻟم اﻟروﺳﻲ ﻣﻧدﻟﯾف ﻫو واﺿﻊ اﻟﺟدول اﻟدوري ﻟﻠﻌﻧﺎﺻر،وﻗد رﺗب اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ دورات
وﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺣﺳب ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ،وﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺟدول ﯾﻣﻛن ﻣﻌرﻓﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻌﻧﺻر ﺑﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻧﺗﻣﻲ إﻟﯾﻬﺎ
وﻗد ﻛﺎن ﻣﻧدﻟﯾف واﺛﻘﺎ ﻣن ﺟدوﻟﻪ ﻟدرﺟﺔ أﻧﻪ أﺟرى ﺗﻌدﯾﻼت ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺟدول أﻓزﻋت اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ،ﻓﻘد
ﻛﺎن ﻣﻌروﻓﺎ أن اﻟوزن اﻟذري ﻟﻠﺑﯾرﯾﻠﯾوم ﻫو ، ١٤وﻟﻛن ﻣﻧدﻟﯾف ﻗﺎل ﺑﺎﺳﺗﺣﺎﻟﺔ ﻫذا ﻷن ﺟدوﻟﻪ ﻟم ﺗﻛن ﺑﻪ ﺧﺎﻧﺔ
ﻟﻌﻧﺻر ﻟﻪ ﻫذا اﻟوزن اﻟذري ،وﻗد وﺿﻊ اﻟﺑﯾرﯾﻠﯾوم ﻓﻲ اﻟﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺟﺎﻧب اﻟﻣﻐﻧﯾﺳﯾوم اﻟﻣﺷﺎﺑﻪ ﻟﻪ ،وﻫذا ﯾﻌﻧﻲ
أن اﻟﺑﯾرﯾﻠﯾوم ﯾﺟب أن ﯾﺗوﺳط اﻟﻠﯾﺛﯾوم واﻟﺑورون ﻓﻲ اﻟوزن اﻟذري ،أي أن وزﻧﻪ اﻟذري ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﺣواﻟﻲ ٩
،وﻗد ﺗﺄﻛد اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻣن ﺻﺣﺔ ﺗﻧﺑؤ ﻣﻧدﻟﯾف ،ﺣﯾث أﻋﯾد ﻗﯾﺎس اﻟوزن اﻟذري ﻟﻠﺑﯾرﯾﻠﯾوم ووﺟد أﻧﻪ . ٩.٠١٣
ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﺗﻧﺑﺄ ﺑﺧطﺄ ﻗﯾﺎس اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻟﻠوزن اﻟذري ﻟﻛل ﻣن اﻹﻧدﯾوم واﻟﯾوراﻧﯾوم ،وﻗد ﺛﺑت أن ﺗﻧﺑؤﻩ ﺻﺣﯾﺢ.
وﻛﺎﻧت أﻋظم ﻣﺟﺎزﻓﺔ ﻗﺎم ﺑﻬﺎ ﻣﻧدﻟﯾف ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻧﺑﺄ ﺑوﺟود ﻋﻧﺎﺻر ﻟم ﺗﻛن ﻣﻛﺗﺷﻔﻪ ﺑﻌد وﺣدد ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ،وﻛل ﻫذا
ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺟدوﻟﻪ ،ﻓﻣﺛﻼ وﺟد ﻓﻲ اﻟﺟدول ﻓﺟوة ﻟﻌﻧﺻرﯾن ﺑﯾن اﻟﺧﺎرﺻﯾن واﻟزرﻧﯾﺦ ،وﻗد ﺗﻧﺑﺄ ﺑﻬذﯾن اﻟﻌﻧﺻرﯾن
وﺣدد ﺻﻔﺎﺗﻬﻣﺎ .
وﻛﺎن ﻓﻲ ﺟدول ﻣﻧدﻟﯾف ﺧﺎﻧﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﺧﺎﻟﯾﺔ وﻛﺎن واﺛﻘﺎ ﻣن وﺟود ﻋﻧﺻر ﻏﯾر ﻣﻌروف ﯾﺷﻐل ﻫذﻩ اﻟﺧﺎﻧﺔ ،وﻗد
ﺣدد ﺻﻔﺎت ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر.
وﻟﯾس ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﺗﺻور ﺗﺣد أﻛﺛر ﺗﺣدﯾدا وﻣﺟﺎزﻓﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ٕ،واذا ﻣﺎ وﺟدت ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻌﻼ
ﻓﺈن ﻣﻧدﻟﯾف ﯾﺻﺑﺢ ﺑطﻼ ،وﻻ ﯾﺟد أﺣد ﻗﺎدرا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎﺑرة ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﺟدوﻟﻪ.
أﻣﺎ إن ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻏﯾر ﻣوﺟودة ﻓﺈن ﻣﻧدﻟﯾف ﯾﺻﺑﺢ أﻓﺷل ﻋ ّراف ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء.
رﻓض اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣر أن ﯾﻧظروا ﺟدﯾﺎ ﻟﺗﻧﺑؤات ﻣﻧدﻟﯾف ،ﻓﻘد اﺳﺗﻧﺗﺞ اﻟﻌﻠﻣﺎء وﺟود ﻋﻧﺎﺻر ﻣن
أﻟوان اﻟﻣﻌﺎدن أو ﺧطوط اﻟطﯾف أﻣﺎ ﻣﻧدﻟﯾف ﻓﻠم ﯾﻛن ﻣﻌﻪ ﺳوى ﺟدول ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﺗﺟرأ أن ﯾﺻف ﻋﻧﺎﺻر
ﻟم ﯾﻘدم أي دﻟﯾل ﻣﻠﻣوس ﻋﻠﻰ وﺟودﻫﺎ.
وﺧﻼل ﺳﻧوات ﻗﻠﯾﻠﺔ ﺗم اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺑﺄ ﺑﻬﺎ ﻣﻧدﻟﯾف وﻗد ﻛﺎﻧت ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ ﻣطﺎﺑﻘﺔ ﻟﺗﻧﺑؤاﺗﻪ،وﻗد ﻧﺎل
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻛرﯾم وأﺻﺑﺢ ﺟدوﻟﻪ ﻣﻌﺗرﻓﺎ ﺑﻪ ﻛﺎﻛﺗﺷﺎف ﺑﺎﻟﻎ اﻷﻫﻣﯾﺔ.
وﻗد أدى ﻫذا اﻻﻧﺗﺻﺎر إﻟﻰ اﻻﻫﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟﺟدول اﻟدوري،وﻗد ﻛﺎن ﺗرﺗﯾﺑﻪ ﯾوﺣﻲ ﺑﺄن ﻋدد اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣﺣدود،وأن ﻛل
ﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻫو أن ﯾﻛﻣﻠوا اﻟﺻﻔوف واﻷﻋﻣدة ،وﯾﺛﺑﺗوا وﺟود ﺗﻠك اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن اﻛﺗﺷﻔت ﺑﻌد،
أو ﻫذا ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺑدو
وﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﻼﺣﻘﺔ ﺗم اﻛﺗﺷﺎف ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ٕواﻛﻣﺎل ﺟدول ﻣﻧدﻟﯾف اﻟدوري.
وﻗد واﺟﻬت اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣﯾث اﻛﺗﺷﻔت ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻟم ﻟﻬﺎ ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟدوري ،وﻗد ﻛﺎن
اﻟﺣل ﯾﺳﯾرا ﻓﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أن ﻣﻧدﻟﯾف ﻧﺳﻲ ﺻﻔﺎ ﻛﺎﻣﻼ.
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﺔ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أﻫﻣﯾﺔ ﺗرﺗﯾب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ واﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﻔﯾدة.
اﻛﺗﺷﺎف ﻣﯾﻛروب اﻟﺟﻣرة
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﺎﻟم اﻟﻣﯾﻛروﺑﺎت )ﺑﺎﺳﺗور( ﺳﺎﺋرا ﻓﻲ وﺳط اﻟﺣﻘول ﻻﺣظ وﺟود ﺑﻘﻌﺔ
ﻣن اﻟﺗرﺑﺔ ذات ﻟون ﻣﺧﺗﻠف ﻋﻣﺎ ﺣوﻟﻬﺎ ،وﻟﻣﺎ ﺳﺄل ﺻﺎﺣب اﻷرض ﻋن
اﻟﺳﺑب أﺧﺑرﻩ أن اﻷﻏﻧﺎم اﻟﺗﻲ ﻣﺎﺗت ﻣن اﻟﺟﻣرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑق ﻗد دﻓﻧت
ﻓﯾﻬﺎ.
ﻓﻔﺣص اﻟﺗرﺑﺔ ﺑدﻗﺔ ﻓوﺟد أن دﯾدان اﻷرض أﺛﻧﺎء اﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﻋﻣق اﻟﺗرﺑﺔ إﻟﻰ
ﺳطﺣﻬﺎ ﺗﺣﻣل ﺟزء ﻣن اﻟطﯾن اﻟﻣوﺟود ﺣول اﻟﺟﺛث اﻟﻣﻠﻲء ﺑﺟراﺛﯾم اﻟﺟﻣرة
،وﻗد ﻟﻘﺢ أﺣد ﺣﯾواﻧﺎت اﻟﺗﺟﺎرب ﺑﺎﻟطﯾن اﻟﻣﺳﺗﺧﻠص ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺗرﺑﺔ ﻓﺄﺻﯾب ﺑﺎﻟﻣرض،وﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ
ﻣﻼﺣظﺔ ﻫذا اﻟﺗﻐﯾر اﻟﺑﺳﯾط ﻓﻲ ﻟون ﺗرﺑﺔ أﺣد اﻟﺣﻘول اﻛﺗﺷﺎف ﺟرﺛوﻣﺔ ﺧطﯾرة.
اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ
ﻓﻲ ﻣﻌﻬد اﻟﻔﯾزﯾﺎء ﻓﻲ ٨ﻧوﻓﻣﺑر ١٨٩٥م ﻛﺎن "روﻧﺗﺟن" ﯾﺟري أﺑﺣﺎﺛﺎ ﻋن أﺷﻌﺔ
اﻟﻣﻬﺑط ،وﯾﻣﻛن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑوﺻل أﻧﺑوب زﺟﺎﺟﻲ ﻣﻔرغ ﻣن اﻟﻬواء ﺑﻣﺻدر ﻟﻠﺗﯾﺎر
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻟﻪ ﻓرق ﺟﻬد ﻋﺎل ﺟدا ﻣﺛل ﻣﻠف رﻣﻛورف
،ﻏطﻰ روﻧﺗﺟن اﻷﻧﺑوﺑﺔ ﺑورق اﺳود ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗﺳرب ﺗﻠك اﻷﺷﻌﺔ ﻣن اﻷﻧﺑوﺑﺔ
،وﺑدأ ﺑﺗﺷﻐﯾل ﻣﻠف رﻣﻛورف ،ﻓﻼﺣظ أن ﺳﺗﺎرا ﻣن اﻟﻔﻠورﺳﻧت ﻣوﺿوع ﻋﻠﻰ أﺣد
ﻣﻘﺎﻋد اﻟﻐرﻓﺔ ﻗد أﺿﺎء ﻓﺟﺄة ،ﻓﻘﺎل روﻧﺗﺟن :إﻧﻬﺎ ﺣﻘﺎ ﻣدﻫﺷﺔ ،إذا ﻟﻧﻘطﻊ اﻟﺗﯾﺎر
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ اﻟواﺻل ﻟﻸﻧﺑوﺑﺔ ،وﻣﺎذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ؟
اﻧطﻔﺄت اﻹﺿﺎءة ﻣن ﺳﺗﺎر اﻟﻔﻠورﺳﻧت .ﻻ ﺑد إذا ﻣن أن أﺷﻌﺔ ﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ ﻗد ﺗﺳرﺑت ﻣن اﻷﻧﺑوﺑﺔ
،ﻛﺎن ﻫذا ﻫو اﻹﺳﺗﻧﺗﺎج اﻟطﺑﯾﻌﻲ اﻟذي ﺗوﺻل إﻟﯾﻪ روﻧﺗﺟن ،وﻟﻛن ﻣﺎ طﺑﯾﻌﺔ ﻫذا اﻹﺷﻌﺎع،وﻣﺎ ﻫو أﺻﻠﺔ ،ﻻ
ﯾﻌرف،وﻟﻬذا أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺷﻌﺔ )، (Xوﻛﻣﺎ ﻧﻌرف ﻓﺄن ) (Xﺗﻌﺎدل )س( ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وﻟﻬذا ﻧﺳﻣﯾﻬﺎ
اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ .
