Professional Documents
Culture Documents
المشكلات الاجتماعية والنفسية للأطفال مجهولي الأبويين في الأسر البديلة في عمان
المشكلات الاجتماعية والنفسية للأطفال مجهولي الأبويين في الأسر البديلة في عمان
المشكلات الاجتماعية والنفسية للأطفال مجهولي الأبويين في الأسر البديلة في عمان
123
...املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين
بلقيس بنت عبداهلل القلهاتية وعبد الرمحن صويف عثمان و حممد حممد الشربيين
:امللخص
ويعد هذا،يهدف البحث إىل التعرف على املشكالت االجتماعية والنفسية اليت تواجه جمهولي األبوين يف األسر البديلة يف حمافظة مسقط
سنة) يف18 أقل من-12( البحث من البحوث الوصفية باستخدام منهج املسح الشامل لألطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة من عمر
أهمها عدم ظهور املشكالت بصورة، وقد مت التوصل إىل جمموعة من النتائج، وقد مت مجع البيانات من أداة االستبار،حمافظة مسقط
وبسبب إخفاء حقيقة وضع األطفال من ِقبل غالبية األسر عن،كبرية بسبب اجلهود اليت تبذهلا األسر يف رعاية األطفال الذين حيتضنونهم
ويف ضوء النتائج مت التوصل. مثل صعوبة قبول بعض األطفال للطرف اآلخر، إال أن هناك بعض املشكالت اليت ظهرت،األطفال أنفسهم
وتسخري وسائل اإلعالم ومنظمات اجملتمع املدني لنشر ثقافة، وأهمها العمل على رفع مستوى الرعاية املقدمة لألطفال،إىل أهم املقرتحات
. وخلق نوع من التعاون والتفاعل بني املنظمات احلكومية الستيعاب هذه الفئة،االحتضان
Balqis Abdullah Alqalhati, Abdel Rahman Sofy Osman and Mohamed Mohamed Elsherbiny
Abstract:
The aim of this paper is to define social and psychological problems faced by unknown parentage in foster families
in the Governorate of Muscat. It is a descriptive study using comprehensive survey method for children between
12 and 18 years of unknown parentage in foster families in the Governorate of Muscat. Data was collected using
questionnaire, and analysis yielded a number of findings. The most important of which is that problems did
not appear largely due to the efforts of families in taking care of children. This is because most of the children
do not know about their real social situation as the vast majority of foster families do not communicate this to
them. However, there are some problems such as some children inability to cope with others. Accordingly, the
study proposes some recommendations based on the findings of this study. This includes a recommendation to
raise the level of care provided to children, making use of media and civil society organizations to promote the
idea of fostering, and create some kind of cooperation and interaction among governmental organizations to
accommodate this category of children.
124
القلهاتية وعثمان والشربيين
ويف دراسة أخرى أعدها إندجياني ( )2012وهدفت إىل التحقق من متهيد:
وجود فروق بني الطالب الطبيعيني والطالب جمهولي األبوين يف األسرة هي عنصر وحاجة ملحة ،ومطلب أساسي وجوهري ،وهي
توكيد الذات ،أشارت نتائجها إىل قدرة الطالب العاديني على حل املدرسة االجتماعية األوىل لتنشئة الطفل ،وهي اليت يستقي منها
مشكالتهم؛ وذلك بسبب ثقتهم يف قدراتهم ،وأخذهم للمواقف الطفل الضوابط اليت حتكم سلوكه وتوجهه ،وتساعده على التكيف
جبدية على عكس الطالب جمهولي األبوين فإنهم يأخذون املواقف مع ذاته واحمليطني من حوله ،وتعد مرحلتا الطفولة واملراهقة
بنوع من عدم االهتمام والالمباالة. من املراحل املهمة اليت تتشكل فيهما اخلصائص البنيوية والنفسية
ُ
سرهم ،الذين ال يعرف هلم نسب ،أي ”جمهولي كما أن احملرومني من أُ
ِ واالجتماعية للطفل واملراهق ،مما يؤدي إىل تنوع مطالب النمو،
األبوين” ،يشكلون إحدى فئات اجملتمع؛ لذلك كان ال بد أن يكون ً
ونفسيا ً
وصحيا ً
اجتماعيا وهي الفئة احلساسة اليت جيب العناية بها
ً
وحكيما هلذه الفئة. االهتمام جاداً ً
وعقليا (الشبؤون2011 ،؛ مصطفى.)2009 ،
ً
قانونا حيمي األطفال وتعد بريطانيا من أوائل الدول اليت وضعت ولقد أمجع الباحثون على أن احلرمان من األسرة يؤدي إىل ازدياد
األيتام والفقراء وجمهولي األب أو األبوين منذ عام 1601م ،بهدف املشكالت االجتماعية والنفسية والسلوكية والرتبوية والتعليمية
توفري الرعاية املناسبة هلم (األنصاري ،)285 :1989 ،ويف اململكة (الكردي ،)119 :1980 ،فهناك عدد من الدراسات اليت أجريت يف دول
األردنية اهلامشية يعد برنامج ”االحتضان” أحد أشكال الرعاية خمتلفة نذكر منها على سبيل املثال دراسة شغايفر ()Schiefer: 1994
البديلة املعمول بها منذ عام 1967م ،ويهدف إىل متكني األسر البديلة اليت هدفت إىل دراسة املتغريات السلوكية ،والكفاءة االجتماعية،
من تقديم الرعاية لألطفال احملتضنني (اجمللس الوطين لشؤون واالنتماء األسري أو التعلق لدى األطفال يف الذين ترتاوح أعمارهم
األسرة ،)9 :2013 ،كما بدأ االهتمام بهذه الفئة يف اململكة العربية بني 12و 18سنة ،ويعيشون يف أسر أصلية ،وأسر بديلة ،وقد أشارت
السعودية بشكل رمسي ومؤسسي منذ عام 1933م ،كما مت إقرار نتائجها إىل أن السلوك املنحرف أعلى لدى األطفال يف األسر البديلة
الالئحة األساسية لنظام األطفال احملتاجني للرعاية يف عام 1975م عنه يف األسر األصلية ،وأن الكفاءة االجتماعية أعلى لدى األطفال
ً
إميانا بأهمية الرعاية األسرية للطفل يف األسر البديلة (السدحان، يف األسر األصلية عنهم يف األسر البديلة ،كما تشري نتائجها إىل أن
.)113-111 :2011 األطفال يف األسر البديلة يتمتعون بتعلق متدن مقارنة بأقرانهم
وتعد سلطنة عمان من الدول اليت أولت منذ إعالن النهضة املباركة يف األسر األصلية.
أهمية خاصة لألسرة والطفل ،وضمان الرعاية املناسبة هلم ،وقد وهناك دراسة أخرى أعدت لتكون مراجعة للدراسات السابقة
أولت وزارة التنمية االجتماعية عناية خاصة بفئة احملرومني من املنشورة واملرتبطة باضطهاد األطفال امللحقني باألسر البديلة
الرعاية الوالدية ،مثل :األيتام ،وجمهولي األب ،وجمهولي األبوين، واملؤسسات اإليوائية ( )Bruskas: 2008يف الواليات املتحدة األمريكية،
إدراكا منها بأهمية إعطائهم حقوقهم على أنهم فئة حتتاج ً
واليت أظهرت نتائجها أن عددا كبريا من أولئك األطفال عانوا من
للرعاية الكاملة ،ومت افتتاح دار رعاية الطفولة يف عام 1995م ،فقد حوادث سابقة ارتبطت باالضطهاد ومشلت اإليذاء ،أو سوء املعاملة،
كانت آنذاك مبثابة دار إيواء فقط ،يتم العمل فيها بنظام املناوبة ً
شيوعا لدى األطفال أو االهمال ،ويعد اإلهمال أكثر أنواع االضطهاد
من قبل أفراد مل يكونوا متخصصني أو مؤهلني يف جمال الرعاية امللحقني باألسر البديلة أو املؤسسات اإليوائية.
االجتماعية. ويف عام 2014م أعدت دراسة – (Jonkman, Oosterman, Schuengel,
وانضمت السلطنة إىل اتفاقية حقوق الطفل التابعة لألمم املتحدة - )Bolle, Boer & Lindauer 2014تناولت أعراض اضطرابات تأقلم أو
عام 1996م ،اليت أكدت على ”أن الطفل كي ترتعرع شخصيته ً
طفال ،وقد تعلق األطفال لدى األسر البديلة؛ وذلك مبقابلة ()126
ً
ومتناسقا ينبغي أن ينشأ يف بيئة عائلية يف جو من ً
كامال ً
ترعرعا أشارت نتائجها إىل عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية بني نوع
السعادة واحملبة والتفاهم” ،وهو ما أكد عليه قانون الطفل العماني أعراض اضطرابات التأقلم ونوع الرعاية السيئة املقدمة للطفل.
