Professional Documents
Culture Documents
فصل الخطاب في حكم دائري الفجر والشفق المستخرجين بالحساب
فصل الخطاب في حكم دائري الفجر والشفق المستخرجين بالحساب
فصل الخطاب في حكم دائري الفجر والشفق المستخرجين بالحساب
الفلك رئيس الجمعية الفلكية بالقاهرة وذلك أن حرصة األستاذ عبد المقصود حاشاد حساب ن
ي
هذا األستاذ من جملة ما حسب له يوما واحدا مدينة مراكش وما وافقها فاستخرج لها حصص
سبتمي سنة 1934وذلك ر أوقات الصالة ليوم األحد 15رمضان عام 1353الموافق 23
الحقيق وهو: ي باعتبار الساعة العربية فاستخرج وقت الزوال
58 6يوافق بساعتنا 00 12 الظهــر علــى الساعــة
يواف ــق 44 2 42 9 والعصـر علــى الساع ــة
يواف ــق 02 5 00 12 المرن عىل الساعـة ي والغروب
يواف ــق 25 6 23 01 والعشـاء علــى الساعــة
23 12يواف ــق 2 5 والفجر عل ــى الساعــة
56 01يواف ــق 58 6 المرن عىل الساعة والشوق ر
ي
فال شك أن عمل هذا األستاذ رئيس الجمعية الفلكية موافق تمام الموافقة لعمل سائر
موقت المغرب بالقاهرة ولم يخالفهم ولو بدقيقة واحدة فضال عن أن يخالفهم بست دقائق فكيف ي
مع هذا يقول من خالف أن عمله يوافق عمل المشارقة هذا بهتان عظيم عىل أنه لو فرضنا
وجود نتيجة موافقة لعمله فتكون باطلة لبنائها عىل شفا جرف كما ستعلم ذلك بحول هللا.
ومع هذا كله فالفضل لشيخنا وقدوتنا الفقيه العالمة النحرير المشارك الحجة ن يف مختلف
الفنون وعىل األخص فن التوقيت والتعديل والهيئة وسائر ما يتعلق بالفلك ن يف التصانيف
الييه سيدي الشيف ن ن البديعة الت ذللت كل صعب وشاره بعذوبة ألفاظها وحسن ترتيبها ر
ي
ن
العلم أدام هللا حفظه ومتعنا به آمي فهو الذي أحيا هللا به هذا العلم ي َمحمد بن محمد بن ابراهيم
تدريسا وتأليفا بعدما كاد تذهب رسومه وفتح من مغلفاته ما لم يتفق ألحد إدراكه من ذلك هذه
المسألة فهو الذي كشف ستارها وأظهرها للعالم ظهور الشمس وأوضحها ن يف كتبه أتم وضوح
المارديت ن يف
ي
ن لرسالة الفشتاىل
ي ح ش وخصوصا نف حاشيته الجامعة ألشار فن التوقيت عىل ر
ي
ن ن
الربــع المجيب فمن طلعها فال يبق عنده أدن وهم يف صحة ما به العمل منذ قرون [بل قيد
ن
المسلمي أحسن الجزاء. فيها تقييدا خاصا ن ي رف هذا نالزمن كما علمت] فجزاه هللا عنا وعن
وهذا أوان الشوع يف المقصود فأقول وباهلل التوفيق.
من القواعد المسلمة عند أرباب فن التوقيت والتعديل والهيئة ،الطلوع والغروب
الجغميت ن يف ملخص الهيئة وبالنسبة إليها أي إىل دائرة األفق ن معتيان ن
ي قال المرن
ي األفق ف
ي ر
وبي ما ال يرى منه يعرف الطلوع والغروب انتىه وقال ن بي ما يرى من الفلك الفاصلة ن
المرن يعرف الطلوع والغروب انتىه .فعىل هذا باألفق أي وبه اللمعة حش الخرصي نف ر ن
ي ي
المرن ومن المعلوم المقرر أن مغيب ي يكون المدار ن يف رصد ما يطلع أو يغرب عىل األفق
المعتي فيهما مغيب األول عن ر الشفق األحمر وطلوع الفجر الصادق مرصودان فإذن يكون
الثان عليه وقد علم أيضا أنه وقع خالف طويل ن يف وقت طلوع الفجر ي
األفق المرن وطلوع ن
ي
ن ن
المارديت يف حاوي المخترصات وذكر فيه أيضا عن جمال الدين ي وغروب الشفق ذكره
المارديت أن الحق فيهما الزيادة والنقص بحسب العوارض الحادثة مثل صفاء الجو وكدرته ن
ي
وقوة البخار وضعفه وشدة الهواء ووقته ووجود القمر وغيبوبته وضعف نظر الراصد وحدته
العرضن الطوس ومؤيد والذي اعتمد عليه محقق هذا العلم من الرصاد وغيهم كالنصي
ي ي وأن الريحان البي ن
ن
الموقتي المارديت بعد ذلك وعليه عامة ن قال الرصد أئمة من هم وغي ون
ي ي ري
3
وأهل هذا العلم من مشايخنا وغيهم أن الشمس إذا انحط مركزها عن أفق المغرب بـ 17
المشق 19درجة طلع درجة غرب الشفق األحمر عن األفق المرن وأنه إذا انحط عن أفق ر
ي
المارديت هذان المرن وشفهناه ،بل قال شارح اللمعة بعد نقله كالم الفجر الصادق عىل األفق
ي ن ي
العية بالوقت الذي قدره المارديت توجيه ما اعتمدوه يف كتب الفقه من أن ر ن ويستفاد من كالم
ي
الموقتون وإن شوهد غروب الشفق قبله انتىه.