ﺑدأ روﻧﺗﺟن ﻓﻲ دراﺳﺔ ﻫذﻩ ﺣﺗﻰ ﺗﻌرف إﻟﻰ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﺻﻔﺎﺗﻬﺎ،وﺟﺎء ﻋﻠﻣﺎء آﺧرون وأﻛﻣﻠوا ﻣﺎ ﺑدأﻩ روﻧﺗﺟن.
وﻻدة اﻟﺗراﻧزﺳﺗور
ﻛﺎن ) ِ
رﺳل أُوﻫل( ﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺎ ﺛم أﺻﺑﺢ ﻣﻬﻧدس رادﯾو وﯾﺣﺎول ﺗﺣﺳﯾن أﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻘﺎط إﺷﺎ رات اﻟرادﯾو ﻗﺻﯾرةَ
اﻟﻣدى،ﻓﺎﻛﺗﺷف أن إﯾﺻﺎل ﺳﻠك ﻣﻌدﻧﻲ ﺟﯾد ﺑﺑﻠورة ﯾﺣﻘق اﻟﺗﺣﺳﯾﻧﺎت اﻟﻣطﻠوﺑﺔ،وﻗد ﺗوﺻل ﺑﺎﻟﺗﺟرﺑﺔ أن اﻟﺑﻠور
اﻟﻣﺻﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠﯾﻛون أﻓﺿل ﻣن أي ﻣﺎدة أﺧرى.
وﻗد ﺣﺻل ﺑﻣﺳﺎﻋدة آﺧرﯾن ﻋﻠﻰ أﺳطواﻧﺎت ﻣن اﻟﺳﯾﻠﻛون ﻗطرﻫﺎ ٨/١ﺑوﺻﺔ وطوﻟﻬﺎ ﺑوﺻﺔ واﺣدة.
وﻓﻲ أﺣد أﯾﺎم اﻟﺻﯾف اﻟﺣﺎرة ﺑدأ )أُوﻫل( ﺑﻘﯾﺎس ﻓرق اﻟﺟﻬد،وﻋﻧدﻣﺎ ﺷﻐل ﻣروﺣﺔ ﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﺳطواﻧﺔ
اﻟﺳﻠﯾﻛون وأﺟﻬزة اﻟﻘﯾﺎس ﻻﺣظ أن ﻓرق اﻟﺟﻬد ﯾﺗذﺑذب ﺑﺷدة وﺑﺷﻛل ﻣﻧﺗظم.
ﻟم ﯾﻣض ﺳوى ﺑﺿﻊ دﻗﺎﺋق ﺣﺗﻰ ﻻﺣظ أن ﺷﻌﺎع اﻟﺿوء ﻛﺎن ﯾﺗﺧﻠل ﺷﻔرات اﻟﻣروﺣﺔ ﻟﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻠورة
اﻟﺳﻠﯾﻛون اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺞ ﺑدورﻫﺎ ﺗﯾﺎرا ﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺎ ،ﺛم ﯾﺿﻌف اﻟﺗﯾﺎر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘطﻊ ﺷﻔرات اﻟﻣروﺣﺔ اﻟﺿوء.
ﻟم ﯾﻛن)أُوﻫل( أو أي ﻣن ﻣﺳﺎﻋدﯾﻪ ﻗد رأى ﻣﺛل ﻫذا ﻣن ﻗﺑل ،أو ﻛﺎﻧت ﻟدﯾﻪ ﻓﻛرة ﻋن ﺳﺑب ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،وﻗد
ﺳﻠم)أُوﻫل(اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ اﻟﻌرﺿﻲ إﻟﻰ ﻣﺳﺋوﻟﻪ ﻣﺑﺎﺷرة..
ّ
ﻛﺎن)واﻟﺗر ﺑراﺗﯾن( أﺣد اﻟذﯾن ﺷﺎﻫدوا ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺑﻌد إﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﺑوﻗت ﻗﺻﯾر،وﻗد ﻓﻬم ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣدث
وطﺑﻘﻪ ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﺗراﻧﺳﺳﺗور،أﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﻧﻪ ﻓﻘد ﻗﺎل أﻧﻪ "ذﻫل أو ﺧدع".
وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻓﻘد أﻛﺗﺷف)أُوﻫل( ﺑطرﯾق اﻟﺻدﻓﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﺳﻠﯾﻛون اﻟﻛﻬرو ﺿوﺋﯾﺔ،واﻟﺗﻲ ﻧراﻫﺎ اﻵن ﻓﻲ اﻟﺧﻼﯾﺎ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﺗوﻟﯾد اﻟﻛﻬرﺑﺎء.
اﻛﺗﺷﺎف ﻧﺑﺗون
ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ١٨٢١م طﻠب اﻟﻣﻛﺗب اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻘﯾﺎس اﻻرﺗﻔﺎﻋﺎت ﻣن اﻟﻔﻠﻛﻲ )اﻟﯾﻛﺳﯾس ﺑوﻓﺎر( أن ﯾﺿﻊ ﻟﻪ ﺟداول
ﻋن ﺣرﻛﺎت اﻟﻛواﻛب اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﻛﺑرى اﻟﻣﻌروﻓﺔ آﻧذاك اﻟﻣﺷﺗري وزﺣل وأوراﻧوس .
وﻗد وﺟد ﺑوﻓﺎر ﻓﻲ اﻟﻛوﻛﺑﯾن اﻷوﻟﯾن إن اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﺣﺳوﺑﺔ ﺗﺗﻔق ﻣﻊ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻣرﺻودة ﺗﻣﺎم اﻻﺗﻔﺎق
ﻟﻛﻧﻪ وﺟد اﻧﺣراﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدار اﻟﻣﺣﺳوب ﻷوراﻧوس ﻟم ﯾﺳﺗطﯾﻊ ﺗﻔﺳﯾرﻩ وﻗﺑل أن ﯾﻌرف أوراﻧوس ﺑﺄﻧﻪ ﻛوﻛب ﺳﯾﺎر
ﻛﺎن اﻟﻔﻠﻛﯾون ﯾﻌﺗﺑروﻧﻪ ﻧﺟﻣﺎ ﻣﻊ أﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﻗد رأوﻩ ﺣواﻟﻲ ﻋﺷرﯾن ﻣرة ﻣن ﻗﺑل وﻟﻛﻲ ﯾﻌﻣل ﺑوﻓﺎر ﺟداوﻟﻪ ﻗرر
أن ﯾﻌﺗﻣد ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷرﺻﺎد اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ١٧٨١ﺗﺎرﻛﺎ ﻟﻸﺟﯾﺎل اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ أن ﺗﻘرر ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻫذا
اﻻﻧﺣراف ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﺧطﺄ ﻓﻲ اﻷرﺻﺎد اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ أو أن ﻫﻧﺎك ﻗوة ﻏﯾر ﻣرﺋﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ
اﻟﻛوﻛب.
وﻟم ﯾﻣض وﻗت طوﯾل ﺣﺗﻰ أﺧذت اﻟﺣﻘﺎﺋق ﺗﻘدم اﻟﺟواب ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ ١٨٣٠اﺧﺗﻠف ﻣوﺿﻊ أوراﻧوس ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء
ﺑﻣﻘدار ٢٠ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻗوس ﻋن اﻟﺗﻘدﯾر اﻟذي وﺿﻌﻪ ﺑوﻓﺎر ﻓﻲ ﺟداوﻟﻪ وازداد ﻫذا اﻟﻔرق ﺛﺎﻧﯾﺗﯾن أﺧرﯾﯾن ﺳﻧﺔ
١٨٤٥وأﺧذ اﻟﻔﻠﻛﯾون ﯾﻌﺗﺑرون أن ﻫﻧﺎك ﺟرﻣﺎ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ أوراﻧوس.
وراح )ﺟون ﻛوش آدﻣز( اﻟطﺎﻟب ﻓﻲ ﻛﻣﺑردج ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﺟرم اﻟﻐﺎﻣض وﺑﻌد ﺣﺳﺎب ﺳﻧﺗﯾن وﺟد أن ﻫذا
اﻟﺷذوذ ﯾﻣﻛن ﺗﻔﺳﯾرﻩ إذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻛوﻛب ﺟدﯾد ﻗﺎم ﺑﺗﺣدﯾد ﻛﺗﻠﺗﻪ وﻣدارﻩ ورﻓﻊ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﻪ إﻟﻰ )ﺟورج أري(
اﻟذي ﻟم ﯾﺄﺧذ اﻷﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺣﻣل اﻟﺟد وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻗﺎم اﻟﻣﺣﺎﺿر ﻓﻲ اﻟﻔﻠك ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺑوﻟﯾﺗﻛﻧﯾك
)أورﯾﺎن ﻟﯾﻔرﯾﯾﻪ( ﺑﺈﺟراء ﺑﺣوث ﻣﻣﺎﺛﻠﺔ وﻓﻲ ﻣذﻛرة ﻷﻛﺎدﯾﻣﯾﺔ اﻟﻌﻠوم ﻣؤرﺧﺔ ﻓﻲ ٢١آب ١٨٤٦أﻋﻠن ﻟﯾﻔرﯾﯾﻪ
ﻋن وﺟود ﻛوﻛب ﺟدﯾد وﺣدد ﻛﺗﻠﺗﻪ وﻣدارﻩ وﻓﻲ ١٨أﯾﻠول اﺳﺗطﺎع أن ﯾرﺳل أرﻗﺎﻣﺎ ﻣن ﻣوﻗﻊ اﻟﻛوﻛب )اﻟﻣﯾل
واﻟﺻﻌود اﻟﻣﺳﺗﻘﯾم( إﻟﻰ اﻟﻔﻠﻛﻲ اﻷﻟﻣﺎﻧﻲ ) ﺟﺎل( ﻓﻲ ﺑرﻟﯾن ووﺻﻠت اﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻲ ٢٣أﯾﻠول،وﻓﻲ ﻣﺳﺎء اﻟﯾوم
ﺻوب )ﺟﺎل( ﻣرﻗﺑﻪ اﻟﻌﺎﻛس ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟذي أﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻟﯾﻔرﯾﯾﻪ وأﻛﺗﺷف اﻟﻛوﻛب ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ٥٢دﻗﯾﻘﺔ
ﻧﻔﺳﻪ ّ
ﻗوس )أي أﻗل ﻣن ﺿﻌﻔﻲ ﻗطر اﻟﻘﻣر اﻟظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء( وﺳﻣﻲ اﻟﻛوﻛب اﻟﺟدﯾد )ﻧﺑﺗون(.
