Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 202

‫‪1‬‬

‫واحات إفران األطلس الصغير‬


‫تاريخ عمران ودين وعلم وأدب‬
‫في القرن الهجري ‪14‬‬

‫د‪ .‬علي اليوسفي‬

‫إهداء‬
‫إلى من تنبأ لي بمستقبل زاهر منذ صغري‪ ،‬فكان ينعتني‬
‫ألفراد العائلة بقوله‪" :‬على هذا تعتمدون"‪،‬‬
‫‪2‬‬

‫والدي موالي البشير بن مبارك رحمه هللا‪.‬‬


‫فألنه لم يعش حتى يرى‪ ،‬ورأى ما لم يعش‪،‬‬
‫أهدي له هذا الكتاب‪ ،‬وأجعله صدقة جارية له‪.‬‬

‫المقدم ـ ــة‬

‫‪ 1‬ـ دواعي الموضوع ودوافع اختياره‪:‬‬


‫تدعو كل عامل لعمله‪ ،‬فيبذل فيه الوسع يف الوقت واملال والتفكري والعواطف‪ ،‬دواع دوافع‪.‬‬
‫وقد استجبت لالشتغال هبذا الكتاب "واحات إفران األطلس الصغري‪ :‬تاريخ عمران ودين وعلم‬
‫وأدب‪ ،‬يف القرن اهلجري الرابع عشر " واالنشغال به‪ ،‬ملثريات تدعو لذلك‪ ،‬منيز فيها بني املوضوعية‬
‫والذاتية‪ ،‬مع صعوبة الفصل بني بعضها وعده من هذا الصنف أو ذاك‪.‬‬
‫فأما املوضوعية فمنها‪:‬‬
‫ـ كون التأريخ للمناطق أصيل يف الرتاث العريب اإلسالمي واملغريب والسوسي‪ .‬فليس هذا‬
‫املوضوع إذن بدعا من البحوث‪.‬‬
‫ـ االستجابة لصرخات حممد املختار السوسي للعناية بتواريخ املناطق منفردة يف سبيل كتابة‬
‫تاريخ عام هلذا الوطن (‪ .)1‬فهذا البحث استكمال ملا شرع يف تشييده رمحه اهلل بكتابه املعسول الذي‬
‫جعله تارخيا لبلدته ( ُّدوكادير إيلغ)‪ ،‬ويف عرض ذلك المس تواريخ مناطق عدة تربطها ببلدته‬
‫صالت املشيخة أو التلمذة العلمية أو الصوفية‪ ،‬أو أواصر الصداقة‪ .‬فما كتبه رمحه اهلل عن املنطقة‬
‫اإلفرانية إمنا هو يف هذا اإلطار‪.‬‬
‫وقد حدا السوسي رمحه اهلل حدو فئة من املؤرخني املغاربة من أمثال الضعيف الرباطي وعبداهلل‬
‫اجلراري والتطواين والكانوين…‬
‫‪3‬‬
‫مث استكمل املشوار بعدهم عميد األدب املغريب الدكتور عباس اجلراري وجيل تالمذته الذين‬
‫نشأوا حتت كنفه‪ ،‬والذين هم أشياخنا وأساتذتنا‪.‬‬
‫ـ عراقة املنطقة اإلفرانية يف التاريخ املغريب والسوسي‪ ،‬وحضورها املتميز فيه يف خمتلف القرون‬
‫على مستويات العلم والرتبية والتأليف واألدب والسياسة؛ ومن أبرز هذه القرون القرن اهلجري‬
‫الرابع عشر‪ .‬فقد اعتربت املنطقة اإلفرانية يف هذه الفرتة األرض اليت نبتت عليها شتلة النهضة األدبية‬
‫السوسية األخرية يف أواخر القرن اهلجري الثالث عشر‪ ،‬مث تفيـنـنت وتفيأت ظالهلا وجنت مثارها يف‬
‫القرن التايل له حىت تسمت ب"وادي األدباء" (‪)2‬؛وحىت وقف تلميذ من تالمذة بعض مدارسها‬
‫حممد املختار‬

‫سوس العاملة ‪ ،‬ص هـ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ - 2‬نفسه‪ :‬ص ‪.170‬‬

‫السوسي يف ساحة املدرسة اليت كان هبا يشهد أنه ‪ ":‬من هذا املكان انتشر للغة العربية يف هذه‬
‫النهضة األخرية ولآلداب األندلسية ما انتشر‪ .‬فقد أدت هذه املدرسة على سذاجة بنائها وبساطة‬
‫هيأهتا ما تزاحم به كليات الفنون بني سطور التاريخ يف العامل‪ .‬فكما يذكر السربون وأكسفورد‬
‫وأمثاهلا يف العامل املتمدين يف تاريخ هذا العصر‪ ،‬فكذلك ستذكر هذه املدرسة البدوية الساذجة‬
‫البسيطة الواطئة يف تارخيه واملستقبل كشاف" (‪. )1‬‬
‫وما يزال هذا احلضور األديب والعلمي والرتبوي للمنطقة اإلفرانية يف زيد واستمرار بعد وفاة‬
‫حممد املختار السوسي (‪ 1383‬هـ )‪ .‬وقد توقفت آلة تسجيل املؤرخني عن رصد هذا احلضور إال‬
‫ما أجنزه عبداهلل درقاوي وحممد بصري‪ .‬فضاع من اإلبداعات ما ضاع فاستلزم ذلك إعادة مجع املواد‬
‫وحفظها من التلف واألرضة يف القمطرات وإخراجها من ضيق اخلزائن اخلاصة إىل سعة اخلزائن‬
‫العمومية‪ ،‬والتعريف مبا هو موجود منها والتنبيه على ما فقد ليبحث عنه يف مظانه‪.‬‬
‫وقد بلغ جمموع ما ذكر لإلفرانيني ووقفت عليه من إبداعات شعرية فقط‪ ،‬عشرين ألف بيت‬
‫فضال عن غريها من اإلبداعات النثرية واللمحات النقدية‪ .‬وكثري من هذه املواد األدبية جيد؛‬
‫يستدعي الوقوف لدراستها وحتليلها الستجالء خصوصياهتا ورصد مراحل إمياضها وإرمادها‪،‬‬
‫والكشف عن العناصر الفاعلة فيه واحملركة له‪.‬‬
‫معاودة النظر يف بعض ما كتبه حممد املختار السوسي حول املنطقة اإلفرانية ما أمكن؛ السيما‬
‫وأنه أغفل الرتمجة لرجاالت بعض األسر العلمية اإلفرانية‪ .‬فاستفاض جزاه اهلل خريا يف ذكر بعض‬
‫األسر اليت هلا ب(إلغ) صالت وبقي غريها ينتظر‪ .‬وقد دفع هذا بعض رجاالت هذه األسر إىل بعث‬
‫‪4‬‬
‫استدراكات حول أسرته إىل حممد املختار السوسي بعد صدور املعسول وسوس العاملة وخروجهما‬
‫إىل السوق‪.‬‬
‫الرغبة يف الكشف عن نواميس احلركة األدبية اإلفرانية بغية التأسيس لنهضة أدبية جديدة‬
‫باملنطقة لتجاوز حالة اليأس واستعادة األمل‪ ،‬ولربط أدب املنطقة باجملال احليوي ومعانقته ثقافة‬
‫العصر ومتطلباته‪.‬‬
‫و أما الدوافع الذاتية فمنها‪:‬‬
‫ـ كوين ابن منطقة سوس أستطيع التأقلم مع خمتلف بيآهتا والتجاوب مع أهلها وكسب ثقتهم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ خالل جزولة ‪2/236‬‬

‫ـ كوين لست ابن إفران؛ وهذا يضمن لكتايب التجرد عن األهواء القبلية‪ .‬فقد كنت فكرت يف‬
‫كتابة تاريخ للحركة األدبية يف املنطقة الباعمرانية‪ ،‬مث انصرفت عن ذلك خمافة ما ذكر‪.‬‬
‫ـ كوين أميل لألدبـ السيما الشعر العمودي تذوقا وإنشاء‪ .‬فقد واهلل وجدت يف مواد هذا‬
‫البحث مرتعا أشبع هنمي من األدب القدمي وصقل جتربيت فيه‪.‬‬
‫ـ ميلي إىل التحقيق‪ :‬وقد قصدت قبل وضع اليد على املوضوع احلايل األستاذ اليزيد الراضي يف‬
‫بيته بتارودانت أسأله عن خمطوط أشتغل بتحقيقه؛ فوجهين جزاه اهلل خريا إىل هذا الموضوع‪ .‬فما‬
‫انصرفت عن التحقيق إىل الدراسة إال الحتياج جمموعة من أعمال احلركة األدبية اإلفرانية إىل‬
‫التحقيق‪ .‬فجعلت هذا املوضوع بابا يفتح أمامي مشاريع حبوث عديدة ومقاالت وعروض‬
‫وحتقيقات تروي الغلة وتشفي العلة‪..‬‬
‫ـ كوين‪ ،‬وإن خترجت من املدارس العصرية‪ ،‬كنت أتردد على املدرسة العتيقة مبدينة سيدي‬
‫إفين‪ ،‬آخذ عن مقرئها حممد بن أمحد الدريوش القرآن‪ ،‬وعن العالمة األديب اللغوي احلاج إبراهيم‬
‫بن سعيد الرمحوين اهلواري بعض الفنون املتداولة يف العتيقات السوسية‪ ،‬يف مرحليَت الثانوي‬
‫واجلامعي‪ .‬وقد كان لذلك تأثري يف توجيهي للتسجيل يف كلية اللغة العربية مبراكش التابعة جلامعة‬
‫القرويني‪ .‬فليس عجبا بعد هذا أن أجد نفسي منساقا مع املوضوع بأمجعي وأكتعي‪..‬‬
‫‪ 2‬ـ الدراسات السابقة‪:‬‬
‫استند املوضوع الذي اشتغلت عليه على جمموعة من الدراسات السابقة واستفاد منها‪ .‬وميكن‬
‫تصنيفها إىل ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ ‬دراسات ُيذكر فيها املنطقة اإلفرانية وأدباؤها يف عرض تناول عطاء منطقة أخرى فتأيت‬
‫منطقة البحث ثانوية والحقة من لواحقها مثل رسالة املهدي السعيدي‪ ":‬املدرسة اإللغية‬
‫وإشعاعها األديب يف سوس "‪.‬‬
‫‪ ‬دراسات تناولت قضايا وشخصيات أدبية وعلمية هلا صلة باحلركة األدبية اإلفرانية مثل ‪:‬‬
‫‪ " ‬الطاهر اإلفراين‪ :‬حياته وشعره" لعبداهلل درقاوي ‪.‬‬
‫‪" ‬شعر حممد بن الطاهر‪ :‬مجع ودراسة"‪.‬حملمد بصري‪.‬‬
‫‪ " ‬شعر داود الرمسوكي‪ :‬مجع وحتقيق ودراسة" ليزيد الراضي‪.‬‬
‫‪" ‬حممد املختار السوسي ‪ :‬دراسة لشخصيته وشعره" حملمد خليل‪.‬‬
‫‪ " ‬املنحى الديين يف الشعر العريب بسوس خالل القرن اهلجري الرابع عشر" حملمد بصري‪.‬‬
‫وغريه ــا‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ حـدود املوضـوع ومنهجه‪:‬‬


‫بعد إجالة النظر يف الدراسات اليت قاربت املوضوع‪ ،‬يظهر أن اجملال ما يزال يتسع ملثل كتايب ‪:‬‬
‫"واحات إفران أ ص تاريخ عمران ودين وعلم وأدب يف ق ‪14‬هـ "‪.‬‬
‫ويرى معي القارئ أن هذا العنوان حمدد على مستويات املكان والزمان واملوضوع‪:‬‬
‫فمن حيث املوضوع األساس‪ :‬يركز العنوان على األدب وحركته‪ .‬فهو احملور الذي تدور حوله‬
‫بقية العناصر‪ :‬السياسة والعلم والرتبية والتأليف؛ وتتحاور معه سجاال؛ فبينها وبينه أخذ وعطاء‪،‬‬
‫وإفادة واستفادة‪ ،‬فهو مفتاح فهم نصوص املتون اليت تدرس كما قال حممد أكنسوس‪ ،‬وهو باب‬
‫لصقل األذواق لدى املتصوفة‪ ،‬وهو موجه السياسات‪ ،‬واملنبه على األخطار والتحديات احملدقة‪،‬‬
‫وهو تعبري عن املستوى احلضاري والثقايف والتعليمي والرتبوي للمجتمع ومؤسساته وهيآته‪.‬‬
‫ومن حيث املكان‪ :‬يتحدد املوضوع باملنطقة اإلفرانية‪ .‬وكان باإلمكان االقتصار على مدرسة‬
‫من مدارسها كالتانكرتية أو املسراوية‪ ،‬أو أسرة من أسرها كالتامانارتية أوالناصرية… أو طريقة من‬
‫الطرق الرتبوية النشيطة هبا كالتيجانية أوالدرقاوية…‬
‫بيد أن هذا التجزيء ال يقدم الصورة الشاملة املتكاملة للموضوع‪ ،‬فجعلت ذلك كله عناصر‬
‫تفاعلت فيما بينها مع عناصر أخرى نتج عنها حركة أدبية يف منطقة إفران‪.‬‬
‫كما مل أوسع املوضوع ليشمل سوس بكاملها‪ ،‬لكون ذلك جيعل الصورة اليت سنقدمها‬
‫للحركة األدبية فيه غري مركزة‪ ،‬ال تالمس عمق التجربة‪ ،‬وستضطر لالنتقاء واالستقراء من مواد‬
‫‪6‬‬
‫كثرية عديدة وضخمة‪ ،‬إال أن يركز على جنس أديب بعينه كالرسائل أو الرحالت…وما تزال‬
‫آداب مناطق أخرى مل تفرتع بعد كاألدب اجلراري وغريه‪.‬‬
‫أما القيد الزمين‪ :‬القرن اهلجري الرابع عشر مضافا إليه عشرون سنة قبله ومثلها بعده‪( :‬‬
‫‪ 1280‬هـ ـ ‪ 1420‬هـ) ذلك أن سنة البدء معقولة جدا العتبارات منها‪:‬‬
‫‪ ‬كون هذا العام شهد التحاق وتأسيس أسرتني علميتني باملنطقة اإلفرانية مها التامانارتية‬
‫والناصرية هلما دور أساس يف حتريك دواليب األدب اإلفراين‪.‬‬
‫‪ ‬التحاق حممد بن ابراهيم التاماناريت باملدرسة التانكرتية يف هذه السنة بالضبط‪ .‬وقد اعتربه‬
‫العديد من الدارسني صلة الوصل بني األدب اإللغي اإلفراين وبني احللقة األدبية اجليشتيمية‪.‬‬
‫‪ ‬شهدت أعوام عقد الثمانينات ميالد عدة رموز لألدب اإلفراين كالطاهر اإلفراين(‪1284‬هـ)‬
‫وحَم مد بن احلاج(‪1289‬هـ) …‬
‫‪ ‬يف هذه الفرتة أيضا التحق باملنطقة اإلفرانية احلاج احلسني السوقي اإلفراين التيجاين الذي‬
‫أعتربه صلة وصل بني األدب اإللغي اإلفراين وبني األدب اجليشتيمي من جهة واملراكشي عن شيخه‬
‫حممد أكنسوس من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪ ‬كون بواكري املؤلفات األدبية اإلفرانية ارتبطت هبذه الفرتة بالضبط‪ ،‬أعىن " جمموعة أشعار‬
‫أمحد اجليشتيمي"للحاج احلسني السوقي اليت ألفها سنة ‪1288‬هـ‪ .‬و"شرح االستعارات الكريانية‪،‬‬
‫وشرح احلمدونية يف العروض والقوايف" حْم د بن احملفوظ السماليل اإلفراين سنة ‪1286‬هـ‪.‬‬
‫َمل‬
‫ومل يكن لألدب حضور فعلي ظاهر قبل ذلك ‪ ،‬ألن ظروف بروزه واالنشغال به مل تتوفر بعد؛‬
‫حىت وإن كنا ال نقف على سجل مادته لنؤسس عليها‪.‬‬
‫أما عام ‪1420‬هـ فأماله إرادة التوازي بني ما قبل القرن اهلجري ‪ 14‬وما بعده‪ ،‬فال ميكن‬
‫استيعاب قرن إال بفهم جيل قبله وجيل بعده لتتبع األثر‪.‬‬
‫وأما املنهج املعتمد فيبدو أنه يهيمن على هذا البحث منهجان رئيسان مها‪ :‬التارخيي والوصفي‪.‬‬
‫سوى أنه حتضر فيه من حني آلخر مناهج يقتضيها املقام ومادة البحث ‪ ،‬فيجلو منها االستقراء‬
‫واالنتقاء واإلحصاء والتحليل‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ مضمون الكتاب‪:‬‬
‫أسست كتايب على مقدمة سبعة فصول وخامتة وفهرسني‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬جعلته تأطريا جغرافيا وتارخييا ملنطقة البحث إفران األطلس الصغري رابطا ذلك‬
‫بتأثريه يف احلركة األدبية والعلمية على اعتبار أن األدب ابن بيئته كما يقال؛ وقد استعنت بوسائل‬
‫توضيحية كاخلرائط والصور‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ـ الفصل الثاين‪ :‬تناولت فيه األسر العلمية اإلفرانية وخزائنها ووفودها وكيف سامهت يف احلركة‬
‫األدبية‪.‬‬
‫ـ الفصل الثالث‪ :‬رصدت فيه املدارس العلمية العتيقة تأرخيا ووصفا وُمدرسني وتالمذة وبرامج‬
‫مشريا إىل ما خيدم منها حركة األدب يف املنطقة وخارجها‪.‬‬
‫ـ الفصل الرابع‪ :‬استقصيت فيه احلديث عن احلركات الرتبوية النشيطة يف املنطقة فرتبت تناوهلا‬
‫حبسب األولية يف الظهور‪ ،‬وهي‪ :‬الناصرية مث الدرقاوية والتيجانية مث السلفية اإلصالحية‪ .‬وقد تتبعت‬
‫باختصار مع كل حركة منها مراحل تطورها وكيفية وصوهلا إىل املنطقة اإلفرانية ‪ ،‬وما سامهت به‬
‫يف تنشيط احلركة األدبية‪.‬‬
‫ـ الفصل اخلامس‪ :‬هو نتاج طبيعي للعناصر الثالثة السابقة ‪ :‬رجاالت األسر العلمية وأساتذة‬
‫املدارس العتيقة وبعض تالمذهتا‪ ،‬ومشايخ احلركات الرتبوية ومريديهم من اإلفرانيني ومن إليهم‪ .‬إنه‬
‫احلديث عن حركة التأليف والتصنيف يف املنطقة اإلفرانية‪.‬وقد أثبتت مسردها مث ثنيت بتسجيل‬
‫مالحظايت حوهلا‪.‬‬
‫ـ الفصل السادس من هذا الباب فخصصته لتتبع مراحل تطور األدب اإلفراين‪ .‬فتتبعت فيه منابع‬
‫األدب اإلفراين وتطوره من منشئه إىل بلوغه الذروة مث خفوت ُأواره فانتعاشه من جديد واستمرار‬
‫وتريته إىل اجليل الراهن‪ .‬كما أوقفت فيه القارئ وعرجت به على مرحلة أساس من مراحله وهي‬
‫مرحلة اإلشعاع فأظهرت مظاهره وبينت حدوده الفئوية والزمانية واملكانية‪.‬‬
‫مث رصدت األدباء اإلفرانيني فجعلتهم طبقات من الشعراء والكتاب والنقاد وبينت بيآت النقد‪.‬‬
‫وقد أسست طبقات الشعراء باخلصوص على معايري صارمة تقي التصنيف من إكراهات العالئق‬
‫الودية اليت تربطين باألحياء منهم‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬رأيت أن أمتع فيه القارئ بمختارات من األدب اإلفراين غري املنشور حىت يقف‬
‫على النصوص كاملة‪ ،‬أويؤسس عليها دراسات الحقة‪ ،‬وحىت حُت فظ من الضياع‪.‬‬
‫مث ختمت البحث خبامتة أودعتها بعض االستنتاجات واخلالصات اليت انتهت إليها الدراسة‪.‬‬
‫مث اكتفيت بفهرسي املصادر واملراجع مصنفا مطبوعها من مرقوهنا ومن خمطوطها‪ ،‬وعربيها من‬
‫أعجميها‪.‬‬
‫وهبذا أكون قد أشبعت موضوعي ـ على قدر الرداء ـ حبثا وتنقيبا ومعاجلة من زوايا عدة بشكل‬
‫متناسق مكتمل وشامل وفق ترتيب منطقي حتتل فيه كل نقطة مركزها املناسب واملعقول وفق‬
‫قانون السببية‪ ،‬ووفق ما هو ماثل يف واقع األدب اإلفراين‪..‬‬
‫‪8‬‬

‫الفصل األول‪:‬‬
‫تأطـيــر جغرافــي وتاريخــي‬
‫لمنطقــة إفـران أ‪.‬ص‬

‫" إفــران" سـواء دل على معىن (حياض جتميع مياه العيون) أو معىن (الغريان والكهوف) أو كان‬
‫مشتقا من أفريقيا أو كان أصال هلا‪ ،‬يطلق على بلدة يف املنطقة الوسطى لألطلس الصغري تشرف‬
‫على الصحراء املغربية‪ ،‬على خط عرض ‪ ’6°29‬مشال خط االستواء و‪ ’6°9‬غرب خط غر‬
‫ينتش(‪ ،)1‬تأسست قراها األربع على عهد النوميديني(‪)2‬؛ (على طول منخفض يرتاوح ارتفاعه بني‬
‫‪ 620‬و‪920‬م‪ ،‬ينحدر من الشمال الشرقي حنو اجلنوب الغريب ‪ ،‬حتيط به جبال يرتاوح علوهامابني‬
‫‪9‬‬
‫‪1100‬م و‪1301‬م(‪ .)3‬مناخها شبه صحراوي جاف‪ ،‬حار صيفا وبارد غري مطري شتاء ترتاوح‬
‫تساقطاهتا بني ‪ 100‬و ‪ 150‬مم يف معدل ‪ 15‬يوما يف السنة‪ .‬وتعرف املنطقة اعتبارا ملوقعها شبه‬
‫الصحراوي رياح "الشركي" احلارة اجلافة يف فصل الصيف ‪ ،‬فيكون لكل ما ذكر تأثري سليب يف‬
‫الغطاء النبايت الذي يكون يف غالبه شوكيا يف احملالت البورية‪ .‬غري أن املنطقة تستعيض عن شح‬
‫التساقطات وندرهتا بفرشة مائية باطنية متجددة تتمثل يف العيون واآلبار املبثوثة يف كل قرى‬
‫املنطقة‪ ،‬تستثمر يف االحتياجات املنزلية والفالحية‪ .‬لذلك نلفي مشهدين للغطاء النبايت يف املنطقة‪:‬‬
‫*مشهـد شوكـي شبه جاف يف اجلبال واملناطق البورية ‪ ،‬يذكرنا جبو الصحراء القاسي‪.‬‬
‫* مشهـد أخاذ خالب بأشجار الزيتون واللوز والنخيل والكروم و الزرع والبقول على‬
‫الضفاف وقرب جماري العيون‪ ،‬يذكرنا جبو األندلس البهيـج‪.‬‬
‫وقد استهوى املشهد الثاين الساكنة‪ ،‬فألفيناها ترتكز حوايل الوادي وقرب اجملاري املائية‪ ،‬يف‬
‫دواوير عديدة تتوزعها أربع قرى أو قبائل هي‪ :‬تنكرت والربا نتوزومت (أي الربع األوسط)‬
‫واداوشقرا وأمسرا‪ ،‬هي املكونة حاليا للجماعة القروية إلفـران األطلس الصغري اليت حتدها بويزكارن‬
‫غربا وأيت الرخاء وتيغريت إميجاض مشاال وأداي نيت حربيل شرقا وتاغاجيجت جنوبا(‪ )4‬املتامخة‬
‫ألسـا ويبلغ عدد سكاهنا ‪ 12399‬نسمة حسب إحصاء ‪ .)5(1994‬وكان يعتمد اقتصاد املنطقة يف‬
‫جممله على الفالحة من تربية للمواشي وزراعة بورية وسقوية وغرس ‪ ،‬وعلى صناعة املعادن‬
‫والنسيج واجللود والفخار وغريها ؛ وعلى التجارة احمللية وبعيدة املدى(‪ )6‬املرتبطة باملراكز التجارية‬
‫الكربى كتكاوست وأكلميم وتامدولت أواقا وتازروالت وغار كسيمة وماسة والصويرة وجتارة‬
‫القوافل الصحراوية السودانية‪.‬‬
‫‪1‬ـ اخلرائط الطبوغرافية ‪ :‬بويزكارن تاغجيجت‬
‫‪2‬ـ ابن الـوزان‪ :‬وصف افريقيا ‪ ،‬ص ‪.117‬‬
‫‪3‬ـ اخلرائط الطبوغرافية‬
‫‪4‬ـ تنظر اخلريطة االدارية‬
‫‪ -5‬إدارة مجاعة إفران أ‪ .‬ص‪.‬‬
‫‪ -6‬اغروس و أوروش ‪ ،‬جوانب من تاريخ إفران أ‪.‬ص يف القرنني ‪ 17 – 16‬هـ ‪ ،‬ص ‪ 44‬و ما بعدها‬

