كلام في الحب

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 365

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫روايـة‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪2018‬م ‪1440 -‬هـ‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪5‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪6‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أذكـر أنه يف جلسة يل مع أحد الكتاب وهو مدير حترير إحدى‬


‫الصحف األكثر تداوالً يف السودان ‪ ...‬قال يل ‪:‬‬
‫اعلمي أن الكتابة هي أصعب الطرق لكسب العيش ‪...‬‬
‫فكان ردي ‪:‬‬
‫ومن يريد العيش يا سيدي ! أنا أريد (الكرواسون) ‪ ..‬سيدي ‪..‬‬
‫(الكرواسون) !!‬
‫اندهشت من ثقتي بأناميل يف حواري معه ‪ ... ...‬وكان يشء‬
‫ما ينغز إحسايس بأنني أستطيع امليض ‪ ....‬وأنا بالفعل أريد ختصيص‬
‫حيايت للكتابة ‪ ..‬أحببتها وبادلتني ‪ ..‬أعطيتها فلم ختني ‪ ..‬فانطلقت‬
‫وأصبحت من الكاتبني !‬

‫‪7‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إىل قلمي وعقيل ‪...‬‬


‫ال دخل لقلبي باألمر شيئ ًا ‪...‬‬
‫وألصحاب القلوب العامرة ‪...‬‬
‫بعض اللخبطات التي متنطق نفسها ‪ ..‬بعيد ًا عن الفلسفات املتوهة ‪..‬‬

‫لكل من يبحث عن ذاته ‪ ...‬علك جتد جزء ًا منك لدي ‪...‬‬


‫فيصبح سطري نقطة الضوء التي تنري عتمة ال أصل هلا ‪...‬‬
‫إال إن قلت هلا (أنت) بنفسك كوين ‪...‬‬

‫مع احرتامي ‪...‬‬


‫دعاء عثامن عيل‬

‫‪8‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أهدي جهدي ملن صنعني دنيوي ًا ‪...‬‬


‫من صقلني من حبيب وقريب وحاسد وحاقد ومنتقد ومبغض ‪..‬‬

‫فأهيل صنعوا اخللق األول ‪...‬‬


‫أحبائي صنعوا طيب املعرش ‪...‬‬
‫والراقصون عىل اجلرح ‪ ...‬صنعوا املرأة القوية الصلبة ذات الرياع‬
‫القرمزي‬

‫شكر ًا للفئة األوىل ‪...‬‬


‫وحب ًا للفئة الثانية ‪..‬‬
‫ووي ً‬
‫ال للفئة الثالثة ‪....‬‬
‫مع االعتذار عىل نجاحي ‪....‬‬

‫واحلمد هلل أين كتبت ‪....‬‬

‫‪9‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪10‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫مقدمة‬

‫عددت شخوص روايتي األوىل والتي اكتشفت بعد رواجها‬


‫وحديث القارئ معي عن أحداثها ‪ ...‬أهنا ما انتهت بعد ‪ ...‬ذاك أن‬
‫الصبية بطلة روايتي األوىل ما زالت يف حرية من أمرها تائهة بني‬
‫نفسها ونفس تلومها ونفس تذوب عشق ًا بالرساب ‪ ...‬فأحسست‬
‫من اللؤم أن أتركها هكذا تائهة بني الصفحات وعيون القراء‬
‫وضمريي ‪ ...‬معفرة باملدادات ‪ ...‬بعد ما اطمأن من صحبنها‬
‫بالصفحات السابقات ‪ ...‬فقررت أال أدع روح ًا يف مقتبل العمر تتيه‬
‫‪ ..‬أفكر بالفتاة ويؤنبني القلم ‪ ...‬فقررت إهناء الرواية يف شق آخر‬
‫ألصل هبا لنهاية تشبه أفالم (أول) ذات اللونني ‪....‬‬

‫النهايات التي لو ُخرينا بكتاباهتا (لنا) ملا ترددنا (إلكرامنا) ‪َ ...‬‬


‫فلم‬
‫نبخل باملداد إذ ًا ‪!...‬‬

‫‪11‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيرست للفتاة (يرسا) حياهتا ‪ ...‬وال أجزم ولكني أعتقد أين قد‬
‫فعلتها أيض ًا (عيل) ‪ ...‬ولو فطنا بعض املسارات الروحية ‪ ...‬لوجدنا‬
‫أن َيراعاتنا املصريية بني أصابع (األلباب) و(األلواح) ‪...‬‬
‫حسب اخلطاب الرباين (ألويل األلباب) ‪....‬‬
‫فاخرتت التعقل ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫اعتقدت يرسا صالح الدين ‪ ....‬كثري ًا أن اجللسات املنظمة مع‬

‫الطبيبة أو املؤهلة النفسية قد تشفي دواخلها‪ ،‬وللحق أهنا استطاعت‬


‫عربها إخراج مجيع ما يف قلبها من غضاضات كانت تؤزمها وتشل‬
‫حركتي القدر والشباب بحياهتا ‪ ...‬كانت تتحدث مع الدكتورة يارا‬
‫بطالقة (رهوانية) مل تكن لتفعلها مع غري أهل خربة ‪ ...‬وما كان من‬
‫املمكن عىل حد قوهلا التعري أمام األصدقاء الذين سيتعاملون بكل‬
‫العاطفة التي تُفقد األمور شكلها وقوامها الصحيح ‪ ...‬إضافة إىل‬
‫مبدأ (احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة) ‪ ....‬الذي يسود‬
‫جمتمعاتنا ويعمم عليها بكل أسف ‪...‬‬

‫يسـرا ما كان هلا أن تفقد قوامها النفيس أمام طبيقاهتا ‪ ...‬فكان‬

‫لزام ًا عليها (التلفح) بثوب الصرب ‪ ...‬الوقار والقوة التي عهدها‬


‫عليها كل من عارص جتربتها املريرة ‪...‬‬
‫د‪ .‬يارا (كفت ووفت) ‪ ،‬واملضحك املبكي يف كل هذا أن يارا‬
‫متكنت من مالمسة جراحها (هي نفسها بروحها) ‪ ..‬وشفيت عن‬
‫طريق يرسا ‪ ...‬وأخرجت نفسها من الظلامت إىل النور ‪ ...‬هي نفسها‬

‫‪13‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كانت تفقد الكثري من احلياة وتنزف الكثري من العمر الذي‪ُ ،‬ضمد‬


‫بعد أن عزمت عىل األمر وتوكلت ‪ ...‬املفرق يف هذا أن احلب‬
‫وتدمريه للنفس ال يرقى أبد ًا للمكانة التدمريية للطالق ‪ !...‬فالطالق‬
‫يقصم ظهر السيدة بكل ما حيمل القصم من معنى ‪ ...‬نار تأكل عمر‬
‫احلكايا وحتيل الفكر والوجدان إىل فضيلة املفتي بقميص أمحر قد‬
‫من دبر ! ‪ ...‬والفكرة كلها يف طالق املرأة إن مل تفلح وتلملم أطرافها‬
‫يف تكرار املوت ‪ ...‬فيصبح إعدامات متتالية وما أدراك ما إعدام‬
‫امليت ‪!...‬‬
‫فكلام زادت فضيلة املرأة (يف اعتقادي) تدربكت دواخلها أكثر‬
‫حتى تلك املغلفة باللباس الديني اإليامين اخلالص هلل تعايل ‪ ...‬ذاك‬
‫أن املرأة الفاضلة تفضل النضال النفيس الرشيف البطيء الذي‬
‫يقود للمعافاة اخلالصة ‪ ...‬دون الولوج ملعينات ال تريض اهلل‬
‫وال العرف ‪ ...‬لذا فالعفة مرتبطة بالبطء يف الشفاء هذا بغض النظر‬
‫طبع ًا عن الالئي يتنازلن عن (الرواق) النفيس فيحتفظن بعفتهن‬
‫ولكن بنصب الترسع عىل أحواهلن ‪ ...‬فنصب احلال للمرأة املترسعة‬

‫‪14‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫يف اخلروج من الضائقة النفسية إنام هو من منقصات العمر الذي‬


‫ال يوضح إال بعد أحداث ٍ‬
‫مدد (تروق) هبا املرأة بعد عواصف‬
‫متر بعمرها دون مالمح ‪ ...‬فبعض األحداث متيض ونبني عىل‬
‫برتو‬
‫أساسها ‪ ..‬نرتاح ونشقى ونعارص الكثري ‪ ..‬ولكننا ال نتفكر هبا ٍّ‬
‫بعني مبرصة إال بعد مرور الطوفان الذي كنا نخشاه كثري ًا ‪..‬‬
‫فالطوفان خميف ‪ ..‬والذي خيتار دفن الرأس ال يرى عىل اإلطالق‬
‫مالمح احلق والزيف ‪ ...‬وخيتار األمان املبطن ‪... ..‬‬
‫أما التي اختارت التمهل فتضيق أيض ًا بعمر خال متام ًا من‬
‫الكحول احلالل ‪ ...‬فال تكحل هلا عيون احلكايا ‪ ....‬وال تستذيق‬
‫هذي األخرية أي ًا من املتع الدنيوية ال حالالً وال حرام ًا ‪...‬‬

‫ويسـرا هنا ما زالت بني مد وجزر ‪ ...‬إذ إن قراراهتا حمسومة‪،‬‬

‫لكنها قيد التنفيذ ‪ ...‬وقيد هذه من التقييد وليست من التقيد ‪...‬‬

‫يسـرا ‪ ..‬أصبحت تعتقد كثري ًا يف احلظ ‪ ...‬وهذا من السخف‬

‫بإمكانه أن جيعل منها مسخ ًا أخالقي ًا ال يمت ألصل يرسا بصلة ‪..‬‬
‫الفتاة الرقيقة ‪ ..‬املرهفة املتصلة باهلل بإيامن من حديد ‪ ..‬ولكنه وهن‬

‫‪15‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يصيب ضعاف القلوب وضعاف القلوب هنا ليسوا أصحاب املبادئ‬


‫الرثة ‪ ...‬بل عىل العكس متام ًا ‪ ..‬فضعيفو القلب أمثال يرسا ‪ ...‬هم‬
‫أهل الرقة املتناهية الذين خيضعون للضغوطات ‪ ...‬عىل غرار املبدأ‬
‫(الصديقي) الذي قام عليه ما يف القلب والعقل مع ًا ‪ ..‬فتكون‬
‫الصدمات يف هذه احلاالت صدمات مبارشة ‪ ... ...‬الستيعاب‬
‫تشكل النتوءات الشاذة يف ثنايا القلوب املفعمة باإليامن باآلخر ‪...‬‬
‫واإليامن باحلب واإليامن بقوة العاطفة واإليامن باملبادئ ومجيع ما‬
‫يمتلئ به القلب من إيامنات ‪ ..‬فيتجه تلقائي ًا ملا دون إدراكه احلايل ‪...‬‬
‫فام احلظ إال صنعة اإلنسان نفسه ‪ ....‬الفتاة ال غبار أخالقي ًا عليها‬
‫ولكنه وهن القلوب خاصة الرقيقة منها ‪ ...‬رقة القلب وعذوبة‬
‫الدواخل تفتك بالعقيدة الذاتية ‪...‬‬

‫فإذا كفر اإلنسان بنفسه ‪ ...‬وبذاته ‪ ...‬فلن يؤمن به القدر ‪...‬‬


‫الذي حينها ُيفقر آماله عنوة وجفاء ‪ ...‬فتسوقه األيام الباليات ‪...‬‬
‫التي يف األصل يريد اهلل لنا (نحن) أن نتوىل أمرها ‪....‬‬

‫‪16‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وعادة وال أجزم القول إن انقالب اآليات هذا يبطل مفعول‬


‫التسلسل والتطور الطبيعي مللفات األحداث ‪ ...‬فتُجمد التتابعات‬
‫احلدثية وتتوقف دولبة األيام بالنتاج ‪ ...‬فاأليام هنا تغدو (بطان ًا) ‪..‬‬
‫وال تعود أبد ًا حتى ولو مخاص ًا ‪...‬‬
‫فاأليام ال تعود ‪....‬‬
‫األيام ‪....‬‬
‫ال تعود ‪...‬‬
‫فتتجمد األحداث تباع ًا وتلقائي ًا بربجمة حسية من صاحب القدر‬
‫نفسه ‪....‬‬

‫‪17‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يرسا ‪ ...‬أذنت لـ عادل بحق الترصف املطلق بشباب ال تدري‬

‫الفتاة بقيمته ‪ ...‬فسلمته نفسها وعهدها واسمها وسنينها حتى بعد‬


‫إدراكها هلواهنا عليه !!‬

‫والشباب (ال يعود يوم ًا) ‪ ...‬وال حتى يوم ًا واحد ًا ‪....‬‬
‫الشباب أيض ًا ال يعود ‪...‬‬
‫ولو أدرك أولو العمر خطورة األمر ‪ ...‬ملا تعاملوا مع العمر املثمر‬
‫كاألرايض والعقارات التي تُرهن للبنوك من أجل العمليات‬
‫االستثامرية ‪ ...‬فال عملية وال استثامر وال عائد وال رصيد ‪ ...‬يعادل‬
‫ويساوي و ُيعيد العمر اجليد ‪...‬‬
‫فالعمر اجليد هو العمر الثالثيني ‪ ...‬الغض ‪...‬‬
‫والعمر اجليد هو العمر الذي أذن اهلل تعاىل للطاقات أن تؤمه ‪....‬‬
‫والعمر اجليد هو العمر الذي يستيقظ فيه اجلسد والعقل والروح‬
‫والقلب مع ًا بالقدر نفسه ‪...‬‬

‫‪18‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫العمر اجليد هو العمر الذي تستشيط به الرغبات الكامالت ‪...‬‬


‫العمر اجليد هو عمر (التمهل) ‪ ...‬فنتحدث ببطء ‪ ...‬ونتبسم‬
‫ببطء ‪ ...‬ونحب عىل مهل ‪ ...‬ونقرر ببطء ‪ ..‬بتيقن بتمعن بدراسة ‪..‬‬
‫برتو ‪..‬‬
‫ٍّ‬
‫العمر اجليد عمر الدراسات فوق النمطية ‪....‬‬
‫العمر اجليد ‪ ...‬هو عمر االشتهاءات ‪..‬‬
‫عمر (التفكه اجلسدي) !‬
‫يف العمر اجليد نتفكه األشياء ‪ ....‬واألجساد ‪!..‬‬
‫نتذوقها ‪...‬‬
‫نستوعبها ‪...‬‬
‫وال تتكرر هذه الظاهرة إال يف فرتة العمر اجليد ‪...‬‬
‫فإذا صادف العمر اجليد اجلسد اجليد بالصحة اجليدة ‪ ...‬واخللق‬
‫اجليد ‪...‬‬
‫فانطلق ‪...‬‬
‫فقد ربح البيع ‪...‬‬

‫‪19‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مهام يكن انطلق ‪....‬‬


‫فر بعمرك وجسدك وصحتك ‪ ...‬وخلقك ‪...‬‬

‫ال أحد ‪....‬‬


‫ال أحد عىل اإلطالق ‪....‬‬
‫ويف هذا املقام ‪...‬‬
‫ال احلب وال اخليبة وال احلرمان وال النسيان يثقلون يف امليزان ‪...‬‬
‫فقط هو العمر واجلسد والصحة ‪ ...‬واخللق ‪...‬‬
‫فقدت الصبية منطق اإليامن ‪..‬‬

‫ففي مرحلة التوهان هذي عادة ما نؤمن بالشخص اخلاطئ ‪...‬‬


‫الذي يشوه فكرة اإليامن نفسها ‪...‬‬
‫هنا قررت يرسا االنعزال عن أي يشء وأي شخص وعن كل‬
‫قاص ودان ‪...‬‬

‫‪20‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫اجتثت روحها من فوق البسيطة اجتثاث ًا ‪...‬‬


‫وما زاد بؤسها ‪....‬‬
‫حيوات من كانوا بمثابتها ‪...‬‬
‫وفروا بجنودهم ‪ ...‬احلياة واحلب والعمر واجلسد واملال والعيال‬
‫واجلامل ‪...‬‬
‫ويرسا ‪ ...‬ال جنود هلا لتعلمهم منطق الطري ‪ ...‬فيأتوها بتباشري‬
‫ملك ال يفنى ‪...‬‬
‫فمن حوهلا يرفلون حب ًا واهتامما ‪...‬‬
‫ومن حوهلا يتقلبون بني األحداث واألقوال واألفعال ‪...‬‬
‫ومن حوهلا بالنوايا يتدرجون ‪...‬‬
‫ومن حوهلا بالعطايا ُمغدقون ‪...‬‬
‫ومن حوهلا (يف عرفها) متت عليهم كلمة رهبم العزيز الوهاب ‪...‬‬
‫فعىل مد النظر تعم احلياة أطراف بيوت حوهلا ‪...‬‬
‫ويرسا ‪ ....‬فأطراف حياهتا ‪ ...‬نائية عن كل ما يدل عىل احلياة ‪...‬‬
‫فتيبست أحواهلا ‪...‬‬

‫‪21‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪22‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫احلب‬

‫إشكالية احلب األزلية ‪ ...‬أنه حيتوي عىل تناقض أسايس ذايت ‪...‬‬
‫احلب يعني أن يتحول الكائنان إىل كائن واحد ‪....‬‬
‫(روحي ًا عىل أي حال ‪)....‬‬
‫واحلب يعني أن حيتفظ كل كائن باستقالله التام ‪....‬‬
‫(روحي ًا عىل أي حال ‪)....‬‬
‫سهل أن نشري إىل اإلشكالية ‪ ...‬وصعب أن نحلها ‪....‬‬
‫سهل أن نطلق عواصف الغرية ‪...‬والغضب واالنفعال ‪...‬‬
‫باسم احلب ‪...‬‬
‫وصعب أن نامرس التسامح ‪ ...‬والتفهم والصرب ‪....‬‬
‫باسم احلب ‪....‬‬

‫‪23‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أهيا احلب ‪....‬‬


‫انظر إىل ما يفعلونه ‪...‬‬
‫يشتمون باسمك ‪.....‬‬
‫ويقتلون باسمك ‪.....‬‬
‫وينتحرون باسمك ‪....‬‬
‫أهيا احلب ‪ ....‬كم من اجلرائم ترتكب باسمك ‪....‬‬

‫املرحوم الدكتور السفري املنري الغدير‬


‫غازي عبد الرمحن القصيبي‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪24‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫مقدمة‬
‫‪ :‬توصف باجلميلة املثقفة ذات احلظ العاثر ‪.‬‬
‫‪ :‬يوصف بالتائه الثائر‪ ،‬الباحث عن نصفه اآلخر ‪.‬‬
‫يمسها برش !‬
‫‪ :‬قررت أال َّ‬
‫‪ :‬قرر أن خيرجها من كنف مريم ‪.‬‬
‫‪ :‬متنعت وصدت ‪.‬‬
‫‪ :‬صرب ومل يفارق ظلها ‪.‬‬
‫‪ :‬بدأت يف التأرجح بني ما جيب وما ختاف (ما تسميه ‪ :‬نقطة‬
‫الشقاء) !‬
‫‪ :‬ظل مكانه ‪ ،‬مفع ًام باإلرصار واحلب واالهتامم ‪ ،‬فغلف شغاف‬
‫القلب عىل مضض ! ‪ ،‬برغم قول العقل ‪.‬‬
‫‪ :‬كادت تفقد بضاعة العمر ‪.‬‬
‫‪ :‬جذب أطراف العقل واحلديث ‪...‬‬
‫فبـدأت الروايــة ‪.....‬‬

‫‪25‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪26‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫السيناريو‬

‫‪ :‬تكتبني عن األحاسيس ‪ !...‬أعتقدك تعربين عنك !‬


‫‪ :‬ال ‪ ...‬أبد ًا ‪ ....‬عني وعن غريي ‪...‬‬
‫‪ :‬وكيف تتقمصني اإلحساس هبذا العمق والصدق ‪.....‬‬
‫فالقارئ لكلامتك حيس أنه صوتك ‪...‬‬
‫‪ :‬صنعة الكاتب !‬
‫‪ :‬خيال !‬
‫‪ :‬إحساس ‪....‬‬
‫‪ :‬أحسدك عليه ‪..‬‬
‫‪ :‬حتسدين عىل اإلحساس !؟‬
‫‪ :‬أفعل ‪.‬‬
‫‪ :‬إذ ًا ‪ ..‬فأنت مفقر ‪..‬‬
‫‪ :‬ليس بالضبط ولكن أحاسييس ليست بالغزارة التي متلكني ‪...‬‬

‫‪27‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬األحاسيس ال متلك ‪..‬‬


‫‪ :‬أمتنى الكتابة ‪....‬‬
‫‪ :‬الكتابة ليست أمنية ‪...‬‬
‫الكتابة وحي ‪ ...‬تأتيك وحدها ‪ ...‬الكتابة تتنزل عىل روحك ‪...‬‬
‫الكتابة غزل بنسيج األبجدية ‪....‬‬
‫فتمتطي الرياع برباعة‪ ،‬بسهولة‪ ،‬ويرس والقليل من عدم اإلدراك‬
‫والتغييب ‪!...‬‬
‫فالكاتب الذي يقرر أنه سيكتب‪ ،‬ويقرر مسبق ًا ماذا سيكتب ‪...‬‬
‫عادة ما جتد كتاباته رسدية وليست رسمدية إبداعية ‪...‬‬
‫فاإلبداع ال ُيصاغ ‪...‬‬
‫وإن مل تكن تقدس الكتابة وهتبها مقاماهتا فأعتقد وال أجزم أهنا‬
‫ستتعزز ‪...‬‬
‫فالكتابة إهلام ‪...‬‬
‫الكتابة نعمة ‪...‬‬
‫إذا آتاكاها اهلل فامحد كثري ًا ‪ ...‬حتى تبقى وتكرب ‪...‬‬

‫‪28‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬إذ ًا سأبدأ العشق ‪...‬‬


‫‪ :‬للكتابة !‬
‫‪ :‬أكيد ‪...‬‬
‫‪ :‬العشق يا سيدي ال نية له ‪...‬‬
‫تتناىف مسألة النية مع مفهوم العشق ‪....‬‬
‫يمكن تسميته أي يشء عدا عشق ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬وضحي !‬
‫‪ :‬أنواع التعلق كثرية ‪....‬‬
‫احلب أوهلا ‪ ...‬فال يشء عىل اإلطالق يضاهي احلب ‪ ...‬يف روعته‬
‫ولوعته ‪..‬‬
‫وحتريكه لكليات املحب ‪...‬‬
‫يقلب موازين املالمح و(يكركب) األحاسيس ويربك األيام ‪...‬‬
‫حتلو وال تدنو ‪ ...‬متر األيام كالرهوان ‪...‬‬
‫تعلو اهلمم ‪ ...‬تبتهج احلياة ‪ ...‬نتحرى هيئة اهلالل ‪...‬‬
‫صورته وبريقه الذي نحسه وال نراه !‬

‫‪29‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نالحظ مجاليات الطبيعة ‪..‬‬


‫نستمتع برائحة املاء عىل األسطح اخلشبية واإلسمنتية وعىل أوراق‬
‫الشجر ‪...‬‬
‫جتلو رؤية الصغائر ونتحسسها جيد ًا ‪...‬‬
‫احلب يقوي الذاكرة ويقوي املناعة ويقوي البدن ويقوي‬
‫احلدس ‪...‬‬
‫ويقوي االرتباط باألرض ‪ ...‬احلب أسلوب حياة ‪...‬‬
‫ممارسة لتفاصيل متناهية الصغر بحيث من املمكن أن ال نراها‬
‫أو نلحظها بالعقل والقلب املجرد !‬
‫احلب يكربها (كاملايكروسكوب) متام ًا فتتجىل واضحة عيان ًا بيان ًا‬
‫قلب ًا وقالب ًا ‪....‬‬
‫احلب حيجب الرؤى املقيتة ‪ ..‬فال ترى إال اجلميل يف املحبوب ‪...‬‬
‫احلب ينقي صوت املحبوب ويزيل شوائبه فيحوله لسيمفونيات‬
‫عذبة ‪...‬‬
‫ألنغام مرتبة حتى وإن حوت تفاصيل مقيتة ‪ ...‬فاحلب ينقحها ‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫(يتربها) بالذهب ‪ ...‬يغسل الواجهات برتاب الذهب ‪....‬‬


‫احلب يضيف الربيق اخلرايف غري املوجود هنا عىل هذه األرض ‪...‬‬
‫فالرؤى ليست بالرضورة أن تكون واقعية ‪ ....‬حقيقية ‪...‬‬
‫وملموسة ‪...‬‬
‫والعشق عىل رأسها ‪..‬‬
‫العشق يتناقض مع مفهوم األعامل بالنيات ‪...‬‬
‫ربام هذا ما جيعلني أردد تلقائي ًا مجلة (تقديس العشق تقديس ًا‬
‫بوذي ًا) ‪....‬‬
‫ال الحتوائي ملفهوم البوذية فام استعرت البوذية إال جلهيل‬
‫واستغرايب ملقدساهتم الزائلة !‬
‫فالبقرة يا سيدي متوت والشمس تغرب واألحبار ُمتحى ‪....‬‬
‫والناس تفنى ‪....‬‬
‫فأنى هلم تقديسها ! إذ ًا فالقدسية يا سيدي فعل قرره ربه األول‬
‫وتبعه الباقون ‪...‬‬

‫‪31‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فالشكل املبهم للتقديس البوذي حياكي من منظوري قداسة احلب‬


‫واهليام بني طرفني جيهالن متام ًا خالف الشكليات ‪....‬‬
‫جيهالن مل َ يذوبان وهل ًا ويتعذبان باآلخر ‪...‬‬
‫أتتفق !‬
‫‪ :‬متام ًا ‪....‬‬
‫‪ :‬ال يدري العشاق إذا ما استفتيتهم عن قـوة اجلذب بني‬
‫أرواحهم ‪...‬‬
‫مل َ اآلخر بالتحديد ‪!...‬‬
‫ٍ‬
‫مناسب عىل اإلطالق‬ ‫مل َ ذاك الشخص الذي يف األغلب يكون غري‬
‫ملالءمة ظروف اآلخر واقعي ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬فع ً‬
‫ال ‪ ...‬من أصعب األسئلة العنيدة ‪....‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬فالعشق ال يبنى عىل أسس وال عىل خيارات وأصول‬
‫ومنهجيات ‪...‬‬
‫ولو مل أكن أحرتم هذا األمر بإجالل لوصفته باهلمجية ‪...‬‬
‫‪ :‬هم جي ههه ‪ ... ...‬مممممممم وصف غري دقيق !‬

‫‪32‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬بىل مهجية ‪ ...‬باملعنى الدقيق ‪ ...‬ألن العاشق شخص مهجي‬


‫الدواخل واألحاسيس ‪...‬‬
‫فكذب الذي قال إن العشق يرتب العاشق ‪...‬‬
‫بل هو يزلزله ‪ ..‬يربجله ‪..‬‬
‫ُيكرس قواعده ‪...‬‬
‫ففي الكثري األغلب من األحيان جتد الذي يعشق وحتديد ًا يف‬
‫فرتات الصدمة احلسية األوىل وأثناء الفراق واالشتياق ‪...‬‬
‫جتد فاعل العشق مربجل املعيشة ‪ ...‬متطاير األشياء ‪...‬‬
‫غري مهندم يف ملبسه وال منظم يف مأكله وال مرتب يف مسكنه ‪...‬‬
‫حتى أوقات الفرح العارم ‪...‬‬
‫تؤم الفوىض نظرات العاشقني ‪...‬‬
‫تؤم الفوىض كلامت العاشقني ‪...‬‬
‫تؤم الفوىض ترصفات العاشقني ‪...‬‬
‫تسود الفوىض أرجاء املكان الذي يقطنه الشخص الشديد البهجة‬
‫الكثري األحالم ‪...‬‬

‫‪33‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الغني اآلمال ‪.....‬‬


‫العشق درجة من التقديس املبهم ‪...‬‬
‫‪( :‬فاعل العشق) هذي ‪ ...‬متناقضة وكالمك األول ‪!...‬‬
‫‪ :‬أين التناقض ‪ ...‬فليس كل فعل أصله النية ‪ ...‬فنحن حق ًا‬
‫ال ندري متى وكيف عشقنا ولكننا فقط نفعل ‪....‬‬
‫أصل الفعل يف العشق عدم توفر النية ‪...‬‬
‫‪ :‬أحتاولني تكبييل !‬
‫‪ :‬أستميحك عذر ًا ‪!!!...‬‬
‫‪ :‬تكبييل (كتابي ًا) ‪ .....‬وربام عاطفي ًا ‪ ...‬حسي ًا ‪..‬‬
‫‪ :‬اسمع ‪...‬‬
‫عاطفتك وإحساسك لك ‪ ...‬وهذي ال نقاش فيها وال حوهلا‬
‫وال عنها ‪...‬‬
‫ال مرشوط ًا بنية ‪..‬‬
‫أما الكتابة فليست فع ً‬
‫فال أعتقد أن أحد ًا ينوي الكتابة ‪...‬‬
‫إال كتابة مهنية ‪ -‬علمية أو ما شابه ‪...‬‬

‫‪34‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أما كتابات اإلحساس وما شابه فإهنا (ملكة) فاخليال ملكة‬


‫ومتكني الشخص هلا جند من جنود اهلل ‪...‬‬
‫أنا وجدتني أكتب ‪...‬‬
‫ففعلت ‪...‬‬
‫ولكني أخذت بتأصل املوهبة بإثراء ثقافتي ‪....‬‬
‫وبالتأمل ‪...‬‬
‫وهنالك فرق بني البالغة واملبالغة ‪...‬‬
‫شعرة ال يميزها إال العارف ‪...‬‬
‫‪ :‬العارف ‪!...‬‬
‫‪ :‬املتذوق لألحاسيس ‪...‬‬
‫‪ :‬فهمت ‪ ...‬فحري يب أن أتعلم الرسم مث ً‬
‫ال ‪!..‬‬
‫‪ :‬ههههههه ‪ ...‬ممكن ‪ ...‬ولكني أعتقد أن املواهب تُصقل‬
‫وال تعلم ‪....‬‬
‫‪( :‬أل ‪ ..‬دا أنتي زودتيها بقى ‪)!..‬‬
‫‪ :‬واهلل هي حقائق ال تثريب عليها ‪...‬‬

‫‪35‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬يرسا ‪ ...‬مل َ تتعففني كثري ًا عن املشاعر ‪!...‬‬


‫‪ :‬أنا ! هذا من أعمق ما قيل يل ‪...‬‬
‫‪ :‬يرسا ‪ ...‬احلب خيال ‪...‬‬
‫مجال ال مقياس له ‪ ...‬احلب أحاسيس فردوسية ‪...‬‬
‫تعلو وتدنو بني النقائض ولكنها ال تعوض ‪...‬‬
‫أنا شخصي ًا أعتقد أن أفقر الناس من يقاوم أحاسيسه اجلارفة‬
‫وال يعيشها ويتحدى دغدغة األنسام التي هتب فجأة دون أسباب‬
‫أو مقدمات أو موازين ‪...‬‬
‫أنا أتفق وإياك متام ًا ‪ ...‬أن العشق سيد األحاسيس ‪...‬‬
‫بتسلطه وسلطانه الذي ال سلطان دنيوي ًا يسبقه إال الذي كان‬
‫لسليامن عليه السالم ‪...‬‬
‫فالعشق تقديس بوذي ال قبل لنا به ‪...‬‬
‫زواج كاثوليكي بني قلبك واملحبوب والذي إن طغى وإن صفا‬
‫فإنك حتت وطأته وهو اللؤم اخلالد ‪!...‬‬

‫‪36‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ولعل بقرة البوذيني متوت وتفنى وذياك العشق يرتنم فوق جثامن‬
‫قلبك وروحك الطاهرة وأنت ترقب يف ضعف لذيذ ‪...‬‬
‫وتنهال عىل عمرك باحلجج الواهية التي تربر له هبا ضياعه (عىل‬
‫الفايض) ‪!...‬‬
‫فيا عزيزيت املثقفة ال تتعففي عىل األحاسيس فتقفرك ‪!...‬‬
‫أشعر بالعجز حيث إن مغزى هذا احلوار إن صح الوصف هلذه‬
‫احلال املشرتك األكثر من شيق ‪..‬‬
‫هو الوصول حللول تناسب كلينا ‪..‬‬
‫لن أقول ِ‬
‫أنت كي ال تنهال عيل كلامتك كالقذائف احلربية الواهية‬
‫التي نشاهدها يف األخبار الصباحية ‪ ...‬هههه‬
‫‪ :‬طبع ًا هذا بتسليم أنني من نوعية شارون ‪!...‬‬
‫‪ :‬كنت أشك يف عموميتكم ‪ ...‬لألمانة خصوص ًا يف لون العيون‬
‫والذي ال أدري ‪ ..‬ممممم ‪ ....‬ما هو بالتحديد ‪!...‬‬
‫عىل األغلب أزرق يميل للـ ‪...‬‬
‫‪ :‬حسبك حسبك ‪ !....‬أزرق !‬

‫‪37‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪( :‬ال عليك) ‪ ...‬أمازحك ‪ ...‬أمازحني ‪ ...‬يا أنا ‪...‬‬


‫ولكني حقيقة ‪ ...‬عجزت أمام احلب إال أن أصفه وهذا ال يعترب‬
‫ا‬
‫حال ‪...‬‬
‫أتدرين ملاذا !‬
‫‪ :‬ربام ألن احلب من األشياء املغيبة ‪!...‬‬
‫ودائ ًام املغيب يعظمه العقل البرشي ‪...‬‬
‫قد جيده البعض ولكن جهلهم بامهيته قد يفقدهم القدرة عىل‬
‫التمتع به فيعتقدون بمالحق ما دروا هبا ‪....‬‬
‫فريكض الباحث عن احلب وراء رسابات تقود هلرولة ال متت ألم‬
‫إسامعيل بصلة ‪!....‬‬
‫‪ :‬وألن أصل احلب العجز وليس القوة كام تقول العديد من‬
‫األساطري ‪...‬‬
‫إن مل يتملكك العجز الكامل الكيل والبالهة املنطقية املتكاملة‬
‫اجلوانب ‪..‬‬

‫‪38‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬واحلنق اللحظي والتوتر املفاجئ ‪ ....‬ودقة القلب مع سامع‬


‫صوت داليل عىل وصول املنتظر ‪...‬‬
‫‪ :‬مممممم ‪ ...‬وإن مل يتملك اإلنسان الشلل احليس غري املعلن‬
‫والسيطرة الكاملة عىل نظام تفكريك املدروس يف مجيع مناحيك ‪..‬‬
‫إن مل تنكشف أمام اجلميع بحركات ودالالت ال تقبل القسمة‬
‫عىل أكثر من ‪ ... 2‬فأنت مل حتب بعد ‪!...‬‬
‫‪ :‬وهذا النوع من احلب هو الذي يسكن الدواخل ويعيش مدى‬
‫اآلبدين ‪....‬‬
‫يتمتع املحب بكل ما ذكرت متعة ال توصف بالكلامت ‪...‬‬
‫‪ :‬أتدرين احلب (ملف) منفصل متام ًا يف بعض األحيان عن‬
‫رشيك اخلبز واليوم والرسير وقائمة التسوق ‪...‬‬
‫فنلحظ فقر الدواخل الذي يدفن عادة خلف املنظومات احلياتية‬
‫التي تتفاقم وأحيان ًا ذاك التفاقم ما هو إال فعل عمد (خلم)‬
‫عواصف واضحة بوضوح التوق آلخر بعيد ‪ ...‬احلب يقطن يف‬

‫‪39‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املقل ويف (انفراجات) الشفاه مع ذكر (مالك) القلب ‪ ...‬هؤالء‬


‫األشخاص ‪ ...‬سيئو احلظ !‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬هم كذلك ‪...‬‬
‫بعض أهل العلم يقولون علمي ًا ‪ :‬احلب ال يدوم أكثر من ثالث إىل‬
‫مخس سنوات عىل أعىل تقدير ‪...‬‬
‫وإن احلب احلقيقي ال يأيت إال بعد الزواج والتالحم اجلسدي بني‬
‫املرء وزوجه ‪..‬‬
‫وهو ما أعتقده خطأ مع كامل احرتامي (للمتعلمني بتوع‬
‫املدارس) ‪....‬‬
‫ألن احلب ال يموت ‪...‬‬
‫‪ :‬املهم ‪ ...‬قويل يل ‪ ..‬ما هي رحلتك املزمعة ‪!...‬‬
‫‪ :‬رحلتي ‪ ...‬رحلتي ‪ ...‬رحلتي يل وحدي ولن أرشك هبا أحد ًا ‪..‬‬
‫‪ :‬ما هو الغرض من الرحلة !‬
‫‪ :‬ألجدين ‪ !..‬للبحث عن السعادة !‬
‫‪ :‬السعادة ‪ ....‬مممم ‪ ...‬وماااا هي السعادة بنظرك !‬

‫‪40‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬يف آالف التعريفات للسعادة تضيع الكلامت سدى ‪...‬‬


‫فال تعريف سابق ًا وال الحق ًا للسعادة ‪...‬‬
‫‪ :‬عن الفلسفات !!!‬
‫‪ :‬هههههههههه ‪ ...‬طيب طيب ‪ ... :‬األحاسيس ال تُالحق‬
‫وإنام تُكتسب ‪...‬‬
‫‪ :‬إم الفلسفات ‪....‬‬
‫‪ :‬حلظة حلظة ‪ ...‬وسع صدرك يا صديقي ‪....‬‬
‫‪ :‬لست بصديقك ‪ ...‬وال أريد أن أكون ‪...‬‬
‫‪ :‬طيب ‪ ...‬يا عدوي ‪ ...‬يا من لست صديقي ‪.....‬‬
‫كنت أقول إنه يمكن أن تكون فقري ًا وسعيد ًا‪ ،‬وغني ًا وتعيس ًا ‪!...‬‬
‫احلب يسعد ويشقي ‪...‬‬
‫املعتقد يسعد يطمئن وقد يشقي ويكرس العمر ‪...‬‬
‫الزواج قد يسعد وقد يشقي ‪...‬‬
‫فال منصوصات للسعادات وال اختالفات تقاطعية للسعادة ‪...‬‬

‫‪41‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إنام هي معطيات حيددها الشخص فاعل السعادة فالسعادة ال‬


‫تقترص عىل أهنا إحساس بل هي فعل ‪...‬‬
‫وينسب هلا ما دوهنا ‪...‬‬
‫فاحلياة السعيدة ‪..‬‬
‫والشخص السعيد والبيت السعيد والقرية السعيدة والبلدة‬
‫السعيدة ‪....‬‬
‫‪ :‬إنام هي قرارات ‪! ...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬تلبس هذه الشخوص ثوب السعادة فتأتيهم طوع ًا‬
‫ال كره ًا ‪...‬‬
‫السعادة منطق املؤمن ‪ ...‬أي ًا كان إيامنه ‪...‬‬
‫فاملؤمن عىل إطالقه يؤمن بوجود اهلل ‪....‬‬
‫واملؤمن احلق يسلم تلقائي ًا أن اهلل اخلالق األعىل ما خلقنا مجيع ًا‬
‫إال لنسعد ‪...‬‬
‫نعم فنحن أمة حممد (صىل اهلل عليه وسلم) ‪ ...‬جعل اهلل الصالة‬
‫مركز اإليامن ‪...‬‬

‫‪42‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫كتابنا املوقوت ‪...‬‬


‫جعلها اهلل راحة لنا وسعادة ونعمة ال وصف هلا أكثر من (أرحنا‬
‫هبا يا بالل) ‪...‬‬
‫أتعلم ‪ !...‬أنا (أعشق) اإلعالنات التجارية !‬
‫أستلهم منها األفكار ‪ ...‬فدائ ًام ما يكون اإلعالن مله ًام ‪!...‬‬
‫‪ :‬ال أحد عىل اإلطالق حيب اإلعالنات التجارية املقيتة !‬
‫‪ :‬أنا أفعل ‪....‬‬
‫أتيييييه معها فأحب وأمتنى تكوين عائلة مجيلة وسعيدة وصحية‬
‫ومتأقلمة مثل مجيع عوائل اإلعالنات ‪...‬‬
‫ذوي األسنان البيضاء واملنازل النموذجية والذين يمكن أن يكون‬
‫سبب سعادهتم علبة حمارم أو جبن سائل أو قارورة ماء ‪!....‬‬
‫أو تلك الفتاة التي حلت عقدة حياهتا املتمركزة حول خشونة‬
‫شعرها وعدم نموه والتي بني ليلة وضحاها حميت من عىل سطح‬
‫األرض بسبب علبة شامبو أو (كريم) للشعر هبا كافة عنارص‬
‫الطبيعة املستخلصة مائة باملائة دون أي إضافات !‬

‫‪43‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ههههههههه ‪....‬‬
‫‪ :‬إي واهلل ‪....‬‬
‫دائ ًام ما أتيه مع اإلعالن واآلخر ‪..‬‬
‫ليتنا نكون سعداء هبذا املنتج إىل هذا احلد ‪...‬‬
‫وأتساءل يف وحدة ‪ :‬هل فع ً‬
‫ال يمكن لكوب من احلليب الصايف أن‬
‫يعيد شباب قلبي ‪...‬‬
‫ويعيد ضحكة عمري ويمحو ما بداخيل من رواسب بيئية‬
‫وإنسانية !‬
‫ماذا لو أن السعادة قرار ‪! ...‬‬
‫وقمت من مقامي هذا وقـررت أن آخذ األمور بسطحية غري‬
‫سلبية ‪....‬‬
‫وأضفت السعادة مكون ًا أساسي ًا حليايت بفتح باب (السعادات)‬
‫الصغرية ‪...‬‬

‫‪44‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫مثل السعادة بمنظف األرضيات وما يطهر من بكترييا كان‬


‫من املمكن أن تتسبب يف أمراض كثرية ‪ ...‬وبفضله نحن اآلن‬
‫أصحاء ‪...‬‬
‫والسعادة بالعلكة التي تطهر الفم وكان من املمكن للبكترييا أن‬
‫ترتاقص بفمنا بطريقة مستفزة كام يصورها لنا !‬
‫والسعادة بالصابونة التي تضفي عىل أجسادنا النعومة والرائحة‬
‫املستحسنة من املجتمع ‪ ..‬ونصبح كلام مررنا برفقاء العمل حتدثوا‬
‫عن مدى روعتنا وروعة عطورنا األخاذة ‪!...‬‬
‫والسعادة تلو السعادة بمنتجات تسهل حيواتنا ‪...‬‬
‫وبأفالم متتعنا وتقذف الفرح اللحظي فينا ‪...‬‬
‫السعادة بسفاسف املوجودات والتي لو ختيلنا أننا فقدناها حت ًام‬
‫سننقص من األمر شيئ ًا ‪....‬‬
‫‪ :‬أنا عن نفيس سعيد جد ًا باإلنرتنت الرسيع والذي من خالله‬
‫أنجز الكثري أينام كنت ‪...‬‬

‫‪45‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سعيد بالرسائل النصية املنهالة ليل هنار ممن نعرف وال نعرف يف‬
‫هذا الفضاء املوحد ‪...‬‬
‫سعيد بالنوم والصحو وما دوهنام ‪....‬‬
‫أنا أدع باب السعادات مفتووووح ًا ‪...‬‬
‫فكلام مرت يب سعادة تلقفتها ورحبت هبا ألزيد من سعادايت‬
‫اليومية ‪...‬‬
‫أال تغدو وتروح دون انتباه ‪....‬‬
‫فالسبت بالنسبة يل يو ٌم سعيد ألننا أحياء وألن كل من حولنا يوم‬
‫السبت أحياء وبصحة جيدة ‪...‬‬
‫وألن الشخص الذي تكره مل يمر عىل خيالك هذا السبت ‪...‬‬
‫والن ظلمي مل يكن يوم السبت وإن كان فقد وىل ذاك السبت‬
‫بظلمه ‪...‬‬
‫وألين يوم السبت مل أذهب للدوام الذي يزعجني كثري ًا ‪....‬‬
‫وألين يوم السبت نظمت مالبيس ووجدت بينها عرشة جنيهات‬
‫كنت قد نسيتها من أيام ‪....‬‬

‫‪46‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫هذه اجلنيهات العرشة يمكن أن أبتاع هبا العلكة التي ستمنحني‬


‫نفس ًا مجي ً‬
‫ال وبالتايل تزيد من ثقتي بنفيس ‪!....‬‬
‫وربام تقع مجيلة مثلك يف شباكي بسبب هذا النفس املنعش ‪...‬‬
‫وألنني يوم السبت قرأت ثقافة أو فن ًا أو ما شابه ‪....‬‬
‫فازددت شأن ًا عىل شأن ‪...‬‬
‫وألنني يوم السبت قد تعبدت أكثر من يوم اخلميس الذي كنت به‬
‫مشغوالً بأجندة ال متت يل بصلة ‪!...‬‬
‫وألين يوم السبت قد سمعت بفرح أحد األشخاص الذين اغتالوا‬
‫فرحي ذات عمر ‪ ...‬فحزنت وصمت لربهة‪..‬‬
‫ولكني تصاحلت وذايت واكتشفت لذة أين األفضل وإن مل أفرح‬
‫مثلهم ‪ ...‬واكتشفت أين ال أحسد الناس عىل أحواهلم ‪ ...‬وألن‬
‫ما بيني وريب أكرب ‪ ...‬وألن رض ًا تام ًا بام قسمه املليك يملؤين ‪....‬‬
‫وألسباب ال تعد وال حتىص فيوم السبت قد يكون يوم فتحك‬
‫لباب السعادات ‪..‬‬
‫الستقبال الرسائل الدنيوية واإلهلية السعيدة ‪...‬‬

‫‪47‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيويص اهلل مالئكته الكرام بأن يودعوك سعادة كبرية بفتحك‬


‫لباب السعادات فتزخر بالكثري من السعادات التي جتعل ميزان‬
‫سعاداتك يثقل فتنسى ما مىض من تعاسات ‪...‬‬
‫فيقفل باب التعاسات األبدي ‪ ...‬و)ينعل( إبليس نفسه بفشل‬
‫عظيم ‪...‬‬
‫‪ :‬إبليس التعيس يكره السعادات ‪...‬‬
‫‪ :‬بالتأكيد ‪ ....‬ألن السعادة هي صفة الرمحن وإبليس يصارع‬
‫الرمحن ‪ ...‬فأنت بعبادة السعادة هذي قد تقربت من الرمحن‬
‫أكثر ‪...‬‬
‫‪ :‬عبادة السعادة !!!‬
‫‪ :‬نعم عزيزيت ‪ ...‬السعادة عبادة ‪...‬‬
‫السعادة انصياع تام وتسليم كامل هلل تعاىل ‪...‬‬
‫مل َ خلق اهلل تعاىل اجلن واألنس ‪!...‬‬
‫‪ :‬إال ليعبدون ‪...‬‬
‫‪ :‬وما هي العبادة !‬

‫‪48‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬فهمتك ‪ ....‬احلمد هلل ‪...‬‬


‫‪ :‬احلمد هلل هذي تفتح األبواب اخللفية للسعادة بالتوسع حد‬
‫مرصاعيها فباب احلمد يفتح وباب السجدة يفتح وباب التوبة‬
‫يفتح وباب الندم عىل الذنب يفتح وباب اإلقدام عىل اهلل يفتح‬
‫وباب التقرب يفتح وباب التأهب للخري يفتح وأبواب اخلريات‬
‫وامللذات تفتح وأبواب النجاح والفالح تفتح وأبواب الصلوات‬
‫اخلمس تفتح وأبواب املواقيت املوقوتة تفتح وأبواب اجلامل تفتح‬
‫وأبواب التسامح تفتح وأبواب تنايس الظلم والظامل تفتح وأبواب‬
‫العفو عند املقدرة تفتح وأبواب الرب تفتح وأبواب اهلمة تفتح‬
‫وأبواب املروج اخلرضاء لألقربني تفتح وأبواب وصل الرحم‬
‫تفتح ‪ ...‬حتى آخر الرمحات والسعادات التي ال ندرهيا بعد ‪....‬‬
‫‪ :‬كلمة امللذات هذي خميفة بعض اليشء ‪....‬‬
‫‪ :‬ليس من الرضوري أن نتلذذ باخلفاء ‪ ...‬فلنتلذذ بالعلن ‪...‬‬
‫باحلالل ‪ ...‬فكله حملل ‪ ...‬فقط له مفتاح ‪...‬‬

‫‪49‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬صحيح ‪ ...‬أنا من أشد املؤمنني بأن اهلل تعاىل قد خلق اخللق‬


‫لالستمتاع ‪ ...‬فاملتعة ال تتعارض إطالق ًا والدين والعرف‬
‫واحلشمة ‪!...‬‬
‫يمكن أنه من موروثاتنا الصامء أن ارتبطت املتعة باملحرمات!‬
‫‪ :‬وهو عني الباطل ‪ ...‬فاملتع املتاحة أقوى وأمجل وال عد هلا ‪...‬‬
‫ِ‬
‫فلنواز بني الكبائر مثل الزنى ‪...‬‬
‫الذي عموم ًا يكون بالرس وبتعجل وبتوابع ضمريية ال تفنى ‪...‬‬
‫أما العالقات الزوجية فبتمهل وبتدلل وبتكرم وبفخر ‪...‬‬
‫فاملتعة هنا من مرضيات اهلل تعاىل ‪.....‬‬
‫‪ :‬واحلكمة كلها أن جعل مرضاته من مرضاة الزوجني بعضهام‬
‫لبعض ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم فالبعض خيطئ يف املعنى األصيل لكلمة زوج ‪...‬‬
‫فالزوج ال يعني الذكر ‪ ...‬فقط ‪..‬‬
‫‪ :‬عموم ًا فنحن نخاف كثري ًا من املتع ‪...‬‬
‫‪ :‬موروث غبي ‪..‬‬

‫‪50‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬نعم ‪ ...‬ومن املتع الكربى ‪ ..‬قول (أحبك) التي يستهلكها‬


