Professional Documents
Culture Documents
المقاولاتية
المقاولاتية
المقاولاتية
مطبوعة موجهة لطلبة السنة أولى ماستر إقتصاد دولي و إقتصاد نقدي وبنكي
1
السنة الجامعية9191/9102 :
قائمة المحتويات
مقدمة
2
المبحث الثالث :المقاوالتية االجتماعية13....................................................
الخاتمة31.........................................................................................
قائمة المراجع34...................................................................................
3
مقدمة:
عرفت الساحة االقتصادية سلسلة من التغيرات والتحوالت التي دفعت مختلف الباحثين
واإلقتصاديين من مختلف الدول الصناعية المتقدمة وحتى النامية إلى االهتمام بمجال المقاوالتية ،الذي
أصبح يلعب دو ار مهما في النشاط االقتصادي باعتباره أفضل الوسائل لإلنعاش االقتصادي نظ ار لسهولة
تكيفه ومرونته التي تجعله قاد ار على الجمع بين التنمية االقتصادية وتوفير مناصب الشغل ،وقدرته على
اإلبداع واإلبتكار والتجديد وتطوير منتوحات جديدة ،لذلك كان من الضروري على الدول خاصة النامية
منها ،العمل على زيادة فعالية المقاوالتية وتذليل كافة الصعوبات التي تواجهها ،من خالل إنشاء هيئات
وأساليب لدعم ومرافقة المقاوالتية وانشاء المؤسسات ،وكذا تبني برامج لرعايتها وضمان البيئة المناسبة
إلستمرارها وتطورها.
الجزائر على غرار هذه الدول ،أدركت مكانة المقاوالتية في إقتصادياتها خاصة بعد ما آلت إليه الوضعية
االقتصادية بعد إنهيار أسعار البترول ،بحيث أصبح المخرج من هذه األزمة هو نشر ثقافة وروح
المقاوالتية في أوساط الشباب الجامعيين ،من خالل إدراج دراسات أكاديمية و تخصصات في مجال
المقاوالتية وانشاء المؤسسات ،لهدف تنشيط وتطوير النسيج الصناعي خارج قطاع المحروقات.
في هذا اإلطار ،جاءت هذه المطبوعة البيداغوجية والموجهة لطلبة الماستر تخصص إقتصاد
نقدي وبنكي واقتصاد دولي ،من أجل توسيع الفكر المقاوالتي لديهم ،وتلقينهم الطرق األكاديمية الصحيحة
إلنشاء مؤسسات مقاولة قصد خلق ألنفسهم مناصب شغل حرة في وقت تشبعت فيه كل قطاعات الدولة.
4
الفصل األول :المقاوالتية المفهوم والطبيعة
تعتبر المقاوالتية من المواضيع الهامة والواعدة في إقتصاديات الدول الصناعية المتقدمة وحتى
النامية ,إذ تساهم المشاريع المقاوالتية مساهمة فعالة في تطوير التنمية اإلقتصادية الشاملة ,كما تعتبر هذه
Entrepreneurship)/
يعد مفهوم المقاوالتية من المفاهيم القديمة ،حيث أستعمل ألول مرة في اللغة الفرنسية في بداية القرن
السادس عشر ،فتضمن مفهومه في تلك الفترة معنى المخاطرة وتحمل الصعاب التي رافقت حمالت
اإلكتشاف العسكرية ،ومع مطلع القرن الثامن عشر ،دخل مفهوم المقاوالتية عالم النشاط االقتصادي على
يد ) (Richard Cantillonالذي وصف التاجر الذي يقوم بشراء سلع بسعر محدد ليبيعها في المستقبل
بسعر ال يعرفه مسبقا بأنه مقاول ،ثم جاء ) (J.B.Sayالذي رأى في المقاول قدرة فائقة على اإلدارة،
بحيث ّنوه إلى أن المشروعات ال يمكن أن تزدهر إالّ في مجتمع تتوفر فيه روح المقاولة وحب العمل
الحر ،وتوجد مجموعة من رجال األعمال أصحاب المواهب اإلدارية الخاصة من ذوي اإلستعداد
في القرن الحادي والعشرون ،تطور مفهوم المقاوالتية ،فقام ) (Kuratkoسنة 9002بوضع تعريف
متكامل ذكر فيه العوامل الحاسمة االّزمة لهذه الظاهرة ،إذ عرفه على أنها عملية ديناميكية للرؤية والتغيير
-1حامد كريم الحداوي ،الريادة كمدخل لمنظمات األعمال المعاصرة في ظل تبني مفهوم رأس المال الفكري :دراسة ميدانية في مستشفى بغداد
الفكري ،جامعة الكوفة ،كلية اإلدارة واإلقتصاد ،العراق ،العدد السابع والعشرون،9002،ص .29
5
والخلق (اإلبتكار) ،واقتضي وجود طاقة وعاطفة نحو إنشاء وتنفيذ أفكار جديدة وحلول مبتكرة ،حيث
تشمل المكونات األساسية اإلستعداد لمواجهة المخاطر المحسوبة ،ووضع فريق ناجح للمشروع ،وحشد
الموارد االزمة ،وبناء خطة عمل واضحة ،وأخي ار وضع وؤية للتعرف على الفرصة التي يرى اآلخرون فيها
-9تعريف المقاوالتية:
تعددت التعاريف ذات الصلة بمفهوم وطبيعة المقاوالتية ,فجاء فيها الكثير من التقارب من حيث المعنى
Alain Fayoعلى أنها " :3حالة خاصة يتم من خاللها خلق ثروات إقتصادية واجتماعية لها خصائص
تتصف بعدم التأكد ,أي تواجد الخطر ،والتي تدمج فيها أفراد ينبغي أن تكون لهم سلوكات ذات قاعدة
تتخصص بتقبل التغيير وأخطار مشتركة واألخذ بالمبادرة والتدخل الفردي" وهذه الحاالت تمكن أن ترتبط
ب:
-إستعادة نشاط أو مؤسسة في حالة جيدة "سليمة" أو تواجه صعوبات من طرف أفراد مستقلين أو
-2مزنة بنت عوض النفيعي ،واقع إستراتجيات الريادة في الجامعات السعودية :دراسة ميدانية على جامعة الملك سعود ،مجلة اإلدارة العامة،
معهد اإلدارة العامة ،العدد الرابع ،أوت ،9009ص.ص .179-170
3
Alain FAYOLLE, Le métier de créateur d’entreprise, Edition d’organisation, Paris, 9009, P .01.
6
أما بالنسبة لألنجلوساكسون وخاصة األمريكيون فقد استعملوا مصطلح المقاوالتية منذ سنوات التسعينات إذ
يغطي التعرف على فرص األعمال من طرف أفراد أو منظمات ومتابعتها وتجسيدها" .المقاوالتية هي
األفعال والعمليات اإلجتماعية التي يقوم بها المقاول إلنشاء مؤسسة جديدة أوتطوير مؤسسة قائمة .
وبالتالي المقاوالتية هي عملية إنشاء شيء جديد ذو قيمة وتخصيص الوقت والجهد والمال الالّزم للمشروع
,وتحمل المخاكر المصاحبة واستقبال المكافئة الناتجة ,فهي عملية ديناميكية لتأمين تراكم الثروة.هذه
الثروة تقدم من طرف األفراد الذين يتخذون المخاطر في رؤوس أموالهم بإضافة قيمة إلى المنتوجات أو
وبناءا عليه يمكن تحديد أربعة نقاط رئيسية في تعريف المقاوالتية وهي:
إذن المقاوالتية هي اإلنفراد في عمل األشياء وتعتمد على اإلختالف والتنويع ,و الطرق الجديدة وليس على
النماذج والعادات المتبعة أو إتباع ما يفعله اآلخرون ,بل إنها عمل شيء جديد ومنفرد.
-1خصائص المقاوالتية:
-4فايز جمعة النجار ،عبد الستار تحمد العلي ،الريادة وإدارة األعمال ،الطبعة الثانية ،دار الحامد ،عمان األردن ،9002 ،ص.ص .92-97
-5فايز جمعة صالح النجار وآخرون ،الريادة وإدارة األعمال ،الطبعة األولى ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،9001 ،ص ص .17-11
7
المقاوالتية هي أحد مدخالت عملية إتخاذ القرار المتعلق باإلستخدام األفضل للموارد المتاحة
للوصول إلى إطالق المنتج أو الخدمة الجديدة ،وكذلك الوصول إلى تطوير طرق وأساليب جديدة
للعمليات.
المقاوالتية هي الجهد الموجه نحو التنسيق الكامل بين عمليات اإلنتاج والبيع.
المقاوالتية هي مجموعة المهارات اإلدارية اإلبداعية المستندة على المبادرة الفردية والموجه نحو
اإلستخدام األفضل للموارد المتاحة والتي تتسم ق ارراتها بمستوى معين من المخاطرة.
المقاوللتية تعني اإلدراك الكامل للفرص المتمثلة في الحاجيات والرغبات والمشاكل والتحديات
واإلستخدام األمثل للموارد نحو تطبيق األفكار الجديدة في المشروعات التي يتم التخطيط لها
بكفاءة عالية.
المقاوالتية هي المحور اإلنتاجي للسلع والخدمات والتي تعود للق اررات الفردية الهادفة إلى تحقيق
المقاوالتية تعني العمل الذي يقوم به الفرد تلقائيا ،حيث يشتري بسعر معين في الوقت الحاضر
ليبيع بسعر غير مؤكد في المستقبل مما يجعله عرضة لحاالت عدم التأكد.
-0تعريف المقاول:
عرف هذا المفهوم تطو ار مع مرور الزمن بالموازاة مع التطور اإلقتصادي ,حيث في العصور الوسطى
يشرف على مسؤولية ويتحمل أعباء مجموعة من األفراد ,ثم أصبح يعني الفرد الجريء الذي يسعى من
8
أجل تحمل مخاطر إقتصادية .أما خالل القرنين السادس عشر والسابع عشر فقد كان يقصد به الفرد
يعتبر الفرنسي ) ) J.B.Say 1800من أوائل المنظرين لهذا المفهوم بحيث عرف المقاول بأنه" :
الشخص الذي ينقل الموارد اإلقتصادية من مستوى أدنى من أجل إنتاجية وايرادات أكثر إرتفاعا" ,إذ إعتبر
المقاول المبدع الذي يقوم بجمع وتنظيم وسائل اإلنتاج بهدف خلق منفعة جديدة.6
أما )1290( Schumpeterفعرف المقاول بأنه ":ذلك الشخص الذي لديه اإلرادة والقدرة لتحويل فكرة
أما حسب كل من Julien & Marchesneyفالمقاول هو " :الذي يتكفل بحمل مجموعة من
الخصائص األساسية :يتخيل الجديد ولديه ثقة كبيرة في نفسه ,المتحمس والصلب الذي يحب حل
المشاكل ويحب التسيير,الذي يصارع الروتين ويرفض المصاعب والعقبات وهو الذي يخلق معلومة هامة"
أما )9000( Peggyفلقد أشار إلى أن المقاول في اللغة الفرنسية هو الذي ":يأخذ أو يتوسط بين
شيئين ولديه القدرة على أخذ موقع ما بين المورد والزبون ,وكذلك القدرة على أخذ المخاطرة ,والعمل على
وقد عرف كل من Donald & Donسنة ( )9001المقاول بأنه ":ذلك الشخص الذي يستطيع تمييز
7
الفرص واغتنامها بينما اآلخرون ال يستطيعون ذلك "
وعرف )9009( Histrichالمقاول (الريادي) بأنه ":ذلك الشخص الذي يتمتع بصفات أخذ المبادرة
وينظم اآلليات والمتطلبات اإلقتصادية واإلجتماعية وكذلك القبول بالفشل والمخاطرة ,ولديه القدرة على
6
ALLALI Brahim, ver une théorie de l’entrepreneuriat, cahier de recherche N07,ISKAE
-9هاشم فوزي العبادي وآخرون ،الريادة اإلستراتيجية ودورها في صياغة إستراتيجية التسويق الريادي في منظمات األعمال ،مجلة القدسية
للعلوم اإلدارية واإلقتصادية ،جامعة الكوفة ،العراق ،العدد الرابع ،9000 ،ص .07
9
طلب الموارد والعاملين والمعدات وباقي األصول ويجعل منها شيئا ذا قيمة ,ويقدم شيئا مبدعا وجديدا,
وكذلك يتمتع بالمهارات والخصائص سواء اإلدارية و اإلجتماعية والتقنية التي تمكنه من ذلك".
