فصل الخطاب في حكم دائري الفجر والشفق المستخرجين بالحساب

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫‪1‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل والصالة والسالم عىل سيدنا محمد و آله‬
‫وبعد‪:‬‬
‫ن‬
‫المستخرجي بارتفاع‬ ‫فهذا تقييد حررت فيه حكم دائري الفجر الصادق والشفق األحمر‬
‫النظي ‪ 19‬بالنسبة لألول و‪ 17‬بالنسبة ن‬
‫للثان وسميته‪:‬‬
‫ي‬
‫" فصل اخلطاب يف حكم دائري الفجر والشفق املستخرجني ابحلساب "‬
‫بي ظهور الفجر‬ ‫وذلك الحكم هو أن دائر الفجر المستخرج بالحساب هو الزمن الذي ن‬
‫الصادق ن‬
‫الحقيق وليس هو نفس حصة الفجر‬ ‫ي‬ ‫األفق‬ ‫عىل‬ ‫الشمس‬ ‫كز‬ ‫مر‬ ‫حلول‬ ‫و‬ ‫األفق‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫الشعية الت ابتداؤها من وقت طلوع الفجر الصادق عىل األفق المرن وانتهاؤها حين‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ظهور حاجب الشمس األعىل ن‬
‫المرن ومن أراد أن يرد ذلك الدائرة المحسوبة حصة‬ ‫ي‬ ‫األفق‬ ‫ف‬‫ي‬
‫الحقيق ليحصل‬‫ي‬ ‫رشعية فلينقص منه دقائق االختالف كما تنقص من نصف قوس الليل‬
‫ع وأن هذا‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الحقيق ليحصل الغروب الش ي‬ ‫ي‬ ‫المرن وتزاد عىل نصف قوس النهار‬ ‫ي‬ ‫الشوق‬
‫الحكم هو بعينه حكم دائر الشفق األحمر المحسوب فابتداؤه من وقت حلول مركز الشمس عىل‬
‫المرن وهذا الحكم قد أقمت عليه‬ ‫حي مغيب الشفق األحمر عىل األفق‬ ‫األفق الحقيق وانتهاؤه ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫دالئل عقلية ونقلية وكلها واضحة وضوح الشمس ومسلمة عند أرباب فن التوقيت بحيث ال‬
‫مشقا ومغربا إذا كانت عنده معرفة بهذا الفن وبتلك األدلة يعلم يقينا‬ ‫يمكن ألحد أن ينازع فيها ر‬
‫الشعية وأن دائر‬ ‫عي الحصة ر‬ ‫بطالن ما نف المطلع السعيد من أن دائر الفجر المحسوب هو ن‬
‫ي‬
‫الشفق المحسوب هو عي حصة العشاء‪ .‬هذا حكم المسألة وتحريرها كما ستستمع دالئلها‬ ‫ن‬
‫بحول هللا عىل أن المسألة جارية عىل الصواب ن يف جميع مدن المغرب منذ نشأ التوقيت فيها‬
‫الموقتي مع أنه مر ن يف سائر مدن المغرب فطاحل ن يف هذا‬ ‫ن‬ ‫إىل اآلن وما خالف فيها أحد من‬
‫أنت سأذكر دالئل قطعية بحيث ال يمكن ألحد‬ ‫ن‬ ‫العلم وغيه ولم يخالفوا فيها ن‬
‫وكق هذا حجة مع ي‬
‫أن يردها وال يلتفت لمن خالف ن يف هذه المسألة ألن أصح ما استدل به كالم صاحب المطلع‬
‫وستعلم وجه بطالنه من طريق النقل والعقل والحساب والهيئة‪ .‬وأما استدالله بان عمله موافق‬
‫ألن استخرجت ليوم االنقالب الشتوي حصة الفجر والعشاء‬ ‫لعمل المشارقة فهذا مما ال يصح ن‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫لعرض مرص القاهرة وهو ‪ 30‬درجة ودقيقتان وقابلت ذلك مع ما يف نتائج وخصوصا نتيجة‬
‫ودقيقتي ن يف العشاء [‬
‫ن‬ ‫دقيقتي ن يف الفجر‬
‫ن‬ ‫الت يعتمدونها فوجدت الفرق بينهما‬ ‫ي‬ ‫الدولة المرصية‬
‫بالدقيقتي ذكره شيخنا ن يف تقييده الذي ألفه ن يف موضوع مسألتنا ن يف ‪ 22‬رمضان‬ ‫ن‬ ‫وجه الفرق‬
‫حصت الفجر والشفق راجعه لتعرف ما‬ ‫ي‬ ‫‪ 1353‬ـه وسماه بـ " الفلق الكاشف لظلمة الفلق عن‬
‫اطلع عليه الناس وكيف يكون العلم واالستدالل وبذلك التقييد الحافل تتحقق تحقيقا لمزيد عليه‬
‫بأن عمل من خالف ال يوافق عمل المشارقة كما ال يوافق عمل المغاربة ] مع أنه يخالف جميع‬
‫موقت المغرب ن يف حصة الفجر بست دقائق فما أعظم هذا الفرق المؤدي لفساد العبادة‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫والتشويش عىل الناس بالباطل ومما يبطل ما ادعاه من موافقته للمشارقة ما جاء يف مجلة‬
‫هدى اإلسالم ن يف العدد السابع من العام األول تحت عنوان مواقيت الصالة لمعظم البلدان من‬
‫‪2‬‬