الصادر باملرسوم السلطاني (.)2014/22 ومن بني الدراسات اخلليجية اليت تناولت موضوع األطفال يف األسر
ويف عام 1999م أُصدرت الالئحة التنظيمية لدار رعاية الطفولة البديلة دراسة العتييب ( )2010حاول فيها التعرف على واقع جتربة
بالقرار الوزاري ( ،)99/91ومن شروط الالئحة احلصول على األسر البديلة ،واإلجيابيات والسلبيات واملشكالت اليت تتعرض هلا،
مؤهل جامعي يف التخصصات الرتبوية واالجتماعية والنفسية وقد كشفت نتائجها أن أغلب األسر البديلة تشعر حبرج من تقديم
والتعليمية ،شرطا أساسيا للعمل بالدار؛ لضمان قدرتهم على رعاية الطفل البديل لألقارب واجلريان ،األمر الذي يعوق اندماجه يف
األطفال وتوجيههم ،ومع أن االجتاه إىل التخصصية أمر أساسي ،إال اجملتمع ،كما أن أغلب األسر حتتضن الطفل البديل لدوافع إنسانية.
ً
الحقا وجود قصور يف نظام دار رعاية الطفولة ،فالطفل أنه تبني أما دراسة قدير ( )2011فقد هدفت إىل التعرف على مستوى
يعيش مع جمموعة كبرية يف حيز واحد ال يتيح له فرصة اإلشباع التكيف االجتماعي لذوي الظروف اخلاصة –جمهولي النسب -يف
الكايف الحتياجاته املختلفة ،وعلى غرار ذلك مت االجتاه عام 2007م األسر البديلة مبعرفة تكيفهم مع ذواتهم ،وأسرهم ،واآلخرين،
الستحداث نظام جديد وتفعيله بهدف تنمية هذه الفئة وإدماجها فقد أظهرت نتائجها عدم إملام األخصائيني االجتماعيني واألسر
ً
واعرتافا حبقها الذي كفله كل من النظام األساسي يف اجملتمع، البديلة باحتياجات الطفل حُ
املتضن ،وعدم معرفتهم بالتعامل مع
للدولة. املشكالت اليت تواجه الطفل البديل.
125
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
وهذه الفئة من الفئات احملرومة من الرعاية األسرية تصدر من وكان ال بد للسلطنة من إجياد وخلق جو مياثل اجلو األسري للطفل،
بعض أفرادها سلوكيات تعكس متردهم وإحساسهم بعدم قبول ففي عام 2010م افتتح مركز رعاية الطفولة يف والية السيب ،وهو
اجملتمع هلم ،منها العدوانية ،واالنسحاب من املواقف ،وعدم الرضا ً
تنشئة سليمة ،وتعويضه بإعطائه مركز يهدف إىل تنشئة الطفل
عن ذواتهم؛ وبالتالي عدم إحساسهم بقيمتهم لدى اآلخرين مما الفرصة للعيش وفق املقومات األساسية حلياة مستقرة يف جو أسري
يفقدهم اإلحساس بالذاتية ،وشعورهم بعدم الثقة واألمان والرتدد بديل تسوده احملبة واالحرتام (وزارة التنمية االجتماعية ،د.ت،)2:
يف اختاذ القرارات؛ وبالتالي عدم قدرتهم على مواجهة املواقف، وتزامن مع افتتاح املركز افتتاح أول بيت إلدماج الشباب يف عام
وهو ما يرتتب عليه مشكالت اجتماعية ونفسية ،مما يؤثر على 2010م ،فقد مت نقل الذكور من هم يف سن البلوغ أو من ختطى سنهم
شخصياتهم وعالقاتهم االجتماعية (مربوك.)2011 : ً
سليما ميكنهم من مواجهة ( )14هلذا البيت ،بهدف إعدادهم إعداداً
وقد أشار شغيفر ( )Schiefer: 1994إىل أن األطفال لدى األسر البديلة املواقف باالعتماد على أنفسهم ،وتعزيز الشعور باالستقاللية اليت
ً
مقارنة باألطفال متدن بأقرانهم يف األسرة يتمتعون بتعلق وانتماء تسهم يف بناء ثقتهم بأنفسهم ،ودعمهم لتنمية عالقاتهم اإلجيابية
ٍ
يف األسر الطبيعية. يف اجملتمع ،وتعزيز مفهوم املواطنة لديهم بالتعايش مع أقرانهم
واحملرومون من الرعاية الوالدية ،هم فئة من فئات اجملتمع، بدون متييز (وزارة التنمية االجتماعية ،د.ت ،)7:ثم افتتحت
وإن كانت حمدودة من حيث العدد ،إال أنها تتطلب لفتة إنسانية، مخسة بيوت إلدماج الشباب يف حمافظة مسقط ،ومت توزيع الشباب
ورعاية اجتماعية متخصصة لغرض دجمها يف اجملتمع. على أن يقيم من 5إىل 7أفراد يف البيت حسب فئاتهم العمرية،
ويتم اإلشراف عليهم بنظام املناوبة ،ويف عام 2014م مت االجتاه إىل
مفاهيم البحث: فكرة األب البديل ،فتم تعيني من هم من املتقاعدين من السلك
يتضمن هذا البحث عدداً من املفاهيم اليت ينبغي حتديدها ،وذلك العسكري ،أو اجلهات احلكومية الرتبوية ،ليكونوا أبا بديال هلؤالء
على النحو التالي: الشباب.
-1املشكالت ( :)Problemsاملشكلة” :هي األمر الذي التبس وتشابه، واهتمت الدولة بتوفري اإلعانة املالية هلذه الفئة حسب نص املادة
فهو حيتاج إىل حتليل وتفريق بني متغرياته ،ليمكن حله” (باقارش، ( )29من قانون الطفل العماني ،اليت تنص على أن ”لألطفال
.)14 :1992 املعاقني ،واألطفال األيتام ،وجمهولي األب أو األبوين وغريهم ممن ال
واملشكلة االجتماعية هي” :موقف يؤثر على عدد من األفراد حبيث عائل هلم ،أو ليس هلم مصدر رزق احلق يف الضمان االجتماعي... ،
يعتقدون أو يعتقد األعضاء اآلخرون يف اجملتمع بأن هذا املوقف هو إخل” (قانون الطفل العماني.)2014 ،
مصدر الصعوبات واملساوئ” (السبيت.)18 :2004 ، كما أن فكرة األسر البديلة مل تكن وليدة اللحظة ،وهو ما أجازته
تعريف املشكالت يف هذا البحث :هي ظروف معينة متثل مضايقة الشريعة اإلسالمية بديال للتبين ،فقد أتاحت الفرصة لذوي الرب
حتد من التكيف االجتماعي للطفل ،وتعجز قدراته عن مواجهتها، واإلحسان أن يتكفلوا بهذه الفئة احملرومة ،متى ما توفرت فيهم
ومنها :املشكالت االجتماعية (املشكالت اليت هلا عالقة باألسرة اليت الشروط املناسبة (أمال.)10 :2009-2008 ،
يعيش فيها الطفل ،وضعف العالقات االجتماعية ،ونظرة اجملتمع وتعد جتربة األسر البديلة يف السلطنة بشكلها املنظم واملؤسسي،
السلبية ،واالنسحاب والعزلة االجتماعية ،وعدم الثقة والرتدد جتربة حديثة يعود االهتمام والدعم احلكومي هلا إىل عام 1988م،
يف اختاذ القرارات ،والرفض االجتماعي ،والوصمة االجتماعية، وذلك بعد صدور القرار الوزاري رقم ( ،)88/96واملعدل بالقرار
والتفرقة يف املعاملة) ،واملشكالت النفسية (مثل عدم الرضا، الوزاري رقم (2007/49م) بشأن األطفال احملتاجني للرعاية ،وقد
والنظرة املتدنية لذاته ،وصورة الطفل عن ذاته). ً
إميانا بأهمية الرعاية األسرية ،اليت أوضح شروط األسرة البديلة؛
تتيح للطفل فرصة التفاعل االجتماعي ،وغرس الشعور باالنتماء
-2جمهول األبوين ( :)Child of Unknown Parentageكما يعرفه واحلب واألمن لديه ،وإكسابه األمناط السلوكية ،وتقبله االجتماعي
البار بأنه ”من ولد أو وجد يف ظروف غامضة وغري معروفة تعذر ضمن اجملتمع األكرب ،وألزمت الالئحة رب األسرة البديلة التعهد
وح ِر َم من عطفهما
معها معرفة إىل من ينسب ،ال يعرف له أم وال أبُ ، ً
واجتماعيا ،ومعاملته معاملة األبناء (وزارة ً
صحيا برعاية الطفل