التعريف األخير كان ملما لكل العناصر التي تدخل في تعريف المقاول ،وعليه في عبارة مختصرة المقاول
هو " الشخص الذي لديه القدرة وبشكل مستقل على تحويل فكرة جديدة أو إختراع إلى إبتكار يجسد على
لكي يصبح الشخص مقاوال ناجحا ومسير جيد البد أن تتوفر فيه العديد من الخصائص الشخصية والتي
تميزه عن غيره من األفراد ،وال بد أن يمتلك الشجاعة والرغبة في العمل ,وأن يكون لديه اإلندفاع والثقة
والتفاؤل ,وعليه يمكن تلخيص أهم الخصائص المميزة للمقاول فيما يلي:
إن المقاول هو الشخص الذي لديه الشجاعة في أن يبدأ عمال جديدا أو فريدا من نوعه ،ويحمل معه نوعا
من المخاطرة أو المجازفة سواء عند بدء المشروع أو عند تشغيله ،ألن المدير المالك يعمل غالبا بأمواله
الخاصة ،حتى أن هذه المخاطرة قد تمتد للعائلة أيضا ،وتتضخم هذه المخاطرة وتزداد عادة مع زيادة
احتمال فشل المشروع ،وبالتالي كلما زادت درجة الرغبة في النجاح كلما زاد معها الميل واإلستعداد نحو
المخاطرة.
10
الرغبة في النجاح:
المقاولون هم أشخاص يعرفون أهدافهم جيدا ،ويعلمون بكل جهد ومثابرة من أجل تحقيق تلك األهداف،
فهم يمتازون بالتنظيم ،وه يختلفون في درجة الرغبة في النجاح ،ويمتلكون درجات أكبر من األشخاص
العاديين.
فالنجاح في عالم األعمال ليس سهال وليس مستحيال ،فالسهولة والصعوبة أمور نسبية تتعلق بدرجة كبيرة
على إرادتنا ،فكل أعمالنا تواجهها بعض المعوقات والصعوبات ولكن يمكن القفز فوق الحواجز إذا ثابر
الثقة بالنفس:
تعمل الثقة في النفس على تنشيط الجوانب اإلدراكية والتصورية للمقاول وذلك ما يجعله أكثر تفاؤال اتجاه
المتوقع من أعماله الجديدة ،8فكل شخص يملك الثقة بالنفس يشعر أنه يواجه التحديات ،بحيث عن طريق
الثقة بالنفس يستطيع المقاولون وأصحاب المشاريع أن يجعلوا من أعمالهم ناجحة ،إذ أثبتت الدراسات أن
المقاولون يمتلكون الثقة بالنفس والقدرة على ترتيب المشاكل المختلفة وتصنيفها والتعامل معها بطريقة
أفضل من اآلخرين.
اإلندفاع للعمل:
عادة ما يظهر المقاولون مستوى من اإلندفاع نحو العمل أعلى من اآلخرين حتى أن هذا اإلندفاع
والحماس يأخذ شكل العناد والرغبة في العمل الصعب أو الشاق .فمالك المؤسسات الصغيرة يمتلكون
-8كاسر نصر المنصور ،شوقي ناجي جواد ،إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى الياء ،الطبعة األولى ،الحامد ،عمان ،9000 ،ص .02
11
اإلستعداد الطوعي للعمل ساعات طويلة:
إن الشخص المقاول الذي يملك عمال ويرغب في النجاح والتفوق يعمل ساعات طويلة ،فهو أول القادمين
صباحا إلى العمل ،و آخر المغادرين يوميا ,حتى أنه يسهر في الكثير من األحيان.
اإللتزام:
من أجل نجاح الشخص المقاول ال بد عليه من التركيز على أهدافه وعدم تخليه عن التخطيط المستمر
ألنشطته ,بحيث يمكن لكل شخص أن ينجح في عمله بشرط أالّ يتراجع وأن يتعلم من أخطائه وأخطاء
اآلخرين ,فحسب الدراسات في هذا المجال توجد عالقة طردية بين اإللتزام ومستوى النجاح في العمل ,ألن
بقاء ونمو األعمال تتغذى أساسا من القدرة على اإلبتكار والتضحية واإللتزام.
التفاؤل:
يمتلك أصحاب المشاريع الصغيرة خاصية التفاؤل ،فهم غير متشائمين ،إنهم يتفاءلون أكثر من غيرهم،
حيث هناك بعض الحاالت أو المراحل يفشل فيها الشخص ،وهذا أمر ال يمكن تفاديه ولكن يجب أن يتعلم
من ذلك الفشل .فتحويل الفشل إلى نجاح والخسارة إلى فوز يشبه تحويل الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية،
والتفكير السلبي إلى التفكير اإليجابي ،والتفاؤل يمكن أن يساعد على النجاح.
منظم ومنهجي:
المقاول لديه القدرة على ترتيب وتنظيم وقته بشكل جيد ،فهو قادر على رؤية التفاصيل بشكل واقعي ،وهذا
يتطلب قدرات متميزة في مجال التحليل والربط بين المتغيرات قد ال يملكها اآلخرون.
12
المبحث الرابع :المقاوالتية في القانون التجاري الجزائري:
حدد القانون التجاري األعمال التجارية في المواد 4 ،3 ،9وقسمها إلى أعمال تجارية حسب الموضوع،
حسب الشكل ،وبالتبعية ،وتندرج المقاولة تحت أعمال تجارية حسب الموضوع.
عرف المشرع الجزائري المقاوالتية بموجب المادة 942من القانون المدني على أنها" :عقد بمقتضاه أحد
المتعاقدين أن يصنع شيئا أو يؤدي عمال مقابل أجر يتعهد به المتعاقد اآلخر" ،ونصت المادة الثانية من
عنصر التكرار :يشترط القانون لكي تكسب المقاولة الصفة التجارية أن تقوم بعمل تجاري على
سبيل التكرار واإلختراف ،والمعنى منه هو تكرار العمل التجاري بصورة متصلة ومعتادة ،فمقاولة
النقل مثال تقوم بنقل األشخاص متكررة متخذة من ذلك العمل التجاري حرفة معتادة لها.
عنصر التنظيم :ال بد من أن تتوفر على وسائل مادية مثل اآلالت وطاقة بشرية من العمال ،وأن
تعمل المقاولة في إطار منظم وقانوني سعيا وراء الربح ،فمقاول النقل يلجأ إلى إستغالل وسائل
النقل وعلى إستخدام العمال بشكل منظم ،مضاربا على عمل اإلنسان وعمل اآلالت بغية تحقيق
-9عمار عمورة ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر ،9000 ،ص .11
13
من حيث الحجم االقتصادي هناك إختالف في المقاوالت ،إذ نجد مقاولة كبرى التي تشمل عدة
إشخاص ،والمقاولة المتوسطة التي ال يكون فيها أشخاص كثر وحجم المشروع متوسط ،كما هنالك
المقاولة الصغرى التي تشمل شخص واحد والمشروع يكون ذو حجم بسيط.
نص القانون التجاري الجزائري على 11نوع من المقاوالت والمتمثلة فيما يلي:10
مقاوالت صناعية :تصنف مقاولة اإلنتاج ،التحويل واإلصالح من المقاوالت التجارية بنص من
الفقرة 4من المادة 9من القانون التجاري الجزائري ،والمقصود منها تحويل المواد األولية أو
المنتجات إلى سلع صالحة لسد حاجات اإلنسان ،أيضا هي تمتد إلى عملية إصالح السلع
المصنوعة ،فال فرق في ذلك إن كان صاحب المصنع قد إشترى السلعة لصنعها أو أنها سلمت
إليه ليتولى صنعها أو تحويلها أو إصالحها ويردها للعميل ،فهي إذن تتطلب إمتهان األعمال
مقاوالت إستخراجية :إن جميع المعادن الطبيعية من ذهب أو فضة أو بترول أو حديد أو ملح أو
ماء أو إستغالل المناجم وأي منتوجات إخرى كانت على سطح األرض أو في باطنها ،كقلع
األحجار وتهيئتها للبناء ،أو صيد األسماك واقامة مصنع تصبير أو يشبه ذلك تعد صناعة
تم في شكل منتظم أو مستمر أي في شكل مقاولة أعتبر العمل في نظر المشرع
إستخراجية ،فإذا ّ
الجزائري تجاريا.
مقاوال التأمين :نصت الفقرة 10من المادة 9على أنه يعد عمال تجاريا فحسب الموضوع كل
مقاولة للتأمين ،والمقصود من نص المادة أن المشرع لم يفرق بين التأمين التبادلي و التأمين ذا
-10علي بن غانم ،الوجيز في القانون التجاري ،مرقم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،9009 ،ص .12
14
األقساط الثابتة ،إذ أن كالهما يكتب الصفة التجارية ،فالتأمين بأقساط ثابتة هو الذي تقوم به
عادة شركة أموال تجارية تتعهد فيه لمؤمن له في الحدود المتفق عليها بينهما بتعويض الضرر
الناتج من حوادث معينة كالحريق أو السرقة ،أما التأمين التبادلي هو الذي يتفق فيه مجموعة من
األشخاص معرضين ألخطار مشابهة على تعويض الضرر الذي يحل بأحدهم عند وقوع الخطر
من مجموعة اإلشتراكات التي يدفعونها سنويا والتي تشكل فيما بينهم صندوق ضمان كموظفي
مقاولة تأجير المنقوالت والعقارات :إن تأجير المنقوالت والعقارات إذا تم على سبيل التكرار وأخذ
شكل مقاولة تطبق عليه الصفة التجارية ،ألنه يرمي من خالل هذه العمليات إلى المضاربة
وتحقيق الربح ،وأعتبر المشرع كل من يقوم بمثل هذه األنشطة تجا ار ومن ثم ألقي على عاتقهم
مقاولة البناء والحفر وتمهيد األرض :نصت الفقرة 9من المادة 9من القانون التجاري الجزائري
أن كل مقاولة تقوم بأعمال البناء ،الحفر أو تمهيد األرض تعد عمال تجاريا ،فهي تشمل ترميم
المباني ،رصف الطرق ،إقامة الجسور ،إنشاء األنفاق وغيرها ،وعلى هذا األساس يشترط
مقاوالت تداول المنتجات والخدمات :نجد في هذه المقاوالت عدة أنواع منها:
مقاوالت إستغالل المخازن العمومية :وهي المقاوالت التي تستلم البضائع لإليداع بمقابل سند
ألمر يطلق عليه إسم سند الخزن الملحق بوصل إيداع هذه البضائع ،كما يجوز لهذه المخازن
قبول أي بضاعة بشرط أن تكون مشروعة طبقا للفقرة 11من المادة .9
15
مقاوالت إستغالل النقل واإلنتقال :هي المقاوالت التي يقصد بها نقل البضائع والحيوانات،
ويقصد باإلنتقال إنتقال اإلنسان بوسائل النقل المختلفة ،فيوجد النقل البري ،النهري ،الجوي،
البحري ويكون داخليا أو خارجيا ،وعليه يعد النقل عمال تجاريا بغض النظر عن الشخص
الذي يقوم به سواءا كان فردا أو شركة تابعة للقطاع العام أو الخاص.