‫فألمهية املنطقة االفرانية الصناعية والتجارية وموقعها االسرتاتيجي أولتها الدول واحلضارات‬
‫املتعاقبة على املغرب العناية الالزمة ووضعتها يف احلسبان‪ .‬يدل على ذلك تنوع ساكنتها يف اللون‬
‫واللغة والدين واألصل‪ .‬فنلفي العبيد واحلراطني و البيض‪،‬وتقابل األمازيغي والعريب و العربي ونقف‬
‫على املسلم واليهودي(‪ )1‬ومرهبا املسيحي(‪ )2‬والوثين؛ وتقابل الرتكي(‪ )3‬واألنصاري والبكري‬
‫‪10‬‬
‫واجلعفري والشريف العلوي؛ وتوافد إليها السماليل واهلشتوكي والبعمراين واألساوي والركائيب‬
‫السالمي…‬
‫أ ـ مرحلـة ما قبل ‪ 1280‬هـ = ‪ 1860‬م‪ :‬تعاقب على حكم إفران النوميديون الذين ينسب‬
‫تأسيسها إليهم(‪ )4‬؛ وشعب إفريقش ومملكة أفرايت اليهودي(‪ … )5‬قبل أن تذعن للحكم اإلسالمي؛‬
‫مث أسـس فيها املرابطون مدينة(تازايتونت) وجامعها بالسوق أوفال ‪ ،‬فكانت مركزا من مراكزهم‬
‫(‪)6‬‬
‫األساسية مع تامانارت وتاغاجيجت وادنون حيث مضرب سكتهم‪.‬‬
‫ويف العهد املوحدي تأسـس مسجد أغبالو(‪ ،)7‬وكان ابن يدر الثائر على احلكم املوحدي السبب‬
‫يف نزوح عرب بين معقل والشبانات وبين حسان من الصحراء حني استنجد هبم فاجتهوا حنو إفران‬
‫وماسة ورأس الوادي(‪ )8‬قبل أن يستعني هبم بعده أبو احلسن املريين للسيطرة على سـوس‪ )9(.‬ويف‬
‫الفرتة الوطاسية تدخل الربتغال وسيطروا على سوس‪ )10(.‬وتذكر بعض الروايات الشفهية أن‬
‫احلصون املشيدة على بعض املرتفعات االفرانية كأكادير نتباحنيفت(‪ )11‬وأكادير أوكماض …‬
‫املبثوثة أشباهها يف خمتلف مناطق سوس هي آثار برتغالية ‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬ويف الفرتة نفسها قبل قيام‬
‫دولة السعديني من واد نون‪ ،‬كانت إفران حتت إمرة القائد ْمَحـد املهيمن على مثان و ثالثني قرية؛‬
‫(‬
‫وكان تابعا ململكة بوطاطا بتكاوست؛ فجدد يف ‪ 15‬فرباير ‪ 1499‬م اتفاق التبعية للحكم االسباين‬
‫‪ .)12‬ويف هذه الفرتة تأسست املدرسة التانكرتية املنسوبة لالستاذ حممد بن علي أبراغ؛ وفيها أيضا‬
‫(‪)13‬‬
‫ابتدأت النهضة العلمية العجيبة يف سوس‪.‬‬
‫‪1- V . Monteil : les juifs d’Ifran ( Anti-Atlas Marocain) , Hesperis , 1948,1ère et 2ème trim P.151-160‬‬
‫‪2-F.C De la chappelle , P. Cenival : Possessions espagnoles sur la cote occidentale d’Afrique , Santa‬‬
‫‪Cruz de Mar- pequena et Ifni , Hesperis , 1935 , 2-4 trim P.67,75‬‬
‫‪ -3‬يف إفـران أسرة تسمى ( إتركني) نزحت من تركيا ‪ ،‬كما حدثين بذلك احلاج احلسني االفراين احلندقي‪.‬‬
‫‪ -4‬وصف افريقيا ‪ ،‬ص ‪117‬‬
‫‪-5‬مصطفى ناعمي‪ :‬معلمة املغرب ‪549– 1/548 ،‬‬
‫‪ -6‬السوسي ‪ :‬سـوس العاملـة ‪ ،‬ص‪19:‬‬
‫‪ -7‬املتوكل الساحلي ‪ :‬املعهد االسالمي بتارودانت و املدارس العلمية العتيقة بسوس ‪. 3/247 ،‬‬
‫‪ -8‬عمر أفا‪ :‬مسالة النقود يف تاريخ املغرب ‪ ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ -9‬ابن خلدون ‪ :‬العرب ‪. 92-6/91 ،‬‬
‫‪ -10‬الناصري ‪ :‬االستقصــاء ‪. 5/75 ،‬‬
‫‪-11‬تنظر صورة أكادير نتباحنيفت‪,‬‬
‫‪ De la chappelle -12‬م – س‬
‫‪ -13‬سوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪156 – 20‬‬

‫مث كانت انطالقة الدولة السعدية من وادنون وسوس‪ ،‬فطلع القرن اهلجري العاشر(( حبركة‬
‫)) (‬
‫علمية أدبية أوسع مما قبلها تشده كل مطلع)) (( حىت كان ما يدرس يف القرويني يدرس يف سـوس ‪.‬‬
‫‪ )1‬وقد استفادت املنطقة االفرانية ساكنتها وحركاهتا ومدارسها من هذه النهضة بفضل الرخاء الذي‬
‫جلبه هلا موقعها االسرتاتيجي يف جتارة القوافل السودانية املغربية‪ .‬ومن صور ذلك أْن بىن أمحد‬
‫‪11‬‬
‫املنصور الذهيب بإفران دار السكة ومساها( الغريانية) يف نزلته االفرانية سنة ‪ 988‬هـ = ‪1580‬م (‪،)2‬‬
‫ومن صوره أيضا أن العلماء كانوا جيتمعون يف النصف الثاين من القـ ــرن ‪16‬هـ يف جامع بإفران‬
‫(‪)3‬‬
‫للمذاكرة‪ ،‬لعله مسجد (تازايتونت)‪.‬‬
‫مث جاءت الدولة السماللية اإليليغية‪((.‬فأخدت بضبع العلم اقتداء بالبديع‪ ،‬فأسندت املناصب‬
‫القضائية قي كل قبيلة قبيلة إىل مستحقيها ‪ ،‬وعمرت هبم جمالس التدريس يف مساجدها ‪ ،‬فاختذهتم‬
‫موضع شورى وأرباب املسامرة)) (‪.)4‬وكان للمنطقة اإلفرانية لدى أمراء الدولة السماللية منزلةرفيعة؛‬
‫إذ متت أول مبايعة هلا حتت شجرة ما زالت تنعت إىل اآلن يف قرية السوق بإفران من قبل تسعمائة‬
‫فارس من االفرانيني واألدائيني والتاغاجيجتيني؛ متت لألمري ابراهيم قبل علي بودميعة(‪.)5‬فكان من‬
‫تأثرياهتا‪:‬‬
‫ـ مصاهرة األمراء ألسرة علمية جميدة بإفران هي األسرة العدنانية الشريفة‪ .‬فهم أخوال علي‬
‫بودميعة أيب حسـون(‪.)6‬‬
‫ـ تعيني هذا األخري حملـل شرقي عاصمته إيليغ ويف غرهبا ((ينزل فيه اإلفرانيون واألعراب‬
‫)) (‪)7‬‬
‫الصحراويون كثر فيه الناس ومال إليه التجار وغريهم من أرباب احلرف‪.‬‬
‫ـ تعيينه ألفراد من أخواله‪ ،‬حبسب االستحقاق‪ ،‬يف مناصب سامية كقضاء إفران وقيادهتا املمتدة‬
‫إىل ناحية تيسينت إزاء طاطة‪ )8(.‬ويف هذه الفرتة عم الرخاء أيضا ‪ ،‬فتأسست مساجدومدارس‬
‫كمسجد النجما ( اجلمعة) بتانكرت(‪ )9‬إزاء ضريح بلقاسم بن علي جد بودميعة األعلى لالم؛‬
‫(‪)10‬‬
‫ومدرسة تازروت (الصخرة) بأمسـرا‪.‬‬
‫ســوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪20‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -2‬مسألة النقود ‪ :‬ص ‪ . 280‬و ابراهيم احلساين‪ :‬ديوان قبائل سوس يف عهد السلطان أمحد املنصور الذهيب ‪ ،‬تح ‪ .‬عمر أفا ص ‪29-28-24‬‬
‫‪ -3‬أمحـد التوفيق‪ :‬معلمة املغرب ‪. 1/549‬‬
‫‪ -4‬سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ -5‬إيليغ قدميا و حديثا ص‪51‬‬
‫‪ -6‬نفســه ‪ ،‬ص‪44-43‬‬
‫‪ -7‬نفســه ‪ ،‬ص ‪61‬‬
‫‪-8‬نفسه ‪ ،‬ص‪44‬‬
‫‪ -9‬نفســه‪ ،‬ص ‪44‬‬
‫‪ -10‬املعهـد االسالمي بتارودانت ‪3/247 ،‬‬

‫مث جاءت الدولة العلوية السعيدة‪ ،‬فكانت سعد السعود على السوسيني‪ .‬فقد تكاثرت املدارس‬
‫وزخرت بالطلبة… وقد القى العلماء السوسيون يف كل مناسبة ممن تسنموا العرش العلوي تنشيطا‬
‫واحرتاما زائدا فتمشوا يف ظلها الوريف كما كانوا يتمشون يف الدولتني قبلها فكانت هلم أوال جولة‬
‫نظنها متسعة مع ابن حمرز أمريهم العلوي ما شاء اهلل(‪ )1‬وهو من عني صاحلا الشاكوكي قائدا على‬
‫‪12‬‬
‫إفران(‪".)2‬مث رأينا آخرين يتصلون باملوىل إمساعيل‪ ،‬فيالقونه بقواف طنانة"(‪ )3‬مل أقف على اسم إفراين‬
‫منهم‪ ،‬غري أن املوىل إمساعيل –ومسقط رأسه آيت الرخاء– مل يغفل عن إفران ألمهيتها‪ ،‬فعني عليها‬
‫قائده أمحد بن مسعود أشعو الصحراوي املمتدة قيادته إىل أسـا يف الصحراء(‪)4‬؛ كما كان قاضيا على‬
‫عهده ملدة مخس و أربعني عاما يف إفران العالمة بلقاسم بن حممد التسكالئي األنصاري التانكريت؛‬
‫وقد درس حينا يف تنبكتو(‪ ".)5‬مث كان اعتناء حممد العامل بكل علماء جزولة الذين فتح هلم الباب‬
‫على مصراعيه‪ ،‬يستقدمهم جمللسه اخلاص‪ ،‬مث جييزهم جبوائز كثرية مع حترير قراهم من الكلف‬
‫املخزنية(‪ .")6‬غري أن هذه الفرتات سالفة الذكر مل ختل من كبوات وابتالءات كاألوبئة واجملاعات‬
‫اليت تأيت على األخضر و اليابس؛ كما مل ختل منها الفرتة الالحقة(‪ )7‬؛ وكالفنت واحلروب الطاحنة‬
‫مثل فتنة بوحالس البعمراين(‪ ،)8‬وفتنة احلزبني املتناحرين يف سوس‪" :‬تاكوزولت "و" تاحكات "‬
‫فكانت إفران منخرطة يف الفئة األوىل ( تاكوزولت )(‪ )9‬املتصفة "بالتدين املتني واملروءة والعلم ‪،‬‬
‫ومراعاة األخالق الفاضلة يف الغالب‪ ،‬وهلذا كانت ديار العلم منبثة يف قبائلها وتقل يف قبائل‬
‫(تاحكات)" (‪. )10‬‬
‫ب ـ مرحلة ما بعـد ‪ 1280‬هـ = ‪ 1860‬م‪:‬يسري املنطقة اإلفرانية النفاليس وفق قانون عريف‬
‫مرسوم يف لوح(‪ )11‬يعودون يف نوازهلم اجلنائية إليه‪،‬ويرجعون يف القضايا الفقهيةالشخصية إىل فقيه‬
‫املدرسة(‪. )12‬‬
‫‪ – 1‬سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ – 2‬خالل جزولة ‪2/241‬‬
‫‪ - 3‬سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪- 4‬خالل جزولة ‪2/241‬‬
‫‪ – 5‬نفسه‪240 – 2/239 :‬‬
‫‪ - 6‬سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ – 7‬االلغيات ‪ – 214 . 3/166‬و املعسول‪ 31-26 /7‬و ‪ 244 – 243 – 195 / 8‬و ‪ 404 / 18‬و ‪ 111 –58 /19‬و خالل جزولة ‪176..2/173‬‬
‫‪ – 8‬املعسول ‪ 218 – 12/217‬و املعسول ‪. 5/146‬‬
‫‪ – 9‬مدارس سوس العتيقة – ص ‪. 41‬‬
‫‪ – 10‬االلغيات ‪. 3/169‬‬
‫‪ – 11‬أوراق خالد العثماين لوح أهل تانكرت‬
‫‪ – 12‬من افواه الرجال ‪ 103 – 2/102‬و املعسول ‪. 3/269‬‬

‫ومل يكن للمنطقة قبيل هذه املرحلة قائد؛ إذ كانت تابعة للــرئيس التازروالتيالتاكوزولتيالنحلــة(‪)1‬؛‬
‫فكان علماء إفران يعمرون جمالسه ويوظف بعضهم يف ديوانه إىل أن دارت عليه الدائرة بعد مناوشـته‬
‫املوىل احلســن األول ‪ ،‬فقطعت إفــران مواالهتا ونصــرهتا لــه‪ .‬مث ملا انصــلح مــا بني التــازارواليت واملخــزن‬
‫وتــوىل القيــادة من جديــد كــانت إفــران من نصــيبه؛ فتــوىل احلاج احلســني الســوقي اإلفــراين قــراءة قــرار‬
‫‪13‬‬
‫احلكومة؛ فنفته القبيلة وأسرته إىل تاغاجيجت يف حدود ‪ 1302‬هـ‪ .‬مث عـاد إىل داره بعـد العفـو عنـه‪.‬‬
‫مث ملا تــوىل القائــد املخــزين الكيلــويل على ســوس نتــف البالد والعبــاد فتــألبت القبيلــة اإلفرانيــة على دار‬
‫األســتاذ احلاج احلســني فانتهبتهــا مبا فيهــا كمــا انتهبت بقيــة القبائــل منــازل القــواد السوســيني بعــد عــزل‬
‫الكيل ــويل ؛ فك ــان ذل ــك عل ــة هج ــرة احلاج احلس ــني س ــنة ‪ 1318‬هـ ـ إىل ت ــزنيت(‪ .)2‬مث ملا ت ــوىل القائ ــد‬
‫حمم ــد انفل ــوس القي ــادة على س ــوس س ــار على هنج بلدي ــه الكيل ــويل ظلم ــا وغطرس ــة(‪ .)3‬وحني دخلت‬
‫فرنســا الصــحراء نــزحت احلركــة املالعينينيــة إىل ســوس واســتقرت يف تــزنيت‪ )4(.‬وملا أرغم العــرش على‬
‫توقيــع معاهــدة احلمايــة مــع فرنســا بويــع أمحد اهليبــة بن مــاء العيــنني على اجلهــاد فكــان الــركب اإلفــراين‬
‫علمـ ــاؤه وفرسـ ــانه ضـ ــمن جنـ ــده‪ .‬وكـ ــان الطـ ــاهر اإلفـ ــراين شـ ــاعر بالطـ ــه يسـ ــجل حركاتـ ــه وحمالتـ ــه‬
‫ومســتجداته شــعرا منــذ بــدئها إىل أن وافــاه أجلــه بكــردوس‪ ،‬مث تــابع املســار مــع األمــري اجلديــد صــنوه‬
‫مربيــه ربــه(‪ . )5‬وقــد كــانت هــذه احلركــة اجلهاديــة الــيت دامت من ‪ 1330‬ه ـ إىل ‪ 1352‬هـ ـ ســببا يف‬
‫انشغال العديد من العلماء املدرسني عن مدارسهم(‪. )6‬‬
‫انتهت حركــة اجلهــاد ســنة ‪ 1352‬هـ ـ فتم لفرنســا الســيطرة على ســوس كلهــا مبا فيهــا إفــران إال‬
‫املنطقــة البعمرانيــة الــيت اختــارت الــتيس األســود ( االســبان ) عوضــا عن فرنســا‪ .‬وقــد جعلت احلمايــة‬
‫الفرنسية على إفران مراقبا كان مقره يف مركز احدادو يف السوق ؛ وشجعت القانون العـريف ليعـوض‬
‫الشريعة ؛ وشددت اخلناق على الناس فانكمش اجلميع مبن فيهم الفقهاء (‪. )7‬‬
‫غ ــري أن احلرك ــة الوطني ــة اس ــتطاعت أن ت ــؤطر بعض األف ــراد من أمث ــال أمحد بن الط ــاهر اإلف ــراين‬
‫والعالمة األديب املؤرخ املختار الســوســي وغريمها (‪… )8‬‬
‫‪ – 1‬املعسـول ‪4/32‬‬
‫‪ – 2‬نفسـه ‪ 4/35‬و ما بعدها و ‪. 15/218‬‬
‫‪ – 3‬االكراري ‪ :‬روضة االفنان ‪ ،‬تح محدي أنوش ‪ ،‬ص ‪ – 62‬و ما بعدهـا‪.‬‬
‫‪ – 4‬نفســه ‪ ،‬ص ‪. 88 – 87‬‬
‫‪ – 5‬املعسول ‪ 4/106‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪ – 6‬نفسـ ــه ‪. 7/79 :‬‬
‫‪ – 7‬نفسه ‪273 – 3/272‬و‪7/80‬‬
‫‪ – 8‬نفسه ‪. 7/231‬‬

‫وقد اعتربت فرنسا بدرس حركة اجلهاد فعلمت مكمن القوة واخلطر الذي ميثله الفقهاء‬
‫والعلماء فداهنت بعضهم كالطاهر اإلفراين وشددت اخلناق على آخرين(‪)1‬؛ وأوجدت العوض‬
‫املنافس للمدارس األصيلة وهو املدارس العصرية ‪ ،‬فانتكس لواء األصيالت ومعظم احلركات‬
‫الرتبوية‪ .‬مث ملا نال املغرب االستقالل كانت هناك حماوالت للنهوض يف خمتلف اجملاالت غري أن‬
‫املخاض كان يغلب على هذه احملاوالت ‪ ،‬إذ سرعان ما تندحر جهود املخلصني اجلادين(‪، )2‬‬
‫‪14‬‬
‫فتعود حليمة إىل عادهتا القدمية‪ ،‬ومل يتغري من حال املدارس األصيلة واحلركات الرتبوية‬
‫واإلصالحية ما يقفز هبا ملا هي له وما هو صميم وظيفتها وما هو منتظر منها ‪ ،‬فبقيت يف‬
‫اهلامش ويف املتحف ال دور هلا (‪ . )3‬ويف اجلانب اآلخر استهوى العصر معظم الساكنة فاخنرطت‬
‫فيه مبا له وما عليه (‪. )4‬‬

‫‪ - 1‬املعسول ‪7/231‬‬
‫‪ – 2‬املعهــد اإلسالمـي بتارودانت ‪ 1/291‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪– 3‬خالل جزولة ‪ ، 4/150‬و احلسني أفا ‪ :‬شعر احلسن البونعماين ‪ ،‬الديوان ‪ ،‬ص ‪. 438 – 437‬‬
‫‪ – 4‬املعس ــول ‪. 3/273‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬‬


‫األسـر العلميـة وخزائنها‬
‫‪15‬‬

‫مل ختل منطقة إفران األطلس الصغري يف تارخيها املتالحق من نازحني إليها من خمتلف الفئات‬
‫والطبقات والديانات واحلضارات واألجناس(‪. )1‬‬
‫وقد استمرت إليها هجرة العلماء والصاحلني املسلمني منذ أن عرف املغرب اإلسالم؛ فاختذها‬
‫بعضهم دار قرار‪ ،‬فبىن وشيد أجمادًا وجد هلا األرض خصبة ‪ .‬وقد ضمنت املنطقة هبذه اهلجرات‬
‫والوفود العلمية املاكثة واملتجددة استمرار حلقات العلم والعلماء هبا؛ يورثها األب أبناءه‪ ،‬واجلد‬
‫أحفاده وأسباطه‪ ،‬وتكونت هبم أسر علمية أدت أدوارها يف تاريخ املنطقة العلمي والرتبوي‬
‫والسياسي(‪)2‬؛ منها من قضت حنبها ومخدت نارها بعد التهاب أوارها زمنا غري يسري؛ ومنها من‬
‫تسلمت املشعل واملقود بعد ذلك ‪.‬‬
‫فقد عرفت إفران قبل ‪ 1280‬هـ = ‪ 1860‬م العديد من األسر املاجدة‪ ،‬رفعت علمها بالعلم‬
‫والصالح أو النوازل أو الرتبية أو الرئاسة أو بكل ذلك‪ .‬نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬األسرة الركراكية(‪ : )3‬بتاوريرت إيزاكارن ‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة التاسكاالئية(‪ : )4‬بقرية تاسكاال أسفل إفران ‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة القامسية(‪ : )5‬مبزكيدا اجلمعة بتانكرت‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة العزية(‪ : )6‬بتاوريرت نعلي جموط بتانكرت‪ ،‬ويف إداوشقرا (‪. )7‬‬
‫‪ ‬األسرة الشاكوكية(‪ : )8‬بالسوق أوفال وإد شاكوك بتاوريرت إيزاكارن ‪.‬‬
‫‪ ‬األسرة اجملازية(‪ :)9‬بأساكا وأمسرا ‪ ..‬وغريها ‪.‬‬
‫(‪)10‬‬
‫و يف حدود ‪ 1280‬هـ التحقت بإفران أسرتان علميتان صاحلتان عريقتان مها‪ :‬الناصرية‬
‫والتامانارتية(‪ )11‬يعود إليهما فضل إحياء وتأصيل العلم واالدب والرتبية باملنطقة موازاة مع بعض‬
‫السالفات ممن ظل عطاؤها مستمرا‪.‬‬
‫‪ – 1‬ينظـر مدخـل هـذا البحـث‬
‫‪ – 2‬السوسي ‪ :‬إيليغ قدميا و حديثا ‪ :‬ص ‪11– 10– 1‬‬
‫‪ – 3‬السوسي‪ :‬خالل جزولة ‪ 2/239‬و املعسول ‪ 4/4‬و ‪307– 5/305‬‬
‫‪ – 4‬خالل جزولة ‪ 2/239‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪66‬‬
‫‪ – 5‬سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 142‬و إيليغ قدميا و حديثا ‪ ،‬ص ‪44– 43‬‬
‫‪ – 6‬إيليغ قدميا و حديثا ص ‪. 5‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ – 7‬املعسـول ‪. 10/181‬‬
‫‪ – 8‬املعسـول ‪. 10/84‬‬
‫‪ – 9‬املعسـول ‪ 12/215‬و ما بعدها ‪ ،‬و سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪. 141‬‬
‫‪ – 10‬املعسـول ‪ 10/39‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ – 11‬نفســه ج ‪. 7‬‬

‫ومن جمموع ما ذكر من األسر العلمية اإلفرانية منيـز بيـن‪:‬‬


‫ـ أسر عاشت قبل ‪ 1280‬هـ مث رمست فلم نسجل هلا حراكا يف فرتة البحث كالتاسكاالئية‬
‫والركراكية…‬
‫ـ أسر عاشت قبل ‪ 1280‬هـ مث حييت بعد مخود نارها زمنا كالقامسية والعزيية …‬
‫ـ أسر آستمر عطاؤها قبل و بعد ‪ 1280‬هـ يف املنطقة بال انبتار كاجملازية والسوقية‬
‫الشاكوكية…‬
‫ـ أسر التحقت باملنطقة يف حدود التاريخ املذكور وكان هلا ما هلا يف تنشيط احلركة العلمية‬
‫واألدبية والرتبوية كالناصرية والتامانارتيـة‪.‬‬
‫ـ أسر قبست حياهتا العلمية وحيويتها األدبية والرتبوية من مشعل الناصرية والتامانارتية‬
‫واملدرسة االلغية وغريها ؛كأسرة آبن احلاج األديب(‪)1‬بتبسريرت‪ ،‬والساموكنية( ‪)2‬بتاباحنيفت‬
‫والتيموسانية(‪ )3‬والوفقاوية( ‪)4‬وغريهــا‪.‬‬
‫كما ميكن تصنيف هـذه األسـر(‪ ) 5‬بناء على عـدد من ظهـر من رجاهلا العلمـاء ‪ ،‬ومدى اسهامها‬
‫يف احلركة العلمية و الرتبوية واألدبية والسياسية يف فرتة البحث إلـى‪:‬‬
‫أ ـ أس ــر مركزيـات‪ :‬ذات نفـوذ قـوي وتأثري كبري يف املنطقـة وخارجهـا ‪ ،‬وهـي أربـع‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الشاكوكية السوقيـة‪" :‬األسرة املاجدة من تانكرت‪ ،‬الشريفة النسـب‪ ،‬حتت أيديهم ظهائر‬
‫كثرية للملوك‪ ،‬مما يدل على أن فيها رجاال عظاما‪ ،‬وقد مرت فيهم الرئاسة"‪)6(.‬ظهر من رجاالهتا يف‬
‫فرتة البحث‪ :‬الفقيهان عبداهلل بن بلقاسم السوقي وولده حممد(‪ ،) 7‬والفقيه أمحد بن صاحل الشكوكي‬
‫(ت‪1345‬ه )(‪ ،) 8‬والعالمة األستاذ األديب السخـي شيـخ التيجانية وقطب رحاها يف سـوس احلاج‬
‫احلسني بن أمحد السوقي‪ ،‬مث أبناؤه من بعده حممـد الكبري وحممـد احلبيب‪ .‬كان جملـس احلاج احلسني‬
‫يف زاويته بالسوق مبثابة ندوة علمية لإلرشاد واملذاكرة ينتجعها العلماء والتالمذة والفقراء وأرباب‬
‫النوازل وغريهم‪ .‬وكان يعتفي منتديات العلم والسياسة يف زمنه كمجلس الرئيس احلسني بن هاشـم‬
‫التازارواليت(‪. )9‬‬
‫املعسـول ‪ 10/7‬و ما بعدها ‪.‬‬ ‫‪1‬ـ‬
‫‪ 2‬ـ نفسـه ‪ 9/43‬و ما بعدهـا‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪86– 10/85‬‬
‫‪ 4‬ـ هي أسرة احلاج احلسني بن موسى البكري احلندقي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ سـوس العاملة ص‪121:‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪4/27:‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه ‪4/28‬‬
‫‪ 8‬ـ املعســول ‪9/237‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه ‪4/31‬‬