ومن المعلوم أيضا كما ن يف رشح اللمعة أن حساب األعمال من نحو نصف القوس
الشوق والغروب والطالع والغارب إنما هو لمركز الشمس ن ومطالع ر
الحقيق
ي األفق في
المرن وقد تقرر أيضا أن الدائر المستخرج باالرتفاع باآللة أو ي الحقيق دون ي النضباط األفق
ن الجدول هو الزمن الذي ن
بي حلول المرتفع يف الموضع الذي هو فيه وقت االرتفاع وحلوله
الحقيق وسواء كان المرتفع مركز الشمس أو نظيه أو غيهما فحينئذ محل ي عىل دائرة األفق
الحقيق وأن فضل الدائر هو ي ابتدائه بالنسبة للطلوع ومحل انتهائه بالنسبة للغروب هو األفق
بي حلول المرتفع ن يف الموضوع الذي هو فيه وقت االرتفاع وحلوله عىل دائرة الزمن الذي ن
ن ن
نصف النهار ،وما قيل يف االرتفاع يقال يف االنحطاط وأن الذي يدخله اإلصالح بدقائق
وه أبدا 16دقيقة تقريبا إنما هو الدائر ال فضله اختالف اآلفاق ودقائق نصف قطر الشمس ي
والباف الماض من ر
الشوق ن قال شارح اللمعة وإن أخذت ارتفاعا وعرفت منه الدائر وهو
ي ي
عىل الغروب فالبد من زيادة ذلك عليه انتىه .
واسم اإلشارة راجع إىل دقائق اختالف اآلفاق ونصف قطر الشمس وقال ن يف حاو
بمض الدائرين العرص المخترصات ويعرف وقت دخول المغرب بغروب الشمس أو ن
ي
والغروب المستخرج من اآللة أو الجداول مع زيادة أقلها نصف درجة وقد أوضحت ذلك ن يف
نظم اليواقيت ثم قال :والبد من هذه الزيادة انتىه .
ومن المعلوم أيضا أن دائر االنحطاط مساو لدائر ارتفاع النظي وفضل دائرهما كذلك
قال الكلنبوي ن يف المرصد التاسع :اعلم أن لكل ارتفاع دائرا وفضل دائر كذلك لكل انحطاط
تحت األفق لكن لما كان ما تحت األرض من كل مدار مساويا لما فوق األرض من مدار درجة
النظي احتيج ن يف دائر االنحطاط وفضل دائره إىل العمل بدرجة النظي فتفرض الشمس أو
الكوكب ن يف درجة نظيتها وتفرض االنحطاط ارتفاعا ويستخرج دائرهما وفضل دائرهما
ن
التحتانيي بما سبق انتىه.
إذا تمهد ذلك فأقول أن الراصد لما راقب مغيب الشفق األحمر وطلوع الفجر الصادق
وف ن عن األفق المرن وجد ارتفاع النظي نف األول 17درجة ن
الثان 19درجة كما تقدم فإذا ي ي ي ي
ن ن
عملت بدرجة النظي بأن تفرض الشمس يف درجة نظيتها وتفرض االنحطاط ارتفاعا فييد
بعد القطر عىل جيب االنحطاط إن كان ميل درجة النظي مخالفا للعرض فتأخذ الفضل بينهما
إن كان ميلها موافقا فما كان فهو األصل المعدل فتقسم عىل األصل المطلق مرفوعا والخارج
يزاد عليه نصف التعديل إن كان ميل درجة النظي موافقا ويؤخذ الفضل بينهما إن لم يكن
كذلك فما كان فهو دائر ارتفاع النظي.