‫الفلك رئيس الجمعية الفلكية بالقاهرة وذلك أن‬ ‫حرصة األستاذ عبد المقصود حاشاد‬ ‫حساب ن‬
‫ي‬
‫هذا األستاذ من جملة ما حسب له يوما واحدا مدينة مراكش وما وافقها فاستخرج لها حصص‬
‫سبتمي سنة ‪ 1934‬وذلك‬ ‫ر‬ ‫أوقات الصالة ليوم األحد ‪ 15‬رمضان عام ‪ 1353‬الموافق ‪23‬‬
‫الحقيق وهو‪:‬‬ ‫ي‬ ‫باعتبار الساعة العربية فاستخرج وقت الزوال‬
‫‪ 58 6‬يوافق بساعتنا ‪00 12‬‬ ‫الظهــر علــى الساعــة‬
‫يواف ــق ‪44 2‬‬ ‫‪42 9‬‬ ‫والعصـر علــى الساع ــة‬
‫يواف ــق ‪02 5‬‬ ‫‪00 12‬‬ ‫المرن عىل الساعـة‬ ‫ي‬ ‫والغروب‬
‫يواف ــق ‪25 6‬‬ ‫‪23 01‬‬ ‫والعشـاء علــى الساعــة‬
‫‪ 23 12‬يواف ــق ‪2 5‬‬ ‫والفجر عل ــى الساعــة‬
‫‪ 56 01‬يواف ــق ‪58 6‬‬ ‫المرن عىل الساعة‬ ‫والشوق‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫فال شك أن عمل هذا األستاذ رئيس الجمعية الفلكية موافق تمام الموافقة لعمل سائر‬
‫موقت المغرب بالقاهرة ولم يخالفهم ولو بدقيقة واحدة فضال عن أن يخالفهم بست دقائق فكيف‬ ‫ي‬
‫مع هذا يقول من خالف أن عمله يوافق عمل المشارقة هذا بهتان عظيم عىل أنه لو فرضنا‬
‫وجود نتيجة موافقة لعمله فتكون باطلة لبنائها عىل شفا جرف كما ستعلم ذلك بحول هللا‪.‬‬
‫ومع هذا كله فالفضل لشيخنا وقدوتنا الفقيه العالمة النحرير المشارك الحجة ن يف مختلف‬
‫الفنون وعىل األخص فن التوقيت والتعديل والهيئة وسائر ما يتعلق بالفلك ن يف التصانيف‬
‫الييه سيدي‬ ‫الشيف ن ن‬ ‫البديعة الت ذللت كل صعب وشاره بعذوبة ألفاظها وحسن ترتيبها ر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫العلم أدام هللا حفظه ومتعنا به آمي فهو الذي أحيا هللا به هذا العلم‬ ‫ي‬ ‫َمحمد بن محمد بن ابراهيم‬
‫تدريسا وتأليفا بعدما كاد تذهب رسومه وفتح من مغلفاته ما لم يتفق ألحد إدراكه من ذلك هذه‬
‫المسألة فهو الذي كشف ستارها وأظهرها للعالم ظهور الشمس وأوضحها ن يف كتبه أتم وضوح‬
‫المارديت ن يف‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫لرسالة‬ ‫الفشتاىل‬
‫ي‬ ‫ح‬ ‫ش‬ ‫وخصوصا نف حاشيته الجامعة ألشار فن التوقيت عىل ر‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫الربــع المجيب فمن طلعها فال يبق عنده أدن وهم يف صحة ما به العمل منذ قرون [بل قيد‬
‫ن‬
‫المسلمي أحسن الجزاء‪.‬‬ ‫فيها تقييدا خاصا ن ي رف هذا نالزمن كما علمت] فجزاه هللا عنا وعن‬
‫وهذا أوان الشوع يف المقصود فأقول وباهلل التوفيق‪.‬‬
‫من القواعد المسلمة عند أرباب فن التوقيت والتعديل والهيئة‪ ،‬الطلوع والغروب‬
‫الجغميت ن يف ملخص الهيئة وبالنسبة إليها أي إىل دائرة األفق‬ ‫ن‬ ‫معتيان ن‬
‫ي‬ ‫قال‬ ‫المرن‬
‫ي‬ ‫األفق‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫وبي ما ال يرى منه يعرف الطلوع والغروب انتىه وقال‬ ‫ن‬ ‫بي ما يرى من الفلك‬ ‫الفاصلة ن‬
‫المرن يعرف الطلوع والغروب انتىه‪ .‬فعىل هذا‬ ‫باألفق‬ ‫أي‬ ‫وبه‬ ‫اللمعة‬ ‫ح‬‫ش‬ ‫الخرصي نف ر‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫المرن ومن المعلوم المقرر أن مغيب‬ ‫ي‬ ‫يكون المدار ن يف رصد ما يطلع أو يغرب عىل األفق‬
‫المعتي فيهما مغيب األول عن‬ ‫ر‬ ‫الشفق األحمر وطلوع الفجر الصادق مرصودان فإذن يكون‬
‫الثان عليه وقد علم أيضا أنه وقع خالف طويل ن يف وقت طلوع الفجر‬ ‫ي‬
‫األفق المرن وطلوع ن‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫المارديت يف حاوي المخترصات وذكر فيه أيضا عن جمال الدين‬ ‫ي‬ ‫وغروب الشفق ذكره‬
‫المارديت أن الحق فيهما الزيادة والنقص بحسب العوارض الحادثة مثل صفاء الجو وكدرته‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫وقوة البخار وضعفه وشدة الهواء ووقته ووجود القمر وغيبوبته وضعف نظر الراصد وحدته‬
‫العرض‬‫ن‬ ‫الطوس ومؤيد‬ ‫والذي اعتمد عليه محقق هذا العلم من الرصاد وغيهم كالنصي‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫وأن الريحان البي ن‬
‫ن‬
‫الموقتي‬ ‫المارديت بعد ذلك وعليه عامة‬ ‫ن‬ ‫قال‬ ‫الرصد‬ ‫أئمة‬ ‫من‬ ‫هم‬ ‫وغي‬ ‫ون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ري‬
‫‪3‬‬