‫الغرب استهالك ًا يفوق استهالكهم للامء واحلليب ‪...‬‬
‫نحن ال (نتقاول) الكلم ‪ ....‬ال نقوهلا ‪...‬‬
‫ال نستمتع هبا ‪ ...‬ألن احلب مربوط بالرجل واملرأة والفراش ‪...‬‬
‫ما هذا يا قوم حممد ‪ ...‬النبي الكريم ما كان ليحب هذا ‪ ....‬فبني‬
‫الوالدين واألبناء ‪...‬‬
‫أين احلب الشفوي ‪ ...‬ناهيك عن ما خيلج يف القلوب وتعتمر به‬
‫الصدور ‪( ...‬قولوها) ‪...‬‬
‫بني األخ وأخته والزوج وزوجه وابن العم واخلال واجلد ‪....‬‬
‫أنا أحب أن أتفوه باحلب ‪ ...‬وأعرب عنه ولكنني موثقة باألعراف !‬
‫التعبري عن احلب ال يشبه القول به ‪....‬‬
‫احلب قوالً من أصدق العبارات التي تنظمها الشفاه ويرتنم هبا‬
‫اللسان ‪....‬‬
‫‪ :‬املدح ‪ ..‬أيض ًا من املتع املفقودة يف ثقافتنا إال بالطرق املبتذلة ‪...‬‬

‫‪51‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أنا عن نفيس قمة متعتي أن متدح يل كلاميت املدللة التي أهوى ‪...‬‬
‫فأنا أصوغها بحب كبري وفخر عظيم وفروسية عربية غراء ‪...‬‬
‫وأشعر بالفرح العارم والفخر العظيم ملدحها ‪....‬‬
‫أمتنى لو توقف الوقت عند تلك الكلامت البسيطة التي ال تَنقص‬
‫فاعلها قطمري ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬رسقنا القول ‪ ...‬أين الرحلة !‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬نعم ‪ ..‬أرغب يف توفري الكثري الكثري من املال ‪...‬‬
‫واحلجز عىل الدرجة األوىل بطريان اإلمارات ‪...‬‬
‫والذهاب إىل جزيرة أفريقية ‪...‬‬
‫ذات شواطئ خمملية ‪...‬‬
‫وسواحل شاطئية بألوان ماء تركوازية ‪....‬‬
‫متيل للقرمزية ‪...‬‬
‫وكثبان رملية ‪....‬‬
‫وأشجار استوائية ‪ ....‬جريدية ‪...‬‬
‫ومالمح أثريية ‪...‬‬

‫‪52‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وفنون خرافية ‪....‬‬


‫ونكهات استوائية ‪....‬‬
‫ومناظر رسمدية ‪....‬‬
‫طبيعة فاتنة ‪....‬‬
‫مناظر فردوسية ‪....‬‬
‫إذ تتباين ألوان ودرجات املاء هبدوء رباين ال قدرة ملخلوق عليه ‪..‬‬
‫والصدف الذي يلمع مع أشعة الشمس اخلجول ‪...‬‬
‫وبعض الكائنات الربمائية التي ال نراها إال يف أفالم (الكارتون)‬
‫وأصوات الطيور ‪...‬‬
‫التي تتحكم هبا الرياح ‪...‬‬
‫وتضارب املوجات ‪ ...‬املد واجلزر ‪...‬‬
‫حتس أن املياه بعد ما تأخذ قرارها ترتاجع وتلملم أطرافها فتعود‬
‫للداخل ‪...‬‬
‫كأهنا ترتدد ‪ ...‬كأهنا حتاكيك اآلن يف مدك وجزرك ‪...‬‬
‫تردداتنا يف قرارات واضحة بوضوح الشمس والقمر ‪....‬‬

‫‪53‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فال تدري مل َ تكرر الرتدد بعد ما تقدم عىل احلياة ‪...‬‬


‫ألسنة املاء هذي نفسها ‪ ...‬إقدامها وإدبارها ‪...‬‬
‫اخلطوط التي تتالقى هبا الساموات والبحر ‪...‬‬
‫حيث ينغمس قرص الشمس ‪...‬‬
‫معلن ًا وقت اللباس ‪...‬‬
‫يتخذ عند تلك النقطة بني البحر والسامء قرار اللباس واملعاش ‪...‬‬
‫فتخفض الشمس ‪ ...‬وتغط يف نوم عميق ‪....‬‬
‫دائ ًام ما يشغل بايل ‪ ...‬هل تنطفئ الشمس ‪!...‬‬
‫وينترش ضوؤها املبدد عىل طول السامء املنخفضة خلف مدى‬
‫البحر !‬
‫حيث تنتهي رؤانا !‬
‫أم هي حمدودية الرؤى التي ختوننا ‪...‬‬
‫فأميل ملبدأ اخليانة هذي ‪ ..‬والتي امتزجت بكل قادم إيل وعيل ‪...‬‬
‫‪ :‬يااااا ‪ ...‬أستاذة ‪ ...‬اذكري اهلل ‪ ...‬ههههههههههههه‬
‫ما كان مد وشمس هذا الذي يرسح بك هكذا !!!!‬

‫‪54‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫تذكرينني بمرسحية (مدرسة املشاغبني) ‪ :‬ما هو املنطق !‬


‫‪ :‬هههههههه ‪ ...‬لكن حقيقة ما هو املنطق ‪!...‬‬
‫‪ :‬املنطق يا سيديت ال ُفضىل ‪....‬‬
‫منهج من مناهج التفكري ‪...‬‬
‫ٌ‬ ‫هو‬
‫‪ :‬املنطق من اإليامن ‪..‬‬
‫‪ :‬بالتأكيد ‪...‬‬
‫فاإليامن خلق وحكمة ومنطق والتي أعتقد أهنا أوجه لعملة‬
‫واحدة ‪...‬‬
‫فاحلكمة منطق وهي ضالة املؤمن وضالة املؤمن تقواه التي يف قلبه‬
‫وقلب املؤمن دليله والدليل ال يتأتى إال بالتفكري املنطقي والتفكري‬
‫املنطقي يصدر من الشخص السليم وسالمة اإلنسان يف عقله‬
‫ال جسده فقط والعقل يغذيه (اإليامن) أي ًا كان الدين ‪...‬‬
‫‪ :‬واملفتاح عند النجار والنجار عايز فلوس والفلوس عند‬
‫السلطان ‪ ...‬والسلطان عايز عروس ‪ ....‬هههههههههه‬
‫‪ :‬ههههههه ‪ ....‬وبام أين سلطان اهلوى ‪ ..‬فأنا (عايز عروس) ‪...‬‬

‫‪55‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ممممممممم ‪ ...‬بالرفاء والـ ‪..‬‬


‫‪ :‬أنا وجدهتا ‪...‬‬
‫‪ :‬أرجوك ‪...‬‬
‫‪ :‬وأنا أرجوك ‪ ....‬اسمعي ‪ ...‬نصف الدين ال يشرتى باملال ‪...‬‬
‫‪ :‬وال ظل الرجل يعوض بثمن ‪...‬‬
‫‪ :‬ال أعتقد إطالق ًا أن جسدين حتابا يف اهلل واجتمعا عىل طاعته‬

‫وحمبة بعضهام بعض ًا يمكن أن حيل حمل سعادهتام ٌّ‬


‫أي كان ‪...‬‬
‫‪ :‬احلب جند من جنود اهلل ‪...‬‬
‫يؤتيه من يشاء ‪..‬‬
‫‪ :‬أمل يؤتك اهلل إياه ‪!..‬‬
‫‪ :‬ال أجزم ‪...‬‬
‫‪ :‬يل أم لك ‪!...‬‬
‫‪ :‬أيض ًا ال أجزم ‪...‬‬
‫‪ :‬جنة اهلل يف األرض هي منزل أسس عىل تقوى من اهلل ‪...‬‬

‫‪56‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫داخله املحبة واحللم والعطف والتفهم والشغف واللذة واحلوار‬


‫واآلذان والتعفف ‪...‬‬
‫‪ :‬أدرك ‪...‬‬
‫‪ :‬ال تفعلني ‪ ....‬فال عالقة لإلدراك بالفهم ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا ‪ ...‬لست بحالة نفسية تؤهلني الختاذ أي قرار ‪...‬‬
‫أرجو أن تتفهمني ‪...‬‬
‫‪ :‬فالزمي غرزي إذ ًا ‪....‬‬
‫أنا أتفهم جيد ًا وأحاول كثري ًا أن أتكهن بام ترمني إليه ‪ ..‬أنا أتراءى‬
‫جيد ًا ما يمكن أن يكون ‪ ...‬ما يمكن أنه كرس عظمة القلب وحال‬
‫بينك والعادي من األحاسيس ‪...‬‬
‫ولكني ‪ ...‬أرجو أن تُعميل عقلك اجلميل هذا ‪...‬‬
‫إلدراك رغبتي الكاملة ‪ ...‬فيك ‪...‬‬
‫أيض ًا ‪ ....‬أنصحك متام ًا بالبدء يف إنشاء عالقة بينك ونفسك ‪...‬‬
‫ولتستطيعيها ابدئي بفهم اهلل ‪...‬‬

‫‪57‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬فهم اهلل !‬
‫‪ :‬أول اإليامن وآخر املبتغيات عىل اإلطالق هو فهم اهلل وإدراك‬
‫ماهية العالقة به ‪ ...‬أنا ما بدأت فهم اهلل تعاىل إال قريب ًا ‪...‬‬
‫وسعدت جد ًا هبذا الفهم ألن رشط متام احلب أنه ال يكون إال‬
‫بفهم الطرفني بعضهام لبعض ‪ ...‬اهلل خلقني أنا ‪....‬‬
‫فحري بعقيل أن يبت يف أمر فهم اخلالق للمخلوق ‪...‬‬
‫وحب املعبود للعابد ‪...‬‬
‫فلم يقربني بالعبادة ‪!...‬‬
‫وإال َ‬
‫‪ :‬أدري وأدرك واهلل ذلك ‪ ....‬إن مل يكن اهلل حيبني حد االنتهاء‬
‫فلم خلقني !‬
‫َ‬
‫كان سبحانه وتعايل ليخلق أي خملوق يعبد وحيمد مدى الدهر ‪...‬‬
‫وانتهى األمر ‪...‬‬
‫‪ :‬سبحان ريب األعىل ‪...‬‬

‫‪58‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪59‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪60‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أنعود للجزيرة ‪!....‬‬


‫‪ :‬نعود للجزيرة يا أمرية ‪....‬‬
‫‪ :‬اجلزيرة يا أمريي ‪...‬‬
‫قاطنوها أشخاص غاية يف البساطة واحلكمة ‪....‬‬
‫والرقي ‪...‬‬
‫إثر التامزج البرشي الكبري ‪....‬‬
‫وإثر البحر ‪....‬‬
‫‪ :‬حلظة ! مل َ (اخلرابيط) !‬
‫‪ :‬حقيقة ‪ ...‬اإلنسان ابن بيئته ‪...‬‬
‫ما يعني أن أهل الصحراء واجلبال خيتلفون متام ًا سيكولوجي ًا عن‬
‫أهل املدن واملناطق الساحلية ‪..‬‬
‫فهؤالء جتدهم أقوياء البنى اجلسدية ‪...‬‬
‫وأقوياء املشاعر إذ ال يتأثرون كثري ًا بالعواطف واألحاسيس ‪...‬‬
‫جتد تعابريهم صلبة ‪...‬‬
‫جتد ثقافاهتم جامدة ‪...‬‬

‫‪61‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫حتى أشعارهم جتدها فخر ًا بالدجى والصخر والنوق وهكذا ‪...‬‬


‫أما أهل السواحل فتجد فيهم عذوبة وفطرهتم متيل إىل اللني‬
‫واللطف ‪...‬‬
‫حتى مالحمهم جتدها أرق ‪ ...‬أعذب ‪...‬‬
‫كالمهم رطب ‪...‬‬
‫املاء يا سيدي يرقق املشاعر ‪...‬‬
‫املاء يسقي الفؤاد باللني ‪...‬‬
‫باحلب ‪...‬‬
‫جتدهم شاعريني ‪...‬‬
‫وجتد حتى طعامهم يميل للكثري من التوابل ‪...‬‬
‫‪ :‬التوابل !!!!‬
‫‪ :‬نعم ‪ ....‬الذي هيتم بالتوابل ‪...‬‬
‫هيتم تلقائي ًا باألحاسيس ‪...‬‬
‫فأنت هتتم باملذاق ‪...‬‬
‫واملذاق إحساس ‪...‬‬

‫‪62‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫احلار والبارد والالذع واحللو واحلامض ‪....‬‬


‫اجلريء والغامض ‪...‬‬
‫كلها مذاقات وأحاسيس ‪...‬‬
‫فأهل املناطق الساحلية دوم ًا نجد أجسادهم متيل للنحافة ‪...‬‬
‫ذاك أهنم يتذوقون الطعامت وال يكثرون من الطعام ‪...‬‬
‫يستمتعون باملذاق أكثر من االستمتاع بالكمية ‪...‬‬
‫وباملناسبة سيدي ‪...‬‬
‫‪ :‬مممم‬
‫‪ :‬الذي هيتم بالنوعية ‪...‬‬
‫عادة ال هيتم بالكمية ‪...‬‬
‫فالكم والنوع عادة يف ميزان عكيس ‪....‬‬
‫ذاك أن الذي يقدس احلب يا عزيزي ال يستهلكه ‪...‬‬
‫‪ :‬الااا يستهلكه ‪ ....‬أنتكلم عن احلب !!!‬
‫‪ :‬نعم نعم ‪ ...‬أعتقد بل أجزم أن سحق كلمة احلب هذي‬
‫ال يمكن أن تكرر هبمجية ألشخاص كُثر ‪...‬‬

‫‪63‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال ‪ ...‬تكرر له هذي الكلمة زاد ًا لروحيكام ‪....‬‬


‫فالذي حتبه فع ً‬
‫أما إن انفصلت عن احلبيب احلقيقي ‪...‬‬
‫ذاك احلبيب الذي يطرق الروح والعقل والقلب ويأخذك معه أينام‬
‫حل ‪....‬‬
‫فإن عالقاتك مجيع ًا التي تليه ‪...‬‬
‫حتى ولو كانت عن أحاسيس فال يمكن أن تنطق بكلامت احلب‬
‫ذاهتا بذياك اإلحساس نفسه ‪...‬‬
‫‪ :‬وضحي وضحي ‪ ...‬فام احلب إال للحبيب األول! كارثة‬
‫يا سيديت ‪...‬‬
‫أنا لست براض عن ذاك ‪....‬‬
‫فاحلب يتكرر يف العمر بعدد ال حمدود ‪ ...‬وقد يصل حد عدم‬
‫ٍّ‬
‫ولكل طعمه اخلاص ‪....‬‬ ‫املنطق ‪ ....‬يمكن أن نحب كثري ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬وأنا بعد أدرك أن احلب يتكرر ‪...‬‬

‫‪64‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ما قصدته سيدي أن (كلمة أحببببك) هذي الذي يفهمها جيد ًا‬
‫وحيرتم مبدأ احلب يف ذاته ال يستطيع النطق هبا إال للذي هيواه‬
‫القلب حق ًا ‪...‬‬
‫وهلوى النفوس رسيرة ال تعلم ‪...‬‬
‫إذ إين ال أتفق وقول الشاعر إن احلب للحبيب األول أو أن‬
‫الشاعر باألول هذي ال يقصد الرتتيب ‪...‬‬
‫فقد يصادف احلب احلقيقي الشخص رقم اثني عرش يف حياتك ‪..‬‬
‫ولكنه يكون احلب احلقيقي ‪...‬‬
‫فاحلب احلقيقي كاإلسالم جيب ما قبله ‪....‬‬
‫ينسف كل ما كان وكل ما قيل وكل مجيل وكل قبيح ‪...‬‬
‫للحب خاصية تطهري الذواكر والدواخل ‪....‬‬
‫‪ :‬احلب احلق كاإلسالم جيب ما قبله ‪.....‬‬
‫ال حول وال قوة إال باهلل ‪...‬‬
‫وكأهنا رصاصة ُقذفت بقلبي ‪...‬‬
‫كأهنا رصاصة ‪...‬‬

‫‪65‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كأهنا رصاصة ‪....‬‬


‫‪ :‬ههههههههه ‪ .....‬يضحكني هيامك هذا ‪....‬‬
‫‪ :‬نعم !!!!‬
‫‪ :‬واهلل أعتذر ‪....‬‬
‫أنا آسفة ولكن مالحمك وتصلبات عروق جبينك هذي ‪....‬‬
‫ورشايينك !‬
‫ال أصدق تلك العروق كيف تتفاعل ‪!...‬‬
‫أهو دم جديد ‪!...‬‬
‫كأنام تضخ الدم بقوة ‪....‬‬
‫مضحكة وخميفة ‪...‬‬
‫ال أدري ما الذي حيدث لك ‪!...‬‬
‫فجبينك يكاد يتفجر ‪....‬‬
‫هل نتوقف عن احلديث !‬
‫‪ :‬ال أبد ًا ‪ ...‬يف كل األحوال ‪....‬‬
‫سيقذف اهلل بك يف سقر ‪....‬‬

‫‪66‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بام تفعلينه بدواخيل ‪ ...‬أكميل ‪...‬‬


‫كنا ‪...‬‬
‫أو ِ‬
‫كنت تصفني يف أهل اجلزيرة ‪...‬‬
‫‪ :‬سقر ‪ ....‬يااااا إهلي ‪ ....‬أعوذ باهلل ‪...‬‬
‫طيب يا سيدي ‪....‬‬
‫كنت أقول إن أهل اجلزيرة ‪...‬‬
‫قد تأثروا كثري ًا بعدة عوامل منها االستعامر األجنبي الطويل‬
‫والذي ترك أثر ًا باقي ًا يف جوانب اجلزيرة حتى يف لغاهتم األجنبية‬
‫التي تعترب عىل األغلب اللغة األم عىل لغتهم األصلية ‪.....‬‬
‫التامزج يا سيدي خيلق احلضارات املختلطة والتي تنتقي األميز من‬
‫كل (شجرة أثمرها) ‪....‬‬
‫ومن كل فرع أنرضه ‪...‬‬
‫أهل اجلزيرة (سمر) السنح ‪...‬‬
‫بألوان ساحرة ‪..‬‬
‫اختلطت أفريقيتها بدماء بيضاء فشكلت مالمح (خرافية) فاتنة ‪..‬‬

‫‪67‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كساها البحر محرة عىل سمرة ‪...‬‬


‫الناس ال يسألون إحلاف ًا ‪...‬‬
‫وال يتهاونون لكسب الرزق ‪...‬‬
‫ولكنهم يقرؤون االحتياجات ‪ ...‬من السنحات ‪...‬‬
‫فمهنياهتم العالية ‪...‬‬
‫يف التفهم والفهم حلاجات الواردين أمثايل هي التي جتعل من‬
‫مكاهنم الوجهة املطلوبة ‪....‬‬
‫فيقرؤون طباع القادم من قوله ‪ ...‬وملبسه ‪...‬‬
‫وحقائبه ‪ ...‬واختياره لغرفته ‪...‬‬
‫يقرؤون القادمني بدقة عالية ‪...‬‬
‫فأعىل سعر دائ ًام يا صديقي لرجاحة العقل بقلة الكالم ‪...‬‬
‫املكان ساحر ال غبار عليه سوى الذي يفرتش حتت قدميك‬
‫بنعومة تعامل األطراف برفق ‪...‬‬
‫فال حتتاج للنعال كثري ًا ‪....‬‬

‫‪68‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫حرية البرشة مع نعومة (الرملة) تدغدغ أحاسيس ال توجد‬


‫إال هناك ‪....‬‬
‫‪ :‬اهلل اهلل اهلل ‪....‬‬
‫‪ :‬أمحل معي حقائب كثرية أملؤها باملالبس الفضفاضة اجلديدة ‪..‬‬
‫وأمحلني معي ‪...‬‬
‫أمحل معي نفيس التي أنوي أن أعيد صيانتها وتدليلها ‪...‬‬
‫أنوي إنشاء عالقة حب رشعية ونفيس ‪...‬‬
‫أمحل معي عطور ًا ناعمة وأخرى قوية بجوز اهلند والفانيليا‬
‫والسكر البني ‪....‬‬
‫وأشتم رائحة األشياء اجلديدة ‪...‬‬
‫وملطفات للبرشة برسومات استوائية ‪...‬‬
‫وكل ما تتمناه يف احلقائب النسائية الفخمة ‪...‬‬
‫حقائبي ستكون ذات طابع كالسيكي ‪...‬‬
‫من جلد سميك ‪.....‬‬
‫عجالهتا تدور يف كل االجتاهات ‪...‬‬

‫‪69‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقابضها أنيقة هبا ميزان دقيق ‪..‬‬


‫مدرجة املقاسات ‪...‬‬
‫تتدىل من كل حقيبة ‪...‬‬
‫شارة بداخلها وريقة لتدوين اسمك برسمك ‪...‬‬
‫أبتاعها باهظة األثامن ‪...‬‬
‫وأنظر باملطار حلقائبي املرتاصة بفخامة وأشعر بالفخر هبا ‪!...‬‬
‫قد تلهم احلقائب الناس بثرائي وبشخصية أثريية بارزة ‪...‬‬
‫‪ :‬سؤال ‪....‬‬
‫‪ :‬تفضل ‪!...‬‬
‫ِ‬
‫وأنت لست من هواة املشاهري والثروات وختافني‬ ‫‪ :‬مل َ تودين ذلك‬
‫املال ‪!...‬‬
‫وال تباهني أبد ًا ‪ ...‬حتى بالذي عندك ‪!...‬‬
‫‪ :‬مممم ‪ ...‬أوالً ال تصدق من عىل هذه البسيطة وال حيب املال ‪...‬‬
‫نعم قد نخاف فتنته ‪ ...‬ولكن هذا ال يعني عدم حبنا واحتياجنا‬
‫لـه ‪....‬‬

‫‪70‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أتعلم ماذا ‪!...‬‬


‫أنت ‪ ...‬يا قطعة السكر البني ِ‬
‫أنت ‪ ...‬قويل‬ ‫‪ :‬قويل يا فاتنتي ِ‬

‫يا عذايب ‪..‬‬


‫‪ :‬مممم ‪ ...‬أنا ال أسمممع ما تقوووول ‪....‬‬
‫حسن ًا ‪ ....‬واهلل أنا ‪...‬‬
‫أرغب يف تبني أحاسيس خاجلتني كثري ًا ‪....‬‬
‫فأنا أهوى السفر كثري ًا ‪...‬‬
‫وكنت يف كل مطار أرقب الناس وأصنفهم من حقائبهم ‪...‬‬
‫الذين يضعون املال يف حقائب السفر هم ‪...‬‬
‫األفخم وليسوا األثرى ‪...‬‬
‫ألن الذي هيتم بتفاصيله الشخصية ‪ ...‬هو شخص فخم الطباع ‪..‬‬
‫متام ًا ‪...‬‬
‫كالذين هيتمون بغريهم ‪...‬‬
‫ففخامة الطبع تغلب عىل معامالهتم الشخصية واالجتامعية ‪....‬‬
‫ورحت بيني وبني نفيس أتصارع يف جتربة ما كنت أتفكر به كثري ًا‬

‫‪71‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫برغم أن الفخامة والشياكة داخلية ‪...‬‬


‫فهي صناعة نفسية وليست ماركات جتارية وال عالمات فرنسية‬
‫وال عقود ًا فضية وال سالسل ذهبية ‪...‬‬
‫‪ :‬طيب ! ومل َ التناقض !‬
‫‪ :‬ليس تناقض ًا يا سيدي ‪...‬‬
‫ولكن ‪...‬‬
‫البعض يولد وهذه األحاسيس جتري بدمه ‪...‬‬
‫والبعض يربيها بنفسه ‪...‬‬
‫والبعض هتبها له الطبيعة ‪....‬‬
‫قد تكون رغبتي يف اكتشاف نفس غري التي عارشهتا يف الثالثة‬
‫العقود املاضية ‪...‬‬
‫وقد تكون ألين أنوي فع ً‬
‫ال الثراء ‪.....‬‬
‫فالثراء يا سيدي حيتاج لتهيئة نفسية لتستوعبه ‪...‬‬
‫فالذين صنعوا املال دون أن يتهيؤوا حلاله ‪....‬‬
‫جتدهم يف أرث أحواهلم املعيشية ‪...‬‬

‫‪72‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وهم يف منتصف الفخامات القرشية ‪....‬‬


‫فاستيعاب احلال أهم من احلال نفسه ‪....‬‬
‫وأنا قررت أن أثري نفيس ‪ ...‬وأثري ‪...‬‬
‫فالثراء يمكن أن يطرق بابك ‪...‬‬
‫من خالل عقلك هذا الذي أرحته من متاعب الفقر النفيس ‪....‬‬
‫فيعمل العقل عىل إجياد الطرق األرسع ليقودك لنعيم الدنيا دون‬
‫مشقات عظام ‪....‬‬
‫وهذا التغيري حيتاج ألحاسيس كهذه ‪...‬‬
‫أنا يا سيدي ‪ ....‬يف فرتة انسالخ جزئي عن نفيس ‪...‬‬
‫فأرغب يف وضعها أمامي وحتصيص اجلزء الذي أريد واستبعاد‬
‫أو تغطية ما ال أريد ‪....‬‬
‫فاجلزء البسيط الطيب ذاك ‪...‬‬
‫أحتفظ به ولكنني سأواريه ببضع اللوغرثميات ‪...‬‬
‫‪ :‬كأننا عرجنا عىل القليل من النكد الريايض !‬

‫‪73‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬هههههههههههههه ‪ ....‬اصرب ‪ ...‬اصرب ‪ ...‬اللوغريثميات ‪...‬‬


‫تنسق الدواخل ‪...‬‬
‫الفكرة اللوغريثمية ‪ ..‬احلياة كلها لوغريثميات ‪ ..‬ففي منتصف‬
‫كل أقدارنا يوجد ذاك الشكل اهلنديس بداخله ‪ ..‬نعم وال وآخر ‪..‬‬
‫فأصل الطيبة والبساطة والعفوية وكل هذي األمور موجودة‬
‫ولكنها خترج بقدر ‪ ...‬بتوفر بعض العوامل والشخصيات‬
‫املقابلة ‪...‬‬
‫فمن اجلهل أن تتعامل بالبساطة والعفوية والطفولة مع ذئاب‬
‫البرش ‪...‬‬
‫ومن اجلهل أن تالقي الشنيع وتقابله باملحبة ‪...‬‬
‫ومن اجلهل أن تتعامل بالبساطة واحلب والعفوية مع من ال حيمل‬
‫هذي املعاين يف قواميسه النفسية ‪...‬‬
‫فحت ًام أنت ستقابل بسوء التقدير وسوء الفهم وسوء التعامل‬
‫واالستصغار للحد الذي سيجعلك تصدق أنك فع ً‬
‫ال بني آدم‬
‫هاميش ‪...‬‬

‫‪74‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ضعيف ‪...‬‬
‫ال أمهية كبرية لوجودك ‪...‬‬
‫ولن تغري يف هذا العامل بوجودك أو عدمه مثقال أنملة ‪...‬‬
‫قد يصل سوء تقدير النفس أحيان ًا لدرجة أن الشخص يعتقد أنه‬
‫حتى مالحمه هذي ال تُذكر ‪...‬‬
‫فيمكن أن يتجاهلك شخص تقابله للمرة الثانية أو الثالثة يف‬
‫حياتك وال يعريك اهتامم ًا ‪...‬‬
‫هو يف األصل ال يعري نفسه وليس أنت ‪...‬‬
‫ألنه ال يعتقد حق ًا أنه إن سلم أو مل يفعل فسيمثل هذا األمر شيئ ًا‬
‫للطرف اآلخر أو يضيف أو ينقص ‪...‬‬
‫ألنه ال يرى أنه أص ً‬
‫ال رقم يف هذا العامل ‪...‬‬
‫مثل هؤالء ‪ ...‬يف حقيقة األمر إنام يسيئون األدب مع اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫وكأنام أحدهم يظن أن اهلل قد خلقه دون هدف حقيقي ‪...‬‬
‫‪ :‬كأنك (مزوداها حبتني !)‬

‫‪75‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ال وريب ‪ ...‬أبد ًا ‪...‬‬


‫باملناسبة كل ما ذكرت لك هي حقائق وليست ختمينات وال هي‬
‫خالصات يأس وغضب أو انكسار ‪..... ...‬‬
‫‪( :‬يااااا شيخة !) عيني يف عينك ‪...‬‬
‫‪ :‬ال ِ‬
‫تبارين بالعيون ‪ ....‬فقد امتألت يب حلد أين قد مألت عيني‬
‫مني ‪...‬‬
‫فأصبحت شخصيتي ال تكرس رميش أبد ًا ‪....‬‬
‫‪ :‬مل َ أخافك اآلن ‪!....‬‬
‫‪ :‬ههههه ‪ ...‬حري بك أن تفعل ‪...‬‬
‫ألن حرضتك (تلخبط) بني القوة والطغيان الذي ألفته باملجتمع‬
‫واألفالم والدراما ‪...‬‬
‫أعتقد اآلن أن هذا الدماغ (الظريف) إنام جيرت صورة املرأة‬
‫املتفلسفة الناجحة احلقرية الواثقة من نفسها برعونة ‪...‬‬
‫أي كان وتسحق كل من يقف بطريقها للوصول‬
‫وال هتتم ألمر ٍّ‬
‫هلدفها ‪...‬‬

‫‪76‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والذي هو اجلامل والسلطة واملال ‪...‬‬


‫هههههههههههههههه‬
‫‪ :‬يعني أنا (بتاع) درامات ‪!!!!....‬‬
‫‪ :‬ههههه ‪ ..‬أجججل يا عزيزي ‪ ..‬بيل ‪ ..‬نعم ‪.. Oui .. Yes ..‬‬
‫‪ :‬طيب ممكن (نرجع) ملوضوعنا ‪ !...‬يا عذايب ِ‬
‫أنت ‪...‬‬
‫عذاب ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت عذاب ‪...‬‬
‫‪ :‬ممكن نرجع ملوضوعنا ‪ ...‬كفانا اهلل رش العذاب ‪.... ...‬‬
‫‪ :‬ال ‪...‬‬
‫‪ :‬بىل ‪...‬‬
‫كنت أقول ‪ :‬إن التفريق بني عموم شخصيتك‬
‫وختصيص كل جزء منها هو عني التحكم بالنفس ‪!...‬‬
‫إذ إن الشخصية املحمدية هي تلك املغسولة بامء احلكمة ‪...‬‬
‫ولكن من حسن ترصيف الشخص ألمره أن يعقل بحكمة متى‬
‫وأين ومع من يتعامل ‪...‬‬

‫‪77‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كي ال تضيع نفسك بني ممرات الناس النفسية املتقلبة ‪...‬‬


‫انظر جيد ًا لتعامل الناس بعضهم مع بعض ‪...‬‬
‫ترى الشخص نفسه الذي ال يكن لك احرتام ًا ‪...‬‬
‫هو نفسه الذي حيرتم غريك ‪...‬‬
‫ونفسه الشخص البغيض مع هذا هو نفسه احلبيب القريب‬
‫لذاك ‪....‬‬
‫الناس يتبدلون بالتعامالت يا عزيزي كل حسب ما قدر له ‪...‬‬
‫وهذا التقدير تكون مصدره أنت ‪!...‬‬
‫أنت إن عاملت نفسك من الداخل بصورة فالناس يروهنا‬
‫ويستشفوهنا منك ‪...‬‬
‫فال تصدق قشورها ‪!...‬‬
‫أنا ‪..‬‬
‫أنا ‪ ...‬كنت أستغرب تعامالت كثرية تكررت يل عرب حمطات‬
‫خمتلفة ‪...‬‬

‫‪78‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫تغريت املشاهد والناس واملواقيت وتكرر نفس الذي حيدث يل‬


‫وأنا يف خضم اندهاشات وخيبات متكررة ‪...‬‬
‫كنت أعيد عيل نفيس السؤال ذاته ‪!...‬‬
‫مل َ أنا !‬
‫أخرس خسارات برشية كبرية وأنكرس وأنا مل أفعل شيئ ًا ‪!...‬‬
‫وأباغت باللؤم الكبري من أناس ال أكن هلم إال احلب !‬
‫ففهمت أن أصل اخلطأ يف نفيس ‪...‬‬
‫وأصله (الضعف) ‪...‬‬
‫‪ :‬الضعف ! من هو الضعيف ‪ِ ...‬‬
‫أنت ؟؟؟!!!‬
‫‪ :‬نعم أنا ‪ ...‬ليس الضعف يا عزيزي بمفهومك أنت العام ‪....‬‬
‫ولكن النفوس الفقرية حتسب العفوية والتبسط ضعف ‪....‬‬
‫فعموم النفس البرشية تنفر من األشخاص الضعفاء ‪!...‬‬
‫والبعض يستحقرهم وهكذا ‪...‬‬
‫فقررت أن أنترص لنفيس وأال أكرسين مرة أخرى بسبب الغري ‪...‬‬
‫فعدم االختالط ليس احلل ‪...‬‬

‫‪79‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فاحلياة عىل طبيعتها أفضل ‪...‬‬


‫فال أحتاشى الناس ولكني أحصن نفيس جيد ًا ‪...‬‬
‫وقوة البني آدم تتأتى من ثقته ‪...‬‬
‫فبعض الضعفاء يتوشحون القوة ‪...‬‬
‫ٍ‬
‫ومؤذ ‪...‬‬ ‫فرتاهم بني (مصارخ)‬
‫وجماهر بالقول ‪....‬‬
‫ومستعمل وفرح بعضالته اجلسدية ‪...‬‬
‫كلهم ضعفاء ما اسطاعوا مع القوة سبي ً‬
‫ال ‪....‬‬
‫فاخترصوا الوقت وتوشحوا لباس القوة املزيف والوقتي وغري‬
‫املريح ‪...‬‬
‫فرتاهم برغم قواهم الظاهرة إال أهنم يف حاالت نفسية غري‬
‫مستقرة وال يتسمون بالصفو ‪...‬‬
‫فاملعرتكات الدائمة غري املقيدة بأحداث حقيقية ما هي إال‬
‫تناقضات تدور مع اجتاه الكرة األرضية وهو عكس املألوف‬
‫فالطاقات اإلجيابية عادة ما تدور عكس اجتاه الكرة األرضية ‪...‬‬

‫‪80‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فتلك انجرافات ال دورانات معقولة ‪...‬‬


‫االنجرافات هذي ال معنى هلا ‪...‬‬
‫‪ :‬بشويش يا شابة ‪ ...‬بشويش ‪...‬‬
‫‪ :‬ههههه ‪ ...‬القوة احلقيقية يف توضيح خطة حياتك وحرص‬
‫أهداف تتوالد تباع ًا ‪ ...‬فتيقن أنه عند حتقيق هذي األهداف فإن‬
‫شخصيتك املبهمة ستوضح وتقوى ‪ ...‬وتتوالد األهداف التي‬
‫ستقودك ملبتغاك ‪...‬‬
‫يف أول حمطة نجاح تبدأ بالغور يف سرب شخصيتك املذهلة التي لن‬
‫هتدأ من طلب املزيد من النجاح ‪...‬‬
‫صدقني أوىل خطوات السري إىل النفس هي الصمت ‪...‬‬
‫فالتقليل من الكالم ‪...‬‬
‫هو االنعكاس األول للنجاح عىل النفس ‪...‬‬
‫ِ‬
‫ألنك ثرثاااااااارة وتعشقني‬ ‫‪ :‬إذ ًا ‪ِ ..‬‬
‫فأنت فااااااااااااشلة ‪ ...‬ههه‬
‫الكلمة ‪ ...‬هههه‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬ههههههه واهلل صدقت ‪....‬‬

‫‪81‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ولكنك أمجل ثرثارة ‪ ...‬وكالمك مجيل ومرصوص ومنظم‬


‫وشهي ‪ ...‬ومرتب ‪ ...‬ومموثق ومبوتق ‪...‬‬
‫‪ :‬ههههههههه ‪ ...‬إشارة محراء ‪ ...‬توقف قلي ً‬
‫ال ‪( ...‬مبوتق) ! ‪...‬‬
‫أرجو عدم الفلسفة العرجاء ‪....‬‬
‫حقيقة ‪ ...‬الصمت أوىل دالالت النجاح ‪.....‬‬
‫ألن األفكار تتفجر داخلي ًا ‪....‬‬
‫النجاح ُهيدئ النفوس ‪...‬‬
‫فيخرص ذلك العبث املتناثر يف أرجاء شخصك الذي لن يظل‬
‫ضعيف ًا بعد ما تتذوق طعم النجاح احلقيقي ‪...‬‬
‫والنجاح احلقيقي يف استمراريته ‪..‬‬
‫والنجاح احلقيقي يف ثباتك النفيس ‪...‬‬
‫إذ لو قدر الشخص منة اهلل عليه ‪ ...‬وبقي عىل أصله دون‬
‫تعجرفات واغرتار ‪...‬‬
‫فهو شخص ناجح بإحسان ‪...‬‬
‫واإلحسان إنام ألويل األلباب ‪....‬‬

‫‪82‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وهبدوء منمق تتفجر األفكار برتاص ‪...‬‬


‫برتتيب إهلي ‪...‬‬
‫وتبدأ يف أخذ مقاعد العز من الدماغ الذي هو بحجم الدنيا والتي‬
‫ال نرى حجمها ‪...‬‬
‫فال يوجد شخص عىل اإلطالق أدرك إىل اآلن ما هي حدود‬
‫اتساع العقل البرشي ‪...‬‬
‫فالذي نراه يف الصور الطبية ما هو إال داللة جسدية عىل وجود‬
‫العقل ولكنه ال يمثل حجم التعقل والتفكر ‪...‬‬
‫متام ًا مثل املفتاح الذي ال يتعدى حجمه اإلصبع ولكنه يمكن أن‬
‫يفتح بوابات مدن وبالد وممالك ‪...‬‬
‫ومثل الصلوات والتي هي بالبساطة أن نؤدهيا يف بضع دقائق‬
‫وتفتح لنا أبواب اجلنان ‪...‬‬
‫وما أدراك ما هي ‪!...‬‬
‫اآلن ‪....‬‬
‫اهلدوء النفيس الذي يتبع نجاح الفرد يف اكتشاف واحرتام نفسه ‪..‬‬

‫‪83‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أسميه أنا باهلدوء املطلق ‪!...‬‬


‫أتدري ماذا ‪!...‬‬
‫‪ :‬قويل يل ‪....‬‬
‫‪ :‬كان من املمكن جد ًا أن ال يكون هنالك داللة جسدية عىل‬
‫العقل ‪....‬‬
‫إن القطعة الصغرية التي هي بحجم الكف هذي ال تعني إطالق ًا‬
‫وال تُكون ُقدرة اإلنسان عىل التفكري والتذكر وما إىل ذلك من‬
‫وظائف عقلية ‪....‬‬
‫ما علمنا منها وما مل نعلم ‪...‬‬
‫ولكنه داللة تقريبية لنا من خالقنا حسب مقدراتنا اإلدراكية ‪...‬‬
‫أن جعلنا اهلل تعاىل نرتاءى أدمغتنا التي تفكر وتعقل ‪...‬‬
‫إذا متعنا املوضوع بربانية ‪...‬‬
‫فسوف ندرك أنه (حنو) من اهلل تعاىل علينا ولنا ‪....‬‬
‫فاليوم أنت ترى شكل عقلك بالكامل وتدرك أن هذه القطعة‬
‫الصغرية التي تعترب وجبة غذائية يف بعض الدول الرشق آسيوية ‪..‬‬

‫‪84‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والدقيقة الرقيقة جد ًا ‪...‬‬


‫املكونة من اللحم والدم هذي التي يمكن مسكها بكف واحد ‪...‬‬
‫هي أساسك يا إنسان !‬
‫كل جهلك وعلمك وحسنك وقبحك وآالف الناس الذين‬
‫صادفناهم وأحببناهم وكرهناهم وجتاهلناهم واعتربناهم و ‪...‬‬
‫إلخ إلخ ‪...‬‬
‫حمفورون بالداخل ‪...‬‬
‫ماليني الذكريات واملعلومات والصور واألماكن واألصوات‬
‫واأللوان والعربات والنربات واخللجات واملقل التي ال تنسى ‪...‬‬
‫آالف الصلوت والتسبيحات والتهليالت ‪....‬‬
‫آالف اآلثام واآلالم التي ال تنسى أبد ًا ‪...‬‬
‫آالف الرؤى واألحالم النهارية والليلية ‪....‬‬
‫التي بدورها ال تنسى ولن تنسى ‪.....‬‬

‫‪85‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫آالف الكلامت والدروس واملواقف والعبارات واألرقام التي‬


‫قلتها وسمعتها ووددت لو قلتها ولو سمعتها ولو مل تقلها ولو‬
‫مل تسمعها ‪....‬‬
‫حمفورة داخله ‪...‬‬
‫مراحلنا التعليمية ‪...‬‬
‫أرقام هواتف بيوتنا السابقة ‪...‬‬
‫عناوين أصحابنا ‪...‬‬
‫أسامء أخالئنا بالكامل حمفوظة داخل هذه اللحمة الصغرية ‪...‬‬
‫أسامء األشياء ومذاقات الشهي واملقزز والعادي ‪ ....‬اإلملام‬
‫واإلدراك ‪ ...‬األهداف ‪ ...‬األحالم وما بينهام ‪....‬‬
‫الدموع التي نذكرها قطرة قطرة ‪...‬‬
‫ضحكاتنا التليدة ‪...‬‬
‫اآليات واألحاديث من الصفوف التعليمية األول ‪...‬‬
‫القصائد واملعلقات وأسباهبا ‪....‬‬
‫تفاصيلنا الدقيقة تفاصيل مئات البرش الذين دخلوا حياتنا ‪...‬‬

‫‪86‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأكثر وأكثر ‪...‬‬


‫ال يمكن بمنطق برشي دنيوي أن يصدق أن مثل تلك املعلومات‬
‫التي ال حدود هلا يف هذا احلجم الصغري يف املضغة الرقيقة تلك ‪...‬‬
‫واألغرب أن اهلل تعاىل حيثنا عىل التحصيل ما دمت حي ًا ثقة‬
‫وإيامن ًا أن العقل ال هنائي التخزين والتصوير والفهم واإلدراك‬
‫وما أدراك ‪....‬‬
‫اليشء الذي ما أدرانا ما هي (نار اهلل املوقدة) التي تطلع عىل‬
‫األفئدة ‪...‬‬
‫فوصف النار يف الدين ليس ُمسهب ًا ‪...‬‬
‫كام اجلنان والنعيم املصور لنا تصوير ًا تفصيلي ًا حمك ًام مكمل‬
‫األطراف ‪...‬‬
‫‪ :‬نرجع ملوضوعنا ‪!...‬‬
‫‪ :‬أكيد نعود للرحلة املزمعة ‪...‬‬
‫كنت أقول إنني سأسافر بعيد ًا ‪...‬‬
‫وحدي ‪...‬‬

‫‪87‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أغوص بني السحب ‪...‬‬


‫أباغت نفيس باألسئلة واحلمد مع ًا ‪...‬‬
‫فبني السحب التي ننظر إليها من أدنى ونتخيلها قطع ًا من القطن‬
‫معلقة تتكئ عليها املالئكة ‪...‬‬
‫ما هي إال غازات وأدخنة ‪!!!...‬‬
‫السحب التي تقينا لظى الشمس ما هي إال غازات !‬
‫كيف هلا أن تفعل ذلك !‬
‫‪( :‬إال بأمر اهلل) ‪...‬‬
‫‪ :‬ونعم باهلل ‪...‬‬
‫وأسهب بنظري علني أملح جناح ملك يسبح مسبح ًا أمره اهلل‬
‫بالظهور لنا ‪...‬‬
‫هل لو رأيناه سنفرح أم سنخاف ‪!...‬‬
‫هل بني طيات السحب وضعت أرسار ؟؟‬
‫أم أن السامء ال أرسار هبا إال عند اهلل !‬
‫العرض اهلائل ‪!...‬‬
‫هل من يشء يف هذا ْ‬

‫‪88‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أم فقط هو اخلواء ‪...‬‬


‫مدارات من الاليشء سوى زرقة ال أطراف هلا ‪....‬‬
‫ماذا لو كشفت عنا أغطيتنا ‪....‬‬
‫وصار البرص حديد ًا ‪!!! ....‬‬
‫هل سنرى بأس ًا شديد ًا ‪!!!...‬‬
‫أم نعي ًام فريد ًا ‪!!!....‬‬
‫نعمة هي (غطاءاتنا) هذي ‪...‬‬
‫نعمة هي حمدودياتنا هذي ‪ ...‬تساوي عقولنا وإدراكاتنا ‪...‬‬
‫أغالب النعاس فيغلبني النوم ‪...‬‬
‫عىل مضض أغط يف نوم عميق وسط السحاب واخلواء ‪....‬‬
‫يف كف الرمحن ثالث ًا ‪....‬‬
‫فأصحو يا عزيزي وأدنو من رحلتي األوىل يف (كونكشـن)‬
‫طويل ‪...‬‬
‫ال أمله أبد ًا ‪ ....‬فأنظر إىل الناس ‪...‬‬
‫ألوان من البرش ‪...‬‬

‫‪89‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صنوف من اللغات ‪...‬‬


‫إىل أين يا هؤالء !‬
‫ما كنت أظن هذي األرجاء من الدنيا مأهولة ومعمرة باألجناس‬
‫املختلفة ‪....‬‬
‫أتدري ‪!...‬‬
‫الغريب أن مجيع هؤالء البرش إما يأتون يف عوائل أو فقط الرجل‬
‫واملرأة أي ًا كانت العالقة التي جتمعهام ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪...‬‬
‫‪ :‬متشابكو األيدي ‪ ...‬كثريو احلوار ‪...‬‬
‫دائمو النظر بعضهم لآلخر ‪...‬‬
‫ينظرون إىل احلدقات كثري ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬األمر الذي يتناىف وثقافتك ‪ .....‬ههههه ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ....‬وكأنام هؤالء البرش يعربون بعضهم لبعض عن امتنان‬
‫لبقاء اآلخر مع اآلخر ‪...‬‬
‫‪ :‬ممممم ‪ ...‬هذا ما نفقده هنا ‪...‬‬

‫‪90‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ختيل ‪ !...‬نفقده متام ًا ‪ ...‬الناس هناك هادئو السنح ‪...‬‬


‫يتلفحون الرمحة يف التعامل الثنائي ‪....‬‬

‫‪ :‬الرمحة أصل الدين ‪ ...‬وأصل العالقة الزوجية ‪  ...‬ﮓ‬

‫ﮔ ﮕ ﮖﮗ ‪[ ‬سورة الروم‪ :‬اآلية ‪... ]21‬‬


‫‪ :‬نعم هي ثقافتنا وأصلنا وديننا ولكن ‪ ...‬أين هي منا !‬
‫‪ :‬أترانا بعدنا عن ديننا ‪!....‬‬
‫‪ :‬مجيع هؤالء الرجال أتوا مع رشيكاهتم لقضاء أمجل وأهدأ‬
‫األوقات ‪...‬‬
‫‪ :‬أهدأ ‪ ....‬هذي ‪ ...‬تأخذ الكأس ‪....‬‬
‫‪ :‬هههههههه ‪....‬آآآخ ‪ ....‬أنا أحسست بالفقر املميت ‪...‬‬
‫وحتى إن تشابكت احلياة واأليدي مع الرجل الرشقي ‪..‬‬
‫فهل املعاين ستكون نفسها !‬
‫هل سيحرتم كل هذي التفاصيل الصغرية ‪!...‬‬
‫هل سيهتم بأشياء كهذه ‪!...‬‬
‫‪ :‬إحم إحم ‪ ...‬نحن هنا ‪...‬‬

‫‪91‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬من أين سيتطبع هبا !‬


‫‪ :‬أما سؤال ‪!...‬‬
‫‪ :‬فهذي التعامالت طبائع ‪...‬‬
‫املهم أين رسحت كثري ًا يف (اخلواجات) وأدرت رأيس ناحية‬
‫األسواق احلرة والتي تفاخر بمعروضاهتا القيمة األثامن الصغرية‬
‫األحجام ‪...‬‬
‫وقطع الشيكوالته الغالية ‪...‬‬
‫ما الذي يميز هذي عن القطع العادية !‬
‫كلها كاكاو ‪!...‬‬
‫إضافة الزبدة أم الكراميل أم ماذا بالتحديد ‪!...‬‬
‫ال أفهم مل َ يبتاع الناس أشياء بأثامن باهظة فقط للمعان أغلفتها ‪...‬‬
‫واملذاقات أنفسها متوفرة بأقل األسعار ‪! ...‬‬
‫قد تكون مباريات نفسية التي تتالعب باألنفس ‪!...‬‬
‫وأغرق يف قسم العطور ‪...‬‬
‫وعبوات التجارب تتضارب روائحها يف فخامة كاملة ‪...‬‬

‫‪92‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫واملساحيق التجميلية ذات األسعار العالية ‪...‬‬


‫ونقاشات النسـاء والرجـال املشرتكة مع البائعني عن املواد‬
‫التجميلية ‪!...‬‬
‫الرجال الغربيون هيتمون كثري ًا بام ستتزين به األنثى ‪...‬‬
‫‪ :‬هذا غري منطقي ‪ ...‬ماله و(ماكياج) حرمته ‪!...‬‬
‫‪ :‬شكر ًا جزي ً‬
‫ال ‪....‬‬
‫ال رشقي ًا أصي ً‬
‫ال (ابن بلد) ‪...‬‬ ‫هبذا التفكري األعوج تعترب رج ً‬
‫‪ :‬هههههه شكر ًا عىل (الرتيقة) ‪...‬‬
‫‪ :‬ماذا لو نظرت لتلك األشياء الصغرية العاجية والكريستالية‬
‫والشعب املرجانية ‪ ..‬ومتاثيل الشمع الصغرية ‪....‬‬
‫وأشياء هكذا ال أعلم مل َ هي هبذه األسعار املبالغ هبا ‪...‬‬
‫ماذا يفعل هبا (املرتفون) !‬
‫‪ :‬الرتف ليس ترف املال ‪..‬‬
‫‪ :‬وإنام !‬
‫‪ :‬وإنام ترف املشاعر ‪..‬‬

‫‪93‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬نعم ‪ ...‬أعتقد أن هذه األشياء الصغرية قد تشكل وعود ًا صادقة‬