المارديت وشح اللمعة أن الدائر المستخرج باالرتفاع باآللة أو ر ن وقد علمت من كالم
ي
الحقيق،
ي الجداول محل ابتدائه بالنسبة للطلوع ومحل انتهائه بالنسبة للغروب هو األفق
والشك أن ما ثبت للنظي باعتبار محل دائري ارتفاعه يجب ثبوته لمركز الشمس باعتبار
4
ا
و ط
ح ر
ب
الحقيق ي الت ذكرها يطرح من نصف القوس الدائر المستخرج لوقت طلوع الفجر بالكيفية ي
ونصه :وأما حصة الفجر ...إىل أن قال يحصل فضل الدائر انقصه من نصف قوس نهار تلك
الدرجة الحقيق يبق الدائر المطلوب انتىه ،ومعلوم أن انتهاء القوس الحقيق يكون ن
حي ي ي
الباف بعد طرح فضل الدائر من الحقيق فحينئذ يكون القدر ي ي وقوع مركز الشمس عىل األفق
الحقيق معدودا من وقت طلوع الفجر إىل وقت حلول مركز الشمس عىل األفق ي نصف القوس
حي ظهور الحاجب الحقيق فكيف مع ذلك يقال أن انتهاء الدائر المستخرج بالحساب يكون ن
ن ي
المرن عىل أن صاحب المطلع ي المرن حت يقال أنه يحط من نصف القوس األعىل يف األفق ن ي
الحقيق يؤخذ ي المرن ألنه بعدما ذكر أن نصف قوس النهار ي عنده غلط آخر يف نصف القوس
من جداوله قال فإن زدت عليه دقائق االختالف المأخوذة بالميل والعرض حصل نصف
الت ذكرها ن يف الجدول غي داخل فيها نصف المرن انتىه .مع أن دقائق االختالف ي ي القوس
المرن إال بزيادة ما ينوب نصف قطر الشمس ي قطر الشمس وعليه فال يحصل نصف القوس
ينبغ له أن يأخذ بكل ما قيل ولو عىل الدقائق الت نف الجدول فليتنبه العاقل لمثل هذا وال ن
ي ي ي
ينبغ له أن ينظر المقول فإن وافق الدليل الدليل أخذ به وإال فال وخصوصا ن
نخالف الدليل بل ي
المعتي فيها ما وافق العقل والمشاهدة ال قول فالن أو فالن مجردا ر يف المسائل الحسابية فإن
مرتي المرة األوىل ن يف ن الحس.يلزم عليه تكرار دقائق اختالف اآلفاق ذلك ي
أنه العقىل أو
ي
يبطل عن الدليل
ومما
الحقيق، ي الدائر المستخرج من حيث إن وقت انتهائه هو وقت حلول المركز عىل األفق
والثانية ن
المرن مع أن حقه ي القوس نصف من الدائر ذلك حط قد أنه حيث من القوس نصف في
الحقيق وحيث ثبت بهذه الدالئل الواضحة أن الدائر المستخرج ي أن يحط من نصف القوس
الحقيق أن استخرج بارتفاع النظي 19 ي ميقان فيحط من نصف قوس الليل ي بارتفاع النظي
المرن المنوط به وجوب اإلمساك فن
ي ي درجة يحصل وقت طلوع الفجر الصادق عىل األفق
الحقيق أن استخرج بارتفاع ي الصوم وحلية صالة الفجر وكذا يزاد عىل نصف قوس النهار
المرن المنوط به وجوب ي النظي 17درجة يحصل وقت مغيب الشفق األحمر عن األفق
المرن أو ينقص منه ليال ي صالة العشاء عند المالكية وال يزاد ذلك الدائر عىل نصف القوس
يقع الخلل ن يف وقت العشاء والفجر وعىل األخص الفجر فإنه يؤدي إىل حلية الصالة وصحة
يقتض تفطي من أكل وقوعها قبل وقتها مع أنها ال تصح إال إن وقعت بعد دخول وقتها وكذا ن
ي
الحقيق والحصة المستخرجة بارتفاع ي أو رشب قبل الوقت المستخرج من نصف القوس
والشب والقضاء فقط عىل يقتض وجوب القضاء والكفارة عىل متعمد األكل ر ن النظي وكذا
ي
والشب فقال تعاىل( :وكلوا الساه وغي ذلك من األحكام مع أن هللا أباح لنا األكل فيه ر
يتبي لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر) فهذا تغيي عظيم فن ي
