المقاولاتية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة جياللي ليابس –سيدي بلعباس‪-‬‬

‫كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير‬

‫مطبوعة بيداغوجية بعنوان‪:‬‬

‫مطبوعة موجهة لطلبة السنة أولى ماستر إقتصاد دولي و إقتصاد نقدي وبنكي‬

‫من إعداد الدكتورة‪ :‬مباركي سمراء‬

‫‪1‬‬
‫السنة الجامعية‪9191/9102 :‬‬

‫قائمة المحتويات‬

‫مقدمة‬

‫الفصل األول‪ :‬المقاوالتية المفهوم والطبيعة‪10.......................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المقاوالتية‪( :‬الريادة) ‪10....................L’Entrepreneutiat‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم المقاول‪ ( :‬الريادي) ‪10....................... L’Entrepreneur‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬صفات وخصائص الشخص المقاول‪01.......................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬المقاوالتية في القانون التجاري الجزائري‪01...................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬اآلثار الإلقتصادية واإلجتماعية للمقاوالتية‪02.........................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلثار االقتصادية‪02..........................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار االجتماعية‪91.........................................................‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬المقاوالتية والمؤسسة‪99..............................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف المؤسسة االقتصادية‪99...............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪91.....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪97..................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬تعريف المؤسسة المقاولة‪90.................................................‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬األشكال الرئيسية للمقاوالتية‪11........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خلق مؤسسة مقاولة (أو نشاط مقاوالتي) ‪11.................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تسليم أو إستئناف مؤسسة أو نشاط‪11......................................‬‬

‫‪2‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المقاوالتية االجتماعية‪13....................................................‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬إستراتيجيات المقاوالتية‪12..........................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم إستراتيجية المقاوالتية‪12..............................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إستراتيجية اإلبداع واإلبتكار‪41...............................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إستراتيجية التميز‪43.........................................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬إستراتيجية أخذ المخاطرة والمبادرة ‪47........................................‬‬

‫الفصل السادس‪ :‬مخطط األعمال‪42..................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم مخطط األعمال‪42.....................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية ودور مخطط األعمال‪01...............................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تحضير مخطط األعمال ‪09..................................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬مكونات مخطط األعمال‪01....................................................‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬تنفيذ مخطط األعمال‪00...................................................‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬أسباب فشل مخطط األعمال‪00............................................‬‬

‫الفصل السابع‪ :‬المقاوالتية الدولية‪07................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المقاالتية الدولية‪07..................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في المقاوالتية الدولية‪00....................................‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األشكال المختلقة للمقاوالتية‪31.............................................‬‬

‫الخاتمة‪31.........................................................................................‬‬

‫قائمة المراجع‪34...................................................................................‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫عرفت الساحة االقتصادية سلسلة من التغيرات والتحوالت التي دفعت مختلف الباحثين‬

‫واإلقتصاديين من مختلف الدول الصناعية المتقدمة وحتى النامية إلى االهتمام بمجال المقاوالتية‪ ،‬الذي‬

‫أصبح يلعب دو ار مهما في النشاط االقتصادي باعتباره أفضل الوسائل لإلنعاش االقتصادي نظ ار لسهولة‬

‫تكيفه ومرونته التي تجعله قاد ار على الجمع بين التنمية االقتصادية وتوفير مناصب الشغل‪ ،‬وقدرته على‬

‫اإلبداع واإلبتكار والتجديد وتطوير منتوحات جديدة‪ ،‬لذلك كان من الضروري على الدول خاصة النامية‬

‫منها‪ ،‬العمل على زيادة فعالية المقاوالتية وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها‪ ،‬من خالل إنشاء هيئات‬

‫وأساليب لدعم ومرافقة المقاوالتية وانشاء المؤسسات‪ ،‬وكذا تبني برامج لرعايتها وضمان البيئة المناسبة‬

‫إلستمرارها وتطورها‪.‬‬

‫الجزائر على غرار هذه الدول‪ ،‬أدركت مكانة المقاوالتية في إقتصادياتها خاصة بعد ما آلت إليه الوضعية‬

‫االقتصادية بعد إنهيار أسعار البترول‪ ،‬بحيث أصبح المخرج من هذه األزمة هو نشر ثقافة وروح‬

‫المقاوالتية في أوساط الشباب الجامعيين‪ ،‬من خالل إدراج دراسات أكاديمية و تخصصات في مجال‬

‫المقاوالتية وانشاء المؤسسات‪ ،‬لهدف تنشيط وتطوير النسيج الصناعي خارج قطاع المحروقات‪.‬‬

‫في هذا اإلطار‪ ،‬جاءت هذه المطبوعة البيداغوجية والموجهة لطلبة الماستر تخصص إقتصاد‬

‫نقدي وبنكي واقتصاد دولي‪ ،‬من أجل توسيع الفكر المقاوالتي لديهم‪ ،‬وتلقينهم الطرق األكاديمية الصحيحة‬

‫إلنشاء مؤسسات مقاولة قصد خلق ألنفسهم مناصب شغل حرة في وقت تشبعت فيه كل قطاعات الدولة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفصل األول‪ :‬المقاوالتية المفهوم والطبيعة‬

‫تعتبر المقاوالتية من المواضيع الهامة والواعدة في إقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة وحتى‬

‫النامية‪ ,‬إذ تساهم المشاريع المقاوالتية مساهمة فعالة في تطوير التنمية اإلقتصادية الشاملة‪ ,‬كما تعتبر هذه‬

‫المشاريع الركيزة األساسية في بناء المؤسسات الكبيرة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المقاوالتية‪(:‬الريادة) ‪Entrepreneuriat ou Entreprenariat‬‬

‫‪Entrepreneurship)/‬‬

‫‪ -0‬التطور التاريخي لمفهوم المقاوالتية‪:‬‬

‫يعد مفهوم المقاوالتية من المفاهيم القديمة‪ ،‬حيث أستعمل ألول مرة في اللغة الفرنسية في بداية القرن‬

‫السادس عشر‪ ،‬فتضمن مفهومه في تلك الفترة معنى المخاطرة وتحمل الصعاب التي رافقت حمالت‬

‫اإلكتشاف العسكرية‪ ،‬ومع مطلع القرن الثامن عشر‪ ،‬دخل مفهوم المقاوالتية عالم النشاط االقتصادي على‬

‫يد )‪ (Richard Cantillon‬الذي وصف التاجر الذي يقوم بشراء سلع بسعر محدد ليبيعها في المستقبل‬

‫بسعر ال يعرفه مسبقا بأنه مقاول‪ ،‬ثم جاء )‪ (J.B.Say‬الذي رأى في المقاول قدرة فائقة على اإلدارة‪،‬‬

‫بحيث ّنوه إلى أن المشروعات ال يمكن أن تزدهر إالّ في مجتمع تتوفر فيه روح المقاولة وحب العمل‬

‫الحر‪ ،‬وتوجد مجموعة من رجال األعمال أصحاب المواهب اإلدارية الخاصة من ذوي اإلستعداد‬

‫‪.‬‬ ‫والمخاطرة‪ ،‬وتبني األفكار الجديدة وفهم آليات التنافس في السوق‬


‫(‪)1‬‬

‫في القرن الحادي والعشرون‪ ،‬تطور مفهوم المقاوالتية‪ ،‬فقام )‪ (Kuratko‬سنة ‪ 9002‬بوضع تعريف‬

‫متكامل ذكر فيه العوامل الحاسمة االّزمة لهذه الظاهرة‪ ،‬إذ عرفه على أنها عملية ديناميكية للرؤية والتغيير‬

‫‪ -1‬حامد كريم الحداوي‪ ،‬الريادة كمدخل لمنظمات األعمال المعاصرة في ظل تبني مفهوم رأس المال الفكري‪ :‬دراسة ميدانية في مستشفى بغداد‬
‫الفكري‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة واإلقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد السابع والعشرون‪،9002،‬ص ‪.29‬‬

‫‪5‬‬
‫والخلق (اإلبتكار)‪ ،‬واقتضي وجود طاقة وعاطفة نحو إنشاء وتنفيذ أفكار جديدة وحلول مبتكرة‪ ،‬حيث‬

‫تشمل المكونات األساسية اإلستعداد لمواجهة المخاطر المحسوبة‪ ،‬ووضع فريق ناجح للمشروع‪ ،‬وحشد‬

‫الموارد االزمة‪ ،‬وبناء خطة عمل واضحة‪ ،‬وأخي ار وضع وؤية للتعرف على الفرصة التي يرى اآلخرون فيها‬

‫الفوضى والتناقض واإلرتباك‪.2‬‬

‫‪ -9‬تعريف المقاوالتية‪:‬‬

‫تعددت التعاريف ذات الصلة بمفهوم وطبيعة المقاوالتية‪ ,‬فجاء فيها الكثير من التقارب من حيث المعنى‬

‫العام والمحتوى‪ ,‬فمنها ما عرف المقاوالتية أمثال ‪:‬‬

‫‪ Alain Fayo‬على أنها‪ " :3‬حالة خاصة يتم من خاللها خلق ثروات إقتصادية واجتماعية لها خصائص‬

‫تتصف بعدم التأكد‪ ,‬أي تواجد الخطر‪ ،‬والتي تدمج فيها أفراد ينبغي أن تكون لهم سلوكات ذات قاعدة‬

‫تتخصص بتقبل التغيير وأخطار مشتركة واألخذ بالمبادرة والتدخل الفردي" وهذه الحاالت تمكن أن ترتبط‬

‫ب‪:‬‬

‫‪ -‬إنشاء مؤسسة أو نشاط من طرف أفراد مستقلين أو من طرف مؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬إستعادة نشاط أو مؤسسة في حالة جيدة "سليمة" أو تواجه صعوبات من طرف أفراد مستقلين أو‬

‫من طرف مؤسسة‪.‬‬

‫‪ -‬تطوير وادارة بعض المشاريع المخطرة في المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بتسيير بعض الوظائف أو المسؤوليات داخل المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -2‬مزنة بنت عوض النفيعي‪ ،‬واقع إستراتجيات الريادة في الجامعات السعودية‪ :‬دراسة ميدانية على جامعة الملك سعود‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪،‬‬
‫معهد اإلدارة العامة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أوت ‪ ،9009‬ص‪.‬ص ‪.179-170‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris, 9009, P .01.‬‬

‫‪6‬‬
‫أما بالنسبة لألنجلوساكسون وخاصة األمريكيون فقد استعملوا مصطلح المقاوالتية منذ سنوات التسعينات إذ‬

‫نجد البروفيسور ‪ Howard Stevenson‬بجامعة ‪ Harvard‬يوضح أن "المقاوالتية عبارة عن مصطلح‬

‫يغطي التعرف على فرص األعمال من طرف أفراد أو منظمات ومتابعتها وتجسيدها"‪ .‬المقاوالتية هي‬

‫األفعال والعمليات اإلجتماعية التي يقوم بها المقاول إلنشاء مؤسسة جديدة أوتطوير مؤسسة قائمة ‪.‬‬

‫وبالتالي المقاوالتية هي عملية إنشاء شيء جديد ذو قيمة وتخصيص الوقت والجهد والمال الالّزم للمشروع‬

‫‪ ,‬وتحمل المخاكر المصاحبة واستقبال المكافئة الناتجة‪ ,‬فهي عملية ديناميكية لتأمين تراكم الثروة‪.‬هذه‬

‫الثروة تقدم من طرف األفراد الذين يتخذون المخاطر في رؤوس أموالهم بإضافة قيمة إلى المنتوجات أو‬

‫الخدمات من خالل تخصيص الموارد والمهارات الضرورية ‪.4‬‬

‫وبناءا عليه يمكن تحديد أربعة نقاط رئيسية في تعريف المقاوالتية وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬عملية إنشاء شيئا جديدا ذا قيمة‪.‬‬

‫‪ -9‬تخصيص الوقت والجهد والمال‪.‬‬

‫‪ -3‬تقبل المخاطر المختلفة‪.‬‬

‫‪ -4‬إستقبال المكافئات الناتجة‪.‬‬

‫إذن المقاوالتية هي اإلنفراد في عمل األشياء وتعتمد على اإلختالف والتنويع‪ ,‬و الطرق الجديدة وليس على‬

‫النماذج والعادات المتبعة أو إتباع ما يفعله اآلخرون‪ ,‬بل إنها عمل شيء جديد ومنفرد‪.‬‬

‫‪ -1‬خصائص المقاوالتية‪:‬‬

‫ينبثق من التعاريف السابق للمقاوالتية جملة من الخصائص نذكر منها‪:5‬‬

‫‪ -4‬فايز جمعة النجار‪ ،‬عبد الستار تحمد العلي‪ ،‬الريادة وإدارة األعمال‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الحامد‪ ،‬عمان األردن‪ ،9002 ،‬ص‪.‬ص ‪.92-97‬‬
‫‪ -5‬فايز جمعة صالح النجار وآخرون‪ ،‬الريادة وإدارة األعمال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،9001 ،‬ص ص ‪.17-11‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ ‬المقاوالتية هي أحد مدخالت عملية إتخاذ القرار المتعلق باإلستخدام األفضل للموارد المتاحة‬

‫للوصول إلى إطالق المنتج أو الخدمة الجديدة‪ ،‬وكذلك الوصول إلى تطوير طرق وأساليب جديدة‬

‫للعمليات‪.‬‬

‫‪ ‬المقاوالتية هي الجهد الموجه نحو التنسيق الكامل بين عمليات اإلنتاج والبيع‪.‬‬

‫المقاوالتية هي مجموعة المهارات اإلدارية اإلبداعية المستندة على المبادرة الفردية والموجه نحو‬ ‫‪‬‬

‫اإلستخدام األفضل للموارد المتاحة والتي تتسم ق ارراتها بمستوى معين من المخاطرة‪.‬‬

‫‪ ‬المقاوللتية تعني اإلدراك الكامل للفرص المتمثلة في الحاجيات والرغبات والمشاكل والتحديات‬

‫واإلستخدام األمثل للموارد نحو تطبيق األفكار الجديدة في المشروعات التي يتم التخطيط لها‬

‫بكفاءة عالية‪.‬‬

‫‪ ‬المقاوالتية هي المحور اإلنتاجي للسلع والخدمات والتي تعود للق اررات الفردية الهادفة إلى تحقيق‬

‫الربح من جراء إختيار النشاط اإلقتصلدي المالئم‪.‬‬

‫‪ ‬المقاوالتية تعني العمل الذي يقوم به الفرد تلقائيا‪ ،‬حيث يشتري بسعر معين في الوقت الحاضر‬

‫ليبيع بسعر غير مؤكد في المستقبل مما يجعله عرضة لحاالت عدم التأكد‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مفهوم المقاول‪ ( :‬الريادي) ‪L’Entrepreneur‬‬

‫‪ -0‬تعريف المقاول‪:‬‬

‫عرف هذا المفهوم تطو ار مع مرور الزمن بالموازاة مع التطور اإلقتصادي ‪ ,‬حيث في العصور الوسطى‬

‫بفرنسا كانت كلمة المقاول(‪ )Entrepreneur‬المشتقة من الفعل ‪ Entreprendre‬تعني الشخص الذي‬

‫يشرف على مسؤولية ويتحمل أعباء مجموعة من األفراد‪ ,‬ثم أصبح يعني الفرد الجريء الذي يسعى من‬

‫‪8‬‬
‫أجل تحمل مخاطر إقتصادية‪ .‬أما خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر فقد كان يقصد به الفرد‬

‫الذي يتجه إلى أنشطة المضاربة‪.‬‬

‫يعتبر الفرنسي )‪ ) J.B.Say 1800‬من أوائل المنظرين لهذا المفهوم بحيث عرف المقاول بأنه‪" :‬‬

‫الشخص الذي ينقل الموارد اإلقتصادية من مستوى أدنى من أجل إنتاجية وايرادات أكثر إرتفاعا" ‪,‬إذ إعتبر‬

‫المقاول المبدع الذي يقوم بجمع وتنظيم وسائل اإلنتاج بهدف خلق منفعة جديدة‪.6‬‬

‫أما ‪ )1290( Schumpeter‬فعرف المقاول بأنه ‪ ":‬ذلك الشخص الذي لديه اإلرادة والقدرة لتحويل فكرة‬

‫جديدة أواختراع جديد إلى إبتكار"‪.‬‬

‫أما حسب كل من ‪ Julien & Marchesney‬فالمقاول هو‪ " :‬الذي يتكفل بحمل مجموعة من‬

‫الخصائص األساسية ‪ :‬يتخيل الجديد ولديه ثقة كبيرة في نفسه‪ ,‬المتحمس والصلب الذي يحب حل‬

‫المشاكل ويحب التسيير‪,‬الذي يصارع الروتين ويرفض المصاعب والعقبات وهو الذي يخلق معلومة هامة"‬

‫أما ‪ )9000( Peggy‬فلقد أشار إلى أن المقاول في اللغة الفرنسية هو الذي‪ ":‬يأخذ أو يتوسط بين‬

‫شيئين ولديه القدرة على أخذ موقع ما بين المورد والزبون‪ ,‬وكذلك القدرة على أخذ المخاطرة‪ ,‬والعمل على‬

‫تحويل الموارد من مستوى أدنى إلى مستوى أعلى من اإلنتاجية"‪.‬‬

‫وقد عرف كل من ‪ Donald & Don‬سنة (‪ )9001‬المقاول بأنه‪ ":‬ذلك الشخص الذي يستطيع تمييز‬

‫‪7‬‬
‫الفرص واغتنامها بينما اآلخرون ال يستطيعون ذلك "‬

‫وعرف ‪ )9009( Histrich‬المقاول (الريادي) بأنه‪ ":‬ذلك الشخص الذي يتمتع بصفات أخذ المبادرة‬

‫وينظم اآلليات والمتطلبات اإلقتصادية واإلجتماعية وكذلك القبول بالفشل والمخاطرة‪ ,‬ولديه القدرة على‬

‫‪6‬‬
‫‪ALLALI Brahim, ver une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche N07,ISKAE‬‬
‫‪ -9‬هاشم فوزي العبادي وآخرون‪ ،‬الريادة اإلستراتيجية ودورها في صياغة إستراتيجية التسويق الريادي في منظمات األعمال‪ ،‬مجلة القدسية‬
‫للعلوم اإلدارية واإلقتصادية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع‪ ،9000 ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪9‬‬
‫طلب الموارد والعاملين والمعدات وباقي األصول ويجعل منها شيئا ذا قيمة‪ ,‬ويقدم شيئا مبدعا وجديدا‪,‬‬