‫‪ 2‬ـ ـ ـ اجملازيـ ــة املسـ ــراوية‪ :‬األسـ ــرة اجلعفريـ ــة النسـ ــب‪ ،‬انتقلت من هشـ ــتوكة إىل(أسـ ــاكا)بـ ــإفران يف‬
‫‪1120‬ه ـ وتصــاهرت مــع األســرة الركراكيــة اإلفرانيــة فــورثت ســرها‪.‬اســتقر فــرع منهــا بأســكاوانتقل‬
‫الثــاين إلىأمســرا‪ .‬عــد من رجــاالت العلم يف هــذه األســرة يف زمن املعســول حنومخســة وعشــرين‪.‬نــذكر‬
‫منهم بعض من ح ــازه الش ــرط الزم ــين للبحث ‪:‬العالم ــة حمم ــد بن عبداهلل(ت ‪ 1296‬هـ)ج ــد الط ــاهر‬
‫اإلفراين لألم كاتب ديـوان الـرئيس احلسـني بن هاشـم التـازارواليت‪،‬اتصـل بـاملوىل احلسـن األول وإخوتـه‬
‫سـ ـ ــعيد (ت ‪ 1316‬هـ) وأمحد(ت‪1307‬هـ)واحملفـ ـ ــوظ (ت‪1310‬هـ)‪.‬واألديب حمم ـ ــد بن عبداهلل بن‬
‫حممـ ـ ــد بن عبداهلل لـ ـ ــدة السوسـ ـ ــي يف التانكرتيـ ـ ــة ‪ ،‬واحلاج عبداهلل مستبشـ ـ ــر الـ ـ ــذي آلت إليـ ـ ــه خزانـ ـ ــة‬
‫خمطوطات أهله‪ ،‬ومقـدم الناصـرية بأمسـرا وفقيههـا املرجـوع إليـه علي ابن سـعيدبن أمحد (ت ‪1361‬‬
‫هـ)واملقــرئ بالســبع العالمــة بلقاســم بن عبــد الســالم (ت‪1332‬هـ) ‪.‬والفقيــه املفســرأمحد بن حممــد بن‬
‫عبدالســالم(ت‪1357‬هـ) وإبــراهيم بن أمحد جــامع تــراجم فقهــاء أســرته (‪)1‬؛و العالمــة األســتاذ األديب‬
‫حممد بن أمحد املتوكل (ت‪1408‬هـ) ‪..‬‬
‫‪ – 3‬التامانارتية البكرية ‪ :‬تنتسب إىل حممد بن براهيم الشيخ التاماناريت (ت‪971‬هـ) أول من‬
‫أدخل مقامات احلريري إىل سوس من املشرق إثر حجته(‪ )2‬فأدرجها ضمن براجمه التعليمية وألزم هبا‬
‫عقبه ‪ ،‬وهو " من مفاخر املغرب ال سوس فقط " (‪. )3‬انتقل هذا العرق من أمانوز إىل تامانارت‬
‫حيث أثل أمالكا وأجمادا مل تزل آثارها باقية ‪ .‬مث انتقل فرع منها إىل (تانكرت ) بإفران للمشارطة‬
‫والتدريس فكان أول من درس هبا إبراهيم بن أمحد (‪ )4‬مث ابنه حممد بن ابراهيم الذي ابتنت له القبيلة‬
‫دارا بتاوريرت نعلي جموض وتصاهر مع األسرة اجملازية املذكورة فكان من نتائج هاتني األسرتني‬
‫الطاهر بن حممد اإلفراين أديب العصر يف صقع سوس (‪ . )5‬وبذلك نعترب حممد بن إبراهيم صلة وصل‬
‫وراثية لألدب الذي كان ينبض يف عرق آبائه كالشيخ (‪ 971‬هـ ) وغريه‪ .‬فاندس هذا العرق ليجلو‬
‫أزهرمشعا يف الطاهر االفراين وأبنائه األستاذ األديب املريب حممد (ت‪ 1377‬هـ) (‪ )6‬واألستاذ األديب‬
‫عبد اهلل (‪ )7‬والشاعر املوهوب البشري (‪ )8‬وأمحد الوطين الغيور (‪ ، )9‬واألستاذ املخرج املدين بن حممد‬
‫بن الطاهر وصنوه األديب حييا وبقية اخوته (‪ ، )10‬والفقيه الطاهر بن أمحد (‪ )11‬وغريهم ‪..‬‬
‫(‪ )1‬املعسول ‪ 12/215‬وما بعدها‬
‫(‪ )2‬نفسه ‪ 12/222‬وما بعدها و الساحلي ‪ :‬م س ‪ 3/251‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬رجاالت العلم العريب يف سوس ص‪.21‬‬
‫(‪ )4‬املعسول ص‪ 7/60‬حدثين هبذا احلاج بن موسى ‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫(‪ )5‬نفسه ‪ 7/69‬ورجاالت العلم العريب يف سوس ص‪ 235-194‬و أوراق احلاج عابد مستبشر اجملازي ‪.‬‬
‫(‪)6‬نفسه ‪ 7/238‬و ما بعدها و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪،‬ص‪.235‬‬
‫(‪)7‬نفسه‪7/231‬‬
‫(‪)8‬نفسه ‪7/236‬‬
‫(‪)9‬نفسه ‪7/231‬‬
‫(‪)10‬نفسه ‪ 7/286‬و ما بعدها‬
‫(‪ )11‬فقيه ‪ ،‬إمام و خطيب مسجد بأزرو ناحية أيت ملول‪.‬‬

‫وقد انتفعت هذه األسرة ‪ ،‬يف بناء جمدها العلمي بالتدريس يف املدرسة ومبجالس املذاكرة‬
‫والبحث اليت ال يغبها أعالمها صباح مساء يف الدار لدى كل وجبة ‪ ،‬وعند حضور األضياف الذين‬
‫ال يغبون الزيارة إىل ذلك املقام –وغالبهم من العلماء والتالمذة (‪ ، -)1‬وخبزانة األسرة الطافحة (‪،)2‬‬
‫وبالعرق الدساس الذي سرى إليهم من اجلد األعلى‪ ،‬ومن األسر العلمية اليت تصاهرت معها‬
‫كالناصرية واجملازية اإلفرانيتني واإللغية الصاحلية (‪.. )3‬‬
‫‪ – 4‬الناصرية اجلعفرية ‪:‬كان بذرهتا األوىل السيد القرشي بن احلسن الناصري (ت‪ 1270‬هـ)‬
‫الرجل الصاحل(‪ )4‬القاطن بالسوق أفال حيا وميتا‪ .‬مث خلفه ابن أخيه احلاج حممداملدين صهره على‬
‫ابنته‪ ،‬فتوىل أمر الزاوية بعده ‪،‬إىل أن حازته (تانكرت) لديارها طلبا لربكته فابتنت له دارا جعلها‬
‫(‪)5‬‬
‫زاوية باحملل املعروف ب (أمالو) إزاء توريرت نعلي جموض‪ ،‬فانتقل إليها حنو عام ‪ 1285‬ه‬
‫ليواصل مشروعه العلمي والرتبوي وليعقب هناك نسله الناصري الصرف الذي سيحمل لواء العلم‬
‫واألدب والصالح يف ذلك الوادي‪ .‬فلذلك فرغ أبناءه للعلم والرتبية إذ بعث هبم إلىاملدارس العلمية‪،‬‬
‫وهيأ هلم يف الدار جواء نقية من العلم والصالح فتحوا عليها أعينهم ‪ .‬فقد كان يستجلب جمللسه‬
‫العلماء للمذاكرة واملدارسة انتفع هبم لتدارك ما فاته حتصيله ‪ ،‬وكون هبم جملسا علميا قارا أو ندوة‬
‫علمية (‪ )6‬دائمة ال توصد أبواهبا على أحد‪ .‬وقد حرصت هذه األسرة على مصاهرة األسر العلمية‬
‫الكربى نكاحا وإنكاحا كالتامانارتية واإللغية الصاحلية والسوقية الشاكوكية(‪ … )7‬ألن " العرق‬
‫دساس"(‪ )8‬فلذلك نبغ من هذه األسرة أفذاذ يف العلم واألدب والرتبية… وأسهم كرائمها يف إجناب‬
‫نوابغ يف العلم واألدب والرتبية ‪.‬فظهر من أسباط األسرة حممد بن الطاهر واخوته عبد اهلل وأمحد ‪،‬‬
‫والبشري وبعض أبناء العالمة علي بن عبد اهلل اإللغي(‪ )9‬وبرز من رجال الناصريني االفرانيني‪ :‬احلاج‬
‫حممد املدين (ت ‪ 1306‬هـ) وابناه الشاعر األديب البشري (ت‪1366‬هـ) والطاهر العالمة الشاعر‬
‫(ت‪1326‬هـ) وأبناء البشري‪ :‬املهدي (ت‪1350‬هـ) وأمحد الذي فتح فرع الزاوية يف جماط‪ ،‬مث عالمة‬
‫األسرة احلق جملي كل الناصريني بسوس يف العلم والتحصيل الفريد من نوعه يف كل مواصفاته‬
‫(‪)10‬‬
‫‪.‬‬ ‫احلاج حممد بن البشري حفظه اهلل‬
‫(‪ )1‬املعسول ‪.236-231-93-92-7/79‬‬
‫(‪)2‬سوس العاملة ص‪170 ،‬‬
‫‪19‬‬
‫(‪)3‬املعسول ‪285-7/238‬‬
‫(‪)4‬نفسه ‪.10/39‬‬
‫(‪ )5‬نفسه ‪10/40‬‬
‫(‪ )6‬نفسه ‪. 45-10/44‬‬
‫(‪ )7‬نفسه ‪76-10/49:‬‬
‫(‪ )8‬قولة لعمر ابن اخلطاب ‪.‬‬
‫(‪ )9‬املعسول ‪ 1/388 :‬و ‪ 8/252‬و السابع و العاشر ‪.‬‬
‫(‪ )10‬تنظر تراجم املذكورين يف املعسول ‪ 10/39‬و ما بعدها ‪.‬‬

‫ب – أسر توابع ‪ :‬موالية إلحدى املركزيات األربع ‪،‬مسلمة هلا القياد أو قبست من ضياء‬
‫مشعلها أو من غريها ‪ ،‬وقد تكون مستقلة عنها ‪.‬وهي عديدة يف إفران حىت "مل ختل قرية من قراها‬
‫من عامل تنجبه ونشأ بني خنيلها"(‪ . )1‬ونذكر منها ‪:‬‬
‫‪ ‬القامسية ‪ :‬األسرة الشريفة املنتسبة إىل بلقاسم بن علي أول وارد إفران يف القرن ‪ 10‬هـ املدفون‬
‫يف تانكرت‪ " .‬أورث أبناءه و أحفاده العلم فكان منهم" علماء كبار وقضاة وقواد‪ .‬غري أن "هذه‬
‫األسرة املاجدة مخدت من أجيال(‪." )2‬وقد ظهر منها يف فرتة البحث املوىل عبد الرمحان بن أمحد‬
‫العدناين (‪1336‬م = ت ‪1396‬هـ) تلميذ الطاهر اإلفراين وابنه ‪،‬له تآليف ومنظومات وأشعار(‪. )3‬‬
‫‪ ‬العزية ‪ :‬األسرة البكرية اليت منها صاحب الصفوة ‪ .‬منها الفقيه األديب الشاعر البشري بن‬
‫بلقاسم تلميذ الطاهر اإلفراين‪ ،‬تويف (‪1328‬هـ)(‪. )4‬‬
‫‪ ‬التاوريرتية األزدية‪:‬تعرف ببين عيسى‪.‬انتقلت من مراكش إىل تانكرت‪.‬ظهر من رجاالهتا‬
‫(‬
‫العالمة األديب األستاذ املخرج أمحد بن صاحل "صاحب اإلنشاء املستطاب والشعر اللطيف"‬
‫‪. )5‬ومنها الفقيه حممد بن عبد اهلل التاوريريت(‪. )6‬‬
‫البكيـة ‪ :‬األسرة اجملاورة يف أمالو للناصرية‪ .‬ظهر منها احلسني بن احلسن العامل‬ ‫‪‬‬

‫املدرس املالزم للحاج املدين الناصري ‪ .‬انتقل إىل نكنافة فنال هبا شهرة(‪. )7‬‬
‫التبسريرتية‪ :‬نسبة إىل قرية تبسريرت ظهر منها األستاذ العالمة األديب حممد بن‬ ‫‪‬‬

‫احلاج وصنوه احلسن وبعض بين األديب(‪. )8‬‬


‫الساموكنية ‪ :‬بتاباحنيفت نشأت مع العريب الساموكين العالمة األستاذ األديب قرين‬ ‫‪‬‬

‫الطاهر اإلفراين وسبط احلسن بن الطيفور دفني تزنيت(‪. )9‬‬


‫الكرسيفية‪ :‬بتيغرداين بأمسرا‪ ،‬ظهر منها الوطين األمحدي بلقاسم بن حممد‪ ،‬والفقيه‬ ‫‪‬‬

‫الدرقاوي علي بن حممد بيجلبان‪ .‬ويف تيغرداين أيضا أسرة آل بوسنكار اليت منها الفقيه الشاعر‬
‫(‪)10‬‬
‫السلفي عدي حممد بن أمحد بوسنكار‪.‬‬
‫(‪ )1‬املتوكل الساحلي ‪ :‬املعهد اإلسالمي بتارودانتز و املدارس العتيقة بسوس ‪.3/247‬‬
‫(‪ )2‬سوس العاملة ص ‪. 142‬‬
‫(‪ )3‬أوراق م البشري بن عبد الرمحن العدناين ‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫(‪ )4‬املعسول ‪ 206-10/205‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪. 183‬‬
‫(‪ )5‬نفسه ‪. 82-10/81‬‬
‫(‪ )6‬أوراقـه ‪.‬‬
‫(‪)7‬املعسـول ‪ 44/ 10‬و من أفواه الرجال ‪ 45-44 / 2‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪.184‬‬
‫(‪)8‬املعسول ‪ 10/7 :‬و ما بعدها و ‪ 133/ 18‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪. 184‬‬
‫(‪)9‬نفسه ‪ 9/48 :‬وما بعدها ‪ ،‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪. 192-191‬‬
‫(‪ )10‬ايت بومهاوت ‪:‬منار السعود عـن تفروت امللود و مدرستها العتيقة ص ‪74-73‬‬

‫األغبالوئيـة‪ :‬نسبـة إىل قرية أغبالو‪ .‬ظهر من رجاالت هذه القرية‪ :‬عبداهلل هبـا املهندس‬ ‫‪‬‬

‫الفالحي وصاحب كتيب االصالح(‪ .)1‬وظهر هبا أيضا عمه الوطين القومي الذي سلبته احلماية‬
‫الفرنسية ممتلكاته بالصويرة ونفته إىل بلدته حيث كتب مذكراته األستاذ احلاج حممد بن بلقاسم‬
‫(‪)2‬‬
‫(ت ‪ 1377‬هـ )‪.‬‬
‫الشقراويــات‪ :‬نسبـة إلـى إداوشقـرا‪ .‬ظهـر هبـا أسرة موهيـن اليت منها الفقيه الشاعر‬ ‫‪‬‬

‫احلسـن بن باهـا الشقراوي(‪ )3‬وأسرة الفقيـه األديب احلسن كنان‪ .‬ويف ما ذكرت كفاية للتدليل‬
‫على كون إفران حبلى برجاالت العلم والرتبية واألدب والسياسـة‪ .‬وقد فتحت املؤسسات‬
‫التعليمية العصرية األبواب على مصاريعها بعد سلـوك سياسة تعميم التعليم وجمانيته وإلزاميته‪،‬‬
‫أمـام أبناء املنطقـة فظهـر من أبنائها يف امليدان ونبغ أفراد من األسر املذكورة وغريها يف خمتلف‬
‫التخصصات العلمية واألدبية‪.‬‬
‫كيـف أسهمـت األسـر العلمية في الحركة العلمية و التربوية و األدبيـة‪:‬‬
‫تبني مما سلف أن منطقـة إفـران تزخـر باألسـر العلمية العديدة‪ .‬فأجنبـت علمـاء وفقهـاء ومقرئني‬
‫ومربني وأدباء ومؤلفيـن‪ ،‬تركوا لنا زمخـا ال يستهان بـه من املواد األدبية والفكرية؛ ولوال الرجال‬
‫ملا ذكرت البلدان‪.‬‬
‫تقدم األسـر العلمية أبناءها للمدارس العلمية اإلفرانية وغريها يف فرتات خمتلفة من مراحل‬
‫األخذ والتلقي بدءا حبروف القرآن ورواياته‪ ،‬وانتهاء بالفنون العلمية متباينة املستويات أولية‬
‫فتوسطا مث تعمقا وتضلعا وتوسعا‪ ..‬وقد سجل التاريخ ألبناء هـذه األسـر التفوق على األقران‪،‬‬
‫والنبوغ فضال عن جمرد املشاركة(‪) 4‬؛ يسهم يف ذلك عامال الوراثة واالستعداد الفطري والعرقي‬
‫واملوهبة املوروثة أو احلاصلة بالطفرة من جهة ؛ ومن جهة ثانية عامل احمليط وظروف التلقي‪ ،‬فهما‬
‫املقدمتان الالزمتان للنبوغ والظهور(‪.)5‬‬
‫عضـو نشيط يف احلركة اإلسالمية باملغرب منذ السبعينات‪.‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫لقـاء مـع احلاج جـامع شبايشب األغبالوئي بسوق إفـران‪.‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫أعرف الرجلني معرفة شخصية نتبادل الزيارة واملخاطبة األدبية والنقد‬ ‫(‪) 3‬‬
‫املعسول ‪.7/73‬‬ ‫(‪) 4‬‬
‫نفسـه ‪.238-70 /7‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪21‬‬

‫لقد رأينا غالب األسـر ختتار لنطفها األرض اخلصبـة من كرائم بقيـة األسـر العلمية الصاحلـة‪ .‬وأما‬
‫اجملال‪ ،‬فقد كانت كل أسرة تنتقي ألبنائها أجود املدرسني وأنشط املدارس كاإللغية والتانكرتية‬
‫واألدوزية… وغالبا ما يرتك بنو هذه األسر اإلفرانية العلمية صدى طيبا يف مواطن أخذهم بني‬
‫أقراهنم ولدى أساتذهتم(‪)1‬؛ وشهادة االقران يف املدارس األصيلة من أفضـل الشواهــد‪.‬‬
‫وقد أسهم يف صقل أذهان أبناء هذه األسر عامل املنافسة واملعاشرة الندية كاليت كانت بني‬
‫الطاهر اإلفراين والعريب الساموكين باإللغية(‪ ، )2‬مث بني حممد بن الطاهر وبني البشري العزيي(‪ )3‬واملوىل‬
‫عبدالرمحان البوزاكارين بالتانكرتية‪ ،‬مث بني حممد بن علي املسراوي وبلديه حممد بن أمحد عند‬
‫األستاذ احملفوظ األدوزي(‪ ،)4‬وبني املؤرخ االيكراري وبني الطاهر بن املدين الناصري(‪ ،)5‬مث بني‬
‫املدين بن حممد اإلفراين وبني حممد بن البشري الناصري(‪ )6‬مث بني حلسن إدحممد الشقراوي وبني بلديه‬
‫عمر مبسجد إديشـو(‪ … )7‬وأعظم ما خلفته هذه املعاشرات املتباينة الصلة بني احلسىن واألدب ‪،‬‬
‫وبني الكيد والكذب‪ :‬الرصيد األديب والفكري واالستجابة للتحدي بالدخول يف املنافسة واملبارزة‬
‫واملساجلة واجملاوبة واالستزادة يف التحصيل واألخذ‪ .‬مثلما خلفت لنا فرتة التلقي هذه زمخا من‬
‫املراسالت بني اآلباء واألبناء مىت خرج البنون للمدارس النائية‪ .‬فيبث األبناء أشواقهم وحنينهم اىل‬
‫الوطن وذويه(‪ ،)8‬وينفث اآلباء وأولياء التالميذ توجيهاهتم (‪ )9‬إىل بنيهم نثرا أو شعرا ‪ ،‬إنشاء أو‬
‫إنشادا واستشهادا مما تطفح به رسائلهم البديعة املزينة باألسجاع والتصويرات‪ .‬كما تتأسس على‬
‫هذه الفرتة العديد من العالئق االجتماعية واللحمات األدبية والعلمية بني أبناء هذه األسر وبني‬
‫أندادهم وأقراهنم وعشرائهم يف املدارس العلمية اليت أخذوا فيها أو اليت يزوروهنا ؛ فيتولد عن ذلك‬
‫بعد الفراق استذكار ما اختلسوه من دهرهم من اجملالس األنسية والذكريات غري املنسية (‪، )10‬‬
‫ليكون مصدر اهنيال الشوق واحلنني واهليام‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪7/73 :‬‬


‫‪2‬ـ نفسـه‪7/73 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪7/245‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه ‪12/221‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه ‪ ، 10/80‬و االيكراري‪ :‬روضة االفنان ‪ ،‬تح ‪ .‬انواش ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 10/71‬و خالل جزولة ‪.2/237‬‬
‫‪ 7‬ـ أوراق حلسن إد حممد الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ املعسول ‪.10/63‬‬
‫‪ 9‬ـ نفسـه ‪.10/24 :‬‬
‫‪ 10‬ـ أوراق حلسن إد حممد الشقراوي‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫فتنبعث الرياعات للميدان‪ ،‬وتثري نقع احلرب‪ ،‬وحتول الصفحات البيضاء سوداء محراء‪ .‬وبعد‬
‫التخرج يتقدم رجاالت األسر العلمية ‪،‬كل حبسب مستواه التحصيلي للمشارطة يف املساجد‬
‫والصالة إن مل يعد أحدهم حفظ القرآن أو كان وسطا يف معارفه ؛أما إن تعتقت راحـه من الفنون‬
‫فيتوىل التدريس العايل باملدارس العلمية‪ .‬وموازاة مع ذلك ‪ ،‬يتولون فض النوازل وقسم‬
‫الرتكات‪،‬فيحصلون من وراء ذلك على ثروات يؤثلون هبا األمالك ويشيدون هبا األجماد إن سلمت‬
‫أحكامهم من النقض‪ .‬هذا قبل فرتة االحتالل(‪ .)1‬وأما بعد استتباب أمره وبعد االستقالل فإنه يتم‬
‫تعيني أفراد منهم يف سلك العدالة والتوثيق والقضاء والتعليم احلكومي‪ .‬ومل يعد األمر شرعا لكل‬
‫أحد مهما بلغت درجته العلمية‪ .‬وقد كانت األسرة اجملازية مستوية على سوق الفتاوى واالحكام‬
‫بإفران زمنا ‪،‬حىت نافسهم عليها احلاج احلسني السوقي وآل التاماناريت(‪ )2‬؛ كما تبادل هؤالء األدوار‬
‫يف تويل وظائـف التدريس واملشارطة لإلقراء يف املدارس العلمية الكربى يف إفران كالتانكرتية‬
‫واملسراوية‪ .‬فقد كان بالتانكرتية علماء االسرة اجملازية حىت حل هبا آل التاماناريت ليأوي بعض‬
‫اجملازيني إىل كرسي املدرسة املسراوية(‪. )3‬‬
‫ونظرا لقلة املدارس الكربى باملنطقة‪ ،‬بقيت أطر عليا مل جتد بدا من اخلروج للتدريس واملشارطة‬
‫مبدارس بقية القبائل كالبومروانيةوالبوزكارنيةوالبوعبدليةوالرخاوية وااليغشانية والساحلية‬
‫والبعمرانيات… وغريها(‪ .)4‬وقد كان هلذا اخلروج إسهام يف اشتهار هؤالء املدرسني‪ .‬فقد ربوا‬
‫وخرجوا وهذبوا وأقرأوا ودرسوا وقارعوا ومارسوا هناك وهنالك خمتلف أنشطتهم العلميةواألدبية‬
‫والرتبوية والسياسية وشعت هبم احلركة االدبية اإلفرانية(‪ .)5‬مثلما كان سببا يف انصباب وابل من‬
‫املراسالت واملكاتبات النثرية والشعرية بني الشاهد والغائب من أبناء األسرة الواحدة أو بني األقران‬
‫من خمتلف األسر أو بني التابع واملتبوع(‪.)6‬‬

‫‪ 1‬ـ من أفواه الرجال ‪103-2/102‬‬


‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ – 10/81‬و ‪.4/33‬‬
‫‪ 3‬ـ سوس العاملـة ص ‪ .16‬و ينظر املبحث الثاين من هذا الفصل‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪ 231 -7/78‬و ‪ 10/71‬و ‪12/223‬و مدارس سوس العثيقة‪ :‬نظامها و أساتذهتا ‪ ،‬ص ‪ 106 – 98‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪– 184-183‬‬
‫‪ 235‬و املتوكل الساحلي ‪ ،‬م ‪ ،‬س ‪.262 – 259 253 /3 ،‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪ 10/20‬و ما بعدها‪ .‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪… 183 – 182‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسه‪ 66 – 9/65 :‬و كناش بوسنكار ‪2 – 1‬‬
‫‪23‬‬

‫ومما يعترب من مكونات الشخصية الضرورية للجيل السالف من علماء سوس تأطره يف طريقة‬
‫تربوية فكرية ؛ لذلك ألفينا معظم رجاالت العلم يف األسر اإلفرانية مؤطرين ومتأثرين مث مؤطرين‬
‫(‪)1‬‬
‫ومؤثرين حبركة فكرية تربوية ‪ ،‬فنجد منهم الناصري والدرقاوي والتيجاين والسلفي اإلصالحي‬
‫مبختلف مدارسه‪ ،‬واملاركسي املتعشش يف قرية أساكا‪ .‬وقد كان لذلك كله دوره يف احلركة األدبية‬
‫يف املنطقة كما سيتبني يف املبحث احملال عليه‪ .‬كما تكونت برجاالت األسر العلمية الدائمة املكوث‬
‫بإفران منتديات علمية وأدبية‪ ،‬متأل اجلو عبريا أدبيا‪ ،‬وطنينا علميا‪ ،‬وهديرا من املناظرات واملناقشات‬
‫واملباحثات‪ ،‬وأزيزا من املساجالت يف األسهار واحلفالت مبناسبة وبغريها‪ .‬فكانت ندوة علمية‬
‫تربوية حتت رئاسة احلاج احلسني السوقي بزاويته بالسوق أوفال‪ ،‬إذ كان قبلة املعتفني والزوار من‬
‫علماء وتالميذ البلدة وغريهم‪ ،‬ومن أتباعه االفرانيني والسوسيني والشماليني واالفارقة‪ ،‬يصدر عنه‬
‫اجلميع "شاكرين علمه اجلم‪ ،‬وكرمه الطافح"(‪. )2‬‬
‫وكانت ندوة علمية تربوية أدبية أخرى يف دار الناصرين بتانكرت برئاسة احلاج املدين الناصري‬
‫الذي كان"حمبا للعلماء يستغرق جل أوقاته يف املذاكرة واملدارسة ‪ ،‬يستقدمهم من النواحي هلذا‬
‫الغرض الشريف ‪ ،‬وله مكاتبات ومراسالت مع زمالئه املتصوفني تفيض شوقا وغراما وتعظيما‬
‫واحرتاما"(‪ .) 3‬وسار على هنجه ورثته األديبان البشري وحممد بن البشري وغريمها (‪.. ) 4‬‬
‫مثلما كانت ندوة علمية أدبية تربوية أخرى يف دار آل التاماناريت يرأسها الطاهر االفراين الذي‬
‫كان "كعبة الزوار من مجيع الطبقات ‪ ،‬فيزوره مطلق الطلبة زيادة على تالميذه ‪ ،‬ومجيع العلماء‬
‫وخمتلف الرؤساء ودمهاء العامة و… الذين تلقنوا منه األمحدية‪ ،‬فكذلك ترى حضرته دائما كأهنا‬
‫حضرة الرفاق… فيذاكر الطلبة ويوجه العامة توجيه اخلري ‪ ،‬ويعظ الفقراء ‪ ،‬وجياذب العلماء‬
‫والطلبةالبحوث العلمية‪ ،‬وهذه البحوث ال هتدأ دائما يف جملسه وإن مل يكن فيه إال أهله وأوالده‬
‫وأحفاده…وكانت نفقاته ونفقات الناصريني جريانه مما يتحدث هبا أهل تلك اجلهة"(‪.) 5‬‬
‫كما كانت تقام ندوة علمية تربوية أخرى ببعض بيوتات آل أسـاكـا كبيت حممد بن عبداهلل‬
‫الذي كان حماطا بعلماء أسرته (‪ ،) 10‬تلزهم ناصريتهم التمكدشتية اليت هي من العلم وإليه‪ ،‬حتيا إذا‬
‫حيي ومتوت مىت رفع‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ينظر املبحث الثالث من هذا الفصل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسـول ‪. 10/40‬‬
‫‪4‬ـ نفسـه ‪. 56– 55 /10 :‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسـول ‪93-92/ 7‬‬
‫‪ 6‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ 181‬و أوراق احلاج عبداهلل مستبشر‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫وكانت أخرى بدار القائد املدين االخصاصي ومبجلس الرئيس احلسني بن هاشم اإليليغي‬
‫(‬
‫ودوكادير إيلغ ‪ ،‬وكردوس وتييوت ينتاهبا علماء وأدباء إفران يكونون فيها عناصر الزمة ومالزمة‬
‫‪ .)1‬هلذا اقرتح السوسي تسمية ذلك الوادي االفراين وادي األدباء ؛ ف"إنه منبع األدب العريب‬
‫الطافح ‪ ،‬وحتت ظالله الظليلة ‪ ،‬وبني نسائمه العليلة ‪ ،‬حييا كثريون من أدباء زانوا القطر السوسي‬
‫كله"(‪ " )2‬فكانت تانكرت ندوة أدبية علمية ال يزال جماورها يف سبح دائم يف أمواج املعارف‬
‫واآلداب‪ ،‬ولذلك يستحق أن يسمى ذلك الوادي( وادي األدباء )"(‪.)3‬‬
‫ومازالت هذه املنتديات العلمية والرتبوية واألدبية مستمرة بصورة أو أخرى يف دار الناصريني‬
‫بتانكرت أو مبجلس احلاج حممد الناصري باالخصاص أو يف تيموالي حيث البشري بن الطاهر‬
‫االفراين أو بتزنيت حيث الشاعر الفقيه السلفي حممد عدي بوسنكار‪ ،‬أو بأكادير حيث احلاج‬
‫احلسني البكري اإلفراين أو ببيوتات أساتذة املدارس العلمية اإلفرانية كبيت الفقيه اللغوي األصويل‬
‫مولود السريري وبيت احلاج علي اجلماري… وغريها(‪ . )4‬ومما يشبه هذه املنتديات كون خمتلف‬
‫األسر اإلفرانية العلمية وغريها تستدعي طلبة املدارس االفرانية وغريها وتكرم مثواهم فيملؤون‬
‫(‪)5‬‬
‫اجمللس قراءة للقرآن وإنشادا وإنشاء‪..‬‬
‫خنلص من هذا أن من ضمانات وجود الندوات العلمية واألدبية واستمرارها باملنطقة وجود‬
‫حمافل ومنتديات كرمية تؤوي رجاالت العلم و االدب و تشجعهم ماديا و معنويا‪ .‬وهذا ما كانت‬
‫توفره البيوتات األربعة الكربى االفرانية وبعض البيوتات الصغرى والتابعة يف مناسبات ‪ ،‬وبيوتات‬
‫القادة والرؤساء اجملاورين‪ .‬واستجالء للصورة أكثر‪ :‬تغتنم يف املنطقة غالبا سوانح املناسبات كالوفاة‬
‫والزيادة و احلج والسفر واملرض والنكبات وامللتمسات لنفث سحر االدب نثرا وشعرا وانتداء‪،‬‬
‫مضافة إىل املنتديات الرمسية الدائمة يف أمسار ووجبات األسر العلمية املركزية (‪ . )6‬فإن مل يكن من‬
‫ذلك شيء فإن العامل االديب االفراين ‪ ،‬يف حالته العادية ‪ ،‬يعىن بشؤونه املعاشية واحليوية وأنشطته‬
‫املختلفة فرتة تطول أو تقصر إىل حني يهزه فيه االلتياع والشوق إىل من ينحاش إليهم ممن تربطه هبم‬
‫حلمة العلم واألدب ‪ ،‬قطعا للملل والكلل ‪ ،‬وصقال للمعارف واألذهان ‪،‬وطرحا للقضايا املستجدة‬
‫الـيت مل جيد‬