‫بني احلبيبني والرشيكني والتي سيحتفظ هبا كل طرف بذكرى‬
‫معينة معبقة بالسمو ‪.....‬‬
‫‪ :‬قطعة صغرية حيتفظ بأرسار الكون هبا ‪ ....‬تضج باملشاعر ‪...‬‬
‫‪ :‬هذي القطعة ربام حتل مشكالت بالنظر هلا فقط ‪...‬‬
‫‪ :‬وقد تصون عهود ًا من بعد خيانتها وقد تنعش ذكرى حياة بعد‬
‫املوت ‪..‬‬
‫‪ :‬لـذا ترف املشاعر أصعب وأكرب وأمجل من ترف ما يف‬
‫اجليب ‪!...‬‬
‫‪ :‬بالتأكيد ‪!....‬‬
‫‪ :‬هو ترف القلوب ‪...‬‬
‫فالقلوب املرتفة هي قلوب صعب الولوج هلا صميمي ًا إن صح‬
‫تعبريي هنا عن التعمق ‪ !...‬وأيض ًا من الصعب غري املربر اخلروج‬
‫منها ‪...‬‬
‫فالقلوب املرتفة هبا شارات محراء وخرضاء كاملرورية متام ًا ‪...‬‬

‫‪94‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫تقف لفرتة ليتم تعقب مبتغاك ‪...‬‬


‫ماهيتك ‪...‬‬
‫لون أشيائك ‪...‬‬
‫شكل دواخلك ‪...‬‬
‫صوت أحلانك ‪...‬‬
‫عذوبة معانيك ‪...‬‬
‫فرتات انتهاء مشاعرك ‪...‬‬
‫حساسية شغاف قلبك ‪...‬‬
‫حبك لنفسك ‪...‬‬
‫احرتامك هلا ‪...‬‬
‫تقديرك ملعنى وجودك ‪...‬‬
‫امتنانك هلل ‪....‬‬
‫تفسريك ملا أوتيت من نعم عىل أشكاهلا ‪..‬‬
‫طبيعة الوفاء عندك ‪....‬‬
‫وهكذا دواليك ‪...‬‬

‫‪95‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القلوب املرتفة كاجلامعات العتيقة ‪...‬‬


‫التي هتتم ليس فقط بدرجات الطالب للقبول ‪....‬‬
‫بل تدرس طباعه ‪ ...‬وهتتم بملبسه وحسن ترتيب أظافره ‪...‬‬
‫ألنه سيحمل عاتق تاريخ وجمد بنته برصوحها املدججة عىل أوتاد‬
‫العلم واألخالق واألشياء التي ال تشرتى باملال والتي إما كانت‬
‫موجودة أو ال ‪...‬‬
‫فهذه األشياء ال تأيت باملامرسة وال تكتسب ‪...‬‬
‫هي إما سنحات الشخص املتأصلة يف عرقه الذي جيري بدم‬
‫حق ‪...‬‬
‫أو ُيرفض هذا الشخص ‪...‬‬
‫األشخاص الذين يرجون فرص ًا مزدوجة الكتساب مهارات‬
‫النبل هلم دار آخرة غري هذي املصلوب طوهلا باملعتقدات‬
‫القوية ‪....‬‬
‫القلوب املرتفة قلوب ال تسامح كثري ًا ولكنها تؤمن بمنهجية‬
‫التسامح ‪...‬‬

‫‪96‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ومواقعه الكريمة التي جيري هبا حق التسامح ‪...‬‬


‫فالتسامح مع اللئام إنام هو (هلل) ليزيد اهلل به عباده الغفورين ‪...‬‬
‫أما التسامح مع الكرام فإنام هو أيض ًا هلل ‪ ...‬ولكن بعد فضله‬
‫تعاىل ‪...‬‬
‫معاين أخرى داخل القلوب‬
‫َ‬ ‫هنا يثبت به اهلل لنا كرم ًا دنيوي ًا حيفر‬
‫املرتفة ‪...‬‬
‫هذي القلوب ُحفت باملالئكة ‪...‬‬
‫القلوب املرتفة ‪ ...‬قلوب أصحاب الشأنني ‪...‬‬
‫شأن الدنيا واآلخرة ‪...‬‬
‫قلوب أصحاب اهلمم ‪..‬‬
‫قلوب نرية ‪...‬‬
‫عن احلق ال حتيد ‪....‬‬
‫القلوب املرتفة عنيدة ‪....‬‬
‫ال تقبل بضعاف النفوس ‪...‬‬
‫ال تصاحب من دوهنا من قلوب تتاميل ‪!...‬‬

‫‪97‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أنا ‪ ...‬هتت يف معانيك يا امرأة ‪....‬‬


‫هتت لدرجة الشعور بالضعف اجلسدي ‪.....‬‬
‫فال أستشعر أطرايف حتى ‪!...‬‬
‫‪ ....‬ويسود صمت تستنشق فيه هواءات وتبلع فيه عربات ‪....‬‬
‫وبعد حني ال أعلمه يتواصل احلديث ‪...‬‬
‫‪ :‬وأملح (صالون) التجميل داخل املطار فأستغرب متام ًا ‪...‬‬
‫أدخل فأجد تلك الفتاة الفلبينية الطيبة املالمح القصرية القامة‬
‫املمتلئة القد ‪...‬‬
‫هتز رأسها وتتاميل مع الكالم بصوهتا الطفويل ذاك ‪...‬‬
‫فأطلب منها كتيب اخلدمات وتقرتح هي عيل أن تقوم بطالء‬
‫أظافري ‪...‬‬
‫أوافقها وأجلس ‪...‬‬
‫فتقوم بدورها الذي ما عهدته من قبل ‪...‬‬
‫فتغسل يدي وجتففهام برفق غري معهود يل ‪...‬‬
‫وتدلكهام بثالثة أنواع من املركبات والزيوت والـ (سريوم) ‪...‬‬

‫‪98‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وجتففهام مرة أخرى ‪ ...‬وتبللهام يل يف (تونر) لبعض الوقت ‪...‬‬


‫وتقرشمها ‪...‬‬
‫وتقوم بإزالة اجللد امليت برفق ‪...‬‬
‫وتدلك يل مرفقي بدالل دخيل عىل كامل جسدي ‪....‬‬
‫وتأخذ بطيل الطبقة األوىل وجتفيفها بجهاز صغري يبث اهلواء‬
‫اخلفيف ‪...‬‬
‫ثم الثانية والطبقة امللمعة ‪...‬‬
‫وجتففها ‪...‬‬
‫أمر الطالء يأخذ أكثر مما أعطي نفيس من الرأس حتى القدمني‬
‫ليومني كاملني ‪ ...‬فتستفزين املعاملة احلسنة للجامل ‪...‬‬
‫وأختذ قراري املكرر بأن أهتم وأهتم وأهتم ‪...‬‬
‫وأن أنتهج اجلامل أول مبادئي ‪....‬‬
‫وأمتنى أال أفشل يف حفظ عهد نفيس يل ‪!....‬‬
‫ألن اجلامل للمرأة عهد ‪....‬‬
‫اجلامل للمرأة حياة ‪ ...‬عز ‪( ..‬عزوة) ‪ ...‬عرين ‪...‬‬

‫‪99‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اجلامل ذخرية ‪...‬‬


‫فاملرأة التي تفقد حس االهتامم باجلامل ماتت دواخلها و ُقطعت‬
‫أوصاهلا ‪...‬‬

‫***‬

‫بعدها أدخل غرف الراحة اخلالية متام ًا من أي أنثى ‪....‬‬


‫نظيفة الغرف ومظلمة ‪ ...‬باردة وتسكنها رائحة بنكهة الصحة ‪...‬‬
‫فألقي يب عىل أريكة خمصصة للنوم واالسرتاحات الطويلة ‪.....‬‬
‫فأفكر للحظة يف حقائبي الفخمة هل تتبعني (أتوماتيكي ًا) أم قد‬
‫(حترش) مع رحلة أخرى ! فتستفزين خيااليت البدائية جد ًا ‪...‬‬
‫وأدع لنفيس املتسع للغوص يف أعامق (نومة) عميقة رغم خويف أن‬
‫أنام ملء جفوين وتفوتني رحلتي القادمة ‪....‬‬
‫بعدها أستقل رحلتي باجتاه مقصدي ‪...‬‬
‫وأنزل يف مطار مكتظ بأناس اتفقوا عىل نفس (النعل) ‪!..‬‬
‫(شبشب) بالستيكي بنفس النقوش ونفس األلوان تقريب ًا ‪...‬‬

‫‪100‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وعىل نفس املالبس والـ (يت شريتات) البيضاء ذات الكم القصري‬
‫جد ًا للرجال والقمصان القطنية الفضفاضة ذات اللون الساموي‬
‫للنساء ‪!...‬‬
‫تعجبت من اتفاق اجلميع عىل امللبس ذاته !‬
‫ما فطنت له الحق ًا أن ثقافة الرحالت متفق عليها دولي ًا ‪...‬‬
‫اتفاق غري رسمي ولكنه موحد ‪...‬‬
‫ثقافة وجلت هلا حديث ًا فهؤالء الناس يتساوون يف األفعال ذواهتا‬
‫ويقصدون الوجهات ذواهتا بالرتتيب نفسه ‪...‬‬
‫فكل من تصادفهم يف املطار سيكونون رفقاءك مدى الرحلة‬
‫وحتى ستصادفهم يف رحالت عوداهتم ألن أوقات اإلجازات‬
‫متقاربة نسبي ًا بني اجلميع ‪...‬‬
‫كله عرف ‪!...‬‬
‫‪ :‬قهوة !‬
‫‪ :‬شاي باحلليب لو سمحت ‪...‬‬
‫‪ :‬هل كل ما ترسدين يل اآلن (حكي) !‬

‫‪101‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ِ‬
‫مررت بكل هذا ‪ ..‬أم تتخيلينه !‬ ‫أم هذا واقع ‪ ...‬أحق ًا‬
‫‪ :‬ختيالت ‪!...‬‬
‫‪ :‬والفتاة الفلبينية ‪ ...‬طوهلـا وشكلهـا وطالء األظافر ورائحة‬
‫غرفة الراحة ‪ ....‬كله خيال !‬
‫‪ :‬كله خيال ‪...‬‬
‫‪ :‬ووووو ما هو الفرق بني اخليال والكذب ‪ !!!....‬يعني هل هي‬
‫نفسها الرتكيبة الدماغية بني الكاتب والكاذب ‪ !...‬فكالمها ينسج‬
‫القصص اللحظية ‪....‬‬
‫‪ :‬أيام فرق بني الطبيعتني يا عزيزي ‪ ..‬أيام فرق ‪...‬‬
‫فالكاذب (ليس منا) ‪....‬‬
‫وال أعتقد أنا شخصي ًا يف أن الشخصيات الكاذبة هي شخصيات‬
‫ذكية ‪ ...‬قد تكون تكتيكية ‪ ...‬ولكنها ليست (ثرة) ‪ ...‬واملدد‬
‫الفكري الذي يبلور به األفكار املصوغة بالكذب ‪ ...‬إنام هو‬
‫مدد شيطاين ‪ ...‬استلهام ألفكار حيرشها إبليس داخل الدماغ‬

‫‪102‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫الكاذب ‪ ...‬ومن طباعه امللعون أنه خيون حتى أولياءه ‪...‬‬


‫فيتالعب باألفكار ‪....‬‬
‫فتجد الذي يويل إلبليس كامل الوالية يتذكر التفاصيل ولكن‬
‫برتو كي يكون انكشافه أمام اخللق‬
‫ببهتان ‪ ...‬فيوضح ذاك البهتان ٍّ‬
‫شنيع ًا ‪ ...‬أما الوارد عىل الشيطنة حديث ًا فيكشف يف احلال ‪...‬‬
‫وغالب ًا ما ينسيه ربه تفاصيل قصاصاته املفربكة ‪....‬‬
‫أما الكاتب فيسرتجع مجيع تفاصيله ‪...‬‬
‫ألهنا حقيقية يف حياة أخرى يراها فقط هو ‪...‬‬
‫يراها بكل الصدق ‪...‬‬
‫بكل الشغف ‪...‬‬
‫أما الكاذب فذبذباته السلبية حترق طاقاته التي ال يستطيع معها‬
‫جتميع أوصال قصة ال أساس هلا ‪...‬‬
‫فلو أردت فضح كاذب ‪...‬‬
‫فاسأله عن قصته بعد برهة من الوقت واستمتع بالنسخ املحدثة‬
‫من السيناريو ‪...‬‬

‫‪103‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ملاذا يكذب الناس !‬


‫‪ :‬هو وعد إبليس للموىل تعاىل حتى يوم احلشد ‪...‬‬
‫يسعى إبليس للغواية ويسعى البعض للتصديق ‪...‬‬
‫أما الذي يغلف قلبه باإليامن فلن يستطيع إبليس وجنود لن نراها‬
‫معه صرب ًا ‪...‬‬
‫أتدري ‪!...‬‬
‫فقط كلمة (اهلل) تعاىل حترق آالف األبالسة ‪....‬‬
‫الكذب حالة اختيارية ‪...‬‬
‫وعادة ما تكون لنقص شديد داخل مضغة الكاذب ‪...‬‬
‫وإال فال داعي للكذب ‪...‬‬
‫ألنه باملناسبة جمهود كبري ‪...‬‬
‫‪ :‬بالعكس متام ًا ‪ ...‬الكذب أسهل األمور ‪...‬‬
‫‪ :‬أبد ًا ‪ ...‬الكذب طاقة سلبية ‪ ...‬والطاقات السلبية مرهقة جد ًا‬
‫للبني آدم ‪...‬‬
‫‪ :‬كيف ‪!...‬‬

‫‪104‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬الطاقات السلبية ‪ ....‬أصلها الظالم ‪...‬‬


‫ويف الوقت نفسه أصلها النار ‪.....‬‬
‫أصلها الرش ‪....‬‬
‫أصلها البغض ‪...‬‬
‫وهذا ضد الطبيعة البرشية ‪...‬‬
‫ألن اإلنسان أصله النور ‪...‬‬
‫‪ :‬ولكن النار أصلها نور ‪...‬‬
‫‪ :‬غري صحيح ‪ ...‬أتدري أن جهنم سوداء اللون ‪...‬‬
‫‪ :‬ال ‪ ....‬والعياذ باهلل ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬النار املضيئة يا عزيزي هي نار الدنيا ‪...‬‬
‫املقعرة يف سبعة بحار ‪ ...‬فاكتسبت صفة الضوء ‪...‬‬
‫ألن اهلل تعاىل جعل من املاء كل يشء حي ‪....‬‬
‫والضوء حياة ‪!....‬‬
‫‪ :‬جدل النار والنور هذا أتعبني ‪ ...‬فلننهه ‪...‬‬

‫‪105‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬هاااااااااااااااا ‪ ...‬هذا ما رميت إليه ‪ ....‬أن الطاقات السلبية ‪...‬‬


‫حتى احلديث عنها ووصفها مرهق ‪...‬‬
‫ألن اهلل الكريم خلقنا من الطني الذي هو طاقة إجيابية ‪...‬‬
‫الطني هو اللني ‪...‬‬
‫شكلنا اهلل القادر بكل لني ‪ ...‬فاكتسبنا صفة التشكل ‪....‬‬
‫وحبانا اهلل تعاىل بنعمة االختيار ‪ ....‬الذي توجه بالعقل ‪...‬‬
‫فالعاقل واملتعقل وحده من يستطيع االختيار ‪ ...‬وتقويم هذي‬
‫اخليارات ‪ ...‬ومتحيصها والرجوع عنها وامليض هبا قدم ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ....‬االختيار نعمة ‪...‬‬
‫‪ :‬وهذا احلوار نعمة ‪ ....‬‬
‫‪ :‬ووجودنا مع ًا وسالسة هذا احلوار ‪ ...‬نعمة ‪....‬‬
‫ِ‬
‫وأنت نعمة ‪ ....‬نعمتي أنا ‪...‬‬
‫‪ :‬أما اتفقنا أال نقع بعضنا يف حب بعض !‬
‫‪ :‬متى !‬
‫‪ :‬ال ال ال ‪ ...‬ال تنكر ما اتفقنا عليه ‪....‬‬

‫‪106‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فنحن ندعم بعضنا بعض ًا بكامل الشفافية التي أوصلتنا خلوض‬


‫حوار كهذا ‪...‬‬
‫ولكن هذا ال يعني أن نرتك احلوار ونتجاذب أطراف أحاسيس ‪..‬‬
‫غالب ًا ما هتلكنا الحق ًا ‪..‬‬
‫‪ :‬ومل َ اهلالك ‪....‬؟!‬
‫‪ :‬ال أدري هو صفة املشاعر الكبرية ‪....‬‬
‫املشاعر املتقدة ‪ ...‬دائ ًام ما تقود للهالك ‪...‬‬
‫واإلهناك ‪...‬‬
‫وال أدري مل َ يتغري املحبون بعد حني ‪...‬‬
‫‪ :‬أتعتقدين أن الشبع من األحاسيس قد يولد الغرور وحب‬
‫النفس ‪!!!...‬‬
‫‪ :‬أو يمكن أهنا (إدراك) لقيمة النفس من خالل حب اآلخر‬
‫وتقديسه لنا ‪...‬‬
‫فنعيد تقويم النفس ‪ ...‬من خالل حاجة اآلخر لنا ‪...‬‬
‫فنحن نيضء ونعتم حياة شخص كامل ‪...‬‬

‫‪107‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫متكامل ‪...‬‬
‫يسعد ويشقى ‪...‬‬
‫يقوم ويقع عيل غرار حاالتنا النفسية من العطاء واملنع ‪...‬‬
‫فتقوى صالتنا الداخلية بأنفسنا ‪...‬‬
‫واحلب أصله كراهية ‪...‬‬
‫‪ :‬هذه أنانية وليست كراهية ‪!...‬‬
‫‪ :‬أتدري ! أعتقد أن احلب والكره وجهان لعملة واحدة ‪....‬‬
‫‪ :‬حلظة حلظة ال تأخذك ذكرياتك القامتة لطرق مسدودة ‪....‬‬
‫فمزج احلب والكراهية ‪...‬‬
‫أمر غري مقبول ‪...‬‬
‫‪ :‬أحق ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬ماذا اآلن ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنت ‪....‬‬
‫قل يل ‪ ...‬إن أحببتني ‪ ...‬وعشنا أمجل ما يكون ‪...‬‬

‫‪108‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ويف حلظة أحسستني أمللم أطرايف وأعود للواقع بعد الفرتات‬


‫األول من مدة العسل ‪...‬‬
‫ال أريد أن أجعلها شهر ًا أو اثنني ‪...‬‬
‫وعدت أنا لفطريت وعميل وعائلتي الكبرية ‪...‬‬
‫وعشنا بتعقل ‪...‬‬
‫خال من جنون اللحظات العذبة التي نكون نحن فيها بأهبى حلل‬
‫كالمية وشكلية وجسدية ‪...‬‬
‫ألن متقت الوضع ‪!...‬‬
‫‪ :‬الوضع وليس الرشيك ‪...‬‬
‫‪ :‬الفعل أم الفاعل ‪!...‬‬
‫‪ :‬الفعل ‪...‬‬
‫‪ :‬غري صحيح ‪!...‬‬
‫‪ :‬هال عدنا للرحلة املزمعة عوض ًا عن اجلدل السقيم هذا ‪!...‬‬
‫‪ :‬اآلن ‪ ....‬أتكره اجلدل أم املجادل ‪!...‬‬
‫‪ :‬املجادل ‪....‬‬

‫‪109‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ههههههههههههههههههههههههه ‪ ....‬هدف دون مقابل ‪....‬‬


‫‪ :‬لن أستطيع أال أحبك ‪ ....‬لن أستطيع ‪...‬‬
‫‪ :‬ال تستعجل احلب ‪ ...‬فاحلب مثل القهوة ال يؤخذ عىل عجل ‪..‬‬
‫‪ :‬أنتظر إذ ًا ‪...‬‬
‫قد ببطء فإنني‬ ‫‪ :‬كانت مقولة والدي رمحه اهلل الشهرية‬
‫عىل عجالة ‪...‬‬
‫‪( :‬بالراحة) تصل أرسع ‪...‬‬
‫‪ :‬تصل بأمان للمكان الصحيح ‪ ...‬وحتط بكل رسور ‪...‬‬
‫طيب يا سيدي الكريم ‪....‬‬
‫اإلماراتية !‬
‫‪ :‬أنا أحبك ‪....‬‬
‫‪ :‬الدرجة األوىل ‪ ....‬‬
‫‪ :‬ال تتجاهليني ‪...‬‬
‫‪ :‬صدقني ال أفعل ‪....‬‬

‫‪110‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬احلب ليس قرار ًا ُيتخذ ‪ ...‬فليس من املنطقي أن نقرر أال نحب‬


‫أو نحب ‪ ....‬هذا جهل حقيقي من جانبك ‪ ....‬هذي محاقة ‪...‬‬
‫هذا تطاول أص ً‬
‫ال عىل احلب ‪....‬أال حترتمني مبدأ احلب ‪!...‬‬
‫‪ :‬أفعل !‬
‫‪ :‬هههههه واهلل !‬
‫شكر ًا عىل الرد املقتضب ‪( ....‬صدقة قليلة متنع بالوي كترية) !!!‬
‫‪ :‬واهلل واهلل أكررها لك ‪....‬‬
‫أنا لست يف حالة نفسية تؤهلني للخوض يف تفاصيل حب ‪...‬‬
‫‪ :‬آسف ‪ !...‬ماذا! لست يف ماذا ! أهتذين !‬
‫‪ .... ... ... :‬أهذي ‪!...‬‬
‫‪ :‬هل ‪ ...‬لديك أي مشكالت صحية متنعك من ‪....‬‬
‫‪ :‬لو سمحت ‪ .....‬أرجوك ‪....‬‬
‫ِ‬
‫جيعلك تفرين من املشاعر ‪...‬‬ ‫‪ :‬ما الذي‬
‫‪Nothing :‬‬
‫‪ :‬ال يشء عىل اإلطالق يولد من عدم ‪ ...‬فاليشء وليد اليشء ‪...‬‬

‫‪111‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪( :‬نفس طوييييل) ‪...‬‬


‫‪ :‬يااااااااه ‪ ...‬هلذه الدرجة ‪!...‬‬
‫‪ :‬وأكثر وأكثر ‪....‬‬
‫‪ :‬طيب ‪ ...‬متأسف أنا يا صغرييت ‪....‬‬
‫تفضيل ‪ ...‬أكميل ‪....‬‬

‫‪112‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪113‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪114‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬وصلت وجهتي ‪ ...‬أول ما شدين ‪ ...‬املحيط ‪...‬‬


‫لونه ‪...‬‬
‫رائحته ‪...‬‬
‫قوة األمواج ‪...‬‬
‫عنفوان املحيط ‪...‬‬
‫مترده ‪....‬‬
‫تفرده ‪....‬‬
‫قوته ‪...‬‬
‫الطاقات القوية التي ينطق هبا املحيط ‪....‬‬
‫طاقات بقدراهتا متتص السالب ‪ ...‬وهتب املوجب ‪...‬‬
‫أو تقلب املواجع وتغدق بالسالب ‪...‬‬
‫يف اعتقادي املاء ‪...‬‬
‫يقلب الدواخل ‪ ...‬فتنطق باألمل الدفني لتمحوه ‪....‬‬
‫تداخل ألوانه بإبداع ( ُمعجز) ‪....‬‬
‫صخب املاء اجلهور ‪ ....‬الذي جيلجل املكان فيسيطر عليه ‪...‬‬

‫‪115‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فام ترى العني إال املاء وما خيصه ‪ ...‬هنا الطاقات السلبية تتكرس ‪..‬‬
‫فاملاء كفيل هبذا ‪....‬‬
‫الكل غريب عني ‪ ...‬أستحسن وضع الغربة هذا ‪...‬‬
‫فال نظرات ترتجم حيوات ‪...‬‬
‫وال كلامت تفجر عربات ‪....‬‬
‫وال ترددات هتدم (ثقات) ‪...‬‬
‫ِ‬
‫سمحت ‪ ...‬ال تتفوهي عن الثقة بكل هذي السلبية ‪...‬‬ ‫‪ :‬لو‬
‫فالبالء موكل باملنطق ‪. ..‬‬
‫وأي بالء هو فقد الثقة يف اخللق ويف الدنيا أمجع ‪...‬‬
‫فالثقة بالعبد من الثقة بالرب ‪...‬‬
‫فال تزيل وتفقدي ثقة الرب بسبب عبد أو أكثر من عباد اهلل‬
‫ابتالهم رهبم بسوء خلق وهتور ‪....‬‬
‫‪ :‬ونعم باهلل األعظم وهو قادر عىل ما ال يقدر ‪....‬‬
‫‪ :‬ما ال يقدر ! عريف ما ال يقدر يف هذا احلديث ‪...‬‬
‫‪ :‬عودة الثقة إىل نفيس ‪....‬‬

‫‪116‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬بعد ما يطلب العبد من الرب ‪...‬‬


‫تتشكل األشياء فور ًا ولكنها أحيان ًا تأخذ مدارها يف مدارات‬
‫الفلك ‪....‬‬
‫فال ندري أنى تعود ‪ ...‬املهم أن تناكفي قولك السلبي ‪...‬‬
‫وتتمنهجي باإلجيابية الال حمدودة ويف كل الظروف ‪....‬‬
‫إين لك من الناصحني ‪...‬‬
‫‪ :‬فهمت ‪ ...‬نعود لقويل األول ‪...‬‬
‫‪ :‬وأنا !! أتذكرين قويل األول ‪!...‬‬
‫‪ :‬ما كان قولك األول ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنا معجب ‪....‬‬
‫‪ :‬أرجوك ‪...‬‬
‫‪ :‬تضاد غريب هذا ‪ ...‬غريب من أمره ‪ !...‬ترغبني يب أم ال ‪!...‬‬
‫تقتلني األنثى داخلك وتتعمقني باألنوثة والغنج ‪ ...‬أترينها لعبة !‬
‫‪ :‬معاذ اهلل ما كنت ألفعل ‪....‬‬

‫‪117‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أنت تتعمدين قتيل ‪ !...‬يا سيديت الفضىل أنا رجل بكامل‬


‫تفاصييل ‪...‬‬
‫‪ :‬وما اإلشكال يف ذلك ! ‪...‬‬
‫‪ :‬اإلشكال أين ال أستطيع ولن أستطيع متالك نفيس ‪...‬‬
‫يف حوار هادئ ‪ ...‬مع فتاة مجيلة تتاميل والكلامت ‪....‬‬
‫رائحة عطرك تفوق جلجلة البحر ذاك ‪....‬‬
‫أنا تتملكني مشاعر تقتلني ‪ ...‬لكنك كاجلبل ال تأهبني بسارية‬
‫عمر ‪!...‬‬
‫‪ :‬وأين التضاد ‪....‬‬
‫‪ :‬أستغفر اهلل العظيم ‪ ....‬متنيت لو ِ‬
‫أنك غبية ‪ ...‬هذا مكر هذا ‪...‬‬
‫وليس غباء ‪!...‬‬
‫‪ :‬يا سيدي ‪ ...‬الفاضل ‪ ...‬أرجو منك عدم االنفعال ‪...‬‬
‫ليس تضاد ًا وال غباء وال دهاء وال مكيدة ‪...‬‬
‫ما الذي جيربين عىل ذلك ‪!...‬‬
‫فأنا لست بمقام أن أعاقبك أو أحاول نحرك ‪ ....‬ولكني ‪....‬‬

‫‪118‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪( :‬خالص) ‪ ...‬ال داعي ‪ِ ...‬‬


‫أنت تبخسني من بضاعتي ‪....‬‬
‫‪ :‬أنا آسفة ولكني ‪ ....‬ههههههههه ‪ ....‬آسفة ‪ .....‬هههههههههه‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت سافلة يا عزيزيت ‪َ ...‬أو تضحكني عيل أنا !!!‬
‫‪ :‬ممممم ‪ ...‬أضحك (واهلل) ‪ ...‬فذاك احلنق املخلوط باللطافة ‪...‬‬
‫ما كان يل أن أمتالك نفيس وأنت توبخني بكل الطيبة واللطف ‪...‬‬
‫توبخني وتتغزل باحلنق نفسه ‪!....‬‬
‫تلومني عيل عدم مقاومتك يل !‬
‫ثم إنه يا عزيزي أنت ‪...‬‬
‫مسألة التضاد هذي من مكمالت احلياة ‪....‬‬
‫‪ :‬أستغفر اهلل ‪( ....‬إحم إحم ‪ ...‬أعزائي املشاهدين ‪ ....‬حان‬
‫اآلن موعد الفلسفة اليومية السحيقة) نتمنى لكم متابعة مقرفة ‪...‬‬
‫‪ :‬هههههههههههههههههههههه ‪ .....‬سحيقة ! يا ويلك مني ‪....‬‬
‫‪ :‬ما هو التضاد يف اللغة ! إمممم !‬
‫ااااا ‪ ....‬هيا هيا ‪ ....‬لغة واصطالح ًا ‪ ....‬هيا هيا ‪...‬‬

‫‪119‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬مممممممممممم ‪ .....‬التضاد يا حرضة املستنكر ‪ ...‬التضاد مع‬


‫التضاد خيلق الكامل ‪...‬‬
‫‪ :‬أكيد ‪ ...‬مثل عصري القصب مع القرنفل ! ‪ ....‬مث ً‬
‫ال ! ‪.....‬‬
‫‪ :‬أو الرجل واملرأة ‪ ...‬الليل والنهار ‪ ...‬الشمس والقمر ‪....‬‬
‫اليمني واليسار ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا وأنت ‪!..‬‬
‫‪ :‬مث ً‬
‫ال ‪....‬‬
‫‪ :‬اآلن تفامهنا ‪...‬‬
‫‪ :‬لن نفعل ‪...‬‬
‫وأنا أتعجب جـد ًا للمرأة التي ال تدرك أهنا لـن تستطيع فهم‬
‫الرجل ‪...‬‬
‫ومشاكسته هلا ومن الرجل الذي يتذمر من عدم فهم املرأة له‬
‫بالتحديد ‪...‬‬
‫كيف حيدث ذلك وهم أضداد !‬
‫‪ :‬إذ ًا تنفني مبدأ تفاهم الرجل واملرأة ‪!...‬‬

‫‪120‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ال بد هلام أن جيهال قلي ً‬


‫ال من فهم اآلخر ال بد من املناكفات‬
‫واملشادات ألنه بذلك فقط يكتمل تزاوجهام ‪....‬‬
‫جل فهم الرشيكني يف إدراك تنافرمها جيني ًا ‪...‬‬
‫ال بد أن يتنافر الطبع والطبع ليحدث الكامل ‪...‬‬
‫فعدا ذلك هو الوضع الشاذ ‪...‬‬
‫‪ :‬الوضع املاذا !‬
‫‪ :‬الشااااااااااذ ‪...‬‬
‫أال جتد أن الذين متيل بنياهتم البدنية والنفسية للشذوذ اجلنيس‬
‫يصادقون النساء ويربعون يف األعامل واملهن النسائية ويتفهمون‬
‫تفكرياهتا كثري ًا !‬
‫وحسب الصورة (اهلوليوودية) فإن معظم األفالم تصور الرجل‬
‫الشاذ طبيق املرأة وصديقها املقرب ومنسق حفالهتا وخبري‬
‫مظهرها ومستمعها النجيب الذي حيلل هلا ترصفات الصديقات‬
‫ويفكر معها يف مشكالهتا الزوجية ‪....‬‬
‫‪ :‬هههههههههه ‪ ...‬صحيح صحيح ‪...‬‬

‫‪121‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أما إذا اكتملت رجولة الرجل فال بد له من جهل معظم ما تفكر‬


‫به حواء ‪...‬‬
‫والنفور قلي ً‬
‫ال منها يف بعض األحيان ‪....‬‬
‫حيث إن لني املرأة (ينرفز) الرجل ‪...‬‬
‫سبحان اهلل هو نفسه اللني الذي جيذبه وجيعله (يف بعض األحيان)‬
‫كاخلاتم يف إصبعها ‪...‬‬
‫كام ُيرضب املثل ‪...‬‬
‫‪ :‬غريب هو تعمقك يف تفكريات الرجال ‪...‬‬
‫‪ :‬أجتدين مسرتجلة ! هههههههههههه‬
‫‪ :‬ال وريب ‪ِ ...‬‬
‫فأنت أصفى من العسل ‪....‬‬
‫أكميل ‪...‬‬
‫أمتنى اإلنصات لك لعمر آخر ‪ ...‬وإذ ًا بعد ‪!..‬‬
‫‪ :‬بعض فالسفة احلب يقولون إن لب احلب الكراهية لذا نجد‬
‫الرجل الذي يعشق أنثاه إذا غار عليها يتحول لقايس قلب‬
‫ما عرفه التاريخ ‪...‬‬

‫‪122‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ممم ‪ ...‬حسب شخصية الرجل ‪...‬‬


‫‪ :‬ال ‪ ....‬ضع نفسك اآلن يف موقف لبه الغرية الشديدة ‪...‬‬
‫تلقائي ًا ستجد نفسك تقسو عىل حمبوبتك ‪....‬‬
‫قد خيتلف رد الفعل حسب الشخصية والصياغة النفسية ‪....‬‬
‫نعم ‪ ...‬ولكن املبدأ واحد ‪...‬‬
‫‪ :‬أعتقد ‪ ...‬نعم ‪...‬‬
‫‪ :‬هنا يكمن حبه املفرط هلا وكلام زاد حب الرجل للمرأة زادت‬
‫قسوته يف عتاهبا وربام زاد كربياؤه يف االعرتاف بحبه والذي يعتقد‬
‫يف فهمه الذكوري أنه ضعف ألنه حقيقة ضعف ‪ ...‬فاحلب‬
‫يضعف البدن ‪ ...‬فكلام متكن منك الشوق للحبيب ‪ ...‬شعرت‬
‫بالوهن يدب يف أوصالك ‪...‬‬
‫تشعر باجلسد خيتل ‪...‬‬
‫فالرجل يعتقد أن هذا الضعف لو اطلعت عليه املرأة فسوف‬
‫تستغله وربام تستهني برجولته ‪...‬‬
‫فالرجل عموم ًا يعتقد كثري ًا يف قوته اجلسدية ‪...‬‬

‫‪123‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لذا أنت يف قمة توترك مني حالي ًا ‪...‬‬


‫ألنك أضعفت نفسك يف نظرك باعرتافك يل بحبك ‪....‬‬
‫لذا أنت تستعجل تفاعيل معك ‪...‬‬
‫وال تقوى عىل االنتظار ‪ ..‬فتحاول أن جتد تربيرات حلنقك هذا ‪..‬‬
‫وتربره أحيان ًا بالتوتر اجلسدي ‪...‬‬
‫وعطري وتلك (اخلرابيط) ‪ ...‬التي تتحجج هبا ‪ ...‬لواقعيتها ‪....‬‬
‫‪ :‬يرسا والبلورة السحرية ‪...‬‬
‫‪ :‬هههههههههه ‪ .....‬الضعف البدين ضد الفطرة الرجولية ‪...‬‬
‫فلذلك معظم الرجال يقاومون ذلك الشعور ‪....‬‬
‫احلب يرقق القلب الذي ويف السيكولوجية الذكورية يضعفه ‪....‬‬
‫فيخلق بعض (الشورشة) ‪...‬‬
‫يكرس القوة ‪ ...‬خيرس الرجل الرهان ‪....‬‬
‫احلب يدغدغ اإلحساس ‪ ...‬يؤرق النوم ‪....‬‬
‫فنجد بعض الرجال يرشع لتهميش أو جرح املرأة التي يعشق‬
‫ألهنا تشعره بذاك الضعف ‪...‬‬

‫‪124‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فيحجب العقل الالواعي املنطق ويرتجم فقط واقع األمر ‪...‬‬


‫وأحيان ًا كثرية ‪ ...‬يستكثر ذلك اإلحساس الذي يرضب أوصاله‬
‫عىل املرأة ‪...‬‬
‫وحيس بوجوب امتناهنا لذلك اإلحساس ‪...‬‬
‫فأحيان ًا بعض الرجال لو بخل بالعطاء للمرأة ‪...‬‬
‫فألنه يشعر بأنه قد أعطاها الكثري ‪....‬‬
‫وبقدر ما يشعر داخلي ًا من مشاعر فياضة فهو يظن (ظن حق) أهنا‬
‫مرئية ‪...‬‬
‫منظورة عيان ًا بيان ًا ‪...‬‬
‫فأحيان ًا جتد أكثر الناس عشق ًا لك ‪...‬‬
‫أكثرهم جتاه ً‬
‫ال لك ‪...‬‬
‫وأحيان ًا قسوة عليك ‪...‬‬
‫‪ :‬جمهوالت بدهيية ‪..‬‬
‫ولكننا نتعامل معها بانرصافية خميفة ‪...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪.....‬‬

‫‪125‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فام يدغدغ إحساس آدم وما يرقق قلبه ما هو إال قوة من بعد‬
‫ضعف يف نظر حوائه ‪ ...‬فال جيب عليه أن يرهب األمر فيعادي‬
‫نفسه أو خيرس حب ًا ال يعود مثله أبد ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬خياف آدم من نظرة املحيطني جلدار مبني عىل صالبة السنني ‪...‬‬
‫وألن الضعف ليس من شيم الرجال فإن بعض النساء الالئي‬
‫حيسسن بالضعف من الرجال العاشقني هلم والذين ينقادون وراء‬
‫أحاسيسهم ‪....‬‬
‫يرفضن تلك العروض العشقية النبيلة وال يقدرهنا ألهنن حيسسن‬
‫الضعف يف الرجل حامل العشق ‪ ...‬فنجد املرأة ال حتس بعطاء‬
‫رجلها ‪...‬‬
‫وإنام تستهني به ‪ ...‬ألن موروثها الغبي قد فطرها عىل ذلك ‪!...‬‬
‫‪ :‬ممممممم ‪ ....‬صحيح ما تقول ‪ ...‬يف بعضضض األحيااان ‪...‬‬
‫وسبحان اهلل تلك فطرة املشاكسة األزلية ‪...‬‬
‫لذا غالبية احلزن الذي يصنعه ويتعايشه سكان األرض من‬
‫خيبات عشقية ما هو إال قلة إدراك لكامل البني ‪...‬‬

‫‪126‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فالكثري منا يضيع حياته وحبه ووفاء كبري ًا ركض ًا وراء فهم‬
‫مغلوط ‪...‬‬
‫‪ :‬ونجد يف كثري من األحايني أن الرجل الذي ال يتمتع باجلاذبية‬
‫أو بحسن اخللقة إذا تزوج من امرأة فاتنة فإنه جيتهد أن يسعدها‬
‫ألهنا تكمله ‪...‬‬
‫واملرأة غري اجلميلة إذا ما تزوجت برجل شديد الوسامة وكانت‬
‫متلك املال فإهنا متد يد العون له لتكمل احتياجه املادي ويكمل هو‬
‫احتياجها البرشي اآلخر ‪...‬‬
‫وترو فإن الدفة‬
‫ٍّ‬ ‫‪ :‬طاملا تكامل االحتياجات موجود هبدوء‬
‫تساق ‪...‬‬
‫عيل أية حال ال أعتقد كثري ًا أن ذلك يتعارض مع مفهوم التكافؤ‬
‫والذي وىص به نبينا الكريم عليه الصالة والتسليم ‪...‬‬
‫‪ :‬ولكن بأخذ املعنى الواضح للتكافؤ فإن تكامل االحتياجات‬
‫يف كل األحوال قائم ما دام الذكر واألنثى متنافرين جيني ًا ‪....‬‬

‫‪127‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬فإن كنت يف موضع نصح فإنني أديل بعدم انسياق الطرفني لفهم‬
‫مكنونات اآلخر ‪...‬ألن ذلك برصاحة يعترب حتدي ًا للطبيعة ‪...‬‬
‫والطبيعة ال يمكن حتدهيا مهام كانت البدائل أو الفرضيات ‪....‬‬
‫‪ :‬مممممم ‪ ...‬صحيح فلنستمتع إذ ًا باالختالف ولنحاول تطويل‬
‫عمر عالقاتنا بعزو بعض االستفهامات لالختالف اخللقي‬
‫واخللقي الذي خلقنا اهلل عليه ‪...‬‬
‫وووو نعتربه الركن الذي ترقد به العلل بسالم لتساق عجلة‬
‫العالقات ملدى أبعد ‪...‬‬

‫‪128‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪129‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪130‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬حسن ًا ‪ ....‬نعود للرحلة ‪...‬‬


‫‪ :‬كنت أقول إنـي أحتاج لـذاك (التغـرب) ‪ ...‬فالغريبـون لـن‬
‫يؤذوين ‪...‬‬
‫والغرباء لن يتلوا عىل مسامعي نكبايت ‪...‬‬
‫والغرباء ال علم هلم بخيبايت ‪...‬‬
‫والغرباء لن يصحوا مقيت ذكريايت ‪...‬‬
‫والغرباء لن يذكروا ويستذكروا انكسارايت ‪...‬‬
‫فإين تاهلل أحتاج هلؤالء ال ُغرب ‪...‬‬
‫أهيل وعزويت ‪...‬‬
‫أحتاج لكل غريب أن يتقرب إيل ‪...‬‬
‫مايض له ‪ ...‬وال رشخ بجبني تارخيه ‪...‬‬
‫َ‬ ‫فأعرفهم عىل شخص ال‬
‫وال انكسار بشباب أيامه ‪...‬‬
‫وال أهنار من غضب مصفى ترسي بني طياته ‪....‬‬
‫وال إهناك يصيب عضالته ‪...‬‬
‫كام أحتاج لتغرب القريبني ‪ ...‬بعض اليشء ‪....‬‬

‫‪131‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أنا آسف ‪ ....‬أثرت مدامعك ‪...‬‬


‫‪ :‬ال ‪ ....‬أنت مجيل ‪...‬‬
‫ال تأسف إن عدت يب لذاكرة األذى ‪...‬‬
‫فكل ما نستذكر لو فضحناه وعريناه ورجعنا بالذكر لنفس املوقف‬
‫بنفس التفاصيل السمعية والبرصية ‪...‬‬
‫سنتذوق املرارة الفائتة ‪...‬‬
‫هنا لو بدلنا خيالنا بردات أفعالنا حني ذاك ‪...‬‬
‫فسيتغري الوضع كله ‪...‬‬
‫سيتغري السيناريو واملشهد سينقلب ‪...‬‬
‫املشهد ذاته الذي أعيشه ستتغري به بعض املالمح والتي بالتأكيد‬
‫سـتكون إجيابية من طريف فـي هذا الوضع بعد هذا التفكر بعد‬
‫ما مررت به واستطعمته وخربته ‪ ...‬وخربت به ‪...‬‬
‫بعد ما صقلتني التجارب ‪...‬‬
‫وبعد ما قويت الذي بداخيل ‪...‬‬
‫سيتغري املنظر كله يف املخيلة ذاهتا ‪...‬‬

‫‪132‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وسيهدأ القلب حينها ‪...‬‬


‫وتبدل الذاكرة األفعال ذاك بذاك ‪...‬‬
‫حينها يبدأ الشفاء من املايض ‪...‬‬
‫وتكرر املشهد بعد حني يف املخيلة ذاهتا باملناظر احلديثة املدبلجة ‪..‬‬
‫املمنتجة مونتاج ًا منطقي ًا يتامشى وشخصك الناضج اآلين ‪...‬‬
‫فيقبل العقل املشهد اجلديد وحيذف القديم القاتم الذي كرس‬
‫جدار القلب ‪ ...‬بالتايل ‪...‬‬
‫تتبدل املعطيات الداخلية ‪...‬‬
‫فال جيد القلب سبب ًا لكرسه ذاك ‪...‬‬
‫فتبدأ عوامل الرتميم الداخلية بالعمل عىل شد أوصال القلب‬
‫باللطف اإلهلي ‪....‬‬
‫وتسد اخلانات القلبية املرشوخة ‪...‬‬
‫والتي كانت لتتمزق كلام شابت الدواخل ‪....‬‬
‫اآلن وبعد أن تفعل كل هذا يب تتأسف ‪ !...‬ال واهلل ‪ ...‬ليتني‬
‫أكافئك ‪...‬‬

‫‪133‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ ..... ...‬وأعــود لقصتي ‪...‬‬


‫غرفتي الفندقية تتوشح البياض الدامس ‪!...‬‬
‫أرض بيضاء ‪...‬‬
‫أوسدة (لبنية) البياض ‪!...‬‬
‫النوافـذ واألبـواب زجاجية مطلة عىل درج خارجي أبيض‬
‫اللون ‪...‬‬
‫ال مقابض خرصانية وال معدنية له ‪...‬‬
‫فهو خميف بعض اليشء ‪...‬‬
‫ختاف أال تقع من الدرج الواسع ‪...‬‬
‫هل سأعتاد هذا اليشء أم أين سأسلك الطريق الطويل اخللفي‬
‫اآلمن ‪!...‬‬
‫ال أدري ربام بعد ما أتعود عىل توليد األمان داخيل فلن خييفني‬
‫صعود وال هبوط ‪....‬‬
‫ربام ‪...‬‬
‫ستائر الغرفة بيضاء متطايرة مع اهلواء ‪...‬‬

‫‪134‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أبيض ‪...‬‬
‫الرسير أبيض اللون وثري والغطاء كذا ُ‬
‫خفت البياض الشديد !‬
‫يعري البياض ‪...‬‬
‫يفضح البياض ‪...‬‬
‫يكشف املخبأ ‪...‬‬
‫ماذا لو دنست الوسائد بالكحل السائل ‪!...‬‬
‫كيف أحافظ عليه هكذا وال أنتهك نصوعه هذا ‪...‬‬
‫وأنا التي أرغب يف رمي نفيس وحقائبي بكامل اهلمجية التي فع ً‬
‫ال‬
‫أحتاجها لفرتة ‪...‬‬
‫فقد تعبت من النظام ‪!...‬‬
‫ألتقط جوايل و(أشغل) قائمة أغاين منتقاة بدقة ‪...‬‬
‫فأتيييه مع صوت عبد املجيد (ما هي ها الليلة وبس وإنت متغري‬
‫عيل ال ‪)...‬‬

‫‪135‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أتيييه مع الصوت األعذب الذي أهوى وأستذكر مالحمه اهلادئة‬


‫التي تُرنم بدورها ‪ ...‬ولكني يا عبد املجيد أترنم بال (وجيع)‬
‫فال أحد قد تغري عيل ‪!...‬‬
‫ال أحد عىل اإلطالق قد تغري يا عبد املجيد ‪...‬‬
‫فجميعهم رحلوا ‪...‬‬
‫استودعتهم أيامي القديمة وانكسارايت البكر ‪....‬‬
‫فام عاد يل من يتغري عيل أو ال يتغري ‪....‬‬
‫أفتقد زمانات التغري يا عبد املجيد ‪...‬‬
‫فقد كان التغري حاالً ‪...‬‬
‫والرجوع عنه حال ‪...‬‬
‫واحلب كان يف أوجه يا عبد املجيد بعد ما يتغري احلال ‪...‬‬
‫نحن يا عبد املجيد أرق مما نتصور ‪...‬‬
‫فال قلوبنا حتتمل فراقاهتم وال عقولنا حتتمل وقاحاهتم ‪...‬‬
‫ولكننا نعتاد يا عبد املجيد نعتاد ‪...‬‬

‫‪136‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫نعتاد عىل الذين يتواقحون علينا اليوم ويذيقوننا الشهد غد ًا‬


‫يا جميد ‪...‬‬
‫فبني التقلب باألمل والتندم والندم مسافات عجاف ‪....‬‬
‫فنحن يف حقيقة األمر يا عبد املجيد ال ندري أنتحرس عيل املايض‬
‫أم املاضني ‪ !...‬أنتفهم ونستوعب أمل الفراق أم أمل الكرامة ‪...‬‬
‫فنروح يف منتصف الوهن ذاك املختلط بحالوة وشقاوة احلب ‪...‬‬
‫نروح نحلل هل لغدر احلبيب للمحب أحكام نفسية وعرفية !‬
‫أم أن احلب يلغي األعراف واملعروف ويغلف الكرامات ‪....‬‬
‫كقطع احللوى الرتكية التي تكون شهية ومغطاة بالسكر الناعم‬
‫وهي مكشوفة ‪ ...‬ولكنها حينام تتغطى تفقد سكرها ومتاسكها‬
‫ذاك ‪...‬‬
‫فتصري بالطعم نفسه ولكنها تفقد املنظر النرض ذاك ‪...‬‬
‫تفقده يا جميد تفقده متام ًا ‪...‬‬
‫واملناظر مهمة يف حقيقة األمر ‪....‬‬
‫وجتاهلها مريب ‪...‬‬

‫‪137‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫يا جميد صعب هو جتاهل الشكل الشهي للعالقات يا جميد ‪....‬‬


‫فقبح العالقات مميت ‪...‬‬
‫وال حيدث إال إن فقد أحدهم شهيته يف اآلخر ‪...‬‬
‫فيصبح اآلخر هذا (يشحذ) احلبيب تعامله ‪...‬‬
‫ويقدم التضحيات والرشاوي بكل أطيافها ليبقيه الذي قنع يف‬
‫حميطه ‪...‬‬
‫حتى لو أدى دور (كومبارس) يف مشهد سخيف ثانوي بأجر‬
‫ال يتعدى ما يشرتي به (حمارم) يمسح هبا غبار الذلة و(عرق)‬
‫املهانة ‪...‬‬
‫ولكن ما تغالب به نفسك أن القلب بقي ثابت ًا و(أبى) التقلب ‪...‬‬
‫فثبات هذا تسبب يف ذاك ‪...‬‬
‫وتـدور األيام واألعامر تؤكل يـا جميد وال تدور معها عجلة‬
‫التقدم ‪...‬‬
‫فحتى طيور صاحب يوسف تأكل وتروح ‪...‬‬
‫إذ ال يشء بعد ذلك يؤكل ‪...‬‬

‫‪138‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فقد أصبح الرأس مقزز ًا يا جميد ورائحته نتنة ‪...‬‬


‫هنا فقط حني تأبى الطري أن تأكل من رأسك الذي كان عامر ًا‬
‫السنة التي حدت عنها طوع ًا ‪....‬‬
‫بالفكر والذكر ‪ ....‬متيل عيل ُّ‬
‫فرتدد ‪( :‬يا مقلب القلوب ‪ ...‬ثبت قلبي عىل دينك) وتزيد (فقط)‬
‫فقط يا أهلل دينك فقط ‪....‬‬
‫وتردد ‪ :‬اللهم هذا قسمي فيام أعلم ‪...‬‬
‫فأرشدين إىل ما ال أعلم ‪...‬‬
‫فأعلم أين عزيز عليك يا أهلل فأعزين (عيل) ‪...‬‬
‫أتم نعمتك وعزتك عيل يا رب العزة يا أهلل ‪...‬‬
‫وهنا فقط ‪...‬‬
‫تتخبط كثري ًا وتفكر كثري ًا ‪...‬‬
‫وتتامرض كثيـر ًا وتفكر الدنيا خري لـي أم اآلخرة خري لـي من‬
‫األوىل ‪!...‬‬
‫ثم تستغفر كثري ًا ‪....‬‬
‫وبعد خضم التخبطات ذاك ‪...‬‬