‫وكذلك يتمتع بالمهارات والخصائص سواء اإلدارية و اإلجتماعية والتقنية التي تمكنه من ذلك"‪.‬‬

‫التعريف األخير كان ملما لكل العناصر التي تدخل في تعريف المقاول‪ ،‬وعليه في عبارة مختصرة المقاول‬

‫هو " الشخص الذي لديه القدرة وبشكل مستقل على تحويل فكرة جديدة أو إختراع إلى إبتكار يجسد على‬

‫أرض الواقع من أجل تحقيق عوائد مالية عن طريق المخاطرة والمجازفة"‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬الصفات والخصائص الشخصية للمقاول‪:‬‬

‫لكي يصبح الشخص مقاوال ناجحا ومسير جيد البد أن تتوفر فيه العديد من الخصائص الشخصية والتي‬

‫تميزه عن غيره من األفراد‪ ،‬وال بد أن يمتلك الشجاعة والرغبة في العمل‪ ,‬وأن يكون لديه اإلندفاع والثقة‬

‫والتفاؤل‪ ,‬وعليه يمكن تلخيص أهم الخصائص المميزة للمقاول فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اإلستعداد والميل نحو المخاطرة‪:‬‬

‫إن المقاول هو الشخص الذي لديه الشجاعة في أن يبدأ عمال جديدا أو فريدا من نوعه‪ ،‬ويحمل معه نوعا‬

‫من المخاطرة أو المجازفة سواء عند بدء المشروع أو عند تشغيله‪ ،‬ألن المدير المالك يعمل غالبا بأمواله‬

‫الخاصة‪ ،‬حتى أن هذه المخاطرة قد تمتد للعائلة أيضا‪ ،‬وتتضخم هذه المخاطرة وتزداد عادة مع زيادة‬

‫احتمال فشل المشروع‪ ،‬وبالتالي كلما زادت درجة الرغبة في النجاح كلما زاد معها الميل واإلستعداد نحو‬

‫المخاطرة‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫‪ ‬الرغبة في النجاح‪:‬‬

‫المقاولون هم أشخاص يعرفون أهدافهم جيدا‪ ،‬ويعلمون بكل جهد ومثابرة من أجل تحقيق تلك األهداف‪،‬‬

‫فهم يمتازون بالتنظيم‪ ،‬وه يختلفون في درجة الرغبة في النجاح‪ ،‬ويمتلكون درجات أكبر من األشخاص‬

‫العاديين‪.‬‬

‫فالنجاح في عالم األعمال ليس سهال وليس مستحيال‪ ،‬فالسهولة والصعوبة أمور نسبية تتعلق بدرجة كبيرة‬

‫على إرادتنا‪ ،‬فكل أعمالنا تواجهها بعض المعوقات والصعوبات ولكن يمكن القفز فوق الحواجز إذا ثابر‬

‫الشخص على النجاح‪ ,‬وكانت لديه رغبة قوية لتحقيق ذلك‪.‬‬

‫‪ ‬الثقة بالنفس‪:‬‬

‫تعمل الثقة في النفس على تنشيط الجوانب اإلدراكية والتصورية للمقاول وذلك ما يجعله أكثر تفاؤال اتجاه‬

‫المتوقع من أعماله الجديدة‪ ،8‬فكل شخص يملك الثقة بالنفس يشعر أنه يواجه التحديات‪ ،‬بحيث عن طريق‬

‫الثقة بالنفس يستطيع المقاولون وأصحاب المشاريع أن يجعلوا من أعمالهم ناجحة‪ ،‬إذ أثبتت الدراسات أن‬

‫المقاولون يمتلكون الثقة بالنفس والقدرة على ترتيب المشاكل المختلفة وتصنيفها والتعامل معها بطريقة‬

‫أفضل من اآلخرين‪.‬‬

‫‪ ‬اإلندفاع للعمل‪:‬‬

‫عادة ما يظهر المقاولون مستوى من اإلندفاع نحو العمل أعلى من اآلخرين حتى أن هذا اإلندفاع‬

‫والحماس يأخذ شكل العناد والرغبة في العمل الصعب أو الشاق‪ .‬فمالك المؤسسات الصغيرة يمتلكون‬

‫دافعا ذاتيا للتميز‪ ،‬ويزدهرون ويتألقون في مواجهة التحديات‪.‬‬

‫‪ -8‬كاسر نصر المنصور‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى الياء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬الحامد‪ ،‬عمان‪ ،9000 ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ ‬اإلستعداد الطوعي للعمل ساعات طويلة‪:‬‬

‫إن الشخص المقاول الذي يملك عمال ويرغب في النجاح والتفوق يعمل ساعات طويلة‪ ،‬فهو أول القادمين‬

‫صباحا إلى العمل‪ ،‬و آخر المغادرين يوميا‪ ,‬حتى أنه يسهر في الكثير من األحيان‪.‬‬

‫‪ ‬اإللتزام‪:‬‬

‫من أجل نجاح الشخص المقاول ال بد عليه من التركيز على أهدافه وعدم تخليه عن التخطيط المستمر‬

‫ألنشطته‪ ,‬بحيث يمكن لكل شخص أن ينجح في عمله بشرط أالّ يتراجع وأن يتعلم من أخطائه وأخطاء‬

‫اآلخرين‪ ,‬فحسب الدراسات في هذا المجال توجد عالقة طردية بين اإللتزام ومستوى النجاح في العمل‪ ,‬ألن‬

‫بقاء ونمو األعمال تتغذى أساسا من القدرة على اإلبتكار والتضحية واإللتزام‪.‬‬

‫التفاؤل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمتلك أصحاب المشاريع الصغيرة خاصية التفاؤل‪ ،‬فهم غير متشائمين‪ ،‬إنهم يتفاءلون أكثر من غيرهم‪،‬‬

‫حيث هناك بعض الحاالت أو المراحل يفشل فيها الشخص‪ ،‬وهذا أمر ال يمكن تفاديه ولكن يجب أن يتعلم‬

‫من ذلك الفشل‪ .‬فتحويل الفشل إلى نجاح والخسارة إلى فوز يشبه تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية‪،‬‬

‫والتفكير السلبي إلى التفكير اإليجابي‪ ،‬والتفاؤل يمكن أن يساعد على النجاح‪.‬‬

‫‪ ‬منظم ومنهجي‪:‬‬

‫المقاول لديه القدرة على ترتيب وتنظيم وقته بشكل جيد‪ ،‬فهو قادر على رؤية التفاصيل بشكل واقعي‪ ،‬وهذا‬

‫يتطلب قدرات متميزة في مجال التحليل والربط بين المتغيرات قد ال يملكها اآلخرون‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬المقاوالتية في القانون التجاري الجزائري‪:‬‬

‫حدد القانون التجاري األعمال التجارية في المواد ‪ 4 ،3 ،9‬وقسمها إلى أعمال تجارية حسب الموضوع‪،‬‬

‫حسب الشكل‪ ،‬وبالتبعية‪ ،‬وتندرج المقاولة تحت أعمال تجارية حسب الموضوع‪.‬‬

‫‪ -0‬تعريف القانون التجاري الجزائري للمقاوالتية‪:‬‬

‫عرف المشرع الجزائري المقاوالتية بموجب المادة ‪ 942‬من القانون المدني على أنها‪" :‬عقد بمقتضاه أحد‬

‫المتعاقدين أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد اآلخر"‪ ،‬ونصت المادة الثانية من‬

‫القانون التجاري على ‪ 11‬مقاولة تجارية‪.9‬‬

‫المادة ‪ 942‬من القانون المدني ركزت على عنصرين هما‪:‬‬

‫‪ ‬عنصر التكرار‪ :‬يشترط القانون لكي تكسب المقاولة الصفة التجارية أن تقوم بعمل تجاري على‬

‫سبيل التكرار واإلختراف‪ ،‬والمعنى منه هو تكرار العمل التجاري بصورة متصلة ومعتادة‪ ،‬فمقاولة‬

‫النقل مثال تقوم بنقل األشخاص متكررة متخذة من ذلك العمل التجاري حرفة معتادة لها‪.‬‬

‫‪ ‬عنصر التنظيم‪ :‬ال بد من أن تتوفر على وسائل مادية مثل اآلالت وطاقة بشرية من العمال‪ ،‬وأن‬

‫تعمل المقاولة في إطار منظم وقانوني سعيا وراء الربح‪ ،‬فمقاول النقل يلجأ إلى إستغالل وسائل‬

‫النقل وعلى إستخدام العمال بشكل منظم‪ ،‬مضاربا على عمل اإلنسان وعمل اآلالت بغية تحقيق‬

‫الربح‪ ،‬مخاط ار برؤوس أمواله‪.‬‬

‫‪ -9‬عمار عمورة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪ ،9000 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪13‬‬
‫من حيث الحجم االقتصادي هناك إختالف في المقاوالت‪ ،‬إذ نجد مقاولة كبرى التي تشمل عدة‬

‫إشخاص‪ ،‬والمقاولة المتوسطة التي ال يكون فيها أشخاص كثر وحجم المشروع متوسط‪ ،‬كما هنالك‬

‫المقاولة الصغرى التي تشمل شخص واحد والمشروع يكون ذو حجم بسيط‪.‬‬

‫‪ -9‬تصنيف المقاوالت في القانون التجاري الجزائري‪:‬‬

‫نص القانون التجاري الجزائري على ‪ 11‬نوع من المقاوالت والمتمثلة فيما يلي‪:10‬‬

‫‪ ‬مقاوالت صناعية‪ :‬تصنف مقاولة اإلنتاج‪ ،‬التحويل واإلصالح من المقاوالت التجارية بنص من‬

‫الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ 9‬من القانون التجاري الجزائري‪ ،‬والمقصود منها تحويل المواد األولية أو‬

‫المنتجات إلى سلع صالحة لسد حاجات اإلنسان‪ ،‬أيضا هي تمتد إلى عملية إصالح السلع‬

‫المصنوعة‪ ،‬فال فرق في ذلك إن كان صاحب المصنع قد إشترى السلعة لصنعها أو أنها سلمت‬

‫إليه ليتولى صنعها أو تحويلها أو إصالحها ويردها للعميل‪ ،‬فهي إذن تتطلب إمتهان األعمال‬

‫الصناعية عن طريق التكرار في إطار مهني منتظم‪.‬‬

‫‪ ‬مقاوالت إستخراجية‪ :‬إن جميع المعادن الطبيعية من ذهب أو فضة أو بترول أو حديد أو ملح أو‬

‫ماء أو إستغالل المناجم وأي منتوجات إخرى كانت على سطح األرض أو في باطنها‪ ،‬كقلع‬

‫األحجار وتهيئتها للبناء‪ ،‬أو صيد األسماك واقامة مصنع تصبير أو يشبه ذلك تعد صناعة‬

‫تم في شكل منتظم أو مستمر أي في شكل مقاولة أعتبر العمل في نظر المشرع‬
‫إستخراجية‪ ،‬فإذا ّ‬

‫الجزائري تجاريا‪.‬‬

‫‪ ‬مقاوال التأمين‪ :‬نصت الفقرة ‪ 10‬من المادة ‪ 9‬على أنه يعد عمال تجاريا فحسب الموضوع كل‬

‫مقاولة للتأمين‪ ،‬والمقصود من نص المادة أن المشرع لم يفرق بين التأمين التبادلي و التأمين ذا‬

‫‪ -10‬علي بن غانم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مرقم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،9009 ،‬ص ‪.12‬‬

‫‪14‬‬
‫األقساط الثابتة‪ ،‬إذ أن كالهما يكتب الصفة التجارية‪ ،‬فالتأمين بأقساط ثابتة هو الذي تقوم به‬

‫عادة شركة أموال تجارية تتعهد فيه لمؤمن له في الحدود المتفق عليها بينهما بتعويض الضرر‬

‫الناتج من حوادث معينة كالحريق أو السرقة‪ ،‬أما التأمين التبادلي هو الذي يتفق فيه مجموعة من‬

‫األشخاص معرضين ألخطار مشابهة على تعويض الضرر الذي يحل بأحدهم عند وقوع الخطر‬

‫من مجموعة اإلشتراكات التي يدفعونها سنويا والتي تشكل فيما بينهم صندوق ضمان كموظفي‬

‫و ازرة التعليم التي تجمعهم مهنة التعليم‪.11‬‬

‫‪ ‬مقاولة تأجير المنقوالت والعقارات‪ :‬إن تأجير المنقوالت والعقارات إذا تم على سبيل التكرار وأخذ‬

‫شكل مقاولة تطبق عليه الصفة التجارية‪ ،‬ألنه يرمي من خالل هذه العمليات إلى المضاربة‬

‫وتحقيق الربح‪ ،‬وأعتبر المشرع كل من يقوم بمثل هذه األنشطة تجا ار ومن ثم ألقي على عاتقهم‬

‫إلتزامات التاجر حماية لكل من يتعامل معه‪.‬‬

‫‪ ‬مقاولة البناء والحفر وتمهيد األرض‪ :‬نصت الفقرة ‪ 9‬من المادة ‪ 9‬من القانون التجاري الجزائري‬

‫أن كل مقاولة تقوم بأعمال البناء‪ ،‬الحفر أو تمهيد األرض تعد عمال تجاريا‪ ،‬فهي تشمل ترميم‬

‫المباني‪ ،‬رصف الطرق‪ ،‬إقامة الجسور‪ ،‬إنشاء األنفاق وغيرها‪ ،‬وعلى هذا األساس يشترط‬

‫إلعتبارها عمال تجاريا أن يكون قد تعهد بتوريد األشياء الالزمة للبناء‪.12‬‬

‫‪ ‬مقاوالت تداول المنتجات والخدمات‪ :‬نجد في هذه المقاوالت عدة أنواع منها‪:‬‬

‫‪ ‬مقاوالت إستغالل المخازن العمومية‪ :‬وهي المقاوالت التي تستلم البضائع لإليداع بمقابل سند‬

‫ألمر يطلق عليه إسم سند الخزن الملحق بوصل إيداع هذه البضائع‪ ،‬كما يجوز لهذه المخازن‬

‫قبول أي بضاعة بشرط أن تكون مشروعة طبقا للفقرة ‪ 11‬من المادة ‪.9‬‬

‫‪ -11‬علي بن غانم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -12‬عمار عمورة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.77-77‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ ‬مقاوالت إستغالل النقل واإلنتقال‪ :‬هي المقاوالت التي يقصد بها نقل البضائع والحيوانات‪،‬‬

‫ويقصد باإلنتقال إنتقال اإلنسان بوسائل النقل المختلفة‪ ،‬فيوجد النقل البري‪ ،‬النهري‪ ،‬الجوي‪،‬‬

‫البحري ويكون داخليا أو خارجيا‪ ،‬وعليه يعد النقل عمال تجاريا بغض النظر عن الشخص‬

‫الذي يقوم به سواءا كان فردا أو شركة تابعة للقطاع العام أو الخاص‪.‬‬

‫‪ ‬مقاوالت لتداول اإلنتاج الفكري‪ :‬ونجد فيها‪:‬‬

‫‪ ‬مقاوالت المالهي العمومية‪ :‬واعتبرتها الفقرة ‪ 2‬من تفس المادة السابقة على أنها من المقاوالت‬

‫التجارية‪ ،‬ويقصد بها المقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور مقابل أجر كسنما‪ ،‬الغناء‪ ،‬المسرح‪ ،‬وال‬

‫تكتسب صفة التجارة إالّ إذا تمسكت بمباشرة عملها على شكل مقاولة مع تحقيق الربح وأن‬

‫تضارب على عمل الغير‪.‬‬

‫‪ ‬مقاوالت اإلنتاج الفكري (النشر)‪ :‬وهي المقاوالت التي تختص بها دار النشر ويتمثل عملها في‬

‫شراء حق التأليف من مؤلف قصد بيعه وتحقيق ربح‪ ،‬وما المقاول إالّ وسيط بين المؤلف‬

‫والجمهور‪ ،‬فهي تكون على أساس المضاربة سعيا لتحقيق الربح‪.‬‬

‫‪ ‬مقاوالت بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة‪ :‬نصت المادة ‪9‬‬

‫من الفقرة ‪ 19‬على أنه يعتبر عمال تجاريا بحسب موضوع كل مقاولة لبيع السلع الجديدة بالمزاد‬

‫العلني‪ ،‬ويقصد بمقاولة بيع لألمكنة والمحالت المعدة لبيع المنقوالت أو البضائع المملوكة للغير‬

‫بطريقة المناداة العلنية والتي تعمل على بيع األموال المنقولة بجملة إذا كانت جديدة‪ ،‬أو بالتجزئة‬

‫إذا مانت مستعملة لمن يقدم أعلى ثمن‪ ،‬ويتلقى الوسيط أجر يكون في العادة نسبة مئوية من ثمن‬

‫البيع على أن يكون البيع إراديا‪ ،‬فال يعتبر البيع بالمزاد العلني لألموال المحجوزة عليها بناء على‬

‫‪16‬‬
‫طلب أحد الدائنين أن بيع دائرة الجمارك لألموال المتروكة أو المصادرة إال ما صدر على وجه‬

‫المقاولة فضال عن توافر المضاربة في عمله‪.13‬‬

‫من خالل التطرق ألحكام المادة ‪ 9‬من القانون التجاري يتضح أن األعمال التجارية بحسب موضوعها‬

‫تحتوي على نوعين من األعمال‪ ،‬أعمال تجارية منفردة والتي يعتبرها المشرع الجزائري تجارية بغض النظر‬

‫على صفة القائم بها‪ ،‬بحيث تعد تجارية حتى ولو باشرها الشخص مرة واحدة‪ ،‬وأعمال تجارية على شكل‬

‫المقاولة أو منشآت تجارية فهذه تعرض خدماتها بصفة مستمرة للجمهور‪ ،‬ولذلك تستلزم تنظيما معينا‬

‫بهدف ممارسة مهنة معينة‪.‬‬

‫‪ -1‬روح (الثقافة) المقاوالتية‪:‬‬

‫لقد إزداد اهتمام الباحثين بدراسة روح المقاوالتية نظ ار ألهميتها الكبيرة في تدعيم وتشجيع النشاط‬

‫المقاوالتي‪ ،‬وألن المصطلح ما زال محل البحث لم يتم التوصل إلى إتفاق حول إيجاد تعريف موحد وشامل‬

‫له‪ ،‬فروح المقاوالتية هو مفهوم ال يختلف عن ما هية الثقافة المقاوالتية‪ ،‬حيث عرفها البعض على أنها‬

‫مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة من فرد أو مجموعة من األفراد ومحاولة إستغاللها‪ ،‬وذلك بتطبيقها‬