وﻗد أﺛﺎر ﻫذا اﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻧﺎﺟﺢ اﻟﻣرارة ﻓﻲ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻓﻔﻲ ﺗﻣوز ١٨٤٦م ﻛﺎن اﻟﻔﻠﻛﻲ اﻟﺑرﯾطﺎﻧﻲ )ﻛﺎﻟﯾس( ﻣن
ﻣرﺻد ﺟرﯾﻧﺗش ﻗد ﻗﺎم ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل أرﻗﺎم اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ آدﻣز ورأى اﻟﻛوﻛب وﻟﻛن ﻟم ﯾﻌرﻓﻪ.
اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ
ﺑﻌد اﻛﺗﺷﺎف "ﻓوﻟﺗﺎ" ﻟﻠﺑطﺎرﯾﺎت اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﯾﺔ ﻟم ﯾﻛن ﯾﻌرف ﺑوﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﺣﺻل
اﻵﺗﻲ:
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن "أورﺳﺗد" ﯾﺟري ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎرب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻻﺣظ أن إﺑرة ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ ﺗﻧﺣرف إذا ﻣر ﻓﻲ
اﻟﺳﻠك اﻟﻘرﯾب ﻣﻧﻬﺎ ﺗﯾﺎر ﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ،وﻗد دﻫش ﻛﺛﯾرا ﻣن ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ،إذ أن ﻻ ﯾوﺟد اﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻹﺑرة واﻟﺳﻠك ،
وﻟم ﯾﻛن ﺣﺳب ﻋﻠﻣﻪ أي ﻋﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ ،وﻗد أﺛﺎرت ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻫﺗﻣﺎﻣﻪ ،ﻓواﺻل أﺑﺣﺎﺛﻪ
،ووﺟد أﻧﻪ إذا ﻋﻛس اﺗﺟﺎﻩ اﻟﺗﯾﺎر ﻓﻲ اﻟﺳﻠك ﺗﻧﺣرف اﻹﺑرة ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻌﺎﻛس ،وﺑذﻟك ﺗﺣﻘق أورﺳﺗد ﻣن أن
ﻫﻧﺎﻟك ﻋﻼﻗﺔ ﻫﺎﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﻛﻬرﺑﺎء واﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾﺔ .
وﻗد أﺣدث ﻛﺷف "أورﺳﺗد" ﺛورة ﻓﻛرﯾﺔ ﺑﯾن ﻋﻠﻣﺎء أوروﺑﺎ ،وﻛﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫذﻩ اﻷﺑﺣﺎث ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣزﯾد ﻋن
اﻟﻛﻬرﺑﺎء وأدت ﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ إﻟﻰ اﺧﺗراع اﻟﻣوﻟد واﻟﻣﺣرك واﻟﻣﺣول اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ وﺗﻼﻫﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗطﺑﯾﻘﺎت.
اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء
ﻓﻲ ﻋﺎم ١٨٠٠م ﻗﺎم اﻟﻌﺎﻟم ) وﯾﻠﯾﺎم ﻫﯾرﺷل( ﺑﺈﻣرار ﺿوء اﻟﺷﻣس ﻣن ﺧﻼل ﻣﻧﺷور زﺟﺎﺟﻲ ﺛم ﻗﺎم ﺑﻘﯾﺎس
درﺟﺔ ﺣرارة أﻟوان اﻟطﯾف اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺛم وﺿﻊ اﻟﻣﯾزان ﺧﺎرج أﻟوان اﻟطﯾف )ﻛﻣﺎ ﻛﺎن ﯾظن( وﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ
أي ﻣن أﻟوان اﻟطﯾف ،وﻗد ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ
ﺗﺄﺗﻲ ﻗﺑل اﻟﻠون اﻷﺣﻣر ﻣﺑﺎﺷرة ،ﻓﺳﺟل ﻣﯾزان اﻟﺣرارة درﺟﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن ّ
ﻫذﻩ اﻟﻣﻼﺣظﺔ اﻛﺗﺷﺎف اﻷﺷﻌﺔ ﺗﺣت اﻟﺣﻣراء
اﻟﻣﻘﺳم اﻵﻟﻲ
اﺷﺗﺑك ﺷﺧص ﻋﻧﯾد وﺳرﯾﻊ اﻟﻐﺿب وأﺳﻣﻪ "أﻟﻣون ﺳﺗروﺟو" ﻋدة ﻣرات ﻓﻲ ﺷﺟﺎر ﻣﻊ ﻋﺎﻣﻼت اﻟﺑداﻻت
اﻟﯾدوﯾﺔ ﻟﻠﻬﺎﺗف،وﻟم ﺗﺗﺣﻣل أﻋﺻﺎﺑﻪ أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻓﻘرر اﺧﺗراع ﺑداﻟﺔ ﻫﺎﺗف آﻟﯾﺔ )ﻣﻘﺳم آﻟﻲ( ،وأﺻﺑﺣﻧﺎ ﻣﻧذ
ذﻟك اﻟوﻗت ﻧدﯾر ﻗرص اﻟﻬﺎﺗف وﻻ ﻧﺿطر ﻻﻧﺗظﺎر اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟﺗوﺻﻠﻧﺎ ﺑﻣن ﻧرﯾد،
وﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺑراءة اﺧﺗراع ﻻﺧﺗراﻋﻪ .
أﺳوأ اﻛﺗﺷﺎف
ﯾﻌرف "ﺟوزﯾف ﺑرﺳﺗﻠﻲ" ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻛﺗﺷف اﻷﻛﺳﺟﯾن ،وﻟﻛن ﻟﻪ اﻛﺗﺷﺎف آﺧر،وﻫو اﻟﻣﯾﺎﻩ اﻟﻐﺎزﯾﺔ ،وﯾرﺟﻊ اﻟﺳﺑب
إﻟﻰ ﻫذا اﻻﻛﺗﺷﺎف وﺟود ﻣﺻﻧﻊ ﻟﻠﺟﻌﺔ)اﻟﺑﯾرة( وﻫﻲ ﻧوع ﻣن اﻟﺧﻣور ﻗرﯾﺑﺎ ﻣن ﻣﻧزﻟﻪ ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ ﻟﯾدز ﺑﺈﻧﺟﻠﺗرا .
ﻛﺎن ﺑرﯾﺳﺗﻠﻲ ﯾﻘﺿﻲ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن وﻗﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﺻﻧﻊ اﻟﺟﻌﺔ ﯾﺑﺣث ﻓﻲ ﻓﻘﺎﻗﯾﻊ اﻟﻐﺎز اﻟذي ﯾﺗوﻟد ﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﺻﻧﻊ
ﯾﺣﺿر ﻫذا اﻟﻐﺎز ﻓﻲ ﺑﯾﺗﻪ
ّ اﻟﺟﻌﺔ ،ﻓﻛﺎن ﯾﺷﻌل ﻛﺳرا ﻣن اﻟﺧﺷب وﯾﻘرﺑﻬﺎ ﻣن ﻓﻘﺎﻗﯾﻊ اﻟﻐﺎز ﻓﺗﻧطﻔﺊ،ﺛم ﺣﺎول أن
،وﺣﺎول إذاﺑﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ،ﺛم ﻻﺣظ أن إذاﺑﺔ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﻐﺎز ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻓوارا ،وأدى ﻫذا ﻻﻛﺗﺷﺎف
اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟﻐﺎزﯾﺔ ،وﻗد ﺣﺻل ﻋﻠﻰ وﺳﺎم ﻟﻬذا اﻻﻛﺗﺷﺎف.
واﻵن ﺑﻌد أن ﻋرﻓﻧﺎ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺑداﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾرة ﻟﻬذا اﻻﻛﺗﺷﺎف وﻫﻲ ﻣﺻﻧﻊ اﻟﺧﻣور ،وﻋرف اﻟﻌﻠم اﻷﺿرار اﻟﻛﺑﯾرة
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺑﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣﺷروﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ،وﻣﻧﺎداة اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطﺑﺎء واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﻌدم ﺷرﺑﻬﺎ ،ﻧﺗﻣﻧﻰ أن
ﻧﻣﺗﻧﻊ ﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﻋن ﺷرﺑﻬﺎ،وﻧﻌود إﻟﻰ اﻟﻣﺷروﺑﺎت اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ذات اﻟﻔواﺋد اﻟﻛﺑﯾرة.
وﻣﺿﺎت اﻹﻟﻬﺎم وأﺟﻬزة ﺧﯾر ﺷواﻫﯾن
ﻧﻘل اﻟﺻوت ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺷﻌﺎع ﺿوﺋﻲ
ﺣدث ﻫذا أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻌﻠم/ارﺑد ،وﻛﺎن اﻟوﻗت ﺑﻌد ﺻﻼة اﻟظﻬر ،وﻛﺎن اﻟﺟو ﺣﺎرا،وﻏدا
ﻫو ﺑداﯾﺔ ﻋطﻠﺔ ﻋﯾد اﻷﺿﺣﻰ اﻟﻣﺑﺎرك ،أي ﻏدا ﻫو ﯾوم ﻋ رﻓﺔ ،وﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﻣﻠل ﺷدﯾد ،ﻓﺎﻟﺟو ﺣﺎر ،وﻻ ﯾوﺟد
ﻟدي ﻋﻣل أﻋﻣﻠﻪ ،وأﻧﺗظر ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟدوام ﻷﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻌطﻠﺔ ...
وﺑﺳﺑب اﻟﻣﻠل ﺑﺣﺛت ﻋن ﺷﻲء اﺷﻐل ﻓﯾﻪ ﻧﻔﺳﻲ ﺧﻼل اﻟﺳﺎﻋﺗﯾن اﻟﺑﺎﻗﺗﯾن ﻣن اﻟدوام ،وﻛﺎن اﻟﻬدف ﻫو إﺷﻐﺎل
اﻟوﻗت ﻓﻘط ،وﻟﯾس ﺷﻲء آﺧر.
وﻋﻠﻘت ﻗطﻌﺔ ﻣن ورق اﻷﻟﻣﻧﯾوم ﻟﯾﻧﻌﻛس اﻟﻠﯾزر
ﺷﻐﻠت ﺟﻬﺎز اﻟﻠﯾزر ،ﻓﻬو أﻛﺛر اﻷﺟﻬزة ﻣﺗﻌﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﺑريّ ،
ﻋﻧﻬﺎ ،وﺻدﻗﺎ ﻻ أدري ﻟﻣﺎذا اﺧﺗرت ورﻗﺔ اﻷﻟﻣﻧﯾوم ،رﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ واﺳﺗﺧدﻣت ﻟﺗﺟرﺑﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ.