‫‪ 1‬ـ خالل جزولة ‪ - 2/236‬و املعسول ‪ 1/373‬ـ ‪ 374‬و ‪ 115 – 9/114‬و ‪ – 19/222‬و كناشة البشري بن الطاهر االفراين ص ‪ . 51‬واملعسول ‪127 – 4/70‬‬
‫– ‪ ..255 – 252 – 157‬و ‪ 286 – 10/46‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ خالل جزولـة ‪.251/ 2‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪. 48 / 9‬‬
‫‪ 4‬ـ حضرت معظم هذه اجملالس‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪ . 148 / 10‬و ‪ 169 / 1‬و جمموع حملمد بن املدين بلفقيه االفراين خبط حييا بن حممد بن الطاهر االفراين‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 42 / 4‬و ما بعدها و ‪ – 73‬و ‪ 55 – 54 / 9‬و ‪.52 / 10‬‬

‫فيها ما يروي غلته منها‪ ،‬فيدعوهم مكاتبة بأبيات شعرية لالنتداء بداره أو يزور أحدهم مهيئا بضعة‬
‫أبيات يدخل هبا على املزور(‪ . )1‬ومىت دخل ألقى األبيات إثر السالم والرتحيب ‪ ،‬فتهتبل الفرصة‬
‫ليدعو املزور بقية األعضاء بنتف شعرية يبعث هبا إليهم يف بطائق؛ مث ال جيد املدعو نفسه إال جمتذبا‬
‫مبغناطيس حلمة االدب ‪ ،‬فيليب الدعوة وكله شوق وهلفة ؛ ويدخل هو اآلخر بأبيات يرجتلها يف‬
‫الطريق ؛وقد يصرف بعضهم صارف عن احلضور فينيب عن قدمه قلمه(‪ . )2‬حىت إذا اكتمل اجلمع‬
‫دارت كؤوس الشاي وكؤوس األدب املرتعة معتقة الراح‪ .‬فينشد يف اجلمع جديد اإلبداع األديب‬
‫والفكري الصادر من املنطقة أو إليها‪ .‬ويكون ذلك مدار النقاش واحلديث استطابة ونقدا‪ .‬فإن مل‬
‫يكن جديد شرع احلضور يف توليده بوصف اجمللس ومـدح احلضور ورب املثوى يف مساجلة حتمل‬
‫بصمات معظم شعراء الندوة(‪ .)3‬كما تثار القضايا اللغوية والفقهية أو الرتبوية أو السياسية (‪)4‬؛ فيديل‬
‫فيها بالدالء من له هبا إملام ‪ .‬وقد يتطوع أحد احلضور ليسجل وقائع الندوة نثرا أو يف قصيدة(‪ )5‬تقرأ‬
‫يف اجملمع ذاته أو يف جملس تال يفتتح هبا وتستمد هبا عطايا القرائح األدبية وإبداعاهتا ‪ ،‬ويثار هبا نقع‬
‫النقد وتوجيهه (‪ .)6‬وهذا لعمري ديدبان استمرار العطـاء األديب والفكري‪.‬‬
‫ومل يقف نشاط األسر العلمية االفرانيةـ ال سيما املركزيات منهاـ عند حدود منطقة إفران؛ فإن‬
‫وشائجها متصــلة بغريها خارج املنطقة ‪ ،‬بسوس والصحراء واحلواضر املغربية وغريها بتعلة املصاهرة‬
‫واملزاورة واللحمة األدبية أو العلمية أو الرتبوية أو جبامع االجتاه السياسي أو برابطة التلمذة‬
‫واملشيخة‪ .‬فلم يكن الوفد االفراين يغب السياحة والزيارة ملقامات العلماء واملصلحني واألدباء‬
‫والكرباء والرؤساء يف خمتلف األغراض والغايات‪ .‬فنلفيه يف احللقات األدبية والعلمية والسياسية‬
‫والرتبوية االلغية والصحراوية بتزنيت وكردوس‪ ،‬واجلشتيمية بتييوت وتارودانت‪ ،‬واجلرارية بتالعيــنت‬
‫واحلضرية مبراكش وفاس ومكناس والرباط والسويرة وزطاط ومصر ومكة واملدينة(‪.)7‬‬

‫‪ 1‬ـاملعسـول‪. 54 – 52 / 10 :‬‬
‫‪ 2‬ـ‪.‬نفسـه ‪15 / 3 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه ‪. 56 – 55 / 10 :‬‬
‫‪ 4‬ـ خالل جزولة ‪ 246 – 237 / 2‬و ما بعدها و املعسول ‪.231 / 5‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه ‪ 56/ 10‬و خالل جزولة ‪.243 – 242 / 2‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪ 240 / 7 :‬و خالل جزولة ‪ 246 / 2‬و املعهد االسالمي بتارودانت …‬
‫‪– 169 – 161‬‬ ‫‪ 7‬ـ املعسول ‪ 374 – 373 / 1‬و ‪ 112 / 4‬و ما بعدها و ‪ 109 / 6‬و ‪ 220 / 19‬و ‪ 115 – 81 – 62 – 61 / 7‬و ما بعدها ‪:‬‬
‫‪ 241 – 171‬و ‪73 – 59 / 10‬‬
‫‪26‬‬

‫كما كانت مثاوي األسر العلمية املركزية باخلصوص وجهة خمتلف الوفود من كل ناحية‬
‫وملختلف الطبقات واملستويات ‪ ،‬كالوفد اإللغي برئاسة العالمة علي بن عبداهلل أو الشيخ علي‬
‫الدرقاوي‪ ،‬والوفد الصحراوي ‪ ،‬والوفود احلضرية إىل زاوية احلاج احلسني السوقي حني كان بإفران‬
‫وإىل الطاهر اإلفراين الذي زاره النقيب ابن زيدان العلوي‪ ،‬وإىل موسم احلاج املدين الناصري الذي‬
‫زاره املكي الناصري؛ والوفود احلكومية كالعمال والوزراء؛ والوفود العلمية الباحثة كاملختار‬
‫السوسـي وحممد العثماين ومنتوي واملتوكل الساحلي وركبه‪ ،‬واالساتذة عبداهلل درقاوي وحممد‬
‫بصري وآيت بومهاوت وركبه وغريهم كثري(‪ … )1‬وقد خلفت هذه الوفود املتبادلة والرحالت‪:‬‬
‫ـ خماطبات نثرية وشعرية بني الطرفني الزائر واملزور‪.‬‬
‫ـ منتديات أدبية مستمرة يف إفران وخارجها‪.‬‬
‫ـ جـوا من االحتكاك مفيدا يف صقل التجربة العلمية واألدبية والرتبوية والسياسية ‪ ،‬وانفتاحا على‬
‫اجلديد فيها‪.‬‬
‫ـ انتعاشا على مستوى الشهرة واالشعاع تروج به بضاعة االدب اإلفراين وغريه وتنفق (‪. )2‬‬
‫= الخزانــات اإلفرانيـ ــة‪:‬‬
‫ومما أسهمت به األسر العلمية االفرانية يف احلركة العلمية واألدبية والرتبوية كوهنا اعتنت‬
‫بتكوين خزانات كتب كانت معينا ثرا هنل منه الوارد من كل طبقة ووجهة ومشرب‪ .‬ويوجد يف‬
‫(‬
‫بعضها من ذخائر املخطوطات ما لو مسح أرباهبا بإظهاره للباحثني ألفحم املستهزئني خبزائن سوس‬
‫‪ .)3‬ف"قد كان هذا الوادي الذي يسمى وادي األدباء يزخر باخلزائن " (‪ )4‬و تذكر منها‪:‬‬
‫ـ خزانـة احلـاج احلسني السوقي‪ :‬فقد كان هذا الرجـل "ال يهتبل إال بالكتب‪ ،‬وقد بدأت املطابع‬
‫تستخرج دفائن اخلزائن وتستنبط من قرائح العلماء اجلدد ؛ فكان زهده يف املمتلكات املعهودة‬
‫منصبا يف هنمه يف الكتب‪،‬فال تقع عينه على مطبوع أو خمطوط ـ وما أكثر املخطوطات إذ ذاك يف‬
‫صقعه ـ إال اشرتاه إن أمكن‪ ،‬مع حسن االختيار‪ ،‬فينتقي ما يفيد؛ مث مل يزل ذلك هجرياه حىت كانت‬
‫خزانته أعظم خزانة يف جهته اليت يسكنها‪ .‬وكان أيضا يرتدد إىل احلواضر اليغب زيارهتا فيزداد‬
‫تعرفا بأكابر‬
‫‪ 1‬ـ خالل جزولة ‪. 243 – 2/242‬و املعسول ‪ 10/85‬و ‪ 286 – 4/37‬و ما بعدها و ‪ . 81– 80 /7‬و خدجية بكرميي‪ :‬مدرسة‬
‫سيدي علي أوسعيد و أستاذ حممد بن البشري الناصري ‪ ،‬حبث االجازة مرقون بكلية اآلداب ابن زهرص ‪ .73‬و أوراق البشريبن الطاهر و كناش‬
‫بوسنكار ‪.1/23‬و‪ Monteil : les juifs d'Ifrane Hesp P . 1948‬و املعهد االسالمي بتارودانت ‪ 285 – 284 – 244 – 3/229‬و منار‬
‫السعود‪ :‬ص ‪ 74‬و أوراق حلسن إدحممد الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـنفسه‪ .‬واملعسول ‪ 374 – 373 / 1‬و ‪ 112 / 4‬و ما بعدها و ‪ 109 / 6‬و ‪ 220 / 19‬و ‪ 115 – 81 – 62 – 61 / 7‬و ما‬
‫‪ 241 – 171 – 169 – 161‬و ‪73 – 59 / 10‬‬ ‫بعدها ‪:‬‬
‫‪27‬‬
‫‪ 3‬ـ سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪ 175‬و خالل جزولة ‪1/60‬‬
‫‪4‬ـ سوس العاملة ص ‪.170‬‬
‫املغرب احلاضرين والبادين(‪" )1‬وباملستجدات يف جمال اإلصدارات‪ .‬وقد تعرضت هذه اخلزانة للنهب‬
‫سنة ‪ 1318‬هـ؛ غري أن معظمها رد إليه(‪ .)2‬وحيزر عدد حمتوياهتا بستمائة وألف جملد فيها "من‬
‫نفائس الكتب انواع من الفنون العقلية والنقلية والتارخيية"(‪ .)3‬انتقلت هذه اخلزانة باجلمع إىل تزنيت‬
‫(‪)4‬‬
‫؛ مث بقيت بعد وفاة صاحـبهـا ‪ 1328‬هـ " حتت أيدي أوالده يف تزنيـت؛ إال أن األيدي لعبت هبا"‬
‫" واستأثر القائد عياد بالبعض منها وغريه"(‪. )5‬‬
‫ـ خزانـة آل التامانارتــي‪ :‬آل جزء من خزانة آل الشيخ حممد بن ابراهيم التاماناريت لعقبه بإفران‪.‬‬
‫وقد وقف املختار على بقاياها بدار الشيخ التاماناريت فوجد يف قمطر " أوراقا من كل الكتب‬
‫املتداولة‪ ،‬مما يدل على ثروة تلك اخلزانة اليت فرط فيها حىت متزقت وتشتت مشلها ‪ ،‬ليدل على ما‬
‫عرف يف التاريخ من اعتناء الشيخ حممد بن ابراهيم وأهله باللغة‪ ،‬حىت ليدرس املقامات احلريرية‬
‫والدواوين اللغوية القدمية‪ ،‬وقد أناف على مثانني سنة"(‪ .)6‬قد سرد املختار من هذه األوراق " ما‬
‫يكون شاهدا واضحا العتناء هذا البيت الكرمي باللغة ونشرها يف جزولة ‪ ،‬وال أدل على ذلك من‬
‫اقتناء كتب اللغة الفريدة الناذرة؛ فضال عن املألوفة العادية" (‪ . )7‬وقد " زاد على ذلك [ الطاهر‬
‫االفراين ] من كل فن حىت كانت له خزانة طافحة… رأيت – يقول السوسي – يوما بعض نواذر‬
‫الكتب يف داره " (‪. )8‬وقد وقفت على الئحة من حمتويات هذه اخلزانة الطاهرية (‪ )9‬آلت البنيه‬
‫البشري وأمحد جتاوزت املائة جملد ؛ حزرت بناء على عملية حسابية فرضية يف املواريث أن تشارف‬
‫خزانة الطاهركلها األلف كتاب بني مطبوع وخمطوط‪ .‬وقدرت املخطوط منها بالثلث‪ .‬وتتنوع‬
‫(‬
‫جماالهتا بني الفقه والنحو واللغة واألدب والتفسري واألصول واملنطق واحلديث واحلساب والتاريخ‪..‬‬
‫‪)10‬‬

‫ـ اخلزانـة اجملازيـة املسراويـة ‪ :‬تكونت مع أول وارد إلفران سعيد بن أمحد ( ت ‪ 1164‬هـ )‬
‫(‬
‫الذي ضم إىل ما عنده بعض ما ورثته زوجه من أبيها العامل الصاحل حممد بن أيب القاسـم الركراكي‬
‫‪ . )11‬مث توزعت بني الفرعني املس ــراوي واالسكائي فتعرضتا للنهب من قبل جيوش‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪4/37‬‬
‫‪2‬ـ نفس ــه ‪4/40‬‬
‫‪3‬ـ نفســه ‪.3/230‬‬
‫‪ 4‬ـ ســوس العاملـة ص ‪. 171‬‬
‫‪ 5‬ـ املعســول ‪.3/230‬‬
‫‪ 6‬ـ خـالل جزولـة ‪. 37 – 36 - 3/35‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه ‪.3/40 :‬‬
‫‪8‬ـ ســوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪9‬ـ اوراق البشري بن الطاهر االفراين‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪10‬ـ لقاء مع البشري بن الطاهر االفراين تيموالي و عبد القادر بلفقيه مبكتبة كلميم‪.‬‬
‫‪11‬ـ املعســول ‪.12/217‬‬

‫بوحالس البعمراين (‪ . )1‬مث تكونت من جديد السيما على عهد جد الطاهر اإلفراين لألم حممد بن‬
‫عبداهلل اجملازي الذي كان مجاعة للكتب (‪ )2‬حىت كانت لألسرة " خزانة مهمة ‪ ،‬إال أهنا توزعت يف‬
‫أيدي أبنائها‪ ".‬ومعظمها اليوم حتت أيدي رجلني‪:‬‬
‫‪ -1‬احلاج عبداهلل مستبشر مجاعة الكتب (‪. )3‬دخلت خزانته فوقفت على حمتوياهتا من الكتب‬
‫املطبوعة وبعض املخطوطة ‪ ،‬وضمنها بعض النوادر‪ .‬وهي خزانة متنوعة الفنون واللغات والعلوم‪.‬‬
‫‪- 2‬حممد بن عبداهلل أتبري ابن أخت املذكور أعاله‪ .‬وقد شتت معظمها بالبيع (‪. )4‬‬
‫كما للفقيه حممد بن أمحد املسراوي خزانة يتحدث الناس عن أمهيتها فحاولت االطالع على‬
‫حمتوياهتا‪ ،‬غري أن املواعيد ختلف(‪. )5‬‬
‫ـ اخلزانـة الناصري ــة‪ :‬لكوهنا من العلم وإليه؛ تعتين األسر الناصرية خبزائن الكتب وحتافظ عليها‬
‫حىت تكون مضرب األمثال كاخلزائن التامكروتية و التيمكديشتية و التيدسية (‪… )6‬وعلى هذا‬
‫النحو سارت األسرة الناصرية اإلفرانية ‪.‬غري أهنا مل تشرع يف التكوين إال على عهد احلاج املدين‬
‫الناصري (‪)7‬الذي"حبس مكتبته اليت مجعها على الطلبة من أوالده‪ ،‬فكمل اهلل له نيته فيهم‪ ،‬فكانوا‬
‫زينة جيلهم يف العلوم (‪ ،" )8‬غري أن ابنه أمحد أضاع منها بالبيع عديدا(‪.)9‬مث استعادت منوها مع‬
‫البشري وابنه حممد وغريمها‪.‬وهي ماتزال جمتمعةمل تقسم‪ .‬وهي تطعم من حني آلخر خبزائن املتوفني‬
‫من فقهاء البلدة كـاللة‪.‬‬
‫ـ بقيــة اخلزائ ــن‪ " :‬معلوم أن لكل عامل من علماء تلك اجلهة خزانة خاصة ‪ .‬بل قد يكون حتت‬
‫يد فرد من هؤالء من الكتب ما قد يفوق ما يف بعض تلك اخلزائن "(‪ )10‬ونذكر منها ‪ :‬خزانة‬
‫األديب حممد بن احلاج " وكان يعري من كتبه آنذاك ملن يتوقف على مطالعتها ‪ ،‬وكانت له مكتبـة‬

‫‪ -1‬نفســه‪.12/218 :‬‬
‫‪2‬ـ حدثين هبذا احلاج حممد بن البشري الناصري باالخصاص ‪ ،‬و يعضد ذلك كون العديد من خمطوطات خزانة احلاج مستبشر منسوخة بيده أو موفعة من قبله‪.‬‬
‫‪3‬ـ املعهد االسالمي بتارودانت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ لقاء مع احلاج مستبشر بداره بكلميم‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ حاولت مع جنله أمحد املتوكل ‪ ،‬مقتصد نيابة كلميم ‪ ،‬فلم يف و متلـص‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ التامكروتية بإقليم وارزازات و التمكيدشتية بدائرة تافراوت إقليم تزنيت و التيدسية بإقليم تارودانت دائرة أوالد تامية‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ املعســول ‪10/45‬‬
‫‪8‬ـ نفس ــه ‪10/46:‬‬
‫‪9‬ـ نفســه‪.10/48 :‬‬
‫‪10‬ـ سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪29‬‬

‫زاخرة(‪ ")1‬غري أهنا تشتتت نتيجة اإلمالق والوفاة(‪. )2‬وخزانة العريب الساموكين ‪،‬وقد كان نساخا‬
‫جيد اخلط كسابقه‪ .‬وقد متزقت خزانته هو اآلخر بعد وفاته(‪. )3‬وخزانة العالمة املؤلف حممد بن‬
‫احملفوظ السماليل‪ ،‬وخزانة الفقيه أمحد بن صاحل الشكوكي‪ ،‬قال املختار عنها‪":‬كانت له خزانة كنا‬
‫(‪)4‬‬
‫استعرنا منها سنة ‪1333‬هـ كتاب (ممتع االمساع) فطالعناه وهوآنذاك خارج بلده يف مشارطاته"‬
‫وخزانة العالمة أمحد بن صاحل التاوريريت‪ ،‬وقد آلت لذويه من بعده‪ .‬باإلضافة إىل خزانات حديثة‬
‫كخزانة الشاعر الفقيه السلفي بوسنكار وخزانة احلاج احلسني بن موسى البكري وخزانة الطاهر‬
‫إدبلكراع(‪ … )5‬وأما املدارس فال خزائن هلا يف الغالب(‪ . )6‬وإمنا تعول على خزائن أساتيذها‬
‫وخزائن األسر احمليطة هبا‪ ،‬وخزائن طلبتها‪ .‬فقد كان مثال حممد بن مبارك أوملوش التاغاجيجيت‬
‫(ت ‪ 1343‬هـ ) حني كان يأخذ باملدرسة التانكرتية "يعتين باقتناء الكتب حىت تكونت له خزانة‬
‫كربى تذكر(‪ " )7‬ووقفت على الئحة كتب خبط حلسن بن عبداهلل أوبلوش البعمراين زود هبا ابنه‬
‫حممدا حني كان باملدرسة التانكرتية(‪. )8‬‬
‫إن اخلزائن املذكورة حتتوي على كتب من كل فن‪ ،‬السيما ما تعلق مرادنا به مما خيدم احلركة‬
‫األدبية االفرانية‪ ،‬من دواوين وجماميع لغوية وأدبية شعرية ونثرية ونقدية يف خمتلف األغراض والعصور‬
‫والبيئات‪ .‬فكان لذلك أثره البالغ الذي عولت عليه األسر واملدارس واحلركات الرتبوية يف أنشطتها‬
‫املختلفة فأمثر ما أمثر من حركة أدبية متنوعة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪.10/12‬‬


‫‪ 2‬ـ نفس ــه‬
‫‪ 3‬ـ سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪.10/84‬‬
‫‪ 5‬ـ رايت معظم املذكورات‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ املعهد االسالمي بتارودانت و …‪.236-3/235‬‬
‫‪ 7‬ـ املعســول ‪.9/115‬‬
‫‪ 8‬ـ أوراق حممد بن حلسن اوبلوش صادق البعمراين ‪ ،‬و املعسول ‪.10/240‬‬
‫‪30‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬‬
‫المــدارس العلميــة العتيقـة‬

‫‪ 1‬ـ ظــروف التأسيــس الزمانيــة والمكاني ــة‪:‬‬


‫تزخر املنطقة اإلفرانية باملدارس واملساجد العلمية والقرآنية اليت تأسست عرب العصور‪ ،‬إذ‬
‫تأسس علىعهد املرابطني مسجد تازيتونت بالسوق أوفال(‪ .)1‬وتأسس على عهد املوحدين مسجد‬
‫أغبالو (‪ ،)2‬ويف القرن الثامن تأسست مدرسة متزكيدا اجلامع بفرقة إداوشقرا (‪ .)3‬ووجد مسجد‬
‫تاركانت قبل القرن اهلجري التاسع(‪ .)4‬وكانت "املساجد من قدمي هي عني املدارس إن كانت فيها‬
‫الدراسة‪ )5(".‬ومتخض القرن اهلجري التاسع الذي " كان حقا قرنا جميدا يف سوس ‪ ،‬ففيه ابتدأت‬
‫(‬
‫النهضة العلمية العجيبة اليت رأينا آثارها يف التدريس والتأليف وكثرة تداول الفنون وقد تشاركت‬
‫‪31‬‬
‫‪ ")6‬فيها العديد من القبائل السوسية‪ ،‬متخض عن تأسيس‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المدرسـة التانكرتيـة‪:‬اليت تنسب ألول أستاذ عرف هبا حممد بن علي أباراغ احلي سنة‬
‫‪856‬هـ صاحب نظم املبنيات وشرحه (‪ . ) 7‬وقد نزل أول مرة مبسجد تاركانت بتاسيال أعلى‬
‫تانكرت ودرس فيه قبل أن يلتحق مبنزله اجلديد باحلندق (‪ )8‬املقابل ملوقع املدرسة شرقي احلندق على‬
‫هضبة صخرية مطلة على وادي إفران " فتسمع خرير املياه من كل جانب خصوصا يف الليايل‬
‫اهلادئة؛ ويف النهار ال ترى العني إال خضرة مزدهية ترتفل فيها األشجار واحلقول من أعايل الوادي‬
‫إىل أسفله ‪ ،‬وال تقع عينك على أية بقعة خالية من اخلضرة ‪ ،‬إما الذرة و إما البقول أو الزرع‪ .‬وقد‬
‫اشتبكت ألفاف الزياتني بني كل األطراف ويف بعض اجلوانب احلدائق الغلب الزاخرة بأشجار‬
‫الفواكه املتنوعة…" (‪. )9‬و حتيط هبا مقربة سعتها كيلومرت مربع‪ .‬توجد يف جنوهبا الغريب أطالل‬
‫دار‪ ،‬و يف جنوهبا الشرقي دار آل احلاج احلسني بن موسى احلندقي اإلفراين(‪. )10‬‬

‫‪1‬ـ املعهد االسالمي بتارودانت و … ‪ ، 3/247‬سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 19‬و العسول ‪.4/28‬‬
‫‪ 2‬ـ املعهد االسالمي بتارودانت و… ‪3/247‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه‪.245 – 3/244 :‬‬
‫‪ 4‬ـ الطاهر بن مهو إدبلكرع ‪ :‬لقاء رمضان ‪ 1416‬هـ‪.‬‬
‫‪5‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪. 17‬‬
‫‪6‬ـ نفســه ص ‪.20‬‬
‫‪7‬ـ نفســه ص ‪.56‬‬
‫‪ 8‬ـ لقاء مع الطاهر ادبلكراع املعهد الإلسالمي بتارودانت و…‬
‫‪9‬ـ خالل جزول ــة ‪.2/252‬‬
‫‪-10‬تنظر بعض الصور امللتقطة للمدرسةيف ملحق املرافق‪.‬‬