مقاوالت المالهي العمومية :واعتبرتها الفقرة 2من تفس المادة السابقة على أنها من المقاوالت
التجارية ،ويقصد بها المقاوالت الخاصة بتسلية الجمهور مقابل أجر كسنما ،الغناء ،المسرح ،وال
تكتسب صفة التجارة إالّ إذا تمسكت بمباشرة عملها على شكل مقاولة مع تحقيق الربح وأن
مقاوالت اإلنتاج الفكري (النشر) :وهي المقاوالت التي تختص بها دار النشر ويتمثل عملها في
شراء حق التأليف من مؤلف قصد بيعه وتحقيق ربح ،وما المقاول إالّ وسيط بين المؤلف
مقاوالت بيع السلع الجديدة بالمزاد العلني بالجملة أو األشياء المستعملة بالتجزئة :نصت المادة 9
من الفقرة 19على أنه يعتبر عمال تجاريا بحسب موضوع كل مقاولة لبيع السلع الجديدة بالمزاد
العلني ،ويقصد بمقاولة بيع لألمكنة والمحالت المعدة لبيع المنقوالت أو البضائع المملوكة للغير
بطريقة المناداة العلنية والتي تعمل على بيع األموال المنقولة بجملة إذا كانت جديدة ،أو بالتجزئة
إذا مانت مستعملة لمن يقدم أعلى ثمن ،ويتلقى الوسيط أجر يكون في العادة نسبة مئوية من ثمن
البيع على أن يكون البيع إراديا ،فال يعتبر البيع بالمزاد العلني لألموال المحجوزة عليها بناء على
16
طلب أحد الدائنين أن بيع دائرة الجمارك لألموال المتروكة أو المصادرة إال ما صدر على وجه
من خالل التطرق ألحكام المادة 9من القانون التجاري يتضح أن األعمال التجارية بحسب موضوعها
تحتوي على نوعين من األعمال ،أعمال تجارية منفردة والتي يعتبرها المشرع الجزائري تجارية بغض النظر
على صفة القائم بها ،بحيث تعد تجارية حتى ولو باشرها الشخص مرة واحدة ،وأعمال تجارية على شكل
المقاولة أو منشآت تجارية فهذه تعرض خدماتها بصفة مستمرة للجمهور ،ولذلك تستلزم تنظيما معينا
لقد إزداد اهتمام الباحثين بدراسة روح المقاوالتية نظ ار ألهميتها الكبيرة في تدعيم وتشجيع النشاط
المقاوالتي ،وألن المصطلح ما زال محل البحث لم يتم التوصل إلى إتفاق حول إيجاد تعريف موحد وشامل
له ،فروح المقاوالتية هو مفهوم ال يختلف عن ما هية الثقافة المقاوالتية ،حيث عرفها البعض على أنها
مجمل المهارات والمعلومات المكتسبة من فرد أو مجموعة من األفراد ومحاولة إستغاللها ،وذلك بتطبيقها
على شكل إستثمار في رؤوس األموال بإيجاد أفكار مبتكرة جديدة في مجمل القطاعات الموجودة ،إضافة
إلى وجود هيكل تسييري تنظيمي ،وهي تتضمن التصرفات ،التحفيز ،ودود أفعال المقاولين ،باإلضافة إلى
التخطيط واتخاذ الق اررات التنظيمية والمراقبة ،هذه الثقافة أو الروح المقاوالتية تترسخ في أربعة أماكن وهي:
العائلة ،المدرسة ،المؤسسة والمحيط .أما حسب Jarniou-Legerال يجب الخلط بين روح المقاوالتية
وروح المؤسسة فلكل منهما مفهومه الخاص به ،فروح المؤسسة يتمثل في مجموع المواقف اإليجابية إتجاه
المؤسسة والمقاول ،أما روح المقاوالتية تنتقد التصور الذي يعتبرها عملية التعرف على الفرص وجمع
-13نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الخامسة ،الجزائر ،سنة ،9007ص .99
17
الموارد الكافية ذات الطبيعة المختلفة من أجل تحويلها إلى مؤسسات ،بل يجب أن ينظر إلى هذه العملية
كنتيجة ممكنة التحقق لروح المقاوالتية ،بحيث ترتبط روح المقاوالتية بالدرجة األولى بأخذ المبادرة والعمل
أو اإلنتقال للتطبيق ،فاألفراد الذين يتمتعون بروح المقاوالتية يمتلكون العزيمة على تجريب أشياء جديدة،
أو على انجاز األعمال بطريقة مختلفة وذلك بسب بسيط يكمن في إمكانية التغيير ،وليس بالضرورة أن
يكون هؤالء األفراد الرغبة في إنشاء مؤسستهم الخاصة ،وال حتى الدخول في مسار مقاوالتي ،فهو يهدفون
بالدرجة األولى إلى تطوير مهاراتهم واختبار وتجريب أفكارهم والتعامل بكثير من اإلنفتاح والمرونة.
وحسب مجموعة من المختصين في اإلتحاد األوربي المكلفين بتدريس المقاوالتية ،ال يجب حصر روح
المقاوالتية فقط في عملية إنشاء المؤسسات ،بل يجب النظر إليها كموقف عام يمكن إستعماله بفائدة من
طرف كل فرد في حياته اليومية وفي كل األنشطة المهنية ،ولذلك ال يجب حصر روح المقاوالتية في
مجموعة الوسائل والتقنيات التي تسمح باإلنطالق في نشاط تجاري بل تتعلق قبل كل شيء بالمبادرة
والعمل.
وعليه فروح (ثقافة) المقاوالتية هي عبارة واسعة الدالالت والمعاني تتعدى في مفهومها عملية إنشاء
المؤسسات الفردية ،لتشمل تطوير الكفاءات الفردية في تقبل إمكانية التغيير بروح منفتحة تسمح لألفراد
تطوير أنفسهم ،واكتساب مهارات جديدة ،وتجريب األفكار الجديدة وبالتالي كسر حاجز الخوف من
18
الفصل الثاني :اآلثار اإلقتصادية واإلجتماعية للمقاولة:
وهيكلة اإلنتاج في الدول خاصة النامية منها وكذلك المساهمة في تحقيق التوازنات المرتبطة باإلقتصاد
يظهر هذا األثر جليا من خالل نمو وزيادة المخرجات التي تسمح بتشكيل الثروة لألفراد عن طريق زيادة
عدد المشاركين في مكاسب التنمية مما يعمل على تحقيق العدالة في توزيع المكاسب التنموية.
في حالة تأمين رأسمال جديد (له عالقة بمشروع جديد) سيكون له أثر في توسيع ونمو العرض بالمقابل
اإلستفادة من المخرجات والطاقات الجديدة في المشروع ،وسيؤدي هذا إلى النمو في الطلب وبالتالي
)1تنشيط وتنمية المناطق المستهدفة :تعمل المقاوالتية على تنمية وتنشيط بعض المناطق من خالل
تشجيع الدولة لبعض المشاريع المقاولة مثل األعمال التكنولوجية ،من خالل تقديم مجموعة من الحوافز
19
)4تنمية الصادرات والمحافظة على تنمية المنافسة :من خالل المقاولة يمكن للمؤسسات المساهمة في
تنمية الصاد ار ت سواءا من خالل اإلنتاج المباشر أو غير المباشر ،وكذلك تغذية المؤسسات الكبيرة
بالمواد الوسيطية التي تحتاج إليها بدال من إسترادها ,وكذلك إنتاج جزء من إنتاجها مما يعمل على
تخفيض تكاليف اإلنتاج في المؤسسات الكبيرة واعطائها القدرة على اإلستمرار في المنافسة المحلية
14
والعالمية.
تعتبر المؤسسات الصغيرة المقاولة الركيزة األساسية في تطوير اإلقتصاد بعد المؤسسات العمالقة الكبيرة،
سواء من ناحية التطور أو األفكار التي تقدمها ،بحيث مؤسسات اليوم الصغيرة هي مؤسسات الغد الكبيرة،
فمن خالل خاصية المقاولة تستطيع أن تخلق هذه المؤسسات ديناميكية على مستوى اإلقتصاد وتساهم
تعمل المقاوالتية على تحقيق تنمية وتوازن إقليمي في ربوع المجتمع ،من خالل إنتشارها جغرافيا وعلى
نطاق واسع ،مستغلة في ذلك الموارد واإلمكانيات المحلية المتاحة مما يجعلها تساهم في تحقيق العدالة
االجتماعية ،وازالة الفوارق اإلقليمية الناتجة عن تركيز األنشطة اإلقتصادية في إقليم معين.
- Aziz bouslikhane, Enseignement de L’entrepreneuriat : Pour un regard paradigmatique autour de
14
processus entrepreneuriat ,Thèse de doctorat non publié en sciences de gestion, Université de Nancy 2, p 59.
20
)9إمتصاص البطالة وخلق فرص عمل جديدة:
يلعب المقاولون في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دو ار هاما في اإلقتصاد الحديث ،وهذا راجع للمرونة
والقدرة على اإلبداع التي تتمتع بها هذه المؤسسات ،بحيث تساهم بشكل فعال في توفير فرص عمل،
وامتصاص البطالة حيث أن تكلفة فرص العمل فيها تقل عن متوسط تكلفة العمل في المؤسسات الكبيرة،
األمر الذي يعكس الدور اإليجابي لها ويعزز قدرتها على توظيف األيدي العاملة وبموارد مالية محدودة
نسبيا .فمنذ منتصف الثمانينات ظهرت أهمية المقاولة المصغرة كوسيلة لمحاربة الفقر ،وادماج الفئات
المقصاة إجتماعيا واقتصاديا ،فهي الطريقة الوحيدة الدائمة للخروج من الفقر ،وتحسين الرفاهية ومستوى
تلعب المقاولة واألعمال الصغيرة دو ار كبي ار في اإلهتمام بالمرأة العاملة من خالل دورها الفعال في إدخال
العديد من األشغال التي تتناسب مع عمل المرأة كالعمل على الحاسوب ،الخياطة واأللبسة...إلخ .كما
تساعد المقاوالتية على تشجيع المرأة على البدئ في أعمال ريادية تقودها بنفسها ،لتساهم بذلك بفعالية في
)4الحد من الهجرة من الريف نحو المدينة :يعد وجود المقاولين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
اإلقتصاد الوطني إحدى الدعائم األساسية في تثبيت السكان ،وعدم الهجرة من األرياف إلى المدن ،والتي
تتركز فيها عادة المؤسسات الكبرى ،لذا وجود برامج تنموية ذات طابع المقاولة تساعد المؤسسات في
التخفيف من الفقر والبطالة ،وتعمل على بناء طبقة متوسطة في األرياف بدال من الهجرة إلى المدن.
-00جمال الدين محمد مرسي وآخرون ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية :منهج تطبيقي ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،9009 ،
ص. 79
21
الفصل الثالث :المقاوالتية والمؤسسة:
لقد شغلت المؤسسة اإلقتصادية حي از معتب ار في كتابات وأعمال اإلقتصاديين بمختلف إتجاهاتهم
فبالرغم من التوجهات العالمية الحالية نحو العولمة والتكتالت الكبرى ،إالّ ان اإلهتمام وجه خاصة
للمؤسسات واألعمال الصغيرة والمتوسطة ،باعتبارها مصدر للثروة وتراكمها ،ونظ ار لمجموعة الخصائص
إن إعطاء تعريف موحد وواضح للمؤسسة االقتصادية يعتبر أمر بالغ الصعوبة ،فقد تعددت وتباينت أراء
االقتصاديين حول مفهوم المؤسسة االقتصادية ،بسبب وجود جملة من األسباب التي أدت إلى عدم
-التطور المستمر الذي شهدته المؤسسة االقتصادية في طرق تنظيمها ،وفي أشكالها القانونية منذ
-تشعب واتساع نشاط المؤسسة االقتصادية ،سواء الخدماتية منها أو الصناعية ،وقد ظهرت عدة
مؤسسات تقوم بعدة أنواع من النشاطات في نفس الوقت ،وفي أمكنة مختلفة مثل المؤسسات
-اختالف االتجاهات االقتصادية واإليديولوجية ،حيث أدى ذلك إلى اختالف نظرة االقتصاديين في
النظام االشتراكي إلى المؤسسة عن نظرة الرأسماليين ،وعليه إعطاء تعاريف مختلفة للمؤسسة.