ﺛم ﻻﺣظت اﻟﺷﻌﺎع اﻟﻣﻧﻌﻛس ﻋن ورﻗﺔ اﻷﻟﻣﻧﯾوم ﺣﯾث ﻻﺣظت أن ﺷدﺗﻪ ﺗﺗﻐﯾر ﺑﺄﻗل اﻫﺗزاز ﻟﻠورﻗﺔ ،وﺧطر ﻟﻲ
أن أﺳﻘط ﻫذا اﻟﺷﻌﺎع ﻋﻠﻰ ﺧﻠﯾﺔ ﺷﻣﺳﯾﺔ ﻟﯾﺗوﻟد ﻋﻧﻪ ﺗﯾﺎر ﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ،وطﺑﻌﺎ ﺣﺳب ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻬذا
اﻟﺷﻌﺎع ﺿﻌﯾف ﺳﯾﻧﺗﺞ ﺗﯾﺎر ﺿﻌﯾف ﺟدا ﯾﻣﻛن اﻟﻛﺷف ﻋﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز راﺳم اﻟذﺑذﺑﺎت،وﻷﻧﻧﻲ ﻛﻧت اﺷﻌر
ﺑﺎﻟﻣﻠل واﻟﻛﺳل ،ﻟم ﯾﻛن ﻟدي داﻓﻌﯾﺔ ﻷﺣظر اﻷﺳﻠوﺳﻛوب ﻣن اﻟﺧزاﻧﺔ ﺛم أﻋﺎﯾرﻩ ﻣن أﺟل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺗﯾﺎر
اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﺧﻠﯾﺔ اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ،وﺑدل ﻣﻧﻪ وﺟدت ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ ﻣﻛﺑر ﺻوت ،وﻫﻧﺎ ﻓﻛرت ﺑوﺻل اﻟﺧﻠﯾﺔ
اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻛﺑر ﺑدل اﻟﻣﯾﻛروﻓون ،ﻷﺳﻣﻊ اﻟﺻوت اﻟذي ﺳﯾﻧﺗﺞ ﻋن ﺷﻌﺎع اﻟﻠﯾزر اﻟﻣﻧﻌﻛس ﻋن ورﻗﺔ
اﻷﻟﻣﻧﯾوم،وﻓﻌﻼ ﺑدأت ﺑﺳﻣﺎع وﺷﯾش وطﻧﯾن ،وﻫﻧﺎ ﺛﺎرت ﻏرﯾزﺗﻲ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ وﺑدأت أﻓﻛر ﻓﻌﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﺻوت
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻌﺎع اﻟﺿوﺋﻲ
،وﺣﺎوﻟت ﻋدة ﻣﺣﺎوﻻت وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻓﺷﻠت ،وﻫﻧﺎ ﺟﺎء أﺛﻧﯾن ﻣن اﻟزﻣﻼء ﯾرﯾدان أن ﯾﺷﻐﻼ وﻗﺗﯾﻬﻣﺎ ﻓﻘﻠت ﻟﻬﻣﺎ ﻣﺎذا
ﻣﻧﻲ ،وﻗﺎﻻ ﻟن ﺗﺳﻣﻊ أي ﺻوت ،وﺑدأت اﻟﻌﻣل ﺑﺈﻟﺣﺎح ﺷدﯾد ﻟﻌﻠﻲ أﺣﻘق ﺷﯾﺋﺎ ﻣن
أرﯾد أن أﻓﻌل وﻫﻧﺎ ﺳﺧرا ّ
اﻟﻧﺟﺎح ﻗﺑل ﻧﻬﺎﯾ ﺔ اﻟدوام ،وﻓﻌﻼ ﺑدأت أرﻓﻊ ﺻوﺗﻲ أﻛﺛر واﺿﺑط اﻟورﻗﺔ ﺳﻣﻌت ﺻوﺗﺎ ﺿﻌﯾﻔﺎ ﯾﺧرج ﻣن ﻣﻛﺑر
اﻟﺻوت ،ﻓﺻﺣت ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻوﺗﻲ )ﺧرج ﺻوﺗﻲ ...ﺧرج ﺻوﺗﻲ ﻣن ﻣﻛﺑر اﻟﺻوت(.
وﻫﻧﺎ اﻧﺗﻬﻰ وﻗت اﻟﻌﻣل ،ﻓﺄطﻔﺄت اﻷﺟﻬزة وأﻏﻠﻘت اﻟﻣﺧﺗﺑر وﺧرﺟت ..
وﻓﻲ اﻟطرﯾق ﺧطرت ﻟﻲ ﻓﻛرة ،وﻫﻲ ﺑﻣﺎ أن ورﻗﺔ اﻷﻟﻣﻧﯾوم اﻫﺗزت وﻫﻲ ورﻗﺔ ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﺛﻘﯾﻠﺔ،ﻟﻣﺎذا ﻻ اﺳﺗﺧدم
ﻋﻠﻰ طﯾﻠﺔ
ﻏﺷﺎء ﻣرﻧﺎ ﻣﺛل اﻟﺑﺎﻟون ،وﺗﻣﻧﯾت أن أرﺟﻊ وأﺟرب ،وﻟﻛن اﻟﻣرﻛز أﻏﻠق ،وﺑدأت ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة ﻣﺳﯾطرة ّ
اﻟﻌطﻠﺔ ،وﻓﻲ أول ﯾوم ﻋﻣل ﺑﻌد اﻟﻌطﻠﺔ وﺻﻠت اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻣﺑﻛرا ﻗﺑل ﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟوﻗت،وﻗﻣت ﺑﻘص ﻗطﻌﺔ ﻣن
ﺑﺎﻟون وﺷدﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ إطﺎر ﺣﻠﻘﻲ ﺑﺷﻛل طﺑل وأﻟﺻﻘت ﻗطﻌﺔ ﺻﻐﯾرة ﻣن ورق اﻷﻟﻣﻧﯾوم ﻓﻲ وﺳطﺗﻬﺎ ،وﻛررت
ﻷﺳﻠم ﻋﻠﻰ اﻟزﻣﻼء .
اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،وﻫﻧﺎ ﺧرج ﺻوت واﺿﺢ وﻗوي ﯾﺷﺑﻪ ﺻوﺗﻲ ،ﻓﺣﻣدت ﺛم ذﻫﺑت ّ
ﻧﻣوذج آﺧر ﻟﻠﺗﺟرﺑﺔ
وﺧﻼل اﻷﯾﺎم اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻗﻣت ﺑﺗطوﯾر ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﻧﺷرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ ) ٣٠٠ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ(،وﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﻰ
ﻫذا اﻟﻛﺗﺎب ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ،وﻗد أدﺧﻠﺗﻬﺎ أﯾﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻷردﻧﯾﺔ )ﻛﺗﺎب اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﺻف
اﻟﺛﺎﻣن(،وﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌراﻗﯾﺔ
اﻷﺳﻠوﺳﻛوب اﻟﺿوﺋﻲ)راﺳم اﻟذﺑذﺑﺎت(
أﺛﻧﺎء إﻋدادي ﻟﻣﻌرض ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻌﻠم_ارﺑد زارﻧﻲ ﺻدﯾق وﻗﺎل ﻟﻲ :ﻟﻣﺎذا ﻻ ﺗﺿﯾف ﺑﻌض
اﻟﻣؤﺛرات اﻟﺿوﺋﯾﺔ ﻟﻣﻌرﺿك ،وﺧﺎﺻﺔ أن ﻟدﯾك ﺟﻬﺎز ﻟﯾزر ،وﻟم ﯾﻛن اﻟﻠﯾزر ﻣﻧﺗﺷرا ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﯾﺎم ،وﻛﺎﻧت
أﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻣﻘﺗرﺣﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗوﻓر ﻟدي ﻣن ﻣواد ﻫو ﺗرﻛﯾب ﻣرآة ﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺑوق اﻟﻛرﺗوﻧﻲ ﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻋﺎدﯾﺔ
ووﺻﻠﻬﺎ ﺑﻣﺳﺟل ﻋﻠﯾﻪ أﻧﺷودة ﻫﺎدﺋﺔ ٕواﺳﻘﺎط ﺷﻌﺎع اﻟﻠﯾزر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرآة ﻟﯾﻧﻌﻛس وﯾﺳﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺟدار ،ووﺿﻌت
ﻫذﻩ اﻹﺿﺎﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻌرض ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺟﺎرب اﻟﺑﺻرﯾﺎت واﻟﻌروض اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻌﺗﯾم.
وأﺛﻧﺎء اﻓﺗﺗﺎح اﻟﻣﻌرض ﻛﺎن أﺣد اﻟﺣﺿور ﻣدﯾر ﺗرﺑﯾﺔ ،وﻗد ﻋﻣل ﻛﻣﺷرف ﻓﯾزﯾﺎء ﻗﺑل أن ﯾﺻﺑﺢ ﻣدﯾر ﺗرﺑﯾﺔ
،ﻓﻘﺎل ﻟﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺎﻫد ﻫذا اﻟﻌرض :أﻟﯾس ﻣﺎ ﺗﻌرﺿﻪ ﯾﺷﺑﻪ ﺟﻬﺎز اﻷﺳﻠوﺳﻛوب ،ﻓﻘﻠت :رﺑﻣﺎ
ﺗرن ﻓﻲ أذﻧﻲ ﻓﺑدأت أﺳﻘط ﺷﻌﺎع اﻟﻠﯾزر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرآة اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ
اﻧﺗﻬﻰ اﻟﻣﻌرض وﻛﻠﻣﺎت اﻟﻣدﯾر ّ
ووﺻﻠت اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻣﻊ ﻣوﻟد ذﺑذﺑﺎت ﺻوﺗﯾﺔ وزودﺗﻬﺎ ﺑﺄﻣواج ﺟﯾﺑﯾﺔ ،وﻟﻛن ﻟم ﺗظﻬر أي أﻣواج ﺟﯾﺑﯾﺔ ﻋﻠﻰ
اﻟﺟدار ،ﻓرﺟﻌت إﻟﻰ اﻟﻛﺗب ودرﺳت ﻋن ﺟﻬﺎز رﺳم اﻟذﺑذﺑﺎت )اﻻﺳﻠوﺳﻛوب( ،وﻋن طرﯾﻘﺔ ﻋرض اﻷﻣواج
،وﺑدأت ﻓﻲ ﺗﻐﯾﯾر ﺗﺻﻣﯾم اﻟﺟﻬﺎز ﻣن أوﻟﻪ.
اﺳﺗﺧدﻣت ﻣﻠف ﻣن ﺳﻠك ﻣﻌزول ﺑدل اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ،وﻣررت ﻓوﻗﻪ ﺻﻔﯾﺣﺔ ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻣﺛﺑت ﻋﻠﻰ طرﻓﻬﺎ ﻣرآة
وأوﺻﻠت اﻟﻣﻠف ﻣﻊ ﻣوﻟد اﻟذﺑذﺑﺎت وأﺳﻘطت ﺷﻌﺎع اﻟﻠﯾزر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرآة ﻓرﺳﻣت اﻟﻣرآة ﺧطﺎ ﺿوﺋﯾﺎ ﻋﻣودﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟدار.
ﻛﺎﻧت اﻟﺧطوة اﻵﺗﯾﺔ ﻫﻲ اﻹزاﺣﺔ اﻷﻓﻘﯾﺔ ،ﻓوﺻﻠت اﻟﺻﻔﯾﺣﺔ اﻟﻣرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺣرك ﺑطرﯾﻘﺔ ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻬﺎ اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﺧطﯾﺔ
وﻟﯾﺳت اﻟدوراﻧﯾﺔ،وﻓﻌﻼ ﺑدأت أﺷﺎﻫد اﻷﻣواج ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ وﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن اﻟﻣوﺟﺔ ﺗﺿﻌف وﺗﻘوى ﺣﺳب ﺑﻌد
ﺗﺷوﻩ ﺷﻛل اﻷﻣواج .