ن واشبوا حت ر
ي
بي سمت الموفق.وأما إذا عملت بالبعد السمت وهو ما ن عليه وهللا
بارتفاع النظي عملتالسكوت يحلكله إذا الدين الوهذا
ي
المرن
ي الرأس والموضع الذي وصل إليه مركز الشمس وقت مغيب الشفق األحمر عن األفق
أو طلوع الفجر الصادق عليه فال شك أن الخارج به هو ن يف الحقيقة فضل دائر ألنه معدود من
وقت حلول مركز الشمس عىل دائرة نصف النهار إىل حلوله ن يف الموضع الذي هو فيه وقت
بميلة من أخذ ارتفاع مغيب الشفق عن األفق المرن أو طلوع الفجر الصادق عليه وذلك ن ن
ي
7
بي سمت الرأس والموضع الذي حلت فيه الشمس وقت الشمس وعمل بتمامه الذي هو ما ن
بي حلول مركز الشمس االرتفاع فإن الخارج بذلك العمل هو فضل دائر وهو الزمن الذي ن
عىل دائرة نصف النهار وحلوله ن يف الموضع الذي هو فيه وقت االرتفاع وقد علمت أن فضل
وه ال معتي من دائرة نصف النهار ي ر الدائر ال يدخل اإلصالح بدقائق اختالف اآلفاق ألنه
تعدد فيها ،والتعدد إنما هو ن يف األفق وهذا أيضا من الدالئل القاطعة عىل أن دقائق اختالف
حصت الشفق والفجر وهو المطلوب الواضح وضوح الشمس. ي اآلفاق ال تزاد عىل
إذا احتاج النهار إىل دليل * وليس يصح يف األذهان شيء
اكس أن الفجر طلع وقت ارتفاع النظي عىل أن من خالف لو استند لقول أن عىل المر ر
ن ي ن ري ي
عشين درجة اللتمسنا له عذرا لوجود مستند له يف الجملة والكنه كيف يأخذ بقوله يف الفجر ر
عشة درجة مع أنك لو استخرجت وييك قوله نف الشفق أنه يغرب عند ارتفاع النظي ست ر
ي
أصىل بال دائر انحطاط سبع عشة درجة ووصل وقته وسألت من خالف هل يجوز يىل أن ر
ي
التمكي المعهود لقال إنه ال بد من زيادته وإال كانت الصالة باطلة ألنه ال بد من زيادة ن زيادة
دقائق اختالف اآلفاق عىل حصة الشفق مع أننا ال نسلم بطالن صالة العشاء إن لم يزده لما
معش المالكية عىل مغيب الشفق األحمر وهو يحصل بارتفاع النظي تقدم من أن المدار عندنا ر
17درجة كما حرره العلماء الجلة من الرصاد ولما تقدم أيضا من الدالئل القاطعة عىل أن
التمكي المعلوم فصالته ن تمكي المغرب ال يشي للعشاء فحينئذ من صىل العشاء بال زيادة ن
المعتي
ر أن حنيفة أن يصىل قبل زيادته مراعاة لقول ر ي ي صحيحة عندنا والكن األوىل أن ال
مغيب الشفق األبيض وهو يتأخر عن مغيب األحمر قليال عىل أن من خالف لو ادع عن
المتقدمي وقد علمت أن ما قالوه هو التحقيق ن تجديد الرصد لقلنا أن هذا استدراك عىل الرصاد
. للصواب الموفق وهللا هلغي االلتفات وال عنه العدول فال ن
ينبغ
يوبعد هذا كله فمسألة دائر الفجر و العشاء وقعت فيها كتابات مختلفة غي هذه من فاس
وآسق ومراكش كلها ضد من يخالف ما حررناه ألهمنا هللا رشدنا وفتح بصائرنا وحيث ن
تبي ن
ي
عىل إذا أبت الطباع الحق من الباطل فأقول كما قال شيخنا دام حفظه وقد قرعت األسماع وما ي
عىل أنه لو لم تكن المسألة لها مسيس وتعلق بالدين لطوينا الثوب عىل عزة وتركنا كال يقول
بما يهوى ألنه ليس غرضنا تنقيص أحد أو حطا من قدره وأيضا كما كان الدين النصيحة
فينبغ لمن رأى منا ن يف أخيه عوجا عن الحق أن يرشده إليه بدالئله وهللا يهدي من يشاء إىل ي
ن
رصاط مستقيم .