‫وأهل هذا العلم من مشايخنا وغيهم أن الشمس إذا انحط مركزها عن أفق المغرب بـ ‪17‬‬
‫المشق ‪ 19‬درجة طلع‬ ‫درجة غرب الشفق األحمر عن األفق المرن وأنه إذا انحط عن أفق ر‬
‫ي‬
‫المارديت هذا‬‫ن‬ ‫المرن وشفهناه‪ ،‬بل قال شارح اللمعة بعد نقله كالم‬ ‫الفجر الصادق عىل األفق‬
‫ي‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫العية بالوقت الذي قدره‬ ‫المارديت توجيه ما اعتمدوه يف كتب الفقه من أن ر‬ ‫ن‬ ‫ويستفاد من كالم‬
‫ي‬
‫الموقتون وإن شوهد غروب الشفق قبله انتىه‪.‬‬
‫ومن المعلوم أيضا كما ن يف رشح اللمعة أن حساب األعمال من نحو نصف القوس‬
‫الشوق والغروب والطالع والغارب إنما هو لمركز الشمس ن‬ ‫ومطالع ر‬
‫الحقيق‬
‫ي‬ ‫األفق‬ ‫ف‬‫ي‬
‫المرن وقد تقرر أيضا أن الدائر المستخرج باالرتفاع باآللة أو‬ ‫ي‬ ‫الحقيق دون‬ ‫ي‬ ‫النضباط األفق‬
‫ن‬ ‫الجدول هو الزمن الذي ن‬
‫بي حلول المرتفع يف الموضع الذي هو فيه وقت االرتفاع وحلوله‬
‫الحقيق وسواء كان المرتفع مركز الشمس أو نظيه أو غيهما فحينئذ محل‬ ‫ي‬ ‫عىل دائرة األفق‬
‫الحقيق وأن فضل الدائر هو‬ ‫ي‬ ‫ابتدائه بالنسبة للطلوع ومحل انتهائه بالنسبة للغروب هو األفق‬
‫بي حلول المرتفع ن يف الموضوع الذي هو فيه وقت االرتفاع وحلوله عىل دائرة‬ ‫الزمن الذي ن‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫نصف النهار ‪ ،‬وما قيل يف االرتفاع يقال يف االنحطاط وأن الذي يدخله اإلصالح بدقائق‬
‫وه أبدا ‪ 16‬دقيقة تقريبا إنما هو الدائر ال فضله‬ ‫اختالف اآلفاق ودقائق نصف قطر الشمس ي‬
‫والباف‬ ‫الماض من ر‬
‫الشوق‬ ‫ن‬ ‫قال شارح اللمعة وإن أخذت ارتفاعا وعرفت منه الدائر وهو‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عىل الغروب فالبد من زيادة ذلك عليه انتىه ‪.‬‬
‫واسم اإلشارة راجع إىل دقائق اختالف اآلفاق ونصف قطر الشمس وقال ن يف حاو‬
‫بمض الدائرين العرص‬ ‫المخترصات ويعرف وقت دخول المغرب بغروب الشمس أو ن‬
‫ي‬
‫والغروب المستخرج من اآللة أو الجداول مع زيادة أقلها نصف درجة وقد أوضحت ذلك ن يف‬
‫نظم اليواقيت ثم قال ‪ :‬والبد من هذه الزيادة انتىه ‪.‬‬
‫ومن المعلوم أيضا أن دائر االنحطاط مساو لدائر ارتفاع النظي وفضل دائرهما كذلك‬
‫قال الكلنبوي ن يف المرصد التاسع ‪ :‬اعلم أن لكل ارتفاع دائرا وفضل دائر كذلك لكل انحطاط‬
‫تحت األفق لكن لما كان ما تحت األرض من كل مدار مساويا لما فوق األرض من مدار درجة‬
‫النظي احتيج ن يف دائر االنحطاط وفضل دائره إىل العمل بدرجة النظي فتفرض الشمس أو‬
‫الكوكب ن يف درجة نظيتها وتفرض االنحطاط ارتفاعا ويستخرج دائرهما وفضل دائرهما‬
‫ن‬
‫التحتانيي بما سبق انتىه‪.‬‬
‫إذا تمهد ذلك فأقول أن الراصد لما راقب مغيب الشفق األحمر وطلوع الفجر الصادق‬
‫وف ن‬ ‫عن األفق المرن وجد ارتفاع النظي نف األول ‪ 17‬درجة ن‬
‫الثان ‪ 19‬درجة كما تقدم فإذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫عملت بدرجة النظي بأن تفرض الشمس يف درجة نظيتها وتفرض االنحطاط ارتفاعا فييد‬
‫بعد القطر عىل جيب االنحطاط إن كان ميل درجة النظي مخالفا للعرض فتأخذ الفضل بينهما‬
‫إن كان ميلها موافقا فما كان فهو األصل المعدل فتقسم عىل األصل المطلق مرفوعا والخارج‬
‫يزاد عليه نصف التعديل إن كان ميل درجة النظي موافقا ويؤخذ الفضل بينهما إن لم يكن‬
‫كذلك فما كان فهو دائر ارتفاع النظي‪.‬‬
‫المارديت وشح اللمعة أن الدائر المستخرج باالرتفاع باآللة أو‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫وقد علمت من كالم‬
‫ي‬
‫الحقيق‪،‬‬
‫ي‬ ‫الجداول محل ابتدائه بالنسبة للطلوع ومحل انتهائه بالنسبة للغروب هو األفق‬
‫والشك أن ما ثبت للنظي باعتبار محل دائري ارتفاعه يجب ثبوته لمركز الشمس باعتبار‬
‫‪4‬‬