‫وتتكون املدرسة من عدة مرافق هي‪:‬‬


‫‪+‬مسجد للصالة قدمي وضيق مكون من ثالثة صفوف يفصل بينهما خطان من السواري‬
‫السميكة املربعة القدمية‪ .‬ويف إحدى جوانبه دكان‪ .‬وبباب املسجد غرفة قدمية ‪ ،‬وفوقه مصلى‬
‫الصيف املسور مبقدار مرت‪ ،‬وقبلته مائلة قليال إىل اجلنوب ببعض الدرجات‪.‬‬
‫‪ +‬ضريح االستاذ حممد بن علي أباراغ ‪،‬وقد دفن فيه كذلك أستاذ للمدرسة يسمى حممد بن‬
‫بلقاسم‪ ،‬مث بعض آل الطاهر االفراين‪ .‬وهذا الضريح يوجد خارج املدرسة يف جنوب شرقي‬
‫املسجد‪.‬‬
‫‪+‬جملس إقراء القرآن الكرمي برواية ورش‪ :‬حماد ملسجد املدرسة من اجلنوب والبأس به اتساعا‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫وقد مر به من املقرئني فيمن ذكر يل تباعا‪ :‬مبارك التازارواليت‪ ،‬مث سليمان بن حممد التاوريريت‬
‫اإلفراين‪ ،‬فالطيب بن البشري العدناين اإلفراين ‪ ،‬وهذان كانا به على عهد الطاهر اإلفراين؛ مث احلسني‬
‫بن حممد أوالكوض األساكاوي اإلفراين وقد أبطأ فيها على عهد حممد بن الطاهر اإلفراين ‪ ،‬وبه‬
‫خترج عديدون منهم أبناء الطاهر اإلفراين وبعض حفدته‪.‬مث عبداهلل بن احلسني التاوريريت من بين‬
‫عيسى املنتسب إليهم العالمة أمحد بن صاحل؛ أمضى يف املدرسة اثنىت عشرة سنة ‪ ،‬مث خلفه احلسني‬
‫بن حممد بن الطاهر االفراين‪ ،‬مث الطاهر بن حممد بن احلسني اجملازي وكلهم كان باملدرسة على عهد‬
‫املدين بن حممد بن الطاهر؛ مث خلفهم الطاهر بن مهو السماليل أصال التاوريريت االفراين ( ولد‬
‫‪ 1363‬هـ = حي )‪ .‬وقد كان باملدرسة منذ ‪ 1395‬هـ إىل اآلن فتخضرم بني عهدي الفقيهني‬
‫املدين ومولود السريري(‪ .)1‬وأجرة املقرئ حاليا‪ 120 :‬عربة شعري و‪ 2000‬درهم نقدا يف العام ‪،‬‬
‫(‪)2‬‬
‫و‪ 200‬درهم مؤونة كل ‪36‬يوما و أضحية العيد‪.‬‬
‫‪+‬جملـس إقـراء العلــوم‪ :‬يوجد مشال املدرسة فوق دار إقامة األستاذ وبداخله غرفتان‪ ،‬ويف وسطه‬
‫سارية‪.‬‬
‫‪+‬دار إقامـة األستـاذ توجـد غريب املدرسة داخلها‪ .‬وهلا بابان أحدمها يؤدي إىل خارجها والثاين‬
‫يؤدي إىل داخلها‪ ،‬تتكون من ثالث غرف واسعة ومطبخ ومرحاض‪ ،‬وهي حديثة البناء‪ ،‬ومشاهلا‬
‫توجد الدار القدمية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ لقاء مع الطاهر بن مهو اإلفراين ‪ ،‬و لقاء مع البشري بن الطيب العدناين اإلفراين ‪ ،‬رمضان ‪ 1416‬هـ ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء مع الطاهر بن مهو اإلفراين ‪ ،‬رمضان ‪ 1416‬هـ ‪ .‬و أما أجرة الفقيه حاليا فعشرة آالف درهم يف العام و ‪ 400‬درهم مؤنة شهرية من‬
‫السكان مع أضحية العيد ‪ ،‬مضافة إليها ‪ 500‬درهم من االحباس ‪ .‬و كانت على عهد الطاهر اإلفراين و ابنائه ‪ 40‬عربة شعري يف الشهر و ربع عربة‬
‫شعري للكانون يف العام و مثلها ذرة و ربع لرت زيت‪ .‬وعدد كوانني تانكرت حاليا ‪ 500‬كانون‪.‬‬

‫‪ +‬مساكن الطلبــة‪ :‬وهي عبارة عن غرف صغرية احلجم تسع فردين إىل ثالثة‪ .‬عددها احلايل‬
‫مخسة وعشرون‪ .‬منها ما هو قدمي هي الثمانية احملادية جمللس العلوم مشايل املدرسة‪ .‬وأخرى داخل‬
‫املسجد‪ ،‬وعاشرة خارج املدرسة قرب الضريح‪ .‬والبقية مبنيةحديثا باآلجر ومسقفة باالمسنت‬
‫واحلديد(‪. )1‬‬
‫‪ +‬مراحيـض للطلبة ‪:‬يف سرداب سفلي وسط املدرسة حتت املراقي املؤدية جمللس العلوم ومنزل‬
‫االستاذ‪ .‬وقد زودت املدرسة بالكهرباء وباملاء الشروب‪ .‬وتنهل من نطفية غريب املدرسة‪.‬‬
‫‪ +‬هـري املدرسـة لتخزين احلبوب‪ :‬مل يعد يستعمل‪.‬‬
‫ولعل هلذه املدرسة إسهاما يف احلركة العلمية واألدبية اليت قامت على عهد السعديني ‪ " :‬أوسع‬
‫‪33‬‬
‫مما قبلها تشده كل مطلع زخرت سوس علما بالدراسة والتأليف ‪ ،‬والبعثات تتواىل إىل فاس‬
‫ومراكش وإىل األزهر ‪ ،‬فكانت تؤوب يف ذلك العهد بتحقيقات اليسيتين والونشريسي وابن غازي‬
‫ونظرائهم حىت كان ما يدرس يف القرويني يكاد يدرس يف سوس " (‪ )2‬وقد عم الرخاء يف إفران‬
‫(‪)3‬‬
‫بفضل التجارة القافلية املارة هبا ووجود دار السكة فيها‪.‬‬
‫بيد أننا مل نقف على اسم أديب أو انتاجه األديب مع وجوب وجوده يف مثل هذه الظروف‬
‫السيما وأن العلماء كانوا جيتمعون يف جامع للمذاكرة بإفران يف هذا العهد (‪. )4‬‬
‫وعلى عهد السمالليني الذين طلعوا "بزبدة علمية عالية من فطاحل العلماء" (‪ )5‬تأسس مسجد‬
‫اجلمعة ( متزكيدا اجلمعة) بتانكرت مثوى أخواله القامسيني (‪ . )6‬كما تأسست على عهدهم ‪:‬‬
‫‪ 2‬ـ "مدرســة تازروت ( الصخـرة )" ‪ :‬بأمسـرا يف حملها اجلديد‪ .‬ف " تاريخ هذه املدرسة‬
‫يرجع إىل ما قبل ألف و أربعني بناء على ما وقف عليه يف رسم مؤرخ ‪ 1040‬هـ يتضمن شراء‬
‫ملك حيد باملدرسة يف إحدى جهاته األربع…[و]كانت يف بدايتها يف احملل املسمى" تاكجوفت‬
‫أوفلوس خنلة الديك"(‪. )7‬وحتقيق هذا األمر أن ما كان يف احملل املسمى خنلة الديك هو مسجد دوار‬
‫ويزكان‪ .‬مث ابتنت القبيلة املدرسة مبحل(تازروت) يف السنة املذكورة بفعاللرخاءواألمن السائدين‬
‫على عهد الدولة االيليغية وأخواهلا اإلفرانيني‪ ،‬وبدافعني مها إحلاق املدرسة بأمالكها اجلديدة وربـط‬
‫املدرسة بالقبيلة‬
‫‪ 1‬ـ ينظر بعض املرافق املذكورة يف الصور امللتقطة للمدرسة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬ـ عمر أفا ‪ :‬مسألة النقود يف تاريخ املغرب ‪ ،‬ص ‪ 280‬و ديوان قبائل سوس البراهيم احلساين تح عمر أفا ‪ ،‬ص ‪.29-28-24‬‬
‫‪ 4‬ـ أمحد التوفيق ‪ :‬معلمة املغرب ‪ (( :‬افران – تاريخ )) ‪ ،‬ص ‪, 549‬‬
‫‪ 5‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ 6‬ـ ايليغ قدميا و حديثا ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 7‬ـ املعهد اإلسالمي بتارودانت و…‪3/247‬‬

‫ككل بدل دوار واحد‪.‬وتوجد هذه املدرسة على مبعدة من مركز السوق "بتسعة كيلومرتات…يف‬
‫غرب مدشر أمسرا على الضفة الغربية لوادي أمسرا‪ ،‬حماطة جبنات من خمتلف األشجار… وقد‬
‫كانت يف األصل مدرسة علمية ؛مث تقلبت بني قرآنية وعلمية‪ ،‬وقد أدت دورها يف كلتا احلالتني…‬
‫(‪)1‬‬
‫وهلا أمالك وأشجار النخيل والزيتون واللوز "‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫تأسست أسوارها بالطني‪ ،‬وسقفت بيوهتا باخلشب وجذوع النخل‪ .‬وتتكون من املرافق‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪34‬‬
‫‪+‬مسجــد للصــالة‪ :‬تقام فيه اخلمس؛ يتسع ل‪ 80‬مصليا؛ يوجد عن ميني الداخل يف هبو حيتوي‬
‫على مراحض ومراقي للسطح وحملني خلزن الزرع واألدوات الفالحية‪.‬‬
‫‪ +‬قاعـة إلقراء العلـوم فوق حملي اخلزن‪ ،‬مساحته سبعة أمتار على ستة‪.‬‬
‫‪+‬دار األستـاذ‪:‬توجد عن مشال الداخل‪.‬هلا بابان أحدمهاداخلي والثاين خلفي يؤدي إلىجنوب‬
‫املدرسة‪.‬‬
‫‪+‬مساكـن الطلبـة‪ :‬صغرية احلجم ‪ :‬عددها عشر ‪ ،‬جمتمعة يف هبـو‪.‬‬
‫‪+‬بئـر يزود املدرسـة باملـاء الشروب حفر سنة ‪ 1984‬م ‪ ،‬إزاءه مسخنة ماء الوضوء يف هبو قبل‬
‫هبو مساكن الطلبة‪ .‬وقد زودت املدرسة أيضا باإلنارة الكهربائية‪.‬‬
‫‪ +‬بويـت قدمي جنويب املدرسة جيتمع فيه فقراء الناصرية ليلة اجلمعة من كل أسبوع‪.‬‬
‫‪+‬أضرحـة لبعض أساتذة املدرسة كمحمد بن احملفوظ السماليل ( ت ‪ 1327‬هـ ) وعلي بن‬
‫سعيد األساكي و آخرين‪.‬ويوجد أحدمها داخل مسجد املدرسة ‪ ،‬وأحدمها خارجه يف البهو ‪،‬‬
‫وبعضها اآلخر إزاء بويت الناصرية‪.‬‬
‫ومل يطل العهد العلوي إال والقبائل االفرانية قد انتهت من تأسيس مدارسها ال سيما املركزية‪.‬‬
‫ومل يبق أمامها سوى توفري األمن والتشجيع املادي واألديب املعنوي لتؤدي ما أنيط هبا من مهام‬
‫وأدوار ووظائف‪ .‬وبذلك خنلص إىل أن فرتة البحث ‪1280‬هـ = ‪1860‬م وما بعدها قد وجدت‬
‫األبنية متوفرة؛ والنفوس مشرئبة‪ ،‬والظروف مواتية لتنهض هنضتها العلمية واألدبية والرتبوية املشعة‬
‫يف سوس بال جحود‪ ،‬ويف بقية الربوع إىل حد‪ .‬لقد توىل تأسيس ومتوين املدارس واملساجد سكان‬
‫القبائل اليت تنتمي إليها (‪ .)3‬لذلك جاءت أبنيتها آل سيما القدمية واطئة جدا؛كما يكون متوينهاسدا‬
‫للجوعة وإقامة‬

‫‪ 1‬ـ تقرير حممد العثماين نقله املتوكل الساحلي ‪ ،‬م‪.‬س‪.251 /3 .‬‬


‫‪ 2‬ـ تنظر بعض الصور امللتقطة لبعض مرافق املدرسـة‪.‬‬
‫ـ أوخشيـن ‪ " :‬املدرسة العتيقة ألمسرا " مقالة مرقونة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مدارس سوس العتيقة‪ :‬نظامها ‪ ،‬أساتذهتا ‪ ،‬ص ‪ 55‬و ما بعدها‪ .‬و أيت بومهاوت‪ :‬منار السعود… ‪ ،‬ص ‪.43-33‬‬

‫للصلب مقارنة مع ما هو مطعوم ومشروب طلبة احلواضر ال سيما يف زمننا‪ .‬وبالرغم من هذا أو‬
‫لعله هلذا ‪ ،‬ارتادها عمالقة العلم واألدب تعليما وتعلما‪.‬يقول املختار "ياسبحان اهلل من ذا الذي يظن‬
‫أن هذه األمكنة الساذجة وهذه السقائف البسيطةكانت ميادين فسيحةألوائل الفطاحل املدرسني‬
‫العظام(‪ .")1‬ووقف يف وسط باحـة مدرسـة تانكرت ودل صاحبه على أنه " من هذا املكان انتشر‬
‫للغة العربية يف هذه النهضة األخرية ولآلداب االندلسية العربية ما انتشر ‪ ،‬فقد أدت هذه املدرسة‬
‫‪35‬‬
‫على سداجة بنائها وبساطة هيأهتا ما تزاحم به كليات الفنون بني سطور التاريخ يف العامل ‪ .‬مكما‬
‫يذكر السربون وأكسفورد وأمثاهلما يف العامل املتمدن يف تاريخ هذا العصر فستذكر هذه املدرسة‬
‫البدوية البسيطة الواطئة يف تارخيه‪ ،‬واملستقبل كشاف"‪ )2(.‬إن غالب املدارس العلمية تبىن يف حمالت‬
‫عالية مشرفة كاهلضاب يف الغالب‪ ،‬وهو اختيار ينبئ عن حكم منها التربك باملشاهدة‪ ،‬وتيسري مراقبة‬
‫نازليها‪ ،‬وكون "القدر أراد أن يظهر عيانا مقدار املدارس فيهيئ بنياهنا يف قمم اهلضاب ليعلم أهنا يف‬
‫(‪)3‬‬
‫قمم اجملد‪".‬‬
‫بيد أنه وإن تعددت مدارس إفران ؛ فإنه مل حيز قصب السبق واملركزية منها غري اثنتني يف‬
‫املرحلة اليت حنن بصددها‪ ،‬ومها‪ :‬املدرسة التانكرتية واملدرسة املسراوية‪ .‬وأما بقية املدارس فإهنا‬
‫صغرية حجما وعطاء وجمدا‪ .‬والتانكرتية أعظم شأنا وعطاء وجمدا من ثانيتها؛ وداللة احلجم مؤشر‬
‫من املؤشرات على ذلك قبل أن نقدم على ذكر املؤشرات املعتربة كاالساتيذ والتالميذ واالنتاج‬
‫العلمي واألديب‪ ..‬فتحتوي املسراوية على عشر غرف فقط إليواء الطلبة‪ ،‬يف حني أن التانكرتية‬
‫حتتوي على مخس وعشرين غرفة‪.‬‬
‫وسنركز على هاتني املدرستني مقدمني التانكرتية يف التناول على املسراوية هلذا االعتبار‬
‫وألسبقيتها الزمنية‪ ،‬وملا سيتبني من عظم شأهنا يف العطاء‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ خــالل جـزولــة ‪.3/16‬‬


‫‪ 2‬ـ نفسه ‪3/236 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه ‪.4/64 :‬‬

‫‪ 2‬ـ تطــور عطــاء المــدارس اإلفرانيــة ‪:‬‬


‫أ ـ المدرس ــة التانكرتيــة‪:‬‬
‫قبـل ‪ 1280‬هـ = ‪1860‬م‪ :‬عاشت املدرسة التانكرتية منذ تأ سيسها على عهد أول أساتذهتا العالمة‬
‫النحوي اجليد املؤلف حممد بن علي أباراغ ( احلي ‪ 856‬هـ ) (‪ ، )1‬بال شك عهود االزدهار بفضل ما‬
‫كان للمنطقة من أمهية اسرتاتيجية اقتصاديا‪ .‬كما قد يكون انتاهبا بعض الفتور واالنكماش يف‬
‫سنوات الفنت واهلرج واألوبئة و اجملاعات (‪ . )2‬وعلى أي ‪ ،‬فقد وقفت على بعض األمساء املرموقة‬
‫‪36‬‬
‫اليت حلت هبذه املدرسة للتدريس وبعض من أخذ عنهم ‪ ،‬وإن مل يغط مجيع فرتات ما قبل التاريخ‬
‫املذكور‪ .‬فنذكر من األساتيذ بعد املذكور أعاله‪ :‬حممد بن بلقاسم املدفون يف قبة الشيخ أباراغ ‪،‬‬
‫لعله من أهل القرن احلادي (‪)3‬؛ وابراهيم بن حممد بن حممد السماليل الساحلي األستاذ العامل العالمة‬
‫الرباين امللقب ب (أقراب ) لكثرة حفظه (ت ‪ 1243‬هـ)(‪ ،)4‬والطيب بن خالد االغرابوئي البعقيلي‬
‫العامل الكبري اجلليل الرباين السخي من أصحاب الشيخ املعدري ( ولد ‪ 1219‬هـ = ت ‪ 1311‬هـ)(‪)5‬؛‬
‫وعبداهلل بن حممد بن ابراهيم البوشكري اجلماري العالمة الكبري الفقيه املشهور قرين أيب زيد‬
‫اجلشتيمي يف األخذ عن اهلوزيوي‪( ،‬ولد ‪ 1180‬هـ = ت ‪ 1270‬هـ ) وقد أخذ عنه يف التانكرتية ابناؤه‪:‬‬
‫حممد العالمة اجلليل الصاحل املدرس صاحب املنظومة الشلحية املشهورة بالبوشكرية ( ولد ‪ 1210‬هـ =‬

‫ت ‪ 1282‬هـ) وأمحد الذي هو من أعاجب العلماء السوسيني تفننا البارع يف النحو والفقه والبيان‬
‫واحلديث املتقن للقراءات العشر والتفسري‪ ،‬وبقية إخوهتما وعبداهلل بن احلسن االيعداين اجملاطي(‪. )6‬‬
‫وبعده كان األستاذ حممد بن حممد بن ابراهيم املافاماين السماليل الفقيه املشهور حافظ الرسالة‬
‫واملختصر ( ‪ 1240‬هـ = ‪ 1296‬هـ )(‪ . )7‬ومل نقف إىل حدود هذا األستاذ على ما نستدل به على حضور‬
‫للدرس األديب مع إمكان وجوده أو وجوبه‪ ،‬حىت حلها العالمة ابراهيم بن حممد بن حممد بن مبارك‬
‫احملجويب املفيت الشهري ( ت ‪ 1252‬هـ) الذي شهد له الفقيه األديب أكنسوس باملشاركة يف كل الفنون ؛‬
‫واألدب معين عنده بال ريب‬

‫‪ 1‬ـ خـالل جزولـة ‪.2/239‬‬


‫‪ 2‬ـاملعسول ‪ 7/31‬و ‪ 244 – 8/243‬و ‪ 19/14‬و خالل جزولو ‪.176-2/173‬‬
‫‪ 3‬ـ خـالل جزولـة ‪.2/239‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪.12/299‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه‪ 11/93 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪.130 – 129‬‬
‫‪ 6‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 135-134‬و املعسول ‪.144-11/143‬‬
‫‪ 7‬ـ املعسول ‪ 5/253‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫الشتغاله به؛ فقال‪" :‬مل يرد علي من (سوس ) ممن يصلح للمذاكرة إال اثنان‪ :‬صحراوي له فهم كبري‬
‫(‪)1‬‬
‫يف الفقهيات ال غري‪ ،‬وإبراهيم احملجويب له يف كل فن"‬
‫وقد كان هلذا األستاذ تالميذ كثر؛ غري أننا مل نقف على من أخذ عنه بافران وال من انشغل‬
‫منهم بدرس األدب‪ )2(.‬مث كان بعده بلقاسم بن حممد االغرابوئي اجلماري العامل الكبري القدر‬
‫‪37‬‬
‫الشهري (اغتيل ‪ 1260‬هـ)؛ مث ابراهيم بن أمحد بن حييا التمنريت جد الطاهر االفراين لألب‪ ،‬العالمة‬
‫الصاحل املتوىف ‪1250‬هـ قبل أن ينهي شرط حول من االعوام اليت قضاها باملدرسة التانكرتية‪ .‬وقد‬
‫كان هذا األستاذ أخذ بفاس‪ ،‬وكان آله من املهتبلني بدرس اللغة واألدب‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬مل يذكر من‬
‫تالمذته هناك اال فقيهان نوازليان(‪ .)3‬مث خلفه حممد بن ابراهيم األمزغين اجلماري امللقب‬
‫ب( ومينك ) العالمة الكبري علما وجاها وسـطوة؛" غري أن التدريس واالكباب عليه ليس من‬
‫طبعه‪ )4(".‬مث توىل أمر املدرسة بعده عبداهلل بن حممد بن سعيد األساكي االفراين العالمة الفقيه‬
‫الناسك ( ت ‪ 1262‬هـ )(‪ )5‬وأمحد بن حممد بن سعيد األساكي ا الفراين العامل القاضي املفيت اجلسور‬
‫املقتول قبل ‪ 1280‬هـ‪ )6(.‬وحممد بن عبداهلل األساكي االفراين جد الطاهر االفراين لألم العالمة الكبري‬
‫(‪)7‬‬
‫املاهر الشهري (ت ‪ 1296‬هـ) وسعيد بن عبداهلل أخو السابق الويل العامل الفقيه الزاهد ( ولد ‪1243‬‬

‫هـ ت ‪ 1316‬هـ)(‪ .)8‬وبذلك نرى أن ماكان أن يعترب ارهاصات أولية لغرس درس االدب يف املدرسة‬
‫التانكرتية مع احملجويب وابراهيم التمناريت قد انبرت وانقطع قبيل ‪ 1280‬هـ ألن من كانوا بعدمها مل‬
‫يكونوا ذوي ميول اال لبارود البلد الفقه والنوازل أو مل يتفرعوا للتدريس كلية كبعض من سنراهم‬
‫فيما بعد ‪ 1280‬هـ‪.‬‬
‫بعـد ‪ 1280‬هـ = ‪ 1860‬م‪:‬‬
‫تعترب هذه السنة فاحتة خري على املدرسة التانكرتية حني حل يها مدرسا مقيما األستاذ حممد بن‬
‫ابراهيم التمناريت العالمة الكبري والذائع الصيت والصالح(و‪ 1240‬هـ=ت ‪ 1296‬هـ)؛ بعد انتهائه من‬
‫التحصيل واألخذ عن أيب العياس اجليشتيمي( ت ‪1328‬هـ )وبفاس‪ .‬فتخرج به عدد من التالميذ‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪.14/29‬‬


‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ 14/29‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪.8/193‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسه ‪ 11/121‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.131 – 130‬‬
‫‪ 4‬ـ لقاءات مع احلاج احلسني بن موسى االفراين بأكادير و املعسول ‪ 60-7/59‬و ‪ 89-9/88‬و ‪ 247-16/246‬و رجاالت ع ع ‪.194-193‬‬
‫‪ 5‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.133‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪ ،‬ص ‪ .89‬و املعسول ‪.12/277‬‬
‫‪ 7‬ـ رجاالت ع ع سوس ‪ ،‬ص ‪ 181‬و املعسول ‪.228 – 12/227‬‬
‫‪ 8‬ـ رجاالت ع ع ‪ ،‬ص ‪ 182‬و املعسول ‪ 4/29‬و ‪.12/229‬‬

‫ذكر السوسي تراوحهم بني اخلمسة عشر والعشرين(‪)1‬؛ غري أن االستقصاء أفرز عن أربع وثالثني‬
‫تلميذا اشتغل معظمهم بعد التخرج باملشارطة يف مساجد ومدارس سوسية يقارب عددها العشرين‪،‬‬
‫‪38‬‬
‫أمهها البومروانية والتهالية واإللغية اليت أسسها تلميذه البكر حممد بن عبداهلل اإللغي(‪ . )2‬وميكن نعت‬
‫الفرتة اليت قضاها حممد بن ابراهيم بالتانكرتية ( ‪ 1280‬اىل ‪ 1296‬هـ ) مبرحلة التأسيس للحركة‬
‫األدبية اإللغية اإلفرانية‪ ،‬وصلة وصل بني سابقاهتا و الحقاهتا‪ .‬وقد استطاع هذا االستاذ تأثيل هذا‬
‫اجملد مبا أقبل عليه من اجملد واإلكباب على التدريس‪ ،‬ومبا القاه من مساندة مادية ومعنوية من القبيلة‬
‫اليت ابتنت له الدار يف موقع قريب مقابل املدرسة‪ ،‬ومبا متون به املدرسة من ثلث اعشارها من‬
‫"احلبوب جتمع يف هري املدرسة‪ ،‬وتؤخذ منها أجرة الفقيه ومؤونة الطلبة اليت هي عبارة عن قصعة‬
‫كبرية من الكسكس يف كل يوم‪ ،‬يتوىل إعدادها رجل قريب من املدرسة بعد أن يتسلم مؤونة الطلبة‬
‫حبوبا من هري املدرسة‪ ،‬وهناك صحنة ثانية تأيت يف املساء تعدها القبيلة بالتناوب وهي اليت ينتظرها‬
‫كل طالب بفارغ الصرب‪ ،‬ويعمل لوقتها احلساب ملا كان اإلفرانيون… يظهرونه فيها من الكرم‬
‫واإلفضال… ومل نعقل أن انقطعت هذه املزية ولو مرة واحدة (‪" )3‬؛ ومبا كان جيده من دعم جريانه‬
‫من رجاالت األسر العلمية اإلفرانية كاحلاج املدين الناصري وحممد بن عبداهلل األساكي صهره‬
‫وغريمها‪ .‬وقد زامحت املدرسة التانكرتية به املدارس العامرة مبا كان يؤاخذ به طلبته من عزم وحزم‬
‫وتفرغ للتدريس يف أيام الدراسة ‪ ،‬فال ينشغل عنها بالنوازل والفتاوي إال يف أيام العطل أو يف طريقه‬
‫إىل املنزل‪ .‬فانفتل من بني يديه أعالم تلقوا رايات املعارف باألميان نبغاء(‪ ،)4‬ظهر منهم باملشاركة‬
‫األدبية أربعة على األقل‪ :‬حممد بن عبداهلل اإللغي (‪ 1265‬هـ = ‪ 1328‬هـ ) مؤسس املدرسة‬
‫اإللغية‪ ،‬وأبو هنضتها العلمية واألدبية (‪ ،)5‬وعلي بن أمحد االلغي ( ‪ 1269‬هـ = ‪ 1328‬هـ ) شيخ‬
‫الدرقاوية يف عصره بسوس املدرك شهرة داوية يف الواضر والبوادي‪ ،‬ذو التآليف والرسائل وبعض‬
‫(‪)7‬‬
‫احملاوالت الشعرية (‪ ،)6‬وسعيد بن علي األعضياوي الفقيه العامل األديب (‪ 1274‬هـ=‪ 1356‬هـ )‬
‫وعمر بن حممد بن هبا الشريف التازارواليت (اعتبط ‪ 1300‬هـ) الفقيه النحوي اللغوي املتطاول‬
‫لألدب صاحب بعض املطارحات الشعرية مع لدته‬