فائدة وتنبيه:
بي فقه مسألة الشك ن يف طلوع الفجر أودخول الوقت ذكر شيخنا نف حاشيته بعد أن ن
ن ي
ن ن
المرصح بذلك يف قول خليل ( وكأكله شاكا يف الفجر) وقوله ( وإن شك يف دخول الوقت لم
حصت وقت طلوع الفجر ن
الحصتي أي تجز ولو وقعت فيه) ما نصه :إن توصلنا بمقدار
ي
ومغيب الشفق بطريق حساب خال من كل تقريب بأن استخرجنا درجة الشمس من الزي ــج
بالوقت المطلوب وبنينا األعمال الحسابية عليها كان مقدارها محققا أيضا ولم يبق إال
االستظهار عىل وقت حلول تلك الحصة بتعدد المنجانات أو شبهها المحقق سيها من وقت
رصد الشمس عىل خط الزوال وحينئذ يكون الوقت محققا ال شائبة شك فيه وال موجب
8
لالحتياط حينئذ ال بتقديم وال بتأخي وسلوك هذا هو الشأن ن يف المكلف برعاية األوقات العدل
العارف الذي يصح تقليده وإن كان األمر بخالف ذلك بأن استخرجت درجة الشمس بالتقريب
وه وإن بولغ ن يف إتقانها ال تخلو من تقريب أو استظهر عىل أو استخرجت الحصة بآالت ي
حلولها بما ال يفيد تحقيقا فال بد حينئذ من االحتياط .
المكلفي برعاية األوقات قديما عىل اآلالت مثل الربــع ن ولما كان اعتماد جل
واالسطرالب وكان العمل بهما ال يخلو من تقريب نص جل من ألف فيهما عىل وجوب
بالدرجتي والثالث ولما كان التقريب ن يف التوقيت
ن االحتياط للصوم باإلمساك قبل طلوع الفجر
أكي منه بالربــع نص أهل األسطرالب عىل وجوب االحتياط بخمس درجات باألسطرالب ر
عش مع مراعاة جميعهم ن يف القول بوجوب إمساك جزء من الليل ومن أوجب منهم ر
فأكي إىل ر
الفاس ن يف نظمه ن يف
ي وه ثلث ساعة أبو زيد عبد الرحمن ي االحتياط بخمس درجات
بالقرويي ن يف أبيات آخرها قوله:
ن األسطرالب حيث قال تحت ترجمة ترتيب أوقات الليل
بال أكل يف ذا القسم للتحري * وثلث ساعة دعاء الفجر
عملنـا وقالـه املواســي * هذا الذي جرى به بفاس
ن
بالقرويي ال لإلمساك القدر واإلشارة ن يف قوله هذا الذي ( إلخ ) إىل ترتيب أوقات الليل
المذكور فإنه لم يجر به عمل وال جرى ،وقد علمت أن موضوع ما ذكره من وجوب إمساك
القدر المذكور هو التوقيت بعمل األسطرالب ،والتوقيت اليوم عىل خالف ذلك ،فإن حصل لنا
اليقي بسلوك المكلف برعاية األوقات طريقه المحقق الذي قدمنا ذكره فال حاجة لالحتياط ن
باإلمساك قبل الفجر بثلث ساعة وال بأقل ويكون اإلعالن بوجوب ذلك والحالة هذه طعنا ن يف
الموقت بعدم المعرفة وتنطعا ن يف الدين وإن شككنا ن يف ذلك وجب االحتياط بتقديم اإلمساك
وتأخي الصالة بقدر ما تنحسم به مادة الشك ن يف الوقت درجة أو نحوها ثم قال وقد استوفينا
مصغ اآلذان " أن اإلمساك ال يجب قبل اآلذان بما ي
ن المسألة ن يف رسالتنا المسماة بـ " إسماع
يتعلق بها من الكتاب والحديث والفقه واألصول والتوقيت ثم قال وقد علمت أن ما يوجب الشك
ن يف التقديم عن الوقت المقدر يوجبه ن يف التأخي عنه فيلزم القائل بوجوب اإلمساك قبل الفجر
بمقتض الشك المذكور وإال كان تحكم وقوال بالهوى .انتىه كالمه ن وجوب تأخي الصالة عنه
أمنه هللا وهو ن يف غاية ونهاية
وقد كمل ما أدرته بفضل هللا وحسن عونه
الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا
قيده عبد ربه محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق وفقه هللا
ن
الرمشان تلميذ المؤلف من نسخة مطبوعة قام بمراجعة هذه النسخة عبد ربه محمد
ي
من المطبعة الحجرية بفاس بتاري ــخ .2015/12/02