وحنانهما ودفء األسرة الطبيعية” (البار.)75 :2011 ، التنمية االجتماعية36 :2005 ،؛ و.)38-37 :2013
وميكن تعريف جمهول األبوين يف األسر البديلة يف هذا البحث ،بأنه ومع فعالية نظام األسر البديلة ،إال أن بعض األسر البديلة تلجأ
هو الطفل الذي ال ُيعرف والداه ،واحملروم من الرعاية الوالدية ممن للمبالغة يف توفري احلب والعطف الزائد للطفل ،مما قد يفسده
يقع عمره من -12أقل من 18سنة ،والذي يقع حتت مظلة وزارة وجيعله يتمرد على األسرة واجملتمع يف املستقبل؛ فتعجز األسرة
التنمية االجتماعية ،ويعيش يف أسر بديلة تقدم له الرعاية. عن رعايته ،كما أن بعض األسر تقبل الطفل وهو صغري وحتتضنه
لظروف معينة ،فما أن يكرب ويصل ملرحلة املراهقة تعجز عن
-3األسرة البديلة ( :)Foster Familyهي شكل من أشكال الرعاية، ً
إطالقا ،مما جيعله التعامل معه ،وبعض األسر ال ُتعلم الطفل بواقعه
تعتمد فكرتها على احتضان طفل يتيم أو من يف حكمه؛ ليعيش يكتشف بنفسه وبطريقة قد تدمر حياته االجتماعية والنفسية
معها وتشبع احتياجاته النفسية واالجتماعية واملادية ،وحتى وجتعله ينتقم من األسرة واجملتمع (السدحان.)89 :2011 ،
126
القلهاتية وعثمان والشربيين
النظرية العلمية املوجهة للبحث: ينمو يف حياة أسرية سوية حتقق له التكيف االجتماعي والنفسي
نظرية الدور: (السدحان.)88 :2011 ،
من أهم النظريات اليت ميكن أن يستند إليها البحث احلالي نظرية وميكن كذلك تعريفها على أنها ”األسرة احلاضنة اليت يعهد إليها
الدور ،ذلك أن طبيعة احلياة املعقدة جتعل الفرد يؤدي أكثر من ً
وفقا لشروط وإجراءات برتبية طفل أو أكثر ورعايته رعاية شاملة
دور يف اجملتمع ،ويرتبط الدور باملكانة االجتماعية للفرد داخل حمددة” (وزارة التنمية االجتماعية.)4 :2007،
اجملتمع ،وحتتم املكانة على الفرد أداء دور أو أدوار معينة تتالءم ويقصد باألسرة البديلة يف هذه الدراسة ،بأنها األسرة اليت تقدمت
مع طبيعة هذه املكانة ،اليت متيزها عن املكانات األخرى؛ فاملكانة بطلب الحتضان طفل جمهول األبوين ،ممن يقع عمره ما بني 12إىل
هي الوضع االجتماعي الذي يشغله الفرد ،بينما الدور هو السلوك ً
بدال من العيش يف مؤسسة إيوائية؛ أقل من 18سنة ،وتقوم برعايته
ً
شاغال هلذا الذي يؤديه الفرد لتحقيق توقعات اجملتمع منه ،كونه وذلك بهدف توفري الرعاية النفسية واالجتماعية له ،حتى ينمو يف
الوضع االجتماعي أو املكانة االجتماعية ،فالدور يتأثر باملركز حياة أسرية ،وتشرف عليها وزارة التنمية االجتماعية وتتابعها.
االجتماعي الذي يشغله الفرد والوظائف اليت يؤديها يف عالقته
بشخص أو أكثر. مشكلة البحث:
وكل دور له جمموعة من االلتزامات والتوقعات واألفعال ،وتربط يأتي هذا البحث حماولة للتعرف على املشكالت االجتماعية
بينهم جمموعة من العالقات ،وختتلف األدوار باختالف شخصية والنفسية اليت تواجه جمهولي األبوين يف حمافظة مسقط ،وواقع
الفرد وحاجاته ودوافعه ومتطلبات الدور ذاته ،ومدى اتفاق الفرد ّ
تكيفهم مع األسر البديلة .ذلك أن مراجعة السياق احمللي احلالي
أو اختالفه مع اآلخرين يف موقف التفاعل ،وتتحدد أدوار الفرد ملمارسات الرعاية البديلة وخدماتها لألطفال جمهولي األبوين
بشكل تلقائي عن طريق السن أو اجلنس أو لشغل الفرد مكانة يف اجملتمع العماني من شأنه املساهمة يف تطوير الرعاية األسرية
مهنية معينة ،أو ألنها تشبع حاجة معينة لدى الفرد. البديلة ،ومساعدة املؤسسات املعنية يف الدولة على تقديم خدمات
تنصب نظرية الدور على دراسة موضوعات متعددة مثل أدوار وتسهيالت مبنية على أسس علمية وتطبيقية ،كما أن الزيادة
األفراد واألسر واجلماعات الصغرية ومتطلبات األدوار ومسؤولياتها ً
سنويا لألطفال جمهولي املتوقعة حسب اإلحصائيات املتوفرة
وفقا للمحددات الثقافية ومدى التزام الفرد بها أو عجزه عن أدائها األبوين يستدعي مزيداً من االهتمام على مستوى البحث العلمي؛
(السنهوري.)58 :2009 ، وبالتالي يسعى البحث لإلجابة عن التساؤل الرئيس اآلتي :ما
ويتأثر الدور مبجموعة من العوامل أهمها: املشكالت اليت تواجه األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة يف
احتياجات الفرد ودوافعه الشعورية والالشعورية. حمافظة مسقط؟
إدراك الفرد للمسؤوليات والتوقعات املتبادلة ،اليت حتدد طبقا وينبثق من السؤال الرئيس للبحث األسئلة الفرعية اآلتية:
للثقافة السائدة القائمة يف ضوء املكانة اليت يشغلها والوظائف اليت -1ما املشكالت االجتماعية اليت تواجه جمهولي األبوين؟
يؤديها ،أي إدراك دوره ودور املشاركني له. -2ما املشكالت النفسية اليت تواجه جمهولي األبوين؟
التكامل أو الصراع بني أدوار الفرد هلذه املسؤوليات والتوقعات
وإدراك اآلخرين الذين يتعامل معهم هلذه املسؤوليات والتوقعات أهداف البحث:
(السيد ،وآخرون.)26 :2012 ، يتمثل هدف البحث بشكل عام يف الكشف عن أهم املشكالت
ووفقا هلذه النظرية ميكننا دراسة املشكالت االجتماعية والنفسية االجتماعية والنفسية اليت تواجه األطفال جمهولي األبوين لدى
لألطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة من منظور ممارسة األسر البديلة يف حمافظة مسقط.
جمموعة من األدوار املختلفة ،والكيفية اليت تؤدي بها األسر
البديلة هذه األدوار ،اليت جيب أن حتققها مع هؤالء األطفال، أهمية البحث:
وكيفية حتقيق التوازن يف شكل العالقات بينهم وبني األطفال -1يعد هذا البحث إضافة فيما يتعلق مبجال الرعاية البديلة ،وذلك
الطبيعيني يف ذات األسر ،إذا كانوا موجودين باإلضافة إىل أداء يف ظل واقع ندرة الدراسات اليت أعدت على هذه الفئة يف جمال
دورهم يف مواجهة مشكالتهم االجتماعية والنفسية ،مما ميكنها اخلدمة االجتماعية.
من أداء دورها على الوجه املطلوب. -2من املتوقع أن يسهم البحث على املستوى التطبيقي يف تقديم
ً
وضوحا عن املشكالت اليت تواجه األطفال جمهولي صورة أكثر
اإلجراءات املنهجية للبحث: األبوين يف األسر البديلة ،كما قد يساعد البحث اجلهات املعنية
نوع البحث واملنهج املستخدم :ينتمي هذا البحث إىل الدراسات لتقديم خطة عمل تالئم اخلصائص الثقافية واالجتماعية
ً
موضوعيا؛ للتعرف ً
وصفا الوصفية ،كما أنه يهتم بوصف الظاهرة للسلطنة.
على املشكالت اليت تواجه األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة -3ازدياد أعداد احملتاجني للرعاية األسرية ،حسب اإلحصائيات
يف حمافظة مسقط ،عن طريق منهج املسح االجتماعي الشامل. املتوفرة سنويا.