‫سم ذلك الجزء المقابل لمركز‬ ‫الت ألجلها‬ ‫ن‬


‫ي‬ ‫محل دائر انحطاطه برصورة المقابلة بينهما ي‬
‫الشمس نظيا ‪ ،‬فعىل هذا دائر الفجر المستخرج بارتفاع النظي ‪ 19‬درجة مما يكمل وقت‬
‫المرن قبل‬
‫ي‬ ‫الحقيق ال وقت ظهور الحاجب األعىل ن يف األفق‬ ‫ي‬ ‫حلول مركز الشمس عىل األفق‬
‫الحقيق أيضا فإذا وصل النظي األفق‬
‫ي‬ ‫الحقيق ألن انتهاء دائر النظي األفق‬
‫ي‬ ‫التقائه باألفق‬
‫الحقيق فقد كمل دائره كما أن دائر الشفق المستخرج بارتفاع النظي ‪ 17‬إنما يبتدأ من وقت‬ ‫ي‬
‫الحقيق ال من وقت مغيب جميع قرص الشمس عىل األفق‬ ‫ي‬ ‫حلول مركز الشمس عىل األفق‬
‫الحقيق أيضا كما علم‬
‫ي‬ ‫الحقيق ألن محل ابتداء دائر النظي األفق‬
‫ي‬ ‫المرن فمحل ابتدائه األفق‬
‫ي‬
‫مما سبق ومما يوضح ذلك هذا الشكل ‪......‬‬

‫ا‬

‫و‬ ‫ط‬

‫د‬ ‫األرض‬ ‫جــ‬

‫ح‬ ‫ر‬

‫ب‬

‫وه القاسمة للفلك‬


‫الحس ي‬
‫ي‬ ‫فدائرة (أ ب ج د) دائرة ارتفاع ودائرة (طـ و) دائرة األفق‬
‫وه القاسمة للفلك‬ ‫ن‬
‫الحقيق ي‬
‫ي‬ ‫قسمي األعىل منهما أصغر من األسفل ودائرة (جـ د) دائرة األفق‬
‫‪5‬‬