-16ناصر دادي عدون ،إقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،الطبعة الثانية ،0222 ،ص .2
22
ومن هنا جاءت تعاريف شاملة تشمل مختلف أنواع المؤسسات ،سواء من ناحية األنظمة االقتصادية أو
تعرف المؤسسة على أنها" اندماج عدة عوامل بهدف إنتاج أو تبادل سلع وخدمات مع أعوان اقتصاديين
أخريين ،وهذا في إطار قانوني ومالي اجتماعي معين ،ضمن شروط تختلف تبعا لمكان وجود المؤسسة
وحجم ونوع النشاط الذي تقوم به ،ويتم هذا االندماج لعوامل اإلنتاج بواسطة تدفقات نقدية حقيقية وأخرى
معنوية وكل منها يرتبط ارتباطا وثيقا باألفراد ،وتتمثل األولى في الوسائل والمواد المستعملة في نشاط
". 17
المؤسسة ،أما الثانية فتتمثل في الطرق والكيفيات والمعلومات المستعملة في تسيير ومراقبة األولى
وتعرف كذلك على أنها " شكل اقتصادي وتقني وقانوني واجتماعي لتنظيم العمل المشترك للعاملين فيها
وتشغيل أدوات اإلنتاج وفق أسلوب محدد لقيم العمل االجتماعي بهدف إنتاج سلع أو وسائل اإلنتاج أو
كما تعرف بشكل عام بأنها ":وحدة إقتصادية تضم أكثر من شخص تستخدم عوامل إنتاج من أجل اإلنتاج
أو تبادل السلع أو خدمات مع أعوان إقتصاديين آخرين بهدف إشباع حاجات ورغبات المستهلكين التي قد
موحد للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة وهذا راجع لعدم وجود إتفاق بين الدول المتقدمة
ال يوجد تعريف ّ
والدول النامية على تعريف موحد لهذا النوع من المؤسسات بسبب إختالف اإلمكانيات والقدرات
اإلقتصادية واإلجتماعية ومراحل النمو إذ توجد مجموعة من المعايير التي قد تساعد في الوصول إلى
23
مفهوم مشترك نسبيا للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة ,هذه المعايير صنفين كمية ونوعية ,فالمعايير الكمية
السمات الكمية التي تبرز الفروقات بين األحجام تهتم بتصنيف المؤسسات إعتمادا على مجموعة
المختلفة للمؤسسات مثل معيار عدد العمال ,رأس المال ,حجم اإلنتاج ,القيمة المضافة ومجموع الميزانية
السنوية ,في حين تهتم المعايير النوعية بتصنيف المؤسسات بصورة موضوعية باإلعتماد على عناصر
قامت إدارة المشروعات الصغيرة بتقديم تعريف للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة باإلعتماد على معايير كمية
أهمها عدد العمال ،ويتم تغيير هذه المعايير حسب القطاع الذي تنتمي إليه المؤسسة بحيث تعرف على
أنها ":المؤسسة التي يعمل بها 990عامل ويمكن أن يصل العدد إلى 1900عامل وال تزيد قيمة
التعريف البريطاني:
عرف قانون الشركات البريطاني الذي صدر عام 1299المشروع الصغير أو المتوسط بأنه كل مشروع
-19فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد ،الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودوها في التنمية ،مؤسسة شباب الجامعة ،9007 ،ص .97
24
ونظ ار لتعدد مجاالت المؤسسة الصغيرة والمتوسطة ،ظهرت هناك مجموعة من اإلختالفات والفروقات التي
قام اإلتحاد األوربي بإعطاء تعريف كمي للمؤسسة الصغيرة والمتوسطة باإلعتماد على معياري عدد
العمال واإليراد السنوي أو إجمالي األصول ،إضافة إلى معيار اإلستقاللية ،بحيث تعرف المؤسسة
الصغيرة علة أنها المؤسسة التي تضم أقل من 90عامال ،ويكون رقم أعمالها أقل من 7مليون وحدة
نقدية أوربية ،أو إجمالي أصولها أقل من 9مليون وحدة نقدية أوربية ،أما المؤسسة المتوسطة فهي
المؤسسة التي يتراوح عدد العمال فيها ما بين 90و 990عامل ،ويكون رقم أعمالها أقل من 40مليون
وحدة أوربية ،أو مجموع أصولها أقل من 97مليون وحدة نقدية أوربية ،أما المؤسسة المصغرة فهي تلك
التي تضم أقل من 10عمال ،باإلضافة إلى المعايير السابقة يضاف معيار اإلستقاللية ،وهو أن تكون
المؤسسة غير مملوكة ،وال يوجد بها حقوق تصويت بنسبة %99أو أكثر من طرف مؤسسة أخرى ،غير
تعريف الجزائر:
إن االستراتيجية التي اتبعتها الجزائر في مسيرتها التنموية عملت على تهميش المؤسسة الصغيرة
والمتوسطة ،مما أدى إلى غياب تعريف دقيق لهذه المؤسسات لفترة طويلة ،باستثناء بعض المحاوالت
الفردية ،فلقد ظهرت أول محاولة لتعريف المؤسسة الصغيرة والمتوسطة في الجزائر من خالل المخطط
الرباعي ( )1277-1274والذي يعرفها كما يلي ":تسمى مؤسسة صغيرة ومتوسطة كل وحدة إنتاجية
-20نبيل جواد ،إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،Gestion des PMEمجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ،لبنان،
،9007ص .99
-21طيب لحيح ،دور المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في تنمية أقطار المغرب العربي (الجزائر ،تونس ،المغرب) ،الملتقى الدولي
حول :متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية ،يومي 02-07أفريل ،9001جامعة الشلف.
25
مستقلة قانونيا ،وتشغل أقل من 900عامل ،وتحقق رقم أعمال سنوي أقل من 19مليون دينار جزائري،
نفس البيان يحدد أن كلمة مؤسسة تؤخذ بالمفهوم الواسع ،بحيث يجب أن تتوفر على أن طبيعة اإلنتاج ال
يجب أن تكون حرفية ،هذا يعني أن المؤسسة الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تكون نظام أكثر تعددا ،أي
يمكن أن تكون مؤسسة تابعة للجماعات المحلية ،فروع لمؤسسات وطنية ،شركات مختلطة ،مؤسسات
أما التعريف الحالي المعتمد في الجزائر الخاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو التعريف الذي حدده
اإلتحاد األوربي سنة ،1226والذي كان موضوع توصية لكل البلدان األعضاء ،وقد صادقت الجزائر
على تعريف المؤ.س.م في جوان ،9000وهو ميثاق يكرس التعريف األوربي للمؤسسة الصغيرة
والمتوسطة ،22ويرتكز على ثالثة مقاييس وهي :المستخدمون ورقم األعمال ،الحصيلة السنوية واستقاللية
المؤسسة.
وفي 19ديسمبر 9001تم إصدار القانون 19يتضمن القانون التوجيهي لترقية المؤسسة الصغيرة
تم تعريفها مهما كان وضعها القانوني بأنه ":كل مؤسسة إنتاج سلع و/أو خدمات تشغل
والمتوسطة ،حيث ّ
من 1إلى 990شخص وال يتجاوز رقم أعمالها ملياري(9مليار) دينار جزائري ،أو ال يتعدى مجموع
-تعرف المؤسسة المتوسطة :بأنها مؤسسة تشغل من 90إلى 990شخص ويتراوح رقم أعمالها بين
900مليون ،ومليار دينار جزائري أو التي تتراوح حصيلتها اإلجمالية بين 100و 900مليون دج.
-22التعريف الذي قدم مسبقا في تعريف اإلتحاد األوربي للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
-23المؤسسة المستقلة هي مؤسسة ال تكون نسبة %99وأكثر من رأسمالها أو حقوق االنتخاب في حوزة مؤسسة أخرى أو مشتركة بين عدة
مؤسسات أخرى ال تتطابق في حد ذاتها مع التعريف الخاص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة
26
-تعرف المؤسسة الصغيرة :بأنها مؤسسة تشغل من 10إلى 42شخص وال يتعدى رقم أعمالها السنوي
تعرف المؤسسة المصغرة :بأنها مؤسسة تشغل من 1إلى 2أشخاص وال يتعدى رقم أعمالها السنوي 90
أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة موضوع اهتمام الكثير من الدول خاصة رجال األعمال والمال،
-0ضآلة رأس مالها :مما هو مالحظ هو أن هذه المؤسسات ال تتطلب رؤوس أموال كبيرة كما هو
الحال بالنسبة للمؤسسات الكبرى ،فقلة رأس مالها يسهل عملية تأسيسها وادارتها ،24كما تعطي الفرصة
ألي شخص قادر على إدارة مؤسسة تأسيس هذا النوع من المؤسسات دون أن يتطلب األمر االستدانة أو
االقتراض من الغير.
-9صغر حجمها :فالحجم الصغير لهذا النوع من المؤسسات يعطيها ميزة التكيف السريع والتأقلم مع
األوضاع االقتصادية المحلية والوطنية ،وقدرة االستجابة لمتطلبات محيطها ،إلى جانب سهولة انتقال
المعلومات بين وحداتها ،كذلك صغر حجمها يسمح لها باختيار موقعها بسهولة أكبر من الصناعات
-1بساطة الهيكل التنظيمي :مما يسهل عملية اتخاذ الق اررات السريعة والسهلة من طرف صاحب
المشروع فيما يخص اإلنتاج أو التسويق والعمليات المالية ،إلى جانب هذا يستطيع صاحب العمل حل
-24محمد نبيل جامع ،اجتماعيات التنمية االقتصادية لمواجهة العولمة وتعزيز األمن القومي ،دار غريب للطباعة والنشر ،القاهرة،9000 ،
ص.990
27
المشاكل التي تظهر في حينها وبكل سهولة وهذا لعدم تعقد هيكلها التنظيمي ،كما أن درجة المخاطرة فيها
25
ليست كبيرة.
-4سهولة اندماجها في النسيج الوطني :حيث تعدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يؤدي إلى تعدد
األنشطة االقتصادية ،وهذا يعمل على خلق فضاء صناعي وحرفي متطور ومتكامل.
-0قلة تكاليفها :هذا النوع من المؤسسات ال يتطلب في إنشائها أو نشاطها تكاليف باهظة خاصة فيما
يخص المواد األولية أو أجور العمال ،فغالبا ما تستغل هذه المؤسسات الموارد المحلية .26واأليدي العاملة
غير المؤهلة من نساء وشباب من المنطقة ،وهذا أمر ال يتطلب تكاليف نقل أو شحن وال تكاليف باهظة
لتدريب عمالها.
األفكار الحالية واألنشطة الجديدة وهي تتعلق بتقديم منتجات وخدمات جديدة بعد تطوير
المنتجات القديمة.
األفكار واألنشطة الحالية والتي يتم فيها تقديم منتجات وخدمات مع القليل من اإلبتكار واإلبداع
وعليه فالمؤسسة المقاولة هي التي ترتكز على إحدى المحاور السابقة بحيث قدمت لها العديد من
:25د.محمد هيكل ،مهارات إدارة المؤسسات الصغيرة ،مجموعة النيل العربية ،طبعة ،9007ص.90
:26د.محمد محروس إسماعيل ،اقتصاديات الصناعة والتصنيع ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة ،اإلسكندرية ،0227 ،ص.900
28
عرفها Lumpkin Gregoryبأنها " :تلك المؤسسات التي تبني شيئا من ال شيء ،وكذلك التي
تقوم باغتنام الفرص بناء على الموارد والمصادر وضمن رؤية محددة مع األخذ باالعتبار تقدير
المخاطر"
Histrich Robertو Michael Peterعلى أنها ":تلك المنظمة التي تكون قادرة على عرفها
إيجاد شيء جديد ذي قيمة في الوقت المناسب ،مع األخذ باإلعتبار الموارد المالية ،المعنوية ،
المقاولة مرتبطة بإيجاد أشياء جديدة ذات قيمة ( إبتكار أعمال جديدة أو إجراءات إدارية جديدة، -1
المقاولة مرتبطة بتوفير الحوافز للعاملين واإلستقاللية من أجل زيادة القناعات لديهم. -3
أما Davidsonفلقد عرف المؤسسة المقاولة على أنها ":تلك التي تعمل على إيجاد مخاطرة جديدة
أما Robert Meierعرفها فقال ":هي التي تنتج عن اإلبتكار سواء أكان لمنتجات جديدة أم طرق
إنتاج جديدة أم أسواق جديدة أم نماذج جديدة من المنظمات ،وأن اإلبتكار يأتي من الحاجات الجديدة
للزبائن ,والذي ينتج عن قيمة مضافة للزبائن تساعد في تحقيق و إشباع حاجاتهم".
29
إن التعريف األخير كان تعريفا شامال بحيث يمكن استنتاج أن المؤسسة المقاولة هي كل مؤسسة تقدم
شيء جديد وتغتنم الفرص وتبحث عن المخاطرة باالعتماد على مجموعة من المصادر والموارد المتوفرة
لديها.
الهدف من هذا المحور هو عرض مختلف الحاالت واألشكال الرئيسية للمقاوالتية ،بحيث الشكل
األكثر انتشا ار هو خلق مؤسسة ) ،(La création d’entrepriseولكن في السنوات األخيرة إتّسع
مفهوم هذه األشكال ليظهر شكل آخر لها وهي المقاوالتية اإلجتماعية )،(L’entrepreneuriat social
وعليه سنحاول دراسة مختلف أشكال المقاوالتية والتي تتمثل في ثالث أشكال (أنواع):
إن خلق مؤسسة هو ظاهرة معقدة ولكن سهلة بالنظر إلى الوسائل المتوفرة ،بحيث هناك مجموعة من
المراحل التي يجب إتباعها حتى ننجز مشروعا صغي ار يمتاز بخاصية المقاولة وتتمثل فيما يلي:
أي الغاية التي يسعى إليها من أجل إنشاء هذا المشروع ،وهل تم إختيار الفكرة المناسبة للمشروع ،ومدى
اإلستعداد والرغبة لتنفيذ هذه الفكرة ،وكذلك هل لديه القدرة الشخصية إلدارة المشروع (أي الخبرة الفنية،
المعلومات ،المعرفة السابقة التدريب السابق ،المهارات اإلدارية والسلوكية في التعامل مع اآلخرين)
30
المرحلة الثانية :دراسة جدوى مبدئية لفكرة المشروع.
ويتم هذا من خالل دراسة حاجات السوق والمشروعات المشابهة ومراحل عملية أنشطة المشروع ،وهل
ويتم ذلك من خالل معرفة القدرات المالية لصاحب المشروع للقيام بمشروعه أو اإلستعانة بمصادر تمويلية
-9دراسة تسويقية :هل المشروع يلبي حجم معين من الطلب على المنتوج.