127
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
59 اجملموع
-الصدق :مت إجراء صدق املقياس بعرضه على مثانية من احملكمني
من أعضاء هيئة التدريس بكلية اآلداب والعلوم االجتماعية وكلية
-2اختبار ( )T-testلقياس الفروق بني جمموعتني مستقلتني الرتبية يف جامعة السلطان قابوس ،وخبري شؤون الطفولة يف وزارة
-3اختبار حتليل التباين األحادي ( )One way anovaلقياس التباين -الثبات :مت اختبار ثبات األداة اعتمادا على طريقة االتساق
بني أكثر من جمموعتني ،وتأثري بعض املتغريات املستقلة على الداخلي ( ،)Reliability Coefficientحسب معامل كرونباخ ألفا ،وقد
استجابات املبحوثني. بلغت قيمة الثبات حوالي ( ،)937.وتعكس األداة درجة عالية من
ثباتها ،ومؤشراً على االتساق الداخلي لعباراتها مما جيعلها صاحلة
128
القلهاتية وعثمان والشربيين
خطوات إىل األمام ،منها اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن األمم أوال :حقوق الطفل:
املتحدة عام 1989م ،اليت صادقت عليها سلطنة عمان يف 9ديسمرب متثل الطفولة مرحلة عمرية من حياة اإلنسان ،وتنتهي بدخوله
1996م مبوجب املرسوم السلطاني ( ،)96\54إال أن السلطنة كان هلا مرحلة أخرى من مراحل عمره ،فيطلق هذا املصطلح على الصغار
حتفظ على الفقرة ( )1من املادة ( )14فيما خيص حق الطفل يف من امليالد إىل أن يكتمل منوهم بوصوهلم مرحلة النضج.
حرية اختياره لديانته ،ويعكس التصديق شبه العاملي على هذه وختتلف الدول يف حتديد مفهوم الطفل ،أو باألحرى حتديد احلد
ً
عامليا مببادئ حقوق الطفل (وزارة التنمية ً
التزاما االتفاقية ً
طفال ،ومتيل األقصى من العمر الذي يتوقف عنده اإلنسان بوصفه
االجتماعية.)7 :2013 ، الدول املتقدمة إىل إطالة املرحلة العمرية؛ وذلك إلشباع الطفل
تعد هذه االتفاقية أول وثيقة يف تاريخ العالقات الدولية املعاصرة، ومحايته ،وإعداده ،ورعايته اليت تؤثر على كيانه (بوادى:2005 ،
ومتثل نقلة نوعية يف تناول شؤون الطفولة ،فهي بذاتها تعكس .)25
ً
ملكا لوالديه ،بل هو فرد مستقل رؤية جديدة للطفل ،فهو ليس ويبدو أن اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن األمم املتحدة يف عام
ينتمي إىل أسرة وجمتمع يتمتع حبقوق وعليه واجبات تتناسب مع 1989م أخذت باالجتاه احلديث الذي مييل إىل رفع احلد األقصى
ً
ومتكامال ً
شامال ً
أسلوبا مرحلته العمرية وبنائه التكويين ،وتنتهج ً ً
تعريفا طفال ،وهي الوثيقة األوىل اليت تعرف الطفل لسن من يعد
وتتضمن احلقوق (االجتماعية ،والثقافية ،والتعليمية ،واألمنية، ً
وصرحيا ،وعرفته يف املادة األوىل ،بأنه” :كل إنسان مل ً
واضحا
والرتبوية ،والصحية ،والتأمينية ،واملعيشية ،واألقليات ،والرتفيهية يتجاوز الثامنة عشر ،ما مل يبلغ سن الرشد قبل ذلك ،مبوجب
والرتوحيية والرياضية ،وحقوق الطفل احملروم ،وحقوق الطفل القانون املنطبق عليه” ،وهو ما عرفه قانون الطفل العماني الصادر
الالجئ ،وحقوق الطفل املعاق ،وحقوق الطفل يف احلماية مبختلف باملرسوم السلطاني ( )2014 /22يف مادته األوىل ،بأنه” :كل إنسان مل
أشكاهلا ،وحقوق الطفل يف ظل النزاعات املسلحة ،وحقوق الطفل يكمل الثامنة عشر من العمر بالتقويم امليالدي”.
التأهيلية). ويف ظل تعقد احلياة االجتماعية وحتوالتها ،تفاقمت قضايا الطفل
كما وأحلق باالتفاقية بروتوكوالن اختياريان ،لضمان تفعيل وباتت تشكل خطراً على نفسه واجملتمع؛ لذلك فإن حقوق الطفل
حقوق الطفل يف جمالني أكثرهما خطورة ،فانضمت السلطنة إىل ليست منفصلة عن حقوق اإلنسان فهي حقوق اإلنسان يف مرحلة
الربوتوكولني االختياريني امللحقني باالتفاقية يف سبتمرب 2004م؛ معينة من مراحل عمره ،وهي” :جمموعة من احلقوق الفردية
وذلك مبوجب املرسوم السلطاني ( ،)2004/41وهما األول منهما ً
وإنسانا ً
طفال والشخصية للطفل ،تركز على صفة حاملها بوصفه
بشأن جتنيد األطفال وإشراكهم يف النزاعات املسلحة ،الذي دخل يف حاجة إىل رعاية وعناية” (العتييب.)70 :2008 ،
حيز التنفيذ عام 2002م ،والثاني ببيع األطفال واالجتار بهم، كما أن االهتمام حبقوق األطفال أخذ يف التطور التدرجيي إىل أن
واستغالهلم يف الدعارة واملواد اإلباحية ،وقد دخل حيز التنفيذ وصل يف عصرنا احلالي إىل شكله املقنن ،وبرزت جهود عديدة
يف عام 2002م. يف جمال العناية باألطفال وحقوقهم ،من مواثيق واتفاقيات
وقد جاء قانون الطفل العماني الصادر باملرسوم السلطاني رقم إقليمية ودولية ،ويعد إعالن جنيف الذي تبنته األمم املتحدة يف
( )2014/22ليعكس جهود السلطنة يف تعديل القوانني ،وصياغة عام 1924م اخلطوة األهم من االهتمام الدولي حبقوق الطفل ،ومت
التشريعات مبا يتناسب مع مصلحة الطفل الفضلى ،ويتفق مع ً
نواة إلعالن حقوق الطفل يف عام 1959م ،وهذه تطويره ليصبح
ً
فصال القوانني وااللتزامات الدولية ،ويتكون من ثالثة عشر اخلطوة ليست هي اخلطوة األوىل من نوعها يف البشرية؛ فالشريعة
يف األحكام العامة ،واحلقوق (املدنية ،والصحية ،واالجتماعية، اإلسالمية هي أول من قرر مبادئ الطفل وحقوقه.