اﻟﺻﻔﯾﺣﺔ ﻋن اﻟﻣﻠف ،وﻛذﻟك ﺣرﻛﺔ اﻟﺻﻔﯾﺣﺔ ّ
ﻋﻧد ﻫذا اﻟﺣد اﻧﺷﻐﻠت ﺑﺄﻋﻣﺎل أﺧرى ﻓوﺿﻌت ﻫذﻩ اﻟﻘطﻊ ﻓﻲ أﺣد اﻷدراج وﺗرﻛﺗﻪ ﻋدة أﺷﻬر،وﻓﻲ أﺣد اﻷﯾﺎم
ﺗذﻛرت ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز واﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻲ واﺟﻬﺗﻧﻲ ﺑﻪ ﻓذﻛر أﺣد اﻟزﻣﻼء ﻓﻛرة اﺳﺗﺧدام اﻟﻣراﯾﺎ ،وﻫﻧﺎ ﻟﻣﻌت اﻟﻔﻛرة
ﻓرﻛﺑت ٤ﻣراﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺣرك ﯾدور ﺑﺑطﻲء وﻋدت ﻹﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻷﻧﻬﺎ أﻛﺛر ﺣﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﻠف وأﺳﻘطت
ﺷﻌﺎع اﻟﻠﯾزر ﻋﻠﻰ اﻟﻣرآة اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻟﯾﻧﻌﻛس وﯾﺳﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻣراﯾﺎ اﻟدوارة ﺛم ﯾﻧﻌﻛس وﯾﺳﻘط ﻋﻠﻰ
اﻟﺟدار أو اﻟﺷﺎﺷﺔ وﺑﻬذا ﺣﺻﻠت ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز "اﻷﺳﻠوﺳﻛوب اﻟﻠﯾزري" ،وﻗد ﻗدﻣت ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﺷوﻣﺎن
وﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﻛز اﻷول ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﺎم.
أﻣواج اﻹﻟﻛﺗروﻧﺎت)ﻧظرﯾﺔ دي ﺑروﻟﻲ(
ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻛﺎن أﺳرع وأﺳﻬل اﻷﺟﻬزة ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ،وﺑدأت ﻗﺻﺔ اﻟﺟﻬﺎز ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻓﻲ أﺣد أﻷﯾﺎم ﻛﻧت أﻗرأ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻔﯾزﯾﺎء ﺣول اﻟﻧظرﯾﺎت اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟذرة ٕ،واﺣدى اﻟﻧظرﯾﺎت ﻫﻲ اﻟﺗﻲ
ﺗﻘول أن اﻹﻟﻛﺗروﻧﺎت ﺗدور ﺣول اﻟﻧواة ﺑﺷﻛل أﻣواج ﺟﯾﺑﯾﺔ ،وﯾﻛون طول اﻟﻣدار أﺣد ﻣﺿﺎﻋﻔﺎت طول اﻟﻣوﺟﺔ.
واﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﻧﻲ ﻟم أﻓﻬم ﺷرح اﻟﻛﺗﺎب اﻟذي ﻟم ﯾﻛن واﺿﺣﺎ وﻟم ﯾﻛن اﻟرﺳم اﻟﻣرﻓق ﻣﻌﺑ را ﻋن اﻟﻣوﺿوع
ﺗﻣﺎﻣﺎ،وﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت دﺧل ﺻدﯾﻘﻲ راﺋد ﺣداد وﻫو أﺳﺗﺎذ ﻓﯾزﯾﺎء،ﻓﺳﺄﻟﺗﻪ ﻋن اﻟﻣوﺿوع ﻓﺷرﺣﻪ ﻟﻲ ،وﺑﺳرﻋﺔ
ﺧطر ﻟﻲ ﺷﻲء،ﻓﻛﻣﺎ اﺳﺗطﻌﻧﺎ ﺗوﻟﯾد أﻣواج ﺟﯾﺑﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﯾط ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻫﺗزاز ﺟﺳم ﻣﺛل اﻟﺟرس اﻟﻌﺎدي ﻓﻠﻣﺎذا ﻻ
ﻧوﻟدﻫﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل أﺳطواﻧﻲ ،وﻗﻠت ﻟﻪ ﻗم ﻣﻌﻲ ،دﺧﻠت اﻟﻣﺧﺗﺑر ،وﻗﺻﺻت ﺷرﯾطﺎ ﻣن ﺻورة أﺷﻌﺔ وأﻟﺻﻘت
طرﻓﯾﻪ ﺑﺷﻛل ﺣﻠﻘﺔ،وﺛﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣور ﻣﺣرك ﻣﺳﺟل ،وﻫﻧﺎ ﺗدﺧل ﺻدﯾﻘﻲ وﻗﺎل ﻟﻲ إن اﻟﻣﺣرك ﺳﯾدور وﻫذا ﻟن
ﯾﻧﻔﻌﻧﺎ ،ﻓﻘﻠت ﻟﻪ أﺻﺑر!.
أوﺻﻠت اﻟﻣﺣرك ﻣﻊ ﻣﺻدر ﻗدرة ﺟﻬد ﻣﻧﺧﻔض وﻟﻛن ﻟم أوﺻﻠﻪ ﻣﻊ ﺗﯾﺎر ﻣﺳﺗﻣر ﻛﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﺎدة ٕواﻧﻣﺎ أوﺻﻠﺗﻪ
ﻣﻊ ﺗﯾﺎر ﻣﺗردد،وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻟن ﯾدور وﻟﻛن ﯾﻬﺗز ﻣﻛﺎﻧﻪ ،وﻣﺎ أن وﺻل اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺣول ﺣﺗﻰ
ظﻬرت اﻷﻣواج اﻟﻣﺳﺗﻘرة اﻟداﺋرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣرﻧﺔ ﺑﺷﻛل ﯾﺷﺑﻪ ﺗﺧﯾل اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﺣرﻛﺔ اﻹﻟﻛﺗرون،ﻓﻘﻠت
ﻟﺻدﯾﻘﻲ:ﻫل ﻫذا ﯾﺷﺑﻪ ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻧظرﯾﺔ؟ ﻓﻘﺎل :ﺑﺎﻟﺿﺑط ،وأﻛﺗﻣل ﺗﺻﻣﯾم وﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻬﺎز،وﻗد ﻗﻣت
ﺑﺎﻟﺗرﺗﯾب ﻣﻊ وزارة اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﺑﺻﻧﻊ ﻛﻣﯾﺔ ﻣن ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز وزﻋت ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ
ﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻷردن ،وأدﺧﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ ) ٣٠٠ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ(
ﺗﺣرﯾك ﻣروﺣﺔ ﺑﺎﻷﻣواج اﻟﺻوﺗﯾﺔ
ﻓﻲ ﺗﺟﺎرب اﻟﺻوت وﺧﺎﺻﺔ ﻗﯾﺎس ﺳرﻋﺔ اﻟﺻوت ،واﻷﻣواج اﻟﻣﺳﺗﻘ رة ﻓﻲ اﻷﻧﺎﺑﯾب اﻟﻬواﺋﯾﺔ ﯾﺳﺗﺧدم أﻧﺑوب
زﺟﺎﺟﻲ ﯾوﺿﻊ داﺧﻠﻪ ﺑرادة ﻓﻠﯾن وﺗﺛﺑت ﻋﻠﻰ ﻓﺗﺣﺗﻪ ﺷوﻛﺔ رﻧﺎﻧﺔ أو ﺳﻣﺎﻋﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﺑﻣوﻟد ذﺑذﺑﺎت ،وﺗﺗﻛون
أﻣواج ﻣﺳﺗﻘرة داﺧل اﻷﻧﺑوب ﻓﺗﺗﺣرك ﺑرادة اﻟﻔﻠﯾن ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﻘد،وﺑﻘﯾﺎس اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﯾن ﺧطوط
اﻟﻔﻠﯾن)أي اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻘد( ﯾﻣﻛن إﺟراء اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت ﻣﻧﻬﺎ ﺳرﻋﺔ اﻟﺻوت.
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ وﺟدت ﻫذﻩ اﻟﺗﺟرﺑﺔ ﻣﻣﻠﺔ وﺑداﺋﯾﺔ وﻓﻛرت ﺑﺗطوﯾرﻫﺎ،
أﺧذت ﻗﺿﯾب زﺟﺎﺟﻲ رﻓﯾﻊ ،وﺟرﺑت أﯾﺿﺎ ﻗﺿﯾب ﻣﻌدﻧﻲ ﻓﺄدى اﻟﻐرض ﺑﺷﻛل أﻓﺿل ،ﺟﻌﻠت طرﻓﻪ ﯾﻼﻣس
اﻟﺑوق اﻟﻛرﺗوﻧﻲ ﻟﻠﺳﻣﺎﻋﺔ،ووﺻﻠت اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﺑﻣوﻟد ذﺑذﺑﺎت ﺻوﺗﯾﺔ ،وﻋﻠﻘت ﻗطﻊ ﻣن اﻟورق وﺻور اﻷﺷﻌﺔ
ﺑﺎﻟﺳﻠك)ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟرﺳم(،وﻛﻧت أﺗوﻗﻊ أن ﺗزﺣف ﻫذﻩ اﻟﻘطﻊ ﻟﺗﺳﺗﻘر ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﻘد،وﻟﻛن ﻓوﺟﺋت أﻧﻬﺎ ﻟم
ﺗزﺣف ﺑل ﺗﺣﺎول أن ﺗدور ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ،وﻟﻛن ﺑﺳﺑب ﺛﻘﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻣﻛن ﻣن ذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻣن طرﻓﻬﺎ.
أردت أن أﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﺷﺎﻫدت واﻻﻓﺗراض اﻟذي وﺿﻌﺗﻪ ،ﻓﻘﺻﺻت ﻗطﻌﺎ ﻣن ﺻور اﻷﺷﻌﺔ ﺑﺷﻛل
دواﺋر وﺛﻘﺑﺗﻬﺎ ﻣن اﻟﻣرﻛز وأدﺧﻠت اﻟﺳﻠك ﻓﯾﻬﺎ وﺷﻐﻠت ﻣوﻟد اﻟذﺑذﺑﺎت ﻓوﺟدت أن اﻟﻘطﻊ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق
اﻟﺑطون ﺗدور ﺑﺳرﻋﺔ وﺗزﺣف ﻧﺣو ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﻘد.
ﻟﺗﺳﻬﯾل رؤﯾﺔ دوران ﻫذﻩ اﻟدواﺋر ﻗﺻﺻﺗﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣراوح ﺻﻐﯾرة وﻛررت اﻟﺗﺟرﺑﺔ وﺗﺄﻛدت ﻣن ﺻﺣﺔ اﻓﺗراﺿﻲ.