‫‪139‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تلجأ يا جميد لذاتك التي ليس أقرب منها لك ‪....‬‬


‫فتقرر البعد قلي ً‬
‫ال لتعقد معاهدات صلح بينك وبينها ‪....‬‬
‫فتتعرف عليها وإذا بك جمرة من العذوبية واألمان ‪...‬‬
‫تتكشف لك نفسك ‪....‬‬
‫اجلميلة املزهرة ‪..‬‬
‫النرضة برغم شيخوخات كثر تبارين فيها عوامل التعرية ‪....‬‬
‫وبينام أنا أناجي عبد املجيد ‪....‬‬
‫قرع أحدهم بـاب غرفتي التي تدور حوهلا أحداث أتراءاها‬
‫بنضج ‪...‬‬
‫وأوقن جد ًا أين بحاجة هلذا اهلزال بني حنني األغنيات والذكريات‬
‫التي جترتها حوايس بكليتها ‪....‬‬
‫أحتاجها ألراها بكامل النقصان وأختلص منها بكامل الوعي‬
‫واألنوثة ‪...‬‬
‫أنوثة ستطغى من جديد بعد ما غطت املالمح الباردة جسدي‬
‫ورأيس وأمخص قدمي ‪...‬‬

‫‪140‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وإذا هبم حيرضون يل باقة من الفواكه االستوائية والعصائر‬


‫الطازجة ‪...‬‬
‫وسلة من املعجنات الصغرية جد ًا وامللفوفة بقطعة قامشية ال جمال‬
‫للبكترييا أن متسها ! وعلب الزبدة الصغرية احلجم ذات الغطاء‬
‫الفيض األنيق ‪...‬‬
‫التي تعربد يف منتصف وعاء زجاجي من الثلج ‪...‬‬
‫يراعون درجة الربودة التي حيتاجها الزبد ليظل متامسك ًا ‪...‬‬
‫وال يفقد نكهته ‪....‬‬
‫وأنا أتيت هنا ألظل أيض ًا بتامسك الزبدة ‪...‬‬
‫فال بد يل أن أحفظ نفيس بالدرجة النفسية التي ستعيدين سرييت‬
‫األوىل ‪...‬‬
‫سرييت األوىل ‪ ...‬حيث كنت بنعومة وليونة ورقة ومجال وطعامة‬
‫هذا الزبد ‪!...‬‬
‫سرييت األوىل حيث كنت أضج باجلامل ‪...‬‬
‫سرييت األوىل حيث كنت أضج أمان ًا ‪...‬‬

‫‪141‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سرييت األوىل حيث كنت أتقاول الصدق وال يشء غري الصدق ‪..‬‬
‫سرييت األوىل حني كنت أعتقد وأومن أن نكهتي التي أضيف‬
‫حلياة أي كان ‪...‬‬
‫ليست بأقل من نكهة الزبد بالطعام ‪...‬‬
‫وحق ًا ال أعتقد أن احلياة التي خرجت منها ما زالت بنفس نكهتها‬
‫ونعومتها وليونتها ورائحتها ‪...‬‬
‫فانسحاب الزبدة من الطعام ال يساوي أبد ًا إضافة الزيت ‪!...‬‬
‫وهنا والستعاديت سرييت األوىل ‪....‬‬
‫قررت أن أباري نفيس بامللذات ‪...‬‬
‫فتارة آكل الصحي وتارة أشبع نفيس بالشوكالته البيضاء التي‬
‫أعشق ‪!...‬‬
‫أعشقها لدسامتها وإلحساسها اخليايل الذي يتوىل زمام األمور‬
‫الداخلية ‪....‬‬

‫‪142‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وتارة أسمع األغاين الغربية الصاخبة ومرة أغاين احلنني التي‬


‫شكلتني قبل أعوام تليدة ‪ ...‬أمتشى أحيان ًا وأميض يومي بني‬
‫األريكة واملضجع ‪...‬‬
‫حسبام أحب لنفيس وأرىض ‪....‬‬
‫سألبس كل ما جلبت معي ‪...‬‬
‫فمرة ألبس الواسع األبيض الفضفاض ‪...‬‬
‫وأخرى أتلبس باألنيق من امللبس ‪....‬‬
‫وسأكتب وأكتب وأكتب ‪....‬‬
‫أتعرف عىل أناس غرب ‪...‬‬
‫وأصادقهم وأخووووض يف نقاشات طويييييييلة ‪...‬‬
‫ثم عقب تلك النقاشات اجلامعية ‪...‬‬
‫يأتيني أحدهم ‪...‬‬
‫بكامل الصدق والوسامة والذكاء الذي ينطق يف العيون ‪...‬‬
‫ليحادثني عىل انفراد ‪ ....‬فأقبل !‬
‫ونصبح رفقاء قول ‪...‬‬

‫‪143‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فنتقاول كثري ًا كثري ًا ‪...‬‬


‫وال أدري ملاذا ولكني أصدقه قوالً ‪...‬‬
‫وأجزم أنه يفعل وكالنا يعلم جيد ًا أنه لن يلتقي اآلخر بعد القليل‬
‫من الوقت ‪...‬‬
‫فـال نخاف وقتها من ذاك اإلحسـاس ونرص عىل فعل القول‬
‫الكثري ‪...‬‬
‫وأجدين أحكي له تفاصيل حيايت بدقة ‪..‬‬
‫وتعر ‪...‬‬
‫وبشفافية ٍّ‬
‫وهو ‪ ....‬هو يستمع باهتامم كبري ‪...‬‬
‫ويغريني إنصاته ذاك ‪...‬‬
‫فأغوص معه يف تفاصيل مل أرسدها من قبل ألي كان ‪...‬‬
‫وال حتى لنفيس ‪...‬‬
‫وأجد سالسة غري مراقبة مع هذا الشخص ‪...‬‬
‫الذي يشحن نفيس باهلدوء والطمأنينة ‪....‬‬
‫فأعتقد فيه ‪ ...‬منتهى االعتقاد ‪...‬‬

‫‪144‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فيذهلني اعتقادي هذا ‪...‬‬


‫بفطرة طفل يثق ويعتقد بوالدته ‪...‬‬
‫اعتقاده أهنا من وهبته احلياة ‪...‬‬
‫يكتمل متام ًا أهنا ستهديه أمجل ما فيها ‪...‬‬
‫فأطمئن وأرسد له كل أخطائي املتسرتة ‪...‬‬
‫وكل خيااليت املتوحشة ‪...‬‬
‫وكل ما متنيت فعله ومل يكن ‪...‬‬
‫وكل ما مل أفعل وتومهته ‪...‬‬
‫وأنا عىل أتم اليقني بأين لن أالقيه مرة أخرى ‪...‬‬
‫لكنه باملقابل لن ينساين ‪ ،،،‬وأنا كذلك لن أنساه ‪...‬‬
‫وسنكون مميزين جد ًا يف ذواكر بعضنا بعض ًا ‪...‬‬
‫سأتذكره كثري ًا وأبتسم وأتيه مع الرياح التي تقلب خصاليت وأنا‬
‫أقود ركب احلديث بصفاء ‪....‬‬
‫بعذوبية ‪...‬‬
‫بتجرد ‪...‬‬

‫‪145‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بثقة ‪...‬‬
‫وهو أيض ًا سـيذكرين كثري ًا طوال عمره ويستمع لصوتـي يف‬
‫وحداته ‪...‬‬
‫وسيفتقد طريقتي يف احلديث معه ‪...‬‬
‫وشعوره الرائع الذي ما أحسه إال معي أنا ‪...‬‬
‫سأذكر مالحمه كلام هبت نسائم معتدلة ‪...‬‬
‫وكلام وقفت أمام الفواكه االستوائية يف املحال التجارية ‪...‬‬
‫وكلام كنت وحيدة وأحسست بالراحة ‪...‬‬
‫سأتذكره ‪...‬‬
‫سأفعل ‪ ....‬بعذوبة غريبة غريبة غريبة ‪....‬‬
‫وأناكف نفيس ‪....‬‬
‫هل أرغب يف رؤيته أم ال!‬
‫وأؤكد لنفيس أن مجال املنظر يف عدم تكراره ‪...‬‬
‫ومجال هذه العالقة يف انتهائها متام ًا ‪...‬‬

‫‪146‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ألين سأكمل اللوحة الذهنية هذه بكل ما لذ وطاب من شخصية‬


‫كاملة ال ختطئ بحقي وال جترم وال تظلم ‪...‬‬
‫سألف شخصيته باحلسن واألدب واحلكمة وكل ما أشتهي ‪...‬‬
‫سيكون الرجل الكامل ‪ ...‬الشفيف ‪....‬‬
‫طوال العمر سيكون الرجل الكامل الذي استمع يل ‪...‬‬
‫وألننا مل نحكم بعضنا عىل بعض برغم أنا قد رسدنا مجيع جرائمنا‬
‫بعضنا لبعض ‪...‬‬
‫ولكن إحساس عدم التملك لآلخر يعطي صالحية عدم احلكم‬
‫برغم اإلنصات العميق ‪....‬‬
‫فقد أصبحنا سالل بعضنا بعض ًا ‪...‬‬
‫وكفى ‪...‬‬
‫بل سنحس بكل الصدق أن ا‬
‫كال منا هو من أعظم الشخصيات‬
‫التي عرفناها ‪...‬‬
‫وسوف نتأثر بأساليب بعضنا بعض ًا ‪...‬‬
‫وطريقة تفكرينا وطريقة تعاملنا مع األشياء واألشخاص ‪...‬‬

‫‪147‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ونربات بعضنا بعض ًا ‪...‬‬


‫ومفضالت الطعام وامللبس وأسلوب احلياة لبعضنا سيتأثر‬
‫باآلخر ‪...‬‬
‫مدى احلياة ‪...‬‬
‫فقد أدركت متام ًا ما حيب ‪ ..‬وللعجب فإن طباقنا ‪ ...‬جنايس ‪....‬‬
‫وإن شخوصنا تتشابه حد اخلوف ‪...‬‬
‫فأصبحت أدرك متام ًا أن كل ما أقول إنام هو قالب أنثوي منه ‪...‬‬
‫هو الرجل الذي حيرتم النساء (حد قوله) ‪...‬‬
‫فال أحمص خلفه إن كان !‬
‫وهو الرجل الرومانيس ‪...‬‬
‫وهو الرجل الذي يعشق عقل املرأة قبل اجلسد ‪...‬‬
‫(حد عكسه يل ملكنوناته) والتي ما عرجت عليها لتفحصها ‪...‬‬
‫فـأنا مل أشأ أن أتفحص نظراته ‪ ...‬فالعيون كثري ًا ما تكشف‬
‫القول ‪...‬‬

‫‪148‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫واشتهاء الرجل جلسد املرأة إنام هو رشعه القويم الذي ال غبار‬


‫عليه ‪...‬‬
‫إنام هنالك رجال ال تلهيهم ملذات اجلسد عن ملذات الروح ‪...‬‬
‫فللـروح لدى هؤالء الرجال نصيب األسـد يف االنجذاب‬
‫لألنثى ‪...‬‬
‫وللروح عند هؤالء الرجال موازين ال تقارن بام دوهنا ‪...‬‬
‫وللروح عند هؤالء الرجال دالالت سامية ‪...‬‬
‫تقود لروحانيات مرتبطة بتواصل روحي ‪...‬‬
‫روحاين عقيل حتت مظلة فراسة املؤمن التي ال يكرم اهلل هبا من‬
‫عباده إال الصاحلني ‪ ...‬فالروح ليست فقط ذات ًا وإنام غايات ملثل‬
‫هؤالء رجال ‪...‬‬
‫وللروح عند هؤالء الرجال أوصاف ال تسعها الكلامت ‪....‬‬
‫فتجدهم ينظرون كثري ًا‬
‫ينظرون بحدة ‪...‬‬
‫ينظرون بعربة ‪...‬‬

‫‪149‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ينظرون بتفرس ‪...‬‬


‫ينظرون بذئبية ‪...‬‬
‫ينظرون بصمت عميق ‪....‬‬
‫ينظرون خلف األسوار ‪...‬‬
‫ينظرون بخياالت مميتة ‪...‬‬
‫فترسي املدامع مع رجال كهؤالء ‪...‬‬
‫وترجف القلوب مع رجال كهؤالء ‪...‬‬
‫تنصلب عروقهم ‪...‬‬
‫وتنفرج أساريرهم بعد موت ‪....‬‬
‫وتتفتح مسامات اجللد لتتعبق برائحة أجساد رجال كهؤالء ‪...‬‬
‫فتقسم لنفسك بعد العودة إن رائحته ما زالت هنا ‪...‬‬
‫لتغلغلها داخل مساماتك ‪....‬‬
‫ذلك الرجل تتملكه األنثى األسد ‪...‬‬
‫التي تأرسه بعنف ال يقوى عليه بعقلها ‪...‬‬
‫باتزاهنا ‪...‬‬

‫‪150‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بصالبة رأهيا ‪...‬‬


‫بتبرصها للقادم ‪...‬‬
‫باحرتامها لرزقها ‪...‬‬
‫باحتوائها ملن حوهلا ‪...‬‬
‫بسامعها بإنصات للتفاصيل ‪...‬‬
‫بتحليالهتا املنطقية القويمة ‪....‬‬
‫فيتمسك هبا متسك ًا (أسدي ًا) ‪...‬‬
‫متسك ًا (ملوكي ًا) ‪....‬‬
‫متسك كربياء ‪...‬‬
‫متسك ًا وحشي ًا ‪...‬‬
‫متسك ًا أبدي ًا ‪...‬‬
‫متسك ًا جسدي ًا ‪....‬‬
‫متسك ًا روحي ًا ‪....‬‬
‫متسك ًا واعي ًا ‪...‬‬
‫متسك ًا عقائدي ًا ‪....‬‬

‫‪151‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫رجل مثل هذا ‪.....‬‬


‫متخضت اجلبال الراسخات فولدنه نسخة مصغرة من رسالة‬
‫حممدية أخالقية ما عرفها الورق قب ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫رجل يرفل حممدية وفراسة ‪...‬‬
‫رجل هيز حصون األبالسة بحضور تقواه ‪...‬‬
‫رجل يستعني عىل الدنيا بدينه ‪...‬‬
‫رجل ثابت ثبات األرض قبل أمر اهلل عليها ‪...‬‬
‫رجل تكون من ضغط طبقات األرض قبل ما تضخ براكينها ‪....‬‬
‫رجل ترتنم به أمهات اآلخرين ‪..‬‬
‫رجل متنت الزوجات لو ترملن ليتعوضنه ‪.....‬‬
‫رجل ال هتب رياح الشهوات املحرمات عىل قلبه أبد ًا ‪....‬‬
‫ذاك هو الرجل األشم ‪...‬‬
‫الذي أمتنى أن يكون ‪...‬‬
‫الذي أمتنى أن يكون ‪...‬‬
‫الذي أمتنى أن يكون ‪...‬‬

‫‪152‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وقبل أن تسألني مل َ مل يكن هو إذ ًا ‪....‬‬


‫فدعني ْ‬
‫أقل لك ‪...‬‬
‫إين خفت أن تكون الصورة واألصل عىل أتم التنافر ‪...‬‬
‫خفت عىل نفيس من كرس ما جئت ألجله ‪...‬‬
‫فأنا قد حتملت مشقة السفر املادية بدء ًا من احلقائب الفاخرة‬
‫وحتى اإلقامة كله فعلته من أجل ترميم روحي ‪...‬‬
‫فلم أكن أقوى عىل متحيص رجل يأتيني باخليبات أرسع من‬
‫هدهد سليامن ‪...‬‬
‫وما أقول هذا لغور يف سرب سلبية ‪...‬‬
‫أبد ًا واهلل ‪...‬‬
‫وإنام الصورة الكاملة التي مهت هبا يف ذاك اإلطار األثريي ما كان‬
‫هلا أن تكون أبد ًا ‪ ...‬فنحن برش ‪....‬‬
‫والكامل لرب البرش ‪...‬‬
‫ورسول رب البرش ‪....‬‬
‫أرص عىل كامل الصورة يف تلك املرحلة ‪...‬‬‫وأنا ال أدري مل ِ‬
‫َ‬

‫‪153‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من املحتمل أهنا رقة القلب الذي ما عاد يتحمل ‪...‬‬


‫فمرحلة الرتميم هذي هي مرحلة نقاء لقلب مفتوح ‪....‬‬
‫فرتكت لنفيس العنان أن أتيه وأعيش أيام ًا مذهلة ‪...‬‬
‫أيام ًا ال تشوهبا شائبة ‪...‬‬
‫وإين جتملت كثري ًا لتظل صورة الرجل الذهنية مركبة متام ًا مع متام‬
‫قويل الذي واهلل ما افتعلته ‪...‬‬
‫ولكني ‪....‬‬
‫مجلته كثري ًا ‪...‬‬
‫ونمقته كثري ًا ‪...‬‬
‫قولبته كثري ًا ‪...‬‬
‫وحلنته كثري ًا ‪...‬‬
‫وحمصته كثري ًا ‪...‬‬
‫حتى إين سمحت لنفيس بالرقص مع الرجل كثري ًا عىل أنغام‬
‫استوائية ‪....‬‬
‫أنغام عذبة بعذوبة خطواتنا ‪ ...‬وهفواتنا ‪...‬‬

‫‪154‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫عذبة بعذوبة ضحكات ثنائية (خطرية) ‪...‬‬


‫عذبة بعذوبة شباب بدأ يف الرسيان خلف هنر جار ‪....‬‬
‫فأوكلت لنفيس حق العذوبة ‪...‬‬
‫فتبادلنا اخلطوات يف تناغم مميت ‪...‬‬
‫تناغم بني أجساد لن تطال بعضها بعض ًا إال يف ملسات غري‬
‫مقصودة برقصات مقصودة ‪...‬‬
‫ملسات خاطفة ‪ ....‬ترفع (األدرينالني) يف األطراف بإلطاف ‪...‬‬
‫ملسات ‪ ...‬هتز القلب ‪ ...‬فينتفض الطرف ‪...‬‬
‫ملسات تتفق وخطوات كأهنا فلسفات ‪...‬‬
‫فلسفات حياة وخالصات ‪....‬‬
‫تبادلنا التناغم اجلسدي ذاك بإدراك أن احلياة الزوجية الثنائية‬
‫ما هي إال تناسق خطوات ‪..‬‬
‫وتبادلنا اللمسات تلك والتي ال ندري مل َ كالنا اعتربها برباءة‬
‫ذئب ابن يعقوب ‪ ..‬واستنشقنا بعضنا عطور بعض برغبات‬
‫متوهة متام ًا ‪..‬‬

‫‪155‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫متوهة بقصد واع جد ًا ‪...‬‬


‫متوهة كي ال هتوي باألنفس يف ما ينادي به البدن ‪...‬‬
‫وصفقنا بعضنا لبعض كثري ًا ‪...‬‬
‫كان التصفيق ينبه وحييي البهجة بالرقص ال بالقنص ‪...‬‬
‫وتبادلنا النظرات اخلاطفة والتي ما دامت أبد ًا ‪...‬‬
‫خوف ًا منا من انحسار الوقت بيننا‪ ،‬خوف ًا من نداءات اجلسد ‪...‬‬
‫خوف ًا من اإلغراق يف ما ال ُيرتك أبد ًا ‪...‬‬
‫خوف ًا من املُضغ التي تنشأ يف الظالم والظلامت ‪...‬‬
‫فتوهنا آخر الرغبات ومشينا عىل خطا الكلامت ‪...‬‬
‫وأحسسنا بالنبل واالنتامء بعضنا لبعض ‪....‬‬
‫أحسسته أريض التي ال يمكن أن أخوهنا أبد ًا ‪....‬‬
‫وهو أحس بأين عرضه الذي ال يمكن أن يفرط به أنم ً‬
‫ال ‪....‬‬
‫نشأت خصوصية متبادلة يف وقت خاطف ‪...‬‬
‫تلذذنا بنكهات الطعام احلادة ‪...‬‬

‫‪156‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والرشابات الفاترة التي كان أهل البلدة يزودوننا بمعلوماهتا‬


‫الغذائية قبل وبعد ومنتصف تناوهلا ‪....‬‬
‫فالسياحة الغذائية من أهم موارد الدولة لدهيم ‪...‬‬
‫ولكني مل أكن أهتم للقيم الغذائية للطعامت قدر ما كنت أهتم‬
‫للقيم املذاقية للطعامت ‪...‬‬
‫فمذاق األشياء شكل يل الفارق الناضج ‪...‬‬
‫ومذاق األكل كان كأنام خيتلط بمذاق الرجل ‪...‬‬
‫فتذوقته يف الرشاب ‪...‬‬
‫وتذوقته يف اخلطاب ‪...‬‬
‫وتذوقته يف اخليال ‪....‬‬
‫وعرفت حينها أن النساء الالئي يشبهنني ‪...‬‬
‫ال يتعثرن عىل مذاقات األشياء بحدهتا إال يف منتصف العمر ‪...‬‬
‫فنحن توهنا أعامرنا الصغرية ‪...‬‬
‫ولكن خضم العمر ما زال يعبأ باإلثارات التي ما عرفناها قبل ‪...‬‬
‫فامرأة مثيل كانت هتاب التجربة ‪...‬‬

‫‪157‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فغشاها اجلهل لكثري من مباهج الدنيا ‪....‬‬


‫وامرأة مثيل كانت متقوقعة يف مدار صغري ال حيوي الكثري ‪...‬‬
‫فغشاها الغشم ‪...‬‬
‫مل تكن اجلرأة يوم ًا سمتي ‪....‬‬
‫ومل يكن اإلقدام يوم ًا صفتي ‪...‬‬
‫فكلها كانت جتارب جديدة ‪ ....‬بكر ًا ‪ ....‬غريبة عيل ‪...‬‬
‫كانت حتديات شخصية ما عهدهتا ‪...‬‬

‫***‬

‫‪ :‬ولكن كيف خيتفي رجل كهذا من حياتك ‪ ...‬وتقبلني !‬


‫‪ :‬من اجلميل أن خيتفي ‪...‬‬
‫‪ :‬ومل َ !‬
‫‪ :‬ألنني لن أتعرف عىل اجلانب السيئ منه ‪...‬‬
‫سأرى النور فقط ‪!....‬‬

‫‪158‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأتعرف عىل اجلزء املالئكي فقط ‪...‬‬


‫واجلزء الرجويل فقط ‪...‬‬
‫واجلزء الذكوري فقط ‪...‬‬
‫واجلزء البطويل فقط ‪...‬‬
‫فقط ولن أرى أية عيوب فيه ‪...‬‬
‫وسيظل هكذا جمرد ًا من العيوب ‪...‬‬
‫وألنه كلام (انحرمت) من شخص رأيت فقط (مجيله) فإنه‬
‫سيكون األروع داخلك ‪ ...‬وتزيد رغبتك فيه ‪....‬‬
‫ويزيد والؤك له ‪...‬‬
‫وتعيش معه باخليال الذي تصنعه أنت حسب حالتك النفسية‬
‫اللحظية ‪...‬‬
‫ألن ُسنة احلياة أنك كلام تعرفت بشخص عىل أرض الواقع ملست‬
‫عيوبه وتناكفاته مع أسلوب حياتك الذي تقدس ‪...‬‬
‫أمجل يشء هو الذي لن حتصل عليه ‪...‬‬
‫وأمجل شخص هو الذي ما التقيناه بعد ‪...‬‬

‫‪159‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأمجل حياة التي ما عشناها بعد ‪..‬‬


‫وأمجل مكان الذي ما زرناه بعد ‪..‬‬
‫وأمجل هدف الذي ما حققناه بعد ‪...‬‬
‫وأمجل عمر الذي ما عشناه بعد ‪....‬‬
‫وأمجل طعم الذي ما تذوقناه بعد ‪...‬‬
‫وأمجل حلن الذي ما سمعناه بعد ‪....‬‬
‫وأمجل شخص الذي مات منا يف الصغر ‪....‬‬
‫فعرفناه قبل أن وعينا عىل قبحه ‪....‬‬
‫وقبل أن وعينا عىل رشه ‪...‬‬
‫وقبل أن وعينا عىل جهله ‪....‬‬
‫فظلت صور اآلفلني كاملة ‪....‬‬
‫يف ذواكرنا ‪...‬‬
‫يف أمنياتنا ‪....‬‬
‫يف حرساتنا ‪....‬‬
‫هي مناكفات حياتية مميتة ‪...‬‬

‫‪160‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بني الذي حظينا به والذي ننتظره ونعتقد فيه ‪...‬‬


‫والذي يتوشح خياالتنا ‪!...‬‬
‫يصب ‪...‬‬
‫ْ‬ ‫بني النصيب والذي مل‬
‫بني أرواح وأجساد ‪...‬‬
‫بني نوايا وخبايا ‪...‬‬
‫بني استسالم وعزم ‪...‬‬
‫ندندن حول حيواتنا ‪...‬‬
‫التي نفقدها ونجدها ‪...‬‬
‫فننام تارة وهنجر املضاجع تارات أخر ‪...‬‬
‫ننسى أحيان ًا ونتعمد التذكر أحيان ًا ‪....‬‬
‫لننغص عىل أنفسنا ونتلذذ بذاك األمل الذي حيوي أعامرنا املهدورة‬
‫وشباباتنا التي استغاثت حينها دون جدوى منا نحن ُمالكها ‪...‬‬
‫الذين يستصغرون األحاسيس ‪...‬‬
‫هم ‪...‬‬
‫أكثرهم فقد ًا هلا ‪...‬‬

‫‪161‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أكثرهم عوز ًا هلا ‪...‬‬


‫أكثرهم أمل ًا لفقدها ‪...‬‬
‫أكربهم جراح ًا لفقدها ‪....‬‬
‫البعض يزفر كلامت واآلخر يزفر دخان ًا وآخرون دموع ًا‬
‫وهلم جر ًا ‪....‬‬

‫***‬

‫‪ :‬وهل سيقبل هو أن يفارق دنياك بعد كل الذي كان ‪!...‬‬


‫وأي رجل ذلك ‪!...‬‬
‫سريىض أن تتفلت منه مثلك أنثى ‪...‬‬
‫‪ :‬ال أعتقد أنه سيتمسك بأنثى تربعت بفض مجيع مساوئها من‬
‫النظرة األوىل !‬
‫فأنا لن أقول إال احلق ‪...‬‬
‫ولسوء احلظ فإن كل احلق ال حيوي من النبل شيئ ًا ‪...‬‬

‫‪162‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬لذلك سيتمسك بك ‪..‬‬


‫‪ :‬عفو ًا ‪!...‬‬
‫‪ :‬الرجل مثل األم متام ًا ‪....‬‬
‫األم دائ ًام تعلم ‪....‬‬
‫والرجل كذلك ‪ ...‬دائ ًام يعلم ‪...‬‬
‫بالتحديد جترد األنثى الصادقة ‪...‬‬
‫نحن نحس صدق املرأة من تالعبها ‪...‬‬
‫فال تصدقي أن الرجل الذي ينخدع للمرأة ‪...‬‬
‫أنام هو فع ً‬
‫ال ينخدع ‪!...‬‬
‫ال يا عزيزيت ‪...‬‬
‫هي فنون خداعية ‪...‬‬
‫خيضع هلا الرجل لغرض يف نفس يعقوب ‪...‬‬
‫فالرجل عادة ما ُيغلب غرائزه ورغباته عىل ما دوهنا ‪...‬‬
‫فيغض النظر عمد ًا عن أشياء ال تكون باألمهية يف رشعه ‪...‬‬
‫بيد أن املرأة نظامية ‪ ...‬تتقيد بالعقل ‪...‬‬

‫‪163‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مهمـا يـكن ‪ ..‬ففطرة املرأة أن حتكم بقلبها وعقلها يف تناغم‬


‫غريب ‪...‬‬
‫ال يقوى رجل عادي أن يفعله ‪....‬‬
‫‪ :‬إذ ًا فالغباء الذكوري ال أصل له ‪....‬‬
‫‪ :‬ال أستطيع اجلزم ‪ ...‬الغباء ال عالقة له بتمييز الصدق من‬
‫اخلبث ‪...‬‬
‫الذي رميت له ‪ ..‬أن طاقة الصدق عند األنثى ال يمكن جتاهلها ‪..‬‬
‫فاحلقيقة عند املرأة والتجرد ‪...‬‬
‫كالشمس تسطع لتنري دنياها ودنيا الرجال الذين هييمون حوهلا ‪..‬‬
‫َأو تدرين شيئ ًا !‬
‫‪ :‬قل يل ‪...‬‬
‫‪ :‬املرأة الصادقة أكثر قدرة عىل جذب الرجل من اجلميلة الفاتنة‬
‫‪ :‬يا شيخ ‪!...‬‬
‫‪ :‬واحلق أقول ‪...‬‬
‫‪ :‬إذ ًا ربح البيع ‪...‬‬

‫‪164‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬فقط ألمثال ابن عوف ‪...‬‬


‫‪ :‬وأنت ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنا متيم ‪...‬‬
‫‪ :‬بمن ‪...‬‬
‫‪ :‬إن قلتها اآلن فلن يربح بيعي ‪...‬‬
‫‪ :‬فاحتفظ هبا ‪...‬‬
‫‪ :‬نعود حلواراتنا مع الرجل املحظوظ ‪...‬‬
‫‪ :‬وهناك سيناريو آخر ولكنه درامي بعض اليشء ‪...‬‬
‫‪ :‬أال وهو ‪!....‬‬
‫‪ :‬أنك عشت الكثري الكثري من اخليبات ‪...‬‬
‫وانجرحت كثري ًا ‪...‬‬
‫ورميت بكل األماين العذبة خلف الظهر ‪...‬‬
‫فثقل الظهر ‪....‬‬
‫واعوج الظهر ‪....‬‬
‫فانكرس الظهر ‪...‬‬

‫‪165‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأصبحت (مكنة) برشية ‪....‬‬


‫آلة بال إحساس ‪...‬‬
‫ألن اإلحساس سيحوي األضداد والتناكفات ‪....‬‬
‫والضعف وشحذ املحسوس وامللموس ‪...‬‬
‫فتمنعت عن املتعة بالكربياء واالستعفاف ‪.....‬‬
‫وفضلت أن تنظر إىل البرش من وراء حجاب ‪...‬‬
‫وأنت يف ذاك الدرب املنظم روتيني ًا ‪...‬‬

‫يسطع ذلك الشخص الذي حيقق اآلية الكريمة‪  :‬ﭾ ﭿ ﮀ‬

‫ﮁ ﮂ ‪[ ‬سورة الضحى‪ :‬اآلية ‪ ]4‬وتتيقن أن اهلل قد أعطاك لرتىض ‪...‬‬


‫و(كثر) ما هو حسن ‪ -‬مجيل ‪ -‬أصيل ‪...‬‬
‫فلن تصدق حسنه وال مجاله وال أصالته ‪...‬‬
‫وستستشعر اخلطر معه ‪...‬‬
‫وتنبه حواسك الدفاعية ملجاهبة خبث هذا اجلديد الذي يدعي‬
‫الصالح ‪....‬‬
‫وستحاول أن جتد ما يريده هذا الشخص منك ‪!...‬‬

‫‪166‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ستحاول أن تصل لنتيجة حقيقية ملراده ‪!...‬‬


‫وستنتحب كثري ًا عىل حظك العاثر ‪...‬‬
‫الذي ما زج بك قط يف أمان ‪...‬‬
‫فتغور بني مراد ذاك وذاك منك وتلعن احلظ العاثر ‪...‬‬
‫ويف أثناء بحثك ذلك عام يؤكد ظنونك (الرتاثية) املرتاصة داخلك‬
‫بانتظام ‪ ...‬تتعثر بكل ما هو مجيل ‪...‬‬
‫وتتعثر بكل ما هو أصيل ‪...‬‬
‫وتتعثر بكل ما هو نبيل ‪...‬‬
‫وتتعثر بكربياء رجل عاشق ‪ ...‬مهيمن عىل آدميته ‪...‬‬
‫تتعثر بزهو رجل بنفسه ‪...‬‬
‫دون رياء ‪...‬‬
‫دون نفاق ‪...‬‬
‫دون ازدراء ‪...‬‬
‫دون متلق ‪...‬‬
‫كام خميف ًا من الرباءة ‪....‬‬
‫وجتد ً‬

‫‪167‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والعفوية ‪....‬‬
‫والكرم األخالقي ‪....‬‬
‫الذي سيدمر ظنونك األول فاألول ‪...‬‬
‫ولن تسمع إال اجلميل من القول ‪...‬‬
‫ولن تشم إال الريح الطيب ‪...‬‬
‫ولن حتتك إال بالورد املتناثر يف أرجاء شخص تتسع له اآلفاق ‪!..‬‬
‫وكم هائل من األمان ليعوض ما كان ‪...‬‬
‫ما كان من مكايد عشتها وتربعت وسطها حليوات طوال ‪...‬‬
‫وبالرغم من كل ذاك الذي تنظر إليه فإنك تنام بنصف عني ‪...‬‬
‫وتصدق بنصف إيامن ‪....‬‬
‫وتعشق بنصف قلب ‪...‬‬
‫وال تنسج اآلمال إطالق ًا ‪...‬‬
‫فيمر الوقت عىل احلال الكريمة ذاهتا ‪...‬‬
‫فرتهق نفسي ًا من الذي حيدث ‪...‬‬
‫فتطفئ األنوار وتنام نوم ًا عميق ًا ‪...‬‬

‫‪168‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وتسمع نداءاته (هيت لك) ‪ ...‬هيت لك ‪....‬‬


‫وتسمح (لك) بالتصديق ‪....‬‬
‫وال ختاف اخلناجر الغيبية ‪...‬‬
‫وال املكايد الذكورية ‪...‬‬
‫والكلامت النابية ‪...‬‬
‫وال النظرات الشزرية ‪....‬‬
‫وال الرصخات املدوية ‪....‬‬
‫فتعتاد عىل السامحة وتنسى القباحة ‪....‬‬
‫وتنسجم مع طبيعة جديدة ‪...‬‬
‫فال جتد خيانة ‪...‬‬
‫وال تعيش غدر ًا ‪....‬‬
‫وال ترى آثام ًا ‪...‬‬
‫وال تسمع سباب ًا ‪...‬‬
‫فتعتاد امللبس األبيض يف وضح النهار ‪..‬‬
‫وال ختاف أن تتكشف ضامئرك ‪!...‬‬

‫‪169‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فضمريك اآلن يف أحسن تقويم ‪...‬‬


‫وختطو بخطوات بارزة ‪....‬‬
‫وال ختاف أن يكشف عن ساقك أمام الذئاب ‪...‬‬
‫وال ختاف من كيد األحباب ‪....‬‬
‫وال مكر األحزاب ‪....‬‬
‫وال تكاتف املبغضني ‪....‬‬
‫وال نفاق املستبرشين ‪....‬‬
‫وال خوض الكاذبني ‪....‬‬
‫وتصدق أن هذه األرض إنام تزخر باخلريات ‪...‬‬
‫وأن املسك ال يزال يعطر قلوب أهل السنة ‪...‬‬
‫وأن الرش ليس هو فطرة اإلنسان ‪...‬‬
‫فقد ُفطرنا عىل العفاف والتقى ‪...‬‬
‫والصالح والنهى ‪....‬‬
‫وأن األصل يف الناس املحبة والسالم ‪...‬‬
‫وأن عيسى هو إحدى راياتنا املقدسة ‪...‬‬

‫‪170‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وتصطف مع عباد اهلل الذين يباهي هبم مالئكته ‪...‬‬


‫فتطمئن باهلل وله ‪...‬‬
‫وتذكر اهلل بصمت وعالنية ‪...‬‬
‫وتتيقن أن السعادة رزق وأن الرزق يتنزل بمقدار من العزيز‬
‫اجلبار ‪....‬‬
‫وأن مقدارك قد بدأ باهلطول ‪....‬‬
‫وتبدأ تستمتع بصغار الفعائل ‪...‬‬
‫وال تلحظ وجود احلاسدين واحلاقدين واملبطلني ‪...‬‬
‫ألن حجم (اجلميلني) أصبح عمالقـ ًا بحيث أن سد منافـذ‬
‫هؤالء ‪....‬‬
‫وهؤالء ‪....‬‬
‫وأصبحت ال ترى إال بعني اهلل ‪...‬‬
‫وال تسمع إال بأذن حممدية ‪...‬‬
‫وال تبطش إال بيد عمرية ‪...‬‬
‫وال تتكلم إال بلسان أيب بكر ‪...‬‬

‫‪171‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وال تتوقع إال فأل يوسف ‪....‬‬


‫وال تنسى حوت موسى فتجوع ‪...‬‬
‫وال ختشى من العزيز ‪ ...‬فال تغلق األبواب ‪...‬‬
‫وال تنهر اخليل ‪...‬‬
‫فال تقطع الرؤوس ‪...‬‬
‫وال تكنز (األقامح) ‪...‬‬
‫وأصبحت وردي املالمح ‪...‬‬
‫ومضيت باملعية احلسنة والصحبة الطيبة ‪....‬‬
‫فال يبقى من درنك يشء ‪....‬‬

‫***‬

‫‪ :‬أبكيتِني يا امرأة ‪....‬‬


‫‪ :‬أيبكي الرجل يا سيدي ‪...‬‬
‫‪ :‬ويتقلب يف الدموع بعد ‪...‬‬

‫‪172‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ما دريت عن دموع الرجال ‪...‬‬


‫ِ‬
‫اعتمرت قلوب الرجال ‪...‬‬ ‫‪ :‬وال‬
‫‪ :‬ما فعلت واهلل ‪...‬‬
‫‪ :‬حري أن تفعيل ‪....‬‬
‫‪ :‬ربام أخاف ‪!...‬‬
‫‪ :‬منك ‪ !...‬مني ‪ !...‬أم من الرجال عامة ‪!...‬‬
‫‪ :‬مع ًا ‪....‬أتدري يا سيدي ‪ !...‬أنا أحتري كثري ًا يف مبدأ قلوب‬
‫الرجال هذا ‪...‬‬
‫‪ :‬ومل َ احلرية ‪!...‬‬
‫‪ :‬للرجال صدور حفظ هبا الذكر أول األمر ‪...‬‬
‫‪ :‬صحيح ‪...‬‬
‫‪ :‬ال خيتار ريب لذكره القويم إال حمال الثقة ‪...‬‬
‫وال أعتقد أن هذا االختيار لتشوبه شائبة ‪...‬‬
‫وال أعتقد أيض ًا أن ذاك قد اقترص عىل قلوب ٍ‬
‫زيد وخالنه ‪...‬‬
‫فلامذا إذ ًا اآلن هذي الصدور نفسها حبىل بالتنافرات ‪!...‬‬

‫‪173‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أيمكن أن يكون الترشيف قد أثقل القلوب ‪! ...‬‬


‫فكلام زاد الترشيف ‪ ....‬زاد التكليف ‪...‬‬
‫‪ :‬فكرت يف األمر ‪ ...‬وأعتقد أن ذاك من ذاك ‪...‬‬
‫معظم التقاطعات احلياتية بني آدم وحواء إنام هي طواف حول‬
‫حمل الثقة احلرام ‪ ...‬فحرمة املكان إنام تنبئ عن مكانته الرمزية ‪...‬‬
‫فقدسية املكان من قدسية املعنى الذي يمثل ‪...‬‬
‫الثقة هي جند اهلل األقوى واألخص ‪...‬‬
‫فأصل أي استسالم ثنائي إنام قوامه الثقة املطلقة إطالق اخللفية‬
‫الرتبوية واملعتقدية للشخص فاعل الثقة ‪...‬‬
‫وعن جتارب شخصية وحميطة ‪....‬‬
‫فإن الثقة حلواء يف آدم إنام هي من خماطر العمر ‪...‬‬
‫‪ :‬خماطر العمر ‪ !...‬تعبري قوي ‪....‬‬
‫‪ :‬نعم ‪...‬‬
‫ذاك أن أحاسيس الرجل شديدة التقلب ‪...‬‬
‫بيد أن أحاسيس املرأة شديدة الوثاق بذات روح ‪....‬‬

‫‪174‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫زود عىل ذاك ‪...‬‬


‫جهل املرأة بطبيعة الرجل السيكولوجية ‪...‬‬
‫ألن املرأة معلومة قلب ًا وقالب ًا بحكم طبيعتها العاطفية التي تكشف‬
‫عن ساق تفكريها ولبه ‪...‬‬
‫أما تغليف قلب الرجل ومناعته الغالبة ضد عواطف الدهر‬
‫فربام ختلق تلكم الضبابية التي تنطلق منها معظم تقاطعاتنا مع‬
‫الرجال ‪...‬‬
‫‪ :‬باملناسبة هو شـعور متبـادل ‪ ....‬عكيس من الرجال عن‬
‫النساء ‪ ....‬ولكن مسألة تقلب مشاعر الرجال هذي ال أصل‬
‫هلا ‪....‬‬
‫الرجال ليسوا قالب ًا واحد ًا ‪ ..‬فكل رجل مقولب حسب رغباته ‪...‬‬
‫الذي يتلخبط عىل بعض النساء ‪ ...‬أن الرجال عموم ًا ماديون‬
‫يسعون وراء املادة ‪ ...‬وخيتثرون املشاعر ‪ ...‬الرجال ال يتقاولون‬
‫األحاسيس ولكن هذا ال ينفي وجودها ‪...‬‬

‫‪175‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال يتحدث الرجل عن إحساسه ‪ ...‬ولكن الرجال يكتظون‬


‫أحاسيس ‪ ...‬ويستطيعون التحكم هبا ويستطيعون إخفاءها ‪،،،‬‬
‫سيكولوجية الرجال معقدة عىل النساء ‪ ....‬هذا فقط ما يصنع‬
‫الفجوة بيننا ‪...‬‬
‫‪ :‬أتفق كثري ًا ‪ ....‬الشاهد أين تقلبت بني األفكار ‪!..‬‬
‫فقسوة الرجل وعدم األمان الذي استطعمت حتى يومنا هذا ‪....‬‬
‫أثارت حفيظتي واختيار اهلل تعايل حلفظ الذكر يف صدور الرجال‬
‫أول األمر ‪...‬‬
‫كيف لتلكم الصدور أن حتفظ الفرقان وختون الرفقان !‬
‫ما كان أليب بكر أن يتخري عىل يد اهلل تعاىل غري مكان األمنة‬
‫والسكون للكالم املقدس !‬
‫فكيف ذاك !!!!‬
‫‪ :‬لكن الرجال ليسوا بالتعقيد الذي متيلني إليه ‪...‬‬
‫وقد تكون أفكارك هذي هي التي تقودك للتصادف ورجاالً‬
‫كهؤالء ‪...‬‬

‫‪176‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أتعتقد ‪!...‬‬
‫قانون اجلذب ‪!...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ....‬فتقلب ما يف صدور الرجال إنام ُيتوج بام خرج‬
‫من إشارات حواء العقلية والتي تتسق ونظرية اجلذب ‪...‬‬
‫‪ :‬وماذا عساي فاعلة ‪!...‬‬
‫‪ :‬خويض التجربة ‪....‬‬
‫‪ :‬لن أفعل ‪...‬‬
‫‪ :‬ومل َ ال ‪...‬‬
‫‪ :‬ألنك لن تكون جتربة ‪....‬‬
‫أنت ستكون يل حياة ‪...‬‬
‫وإن مل تكن فستتحول إىل موت ‪....‬‬
‫واملوت ال يعترب جتربة ‪...‬‬
‫‪ :‬وفاء !‬
‫‪ :‬إيامن ‪....‬‬
‫‪ :‬ومل َ قد نفرتق !‬

‫‪177‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ومل َ ال نفعل ‪!...‬‬


‫‪ :‬أتعتقدين أن هذا األسلوب قد هيدي إىل رشد !‬
‫‪ :‬التحصن ‪!....‬‬
‫‪ :‬هذا نزال بينك والقدر ‪...‬‬
‫‪ :‬هو منطق أجرد ‪ ...‬المرأة مسنة من الداخل ‪...‬‬
‫‪ :‬وأين اليقني ‪!...‬‬
‫‪ :‬اليقني أصعب حق عىل اإلطالق ‪...‬‬
‫‪ :‬ولكنه لب التقوى ‪...‬‬
‫‪ :‬هنا صعوبة األمر ‪...‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت روح العمر ‪...‬‬
‫‪ :‬وأنت ستكون يل سيد الرجال ‪....‬‬
‫‪ :‬فافعيل ‪ ....‬اجعليني سيد الرجال ‪...‬‬
‫‪ :‬لن أتنازل عن وعدي لك بعدم التعلق بحبالك مهام حتاورنا ‪...‬‬
‫‪ :‬أرص عىل أن احلوار جيذب األطراف ‪...‬‬
‫‪ :‬حق ًا يفعل ‪...‬‬

‫‪178‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ها ِ‬
‫أنت تقرين ‪...‬‬
‫‪ :‬ومل َ ال أفعل ‪...‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫ألنك عنيدة ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنا سيدة حرف يا عزيزي ‪....‬‬
‫وأعرتف بقوة الكلمة ‪...‬‬
‫الكلمة هي األصل ‪...‬‬
‫الكلمة هي األقوى ‪...‬‬
‫الكلمة جتذب وتفرق ‪....‬‬
‫تصنع وتدمر ‪...‬‬
‫تلم الشمل وترمي يف التفرقة ‪...‬‬
‫الكلمة وما أدراك ‪....‬‬
‫فلم ال ختضعني !‬
‫‪َ :‬‬
‫‪ :‬لك ‪!...‬‬
‫‪ :‬لكلامتنا مع ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬وما بال الكلامت ‪...‬‬

‫‪179‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬لو مل تكن أرواحنا متامثلة ملا انسابت الكلامت هكذا ‪....‬‬


‫‪ :‬بىل ‪...‬‬
‫‪ :‬فالكلمة بالكلمة واليد باللمس والقول باهلمس وأشهد اهلل عىل‬
‫إحسايس ‪...‬‬
‫‪ :‬أتدري ‪...‬‬
‫أنا كنت قد توعدت نفيس ‪...‬‬
‫يمسني برش ‪...‬‬
‫أال َّ‬
‫ال يف إحسايس وال جسدي وال عمري حتى ‪...‬‬
‫‪ :‬ومل َ ذاك !‬
‫‪ :‬ألن ‪...‬‬
‫لنفيس عيل حق ًا ‪...‬‬
‫ألنني قررت أن أصوهنا ‪...‬‬
‫قررت أن أنادي يف الظلامت ‪...‬‬
‫قررت االستجابة يل ‪...‬‬
‫‪ :‬كله ممكن باملعية الطيبة ‪...‬‬

‫‪180‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬وكيف يل أن أصدق ما مل أحط به خرب ًا‬


‫‪ :‬الرجال دول ‪...‬‬
‫‪ :‬عفو ًا‬
‫‪ :‬سيتداول عىل عاملك الكثري منهم ‪...‬‬
‫الصالح والطالح ‪ ...‬الذي يقول والذي حيق القول ‪...‬‬
‫الذي خيون والذي يصون ‪...‬‬
‫الذي حيب والذي يعشق ‪...‬‬
‫وهيهات بني الرجل املحب والرجل العاشق ‪....‬‬
‫‪ :‬ومن أنت ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنا العاشق ‪...‬‬
‫أنا الذي فقد هويته املفردة ‪....‬‬
‫أنا الذي أرستني واحدة ‪...‬‬
‫رشقية ‪...‬‬
‫عفوية ‪....‬‬
‫ندية ‪...‬‬

‫‪181‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وضيئة ‪...‬‬
‫عيطبول ‪...‬‬
‫غانية ‪...‬‬
‫وسيمة ‪...‬‬
‫قسيمة ‪...‬‬
‫دعجاء ‪...‬‬
‫شنباء ‪....‬‬
‫خود ‪....‬‬
‫مملودة ‪...‬‬
‫هيفاء ‪....‬‬
‫عزيزة ‪...‬‬
‫تنبض بقلبي داخلها ‪....‬‬
‫‪ :‬ههههههههههه ‪ ....‬مل َ البداوة ‪!...‬‬
‫‪ :‬أصالة ‪...‬‬
‫‪ :‬أنت ‪....‬‬

‫‪182‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أنا رجـل مسلوب اإلرادة أمام املرأة ذات النظرة احلـادة‬


‫أنت كذوب ‪..‬‬‫الكاذبة ‪ ...‬كذوب ‪ِ ...‬‬

‫‪ :‬أو تنعتني بالبهتان ‪!...‬‬


‫‪ :‬أفعل ‪!...‬‬
‫‪ :‬كيف لك !‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت كاذبـة ‪ ....‬ومضلة لتفاصيلك ‪َ ...‬أو تدرين ما هي‬
‫العلة ‪!...‬‬
‫‪ :‬ال ‪ ....‬ما دريت ‪!...‬‬
‫‪ :‬العلة أن أمثالك يعتقدون كثري ًا يف ذكاءاهتم ‪....‬‬
‫ِ‬
‫أنت تثقني كثري ًا بعقلك ‪...‬‬
‫وأحرتم لك ذلك ‪...‬‬
‫وحري بك أن تفعيل ‪....‬‬
‫ٌّ‬
‫ولكن للعقل غرف يا عزيزيت ‪....‬‬
‫تقيص أين تُقطنني األفكار والثقة ‪...‬‬
‫فبعض الثقة ختون ‪...‬‬

‫‪183‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وبعض الثقة مضلة ‪...‬‬


‫وبعض الثقة تقود للوحدة ‪...‬‬
‫‪ :‬هل ‪ ...‬انقلب السحر عىل الساحر اآلن ‪!...‬‬
‫‪ :‬غرفة اإلحساس هلا بابان ‪...‬‬
‫واحد مطل عىل العقل واآلخر مطل عىل القلب ‪...‬‬
‫وهنا يكمن أصل الفتنة ‪...‬‬
‫أصل التنافر ‪...‬‬
‫تتفجر الكارثة ‪...‬‬
‫حيث األحاديث واملشادات بني منطق مصقول ‪...‬‬
‫وعاطفة كبرية ‪....‬‬
‫فتارة يتغلب العقل ‪ ...‬ويثبت عىل حمتواه ‪...‬‬
‫وتارة خيذل القلب املنطق ‪ ...‬ويبدأ بالتقلب ‪...‬‬
‫وكله يف اجلسد ذاته ‪...‬‬
‫والروح ذاهتا ‪...‬‬
‫التي ال ندري ما هو دورها هنا ‪...‬‬