والتعليمية ،والثقافية ،واالقتصادية ،وحقوق الطفل املعاق)، وأرست الشريعة اإلسالمية ركائز متينة حلقوق الطفل قبل كل
واملساءلة اجلزائية ،وتدابري احلماية ،وآليات احلماية ،والعقوبات املواثيق واالتفاقيات الدولية ،لتوفري حياة كرمية واستقرار نفسي
ً
وانتهاء باألحكام اخلتامية. والتعويضات، واجتماعي ،فهي حقوق ربانية مقررة مبشيئة اإلرادة اإلهلية ،كما
أنها وازنت بني حق الطفل وحريته ،فحقوق الطفل يتمتع بها كل
ً
ثالثا :حقوق األطفال جمهولي األبوين يف سلطنة عمان: طفل بغض النظر عن ظروف املكان والزمان ،فهي حقوق الزمة
إن احلقوق اليت حيظى بها األطفال جمهولو األبوين ،هي ذاتها اليت للطفل أينما وجد (العتييب.)124-122 :2008 ،
حيظى بها األطفال العمانيون عامة ،ولكن هناك حقوقا أقرها
ً
صراحة هلذه الفئة؛ ألنها متثل شرحية ذات القانون العماني ً
ثانيا :حقوق الطفل يف املواثيق واالتفاقيات الدولية وقانون
احتياجات خاصة ،وهلا حقوق ميكننا ذكرها فيما يلي بإجياز: الطفل العماني:
-املساواة :ورد يف النظام األساسي الصادر باملرسوم السلطاني حتظى رعاية األطفال باهتمام عاملي خاص ،فهناك العديد من
( ،)101/96يف الباب الثالث من احلقوق والواجبات العامة يف مادته االتفاقيات واملواثيق الدولية اليت صادقت عليها الدول اليت تنص
( )17اليت تكفل املساواة للمواطنني العمانيني دون تفرقة؛ فلذلك على ضرورة التزام الدول األطراف باختاذ مجيع التدابري حلماية
حيظون بنفس احلقوق واالمتيازات اليت يكفلها هلم الدستور الطفل من مجيع أشكال سوء املعاملة واالستغالل ،وأنتجت هذه
بصفتهم مواطنني عمانيني. ً
هائال من املبادئ اليت دفعت برعاية الطفل وتربيته املواثيق ً
كما
129
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
ً
فنونا لرعايته وتربيته ،من ذلك جمتمع أسربطة الذي كان يطبق -حقه يف االسم :حقه أن يكون له اسم رباعي من األمساء العربية،
قانون البقاء لألصلح ،وبعد تطور اجملتمع اإلنساني ،وخاصة وأال يتعارض مع الدين اإلسالمي ،ومتوافق مع األعراف العمانية،
بعد ظهور األديان السماوية تغريت النظرة إىل الطفل ،وأصبحت وهو ما جاء يف املادة ( )12من الالئحة التنظيمية للرعاية واحلضانة
ً
اهتماما كبرياً يف رعاية األطفال (اجلوات الكنائس واملساجد تولي األسرية الصادرة بالقرار الوزاري ( )2007/49إىل جانب التعديل
وآخرون.)33 :1987 ، األخري بالقرار الوزاري لالئحة التنفيذية لقانون األحوال املدنية
فالرعاية البديلة هي نظام يتضمن خدمات منظمة لألطفال رقم ( ،)2011/259وهذا ما أكدت عليه املادة ( )8من قانون الطفل
فاقدي الرعاية الوالدية ،يتم بها تربية الطفل بعيداً عن أسرته العماني ،كما أكدت الالئحة التنفيذية لقانون األحوال املدنية
الطبيعية ،وهي عملية إحلاق الطفل احملروم بأسرة بديلة ،توفر له الصادر مبوجب القرار رقم ( )2007/40يف املادة ( )20على وجوب
الرعاية االجتماعية ،والنفسية ،والتعليمية ،والرتبوية ،والصحية ً
وفقا للنظم واإلجراءات املتبعة، قيد الطفل ألبوين جمهولني
(أبوهرجة .)754 :2008 ،وتهدف هذه الرعاية البديلة إىل توفري أيا كانتفقد حرص املشرع على ضمان أحقية تسجيل الطفل ً
130
القلهاتية وعثمان والشربيين
جدول ( )3توزيع املبحوثني حسب النوع باملالجئ ،وغري امسها إىل الدور ،فهي توفر الرعاية لألطفال حتت
النسبة التكرار النوع إشراف موظفني مدفوعي األجر (خدجية ،)150 :2011 ،وهي إحدى
الوسائل اليت تعنى بوضع الطفل مع أقرانه يف مؤسسة مجاعية،
%50 20 ذكر
خيضع فيها حلياة مجاعية ،ويعيش مثل غريه من األطفال حتت
%50 20 أنثى
إشراف مربيات ومشرفات وعاملني مدفوعي األجر (اخلطيب،
%100 40 اجملموع
.)213 :1970
جدول ( )4توزيع املبحوثني حسب العمر
ً ً
وظلت هذه الوسيلة السائدة لرعاية األطفال تؤدي دورا مهما يف
النسبة التكرار العمر العقود املاضية ،إال أنه نتيجة ملا يتلقاه األطفال من إهمال وسوء
ً
إضافة إىل ازدحام معاملة من قبل العاملني يف املؤسسة اإليوائية،
%60 24 -12أقل من 15سنة
131
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
جدول ( )5توزيع املبحوثني حسب املرحلة الدراسية يشري اجلدول ( )5إىل األطفال احملتضنني حسب املرحلة الدراسية،
النسبة التكرار املرحلة إذ يتضح أن أعلى نسبة منهم مقيدون يف املرحلة اإلعدادية ،فقد
%22.5 9 ابتدائي جاءت نسبتهم ( ،)%42.5ويرجع السبب يف ذلك إىل اختيار الباحثة
%42.5 17 إعدادي للمرحلة العمرية اليت تقع ما بني ( -12أقل من 18سنة) ،بينما
%32.5 13 ثانوي
ً
ثانيا بنسبة بلغت جاءت نسبة املقيدين يف املرحلة الثانوية
%2.5 1 جامعي ( ،)%32.5تلتها نسبة املقيدين يف املرحلة االبتدائية بنسبة بلغت
132
القلهاتية وعثمان والشربيين
متوسط العبارة
موافق بشدة
غري موافق
العبارة م
موافق
حمايد
متوسط 2.925 7 13 4 8 8 ال أستطيع التأقلم بسهولة مع اآلخرين من حولي. 1
متوسط 2.825 6 12 7 13 2 أجتنب اإلجابة على األسئلة املوجهة لي عن أسرتي. 2
ضعيف 2.525 8 16 7 5 4 أكون أول شخص يوجه إليه إصبع االتهام عند حدوث أي مشكلة داخل األسرة. 3
ضعيف 2.35 13 16 0 6 5 ال يوجد الشخص الذي أستطيع أن أجلأ إليه عند احلاجة. 4
ضعيف 2.325 1 7 8 12 12 عندما أتزوج ستكون أسرتي مشابهة بصورة كبرية لألسرة اليت ربتين. 5
ضعيف 2.25 12 16 3 8 1 أجد صعوبة يف التفاهم مع أبي/أمي. 6
ضعيف 2.25 3 5 3 17 12 أشارك والداي يف حل مشكالتي. 7
ضعيف 2.20 1 4 5 22 8 يأخذني والدي معهم عند أصدقائهم. 8
ضعيف 2.15 16 12 4 6 2 ألعب مبفردي بعيداً عن اآلخرين. 9
ضعيف 2.15 15 14 2 8 1 أفضل أن أكون مبفردي. 10
ضعيف 2.15 0 7 4 17 12 أشغل وقت فراغي فيما يفيد. 11
ضعيف 2.125 1 5 3 20 11 أعتمد على نفسي يف توفري احتياجاتي الشخصية. 12
ضعيف 2.1 0 5 7 15 13 تشغل أسرتي وقت فراغي بأنشطة مفيدة ومناسبة. 13
ضعيف 2.075 14 17 3 4 2 أنا مستاء من تصرفات والدي معي. 14
ضعيف 2.05 3 2 5 14 16 أشعر بأن عالقيت بأفراد أسرتي مبنية على ثقتهم. 15
ضعيف 1.9 19 15 0 3 3 أشعر أنين شخص غري مقبول يف األسرة. 17
ضعيف 1.875 1 3 2 18 16 يسمح لي باملناقشة يف األمور األسرية واألمور اليت ختصين. 18
ضعيف جداً 1.775 2 2 21 15 أتقبل تصحيح أخطائي من قبل والدي. 19
ضعيف جداً 1.75 21 14 1 2 2 أشعر بنفور البعض مين. 20
ضعيف جداً 1.7 0 2 1 20 17 أشعر بالدفء والتعلق بأسرتي. 21
ضعيف جداً 1.7 19 17 1 3 0 أتعرض للسخرية من قبل أفراد األسرة. 22
ضعيف جداً 1.6 21 17 0 1 1 أحس بالنظرة الدونية من أفراد أسرتي. 23
ضعيف جداً 1.6 0 1 2 17 20 راض عن املعاملة اليت أتلقاها من اآلخرين. أنا 24
ٍ
ضعيف جداً 1.525 0 1 0 18 21 أنا سعيد النتمائي ألسرتي. 25
ضعيف جداً 1.5 0 0 2 16 22 حترص أسرتي على مصلحيت وتقدم لي الدعم لتحقيق أهدايف وطموحي. 26
ضعيف جداً 1.425 0 0 0 17 23 أشعر بفضل كبري لوالدي. 28
ضعيف جداً 1.4 24 16 0 0 0 ترفض أسر زمالئي أن يصادقين أبناؤهم. 29
ضعيف جداً 1.4 0 0 0 16 24 تقوم أسرتي بنقلي للوحدة الصحية متى دعت حاجيت لذلك. 30
ضعيف جدا 1.053 6 10 4 15 5 العقاب هو أسلوب التعامل معي عندما أخالف أوامر األسرة. 31
133
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
ً
اجتماعيا فتنمو ً
كائنا الذات ال يظهر إال بعد أن يصبح الفرد أي أنها مبستوى متوسط ،حيث جاءت استجاباتهم هذه نظراً ملا
الذات وتتبلور عن طريق اخلربات والتجارب ،ومنط عالقات الفرد يتعرضون له من ضغوطات جتعلهم يفقدون أعصابهم بسهولة.