‫‪ 1‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ :‬ص ‪ 194‬و املعسول ‪ 7/60‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وقفت على ذلك من خالل ترامجهم يف كتابات املختار السوسي نفسه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أمحد ابناو ‪ :‬سر الصباح ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪.61-7/60‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪ 1/177‬و ما بعدها ‪ ،‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ ، 187‬و مرتعات الكؤوس ‪ 1/100‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 1/184‬و مابعدها و رجاالت ع ع سوس ص ‪ 188 – 187‬و الرتياق املداوي و من أفواه الرجال ‪ ،‬و مرتعاة الكؤوس ‪ 1/143‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 122‬و املعسول ‪.7-11/6‬‬

‫حممد بن عبداهلل اإللغي (‪ )1‬املذكور‪.‬ونستدل هبؤالء على حضور درس األدب يف برنامج املدرسة‬
‫األسبوعي للطلبة مع األستاذ‪ .‬وال بدع يف ذلك اذ تفرضه عليه أمور منهــا‪:‬‬
‫‪39‬‬
‫عمله بوصية جده حممد بن ابراهيم الشيخ التاماناريت وما ورثه عنه من كتب لغوية‬ ‫‪‬‬
‫وأدبية (‪.)2‬‬
‫تكوينه األديب الذي تلقاه عن شيخه أيب العباس اجليشتيمي العالمة األديب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)3‬‬
‫رحلته العلمية الفاسية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫رسائل حممد أكنسوس األدبية اليت يبعث هبا إىل كبار علماء سوس ليهتبلوا بدرس‬ ‫‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫األدب‪.‬‬
‫وبالرغم من كون التالمذة أعاله ذكروا باملشاركة األدبية ‪ ،‬فـان السـعد مل حيالف منهم بـالظهور‬
‫ب ــاألدب وح ــده إال حمم ــد بن عبداهلل اإللغي ال ــذي " ه ــو املنب ــع األول جلمي ــع العل ــوم ال ــيت اش ــتهرت هبا‬
‫إلغ‪ ،‬وومست هبا من أواخر القرن ‪ 13‬هـ بني البلدان السوسية ‪ ،‬جىت صارت مثال مضروبا يف األندية‬
‫العلميــة‪ .‬فكــل من زاول العلم بعــده من اإللغــيني وتالميــذهم وتالميــذ تالميــذهم وهم عشــرات إمنا هم‬
‫كلهم حســنة من حســنات هــذا األســتاذ … وهــو الــذي وضــع بفكرتــه البــذرة األوىل لعلم األدب بني‬
‫ما يلقيه من املقطعات والقصائد لتالميذه‪ .‬مث ما زال أصحابه ونبغاء تالميـذهم ينتهجـون منهجـه حـىت‬
‫صاغوا إللغ خاصة ولسوس عامـة بـل وللجنـوب املغـريب أمجع تاجـا من األدب مرصـعا"(‪ .)5‬على أنـه "‬
‫إن كــان للمدرســة اإللغيــة شــهرة كــربى يف إحيــاء األدب األندلســي حــىت صــارت أنباؤهــا واجلة كــل‬
‫آذان بال اس ــتئذان‪ ،‬ملموس ــة آثاره ــا بني املؤلف ــات بك ــل ي ــد‪ ،‬فإمنا ك ــان هلا م ــا هلا مما اقتبس ــته من ه ــذه‬
‫املدرسة (التانكرتيـة اإلفرانيـة ) الـيت اسـتمدت من اجلشيشـتيميني مـا اسـتمدت‪ ،‬مث زادت بـه قـدما حـىت‬
‫قطعت به أشواطا أخرى [ف] ال مينعنا التصفيق لالحق نسيان ما قام به السابق" (‪. )6‬‬
‫ومما نالحظه كذلك من التحوالت أن معظم تالمذة ابن إبراهيم التاماناريت أشرب روح‬
‫التصوف عمال مبا كان عليه األستاذ نفسه ولكون ذلك مكمالت تكوين شخصية العامل املعتربة يف‬
‫عصرهم‪.‬‬

‫‪1‬ـ املعسول ‪ 60-12/59‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫‪ 2‬ـ املعسول ‪.18-17-7/14‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسه ‪ 7/60 :‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪. 194‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪. 11/277‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه ‪. 1/161‬‬
‫‪ 6‬ـ خـالل جزولة ‪. 2/237‬‬

‫ونلفي معظمهم درقاويا كاألستاذ‪ ،‬ومع ذلك حيضرون جمالس ذكر الناصريني‪ ،‬وأخذ بعضهم‬
‫‪40‬‬
‫التيجانية عن احلاج احلسني السوقي اإلفراين‪ .‬مث أضحى بعضهم بعد ذلك مشايخ مشهورين بالتصدر‬
‫للرتبية كمحمد بن عبداهلل اإللغي التيجاين وعلي بن أمحد اإللغي الدرقاوي وحممد البوزاكارين‬
‫الدرقاوي أيضا(‪ . )1‬مثلما أسهم بعضهم يف حركة التأليف والتصنيف كاحلاج علي االلغي وحممد‬
‫بن علي الكوسايل السماليل‪ .‬ونزر منهم من مل يفض النوازل وأفىت وخط برياعته الرسوم‪ )2(.‬لذلك‬
‫حنكم بأن ابن ابراهيم التاماناريت قد أجرى اهلل على يده يف تالمذته تغيريات وحتوالت أثرت يف‬
‫املسار العلمي والرتبوي واألديب االفراين مث السوسي‪.‬‬
‫وبعد وفاة حممد بن ابراهيم التاماناريت ربيع األول ‪ 1296‬هـ استقدم قرينه يف األخذ احلاج‬
‫احلسني السوقي اإلفراين (‪ 1248‬هـ ‪ 1328‬هـ ) للمدرسة (‪ ،)3‬فعمرها بدراسة ما مل نقف على مستواها‪.‬‬
‫غري أن املعلوم من هذا االستاذ أن له انشغاالت تربوية وسياسية تسببت له هذه األخرية يف حمن‬
‫(‪)4‬‬
‫كرتحيله إىل تاغاجيجت ‪ 1302‬هـ‪ .‬وقد ختلل الفرتة اليت كان فيها باملدرسة وباء ‪– 95‬‬ ‫وأزمات‬
‫‪ 1296‬هـ ومسغبة ‪ 1299‬هـ (‪ . )5‬فلم نقف لذلك على ما يضمن سريا عاديا للدراسة يف التانكرتية ؛ كما مل‬
‫نقف على من أخذ عنه فيها‪ .‬مث إن الذي خلفه هو األستاذ العامل ابراهيم بن صاحل التازارواليت‬
‫الدرقاوي (‪ 1260‬هـ = ‪ 1353‬هـ)ف"كان يزاول تدريسا قليال ينقطع أحيانا"(‪ . )6‬وخنلص من هذا اىل‬
‫كون الفرتة ما بني ‪ 1296‬هـ و‪ 1307‬هـ فرتة مهود وخفوت عاشتها املدرسة التانكرتية يف انتظار أوبة‬
‫الطاهر بن حممد التاماناريت اإلفراين(‪ )7‬وانتهائه من التحصيل بإلغ وتارودانت ليواصل مشروع والده‬
‫العلمي واألديب‪ .‬فمذ عاد انشغل بعمارة املدرسة والدار من ‪ 1307‬هـ إىل ‪ 1328‬هـ مل يغادرمها إال سنة ‪ 1314‬هـ‬

‫ليزور فاسا بصحبة رفيقه العريب الساموكين‪ .‬ومل نقف على من أخذ عن األستاذ الطاهر اإلفراين يف هذه‬
‫الفرتة‪ .‬ولعله سيحتاج إىل مدة غري يسرية يظهر فيها مهاراته التعليمية فينتشر صيته بني بقية الطلبة‬
‫فيعتفوا إليه كما وكيفا‪ .‬إذ كلما غادر أستاذ مدرسة إال تبعه تالمذته ؛ فيشرع األستاذ اجلديد من‬
‫الصفر أو قريبا منه‪ ،‬إال أن يكون له تالمذة يف مدرسة أخرى‪ .‬فلعل هذا مضافا إليه قلة التأريخ‬
‫مهاسببا عـدم وقوفنا على طلبة املدرسة يف هذه الفرتة‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ينظر مبحث احلركة الرتبوية يف هذا الفصل‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ تراجع تراجم املذكورين يف رجاالت العلم العريب قي سوس و غريه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ لقاءات مع احلاج احلسني بن موسى االفراين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪ 4/26‬و ما بعدها و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.183 – 182‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪ 8/195‬و ‪.59-19/58‬‬
‫‪ 6‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪. 141 ،‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪ ،‬ص ‪ 235‬و املعسول ‪ 7/69‬و ما بعدها‪.‬‬

‫وقد خلفه أثناء رحلته الفاسية األستاذ العالمة الفرضي حممد بن علي إيكيك الرمسوكي(‪ )1‬فأخذ‬
‫(‪)2‬‬
‫عنه هناك مسعود الوفقاوي الفقيه األديب املشارك األمحدي الطريقة( ‪ 1295‬هـ= ‪ 1366‬هـ)‬
‫‪41‬‬
‫(‬
‫وحممد بن املؤذن السماليل صاحب الكراسة يف التاريخ"جمموعة السماليل"(ت ‪1339‬هـ ) وغريمها‬
‫‪.)3‬وحني دهم الكيلويل سوس وإفران تفرق الطلبة من املدرسة (‪ )4‬؛فشغرت منهم حينا من الدهر‪،‬ومل‬
‫يعد إليها نشاط قليل إال يف العشرينات حني كان هبا حممد بن عبداهلل األستاذ اإللغي املستوجب‬
‫على األستاذ الطاهررد بعض اجلميل(‪. )5‬وقد وصف هذا التلميذ حالة املدرسـة يومئذ فقال‪ ":‬كنا إذ‬
‫ذاك تالميذ قليلني يف املدرسة‪ ،‬وأنا قد شب أواري وتفتحت كمام ذهين‪ ،‬ولكن قلما أجد من‬
‫يتعاون معي‪ ،‬فكانت الدروس ترتى فينة‪ ،‬و فينة متنعها املوانع‪ ،‬فأكببت متكال على اهلل إىل خمتتم‬
‫‪1324‬هـ"(‪ .)6‬ويكفي األستاذ الطاهر فخرا أن خترج به أمثال هذا العالمة اإللغي اجلهبذ البحاثة املدرس‬
‫ذي العقل الكبري يف مثل تلك الظروف الصعبة اليت مر هبا ومرت على القبيلة وعلى بعض األسر‬
‫العلمية االفرانية كالسوقية ‪ 1318‬هـ(‪ ،)7‬وغريها‪.‬مث تابع األستاذ الطاهر دروسه مع ثلة من الطلبة نال‬
‫فيهم مرامه من بينهم ابنه البكر حممد (‪ 1308‬هـ =‪ 1377‬هـ ) الذي رجا معه أن يستخلفه على‬
‫املدرسة‪ ،‬وطائفة معه أكب معهم على التدريس انكبابا منقطع النظري ما بني ‪ 1324‬إىل ‪ 1330‬هـ‬
‫بالتانكرتية مث بالبومروانية اليت خرج إليها مغاضبا(‪ )8‬يف سنة عجفاء ‪ 1329 – 1328‬هـ والتحق به‬
‫هناك تالمذة آخرون فتق أكمام اآلداب يف بساتني نفوسهم حىت نال فيهم مرامه وخترجوا جملني يف‬
‫ميدان الفنون السيما اآلدب‪ ،‬فحملوا لواء االدب اإلفراين ونقلوا بذره ينثرونه يف خمتلف املناطق‬
‫السوسية واحلضرية؛ونذكر منهم حممد بن الطاهر اإلفراين األستاذ املخرج األديب البارع الشاعر‬
‫احملسن الناثر الظريف(‪)9‬والبشري بن بلقاسم العزيي التانكريت اإلفراين العامل اجليد املشارك الشاعر‬
‫االديب(ت‪ 1328‬هـ)(‪ .)10‬وموالي عبد الرمحن‬

‫‪ 1‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 145 – 144‬و خالل جزولة ‪ 2/74‬و املعسول ‪.8/177‬‬
‫‪ 2‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 246 – 245‬و املعسول ‪ 60 – 3/59‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 124‬و سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 216‬و املعسول ‪.8/177‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪. 8/177‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسه ‪. 1/159 :‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسـول ‪.1/160 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪.40– 4/39 :‬‬
‫‪ 8‬ـ لقاء مع احلاج احلسني بن موسى االفراين‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ املعسول ‪ 7/238‬و ما بعدها و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.235‬‬
‫‪ 10‬ـ املعسول ‪ 10/205‬و ما بعدها ‪ ،‬و رجاالت ع ع يف سوس ص ‪.183‬‬

‫(‪)1‬‬
‫البوزاكارين العالمة الكبري األديب العبقري املخرج من غري مشارطة ( ‪ 1306‬هـ = ‪ 1380‬هـ )‬
‫وأمحد بن احلسني بيبيس األخصاصي كافر بذرة االدب اإلفراين يف نفسية شاعر احلمراء وابن عثمان‬
‫املسفيوي عميد كلية ابن يوسف ( ‪ 1306‬هـ = ‪ 1359‬هـ) (‪)2‬؛ وأمحد بن احلاج حممد اليزيدي‬
‫‪42‬‬
‫العالمة اخلطري الشأن األديب املتضلع األستاذ املدرس املخرج الشهري بسوس و احلواضر( ‪ 1303‬هـ‬
‫= ‪ 1364‬هـ ) (‪ )3‬وداود بن عبد املنعم الرمسوكي العالمة اجلليل األديب الكبري الشاعر املصقع‬
‫املدرس املخرج املورث علم االدب جهة رأس الوادي وسكتانة بعد ما خال منها (‪ 1310‬هـ =‬
‫‪ 1364‬هـ ) (‪ )4‬وغريهم‪ .‬وهذان األخريان إمنا أخذا عن األستاذ يف البومروانية فقط‪ .‬وقد انقطع‬
‫غالب املذكورين عن األخذ عن الطاهر االفراين بعد ‪ 1330‬هـ وشرع معه جلة آخرون أخذا‬
‫بالبومروانية مث أكملوا حتصيلهم عنه وعن ابنه حممد باملدرسة التانكرتية بعد ‪1330‬هـ كاألديب‬
‫(‪)5‬‬
‫النابغة صاحب الكناشة األدبية حممد بن علي بن عبداهلل االلغي(‪ 1306‬هـ = ‪ 1386‬هـ)‬
‫واألديب العظيم القدر الفقيه حممد بن احلافظ احلامدي (‪ 1309‬هـ = حنو ‪ 1370‬هـ) (‪ )6‬وحممد بـن‬
‫الطيــب التيزي السماليل األديب الشاعر الكبري النحوي اللغوي املطلع ( حنو ‪ 1314‬هـ = ‪1345‬‬
‫هـ)(‪ )7‬واألديب حممد بن حممد التيملي املسنايت (‪ 1305‬هـ=؟)(‪ )8‬والفقيه األديب الفرضي حممد بن‬
‫مبارك أوملوش التاغاجيجيت (‪ 1307‬هـ = حنو ‪ 1349‬هـ) (‪ )9‬والطالب النجيب األديب النحوي‬
‫املاهر الفقيه األصويل حممد بن حممد التملي نزيل دمنات( ‪ 1315‬هـ = ‪ 1341‬هـ) (‪ )10‬والفقيه‬
‫العالمة اللغوي احلسني بن علي بوالطعام الرخاوي اجملاطي ( ؟ = ‪ 1370‬هـ ) (‪ )11‬واألديب احملصل‬
‫الفقيه النبيه النادرة احلسن بن حممد الكوسايل السماليل(‪ 1311‬هـ = ‪ 1390‬هـ )(‪ )12‬وغريهم(‪.)13‬‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 10/92‬و ما بعدها ‪ ،‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪.236‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ ، 143-8/142‬و ذكريات ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪ 9/167‬و ما بعدها ‪ ،‬و مرتعات الكؤوس ‪ 2/387‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪18/339‬وما بعدها و ‪18/200‬وما بعدها و رجاالت ع ع ‪،‬ص ‪241‬و اليزيد الراضي‪:‬شعر داود الرمسوكي‪،‬ص ‪39‬و ما بعدها‬
‫‪5‬ـ املعسول ‪ 2/191‬و ما بعدها ‪ ،‬و مرتعات الكؤوس ‪ 2/339‬و املهدي السعيدي م‪.‬س ‪.1/232 :‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 389-18/386‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.240‬‬
‫‪ 7‬ـ املعسول ‪ 426 – 18/425‬و مرتعات الكؤوس ‪ 1/217‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ 8‬ـ املعسول ‪ 11/293‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه ‪. 9/113‬‬
‫‪ 10‬ـ مرتعات الكؤوس ‪ 1/212‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 11‬ـ املعسول ‪.212-20/211‬‬
‫‪ 12‬ـ نفسـه‪ 61-11/60 :‬و مرتعات الكؤوس ‪ 2/371‬و ما بعدها و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 246‬و ابو الوفاء امحد بن علي حيىي التجاجيت ‪ :‬مآثر السلف و‬
‫مفاخر اخللف ‪ ،‬ص ‪.49-48‬‬
‫‪ 13‬ـ املعسول ‪ 7/220‬و ما بعدها‪.‬‬

‫وقد كان هلذه الطائفة األخرية من تالمذة الطاهر االفراين املنتقلة معه سنة ‪ 1331‬هـ إىل‬
‫املدرسة التانكرتية دور يف جناح حممد بن الطاهر يف ما استخلفه عليه والده من أمور املدرسة‪ .‬فقد‬
‫عمرت هبم املدرسة واستعادت نشاطها‪ ،‬ومثل بعضهم فيها ركائز الزمة كالبوزاكارين‬
‫‪43‬‬
‫والتاغاجيجيت مث الكوسايل(‪ )1‬وغريهم إىل حدود ‪ 1347‬هـ تاريخ مغادرة الكوسايل للمدرسة‪.‬‬
‫ويسجل لنا املختار حالة فرتة من هذه املدة فيقول ‪":‬ويف آخر سنة ‪ 1332‬هـ ثويت باملدرسة‬
‫التانكرتية‪ ،‬مث التحق يب هذا [ حممد بن أمحد اإليغشاين ] فرجعنا ديدننا يف كل ما ذكرناه ‪ ،‬فقام‬
‫امللعب الذي يف مشال تلك املدرسة مقام ملعب املدرسة [ اإليغشانية ] ومسبح ( بويزكرين )‬
‫املتدفق مياها ثجاجة مقام مسبح (بئر بوالرمان) فكان لنا من سيدي علي األعضياوي رمحه اهلل‬
‫ومن األديب سيدي احلسن الكوسايل‪ ،‬ومن األخ سيدي امحد بن سيدي احلاج احلسني اإلفراين خري‬
‫أعوان مؤنسني‪ ،‬وقد وجدنا من سهولة أستاذنا سيدي حممد بن الطاهر حفظه اهلل ‪ ،‬ما ينشطنا‬
‫علىمسلكنا ‪ ،‬ولذلك نتساهل يف الدروس مجيعا ‪ ،‬إال ما كان من الكوسايل… وأما حنن أنا‬
‫وصاحب الرتمجة ‪ ،‬فما كنا نشتغل بعد خروجنا من الدروس عند األستاذ إال مبا ذكر أو مبزاولة‬
‫كتب أدبيات أتلو منها على األديب البوزاكارين " (‪ .)2‬وأما األستاذ الطاهر فقلما حيضر يف املدرسة‬
‫والدار بإفران النشغاله حبركة اجلهاد والكفاح مع اهليبة والقواد السوسيني لصد االحتالل؛ ومبزاولة‬
‫أشغال احلرث يف أمالكه املتعددة املتباعدة‪ .‬فكان يلقي بعض الدروس العليا وميتحن بعض‬
‫الطلبة‪.‬فبهذا فقط اشرتك مع ابنه حممد يف تالمذته(‪ .)3‬ونذكر ممن ظهر ونبغ يف هذه الفرتة مع من‬
‫(‪)4‬‬
‫انتقلوا معه من البومروانية ‪ :‬األديب الفقيه عبد اهلل بن الطاهر االفراين (‪ 1318‬هـ ‪ 1406‬هـ)‬
‫واألديب الفقيه مـوالي عبدالرمحن العدناين اإلفراين (‪ 1335‬هـ = ‪ 1395‬هـ)(‪)5‬والفقيه اللغوي‬
‫األستاذ األديب املدين بن حممد بن الطاهر اإلفراين (‪ 1330‬هـ = ‪ 1414‬هـ)(‪ )6‬واألديب الفقيه‬
‫اللغوي املوسوعي حممد بن البشري الناصري(‪= 1335‬تويف ‪1426‬هـ) (‪ )7‬وحممدا وأمحد ابين احلاج‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 149 – 10/94‬و ‪ 11/61‬و ‪.9/114‬‬


‫‪ 2‬ـ نفسـه ‪.3/141 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه‪ 86 – 7/78 :‬و ما بعدها و أمحد أبناو ‪ :‬سر الصباح ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪ 7/231‬و ابوالوفا‪ .‬مآثر السلف و مفاخر اخللف ‪ ،‬ص ‪.50-49‬‬
‫‪ 5‬ـ لقاء مع جنله البشري بن عبدالرمحن العدناين و ابن عمه البشري بن الطيب إمغران‪ .‬رمضان ‪ 1416‬هـ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 149-10/94‬و ‪ 11/61‬و ‪.9/114‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪.3/141‬‬

‫احلسني السوقي اإلفراين خليفتيه على الزاوية التيجانية بتزنيت (‪ ،)1‬والفقيه اجليد األديب املشارك‬
‫أمحد بن عبداهلل بن حممد بن عبداهلل األساكي ( ‪ 1310‬هـ = ‪ 1356‬هـ )(‪ )2‬والفقيه العالمة األديب‬
‫حممد بن أمحد املسراوي اإلفراين ( ‪ 1325‬هـ – ت ‪ 1408‬هـ )(‪ .)3‬والفقيه العارف باهلل حممد بن‬
‫(‪)5‬‬
‫احلسني األساكي االفراين ‪1313( ،‬هـ=؟)(‪ .)4‬والرئيس اهلاشم التيسالين (ت ‪ 1340‬هـ )‬
‫‪44‬‬
‫والفقيه األديب الوطين إبراهيم بن حممد القصيب التاماناريت (‪ 1318‬هـ = ؟ ) (‪ )6‬واألديب مبارك‬
‫(‪)8‬‬
‫التوماناري التازارواليت (‪ )7‬واألستاذ القاضي ابراهيم التازيالليت الرمسوكي (‪ 1310‬هـ = ؟)‬
‫واألديب الطاهر بن علي االلغي (‪1326‬هـ=؟ ) (‪ )9‬والعالمة األديب حممداملختار السوسي ( ‪1318‬‬
‫( ‪)11‬‬
‫هـ = ‪ 1381‬هـ) (‪ )10‬واألديب أمحد البنائي الغشاين اإللغي صاحب كتاب "سر الصباح"‬
‫واألديب القاضي حممد الكثريي (‪ 1324‬هـ = حي )(‪ )12‬وحممد بن احلاج أمحد اليزيدي ( ‪1315‬‬
‫(‬
‫هـ= ‪ 1408‬هـ)(‪ )13‬والفقيه النحوي األديب عبداهلل بن بلقاسم الغرمي اجلراري (‪ 1326‬هـ = ؟ )‬
‫‪ )14‬والرئيس علي بن أمحد اإليغشاين(‪ 1321‬هـ= ‪ 1371‬هـ)(‪ )15‬واألدي ــب النحوي اللغــوي علـ ــي‬
‫بن احلسني السمـ ــاليل (‪ 1320‬هـ = ‪1336‬هـ) (‪ )16‬واألديب حممد بن أمحد بن ج ابراهيم اإليغشاين‬
‫اإللغي (‪ 1316‬هـ = ؟) (‪ . )17‬هؤالء من اخرتهتم مناذج لآلخدين عن حممد بن الطاهر ما بني ‪1331‬‬
‫هـ و ‪ 1347‬هـ مع مشاركتهم يف األخذ عن الطاهر حني يلم بالدار واملدرسة‪ .‬ومثة آخرون وقفت‬
‫على أمسائهم(‪ )18‬ومل أقف على مؤهالهتم وأوصافهم وترامجهم أومل يصلوا درجــة الظهور فاكتفيت‬
‫هبذه الآللئ لتكون تقصار جيد املدرسة مع هذا األستاذ يف هذه املرحلة ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعسول‪ 86-7/78 :‬و ما بعدها و أمحد ابناو‪ :‬سر الصباح ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ 7/231‬و ابو الوفاء ‪ .‬مآثر السلف و مفاخر اخللف ‪ ،‬ص ‪.50-49‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪.223-12/222‬واملعهد اإلسالمي بتارودانت…و‪3/251‬وما بعدها‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪.12/230 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪.59-7/58 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪.58-7/57 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪.304-5/303 :‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه‪ 11/188 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه‪ 2/204 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ د‪ .‬حممد خليل ‪ :‬حممد املختار السوسي‪ :‬حياته و شعره… و السوسي‪:‬االلغيات ‪ 2/209‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ املعسول ‪ 3/165‬و ما بعدها ‪ ،‬و أمحد ابناو ‪ :‬سر الصباح ‪ ،‬ص ‪ 7‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ نفســه‪ 9/245 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ نفســه‪ 9/237 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ نفســه‪ 7/222 :‬و ‪.18/94‬‬
‫‪ 15‬ـ نفســه‪.3/162 :‬‬
‫‪ 16‬ـ نفســه‪.10-11/9 :‬‬
‫‪ 17‬ـ انفســه‪ 3/140 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ انفســه‪ 7/220:‬و ما بعدها‪.‬‬