‫قسمي الظاهر منهما‬ ‫ن‬ ‫وه القاسمة للفلك‬ ‫ن‬ ‫ن‬


‫المرن ي‬
‫ي‬ ‫متساويي ودائرة (ر ح) دائرة األفق‬
‫ن‬
‫قسمي‬
‫ن‬
‫وبالقطبي‬ ‫وه المارة بسمت الرأس والقدم‬ ‫الخق ودائرة أ ب دائرة نصف النهار ي‬ ‫ي‬ ‫أكي من‬ ‫ر‬
‫فإذا كان نظي مركز الشمس عىل دائرة نصف النهار من فوق كان مركز الشمس عىل دائرة‬
‫نصف الليل من تحت فإذا مال النظي عنها لجهة الغروب مثال مال مركز الشمس عنها لجهة‬
‫الشوق فإذا بلغ ارتفاع النظي عن األفق ‪ 19‬درجة كان انحطاط مركز الشمس عن األفق ‪19‬‬ ‫ر‬
‫بي حلول‬ ‫وف هذا الوقت يظهر الفجر الصادق نف األفق المرن فإذا استخرجنا مدة ما ن‬ ‫درجة ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫النظي عىل دائرة نصف النهار إىل أن كان ارتفاعه جهة الغروب ‪ 19‬درجة كانت تلك المدة‬
‫الت مضت من وقت حلول مركز الشمس عىل دائرة نصف الليل إىل أن كان‬ ‫ي‬ ‫ه بعينها المدة‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫المرن وتلك المدة‬ ‫ي‬ ‫انحطاطه جهة الشوق ‪ 19‬درجة وقت ظهور الفجر الصادق يف األفق‬
‫ه فضل الدائر وهو القدر الذي يوضع ن يف الحصة لوقت طلوع الفجر محسوبا من الساعة‬ ‫ي‬
‫بق‬ ‫الحقيق ي‬
‫ي‬ ‫‪ 12‬الحقيقية ليال فإذا طرحت فضل الدائر هذا من نصف نهار درجة النظي‬
‫الحقيق وهذا هو‬ ‫بي وقت ارتفاع النظي ‪ 19‬درجة عىل أن يكون عىل األفق‬ ‫الدائر وهو ما ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫وبالرصورة‬ ‫الحقيق‬ ‫الدائر المستخرج بالحساب فانتهاء وقته يكون بحلوله عىل دائرة األفق‬
‫ي‬
‫الحقيق جهة‬ ‫ي‬ ‫الحقيق جهة الغروب‪ ،‬كان مركز الشمس عىل األفق‬ ‫ي‬ ‫إذا كان عىل األفق‬
‫فتبي لك أن الدائر المحسوب ال يكمل إال إذا وصل مركز الشمس األفق‬ ‫ن‬ ‫الشوق لكونه نظيا‬ ‫ر‬
‫المرن ولو فرض أن انتهاء دائر‬ ‫ي‬ ‫الحقيق وال يكون كامال وقت وصول الحاجب األعىل لألفق‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫المرن لوجب أحد أمرين‬ ‫ي‬ ‫الفجر المحسوب يكون حي ظهور حاجب الشمس األعىل يف األفق‬
‫الحقيق جهة‬‫ي‬ ‫إما أن يكون دائر ارتفاع النظي والمستخرج بحساب محل انتهائه فوق األفق‬
‫والحقيق ونصف قطر الشمس وهذا خالف ما دل عليه‬ ‫ي‬ ‫المرن‬
‫ي‬ ‫الغروب بقدر اختالف األفق‬
‫الغرن المأخوذ باآللة أو الجداول هو األفق‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫النقل والمشاهدة من أن محل انتهاء دائر االرتفاع‬
‫الحقيق‪ ،‬وإما أن يكون انتهاء دائر ارتفاع النظي ‪ 19‬درجة المستخرج بالحساب ن يف وقت‬ ‫ي‬
‫حلول النظي عىل األفق الحقيق جهة الغروب وانتهاء دائر انحطاط مركز الشمس حين‬
‫ي‬
‫المرن جهة الشوق وهذا أيضا باطل ألنه ال يظهر حاجب‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ظهور الحاجب األعىل ن يف األفق‬
‫الشمس األعىل ن‬
‫الحقيق جهة الغروب بقدر ما‬ ‫ي‬ ‫األفق‬ ‫فوق‬ ‫النظي‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫المرن‬
‫ي‬ ‫األفق‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫األفقي ونصف قطر الشمس وإال لما كان هو النظي مع أن الدائر المستخرج الرتفاع‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫بي‬
‫الحقيق ال ما فوقه وما قيل ن يف دائر ارتفاع النظي ‪19‬‬ ‫ي‬ ‫النظي ‪ 19‬درجة محل انتهائه األفق‬
‫الدائر المستخرج بارتفاع‬ ‫الشوق‪.‬‬ ‫انتهاء‬ ‫أن‬ ‫الشمس‬ ‫وضوح‬
‫دائر ارتفاع النظي ‪ 17‬درجة جهة ر‬ ‫القطعية‬ ‫بالدالئل‬ ‫الغروبلكيقال ن‬
‫فقد اتضح‬
‫حي حلول مركز الشمس عىل األفق الحقيق ال ن‬ ‫ف‬ ‫جهةدرجة يكون ي ن‬ ‫درجة‬
‫حي ظهور الحاجب‬ ‫ي‬ ‫‪19‬‬ ‫النظي‬
‫األعىل ن‬
‫المرن وأن ابتداء الدائر المستخرج بارتفاع النظي ‪ 19‬درجة يكون من‬ ‫ي‬ ‫األفق‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫الحقيق ال من وقت مغيب جميع قرص الشمس عىل‬ ‫ي‬ ‫وقت حلول مركز الشمس عىل األفق‬
‫وتبي لك أن ما اقتضاه ظاهر كالم الجلنبوي‬ ‫ن‬ ‫المرن ‪ ،‬فالدائران ميقاتيان ال رشعيان‬ ‫ي‬ ‫األفق‬
‫وصاحب المطلع السعيد من أن الدائرين حصتان رشعيتان بحيث يكون ابتداء دائر الشفق‬
‫األحمر الذي هو دائر ارتفاع النظي ‪ 17‬درجة من وقت مغيب جميع قرص الشمس عن األفق‬
‫حي ظهور‬ ‫المرن وانتهاء دائر الفجر الصادق الذي هو دائر ارتفاع النظي ‪ 19‬درجة يكون ن‬
‫ي‬
‫الحاجب األعىل عليه إنما هو محض غلط عىل أن صاحب المطلع نفسه قد رصح بأن فضل‬
‫‪6‬‬