‫‪184‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فهي فقط تستقر عيل خيار ثابت ‪ ...‬ال ندري متى وال كيف‬
‫وال أين ‪ ...‬ولكن استقرار الروح ‪ ...‬من أقوى العوامل املتحكمة‬
‫يف اختياراتنا ‪....‬‬
‫فيجعل من أمثالك ‪....‬‬
‫بؤر ًا رصاعية جتول حول احلياة ‪...‬‬
‫برتو أم تركض خلف احلب ‪...‬‬
‫ال تدري أجتول ٍّ‬
‫واحلب ال كامل فيه ‪!...‬‬
‫‪ :‬احلب ! احلب ‪ ..‬أصله الكامل ‪...‬‬
‫‪ :‬احلب أصله النقص ‪....‬‬
‫‪ :‬احلب تكافؤ ‪! ...‬‬
‫‪ :‬احلب أصله الفقر ‪...‬‬
‫‪ :‬احلب احتياج ‪....‬‬
‫‪ :‬جترد ‪...‬‬
‫‪ :‬تكامل ‪...‬‬
‫‪ :‬احلب نقص ‪...‬‬

‫‪185‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬احلب أصله القوة ‪...‬‬


‫‪ :‬احلب أصله الضعف ‪ ..‬أصله التنافر ‪ ..‬أصله عدم الرتتيب ‪..‬‬
‫أصله مجع األضداد ‪...‬‬
‫‪ :‬أشعر بالتعب ‪!...‬‬
‫‪ :‬ألنك أحببتني ‪....‬‬
‫‪ :‬هههههههههههههههه ‪....‬‬
‫ِ‬
‫شعرت بالرهق ‪....‬‬ ‫‪ :‬لو مل تفعيل ‪ ...‬ملا‬
‫‪ :‬ال أمتنى ‪ ....‬ال أمتنى ‪ ....‬ولن أفعل ‪...‬‬
‫‪ :‬بل تفعلني ‪ ...‬ال يوجد شخص عىل اإلطالق يف هذا الكون‬
‫ال يتمنى احلب ‪...‬‬
‫عىل اإلطالق ‪ ...‬فال أصدق ولن أصدق ما هتذين به ‪...‬‬
‫ولكن أرسارك هذي ستقتلك يا سيديت إن مل تفتحي املجال هلا‬
‫لتتنفس ‪...‬‬
‫ِ‬
‫بدأت فع ً‬
‫ال يف االعتياد عيل ‪...‬‬ ‫هذا التخبط مميت باملناسبة ‪ِ ..‬‬
‫أنت‬
‫فلم العصبية !‬ ‫ِ‬
‫بدأت يف امليل يل ‪ ...‬وإال َ‬

‫‪186‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬من أنت ‪ ...‬من أنت ‪ ...‬كله سخف الذي حيدث ‪ ...‬سخف ‪..‬‬
‫‪ :‬بعمق السخف ‪ ....‬تطحنك املشاعر ‪...‬‬
‫‪ :‬ال ِ‬
‫تبارين بالكلمة ‪...‬‬
‫‪ :‬تركت لك العيون ‪ ...‬أما اإلحساس فهو يل ‪!....‬‬
‫‪ :‬قلت الكلمة ‪...‬‬
‫‪ :‬تتباهني كثري ًا بكلامتك ‪...‬‬
‫‪ :‬حري يب ‪...‬‬
‫‪ :‬لسنا يف عراك بالغي ‪ ...‬نحن يف عمق فجوة حسية ‪....‬‬
‫ِ‬
‫أنت اخلارس األكرب هبا ‪ ...‬فخسارة اإلحساس ال تعوض ‪...‬‬
‫أي من‬
‫خسارة املتع ال تستجلب وال تعوض وال حيل مكاهنا ٌّ‬
‫الفويض التي (هتتالني) هبا ‪....‬‬
‫تلك الفجوة احلسية ‪( ...‬تتخدر) فيها األجساد ‪ ...‬فال تدري‬
‫أتذرف الدمع أم تستجيب للضعف ‪....‬‬
‫‪ :‬مقارنة غري منصفة ‪...‬‬
‫‪ :‬مل أقارن ‪....‬‬

‫‪187‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬فعلت ‪....‬‬
‫‪ :‬أترغبني يف مراقبة عيوين أم كلاميت ‪!...‬‬
‫‪ :‬ما فهمت ‪!...‬‬
‫ِ‬
‫راقبت عيوين التي تتقلبني منها يمنة ويرسة فستتيهني‬ ‫‪ :‬لو‬
‫عن نفسك ‪...‬‬
‫وهو اليشء الذي ختافينه منذ وقت قليل ‪...‬‬
‫عكس اللحظات األول التي بدأنا فيها نقاشنا هذا ‪...‬‬
‫فقد ِ‬
‫كنت تتكلمني بطالقة وقوة وتنظرين يل مبارشة ‪...‬‬
‫ِ‬
‫عينك بعيني ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫كنت تضعني‬
‫ِ‬
‫خفت عىل ثباتك وطالقتك هذي ‪...‬‬ ‫واآلن‬
‫ِ‬
‫وحتاشيت النظرات املبارشة ‪....‬‬ ‫ِ‬
‫ورفعت صوتك قلي ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫ِ‬
‫تعصبت كثري ًا ‪....‬‬ ‫وتعص ِ‬
‫بت ‪...‬‬
‫ذاك أن شـيئ ًا قد مس دواخلك ‪ ...‬وهدم قالعك الومهية‬
‫احلصينة ‪...‬‬

‫‪188‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ال حتصني نفسك باحلصن اخلاطئ ‪ ...‬من الشخص الصحيح ‪...‬‬


‫فتندمي ‪...‬‬
‫ِ‬
‫وأنت تُدركني متام ًا أنك قد وسوف تندمني ‪...‬‬
‫احتياجاتك التي تقربينها هذي طبيعية ‪...‬‬
‫بل الزمة ‪ ...‬بل هي ُسنة احلياة ‪...‬‬
‫ال تشذي عن سنة اهلل يف اخللق ‪...‬‬
‫مسألة (الشامعات) النفسية هذي ‪ ...‬أصبحت (موضة) قديمة ‪..‬‬
‫بالية ‪....‬‬
‫سخيفة ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت (تفرملني) أحاسيسك الطبيعية بوحشية ‪....‬‬
‫ِ‬
‫ألنك ال تعتقدين حق ًا يف شخيص الضعيف ‪...‬‬
‫‪ :‬مل َ تقول هذا ‪!....‬‬
‫‪ :‬ألنني كنت املستمع النجيب ‪...‬‬
‫وكنت أرغب يف سامعك بكليتي ‪...‬‬
‫فلم أشارك كثري ًا ‪ ...‬هنا مل تعريي فراستي االهتامم ‪...‬‬

‫‪189‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أنت ِ‬
‫كنت فارسة الكلمة واملعنى ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫ِ‬
‫اعتقدت يف شخصيتي ‪...‬‬ ‫فام‬
‫ِ‬
‫اعتقدت يف منطقي ‪...‬‬ ‫وال‬
‫ِ‬
‫واستسهلت فكري ‪...‬‬
‫ِ‬
‫واستبسطت شخصيتي ‪...‬‬
‫ِ‬
‫وفهمت عفويتي هذي فه ًام خاطئ ًا ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت ‪ ...‬تعتقدين أين كلام اندهشت بك‬
‫‪ ...‬بكالمك ‪ ...‬بمنطق فلسفاتك املنقح هذا ‪...‬‬
‫أين املساحة اخلصبة لل َب ْهر ‪...‬‬
‫ألنني ال أمتلك هذي املعلومات ‪...‬‬
‫ألنني ال أفهم ما تقولني فأعيد عليك السؤال لتبسطيه عيل ‪...‬‬
‫ِ‬
‫قلصت مساحايت الفكرية ‪...‬‬ ‫فلذا ‪...‬‬
‫وبحكم احلراك الثقايف الذي تتنشقني ‪...‬‬
‫فامرأة مثلك لن هيز أضلعها إال رجل يباغت املعاين ‪...‬‬
‫يزفر بالغة ‪....‬‬

‫‪190‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫يرفع الصوت وحيده يف بعض القول ‪...‬‬


‫يتفجر ثقافة ‪...‬‬
‫يتفجر غرابة ‪...‬‬
‫يعاكس منطقها بحدة ‪ ...‬بوسامة ‪...‬‬
‫‪ :‬وسامة !‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬تلك التي تشهدين يف أفالم (عمر الرشيف) وأمثاله ‪...‬‬
‫الرجل الوسيم ‪ ...‬البارز الشخصية ‪...‬‬
‫الذي تقع يف حبه مجيع الفتيات وال خيتار إال واحدة ‪...‬‬
‫الرجل الذي يقود السيارة الفارهة ‪ ...‬والذي يتالعب باملال ‪...‬‬
‫الرجل املنصت إليه ‪...‬‬
‫‪ :‬مل تقول هذا ‪ !...‬فلست بسطحية ‪!...‬‬
‫‪ :‬أدري ‪ ...‬ولكنك امرأة كل يشء ‪ ....‬املعنى ‪ ...‬اجلامل ‪...‬‬
‫ِ‬
‫خلقت لكل هذا ‪...‬‬ ‫الوجاهات ‪ ...‬املال ‪ِ ...‬‬
‫أنت‬
‫‪ :‬أو تدري من هو الرجل الذي أرغب يف حتطيم مجيع معتقدايت‬
‫لديه ‪!...‬‬

‫‪191‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬من ‪!...‬‬
‫‪ :‬الذي سيقودين يف طريقه واثق ًا أين (سأباريه) أين ما اجته ‪...‬‬
‫الرجل الواثق من خطواته معي ‪...‬‬
‫الرجل الذي يفرح بقوله هو ال بقويل أنا ‪...‬‬
‫فأنا قد اعتدت فرح العامل بقويل ‪....‬‬
‫الرجل الذي تتزاحم تطلعاته ‪...‬‬
‫ويرغب يف حتقيقها معي دون أن يبدي معاناته وإرهاقه يل ‪...‬‬
‫الرجل الذي خياف عيل كثري ًا ‪...‬‬
‫وخيافني يف الوقت ذاته ‪...‬‬
‫الرجل الغيور املتفهم الواثق احلازم احلاذق اللني الشديد اجلسور‬
‫الكريم الذي ال يطيق أن يكرر له قوالً ‪...‬‬
‫وكلامته املوزونة فال يفقدها هيبتها ‪...‬‬
‫الرجل املنبهر يب انبهار الرجولة باألنوثة ‪...‬‬
‫عاكس ًا ذاك االنبهار للمحيط ‪...‬‬
‫الرجل الذي يمركز نظره عيل ‪ ...‬يف الرس والعلن ‪....‬‬

‫‪192‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫الرجل الذي يعشق ترديد اسمي وقويل ويفاخر بوجودي‬


‫داخله ‪...‬‬
‫الرجل اجلريء ‪...‬‬
‫غري الربيء ‪....‬‬
‫الذي يعرب عن إعجابه بكل تفاصييل بجرأة ‪ ....‬بوقاحة ‪...‬‬
‫الرجل الذي إما أنه يملك األشياء مجيع ًا أو ال يملك إال مفاتيحها‬
‫فاملفاتيح تكفي إن صلح العقل ‪...‬‬
‫أحيان ًا تلك الشخصية التي متلك موهبة التخطيط ‪...‬‬
‫غالب ًا ما تكون غري تنفيذية ‪...‬‬
‫‪ :‬بمعنى ‪!...‬‬
‫‪ :‬أن الذي خيطط ‪...‬‬
‫غالب ًا ال ينفذ ‪...‬‬
‫عكسنا نحن النساء ‪!...‬‬
‫فالنساء قد ُخلقن إداريات بطبعهن ‪...‬‬

‫‪193‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لـذا أوكل اهلل تعاىل هلن مهمة تربية األجيال وقيادة ملفات‬
‫التنشئة ‪...‬‬
‫‪ :‬و ‪ .....‬الرجل الذي جيمع كفيك لينفث فيهام وحيصن نفسه ‪...‬‬
‫‪ :‬مممممم‬
‫‪ :‬الرجل ‪ ...‬الذي يعي جيد ًا أنه رجل ‪...‬‬
‫‪ :‬وأنني أنثى مهام بلغت من املكانات املرموقة عتي ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬ستظلني له أمة ‪...‬‬
‫‪ :‬وسيظل هو سيدي ‪....‬‬
‫‪ :‬أواه يا امرأة ‪...‬‬
‫‪ :‬أرجو أن نخترص احلديث اآلن ‪ ...‬أرجوك ‪...‬‬
‫‪ :‬وهل أصبح حديث ًا خيترص ؟!‬
‫‪ :‬ما كان حديث ًا يفرتى ‪...‬‬
‫‪ :‬الصدق ‪ ...‬أول احلب ‪ ...‬بل هو روضة املحبني الصدق ‪...‬‬
‫‪ :‬مل نختلف ‪....‬‬
‫‪ :‬ولن ‪...‬‬

‫‪194‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أحيان ًا أجترع اخليانة الذاتية ‪...‬‬


‫‪ :‬كيف !‬
‫‪ :‬بعد فرتات عصيبة مررت هبا ‪...‬‬
‫وتقلبات حياتية قاسية ‪...‬‬
‫جترعتها بانتظام غريب ‪....‬‬
‫أصبحت أتساءل مل َ ال أكون أنا الشخص السعيد ‪...‬‬
‫الشخص املحظوظ كجميع اللوايت حيطن يب ‪...‬‬
‫‪ :‬حري بالدنيا أن تسعد أمثالك ‪...‬‬
‫‪ :‬فتشككت يف املعاين ورحت أتفكر كثري ًا كثري ًا ‪...‬‬
‫بني األسباب واملسببات ‪...‬‬
‫فرجحت لفكرة الغيبيات وما يمكن أن تسلب من الشخص‬
‫(املوحد) ‪...‬‬
‫مجيع ما يملك ‪...‬‬
‫فنسبت القوة املطلقة لنوايا الظاملني وفعائل املنفذين وطرق‬
‫الشياطني ‪...‬‬

‫‪195‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فخنت املعاين الربوبية ‪...‬‬


‫خنت اهلل ‪...‬‬
‫خنت عبوديتي ‪...‬‬
‫خنت إطالق الرمحة املهداة ‪...‬‬
‫خنت حاجايت هلل اآلخر ‪...‬‬
‫غري أين أطلب احلامية من قوي (خائبة) (باطلة) مظلمة ‪...‬‬
‫وهذا األخري فقط هو الذي كان حري ًا به أن هيديني لبطالنه ‪...‬‬
‫فكل خفاء ضعف ‪...‬‬
‫إال اخلفاء اإلهلي ‪...‬‬
‫فهو عني البيان ‪...‬‬
‫فاهلل موجود يف األشياء ‪...‬‬
‫فأي فعل نخفيه إنام نخاف من بطالنه وضعفه ‪...‬‬
‫وأي قول خفي ال ُيقال عالنية إنام هو قول ضعيف ‪...‬‬
‫فقوة الكلمة يف سطوعها ‪...‬‬
‫وأي شخص يتخفى إنام هو شخص (منكوب) خائف يرتبص ‪...‬‬

‫‪196‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فالشخص القوي جهور ‪...‬‬


‫والقوة احلقيقية جتلجل ‪...‬‬
‫فإخفاء الشياطني إنام هو رمزية من اهلل اخلالق القهار ببطالن قواها‬
‫التي تفوق معنوي ًا قوة البني آدم ‪...‬‬
‫وأقول معنوي ًا الهنا تالعبات روحية ‪...‬‬
‫سمح اهلل تعاىل هبا (ليخترب) إيامن هذا وذاك ‪...‬‬
‫أنا فشلت يف االمتحان املكشوف هذا لبضع سنني ‪...‬‬
‫ومتايلت بني خيبايت وإيامنيايت ‪...‬‬
‫فغلبت اخليبات اإليامنيات ‪...‬‬
‫لسوء حظي وظعني ‪....‬‬
‫ولعلني اآلن وضعت قدمي حمل الثقة ‪!...‬‬
‫اآلن قد أعطيت سؤيل من اإلدراك ‪...‬‬
‫ولكني أحيانـ ًا ‪ ...‬تتفلت األشـياء مني فأتيه بني أضغاث‬
‫أحالم تكاد حتور أحداثي ‪ ...‬ولكني غالب ًا ما أعود بعد برهة‬
‫من الوقت ‪...‬‬

‫‪197‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬تعودين للرشد ‪...‬‬


‫‪ :‬أعـود ‪ ...‬لنفسـي ‪ ...‬أعـود هلل ‪ ...‬أعود لطريق ال أدري‬
‫كم يبلغ ‪...‬‬
‫فيمكن أال أبلغ من الكرب ذلك العتي الذي أمتارى ‪...‬‬
‫لك طول العمر ‪ ....‬وأمتنى أن يكون معي ‪....‬‬‫‪ :‬أمتنى ِ‬

‫‪ :‬ال أدري ما أقول ‪...‬‬


‫‪ :‬قويل أحبك ‪....‬‬
‫‪!!!!!!!!!!! :‬‬
‫‪ :‬كي تزيد وسامتي ‪...‬‬
‫‪ :‬أراك مجي ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫‪ :‬وأراك عيص الدمع ‪...‬‬
‫‪ :‬أتراين ‪ ...‬أحبك اليوم أكثر ‪!...‬‬
‫‪ :‬ملك أنا لو تصبحني حبيبتي ‪...‬‬
‫‪ :‬أرغب يف البكاء الشديد ‪....‬‬
‫‪ :‬هال فعلت ‪...‬‬

‫‪198‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أتشجعني عىل البكاء ‪!...‬‬


‫‪ :‬أفعل ‪....‬‬
‫‪ :‬ومل َ ‪...‬‬
‫‪ :‬لتعيدي ترتيب وتكملة النواقص ‪ ...‬وألن دمعك سيكون يف‬
‫حمرايب ‪...‬‬
‫وألن دمعك سريسم أول حضور يل فيك‪..‬‬
‫‪ :‬داخيل ‪!...‬‬
‫‪ :‬داخلك ‪...‬‬
‫‪ :‬وما لك بدواخيل ‪!...‬‬
‫‪ :‬هي موطني ‪ ...‬بالدي التي وإن جارت عيل عزيزة ‪...‬‬
‫‪ :‬أتدري ما الذي يفرمل أحاسييس ‪!....‬‬
‫‪ :‬يل !‬
‫‪ :‬ألي كان ‪....‬‬
‫‪ :‬قويل ‪....‬‬
‫‪ :‬أين لن أستطيع معي صرب ًا ‪ ...‬أين سأخذلني إن أنت فعلت ‪!...‬‬

‫‪199‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ومل َ أفعل ‪....‬‬


‫‪ :‬كل الرجال (فعالون) ‪...‬‬
‫‪ :‬بالتشديد !‬
‫‪ :‬بالتشديد ‪....‬‬
‫‪ :‬ترسبات ‪...‬‬
‫‪ :‬نتائج ‪....‬‬
‫‪ :‬عىل رشائح معينة ‪...‬‬
‫‪ :‬عىل اجلميع ‪...‬‬
‫‪ :‬ومن أين لك باجلميع ‪!...‬‬
‫‪ :‬ممن حويل ‪....‬‬
‫‪ :‬ال تصدقي كل أواه متأمل ‪ ...‬فلربام تأوه زور ًا ‪...‬‬
‫غالب ًا ما حتتمل قصص األزواج واملحبني كذا سيناريو ‪...‬‬
‫يتقلب حسب حاالهتم النفسية اللحظية ‪...‬‬
‫فبقدر حبك لآلخر ‪ ...‬واحتياجك له يكون إما تعبريك عن الفرح‬
‫واإلعجاب والرضا به كبري ًا ‪...‬‬

‫‪200‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أو تعبريك باحلنق والنقد واالستظالم كبري ًا ‪...‬‬


‫فنكران ذات البني ‪ ..‬ليس بالرضورة كفر ًا بالبني ‪...‬‬
‫أحيان ًا هو من شدة وثاق البني ‪...‬‬
‫ولكل طريقته يف التعبري ولكن العشاق عىل أي حال يميلون لدور‬
‫الضحية ‪...‬‬
‫ألن اإلغداق العاطفي عىل الضحية يكون عالي ًا من كل النواحي‬
‫والعشاق عادة ما حياكون مدمني املخدرات ‪...‬‬
‫يف احتياجهم للمشاعر التي تصل مرحلة تغذية الروح ‪...‬‬
‫فهرمونات العشاق ال تكون كبقية األشخاص ‪....‬‬
‫اسمعي ‪....‬‬
‫العاشق ‪ ...‬عادة عادة ما يبدأ بلوم احلبيب أيام لوم ‪...‬‬
‫ويعرج عىل حماسنه وتضحياته وتقديامته ‪...‬‬
‫ثم يلج لصفات املحبوب السيئة والتي ال تطاق ‪....‬‬
‫والتي يصور لنفسه وللمستمع أن ال أحد عىل اإلطالق يستطيع‬
‫احتامهلا ‪...‬‬

‫‪201‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيكرب وحيور مسألة االحتامل ويكشف عن مستور مثري ‪ ....‬أغلبه‬


‫خرافة ‪...‬‬
‫أغلبه مولودات حلظية ‪...‬‬
‫ولكنه حيتاج إلثارة دواخله ‪...‬‬
‫ومن يستمع ‪ ...‬ألنه يرغب يف امتصاص طاقة العطف من‬
‫املستمع ‪...‬‬
‫لتهدأ نفسه املستشيطة ‪...‬‬
‫ثم إن هذا اهلياج احليس ‪...‬‬
‫يكون كفي ً‬
‫ال بالتالعب باهلرمونات اجلنسية التي تكون يف ذروهتا‬
‫حيث إن احتامالت ذات البني التي تصور للعاشق إمكانية انتهاء‬
‫العالقة هذي هتدد حواسه اجلنسية‪ ..‬والطاقية ‪....‬‬
‫عقب ذلك يلج القاص ‪ ...‬ملحاسن املعشوق ‪...‬‬
‫التي تربز ببطء ‪ ...‬يصحبها تغري يف مستوى الصوت ونربته ‪...‬‬
‫يصحبها تغري يف مالمح الوجه ‪...‬‬
‫ثم ينطلق يف االسرتسال يف املحاسن تلك ‪....‬‬

‫‪202‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫التي يليها عادة اخلوض يف التفاصيل املشرتكة التي كانت بجامل‬


‫الكون ‪....‬‬
‫واخلوض يف العراكات اليومية التافهة والتي تنتهي حلظي ًا ‪...‬‬
‫بنهايات سعيدة ‪...‬‬
‫وعراكات عن الغرية والقلق واألشياء احلبيبة للقلب تلك ‪...‬‬
‫هنا ُجترت الذكريات احلميمية التي تبدأ تلقائي ًا بتضميد اجلراح ‪...‬‬
‫وإعادة بناء ما دمر بني الطرفني ‪...‬‬
‫فيدخل الطرف الشاكي هنا ‪....‬‬
‫مرحلة انتظار االتصال من اآلخر ‪...‬‬
‫بأي كان لالتصال من طرفه ‪...‬‬
‫أو التعلل ٍّ‬
‫وهكذا ‪...‬‬
‫هذي عادة ما تكون دورة حياة املشكلة بني طرفني يرغبان بعضهام‬
‫ببعض بكامل الصدق واالحتياج ‪....‬‬
‫أما الذي ال يرغب بك ‪ ...‬فهو عادة‬
‫ال يعول عىل النقاش كثري ًا ‪...‬‬

‫‪203‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فرسعان ما يدخل يف أجواء ال حتويك ‪...‬‬


‫وال متثلك ‪...‬‬
‫‪ :‬عجيب ‪ ...‬ما رسدته عجيب ‪ ....‬ولكني أرص عىل أن‬
‫النساء عموم ًا يسعني للحفاظ عىل حيواهتن ‪....‬‬
‫‪ :‬ولكن الوعي غالب ‪...‬‬
‫‪ :‬إدراك البقاء عىل احلياة ال حيتاج لفهم معقد ‪...‬‬
‫‪ :‬بىل ‪...‬‬
‫‪ :‬كفرت بالرجال ‪...‬‬
‫ِ‬
‫مررت هبم ‪....‬وال أنت سيدة‬ ‫‪ :‬لست أنا كبقية الرجال الذين‬
‫التجربة ‪....‬‬
‫‪ :‬كلهم يقولون ما ال يفعلون ‪...‬‬
‫‪ :‬هم املنافقون ‪ ...‬ولست منهم يف يشء ‪...‬‬
‫‪ :‬ما كل الرجال فارقوا دينهم ولكن جلهم يظلمون الناس ‪...‬‬
‫‪ :‬الناس ‪!...‬‬
‫‪ :‬ونحن النساء ‪ ...‬وأهالينا ومن خلفنا وأوالدنا ‪...‬‬

‫‪204‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬الظلم ليس من شيم الرجال ‪ ..‬والذي يظلم النساء إنام يظلم‬


‫نفسه ‪...‬‬
‫‪ :‬وظلم ذوي القريب ‪....‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬أشد مرارة ‪....‬‬
‫‪ :‬واهلل واهلل وتاهلل ‪ ....‬عىل املرء من وقع احلسام املهند ‪....‬‬
‫‪ :‬ولكن ‪ ...‬الذي يعشق ال يقوى عىل الظلم ‪ ...‬ألن قلب‬
‫العاشق ‪....‬‬
‫‪ :‬دليله ‪!...‬‬
‫‪ :‬رقيقه ‪ ....‬أسريه ‪...‬‬
‫‪ :‬مقيده ‪...‬‬
‫‪ :‬ظامله ‪...‬‬
‫‪ :‬أيظلم القلب سيده ‪!...‬‬
‫‪ :‬بل القلب هو السيد ‪....‬‬
‫‪ :‬صح لسانك ‪....‬‬

‫‪205‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬أو تدرين أنني أغوص يف حيوات الذين يرفلون يف النعيم‬


‫الزوجي ‪!...‬‬
‫أغوووص يف تفاصيل ثنائية أقسمت عىل صنعها ‪...‬‬
‫أقسمت أن أبنيها تلك احلياة اململوءة باحلب واالحرتام ‪..‬‬
‫بغض النظر عن األشكال ‪...‬‬
‫‪ :‬األشكال ‪!..‬‬
‫‪ :‬نعم ‪ ...‬اخلارجية ‪....‬‬
‫اجلامل الذي تنكح من أجله املرأة والذي يميز الرجل ويبهر‬
‫املرأة ‪...‬‬
‫فاجلامل يل داخل املضغة العجيبة كام تقولني ‪....‬‬
‫واجلامل يل داخل العقل اجلميل والفكر األنيق ‪....‬‬
‫‪ :‬هذي فلسفة قرشية يا سيدي ‪...‬‬
‫وأحتداك إن مل يكن اختيارك يل صادف اجلاملني فلن تكون هذه‬
‫النظرية قيد التفعيل ‪...‬‬
‫‪ :‬أتصفني نفسك باجلميلة ‪...‬‬

‫‪206‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬إي وريب ‪....‬‬


‫‪ :‬مجيل ‪....‬‬
‫‪ :‬وأنيق ‪ٍ ...‬‬
‫وراق ‪ ....‬ومهذب ‪....‬‬
‫‪ :‬من !‬
‫‪ :‬أنا ‪ !...‬أستحق األفضل ‪....‬‬
‫‪ :‬من حتدث عن قانون االستحقاق ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا فعلت وسأفعل أبد الدهر من اآلن وصاعد ًا ‪.....‬‬
‫‪ :‬أحتبينني !‬
‫‪ :‬صدق ًا ؟!‬
‫‪ :‬ال أعتقد ‪...‬بعد ! أنا أحبك ‪...‬‬
‫‪ :‬ال أعتقد بعد ‪...‬‬
‫‪ :‬اسمعي ‪ ....‬السيناريو البائس لغالبية النساء هذا ‪ ...‬مقرف ‪...‬‬
‫إذ إن ضحايا العالقات الفاشلة والتي تستمر أبد الدهر هذا عليه‬
‫أن يسدل الستار عىل نفسه ويلحق بإرم ‪.....‬‬

‫‪207‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فالعامد اليوم للعقل الذي (يف اعتقادي) أن املرأة تتحكم به‬


‫وتغذيه وحتركه أفضل بمئات املرات من (يس السيد) الذي حتركه‬
‫مشاعره اللحظية ‪...‬‬
‫فخطأ من املرأة أن تظن أن اهلل قد خلقها من ضعف إىل ضعف ‪...‬‬
‫كل احلكمة أن خلق اهلل املرأة من آدم (عوجاء) لتستطيع التشكل‬
‫ال االنكسار ‪ ...‬فاملستقيم الصلب سهل الكرس أما اللني املرن‬
‫فيتشكل أنى كانت احلاجة ‪!...‬‬
‫ذاك االعوجاج سيديت يمثل تقاسيم جسد (كثر) ما كرمه اهلل‬
‫وقدسه أن جعل ملسه بوثيقة رشعية وشهود عدول ومهور‬
‫ونصوص وأحاديث وإشهار ‪...‬‬
‫وأن جعل اهلل تعاىل هذا اجلسد أثمن وأشهى وأعىل متعة دنيوية‬
‫عىل اإلطالق وأن كرم اهلل املرأة بعدم متام الرجل إال به ‪...‬‬
‫تلك االنحناءات املثرية سيديت جعلها اهلل حد ًا عظي ًام من حدوده‬
‫جهنم ترفل بمن تالمسوا هذي االنحناءات املقدسة دون إذن اهلل‬
‫أفنعتقد عىل اهلل كذب ًا أن الرجال أقوى من النساء ‪!...‬‬

‫‪208‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬حدود عقل معظم النساء وقد كنت منهن أن الضعف هو‬


‫السنحة الرسمية للمرأة ‪ ...‬ولكن ذاك الضعف هو عني القوة ‪...‬‬
‫قوة العقل التي جتعل املرأة تتحكم متى تضعف للرجل وتصبح‬
‫(أنثى) بني يديه ومتى تقوى عليه (لرتبيه) وخترجه للناس كافة‬
‫رج ً‬
‫ال باستقامة تربوية ليصون عهد اهلل وعهد جيل من بعده ‪....‬‬
‫فإحدى غرف العقل جيب أن تعبأ هبذه الـ (ثقات) إن جاز مجع‬
‫(الثقة) فنحن بحاجة لعدة (ثقات) لننظم متى وأين وكيف‬
‫وعند من نضع ونخرج الثقة وما هو وجه الثقة التي نحتاج يف كل‬
‫أوان ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا أعي ما أقول أنا أحبك ‪...‬‬
‫أنا أحبك حد االمتالء ‪...‬‬
‫أحبك حد الفخر ‪...‬‬
‫أحبك حد األحاسيس التي حتيط بأهل العشق مجيع ًا ‪...‬‬
‫‪ :‬ما كنت ألصدق هذا ‪...‬‬
‫ما كان لك أن حتب من مل (حتتك) به ‪...‬‬

‫‪209‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ما كان للحب أن يسكنك جتاهي وأنا ما تعاملت معك إال قلي ً‬
‫ال‬
‫ما كنت ألصدق ما تقول سيدي ‪....‬‬
‫ما كنت ألصدق ما تقول سيدي ‪....‬‬
‫بل إنك اآلن تدفعني للخوف منك وجتنبك ‪...‬‬
‫أو التفكر كثري ًا يف رس إرصارك عىل امليض قدم ًا ‪...‬‬
‫بتعجل ‪...‬‬
‫كأنام ختفي أمر ًا ‪...‬‬
‫وترغب يف التسرت عليه بحدث عظيم ‪...‬‬
‫‪ :‬أرى ما أريد ‪...‬‬
‫‪ :‬وما هو الذي تريده بالضبط ‪!...‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت ‪ ...‬أنا ‪ ...‬أريدك وأبتغيك ‪...‬‬
‫أنت ومن يأيت منك ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت وحيايت معك ‪....‬‬
‫ِ‬
‫أنت وأهلك وذويك ‪...‬‬

‫‪210‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ِ‬
‫أنت وتفاصيلك هذي ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت وصباح اخلري معك ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أنت وفراش احلب معك ‪...‬‬
‫أنت ومضجعي لديك ‪...‬‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫أنت مضجعي عندك ‪...‬‬
‫أنت ومضجعي معك ‪....‬‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫أنت ورغبتي فيك ‪...‬‬
‫أنت وجسدك هذا ‪ ...‬الذي يطحنني ‪...‬‬‫ِ‬

‫أرغب بك بكامل تفاصيلك ورجولتي ‪...‬‬


‫أرغب بك بكامل الدراية التي وهبنيها اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫أنا أريد وأمتنى العيش معك ‪...‬‬
‫أنا أرى بوضوح ‪ ...‬ذاك املنزل الصغري ‪...‬‬
‫تلك الورود التي تتمركز يف طاولة الطعام ‪...‬‬
‫أشتم روائح املأكوالت التي سنحرضها مع ًا ‪...‬‬
‫أشتم روائح البخور الذي سنعبق به منزلنا ‪...‬‬

‫‪211‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أتراءى أثاثنا البسيط ‪...‬‬


‫أتراءى مجيع ما بداخل بيتنا ‪...‬‬
‫أراك متام ًا بمالبس حريرية ‪...‬‬
‫يل أنا فقط ‪...‬‬
‫أتراءاك أم أطفال بمالحمك ‪....‬‬
‫أتراءى مالحمهم ‪...‬‬
‫أسمع ضحكاهتم ‪....‬‬
‫أسمع أغانيهم ‪...‬‬
‫أعي كيف ننشئهم ‪....‬‬
‫أتراءى مجيع التفاصيل القادمة ‪ ...‬بإذن اهلل ‪ ...‬وبقبلتك ‪...‬‬
‫قبلتك زوجي ‪...‬‬
‫قبلتك يل ‪...‬‬
‫قبلتك معي ‪...‬‬
‫قبلتني معك ‪...‬‬
‫قبلتني لك ‪...‬‬

‫‪212‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬ولكن ‪!...‬‬
‫‪ :‬أمتنى أال تعقبي عىل كالمي ‪ ...‬فيفقد غزارته ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا ال أدري من تكون ‪!...‬‬
‫‪ :‬أهي ترسبات وخوف !‬
‫من تراين أكون ‪!..‬‬
‫ما الذي خييفك مني ‪...‬‬
‫أم ختافني عىل مفتاح إحساسك ‪...‬‬
‫ختافني وترعني تلك اخلزنة التي أودعتِها كلك ‪...‬‬
‫ألن من سبقني قد خانك ورسق أمجل ما فيها !‬
‫اسمعيني جيد ًا سيديت ‪....‬‬
‫‪ :‬تفضل ‪...‬‬
‫‪ :‬الرجل ‪ ...‬مهام كانت خلفيته األخالقية ‪...‬‬
‫فإنه عبدٌ إلحساسه إذا أحب بجنون ‪....‬‬
‫إذا قدر اهلل للرجل وتعلق تعلق ًا ال ريب فيه بامرأة معينة فإن جسد‬
‫تلك األنثى يكون هو الفيصل يف مجيع األمور ‪...‬‬

‫‪213‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فيعيفه إال باهلل ‪...‬‬


‫فيعيفه إال برشع اهلل ‪...‬‬
‫فيعيفه إال بام يريض اهلل ‪...‬‬
‫الرجل خياف أن يمس اجلسد الذي يرغب به كثري ًا ‪...‬‬
‫خشية أن يفقد عظم إحساسه ذاك به ‪....‬‬
‫نخاف أن نستهلكه قبل احلالل ‪ ...‬فنفقد املتعة به ‪..‬‬
‫ألن احلرام ُيفقد املتعة احلالل ‪...‬‬
‫املتع احلرام تبقى ممتعة رس ًا‬
‫وتفقد بريقها جهر ًا ‪...‬‬
‫والعكس صحيح ‪...‬‬
‫نحن الرجال نُعظم كثري ًا ‪ ...‬حلظة اللقاء األول تلك ‪...‬‬
‫القبلة األوىل ‪...‬‬
‫اللمسة األوىل ‪...‬‬
‫التأوه األول ‪...‬‬
‫نحن نعظم العالقات الزوجية أكثر من النساء ‪...‬‬

‫‪214‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ولكننا ال نتقاوهلا كالنساء ‪...‬‬


‫فالكالم ليس من صفات الرجال ‪....‬‬
‫فالرجل تطبيقي ‪....‬‬
‫واملرأة شفوية أكثر ‪...‬‬
‫تعشق باألذن ‪...‬‬
‫حترتم باألذن ‪...‬‬
‫تكره باألذن ‪...‬‬
‫املرأة سمعية ‪...‬‬
‫والرجل جسدي ‪...‬‬
‫وصل !‬
‫‪ :‬متام ًا ‪....‬‬
‫‪ :‬نحن الرجال (جسديون) للحد الذي لن تتصوريه ِ‬
‫أنت ‪...‬‬
‫ولكن طبيعة ذكورية متيل علينا حب التغيري ‪...‬‬
‫إال إذا فع ً‬
‫ال أحب الرجل بصدق ‪...‬‬
‫فإن جسد ًا واحد ًا يف هذه احلالة يكفي ‪...‬‬

‫‪215‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أو مهام تنقل اإلحساس ومهام تذوقت من أجساد اجلميالت‬


‫فال يشفي إحساسك إال واحدٌ فقط ‪...‬‬
‫حتمل رائحته معك أينام ذهبت وطول الدهر ‪....‬‬
‫فبقدر عظمة اللحظات املمتعة ‪...‬‬
‫يكون شغف العقل بمالمح وملمس ورائحة جسد واحد‬
‫ال يكرره الدهر لكل رجل عىل حدة ‪...‬‬
‫فجلنا نحمل ذواكر حديدية لئيمة ال تنضب ‪...‬‬
‫بعضهم مثيل تعددت األجساد عليه ‪...‬‬
‫وما تعلق بصدق بأي منهم ‪....‬‬
‫ولكني مذ تعرفت عليك ‪.....‬‬
‫ووقعت عيني عىل مجيع مفاتنك التي ال تدرين عنها ِ‬
‫أنت‬
‫يف حقيقة األمر ‪....‬‬
‫عرفت أنه اجلسد الذي أرغب والذي سأغرق يف ملذاته أبد‬
‫عمري ما حييت ‪...‬‬
‫وأمتنى بكامل الوعي احلصول عليه ‪...‬‬

‫‪216‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأنا أحادثك هبدوء‪ ..‬ولكن آالف املخيالت تتالعب يب ‪...‬‬


‫عرشات الصور التي ركبتها بـك ‪ ...‬تصورتك بكل الصور‬
‫املمكنة ‪ ...‬بكل اهليئات واملالبس ‪!...‬‬
‫اعذريني عىل وقاحتي ‪ ...‬ولكني أنا بموقف أن أي حتريك طفيف‬
‫بجسدك اجلميل هذا ينبهني كثري ًا ‪ ...‬حد اجلنون ‪ ...‬حد العنف‬
‫الذي ال تدرين ِ‬
‫أنت عنه ‪...‬‬
‫وأنا عىل استعداد تام وكامل لتقديم جل ما يكون وكل ما يمكن‬
‫للحصول عليه ‪....‬‬
‫‪ :‬أناااا يف غاية االندهاش ‪ ...‬حتى إين ال أقوى عىل اخلجل ‪...‬‬
‫ويأكلني الفضول ‪....‬‬
‫ِ‬
‫كففت عن اخلجل السمج هذا مني ‪....‬‬ ‫‪ :‬هال‬
‫جتردي منه لتتفهميني ‪...‬‬
‫ِ‬
‫عليك اإلملام هبا ‪...‬‬ ‫ألن طاقة اخلجل هذي تغطي عىل حقائق‬
‫‪ :‬أحاول ‪ ...‬أحاول ‪ ...‬أخربين‬
‫‪ :‬هذه مشاعر ‪ ...‬فتعاميل معها بروح ‪....‬‬

‫‪217‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أنا ال أثق يف فتاة ترغب يف االطالع ‪...‬‬


‫فكفي عن التعامل هبذه الرسمية ‪...‬‬
‫فالرسمية تقتل اإلحساس ‪...‬‬
‫وتستفز رجولتي هذه الرسمية وهذا الربود العجيب ‪...‬‬
‫‪ :‬أنا حق ًا ال أقصد أن أهينك أو ‪... ...‬ا‬
‫‪ :‬أعلم أعلم ‪...‬‬
‫ولكنك صلبة لدرجة تشعرين بغرابتك يا امرأة ‪!...‬‬
‫مل َ كل هذا اجلمود وتلك املالمح التي ال تلني ‪...‬‬
‫فأنت ال تدارين العيون وإنام تنظرين إيل بكل الثقة واحلدية‬‫ِ‬

‫وكأنني طالب أو موظف يف مقابلة عمل ‪...‬‬


‫أسلوب املهنية قد طغى عليك بشكل مقيت ‪...‬‬
‫‪ :‬مقيت ‪!...‬‬
‫‪ :‬ال حتصحيص الكلمة تعاميل بام ورائيات حديثي وليس‬
‫بأسلوب الكلمة واألخرى ‪...‬‬
‫‪ :‬حسن ًا ‪!...‬‬

‫‪218‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أنا العمل هو كل حيايت ‪....‬‬


‫امللفات املرتاصة يف ذهني قد تسلقت لقلبي لتغلفه ‪...‬‬
‫فقد خفت عىل نضجي من اهلبوط ‪!...‬‬
‫خفت أن أثري األنثى بداخيل فأختبط بني ما أرغب وبني ما هو‬
‫متاح ‪....‬‬
‫سيدي ‪....‬‬
‫الرجل يف العالقات الثنائية هو قائد القبطان ‪...‬‬
‫هو مفتاح الرس ‪...‬‬
‫هو الذي يفك شيفرة الرغبات وحيركها ‪...‬‬
‫أعني الرغبات العملية ‪...‬‬
‫أعني القرارات املصريية ‪...‬‬
‫فنحن لسنا يف جمتمع هندي يسمح للمرأة بتعدي حدودها‬
‫والتطرق لرجل تبتغيه ‪ ....‬والغريب ‪...‬‬
‫أن ال أحد حقيقي ًا قد طرق بايب حتى اآلن ‪...‬‬
‫فام عساي أفعل ‪....‬‬

‫‪219‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬ال يمكن أن ما تقولني صحيح ‪ .....‬ال تكذيب ‪...‬‬


‫‪ :‬ال أفعل ‪!...‬‬
‫‪ :‬تكذبني أو تنمقني الكذب ‪....‬‬
‫اسمعي جيد ًا ‪...‬‬
‫أنت امرأة ناضجة متطلعة ‪...‬‬‫ِ‬

‫حادة النظر ‪...‬‬


‫ترسمني لنفسك صورة لرجل (يوسفي) املالمح ‪...‬‬
‫(حممدي) الطبائع ‪...‬‬
‫بنجاح (ابن عوف) ‪...‬‬
‫وشجاعة (عمر) ‪....‬‬
‫وبسالة (أيب بكر) ‪...‬‬
‫وهذا لعمري أمر عجاب ‪!...‬‬
‫ِ‬
‫فلست يف جنة الفردوس بعد ‪...‬‬
‫ولسنا يف روضة املحبني ونزهة املشتاقني ‪...‬‬
‫فابن القيم قد مىض بقيمه ‪....‬‬

‫‪220‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬طيب ‪....‬‬
‫دعني أحتدث معك بتجرد تام ‪....‬‬
‫ولكني أطلب منك شيئ ًا مفرد ًا اآلن قبل أن أبدأ حديثي القادم ‪...‬‬
‫‪ :‬تفضيل ‪!...‬‬
‫‪ :‬أن تثق أين ال أكذب ولن أكذب عليك ‪ ....‬لن أفعل ‪ ....‬ولكن‬
‫كل ما يقال هنا ‪....‬‬
‫ِ‬
‫طرقت باب الثقة ‪...‬وأال أيش بك ‪ ....‬فقد خرس البيع ‪.....‬‬ ‫‪ :‬لو‬
‫‪ :‬وأنا أصدقك بشكل مذهل ‪ ...‬وغريب ‪ ....‬ومريح ‪....‬‬
‫ومربك ‪.....‬‬
‫‪ :‬هبة من اهلل ورضوان ‪....‬‬
‫‪ :‬سأعري لك مقامي الفكري ‪...‬‬
‫وأحادثك عن إيامنيايت التي تقلبت بني احلظ والغيبيات والسلبية‬
‫واليقني وما دون ذلكم ‪....‬‬
‫‪ :‬اهلل يسرت ‪ ....‬فلنعد القهوة العربية إذ ًا ‪.....‬‬
‫‪ :‬أفضل خيار ‪....‬‬

‫‪221‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أنا بدأت أومن متام ًا بأن (الدنيا حظوظ) ‪ ...‬وأن ما ُقسم باسمي‬
‫يف السامء كان ال أقول أسوؤه ولكن ال أعتقد أنه قد نالني‬
‫من احلظ الوفري ‪...‬‬
‫فأنا كنت من الذين أرصوا يف حياهتم عىل املثابرة يف كافة‬
‫االجتاهات وسعيت للحصول عىل كل ما كان يف عقيل الصغري‬
‫من طموحات وآمال ‪...‬‬
‫وجل ما سعيت له كان من أبسط حيثيات احلياة الدنيا ‪...‬‬
‫من املؤسف أنه مل يكن هنالك من يوجهني للصواب ولكني كنت‬
‫أحترى الدقة وأحترى خطوات من حويل الذين سعوا ووجدوا‬
‫والذين لدهيم من احلظ ما أنعم عليهم بالتوجيه من قبل أويل‬
‫األمر والثقة‪..‬‬
‫وويل األمر دوره أسايس بشكل ال يعيه معظم املجتمع الذي‬
‫نحيا به ‪...‬‬
‫ذاك أن ويل األمر يوجه ويرقب ويوفر املعطيات (أناها) ‪...‬‬

‫‪222‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ويل األمر يقوم احلياة ويقود لرب األمان وينبئ باألخطاء ويصون‬
‫التفكريات اهلمجية ‪ ....‬فجل من أقام صلبه بنفسه ‪ ...‬فإنام احلياة‬
‫الدنيا تقوده بتهور ‪....‬‬
‫إال قلي ً‬
‫ال ممن نستمع لقصص نجاحاهتم الطفرية ‪...‬‬
‫ولكن بغض النظر عن هذا وذاك ‪...‬‬
‫أعتقد فع ً‬
‫ال أن احلظ يلعب دور البطولة يف حيواتنا ‪...‬‬
‫وأين فقرية من هذه الناحية ‪...‬‬
‫فلم ال يكون يل من احلياة نصيب ‪...‬‬
‫وإال َ‬
‫فلقد متنيت منذ نعومة أظافري ‪...‬‬
‫متنيت احلياة البسيطة املثالية ‪...‬‬
‫زوج حمب وأطفال أفني زهرة شبايب يف إيناعهم حق الرتبية ‪...‬‬
‫كنت أسأل اهلل كثري ًا أن هيبني الزوج الصالح والذرية الصاحلة ‪...‬‬
‫وأنا عىل قدر ال بأس به من اجلامل والعقل واهلدوء ما يبهر أي‬
‫رجل كان ‪...‬‬

‫‪223‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مرت األعوام عيل وأنا أنتظر ذلك احللم أن يتحقق ‪...‬‬


‫وكنت أحافظ عىل إجيابيتي قدر املستطاع ‪...‬‬
‫بعد أن مىض يب العمر وترسسبت أيامي الغضة ‪...‬‬
‫أصبحت أتساءل وأسأل ‪ ...‬مل َ مل حيدث ذلك ‪!...‬‬
‫فاصطدمت بحوائط الغيبيات ‪...‬‬
‫كحل لسؤايل واألدهى من ذلك أين كنت أطرق األبواب اخلطأ‬
‫دائ ًام ‪...‬‬
‫وأتشبع باملعلومات اخلاطئة بدسامة وغزارة ‪...‬‬
‫فسعيت سعي ًا حثيث ًا يف غري حمل ‪....‬‬
‫فام توصلت ألي يشء ‪...‬‬
‫بعدها قررت أال أهلك ما تبقي من أيامي يف التساؤالت املميتة‬
‫والرغبات القاتلة ‪...‬‬
‫فظهر يف حيايت من أهداين باقة نرجس عشقية ‪...‬‬
‫فانقدت له بشكل أعمى ‪...‬‬
‫بشكل قاتل ‪...‬‬

‫‪224‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بشكل غريب ‪...‬‬


‫فعشت أمجل قصة حب عىل اإلطالق ‪ ...‬عشتها حسبام متنيتها ‪...‬‬
‫بعد تفكري كثري ‪...‬‬
‫وانتظار طويل ‪...‬‬
‫وخوف كبري ‪....‬‬
‫فوضعت كل ما يمكن أن يكون أمام ناظري ‪...‬‬
‫ونظرت إىل أشياء ما كانت حقيقية ‪...‬‬
‫نظرت إىل ما متنيت ليس ما أوتيت ‪...‬‬
‫وتشبثت بحبال الرجل واخلوف ‪....‬‬
‫فطفق الرجل بسوقي وعنقي ‪...‬‬
‫بعد جدارية خلفها الرجل عىل باب مراهقتي ‪....‬‬
‫خط فيها أسوأ ما يكون ‪....‬‬
‫فربطت بني اخلواء اآلمن وعنف ذات البني ‪....‬‬
‫وعينت احلظ العاثر سفري ًا لنواياي ‪...‬‬
‫حينها كنت أجهل قوة النية ‪...‬‬

‫‪225‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فالتصق العرس بحيايت ‪ ....‬مني ‪....‬‬


‫بعدها قررت التصدي ألنوثتي ‪...‬‬
‫ولبست ثوب العمل والعملية ‪...‬‬
‫وأصبحت أهلث وراء امللفات العملية والتي مل توصلني حتى هي‬
‫لسد رمقي من النجاحات املوازية ملجهودي اجلبار الذي أبذل‬
‫طوع ًا ال كره ًا ‪...‬‬
‫ومل َ أبذل املجهود املضاعف ‪...‬‬
‫ذاك أين رغبت يف إهناك بدين ألميت رغبايت الطبيعية ‪...‬‬
‫وكان خيار ًا واعي ًا يف اعتقادي ‪...‬‬
‫وتسلحت باإليامن واليقني اجلزئي ‪...‬‬
‫نعم ‪ ...‬اليقني اجلزئي ‪...‬‬
‫ذاك أين غضضت برصي عام وهب اهلل تعاىل لغريي ‪....‬‬
‫للمقربني مني من أويل النعم ‪...‬‬
‫الذين يرفلون حياة بني أبنائهم وأزواجهم املحبني ‪...‬‬
‫وكل من حويل يضع األهداف ويصل لتحقيقها ‪...‬‬