‫واملالحظ على اجلميع من خالل أنساهبم أهنم من مناطق خمتلفة قريبة وبعيدة يف سوس شرقه‬
‫وغربه‪،‬مشاله وجنوبه‪ .‬مث انتشر معظمهم يف األرض شرقا وغربا ومشاال وجنوبا‪ .‬فكان منهم املتويل‬
‫التدريس يف املدارس السوسية أو احلضرية العتيقة والعصرية فضال عن عمارة املساجد ؛ كما كان‬
‫منهم القاضي والوزير واملناضل الوطين واملريب الصويف والواعظ والرئيس‪ .‬وقل فيهم من مل يضرب‬
‫يف األدب بسهم؛ وظهر منهم بعض املؤلفني كمحمد املختار السوسي وأمحد أبناو وغريهم(‪. )1‬‬
‫‪45‬‬
‫وقد كانت هذه الفرتة(‪ 1347-31‬هـ) أنشط مراحل تعليم األستاذ حممــد بن الطــاهر و أمناهــا؛‬
‫"فك ــانت ي ــده ي ــدا مسهرية ثقفت من كع ــوب اخلطي ــات م ــا ش ــيد ل ــه يف مي ــدان التخ ــريج ص ــرحا ممردا‪،‬‬
‫وفخرا شاخما ‪ ،‬وكانت لطافته وممازجته لتالميــذه من أكــرب أســباب جناحـه يف ذلــك امليــدان ‪ ،‬ال يدانيــه‬
‫فيه من أترابه مدان " (‪ . )2‬مث تال ذلك فرتة فرتة وفــراغ يف املدرســة من ‪1348‬ه ـ إىل ‪1360‬ه ـ‪ .‬ولعــل‬
‫هذا الفتور يف مرحلة ‪ 1348‬هـ ‪ 1360‬هـ راجع إىل عدة أسباب منها‪:‬‬
‫مغادرة احلسن بن حممد الكوسايل للمدرسة سنة ‪ 1347‬هـ‪ ،‬وقد كان ركيزة يف املدرسة ال‬
‫يستهان بدوره (‪. )3‬‬
‫‪ ‬استتباب األمر لالستعمار الفرنسي يف املنطقة السوسية كلها بعد اندحار املقاومة‬
‫(‪)4‬‬
‫واستسالمها سنة ‪ 1352‬هـ‪ .‬فقد ذهل هلذا األمر الفقهاء والعلماء والطلبة ودب فيهم اليأس ‪.‬‬

‫‪ ‬اجملاعات واملساغب اليت مرت هبا سوس كقحط‪ 1345‬ومسغبة‪1360‬إبان احلرب العاملية‬
‫الثانية(‪.)5‬‬
‫مث انطلقت الدراسة من جديد قبيل‪1364‬هـ حني بلغ حييا بن حممد بن الطاهر مبلغ األخذ‪.‬‬

‫فكان يكتب والده األستاذ لوحه مث ينقل عنها بقية الطلبة(‪)6‬؛ ويساعده يف ذلك ابنه البكر املدين بن‬
‫حممد‪ ،‬يف حني كان األستاذ األكرب الطاهر بن حممد منشغال باحلرث يف أمالكه الكثرية املتباعدة؛فلم‬
‫يلق أي درس باملدرسة بعد ‪ 1357‬هـ ‪ .‬وظهر من تالمذة حممد بن الطاهر–األربعة واألربعني – يف‬
‫(‪)8‬‬ ‫(‪)7‬‬

‫هذا‬

‫‪ 1‬ـ ينظر ذلك يف ترامجهم‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ املعســول ‪.7/281‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪.11/61 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه‪ 79-7/78 :‬و ‪.176-9/175‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه‪ 19/111:‬و ‪ 20/152‬و االلغيات ‪.3/214‬‬
‫‪ 6‬ـ لقاء مع احلاج احلسـن بن موسـى االفراين مبنزلـه بأكاديـر‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ املعســول ‪.7/220‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه ‪ 7/284 :‬ـ ‪.285‬‬

‫الطور (‪1377-61‬هـ) بعض األدباء املرموقني واملشايخ واألساتيذ أذكر منهم‪:‬الفقيه الشاعر‬
‫ااملوهوب البشري بن الطاهر اإلفراين(‪ 1355‬هـ = حي) وإخوته(‪ ،)1‬وأبناء أخويه حممد وأمحد‬
‫كاألديب حييا (‪)2‬؛ والفقيه األديب الشيخ األمحدي احلاج احلسني بن موسى احلندقي االفراين‬
‫(‪)4‬‬
‫(‪ 1345‬هـ = حي )(‪ )3‬واألستاذ الشاعر حممد بن حلسن أوبلوش البعمراين(‪ 1355‬هـ= حي)‬
‫(‬ ‫واألستاذ االرحيي عبد اهلل مستبشر األساكي اإلفراين الذي آل إليه جزء مهم من خزانة آله‪،‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ 1350‬هـ = حي ) (‪ ،)5‬واألستاذ حممد بن ابراهيم البعمراين(‪ )6‬واألستاذ القاضي حممد بن الباز‬
‫التاغاجيجيت (‪ 1329‬هـ = ؟ )(‪ )7‬واألستاذ أمحد بن حممد األخصاصي املتخرج بعد من مصر‪،‬‬
‫واألديب احلسن بن حممد بن عبد الكرمي االخصاصي كاتب الضبط مبحكمة أكادير(‪ ، )8‬وغريهم‪.‬‬
‫وقد نعتهم املختار السوسي بتالمذة حممد بن الطاهر خاصة‪ ،‬و احلق أهنم تالمذة املذكور وابنه‬
‫املدين‪.‬و قد تابع بعض املذكورين مع بعض بقية األربعة واألربعني يف األخذ عن عبداهلل بن الطاهر‬
‫اإلفراين حني خلف أخاه حممدا على املدرسة بعد وفاته ‪ 1377‬هـ إىل ‪ 1379‬هـ(‪ ،)9‬مث عن املدين‬
‫بن حممد بن الطاهر(‪ )10‬حني غادر عمه املذكور املدرسة مغاضبا‪ .‬وقد تتبعت تالمذة األستاذ املدين‬
‫املذكور بعد ‪ 1380‬هـ فلم أقف بينهم على من يرفع باألدب عقريته إال تذوقا‪ .‬فما منهم إال فقيه‬
‫أو دونه‪ ،‬ذلك بأن الفقيه املدين وإن كان أديبا لغويا‪ ،‬فإنه أعرض عن الصوغ‪،‬ومل يعن به وال آخذ‬
‫بـه طلبته؛ السيما واملدارس األصيلة تشهد أفول جنمها‪،‬فاستحوذ على النفوس أخطبوط املدنية‪،‬وهرع‬
‫اجلميع بعيد االستقالل يبحثون عن املراكز واملناصب كي يضمنوا لقمة عيش هين‪ .‬فقل التالميذ؛‬
‫فما نلفي يف جملس األستاذ غري اثــىن عشر طالبا مع فتور يف اهلمم وكساد بضاعة الفقه واألدب يف‬
‫اجملال احليوي‪.‬وانصرف الناس إىل املدارس العصرية مبا يضمنه التخرج منها من االندماج يف سوق‬
‫العمل‪.‬وقد دام احلال على ما ذكرنا إىل أن أقعد املرض األستاذ املذكور مثاين سنني قبل وفاته‪1414‬‬
‫هـ=‪1994‬م فاستخلف على املدرسة األستاذ اللغوي األديب الفقيه األصويل احملقق الناقد السلفي‬
‫مولود بن احلسن‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 7/230‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه‪. 7/289 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسه‪ 15/74:‬لقاءهت معه يف أكادير‬
‫‪ 4‬ـ نفسه‪ .10/240 :‬لقاءات معه يف بيته بسيدي إفين ‪ ،‬و هو مكب اآلن بعد تقاعده على املطالعة و الصوغ الشعري و التأريخ لنفسه و أسرته و مشاخيه‪ .‬أمدين حفظه‬
‫اهلل ببعض آثاره‪ ..‬و له مراسالت مع نادي الغد األديب‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪ .12/229‬لقاءات معه متكررة ببيته بكلميم و غريها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسه ‪.7/285‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسه ‪ 9/125‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه ‪.7/285‬‬
‫‪ 9‬ـ نفسـه‪ ، 7/284:‬و لقاءات مع البشري بن الطاهر االفراين و حممد بن حلسن صادق البعمراين‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ نفسه ‪ 7/231‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 235‬و مآثر السلف و مفاخر اخللف‪ :‬مدرسة آيت وفقا ص ‪ 50-49‬و لقاءات مع البشري بن الطاهر االفراين و‬
‫ابن أخيه عمر بن امحد بن الطاهر االفراين‪.‬‬

‫السريري اهلشتوكي (املزداد ‪ 1384‬هـ = ‪1963‬م) منذ ‪ 1410‬هـ الذي أدخل بعض اإلصالحات‬
‫التنظيمية والرتبوية على املدرسة بعد استقالله هبا بعد وفاة الفقيه املدين‪ .‬فطهرها من فاتري اهلمم‬
‫ومنحلي األخالق واملتمعشني باملكوث يف املدرسة من دون دراسة‪ .‬فقد وجد باملدرسة تسعني‬
‫طالبا‪ ،‬مث بعد التمحيص والتنقية ترك النصف تقريبا وودع البقية(‪ .)1‬مث زيدت على عهده غرف‬
‫‪47‬‬
‫بالبناء احلديث إليواء الطلبة‪،‬وزودت املدرسة بالكهرباء واملاء الصاحل للشرب والتفتت إليها وزارة‬
‫األوقاف مبنح للطلبة واألستاذ والطالب القرآين‪ ..‬فظهر له بعض جنباء التالميذ باألدب فضال عن‬
‫غريه‪ .‬وأعالهم كعبا يف التحصيل صهره الفقيه الشاعر األديب اللغوي الناقد السلفي الورع حلسن‬
‫بن إبراهيم الشقراوي اإلفراين (و ‪ 1973‬م)(‪ )2‬مث الفقيه األديب حسن كنان الشقراوي (و‪1972‬‬
‫م)صاحب اإلنشاء املستطاب يف الغراميات املولع بفن القصة كتابة والرواية قراءة(‪ )3‬؛ والفقيه‬
‫األديب أمحد السايح اجلشتيمي اإلفراين‪ ،‬والطالب الطموح احلسني أغارغار(‪)4‬والطالب اللغوي‬
‫النجيب عمر أبوعلي احلاحي(و‪1394‬هـ = ‪ 1974‬م)(‪)5‬والفقيه األديب حممد بن عبداهلل (و‪1383‬‬
‫هـ = ‪1963‬م) التاوريريت(‪)6‬من بين عيسى ابن أخ العالمة أمحد بن صاحل(ت‪) 1364‬واألديب‬
‫عبدالقادر الريفي احلسيمي ذو اخلط الرائق والشواهد الدراسية احلكومية‪ ،‬املتقن للروايات القرآنية(‪،)7‬‬
‫وغريهم‪...‬وما يزال عطاء هذا األستاذ مستمرا مع كثرة املناوئني العاتبني عليه نقده السلفي وانشغاله‬
‫أحيانا ببعض املشاريع املتطلبة أسفارا(‪ ، )8‬وقلة اجملدين من الطلبة‪.‬‬
‫ب ـ المدرســة المسـراويــة‪:‬‬
‫قبـل ‪ 1280‬هـ ـ ‪ 1860‬م ‪:‬مل أقف على مجيع من مر باملدرسة املسراوية يف هذه الفرتة‬
‫(‬
‫منذ تأسيسها يف حملها احلايل سنة ‪ 1040‬هـ‪ .‬غري أن الثابت أهنا تأرجحت بني العلمية والقرآنية‬
‫‪. )9‬ومل يتبني ظهورها العلمي إال حني التحق هبا العالمة الكبري الصاحل أمحد بن سعيد األساكي‬
‫اإلفراين اهلشتوكي بعد ‪ 1207‬هـ‪ ،‬غري أن هذه الفرتة عرفت بفتنة أيب احاليس الباعمراين الذي‬
‫هزم اإلفرانيني وقصد هذا الفقيه لقتله فدوفع عنه وعن غريه من الفقهاء والشرفاء وغريهم؛ مث‬
‫بطاعون ‪ 1214‬هـ اجلارف الذي أودى حبياة هذا الفقيه العامل‪ )10(.‬ولعل أفرادا آخرين من هذه‬
‫األسرة يعمرون هذه‬
‫‪ 1‬ـ لقاءات مع الفقيه مولود بن احلسن السريري قيم املدرسة احلايل‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عاشرته أياما يف املدرسة التانكرتية‬
‫‪3‬ـ لقاءات مع استاذه مولود السريري و قرينه يف األخذ حلسن الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ذكرمها إيل الفقيه السريري و صهره الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لقاء معه مبدرسة تانكرت يوم ‪ 26/08/1997‬م و قد نوه به األستاذ مولود السريري و صهره الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ لقاء معه بداره ‪ ،‬غشت ‪ 1997‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ذكره األستاذ مولود و صهره الشقراوي‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ جالست بعض من يذكره بذلك‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ املعهد االسالمي بتارودانت و‪3/251..‬‬
‫‪ 10‬ـ املعسـول ‪ 218-12/217‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.89‬‬

‫املدرسة بعلمهم املوروث واملكتسب‪ ،‬بتشجيع وتوجيه من مشايخ املدرسة التمكديشتية الذين عمر‬
‫أتباعهم تالمذهتم املدارس السوسية وأسسوا أخريا (‪ .)1‬ونذكر من أساتذة هذه األسرة األساكية هبذه‬
‫املدرسة عبدالسالم بن أمحد بن سعيد املوسوم بالفقه(احلي سنة ‪ 1250‬هـ)(‪ ،)2‬وبلقاسم بن‬
‫‪48‬‬
‫عبدالسالم بن أمحد العامل اجلليل النوازيل الشهري(ت بعد ‪ 1260‬هـ)(‪ .)3‬وقد يكون قبله أو بعده أو‬
‫(‪)4‬‬
‫جبواره يف إحدى املساجد املسراوية العالمة أمحد العباسي النازل بأمسرا‪.‬‬
‫بعـد ‪ 1280‬هـ ـ ‪ 1860‬م ‪ :‬عمر املدرسة يف السنوات األوىل هلذه املرحلة العالمة البياين‬
‫األصويل النحوي املاهر الفقيه البارع الصويف املخرج حممد بن احملفوظ التازمياميت السماليل (‬
‫‪1260‬هـ= ‪1327‬هـ)(‪ ،)5‬صاحب"الشرح احلسن على االستعارات الكريانية…كان عمره كله يف‬
‫(‪)7‬‬
‫نشر العلم جمبوال على ذل"(‪ )6‬وقد اجتمع عليه يف املدرسة املسراوية ويف غريها عشرات التالميذ‬
‫نذكر منهم‪ :‬العالمة األستاذ احلسني بن احلسن أباكي التانكريت (‪1290‬هـ= ‪ 1360‬هـ)(‪ )8‬والعالمة‬
‫الفرضي حممد بن مبارك أوملوش التاغاجيجيت األساوي ( ‪ 1307‬هـ=‪1349‬هـ)(‪ )9‬والعالمة الفائق‬
‫حممد بن عبدالرمحن األساوي ( ؟ = ؟ )(‪ )10‬والفقيه النجيب احلسني بن أمحد بن احلسني الساموكين‬
‫(ت‪1342‬هـ)(‪ )11‬والفقيه حممد بن عبداهلل بن حممد االجرسواكي االفراين (؟)(‪ )12‬والعامل النوازيل‬
‫العزيز اجلانب احلاج احلسني االزونيضي ( ‪1286‬هـ=بعد ‪1360‬هـ)(‪ )13‬والفقيه الفرضي النحوي‬
‫الشهيد جامع بن حممد االصليتين اجملاطي ( ‪ 1295‬هـ= ‪1335‬هـ)(‪ )14‬والفقيه العامل املشارك ابابكر‬
‫بن حممد االيكيوازي التاماناريت (حنو ‪ 1279‬هـ = ‪ 1355‬هـ)(‪ )15‬والفقيه الصويف بريك بن عمر‬
‫(‬
‫اجملاطي (‪ 1296‬هـ= ‪ 1376‬هـ) صاحب كتيب (السر اجللي يف أخبار شيخنا سيدي احلاج علي)‬
‫‪ .)16‬وقد كان األستاذ ابن احملفوظ يرتدد بالتدريس واملشارطة يف غري (أمسـرا )كـ (تانكرت)‪ .‬وكان‬
‫باملسراوية‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪.6/91‬‬
‫‪ 2‬ـ نفسـه‪. 219-12/218 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه‪.12/220 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفس ــه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪.12/74‬‬
‫‪_7‬نفســه‪12/76:‬ومدارس سوس العتيقة‪ :‬نظامها وأساتذهتا ص ‪98‬‬
‫‪ 8‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 9‬ـ املعســول ‪ 9/112‬و ما بعدهـا‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه‪.9/113 :‬‬
‫‪ 11‬ـ نفســه‪. 9/90 :‬‬
‫‪ 12‬ـ نفســه‪.12/76 :‬‬
‫‪ 13‬ـ نفســه‪ 5/289 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ نفســه ‪ 9/130 :‬و ما بعدهـا‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ نفســه‪ 12/72 :‬و ما بعدهـا‪.‬‬

‫قرب وفاته (‪ 1327‬هـ) فدفن يف بيت حول املدرسة(‪ .)1‬واملالحظ عليه وعلى تالمذته أن هلم‬
‫ضالعة يف الفقه واللغة والنحو وبعض الفنون الدقيقة كاألصول والبيان؛ يف حني أن يدهم من فن‬
‫األدب دون ذلكأوتكادتكون صفرا‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫وعليه حنكم بأن هذه املدرسة متخلفة عن التانكرتية يف احتضان درس األدب إىل أن حل هبا‬
‫األديب حممد بن احلاج اإلفراين (‪1290‬هـ=‪1346‬هـ)(‪ )2‬بعد وفاة ابن احملفوظ (‪1327‬هـ) وقبل‬
‫‪ 1328‬هـ‪ .‬سوى أنه " مل يكن رمحه اهلل يستقر به القرار لضيق صدره‪ ،‬فال يكاد يطلع فجر تدريسه‬
‫بنهار مشرق‪ ،‬مع أنه عالمة فهم ذرب؛ غري أن السعد أىب أن يطاوعه يف نشر علمه كما طاوعه يف‬
‫تعلمه"(‪ .)3‬ونذكر من تالمذته باملسراوية األستاذ الفقيه علي بن سعيد بن أمحد األساكي اإلفراين‬
‫دفني هذه املدرسة وأستاذها حينا‪ )4(.‬ومل نقف على غريه هبا‪.‬‬
‫وقد خلف ابن احلاج األديب يف املدرسة املسراوية تلميذ آخر للمدرسة اإللغية والطاهر االفراين‬
‫(‬
‫هو البشري بن أيب بكراألغوديدي العامل اجليد اللغوي األديب الفقيه النوازيل (‪1301‬هـ= ‪1337‬هـ)‬
‫‪ )5‬فظهرت مقدرته وانتفع به أناس أبرزهم علي بن سعيد املذكور(‪ ،)6‬واحلسني بن ابراهيم اإللغي‬
‫النجيب املعتبط (‪1313‬هـ= ‪1336‬هـ) وهو صاحب أدبيات(‪ .)7‬وقد تابع األستاذ األغوديدي غرس‬
‫درس األدب بعد ابن احلاج اإلفراين يف هذه املدرسة‪ .‬ومما يدل على هذه العناية باألدب عنده‬
‫مراسالت أدبية بينه وبني حممد بن الطاهر‪ ،‬ومؤاخذته البن أخته اإللغي املذكور مبعاناة الكتابة الفنية‬
‫نثرا وشعرا(‪ ،)8‬لوال اعتباطه‪ .‬وقد توىل بعده امر املدرسة أمحد بن حممد املسراوي الفقيه اجليد العالمة‬
‫احملصل الفائق اجلوال يف النوازل(ت ‪1357‬هـ)(‪.)9‬مث وليها بعده عبدالرمحن بن حممد العويف البعقيلي(‬
‫‪1281‬هـ= ‪ 1361‬هـ) العالمة الفرضي الكبري الكثري االعتناء القليل النظري يف الفرائض واحلساب‬
‫والنوازل وكان هبذه املدرسة سنوات ‪ 1335‬هـ يتعاطى فيها التدريس‪ .‬وهو من تالمذة مسعود‬
‫املعدري وابنه األديب الدرقاوي حممد بن مسعود باملدرسة البونعمانية(‪ .)10‬ومع أنه أخذ عن أديب‬
‫فإن ميوله منصرفة إىل ما برع فيه من الفرائض واحلساب‪ .‬مث عاد إليها بعده أمحد بن حممد‬
‫‪1‬ـ املعسول‪ 12/75 :‬و املعهد االسالمي بتارودانت و…‪3/247‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسـول ‪. 10/10‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه ‪. 10/10 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪. 12/219 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه ‪ 3/8 :‬و ما بعدها و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪ 12/219 :‬و ‪.9-3/8‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪ 2/75 :‬و ما بعدها‪ .‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ 8‬ـ ااملعسول‪.79-2/78 :‬‬
‫‪ 9‬ـ نفسه‪ 12/221 :‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 236‬و مدارس سوس العثيقة… ‪ ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه‪ 14/71 :‬و ما بعدها و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.242‬‬

‫املسراوي املذكور إىل سنة ‪1342‬هـ‪ .‬عاشت بذلك املدرسة املسراوية يف صلنها بالدرس األديب يف‬
‫تردد تقدم رجال وتؤخر أخرى حبسب انشغاالت مدرسيها املذكورين قبل أن يلتحق هبا سنوات‬
‫‪1343‬هـ و‪ 1345‬هـ و‪1346‬هـ األستاذ املدرس العالمة اجلهبذ الكبري العقل البحاثة األديب عبداهلل‬
‫‪50‬‬
‫بن حممد بن عبداهلل اإللغي تلميذ الطاهر اإلفراين والعريب الساموكين (‪ ، )1‬فتخرج به كثري من النجباء‬
‫نذكر منهم من اإلفرانيني الفقيه علي بن سعيد املسراوي املذكور سابقا ‪ ،‬وحممد التيموالئي‬
‫التاعنونيت والد احلسن الزموري الوزير وعيسى التاعنونيت التيموالئي والبشري بن مومو الشقراوي‬
‫وبلقاسم بن أمحد الشقراوي(ت ‪1369‬هـ) وأمحد الكسيمي املسراوي والعالمة الفقيه النحوي‬
‫األديب حممد بن أمحد بن عثمان املسراوي املدرس املشهور( ‪1325‬هـ= ‪1408‬هـ) وبلديه الفقيه‬
‫حممد بن أمحد املسراوي (ت بعد أبيه) واحلسن بن حسانة املسراوي كاتب املركز وقت االحتالل‬
‫وأمحد بن بلخري العلوي األخصاصي مشارط تيموالي العليا والفقيه ابراهيم بن عثمان املسراوي‬
‫البعمراين (‪ )2‬وابراهيم بن أمحد بن حممد األساكي(‪ )3‬اإلفراين وغريهم ‪ .‬وقد كان املظنون هبذا‬
‫األستاذ أن تظهر به فئة حتمل فنن األدب ؛ بيد أن سنوات مكثه مل تطل هبذه املدرسة ليكثر‬
‫اآلخذون عنه وينهلوا ما عنده إىل الثمالة‪ ،‬فلم نستنب منهم إال األديب حممد بن أمحد املتوكل‬
‫املسراوي اآلخذ أيضا عن الطاهر االفراين وابنه حممد بالتانكرتية (‪ . )4‬مث شارط فيها بعده الفقيه‬
‫العالمة أمحد بن احلميد بن عبيل الغرمـي(‪1289‬هـ= ‪1367‬هـ) ‪ ،‬فقد كان بتيموالي السفلى‬
‫مشارطا من( ‪1336‬هـ إىل ‪ 1344‬هـ)فأبقى هناك ذكرا مجيال مث إىل مسجد أغبالو بإفران من‬
‫‪1345‬هـ إىل ‪1350‬هـ ‪.‬مث يف مدرسة أمسرا سنة واحدة ‪1350‬هـ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‪،‬ومل نقف على من أخذ عنه يف‬
‫هذه الفرتة مع أنه يعلم الفنون ‪ ،‬متخصص يف اللغة العربية‪،‬وذو سراوة وأدب حماضر وجماذب‬
‫لألحاديث ‪ ،‬اجتماعي (‪ . )5‬مث وليها من بعده الفقيه حممد بن علي البوجرفاوي البعمراين عام‬
‫(‬
‫‪ 1351‬هـ فعلم من تالمذته هبا يف العلوم بلقاسم بن حممد الكرسيفي املسراوي( ‪ 1342‬هـ = ؟)‬
‫‪ . )6‬مث توىل أمرها بعده الفقيه ابراهيم بن أمحد بن حممد بن أمحد بن عبداهلل األساكي من تالمذة‬
‫عبداهلل بن حممد اإللغي الذي اختاره ألهل أمسرا ليشارطوه يف مدرستهم‪ .‬وهو صاحب كراسة‬
‫(‪.)7‬‬
‫تارخيية لعلماء أسرته االسكائية‬
‫‪ 1‬ـ املعسول‪ 2/164 :‬و ما بعدها و رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه‪ 2/174 :‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪.12/231 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه ‪ 12/222:‬و املعهد االسالمي بتارودانت‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسه ‪.18/91 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪.17/82 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪.12/231 :‬‬

‫مث وليها بعده الفقيه النوازيل علي بن سعيد بن أمحد بن املسراوي االساكي اإلفراين مقدم الناصرية‬
‫بأمسرا (ت ‪1361‬هـ )‪ .‬ومهته متولية جهة االرشاد والرتبية والنوازل واالفتاء ال لألدب وإن أخذ‬
‫عن بعض األدباء كعبداهلل بن حممد اإللغي وحممد بن احلاج وغريمها(‪.)1‬مث وليها من بعده الفقيه‬
‫‪51‬‬
‫األديب الشاعر املوهوب البشري بن الطاهر اإلفراين ستة أشهر من عام ‪ 1390‬هـ (‪.)2‬مث توىل أمرها‬
‫بعده الفقيه العالمة األديب النحوي حممد بن أمحد بن عثمان املسراوي(‪1352‬هـ ‪1408-‬هـ)‬
‫تلميذ الطاهر اإلفراين وابنه حممد وعبداهلل اإللغي وحممد بن احلاج اإلفراين وغريهم‪ .‬انتقل باملشارطة‬
‫بني عدة مدارس آخرها املسراوية من ‪1392‬هـ إىل حني وفاته ‪1408‬هـ‪.‬وقد ظهرله بعض التالميذ‬
‫هبا نذكر منهم أخاه الفقيه بلخري وحممد بن علي االمسرائي كاتب الضبط والفقيه صاحل‬
‫الشقراوي(ت ‪1367‬هـ )‪ .‬وقد أخذ عنه يف غري املسراوية أيضا (‪" )3‬فطاحل كبارحصلوا غاية‬
‫التحصيل"(‪.)4‬وقد عمر املدرسة املسراوية على عهده بالتدريس وظهرت له فيها بعض األدبيات(‪.)5‬‬
‫مث أعقبه بعد وفاته الفقيه النحوي اللغوي الشاعر اجمليد األديب املؤرخ املعتين بالتقييد علي بن سعيد‬
‫رشيد اجلماري (و‪ 1372‬هـ = ‪ 1952‬م) من تالمذة داود الرمسوكي األديب تلميذ الطاهر اإلفراين‬
‫وحممد البوشكري وعلي الكرموين واحلاج احلبيب الصوايب وأمحد بن حممد البوشواري (ت ‪1400‬‬
‫هـ ) وبه خترج‪.‬وكان باملدرسة اإللغية أحد عشر عاما من ‪1977‬م إىل ‪1988‬م سنة انتقاله إىل‬
‫املسراوية بعد وفاة األستاذ حممد بن أمحد املسراوي(‪ ،)6‬وظهر له بعض التالمذة وعددهم احلايل ‪25‬‬
‫طالبا هلم مشاركة فيما يروج من علوم باملدارس العثيقة‪ ،‬وظهر بعضهم ب‪:‬‬
‫‪ ‬األدب ‪ :‬كعبداهلل بن أيب مجعة أهبام البعقيلي(و‪25/10/1976:‬م = ‪ 1397‬هـ)(‪ )7‬املنتفع‬
‫بوالده يف هــذا الشأن الفقيه األديب اللغوي أيب مجعة أهبام اإلمام و اخلطيب مبسجد بويزكارن‪.‬‬
‫‪ ‬الرواية و املتابعة اإلعالمية جلديد اإلبداع وأخبار األنشطة الثقافية السوسية واألعالم واالنتاج‬
‫الشعـ ــري والتأليفي بسـوس‪ :‬وقد ظهر هبا الفقيه األديب الراوية البحاثة أمحد بن ابراهيم احلضيكي‬
‫األخصاصي( و ‪1975‬م )(‪ )8‬مزود الباحثني باملواد األدبية‪ .‬وقد اقتصرنا على هذيـن املشهورين‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪.12/219 :‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء معه مبحل مشارطته بتيموالي إيزدار اإلفرانية رمضان ‪ 1416‬هـ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسـول ‪ 12/222‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪4‬ـ نفســه‪.12/224 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه و املعهد االسالمي بتارودانت ‪ 3/251‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ كتب ترمجته بنفسه و تنظر أيضا يف‪:‬‬
‫* اليزيد الراضي ‪ :‬شعر داود الرمسوكي‪ :‬ص ‪.107‬‬
‫* املهدي السعيدي ‪ :‬املدرسة اإللغية و إشعاعها األديب يف سوس ‪.1/234 ،‬‬
‫‪ 7‬ـ كتب ترمجته بيده‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ لقاءات معه باملدرسة و مبحل سكناي بإفران‪.‬‬