وﻟﺟﻌل اﻟﻣراوح ﺗدور ﺑﺎﺳﺗﻣرار وﺿﻌت ﻗطﻊ ﺻﻐﯾرة ﻣن اﻟﻣﻌﺟون ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠك ﺑﺣﯾث ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣراوح ﻣن اﻟزﺣف
ﻧﺣو ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﻘد ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻓﻲ ﻣﻧﺎطق اﻟﺑطون وﺗﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟدوران،وأﺟرﯾت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺗطوﯾرات أﺧرى ،وﻧﺷرﺗﻬﺎ ﻓﻲ
ﻛﺗﺎﺑﻲ ) ٣٠٠ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ(
اﻟﻣرﺣل )(Relay
ّ
أﻋرف أن ﻫذﻩ اﻟﻘطﻌﺔ ﺗم اﺧﺗراﻋﻬﺎ ﻗﺑل وﻻدﺗﻲ ،وﻟﻛﻧﻲ ﻟم أﻛن أﻋرف ﺑﻬﺎ ،وﻗد ﻗﻣت
وﺿﻌت ﺗﺻﻣﯾﻣﺎ ﻟﻬﺎ وأﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻔوف اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ ،ﻟﻬدف أردت ﺗﺣﻘﯾﻘﻪ..ﻓﻲ وﻗت ﻟم ﺗﻛن
اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﻗد وﺻﻠت ﻟﺑﻠدﻧﺎ،
ﻛﻧت أرﯾد ﻋﻣل ﺟﻬﺎز إﻧذار ﺑﺳﯾط ﻟﻠﺑواﺑﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﺑﯾﺗﻧﺎ،ﺣﯾث ﻛﺎﻧت ﻫﻧﺎﻟك ﺑﺎﺣﺔ ﻣﻔﺗوﺣﺔ
أﻣﺎم اﻟﺑﯾت،وﻛﻧت أرﯾد أن أﻋرف وأﻧﺎ داﺧل ﻏرف اﻟﺑﯾت إن ﻗﺎم أﺣدﻫم ﺑﻔﺗﺢ اﻟﺑواﺑﺔ
،اﺳﺗﺧدﻣت ﺟرس دراﺟﺔ ﻫواﺋﯾﺔ ﯾﻌﻣل ﺑﺎﻟﺑطﺎرﯾﺔ ،وﺑطﺎرﯾﺎت وأﺳﻼك،وأﻟﺻﻘت ﻗطﻌﺗﯾن
ﻣﻌدﻧﯾﺗﯾن ﻋﻠﻰ طرﻓﻲ اﻟﺑﺎب،ﻗطﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎب وﻗطﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر اﻟﺧﺷﺑﻲ ﻟﻪ،ووﺻﻠﺗﻬﻣﺎ ﺑﺎﻟﺑطﺎرﯾﺔ واﻟﺟرس.
ﻋﻧد ﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﺗﺗﻼﻣس اﻟﻘطﻌﺗﯾن اﻟﻣﻌدﻧﯾﺗﯾن وﺗﻐﻠق اﻟداﺋرة وﯾرن اﻟﺟرس ،وﻋﻧد ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﯾﺗوﻗف اﻟﺟرس
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﯾﻌﻧﻲ أن اﻟﺟرس ﺳﯾﺑﻘﻰ ﯾرن ﻣﺎ دام اﻟﺑﺎب ﻣﻐﻠﻘﺎ،وأﻧﺎ أرﯾد اﻟﻌﻛس ،أرﯾدﻩ أن ﯾرن ﻋﻧد
ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻓﻘط.
ﻓﻛرت ﻓﻲ ﻗطﻌﺔ أﻋﻛس ﻓﯾﻬﺎ اﻟوﺿﻊ واﺳﺗﺧدﻣت ﺟرس ﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ ﻋﺎدي ،ﻗﻣت ﺑﺈﺟراء ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﯾﻪ وأدﺧﻠﺗﻪ
ﻓﻲ اﻟداﺋرة...
اﻟﻣﻌدل ﻓﺗﻧﺟذب اﻟﺻﻔﯾﺣﺔ
ّ وأﺻﺑﺢ ﻣﺷروﻋﻲ ﻛﺎﻣﻼ ،ﻋﻧد ﻏﻠق اﻟﺑواﺑﺔ ﺗﺻل اﻟﻛﻬرﺑﺎء إﻟﻰ اﻟﺟرس اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ
اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرس وﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﻓﺗﺢ داﺋرة ﺟرس اﻟدراﺟﺔ ،وﻋﻧد ﻓﺗﺢ اﻟﺑواﺑﺔ ﺗﻧﻘطﻊ اﻟﻛﻬرﺑﺎء ﻋن اﻟﺟرس
اﻟﻣﻌدل ﻓﺗﻌود اﻟﺻﻔﯾﺣﺔ اﻟﻣرﻧﺔ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﺗﻐﻠق داﺋرة ﺟرس اﻟدرﺟﺔ ﻓﯾرن اﻟﺟرس ﻓﺄﻋرف أن اﻟﺑواﺑﺔ ﻗد
ّ
ﻓﺗﺣت...
ﻫذا ﻫو ﻣﺷروﻋﻲ اﻟﺻﻐﯾر اﻟذي ﻧﻔذﺗﻪ وأﻧﺎ ﻣﺎ زﻟت طﻔﻼ،وﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺑرت ﻋرﻓت أن ﻣﺎ ﻋﻣﻠﺗﻪ ﻫو أ ﻧﻧﻲ ﺣوﻟت
ﻣرﺣل(،وﻫذا اﻻﺧﺗراع ﺳﺑﻘﻧﻲ ﻟﻪ آﺧرون.
اﻟﺟرس اﻟﻛﻬرﺑﺎﺋﻲ إﻟﻰ ) ّ
ﺟﻬﺎز ﻋد ﺧطوات اﻹﻧﺳﺎن
ﻛﺎن ﺟﻣﯾﻊ زﻣﻼﺋﻲ ﯾﻌرﻓون أﻧﻧﻲ أﻣﺷﻲ ﻛﺛﯾرا ،وﺳرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﺷﻲ،وﺣﺗﻰ داﺧل اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻟدي دورة
ﻣﺎ ﻓﺈﻧﻧﻲ أﻣﺿﻲ اﻟﯾوم ﺑﺎﻟﺗﻧﻘل ﻣن ﻣﺗدرب إﻟﻰ آﺧر ﻷﺗﺎﺑﻊ ﻋﻣﻠﻪ وأﺳﺎﻋدﻩ وأوﺟﻬﻪ ،وﻛﺎن ﯾﺗﻧدر اﻟزﻣﻼء ﺑﺄﻧﻧﻲ
رﺑﻣﺎ ﻟو ﺟﻣﻌت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ أﻗطﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﯾوم ﺗدرﯾﺑﻲ ﻗد ﺗﺻل ﻟﻌدة ﻛﯾﻠوﻣﺗرات ،وﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ ﯾوم ﺗدرﯾﺑﻲ ﻗﺎل أﺣد
وﺗدﻋﻲ أﻧك ﻗﻣت ﺑﺎﺧﺗراع ﺑﻌض اﻷﺟﻬزة،،ﻓﻬل ﯾﻣﻛﻧك اﺧﺗراع ﺟﻬﺎز ﯾﻘﯾس اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ
اﻟزﻣﻼء ،أﻧت ﺗﻣﺷﻲ ﻛﺛﯾرا ّ ،
اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾرﻫﺎ أو ﯾﻌد ﺧطواﺗك؟
ﻗﻠت أﻋﺗﻘد أﻧﻪ ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ ذﻟك وﺗﺳرﻋت ،وﻗﻠت ﻟﻪ ﻏدا ﺑﺈذن اﷲ ﺳﯾﻛون ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻣﻌﻲ؟
ﻋدت إﻟﻰ اﻟﺑﯾت وأﻧﺎ ﻣﻘﺗﻧﻊ ﺑﺄﻧﻧﻲ ﻗد أﺧطﺄت ﺑﻘطﻊ ﻫذا اﻟوﻋد ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻲ ﻷﻧﺟز ﻫذا اﻟﻌﻣل ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت
ﻋل◌ي أن أﺑدأ ﺑﺧطوات ﻋﻣﻠﯾﺔ...، اﻟﻘﺻﯾر،وﻟﻛن اﻟﻧدم ﻻ ﯾﻧﻔﻊ وﯾﺟب ّ ّ
ﻫداﻧﻲ ﺗﻔﻛﯾري إﻟﻰ اﺳﺗﺧدام آﻟﺔ ﺣﺎﺳﺑﺔ وﺗطوﯾرﻫﺎ ﻟﺗﻘوم ﺑﺎﻟﻌد.
ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ﻛﻧت أﺳﺗﺧدم اﻵﻟﺔ اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ ﻛﻌداد ﻓﻲ ﺗﺟﺎرب اﻷﺣﯾﺎء ﻣﺛﻼ ﻛﻧت أﺿﻐط ) ١ﺛم (++وﻛﻠﻣﺎ أردت
أن أﺿﯾف رﻗﻣﺎ ﻛﻧت أﺿﻐط )=(،ﻓﻘﻠت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ،إذا ﻟم اﺳﺗﻔد ﻣن اﻵﻟﺔ اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻠن أﺗﻣﻛن ﻓﻲ ﻫذا اﻟوﻗت
اﻟﻘﺻﯾر ﻣن ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻬﺎز.
ﻓﺗﺣت اﻵﻟﺔ اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ ،وﻟﺣﻣت طرﻓﻲ ﺳﻠﻛﯾن ﻣﻊ طرﻓﻲ ﻣﻔﺗﺎح)=( ﻓﻲ اﻵﻟﺔ،وأﺧرﺟت اﻟﺳﻠﻛﯾن إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج
واﻋدت اﻵﻟﺔ إﻟﻰ وﺿﻌﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑق.
ﺿﻐطت ) (++١وﺑدأت ﺑوﺻل طرﻓﻲ اﻟﺳﻠﻛﯾن وﻓﺻﻠﻬﻣﺎ ﻓوﺟدت أن اﻵﻟﺔ
ﺗﺿﯾف رﻗﻣﺎ ﻛﻠﻣﺎ وﺻﻠت وﻓﺻﻠت اﻟﺳﻠﻛﯾن.
ﺑﻘﻲ ﻋﻠﻲ ﺻﻧﻊ اﻟﻣﺟس ،أﺧذت ﺷﻔرة ﺣﻼﻗﺔ وﻗﺳﻣﺗﻬﺎ ﻧﺻﻔﯾن ووﺻﻠت طرﻓﻲ اﻟﺳﻠﻛﯾن ﻣﻊ ﻗطﻌﺗﻲ
اﻟﺷﻔرة،ووﺿﻌت ﺑﯾن اﻟﻘﺳﻣﯾن ﻗطﻌﺔ ورق وﻏﻠﻔﺗﻬﺎ ﺑﺷرﯾط ﻻﺻق،وﻫﻛذا ﻋﻧدﻣﺎ أﺿﻐط ﻋﻠﻰ ﻧﺻﻔﻲ اﻟﺷﻔرة
ﺗﺿﯾف اﻵﻟﺔ رﻗﻣﺎ.
ﻟﺻﻘت )اﻟﻣﺟس( ﻋﻠﻰ اﻟﺣذاء ﺗﺣت ﻛﻌﺑﻲ ،وﺿﻐط) (++٢ﻷن اﻵﻟﺔ ﻛل ﺧطوﺗﯾن ﺗﺿﯾف رﻗﻣﺎ واﺣدا ،وﺑدأت
أﺳﯾر ﺑﻬﺎ ﻷﺗﺄﻛد ﻣن ﻓﻌﺎﻟﯾﺗﻬﺎ.
ُﻗدر( اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ؟
واﻵن ﻛﯾف أﻗﯾس أو )أ ّ
ﻣﺷﯾت ﻋﺷرة ﺧطوات طﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻗﺳت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﻗطﻌﺗﻬﺎ وﻗﺳﻣﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ) (١٠ﻓوﺟدت أﻧﻧﻲ ﻛل ﺧطوﺗﯾن
ﻓﺻﻔرت اﻵﻟﺔ وﺿﻐطت ) (++١.٢وﺑدأت أﻣﺷﻲ ،زرت ﻣﻧزل أﺧﻲ ﻓوﺟدت أﻧﻧﻲ ﻗطﻌت
ّ أﻣﺷﻲ)١.٢ﻣﺗر(،
ﻣﺳﺎﻓﺔ ١٠٠ﻣﺗر.