‫‪226‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫(إال أنا) ‪....‬‬


‫َأو تدري شيئ ًا ‪!...‬‬
‫‪ :‬نعم ‪....‬‬
‫كنت أحيان ًا ألوم اهلل كثري ًا ‪....‬‬
‫نعم ‪ ...‬واهلل كنت أفعل ‪...‬‬
‫ألومه حب ًا ‪....‬‬
‫وأحادث ريب لي ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫مل َ أنا يا رب ‪...‬‬
‫أو ما تدري يا ريب بحبي ‪ ...‬بطاعتي ‪!...‬‬
‫أال تقبل كل ما أقدم يا رب ‪...‬‬
‫أال تسمع دعائي ‪...‬‬
‫مل َ ال جتيبني يا رب ‪....‬‬
‫وأستغفر كثري ًا ‪...‬‬
‫ولكني ما فعلته بغية إحلاد‪..‬‬
‫ولكنها نفيس التي تؤمن بحب اهلل هلا ‪...‬‬

‫‪227‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وال أصدق أن اهلل مل يتم ولن يتم نعمته عيل ‪...‬‬


‫وأنا أشتهي كل ما يف قلبي وعقيل وروحي ‪....‬‬
‫الذي ينظرين من وراء حجاب أمثالك ‪ ...‬يظن أين متعجرفة ‪...‬‬
‫مدللة ‪...‬‬
‫ال أرىض بأي كان ‪...‬‬
‫وتظن أن رت ً‬
‫ال من الرجال أويل البأس الرشيد ‪...‬‬
‫ينتظرون عىل بايب حمملني بالياسمني واآلمال ‪...‬‬
‫وهذا غري صحيح ‪....‬‬
‫فأنا أحلظ اإلعجاب الشديد من اجلميع ‪..‬‬
‫ولكن ال أحد يقربني بملفات مستقبلية حقيقية ‪...‬‬
‫أتصدق هذا ! ‪.....‬‬
‫‪ :‬صعب ‪ ....‬تصديقه صعب ‪ ...‬ولكن ما هي امللفات احلقيقية‬
‫بنظرك !‬
‫‪ :‬امللفات احلقيقية ‪ ...‬هي ملفات حتوي سري ًا ذاتية لرجال يرفلون‬
‫مستقب ً‬
‫ال ‪...‬‬

‫‪228‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫امللف احلقيقي هو امللف الذي حيوي الرجل املناسب يف العمر‬


‫املناسب باملحتوى املناسب ‪...‬‬
‫‪ :‬املناسب ‪!....‬‬
‫‪ :‬املناسب ‪ ...‬أعني الذي يرغب يف الوصول إىل بر األمان‬
‫بالطرق التقليدية العرفية الدينية ‪...‬‬
‫التي تتوفر هبا مجيع املقومات األخالقية واملادية واجلسدية ‪...‬‬
‫فجميع من مر عىل حيايت برغبة ‪ ...‬كانت إما رغبته ضاللية ‪...‬‬
‫أو معطياته حسية ‪ ...‬أو متغرياته خفية ‪....‬‬
‫أو شخصية ال يدعمها مرتمجي الشخيص ‪...‬‬
‫فام كان ألحدهم عالقة بالظروف الطبيعية ‪....‬‬
‫وال أعقد أو أصعب االختيار ‪ ...‬أنا أشهد ريب عىل قويل ‪.....‬‬
‫‪ :‬حقيقة يرسا هذا أمر عجاب ‪....‬‬
‫ولكن فع ً‬
‫ال يمكن أنه القدر ‪...‬‬
‫الذي ساقني إليك ‪...‬‬
‫أوال تظنني أين الرجل املناسب !‬

‫‪229‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬إن كنت أنت الشخص املناسب ‪...‬‬


‫‪ :‬أيوووه !!!!‬
‫‪ :‬فأمتنى أن تكون ‪...‬‬
‫ولكن كل ما صادفني يف سني من جتارب ‪...‬‬
‫تسري نحو أن الرجل السليم ال يدوم ‪...‬‬
‫دوم ًا ما حتدث الفعائل التي حتول دون إمتام ما نوينا عليه ‪...‬‬
‫‪ :‬هذا تشاؤم ‪....‬‬
‫فأنا أمتناك ‪...‬‬
‫أنا أرغب بك ‪...‬‬
‫أنا مؤمن إيامن ًا عميق ًا وكبري ًا بأن (اهلل معنا) ‪....‬‬
‫فمهام كان ما كان من تلك الغيبيات اللعينة والتي نؤمن هبا مجيع ًا‬
‫ولكن إرادة الرب فوق كل يشء ‪...‬‬
‫واإليامن يبدد اخلوف ‪...‬‬
‫الذي هتدمه هذه األفكار التي هي نتاج واقع ال غبار عليه ‪...‬‬
‫نعم ‪ ...‬نتفق‪... .‬‬

‫‪230‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأنا ال أستطيع البت فيام حدث معك ولكني عىل يقني تام‬
‫بأن الدعاء يستجاب باإليامن العميق به ‪...‬‬
‫وأن اهلل تعاىل حيب العبد اللحوح ‪...‬‬
‫فلنلح عيل اهلل أال يصبح علينا صباح إال ونحن سعيدان حمققان‬
‫ما نصبو إليه وأكثر ‪ ..‬اتركي عنك ما مىض ‪ ..‬وتالهي بام سيأيت ‪..‬‬
‫والقادم أمجل ‪...‬‬
‫أمجل ألن بدر اإلدراك قد اكتمل يف هذ العمر ‪...‬‬
‫القادم أمجل ألن طعم األشياء أفضل باإلدراك ‪...‬‬
‫القادم أمجل ألن العمر يزدان باألحاسيس احلقيقية بعد الثالثني ‪..‬‬
‫فبعد الثالثني نقدر األحاسيس ‪...‬‬
‫ندركها ‪...‬‬
‫وبعد الثالثني نبدأ حق ًا باالهتامم احلقيقي بأنفسنا ‪...‬‬
‫الثالثون عمر (لذيذ) ألنه عمر اإلنجاز احلقيقي ‪(...‬يبعث الناس‬
‫يف الثالثني) ‪...‬‬
‫هو عمر أهل اجلنة ‪...‬‬

‫‪231‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فحري أال نتالعب هبذه احلقبة ‪...‬‬


‫التي تفر من بني أيدينا إن مل ننتبه ‪....‬‬
‫ففي الثالثني حتى مظاهرنا ختتلف إىل وسامة ووجاهة وتنمق ‪...‬‬
‫فنتنمق أكثر يف الثالثني ‪...‬‬
‫ونتعلم أكثر يف الثالثني ونتثقف أكثر يف الثالثني ‪...‬‬
‫ونتذوق أوضح يف الثالثني ‪...‬‬
‫كله يف هذا العمر (اللذيذ) ‪....‬‬
‫كنت ِ‬
‫أنت الضلع األكرب فيه ‪...‬‬ ‫الذي مىض ‪ ....‬فقد ِ‬

‫فمعظم أهل األرض نموا أنفسهم ذاتي ًا ‪...‬‬


‫هي اختيارات ‪...‬‬
‫يا عزيزيت هي اختيارات ‪...‬‬
‫ِ‬
‫أمعنت النظر بصدق وجترد ‪....‬‬ ‫ولو‬
‫ِ‬
‫لفطنت لقويل ‪....‬‬
‫ولكن النفس ال هتوى اللوم ‪...‬‬
‫فتربع يف التربيرات داخلي ًا وخارجي ًا ‪...‬‬

‫‪232‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فنوهم أنفسنا أن ما جرى من أحداث وهتورات ورعونات‬


‫ما كانت أبد ًا من صنعنا ‪...‬‬
‫ومل نكن يف األصل قادرين عىل السيطرة عليها ‪...‬‬
‫نحن الذين نحدد مصايرنا ‪...‬‬
‫فحتى وإن أباح اهلل أعامرنا للغيبيات كام تسمني من جن وشيطان‬
‫وما إىل ذلك ‪ ...‬فبالتأكيد أن مفتاح البالء يف يديك ‪....‬‬
‫جعله اهلل بني شفتيك وبصريتك ‪...‬‬
‫فإذا نطقنا ذكر ًا فر الشيطان وله رضاط حتى ال يسمع النداء‬
‫(اهلل أكرب) ‪...‬‬
‫فامذا لو كرب الشخص مع كل أذان أن اهلل أكرب اهلل أكرب اهلل أكرب ‪...‬‬
‫وهذي التكبريات جيب أن تكون مفخمة ‪...‬‬
‫بفخامة النداء ‪...‬‬
‫بحضور قلب وعقل وروح ‪...‬‬
‫فحت ًام سينتفض البدن وما حيوي من رشور وخريات ‪...‬‬
‫البدن الذي ملكنا اهلل إياه ‪...‬‬

‫‪233‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ما كان مقر ًا مؤجر ًا فهو ملك عني ‪ ...‬لنا نحن أصحابه ‪...‬‬
‫فهل من املعقول أن يملكك اهلل شيئ ًا دون خاصية التحكم ‪!....‬‬
‫باهلل عليك اطرحي هذا السؤال عىل نفسك بصدق ‪...‬‬
‫عىل املستوى الدنيوي ‪...‬‬
‫هل يمكن أن تبتاعي منزالً فخ ًام بمبالغ طائلة وتوقعي عقد البيع‬
‫موثق ًا لدى تسجيالت األرايض ‪...‬‬
‫وال تستطيعي أن تغريي دهانات املنزل !‬
‫أو تغريي أثاثاته !‬
‫أو هتدي املنزل !‬
‫ال يمكن‪ ..‬فهو ملك حر ‪...‬‬
‫ِ‬
‫فعلت به ما تشائني ‪ ...‬ونحن كذا وهلل املثل األعىل ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫أردت‬ ‫لو‬
‫هذه األبدان لنا ‪ ..‬نملكها بالكامل من يوم أن خلقنا حتى مماتنا ‪..‬‬
‫هي لنا بالكامل نحن أحـرار أن نحافظ عليها أو هنلكها ‪....‬‬
‫أن نحبها أو هنملها ‪...‬‬
‫أن نؤمنها أو نخوهنا ‪...‬‬

‫‪234‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫البدن هو أرض الشخص اخلاصة به فقط ‪ ...‬وكام قال‬


‫(أبو الدرداء) ما كان هلل أن يفعل ذلك ‪...‬‬
‫هنا عزيزيت ‪...‬‬
‫تتدخل الذات اإلهلية بأمرها لعقلك ومصريك أن يلبي ما تأمرين‬
‫ِ‬
‫أنت به ‪...‬‬
‫وسابق لذاك أن اهلل تعاىل قد وهبك عق ً‬
‫ال تفرقني به بني ما تريدين‬
‫وما ال تريدين ‪...‬‬
‫بني اخلبيث والطيب ‪...‬‬
‫بني الصالح والطالح ‪...‬‬
‫بني اجلميل وغريه ‪...‬‬
‫فاملحبوب للنفس كل ما يوصلها للراحة والطمأنينة ‪....‬‬
‫فطبيعة اإلنسان أن يسعى ويرغب يف املريح السهل الكثري الوفري‬
‫الطيب ‪...‬‬
‫طبيعة اإلنس منافية لطبيعة اجلن ‪....‬‬
‫فاهلل تعاىل جبل اإلنس عىل النظافة والنور والطيب ‪...‬‬

‫‪235‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وجبل اخلبث واخلبائث عىل اخلبث واخلبائث ‪...‬‬


‫فاإلنسان العادي ال يقوى عىل العيش وسط اخلبائث ‪...‬‬
‫واجلان الكافر والشيطان كذا ال يقويان عىل العيش والتأقلم وسط‬
‫النور والطيب والنظافة والصدق واإلجيابية واخللق احلسن‬
‫والنطق احلسن والفكر احلسن وامللبس احلسن ‪...‬‬
‫هذي ضد طبيعته فينفر ‪....‬‬
‫نحن بني البرش نتطيب ونتحمم ولكن نرتك القاذورات الفكرية‬
‫ترتع يف الدماغ والقلب ‪...‬‬
‫فتجد اخلبائث مساكن مرحية تألفها بطبيعتها ‪....‬‬
‫إذ ًا إنه وبمنطق بسيط ‪ ..‬فإن نظافة القلب والعقل تطرد اخلبائث‪..‬‬
‫األمر ال يقترص عزيزيت عىل القرآن وترديد السور واألوراد‬
‫بشغف يميت املعنى ‪ ...‬فالتكرار دون يقني يشوه العالقة باهلل ‪...‬‬
‫ويقطع حبال التواصل الشفيف بالسامء العليا حيث ملكوت‬
‫اهلل ‪....‬‬
‫تكتب لك حسنات ‪...‬‬

‫‪236‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫نعم ‪...‬‬
‫ولكن أعتقد أهنا قد ال تشفي البدن ‪..‬‬
‫ألن الروح التي هي باب البدن مغلقة األبواب ‪...‬‬
‫وال حارس عليها ‪...‬‬
‫واخلوف هو احلارس الصهيوين الذي يومهك بقربه ‪...‬‬
‫يف حني أنه حييك لك املكايد ‪...‬‬
‫وما تقرب إال ليفسد عن قرب ‪....‬‬
‫الذي يتقرب منك بإحلاح غالب ًا ما تكون قواه قبيحة ‪...‬‬
‫يلتصق بأحداثك عن قرب ليدرس تفاصيلك كاملة ‪...‬‬
‫ليبطش بك رس ًا ‪...‬‬
‫ويصافيك جهر ًا ‪....‬‬
‫نوايا قذرة ‪...‬‬
‫وما تقرب إال لوهن هذي النوايا التي ال تعمل عن بعد ‪...‬‬
‫تفقد قدراهتا كلام بعدت عنها ‪...‬‬
‫السالح األقوى هو قوة النوايا ‪...‬‬

‫‪237‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫احفظ اهلل حيفظك ‪ ...‬وحفظك هلل هذا ‪...‬‬


‫هو أن تظل مهام يكن عىل املحجة البيضاء ‪...‬‬
‫مدرك ًا أن اهلل وكيل الغافلني ‪...‬‬
‫هنا ‪ ...‬يدافع اهلل عنك ‪...‬‬
‫فال حتتاج للطاقات العظام للتنبه والتحليل والتدبري والرد‬
‫وعكس الرد ‪...‬‬
‫أمر كان مفعوالً ‪....‬‬
‫كل ذلك ٌ‬
‫املهم أن القوى الطيبة ‪...‬‬
‫مداها واسع ال حدود له ‪...‬‬
‫تشع أينام كانت‪..‬‬
‫لذلك ذو النوايا احلسنة ال تراه يرص عىل االلتصاق الشديد‬
‫بتفاصيلك ‪...‬‬
‫بل ذوو النوايا احلسنة دائ ًام ما يميلون الحرتام املساحات النفسية‬
‫واجلسدية مع غريهم ‪...‬‬
‫ذاك أن احرتام اخلصوصية إنام هو صفة اخلواص ‪...‬‬

‫‪238‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ولكن القوى الطيبة هذي حتتاج ملسار ممهد ‪...‬‬


‫ألرض خصبة ‪...‬‬
‫لنور تقتبس به الطرقات ‪...‬‬
‫أنريي هلا ‪...‬‬
‫وستشهدين العجائب ‪....‬‬
‫ال حتسبي حق ًا أن زمن املعجزات قد وىل وتلك (اخلرابيط) التي‬
‫تكتظ حولنا ‪...‬‬
‫ما هي املعجزات أص ً‬
‫ال ‪!...‬‬
‫يظن الناس وجلهم من أويل األلباب لألسف أن املعجزات هي‬
‫فقط ما نزل هبا جربيل عليه السالم ‪...‬‬
‫وما شق به موسى البحر ‪...‬‬
‫وبرود نار إبراهيم ‪ ...‬وعجل اخلرض ‪...‬‬
‫وناقة صالح وابن مريم !‬
‫ال يا عزيزيت ‪...‬‬
‫املعجزات احلق هي كل ما نشهد ونعيش ونعي وما ال نعي ‪...‬‬

‫‪239‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فاإلنسان وحده معجزة ‪...‬‬


‫خلقه معجزة ‪...‬‬
‫دمه وشحمه وحلمه ونفسه وروحه معجزات ‪...‬‬
‫التنفس والنوم والصحو ‪...‬‬
‫معجزات ال تعريف هلا ‪....‬‬
‫اللب معجزة ‪...‬‬
‫البرص واحلركة وغريها وغريها ‪...‬‬
‫فال أساس لصحة أن (زمان املعجزات قد وىل) ‪...‬‬
‫إال لشخص ال يتفكر وال يدري كنه املفردة ‪.....‬‬
‫أو تدرين ماذا !!!‬
‫‪ :‬قل يل ‪!...‬‬
‫‪ :‬يتجادل أهل البالغة منذ بدء اخللق حتى يومنا هذا وأحسبهم‬
‫سيفعلون أبد الدهر يف أصل املعنى للمفردة وحدها وضمن‬
‫السياق ‪...‬‬
‫فيختلف معنى املفردة من مجلة ألخرى ‪...‬‬

‫‪240‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأهل العلم يتجادلون يف مدى تأثري املنطوق عىل مصايرنا ‪...‬‬


‫ذاك أن اللوح القدري يف السامء العليا ‪...‬‬
‫مرشوط بالفعل والقول ‪....‬‬
‫والقول قد يكون دعاء فيخفف أو يزيل البالء والفعل قد يكون‬
‫صدقة وأيض ًا يفعل باملثل‪ ..‬أو غري ذلك وتلك ‪....‬‬
‫ولربام عامل االكتساب كان املحك يف حياتك حيث إننا ال ندري‬
‫حق ًا أننا اكتسبنا بعض الترصفات وتبنينا بعض املنهجيات وطرق‬
‫التفكري التي تكون كلها خطأ فال تسمن وال تغني من جوع ‪....‬‬
‫املهم أن (جند اهلل) اإلدراك قد تغشاك حتى وإن لبى أمر اهلل بعد‬
‫حني ‪....‬‬
‫ِ‬
‫وأنت بكامل الوعي ‪...‬‬ ‫اليوم‬
‫أمتنى منك أن تتقيدي بضوابط إجيابية جتاه نفسك ‪...‬‬
‫فال تسمحي أبد ًا للعقل الالواعي بالسيطرة عليك وعكس‬
‫برجمتك السابقة له‪ .. .‬حتديه بالتكرار ‪...‬‬

‫‪241‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فقد تكون فقط برجمة دماغية فام نربمج به الدماغ حيدث حتى وإن‬
‫مل نكن نفكر فيه !‬
‫كرري العادات اإلجيابية واملنطوق اإلجيايب بنمطيه ‪...‬‬
‫فحت ًام سيطيع أمرك يف كل ما ترغبني به ألنه غبي ومأمور ‪....‬‬
‫قد ُيزرع بنا منذ خصوبة عقولنا ما يربمج أدمغتنا الالواعية ‪...‬‬
‫فيصري الدماغ مثل الغسالة متام ًا جمرد أن أدخلت املالبس واملاء‬
‫تدور دوراهتا املستمرة إن كان هنالك مسحوق للغسيل أو مل يكن‬
‫ال أو بودرة أو معجون ًا أو فقط معطر ًا‬
‫وإن كان هذا الصابون سائ ً‬
‫أو صبغة هذا كله ال يعني الغسالة ألهنا مربجمة لتدور طاملا هنالك‬
‫ماء ومالبس ‪ -‬أي ًا كانت املالبس ‪...‬‬
‫فالغسالة ال ترفض الدوران إن كان نوع الصابون جيد ًا أو سيئ ًا ‪..‬‬
‫والغسالة ال ترفض الدوران وتنفيذ أمر الغسل إن كان الصابون‬
‫أبيض أو أزرق ‪...‬‬
‫إن كان حملي ًا أو مستورد ًا ‪...‬‬
‫إن كان رخيص ًا أو مثمن ًا ‪....‬‬

‫‪242‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫إن كانت املالبس البيضاء واحلمراء خمتلطة وال تكرتث الغسالة‬


‫ما اذا تقطعت زينة الثوب جراء الدوران وال تكرتث الغسالة‬
‫ما إذا تغريت ألوان الثياب داخلها وال تكرتث الغسالة ما إذا‬
‫كانت ياقات القمصان قد بلغت نصوع البياض والنظافة‬
‫وال تكرتث الغسالة بامركة املالبس وال تكرتث الغسالة للمناسبة‬
‫التي سرتتدين فيها الثياب التي بداخلها ‪....‬‬
‫هي فقط تدور لتخلط املالبس باملاء ‪.....‬‬
‫أنت أيض ًا عزيزيت أيامك تدور وال تكرتث بمدى حتقيقك‬
‫ألحالمك أو الجتاهاتك الفكرية أو لنظافة مستقبلك أو جلامل‬
‫أيامك ‪.....‬‬
‫أيض ًا العقل الالواعي يربمج كام الغسالة بتصغري نوع وحجم‬
‫وشكل الربجمة ‪...‬‬
‫فاهلل سبحانه وتعاىل أمر العقل ليطيع سيده وأمر الكون ليطيع‬
‫رغبات العبد وأمر الطاقات لنقل الذبذبات التي تشكل األقدار‬
‫وأمر كل يشء ألجلنا ‪....‬‬

‫‪243‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫األمر اآلخر ‪...‬‬


‫نحن يف جمتمعاتنا العربية نفهم اإليثار بطريقة خاطئة ‪...‬‬
‫فنتخري منهج العطاء يف غري حمله ‪...‬‬
‫فالعطاء من صفات أهل اجلنة ولكن بقدر معلوم ‪....‬‬
‫العطاء تاج رؤوس األتقياء ولكنه مرشوط باحلكمة للمعطي ‪...‬‬
‫فالفرق بني اإليثار والغباء شعرة ‪...‬‬
‫أما النتاج فشتان ما بينهام ‪...‬‬
‫وأنا أقدم لك حياة من ذهب وفضة‪..‬‬
‫فاقبيل يب ‪...‬‬
‫لتزهر ورود طائفية عطرة ‪...‬‬
‫دوين كل ما ترغبني به بالرجل األشم عىل حد قولك ‪...‬‬
‫قارين ما عندي وما عندك ‪....‬‬
‫وضعي الرغبة يف املقام األول ‪...‬‬
‫فالرغبة يا عزيزيت تكسب الرهان ‪...‬‬

‫‪244‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫الرغبة يا عزيزيت هي الفرس اجلامح والذي ال يمر بمحطات‬


‫العمر إال ويثرهيا عمر ًا ‪...‬‬
‫مهام كانت آثار الدمار األول ‪...‬‬
‫ال تسمحي له أن يكون الدمار الشامل األبدي ‪....‬‬
‫فصفة الشمول هذي قد تشمل مجيع ممتلكاتك وأخر ‪...‬‬
‫قلب املرأة أقوى من أن يدمره رجل واحد ‪!...‬‬
‫فاملرأة تقيم القلوب ‪ ....‬أال تقدر عىل أمرها شيئ ًا !‬
‫وأنا عىل عهدك ووعدك ما استطعت ‪....‬‬
‫أنا أتعهد بالوفاء ‪...‬‬
‫وأتعهد بالرفاء ‪....‬‬
‫وأتعهد بالنامء ‪...‬‬
‫وأي عهد آخر تطلبينه ‪...‬‬
‫التحدي األكرب ليس يف تصديقي أو عدمه ‪...‬‬
‫التحدي األكرب يف تصديقك ِ‬
‫أنت لك من عدمه ‪....‬‬
‫هنا تكمن مفاتيح ِصالتك بالروح ‪....‬‬

‫‪245‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فإن مل تنسخي مـن املفتاح الضائع بالصلصال النسخة طبق‬


‫األصل ‪...‬‬
‫ِ‬
‫سمحت لسارق األعامر بإفساد زهر العمر ‪...‬‬ ‫فقد‬
‫وطيب العمر ‪....‬‬
‫وكل العمر ‪...‬‬
‫وهنا ‪ ...‬لن هينئك أحد عىل عمر أضعته ألجل بائس ما قدر عىل‬
‫احرتامك شيئ ًا ‪...‬‬
‫من املخجل أمام نفسك والغري ‪....‬‬
‫أن يدمرك رجل ‪ ...‬مدمر ‪ ...‬هو نفسه مدمر ‪....‬‬
‫ألن آثار دماره واضحة عيان ًا بيان ًا يف ضحاياه ‪...‬‬
‫هو سامري أضل القلوب طريق ًا فال مساس عليه وله موعدٌ ‪...‬‬
‫يا عزيزيت مل تكوين الضحية األوىل ‪...‬‬
‫فاللعنة مل تكن ِ‬
‫لك ‪...‬‬
‫أقول هذا كي ال ُختطي أمر اهلل ‪...‬‬
‫وت ُظني بقلبك ما ليس لك به علم ‪...‬‬

‫‪246‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فالسامري هو الذي أخرج العجل ‪....‬‬


‫فاللعنة عىل السامري ‪.....‬‬
‫فحري بك أن تدمري ذكراه وتلقي برماده يف اليم ‪....‬‬
‫وكيل وارشيب هنيئ ًا ‪ ...‬وقري عين ًا ‪...‬‬
‫أردت له سبي ً‬
‫ال ‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫فاهلل مربئ قلبك ‪ ....‬إن‬
‫قبل أن يرتد إليك عقلك ‪...‬‬
‫فالقلب يتقلب ‪...‬‬
‫والعقل حيلل ‪...‬‬
‫التقلب أهون من التحليل ‪....‬‬
‫فاملنطق غالب ًا بخيل ‪...‬‬
‫ال ُيغدق كثري ًا إال عىل ذي اجلهالة ‪...‬‬

‫‪247‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬حسن ًا ‪ ...‬فع ً‬
‫ال أشعر بالرهق ‪!...‬‬
‫‪ :‬واإلعجاب ربام !‬
‫‪ :‬مممممم ‪ ....‬أكيد ‪...‬‬
‫‪ :‬إجابة خاطئة ‪ ...‬أو خميبة ‪...‬‬
‫‪ :‬كيف ذلك ‪!...‬‬
‫‪ :‬هذا إعجاب رصيح بمكنون عقيل ‪...‬‬
‫وليس إعجاب ًا خجوالً من فتاة لذكر ‪....‬‬
‫‪ :‬مل َ العجلة ‪!...‬‬
‫‪ :‬العجلة ‪!...‬‬
‫هذي رغبة رجل بالغ ‪...‬‬
‫قادر عىل‬
‫وبالغ أمره أن يكون تلك األرسة التي حيلم هبا والتي هو ٌ‬
‫خلقها بكلمة (نعم) من جانبك ‪...‬‬
‫عزيزيت ِ‬
‫أنت فهمك أص ً‬
‫ال ملفهوم احلب تشوبه الشوائب ‪...‬‬
‫وحتفه الرتددات ‪...‬‬

‫‪248‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ذاك أنك يا عزيزيت تفكرين بمنطق اآلدمي وجنات عدن‬


‫والفردوس وغريها من منازل اجلنان ‪....‬‬
‫فيصورها العقل املحدود بام عرف من القرآن والسنة ‪...‬‬
‫وما هلذا قرب باجلنان ‪..‬‬
‫فال الفاكهة نفسها وال اخلمر مذاقها وال األرسة ذاهتا ‪.....‬‬
‫كفانا أن هنيم بالطيبات ونتجمل للقاء اهلل يف هذي املقامات‬
‫الدائمة دون التمعن يف تفاصيلها الال منظورة لدنيوية ألبابنا‬
‫وأفئدتنا ‪...‬‬
‫اآلن ِ‬
‫أنت تعظمني (كائن) احلب ‪...‬‬
‫ونعم هو كذا ‪....‬‬
‫ولكنك تصونني قلبك للحب املنتظر بيشء من اهلمجية ‪....‬‬
‫ِ‬
‫فأنت حتسبني يا سيديت أن احلب طائر أسطوري مل حيط عىل قلبك‬
‫بعد ‪...‬‬
‫وإال ملا كانت قدماك عىل البسيطة بعد ‪...‬‬
‫اسمعيني جيد ًا ‪...‬‬

‫‪249‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ما يصوره له كتاب احلب والروايات األثريية ‪...‬‬


‫هو احلب بصور فكرية ‪...‬‬
‫احلب من منظورات خمتلفة مضخمة منمقة ‪....‬‬
‫خطت ببالغة كاتب ‪...‬‬
‫والبالغة من أكرب نعم اهلل تعاىل عىل البليغ فاعل الكلمة ‪....‬‬
‫احلب ‪...‬‬
‫ال ُين َظر وال طعم له عام ًا ‪...‬‬
‫ٌّ‬
‫فكل يتذوقه حسب شخصيته ‪ ..‬احتياجه وفكره ونفسه احلالية ‪..‬‬
‫احلب حيتاج لبسيطة ليحط عليها ‪...‬‬
‫فجناحا احلب أكرب مما تتخيلني ‪....‬‬
‫وأجنحة احلب بيضاء ‪...‬‬
‫ال حتط عيل أي سطح حتى ال تغربها ‪....‬‬
‫فللحب شأن وكيان وهيبة تأبى أن حتط رحاهلا دون مقام ‪....‬‬
‫فأقيمي يا عزيزيت املقام ليهبط عىل روحك ‪...‬‬
‫وحينها تشهدين الروائع ‪ ...‬نعم هو حياة خمتلفة ‪...‬‬

‫‪250‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫هو نعمة ‪...‬‬


‫هو قطعة من اجلنان ‪...‬‬
‫هو سنحة العدنان‪.... ،‬‬
‫هو لفحة من طيب الرسمد ‪...‬‬
‫هو عطر من جبال مسك اغرورقت بالصندل السائل عليه‬
‫من عال ‪....‬‬
‫هو راحة ال توصف وال تقال ‪...‬‬
‫ولكنها حتتاج للسطح املمرد ‪....‬‬
‫ببياض حيسبه الظمآن ماء ‪...‬‬
‫كاندهاش بلقيس ‪....‬‬
‫يا عزيزيت أواه أواه من احلب ‪...‬‬
‫وإن صادف احلبيب األمثل ‪....‬‬
‫أطفئي مصابيح اخلطر الغربية هذي ‪...‬‬
‫واستكيني (لرتائن) كالكواكب الدرية ‪...‬‬
‫التي توقد من نفوس مباركة ‪...‬‬

‫‪251‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫جيمعها اهلل من فوق سبع ساموات ٍ‬


‫طباق ‪...‬‬
‫فخياالتك عن احلب اتركيها جانب ًا ‪...‬‬
‫وكوين مقدام ًا متوكلة عىل اهلل ‪...‬‬
‫فأنت ال تؤمنني أبد ًا بمبدأ ارصف ما يف اجليب يأتِك ما يف الغيب ‪!...‬‬
‫ِ‬
‫ِ‬
‫يديك‬ ‫ولو أسقطناه عىل منطق تعاميل مع الذي أمامك وبني‬
‫وال ترتددي ‪...‬‬
‫خوف ًا من أن يكون هنالك أفضل مما أتى فيحصل الندم ‪....‬‬
‫التفاضل بني الناس ال يذاق إال بعد حني ‪...‬‬
‫فاملناظر ال تعني شيئ ًا واملاديات التي يغرق الناس جبها هذي ال متثل‬
‫السعادة بيشء ‪ ...‬مربط الفرس يف العالقات الثنائية هو ذاك التناغم‬
‫الذي تؤطره السكينة واملودة الربانية بعد ما تتكلل بجهود ثنائي‬
‫قسمت بكامل الرضا واإلدراك عىل اثنني ‪...‬‬
‫احلياة احلياة ‪ ....‬هذا نداء احلق ‪...‬‬
‫‪ :‬ال يشء يقال ‪ ...‬ال أعتقدين سأعقب ‪....‬‬
‫‪ :‬بالعودة لرحلتك األثريية تلك ‪ ...‬أتدرين ما خطر عىل بايل ‪!...‬‬

‫‪252‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪... ... :‬‬


‫‪ :‬خطر يل تلك الشخصية التي حتتجزينها يف خميلتك ‪...‬‬
‫ِ‬
‫تذوقت طعم احلياة معه دون عيوب ‪...‬‬ ‫الرجل الكامل الذي‬
‫تلك املخيلة اجلبارة والتي لن يصدق غريي أهنا من تأليف خيال‬
‫شاطح ‪....‬‬
‫ِ‬
‫صورت لنفسك رج ً‬
‫ال أشم ‪...‬‬ ‫ِ‬
‫فأنت‬
‫ال غبار عليه ‪...‬‬
‫بطعم الرحلة اخليالية االستوائية املثرية ‪....‬‬
‫رجل راقصته يف خيالك ومازحته يف حمياك ‪...‬‬
‫لك الشموع عىل الشواطئ القمرية لي ً‬
‫ال ‪....‬‬ ‫رجل أوقد ِ‬

‫رجل متكن من براءتك ‪...‬‬


‫فأشعل نريان الرغبة فيك ‪....‬‬
‫ِ‬
‫عظمت طعم شفتيه ‪...‬‬ ‫رجل‬
‫ِ‬
‫وعظمت رائحة أنفاسه ‪....‬‬
‫ِ‬
‫وعظمت تناغم عطره ‪....‬‬

‫‪253‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومسام جسده الذي فصلتِه تفصي ً‬


‫ال ‪...‬‬
‫ِ‬
‫حجزت داخل كيانك ‪....‬‬ ‫ذاك الرجل الذي‬
‫كان كافي ًا وشافي ًا لك ‪....‬‬
‫فمتيقن أنا أنه يزورك لي ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫ِ‬
‫وأنت يف جل خيالك اخلصب معه ‪...‬‬ ‫وتتبسمني‬
‫ذلك الذي ال يؤذي وال ينطق زور ًا ‪....‬‬
‫َأو تدرين أن ذلك الرجل قد سلبك حياة !‬
‫ولربام سيسلبك بقية العمر ‪....‬‬
‫أنا عىل اقتناع تام بأنه خيال ‪...‬‬
‫ولكنه سيظل خيانة بالنسبة يل ‪...‬‬
‫فأنا لن أرىض بأن يشارك خيالك رجل ‪....‬‬
‫فأمتنى أن تقتلعيه من داخلك ‪...‬‬
‫حتى ترجعي لرشدك الذي فقدتِه ِ‬
‫أنت بتلكم احلامقات اجلنسية ‪..‬‬
‫وال أقول غري هذا إذ إنه ال تربير لتلكم اخلياالت ما دامت أرض‬
‫اهلل عامرة برجال يملؤون األرض ود ًا واحرتام ًا ‪...‬‬

‫‪254‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أنا كرجل بكامل أهليتي أعترب أن هذا ٍ‬


‫مناف ملبادئي ولكرامتي ‪...‬‬
‫فقد كنت أجادل يف امرأة توحلت عنوة يف بركة طميها يرص عىل‬
‫االلتصاق بالعقل ‪....‬‬
‫وما يلتصق بالعقل يتسلل للروح ‪....‬‬
‫وما يتسلل للروح يبقى بقاء الروح عىل حد علمنا هبا ‪....‬‬
‫‪ :‬ولكن ‪ ...‬ماذا تقول ‪ ...‬ذلك كله خيال ‪ ..‬ومىض ‪ ..‬وأنا ‪..‬‬
‫‪ :‬أنا ‪...‬‬
‫ال أقبل بذلك ‪...‬‬
‫فأنا رجل ‪...‬‬
‫فإما أن تكوين ِ‬
‫أنت كلك يل فقط وإما ال ‪...‬‬
‫وهذا قول فصل وما هو باهلزل ‪.....‬‬
‫وأنا رجل يعتقد ويعتز بذاته ‪....‬‬
‫وأنا أرى يف نفيس الرجل الذي تتمناه رشيدة بليغة مثلك ‪....‬‬
‫أنا أمحل داخيل ما مل تسمحي لنفسك بالتعرف عليه ‪...‬‬
‫وأخشى أنك لن تفعيل ‪...‬‬

‫‪255‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأنا أخشى أن عنادك هذا ‪..‬‬


‫سيسوق عمرك مدد ًا ‪...‬بالفعل ال أنكر أين أهواك ‪...‬‬
‫وأهواك بشكل ال منطقي ‪....‬‬
‫وقلتها وفعلتها وأهديتها لك ‪...‬‬
‫لكن شورشة األفكار وعنفها وضجيجها داخل عقلك هذا ‪...‬‬
‫دائ ًام ما ترجح عىل الكل ‪...‬‬
‫فأمتنى ِ‬
‫لك التوفيق ‪...‬‬
‫ولكنني أنصحك بمراجعة نفسك ‪...‬‬
‫أو االستعانة بآخرين ‪...‬‬
‫فال تضيعي ما تبقى من عمر ‪...‬‬
‫أنت ما ِ‬
‫زلت غضة فيه ‪...‬‬ ‫ِ‬

‫وأنا ‪.....‬‬
‫‪ :‬أنا ‪ ....‬أنا أقدر احلب واملشاعر كثري ًا ‪...‬‬
‫وكان هاجيس األكرب أن أجده وأعيش حتت لوائه فال تعثر هو يب‬
‫وال أنا وجدته ‪...‬‬

‫‪256‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ألنه كان هاجس ًا ومل يكن هدف ًا ‪...‬‬


‫فاهلاجس خيتلط باملعوقات والتي تبني جسور ًا من رشور بيننا‬
‫وبني مبتغياتنا ‪...‬‬
‫‪ :‬ما وجدته ‪!...‬‬
‫‪ :‬أنا لن أكذب عليك ‪ ...‬احلب وجدين ولكني ال ‪...‬‬
‫‪ :‬أستودعك اهلل ‪...‬‬
‫‪ :‬أترتكني ‪!...‬‬
‫ت فعلتِها بنفسك ‪ ....‬أفال أفعل أنا ‪!...‬‬
‫‪ :‬أن ِ‬

‫احلب يا عزيزيت ‪ ..‬يمزق ‪...‬‬


‫احلب يا يرسا ‪ ...‬أكرب نعمة ونقمة ـ‬
‫سعادة وبالء ‪-‬‬
‫احلب يكرس ويداوي ‪-‬‬
‫احلب يسعد ويشقي ‪-‬‬
‫احلب يصنع املعجزات ويسقي حنظل العمر ‪-‬‬
‫احلب قد يدمر حياتك ونفسيتك وينتهك حرماتك ‪-‬‬

‫‪257‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫احلب قد خيرسك دينك وأهلك وما لك وما عليك ‪-‬‬


‫ويف الوقت ذاته قد يبني لك املاملك األفالطونية ‪-‬‬
‫قد يعمر األرض وقد خيرهبا ‪-‬‬
‫احلب متاهة ودوران حول األرض والشمس والنفس ‪-‬‬
‫احلب يساوي العمر وماااا أدراك ما العمر اخلاوي ‪-‬‬
‫اخلواء قد يكون حقيقي ًا وقد يكون كذبة كبرية وتومهات عشقية ‪-‬‬
‫ال نستطيع التخيل عنه وال جماراته ‪-‬‬
‫أعتقدها مصادفات ال أكثر وال أقل ‪-‬‬
‫فحري يب أن أمللم نفيس ‪....‬‬
‫مع من متنحني فرصة التمدد داخلها ‪...‬‬
‫بكامل حريتها ‪....‬‬
‫فالكرامة يل ‪ ...‬والتفرد بقلب (من تكون يل)‪..‬‬
‫أهم يل منها ‪...‬‬
‫ومني ‪....‬‬
‫‪ :‬أنا أحرتمك كثري ًا ‪....‬‬

‫‪258‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫‪ :‬أحق ًا ‪ !...‬أشكرك ‪...‬‬


‫(قاهلا باستهزاء ورحل ‪)....‬‬
‫رحل بعد كل ما كان ‪...‬‬
‫وكل ما قال ‪....‬‬
‫وأدركت أنه لن يعود ‪....‬‬

‫الرجل كان حمق ًا ‪ ...‬فام الذي أريده اآلن ‪....‬‬


‫ملاذا مل أشعر بأمهيته إال بعد أن غري هلجته للشدة !‬
‫مل َ مل أحس بالرغبة به إال بعد أن بدأ يف املغادرة ‪...‬‬
‫مل َ ال أحس اآلن بالعناد ‪ ...‬وعدم الرغبة يف النظر خلفي ‪...‬‬
‫فأنا اآلن أرغب متام ًا يف النظر خلفي ‪....‬‬
‫ومناداته ‪...‬‬
‫ومناداته ‪...‬‬
‫كي ال يرتكني يف فراغ آخر مميت ‪...‬‬
‫فأعود للخياالت ‪...‬‬

‫‪259‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فاخلياالت ‪ ...‬ال صوت هلا وال ملمس ‪...‬‬


‫اخلياالت مقيتة ‪...‬‬
‫اخلياالت ال تبني حيوات ‪...‬‬
‫اخلياالت ال أطفال هبا ‪...‬‬
‫وال ضحكات هبا ‪...‬‬
‫وال عربات هبا ‪....‬‬
‫اخلياالت مساحات شيطانية ‪...‬‬
‫ال بركة هبا ‪...‬‬
‫وال إله يصوهنا ‪...‬‬
‫وال توفيق هبا ‪...‬‬
‫اخليانة مبدأ الغرباء ‪....‬‬
‫واخلوض يف حياة مع آت ‪ ....‬مع اإلبقاء عىل ماض ‪...‬‬
‫إنام هو عني اخليانة‪..‬‬
‫وعني الوقاحة‬
‫وعني السخافة ‪...‬‬

‫‪260‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فالتخلص من الذي كان ‪ ....‬ال حيتاج لزمان وال مكان ‪...‬‬


‫هو ختلص داخيل ‪...‬‬
‫ختلص ذايت ‪...‬‬
‫تلخيص لرتسبات ‪...‬‬
‫تلخيص لتعثرات ‪...‬‬

‫***‬

‫فالتخلص من املايض حيتاج أن نستحرضه ‪....‬‬


‫وأن نكاشفه ‪...‬‬
‫وأن نواجهه ‪...‬‬
‫وأن نكومه ‪...‬‬
‫فنجمعه ونرديه ‪...‬‬
‫وأنا سأمجعه وأرديه ‪...‬‬
‫وسأحلق بذاك الرجل قبل أن يفل من بني العمر ‪...‬‬

‫‪261‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سأجيل حتديات القلب الكاذبة هذي ‪....‬‬


‫سأخطها ألقرأها ألراها ألستوعبها وأحرقها ‪...‬‬
‫ففتحت دفرت ذكريايت القديم ‪...‬‬
‫والذي أصونه كسمعتي ‪...‬‬
‫ووجدت كتابايت له ‪...‬‬
‫كتابايت عنه ‪...‬‬
‫وفتحت صفحة جديدة ‪....‬‬
‫وكتبت‪:‬‬
‫أتصدق أين ما زلت أهواك !!!‬
‫إن كنت أنا نفيس ال أكاد (أصدقني) ‪ ...‬فكيف بك !‬
‫نعم ‪ ...‬ما زلت ‪ ....‬أنا ما زلت أهواك؟‬
‫اإلناء املكسور الذي قذفته بقلب البحر للمشعوذات ‪...‬‬
‫ما زال هيواك ‪...‬‬
‫أم أهنا لعنة املشعوذات أصابت قلب ًا ‪ ...‬ما حصنته بكلامت اهلل‬
‫التامات ‪...‬‬

‫‪262‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأقول قويل هذا وأنتظر قويل أن حيرك فعيل ليقلبه ‪ ...‬كسحر كهنة‬
‫فرعون ‪....‬‬
‫وأنا أعي متام ًا أن ما أقول إنام هو هدر حقيقي ملصادر عمري التي‬
‫جازفت بمواراهتا من البرش احلقيقيني ووهبته لك ‪....‬‬
‫وهبته لك دون أن متسه بخري ‪...‬‬
‫وال متسه برش ‪!...‬‬
‫وأنا أمللم ذكريايت املاضية معك وأمجلها وأحورها وأنمقها وأعيد‬
‫تذكرها كام أحب وأهوى ‪...‬‬
‫وأنا أغض الطرف متام ًا عن وقائع من حويل ‪...‬‬
‫وعن هبات من حويل ‪...‬‬
‫وعن مشاعر من حويل ‪.....‬‬
‫وعن أطفال من حويل ‪.....‬‬
‫وعن نجاحات من حويل ‪....‬‬
‫وعن (أرس) من حويل ‪...‬‬
‫وعن مغانم من حويل ‪...‬‬

‫‪263‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ممن مضوا بحيواهتم احلقيقية ‪...‬‬


‫وأنا أختيل طفيل معك والذي أصبح اليوم صبي ًا حيرسني وحيادثني‬
‫كثري ًا ‪....‬‬
‫وأنا أحبه كطفل حقيقي ‪....‬‬
‫كبذرة حب نبتت من لقاء عقيل بك ‪!...‬‬
‫لقحتها أنت بروحك داخيل ‪...‬‬
‫ولقحتها أنا بفكري وقلبي ‪....‬‬
‫وأنا ‪...‬‬
‫أنا ‪ ...‬ما زلت أذكر وأنمق أيام ًا معك كانت بروعة (ليدي ليدي)‬
‫أيامي الغابرة معك كانت بجامل خلقها وهيامنا مع ضحكاهتا‬
‫الربيئة وغفراهنا ألختها البغيضة ‪...‬‬
‫كنت وما زلت أعتقد أنني يمكن أن أروضك بضحكايت التي‬
‫أومهت نفيس أنك حتبها ‪...‬‬
‫كنت أحذو حذو سيناريو طفويل من كاتب حصيف ‪...‬‬
‫كنت أهيم بسيناريو من خميلة كاتب أبدع يف أدب الطفل ‪...‬‬

‫‪264‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أدب الطفل هذي حتتها خطوط كثرية وعريضة ‪...‬‬


‫ولكني أجهل حق ًا أهذي اخلطوط هي لك ! أم أهنا يل !‬
‫وعىل األرجح أن اخلطوط يل ‪...‬‬
‫فيجب عيل أن أدرك أين جتاوزت مرحلة الطفل هذي ‪...‬‬
‫وأين جيب عيل أن أحتول من عشق أدب الطفل ألدب النضج ‪...‬‬
‫فاالختالف كبري بني الطفل وأدبه وخلقه وعامله وحلمه ‪....‬‬
‫وبني أحالم الناضجني وعوامل الناضجني وأماين الناضجني‬
‫ورغبات الناضجني وإدراكات الناضجني وطموحات الناضجني‬
‫واختيارات الناضجني ‪...‬‬
‫فام عدت طفلة ‪...‬‬
‫أنتظر القادم الذي يأيت ال حمالة يف أول احللقة األخرية من املسلسل‬
‫املثايل ‪....‬‬
‫والذي يقص معاناته التي تكبدها وحيد ًا ‪...‬‬
‫فأحيان ًا ‪ ....‬متيض احللقات الثالثون وختتتم الدرامات دون أن‬
‫يعود املنتظر يف عرف الناضجني ‪...‬‬

‫‪265‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فالناضجون ال يعودون إال ملواطئ أحالمهم ‪....‬‬


‫وفتاة مثيل ‪ ...‬هبذا الضعف ال جتذب األحالم ‪....‬‬
‫فبعد أن نضجنا عرفنا أن األحالم تنفر من الضعفاء ‪....‬‬
‫فال ينالون رشف احللم حتى ‪....‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن األهداف ال تتحقق إال بميادين‬
‫األقوياء ‪...‬‬
‫ذاك أن األقوياء فقط ‪ .....‬الذين حيملون إنزيم النجاح ‪...‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن للحب منافذ ‪ ...‬خيرج منها إن تسلل‬
‫الضعف إىل مستقره ‪...‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن للحب أشكاالً ‪ ....‬فاملرأة القوية جتذب‬
‫احلب القوي ‪....‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن للرجل فلسفات ‪ ...‬أال وهي صالبة‬
‫اعوجاج ضلع اخللق ‪...‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن للحياة مذاقات حادقة ‪ ....‬ال حتلو‬
‫(بالها) ‪....‬‬

‫‪266‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن حياة بال مغامرات ال تعترب ناجحة ‪...‬‬


‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن للعمر غرف ًا ‪ ....‬نحكم إغالق أوسعها‬
‫بتبلد ‪...‬‬
‫فيم‬
‫وبعد أن نضجنا أدركنا ‪ ...‬أن اهلل حياسب املرء (عن عمره َ‬
‫أفناه) ‪...‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن النجاحات ليست فقط يف احلب واملال‬
‫والولد ‪....‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن الغطاءات عادة تتنافر وما حتتها ‪....‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن مجال املرأة ليس جمرد مرأى عني ‪...‬‬
‫ويعد أن نضجنا عرفنا أن املال بيد السلطان ال جدوى منه ‪...‬‬
‫فالسلطة هي املحك ‪....‬‬
‫وبعد أن نضجنا عرفنا أن األشياء تصنع ‪...‬‬
‫وأن املال يصنع ‪....‬‬
‫وأن القلب ُيصنع ‪...‬‬
‫وأن املالمح تصنع ‪...‬‬

‫‪267‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأن النامذج تصنع ‪...‬‬


‫وأن احلكايات تصنع ‪...‬‬
‫وأن املجد يصنع ‪...‬‬
‫وأن التاريخ يصنع ‪...‬‬
‫وأن الغباء يصنع ‪....‬‬
‫وأن احلاشية تصنع ‪...‬‬
‫وأن الكذب يصنع ‪...‬‬
‫وأن العوائل تصنع ‪...‬‬
‫ولكن الذي ال يمكن صنعه أبد ًا ‪ ....‬هو احلكمة‪.‬‬
‫(صنعة) ‪....‬‬
‫فاحلكمة (عطية) ‪ ...‬وليست َ‬
‫احلكمة ال توهب إال ملن يستحق ‪.....‬‬
‫فمن يستحق احلكمة فقد وصل ملرسى اهلل العظيم ‪....‬‬
‫فمرايس اهلل أمواجها إما لطيفة حمملة بالعطايا ‪ ...‬وإما عنيفة‬
‫حمملة بالباليا ‪...‬‬
‫فاعمل لتستحقها ‪ ...‬فألواح القدر مرشوطة بالعمل ‪....‬‬

‫‪268‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والباليا تقعد مقاعد العز والشقاء حسب إدراك العبد احلكيم‬