‫على شكل إستثمار في رؤوس األموال بإيجاد أفكار مبتكرة جديدة في مجمل القطاعات الموجودة‪ ،‬إضافة‬

‫إلى وجود هيكل تسييري تنظيمي‪ ،‬وهي تتضمن التصرفات‪ ،‬التحفيز‪ ،‬ودود أفعال المقاولين‪ ،‬باإلضافة إلى‬

‫التخطيط واتخاذ الق اررات التنظيمية والمراقبة‪ ،‬هذه الثقافة أو الروح المقاوالتية تترسخ في أربعة أماكن وهي‪:‬‬

‫العائلة‪ ،‬المدرسة‪ ،‬المؤسسة والمحيط‪ .‬أما حسب ‪ Jarniou-Leger‬ال يجب الخلط بين روح المقاوالتية‬

‫وروح المؤسسة فلكل منهما مفهومه الخاص به‪ ،‬فروح المؤسسة يتمثل في مجموع المواقف اإليجابية إتجاه‬

‫المؤسسة والمقاول‪ ،‬أما روح المقاوالتية تنتقد التصور الذي يعتبرها عملية التعرف على الفرص وجمع‬

‫‪ -13‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،9007‬ص ‪.99‬‬

‫‪17‬‬
‫الموارد الكافية ذات الطبيعة المختلفة من أجل تحويلها إلى مؤسسات‪ ،‬بل يجب أن ينظر إلى هذه العملية‬

‫كنتيجة ممكنة التحقق لروح المقاوالتية‪ ،‬بحيث ترتبط روح المقاوالتية بالدرجة األولى بأخذ المبادرة والعمل‬

‫أو اإلنتقال للتطبيق‪ ،‬فاألفراد الذين يتمتعون بروح المقاوالتية يمتلكون العزيمة على تجريب أشياء جديدة‪،‬‬

‫أو على انجاز األعمال بطريقة مختلفة وذلك بسب بسيط يكمن في إمكانية التغيير‪ ،‬وليس بالضرورة أن‬

‫يكون هؤالء األفراد الرغبة في إنشاء مؤسستهم الخاصة‪ ،‬وال حتى الدخول في مسار مقاوالتي‪ ،‬فهو يهدفون‬

‫بالدرجة األولى إلى تطوير مهاراتهم واختبار وتجريب أفكارهم والتعامل بكثير من اإلنفتاح والمرونة‪.‬‬

‫وحسب مجموعة من المختصين في اإلتحاد األوربي المكلفين بتدريس المقاوالتية‪ ،‬ال يجب حصر روح‬

‫المقاوالتية فقط في عملية إنشاء المؤسسات‪ ،‬بل يجب النظر إليها كموقف عام يمكن إستعماله بفائدة من‬

‫طرف كل فرد في حياته اليومية وفي كل األنشطة المهنية‪ ،‬ولذلك ال يجب حصر روح المقاوالتية في‬

‫مجموعة الوسائل والتقنيات التي تسمح باإلنطالق في نشاط تجاري بل تتعلق قبل كل شيء بالمبادرة‬

‫والعمل‪.‬‬

‫وعليه فروح (ثقافة) المقاوالتية هي عبارة واسعة الدالالت والمعاني تتعدى في مفهومها عملية إنشاء‬

‫المؤسسات الفردية‪ ،‬لتشمل تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة تسمح لألفراد‬

‫تطوير أنفسهم‪ ،‬واكتساب مهارات جديدة‪ ،‬وتجريب األفكار الجديدة وبالتالي كسر حاجز الخوف من‬

‫التغيير واكتساب مرونة في التعامل مع المستجدات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬اآلثار اإلقتصادية واإلجتماعية للمقاولة‪:‬‬

‫فعال في إدارة وتقويم‬


‫للمقاولة دو ار كبي ار في اإلقتصاد الوطني وهذا راجع لقدرتها على المساهمة وبشكل ّ‬

‫وهيكلة اإلنتاج في الدول خاصة النامية منها وكذلك المساهمة في تحقيق التوازنات المرتبطة باإلقتصاد‬

‫الكلي‪ ،‬وبالتالي لها العديد من اآلثار اإلقتصادية واإلجتماعية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اآلثار اإلقتصادية للمقاوالتية‪:‬‬

‫من أهم اآلثار اإلقتصادية للمقاوالتية نجد"‬

‫‪ )0‬زيادة متوسط دخل الفرد والتغيير في هياكل األعمال والمجتمع‪:‬‬

‫يظهر هذا األثر جليا من خالل نمو وزيادة المخرجات التي تسمح بتشكيل الثروة لألفراد عن طريق زيادة‬

‫عدد المشاركين في مكاسب التنمية مما يعمل على تحقيق العدالة في توزيع المكاسب التنموية‪.‬‬

‫‪ )9‬الزيادة في جانبي العرض والطلب‪:‬‬

‫في حالة تأمين رأسمال جديد (له عالقة بمشروع جديد) سيكون له أثر في توسيع ونمو العرض بالمقابل‬

‫اإلستفادة من المخرجات والطاقات الجديدة في المشروع‪ ،‬وسيؤدي هذا إلى النمو في الطلب وبالتالي‬

‫الزيادة في كال من جانبي العرض والطلب‪.‬‬

‫‪ )1‬تنشيط وتنمية المناطق المستهدفة‪ :‬تعمل المقاوالتية على تنمية وتنشيط بعض المناطق من خالل‬

‫تشجيع الدولة لبعض المشاريع المقاولة مثل األعمال التكنولوجية‪ ،‬من خالل تقديم مجموعة من الحوافز‬

‫التشجيعية للمقاولين للقيام بمشاريعهم في تلك المناطق أو التخصصات المستهدفة‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ )4‬تنمية الصادرات والمحافظة على تنمية المنافسة‪ :‬من خالل المقاولة يمكن للمؤسسات المساهمة في‬

‫تنمية الصاد ار ت سواءا من خالل اإلنتاج المباشر أو غير المباشر‪ ،‬وكذلك تغذية المؤسسات الكبيرة‬

‫بالمواد الوسيطية التي تحتاج إليها بدال من إسترادها‪ ,‬وكذلك إنتاج جزء من إنتاجها مما يعمل على‬

‫تخفيض تكاليف اإلنتاج في المؤسسات الكبيرة واعطائها القدرة على اإلستمرار في المنافسة المحلية‬

‫‪14‬‬
‫والعالمية‪.‬‬

‫‪ )0‬المساهمة في تطوير اإلقتصاد‪:‬‬

‫تعتبر المؤسسات الصغيرة المقاولة الركيزة األساسية في تطوير اإلقتصاد بعد المؤسسات العمالقة الكبيرة‪،‬‬

‫سواء من ناحية التطور أو األفكار التي تقدمها‪ ،‬بحيث مؤسسات اليوم الصغيرة هي مؤسسات الغد الكبيرة‪،‬‬

‫فمن خالل خاصية المقاولة تستطيع أن تخلق هذه المؤسسات ديناميكية على مستوى اإلقتصاد وتساهم‬

‫بشكل فعال في تنميته وتطويره‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اآلثار اإلجتماعية للمقاوالتية‪:‬‬

‫من أهم اآلثار اإلجتماعية للمقاوالتية ما يلي ‪:‬‬

‫‪ )0‬عدالة التنمية اإلجتماعية وتوزيع الثروة ‪:‬‬

‫تعمل المقاوالتية على تحقيق تنمية وتوازن إقليمي في ربوع المجتمع‪ ،‬من خالل إنتشارها جغرافيا وعلى‬

‫نطاق واسع‪ ،‬مستغلة في ذلك الموارد واإلمكانيات المحلية المتاحة مما يجعلها تساهم في تحقيق العدالة‬

‫االجتماعية‪ ،‬وازالة الفوارق اإلقليمية الناتجة عن تركيز األنشطة اإلقتصادية في إقليم معين‪.‬‬

‫‪- Aziz bouslikhane, Enseignement de L’entrepreneuriat : Pour un regard paradigmatique autour de‬‬
‫‪14‬‬

‫‪processus entrepreneuriat ,Thèse de doctorat non publié en sciences de gestion, Université de Nancy 2, p 59.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ )9‬إمتصاص البطالة وخلق فرص عمل جديدة‪:‬‬

‫يلعب المقاولون في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دو ار هاما في اإلقتصاد الحديث‪ ،‬وهذا راجع للمرونة‬

‫والقدرة على اإلبداع التي تتمتع بها هذه المؤسسات‪ ،‬بحيث تساهم بشكل فعال في توفير فرص عمل‪،‬‬

‫وامتصاص البطالة حيث أن تكلفة فرص العمل فيها تقل عن متوسط تكلفة العمل في المؤسسات الكبيرة‪،‬‬

‫األمر الذي يعكس الدور اإليجابي لها ويعزز قدرتها على توظيف األيدي العاملة وبموارد مالية محدودة‬

‫نسبيا‪ .‬فمنذ منتصف الثمانينات ظهرت أهمية المقاولة المصغرة كوسيلة لمحاربة الفقر‪ ،‬وادماج الفئات‬

‫المقصاة إجتماعيا واقتصاديا‪ ،‬فهي الطريقة الوحيدة الدائمة للخروج من الفقر‪ ،‬وتحسين الرفاهية ومستوى‬

‫المعيشة في األجل الطويل‪.15‬‬

‫‪ )1‬المساهمة في تشغيل المرأة‪:‬‬

‫تلعب المقاولة واألعمال الصغيرة دو ار كبي ار في اإلهتمام بالمرأة العاملة من خالل دورها الفعال في إدخال‬

‫العديد من األشغال التي تتناسب مع عمل المرأة كالعمل على الحاسوب‪ ،‬الخياطة واأللبسة‪...‬إلخ‪ .‬كما‬

‫تساعد المقاوالتية على تشجيع المرأة على البدئ في أعمال ريادية تقودها بنفسها‪ ،‬لتساهم بذلك بفعالية في‬

‫بناء اإلقتصاد الوطني‪.‬‬

‫‪ )4‬الحد من الهجرة من الريف نحو المدينة‪ :‬يعد وجود المقاولين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في‬

‫اإلقتصاد الوطني إحدى الدعائم األساسية في تثبيت السكان‪ ،‬وعدم الهجرة من األرياف إلى المدن‪ ،‬والتي‬

‫تتركز فيها عادة المؤسسات الكبرى‪ ،‬لذا وجود برامج تنموية ذات طابع المقاولة تساعد المؤسسات في‬

‫التخفيف من الفقر والبطالة‪ ،‬وتعمل على بناء طبقة متوسطة في األرياف بدال من الهجرة إلى المدن‪.‬‬

‫‪ -00‬جمال الدين محمد مرسي وآخرون‪ ،‬التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية‪ :‬منهج تطبيقي‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،9009 ،‬‬
‫ص‪. 79‬‬

‫‪21‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬المقاوالتية والمؤسسة‪:‬‬

‫لقد شغلت المؤسسة اإلقتصادية حي از معتب ار في كتابات وأعمال اإلقتصاديين بمختلف إتجاهاتهم‬

‫اإلديولوجية‪ ،‬باعتبارها النواة األساسية في النشاط اإلقتصادي الوطني والعالمي‪.‬‬

‫فبالرغم من التوجهات العالمية الحالية نحو العولمة والتكتالت الكبرى‪ ،‬إالّ ان اإلهتمام وجه خاصة‬

‫للمؤسسات واألعمال الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬باعتبارها مصدر للثروة وتراكمها‪ ،‬ونظ ار لمجموعة الخصائص‬

‫التي تتميز بها وتجعلها أكثر مرونة وتكيفا مع األوضاع المختلفة‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف المؤسسة األقتصادية‪:‬‬

‫إن إعطاء تعريف موحد وواضح للمؤسسة االقتصادية يعتبر أمر بالغ الصعوبة‪ ،‬فقد تعددت وتباينت أراء‬

‫االقتصاديين حول مفهوم المؤسسة االقتصادية‪ ،‬بسبب وجود جملة من األسباب التي أدت إلى عدم‬

‫الوقوف على تعريف موحد للمؤسسة االقتصادية أهمها‪:16‬‬

‫‪ -‬التطور المستمر الذي شهدته المؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها‪ ،‬وفي أشكالها القانونية منذ‬

‫ظهورها‪ ،‬وخاصة في هذا القرن‪.‬‬

‫‪ -‬تشعب واتساع نشاط المؤسسة االقتصادية‪ ،‬سواء الخدماتية منها أو الصناعية‪ ،‬وقد ظهرت عدة‬

‫مؤسسات تقوم بعدة أنواع من النشاطات في نفس الوقت‪ ،‬وفي أمكنة مختلفة مثل المؤسسات‬

‫المتعددة الجنسيات واالحتكارات‪.‬‬

‫‪ -‬اختالف االتجاهات االقتصادية واإليديولوجية‪ ،‬حيث أدى ذلك إلى اختالف نظرة االقتصاديين في‬

‫النظام االشتراكي إلى المؤسسة عن نظرة الرأسماليين‪ ،‬وعليه إعطاء تعاريف مختلفة للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -16‬ناصر دادي عدون‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0222 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪22‬‬
‫ومن هنا جاءت تعاريف شاملة تشمل مختلف أنواع المؤسسات‪ ،‬سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو‬

‫نوعية النشاط واألهداف نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫تعرف المؤسسة على أنها" اندماج عدة عوامل بهدف إنتاج أو تبادل سلع وخدمات مع أعوان اقتصاديين‬

‫أخريين‪ ،‬وهذا في إطار قانوني ومالي اجتماعي معين‪ ،‬ضمن شروط تختلف تبعا لمكان وجود المؤسسة‬

‫وحجم ونوع النشاط الذي تقوم به‪ ،‬ويتم هذا االندماج لعوامل اإلنتاج بواسطة تدفقات نقدية حقيقية وأخرى‬

‫معنوية وكل منها يرتبط ارتباطا وثيقا باألفراد‪ ،‬وتتمثل األولى في الوسائل والمواد المستعملة في نشاط‬

‫"‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫المؤسسة‪ ،‬أما الثانية فتتمثل في الطرق والكيفيات والمعلومات المستعملة في تسيير ومراقبة األولى‬

‫وتعرف كذلك على أنها " شكل اقتصادي وتقني وقانوني واجتماعي لتنظيم العمل المشترك للعاملين فيها‬

‫وتشغيل أدوات اإلنتاج وفق أسلوب محدد لقيم العمل االجتماعي بهدف إنتاج سلع أو وسائل اإلنتاج أو‬

‫تقديم خدمات متنوعة‪" 18‬‬

‫كما تعرف بشكل عام بأنها‪ ":‬وحدة إقتصادية تضم أكثر من شخص تستخدم عوامل إنتاج من أجل اإلنتاج‬

‫أو تبادل السلع أو خدمات مع أعوان إقتصاديين آخرين بهدف إشباع حاجات ورغبات المستهلكين التي قد‬

‫تكون سلعة أو خدمة وتحصل مقابل ذلك على ربح ّ‬


‫يؤمن إستم اررية بقائها وتطورها"‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪:‬‬

‫موحد للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة وهذا راجع لعدم وجود إتفاق بين الدول المتقدمة‬
‫ال يوجد تعريف ّ‬

‫والدول النامية على تعريف موحد لهذا النوع من المؤسسات بسبب إختالف اإلمكانيات والقدرات‬

‫اإلقتصادية واإلجتماعية ومراحل النمو إذ توجد مجموعة من المعايير التي قد تساعد في الوصول إلى‬

‫‪ -17‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬


‫‪ -18‬صمويل عبود‪ ،‬اقتصــاد المؤسسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،0229 ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪23‬‬
‫مفهوم مشترك نسبيا للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪ ,‬هذه المعايير صنفين كمية ونوعية‪ ,‬فالمعايير الكمية‬

‫السمات الكمية التي تبرز الفروقات بين األحجام‬ ‫تهتم بتصنيف المؤسسات إعتمادا على مجموعة‬

‫المختلفة للمؤسسات مثل معيار عدد العمال‪ ,‬رأس المال‪ ,‬حجم اإلنتاج ‪ ,‬القيمة المضافة ومجموع الميزانية‬

‫السنوية‪ ,‬في حين تهتم المعايير النوعية بتصنيف المؤسسات بصورة موضوعية باإلعتماد على عناصر‬

‫التشغيل الرئيسية مثل نمط اإلدارة والملكية‪ ,‬الحصة من السوق‪.‬‬

‫فمن بين التعاريف المتعارف عليها دوليا نجد‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬

‫قامت إدارة المشروعات الصغيرة بتقديم تعريف للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة باإلعتماد على معايير كمية‬

‫أهمها عدد العمال‪ ،‬ويتم تغيير هذه المعايير حسب القطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة بحيث تعرف على‬

‫أنها ‪ ":‬المؤسسة التي يعمل بها ‪ 990‬عامل ويمكن أن يصل العدد إلى ‪ 1900‬عامل وال تزيد قيمة‬

‫األموال المستثمرة فيها ‪ 2‬ماليين دوالر"‪.19‬‬

‫‪ ‬التعريف البريطاني‪:‬‬

‫عرف قانون الشركات البريطاني الذي صدر عام ‪ 1299‬المشروع الصغير أو المتوسط بأنه كل مشروع‬

‫يستوفي شرطين أو أكثر من الشروط التالية‪:‬‬

‫‪ ‬حجم تداول سنوي ال يزيد عن ‪ 14‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪ ‬حجم رأس مال المستثمر ال يزيد عن ‪ 69,6‬مليون دوالر أمريكي‪.‬‬

‫‪ ‬عدد العمال ال يزيد على ‪ 990‬شخص‪.‬‬

‫‪ -19‬فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد‪ ،‬الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودوها في التنمية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،9007 ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪24‬‬
‫ونظ ار لتعدد مجاالت المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ظهرت هناك مجموعة من اإلختالفات والفروقات التي‬

‫تم معالجتها من خالل إعطاء تعريف خاص بكل قطاع إقتصادي‪.20‬‬

‫‪ ‬تعريف اإلتحاد األوربي‪:‬‬

‫قام اإلتحاد األوربي بإعطاء تعريف كمي للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة باإلعتماد على معياري عدد‬

‫العمال واإليراد السنوي أو إجمالي األصول‪ ،‬إضافة إلى معيار اإلستقاللية‪ ،‬بحيث تعرف المؤسسة‬

‫الصغيرة علة أنها المؤسسة التي تضم أقل من ‪ 90‬عامال‪ ،‬ويكون رقم أعمالها أقل من ‪ 7‬مليون وحدة‬