باحمليطني به ،وبالتالي ميكن القول إن األطفال مبستوى عام ال وبالنظر إىل عبارات املستوى الضعيف والضعيف جداً ،فقد جاءت
يعانون من مشكالت نفسية. العبارات ( )19 -2بهذا املستوى؛ أي أنها ال تشكل مشكالت نفسية
تظهر بيانات اجلدول رقم ( )9ترتيب املشكالت من حيث تأثريها بالنسبة لألطفال ،وقد يرجع السبب يف ذلك إىل احتواء األسرة
على األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة (املشكالت النفسية، ً
إضافة إىل مساعدتهم على االعتماد على ذاتهم هلؤالء األطفال،
واملشكالت االجتماعية) ،إال أن هذه املشكالت جاءت مبستوى بطريقة ال يشعرون فيها بأنهم أقل من أقرانهم من األطفال ،فقد
ضعيف ،أي أن أثرها على األطفال ضعيف جداً. ً
إجيابيا عن ذاتهم يتضح ً
مفهوما اتضح من استجاباتهم أن لديهم
من تفاعلهم مع اآلخرين ،ونظرتهم لذاتهم ،ونظرة اآلخرين
ً
ثالثا :مدى وجود عالقة بني البيانات األولية واملشكالت هلم ،وهو ما يؤثر على سلوكهم االجتماعي ،كما أن تكوين مفهوم
اليت تواجه األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة يف
حمافظة مسقط: جدول ( )9ترتيب مستوى قوة بعدي املشكالت اليت تواجه األطفال جمهولي
األبوين يف األسر البديلة
تناول البحث عرض نتائج تتعلق مبدى وجود عالقة بني البيانات
مستوى
األولية وأبعاد البحث (االجتماعية ،والنفسية) وتتضح هذه االحنراف املعياري املتوسط احلسابي البعد م
االستجابة
متوسط العبارة
موافق بشدة
غري موافق
العبارة م
موافق
حمايد
متوسط 2.775 6 16 4 9 5 أفقد أعصابي بسهولة. 1
ضعيف 2.6 9 10 10 10 1 أحاول اهلرب من مشاكلي. 2
ضعيف 2.55 11 13 3 9 4 ال أحب املنافسة مع اآلخرين. 3
ضعيف 2.45 14 11 1 11 3 أشعر بأني لست الشخص الذي أمتنى أن أكون. 4
ضعيف 2.425 11 13 7 6 3 أشعر بأنين متوتر يف أغلب األحيان. 5
ضعيف 2.425 12 15 3 4 6 أعتقد بأنين لن أكون قادراً على حتمل مسؤولياتي يف املستقبل. 6
ضعيف 2.425 12 14 3 7 4 أشعر بالقلق عندما أفكر فيما سيقوله اآلخرون عين. 7
ضعيف 2.375 13 13 4 6 4 أشعر بأنين ال استمتع باحلياة. 8
ضعيف 2.35 12 15 2 9 2 كثرياً ما أشعر باحلزن. 9
ضعيف 2.2 13 18 1 4 4 ال أستطيع النوم بسبب تفكريي باملستقبل. 11
ضعيف 2.15 16 14 3 2 5 أشعر بعدم أهمييت بني أصدقائي. 12
ضعيف 2.1 15 15 1 9 0 أشعر باإلحباط واليأس. 13
ضعيف 2.075 13 18 3 5 1 أرى بأن ما أؤديه يكون أقل مما يؤديه اآلخرون. 14
ضعيف 2.05 0 5 3 21 11 أستطيع أن أحتكم يف مشاعري يف املواقف املختلفة. 15
ضعيف 1.925 2 1 2 22 13 أستطيع اختاذ القرار يف املواقف اليت تواجهين. 16
ضعيف جداً 1.775 19 15 2 4 0 أشعر بأن املوت أفضل من احلياة. 18
ضعيف جداً 1.675 21 15 1 2 1 أشعر باخلوف والوحشة عندما أدخل غرفة غري غرفيت باملنزل. 19
134
القلهاتية وعثمان والشربيين
-2هل توجد فروق ذات داللة إحصائية يف املشكالت اليت تواجه متت اإلجابة على هذا التساؤل باستخدام اختبار ”ت” لعينتني
األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة تعزى ملتغري (العمر)؟ مستقلتني ()Independent sample t-test؛ للتحقق من داللة الفروق
وقد متت اإلجابة على هذا التساؤل باستخدام اختبار ”ت” لعينتني بني متغريي (ذكر /أنثى) بالنسبة للنوع ،وجاءت النتيجة على
مستقلتني ( )Independent sample t-testللتحقق من داللة الفروق النحو اآلتي:
بني متغري (العمر) ،وجاءت النتيجة على النحو اآلتي: ً
ُيالحظ من اجلدول رقم ( )10أن هناك فروقا ذات داللة إحصائية
يكشف اجلدول ( )11عن عدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند عند مستوى ( )0.05 <Pيف البعد رقم (” )1املشكالت االجتماعية”
مستوى ( )0.05 <Pيف بعدي الدراسة ،أي أنه ال توجد عالقة بني ً
إحصائيا ملتغري النوع ،يف حني مل تشر النتائج إىل وجود فروق دالة
املرحلة العمرية واملشكالت االجتماعية والنفسية اليت يواجهها على بعد املشكالت النفسية ،وميكن توضيح ذلك:
هؤالء األطفال. -1املشكالت االجتماعية :بلغ املتوسط احلسابي للمشكالت
-3هل توجد فروق ذات داللة إحصائية يف املشكالت اليت تواجه االجتماعية اليت تواجه األطفال جمهولي األبوين بالنسبة للذكور
األطفال جمهولي األبوين يف األسر البديلة تعزى ملتغري (نوع املؤسسة أكثر من املشكالت االجتماعية اليت تواجه اإلناث ،فقد بلغ متوسط
التعليمية)؟ متت اإلجابة على هذا التساؤل باستخدام اختبار ”ت” املشكالت االجتماعية اليت تواجه الذكور ( )65مقابل ()59.15
لعينتني مستقلتني ( )Independent sample t-testللتحقق من داللة بالنسبة لإلناث ،أي أن املشكالت االجتماعية اليت تواجه الذكور
الفروق بني متغري (العمر) ،والنتيجة على النحو اآلتي: مبعدل أكرب عن اإلناث يصل إىل ( )5.85درجة ،وقد يعود السبب
يشري اجلدول رقم ( )12إىل نتائج اختبار ،T-testفقد أوضحت يف ذلك إىل الطبيعة البيولوجية لإلناث اليت جتعلها أقل عرضة
ً
إحصائيا بني الذين يدرسون النتائج إىل عدم وجود فروق دالة للمشكالت االجتماعية ،واختالط الذكور باجملتمع اخلارجي أكثر
يف مؤسسة خاصة ،والذين يدرسون يف مؤسسة حكومية يف مجيع من اإلناث.
جدول ( )10نتائج اختبار ”ت” ( )T-testملعرفة الفروق بني الذكور واإلناث يف املشكالت اليت تواجههم
احلكم متوسط الداللة قيمة ت االحنراف املعياري املتوسط احلسابي العدد املتغري البعد م
0.05 <P
جدول ( )11نتائج اختبار ”ت” ( )T-testملعرفة الفروق بني األطفال بني عمر (-12أقل من 15سنة) و(-15أقل من 18سنة) يف املشكالت اليت تواجههم يف األسر
البديلة يف حمافظة مسقط
احلكم متوسط الداللة قيمة ت االحنراف املعياري املتوسط احلسابي العدد املتغري البعد م
0.05 <P
جدول ( )12نتائج اختبار ”ت” ( )T-testملعرفة الفروق بني األطفال املؤسسة التعليمية (حكومية ،خاصة) يف املشكالت اليت تواجههم يف األسر البديلة
احلكم متوسط الداللة قيمة ت االحنراف املعياري املتوسط احلسابي العدد املتغري البعد م
0.05 <P
135
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
جدول ( )13نتائج اختبار حتليل التباين األحادي ( )one way a novaملعرفة أثر متغري الدخل على املشكالت اليت تواجه األطفال
احلكم مستوى الداللة قيمة ف متوسط املربعات درجات احلرية جمموع املربعات مصدر التباين البعد م
0.05 <P
يعلمون بواقعهم االجتماعي بسبب أن األسر البديلة ختفي احلقيقة أبعاد الدراسة ،ويعود السبب يف ذلك إىل اهتمام املؤسسات اخلاصة
عن الطفل احملتضن ،ألنها ال تعرف الطريقة املناسبة إلخباره عن واحلكومية باألساليب احلديثة يف التعامل مع األطفال ،وعدم
واقعه ،وبالتالي يصل إىل مرحلة املراهقة اليت يتعرض فيها ألزمة التحيز أو التمييز بينهم؛ لذلك مل تظهر أي مشكالت تعزى ملتغري
اهلوية ،وهو ما يزيد من صعوبة األمر فيعيش يف صراع داخلي. طبيعة املؤسسة التعليمية.