وﻓﻲ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ذﻫﺑت إﻟﻰ ﻣرﻛز ﻋﻣﻠﻲ وأﻧﺎ واﺛق ﻣن ﻧﻔﺳﻲ واﻟﻣﺟس ﺗﺣت ﻗدﻣﻲ ،واﻵﻟﺔ اﻟﺣﺎﺳﺑﺔ ﻓﻲ
ﻣﻧﻲ ﻓﺄﺧرﺟت اﻵﻟﺔ وﺟرﺑﺗﻬﺎ أﻣﺎﻣﻬم ﻓﺻﻣﺗوا ،ﺻﻔرت اﻵﻟﺔ
ﺟﯾﺑﻲ ،وﻛﺎن زﻣﻼﺋﻲ ﻗد أﻋدوا أﻧﻔﺳﻬم ﻟﻠﺳﺧرﯾﺔ ّ
ودﺧﻠت إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺗﺑر ،ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟدي ﯾوم ﺗدرﯾﺑﻲ ،وﻛﻧت أﺗﻧﻘل ﺑﯾن اﻟﻣﺗدرﺑﯾن وﻣﺷﻐل اﻟﺗﺣﺿﯾر ،واﻟﻠوح ،وﻓﻲ
ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﯾوم وﺟدت اﻵﻟﺔ ﻗد ﺳﺟﻠت ﻣﺳﺎﻓﺔ )٣٠٠٠ﻣﺗر(،أي ﺛﻼﺛﺔ ﻛﯾﻠوﻣﺗرات ،ﻟﻘد ﻛﺎن زﻣﻼﺋﻲ ﻣﺣﻘﯾن ﻓﻲ
ﺗﻘدﯾرﻫم ﻟﻠﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ أﺳﯾرﻫﺎ ﯾوﻣﯾﺎ.
ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﯾوم اﻟﺗدرﯾﺑﻲ ﻗﺎل ﻟﻲ زﻣﯾل ،ﻧﻌرف أن ﻓﻼن ﺗﺣداك أن ﺗﺻﻣم ﺟﻬﺎزا ﻟﻘﯾﺎس اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﯾرﻫﺎ ﻓﻲ
اﻟﯾوم،وﻫو ﺛرﺛﺎر ﻛﻣﺎ ﻧﻌرف ﺟﻣﯾﻌﺎ
،ﻓﻬل ﯾﻣﻛﻧك ﺗﺻﻣﯾم ﺟﻬﺎز ﯾﻘﯾس ﻋدد اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛﻠﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﯾوم؟
ﺑﺗﺳرﻋﻲ ﺑﻘطﻊ اﻟوﻋد ﻓﻘﻠت رﺑﻣﺎ،وﻟﻛن ﻷ أﻋدﻛم ﺑﺷﻲء ،ﻣﻊ أن ﻣﺟﻣوﻋﺔ
ﻫﻧﺎ ﺗذﻛرت ﻣﺎ ﺣﺻل ﻣﻌﻲ ﺑﺎﻷﻣس ّ
ﻣن اﻷﻓﻛﺎر ﺗوﻓرت ﻟدي ﻟﺻﻧﻊ ﻣﺛل ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻟﻛﻧﻲ أﺟدﻩ ﻋدﯾم اﻟﻔﺎﺋدة.
وﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎء اﺗﺻﻠت أﺧﺗﻲ ﻣﻊ ﺻدﯾﻘﺗﻬﺎ اﻟﺗﻲ ﺣﺿرت اﻟدورة وﻗد ﺗطرﻗن ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟدورة وﻣﺎذا اﺳﺗﻔدات
ﻣﻧﻬﺎ ...
ﺑﻌد إﻧﻬﺎء اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ ﻗﺎﻟت ﻟﻲ أﺧﺗﻲ :ﯾﻘوﻟون أﻧﻬم ﻛﺎﻧوا ﺳﻌﯾدﯾن ﺟدا ﺑﺗﻌﻠم ﺻﻧﻊ ﻫذﻩ اﻷﺟﻬزة وﺧﺎﺻﺔ ﺟﻬﺎز
ﺗوﻟﯾد اﻷﻣواج اﻟﻣﺳﺗﻘرة اﻟطوﻟﯾﺔ واﻟﻣﺳﺗﻌرﺿﺔ،وﻟﻛن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻓك اﻟﻣﺣوﻻت ،أﻻ ﯾوﺟد ﻟدﯾك ﺑدﯾل ﻟﻬﺎ
؟
أﻗﻠب اﻷﻣور ﺣﺗﻰ ﺧطرت ﻟﻲ ﻓﻛرة ﺟﻌﻠت
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻟم أﺳﺗطﻊ اﻟﻧوم وأﻧﺎ أﻓﻛر ﺑﻬذا اﻻﻗﺗراح ،وﺑدأت ّ
ﺗﺻﻣﯾم ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﺳﻬوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ أﻛﺛر ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺳﺎﺑق ،واﻷﻫم اﺳﺗﻐﻧﺎءﻩ ﻋن
اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻣﺗردد ٕ،واﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﺷﻐﯾﻠﻪ ﺑﺑطﺎرﯾﺔ ﺟﺎﻓﺔ واﺣدة ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻛﻠﻔﺔ اﻟﻣﻧﺧﻔﺿﺔ ﺟدا ﻟﻪ ،وﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻗﺎم
ﻗﺳم اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺗرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌﺎون ﻣﻌﻲ ﺑﺗﺻﻧﯾﻊ ﻛﻣﯾﺔ ﻣﻧﻪ وزﻋت ﻋﻠﻰ ﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﺗرﺑﯾﺔ ،وﻗد
ﻧﺷرﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺑﻲ ،وأدﺧﻠﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗب اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﻌراﻗﯾﺔ،وﻓﻲ ﻣﺷروع ﺣوﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ اﻟﺳﻌودﯾﺔ ...،وﺷﻛرا ﻟﺻدﯾﻘﺔ
أﺧﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺷﻛوى!
ﺟﻬﺎز ﻗواﻧﯾن ﻛﺑﻠر
ﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم ﺧرﺟت ﻣن ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ ﻣرﻛز ﻣﺻﺎدر اﻟﺗﻌﻠم ﺑﺎﻛرا ،ﻛﻧت أﺷﻌر ﺑﺎﻟﻣﻠل ﻷﻧﻪ ﻟم ﯾﻛن ﻟدي ﻋﻣل
أﻗوم ﺑﻪ ،وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﻓﻛرة ﺟدﯾدة ﻟﺟﻬﺎز أو ﻣﺷروع أﺧذت ﻣﻌﻲ ﻛﺗﺎب ﻋﻠوم اﻷرض ﻷﺣد
اﻟﺻﻔوف،ﺟﻠﺳت ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ أﻧﺗظر اﻛﺗﻣﺎل ﻋدد اﻟرﻛﺎب واﻧطﻼﻗﻬﺎ ،وأﺧذت أﻗﻠب ﺻﻔﺣﺎت اﻟﻛﺗﺎب،ﻟم أﺟد
ﺷﯾﺋﺎ ﺟدﯾدا ﯾﻣﻛﻧﻧﻲ ﻋﻣﻠﻪ ﺣﺗﻰ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣوﺿوع ﻗواﻧﯾن ﻛﺑﻠر اﻟﺗﻲ ﺗﺻف ﺣرﻛﺔ اﻟﻛواﻛب ﺣول
اﻟﺷﻣس،ﻗﻠت ﻓﻲ ﻧﻔﺳﻲ ،ﻫذﻩ اﻟﻘواﻧﯾن ﻻ ﯾوﺟد ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣدارﺳﻧﺎ ﺗﺟرﺑﺔ أو ﻧﻣوذج ﯾوﺿﺣﻬﺎ ،وﻷﻓﻛر ﻟﻌﻠﻲ أﻓﻌل
ﺷﯾﺋﺎ...
اﻣﺗﻸت اﻟﺣﺎﻓﻠﺔ واﻧطﻠﻘت ووﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﻧت أﺳﻛن ﺑﻬﺎ دون أن اﺷﻌر ،ﻟﻘد ﻛﻧت ﻣﺷﻐوﻻ ﺑﻘواﻧﯾن
ﻛﺑﻠر.
ﻋدت ﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻧﺷﯾطﺎ ،ﻓﻛرت أن أﺑ دأ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺳﺗﺧدﻣﻬﺎ ﻟرﺳم اﻟﺷﻛل اﻹﻫﻠﯾﻠﺟﻲ
)اﻟﺑﯾﺿوي( ،وﻫﻲ ﺧﯾط ﺑﺷﻛل ﺣﻠﻘﺔ وﻗﻠم ﯾدور ﺣول دﺑوﺳﯾن .
ﺑدأت ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻔﻛرة وﻣن أﺟل اﻟدوران اﺳﺗﺧدﻣت ﻣﺣرﻛﺎ ﺻﻐﯾرا ،وﺑدل اﻟﻘﻠم اﺳﺗﺧدﻣت ﺣﻠﻘﺔ ﻣﻌدﻧﯾﺔ ﺗﺗﺣرك
ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾب ﻣﻌدﻧﻲ ﻣﺛﺑت ﻋﻠﻰ ﻣﺣور اﻟﻣﺣرك ،ووﺻﻠت اﻟﺣﻠﻘﺔ ﺑﺧﯾط ﻣن اﻟﻧﺎﯾﻠون ﻣﻌﻠق ﻣن طرﻓﯾﻪ ﺑﻘطﻌﺔ
ﺧﺷب ﻣﺛﺑﺗﺔ ﻓوق اﻟﺟﻬﺎز.
وأﺛﻧﺎء اﻟدوران ﺑرزت ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻋوﯾﺻﺔ ،وﻫﻲ أن اﻟﺧﯾط ﯾﻠﺗف ﺣول ﻧﻔﺳﻪ أﺛﻧﺎء دوران اﻟﻣﺣرك،وأﺣﺳﺳت أن ﻓﻛ رة
ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ،ﺳﺗﺗوﻗف ﻋﻧد ﻫذﻩ اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ،وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺎت اﻷﺧﯾرة ﻗﺑل أن أﺻرف اﻟﻧظر ﻋن ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز
أﻣﺳﻛت ﻣﯾداﻟﯾﺔ ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﻲ ﻷﻓﺗﺢ أﺣد أدراج ﻣﻛﺗﺑﻲ ﻓوﺟدت ﻓﻲ اﻟﻣﯾداﻟﯾﺔ ﻗطﻌﺔ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن ﺣﻠﻘﺗﯾن
ﯾﻣﻛﻧﻬﻣﺎ اﻟدوران،وﻫذﻩ اﻟﻘطﻌﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﻣﯾداﻟﯾﺎت.
ﻗﻣت ﺑﻔك اﻟﻘطﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﯾداﻟﯾﺔ ووﺻﻠﺗﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺧﯾط واﻟﺣﻠﻘﺔ اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ،وﻓﻌﻼ ﻧﺟﺣت ﻫذﻩ اﻟﺣﻠﻘﺔ
اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ إﻧﻘﺎذ ﺟﻬﺎزي وأﻛﻣﻠﺗﻪ ،وﻧﺷرﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب ) ٣٠٠ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ(،ﺛم ﻗﻣت ﺑﺗطوﯾرﻩ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺑﻌض
اﻟﻘطﻊ أﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ وﻧﺷرﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎب)اﺻﻧﻊ ﺑﻧﻔﺳك أﺟﻬزة ﻣﺧﺑرﯾﺔ إﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ(
ﺟﻬﺎز رﺳم اﻟﺧراﺋط اﻟﻛﻧﺗورﯾﺔ
اﻟﺧراﺋط اﻟﻛﻧﺗورﯾﺔ ﻫﻲ رﺳم ﺛﻧﺎﺋﻲ اﻷﺑﻌﺎد ﯾوﺿﺢ ﺗﺿﺎرﯾس ﺛﻼﺛﯾﺔ اﻷﺑﻌﺎد،ﻛﻣﺎ ﻫو ﻣوﺿﺢ ﻓﻲ اﻟرﺳم
ﺑدأت ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻣﻔﻬوم اﻟﺧرﯾطﺔ اﻟﻛﻧﺗورﯾﺔ وﻛﯾف
ﯾﻣﻛن ﻋﻣل رﺳم ﺛﻧﺎﺋﻲ اﻷﺑﻌﺎد ﻟﺟﺳم ﺛﻼﺛﻲ اﻷﺑﻌﺎد.
اﺳﺗﻌرت ﻣﺟﺳﻣﺎ أﺳﻔﻧﺟﯾﺎ ﻟﺑرﻛﺎن ﻟوﻧﻪ ﻏﺎﻣق ،وأﻟﺻﻘت
أﺷرطﺔ ﻋﺎﻛﺳﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﻠف اﻟﺷرﯾط ﺣول اﻟﻣﺟﺳم ﺑﻣﺳﺗوى
واﺣد ﺛم ﯾﻠﯾﻪ ﺷرﯾط آﺧر.
ﻋرﺿت اﻟﻣﺟﺳم ﻟﻠﺿوء وﻋﺗﻣت اﻟﻐرﻓﺔ وﻧظرت ﻣن أﻋﻠﻰ
ﻧﺣو اﻟﻣﺟﺳم ﻓرأﯾت أن اﻷﺷرطﺔ اﻟﻌﺎﻛﺳﺔ ﯾﻌطﻲ ﻣﻧظر
ﻟﺧﺎرطﺔ ﻛﻧﺗورﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺳم ،اﺳﺗﻌرت ﻛﺎﻣﯾرا ﻓﯾدﯾو ﻣن ﻗﺳم
اﻟﺗﺻوﯾر ﻓﻲ اﻟﻣرﻛز وﺻورت اﻟﻣﺟﺳم ﻣن أﻋﻠﻰ وﻧظرت إﻟﻰ
اﻟﺻورة ﻓوﺟدﺗﻬﺎ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺧﺎرطﺔ ﻛﻧﺗورﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺳم.
أﻛﻣﻠت اﻟﻌﻣل وﺧرﺟت ،وﻓﻲ اﻟطرﯾق،ﻓﻛرت ﻓﻲ اﺳﺗﺑدال
اﻟﻛﺎﻣﯾرا وﻫﻲ ﻏﯾر ﻣﺗوﻓرة ﻟﻠﺟﻣﯾﻊ ﺑﺷﻲء ﺑﺳﯾط ،وﻫﻧﺎ ﺟﺎءﺗﻧﻲ ﻓﻛرة اﺳﺗﺧدام ﻋدﺳﺔ ﻣﺣدﺑﺔ
ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺻورة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺳم ،وﺗﻣﻧﯾت اﻟﻌودة وﻟﻛن اﻟﻣرﻛز أﻏﻠق أﺑواﺑﻪ ،وﻛﺎن ﻫذا اﻟﯾوم ﻫﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع
ﻣرت ﻋﻠﻲ ﻋطﻠﺔ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻷﺳﺑوع طوﯾﻠﺔ وﺑطﯾﺋﺔ ،وأﻧﺎ أﻧﺗظر اﻟﻌودة ﻟﺗﻛﻣﻠﺔ ﻫذا اﻟﻣﺷروع.
ﻓﻌﻼ وﺿﻌت ﻋدﺳﺔ ﻣﺣدﺑﺔ ﻓوق اﻟﻣﺟﺳم ،ووﺿﻌت ورﻗﺔ ﺷﺑﻪ ﺷﻔﺎﻓﺔ ﻓوق اﻟﻌدﺳﺔ ﺣﺗﻰ ﺗﻛوﻧت ﺻورة ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ
ﻟﻸﺷرطﺔ اﻟﻣﻠوﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻟورﻗﺔ.
اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن ﻣﻘدار اﻟﺿوء اﻟﻣﻧﻌﻛس ﻋن اﻟﺧطوط ﺿﻌﯾف وﻟﻬذا ﻓﺎﻟﺻورة ﺑﺎﻫﺗﺔ ،أﯾﺿﺎ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻟﺻق اﻷﺷرطﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺳم ﻗد ﻻ ﺗﻛون دﻗﯾﻘﺔ ،وﻓﻛرت ﺑﺧطوط )ﺿوﺋﯾﺔ( ،وﻫﻧﺎ أﺧذت ﻗطﻌﺔ ﻣن اﻟورق اﻟﻣﻘوى وﻓﺗﺣت ﻓﯾﻬﺎ
أﺷرطﺔ ووﺿﻌﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﻌرض وﺳﻠطت أﺷﻌﺔ اﻟﺟﻬﺎز ﻧﺣو اﻟﻣﺟﺳم ﻓﺄﺿﺎء اﻟﺿوء اﻟﻣﺎر ﻣن اﻷﺷرطﺔ
اﻟﻣﺟﺳم وأﻟﺗف ﻟﯾﻐطﻲ ﻧﺻف اﻟﻣﺟﺳم ،ووﺿﻌت اﻟﻌدﺳﺔ ﻓظﻬر ﻣﻘطﻊ ﻛﻧﺗوري ﯾﻐطﻲ ﻧﺻف اﻟﻣﺟﺳم ﻋﻠﻰ
اﻟورﻗﺔ ﺷﺑﻪ اﻟﺷﻔﺎﻓﺔ،ﺛم أﺟرﯾت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﻓﺄﺻﺑﺢ ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن وﺿﻊ أي ﺟﺳم أو
ﻧﻣوذج ﺗﺣت اﻟﺟﻬﺎز ﻓﯾﻌطﻲ ﺧﺎرطﺔ ﻛﻧﺗورﯾﺔ ﻟﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر.
ﻘﻼب
اﻟﺳﺗروﺑوﺳﻛوب اﻟ ّ
ﻋﻧد إﺟراء ﺑﻌض اﻟﺗﺟﺎرب ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺣوض اﻷﻣواج ﻧﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺎز اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘطﻌﺔ )ﺳﺗﯾرﯾوﺳﻛوب( ﻟﺗﺛﺑﯾت
اﻟﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺗﺟرﺑﺔ ﺗداﺧل ﻣوﺟﺗﯾن ،وﯾﺳﺗﺧدم ﻋﺎدة ﺟﻬﺎز )ﺳﺗروﺑوﺳﻛوب اﻟﻣﺻﺑﺎح اﻟﻧﺎﺑض( ،وﻫذا
اﻟﺟﻬﺎز ﻣرﺗﻔﻊ اﻟﺛﻣن وﻻ ﯾﺗوﻓر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣدارس ،وﻟﻬذا ﯾﺳﺗﻌﺎض ﻋﻧﻪ ﺑﺟﻬﺎز
اﻟﺳﺗروﺑوﺳﻛوب ذو اﻟﺷق أو اﻟدواﺋر.
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز أن دوراﻧﻪ ﯾﺷوﻩ ﺣرﻛﺔ اﻷﻣواج ﻓﺗظﻬر اﻟﺻورة ﻣﺷوﻫﺔ،وﻛﻣﯾﺔ
اﻟﺿوء اﻟﻣﺎرة ﺧﻼﻟﻪ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻓﺗﻛون اﻟﺻورة ﺑﺎﻫﺗﺔ
ﻣﺎ ﻛﻧت أرﯾدﻩ ﻫو ﺗﺻﻣﯾم ﺣوض أﻣواج ﻣﺗﻛﺎﻣل ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎز اﻟﻌرض
اﻟﻌﻠوي،وﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻛﺎﻣل إﺿﺎءﺗﻪ،وﻻ ﯾﺷوﻩ اﻟﺻورة ،
أﻣﺳﻛت ﻗطﻌﺔ ﻛرﺗون وﺑدأت أﺿﻌﻬﺎ أﻣﺎم ﻣرآة ﺟﻬﺎز اﻟﻌرض ﺛم أﺳﺣﺑﻬﺎ ﻟﻌﻣل ﺻورة
ﻣﺗﻘطﻌﺔ ﻓوﺟدت أﻧﻬﺎ ﻗد ﺗﻧﺟﺢ،ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻛﺎﻣل إﺿﺎءة اﻟﺟﻬﺎز.
ﺳﺘﺮوﺑﻮﺳﻜﻮب ذو اﻟﺪواﺋﺮ وﻟﻛن ﻟو ﻗﻣت ﺑﺗﺛﺑﯾت ﻗطﻌﺔ اﻟورق ﻟﺗدور أﻣﺎم اﻟﻣرآة ﻣﺛل اﻟﺟﻬﺎز ذو اﻟﺷق ﺳﺗﺑﻘﻰ
ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺗﺷوﯾﻪ اﻟﺻورة ،وﻟﻛن ﻗﻣت ﺑوﺿﻌﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻛون دوراﻧﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﺟﺎﻧﺑﻲ ٕواﻧﻣﺎ
اﺷوﻩ اﻟﺻورة.
إﻟﻰ اﻷﻣﺎم وﺑﻬذا أﺳﺗﻔﯾد ﻣن ﻛﺎﻣل اﻹﺿﺎءة وﻻ ّ
ووﺟدت إن ﺛﺑﺗﻬﺎ ﻣن اﻟوﺳط ﻋﻠﻰ ﻣﺣور ﻣرﻛب ﻋﻠﻰ ﻣﺣرك ﺳﺄﺿﺎﻋف
ﻋدد ﻧﺑﺿﺎﺗﻬﺎ.
وﻫﻧﺎ ﻓﻛرت ﺑﺈطﻼق إﺳم ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن أﺟﻬزة اﻟرؤﯾﺔ اﻟﻣﺗﻘطﻌﺔ ،ﻓدﺧل أﺣد أﺻدﻗﺎﺋﻲ ،وأﺧﺑرﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺻﺔ ،ﻓﻘﺎل
اﻟﻘﻼب ،وﻫذا ﻣﺎ ﺣﺻل ،وﺑذﻟك
،ﺑﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺟﻬﺎز ﯾﻘﻠب أﻣﺎم ﻣرآة ﺟﻬﺎز اﻟﻌرض ﻓﺳﻣﻪ اﻟﺳﺗروﺑوﺳﻛوب ّ
ﺗﻣﻛﻧت ﻣن ﺟﻬﺎز ﻓﻲ ﻣﻧﺗﻬﻰ اﻟﺑﺳﺎطﺔ ﯾﺣﻘق ﻟﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻫداف اﻟﺗﻲ أردﺗﻬﺎ ﻣﻧﻪ ،وﻧﺷرﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻲ )٣٠٠
ﺗﺟرﺑﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ(.
ﺳﺘﺮوﺑﻮﺳﻜﻮب ﻗﻼب
ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣزﯾد ﻋن ﻫذا اﻟﻌﻠم ﯾﻣﻛن اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻛﺗﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻛﯾر إﺻدار دار ﻧﺷر ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث/ارﺑد