‫نقدية أوربية‪ ،‬أو إجمالي أصولها أقل من ‪ 9‬مليون وحدة نقدية أوربية‪ ،‬أما المؤسسة المتوسطة فهي‬

‫المؤسسة التي يتراوح عدد العمال فيها ما بين ‪ 90‬و ‪ 990‬عامل‪ ،‬ويكون رقم أعمالها أقل من ‪ 40‬مليون‬

‫وحدة أوربية‪ ،‬أو مجموع أصولها أقل من ‪ 97‬مليون وحدة نقدية أوربية‪ ،‬أما المؤسسة المصغرة فهي تلك‬

‫التي تضم أقل من ‪ 10‬عمال‪ ،‬باإلضافة إلى المعايير السابقة يضاف معيار اإلستقاللية‪ ،‬وهو أن تكون‬

‫المؤسسة غير مملوكة‪ ،‬وال يوجد بها حقوق تصويت بنسبة ‪ %99‬أو أكثر من طرف مؤسسة أخرى‪ ،‬غير‬

‫خاضعة لتعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة‪.21‬‬

‫‪ ‬تعريف الجزائر‪:‬‬

‫إن االستراتيجية التي اتبعتها الجزائر في مسيرتها التنموية عملت على تهميش المؤسسة الصغيرة‬

‫والمتوسطة‪ ،‬مما أدى إلى غياب تعريف دقيق لهذه المؤسسات لفترة طويلة‪ ،‬باستثناء بعض المحاوالت‬

‫الفردية‪ ،‬فلقد ظهرت أول محاولة لتعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من خالل المخطط‬

‫الرباعي (‪ )1277-1274‬والذي يعرفها كما يلي‪ ":‬تسمى مؤسسة صغيرة ومتوسطة كل وحدة إنتاجية‬

‫‪ -20‬نبيل جواد‪ ،‬إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ ،Gestion des PME‬مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪ ،9007‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -21‬طيب لحيح‪ ،‬دور المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في تنمية أقطار المغرب العربي (الجزائر‪ ،‬تونس‪ ،‬المغرب)‪ ،‬الملتقى الدولي‬
‫حول‪ :‬متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية‪ ،‬يومي ‪ 02-07‬أفريل ‪ ،9001‬جامعة الشلف‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫مستقلة قانونيا‪ ،‬وتشغل أقل من ‪ 900‬عامل‪ ،‬وتحقق رقم أعمال سنوي أقل من ‪ 19‬مليون دينار جزائري‪،‬‬

‫أو يستلزم تأسيسها مبلغ ثابت خام أقل من ‪ 10‬مليون دج"‬

‫نفس البيان يحدد أن كلمة مؤسسة تؤخذ بالمفهوم الواسع‪ ،‬بحيث يجب أن تتوفر على أن طبيعة اإلنتاج ال‬

‫يجب أن تكون حرفية‪ ،‬هذا يعني أن المؤسسة الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تكون نظام أكثر تعددا‪ ،‬أي‬

‫يمكن أن تكون مؤسسة تابعة للجماعات المحلية‪ ،‬فروع لمؤسسات وطنية‪ ،‬شركات مختلطة‪ ،‬مؤسسات‬

‫مسيرة ذاتيا‪ ،‬تعاونيات‪ ،‬أو مؤسسات خاصة‪.‬‬

‫أما التعريف الحالي المعتمد في الجزائر الخاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو التعريف الذي حدده‬

‫اإلتحاد األوربي سنة ‪ ،1226‬والذي كان موضوع توصية لكل البلدان األعضاء‪ ،‬وقد صادقت الجزائر‬

‫على تعريف المؤ‪.‬س‪.‬م في جوان ‪ ،9000‬وهو ميثاق يكرس التعريف األوربي للمؤسسة الصغيرة‬

‫والمتوسطة‪ ،22‬ويرتكز على ثالثة مقاييس وهي‪ :‬المستخدمون ورقم األعمال‪ ،‬الحصيلة السنوية واستقاللية‬

‫المؤسسة‪.‬‬

‫وفي ‪ 19‬ديسمبر ‪ 9001‬تم إصدار القانون ‪ 19‬يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسة الصغيرة‬

‫تم تعريفها مهما كان وضعها القانوني بأنه‪ ":‬كل مؤسسة إنتاج سلع و‪/‬أو خدمات تشغل‬
‫والمتوسطة‪ ،‬حيث ّ‬

‫من ‪ 1‬إلى ‪ 990‬شخص وال يتجاوز رقم أعمالها ملياري(‪9‬مليار) دينار جزائري‪ ،‬أو ال يتعدى مجموع‬

‫حصيلتها السنوية ‪ 900‬مليون دج‪ ،‬وهي تحترم معايير اإلستقاللية"‪.23‬‬

‫‪ -‬تعرف المؤسسة المتوسطة‪ :‬بأنها مؤسسة تشغل من ‪ 90‬إلى ‪ 990‬شخص ويتراوح رقم أعمالها بين‬

‫‪ 900‬مليون‪ ،‬ومليار دينار جزائري أو التي تتراوح حصيلتها اإلجمالية بين ‪100‬و ‪ 900‬مليون دج‪.‬‬

‫‪ -22‬التعريف الذي قدم مسبقا في تعريف اإلتحاد األوربي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬
‫‪ -23‬المؤسسة المستقلة هي مؤسسة ال تكون نسبة ‪ %99‬وأكثر من رأسمالها أو حقوق االنتخاب في حوزة مؤسسة أخرى أو مشتركة بين عدة‬
‫مؤسسات أخرى ال تتطابق في حد ذاتها مع التعريف الخاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬

‫‪26‬‬
‫‪ -‬تعرف المؤسسة الصغيرة‪ :‬بأنها مؤسسة تشغل من ‪ 10‬إلى ‪ 42‬شخص وال يتعدى رقم أعمالها السنوي‬

‫‪ 900‬مليون دج‪ ،‬أو ال تتجاوز حصيلتها اإلجمالية ‪ 100‬مليون دج‪.‬‬

‫تعرف المؤسسة المصغرة‪ :‬بأنها مؤسسة تشغل من ‪ 1‬إلى ‪ 2‬أشخاص وال يتعدى رقم أعمالها السنوي ‪90‬‬

‫مليون دج‪ ،‬أو ال تتجاوز حصيلتها اإلجمالية ‪ 10‬مليون دج‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة موضوع اهتمام الكثير من الدول خاصة رجال األعمال والمال‪،‬‬

‫وهذا المتالكها لمجموعة من الخصائص المشجعة على تأسيسها والتي من أهمها‪:‬‬

‫‪ -0‬ضآلة رأس مالها‪ :‬مما هو مالحظ هو أن هذه المؤسسات ال تتطلب رؤوس أموال كبيرة كما هو‬

‫الحال بالنسبة للمؤسسات الكبرى‪ ،‬فقلة رأس مالها يسهل عملية تأسيسها وادارتها‪ ،24‬كما تعطي الفرصة‬

‫ألي شخص قادر على إدارة مؤسسة تأسيس هذا النوع من المؤسسات دون أن يتطلب األمر االستدانة أو‬

‫االقتراض من الغير‪.‬‬

‫‪ -9‬صغر حجمها‪ :‬فالحجم الصغير لهذا النوع من المؤسسات يعطيها ميزة التكيف السريع والتأقلم مع‬

‫األوضاع االقتصادية المحلية والوطنية‪ ،‬وقدرة االستجابة لمتطلبات محيطها‪ ،‬إلى جانب سهولة انتقال‬

‫المعلومات بين وحداتها‪ ،‬كذلك صغر حجمها يسمح لها باختيار موقعها بسهولة أكبر من الصناعات‬

‫الكبرى بحيث تستطيع االنتشار في المناطق الداخلية واالقتراب من األسواق‪.‬‬

‫‪ -1‬بساطة الهيكل التنظيمي‪ :‬مما يسهل عملية اتخاذ الق اررات السريعة والسهلة من طرف صاحب‬

‫المشروع فيما يخص اإلنتاج أو التسويق والعمليات المالية‪ ،‬إلى جانب هذا يستطيع صاحب العمل حل‬

‫‪ -24‬محمد نبيل جامع‪ ،‬اجتماعيات التنمية االقتصادية لمواجهة العولمة وتعزيز األمن القومي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪،9000 ،‬‬
‫ص‪.990‬‬

‫‪27‬‬
‫المشاكل التي تظهر في حينها وبكل سهولة وهذا لعدم تعقد هيكلها التنظيمي‪ ،‬كما أن درجة المخاطرة فيها‬

‫‪25‬‬
‫ليست كبيرة‪.‬‬

‫‪ -4‬سهولة اندماجها في النسيج الوطني‪ :‬حيث تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يؤدي إلى تعدد‬

‫األنشطة االقتصادية‪ ،‬وهذا يعمل على خلق فضاء صناعي وحرفي متطور ومتكامل‪.‬‬

‫‪ -0‬قلة تكاليفها‪ :‬هذا النوع من المؤسسات ال يتطلب في إنشائها أو نشاطها تكاليف باهظة خاصة فيما‬

‫يخص المواد األولية أو أجور العمال‪ ،‬فغالبا ما تستغل هذه المؤسسات الموارد المحلية‪ .26‬واأليدي العاملة‬

‫غير المؤهلة من نساء وشباب من المنطقة‪ ،‬وهذا أمر ال يتطلب تكاليف نقل أو شحن وال تكاليف باهظة‬

‫لتدريب عمالها‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬المؤسسة المقاولة‪:‬‬

‫إن األنشطة المقاوالتية تقوم على عدة محاور أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬األفكار واألنشطة الجديدة التي تقوم بعرض منتوج وأفكار جديدة‪.‬‬

‫‪ ‬األفكار الحالية واألنشطة الجديدة وهي تتعلق بتقديم منتجات وخدمات جديدة بعد تطوير‬

‫المنتجات القديمة‪.‬‬

‫‪ ‬األفكار واألنشطة الحالية والتي يتم فيها تقديم منتجات وخدمات مع القليل من اإلبتكار واإلبداع‬

‫مع وجود بعض المخاطر المالية‪.‬‬

‫وعليه فالمؤسسة المقاولة هي التي ترتكز على إحدى المحاور السابقة بحيث قدمت لها العديد من‬

‫التعاريف التي تحدد خصائصها ومميزاتها والتي نذكر منها‪:‬‬

‫‪:25‬د‪.‬محمد هيكل‪ ،‬مهارات إدارة المؤسسات الصغيرة‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬طبعة ‪ ،9007‬ص‪.90‬‬
‫‪ :26‬د‪.‬محمد محروس إسماعيل‪ ،‬اقتصاديات الصناعة والتصنيع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0227 ،‬ص‪.900‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ ‬عرفها ‪ Lumpkin Gregory‬بأنها ‪ " :‬تلك المؤسسات التي تبني شيئا من ال شيء‪ ،‬وكذلك التي‬

‫تقوم باغتنام الفرص بناء على الموارد والمصادر وضمن رؤية محددة مع األخذ باالعتبار تقدير‬

‫المخاطر"‬

‫‪ Histrich Robert‬و ‪ Michael Peter‬على أنها‪ ":‬تلك المنظمة التي تكون قادرة على‬ ‫‪ ‬عرفها‬

‫إيجاد شيء جديد ذي قيمة في الوقت المناسب‪ ،‬مع األخذ باإلعتبار الموارد المالية ‪ ،‬المعنوية ‪،‬‬

‫المخاطر اإلجتماعية و توفير الحوافز واإلستقاللية للعاملين لكسب قناعاتهم"‬

‫وقد حدد عدة مفاهيم مرتبطة بالمؤسسة المقاولة وهي‪:‬‬

‫المقاولة مرتبطة بإيجاد أشياء جديدة ذات قيمة ( إبتكار أعمال جديدة أو إجراءات إدارية جديدة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬

‫أو تطوير أسلوب الخدمة في المؤسسة غير الربحية)‪.‬‬

‫المقاولة مرتبطة بالمخاطرة‪.‬‬ ‫‪-9‬‬

‫المقاولة مرتبطة بتوفير الحوافز للعاملين واإلستقاللية من أجل زيادة القناعات لديهم‪.‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪ ‬أما ‪ Davidson‬فلقد عرف المؤسسة المقاولة على أنها‪ ":‬تلك التي تعمل على إيجاد مخاطرة جديدة‬

‫وتنفيذ تكنولوجيا جديدة وكذلك قسمها إلى نوعين هما‪:‬‬

‫‪ -‬مؤسسات مرتبطة باإلبتكار والنمو‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسات مرتبطة بالمخرجات وهي الربحية والقيمة المضافة‪.‬‬

‫‪ ‬أما ‪ Robert Meier‬عرفها فقال‪ ":‬هي التي تنتج عن اإلبتكار سواء أكان لمنتجات جديدة أم طرق‬

‫إنتاج جديدة أم أسواق جديدة أم نماذج جديدة من المنظمات‪ ،‬وأن اإلبتكار يأتي من الحاجات الجديدة‬

‫للزبائن‪ ,‬والذي ينتج عن قيمة مضافة للزبائن تساعد في تحقيق و إشباع حاجاتهم"‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫إن التعريف األخير كان تعريفا شامال بحيث يمكن استنتاج أن المؤسسة المقاولة هي كل مؤسسة تقدم‬

‫شيء جديد وتغتنم الفرص وتبحث عن المخاطرة باالعتماد على مجموعة من المصادر والموارد المتوفرة‬

‫لديها‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬األشكال الرئيسية للمقاوالتية‪:‬‬

‫‪Les formes principales d’entrepreneuriat.‬‬

‫الهدف من هذا المحور هو عرض مختلف الحاالت واألشكال الرئيسية للمقاوالتية‪ ،‬بحيث الشكل‬

‫األكثر انتشا ار هو خلق مؤسسة )‪ ،(La création d’entreprise‬ولكن في السنوات األخيرة إتّسع‬

‫مفهوم هذه األشكال ليظهر شكل آخر لها وهي المقاوالتية اإلجتماعية )‪،(L’entrepreneuriat social‬‬

‫وعليه سنحاول دراسة مختلف أشكال المقاوالتية والتي تتمثل في ثالث أشكال (أنواع)‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬خلق مؤسسة مقاولة (أو نشاط مقاوالتي)‪:‬‬

‫‪Créer une entreprise ou une activité‬‬

‫إن خلق مؤسسة هو ظاهرة معقدة ولكن سهلة بالنظر إلى الوسائل المتوفرة‪ ،‬بحيث هناك مجموعة من‬

‫المراحل التي يجب إتباعها حتى ننجز مشروعا صغي ار يمتاز بخاصية المقاولة وتتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬المرحلة االولى‪ :‬تحديد الهدف‪:‬‬

‫أي الغاية التي يسعى إليها من أجل إنشاء هذا المشروع‪ ،‬وهل تم إختيار الفكرة المناسبة للمشروع‪ ،‬ومدى‬

‫اإلستعداد والرغبة لتنفيذ هذه الفكرة‪ ،‬وكذلك هل لديه القدرة الشخصية إلدارة المشروع (أي الخبرة الفنية‪،‬‬

‫المعلومات‪ ،‬المعرفة السابقة التدريب السابق‪ ،‬المهارات اإلدارية والسلوكية في التعامل مع اآلخرين)‬

‫‪30‬‬
‫‪ ‬المرحلة الثانية‪ :‬دراسة جدوى مبدئية لفكرة المشروع‪.‬‬

‫ويتم هذا من خالل دراسة حاجات السوق والمشروعات المشابهة ومراحل عملية أنشطة المشروع‪ ،‬وهل‬

‫يحقق فائدة للمجتمع؟ هل فكرة المشروع واعدة بالنحاح؟‬

‫‪ ‬المرحلة الثالثة‪ :‬توفير التمويل المالي‪:‬‬

‫ويتم ذلك من خالل معرفة القدرات المالية لصاحب المشروع للقيام بمشروعه أو اإلستعانة بمصادر تمويلية‬

‫أخرى تساعد على نجاح فكرة المشروع‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة الرابعة‪ :‬إعداد دراسة جدوى تفصيلية‪.‬‬

‫وتتضمن هذه العملية‪:‬‬

‫‪ -1‬دراسة البيئة‪ :‬أي هل المشروع يتوافق مع البيئة‪.‬‬

‫‪ -9‬دراسة تسويقية‪ :‬هل المشروع يلبي حجم معين من الطلب على المنتوج‪.‬‬

‫‪ -3‬دراسة فنية‪ :‬هل المشروع قادر على سد الفجوة على الطلب في السوق‪ ،‬وماهي الخدمات‬

‫واألساليب التكنولوجية والفنية التي تستخدم‪.‬‬

‫‪ -4‬دراسة مالية‪ :‬هل الميزانية المالية للمشروع قادرة على تغطية النفقات والتكاليف‪.‬‬

‫‪ -9‬دراسة إجتماعية‪ :‬هل سيحقق المشروع عائدا إجتماعيا يعود بالنفع على المجتمع المحلي‬

‫والمستهلك أوالفئة المستهدفة‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة الخامسة‪ :‬إعداد برنامج زمني للمشروع‪:‬‬

‫ويتم ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ -1‬وضع خطوات وأولويات تفصيلية ألعمال وأنشطة المشروع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ -9‬إعداد الموقع وتجهيزه بالمواصفات المطلوبة‪.‬‬

‫‪ -3‬تحديد الفترات الزمنية إلنجاز المشروع‪.‬‬

‫‪ -4‬تحديد تكاليف كل عمل أو نشاط‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة السادسة‪ :‬التنفيذ والتجهيز‪:‬‬

‫وهي المرحلة التي تتعلق بالكيفية التي يتم بها إنشاء المشروع وتجهيزه وكذلك تنفيذه بالشكل المناسب للقيام‬

‫باإلنتاج المطلوب وهذا يتم كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬شراء وتركيب اآلالت والمعدات‪.‬‬

‫‪ -9‬إختبارات التشغيل واإلنتاج‪.‬‬

‫‪ -3‬التسويق والبيع‪.‬‬

‫‪ ‬المرحلة السابعة‪ :‬المتابعة والتقييم‪:‬‬

‫تم التوصل إليه وفق ما خطط له ويكون‬


‫هذه المرحلة تتعلق بمتابعة نسبة إنجاز المشروع‪ ،‬ومعرفة ما ّ‬

‫على النحو التالي‪:‬‬

‫‪ -1‬من حيث األعمال‪.‬‬

‫‪ -9‬من حيث الزمن‪.‬‬

‫‪ -3‬من حيث اإلنفاق‪.‬‬

‫‪ -4‬من حيث نسبة التنفيذ وهل توجد مشاكل‪.‬‬

‫‪ -9‬من حيث التصحيح للتأكد من تحقيق هدف المشروع‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تسليم أو إستئناف مؤسسة أو نشاط ‪Transmission ou reprise‬‬