بشكل عام من مشكالت
ٍ هذا وتشري النتائج إىل أن األطفال ال يعانون -4هل يوجد أثر ذو داللة إحصائية يف املشكالت اليت تواجه األطفال
اجتماعية ،فقد تبني أن األسر البديلة تقدم الرعاية واالهتمام جمهولي األبوين يف األسر البديلة تعزى ملتغري (الدخل)؟
اجليد هلؤالء األطفال ،وتبذل جهودا كبرية خلدمتهم كأنهم وقد متت اإلجابة على هذا التساؤل باستخدام اختبار ”ت” لعينتني
أبناؤهم ،وإشباع كل ما يلزمهم من احتياجات وخدمات تهمهم مستقلتني ( )one way a novaللتحقق من داللة الفروق بني متغري
ً
إضافة إىل ما توفره األسرة هلم من إحاطة باحلب وحيتاجون إليها، (الدخل) ،والستكشاف أثر متغري الدخل على أبعاد الدراسة ،ومت
والعناية شأنهم يف ذلك شأن أطفاهلم البيولوجيني؛ حتى ال يشعر ً
وفقا لذلك( :اجملموعة :1أقل تقسيم أفراد العينة إىل جمموعات
الطفل بالنظرة الدونية من قبل أفراد األسرة؛ األمر الذي جيعلهم من 500ريال)( ،اجملموعة -500 :2أقل من 1000ريال)( ،اجملموعة
ً
إضافة إىل الدعم الذي يشعرون بالسعادة النتمائهم هلذه األسر، -1000 :3أقل من 2000ريال)( ،اجملموعة -2000 :4أقل من 3000
تقدمه األسر هلؤالء األطفال لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم ،إال أن ريال)( ،اجملموعة -3000 :5أقل من 4000ريال)( ،اجملموعة -4000 :6
هناك القليل جداً من املشاكل االجتماعية اليت خرجت بها هذه أقل من 5000ريال)( ،اجملموعة 5000 :7ريال فأكثر) ،وقد جاءت
الدراسة ،و ميكن تلخيصها فيما يلي: النتيجة على النحو اآلتي:
-1عدم استطاعة األطفال على التأقلم بسهولة مع اآلخرين من يشري اجلدول رقم ( )13إىل نتائج اختبار ( ،)one way a novaإذ مل
حوهلم؛ بسبب عدم تقبلهم هلم. ً
إحصائيا على أبعاد الدراسة األخرى تشر النتائج إىل وجود أثر دال
-2جتنبهم اإلجابة على األسئلة املوجهة إليهم عن أسرهم؛ ألنهم (املشكالت االجتماعية ،واملشكالت النفسية).
جيدون صعوبة يف اإلجابة عليها؛ لذلك فهم يتجنبون االختالط
باجملتمع احمليط ،وجيدون أنفسهم غري قادرين على التأقلم بسهولة اخلالصة:
مع اجملتمع من حوهلم بسبب رفضه هلم. هدف هذا البحث إىل التعرف على املشكالت االجتماعية والنفسية
أما فيما يتعلق باجلانب النفسي فقد تبني أن األسرة البديلة تعمل اليت تواجه جمهولي األبوين يف األسر البديلة يف حمافظة مسقط
على احتواء هؤالء األطفال ،ومساعدتهم على االعتماد على ذاتهم بسلطنة عمان ،باستخدام منهج املسح الشامل لألطفال جمهولي
حتى ال يشعروا بأنهم أقل عن أقرانهم ،وهو ما عكسته النتائج األبوين يف األسر البديلة من عمر ( -12أقل من 18سنة) ،وقد مت
ً
إجيابيا عن ذاتهم من تكوينهم هلذا ً
مفهوما اليت أشارت إىل أن لديهم التوصل إىل جمموعة من النتائج ،أهمها :مل تظهر املشكالت بصورة
املفهوم عن طريق تفاعلهم مع اآلخرين ،ونظرتهم لذاتهم ،ونظرة كبرية بسبب اجلهود اليت تبذهلا األسر يف رعاية األطفال احملتضنني
اآلخرين هلم ،فيؤثر على سلوكهم االجتماعي؛ وبالتالي ميكن وأيضا بسبب إخفاء حقيقة وضع األطفال من ِقبل غالبية ً لديهم،
القول أن األطفال مبستوى عام ال يعانون من مشكالت نفسية ،سوى األسر عن األطفال أنفسهم ،إال أن هناك بعض املشكالت اليت ظهرت،
مشكلة واحدة ،وهي أن نسبة منهم يفقدون أعصابهم بسهولة يف ومنها عدم الصعوبة اليت وجدها بعض األطفال يف قبول اآلخرين،
بعض املواقف. ويف ضوء هذه النتائج مت وضع عدد من املقرتحات اليت سنستعرض
وبناء على هذه النتائج فقد توصل الباحث إىل جمموعة من أهمها.
املقرتحات ،وهي على النحو اآلتي: ولعل من بني أهم ما تشري إليه بيانات البحث ،هو ارتفاع نسبة
األطفال احملتضنني يف األسر البديلة من عمر ( -12أقل من 15سنة)،
مقرتحات البحث: فقد بلغت نسبتهم ( ،)%60وقد يعود السبب يف ذلك إىل أنه أصبح
وقد جاءت مقرتحات البحث على النحو اآلتي: هناك وعي وإقبال على احتضان األطفال يف السنوات األخرية
-1العمل على رفع مستوى رعاية األطفال بتسخري وسائل اإلعالم، مقارنة بالسنوات السابقة ،كما أظهرت الدراسة أن أغلب األطفال ال
136
القلهاتية وعثمان والشربيين
اخلاصة ،دراسة ميدانية يف دار الرتبية بالرياض ،املؤمتر السعودي ومنظمات اجملتمع املدني ،ودور العبادة لنشر ثقافة االحتضان.
األول لرعاية األيتام ،اململكة العربية السعودية. -2العمل على تبسيط اإلجراءات اخلاصة بتسليم الطفل لألسر
البديلة وتسريعها ،بعد الدراسة الدقيقة لألسر الراغبة يف
باقارش ،صاحل سامل؛ وآخرون ،1992 ،مشكالت وقضايا تربوية االحتضان من قبل جلنة متخصصة لدراسة وضع األسر.
معاصرة ،حائل ،دار األندلس للنشر والتوزيع. -3ضرورة أن يعمل أفراد األسرة البديلة على توفري مناخ أسري
يسوده احملبة والتعاون واالحرتام واملشاركة ،وأن يقوم على املساواة،
بنات ،سهيلة ،2013 ،دليل األسر احلاضنة الحتضان آمن وصحي، وأن يكون بعيداً عن القسوة واإلهمال والنبذ ،وأن يركز على
اجمللس الوطين لشؤون األسرةّ ،
عمان. مساعدة الطفل على االندماج يف اجملتمع؛ حتى يتاح له فرصة
التفاعل اجليد واملساندة االجتماعية.
بوادى ،حسنني احملمدي ،2005 ،حقوق الطفل بني الشريعة -4عمل اجتماع دوري بني املسؤولني واألسر البديلة؛ للوقوف
اإلسالمية والقانون الوضعي ،دار الفكر اجلامعي ،اإلسكندرية. على أهم التحديات اليت تواجه األسر البديلة يف مسريتها الرتبوية
للطفل احملتضن ،وإجياد السبل املناسبة ملواجهة هذه التحديات.
اجلوات ،علي اهلادي؛ الدوييب ،عبدالسالم؛ حمسن ،أمحد ظافر، -5عمل ملتقى جيمع األسر البديلة باألمهات البديالت مبركز
،1987رعاية الطفل احملروم :األسس االجتماعية والنفسية للرعاية رعاية الطفولة؛ لتبادل اخلربات.
البديلة للطفولة ،معهد اإلمناء العربي للدراسات االجتماعية. -6إعفاء األسر البديلة من رسوم استخرج املستندات الرمسية
اخلاصة بالطفل.
احلموي ،أسامة ،2007 ،التبين ومشكلة اللقطاء وأسباب ثبوت -7ضرورة مكاشفة الطفل احملتضن حبقيقة وضعه يف سن مبكرة؛
النسب :دراسة فقهية اجتماعية مقارنة ،جملة جامعة دمشق ً
تفاديا لكثري من املشكالت اليت قد حتدث فيما بعد.
للعلوم االقتصادية والقانونية ،دمشق ،م ،23ع .2 -8أن يكون ضمن إجراءات املوافقة لألسرة البديلة عمل جمموعة
من االختبارات النفسية ،على أن يكون اجتيازها من قبل األسرة
خدجية ،دخينات ،2012-2011 ،وضعية األطفال غري الشرعيني يف ً
أساسيا للحصول على الطفل أو الطفلة من عدمه. ً
شرطا
اجلزائر ،جامعة احلاج خلضر باتنه ،اجلزائر. ً
جنبا إىل جنب مع -9دعم دور منظمات اجملتمع املدني؛ لتعمل
املنظمات احلكومية يف رفع مستوى الرعاية املقدمة لألسر البديلة
اخلطيب ،عبداهلل عبداحلميد ،1971-1970 ،دراسة مقارنة ملدى إشباع لألطفال احملتضنني ،فمنظمات اجملتمع املدني لديها معرفة جيدة
احلاجات األساسية لدى األطفال الذين حيصلون على رعاية بديلة حبقائق األمور على الواقع.