‫الحقيق‬ ‫ي‬ ‫الت ذكرها يطرح من نصف القوس‬ ‫الدائر المستخرج لوقت طلوع الفجر بالكيفية ي‬
‫ونصه‪ :‬وأما حصة الفجر ‪ ...‬إىل أن قال يحصل فضل الدائر انقصه من نصف قوس نهار تلك‬
‫الدرجة الحقيق يبق الدائر المطلوب انتىه‪ ،‬ومعلوم أن انتهاء القوس الحقيق يكون ن‬
‫حي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الباف بعد طرح فضل الدائر من‬ ‫الحقيق فحينئذ يكون القدر ي‬ ‫ي‬ ‫وقوع مركز الشمس عىل األفق‬
‫الحقيق معدودا من وقت طلوع الفجر إىل وقت حلول مركز الشمس عىل األفق‬ ‫ي‬ ‫نصف القوس‬
‫حي ظهور الحاجب‬ ‫الحقيق فكيف مع ذلك يقال أن انتهاء الدائر المستخرج بالحساب يكون ن‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫المرن عىل أن صاحب المطلع‬ ‫ي‬ ‫المرن حت يقال أنه يحط من نصف القوس‬ ‫األعىل يف األفق ن ي‬
‫الحقيق يؤخذ‬ ‫ي‬ ‫المرن ألنه بعدما ذكر أن نصف قوس النهار‬ ‫ي‬ ‫عنده غلط آخر يف نصف القوس‬
‫من جداوله قال فإن زدت عليه دقائق االختالف المأخوذة بالميل والعرض حصل نصف‬
‫الت ذكرها ن يف الجدول غي داخل فيها نصف‬ ‫المرن انتىه‪ .‬مع أن دقائق االختالف ي‬ ‫ي‬ ‫القوس‬
‫المرن إال بزيادة ما ينوب نصف قطر الشمس‬ ‫ي‬ ‫قطر الشمس وعليه فال يحصل نصف القوس‬
‫ينبغ له أن يأخذ بكل ما قيل ولو‬ ‫عىل الدقائق الت نف الجدول فليتنبه العاقل لمثل هذا وال ن‬
‫ي‬ ‫ي ي‬
‫ينبغ له أن ينظر المقول فإن وافق الدليل الدليل أخذ به وإال فال وخصوصا‬ ‫ن‬
‫نخالف الدليل بل ي‬
‫المعتي فيها ما وافق العقل والمشاهدة ال قول فالن أو فالن مجردا‬ ‫ر‬ ‫يف المسائل الحسابية فإن‬
‫مرتي المرة األوىل ن يف‬ ‫ن‬ ‫الحس‪.‬يلزم عليه تكرار دقائق اختالف اآلفاق‬ ‫ذلك ي‬
‫أنه‬ ‫العقىل أو‬
‫ي‬
‫يبطل‬ ‫عن الدليل‬
‫ومما‬
‫الحقيق‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الدائر المستخرج من حيث إن وقت انتهائه هو وقت حلول المركز عىل األفق‬
‫والثانية ن‬
‫المرن مع أن حقه‬ ‫ي‬ ‫القوس‬ ‫نصف‬ ‫من‬ ‫الدائر‬ ‫ذلك‬ ‫حط‬ ‫قد‬ ‫أنه‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫القوس‬ ‫نصف‬ ‫ف‬‫ي‬
‫الحقيق وحيث ثبت بهذه الدالئل الواضحة أن الدائر المستخرج‬ ‫ي‬ ‫أن يحط من نصف القوس‬
‫الحقيق أن استخرج بارتفاع النظي ‪19‬‬ ‫ي‬ ‫ميقان فيحط من نصف قوس الليل‬ ‫ي‬ ‫بارتفاع النظي‬
‫المرن المنوط به وجوب اإلمساك فن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫درجة يحصل وقت طلوع الفجر الصادق عىل األفق‬
‫الحقيق أن استخرج بارتفاع‬ ‫ي‬ ‫الصوم وحلية صالة الفجر وكذا يزاد عىل نصف قوس النهار‬
‫المرن المنوط به وجوب‬ ‫ي‬ ‫النظي ‪ 17‬درجة يحصل وقت مغيب الشفق األحمر عن األفق‬
‫المرن أو ينقص منه ليال‬ ‫ي‬ ‫صالة العشاء عند المالكية وال يزاد ذلك الدائر عىل نصف القوس‬
‫يقع الخلل ن يف وقت العشاء والفجر وعىل األخص الفجر فإنه يؤدي إىل حلية الصالة وصحة‬
‫يقتض تفطي من أكل‬ ‫وقوعها قبل وقتها مع أنها ال تصح إال إن وقعت بعد دخول وقتها وكذا ن‬
‫ي‬
‫الحقيق والحصة المستخرجة بارتفاع‬ ‫ي‬ ‫أو رشب قبل الوقت المستخرج من نصف القوس‬
‫والشب والقضاء فقط عىل‬ ‫يقتض وجوب القضاء والكفارة عىل متعمد األكل ر‬ ‫ن‬ ‫النظي وكذا‬
‫ي‬
‫والشب فقال تعاىل‪( :‬وكلوا‬ ‫الساه وغي ذلك من األحكام مع أن هللا أباح لنا األكل فيه ر‬
‫يتبي لكم الخيط األبيض من الخيط األسود من الفجر) فهذا تغيي عظيم فن‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫واشبوا حت‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫بي سمت‬ ‫الموفق‪.‬وأما إذا عملت بالبعد السمت وهو ما ن‬ ‫عليه وهللا‬
‫بارتفاع النظي‬ ‫عملت‬‫السكوت‬ ‫يحلكله إذا‬ ‫الدين الوهذا‬
‫ي‬
‫المرن‬
‫ي‬ ‫الرأس والموضع الذي وصل إليه مركز الشمس وقت مغيب الشفق األحمر عن األفق‬
‫أو طلوع الفجر الصادق عليه فال شك أن الخارج به هو ن يف الحقيقة فضل دائر ألنه معدود من‬
‫وقت حلول مركز الشمس عىل دائرة نصف النهار إىل حلوله ن يف الموضع الذي هو فيه وقت‬
‫بميلة من أخذ ارتفاع‬ ‫مغيب الشفق عن األفق المرن أو طلوع الفجر الصادق عليه وذلك ن ن‬
‫ي‬
‫‪7‬‬