‫‪d’une entreprise ou d’une activité‬‬

‫‪ -0‬تعريفها‪:‬‬

‫يمكن تعريف تسليم ( نقل) أو إستئناف مؤسسة بإعادة تنشيط مؤسسة‪ ,‬وهي العملية التي يقوم من خاللها‬

‫شخص طبيعي أو معنوي باستالم ملكية مؤسسة أو نشاط قائم سابقا ( ‪(Une activité existante‬‬

‫ويشغل مجموعة األنشطة اإلدارية‪ ،27‬كما يمكن إعتبار اإلستئناف كعملية نقل للملكية تظهر من خاللها‬

‫العالقة بين البائع ( المسير األول) والمشتري (المالك أو المسير الجديد) من أجل إستمرار المؤسسة‪,‬‬

‫بحيث نميز بين الكثير من حاالت اإلستئناف والنقل والتي يمكن أن تكون في إطار مؤسسة عائلية‪ ,‬أو‬

‫في حالة أجير سابق في مؤسسة‪ ,‬أو أحد أفراد العائلة‪ ,‬أو يمكن أن يكون شخص خارجي ليس له عالقة‬

‫بما سبق‪.‬‬

‫قي تعريف ل كل من ‪ )9002( Cadieux et Brouard‬يقوالن أن إستئناف مؤسسة أو إعادة تنشيط‬

‫مؤسسة هو عملية تحويل الملكية واإلدارة لشخص آخر يدعى المستأِْنف )‪ (Le repreneur‬الذي يعتبر‬

‫كمسير أو مالك جديد‪ ،‬بحيث المؤسسة المستهدفة )‪ (L’entreprise ciblé‬يمكن أن تكون إما في‬

‫وضعية جيدة‪ ،‬أو في وضعية صعبة‪.28‬‬

‫‪27‬‬
‫‪Alain Fayolle, ENTREPRENEURIAT : Apprendre à entreprendre, 2e édition,Dunod, Paris, 2012,p.169.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪Alain Fayolle, op cit, p.170‬‬

‫‪33‬‬
‫تمتاز عملية اإلستئناف أو إعادة تنشيط مؤسسة ببعض الخصائص والتي هي في األصل نقاط إيجابية‬

‫تتمثل أهمها في‪:29‬‬

‫‪ )1‬محدودية الخطر اإلستراتيجي‪ :‬وهذا يرجع إلى أن المؤسسة قامت مسبقا بدراسة السوق‪ ,‬كما أن‬

‫تاريخ المؤسسة عامل جيد ومهم لتحليل التطور المستقبلي لها‪.‬‬

‫‪ )9‬معدل حياة المؤسسة التي أعيد تنشيطها أعلى من معدل حياة مؤسسة يتم خلقها ( يعادل الفارق‬

‫بالتقريب ‪ 30‬نقطة) بعد ‪ 9‬سنوات‪ .‬بحيث بمجرد أن المؤسسة كانت موجودة وأن لها تاريخ هذا‬

‫يسمح للمستأِْنف (المالك الجديد) بالتموقع جيدا في السوق وفي مختلف األنشطة‪.‬‬

‫إن عملية تنشيط مؤسسة هي كذلك عملية تحمل معها مجموعة من المخاطر خاصة تلك المتعلقة‬

‫بالهشاشة (ضعف) المالية‪ ,‬وبالمفاجئات غير المتوقعة التي ال يجب التغاضي عنها ويجب أخذها‬

‫بعين اإلعتبار‪.‬‬

‫‪ -9‬طريقة إستئناف مؤسسة (إعادة تنشيطها)‪:‬‬

‫أن عملية إستئناف نشاط مؤسسة بوضعية جيدة من طرف شخص طبيعي أو معنوي يجب أن يخضع‬

‫لمسار محدد‪ ،‬و اإلرتكاز على مجموعة من األنشطة الرئيسية التي تهدف إلى تجنب المخاطر‪ ،‬بحيث‬

‫المتنازل )‪ (Le cedant‬والمستأِْنف أو ِ‬


‫اآلخذ )‪ (Le repreneur‬وتتمثل‬ ‫ِ‬ ‫يتواجد طرفين في العملية‪،‬‬

‫مجموعة المراحل فيما يلي‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫‪Alain Fayolle, op cit, pp. 170-171‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ )1‬عملية إتخاذ القرار )‪:(Le processus de décision‬‬

‫إن قرار أخذ أو إستئناف نشاط مؤسسة من طرف شخص طبيعي أو معنوي هو قرار تطوعي وجريء في‬

‫نظر هذا الشخص‪ ،‬حيث في الكثير من الحاالت يتخّلى على منصبه المتخصص فيه ويبحث عن‬

‫المجازفة والمخاطرة في اإلستئناف‪ ،‬ويحاول اإلجابة عن كل األسئلة التي يمكن طرحها خاصة تلك‬

‫المتعلقة بتحديد المخاطر‪.‬‬

‫‪ )9‬تنفيذ اإلستئناف )‪:(La mise en œuvre de la reprise‬‬

‫هذه المرحلة تتعلق بمجموعة من النقاط المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬تعريف مشروع اإلستئناف أي تحديد مجال النشاط مثال‪ :‬أي قطاع نشاط؟ ما هو حجم المؤسسة‬

‫(عدد العمال‪ ،‬رقم األعمال)؟ أي إقليم جغرافي؟ بأي سعر؟ أي إست ارتيجية بحث نتبع؟ ما هي‬

‫األهداف (الشخصية والمهنية) المنتظرة من طرف المالك الجديد؟‬

‫‪ ‬تحديد مصادر المعلومات وبناء الشبكات‪.‬‬

‫‪ ‬إختيار ودراسة األهداف‪.‬‬

‫‪ ‬التقييم والبحث عن مصادر التمويل‪.‬‬

‫‪ ‬التفاوض والتعاقد‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المقاوالتية اإلجتماعية‪:‬‬

‫‪ -1‬تعريفها‪:‬‬

‫ال يوجد إتفاق في تعريف هذا المفهوم إذ تتواجد العديد من المصطلحات ذات الصلة مثل‪ :‬المؤسسة‬

‫اإلجتماعية )‪ ،(Entreprise social‬األعمال اإلجتماعية )‪ ،(Social business‬اإلقتصاد اإلجتماعي‬

‫والتضامني )‪ ،(L’économie social et solidaire‬أو المبادرة بوجه آلخر )‪. (Entreprendre‬‬

‫كان أول ظهور لهذا المصطلح في سنوات التسعينات بالواليات المتحدة األمريكية وأوربا لينتشر فيما بعد‬

‫في أرجاء العالم‪ ،‬فالمقاولة اإلجتماعية هي مشاريع أو مؤسسات عامة موجهة بشكل أكبر إلى المجتمع‪،‬‬

‫أي تحاول سد حاجات معينة لمجتمع أو بيئة‪ ،‬أي هدفها يكون بناء أو تقديم خدمة للمجتمع و إيجاد حلول‬

‫بالنفع على سائر المجتمع على عكس المؤسسات المقاولة التي يكون هدفها تجاري أكثر‪.30‬‬
‫تعود ّ‬

‫فالمقاوالتية اإلجتماعية هي أن تكون المؤسسة المبادرة غير هادفة للربح )‪ (Non lucrative‬ولكنها‬

‫تحقق عائد ماليا أو هامش ربح معقول يتم إعادة ضخه داخل المؤسسة لتطوير مشاريعها أي من أجل‬

‫تحقيق إستدامة مالية لها‪.‬‬

‫فالفرق بين المؤسسة المقاولة الربحية والمؤسسة المقاولة اإلجتماعية هو أن األولى تستثمر وتتنقل جغرافيا‬

‫حسب تواجد الربح ما يعني أن المؤسسة أو الشركة إذا فقدت سوقها في بلد ما فهي ال تمانع من أن‬

‫تستثمر أو تبيع في بلد آخر‪ ،‬عكس المقاوالتية اإلجتماعية التي تهدف إلى حل مشكلة ما في منطقة‬

‫جغرافية أو مجتمع معين‪ ،‬ولكن اإلثنين يعملون بنفس المفهوم وهو إستخدام األساليب المبتكرة واإلبداعية‬

‫في حل مشكلة ما ‪ .‬نجد في هذا اإلطار عدة أنواع للمشاريع المقاوالتية اإلجتماعية ذات الصلة منها‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪Alain Fayolle, op cit, pp.126-127.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬مشاريع مركزية‪ :‬في هذه الحالة يكون النشاط مسير من طرف جماعة ( أعضاء) أي تعاونية مثل‬

‫مشروع تعاونية فالحية‪.‬‬

‫‪ -‬مشاريع مشتركة‪ :‬مثل مشاريع مساعدة األشخاص المسنين أو المنظمات التجارية‪.‬‬

‫‪ -‬مشاريع نحو الكل‪ (vers tous) :‬في هذه الحالة يكون النشاط ال يتعلق بمجتمع محدد أو معين بل‬

‫للكل‪ ،‬مثل األنشطة في مجال المجالت الموجهة لإلنتاج البيولوجي و المحلي‪.‬‬

‫‪ -‬مشاريع ذات فائدة عامة‪.‬‬

‫‪ -9‬المقاول اإلجتماعي‪(L’entrepreneur social):‬‬

‫المقاولون اإلجتماعيون هم الذين يسعون إلى األفكار اإلبتكارية مع القدرة على حل مشاكل المجتمع‪،‬‬

‫هؤالء األسخاص على إستعداد لتحمل المخاطر وبذل الجهد لخلق تغيرات إيجابية في المجتمع من خالل‬

‫مبادراتهم‪ ،‬فالمقاولين اإلجتماعيين هم عوامل التغيير في المجتمع‪ ،‬ومبدعي اإلبتكارات التي تحول العالم‬

‫لألفضل( مثال عن ذلك مؤسسات البرامج التعليمية)‪ ،‬فهدفهم الرئيسي ليس الربح ولكن الهدف هو تنفيذ‬

‫تحسينات على نطاق واسع في المجتمع‪ .‬وعليه فالمقاول اإلجتماعي هو كل شخص‪:‬‬

‫‪ ‬طموح‪ :‬يعالج القضايا اإلجتماعية الرئيسية بكل طموح مثال مكافحة الفقر‪.‬‬

‫‪ ‬محكوم بالهمة‪ :‬المقاول اإلجتماعي الناجح هو الذي يحقق قيمة إجتماعية وليس ثروة‪ ،‬في حين خلق‬

‫الثروة يكون جزء من هذه العملية لكن ليس الغاية في حد ذاته‪ ،‬فتعزيز التغيير اإلجتماعي هو الهدف‬

‫الحقيقي‪.‬‬

‫‪ ‬إستراتيجي‪ :‬يعمل المقاول اإلجتماعي على خلق فرص تحسين األنظمة وخلق الحلول وابتكار أساليب‬

‫جديدة لخلق قيمة إجتماعية فهو يركز بشدة وباجتهاد على الحصول على رؤية إجتماعية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ ‬واسع الحيلة‪ :‬يجب أن يكون المقاول اإلجتماعي ماه ار في إدارة الموارد البشرية والمالية والسياسية‪.‬‬

‫‪ ‬هدفه إحراز النتائج‪ :‬يعمل المقاول اإلجتماعي على تحقيق عوائد قابلة للقياس إلحداث التغيير‬

‫اإلجتماعي‪.‬‬

‫‪ -1‬خلق مشروع مقاولة إجتماعية‪:‬‬

‫إن طريقة خلق مشروع ذو طابع مقاوالتية إجتماعية يشبه طريقة خلق مشروع مقاوالتي ربحي إالّ أنه‬

‫يختلف عنه من الناحية القانونية وطريقة التمويل‪ ،‬ومن أهم هذه المراحل نجد‪:‬‬

‫‪ -0‬تحديد الهدف اإلجتماعي‪ ( :‬األثر اإلجتماعي للمشروع)‪.‬‬

‫فالمقاول اإلجتماعي مهمته هو إرضاء رغبة إجتماعية وليس تعظيم األرباح‪ ،‬فهدفه ينطلق من فكرة‬

‫رئيسية تتمثل في تحديد مهمة إجتماعية ومن أجل ذلك يجب تحديد القيمة اإلجتماعية الجديدة التي يمكنه‬

‫خلقها‪.‬‬

‫‪ -9‬تحقيق المشروع ‪ :‬وتتعلق بضمان المردودية اإلقتصادية للمشروع‪ ،‬إختيار الصفقة القانونية للمشروع‪.‬‬

‫‪ -1‬تمويل المشروع‪ :‬تتمثل في البحث عن سبل تمويل المشروع‪ :‬قروض‪ ،‬ضمانات‪ ،‬رأس المال‬

‫المخاطر (صندوق ضمان القروض و رأس ما المخاطر)‪.‬‬

‫‪ -4‬مرافقة المقاولين اإلجتماعيين‪ :‬وتتمثل في وسائل الدعم المرافقة التي تسهر على متابعة المشروع‬

‫وانجاحه‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬إستراتيجية المقاوالتية‬

‫تعد إستراتيجيات المقاوالتية من أهم األستراتيجيات التي تدفع بالمؤسسات نحو تحقيق رغبات وحاجات‬

‫الزبائن‪ ،‬وكذلك الوصول إلى مؤسسات متميزة‪ ،‬ولتوضيح هذا سنتطرق إلى مفهوم اإلستراتيجية بشكل‬

‫عام‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم استراتيجية المقاوالتية‬

‫‪ -0‬تعريف اإلستراتيجية‪:‬‬

‫تعد اإلستراتيجية من المواضيع الهامة التي كانت موضع اهتمام قادة األعمال التجارية والباحثين في مجال‬

‫األعمال التجارية لعدة سنوات‪ ،‬وعلى الرغم من ذلك ليس هناك إجابة واضحة عن ماهية اإلستراتيجية‪،‬‬

‫ويعود السبب إلى أن األشخاص ينظرون إليها بطرق مختلفة‪ ،‬حيث يعتقد البعض أنه يجب عليه تحليل‬

‫الحاضر بشكل دقيق والتنبؤ بالتغيرات التي ستط أر على السوق أو على مجال العمل الذي تنشط فيه‪،‬‬

‫والتخطيط بناء على ذلك على الطريقة التي من الممكن أن تحقق النجاح في المستقبل‪ ،‬في حين يعتقد‬

‫آخرون أنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل‪ ،‬وبالتالي يفضلون أن تتطور إستراتيجياتهم بشكل طبيعي‪.‬‬

‫وحتى نفهم المعنى الحقيقي لالستراتيجية يجب الرجوع إلى أصولها‪ ،‬فكلمة االستراتيجية تعود جذورها إلى‬

‫المجال العسكري‪ ،‬حيث يعرفها قاموس ‪ Webster’s‬بأنها علم تخطيط وتوجيه العمليات الحربية‪ ،‬وفيما‬

‫بعد تطور مفهومها في مجال االقتصادي لتصبح عبارة عن المنهج المستخدم في التنفيذ‪ ،‬والذي ينبثق من‬

‫رؤية واضحة وشاملة يتم من خاللها تحقيق األهداف االستراتيجية‪ ،‬وتعمل على تحديد وتقييم مختلف‬

‫الطرق التي تحقق أهداف المنظمة‪ ،‬ثم اختيار أفضل هذه الطرق‪.31‬‬

‫‪ -31‬محمد عبد الغني حسن هالل‪ ،‬مهارات التفكير والتخطيط االستراتيجي‪ :‬كيف تربط بين الحاضر والمستقبل‪ ،‬مركز تطوير األداء والمنظمة‪،‬‬
‫مصر الجديدة‪ ،9002/9007 ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪39‬‬
‫أما جيري جونسون )‪ (Gerry Johnson‬و كيفان سكولز )‪ (Kevan Scholes‬صاحبا كتاب "‬

‫توجه المنظمة والنطاق الذي‬


‫اكتشاف االستراتيجية التنظيمية" يقوالن‪ :‬أن االستراتيجية هي التي تحدد ّ‬

‫تعمل ضمنه على المدي الطويل‪ ،32‬ويضيفان أيضا أن االستراتيجية يجب أن تحدد كيفية تنظيم الموارد‪،‬‬

‫بحيث تكون قادرة على تلبية احتياجات األسواق وأصحاب المصلحة ‪.‬‬

‫ويؤكد بورتر)‪ (Michael Porter‬خبير االستراتيجية وأستاذ بكلية هارفرد لألعمال‪ ،‬على الحاجة إلى‬

‫وجود استراتيجية تحدد وتبين وضع المنظمة‪ ،‬ويقول على االستراتيجية تحديد كيفية الدمج بين موارد‬

‫المنظمة‪ ،‬والمهارات الموجودة فيها‪ ،‬والكفاءات التي تتمتع بها من أجل بناء الميزة التنافسية‪.‬‬

‫متفرد للمنظمة ذي قيمة لعمالئها‪ ،‬من خالل تصميم‬


‫وعليه فاإلستراتيجية عبارة عن عملية خلق وضع ّ‬

‫مجموعة أنشطة مختلفة عما يؤديه المنافسون‪ .33‬وهي عبارة عن اتجاه أو نطاق المؤسسة على المدى‬

‫الطويل من أجل الحصول على ميزة تنافسية‪ ،‬وهذا يكون من خالل ترتيب الموارد المتاحة لها‪ ،‬بحيث‬

‫عدة مستويات‪ ،‬وبالتالي االستراتيجية في تعريف بسيط يمكن استخدامه‬


‫يمكن لهذه اإلستراتيجية أن تشمل ّ‬

‫في جميع المستويات أنها " تحديد كيفية تحقيق الربح في الفترة المقبلة"‪.‬‬

‫‪ -9‬مستويات اإلستراتيجية‪:‬‬

‫على الرغم من أن بعض عناصر االستراتيجية تتطور بشكل دائم إالّ أن التخطيط للنجاح في السوق يعد‬

‫أم ار مهما‪ ،‬وبالتالي ولكي تحقق أقصى استفادة من الفرص المتاحة أمامها‪ ،‬يتعين على المنظمات التنبؤ‬

‫بالمستقبل والتهيؤ له على جميع المستويات‪ ،‬والتي تعرف بمستويات االستراتيجية وعددها ثالث وهي‪.34:‬‬