‫أو غريه ‪ ...‬فاحلكمة نقص وزيادة ‪....‬‬

‫***‬

‫وأنا كنت ‪.....‬‬


‫كنت أعتقد أين لو رميت لك بشبايب طع ًام شهي ًا ‪ ...‬فسأصطادك‬
‫كام كان يفعل رامي الصياد الصغري ‪....‬‬
‫فرامي كان صبور ًا بعد رمي الطعم ‪ ...‬ما كان رامي يتعجل الصيد‬
‫السمني ‪...‬‬
‫وأنت كنت أثمن صيد بنظري ‪...‬‬
‫وأنا كنت بعمر رامي ما زلت صغرية ‪ ...‬فظننت وهيئ يل ‪...‬‬
‫رامي ‪ ...‬اصطاد الكثري من السمك واملشاهدين ‪ ...‬أما أنا ‪...‬‬
‫فام كان حلظي بك إال املشاهدين ‪....‬‬
‫وأنا ‪ ....‬كنت (أبغيك) ‪....‬‬

‫‪269‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كنت أريد أن أقيض ولو بعض العمر (معك) ‪...‬‬


‫بمعية ‪ ...‬كنت أظنها ‪ ...‬وأظنها ‪....‬‬
‫وما أدري مل َ ظننتها ‪ ...‬فأنت مل تكذب عيل كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل تتجمل يل كثري ًا ‪...‬‬
‫ومل تغدق عيل كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل ِ‬
‫متارين القول كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل تنصفني كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل تتغزل يب كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل تتنازل كثري ًا ‪...‬‬
‫ومل تتبا َه يب كثري ًا ‪...‬‬
‫ومل تظهرين هلم كثري ًا ‪....‬‬
‫ومل ِ‬
‫تراضني كثري ًا ‪...‬‬
‫كله كان خياالً ‪!....‬‬
‫اجلهور ‪... ...‬‬
‫َ‬ ‫كنت تتخري معي الوضوح‬
‫الكثري ‪... ...‬‬
‫َ‬ ‫كنت تتخري الرتدد‬

‫‪270‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫لتنقل يل عدم متسكك ذاك بعمري ‪....‬‬


‫عمري ذاك ‪ ...‬الذي كان يف ريعانه ‪...‬‬
‫عمري الذي أرصرت أنا عىل إهدائك له عنوة ‪...‬‬
‫ألحكيك قصة ال تنتهي ‪...‬‬
‫قصة مضخمة أحشوها باألكاذيب عرب الزمن وأصنع منها‬
‫أسطورة‪..‬‬
‫متام ًا كخيال أليس الذي عشنا معه أمجل وأروع أيامنا ‪...‬‬
‫ومن منا مل يكن حيلم بام وهبه (املؤلف) ألليس ‪!...‬‬
‫من منا مل يدع نفسه يتيه وأليس وأرنبها وصديقها احلكيم صاحب‬
‫(األرجيلة) ‪...‬‬
‫أي فتاة يف ذلك الزمان ما استسقت من أليس ‪...‬‬
‫فبالد العجائب تلك كانت جل أمنيايت ‪...‬‬
‫وبالد العجائب تلك كانت أمجل أمنيايت ‪...‬‬

‫‪271‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫حتى سيدة القلوب (الرشيرة) ما كانت لتهمني يف بالد وزمان‬


‫كنت أنا وأنت (نتحكم) بأقدارنا فيها ‪....‬‬
‫سيدة القلوب كانت لتحرتم بقاءنا مع ًا ‪....‬‬
‫كنت أنوي أن أطلب املساعدة من (مهبتي دمبتي) ‪...‬‬
‫لرياقب لنا الطريق ما دام هو قرر املكوث جامد ًا ‪....‬‬
‫ساكن ًا يف حائطه التليد ذاك ‪....‬‬
‫سيدي ‪ ...‬أنا كنت أهواك بكل العجب الذي رأيته يوم ًا يف تلك‬
‫البالد ‪....‬‬
‫سيدي أنا كنت أرغب يف (بعض) العمر (معك) ‪ ...‬ألحكيك‬
‫قصة ‪ ...‬منمقة لدرجة أن اخليانة فيها كانت لتهون عيل روايتي‬
‫واملتلقني ‪....‬‬
‫متام ًا كسيناريو تيتانك ‪ ....‬الذي ال خيلو من مبدأ اخليانة ‪...‬‬
‫فحالوة احلب يف القصة والسيدة الوفية لعشيقها قد حذفت‬
‫مشهد القبح فيها ‪...‬‬
‫وخلدهتا ذكرى شفيفة يف قلوبنا مجيع ًا ‪....‬‬

‫‪272‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فبعض احلب ‪ ....‬يمحو الكثري ‪...‬‬


‫وبعض احلب يغفر الكثري ‪...‬‬
‫وبعض احلب يثري الكثري ‪...‬‬
‫وبعض احلب يضلل السبيل ‪...‬‬
‫بعض احلب يكفي لعمر طويل ‪...‬‬
‫فنحن صدقنا نبل العشيقة التي عاشت عىل ذكرى أيام قالئل‬
‫يف اخلفاء مع احلبيب اآلفل حتت املحيط ‪...‬‬
‫ذاك احلبيب الذي خانت رفيقها الرشعي معه بكل اللطف ‪!...‬‬
‫بكل الوفاء ‪!...‬‬
‫بضخامة عشق ولد يف رساديب سفينة !‬
‫وعىل السطح كان النبل والكربياء ‪...‬‬
‫ولكن العشق كان أقوى من النبل املكشوف ‪....‬‬
‫ذاك يا كاتب تيتانيك ‪ ...‬هو احلب السلبي ‪ ...‬الذي غرسته‬
‫وأمثالك يف سامد طفولتنا آنذاك ‪..‬‬
‫فصدقنا أن احلب يف اخلفاء لذيذ ‪...‬‬

‫‪273‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وصدقنا أن احلب أصله اخلفاء ‪...‬‬


‫وصدقنا أن احلب أصله الكتامن ‪...‬‬
‫وصدقنا أن احلب فقط يبقى بني املحبني ‪...‬‬
‫وصدقنا أن احلب أصله إرسار ‪...‬‬
‫فأرسرنا باحلب يف النجوى ‪...‬‬
‫فخرس البيع ‪....‬‬
‫خرس بيع اآلالف الذين صدقوا اهلوى العشوائي الذي يأيت دون‬
‫استئذان ‪...‬‬
‫وذاك اهلوى ال يكون يف األغلب صحيح ًا ‪...‬‬
‫ولكنه يأيت عىل هيئة البطوالت الدرامية ‪...‬‬
‫فيخيل للضعفاء أنه العشق املمنوع ‪...‬‬
‫فيغتالون العشق املرشوع ‪....‬‬
‫فاللذة كل اللذة تأيت يف املمنوع ‪....‬‬
‫ولكننا لو حتققنا بشفافية ‪....‬‬
‫فالكل سيختار العظمة ‪!....‬‬

‫‪274‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فاحلب عظيم ‪ ...‬والعظمة ال توارى ‪...‬‬


‫والعظمة ‪ ...‬ال تدارى ‪...‬‬
‫والعظمة ال ختجل ‪...‬‬
‫والعظمة ال تذبل ‪....‬‬
‫والعظمة ال حد ومد وال انتهاء هلا ‪....‬‬
‫احلب كربياء ‪...‬‬
‫والكربياء أصله الشموخ ‪...‬‬
‫والكربياء أصله السمو ‪...‬‬
‫والكربياء أصله العلو ‪...‬‬
‫والكربياء أصله التباهي ‪...‬‬
‫والكربياء العفة ‪...‬‬

‫***‬

‫‪275‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫واحلب أصله العفة ‪...‬‬


‫فاحلب غري العفيف يموت ويذبل ‪...‬‬
‫فالعفة ترابه ‪...‬‬
‫والعفة تربه ‪...‬‬
‫والعفة بيته ‪...‬‬
‫والعفة سالحه ‪...‬‬
‫والعفة شفيعه ‪...‬‬
‫وأرواح املحبني سقياه ‪....‬‬
‫أرواح املحبني سقيا الزرع الصالح يف املوطئ الصالح بالبذر‬
‫الصالح ‪....‬‬

‫***‬

‫‪276‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وبعض احلب ‪ ....‬يزيل قبح سنني ‪....‬‬


‫وبعض احلب خيرس أفواه أنني ‪...‬‬
‫وبعض احلب يطفئ نريان اهلشيم ‪....‬‬

‫***‬

‫فاحلب قليله كثري ‪....‬‬


‫واحلب قليله مثري ‪...‬‬
‫واحلب قليله وثري ‪...‬‬
‫واحلب قليله وفري ‪...‬‬

‫***‬

‫وأنا ‪ ..‬كنت أنوي أن (أميض معك بالقليل من احلب) ‪...‬‬


‫والكثري من العفة ‪...‬‬
‫والكثري من الصرب ‪...‬‬

‫‪277‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والكبري من االعتقاد ‪....‬‬


‫وأن أقيض معك القليل من الوقت ‪ ...‬الذي كنت أقرأ ُقرصه يف‬
‫عينيك ‪....‬‬
‫وأنا كنت أنوي أن أترهبن بعد أن متسني ملرة وحيدة ‪....‬‬
‫بعد أن حتسني ملرة وحيدة ‪...‬‬
‫‪ ...‬وكنت أختيل جد ًا ‪ ...‬أنك ستدمن هذا اجلسد بعد املرة‬
‫األوىل‪..‬‬
‫والقبلة األوىل ‪...‬‬
‫والشهقة األوىل ‪...‬‬
‫واالنفعال األول ‪....‬‬
‫وكنت أعول جد ًا عىل ذلك ‪....‬‬

‫***‬

‫‪278‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أنا ‪ ...‬كنت سأهب شبايب للذكريات الكاذبة ‪...‬‬


‫وكنت أنوي أن ال أسلم قلبي لفارس بعدك ‪...‬‬
‫وال جسدي ملغامر بعدك ‪...‬‬
‫وال سمعي لكاذب بعدك ‪...‬‬
‫وال برصي لعورة غريك ‪...‬‬
‫وال أماين لينتهكه غريك ‪...‬‬
‫وال قلبي ليعبث به غريك ‪...‬‬
‫وال عريض ليهدده غريك ‪....‬‬
‫كنت أنوي أن أسلمك مفاتيح كرامتي ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أسلمك مفاتيح عزيت ‪....‬‬
‫وكنت أنوي أن أسلمك مفاتيح هبجتي ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أرهن لك أمالكي ‪.....‬‬
‫وكنت أنوي أن أراهن بلؤمك احلبيب عىل قلبي ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أصنع لك سعادة ما عرفها رجل قبلك‪..‬‬

‫‪279‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وكنت أنوي أن أجتمل لك كالرشقيات ‪...‬‬


‫وكنت أنوي أن أتغنج لك كالبدويات ‪....‬‬
‫وكنت أنوي أن أالغيك كاملتمدنات ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أفجر معك كالغربيات ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أباغيك كاليهوديات ‪....‬‬
‫وكنت أنوي أن أدعو لك اهلل كاملعتكفات ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أصرب عليك كالقانتات ‪....‬‬
‫وكنت أنوي أن أحكي لك حتى يصيح الديك ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن ال أحادثك إال مهس ًا ‪....‬‬
‫وأال أناقشك إال غلب ًا ‪....‬‬
‫وأال أماريك إال باط ً‬
‫ال ‪...‬‬

‫***‬

‫‪280‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫كنت أنوي أن أقرأ عليك خوف ًا من الشيطان ‪...‬‬


‫وكنت أنوي أن أقرأ لك البديع من البيان ‪....‬‬

‫***‬

‫وكنت أنوي أن أقرأ لك من طيب شعر األصمعي ‪.....‬‬


‫وكنت أنوي أن أسقيك قهوة كالعسل ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أحيك لك ستائر من قرنفل ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أحيك لك مالبس من غزل ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أحيك لك وسائد من ترب ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أفرش لك أرض فل وعنرب ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أسقيك من عني شهد جتري‪..‬‬
‫وكنت أنوي أن أطعمك من دل طيب املأكل ‪....‬‬
‫وكنت أنوي أن أرقص لك ‪ ...‬عىل صوت صفري البلبل ‪...‬‬
‫وكنت أنوي أن أزرع لك بستان زهر وحيل ‪...‬‬

‫‪281‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وكنت أنوي أن أباري بك (درويش) بوصفك ‪...‬‬


‫وأخطف منه أحابيل البالغة لتصفك ‪...‬‬
‫وأهيم بك بوصفك ‪....‬‬
‫فأنا كنت أنوي وصفك أبلغ وأبدع من زهر درويش ولوزه ‪....‬‬

‫***‬

‫أنا ‪ ...‬كنت أعتقدك ‪.... ...‬‬


‫أبعد من تراص الكلامت لتصفك ‪...‬‬
‫وأبعد من زهو العربية لتصفك ‪...‬‬
‫وأبعد من مقتطفات األدباء لتصفك ‪...‬‬
‫وأبعد من دواوين الشعراء لتصفك ‪...‬‬
‫وأبعد من أناشيد األوطان لتصفك ‪....‬‬

‫***‬

‫‪282‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأنا كنت أنوي أن أصنع لك وبك تارخي ًا ناصع ًا وكنت قد‬


‫حبكت احلكايا ألبرر للعامل فرقتك ‪ ....‬عنوة ‪...‬‬
‫ال صنديد ًا عىل جبهات قلبي ‪...‬‬
‫كنت سأصنع منك مقات ً‬
‫وعىل جبهات عمري ‪...‬‬
‫الذي كنت سأخوض يف أغلظ األيامن ألبرر هجرانك له ‪...‬‬
‫أو تدري مل َ ‪!...‬‬
‫كي ال هيزمني عشقي لك أمامهم فأذل ‪...‬‬
‫ألن قوة العشق هذي كانت أقوى من أن أقاومها أنا ‪....‬‬
‫ألن رائحة عشقي هذي كانت أبغض من أن أخفيها أنا ‪...‬‬
‫وما تركت أحد ًا إال وتغلغلت داخل أنفاسه واستقرت ‪...‬‬
‫غلظة ‪....‬‬
‫كي أجتنب تلك الشفقة واحلرسة التي تقتل ‪ ....‬التي تقتلني أنا ‪...‬‬
‫كي ال أموت اهنزامية أمام اجلمع ‪....‬‬

‫***‬

‫‪283‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأنا كنت (أبغيك) ‪....‬‬


‫كنت أتعمق كثري ًا يف عرق اجلبني الذي كان يتصبب من الكابتن‬
‫ماجد ‪...‬‬
‫ويفتنني إرصاره ذاك عىل الفوز ‪....‬‬
‫وكنت قد عزمت مثله عىل أهداف كثرية معك ‪....‬‬
‫الرجل اخلطأ الذي أحببت كثري ًا ‪....‬‬
‫وأنا كنت (أبغيك) ‪.....‬‬
‫كنت أصدق كثري ًا ‪ ....‬قارئات الفناجني ‪....‬‬
‫فأحببت لك القهوة ‪ ...‬وكنت أرشهبا دون احتساء ‪...‬‬
‫كنت أرشهبا عىل عجل ‪...‬‬
‫عكس رشعة املحبني ‪.....‬‬
‫فكنت ال أتذوق حسنها وال مرها ‪...‬‬
‫بل كنت أتنبأ بام تقوله الفناجني ‪...‬‬
‫وكنت أقول (يل) الفناجني ال تكذب ‪...‬‬
‫ألن (باطني) يعلم بأن املشعوذة تكذب ‪...‬‬

‫‪284‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فكذب جتني به املال ‪ ...‬كان حق ًا أن يريح قلبي ‪...‬‬


‫وأنتبه كثري ًا مع (خزعبالت) القارئات ‪ ...‬الالئي كن يرددن‬
‫ما تقوله العيون ‪....‬‬
‫وتركت القهوة فالقارئات مل يعرفن إن كنت ستأيت !!!‬
‫والقارئات مل يدركن حجم خماويف ‪....‬‬
‫والقارئات مل حيجمن حبي لك فأحرضن يل فكرك بنفثهن الكاذب‬
‫داخل الفنجان اللعني ‪...‬‬
‫والقارئات مل يكن بحدة ذكاء املنجمني ليتلون عيل قلبي ما كنت‬
‫أهوى سامعه ‪...‬‬
‫فالقارئات مغفالت ‪...‬‬
‫والقارئات مقيدات ‪...‬‬
‫والقارئات جاهالت ‪...‬‬
‫والقارئات متعجالت ‪...‬‬

‫***‬

‫‪285‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأنا ‪....‬‬
‫أنا كنت أنتظرك كثري ًا ‪.....‬‬
‫ونظرت إىل النجوم كثري ًا ‪...‬‬
‫ولوال فداحة الباطل ‪...‬‬
‫ولوال غرييت عىل دين أمحد ‪...‬‬
‫ولوال حيائي من املحمود وربه ‪....‬‬
‫ولوال عشقي ملحمد وربه ‪...‬‬
‫ولوال أن أخرس املزمل وربه ‪...‬‬
‫ولوال أن خفت املدثر وربه ‪...‬‬
‫ولوال أن هبت املعتصم وربه ‪...‬‬
‫لسلكت مسلك النجوم والكواكب والفلك وما يقوله الذي‬
‫ال خيشى رب الفلق ‪...‬‬
‫ولوال خفت من الليل وما وسق ‪...‬‬
‫ولو ما أين خفت من القمر إذا اتسق ‪...‬‬
‫ولو ما خفت من الليل إذا أدبر ‪...‬‬

‫‪286‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ولو ما خفت من الصبح إذا أسفر ‪...‬‬


‫ولوال أين تراءيت سقر ‪...‬‬
‫لوليت املكذبني ‪....‬‬
‫ولسلكت رشعة املنجمني ‪...‬‬
‫وخلضت مع اخلائضني ‪...‬‬
‫ولكفرت باليمني ‪...‬‬
‫والستعنت بالشيطان الرجيم ‪...‬‬
‫ولفشلت مع الفاشلني ‪...‬‬
‫ولندمت مع النادمني ‪...‬‬
‫ولفقدت غرفة احلوض املبني ‪...‬‬
‫ولتجرعت املهل املهني ‪...‬‬

‫***‬

‫‪287‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فعذت باهلل من أن أضل اليمني ‪...‬‬


‫ومتسكت باحلبل املتني ‪....‬‬
‫وسلكت مسلك الراشدين ‪....‬‬
‫وتبينت حق اليقني ‪...‬‬
‫وقرأت التبيان املبني ‪...‬‬
‫وسلمت أمري للمعني ‪...‬‬

‫***‬

‫فسألت اهلل الكريم ‪...‬‬


‫سألت اهلل اخلري املقيم ‪....‬‬

‫***‬

‫‪288‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فلو كنت أنت خري ًا لبقيت ‪...‬‬


‫ولو كنت أنت خري ًا ألتيت ‪....‬‬
‫ولو كنت أنت خري ًا ألزهرت ‪...‬‬
‫ولو كنت أنت خري ًا ألينعت ‪...‬‬
‫ولو كنت أنت خري ًا ملا رحلت ‪....‬‬

‫***‬

‫فأنا ‪....‬‬
‫دعوت اهلل كثري ًا ‪...‬‬
‫حتى إين استحييت من اهلل ‪...‬‬
‫فام كنت أدعوه إال بك ‪...‬‬
‫وما كنت أدعوه إال لك ‪...‬‬
‫وما كنت أترضع إال لتعود ‪ ....‬فيقيني بالترضع عظيم ‪....‬‬

‫‪289‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وما كنت أتورع يف التقوى إال لتأتيني بك ‪ ....‬فيقيني بالترضع‬


‫أكيد ‪....‬‬
‫وما كنت أتصدق كثري ًا إال أن تقوي رزقي بك ‪....‬‬
‫فام نقص مال من صدقة ‪ ...‬وأنت كنت رأس مايل وعقبه ‪...‬‬

‫***‬

‫فاستحييت كثري ًا من اهلل ‪....‬‬


‫واستحييت كثري ًا من كشف شهوايت أمام اهلل ‪....‬‬
‫فأشفقت عىل نفيس كثري ًا ‪....‬‬
‫واستصغرت نفيس كثري ًا ‪...‬‬
‫واحتقرت نفيس كثري ًا ‪...‬‬
‫وعانيت من رغبايت كثري ًا ‪...‬‬
‫وتصديت ألهوائي كثري ًا ‪...‬‬
‫وناكفت جسدي كثري ًا ‪...‬‬

‫‪290‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأرهقت روحي كثري ًا ‪...‬‬


‫وقتلت بدين كثري ًا ‪....‬‬

‫***‬

‫فعدلت إطار الصورة ‪ ...‬ونظرت إىل الذي بداخله ‪...‬‬


‫برتو ‪....‬‬
‫ٍّ‬
‫فوجدت أنك ‪.....‬‬
‫استهلكتني حد الغثيان ‪....‬‬
‫ونقصتني حد النقصان ‪...‬‬
‫وانتهكتني عرض الساموات والعمر ‪....‬‬
‫فتساءلت‪ :‬ما غرين بريب الكريم! الذي خلقني يف أحسن تقويم ‪..‬‬
‫ال ثمين ًا ‪...‬‬
‫وساق يل عق ً‬
‫وساق يل قلب ًا متين ًا ‪....‬‬
‫فهال كفرت بك ‪!...‬‬

‫‪291‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فأنت لست وطني ألموت ألجله ‪...‬‬


‫وأنت لست رسالتي ألبلغها ‪...‬‬
‫وأنت لست أمانتي ألحفظها ‪...‬‬
‫وأنت لست إنسانيتي ألصوهنا ‪...‬‬
‫وأنت لست بمجاعة ألحارهبا ‪....‬‬
‫وأنت لست ببطالة ألبيدها ‪....‬‬
‫ٍ‬
‫بجهل ألحموه ‪...‬‬ ‫وأنت لست‬
‫وأنت لست جندي ًا ألحييه ‪...‬‬
‫وأنت لست برشطي ألقدره ‪...‬‬
‫وأنت لست بمفكر ألحرتمه ‪...‬‬
‫وأنت لست بفنان ليفتنني ‪...‬‬
‫وأنت لست بشاعر ألباريه ‪...‬‬
‫وأنت لست بمعلقة ألحفظها ‪...‬‬
‫وأنت لست بسنة ألتبعها ‪...‬‬
‫وأنت لست بدين ألعتنقه ‪...‬‬

‫‪292‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأنت لست بنجم لتدلني ‪...‬‬


‫وأنت لست بلحد لتضمني ‪...‬‬
‫وأنت لست بعمل ليؤمنني ‪...‬‬
‫وأنت لست بعرض ليصونني ‪...‬‬
‫وأنت لست بعمر ليحويني ‪...‬‬
‫وأنت لست بعاهل لتعولني‪..‬‬
‫وأنت لست بالتفاحة لتلهمني ‪...‬‬
‫وأنت لست بجاذبية لتثبتني ‪...‬‬
‫وأنت لست ببرص لرييني ‪...‬‬
‫وأنت لست بقدم ليسوقني ‪.....‬‬
‫وأنت لست بنهر ليسقيني ‪...‬‬
‫وأنت لست بموج ليغرقني ‪...‬‬
‫وأنت لست بحوت ليطعمني ‪...‬‬
‫وأنت لست بجدار ليحميني ‪...‬‬
‫وأنت لست بغيمة لتظلني ‪...‬‬

‫‪293‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأنت لست بآية لتحفظني ‪...‬‬


‫ولست بمنهاج ليقيمني ‪...‬‬
‫ولست بروض ليظلني ‪...‬‬
‫ولست بكهف ليؤويني ‪...‬‬
‫ولست بعافية لتصلبني ‪....‬‬
‫وال أنت بغذاء ليقيتني ‪...‬‬
‫وال أنت بظل ليتبعني ‪...‬‬
‫وال أنت بنغم ليطربني‬
‫وال أنت بقرآن ينجيني ‪...‬‬
‫وال أنت بنغم يشجيني ‪...‬‬
‫وال أنت بصديق يرافقني ‪...‬‬
‫وال أنت بعدو يتحداين ‪...‬‬
‫ٍ‬
‫قاص ولست بدان ‪...‬‬ ‫بل أنت‬
‫وال أنت بمجنون أنتظر تعقله ‪...‬‬
‫وال أنت بمعتوه ألعذره ‪....‬‬

‫‪294‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وال أنت بمريض فأعفيه ‪....‬‬


‫ولست براهب ألعتزله ‪...‬‬
‫ولست بأسري أحرره‪..‬‬
‫ٍ‬
‫بصنديد أنارصه‪..‬‬ ‫وال‬
‫ولست بجريح أشفيه ‪...‬‬
‫وال أنت بعربيد أهديه ‪.....‬‬
‫وال بقنديل ينري لغريه ‪....‬‬
‫وال مفقود أنتظر عودته ‪...‬‬
‫وال بيوسف أنتظر نرصته ‪...‬‬
‫وال بأيوب أنتظر فرجه ‪...‬‬
‫كل الذي كنته أنت ‪...‬‬

‫***‬

‫‪295‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كنت جمرد رجل أبغيه ‪...‬‬


‫وال أدري كيف أحببتك !‬
‫وال متى أحببتك ‪!...‬‬
‫وال أين وقع نظر قلبي عليك ‪!...‬‬
‫وال أذكر رائحة عطرك التي دمرت كل مصادر القوة داخيل ‪...‬‬
‫وال أذكر ما الذي أرسين بك ‪!...‬‬
‫وال أذكر ما الذي أحياين عىل حبك ‪!...‬‬
‫وال أذكر ما الذي هدم قالعي احلصينة لك‪!..‬‬
‫وال أذكر ما اليشء الذي جيعل منك رجل الزمان ‪!...‬‬
‫أنا ال أذكر ما الذي يميزك هكذا لتظل داخيل ‪!...‬‬
‫وال أذكر حتى ما كانت إيامءاتك يل ‪!...‬‬
‫كل الذي أدري عنه ‪ ....‬أين كنت أبغيك ‪...‬‬
‫وأتشكك أين ما زلت أبغيك ‪....‬‬
‫فام هلذا احلب العنيد ال ينكرس ‪....‬‬
‫وأين عقيل مني ‪!...‬‬

‫‪296‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ومل َ قلبي أنا بالذات ‪....‬‬


‫فلست ببطل مكسيكي مفتول العضالت أجش الصوت ذي خلق‬
‫متني ‪...‬‬
‫ولست بفارس عريب شغلك اخلري عن ذكر ربك فطفقت‬
‫عىل صافناتك مسح ًا بالسوق واألعناق ‪...‬‬
‫وال أنت بجلمود صخر حطك السيل من عل فال أقوى‬
‫عىل تفاديك ‪...‬‬
‫كل ما يف األمر أين من املؤلفة قلوهبم ‪ ...‬وقد ألفتك ‪...‬‬
‫وكل ما يف األمر أين من املعتصمني بك ‪ ...‬فاستعصمت بك ‪....‬‬
‫وأمجل ما يف األمر أين أكفر بالنهج الكاثوليكي ‪...‬‬
‫فنهجي يبيح االنفصال ‪...‬‬

‫***‬

‫‪297‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وكفصل الدين عن الدولة ‪...‬صعب ‪...‬‬


‫وجدال أزيل ولكنه يستحق النزال ‪...‬‬
‫كذا ‪ ..‬فصل العقل عن الروح ‪ ....‬صعب ‪... ...‬‬
‫وأيض ًا هو جدال أزيل ولكنه يستحق النزال ‪.....‬‬

‫***‬

‫فأنا أستحق أفضل منك ‪...‬‬


‫وأنا أستحق ‪ ...‬أرق منك‬
‫وأنا أستحق أعمق منك‬
‫وأنا أستحق أتقى منك‬
‫وأنا أستحق أمجل منك ‪...‬‬
‫وأنا أستحق أطهر منك ‪...‬‬
‫وأنا أستحق أفخم منك ‪...‬‬
‫وأنا أستحق أنجح منك ‪...‬‬

‫‪298‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وأنا أستحق أرقى منك ‪...‬‬


‫وأنا أستحق أكرب منك ‪...‬‬
‫وأنا أستحق أهبى منك ‪...‬‬
‫وأنا أستحق أرجل منك ‪....‬‬

‫***‬

‫فام زال بجعبتي الكثري ‪ ...‬من احلب ‪...‬‬


‫وما زال بجعبتي الكثري من العمر ‪...‬‬
‫وما زال بجعبتي الكثري من الدالل ‪...‬‬
‫وحلسن حظي ‪ ...‬فالذي تبقى مني ‪....‬‬

‫***‬

‫‪299‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال رشقي ًا ‪...‬‬


‫ما زال به القليل من اجلامل ليغري رج ً‬
‫ال رشقي ًا‪..‬‬
‫والكثري من الذكاء ليجذب رج ً‬
‫ال رشقي ًا ‪...‬‬
‫والكثري من الدالل ليغوي رج ً‬
‫ال رشقي ًا ‪....‬‬
‫والكثري من املحال ليستفز رج ً‬
‫وما زلت أقتني العطور اجلذابة ‪...‬‬
‫وقطع احلرير املنسابة ‪...‬‬
‫ومفارش املخمل املثرية ‪...‬‬
‫ووسائد الريش الوثرية ‪...‬‬
‫ومقاطع املوسيقى األثرية ‪...‬‬
‫وكؤوس الرشاب املقطرة ‪...‬‬
‫ومداهن العود املعتقة ‪...‬‬
‫وكلامت احلب املنمقة ‪...‬‬
‫ومقاود األبواب املؤمنة ‪...‬‬
‫وحلسن احلظ فأنا ‪...‬‬

‫‪300‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ما زلت أحفظ الشعر الذي يذهل املسامع ‪....‬‬


‫وما زلت أخفض الصوت فيستلذ منه السامع ‪...‬‬
‫وما زلت أذكر خطوات الرقص الكالسكية ‪...‬‬
‫وما زلت أحتفظ باألسطوانات الذهبية ‪...‬‬
‫وما زلت أذكر تعرجات الرقص الرشقية ‪...‬‬
‫وما زلت أحتفظ باألغاين الكلثومية ‪...‬‬

‫***‬

‫وحلسن احلظ أين ما زلت سمراء فاتنة ‪...‬‬


‫وما زالت الشمس تسم سنحايت األفريقية ‪...‬‬
‫وما زال القمر يرسم مالحمي العربية ‪...‬‬
‫وما زال لساين ينطق باللهجات الرسمدية ‪....‬‬
‫وما زال الليل رفيقي ‪ ...‬والرب طريقي ‪...‬‬
‫واألمل مربطي ‪ ...‬والرجل مطلبي ‪...‬‬

‫‪301‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فام عفت الرجال بعدك أبد ًا ‪...‬‬


‫وال عفت احلياة بعدك أبد ًا ‪...‬‬

‫***‬

‫فللرجال بقية ‪...‬‬


‫وللحياة بقية ‪...‬‬
‫وللعمر بقية ‪...‬‬
‫وللسهر بقية ‪...‬‬
‫وللسفر بقية ‪...‬‬
‫وللسمر بقية ‪...‬‬
‫وللشجن بقية ‪...‬‬
‫ولألمان بقية ‪...‬‬
‫وللبطوالت بقية ‪...‬‬
‫وللمحمدية بقية ‪....‬‬

‫‪302‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وللعمر بقية ‪...‬‬


‫وللني بقية ‪...‬‬
‫وللقوة بقية ‪...‬‬
‫وللضحكات بقية ‪...‬‬
‫وللهمسات بقية ‪...‬‬
‫وللشهوات بقية ‪...‬‬
‫وللملذات بقية ‪...‬‬
‫وللصحبة بقية ‪...‬‬
‫وللعزة بقية ‪...‬‬
‫وللعفاف بقية ‪...‬‬
‫وللوصال بقية ‪...‬‬
‫وللشهد بقية ‪...‬‬
‫وللوفاء بقية ‪...‬‬
‫وللوئام بقية ‪...‬‬
‫وللهناء بقية ‪...‬‬

‫‪303‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وللنعم بقية ‪...‬‬


‫وللطرب بقية ‪...‬‬
‫وللجامل بقية ‪...‬‬
‫وأنا ‪... ...‬‬
‫وأنا لست ببغية ‪...‬‬
‫ولست نسي ًا منسي ًا ‪...‬‬

‫***‬

‫فأنا ‪ ..‬وال أعوذ باهلل من أنا ‪...‬‬


‫بل أعيذين باهلل العظيم ‪....‬‬

‫***‬

‫‪304‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أنا فتاة كالليل يف القامة ‪...‬‬


‫وكالصبح يف االستقامة ‪...‬‬
‫وكالصيف يف الرصامة ‪...‬‬
‫وكاللب يف احلصف ‪...‬‬
‫وكالشتاء يف العصف ‪...‬‬
‫وكالريح يف النسف ‪...‬‬
‫وكالقطر يف النطف ‪...‬‬
‫وكالبدر يف الوصف ‪...‬‬
‫وكالنهر يف الرصف ‪...‬‬
‫وكالسيل يف الرصف ‪...‬‬

‫***‬

‫‪305‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وأنا فتاة كالسيف الباتر ‪...‬‬


‫والسقف الساتر‬
‫والعمر العامر‬
‫والغيم املاطر‬
‫واملاء اهلادر‬
‫والطيف العابر‬
‫والرعد الكارس ‪...‬‬

‫***‬

‫وأنا فتاة كالعشق العنيد‬


‫واألرض الوليد ‪...‬‬
‫والعرض التليد‪..‬‬
‫والرأي السديد‬
‫والنيف املزيد‬

‫‪306‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والعمر املديد‬
‫والنهج الرشيد‬

‫***‬

‫وأنا فتاة ‪....‬قوية باهلل‪..‬‬


‫وصبور هلل ‪...‬‬
‫وشكور هلل ‪...‬‬
‫وذكية باهلل ‪...‬‬
‫ومقرة هلل ‪...‬‬
‫ومنيبة هلل ‪...‬‬
‫ومطيعة هلل ‪...‬‬
‫ومريدة هلل‪..‬‬
‫وكفاين باهلل ‪...‬‬

‫***‬

‫‪307‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فاملرأة يا من كنت حبيبي ‪....‬‬


‫بفكرها تكرب‬
‫وبفكرها حترب‬
‫وبفكرها تعرب ‪....‬‬

‫***‬

‫واملرأة يا من كنت صديقي ‪...‬‬


‫بحناهنا تؤثر ‪...‬‬
‫بحناهنا تكرس ‪...‬‬
‫بحناهنا تبرت ‪...‬‬
‫وبحناهنا ُمتطر ‪...‬‬

‫***‬

‫‪308‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والذي ال حيرتم الواحدة ال حيرتم املثنى وال الثالث ‪...‬‬


‫فال أدري عن تلك ‪ ...‬ولكني‬
‫ال أرى هلا مكان ًا إال يف ظل ذي ثالث شعب ‪...‬‬
‫وأنا ال أرغب يف ظل ال ظليل وال يغني من اللهب ‪...‬‬
‫وال أرى هلا أمان ًا ‪ ...‬إال أمان البؤساء الذين ‪ ...‬يطعمون بقايا‬
‫األغنياء ‪...‬‬
‫وأنا ال أرغب يف بقايا مائدة ولو تنزلت من السامء ‪...‬‬
‫فال عيد يل يف بقايا البرش ‪....‬‬

‫***‬

‫فالرجل الذي سأختار ‪ ...‬سيكون يل عبد ًا ‪...‬وأكون له أمة ‪...‬‬


‫سيكون يل حممد ًا (ص) ‪ ..‬وأكون له خدجية ‪...‬‬
‫سيكون يل رأس ًا ‪ ...‬وأكون له فكر ًا ‪...‬‬
‫سيكون يل ملك ًا ‪ ...‬وأكون له ُملك ًا ‪...‬‬

‫‪309‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫سيكون يل بط ً‬
‫ال ‪ ....‬وسأكون له بطولة ‪...‬‬
‫سيكون يل عيش ًا ‪ ...‬وأكون له رغد ًا ‪...‬‬
‫سيكون يل عشق ًا ‪ ....‬وأكون له وهل ًا ‪...‬‬
‫سيكون يل وطن ًا ‪ ....‬وأكون له أرض ًا‬
‫سيكون يل عرض ًا ‪ ....‬وأكون له صون ًا ‪...‬‬
‫سيكون يل خادم ًا ‪ ...‬وأكون له عبد ًا ‪....‬‬
‫سيكون يل عون ًا ‪ ...‬وأكون له عضد ًا ‪...‬‬
‫سيكون يل نور ًا ‪ ...‬وأكون له نور ًا ‪...‬‬

‫‪310‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫قرأت ما كتبت هذا عرشات املرات ‪ ...‬بتعجب وزهو كبري ‪...‬‬


‫وأخذته للخارج ‪ ...‬وأحرقته ورقة تلو األخرى ‪....‬‬
‫أحرقت املحتوى ‪...‬‬
‫أحرقت الوجع ‪...‬‬
‫أحرقت ما كان ‪...‬‬
‫أحرقت ما اعتمر صدري ‪...‬‬
‫أحرقت ما (لوى) قدري ‪...‬‬
‫كنت أشعر (بالشامتة) يف املايض الذي ُحرق‪..‬‬
‫أحرقت تلك الشامتة يف اجلرح التي سحقت كل عضلة يف قلبي ‪..‬‬
‫أحرقت الشامتة بالشامتة ذاهتا التي ناظرت هبا ضعف املكتوب ‪!..‬‬
‫فاملكتوب هذا كان بأيدي البرش السحيقني الذين ولوا أنفسهم‬
‫مقام صنع األقدار ‪...‬‬
‫وأنا بكل الضعف املربر هيأت له نفيس الستيعابه وقبوله وبرجمت‬
‫عقيل وقدري لتقبله ‪...‬‬
‫أومهت عقيل الغبي (اخللفي) بربجمة ال أصل هلا ‪.‬‬

‫‪311‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فظن وهتيأ عىل ذلك ‪...‬‬


‫ولبى ندائي (أنا) ‪...‬‬
‫أنا فعلت ذلك بقلبي وعقيل وروحي‪..‬‬
‫وبقيت أمتعن جيد ًا كل ورقة بنصها ‪...‬‬
‫بمكنوناهتا ‪...‬‬
‫بمشاعرها ‪...‬‬
‫بعذاباهتا ‪...‬‬
‫بتومهاهتا ‪...‬‬
‫واستحرضت دموعي وعذابايت ‪...‬‬
‫وهواين ذاك عليه وعيل ‪!...‬‬
‫وأغاين احلنني الومهي ‪ ...‬التي حفظت عن ظهر عمر ‪...‬‬
‫ظهر عمر طعنته بسكني غدر خارجية بيدي وحدي ‪...‬‬
‫واحرتق الدفرت ‪...‬‬
‫وفرحت كثري ًا ‪...‬‬
‫وما بكيت مثقال دمعة ‪...‬‬

‫‪312‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بل كنت متلهفة للتخلص منه ‪...‬‬


‫والرياح إنام ساعدتني كثري ًا ‪...‬‬
‫فلم أعرف ما هي رائحة الورق واملداد املحروق هذا ‪...‬‬
‫فالرياح أخذت رائحة املداد لعكس اجتاه مقامي ‪...‬‬
‫فام دريت إال ما رأيت ‪....‬‬
‫وانتهيت من كل يشء ‪....‬‬
‫ففتحت دفرتي اجلديد ‪ ...‬الذي حيوي ما هو آت ‪...‬‬
‫وبدأت بعالقتي مع اهلل ‪....‬‬
‫التي من خالهلا سأحبني أنا وسأحبه هو الرجل الذي أهداين‬
‫عمره ورشيف ‪....‬‬
‫فأول ما بدأت رحلتي بفهم اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫و(شخصنت) بعض املتبادالت بني العبد (أنا) وريب ‪...‬‬
‫بدأت طريق السعادة والراحة واالطمئنان الذي ما عرفته من قبل‬
‫برغم تقريب الشديد جد ًا إىل اهلل تعاىل بكل ما أوتيت من فعل‬
‫وقول وفكر بكل الصدق واإلقدام ‪....‬‬

‫‪313‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ففهمي هلل كان فه ًام (شفهي ًا) إن صح التعبري ‪...‬‬


‫ومل يكن فه ًام (ملموس ًا) (مطبق ًا) (مشخصن ًا) أرضي ًا ‪...‬‬
‫أريض يعني يالمس األرض التي (ندب) عليها ‪...‬‬
‫فكل أمر إذا ما المسته األرض (توسد) اإلنفاذ ‪...‬‬
‫حممد وجهني لبدء رحلة تأسيس عالقة حب جليلة مع خالقي‬
‫ريب وسيدي وموالي وأقرب حب لنفيس وروحي وبدين ‪...‬‬
‫ووريدي‪..‬‬
‫أول ما بدأت فهمه أن الغيبيات جيب أن تظل غيبيات‪..‬‬
‫ألنه ببساطة لو كان من املقدر هلا أن تكون بينيات لكانت !‬
‫فال أنقب خلف املغيب فأفقد املبني‪..‬‬
‫قال يل حممد إن كل أمر غيبي هو عظيم أنى كان نوع العظمة‬
‫من سالب أو موجب أو غري مفهوم ‪...‬‬
‫وكان حممد يرص عىل أن بعض األشياء إن مل نفهمها فلندعها‬
‫يف جب يوسف (ترتع وتلعب) ‪...‬‬

‫‪314‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫(ترو) فاهلل ال ُيفهم‬


‫َّ‬ ‫لتفهم اهلل وتنشئ عالقة قوامها احلب ‪...‬‬
‫عىل عجل ‪...‬‬
‫متهل وتلبس املنطق ‪...‬‬
‫واحكم بحرضة القلب والعقل واإلحساس ‪...‬‬
‫فاهلل كرمنا باإلحساس وعظمه لنتلمس به بعض احلقائق ‪...‬‬
‫حممد يقول إنه من أهم مفاهيم فهم اهلل تعاىل أنه عز وجل هيتم‬
‫باألشياء البسيطة أو هي ليست كذلك عىل إطالقها وإنام نحن‬
‫نستبسطها ‪...‬‬
‫فأتاين هذا اخلاطر يف أحد أيام عطاليت ‪...‬‬
‫فصحوت مبكر ًا‪ ..‬وتأملت أوراق األشجار املحملة باألتربة ‪..‬‬
‫أحسست أهنا تعاين فغسلتها باهتامم ‪...‬‬
‫األشجار ال تعرتض وتنمو يف كل األحوال ‪...‬‬
‫كنت أفكر هل يا ترى أحست باالنتعاش !‬
‫هل أحست بالفرق الكبري كام أحسست أنا باحلياة بعد حممد !‬
‫األشجار تسبح باسم رهبا يف كل أحواهلا ‪...‬‬

‫‪315‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هل إن أنا اهتممت هبا فستتكاثر ولن متوت برسعة ويزداد عدد‬
‫املخلوقات الذكارة هلل تعاىل!‬
‫هل يا ترى هذا منطق موجود وأن اهلل تعاىل يثيبني عليه !!‬
‫أم أهنا فلسفة صنعها عقيل (الشاطح) يف تلك اللحظة التي أومهت‬
‫نفيس فيها بتجيل ‪ ...‬وأيض ًا اهلل سيثيبني (بإذنه) عليه !‬
‫قد تكون الفكرة نتاج تأمالت عميقة يف غري حمل وقد تكون‬
‫تأمالت يف حملها ‪ -‬أوجدها اهلل اجلليل لسبب ما ‪...‬‬
‫وقد توصلت له بكل بساطة ‪...‬‬
‫أو عله العلم يذكر هذه األشياء أو ما يقارهبا ولكني ما تبحرت‬
‫به بعد ‪...‬‬
‫أو أين تأثرت كثري ًا بفكر الرجل اجلميل ‪....‬‬
‫األجدى أن أتبع املنطق‪ ..‬فقد ربطت كثري ًا بني اخللق اجلميل‬
‫وغسل أوراق الشجر بإحساس نحوها ‪...‬‬
‫فأوجدت عالقة بيني وبني الشجر ‪ ...‬وتيقنت أن هذه العالقة‬
‫مثمرة ‪...‬‬

‫‪316‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫بغض النظر عن وروفها ومنظرها اجلميل ورائحة الدعاش‬


‫اللذيذة واملرحية نفسي ًا ‪....‬‬
‫وغري أن الشجريات سيشهدن يل يوم القيامة عند اهلل تعاىل يوم‬
‫تنطق مجيع املخلوقات ‪ ...‬اخرتقني إحساس أن عالقة هذه‬
‫الشجريات و(خاطرها) إن صح التعبري الدنيوي ‪...‬‬
‫فخاطرها عند اهلل كبري ‪ ..‬وأحسست أن اهلل تعاىل إذا كرم اإلنسان‬
‫وخلقه يف أحسن تكوين ‪...‬‬
‫فخلقه لشجرة دون تكوين اإلنسان احلسن هذا ال يمكن أن يكون‬
‫هكذا دون مقابل للمخلوق (الشجرة) ‪...‬‬
‫فهنا اهلل سبحانه قد رفع عن الشجرة مسألة احلساب والعقاب‬
‫والنواهي والرشوط ‪ ...‬فاستشففت بمنطق ال أدري ما أسميه أن‬
‫هذه الشجرة قد يكون شأهنا كبري ًا عند اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫وإذا ما دعت اهلل أن يثيبني عىل إحسايس النبيل جتاهها فسيتم‬
‫قبول الدعوة وربام سقيا الشجرة هذي تفتح عيل أبواب السامء‬
‫بالرزق الوفري أو تدرأ عني أذى كبري ًا أو تدخر يل يوم القيامة ‪...‬‬

‫‪317‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أو ما إىل ذلك مما عند اهلل املعطي ‪...‬‬


‫فأحببت إحسايس ذاك جتاه الشجرة و(شخصنتي) للشجرة ‪.....‬‬
‫وامتناين هلا عىل محاية بيئتنا املحيطة بوجودها ‪...‬‬
‫وعىل خلق إحساس مسئولية داخيل نحو بيئتي ‪...‬‬
‫وسمو إحسايس ذلك جتاه خملوقات اهلل مجيع ًا ‪....‬‬
‫أحسست بامتنان الشجرة يل ‪...‬‬
‫فتخيلت أهنا عالقة نشأت بيني وبينها ‪...‬‬
‫علني ذات يوم أحتدث إليها أو إىل نفيس حتتها ‪...‬‬
‫فبالتأكيد لن ختون أرساري هذي الشجرة ‪....‬‬
‫ففي اعتقادي حتى وإن أنطقها اهلل فلن ختون حنيني جتاهها وتلك‬
‫املشاعر التي غسلت هبا وريقاهتا ‪...‬‬
‫فالعالقة مع األشياء التي نملك ونطال إذا ما بنيت عىل احلب‬
‫واالحرتام تلذذ طرفاها أيام لذة ‪...‬‬
‫وربام عالقتي مع اهلل تعاىل تنبع من احرتامي ملا خلق ووهب روح ًا‬
‫بأشكال خمتلفة ‪ ....‬فالروح التي تدب يف أوصال الشجرة‬

‫‪318‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وعروقها ال عالقة هلا يف فهمي املتواضع بالروح التي تدب‬


‫يف بدين وتتصاعد سبع مراتب ‪!،،،‬‬
‫سبحان اهلل من أمر الروح التي وهبها اهلل تعاىل لكل األحياء‬
‫ختتلف اختالفات جذرية ‪ ...‬تتوزع بمنطق إهلي (معجز)‬
‫لفهومنا التي تعترب أعىل مقامات فهمية ومنطقية وإدراكية‬
‫عىل اإلطالق ‪...‬‬
‫فكرم اهلل تعاىل بني آدم أن خلقه يف أحسن تكوين ‪...‬‬
‫فال يوجد (أحسن) من التكوين البرشي عىل اإلطالق ‪!...‬‬
‫ومن منطق الشجرة أعاله ‪...‬‬
‫وجدت طريقي إىل اهلل عز وجل ‪...‬‬
‫فأذكر أنني تأملت يوم ًا يف روايتي األوىل (قوس قزح) ‪...‬‬
‫وأدركت أنه قد يكون فرح ًا من اهلل زجه يف القلب بطفولة‬
‫عذبة ‪...‬‬
‫أن اكتست السامء البهجة ‪ ...‬التي تلقائي ًا تأرس فؤادك ‪...‬‬
‫وترس ناظرك ‪...‬‬

‫‪319‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فاملطر وألوان الطيف والنسائم الناعمة كلها عطايا الرب‬


‫الال مقدور عليها ‪...‬‬
‫فال يقدر عىل هذي العطايا إال اهلل عز وجل ‪...‬‬
‫أحببت هذا املنطق الذي هو جل العبادات فالسري إىل اهلل عىل حد‬
‫قول أهل العلم يبدأ بالتفكر ‪...‬‬
‫والتفكر يقـود إىل التدبر والتدبر يقـود إىل العرفان اجلليل‬
‫الال متناهي هلل الوهاب ‪ ...‬وهذي األشياء مرتاصة تسري العبد إىل‬
‫اهلل وطريق اهلل كله نعم ‪...‬‬
‫وكله حب وثواب ورفعة وتقوى وإحسان ‪...‬‬
‫اهلل الكريم إذا أحب عبد ًا ابتاله ‪...‬‬
‫ولكن البالء نفسه حيتاج لرؤية ‪ ...‬ملنطق ‪...‬‬
‫إلدراك الفرق بني البالء والكسل يف حتقيق األهداف ‪...‬‬
‫وبني البالء وسوء االختيار ‪....‬‬
‫وبني البالء والتعجل يف تنفيذ قرارات ال مدروسة ‪...‬‬
‫وبني وبني ‪ ....‬إىل أن يدرك العقل أمر ًا كان مفعوالً ‪...‬‬

‫‪320‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فالبالء قد يكون مصدره سوء ترصف منا نحن ‪...‬‬


‫وبام أننا خمريون يف مواضع كثرية فالبالء إنام هو شامعة نعلق هبا‬
‫أخطاءنا لنتفادى النظر إىل هفواتنا وأخطائنا ومحاقاتنا ‪...‬‬
‫التي هي أشياء منطقية ‪...‬‬
‫حتى العار والعياذ باهلل منه ‪....‬‬
‫يمكن حموه وتعديل ما سببه وتسبب به ‪...‬‬
‫اهلل الكريم جعل الدنيا سلسلة من الفرص‪..‬‬
‫ما فاتك باألمس وما سقط سهو ًا وعمد ًا وباط ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫يمكن تعويضه ويمكن تالفيه ويمكن إصالحه ‪...‬‬
‫إذا العبد يوم ًا أراد احلياة ‪ ...‬فال بد أن يستجيب القدر ‪...‬‬
‫واإلرادة هي املنطق والتمهل واإلدراك والتخلق ‪...‬‬
‫حتى ‪ .... ... ...‬آخر مكونات اإلرادة ‪...‬‬
‫فهم اهلل رحلة متشيها حتى يوم احلشد األكرب ‪...‬‬
‫فيجد العبد نفسه يتفهم النسق اإلهلي بمرور الوقت ‪...‬‬
‫وكلام تأملنا تعمقنا يف الذات العليا ‪...‬‬