‫بي سمت الرأس والموضع الذي حلت فيه الشمس وقت‬ ‫الشمس وعمل بتمامه الذي هو ما ن‬
‫بي حلول مركز الشمس‬ ‫االرتفاع فإن الخارج بذلك العمل هو فضل دائر وهو الزمن الذي ن‬
‫عىل دائرة نصف النهار وحلوله ن يف الموضع الذي هو فيه وقت االرتفاع وقد علمت أن فضل‬
‫وه ال‬ ‫معتي من دائرة نصف النهار ي‬ ‫ر‬ ‫الدائر ال يدخل اإلصالح بدقائق اختالف اآلفاق ألنه‬
‫تعدد فيها‪ ،‬والتعدد إنما هو ن يف األفق وهذا أيضا من الدالئل القاطعة عىل أن دقائق اختالف‬
‫حصت الشفق والفجر وهو المطلوب الواضح وضوح الشمس‪.‬‬ ‫ي‬ ‫اآلفاق ال تزاد عىل‬
‫إذا احتاج النهار إىل دليل‬ ‫*‬ ‫وليس يصح يف األذهان شيء‬
‫اكس أن الفجر طلع وقت ارتفاع النظي‬ ‫عىل أن من خالف لو استند لقول أن عىل المر ر‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ري ي‬
‫عشين درجة اللتمسنا له عذرا لوجود مستند له يف الجملة والكنه كيف يأخذ بقوله يف الفجر‬ ‫ر‬
‫عشة درجة مع أنك لو استخرجت‬ ‫وييك قوله نف الشفق أنه يغرب عند ارتفاع النظي ست ر‬
‫ي‬
‫أصىل بال‬ ‫دائر انحطاط سبع عشة درجة ووصل وقته وسألت من خالف هل يجوز يىل أن‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫التمكي المعهود لقال إنه ال بد من زيادته وإال كانت الصالة باطلة ألنه ال بد من زيادة‬ ‫ن‬ ‫زيادة‬
‫دقائق اختالف اآلفاق عىل حصة الشفق مع أننا ال نسلم بطالن صالة العشاء إن لم يزده لما‬
‫معش المالكية عىل مغيب الشفق األحمر وهو يحصل بارتفاع النظي‬ ‫تقدم من أن المدار عندنا ر‬
‫‪ 17‬درجة كما حرره العلماء الجلة من الرصاد ولما تقدم أيضا من الدالئل القاطعة عىل أن‬
‫التمكي المعلوم فصالته‬ ‫ن‬ ‫تمكي المغرب ال يشي للعشاء فحينئذ من صىل العشاء بال زيادة‬ ‫ن‬
‫المعتي‬
‫ر‬ ‫أن حنيفة أن‬ ‫يصىل قبل زيادته مراعاة لقول ر ي‬ ‫ي‬ ‫صحيحة عندنا والكن األوىل أن ال‬
‫مغيب الشفق األبيض وهو يتأخر عن مغيب األحمر قليال عىل أن من خالف لو ادع عن‬
‫المتقدمي وقد علمت أن ما قالوه هو التحقيق‬ ‫ن‬ ‫تجديد الرصد لقلنا أن هذا استدراك عىل الرصاد‬
‫‪.‬‬ ‫للصواب‬ ‫الموفق‬ ‫وهللا‬ ‫ه‬‫لغي‬ ‫االلتفات‬ ‫وال‬ ‫عنه‬ ‫العدول‬ ‫فال ن‬
‫ينبغ‬
‫يوبعد هذا كله فمسألة دائر الفجر و العشاء وقعت فيها كتابات مختلفة غي هذه من فاس‬
‫وآسق ومراكش كلها ضد من يخالف ما حررناه ألهمنا هللا رشدنا وفتح بصائرنا وحيث ن‬
‫تبي‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫عىل إذا أبت الطباع‬ ‫الحق من الباطل فأقول كما قال شيخنا دام حفظه وقد قرعت األسماع وما ي‬
‫عىل أنه لو لم تكن المسألة لها مسيس وتعلق بالدين لطوينا الثوب عىل عزة وتركنا كال يقول‬
‫بما يهوى ألنه ليس غرضنا تنقيص أحد أو حطا من قدره وأيضا كما كان الدين النصيحة‬
‫فينبغ لمن رأى منا ن يف أخيه عوجا عن الحق أن يرشده إليه بدالئله وهللا يهدي من يشاء إىل‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫رصاط مستقيم ‪.‬‬
‫فائدة وتنبيه‪:‬‬
‫بي فقه مسألة الشك ن يف طلوع الفجر أودخول الوقت‬ ‫ذكر شيخنا نف حاشيته بعد أن ن‬
‫ن ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫المرصح بذلك يف قول خليل ( وكأكله شاكا يف الفجر) وقوله ( وإن شك يف دخول الوقت لم‬
‫حصت وقت طلوع الفجر‬ ‫ن‬
‫الحصتي أي‬ ‫تجز ولو وقعت فيه) ما نصه ‪ :‬إن توصلنا بمقدار‬
‫ي‬
‫ومغيب الشفق بطريق حساب خال من كل تقريب بأن استخرجنا درجة الشمس من الزي ــج‬
‫بالوقت المطلوب وبنينا األعمال الحسابية عليها كان مقدارها محققا أيضا ولم يبق إال‬
‫االستظهار عىل وقت حلول تلك الحصة بتعدد المنجانات أو شبهها المحقق سيها من وقت‬
‫رصد الشمس عىل خط الزوال وحينئذ يكون الوقت محققا ال شائبة شك فيه وال موجب‬
‫‪8‬‬