-3دراسة فنية :هل المشروع قادر على سد الفجوة على الطلب في السوق ،وماهي الخدمات
-4دراسة مالية :هل الميزانية المالية للمشروع قادرة على تغطية النفقات والتكاليف.
-9دراسة إجتماعية :هل سيحقق المشروع عائدا إجتماعيا يعود بالنفع على المجتمع المحلي
31
-9إعداد الموقع وتجهيزه بالمواصفات المطلوبة.
وهي المرحلة التي تتعلق بالكيفية التي يتم بها إنشاء المشروع وتجهيزه وكذلك تنفيذه بالشكل المناسب للقيام
-3التسويق والبيع.
32
المبحث الثاني :تسليم أو إستئناف مؤسسة أو نشاط Transmission ou reprise
-0تعريفها:
يمكن تعريف تسليم ( نقل) أو إستئناف مؤسسة بإعادة تنشيط مؤسسة ,وهي العملية التي يقوم من خاللها
شخص طبيعي أو معنوي باستالم ملكية مؤسسة أو نشاط قائم سابقا ( (Une activité existante
ويشغل مجموعة األنشطة اإلدارية ،27كما يمكن إعتبار اإلستئناف كعملية نقل للملكية تظهر من خاللها
العالقة بين البائع ( المسير األول) والمشتري (المالك أو المسير الجديد) من أجل إستمرار المؤسسة,
بحيث نميز بين الكثير من حاالت اإلستئناف والنقل والتي يمكن أن تكون في إطار مؤسسة عائلية ,أو
في حالة أجير سابق في مؤسسة ,أو أحد أفراد العائلة ,أو يمكن أن يكون شخص خارجي ليس له عالقة
بما سبق.
مؤسسة هو عملية تحويل الملكية واإلدارة لشخص آخر يدعى المستأِْنف ) (Le repreneurالذي يعتبر
كمسير أو مالك جديد ،بحيث المؤسسة المستهدفة ) (L’entreprise cibléيمكن أن تكون إما في
27
Alain Fayolle, ENTREPRENEURIAT : Apprendre à entreprendre, 2e édition,Dunod, Paris, 2012,p.169.
28
Alain Fayolle, op cit, p.170
33
تمتاز عملية اإلستئناف أو إعادة تنشيط مؤسسة ببعض الخصائص والتي هي في األصل نقاط إيجابية
)1محدودية الخطر اإلستراتيجي :وهذا يرجع إلى أن المؤسسة قامت مسبقا بدراسة السوق ,كما أن
)9معدل حياة المؤسسة التي أعيد تنشيطها أعلى من معدل حياة مؤسسة يتم خلقها ( يعادل الفارق
بالتقريب 30نقطة) بعد 9سنوات .بحيث بمجرد أن المؤسسة كانت موجودة وأن لها تاريخ هذا
يسمح للمستأِْنف (المالك الجديد) بالتموقع جيدا في السوق وفي مختلف األنشطة.
إن عملية تنشيط مؤسسة هي كذلك عملية تحمل معها مجموعة من المخاطر خاصة تلك المتعلقة
بالهشاشة (ضعف) المالية ,وبالمفاجئات غير المتوقعة التي ال يجب التغاضي عنها ويجب أخذها
بعين اإلعتبار.
أن عملية إستئناف نشاط مؤسسة بوضعية جيدة من طرف شخص طبيعي أو معنوي يجب أن يخضع
لمسار محدد ،و اإلرتكاز على مجموعة من األنشطة الرئيسية التي تهدف إلى تجنب المخاطر ،بحيث
29
Alain Fayolle, op cit, pp. 170-171
34
)1عملية إتخاذ القرار ):(Le processus de décision
إن قرار أخذ أو إستئناف نشاط مؤسسة من طرف شخص طبيعي أو معنوي هو قرار تطوعي وجريء في
نظر هذا الشخص ،حيث في الكثير من الحاالت يتخّلى على منصبه المتخصص فيه ويبحث عن
المجازفة والمخاطرة في اإلستئناف ،ويحاول اإلجابة عن كل األسئلة التي يمكن طرحها خاصة تلك
تعريف مشروع اإلستئناف أي تحديد مجال النشاط مثال :أي قطاع نشاط؟ ما هو حجم المؤسسة
(عدد العمال ،رقم األعمال)؟ أي إقليم جغرافي؟ بأي سعر؟ أي إست ارتيجية بحث نتبع؟ ما هي
التفاوض والتعاقد.
35
المبحث الثالث :المقاوالتية اإلجتماعية:
-1تعريفها:
ال يوجد إتفاق في تعريف هذا المفهوم إذ تتواجد العديد من المصطلحات ذات الصلة مثل :المؤسسة
كان أول ظهور لهذا المصطلح في سنوات التسعينات بالواليات المتحدة األمريكية وأوربا لينتشر فيما بعد
في أرجاء العالم ،فالمقاولة اإلجتماعية هي مشاريع أو مؤسسات عامة موجهة بشكل أكبر إلى المجتمع،
أي تحاول سد حاجات معينة لمجتمع أو بيئة ،أي هدفها يكون بناء أو تقديم خدمة للمجتمع و إيجاد حلول
بالنفع على سائر المجتمع على عكس المؤسسات المقاولة التي يكون هدفها تجاري أكثر.30
تعود ّ
فالمقاوالتية اإلجتماعية هي أن تكون المؤسسة المبادرة غير هادفة للربح ) (Non lucrativeولكنها
تحقق عائد ماليا أو هامش ربح معقول يتم إعادة ضخه داخل المؤسسة لتطوير مشاريعها أي من أجل
فالفرق بين المؤسسة المقاولة الربحية والمؤسسة المقاولة اإلجتماعية هو أن األولى تستثمر وتتنقل جغرافيا
حسب تواجد الربح ما يعني أن المؤسسة أو الشركة إذا فقدت سوقها في بلد ما فهي ال تمانع من أن
تستثمر أو تبيع في بلد آخر ،عكس المقاوالتية اإلجتماعية التي تهدف إلى حل مشكلة ما في منطقة
جغرافية أو مجتمع معين ،ولكن اإلثنين يعملون بنفس المفهوم وهو إستخدام األساليب المبتكرة واإلبداعية
في حل مشكلة ما .نجد في هذا اإلطار عدة أنواع للمشاريع المقاوالتية اإلجتماعية ذات الصلة منها:
30
Alain Fayolle, op cit, pp.126-127.
36
-مشاريع مركزية :في هذه الحالة يكون النشاط مسير من طرف جماعة ( أعضاء) أي تعاونية مثل
-مشاريع نحو الكل (vers tous) :في هذه الحالة يكون النشاط ال يتعلق بمجتمع محدد أو معين بل
المقاولون اإلجتماعيون هم الذين يسعون إلى األفكار اإلبتكارية مع القدرة على حل مشاكل المجتمع،
هؤالء األسخاص على إستعداد لتحمل المخاطر وبذل الجهد لخلق تغيرات إيجابية في المجتمع من خالل
مبادراتهم ،فالمقاولين اإلجتماعيين هم عوامل التغيير في المجتمع ،ومبدعي اإلبتكارات التي تحول العالم
لألفضل( مثال عن ذلك مؤسسات البرامج التعليمية) ،فهدفهم الرئيسي ليس الربح ولكن الهدف هو تنفيذ
طموح :يعالج القضايا اإلجتماعية الرئيسية بكل طموح مثال مكافحة الفقر.
محكوم بالهمة :المقاول اإلجتماعي الناجح هو الذي يحقق قيمة إجتماعية وليس ثروة ،في حين خلق
الثروة يكون جزء من هذه العملية لكن ليس الغاية في حد ذاته ،فتعزيز التغيير اإلجتماعي هو الهدف
الحقيقي.
إستراتيجي :يعمل المقاول اإلجتماعي على خلق فرص تحسين األنظمة وخلق الحلول وابتكار أساليب
جديدة لخلق قيمة إجتماعية فهو يركز بشدة وباجتهاد على الحصول على رؤية إجتماعية.
37
واسع الحيلة :يجب أن يكون المقاول اإلجتماعي ماه ار في إدارة الموارد البشرية والمالية والسياسية.
هدفه إحراز النتائج :يعمل المقاول اإلجتماعي على تحقيق عوائد قابلة للقياس إلحداث التغيير
اإلجتماعي.
إن طريقة خلق مشروع ذو طابع مقاوالتية إجتماعية يشبه طريقة خلق مشروع مقاوالتي ربحي إالّ أنه
يختلف عنه من الناحية القانونية وطريقة التمويل ،ومن أهم هذه المراحل نجد:
فالمقاول اإلجتماعي مهمته هو إرضاء رغبة إجتماعية وليس تعظيم األرباح ،فهدفه ينطلق من فكرة
رئيسية تتمثل في تحديد مهمة إجتماعية ومن أجل ذلك يجب تحديد القيمة اإلجتماعية الجديدة التي يمكنه
خلقها.
-9تحقيق المشروع :وتتعلق بضمان المردودية اإلقتصادية للمشروع ،إختيار الصفقة القانونية للمشروع.
-1تمويل المشروع :تتمثل في البحث عن سبل تمويل المشروع :قروض ،ضمانات ،رأس المال
-4مرافقة المقاولين اإلجتماعيين :وتتمثل في وسائل الدعم المرافقة التي تسهر على متابعة المشروع
وانجاحه.
38
الفصل الخامس :إستراتيجية المقاوالتية
تعد إستراتيجيات المقاوالتية من أهم األستراتيجيات التي تدفع بالمؤسسات نحو تحقيق رغبات وحاجات
الزبائن ،وكذلك الوصول إلى مؤسسات متميزة ،ولتوضيح هذا سنتطرق إلى مفهوم اإلستراتيجية بشكل
عام.
-0تعريف اإلستراتيجية:
تعد اإلستراتيجية من المواضيع الهامة التي كانت موضع اهتمام قادة األعمال التجارية والباحثين في مجال
األعمال التجارية لعدة سنوات ،وعلى الرغم من ذلك ليس هناك إجابة واضحة عن ماهية اإلستراتيجية،
ويعود السبب إلى أن األشخاص ينظرون إليها بطرق مختلفة ،حيث يعتقد البعض أنه يجب عليه تحليل
الحاضر بشكل دقيق والتنبؤ بالتغيرات التي ستط أر على السوق أو على مجال العمل الذي تنشط فيه،
والتخطيط بناء على ذلك على الطريقة التي من الممكن أن تحقق النجاح في المستقبل ،في حين يعتقد
آخرون أنه من الصعب التنبؤ بالمستقبل ،وبالتالي يفضلون أن تتطور إستراتيجياتهم بشكل طبيعي.
وحتى نفهم المعنى الحقيقي لالستراتيجية يجب الرجوع إلى أصولها ،فكلمة االستراتيجية تعود جذورها إلى
المجال العسكري ،حيث يعرفها قاموس Webster’sبأنها علم تخطيط وتوجيه العمليات الحربية ،وفيما
بعد تطور مفهومها في مجال االقتصادي لتصبح عبارة عن المنهج المستخدم في التنفيذ ،والذي ينبثق من
رؤية واضحة وشاملة يتم من خاللها تحقيق األهداف االستراتيجية ،وتعمل على تحديد وتقييم مختلف
الطرق التي تحقق أهداف المنظمة ،ثم اختيار أفضل هذه الطرق.31
-31محمد عبد الغني حسن هالل ،مهارات التفكير والتخطيط االستراتيجي :كيف تربط بين الحاضر والمستقبل ،مركز تطوير األداء والمنظمة،
مصر الجديدة ،9002/9007 ،ص .00
39
أما جيري جونسون ) (Gerry Johnsonو كيفان سكولز ) (Kevan Scholesصاحبا كتاب "
تعمل ضمنه على المدي الطويل ،32ويضيفان أيضا أن االستراتيجية يجب أن تحدد كيفية تنظيم الموارد،
بحيث تكون قادرة على تلبية احتياجات األسواق وأصحاب المصلحة .
ويؤكد بورتر) (Michael Porterخبير االستراتيجية وأستاذ بكلية هارفرد لألعمال ،على الحاجة إلى
وجود استراتيجية تحدد وتبين وضع المنظمة ،ويقول على االستراتيجية تحديد كيفية الدمج بين موارد
المنظمة ،والمهارات الموجودة فيها ،والكفاءات التي تتمتع بها من أجل بناء الميزة التنافسية.
مجموعة أنشطة مختلفة عما يؤديه المنافسون .33وهي عبارة عن اتجاه أو نطاق المؤسسة على المدى
الطويل من أجل الحصول على ميزة تنافسية ،وهذا يكون من خالل ترتيب الموارد المتاحة لها ،بحيث
في جميع المستويات أنها " تحديد كيفية تحقيق الربح في الفترة المقبلة".