‫‪32‬‬
‫‪-Gerry Johnson, Kevan Scholes, Richard Whittington, Exploring corporate strategy: Text and Cases, Pearson‬‬
‫‪Education, Seventh edition published 2005, p. 11.‬‬
‫‪ -33‬محمد عبد الغني حسن هالل‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪34‬‬
‫‪- Gerry Johnson, Kevan Scholes, Richard Whittington, op cit, p.p 11-12.‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ -0-9‬اإلستراتيجية التنظيمية‪:‬‬

‫أي على مستوى المؤسسة‪ ،‬بحيث تشير هذه االستراتيجية في مجال العمل إلى االستراتيجية العامة‬

‫للمنظمة‪ ،‬التي تتألف من وحدات عمل متنوعة تنشط في أسواق متنوعة‪ ،‬تساعد هذه االستراتيجية المنظمة‬

‫على تحديد طريقة تعزيز لقيمة وحدات العمل العاملة داخلها‪ ،‬وتحسينها وتجيب على السؤال اآلتي‪ ":‬كيف‬

‫سننظم العمل بشكل عام بحيث يكون ألجزائه مجتمعة قيمة أكبر من القيمة التي يحملها كل جزء من‬

‫أجزائه بشكل منفرد؟" في هذه الحالة يمكن للمؤسسة القيام بذلك من خالل عدة طرق من بينها بناء‬

‫كفاءات قوية داخل المؤسسة‪ ،‬مشاركة الموارد و التقنيات بين وحدات العمل‪ ،‬زيادة رأس المال بما يراعي‬

‫التكلفة‪ ،‬أو تطوير عالمة تجارية مميزة للمنظمة‪ .‬ومن أجل بلوغ ذلك هناك العديد من التقنيات التي‬

‫تساعد في ذلك من بينها االستراتيجية العامة ل "بورتر"‪ ،‬ومصفوفة بوستن )‪ ،(Boston‬ومصفوفة‬

‫)‪ ،(ADL‬أو تحليل )‪ (VRIO‬وعليه هذه االستراتيجية تتعلق بإضافة قيمة جديدة لألجزاء المختلفة في‬

‫المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -9-9‬إستراتيجية وحدة األعمال‪:‬‬

‫وتتعلق بكيفية نجاح المؤسسة في المنافسة بشكل ناجح في األسواق من خالل اإلجابة عن السؤال‬

‫الجوهري‪ ":‬كيف سنحقق الربح في هذا السوق؟" إالّ أنه يجب ربط هذه االستراتيجية مع األهداف التي‬

‫حددت في مستوى االستراتيجية التنظيمية‪.‬‬

‫ومن أجل تطوير هذه االستراتيجية على مستوى وحدة األعمال من الضروري تحليل التنافسية‪ ،‬والذي‬

‫يتضمن بناء الذكاء التنافسي من خالل استخدام الكفاءات لكي تلبي احتياجات زبائتها بأفضل طريقة‬

‫‪41‬‬
‫ممكنة‪ ،‬ومن أجل تعزيز موقعها التنافسي يجب اكتشاف الخيارات المتاحة أمامها لبناء فرص جديدة‪ ،‬ومن‬

‫أهم الوسائل في هذه العملية نجد تحليل القوى الخمس لبورتر‪ ،‬وتحليل )‪ (SWOT‬التي تساعد على فهم‬

‫الفرص المتاحة في السوق والتهديدات التي تحيط به والتعامل معه‪.‬‬

‫‪ -1-9‬إستراتيجية الفريق‪:‬‬

‫لكي تنّفذ االستراتيجية التنظيمية واستراتيجية وحدة األعمال بشكل ناجح يجب أن تعمل جميع الفرق في‬

‫المنظمة (المؤسسة) يدا بيد‪ ،‬فلكل فريق من الفرق دو ار مهم ومختلف يؤديه مهما كان الدور بسيطا‪ ،‬وهذا‬

‫يعني أنه يجب أن تكون لدى كل فريق استراتيجية خاصة به‪ ،‬أي أن استراتيجية الفريق تعمل بشكل‬

‫مباشر على تطبيق االستراتيجيتين السابقتين‪ ،‬بمعنى آخر على جميع مستويات االستراتيجية أن تدعم‬

‫بعضها لضمان نجاح المنظمة‪ ،‬وهنا من المهم تحديد هدف الفريق وحدوده باستخدام تقنيات مثل تقنية‬

‫اإلدارة من خالل الهدف‪ ،‬واستخدام مؤشرات األداء األساسية‪ ،‬كما يجب العمل بكفاءة لتحقيق األهداف‬

‫التي وضعت من قبل‪ ،‬باإلضافة إلى اتباع أفضل الممارسات لمساعدة الفريق على تحقيق األهداف‪،‬‬

‫وتعزيز إدارة العالقات مع الموردين‪ ،‬والجودة التي تعد من أهم العوامل المساعدة على وضع استراتيجية‬

‫فعالة للفريق‪.‬‬

‫‪ -1‬استراتيجيات المقاوالتية‪:‬‬

‫حسب ما جاء في تعريف اإلقتصادي )‪ ،(Hitt‬ال يمكن تحديد معنى واحد إلستراتيجية المقاوالتية‪ ،‬لكنها‬

‫ترتبط بمكونات متعددة‪ ،‬فإستراتيجية المقاوالتية هي تلك اإلستراتيجيات التي تشجع المؤسسة على اإلبداع‬

‫و اإلبتكار والتفرد وأخذ المخاطرة‪ ،‬كما تشجع العاملين على إتّخاذ الق اررات وأخذ المسؤوليات‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬إستراتيجية اإلبداع واإلبتكار‬

‫‪-0‬إستراتيجية اإلبداع‪(La créativité) :‬‬

‫التفرد‪ ،‬وتستعمل غالبا لوصف شخص يمتاز بالذكاء‪ ،‬بحيث لإلبداع مفاهيم‬
‫إن اإلبداع كلمة تعني التميز و ّ‬

‫عديدة تختلف في األلفا وتتفق في المعاني واألهداف‪ ،‬إذ يرمز اإلبداع غالبا إلى الموهبة الخالقة‪.‬‬

‫لقد اختلف المفكرون حول تحديد مفهوم اإلبداع‪ ،‬حيث ال يوجد إتفاق واضح ومحدد‪ ،‬ألسباب تتعلق بتعقد‬

‫الظاهرة نفسها أو بتعدد إتجاهات المفكرين‪ ،‬حيث كل واحد منهم ينظر إليه من زاوية معينة تتوافق مع‬

‫تخصصه و ميوالته‪ ،‬وفيما يلي بعض التعاريف لإلبداع‪:‬‬

‫" هو مجموعة العمليات التي يستخدمها اإلنسان بما هو متوفر لديه من قدرات عقلية وفكرية وما يحيط به‬

‫من مؤثرات بيئية في أن يتوصل إلى فكرة أو أسلوب أو نظرية ‪ ...‬بحيث يحقق النفع للمجتمع أو المنظمة‬

‫(المؤسسة) التي يعمل بها" (ليلي الهاشم)‪.‬‬

‫وفي تعريف ل ‪ Rami Shani‬و ‪ )1224( Lau.J.B‬يعرفان اإلبداع على أنه يتمثل في" التوصل إلى‬

‫حل جديد لمشكلة ما أو فكرة جديدة‪ ،‬وبهذا فإن اإلبداع هو الجزء المرتبط بالفكرة الجديدة‪ ،‬في حين أن‬

‫اإلبتكار هو الجزء الملموس المرتبط بالتنفيذ أو التحويل من الفكرة إلى المنتج"‪.‬‬

‫أما من ناحية المؤسسة ككل فيعرف اإلبداع على أنه‪ ":‬فكرة جديدة تقوم المؤسسات خاصة المقاولة منها‬

‫بتقديمها لم تأتي بها مؤسسات منافسة أخرى ومرتبطة بالتكنولوجيا‪ ،‬وتتعلق بتطوير السلع والخدمات‪،‬‬

‫وعمليات اإلنتاج‪ ،‬وادارة ورقابة األعمال‪ ،‬والموارد البشرية‪ ،‬والثقافية والهيكل التنظيمي"‬

‫‪43‬‬
‫كما يمكن إضافة أنه للقيام بالعملية اإلبداعية يجب أن يتوفر لدى المؤسسة مجموعة من المعارف التي‬

‫تساعد في صناعة السلع اإلستثمارية بما يستجيب لطلبات الزبائن والمستهلكين‪ ،‬والتي تعمل على زيادة‬

‫األرباح والعوائد للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ -9‬إستراتيجية اإلبتكار ‪L’innovation‬‬

‫قدمت العديد من التعاريف لإلبتكار‪ ،‬ويعد كل من تعريف ‪ Le petit Robert‬و‪ Larousse‬من بين‬

‫التعاريف التي تدخل في البحث الشامل لهذه الظاهرة وبعالقتها مع المقاوالتية‪ ،‬بحيث جاء في التعريفين‬

‫ما يلي‪:‬‬

‫" اإلبتكار هو عملية إدخال شيء جديد‪ ،‬غير معروف في شيء أنشئ" ‪.Le petit Robert‬‬

‫" اإلبتكار ‪ :‬هو عملية إبتكار‪ ،‬استحداث‪ ،‬خلق شيء جديد ( إبتكر‪ :‬إدخال شيء جديد في مجال خاص)‬

‫يعني كل ما هو جديد‪ ،‬متحول"‪ .‬قاموس ‪.Larousse‬‬

‫وبالتالي اإلبتكار يتعلق بكل ما هو جديد وفي أي مجال إقتصادي أو إجتماعي‪ ،35‬أما في مجال‬

‫المقاوالتية‪ ،‬فاإلبتكار في أغلب األحيان هو عامل محوري وهذا حسب ما جاء في تعريف ‪ Julien‬و‬

‫‪ Marchesney‬بحيث يقوالن أن‪ ":‬اإلبتكار يمثل ركيزة المقاوالتية‪ ،‬باعتباره أنه يتطلب أفكا ار جديدة من‬

‫أجل عرض أو إنتاج سلع أو خدمات جديدة‪ ،‬أو كذلك إعادة تنظيم المؤسسة‪ .‬اإلبتكار هو خلق مؤسسة‬

‫تختلف عما نعرفه سابقا‪ ،‬هو إكتشاف أو تحويل منتوج‪ ،‬وعرضه بطريقة جديدة في الصنع‪ ،‬في التوزيع أو‬

‫البيع"‬

‫‪ -35‬بالل خلف السكارنة‪ ،‬استراتيجيات الريادة ودورها في تحقيق الميزة التنافسية‪ :‬دراسة ميدانية على شركات االتصاالت في األردن‪ ،‬كلية‬
‫بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اإلسراء الخاصة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد السابع عشر‪ ،‬أيار ‪ ،9002‬ص ‪.22‬‬

‫‪44‬‬
‫ويرى ‪ Okpara‬أن اإلبتكار هو‪ ":‬القدرة على صنع أو جلب إلى الوجود شيء جديد سواء كان حل جديد‬

‫‪36‬‬
‫لمشكلة‪ ،‬طريقة جديدة أو جهاز جديد أو شكل أو موضوع فني جديد"‬

‫وعليه اإلبتكار يكون بعد سلسلة من األفكار‪ ،‬وهو عملية تحويل الفكرة المبدعة إلى عمل إبداعي‪ ،‬أي‬

‫عمل ملموس في صورة منتج أو خدمة معروضة في السوق تلبي حاجات ورغبات المستهلكين‪ ،‬بحيث‬

‫تكون غالبا طويلة‪ ،‬معقدة ودورانية‪ ،‬كما نميز بين شكلين لإلبتكار وهما‪:‬‬ ‫هذه العملية‬

‫‪ ‬اإلبتكار الجذري ‪:L’innovation radicale‬‬

‫ويكون في مرحلة تقديم منتج من خالل فكرة جديدة لم يسبق العمل بها‪ ،‬أي منتوج يختلف تماما عما كان‬

‫ينتج سابقا‪.‬‬

‫‪ ‬اإلبتكار التحسيني ‪:L’innovation incrémentale‬‬

‫وهو إدخال تحسينات جزئية أو كلية على المنتج‪ ،‬بحيث يصبح منتوج بشكل جديد‪.‬‬

‫ما يمكن إستنتاجه هو أن اإلبداع هو تصرف فردي أو شخصي مصدره عقل الشخص نفسه‪ ،‬أما اإلبتكار‬

‫فهو عملية جماعية يتدخل فيها مجموعة من العاملين‪ ،‬ولكن كالهما تربطه عالقة قوية بالمقاوالتية‪ ،‬هذه‬

‫العالقة تساعد المؤسسات على أن تكون لها الدور المقاوالتي (أي األولى في مجال الريادة) سواءا في‬

‫تقديم المنتجات أو الخدمات‪ ،‬وارضاء الزبائن‪ ،‬والقدرة على إختراق األسواق‪ ،‬والسيطرة على جانب معين‬

‫من هذه السوق‪ .‬باإلضافة إلى إرتكاز المشاريع المقاوالتية على خاصية اإلبداع واإلبتكار من خالل منتج‬

‫جديد‪ ،‬أو طريقة جديدة في تقديم المنتج‪ ،‬أو تقديم خدمة جديدة‪ ،‬وقد يكون اإلبتكار في التسويق‪ ،‬أو‬

‫‪36‬‬
‫‪- OKPARA.Friday O, The Value of Creativity and Innovation in Entrepreneurship, Journal of Asia‬‬
‫‪Entrepreneurship and Sustainability, Volume III, Issue 2.‬‬

‫‪45‬‬
‫التوزيع‪ ،‬أو إعادة هيكلة التنظيم أو اإلدارة‪ ،‬فالمشروع المقاوالتي يرتكز معنويا على طريقة جديدة في عمل‬

‫األشياء‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬إستراتيجية التميز ( التفرد )‪:‬‬

‫(التفرد) بأنه فريد من النوع‪ ،‬وبديع ورائع‪ ،‬ووحيد في‬


‫ّ‬ ‫بالرجوع إلى القاموس )‪ (Webiter‬يعرف التميز‬

‫شكله ويكون األول في المصانع‪.‬‬

‫فاستراتيجية التميز تتم من خالل إضافة شيء جديد إلى المنتج تميزه عن غيره‪ ،‬بحيث يمكن لصيغ التميز‬

‫أن تأخذ عدة أشكال مثل‪ :‬التصميم‪ ،‬الجودة‪ ،‬التعبئة أو التكنولوجيا‪ ،‬خدمات الزبائن‪ ،‬شبكة الموزعين‪،‬‬

‫صورة نوع المنتج‪.37‬‬

‫وعليه فالتفرد في المؤسسات ومنظمات األعمال يكون من خالل قدرتها على التميز عن غيرها من‬

‫المؤسسات األخرى المنافسة في نفس قطاع النشاط‪ ،‬سواء كان ذلك بطبيعة المنتجات أو الخدمات التي‬

‫تقدمها‪ ،‬وكذلك طبيعة الموارد التي تمتلكه‪ ،‬وهذا ما يساعدها على تحقيق ميزة تنافسية تتفوق بها على‬

‫منافسيها‪ ،‬وتستطيع بذلك تحقيق اإلستم اررية وتقديم المنتجات األفضل التي يصعب تقليدها‪ ،‬بحيث ال‬

‫يمكن اإلستمرار في تحقيق الميزة (أي التميز) على المدى الطويل إالّ من خالل الموارد النادرة‪.‬‬

‫معظم المؤسسات المقاولة حتى تكون متميزة عليها العمل على رفع مواردها من خالل إكتساب الموارد‬

‫المالية‪ ،‬واإلستفادة من التعليم في التميز بالموارد ذات القيمة‪ ،‬وحتى تكون الموارد متميزة ال بد من‬

‫تطويرها بشكل مستمر‪.‬‬

‫‪ -37‬مباركي سمراء‪ ،‬تطور المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات البيئية الجديدة‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‪ ،‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬بسيدي بلعباس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،9007/9009‬ص ‪.010‬‬

‫‪46‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬إستراتيجية أخذ المخاطرة والمبادرة‪:‬‬

‫‪ -0‬إستراتيجية أخذ المخاطرة‪:‬‬

‫تعرف أخذ المخاطرة على أنها ما يتم أخذه بعين اإلعتبار مع إمكانية التعرض للخسارة‪ ،38‬فمهارات أخذ‬

‫المخاطرة تأتي من حاالت الغموض وعدم التأكد‪ ،‬والكيفية التي تضمن بقاء وضمان نجاح األعمال‪،‬‬

‫والخوف من الفشل‪ ،‬وحتى يكون الشخص مقاوال ال بد من أن يحسب المخاطر التي تأتي من القيام بتنفيذ‬

‫المشروع‪.‬‬

‫فسلوك المخاطرة ليس له حدود بين المؤسسات واألشخاص بالنسبة للمشاريع الجديدة‪ ،‬فكلما كانت‬

‫المخاطرة أقل يكون الشخص عبارة عن عامل‪ ،‬وكلما زادت الخطورة يصبح مقاوال‪ ،‬فإن أخذ المخاطرة‬

‫يكون تقييمه من الناحية االقتصادية‪ ،‬ويكون ذو عالقة بإتخاذ الق اررات‪.‬‬

‫وعليه يمكن اإللمام بمفهوم أخذ المخاطرة على أنه‪ ":‬مقدار إتباع المؤسسات خاصية المقاولة للميل نحو‬

‫المخاطرة والجرأة في البيئة المحيطة‪ ،‬ويكون ذلك من خالل عرض وتقديم منتجات وخدمات جديدة إلى‬

‫األسواق في ظل بيئة تمتاز بالغموض وعدم التأكد"‪.‬‬

‫‪ -9‬إستراتيجية المبادرة )‪(Entreprend‬‬

‫تعرف المبادرة على أنها القدرة على أخذ مخاطرة عالية أكثر من ظروف البيئة المحيطة بالمنظمات‪ ،‬وهي‬

‫تتضمن ثالث عناصر أساسية‪:‬‬

‫‪ ‬قرار مالحقة أو عدم مالحقة المنافسين باإلبتكار‪.‬‬

‫‪ ‬المفاضلة بين المحاوالت الحقيقية في النمو واإلبتكار والتطوير‪.‬‬

‫‪ -38‬بالل خلف السكارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ ‬محاولة التعاون مع المنافسين من أجل إحتوائهم‪.‬‬

‫من جهة أخرى فإن سلوك المبادرة مرتبط بالمفاهيم التالية‪:‬‬

‫‪ ‬إغتنام الفرص في السوق‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم منتجات جديدة ونادرة مختلفة عن بقية المنافسين‪.‬‬