يف املؤسسات اجلماعية واألسر البديلة يف األردن ،رسالة ماجستري، -10تزويد قسم الرعاية البديلة بكادر من املتخصصني يف جمال
اجلامعة األردنيةَّ ،
عمان. الرعاية البديلة ،إلعداد الزيارات امليدانية مبا يتناسب مع أعداد
األسر احلاضنة.
السبيت ،خولة ،2004 ،مشكالت املراهقات االجتماعية والنفسية
والدراسية :دراسة وصفية على عينة من الطالبات السعوديات يف املراجع:
املرحلة املتوسطة يف املدارس احلكومية يف مدينة الرياض ،رسالة ّ
عالل ،2009-2008 ،التبين والكفالة :دراسة مقارنة بني آمال،
ماجستري ،جامعة امللك سعود. الشريعة اإلسالمية والقانون الوضعي ،رسالة ماجستري غري
منشورة ،جامعة أبو بكر بلقايد –تلمسان ،اجلزائر.
السدحان ،عبداهلل ناصر ،2011 ،أطفال بال أسر ،السعودية ،مكتبة
العبيكان. أندجياني ،عبدالوهاب بن مشرب .2012 ،الفرق بني طالب الظروف
اخلاصة والطالب العاديني يف توكيد الذات وحل املشكالت مبدينة
السنهوري ،أمحد ،2009 ،موسوعة منهج املمارسة العامة املتقدمة مكة املكرمة ،دراسات عربية يف الرتبية وعلم النفس ،السعودية ،ع
للخدمة االجتماعية وحتديات القرن الواحد والعشرين امليالدي، ،26ص.113 -91
دار النهضة العربية ،القاهرة ،الطبعة السابعة املعدلة.
األنصاري ،سامية لطفي .1989 ،تقديرات الذات وعالقته بالتنشئة
السيد ،السيد عبداحلميد ،2012 ،علم االجتماع التطبيقي ،مكتبة االجتماعية لدى األطفال احملرومني من الرعاية األسرية ،الرتبية
األجنلو املصرية ،القاهرة ،ط.3 املعاصرة ،مصر ،ع.12
الشبؤون ،دانيا ،2011 ،القلق وعالقته باالكتئاب عند املراهقني: البار ،أمحد عبدالرمحن؛ أبو الفرج ،وأشرف عبدالوهاب،2011 ،
دراسة ميدانية ارتباطية لدى عينة من تالميذ الصف التاسع من مشكالت االندماج االجتماعي واهلوية لدى األيتام ذوي الظروف
137
املشكالت االجتماعية والنفسية لألطفال جمهولي األبوين...
وزار التنمية االجتماعية .2005 ،التقرير الوطين الدوري الثاني التعليم األساسي يف مدارس مدينة دمشق الرمسية ،جملة جامعة
بشأن اتفاقية حقوق الطفل ،مسقط. دمشق ،اجمللد ،27العدد الثالث والرابع.
وزارة التنمية االجتماعية ،2013 ،التقرير الوطين الدوري الثالث عبدالغفار ،إحسان زكي؛ عبدالعظيم ،صفاء؛ عبدالعال ،هدى،
والرابع بشأن اتفاقية حقوق الطفل ،سلطنة عمان. ،1987رعاية األسرة والطفولة ،دبي ،دار القلم للنشر والتوزيع.
وزارة التنمية االجتماعية ،2007 ،الالئحة التنظيمية للرعاية العتييب ،محدان عبيد ،2010 ،جتربة األسر البديلة لرعاية األحداث
واحلضانة األسرية ،مسقط. من االحنراف دراسة تشخيصية من وجهة نظر األخصائيني
االجتماعيني ،رسالة ماجستري ،جامعة نايف العربية للعلوم
وزارة التنمية االجتماعية ،2009 ،الالئحة التنظيمية ملركز رعاية األمنية ،اململكة العربية السعودية.
الطفولة ،مسقط.
العتييب ،فاطمة فرج فرحان ،2008 ،حقوق الطفل ورعايته يف
وزارة التنمية االجتماعية ،2014 ،النشرة اإلحصائية للربع الثالث، اإلسالم ويف دولة السويد ،رسالة ماجستري غري منشورة ،جامعة أم
سلطنة عمان ،مسقط. القرى ،اململكة العربية السعودية.
وزارة التنمية االجتماعية( ،د.ت) .كتيب مركز رعاية الطفولة، العفيصان ،عبدالرمحن عبداهلل ،1994 ،نظام األسرة البديلة
مسقط. وعالقته بوقاية األطفال من االحنراف ،رسالة ماجستري ،املركز
العربي للدراسات األمنية والتدريب ،الرياض.
وزارة الشؤون القانونية ،1974 ،قانون اجلزاء ُ
العماني ،املرسوم
السلطاني رقم ( ،)74\7اجلريدة الرمسية ،العدد 52م.380-274 ، قدير ،حسني عبدالرحيم ،2011 ،التكيف االجتماعي لذوي الظروف
اخلاصة داخل األسر البديلة دراسة على عينة من ذوي الظروف
وزارة الشؤون القانونية ،1996 ،املوافقة على انضمام السلطنة اخلاصة ”جمهولي النسب” مبدينة مكة املكرمة ،رسالة ماجستري،
التفاقية حقوق الطفل ،املرسوم السلطاني رقم ( ،)96 /54اجلريدة جامعة امللك عبدالعزيز ،اململكة العربية السعودية.
الرمسية ،العدد .89-88 ،577
الكردي ،مها ،1980 ،حبوث يف علم النفس ،القاهرة ،مكتبة النهضة
وزارة الشؤون القانونية ،1996 ،النظام األساسي لسلطنة عمان، املصرية.
املرسوم السلطاني رقم ( ،)96/101اجمللد .317-299 ،25
جلنة األمم املتحدة املتعلقة حبقوق الطفل ،2010 ،دليل الرعاية
وزارة الشؤون القانونية ،1997 ،قانون األحوال الشخصية ،املرسوم البديلة لألطفال :إطار حددته األمم املتحدة ،الربنامج الدولي
السلطاني رقم ( ،)97\32اجلريدة الرمسية ،العدد (.56-6 ،)601 لتطوير قرى األطفال ،SOSالنمسا.
وزارة الشؤون القانونية ،2004 ،الربوتوكولني االختياريني امللحقني املركز الوطين لإلحصاء واملعلومات ،2010 ،مسقط.
التفاقية حقوق الطفل بشأن بيع األطفال واستغالل األطفال يف
البغاء ويف املواد اإلباحية .2002مرسوم سلطاني رقم (،)2004/41 مصطفى ،يامن سهيل .2009العنف األسري وعالقته بالتوافق
اجلريدة الرمسية ،العدد (.167 ،)765 النفسي لدى املراهقني :دراسة ميدانية على طالب املرحلة
الثانوية يف مدارس مدينة دمشق ،رسالة ماجستري غري منشورة،
وزارة الشؤون القانونية ،2011 ،القرار الوزاري للتعديل على الالئحة جامعة دمشق.
التنظيمية للرعاية واحلضانة األسرية رقم ( )2011/138اجلريدة
الرمسية ،العدد (.23 ،)963 أبو هرجة ،حممد إبراهيم علي ،2008 ،العائد االجتماعي للرعاية
التعليمية لألطفال مبؤسسات الرعاية البديلة ،جملة دراسات يف
وزارة الشؤون القانونية ،2014 ،قانون اجلنسية العمانية ،املرسوم اخلدمة االجتماعية والعلوم اإلنسانية ،كلية اخلدمة االجتماعية،
السلطاني رقم ( ،)2014 /38اجلريدة الرمسية ،العدد .15-7 ،1066 جامعة حلوان ،مصر ،ع ،25ج .2
وزارة الشؤون القانونية .2014 ،قانون الطفل العماني ،املرسوم وزارة التنمية االجتماعية ،2013 ،التقرير السنوي ،سلطنة عمان،
السلطاني رقم ( ،)2014 /22اجلريدة الرمسية ،العدد .28-7 ،1058 مسقط.
138
القلهاتية وعثمان والشربيين
جامعة السلطان قابوس-كلية الرتبية أستاذ مشارك يف قسم علم النفس حممود إبراهيم 1
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي جمدي عبدربه 2
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي عماد فاروق 3
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي حممود فتحي 4
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي حممد فودة 5
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي منى بكري 6
جامعة السلطان قابوس أستاذ مساعد يف قسم علم االجتماع والعمل االجتماعي أجمد احلاج 7
139