-9مستويات اإلستراتيجية:
على الرغم من أن بعض عناصر االستراتيجية تتطور بشكل دائم إالّ أن التخطيط للنجاح في السوق يعد
أم ار مهما ،وبالتالي ولكي تحقق أقصى استفادة من الفرص المتاحة أمامها ،يتعين على المنظمات التنبؤ
بالمستقبل والتهيؤ له على جميع المستويات ،والتي تعرف بمستويات االستراتيجية وعددها ثالث وهي.34:
32
-Gerry Johnson, Kevan Scholes, Richard Whittington, Exploring corporate strategy: Text and Cases, Pearson
Education, Seventh edition published 2005, p. 11.
-33محمد عبد الغني حسن هالل ،نفس المرجع السابق ،ص .00
34
- Gerry Johnson, Kevan Scholes, Richard Whittington, op cit, p.p 11-12.
40
-0-9اإلستراتيجية التنظيمية:
أي على مستوى المؤسسة ،بحيث تشير هذه االستراتيجية في مجال العمل إلى االستراتيجية العامة
للمنظمة ،التي تتألف من وحدات عمل متنوعة تنشط في أسواق متنوعة ،تساعد هذه االستراتيجية المنظمة
على تحديد طريقة تعزيز لقيمة وحدات العمل العاملة داخلها ،وتحسينها وتجيب على السؤال اآلتي ":كيف
سننظم العمل بشكل عام بحيث يكون ألجزائه مجتمعة قيمة أكبر من القيمة التي يحملها كل جزء من
أجزائه بشكل منفرد؟" في هذه الحالة يمكن للمؤسسة القيام بذلك من خالل عدة طرق من بينها بناء
كفاءات قوية داخل المؤسسة ،مشاركة الموارد و التقنيات بين وحدات العمل ،زيادة رأس المال بما يراعي
التكلفة ،أو تطوير عالمة تجارية مميزة للمنظمة .ومن أجل بلوغ ذلك هناك العديد من التقنيات التي
) ،(ADLأو تحليل ) (VRIOوعليه هذه االستراتيجية تتعلق بإضافة قيمة جديدة لألجزاء المختلفة في
المؤسسة.
وتتعلق بكيفية نجاح المؤسسة في المنافسة بشكل ناجح في األسواق من خالل اإلجابة عن السؤال
الجوهري ":كيف سنحقق الربح في هذا السوق؟" إالّ أنه يجب ربط هذه االستراتيجية مع األهداف التي
ومن أجل تطوير هذه االستراتيجية على مستوى وحدة األعمال من الضروري تحليل التنافسية ،والذي
يتضمن بناء الذكاء التنافسي من خالل استخدام الكفاءات لكي تلبي احتياجات زبائتها بأفضل طريقة
41
ممكنة ،ومن أجل تعزيز موقعها التنافسي يجب اكتشاف الخيارات المتاحة أمامها لبناء فرص جديدة ،ومن
أهم الوسائل في هذه العملية نجد تحليل القوى الخمس لبورتر ،وتحليل ) (SWOTالتي تساعد على فهم
-1-9إستراتيجية الفريق:
لكي تنّفذ االستراتيجية التنظيمية واستراتيجية وحدة األعمال بشكل ناجح يجب أن تعمل جميع الفرق في
المنظمة (المؤسسة) يدا بيد ،فلكل فريق من الفرق دو ار مهم ومختلف يؤديه مهما كان الدور بسيطا ،وهذا
يعني أنه يجب أن تكون لدى كل فريق استراتيجية خاصة به ،أي أن استراتيجية الفريق تعمل بشكل
مباشر على تطبيق االستراتيجيتين السابقتين ،بمعنى آخر على جميع مستويات االستراتيجية أن تدعم
بعضها لضمان نجاح المنظمة ،وهنا من المهم تحديد هدف الفريق وحدوده باستخدام تقنيات مثل تقنية
اإلدارة من خالل الهدف ،واستخدام مؤشرات األداء األساسية ،كما يجب العمل بكفاءة لتحقيق األهداف
التي وضعت من قبل ،باإلضافة إلى اتباع أفضل الممارسات لمساعدة الفريق على تحقيق األهداف،
وتعزيز إدارة العالقات مع الموردين ،والجودة التي تعد من أهم العوامل المساعدة على وضع استراتيجية
فعالة للفريق.
-1استراتيجيات المقاوالتية:
حسب ما جاء في تعريف اإلقتصادي ) ،(Hittال يمكن تحديد معنى واحد إلستراتيجية المقاوالتية ،لكنها
ترتبط بمكونات متعددة ،فإستراتيجية المقاوالتية هي تلك اإلستراتيجيات التي تشجع المؤسسة على اإلبداع
و اإلبتكار والتفرد وأخذ المخاطرة ،كما تشجع العاملين على إتّخاذ الق اررات وأخذ المسؤوليات.
42
المبحث الثاني :إستراتيجية اإلبداع واإلبتكار
التفرد ،وتستعمل غالبا لوصف شخص يمتاز بالذكاء ،بحيث لإلبداع مفاهيم
إن اإلبداع كلمة تعني التميز و ّ
عديدة تختلف في األلفا وتتفق في المعاني واألهداف ،إذ يرمز اإلبداع غالبا إلى الموهبة الخالقة.
لقد اختلف المفكرون حول تحديد مفهوم اإلبداع ،حيث ال يوجد إتفاق واضح ومحدد ،ألسباب تتعلق بتعقد
الظاهرة نفسها أو بتعدد إتجاهات المفكرين ،حيث كل واحد منهم ينظر إليه من زاوية معينة تتوافق مع
" هو مجموعة العمليات التي يستخدمها اإلنسان بما هو متوفر لديه من قدرات عقلية وفكرية وما يحيط به
من مؤثرات بيئية في أن يتوصل إلى فكرة أو أسلوب أو نظرية ...بحيث يحقق النفع للمجتمع أو المنظمة
وفي تعريف ل Rami Shaniو )1224( Lau.J.Bيعرفان اإلبداع على أنه يتمثل في" التوصل إلى
حل جديد لمشكلة ما أو فكرة جديدة ،وبهذا فإن اإلبداع هو الجزء المرتبط بالفكرة الجديدة ،في حين أن
أما من ناحية المؤسسة ككل فيعرف اإلبداع على أنه ":فكرة جديدة تقوم المؤسسات خاصة المقاولة منها
بتقديمها لم تأتي بها مؤسسات منافسة أخرى ومرتبطة بالتكنولوجيا ،وتتعلق بتطوير السلع والخدمات،
وعمليات اإلنتاج ،وادارة ورقابة األعمال ،والموارد البشرية ،والثقافية والهيكل التنظيمي"
43
كما يمكن إضافة أنه للقيام بالعملية اإلبداعية يجب أن يتوفر لدى المؤسسة مجموعة من المعارف التي
تساعد في صناعة السلع اإلستثمارية بما يستجيب لطلبات الزبائن والمستهلكين ،والتي تعمل على زيادة
قدمت العديد من التعاريف لإلبتكار ،ويعد كل من تعريف Le petit Robertو Larousseمن بين
التعاريف التي تدخل في البحث الشامل لهذه الظاهرة وبعالقتها مع المقاوالتية ،بحيث جاء في التعريفين
ما يلي:
" اإلبتكار هو عملية إدخال شيء جديد ،غير معروف في شيء أنشئ" .Le petit Robert
" اإلبتكار :هو عملية إبتكار ،استحداث ،خلق شيء جديد ( إبتكر :إدخال شيء جديد في مجال خاص)
وبالتالي اإلبتكار يتعلق بكل ما هو جديد وفي أي مجال إقتصادي أو إجتماعي ،35أما في مجال
المقاوالتية ،فاإلبتكار في أغلب األحيان هو عامل محوري وهذا حسب ما جاء في تعريف Julienو
Marchesneyبحيث يقوالن أن ":اإلبتكار يمثل ركيزة المقاوالتية ،باعتباره أنه يتطلب أفكا ار جديدة من
أجل عرض أو إنتاج سلع أو خدمات جديدة ،أو كذلك إعادة تنظيم المؤسسة .اإلبتكار هو خلق مؤسسة
تختلف عما نعرفه سابقا ،هو إكتشاف أو تحويل منتوج ،وعرضه بطريقة جديدة في الصنع ،في التوزيع أو
البيع"
-35بالل خلف السكارنة ،استراتيجيات الريادة ودورها في تحقيق الميزة التنافسية :دراسة ميدانية على شركات االتصاالت في األردن ،كلية
بغداد للعلوم االقتصادية ،جامعة اإلسراء الخاصة ،بغداد ،العدد السابع عشر ،أيار ،9002ص .22
44
ويرى Okparaأن اإلبتكار هو ":القدرة على صنع أو جلب إلى الوجود شيء جديد سواء كان حل جديد
36
لمشكلة ،طريقة جديدة أو جهاز جديد أو شكل أو موضوع فني جديد"
وعليه اإلبتكار يكون بعد سلسلة من األفكار ،وهو عملية تحويل الفكرة المبدعة إلى عمل إبداعي ،أي
عمل ملموس في صورة منتج أو خدمة معروضة في السوق تلبي حاجات ورغبات المستهلكين ،بحيث
تكون غالبا طويلة ،معقدة ودورانية ،كما نميز بين شكلين لإلبتكار وهما: هذه العملية
ويكون في مرحلة تقديم منتج من خالل فكرة جديدة لم يسبق العمل بها ،أي منتوج يختلف تماما عما كان
ينتج سابقا.
وهو إدخال تحسينات جزئية أو كلية على المنتج ،بحيث يصبح منتوج بشكل جديد.
ما يمكن إستنتاجه هو أن اإلبداع هو تصرف فردي أو شخصي مصدره عقل الشخص نفسه ،أما اإلبتكار
فهو عملية جماعية يتدخل فيها مجموعة من العاملين ،ولكن كالهما تربطه عالقة قوية بالمقاوالتية ،هذه
العالقة تساعد المؤسسات على أن تكون لها الدور المقاوالتي (أي األولى في مجال الريادة) سواءا في
تقديم المنتجات أو الخدمات ،وارضاء الزبائن ،والقدرة على إختراق األسواق ،والسيطرة على جانب معين
من هذه السوق .باإلضافة إلى إرتكاز المشاريع المقاوالتية على خاصية اإلبداع واإلبتكار من خالل منتج
جديد ،أو طريقة جديدة في تقديم المنتج ،أو تقديم خدمة جديدة ،وقد يكون اإلبتكار في التسويق ،أو
36
- OKPARA.Friday O, The Value of Creativity and Innovation in Entrepreneurship, Journal of Asia
Entrepreneurship and Sustainability, Volume III, Issue 2.
45
التوزيع ،أو إعادة هيكلة التنظيم أو اإلدارة ،فالمشروع المقاوالتي يرتكز معنويا على طريقة جديدة في عمل
األشياء.
فاستراتيجية التميز تتم من خالل إضافة شيء جديد إلى المنتج تميزه عن غيره ،بحيث يمكن لصيغ التميز
أن تأخذ عدة أشكال مثل :التصميم ،الجودة ،التعبئة أو التكنولوجيا ،خدمات الزبائن ،شبكة الموزعين،
وعليه فالتفرد في المؤسسات ومنظمات األعمال يكون من خالل قدرتها على التميز عن غيرها من
المؤسسات األخرى المنافسة في نفس قطاع النشاط ،سواء كان ذلك بطبيعة المنتجات أو الخدمات التي
تقدمها ،وكذلك طبيعة الموارد التي تمتلكه ،وهذا ما يساعدها على تحقيق ميزة تنافسية تتفوق بها على
منافسيها ،وتستطيع بذلك تحقيق اإلستم اررية وتقديم المنتجات األفضل التي يصعب تقليدها ،بحيث ال
يمكن اإلستمرار في تحقيق الميزة (أي التميز) على المدى الطويل إالّ من خالل الموارد النادرة.
معظم المؤسسات المقاولة حتى تكون متميزة عليها العمل على رفع مواردها من خالل إكتساب الموارد
المالية ،واإلستفادة من التعليم في التميز بالموارد ذات القيمة ،وحتى تكون الموارد متميزة ال بد من
-37مباركي سمراء ،تطور المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات البيئية الجديدة ،رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية ،كلية
العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير ،بسيدي بلعباس ،السنة الجامعية ،9007/9009ص .010
46
المبحث الرابع :إستراتيجية أخذ المخاطرة والمبادرة:
تعرف أخذ المخاطرة على أنها ما يتم أخذه بعين اإلعتبار مع إمكانية التعرض للخسارة ،38فمهارات أخذ
المخاطرة تأتي من حاالت الغموض وعدم التأكد ،والكيفية التي تضمن بقاء وضمان نجاح األعمال،
والخوف من الفشل ،وحتى يكون الشخص مقاوال ال بد من أن يحسب المخاطر التي تأتي من القيام بتنفيذ
المشروع.