‫‪321‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫بأمره تعاىل ‪ ...‬فطوبى ملن عقل وتعقل وبدأ يف فهم اهلل العيل‬
‫املتعايل ‪...‬‬
‫اهلل موجود يف كل مكان وزمان ‪ ...‬فال داعي للخوف أقوهلا‬
‫لنفيس تكرار ًا ‪...‬‬
‫ولو أين فهمت اهلل حق تقاته ملا كررهتا لنفيس بغية إدراك ‪...‬‬
‫فمحدودية ودنيوية اإلدراك اإلنساين ما دون الدرك األعىل ‪...‬‬
‫اخلوف متصل بالعقل الباطن الذي إن غسلته بقوة الرب انقشع‬
‫عىل الفور ‪...‬‬
‫اهلل نور عىل نور ‪...‬‬
‫وهذا النور هو القوة املطلقة التي هتاهبا اخلبائث ‪...‬‬
‫فحري يب أن أتلمس النور وأنري به عقيل وقلبي لتقوى عىل من‬
‫حويل وخلفي ودوين وعىل الغيب واملايض واحلارض ‪...‬‬
‫نتذكر نور اهلل ونستمد طاقاتنا من طاقة اهلل اجلبار ‪...‬‬
‫أسامء اهلل احلسنى مشحونة بجربوت مطلق ‪...‬‬
‫يقهر إطالق ًا ‪ ...‬فلنجرب قلوبنا بطاقة اهلل العليا ‪....‬‬

‫‪322‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ونتذكر دائ ًام أن اهلل تعاىل هو مصدر الطاقة األوىل ‪....‬‬


‫ففي التعب نذكر اسم اهلل ‪...‬‬
‫فتدب احلياة وترضب أهدابنا ‪...‬‬
‫وتغذي دماءنا ‪...‬‬
‫فقط اسم اهلل األعظم يفعل الفعائل ‪ ...‬وجيعل اجلعائل ‪...‬‬
‫اهلل تعاىل كريم ‪...‬‬
‫ويف اعتقادي أن مجيع الصفات املشتقة من العيل تكون صعبة‬
‫التطبيق إن مل يصل العبد ملرتبة معينة من السمو الروحي ‪...‬‬
‫الكرم عىل سبيل املثال ‪...‬‬
‫ال عالقة له باالقتصاد وصعوبة جني املال وال املراحل التأسيسية‬
‫للحيوات املختلفة‪ ..‬وال يقترص الكرم عىل املادة ‪...‬‬
‫فالكرم حيوي العفو الذي هو من أصعب اخلُلق عىل اإلطالق ‪...‬‬
‫فكيف لشخص عادي ال أجنحة له ‪...‬‬
‫أن يعفو عمن قتل شبابه أو دمر أحالمه أو انتهك أمواله أو قصد‬
‫بكل التدبري واملكيدة أن يلحق الرضر به ‪...‬‬

‫‪323‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من الصعب جد ًا الوصول هلذي املرحلة ‪...‬‬


‫ولكنها صفة إهلية حيبها الرب ‪....‬‬
‫الذي يعفو العفو املطلق ‪...‬‬
‫املبرش يف األمر أن مثل هذي الصفات مكتسبة بالتدريب عليها ‪...‬‬
‫فالقلب يشحن بتبعية الرب فينري ليعفو ويكرم وما إىل غري ذلك‬
‫من صفات إهلية وحممدية ‪....‬‬
‫فمن تكريم اهلل لنبينا األمي أن قرن اسمه به وصفاته به ‪...‬‬
‫لن يستطيع يراع وال لوحة إلكرتونية وال زمن مادي أن يسطر‬
‫صفات العيل التي مل ندركها مجيع ًا حتى يومنا هذا ألهنا تنتظرنا‬
‫يف اجلنة بإذن اهلل تعاىل ‪...‬‬
‫أأتكلم عن حب اهلل للعبد ؟؟!‬
‫غري اخللق واخلُلق !‬
‫إذا نظرت لنفيس فأجدين أهني نفيس ببضعة آثام سمجة أعيدها‬
‫وأكررها بكل ما أوتيت من عدم سيطرة ‪ ...‬يقول البعض إن هذه‬

‫‪324‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫اآلثام هي السبب يف مشكالتنا ‪ ...‬يقولون إن الذنب حيجب‬


‫الرزق ‪ ...‬وما زلت أنا رغم إدراكي أكرر آثامي تلك ‪...‬‬
‫وأنام ألترك هلل العظيم وأنا بكامل عصياين له يف بدهيات ‪..‬‬
‫أترك له عز وجل تنظيم أنفايس ودقات قلبي وجريان دمي‬
‫ووظائف جسمي مجيع ًا ‪...‬‬
‫كلها مأمورة من اهلل أن تعمل عىل خدمتي يف كل أحوايل ‪...‬‬
‫وإذا مرضت ‪ ...‬فهو يشفني ‪...‬‬
‫وأجدين أعتاد عىل الصحة فأمحد اهلل عىل املال (مثالً) ‪...‬‬
‫وأعتاد عىل املال فأمحد اهلل عىل الزوج ‪...‬‬
‫وأعتاد عىل الزوج فأمحد اهلل عىل االبن ‪...‬‬
‫فأعتاد االبن فأمحد اهلل عىل اجلديد ‪ ...‬عىل النجاح ‪...‬‬
‫ففطريت أين ال أمحد اهلل عىل مجيع حمامده كلها ما علمنا منها‬
‫وما مل نعلم ‪...‬‬
‫ال نستطيع احلمد والعرفان عىل مجيع العطايا الرسمدية وهذي‬
‫من أكرب النعم ‪...‬‬

‫‪325‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وإال فام كنا لنملك الوقت لنستمتع هبذي العطايا !‬


‫فأجلس كل يوم أمحد اهلل عىل شعري وبرشي ولوين وطويل‬
‫وعريض ومأكيل ومرشيب وصحوي ومنامي ونسياين وسرتي‬
‫ونظري وسمعي ومعديت وقلبي وكليتي وكبدي ونخاعي‬
‫ورشياين ومعصمي وعظامي ولساين وظفري ورميش وحاجبي‬
‫وكاحيل وعقبي و ‪ .....‬إلخ إلخ من مجيع جسدي ‪...‬‬
‫ثم أبدأ باحلمد والشكر عىل والدي ووالديت وإخويت وأخوايت‬
‫وجرياين وأحبايب وزمالئي وزمياليت وسيارة أخي والتاكيس‬
‫الذي أوصلني بسالم ورسعة والراديو الذي نقل األخبار‬
‫واملكياج الذي جيمل خلقتي والدوالب الذي يرتب ملبيس‬
‫واملالبس التي تسرت جسدي والنظارة التي حتمي نظري واحلذاء‬
‫الذي حيمي قدمي والساعة التي حتفظ زمني والرياع الذي يزيد‬
‫علمي واملدرس الذي حما جهيل والبواب الذي حرس مدرستي‬
‫و ‪.....‬‬
‫ما هذا !‬

‫‪326‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أكلها نعم !‬
‫كلها نعم يف نعم يف نعم يف عطايا ال حرص وال انتهاء هلا ‪....‬‬
‫حتى أتى الوقت وأخذت أمحد اهلل عىل (حممد) ‪!...‬‬
‫ثم ‪....‬‬
‫أخذت أكررها كثري ًا ‪....‬‬
‫أمحد اهلل عىل حممد ‪...‬‬
‫حممد ‪...‬‬
‫حممد ‪...‬‬
‫حممد ‪.....‬‬
‫فتأنقت كثري ًا ‪...‬‬
‫وتعطرت كثري ًا ‪...‬‬
‫وتوهجت كثري ًا ‪...‬‬
‫وذهبت نحو املقهى الذي يكون فيه دائ ًام ‪....‬‬
‫فاريس الذي أباح دم مايض املعتق بالسواد ‪...‬‬
‫ورأيته فور ما وصلت ‪...‬‬

‫‪327‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫توجهت نحوه بثقة ‪...‬‬


‫بثبات ‪...‬‬
‫بإعجاب ‪...‬‬
‫وجلست قبالته ‪....‬‬
‫فحدق يب بإعجاب ‪...‬‬
‫بعنفوان ‪....‬‬
‫بانتصار ‪...‬‬
‫بفرح طفويل ‪...‬‬
‫ورفع حاجبيه ‪...‬‬
‫وضم شفتيه ‪...‬‬
‫وشبك يديه ‪...‬‬
‫وبقي صامت ًا ‪...‬‬
‫وبدأ يضحك هبدوء ‪...‬‬
‫وأنا أملح كل تفاصيله اجلميلة ‪...‬‬
‫استقبلني عطر الرجل ‪ ...‬أثلج صدري ‪...‬‬

‫‪328‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وساعته األنيقة ‪..‬‬


‫اخلاتم الفيض ‪...‬‬
‫الشال يف اجليد ‪....‬‬
‫القميص املخطط ‪...‬‬
‫هتت أنا بني اخلطوط ‪...‬‬
‫وهاتفه ‪..‬‬
‫ومفتاح السيارة ‪...‬‬
‫وأشيائه التي أصبحت مشرتكة ‪...‬‬
‫وأنا ما تفوهت بكلمة ‪...‬‬
‫جلسنا صامتني ‪...‬‬
‫حتى رشبنا القهوة ‪...‬‬
‫وددت لو شبكت أصابعي به ‪...‬‬
‫كنت أنظر إىل أصابعه كثري ًا ‪...‬‬
‫ومزقتني رغبة غريبة ‪ ...‬يف مداعبتها ‪!...‬‬
‫ومحدت اهلل أن قد التهبت املشاعر الطبيعية داخيل من جديد ‪...‬‬

‫‪329‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لو كان نصيبي منه فقط أصابع يديه ‪ ...‬لنلت منه الكثري ‪...‬‬
‫بعدها أمسك هباتفه وأخذ يكتب ‪ ...‬يف رسالة طويلة ‪....‬‬
‫أسكرين عطره ‪...‬‬
‫وأسكرتني عروقه البارزة تلك ‪....‬‬
‫وأسكرتني حدة نظراته للجوال ‪...‬‬
‫وحاجباه ‪ ..‬الكثان ‪...‬‬
‫ُيعربان بالعلو والدنو مع الرسالة التي كاد حيطم اهلاتف بكتابتها‪..‬‬
‫ما انتابني أدنى فضول ملعرفة ماذا يفعل ‪...‬‬
‫فقد كنت يف قمة االستمتاع ‪...‬‬
‫وقمة الثقة ‪ ..‬وقمة الفخر ‪ ..‬وقمة العشق ‪ ..‬وقمة التهيؤ لآليت ‪..‬‬
‫وختيلت كل ما قال سابق ًا ‪....‬‬
‫وختيلت منظر ًا واحد ًا بكل تفاصيله ‪...‬‬
‫أننا عىل أريكة واحدة ‪ ...‬يف صالون متواضع ‪...‬‬
‫وشاشة كبرية ‪...‬‬
‫املكان معبق بالطيب ‪....‬‬

‫‪330‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫واإلضاءة خافتة ‪...‬‬


‫واجلو بارد ‪....‬‬
‫ومباراة كرة قدم مهمة ‪...‬‬
‫أمقتها كثري ًا ‪...‬‬
‫والشاي بالقرنفل أمامنا ‪...‬‬
‫وخمبوزات طازجة ‪...‬‬
‫وضعتها يف سلة كالتي ختيلتها يف الفندق اجلميل ‪...‬‬
‫وهو يرتدي مالبس مرحية ‪...‬‬
‫(يت شريت أبيض) ‪ ...‬قصري األكامم ‪...‬‬
‫وبنطاالً قامشي ًا واسع ًا رمادي اللون ‪...‬‬
‫عليه نقشة رياضية محراء صغرية ‪....‬‬
‫ويضع ذراعه الكبرية هذي حول عنقي ‪...‬‬
‫وال يرى يف الكون غري تلك الكرة املتدحرجة ‪...‬‬
‫مشاعره حق ًا تكون مع الكرة ‪ ...‬وليست معي ‪....‬‬

‫‪331‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الكرة التي يتمنى من اهلل أن تلبي رغبته وتشفي روحه وتتدحرج‬


‫داخل مرمى الفريق املنافس ‪....‬‬
‫فيستشيط فرح ًا وعنف ًا كالعادة ‪...‬‬
‫فيكرس يل أثمن ما يكون يف املكان ‪...‬‬
‫وأمجل ما يكون أمامه من قناديل شموع فخمة ‪...‬‬
‫أو أباريق كريستال أنيقة ‪....‬‬
‫أنا أستمتع كثري ًا هبذه اجللسة التي ال تقدر بوهم وال ثمن ‪....‬‬
‫حتى ما يسكب وما يلطخ به السجاد واملقعد وثويب اجلميل ‪....‬‬
‫و(يت شريته) األبيض الذي يفارق دنيا (البياض) ‪ ...‬ال هيم ‪...‬‬
‫كله ال هيم ‪ ...‬املهم اللحظة ‪...‬‬
‫فرحته ‪...‬‬
‫صوته العايل‪ ..‬الذي يطمئن خافقي باحلياة ‪ ...‬وجوده الكثيف‬
‫معي ‪...‬‬
‫استجابة الفرح لدعويت ‪...‬‬
‫ما ظننته لن يأيت ! وأتى ‪...‬‬

‫‪332‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والعمر الذي ظننته قد فر من بني أيامي وخيب عمري ‪....‬‬


‫توقف ليسع دنيا بأيام عظام ‪...‬‬
‫حسايب للعمر أصبح ال عالقة له بالتقاويم ‪...‬‬
‫فتقويمي وتقييمي أصبح حيايت اجلميلة التي أنا بكامل الرضا‬
‫عنها ‪....‬‬
‫حيايت الصغرية املخترصة اجلميلة بوجوده ‪ ...‬وبتفاصيلنا مع ًا ‪....‬‬
‫ويف عز تلك التهيؤات ‪...‬‬

‫***‬

‫‪333‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ :‬وماذا اآلن ‪...‬‬


‫‪ :‬سأروي لك حكايتي قبل بضع سنني ‪...‬‬
‫فقد كنت أنا الفتاة اهلائمة التي تتوارى خلف الرجل اجلبل ‪...‬‬
‫الرجل اجلبل بناظري أنا‪ ..‬فقد كنت أحب (عادل) بشكل أقرب‬
‫للجنوين ‪...‬‬
‫كان أول من دخل حيايت ‪ ...‬كان هو حمصلة اكتشافايت يف هذا‬
‫الكون ‪...‬‬
‫ما دريت عن الرجال إال إياه‬
‫‪ ....‬عادل كان الرجل األوحد الذي فرض نفسه بقوة وإرصار‬
‫وثقة ‪...‬‬
‫قبلته (بالتدريج) فقد كنت (صغرية) ‪...‬‬
‫وخربيت قليلة ‪ ...‬وكنت هشة ‪...‬‬
‫كالقشة كام كان يقول ‪...‬‬
‫كنت فع ً‬
‫ال هشة كالقشة ‪....‬‬
‫كنت أمتايل وطرب قوله ‪....‬‬

‫‪334‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫صادقني ‪ ...‬صادقني بنقاء ‪...‬‬


‫صادقني بتمهل ‪....‬‬
‫أناخ يل رسجه ‪....‬‬
‫كان مستمعي وكان يشاركني أبسط التفاصيل ‪...‬‬
‫وكان يضحكني كثري ًا ‪...‬‬
‫وتدرج بالعالقة التي قاومتها كثري ًا ‪...‬‬
‫عادل ‪ ...‬مل يكن الشخص البسيط ‪ ...‬فحياته حوت صخب‬
‫الشباب مالهي الليل وطاوالت البلياردو التي تتاميل عليها‬
‫اجلميالت ‪!...‬‬
‫ذاك أن عادل كان (ابن البلد املتمرس باحلياة) ‪...‬‬
‫وأنا كنت الفتاة املسكينة القليلة احليلة واخلربة ‪ ..‬كانت تفاصيل‬
‫احلياة بالنسبة يل قليلة ‪ ..‬قليلة جد ًا ‪ ..‬وعدد الناس حويل بسيط ًا ‪..‬‬
‫بعض صديقات الطفولة الاليت ما تغرين ‪ ..‬والقليل من هنا‬
‫وهناك ‪ ..‬كان مبدأ االستمتاع بربجمتي اخلاصة ‪ ..‬ال يتعدى‬
‫موسيقى (‪ )Yanni‬وأم كلثوم وسمر الصديقات الربيء الذي‬

‫‪335‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كان خيلو متام ًا من ثقافات اجلسد ‪ ..‬والقراءات اجليدة ‪ ..‬وبعض‬


‫الدراما السائدة يف ذاك الوقت ‪ ..‬والطبيعة واألسفار ‪ ..‬وكتابة‬
‫اخلواطر ‪..‬‬
‫هيامي كان عنواين ‪ ...‬التفكر كان سمتي ‪....‬‬
‫احلب كان حلمي ‪ ...‬فوجدين هو ‪ ....‬ووجدته ‪ ...‬عادل قدم يل‬
‫حب ًا مج ًا ‪...‬‬
‫عادل كان الرجل اجلبل ‪...‬‬
‫فاهند اجلبل وتقطع الصالح إرب ًا بني أفواه النساء والرجال ‪....‬‬
‫الشامتني واحلاقدين والضاحكني واملستبرشين بخساريت ‪....‬‬
‫فبعد أن أصبحت رشيكته عىل الورق ‪...‬‬
‫أمام اهلل والناس وحتقق حلم حيايت ‪...‬‬
‫بعدها مبارشة ‪ ....‬تبدل حال الرجل ‪...‬‬
‫وأعلن الطالق ‪( ...‬ألسباب خاصة) ‪!....‬‬
‫ألسباب خاصة ‪ ....‬مزق عمري ‪...‬‬
‫ألسباب خاصة طرد فرحي ‪....‬‬

‫‪336‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ألسباب خاصة أصبحت مهزلة املجتمع ‪....‬‬


‫ألسباب خاصة صمت عقيل ‪....‬‬
‫ألسباب خاصة خلص حيايت ‪....‬‬
‫ألسباب خاصة قتل شبايب ‪....‬‬
‫ألسباب خاصة أوقد ناري ‪...‬‬
‫ألسباب خاصة أطفأ مجايل ‪....‬‬
‫ألسباب خاصة وأد أطفايل ‪....‬‬
‫ألسباب خاصة دمر كل يشء ‪...‬‬
‫ألسباب خاصة قىض عيل ‪....‬‬
‫قىض عيل متام ًا ‪...‬‬
‫واعتقدته أبد ًا ‪...‬‬
‫فسني راحت ‪...‬‬
‫كانت السنة تبدأ وتنتهي وأنا أرقب عمري وشبايب يتفلت مني ‪...‬‬
‫والناس بحيواهتم يرفلون ‪...‬‬
‫كانت تدور األيام وجتري كالرهوان وأنا ال يشء يتحرك حويل ‪...‬‬

‫‪337‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كانت كل األماكن عتيقة ‪...‬‬


‫وكل املمرات ضيقة ‪...‬‬
‫وكل األحداث متشاهبة ‪....‬‬
‫متنيت حال كل متذمرة من زوج ال يسمع ومن ولد ال يعقل ‪...‬‬
‫فأصبحت والعمر جيري ‪ ...‬وأنا ‪ ...‬ال زوج يل وال ولد ‪....‬‬
‫أصبحت رساب ًا ‪...‬‬
‫أصبحت ال يشء عىل اإلطالق ‪....‬‬
‫موت عىل موت عىل موت من فوقه سحاب ‪...‬‬
‫وقتها كنت يف أمس احلاجة ليشء مل أ ِع ما هو بالتحديد ربام كان‬
‫خاتم سليامن أو اجلني املارد أو آلة زمنية ‪..‬‬
‫لتمحو ذياك األمل الذي ما عرفت أين موضعه ‪!...‬‬
‫أهو فيام قيل بلساين الكذب !‬
‫أم الشامتني عىل جرحي !‬
‫ال كان حمري ًا ‪...‬‬
‫أم ظنون البرش حول األمر الذي فع ً‬
‫أم رشيك العمر الذي ما بدأ ‪!!!....‬‬

‫‪338‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫والذي زج بريعان شبايب يف غفلة منه !‬


‫أم كل األماين التي كنت قد أودعتها إياه !‬
‫أم املستقبل الال يشء !‬
‫أم أمل املحبني يل ونواحهم عىل قرب أحالمي !‬
‫ما استطعت حينها معي صرب ًا ‪...‬‬
‫فالرجل الذي أحببت وبه آمنت وله أصبحت الزوجة واملكان ‪...‬‬
‫انقاد للقيل والقال من نساء ال قبل له هبن ‪ ..‬الرجل قتل أماين ‪..‬‬
‫الرجل ساقني هلوية مطلقة عىل غفلة من عمري ‪...‬‬
‫وأنا ما دريت عن الزوجية شيئ ًا ‪...‬‬
‫فجأة وجدتني أتوسم بالطالق الذي دمرين ‪...‬‬
‫دمر روحي ‪ ...‬وما أدراك ما دمار الروح ‪...‬‬
‫قهرين ‪...‬‬
‫كان سؤال واحد داخيل ‪ ...‬ملاذا ‪ !...‬ملاذا أتاين ‪!...‬‬
‫ملاذا أرص عىل النكاح الورقي ‪!...‬‬
‫ملاذا فجأة فض النكاح ‪!...‬‬

‫‪339‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والناس يف بلدي ‪ ...‬يصنعون األفكار السلبية حول املرأة‬


‫ويصدقوهنا ‪!...‬‬
‫فآثرت أن أتقوقع عىل نفيس عاطفي ًا ‪...‬‬
‫كنت أقرأ عن سيكولوجية الظامل الذي كان يف كل مكان فكل‬
‫البرش إال قلي ً‬
‫ال قد حتولوا يف الوقت ذاته لكارهني وظلمة ‪...‬‬
‫وأصبحت النظرة السائدة يل نظرة االستبعاد !‬
‫فلم خيافني الناس !!!!‬
‫وكنت أعي أن الطالق ال يعدي ! َ‬
‫طالقي صادف تاريخ يوم ميالدي ويوم العيد ‪...‬‬
‫فاستقبلت بعض الرسائل من أغراب تندروا عيل أن قد جترعت‬
‫خسارة املرأة األوىل يوم عيد املسلمني وتسخر من أملي صبيحة‬
‫العيد وتستهزئ بحايل ‪!....‬‬
‫الناس حويل استهزؤوا بحايل أيام استهزاء ‪..‬‬
‫ولكني بعد ما مىض يب العمر أودعت تلك الرسائل عند اهلل‬
‫ليحفظها يل ضد من أرسلها ‪ ...‬وتيقنت كل اليقني أن اهلل‬
‫ال يضيع ودائعه ‪....‬‬

‫‪340‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫تتبعت وتفكرت من يا ترى يعبث بضعفي هبذ ا القدر !‬


‫وبعد اهلدوء جتاهلتها ألن اهلل يعلم ‪...‬‬
‫ولكم آملني ذلك يا حممد ‪!...‬‬
‫مزقني يا حممد مزقني ‪....‬‬
‫اكتفيت من بعد ضعفي ذلك بعلم اهلل وتدبره ألمري ممن كان عىل‬
‫دراية مني أم من خلف الظهر !‬
‫فأصبحت كلام تذكرهتا ونادر ًا ما حيدث ال أفعل شيئ ًا عىل‬
‫اإلطالق ألهنا عند اهلل ‪...‬‬
‫وكان سؤال حقيقي يدور برأيس بنهم ‪...‬‬
‫ملاذا سمح اهلل تعاىل هبذا ‪!...‬‬
‫ملاذا ‪ !...‬ملاذا يسمح اهلل باألذى الشديد ‪....‬‬
‫للغافل الذي ما جنت يداه ‪!...‬‬
‫فام كنت جاني ًة يوم ًا عىل أحد ‪...‬‬
‫وكنت أدعو اهلل كثري ًا وأمحد ‪ ...‬وأمتنى بقاء نعمتي ‪...‬‬
‫يستجب يل اهلل ‪!...‬‬
‫ْ‬ ‫فلم مل‬
‫َ‬

‫‪341‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ملاذا ال يسمع اهلل ندائي ويرحم تقطع أوصايل ‪....‬‬


‫فأنا بكيت بحرقة وتأمل ‪ ...‬ودعوت بغزارة ‪...‬‬
‫أين استجابة دعائي ‪ ...‬أين تذهب الدعوات !‬
‫مل َ ال تستجاب ‪!!!...‬‬
‫ملاذا ‪!...‬‬
‫واملؤمل يف األمر ‪ ...‬أنه كان زواج ًا ورقي ًا ‪! ...‬‬
‫حتى إين ما أحسست بالزواج النفيس ‪...‬‬
‫وأنا كنت أهواه وقتذاك ‪...‬‬
‫كنت قد هيأت نفيس وجسدي متام ًا لزوجي ‪...‬‬
‫الذي نشأت عالقتنا منذ نعومة أفكاري ‪...‬‬
‫فكان األول وكنت أمتناه اآلخر ‪...‬‬
‫ذاك أين ما تقبلت فكرة رجل آخر ‪...‬‬
‫فغلقت عىل نفيس األبواب ‪...‬‬
‫يف ذلك الوقت قطع األمل كل قطعة من بدين وروحي وعقيل‬
‫ونفيس وكاد يعبث بإيامين !‬

‫‪342‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫يوم ميالد قويت احلقيقية كان حينام عرض عيل صديق أخي األكرب‬
‫العمل معه يف وظيفة إدارية ‪...‬‬
‫قبلت العرض عىل مضض ‪...‬‬
‫كنت يف طور الشتات النفيس وعدم التصديق ‪!...‬‬
‫القبول بالوظيفة كان يعني يل القبول بالواقع ‪....‬‬
‫كان يعني أين أصبحت مطلقة يف أول العمر وكل ما سأفعل هو‬
‫القبول باألمر الواقع ‪...‬‬
‫وأنا مل أكن مهيأة وال كنت أريد املكاتب ‪!...‬‬
‫مل يكن العمل خطتي احلقيقية ‪...‬‬
‫كانت خطتي يل املنزل ‪...‬‬
‫فقد عملت كثري ًا ‪...‬‬
‫وكنت قد اكتفيت من الواقع العميل العادي الرتيب ‪...‬‬
‫كنت أرغب أن أكون (ربة املنزل) ‪...‬‬

‫‪343‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كنت قد خططت لكل يشء ‪ ...‬ماذا سأطبخ ‪ ..‬كيف سأرتب‬


‫منزيل ‪ ..‬كيف سأتعامل مع زوجي ‪ ..‬حواراتنا حول املشرتيات ‪..‬‬
‫حول الديكور ‪ ..‬حول األبناء ‪..‬‬
‫كنت أنوي أن أكون الزوجة الصاحلة اجلميلة ‪...‬‬
‫التي تقيض كل وقتها بني مجاهلا ومطبخها ومنزهلا ‪...‬‬
‫وأبناء قادمني ال حمالة ‪....‬‬
‫ملاذا ‪ ...‬تكرست كل األحالم واألماين واخلطط ‪!....‬‬
‫ملاذا مل يقسم اهلل يل القليل من احلظ ألفرح ‪!...‬‬
‫وأنا خططت للفرح كثري ًا ‪....‬‬
‫ولكن ‪ .... ...‬سبق السيف العذل ‪...‬‬
‫يف ذلك الوقت ‪...‬‬
‫بلغت ذروة إيامين وقتذاك بالسحر والدجل اللذين عزوت هلام‬
‫تدمري حيايت وآمايل ‪...‬‬
‫ذاك أين ما استطعت تفسري أي حدث ‪....‬‬

‫‪344‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫وفكرة رفض الرجل يل كانت بشعة وشنيعة وتكشف عن ساق‬


‫هواين لدى من أحببت كثري ًا ‪...‬‬

‫وأنا جل تفكريي كان ‪ ...‬قيمتي !‬


‫قيمتي اإلنسانية والوجدانية داخل الشخص ولديه !‬
‫فأنا تقلبت يف العذاب عىل علم منه ‪...‬‬
‫مل َ مل يرق يل قلبه وال عقله ومل َ مل تشفع يل عنده سنوات طوال‬
‫قضيناها بسمر وحب وصفاء ‪!....‬‬
‫والرغبة كانت منه ‪...‬‬
‫فأنا مل أجرت الرجل لعاملي ‪...‬‬
‫بل هو عرفني عىل نفسه ‪...‬‬
‫هو تدخل يف حيايت بشكل خفي وظاهر وعجيب ‪...‬‬
‫الرجل تغلغل ملسامايت عنوة ‪...‬‬
‫كان يسوقني معه بكل الثقة ‪...‬‬
‫كان يرغب بشخيص أكيد الرغبة ‪...‬‬

‫‪345‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فواهلل لوما أنه فعل كذا ‪...‬‬


‫ملا كنت (تعاليته) وال تناديته ‪،،،،‬‬
‫ولكنه شد من أزر العالقة والصلة بيننا ‪...‬‬
‫بنى رصوح ًا من (أكيد) بيننا ‪...‬‬
‫فام كنت مدركة أين أخون كرامتي بركيض وراء احلقائق ‪...‬‬
‫ألكتشف ‪ ...‬ألعرف ما الذي حصل ‪...‬‬

‫وبقيت بذهول فرعون ‪  :‬ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬

‫ﰃﰄﰅ ﰆﰇﰈﰉﰊﰋﰌ‪‬‬
‫[سورة الشعراء‪ :‬اآلية ‪ ]19-18‬صدق اهلل العظيم‪.‬‬
‫فأنا يا سيدي ‪ ...‬بحق اهلل ما خألت كالقصواء ‪...‬‬
‫و لكن حابيس كان كبري ًا عن حيايت ‪...‬‬
‫وكنت كلام استفاق إيامين ‪ ...‬محدت اهلل ‪...‬‬
‫ومضيت بتنعم داخيل حتى وإن حبسني حابس ‪...‬‬
‫فحيل كان لريب حيث حبسني ‪....‬‬

‫‪346‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فمنطق الفيل داخيل كان أكرب من منطق التمتع الذي كنت‬


‫أشتهي ‪....‬‬

‫***‬

‫بعدها يا عزيزي أمسكت بالورقة والعمل !‬


‫وأصبحت أعمل برشاهة وأصبحت من أكثر الناس انشغاالً ‪...‬‬
‫أصبحت شخص ًا خمتلف ًا ‪ ...‬متام ًا عن تلك التي كانت ‪...‬‬
‫فاندهش الناس حويل‪..‬‬
‫وتغريي ذاك مل يكن بالتدريج ‪ ...‬وإنام انصب عيل انصباب ًا ‪...‬‬
‫أصبحت أعمل وال أعمل عقيل إال بملفات ال ختص حيايت‬
‫اخلاصة بيشء ‪...‬‬
‫فتبلد إحساس األمل داخيل ومىض مع األرشيف ‪...‬‬
‫فأصبحت ال أفكر إال باجتامع ٍ‬
‫غد ومسودة اليوم وقائمة اإلنجاز‬
‫املتزايدة ‪....‬‬

‫‪347‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫فأقام العمل صلبي واستفاقت األنوار اخلافتة داخيل ‪...‬‬


‫ثارت الطاقات العظام بروحي وأصبحت املرأة القوية الناجحة‬
‫التي يتحدث عنها اجلميع ‪...‬‬
‫املرأة التي تسيطر عىل النجاح والثقة مع ًا ‪ ....‬االسم الذي يرتدد‬
‫بألسنة اجلميع ‪...‬‬
‫أصبحت عل ًام عىل رأسه الكثري والكثري ‪....‬‬
‫واجهت العديد من التحديات واملشكالت التي ال حرص هلا من‬
‫أشخاص جدد ‪...‬‬
‫كانت رصاعايت معهم نتاج غرية وحسد من متيزي وقويت ‪....‬‬
‫القوة نفسها التي ما متلكتها يوم ًا والتي كنت أستجدهيا ‪...‬‬
‫أصبحت ما حيسدين عليه الناس ‪!...‬‬
‫هنا أتى أمر اهلل احلكمة بخرب عظيم تاله هدهد القوم عىل قلبي ‪!..‬‬
‫حيسدونك فقالوا عنك !‬
‫ففرحت بذلك احلسد !‬
‫فكل ذي نعمة حمسود !‬

‫‪348‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فأصبحت أعد نعم اهلل عيل واستطعمت النجاح والفالح ‪...‬‬


‫بعد عام من الضجة اإلدارية قدمت استقالتي !‬
‫فقد خيل يل أنني تعبت من اجلدل ‪!..‬‬
‫فام كان من ذاك الشاب القوي رب العمل إال أن أهداين مفاتيح‬
‫الدنيا باختصار يفرس كل يشء‪..‬‬
‫فثبتت معامل قوله داخل روحي لتشدها نحو األعىل ‪...‬‬
‫قال إنه عىل املرء أن يكون قادر ًا عىل إدارة من حوله مهام كانت‬
‫الظروف والشخوص ‪....‬‬
‫وتطرق الرجل لنجاحه املنطلق من العدم بال وكيل إال اهلل ‪...‬‬
‫وعن خضم التحديات التي يعتقد جيد ًا أن مثل خامتي لتحتملها!‬
‫وقوى ثقته يف شخيص ‪ ...‬وأن لو اجتمعت اإلنس واجلن عىل أن‬
‫يرضوك ‪!.....‬‬
‫الرجل شحن روحي بام مل أملسه من قبل ‪...‬‬
‫فكانت تلك من أقوى اجللسات التي أسميها بالروحية ألهنا‬
‫المست روحي !‬

‫‪349‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وليس عقيل فقط !‬


‫كنت أرقب أصابع يديه يف حديثه كيف تدل عىل صدق‬
‫املخرجات ‪...‬‬
‫وكيف دلت عىل طاقة استشعرهتا يف شخيص ‪...‬‬
‫كيف أن حتاور السبابة واإلهبام واخلنرص والبنرص واألوسط‬
‫وتناسقها مع عكف وخفض حاجبي الرجل قد أكملت سيناريو‬
‫وحوار العزم والعزيمة والنصيحة والصالبة ‪...‬‬
‫كان لنجاح ذلك الرجل وإرصاره وحتدياته اليومية التي كان‬
‫خيوضها هبمة القوي باهلل األثر األبقى عىل شخيص ‪...‬‬
‫فمزجت تفاصيله بشخيص كي ال أقع !‬
‫وقررت أن أعيدين سرييت األوىل ‪...‬‬
‫فالنجاح حيتاج إىل القوة وحيققها ‪...‬‬
‫والقوة تصنع النجاح وهي وليدة طاقة اإلرصار عندما تتدفق‬
‫كالدم يف رشايينك من ناصح عامل هبا هلا األثر األكرب عىل نظامك‬
‫الدماغي ‪...‬‬

‫‪350‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫مع أين أتفق متام ًا أن فاقد اليشء يعطيه ويعطيه بقوة ‪....‬‬
‫اإلرصار أول مراحل القوة والنجاح ‪...‬‬
‫والنجاح احلقيقي يل كان أين غضضت نظر نفيس عن أنعم‬
‫اآلخرين بإرصار ما حييت إن شاء اهلل ‪.....‬‬
‫فوضعت نفيس جانب ًا عن كل ما يشعر بالنقص ألنني كاملة يب !‬
‫فغلفت قلبي ‪...‬‬
‫وما أدراك ما تغليف القلب ‪...‬‬
‫إغالقه متام ًا ‪...‬‬
‫وصده عن سبيل الضعف احليس ‪....‬‬
‫فتُسقط عنك اهلوية اجلنسية ‪...‬‬
‫فلم أكن أتعامل مع نفيس عىل أساس األنثى ‪....‬‬
‫فكنت أبارش حيايت هبوية غري حمددة ‪...‬‬
‫هنا أبرر لك ‪...‬‬
‫عزويف عن اجلانب العاطفي والذي كان لزام ًا عيل أال أقربه‬
‫فأقع ‪...‬‬

‫‪351‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كان لزام ًا عيل أن أشد أزر نفيس بنفيس ‪...‬‬


‫فتلبست ثوب العمل ‪ ...‬وأجدته ‪...‬‬
‫وجدت متعتي بني األرقام واألقالم ‪...‬‬
‫وجدت نفيس بني املكاتب واملواقع التطبيقية ‪...‬‬
‫حموت أملي بعميل ‪...‬‬
‫أصبحت الشخصية العملية التي ال هتتم خارجي ًا بشكلها ‪...‬‬
‫ولكنه كان مراعاة عظيمة لروحي ‪...‬‬
‫روحي التي متزقت ورقص عىل أشالئها األنجاس ‪...‬‬
‫روحي التي شحنتها بام يعيدها سريهتا األوىل من حب للعمل‬
‫وحب ملا أفعله بشكل يومي ‪...‬‬
‫ومضيت ‪...‬‬
‫برشاع قوي ‪...‬‬
‫وإن مل يكن الرشاع األنسب ولكنه جيرف يب لألمام ‪....‬‬
‫جيعلني أقوى باملالزم وامللفات ‪...‬‬

‫‪352‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫فال تستنكر أرجوك أن أكون بال مشاعر هتتز وترجف مع الرجل‬


‫الذي يطرق بايب ‪ ...‬بعد ما أوصده من قبله رجل ‪...‬‬
‫فالذي سبق ‪...‬‬
‫كان بتهذيبك هذا نفسه وكان برجولتك هذي نفسها وكان‬
‫بفكرك هذا نفسه ‪ ...‬ال فرق بينك وبينه ‪...‬‬
‫فاألمر لعقيل سيان !‬
‫وأنا يا حممد ‪...‬أصبحت أخاف عىل نفيس !‬
‫نعم وكثري ًا ‪ ...‬وأصبحت أدافع عنها بشغف ‪...‬‬
‫ألنني سمحت للكثريين بظلمها ‪...‬‬
‫نفيس التي مل حتمل إال اللني ‪ ...‬أصبحت اليوم بني مفرقني ‪...‬‬
‫بني الشخص الذي أهوى (أنا) بكل تفاصييل القديمة ‪...‬‬
‫وبني نفس تزأر ملالمستها ‪...‬‬
‫ال توسط بني هذا وذاك ‪....‬‬
‫أنا أميل للنفس املطمئنة التي تعاود التصديق واحلب واللني‬
‫واحلنني ‪...‬‬

‫‪353‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ولكني أخيش أن أجابه بالعنف ‪ ...‬والرذيلة مرة أخرى ‪...‬‬


‫فأنا لن أحتمل كثري ًا وال قلي ً‬
‫ال ‪...‬‬
‫لن أحتمل كثري ًا وال قلي ً‬
‫ال ‪...‬‬

‫***‬

‫ال تنظر إيل هبذا احلنان يا حممد ‪...‬‬


‫فأنا قد سلمتك أوراقي مقدم ًا ‪...‬‬
‫ال تصدق أين حق ًا استطعت مقاومة إحسايس جتاهك ‪...‬‬
‫أنت قتلتني منذ اللحظة األوىل يا رجل ‪! ...‬‬
‫وكله هبتان الذي كنت أماريك به بالعيون والقول ‪...‬‬
‫فأنت كرست قالعي منذ أول القول ‪...‬‬
‫أتذكر السيناريو الدرامي الذي حكيت لك عنه ‪...‬‬
‫‪ :‬أكيد ‪...‬‬
‫‪ :‬حممد ‪...‬كنت أنت ‪ ...‬مل أكن أرغب بالتصديق عىل عجل ‪...‬‬

‫‪354‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫مل أكن أرغب يف الوقوع حتتك عىل عجل ‪....‬‬


‫كنت أستجلب بكل طاقايت رشك املستطري الذي عهدته ممن‬
‫سبقوك ‪...‬‬
‫كنت أمارس طقوس الرتقب والتكهن واحلذر ‪...‬‬
‫فخيبت أنت كل تكهنايت السلبية ‪...‬‬
‫وفاجأتني بصدق غريب ‪...‬‬
‫فاجأتني بشفافية صامء ال ثقوب فيها ‪....‬‬
‫فاجأتني بوضوح وبوح ‪....‬‬
‫فحكيتك لنفسك قصة يا حممد ‪ ...‬عساك هتتف ‪ :‬هذا أنا ‪...‬‬
‫ولكنك من شدة تصديقك لقويل ‪....‬‬
‫صدقت أين فع ً‬
‫ال أقص عليك القصص ‪...‬‬
‫تصديقك هذا وعدم التحليل (الشقي) لتفاسريي ‪...‬‬
‫أرعباين بادئ ًا ‪...‬‬
‫وأسعداين الحق ًا ‪....‬‬

‫‪355‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ال باملحن وروح ًا مثقلة‬


‫ولكني مل أكن أرغب يف إعطائك قلب ًا مثق ً‬
‫باجلراح ‪...‬‬
‫وعمر ًا يصمه الطالق يف جمتمع معقد الطباع ‪...‬‬
‫أنت كنت يل كاالمتحان املكشوف ‪...‬‬
‫أول ما اقتحم قلبي ‪ ..‬عنك ‪...‬‬
‫كان الثقة املطلقة ‪...‬‬
‫ما استطعت بالتحديد ‪...‬‬
‫إجياد معامالت الثقة األوىل هذي‪..‬‬
‫ولكنها كانت االنطباع األول الذي استسقيت منك ‪...‬‬
‫فبني قول وقول كنت ‪...‬‬
‫أسرتجع شخصيتي البكر ‪...‬‬
‫كنت أسرتجع ما كنت عليه قبل اجلرح ‪...‬‬
‫كنت أسرتجع هوى نفيس األول من منطق وملبس ومأكل‬
‫ومسمع ‪....‬‬
‫كنت أسرتجع أشيائي الصغرية والتي كنت أستمتع هبا كثري ًا ‪...‬‬

‫‪356‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫حتي ُخيل يل أن احلياة ما أعطتني األشياء الكبرية ألنني أستمتع‬


‫بالصغرية ‪!...‬‬
‫أنت شكلت يل األحالم التي رجوت اهلل أن تتحقق ‪...‬‬
‫ولربام ذاك الرجل األسطوري والذي عشت معه أيام ًا عديدة‬
‫بل وسنوات ‪...‬‬
‫يف خيايل ‪...‬‬
‫جتسد بك ‪...‬‬
‫جتسد بك يا حممد ‪...‬‬
‫ولربام وأنا أحكي لك عنه ‪ ...‬كنت أضع منك عليه ‪...‬‬
‫كنت أرقب كل تفاصيلك معي ‪...‬‬
‫كنت أنتبه كثري ًا لقولك ‪...‬‬
‫حممد ‪ ..‬أنا وضعت كل ما عندي لديك‪..‬‬
‫عدت أنثى ‪!...‬‬
‫كنت أمتناك ‪ ...‬كنت معك وأمتناك ‪...‬‬
‫كنت أحلل كثري ًا أفعالك وقسامتك ‪...‬‬

‫‪357‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫حتى إين محدت اهلل كثري ًا أنك حتب الشاي والشعر والبحر ‪....‬‬
‫أحببت كل تفاصيلنا املشرتكة ومناكفاتنا ‪...‬‬
‫أحببت انتقاداتك يل ‪...‬‬
‫أحببت تفكيكك لفلسفايت ‪...‬‬
‫وانتقاصك لبعضها التي فع ً‬
‫ال ما كانت كاملة كام كنت أظن ‪...‬‬
‫‪ :‬يرسا ‪!...‬‬
‫‪ :‬حممد ‪!...‬‬
‫‪ :‬ما هو احلب ‪!...‬‬
‫‪ :‬حممد ‪...‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت وأنا ‪ ...‬احلب هو ‪ :‬أنا وأنت ‪...‬‬
‫وماذا تريدين ‪...‬‬
‫‪ :‬حممد ‪...‬‬
‫‪ :‬يرسا ‪....‬‬
‫‪ :‬نعم ‪...‬‬
‫‪ :‬هيت لك ‪...‬‬

‫‪358‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫ُأحتسني أن الطالق قد انتقصك !!!!‬


‫‪ :‬وال مثقال ذرة ‪....‬‬
‫‪ِ :‬‬
‫أنت عىل كامل تام ‪...‬‬
‫‪ :‬واملحيطون ! وتربيراتك لـ ‪....‬‬
‫‪ :‬غريي مفهومك للرجل احلق ‪...‬‬
‫‪ :‬حصل ‪....‬‬
‫تنبهني رسالة يف جوايل ما كنت ألهتم هبا إال أهنا منه !‬
‫فأفتحها برسعة دون أن أسأله ‪...‬‬
‫وأجده قد أرسل يل تفاصيله كاملة ‪...‬‬
‫تبدأ باسمه الكامل ‪....‬‬
‫ألقرأها أو أرسلها لويل أمري ‪...‬‬
‫وسألني عقبها مبارشة ‪...‬‬
‫أترغبني أن ألبس (البلدي) أم (األفرنجي) ‪ ...‬يف أول دخول‬
‫ملنزلكم ‪!...‬‬

‫‪359‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املحمدي ‪ ...‬أرجو أن تلبس املحمدية وتعتمر املحمدية وتكون‬


‫حممدي ًا أبد ًا ودوم ًا ‪...‬حب ًا وود ًا ويقين ًا ‪ ...‬عمر ًا ‪ ...‬فقه ًا ‪ ...‬عرف ًا‬
‫ورشع ًا ‪...‬‬
‫قلتها لنفيس وما نطقتها ألين رأيتها به ‪ ...‬رأيتها بأوصاله ‪...‬‬
‫رأيتها يف تفاصيل عروقه املكتنزة يل ويب ‪ ...‬رأيتها يف تفاصيل‬
‫األوردة التي ترتابط بحضوري ‪ ...‬رأيتها يف صوريت داخل‬
‫مقلتك يا حممد‪ ..‬رأيتها يف توتر أعصابك معي ‪ ...‬رأيتها يف اهتزاز‬
‫قدميك وأنت (تفرز ما تبطن وما تعلن) ‪ ...‬رأيتها يف نفسك التي‬
‫أصبحت أكاشفها وتكاشفني برغم (متنعك) عن قراءيت لك ‪...‬‬
‫برغم اعرتاضاتك الكامنة واملعلنة لفضح دواخلك بالكامل‬
‫يل ‪ ...‬وأنا كنت أماريك عمد ًا يا حبي علك تتطوع يل ‪...‬‬
‫ال هيمني تارخيك األسمر وال األخرض ‪ ...‬ما هيمني حارضك‬
‫وحتى ال هيمني املستقبل الذي هو أنت ‪...‬‬
‫أنا وجدتني أنت ‪ ...‬أنا أحببتني أنت ‪ ...‬أنا أرحتني أنت ‪...‬‬
‫أنا رويتني أنت ‪ ...‬أنا فقهتني أنت ‪ ...‬أنا التقطتني أنت ‪...‬‬

‫‪360‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫أنا يا حممد ال أرغب يف تفاصيل ال متت لك أنت بصلة ‪...‬‬


‫أنا يا عزيزي أقبلك لنفيس عىل نفيس مع نفيس ‪...‬‬
‫أنا أصبحتك ‪...‬‬
‫كنت أستغربني وأنا أتغزلك ‪..‬‬
‫وأنا أجاهرك ‪...‬‬
‫وأنا أخرج عني وأنتمي جلرأتك يا حممد ‪...‬‬
‫كنت أستغرب اشتهائي الذي ما عرفته قط ‪...‬‬
‫كنت أستغرب كل التفاصيل النفسية التي تكشفت يل معك منذ‬
‫اليوم األول ‪..‬‬
‫يوم أن أرسلت يل بتلك الرسالة القصرية ‪ ...‬هذا ما تستحقه‬
‫األمرية‬
‫أتدري كم النعوت التي هطلت عيل مذ أول شبايب ‪ ...‬ما اهتز‬
‫رديف ملثل تلك الرسالة وصورة األمرية الصغرية التي صدقت‬
‫أهنا أنا ‪...‬‬

‫‪361‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أنا أحسستني فع ً‬
‫ال األمرية صاحبة الشعر الكستنائي الطويل‬
‫الكثيف ‪...‬‬
‫صدقت فع ً‬
‫ال يا عزيزي أين منعمة من الدنيا واخللق بداللك ذاك‬
‫الذي أنعمت به عيل يا عزيزي أنت ‪...‬‬
‫هل كنت تصدقني حني كنت أنعتك بعزيزي وسيدي وروحي‬
‫عىل أساس أهنا نعوت عامة !‬
‫صفات أتقاوهلا واجلميع !‬
‫أنت صدقت زوري ذاك بأنك جمرد شخص لن يقنعني أو يثني‬
‫أطرايف النفسية ‪...‬‬
‫صدقت أين أماريك املنطق والقول املمنهج املنطقي الذي‬
‫تتمخض خالصاته لنا بواقع نتدارسه ‪...‬‬
‫حممد ! أنا كنت أحبك ‪ !...‬كنت أذوب بك وأنا أجادلك ‪!...‬‬
‫أنت مل تك رفيق قول !‬
‫كنت رفيق قلب ‪...‬‬
‫كنت رفيق عشق ‪...‬‬

‫‪362‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫كنت رفيق إحساس ترتجم مذ القول األول ‪..‬‬


‫والبسمة األوىل ‪...‬‬
‫واللحظة األوىل ‪...‬‬
‫واحلاجب األول ‪...‬‬
‫واخلالصة األوىل ‪...‬‬
‫والضحكة األوىل ‪...‬‬
‫أوائل أشيائنا كانت مراتع عشقك الذي كنت أستلذ به ٍّ‬
‫بتأن ‪...‬‬
‫قتلتني آالف املرات يا سيدي وسيد الدنيا ‪....‬‬
‫وإين لك من العاشقني ‪...‬‬

‫‪363‬‬
‫كالم يف احلب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪364‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كالم يف احلب‬

‫حسابات املؤلف للتواصل ‪:‬‬

‫‪https://twitter.com/hope_it_free‬‬

‫‪https://www.instagram.com/doaaosmanali/?hl=en‬‬

‫‪https://www.facebook.com/?ref=tn_tnmn‬‬

‫‪365‬‬

You might also like