‫‪ ‬التخطيط اإلستراتيجي للعمليات التي تكون في مرحلة اإلنحدار خالل مدة حياة المنتج‪.‬‬

‫وعليه فالمبادرة هي أن تقوم المؤسسات بإغتنام الفرص في تقديم طرق جديدة لإلنتاج والخدمات‪ ،‬والقيام‬

‫بأعمال تنافسية من أجل مواجهة المؤسسات المنافسة‪ ،‬وكيفية تحصين الموقع التنافسي لإلستم اررية‬

‫واإلستجابة للتغيرات في األسواق‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫‪Business Plan‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬مخط األعمال‬

‫إن إنشاء مؤسسة مقاولة ليس باألمر السهل‪ ،‬بل هي عملية تتجسد بعد دراسة جيدة‪ ،‬والتي تغطي‬

‫مختلف مراحل المقاولة والتي نصطلح على تسميتها ب "مخطط األعمال"(‪ ،)Business Plan‬بحيث‬

‫إعداد هذا المخطط أم ار غاية في األهمية‪ ،‬ألنه يغطي كل زوايا المشروع‪ ،‬ويساعد المقاول على إتخاذ‬

‫الق اررات التي من شأنها تضمن نجاح المشروع‪.‬‬

‫إن المؤسسة الناجحة هي المؤسسات التي تقوم بدراسات وعمليات تخطيطية سليمة وشاملة‪ ،‬حيث‬

‫أكدت الدراسات والوقائع في عالم إدارة األعمال أن نسبة الفشل في األعمال الصغيرة تكون عالية مالم يتم‬

‫اإلهتمام بخطة العمل األولية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم مخطط االعمال‪.‬‬

‫يعتبر مخطط األعمال بمثابة الركيزة األساسية لنجاح واستم اررية المشاريع‪ ،‬لذلك فلقد أولي باهتمام كبير‬

‫من طرف الباحثين واإلقتصاديين في مجال المقاوالتية‪ ،‬لهذا تعددت وتباينت التعاريف الموجهة له‪ ،‬حيث‬

‫عرف مخطط االعمال على أنه‪ ":‬عبارة عن وثيقة تقديرية تحضر من طرف منشئ المؤسسة والتي‬

‫تتضمن المحتوى التفصيلي للمشروع واستراتيجية تطويره‪ ،‬النمو المرتقب لرقم أعماله‪ ،‬النتائج المستقبلية‬

‫وخاصة حاجات التمويل في المستقبل‪ ،‬أي مخطط األعمال يظهر الرؤية االقتصادية والمالية للمؤسسة‪،‬‬

‫حيث إعداده بالطريقة الصحيحة يضمن اهتمام وثقة الشركاء والذين يمكن أن يكونوا مستثمرين‪ ،‬أو‬

‫مساعدين أو موردين" ‪.39‬‬

‫‪39‬‬
‫‪CLAUDE Annie Duplat, Pour gérer une entreprise à croissance rapide, Les éditions d’Organisation, Paris,‬‬
‫‪2002, p.164.‬‬

‫‪49‬‬
‫في تعريف آخر عرف مخطط األعمال على أنه الوثائق المكتوبة التي تصف كل المعلومات الداخلية‬

‫والخارجية واالستراتيجيات المالئمة للبدئ في مخاطرة جديدة‪ ،‬بعبارة أخرى هو الوثيقة التي تصف ماذا‬

‫خطط له من االعمال المراد تنفيذها ضمن المرحلة القادمة‪.‬‬

‫في تعريف آخر‪ ،‬مخطط االعمال هو وصف للوضع في الماضي والحاضر من األعمال التجارية‪ ،‬وهدفه‬

‫الرئيسي هو تقديم مستقبل المؤسسة ويتم تحديثه عادة سنويا‪ ،‬ويتطلع قدما لمدة ثالث سنوات إلى خمس‬

‫سنوات وهذا بناء على نوع األعمال‪.40‬‬

‫فمخطط األعمال هو وثيقة عمل تضبط إستراتيجية عمل المقاول على كافة المستويات واألصعدة‪ ،‬والذي‬

‫يتم تحديده بناء على النتائج التي توصل إليها مخطط دراسة السوق‪ ،‬ويتم من خالله توضيح كافة األمور‬

‫المتعلقة بالتسويق والمالية‪ ،‬واإلنتاج‪ ،‬والموارد البشرية‪.‬‬

‫وعليه فمخطط األعمال يتيح للمقاول التعرف على المنافسين‪ ،‬وهو مسألة ضرورية لتحديد مكان تموقع‬

‫المشروع حديث النشأة في السوق‪ ،‬إذ ال يوجد نموذج موحد ومحدد له‪ ،‬ويعد توفره على مستوى المنشآت‬

‫المقاولة من أهم المسائل التي تقف وراء نجاحها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية ودور مخطط األعمال‪.‬‬

‫إن اإلعداد الجيد لمخطط االعمال يساهم بشكل كبير في تحقيق النجاح ألي مشروع مقاوالتي‪ ،‬فمخطط‬

‫يمكن من وضع التوقعات الخاصة بالمشروع ومقارنتها بالنتائج السنوية المحققة‪ ،‬وبالتالي الوقوف‬
‫االعمال ّ‬

‫على أي خلل قد يتم تسجيله لتدارك مكامن الضعف‪ .‬هناك القليل من المؤسسات التي تفهم أهمية مخطط‬

‫األعمال وهي التي تنجح بشكل بارز في السوق‪ ،‬ألن مشروعهم يتسم بكونه متكامل‪ ،‬يقوم على هيكلة‬

‫‪40‬‬
‫‪MICHEL Coster, Entrepreneuriat, Ed Pearson, Paris, 2009, p.134.‬‬

‫‪50‬‬
‫مالية شفافة وواضحة مما يساعدهم على تحقيق أفضل النتائج‪ ،‬ويمكن إختصار أهمية مخطط األعمال‬

‫على مستوى المؤسسة في النقاط التالية‪:‬‬

‫– يحتوي مخطط األعمال على كافة المعلومات المالية‪ ،‬التاريخية الحالية أو المخطط لها مستقبال‬

‫واألرقام الخاصة بالمؤسسة التي يحتاج إلى رؤيتها كل األطراف‪.‬‬

‫‪ -‬إن مخطط األعمال هو صورة توضيحية لعمل المؤسسة والسوق الذي تنشط فيه‪ ،‬كما يتيح لها التعرف‬

‫على منافسيها‪.‬‬

‫‪ -‬يحتوي مخطط األعمال عل الخطة الخاصة بالمؤسسة المقاولة واالستراتيجية المتبعة من أجل النجاح‪،‬‬

‫إذ يحتاج كل من أصحاب القروض والمستثمرين إلى هذه الخطة من أجل إتخاذ قرار بشأن اإلقراض أو‬

‫اإلستثمار على مستوى هذه المؤسسة‪.‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن أن نستخلص أن مخطط األعمال له دو ار هاما ويتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬خطة لتحويل فكرة إلى مشروع قابل للتحقيق‪.‬‬

‫‪ ‬وسيلة للتوضيح بطريقة تحليلية واسعة ومتينة ألهداف النشاط المقاوالتي في المدى القصير‬

‫والمتوسط‪.‬‬

‫‪ ‬توضيح قابلية التنفيذ و اإلستمرار واإلدراك الوقتي لنمو المشروع المقاوالتي‪.‬‬

‫‪ ‬تحديد هوية المشاركين اآلخرين في السوق‪.‬‬

‫‪ ‬يعتبر خريطة طريق مع تحديد مؤشرات التطور الجيد للمشروع‪.‬‬

‫‪ ‬عملية للتنفيذ‪.‬‬

‫‪ ‬يبرهن على كفاءة المؤسسة في التخطيط والتنبؤ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تحضير مخطط األعمال‪.‬‬

‫على الشخص المقاول أن يقوم بالتحضير لمخطط األعمال‪ ،‬بحيث البد أن يكون هذا المخطط يجيب‬

‫على كافة األسئلة واإلستفسارات المتعلقة بمقدار النتائج المتوقعة لهذه المخاطرة‪ ،‬نسبة المبيعات‪ ،‬الربحية‬

‫المتوقعة للمشروع‪...‬إلخ‪ .‬ومن أجل تنفيذ ذلك يكون المقاول بحاجة إلى مجموعة من المعلومات المتعلقة‬

‫بنجاح المشروع‪ ،‬وتكون هذه المعلومات من مصادر مختلفة إذ تتمثل في‪:41‬‬

‫‪ ‬معلومات عن السوق‪ :‬يجب أن تكون كمية المعلومات كافية عن السوق من حيث طبيعته‪،‬‬

‫وطبيعة الزبائن الذين يتعامل معهم ( رجال أم نساء)‪ ,‬مستوى تعليمهم‪ ،‬الدخل‪ ،‬طبيعة‬

‫المنطقة‪...‬إلخ‪.‬‬

‫‪ ‬معلومات مرتبطة بالعمليات واإلنتاج‪ :‬وهي كل المعلومات المتعلقة باإلنتاج من ناحية الموقع‪،‬‬

‫تحديد اآللة التي سوف تتم بها عمليات اإلنتاج‪ ،‬المواد الخام‪ ،‬المعدات‪ ،‬مهارات العمال‪ ،‬حيز‬

‫المكان (أي المساحة المطلوبة إلنجاز العمليات)‪.‬‬

‫‪ ‬معلومات تتعلق بالتمويل‪ :‬ال بد من تحديد كمية األموال الالزمة للبدئ في تنفيذ المشروع‪ ،‬وما‬

‫هي مصادر التمويل‪ ،‬والفترات المناسبة‪ ،‬وكذلك التعرف على مقدار األرباح المحتملة‪.‬‬

‫‪ ‬معلومات من اإلنترنيت‪ :‬تعتبر اإلنترنيت من أفضل الوسائل الحديثة التي تزود المستثمرين‬

‫بالمعلومات بالسرعة العالية والتكلفة األقل‪ ،‬والتي تسهل عليهم معرفة طبيعة وحجم السوق‪،‬‬

‫مستوى المنافسة‪ ،‬وعدد المنافسين في األسواق‪ ،‬إتخاذ الق ار ارت‪ ،‬كذلك بفضلها تستطيع‬

‫المؤسسات التعريف بسلعها أو خدماتها‪ ،‬والترويج لها‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪EMANUEL Monod, Les méthodes business plan pour la gestion de vos projet, Edition d’Organisation, Paris,‬‬
‫‪2003, p.71.‬‬

‫‪52‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مكونات مخطط االعمال‪.‬‬

‫تختلف محتويات ومكونات مخطط األعمال من مشروع آلخر‪ ،‬إالّ أن هيكلته بشكل عام أصبحت معيارية‬

‫بحدود مقبولة وواضحة‪ ،‬بحيث يتم تطوير هذا المخطط بناء على تحديد الفرص التي تعتبر من أصعب‬

‫المراحل‪ ،‬إذ تعطي الصورة الكاملة عن طبيعة األعمال التي سوف تقوم بها المؤسسسة والتي يمكن‬

‫توضيحها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬الصفحة الرئيسية‪:‬‬

‫تتضمن باختصار كافة المعلومات المتمثلة في إسم و عنوان المؤسسة‪ ،‬طبيعة األعمال‪ ،‬أرقام الهاتف‪،‬‬

‫الموقع اإللكتروني‪ ،‬الحاجات المالية من أسهم وديون‪ ،‬والوثائق المتعلقة بالضمانات‪.‬‬

‫‪ )9‬ملخص التنفيذ‪:‬‬

‫يتكون الملخص من ثالثة إلى أربعة صفحات‪ ،‬ويتضمن ملخص عن كل االعمال والبيانات التي يتم‬

‫تجميعها سواء تتعلق باستراتيجية التسويق والمالية واجراءات البيع‪.‬‬

‫‪ )1‬تحليل الصناعات والبيئة‪:‬‬

‫من خالله يتم تحديد كافة التغيرات المتعلقة بالبيئة ودراستها ومنها‪:‬‬

‫‪ ‬إقتصادية‪ :‬وهي كل ما يتعلق بالدخل‪ ،‬والتوزيع الديمغرافي‪ ،‬وحجم البطالة‪.‬‬

‫‪ ‬الثقافية‪ :‬وهي كل ما يتعلق بالمتغيرات الثقافية‪ ،‬السكانية‪ ،‬األتجاهات والعادات والتقاليد‪.‬‬

‫‪ ‬التكنولوجية‪ :‬وهي كل ما يتعلق بكافة التطورات التكنولوجية‪ ،‬وكيفية اإلستفادة منها في‬

‫تحسين الخدمات للزبائن‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ ‬القانونية‪ :‬وهي المرتبطة بكافة التشريعات واألنظمة‪.‬‬

‫‪ )4‬المخطط التسويقي‪:‬‬

‫ويتضمن كافة اإلجراءات المتعلقة بكيفية توزيع وتسويق المنتجات والخدمات‪ ،‬السعر‪ ،‬الترويج‪ ،‬وكذلك‬

‫التنبؤ بالمبيعات المحتملة‪.‬‬

‫‪ )0‬المخطط المالي‪:‬‬

‫ويتضمن الجدوى اإلقتصادية للمشروع‪ ،‬وضرورة اإللتزام باالستثمار المالي للمشروع‪ ،‬وكذلك التنبؤ‬

‫بالمبيعات لمدة ثالث سنوات المستقبلية‪ ،‬والتكاليف واألرباح‪ ،‬وكذلك التدفقات النقدية لثالث سنوات‪ ،‬وخطة‬

‫الموازنة لألصول والديون‪.‬‬

‫‪ )3‬المخطط التنظيمي‪:‬‬

‫ويتضمن وصفا لكيفية الملكية للمشروع‪ ،‬وكذلك الصالحيات والمسؤوليات الخاصة باالفراد العاملين‪،‬‬

‫والرقابة على األعمال‪ ،‬وكيفية أداء األعمال‪.‬‬

‫‪ )7‬المخطط اإلنتاجي‪:‬‬

‫ويتضمن كافة اإلج ارءات المتعلقة باإلنتاج والتكاليف‪ ،‬المعدات‪ ،‬اآلالت التي يحتاجها المشروع‪ ،‬واجراءات‬

‫التخزين‪ ،‬والمواد األولية‪ ،‬الموردين‪ ،‬كذلك خدمات ما بعد اإلنتاج والبيع والصيانة‪.‬‬

‫‪ )0‬تقدير المخاطر‪:‬‬

‫وتتضمن الكيفية التي يتم بها تقدير المخاطر واإلست ارتيجيات المالئمة لمواجهة المخاطر‪ ،‬بما يتناسب مع‬

‫أهداف وخطة العمل للمؤسسة‪ ،‬وكيفية التقليل من هذه المخاطرة‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ )2‬المالحق‪:‬‬

‫وتمثل كافة الوثائق المتعلقة بمخطط االعمال مثل الرسائل من الزبائن‪ ،‬قنوات التوزيع والعقود‪ ،‬وقائمة‬

‫األسعار من الموردين والمنافسين‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬تنفيذ مخطط األعمال‪.‬‬

‫عند بداية تنفيذ مخطط األعمال‪ ،‬وخاصة في السنة األولى منها ال بد من مراقبة كافة األنشطة الموجودة‬

‫في المشروع‪ ،‬والتأكد من سالمة تنفيذ كافة إجراءات مخطط األعمال من إنتاج وتسويق وتمويل وتنظيم‪,‬‬

‫خاصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ألنه في أغلب األحيان تتقيد فقط المؤسسات الكبرى‬

‫بخططها‪ ،‬ويتم التعامل مع الزبائن والموردين والمنافسين والبنوك ضمن الخطط الموضوعة‪.‬‬

‫المبحث السادس‪ :‬أسباب فشل مخطط األعمال‪.‬‬

‫بالرغم من التحضير الجيد والمسبق لمخطط األعمال‪ ،‬واعداده بالشكل المناسب‪ ،‬إالّ أنه أحيانا قد يحدث‬

‫فشال في تنفيذه‪ ،‬وهذا راجع إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬عدم وجود أهداف محددة‪.‬‬

‫‪ ‬عدم اإللتزام بمخطط األعمال من قبل مالكي المشاريع‪.‬‬

‫‪ ‬عدم وجود خبرة إلعداد مخطط األعمال لمالك المشروع‪.‬‬

‫‪ ‬عدم األخذ بعين اإلعتبار نقاط القوة والضعف و التهديدات باألعمال‪.‬‬

‫‪ ‬عدم األخذ بعين اإلعتبار إحتياجات الزبائن ورغباتهم‪.‬‬

‫لهذا يتوجب على مالكي المشاريع المقاوالتية أن يحددوا األهداف من تأسيس هذه المشاريع‪ ،‬وأن تكون‬

‫محدودة وأن يلتزمون بكافة هذه األهداف من أجل تحقيقها‪ ،‬باإلضافة إلى فهم بنود مخطط األعمال من‬

‫‪55‬‬
‫قبل رؤساء المؤسسات‪ ،‬وكذا آلية تنفيذها‪ ،‬ألن عدم الفهم وعدم وجود خبرة لديهم يعيق عملية التنفيذ‬

‫وبالتالي فشل المشروع المقاوالتي‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬المقاوالتية الدولية‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم المقاوالتية الدولية‪:‬‬

‫تعريفها‪ :‬تعرف المقاوالتية الدولية على أنها‪ ":‬العملية التي تتضمن تغطية واكتشاف واستغالل‬ ‫‪-1‬‬

‫الفرص و األنشطة المختلفة خارج الحدود الوطنية من أجل خلق سلع وخدمات مستقبيلة"‪ .42‬هذا التعريف‬

‫يسلط الضوء على المفاهيم األساسية المتعلقة بالفرص أو إنشاء وتطوير المنتجات في بيئة دولية بحيث‬

‫تعد هذه الدول مكانا مهما لإلبتك‬

‫في تعريف حديث‪ ،‬المقاوالتية الدولية هي عبارة عن مزيج بين مجموعة من السلوكات المبتكرة و المتجددة‬

‫باستمرار والتي تتسم بالمخاطرة العالية التي تتم خارج الحدود الوطنية لهدف خلق قيمة مقبولة في‬

‫المنظمات‪ ،43‬لهذا فهي تشمل عمليات التصدير وتأسيس مراكز البيع والتسويق في البلدان األجنبية‪،‬‬

‫باإلضافة إلى اإلعالن والترويج عن المنتوج الجديد أو الخدمة عبر وسائل اإلعالم المختلفة داخل تلك‬