فسلوك المخاطرة ليس له حدود بين المؤسسات واألشخاص بالنسبة للمشاريع الجديدة ،فكلما كانت
المخاطرة أقل يكون الشخص عبارة عن عامل ،وكلما زادت الخطورة يصبح مقاوال ،فإن أخذ المخاطرة
وعليه يمكن اإللمام بمفهوم أخذ المخاطرة على أنه ":مقدار إتباع المؤسسات خاصية المقاولة للميل نحو
المخاطرة والجرأة في البيئة المحيطة ،ويكون ذلك من خالل عرض وتقديم منتجات وخدمات جديدة إلى
تعرف المبادرة على أنها القدرة على أخذ مخاطرة عالية أكثر من ظروف البيئة المحيطة بالمنظمات ،وهي
47
محاولة التعاون مع المنافسين من أجل إحتوائهم.
التخطيط اإلستراتيجي للعمليات التي تكون في مرحلة اإلنحدار خالل مدة حياة المنتج.
وعليه فالمبادرة هي أن تقوم المؤسسات بإغتنام الفرص في تقديم طرق جديدة لإلنتاج والخدمات ،والقيام
بأعمال تنافسية من أجل مواجهة المؤسسات المنافسة ،وكيفية تحصين الموقع التنافسي لإلستم اررية
48
Business Plan الفصل السادس :مخط األعمال
إن إنشاء مؤسسة مقاولة ليس باألمر السهل ،بل هي عملية تتجسد بعد دراسة جيدة ،والتي تغطي
مختلف مراحل المقاولة والتي نصطلح على تسميتها ب "مخطط األعمال"( ،)Business Planبحيث
إعداد هذا المخطط أم ار غاية في األهمية ،ألنه يغطي كل زوايا المشروع ،ويساعد المقاول على إتخاذ
إن المؤسسة الناجحة هي المؤسسات التي تقوم بدراسات وعمليات تخطيطية سليمة وشاملة ،حيث
أكدت الدراسات والوقائع في عالم إدارة األعمال أن نسبة الفشل في األعمال الصغيرة تكون عالية مالم يتم
يعتبر مخطط األعمال بمثابة الركيزة األساسية لنجاح واستم اررية المشاريع ،لذلك فلقد أولي باهتمام كبير
من طرف الباحثين واإلقتصاديين في مجال المقاوالتية ،لهذا تعددت وتباينت التعاريف الموجهة له ،حيث
عرف مخطط االعمال على أنه ":عبارة عن وثيقة تقديرية تحضر من طرف منشئ المؤسسة والتي
تتضمن المحتوى التفصيلي للمشروع واستراتيجية تطويره ،النمو المرتقب لرقم أعماله ،النتائج المستقبلية
وخاصة حاجات التمويل في المستقبل ،أي مخطط األعمال يظهر الرؤية االقتصادية والمالية للمؤسسة،
حيث إعداده بالطريقة الصحيحة يضمن اهتمام وثقة الشركاء والذين يمكن أن يكونوا مستثمرين ،أو
39
CLAUDE Annie Duplat, Pour gérer une entreprise à croissance rapide, Les éditions d’Organisation, Paris,
2002, p.164.
49
في تعريف آخر عرف مخطط األعمال على أنه الوثائق المكتوبة التي تصف كل المعلومات الداخلية
والخارجية واالستراتيجيات المالئمة للبدئ في مخاطرة جديدة ،بعبارة أخرى هو الوثيقة التي تصف ماذا
في تعريف آخر ،مخطط االعمال هو وصف للوضع في الماضي والحاضر من األعمال التجارية ،وهدفه
الرئيسي هو تقديم مستقبل المؤسسة ويتم تحديثه عادة سنويا ،ويتطلع قدما لمدة ثالث سنوات إلى خمس
فمخطط األعمال هو وثيقة عمل تضبط إستراتيجية عمل المقاول على كافة المستويات واألصعدة ،والذي
يتم تحديده بناء على النتائج التي توصل إليها مخطط دراسة السوق ،ويتم من خالله توضيح كافة األمور
وعليه فمخطط األعمال يتيح للمقاول التعرف على المنافسين ،وهو مسألة ضرورية لتحديد مكان تموقع
المشروع حديث النشأة في السوق ،إذ ال يوجد نموذج موحد ومحدد له ،ويعد توفره على مستوى المنشآت
إن اإلعداد الجيد لمخطط االعمال يساهم بشكل كبير في تحقيق النجاح ألي مشروع مقاوالتي ،فمخطط
يمكن من وضع التوقعات الخاصة بالمشروع ومقارنتها بالنتائج السنوية المحققة ،وبالتالي الوقوف
االعمال ّ
على أي خلل قد يتم تسجيله لتدارك مكامن الضعف .هناك القليل من المؤسسات التي تفهم أهمية مخطط
األعمال وهي التي تنجح بشكل بارز في السوق ،ألن مشروعهم يتسم بكونه متكامل ،يقوم على هيكلة
40
MICHEL Coster, Entrepreneuriat, Ed Pearson, Paris, 2009, p.134.
50
مالية شفافة وواضحة مما يساعدهم على تحقيق أفضل النتائج ،ويمكن إختصار أهمية مخطط األعمال
– يحتوي مخطط األعمال على كافة المعلومات المالية ،التاريخية الحالية أو المخطط لها مستقبال
-إن مخطط األعمال هو صورة توضيحية لعمل المؤسسة والسوق الذي تنشط فيه ،كما يتيح لها التعرف
على منافسيها.
-يحتوي مخطط األعمال عل الخطة الخاصة بالمؤسسة المقاولة واالستراتيجية المتبعة من أجل النجاح،
إذ يحتاج كل من أصحاب القروض والمستثمرين إلى هذه الخطة من أجل إتخاذ قرار بشأن اإلقراض أو
من خالل ما سبق يمكن أن نستخلص أن مخطط األعمال له دو ار هاما ويتمثل فيما يلي:
وسيلة للتوضيح بطريقة تحليلية واسعة ومتينة ألهداف النشاط المقاوالتي في المدى القصير
والمتوسط.
عملية للتنفيذ.
51
المبحث الثالث :تحضير مخطط األعمال.
على الشخص المقاول أن يقوم بالتحضير لمخطط األعمال ،بحيث البد أن يكون هذا المخطط يجيب
على كافة األسئلة واإلستفسارات المتعلقة بمقدار النتائج المتوقعة لهذه المخاطرة ،نسبة المبيعات ،الربحية
المتوقعة للمشروع...إلخ .ومن أجل تنفيذ ذلك يكون المقاول بحاجة إلى مجموعة من المعلومات المتعلقة
معلومات عن السوق :يجب أن تكون كمية المعلومات كافية عن السوق من حيث طبيعته،
وطبيعة الزبائن الذين يتعامل معهم ( رجال أم نساء) ,مستوى تعليمهم ،الدخل ،طبيعة
المنطقة...إلخ.
معلومات مرتبطة بالعمليات واإلنتاج :وهي كل المعلومات المتعلقة باإلنتاج من ناحية الموقع،
تحديد اآللة التي سوف تتم بها عمليات اإلنتاج ،المواد الخام ،المعدات ،مهارات العمال ،حيز
معلومات تتعلق بالتمويل :ال بد من تحديد كمية األموال الالزمة للبدئ في تنفيذ المشروع ،وما
هي مصادر التمويل ،والفترات المناسبة ،وكذلك التعرف على مقدار األرباح المحتملة.
معلومات من اإلنترنيت :تعتبر اإلنترنيت من أفضل الوسائل الحديثة التي تزود المستثمرين
بالمعلومات بالسرعة العالية والتكلفة األقل ،والتي تسهل عليهم معرفة طبيعة وحجم السوق،
مستوى المنافسة ،وعدد المنافسين في األسواق ،إتخاذ الق ار ارت ،كذلك بفضلها تستطيع
41
EMANUEL Monod, Les méthodes business plan pour la gestion de vos projet, Edition d’Organisation, Paris,
2003, p.71.
52
المبحث الرابع :مكونات مخطط االعمال.
تختلف محتويات ومكونات مخطط األعمال من مشروع آلخر ،إالّ أن هيكلته بشكل عام أصبحت معيارية
بحدود مقبولة وواضحة ،بحيث يتم تطوير هذا المخطط بناء على تحديد الفرص التي تعتبر من أصعب
المراحل ،إذ تعطي الصورة الكاملة عن طبيعة األعمال التي سوف تقوم بها المؤسسسة والتي يمكن
)0الصفحة الرئيسية:
تتضمن باختصار كافة المعلومات المتمثلة في إسم و عنوان المؤسسة ،طبيعة األعمال ،أرقام الهاتف،
)9ملخص التنفيذ:
يتكون الملخص من ثالثة إلى أربعة صفحات ،ويتضمن ملخص عن كل االعمال والبيانات التي يتم
من خالله يتم تحديد كافة التغيرات المتعلقة بالبيئة ودراستها ومنها:
التكنولوجية :وهي كل ما يتعلق بكافة التطورات التكنولوجية ،وكيفية اإلستفادة منها في
53
القانونية :وهي المرتبطة بكافة التشريعات واألنظمة.
)4المخطط التسويقي:
ويتضمن كافة اإلجراءات المتعلقة بكيفية توزيع وتسويق المنتجات والخدمات ،السعر ،الترويج ،وكذلك
)0المخطط المالي:
ويتضمن الجدوى اإلقتصادية للمشروع ،وضرورة اإللتزام باالستثمار المالي للمشروع ،وكذلك التنبؤ
بالمبيعات لمدة ثالث سنوات المستقبلية ،والتكاليف واألرباح ،وكذلك التدفقات النقدية لثالث سنوات ،وخطة
)3المخطط التنظيمي:
ويتضمن وصفا لكيفية الملكية للمشروع ،وكذلك الصالحيات والمسؤوليات الخاصة باالفراد العاملين،
)7المخطط اإلنتاجي:
ويتضمن كافة اإلج ارءات المتعلقة باإلنتاج والتكاليف ،المعدات ،اآلالت التي يحتاجها المشروع ،واجراءات
التخزين ،والمواد األولية ،الموردين ،كذلك خدمات ما بعد اإلنتاج والبيع والصيانة.
)0تقدير المخاطر:
وتتضمن الكيفية التي يتم بها تقدير المخاطر واإلست ارتيجيات المالئمة لمواجهة المخاطر ،بما يتناسب مع
54
)2المالحق:
وتمثل كافة الوثائق المتعلقة بمخطط االعمال مثل الرسائل من الزبائن ،قنوات التوزيع والعقود ،وقائمة
عند بداية تنفيذ مخطط األعمال ،وخاصة في السنة األولى منها ال بد من مراقبة كافة األنشطة الموجودة
في المشروع ،والتأكد من سالمة تنفيذ كافة إجراءات مخطط األعمال من إنتاج وتسويق وتمويل وتنظيم,
خاصة بالنسبة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ألنه في أغلب األحيان تتقيد فقط المؤسسات الكبرى
بخططها ،ويتم التعامل مع الزبائن والموردين والمنافسين والبنوك ضمن الخطط الموضوعة.