‫لالحتياط حينئذ ال بتقديم وال بتأخي وسلوك هذا هو الشأن ن يف المكلف برعاية األوقات العدل‬
‫العارف الذي يصح تقليده وإن كان األمر بخالف ذلك بأن استخرجت درجة الشمس بالتقريب‬
‫وه وإن بولغ ن يف إتقانها ال تخلو من تقريب أو استظهر عىل‬ ‫أو استخرجت الحصة بآالت ي‬
‫حلولها بما ال يفيد تحقيقا فال بد حينئذ من االحتياط ‪.‬‬
‫المكلفي برعاية األوقات قديما عىل اآلالت مثل الربــع‬ ‫ن‬ ‫ولما كان اعتماد جل‬
‫واالسطرالب وكان العمل بهما ال يخلو من تقريب نص جل من ألف فيهما عىل وجوب‬
‫بالدرجتي والثالث ولما كان التقريب ن يف التوقيت‬
‫ن‬ ‫االحتياط للصوم باإلمساك قبل طلوع الفجر‬
‫أكي منه بالربــع نص أهل األسطرالب عىل وجوب االحتياط بخمس درجات‬ ‫باألسطرالب ر‬
‫عش مع مراعاة جميعهم ن يف القول بوجوب إمساك جزء من الليل ومن أوجب منهم‬ ‫ر‬
‫فأكي إىل ر‬
‫الفاس ن يف نظمه ن يف‬
‫ي‬ ‫وه ثلث ساعة أبو زيد عبد الرحمن‬ ‫ي‬ ‫االحتياط بخمس درجات‬
‫بالقرويي ن يف أبيات آخرها قوله‪:‬‬
‫ن‬ ‫األسطرالب حيث قال تحت ترجمة ترتيب أوقات الليل‬
‫بال أكل يف ذا القسم للتحري‬ ‫*‬ ‫وثلث ساعة دعاء الفجر‬
‫عملنـا وقالـه املواســي‬ ‫*‬ ‫هذا الذي جرى به بفاس‬
‫ن‬
‫بالقرويي ال لإلمساك القدر‬ ‫واإلشارة ن يف قوله هذا الذي ( إلخ ) إىل ترتيب أوقات الليل‬
‫المذكور فإنه لم يجر به عمل وال جرى‪ ،‬وقد علمت أن موضوع ما ذكره من وجوب إمساك‬
‫القدر المذكور هو التوقيت بعمل األسطرالب‪ ،‬والتوقيت اليوم عىل خالف ذلك‪ ،‬فإن حصل لنا‬
‫اليقي بسلوك المكلف برعاية األوقات طريقه المحقق الذي قدمنا ذكره فال حاجة لالحتياط‬ ‫ن‬
‫باإلمساك قبل الفجر بثلث ساعة وال بأقل ويكون اإلعالن بوجوب ذلك والحالة هذه طعنا ن يف‬
‫الموقت بعدم المعرفة وتنطعا ن يف الدين وإن شككنا ن يف ذلك وجب االحتياط بتقديم اإلمساك‬
‫وتأخي الصالة بقدر ما تنحسم به مادة الشك ن يف الوقت درجة أو نحوها ثم قال وقد استوفينا‬
‫مصغ اآلذان " أن اإلمساك ال يجب قبل اآلذان بما‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫المسألة ن يف رسالتنا المسماة بـ " إسماع‬
‫يتعلق بها من الكتاب والحديث والفقه واألصول والتوقيت ثم قال وقد علمت أن ما يوجب الشك‬
‫ن يف التقديم عن الوقت المقدر يوجبه ن يف التأخي عنه فيلزم القائل بوجوب اإلمساك قبل الفجر‬
‫بمقتض الشك المذكور وإال كان تحكم وقوال بالهوى‪ .‬انتىه كالمه‬ ‫ن‬ ‫وجوب تأخي الصالة عنه‬
‫أمنه هللا وهو ن يف غاية ونهاية‬
‫وقد كمل ما أدرته بفضل هللا وحسن عونه‬
‫الحمد هلل الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا‬
‫قيده عبد ربه محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق وفقه هللا‬
‫ن‬
‫الرمشان تلميذ المؤلف من نسخة مطبوعة‬ ‫قام بمراجعة هذه النسخة عبد ربه محمد‬
‫ي‬
‫من المطبعة الحجرية بفاس بتاري ــخ ‪.2015/12/02‬‬

You might also like