‫الدول‪ ،‬بحث المقاوالتية الدولية ليست حك ار على المؤسسات الكبيرة بل تشكل المشاريع المقاوالتية الصغيرة‬

‫والمتوسطة نسبة ملحوظة في مختلف المجاالت ذات البعد الدولي‪.‬‬

‫‪ -9‬أهدافها‪:‬‬

‫إن القوة الدافعة للتدويل في العديد من القطاعات تستدعي عملية ديناميكية تستند على قدرة المؤسسة على‬

‫العمل في األسواق الدولية ‪ ،‬مما يسلط الضوء على الموقف المركزي للمقاول أو الريادي والذي يمثل تماما‬

‫وضع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬فالبحث عن العالمية وراءها العديد من األههداف والغايات أهمها‪:‬‬

‫‪42‬‬
‫‪Djamila Elidrissi, Valérie Hauch, Entrepreneuriat international et réseaux sociaux pour les PME innovantes :‬‬
‫‪Quelle perception pour quelles stratégies ?, Revue de l’Entrepreneuriat, 9009/7,Vol.00, p.90.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪Sophie Veilleux, Luz Marina Ferro, L’entrepreneuriat international : Réflexion sur la structuration d’un‬‬
‫‪champ d’étude en émergence ; Cahier da recherche n° 2010-03, p.03.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ ‬توسيع حجم المبيعات‪ :‬ويكون ذلك من خالل اإلستفادة من القدرة الشرائية الدولية التي تفوق في‬

‫الكثير من األحيان القدرة الشرائية المحلية ‪.‬‬

‫‪ ‬إكتساب الموارد‪ :‬مثل األموال والتكنولوجيا والقوى العاملة واإلستفادة منها في تخفيف التكاليف‪،‬‬

‫وتحسين الجودة لتحقيق المزايا التنافسية‪.‬‬

‫‪ ‬تقليل المخاطر إلى أقل ما يمكن‪ :‬وهذا من أجل الوقاية من تذبذب األسعار وحاالت اإلنكماش‬

‫االقتصادي‪ ،‬وكذلك لغايات الدفاع عن موقع المؤسسة في السوق‪ ،‬باإلضافة إلى اإلستفادة من‬

‫خصائص دورة حياة المنتوج الدولي من أجل إطالة عمر المنتوج في سوق المنافسة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العوامل المؤثرة في المقاوالتية الدولية‪.‬‬

‫يوجد العديد من العوامل المؤثرة على المقاوالتية الدولية والتي تجعلها أكثر تعقيدا من المقاوالتية على‬

‫المستوى المحلي ومن أهمها نجد‪:‬‬

‫‪ -1‬القضايا اإلستراتيجية‪:‬‬

‫عند اإلنتقال إلى العمل دوليا هناك أربعة قضايا إستراتيجية تواجه المقاوالتية الدولية وهي‪:‬‬

‫‪ ‬تحديد المسؤولية بين المركز الرئيسي (داخل بلد المقاول) وبين الفروع في البلدان األخرى‪.‬‬

‫‪ ‬إعتماد نمط مالئم في التخطيط والمتابعة باإلضافة إلى أنظمة الرقابة على العمليات ما بين‬

‫البلدان المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬إختيار الهيكل التنظيمي المالئم لممارسة العمليات بين البلدان المختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬العمل على تحقيق درجة حقيقية من النمطية الممكنة لكي تتالءم مع حاجات ومتطلبات‬

‫المستهلكين ذوي الثقافات المختلفة دوليا‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -9‬البيئة االقتصادية‪:‬‬

‫غالبا ما تتعامل المشاريع المقاوالتية الوطنية مع النظام االقتصادي المحلي الواحد‪ ،‬حيث يتمتع هذا النظام‬

‫باستخدام العملة الوطنية الموحدة‪ ،‬باإلضافة إلى المعايير المحلية المألوفة والمتغي ارت التي يسهل فهمها‬

‫والتعامل معها‪ ،‬أما التعامل في بيئة األعمال الدولية فالمسألة تختلف كثي ار حيث يتطلب التعامل مع أنظمة‬

‫إقتصادية مختلفة وباستخدام العمالت المختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى إختالف التشريعات والقوانين الحكومية و‬

‫األنظمة المصرفية والمالية والتسويقية‪.‬‬

‫‪ -1‬البيئة التكنولوجية‪:‬‬

‫تتباين البيئة التكنولوجية مثل البيئة االقتصادية ما بين البلدان خاصة الدول المتقدمة صناعيا وبين الدول‬

‫النامية‪ ،‬مما يتطلب اإلطالع والمعرفة المسبقة عن المستوى التكنولوجي للبلد اآلخر عن القيام بالمشروع‬

‫المقاوالتي الدولي‪ ،‬كما يتوجب أيضا فهم دور التكنولوجيا وقدرتها على تحقيق مجموعة من الميزات‬

‫التنافسية كتلك المبنية على التكلفة والجودة واإلبتكار‪ ،‬كما يجب على الشخص المقاول أن يدرك أهمية‬

‫العامل التكنولوجي وادارة التكنولوجيا ودورها في عملية المنافسة ما بين المؤسسات‪.‬‬

‫‪ -4‬البيئة القانونية والسياسية ‪:‬‬

‫قد يتسبب إختالف البيئة القانونية والسياسية بين الدول للمقاول في العديد من المشاكل خاصة تلك‬

‫المتعلقة بالمدى المسموح به للمقاول في العمل وطريقة التعامل معه‪ ،‬هل هي مثل طريقة التعامل مع‬

‫المقاول الوطني‪ ،‬إلى جانب أنه يوجد مشكل يتعلق باإلتفاقيات ( إتفاقيات مع الدول األخرى‪ ،‬إتفاقيات‬

‫التجارة الدولية)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫فأشكال الملكية والتنظيم تختلف إختالفا كبي ار بين دول العالم‪ ،‬إذ نجد أكثر من ‪ 190‬نظام من األنظمة‬

‫والقوانين الوطنية‪.‬‬

‫‪ -0‬البيئة الثقافية ‪:‬‬

‫إن فهم الثقافة المحلية مكون أساسي في نجاح المقاول ودخوله إلى العمل الدولي‪ ،‬وهو األساس في‬

‫تطوير اإلستراتيجيات المناسبة للدخول في المقاولة الدولية‪ ،‬لذلك ال بد من دراسة عدة أمور مثل ‪:‬‬

‫‪ ‬التعرف على طريقة البيع والشراء في تلك الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬الميل إلى المركزية أو الالمركزية في العمل‪.‬‬

‫‪ ‬السلوك األخالقي ومدى إنتشار الرشوة والفساد في تلك الدولة‪.‬‬

‫‪ ‬القيم والثقافة والمعتقدات السائدة في تلك الدولة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬األشكال المختلفة للمقاوالتية الدولية‪.‬‬

‫من أجل الدخول إلى العمل المقاوالتي على المستوى الدولي‪ ،‬هناك عدة سلوكيات وأشكال مختلفة لتحقيق‬

‫ذلك وأهمها ‪:44‬‬

‫‪ -0‬التصدير(‪:)Export‬‬

‫هي العملية التي تتعلق باألنشطة التجارية مثل‪ :‬تسويق وتوزيع السلع والخدمات إلى البلدان األجنبية‬

‫ويمكن أن يكون التصدير إما‪:‬‬

‫‪ ‬تصدير مباشر‪ :‬ويكون ذلك من خالل بيع وتسويق مباشر إلى األقطار األخرى عن طريق الصفقات‬

‫التجارية الخارجية‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪Sophie Veilleux, Luz Marina Ferro, art pcit, pp.8-9.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ ‬التصدير غير مباشر‪ :‬من خالله يجد المقاول في بلده مشتري أجنبي يأخذ سلعته إلى بلده أو‬

‫يصدرها إلى بلد آخر‪.‬‬

‫‪ -9‬اإلستثمار األجنبي المباشر‪:‬‬

‫هو إستخدام المقاول اإلستثمار المباشر لألموال المادية مثل‪ :‬المعدات والمصانع في أسواق البلد األجنبي‪،‬‬

‫ويعتمد ذلك على الخبرات األجنبية وطبيعة الصناعة وقوانين الحكومات المضيفة‪ ،‬ويكون ذلك من خالل‪:‬‬

‫‪ ‬المشاريع المشتركة (‪ :)Joint-venture‬وهي أحد أشكال التعاون أو اإلندماج بين طرفين أو أكثر‬

‫من أجل كسب فائدة متبادلة‪ ،‬خاصة عندما يرغب المقاول في الحصول على معرفة محلية‪ ،‬أو‬

‫عندما يرغب بدخول سريع إلى األسواق األجنبية‪.‬‬

‫‪ ‬الملكية المحدودة‪ :‬وتتمثل في ملكية نسبة تقل عن ‪ %90‬من حصص الملكية في مشروع تجاري‪.‬‬

‫‪ ‬الحصول على حصص األغلبية‪ :‬وتتمثل في حصول المقاول على ملكية أكبر من ‪ %90‬من أسهم‬

‫الشركة في الدول األجنبية‪ ،‬وهذه النسبة تسمح للمقاول بالسيطرة إداريا على الشركة‪.‬‬

‫‪ ‬الملكية الكاملة‪ :‬وتتمثل في السيطرة الكاملة على أسهم الشركة‪ ،‬وقد يشمل الشراء (‪ )Acquisition‬أو‬

‫اإلندماج (‪.)Integration‬‬

‫‪ -1‬ترتيبات مع عدم الملكية‪:‬‬

‫وهي عمل المقاول من خالل ترتيبات معينة ال تتضمن إستثمارات مالية مثل‪:‬‬

‫‪ ‬الترخيص )‪ (La license‬ويعرف الترخيص على أنه نمط من أنماط الدخول إلى السوق األجنبي‬

‫من خالل إتفاقية مع الطرف الثاني الموجود في البلد األجنبي‪ ،‬بحيث يحق بموجبها للطرف األول‬

‫‪61‬‬
‫إستخدام أشياء مختلفة في الشركة مثل‪ :‬عمليات اإلنتاج والعالمة المسجلة‪ ،‬براءة اإلختالع وغيرها‬

‫مقابل رسوم معينة‪.‬‬

‫‪ ‬مشروع تسليم المفتاح‪ :‬يتمثل في تطوير وانشاء بعض النشاطات في البلد األجنبي مثل‪ :‬اإلشراف‬

‫على بناء مصانع في البلد األجنبي‪ ،‬أو تقديم بعض التسهيالت‪ ،‬وتدريب المدراء والعاملين‪.‬‬

‫‪ ‬العقود اإلدارية‪ :‬وتتمثل في القيام بمهام خاصة إدارية في األسواق األجنبية‪ ،‬وأحيانا يتبع هذا النوع‬

‫من العمل تسليم المفتاح وهذا يؤدي إلى حصول المقاول على األرباح دون إستثمارات كبيرة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫حاولنا من خالل هذه المحاور التطرق إلى أهم ما يتعلق بالمقاوالتية ‪ ،‬فتوصلنا إلى أن مجال المقاوالتية‬

‫واسع وليس له حدود‪ ،‬يتسم بالتعقيد في الكثير من األحيان‪ ،‬وحتى ينجح الشخص في تأسيس مشروع‬

‫مقاوالتي ما عليه سوى التعمق في دراسة هذه المحاور التي تعتبر الركيزة األساسية في فهم عالم‬

‫المقاوالتية‪ ،‬ودعم هذه الدراسة األكاديمية بدورات تدريبية في مجال تأسيس المشاريع ‪ ،‬وبهذا نرجوا من‬

‫المولى العلي القدير أن نكون قد ساهمنا ولو بقدر صغير في تعليم طلبتنا وتنويرهم في أن مستقبل الج ازئر‬

‫بين أيديهم ومستقبلهم من صنع أفكارهم وابتكاراتهم وطموحاتهم‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ -0‬باللغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬بالل خلف السكارنة‪ ،‬استراتيجيات الريادة ودورها في تحقيق الميزة التنافسية‪ :‬دراسة ميدانية على‬

‫شركات االتصاالت في األردن‪ ،‬كلية بغداد للعلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة اإلسراء الخاصة‪ ،‬بغداد‪ ،‬العدد‬

‫السابع عشر‪ ،‬أيار ‪.9009‬‬

‫‪ -9‬جمال الدين محمد مرسي وآخرون‪ ،‬التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية‪ :‬منهج تطبيقي‪ ،‬الدار‬

‫الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪.9009 ،‬‬

‫‪ -3‬هاشم فوزي العبادي وآخرون‪ ،‬الريادة اإلستراتيجية ودورها في صياغة إستراتيجية التسويق الريادي‬

‫في منظمات األعمال‪ ،‬مجلة القدسية للعلوم اإلدارية واإلقتصادية‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد الرابع‪،‬‬

‫‪.9010‬‬

‫‪ -4‬حامد كريم الحداوي‪ ،‬الريادة كمدخل لمنظمات األعمال المعاصرة في ظل تبني مفهوم رأس المال‬

‫الفكري‪ :‬دراسة ميدانية في مستشفى بغداد الفكري‪ ،‬جامعة الكوفة‪ ،‬كلية اإلدارة واإلقتصاد‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد‬

‫السابع والعشرون‪.9010،‬‬

‫‪ -9‬كاسر نصر المنصور‪ ،‬شوقي ناجي جواد‪ ،‬إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى الياء‪ ،‬الطبعة‬

‫األولى‪ ،‬الحامد‪ ،‬عمان‪.9000 ،‬‬

‫‪ -6‬مزنة بنت عوض النفيعي‪ ،‬واقع إستراتجيات الريادة في الجامعات السعودية‪ :‬دراسة ميدانية على‬

‫جامعة الملك سعود‪ ،‬مجلة اإلدارة العامة‪ ،‬معهد اإلدارة العامة‪ ،‬العدد الرابع‪ ،‬أوت ‪.9019‬‬

‫‪64‬‬
‫‪ -7‬محمد نبيل جامع‪ ،‬اجتماعيات التنمية االقتصادية لمواجهة العولمة وتعزيز األمن القومي‪ ،‬دار‬

‫غريب للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة‪.9000 ،‬‬

‫‪ -9‬محمد هيكل‪ ،‬مهارات إدارة المؤسسات الصغيرة‪ ،‬مجموعة النيل العربية‪ ،‬طبعة ‪.9003‬‬

‫‪ -2‬محمد محروس إسماعيل‪ ،‬اقتصاديات الصناعة والتصنيع‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة للطباعة‪،‬‬

‫اإلسكندرية‪.1227 ،‬‬

‫‪ -10‬محمد عبد الغني حسن هالل‪ ،‬مهارات التفكير والتخطيط االستراتيجي‪ :‬كيف تربط بين الحاضر‬

‫والمستقبل‪ ،‬مركز تطوير األداء والمنظمة‪ ،‬مصر الجديدة‪.9009/9007 ،‬‬

‫‪ -11‬فايز جمعة النجار‪ ،‬عبد الستار تحمد العلي‪ ،‬الريادة وادارة األعمال‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار الحامد‪،‬‬

‫عمان األردن‪.9002 ،‬‬

‫‪ -19‬فايز جمعة صالح النجار وآخرون‪ ،‬الريادة وادارة األعمال‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الحامد للنشر‬

‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.9006 ،‬‬

‫‪ -13‬فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد‪ ،‬الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودوها في التنمية‪ ،‬مؤسسة شباب‬

‫الجامعة‪.9004 ،‬‬

‫‪-14‬عمار عمورة‪ ،‬الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري‪ ،‬دار المعرفة‪ ،‬الجزائر‪.9000 ،‬‬

‫‪-19‬علي بن غانم‪ ،‬الوجيز في القانون التجاري‪ ،‬مرقم للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.9009 ،‬‬

‫‪-16‬نادية فضيل‪ ،‬القانون التجاري الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬

‫سنة ‪.9013‬‬

‫‪-17‬ناصر دادي عدون‪ ،‬إقتصاد المؤسسة‪ ،‬دار المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الثانية‪.1229 ،‬‬

‫‪65‬‬
‫ مجد المؤسسة‬،Gestion des PME ‫ إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‬،‫نبيل جواد‬-19

.9007 ،‫ لبنان‬،‫الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‬

:‫ باللغة األجنبية‬-9

1- ALLALI Brahim, ver une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de

recherche N17, ISKAE.

2- Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition

d’organisation, Paris.

3- Alain Fayolle, ENTREPRENEURIAT : Apprendre à entreprendre, 2e

édition, Dunod, Paris, 2012.

4- CLAUDE Annie Duplat, Pour gérer une entreprise à croissance

rapide, Les éditions d’Organisation, Paris, 2002.

5- Djamila Elidrissi, Valérie Hauch, Entrepreneuriat international et

réseaux sociaux pour les PME innovantes : Quelle perception pour

quelles stratégies ?, Revue de l’Entrepreneuriat, 2012/3,Vol.11.

6- EMANUEL Monod, Les méthodes business plan pour la gestion de

vos projet, Edition d’Organisation, Paris.

7- Gerry Johnson, Kevan Scholes, Richard Whittington, Exploring

corporate strategy: Text and Cases, Pearson Education, Seventh

edition published 2005.

66
8- MICHEL Coster, Entrepreneuriat, Ed Pearson, Paris, 2009.

9- OKPARA.Friday O, The Value of Creativity and Innovation in

Entrepreneurship, Journal of Asia Entrepreneurship and Sustainability,

Volume III, Issue 2.

10- Sophie Veilleux, Luz Marina Ferro, L’entrepreneuriat

international : Réflexion sur la structuration d’un champ d’étude en

émergence ; Cahier da recherche n° 2010-03.

:‫ رسائل الدكتوراه‬-1

،‫ تطور المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات البيئية الجديدة‬،‫ مباركي سمراء‬-1

،‫ بسيدي بلعباس‬،‫ كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير‬،‫رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية‬

.9013/9019 ‫السنة الجامعية‬

2- Aziz bouslikhane, Enseignement de L’entrepreneuriat : Pour un regard

paradigmatique autour de processus entrepreneuriat ,Thèse de doctorat

non publié en sciences de gestion, Université de Nancy 2.

:‫ الملتقيات العلمية‬-4

،‫ دور المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في تنمية أقطار المغرب العربي (الجزائر‬،‫طيب لحيح‬-1

‫ متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول‬:‫ الملتقى الدولي حول‬،)‫ المغرب‬،‫تونس‬

.‫ جامعة الشلف‬،9006 ‫ أفريل‬19-17 ‫ يومي‬،‫العربية‬

67

You might also like