بالرغم من التحضير الجيد والمسبق لمخطط األعمال ،واعداده بالشكل المناسب ،إالّ أنه أحيانا قد يحدث
لهذا يتوجب على مالكي المشاريع المقاوالتية أن يحددوا األهداف من تأسيس هذه المشاريع ،وأن تكون
محدودة وأن يلتزمون بكافة هذه األهداف من أجل تحقيقها ،باإلضافة إلى فهم بنود مخطط األعمال من
55
قبل رؤساء المؤسسات ،وكذا آلية تنفيذها ،ألن عدم الفهم وعدم وجود خبرة لديهم يعيق عملية التنفيذ
56
الفصل السابع :المقاوالتية الدولية
تعريفها :تعرف المقاوالتية الدولية على أنها ":العملية التي تتضمن تغطية واكتشاف واستغالل -1
الفرص و األنشطة المختلفة خارج الحدود الوطنية من أجل خلق سلع وخدمات مستقبيلة" .42هذا التعريف
يسلط الضوء على المفاهيم األساسية المتعلقة بالفرص أو إنشاء وتطوير المنتجات في بيئة دولية بحيث
في تعريف حديث ،المقاوالتية الدولية هي عبارة عن مزيج بين مجموعة من السلوكات المبتكرة و المتجددة
باستمرار والتي تتسم بالمخاطرة العالية التي تتم خارج الحدود الوطنية لهدف خلق قيمة مقبولة في
المنظمات ،43لهذا فهي تشمل عمليات التصدير وتأسيس مراكز البيع والتسويق في البلدان األجنبية،
باإلضافة إلى اإلعالن والترويج عن المنتوج الجديد أو الخدمة عبر وسائل اإلعالم المختلفة داخل تلك
الدول ،بحث المقاوالتية الدولية ليست حك ار على المؤسسات الكبيرة بل تشكل المشاريع المقاوالتية الصغيرة
-9أهدافها:
إن القوة الدافعة للتدويل في العديد من القطاعات تستدعي عملية ديناميكية تستند على قدرة المؤسسة على
العمل في األسواق الدولية ،مما يسلط الضوء على الموقف المركزي للمقاول أو الريادي والذي يمثل تماما
وضع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،فالبحث عن العالمية وراءها العديد من األههداف والغايات أهمها:
42
Djamila Elidrissi, Valérie Hauch, Entrepreneuriat international et réseaux sociaux pour les PME innovantes :
Quelle perception pour quelles stratégies ?, Revue de l’Entrepreneuriat, 9009/7,Vol.00, p.90.
43
Sophie Veilleux, Luz Marina Ferro, L’entrepreneuriat international : Réflexion sur la structuration d’un
champ d’étude en émergence ; Cahier da recherche n° 2010-03, p.03.
57
توسيع حجم المبيعات :ويكون ذلك من خالل اإلستفادة من القدرة الشرائية الدولية التي تفوق في
إكتساب الموارد :مثل األموال والتكنولوجيا والقوى العاملة واإلستفادة منها في تخفيف التكاليف،
تقليل المخاطر إلى أقل ما يمكن :وهذا من أجل الوقاية من تذبذب األسعار وحاالت اإلنكماش
االقتصادي ،وكذلك لغايات الدفاع عن موقع المؤسسة في السوق ،باإلضافة إلى اإلستفادة من
خصائص دورة حياة المنتوج الدولي من أجل إطالة عمر المنتوج في سوق المنافسة.
يوجد العديد من العوامل المؤثرة على المقاوالتية الدولية والتي تجعلها أكثر تعقيدا من المقاوالتية على
-1القضايا اإلستراتيجية:
عند اإلنتقال إلى العمل دوليا هناك أربعة قضايا إستراتيجية تواجه المقاوالتية الدولية وهي:
تحديد المسؤولية بين المركز الرئيسي (داخل بلد المقاول) وبين الفروع في البلدان األخرى.
إعتماد نمط مالئم في التخطيط والمتابعة باإلضافة إلى أنظمة الرقابة على العمليات ما بين
البلدان المختلفة.
العمل على تحقيق درجة حقيقية من النمطية الممكنة لكي تتالءم مع حاجات ومتطلبات
58
-9البيئة االقتصادية:
غالبا ما تتعامل المشاريع المقاوالتية الوطنية مع النظام االقتصادي المحلي الواحد ،حيث يتمتع هذا النظام
باستخدام العملة الوطنية الموحدة ،باإلضافة إلى المعايير المحلية المألوفة والمتغي ارت التي يسهل فهمها
والتعامل معها ،أما التعامل في بيئة األعمال الدولية فالمسألة تختلف كثي ار حيث يتطلب التعامل مع أنظمة
إقتصادية مختلفة وباستخدام العمالت المختلفة ،باإلضافة إلى إختالف التشريعات والقوانين الحكومية و
-1البيئة التكنولوجية:
تتباين البيئة التكنولوجية مثل البيئة االقتصادية ما بين البلدان خاصة الدول المتقدمة صناعيا وبين الدول
النامية ،مما يتطلب اإلطالع والمعرفة المسبقة عن المستوى التكنولوجي للبلد اآلخر عن القيام بالمشروع
المقاوالتي الدولي ،كما يتوجب أيضا فهم دور التكنولوجيا وقدرتها على تحقيق مجموعة من الميزات
التنافسية كتلك المبنية على التكلفة والجودة واإلبتكار ،كما يجب على الشخص المقاول أن يدرك أهمية
قد يتسبب إختالف البيئة القانونية والسياسية بين الدول للمقاول في العديد من المشاكل خاصة تلك
المتعلقة بالمدى المسموح به للمقاول في العمل وطريقة التعامل معه ،هل هي مثل طريقة التعامل مع
المقاول الوطني ،إلى جانب أنه يوجد مشكل يتعلق باإلتفاقيات ( إتفاقيات مع الدول األخرى ،إتفاقيات
التجارة الدولية).
59
فأشكال الملكية والتنظيم تختلف إختالفا كبي ار بين دول العالم ،إذ نجد أكثر من 190نظام من األنظمة
والقوانين الوطنية.
إن فهم الثقافة المحلية مكون أساسي في نجاح المقاول ودخوله إلى العمل الدولي ،وهو األساس في
تطوير اإلستراتيجيات المناسبة للدخول في المقاولة الدولية ،لذلك ال بد من دراسة عدة أمور مثل :
من أجل الدخول إلى العمل المقاوالتي على المستوى الدولي ،هناك عدة سلوكيات وأشكال مختلفة لتحقيق
-0التصدير(:)Export
هي العملية التي تتعلق باألنشطة التجارية مثل :تسويق وتوزيع السلع والخدمات إلى البلدان األجنبية
تصدير مباشر :ويكون ذلك من خالل بيع وتسويق مباشر إلى األقطار األخرى عن طريق الصفقات
التجارية الخارجية.
44
Sophie Veilleux, Luz Marina Ferro, art pcit, pp.8-9.
60
التصدير غير مباشر :من خالله يجد المقاول في بلده مشتري أجنبي يأخذ سلعته إلى بلده أو
هو إستخدام المقاول اإلستثمار المباشر لألموال المادية مثل :المعدات والمصانع في أسواق البلد األجنبي،
ويعتمد ذلك على الخبرات األجنبية وطبيعة الصناعة وقوانين الحكومات المضيفة ،ويكون ذلك من خالل:
المشاريع المشتركة ( :)Joint-ventureوهي أحد أشكال التعاون أو اإلندماج بين طرفين أو أكثر
من أجل كسب فائدة متبادلة ،خاصة عندما يرغب المقاول في الحصول على معرفة محلية ،أو
الملكية المحدودة :وتتمثل في ملكية نسبة تقل عن %90من حصص الملكية في مشروع تجاري.
الحصول على حصص األغلبية :وتتمثل في حصول المقاول على ملكية أكبر من %90من أسهم
الشركة في الدول األجنبية ،وهذه النسبة تسمح للمقاول بالسيطرة إداريا على الشركة.
الملكية الكاملة :وتتمثل في السيطرة الكاملة على أسهم الشركة ،وقد يشمل الشراء ( )Acquisitionأو
اإلندماج (.)Integration
وهي عمل المقاول من خالل ترتيبات معينة ال تتضمن إستثمارات مالية مثل:
الترخيص ) (La licenseويعرف الترخيص على أنه نمط من أنماط الدخول إلى السوق األجنبي
من خالل إتفاقية مع الطرف الثاني الموجود في البلد األجنبي ،بحيث يحق بموجبها للطرف األول
61
إستخدام أشياء مختلفة في الشركة مثل :عمليات اإلنتاج والعالمة المسجلة ،براءة اإلختالع وغيرها
مشروع تسليم المفتاح :يتمثل في تطوير وانشاء بعض النشاطات في البلد األجنبي مثل :اإلشراف
على بناء مصانع في البلد األجنبي ،أو تقديم بعض التسهيالت ،وتدريب المدراء والعاملين.
العقود اإلدارية :وتتمثل في القيام بمهام خاصة إدارية في األسواق األجنبية ،وأحيانا يتبع هذا النوع
من العمل تسليم المفتاح وهذا يؤدي إلى حصول المقاول على األرباح دون إستثمارات كبيرة.
62
الخاتمة:
حاولنا من خالل هذه المحاور التطرق إلى أهم ما يتعلق بالمقاوالتية ،فتوصلنا إلى أن مجال المقاوالتية
واسع وليس له حدود ،يتسم بالتعقيد في الكثير من األحيان ،وحتى ينجح الشخص في تأسيس مشروع
مقاوالتي ما عليه سوى التعمق في دراسة هذه المحاور التي تعتبر الركيزة األساسية في فهم عالم
المقاوالتية ،ودعم هذه الدراسة األكاديمية بدورات تدريبية في مجال تأسيس المشاريع ،وبهذا نرجوا من
المولى العلي القدير أن نكون قد ساهمنا ولو بقدر صغير في تعليم طلبتنا وتنويرهم في أن مستقبل الج ازئر
63
قائمة المراجع:
-0باللغة العربية:
-1بالل خلف السكارنة ،استراتيجيات الريادة ودورها في تحقيق الميزة التنافسية :دراسة ميدانية على
شركات االتصاالت في األردن ،كلية بغداد للعلوم االقتصادية ،جامعة اإلسراء الخاصة ،بغداد ،العدد
-9جمال الدين محمد مرسي وآخرون ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية :منهج تطبيقي ،الدار
-3هاشم فوزي العبادي وآخرون ،الريادة اإلستراتيجية ودورها في صياغة إستراتيجية التسويق الريادي
في منظمات األعمال ،مجلة القدسية للعلوم اإلدارية واإلقتصادية ،جامعة الكوفة ،العراق ،العدد الرابع،
.9010
-4حامد كريم الحداوي ،الريادة كمدخل لمنظمات األعمال المعاصرة في ظل تبني مفهوم رأس المال
الفكري :دراسة ميدانية في مستشفى بغداد الفكري ،جامعة الكوفة ،كلية اإلدارة واإلقتصاد ،العراق ،العدد
السابع والعشرون.9010،
-9كاسر نصر المنصور ،شوقي ناجي جواد ،إدارة المشروعات الصغيرة من األلف إلى الياء ،الطبعة
-6مزنة بنت عوض النفيعي ،واقع إستراتجيات الريادة في الجامعات السعودية :دراسة ميدانية على
جامعة الملك سعود ،مجلة اإلدارة العامة ،معهد اإلدارة العامة ،العدد الرابع ،أوت .9019
64
-7محمد نبيل جامع ،اجتماعيات التنمية االقتصادية لمواجهة العولمة وتعزيز األمن القومي ،دار
-9محمد هيكل ،مهارات إدارة المؤسسات الصغيرة ،مجموعة النيل العربية ،طبعة .9003
-2محمد محروس إسماعيل ،اقتصاديات الصناعة والتصنيع ،مؤسسة شباب الجامعة للطباعة،
اإلسكندرية.1227 ،
-10محمد عبد الغني حسن هالل ،مهارات التفكير والتخطيط االستراتيجي :كيف تربط بين الحاضر
-11فايز جمعة النجار ،عبد الستار تحمد العلي ،الريادة وادارة األعمال ،الطبعة الثانية ،دار الحامد،
-19فايز جمعة صالح النجار وآخرون ،الريادة وادارة األعمال ،الطبعة األولى ،دار الحامد للنشر
-13فتحي السيد عبده أبو سيد أحمد ،الصناعات الصغيرة والمتوسطة ودوها في التنمية ،مؤسسة شباب
الجامعة.9004 ،
-14عمار عمورة ،الوجيز في شرح القانون التجاري الجزائري ،دار المعرفة ،الجزائر.9000 ،
-19علي بن غانم ،الوجيز في القانون التجاري ،مرقم للنشر والتوزيع ،الجزائر.9009 ،
-16نادية فضيل ،القانون التجاري الجزائري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الخامسة ،الجزائر،
سنة .9013
-17ناصر دادي عدون ،إقتصاد المؤسسة ،دار المحمدية العامة ،الجزائر ،الطبعة الثانية.1229 ،
65
مجد المؤسسة،Gestion des PME إدارة وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة،نبيل جواد-19
: باللغة األجنبية-9
d’organisation, Paris.
66
8- MICHEL Coster, Entrepreneuriat, Ed Pearson, Paris, 2009.
: رسائل الدكتوراه-1
، تطور المؤسسة الصغيرة والمتوسطة الجزائرية في ظل التغيرات البيئية الجديدة، مباركي سمراء-1
، بسيدي بلعباس، كلية العلوم االقتصادية التجارية وعلوم التسيير،رسالة دكتوراه في العلوم االقتصادية
: الملتقيات العلمية-4
، دور المؤسسات الصغرى والصغيرة والمتوسطة في تنمية أقطار المغرب العربي (الجزائر،طيب لحيح-1
متطلبات تأهيل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الدول: الملتقى الدولي حول،) المغرب،تونس
67