‫دون أن يفهم منه أن غريمها دوهنما مستوى يف بقية الفنون ؛ فإن للجميع حظوظا يف العلوم‬
‫املتداولة(‪ )1‬وال يزالون يعبون منها؛ غري أن اهتمامنا منصب على احلركة األدبية‪.‬‬
‫‪ -3‬بقية المدارس‪:‬‬
‫‪52‬‬
‫ومثة مدارس أخرى إفرانية إذ كانت"املساجد من قدمي هي عني املدارس إن كانت فيهـا‬
‫الدراسـة"(‪ .)2‬غري أن عطاءها يف فرتة البحث كان باهتا إذ كانت إحدى توابع املركزيتني التانكرتية‬
‫واملسراوية وكان معظمها متخصصا يف القرآن حتفيظا برواية ورش‪.‬وهـ ـ ــي‪:‬‬
‫تمزكيدا اجلامع الشقراوية ‪ /‬مسجد الزيتونة بالسوق ‪ /‬أكرسواك ‪ /‬أساكا ‪ /‬مسجد اجلمعة‬
‫باحلندق‪ /‬مسجد توريرت نعلي جموض ‪ /‬تيموالي‪ .‬وأكتفي بذكر أساتذهتا‪:‬‬
‫أ ـ مدرسة ( متزكيدا اجلامع ) الشقراوية‪:‬‬
‫‪ -1‬احملفوظ بن عبداهلل بن حممد بن سعيد االساكي اإلفراين‪":‬ذكر أنه البأس به‬
‫علما‪ .‬وكان ينتاب (متكدشت)ولعله أخذ العلوم هناك كالطريفة؛وكان مشارطا يف املدرسة‬
‫(الرخاوية )ويف(الشقراوية)ويف غريها من املساجد‪ ،‬ومسعته العلميةمل تتسع‪ .‬وكان ربانيا صوفيا‪،‬‬
‫يتقدم الوفد االفراين اىل(متكدشت)‪.‬ويف حنو ‪ 1331‬هـ ذهب إليها ففتك به اللصوص يف الطريق‬
‫"(‪. )3‬‬
‫‪ -2‬حممد بن ابراهيم بن احلسن الوارمحاين السالمي‪":‬عالمة جليل كبري القدر‪ ،‬جوال‬
‫يف النوازل يف عصره‪ .‬أخذ عن العالمة العريب األدوزي وعن سيدي حممد بن ابراهيم التاماناريت‬
‫اإلفراين وعن طبقتهما… وحني اكتفى من االخذ تصدر للتحكيم يف النوازل ولالفتاء يف‬
‫املدارس اليت كان يلم هبا‪ .‬كما يعاين فيها التدريس‪ .‬فمن املدارس اليت كان فيها مدرسة قبيلته يف‬
‫(بومروان) بقي فيها ‪ 18‬سنة‪ .‬ومدرسة (اداوشقرا) يف (افران) كان فيها أوال‪ .‬وقد كانت له‬
‫بعلماء (إلغ) صحبة…"(‪ )4‬وله وداعة ومالطفة وحسن معاشرة وأهبة العلماء مع تواضع ‪ .‬ولد‬
‫(‪.)5‬‬
‫قبل ‪ 1270‬هـ و تويف ‪ 1324-1-1‬هـ‬
‫‪ -3‬احملفوظ بن الطاهر العبدي‪:‬ولد‪1345‬هـ مبدشر أوالد الطاهر بقبيلة عبدة من‬
‫ناحية آسفي‪ .‬شارط يف املدرسة الشقراوية منذ سنة ‪ 1392‬هـ يقرئ فيها ستة تالميذ كما‬
‫(‪.)6‬‬
‫ذكره العثماين يف تقريره يف ماي ‪ 1974‬م = ‪ 1394‬هـ‬
‫‪ 1‬ـ نذكر منهم ‪ :‬عبداهلل إد بال املسراوي و احلسن و احلسني أوبريوك البعمرانيني ؛ و حممد اوبركا و عبد اهلل التناين وبراهيم اواحلاج التامناريت وأمحد زاي اجملاطي و‬
‫غريهم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬ـرجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪.182‬‬
‫‪4‬ـ املعسول ‪11/16‬‬
‫‪ 5‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪:‬ص ‪.120‬‬
‫‪ -6‬املعهد اإلسالمي بتارودانت و…‪.245-3/244‬‬

‫ه ـ ــؤالء من وقفت عليهم من اس ـ ــاتيذ ه ـ ــذه املدرس ـ ــة العريق ـ ــة الص ـ ــغرية بني ثناي ـ ــا كتب الت ـ ــاريخ‬
‫السوسي‪ .‬ولعلي أضيف اىل قائمتهم من التقفه من ألسنة الرواة ‪.‬‬
‫‪53‬‬
‫غري أن ختصص هذه املدرسـة هي التـاريخ هـو حتفيـظ القـرآن يف الغـالب ‪ " :‬وقـد أدت دورا هامـا‬
‫(‪)1‬‬
‫يف حتفيظ القرآن الكرمي يف املاضي‪ .‬وأما اآلن فال شيء اال اجلدران‪".‬‬
‫ب ـ مسجـد ( أغبالـو ) بإداوشقـرا‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ حمم ــد بن بلقاس ــم‪:‬من زاويــة أيب األعالم الركــراكي‪،‬كــان عاملا يقصــده النــاس للســؤال يف‬
‫الـدين ويف الشـرعيات وكـان أعمى فتقـوده بنتـه مـرمي إىل النـاس مـىت احتـاجوا إليـه‪.‬وهي الـيت تـزوج هبا‬
‫سعيد بن أمحد بن بلقاسم اجلد األعلى ألهل أساكا اإلفرانــيني الــذي حـل إفــران ‪1120‬هـ‪.‬كــان حممـد‬
‫بن بلقاس ــم يعلم يف املس ــاجد و املدارس كمس ــجد(ت ــاوريرت)ويف مدرس ــة أخ ــرى أس ــفل(اف ــران)يعلم‬
‫فيها‪ ،‬ولعلها ب(أغبالو) واهلل أعلم‪ ،‬وكان صـاحب كرامــات ممن أخـذوا عنــه أمحد بن حييــا التامانــاريت‬
‫جد الطاهر اإلفراين (‪. )2‬‬
‫‪ 2‬ـ األستاذ أمحد بن هدا اإلدغزايل األخصاصي‪ :‬أخذ عنه القرآن يف مسجد أغبالو بإفران الفقيه‬
‫النوازيل الكبري أمحد بن ابراهيم التكانيت (‪. )3‬‬
‫‪ 3‬ـ احلسني بن احلسن أوباكي التانكريت اإلفراين ‪ :‬أخذ عنه يف هذا املسجد الطاهر بن املدين‬
‫الناصري املبادئ حني كان مشارطا فيه (‪. )4‬و احلسني هذا عامل حسن خترج مبحمد بن احملفوظ‬
‫السماليل ‪ ،‬ومبحمد بن ابراهيم التاماناريت ‪ ،‬أخذ عنه الفنون حىت األصول والبيان ‪ ،‬مث تصدر يف‬
‫البومروانية بسماللة للتدريس ‪ ،‬مث نزل بنكنافة حباجة‪ .‬وهناك كربت شهرته العلمية فنال جمدا‪ .‬وهو‬
‫(‪)5‬‬
‫من العلماء اجليدين املشاركني املتطاولني إىل التفوق ‪( ،‬ولد قبل ‪ 1290‬هـ وتويف بعد ‪1360‬هـ)‬
‫‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أمحدبن احلميد بن عبيل الغرمي اجلراري ‪ :‬ذكرت ترمجته بني أساتيذ املسراوية‪ .‬شارط يف‬
‫مسجد ( إيغبوال ) إزاء تيموالي ست سنوات‪،‬من ‪ 1345‬إىل ‪ 1350‬قبل أن ينتقل إىل مدرسة‬
‫أمسرا‪ .‬وقد كان قبل يف مسجد تيموالي السفلى مثاين سنوات (‪. )6‬‬
‫‪1‬ـ املعهد اإلسالمي بتارودانت و…‪3/245‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪. 217-12/216 :‬‬
‫‪ 3‬ـ خالل جزولة ‪. 3/197‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪.10/76‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه ‪10/45‬و رجاالت ع ع يف سوس ص‪184‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪.18/91‬‬

‫ج ـ مسجــد الزيتـونـة بالسـوق أوفال‪ :‬ذكـر السوسـي من أساتذتـه‪:‬‬


‫‪54‬‬
‫‪ 1‬ـ حممد بن علي اإلغريي التاماناريت‪:‬عامل حسن مشارك خالسي اللون‪ ،‬ويفيت ويقضي‬
‫قليال‪ ..‬تالء لكتاب اهلل خصوصا حني فقد كرميته‪.‬نزل سوق إفران فأمضى هبا كثريا من عمره‬
‫مدرسا‪ .‬أخذ عنه هناك حممد بن عبداهلل بن بلقاسم السوقي فالزمه حنو ‪ 12‬سنة فبه خترج حىت‬
‫كانت له معلومات حسنة وإن كانت ال تعدو الوسط‪ .‬تويف اإلغريي قبل ‪ 1300‬هـ (‪. )1‬‬
‫‪ 2‬ـ حممد بن عبداهلل بن بلقاسم السوقي‪ :‬من أسرة احلاج احلسني السوقي‪ .‬والده عبداهلل كان‬
‫عاملا مذكورا يف أواسط القرن ‪ 13‬هـ‪ .‬واملرتجم هو تلميذ اإلغريي املتقدم ‪ ،‬به خترج حىت كانت له‬
‫معلومات حسنة وإن كانت ال تعدو الوسط‪ .‬وكان جيد اخلط ‪ ،‬جيول أيضا يف النوازل‪ .‬وكان‬
‫يشارط يف مسجد(تازايتونت) الذي كان جامعا كبريا قدميا ومل يزل على حاله ؛وهو يف هالة غري‬
‫متسعة يف العلوم حىت تويف عام ‪ 1377‬هـ ولو كان يف غري إفران اليت فيها أمثال العالمة الطاهر‬
‫والعالمة حممد بن احلاج والعالمة أمحد بن صاحل ألمكن ظهوره (‪. )2‬‬
‫هـ ـ مدرستا أساكـا وأكرسواك ‪ :‬درس يف األوىل سعيد بن أمحد اجلعفري بعد عام ‪1260‬هـ‬
‫(‪)3‬‬
‫ودرس يف الثانية السيد حممد بن عبداهلل تلميذ حممد بن احملفوظ السماليل‪.‬‬
‫د ـ مسجــد تيمــوالي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ احلسن بن أمحد بن علي التيموالئي اإليفراين‪ :‬من آيت يعزى ويهدى عامل له شهرة يف‬
‫النصف األول من القرن املاضي إىل أواسطه‪ .‬ومل يصلنا عنه غري شهرته فقط‪.‬تويف ‪1260‬هـ(‪. )4‬‬
‫والذي أقام اجلمعة مبسجد تيموالي هواحلاج علي الدرقاوي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـاحلسني بن حممد التيموالئي‪1336 – 1301(:‬هـ)أخذ القرآن عن عمه حممد بن أمحد عامل‬
‫تيموالي العليا املشهور بتعليم كتاب اهلل؛واملعارف باملدرسة اإللغية عن التاجارمونيت‪،‬فحصل حتصيال‬
‫حسنا جعله فقيها حسنا‪ ،‬ذا مقام حممود يف قريته حياته رافع اهلامة مشحوذ الذهن مستحضرا ملا‬
‫أخذه‪ ،‬بارزا يف القرية‪ ،‬وأحد رؤسائها وعاملها الوحيد‪ .‬شارط حينا يف مسجد القرية وكان يزاول‬
‫احلكم يف النوازل‪ ،‬يقبل فيها ويدبرحىت كان قتله بسببها تويف وهو مشارط مبسجد القرية يوم‬
‫(‪)5‬‬
‫‪7/9/1336‬هـ‪.‬‬
‫‪1‬ـ رجاالت ع ع سوس ‪ ،‬ص ‪ 194‬و املعسـول ‪.4/28‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسـول ‪ .4/28‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪.182‬‬
‫‪ 3‬ـ املعهد اإلسالمي بتارودانت و…‪.3/247 .‬‬
‫‪ 4‬ـ رجاالت ع ع يف سوس ‪.180‬‬
‫‪ 5‬ـ املعســول ‪.10/87‬‬

‫‪ 3‬ـ حممد بن أمحد التيموالئي‪ :‬فقيه صويف أخذ عن ابراهيم التاماناريت وكان يشارط يف‬
‫تيموالي العليا وال يغادرها‪ .‬وكان فقيه بلده قضاء وإفتاء ‪ ،‬ويده يف الفقه وسطى‪ .‬غري أن آثاره يف‬
‫‪55‬‬
‫النوازل غري قليلة‪ .‬وهو من أصحاب الشيخ اإللغي الكبار املهذبني ولد حنو ‪ 1260‬تويف حنو‬
‫‪1352‬هـ(‪.)1‬‬
‫‪ 4‬ـ عمر بن أمحد بن مهـو‪ :‬فقيه أخذ يف ( تكانت) ‪ ،‬له شهرة يف عصره ‪ ،‬يفض النوازل‬
‫ويفيت ويقسم الرتكات و قد شارط ما شاء اهلل يف تيموالي السفلى‪.‬وهو متمكن يف الفقه وله خط‬
‫(‪)2‬‬
‫حسن‪ .‬خترج بأيب علي التيمكيدشيت وتويف ‪ 1318‬هـ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أمحد بن احلميد بن عبيل الغرمي اجلراري‪ :‬املذكور بني أساتيذ املسراوية واألغبالوئية‪.‬‬
‫شارط مبسجد تيموالي السفلى مثاين سنوات متتابعة من ‪ 1336‬هـ إىل ‪ 1344‬هـ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الفقيه موسى بن الطيب السليماين اإللغي‪ :‬ابن عمة حممد املختار السوسي ‪ ،‬ولد‬
‫‪1298‬هـ‪،‬أخذ عن العريب الساموكين باإليغشائية والبوزاكارنية ‪ ،‬وعن األستاذ علي بوضاض‬
‫األخصاصي الفرضي املشهور‪ .‬شارط يف مسجد ( أداي) بأملن‪ ،‬ويف سنة ‪ 1345‬هـ شارط يف‬
‫مسجد (تيموالي ) السفلى بإفران‪ .‬فكان هبا حمرتما مبجال يصلي اجلمعة ويقوم بالتالميذ القرآنيني‬
‫الذين بلغوا هناك أكثر من مخسني‪ ،‬ورمبا زاول هناك بعض تعليم املبادئ العلمية وفض بعض‬
‫(‪)3‬‬
‫النوازل‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ البشري بن الطاهر اإلفراين‪:‬ولد ‪1355‬هـ أخذ عن والده وصنوه حممد بن الطاهر واملدين‬
‫بن حممد بن الطاهر باملدرسة التانكرتية وعن صاحل بن عبداهلل اإللغي ب(االيغشائية)وعن احلسن‬
‫الكوسايل ب(الوفقاوية) شارط يف مدرسة أفيالل احلضيكية عام ‪ 1390‬هـ‪،‬ويف مسجد اجلماعة‬
‫بتاغاجيجت مخس سنوات من(‪1385‬هـ إىل‪1390‬هـ) مث يف املدرسة املسراوية ستة أشهر من عام‬
‫‪1390‬هـ‪.‬مث التحق مبسجد تيموالي منذ أواخر‪ 1392‬هـ ‪1972‬م إىل اآلن يصلي بالناس ويقيم‬
‫اجلمعة ويدرس العلوم فأخذ عنه تالميذ؛ غري أنه ترك التدريس وكفاه إياه الطالب القرآين مبارك‬
‫عبضامي األساكي يعلم القرآن باملسجد ويرتاوح طلبته بني ‪ 40‬و ‪ 50‬يف احلالة العادية ويصلون ‪80‬‬
‫(‪)4‬‬
‫يف العطل كالصيف‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ رجاالت ع ع سوس ‪.180‬‬


‫‪ 2‬ـ خالل جزولـة ‪.3/198‬‬
‫‪ - 3‬املعسو ل ‪.2/38‬‬
‫‪ -4‬لقاء مع البشري بن الطاهر اإلفراين مبسجد تيموالي إيزدار يف رمضان ‪1416‬هـ ‪.‬‬

‫إن أساتذة غري التانكرتية واملسراوية فيما بعد ‪ 1280‬هـ قل من يرفع منهم رأسه بعلم‬
‫األدب‪.‬لذلك نقول إن الذي استأثر باالهتمامات األدبية من أساتذة املدارس اإلفرانية هم أساتذة‬
‫‪56‬‬
‫التانكرتية واملسراوية اطرادا‪.‬فإن كان بغريها أحد فاستثناء الختصاصها بتحفيظ القرآن الكرمي يف‬
‫الغالب خبالف املذكورتني‪ .‬ومعقول أن يؤثر ذلك يف طبيعة املتخرجني من كل مدرسة على حدة‬
‫حبيث خيرج بعضها حفظة كتاب اهلل ‪ ،‬وأخريات بعض الفنون كالفقه واللغة والنحو دون االرتقاء‬
‫إىل املباحث الدقيقة والفنون البالغية واألدبية‪.‬‬
‫الحركة األدبية في المدارس العلمية العتيقة‬
‫تبني مما سلف أن مدارس افران عديدة؛وأهنا يف فرتة البحث تنماز بينها مركزيتان مها التانكرتية‬
‫مث املسراوية؛والبقية توابع هلما يف العطاء العلمي واألديب‪.‬كما نستشف من جرد أساتيذ وتالميذ‬
‫املدرستني املركزيتني من خالل ترامجهم أن معظم أساتيذ املدرسة املسراوية هم من تالميذة‬
‫التانكرتية أو إحدى لواحقها كاإللغية ؛ ومنثل لذلك مبحمد بن احلاج االفراين األديب ‪ ،‬وعبداهلل بن‬
‫حممد اإللغي والبشري األغوديدي وحممد بن أمحد املسراوي والبشري بن الطاهر اإلفراين‪ .‬لذلك جنعل‬
‫يف مرتبة اجمللي يف احللبة املدرسة التانكرتية‪ ،‬مث تليها املسراوية‪.‬‬
‫والستجالء النواميس املتحكمة يف إسهام هاتني املدرستني يف احلركة األدبية نشري إىل‪:‬‬
‫‪ ‬املوقع اجلغرايف املثري للوجدان(‪:)1‬فيوجد غالب مدارس إفران سواء املركزية أوالتابعة قرب‬
‫جماري املياه واحلدائق الغلب؛ مما يثري كوامن اإلحساس جبمال الطبيعة الذي جيدونه مكتوبا عندهم‬
‫يف كتب األدب األندلسي الرائجة بضاعته بني األساتيذ والتالميذ كنفح الطيب وقالئد العقيان(‪…)2‬‬
‫وباملقابل يلفون إزاءهم طبيعة أخرى مغايرة للسالفة‪،‬شبه صحراوية مث صحراوية تقرهبم من فهم‬
‫األدب العريب اجلاهلي املتغين بالفيايف والرباري واألطالل واحليوانات والوحوش والشيح والقيصوم يف‬
‫املعلقات وغريها‪.‬وبذلك نقول إن األدب اإلفراين ابن بيئته حقا يف كل ما سيصفه ويتغىن به من‬
‫أحوال الطبيعة‪.‬‬
‫‪ ‬نظامها اإلداري‪ :‬إذ يتحكم يف التالميذ ويسري دواليب املدرسة األستاذ الفقيه وحده‪ .‬وال‬
‫دخل لغريه يف ذلك إال مبا يساعد به الفقيه يف وظيفته كالتموين والتأمني مما هو من اختصاص‬
‫(‪)3‬‬
‫نفاليس القبيلة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ خالل جزولة ‪ 262-252-2/251‬و املعهد اإلسالمي بتارودانت و… ‪.3/251‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪.2/141‬‬
‫‪ 3‬ـ مدارس سوس العتيقة ‪ ،‬ص‪ 55‬و منار السعود … ص ‪ 44-43:‬و املدرسة االلغية و إشعاعها األديب يف سوس ‪.1/171‬‬

‫لذلك يرتبط التالميذ باألستاذ الفقيه برباط احملبة والتقدير واإلجالل واالحرتام إىل درجة‬
‫التقديس أحيانا‪،‬فيخطبون وده وعطفه ويتفانون يف خدمته وتنفيذ أوامره‪ .‬وقد انعكس ذلك على‬
‫‪57‬‬
‫اخلطاب الشعري الدائر بني الطرفني‪ .‬فنلفي هذه املعاين املذكورة مهيمنة يف خماطبات التالميذ‬
‫ألساتذهتم‪ .‬ويكون رد األستاذ خبطاب مفعم تواضعا وتوجيها للجد و اخلري‪ ،‬ودعاء صاحلا(‪ .)1‬ومل‬
‫نقف على ما خيالف هذا النمط‪ ،‬ألنه وإن وجد لن جيد يراعة تأمث بتسجيله وال كراسة حتتويه‬
‫وتبتلعه لغلبة التدين وحسن الظن واستحضار أمثال هذين البيتني‪:‬‬
‫ويبقى الدهـر ما كتبت يـداه‬ ‫وما من كاتب إال سيفنـــى‬
‫يسرك في القيامـة أن تـــــــــــراه‬ ‫فال تكتب بكفك غير شــيء‬
‫أما العالئق فيما بني طلبة املدرسة‪،‬فتتباين بني اإلخاء الصادق واجملاملة باحلسىن ‪ ،‬وبني ما البد‬
‫أن يفرضه االندفاع واإلحساس بالندية وحتدي األقران واملنافسة أو احلسد أحيانا‪.‬فانعكس ذلك هو‬
‫اآلخر على املخاطبات الشعرية والنثريـة املتبادلة بينهم‪ .‬فنقف بينها على املخاطبات األخوية ووصف‬
‫جمالس الشراب واألنس واجلوالن يف البساتني والتغزل باخلود اخلرد(‪)2‬؛ وعلى مهاجاة الشانئ‬
‫ووصمه بأشنع األوصاف(‪.)3‬‬
‫وال يبعد عن هذا التباين ما يكون بني طلبة املدارس اإلفرانية فيما بينهم ‪ ،‬مث بينهم وبني طلبة‬
‫بقية املدارس السوسية وغريها‪ .‬فبني بعضهم اإلخاء واالحرتام واملنافسة الشريفة وتبادل الزيارات‬
‫واملراسالت نثرا وشعرا حمربين‪ ،‬معتىن بتوشيتهما وتنقيحهما وتثقيف أودمها حىت ال جتلب العار‬
‫والشنار واهلزؤ على صاحبها وحمل أخذه وأساتذته؛ وبينهم وبني آخرين استعالء وإباء وهجاء (‪. )4‬‬
‫كما تربط بني أساتيذ املدارس االفرانية عالئق االحرتام و احملبة يف الغالب‪ .‬بيد أنه يقع أحيانا أن‬
‫يفرط بعضهم يف بعض ملزا ومهزا ونقدا شفويا‪،‬فيتحني امللموز فرص الرد ألن املعاصرة يف الغالب ـ‬
‫كما يقال – تذهب املناصرة ؛ وقد ال يهتم بعضهم لذلك فيغضي وال جيد‪.‬‬
‫كما أن بني بعضهم مث بينهم وبني أساتيذ بقية املدارس السوسية تعاونا يف األحكام والفتاوى‬
‫ونقضا يف بعض األحيان‪.‬وبني بعضهم تزاور ووفادة ومراسلة وخماطبة شعرية متبادلة(‪.)5‬وقد‬
‫استقبلت‬
‫‪ 1‬ـ االلغيات ‪ 3/173‬و املعسول ‪ 7/247‬و ‪ ، 10/7‬و ‪ 11/67‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 430– 18/429‬و مرتعات الكؤوس ‪ 1/110‬و أوراق حلسن الشقراوي و سر‬
‫الصباح ‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ 171-3/170‬و ‪ 7/245‬و ‪ 10/114‬و‪ 18/398‬وما بعدها و أوراق حلسن الشقراوي‪..‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسه ‪ 3/167‬و أوراق حلسن الشقراوي‬
‫‪ 4‬ـ نفسه ‪ 2/141‬وما بعدها ‪ ،‬و‪ 10/123‬و‪ 13/128‬وما بعدهاوأوراق حلسن الشقراوي‪..‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسه ‪ 2/159‬و‪ 3/12‬و‪ 6/116‬و‪ 82-53-9/25‬و‪ 10/18‬وما بعدها و‪.77– 75– 14/58‬‬

‫املدارس اإلفرانية أساتذهتا وتالمذهتا العديد من الزوار املتباينة أهدافهم بني املصلحني الرتبويني‬
‫والسياسيني والباحثني العلميني‪ ،‬واألساتيذ والتالميذ والسائحني ؛ ويكون لقدومهم أثر يف إثارة نقع‬
‫‪58‬‬
‫املثافنات واملناقشات حول خمتلف القضايا واملواضيع يف شىت اجملاالت‪ ،‬ويف الرتاشق بالتحايا‬
‫واجملامالت الشعرية والنثرية تتضمن التعبري عن التقدير واالحرتام والتشوق املتبادل (‪. )1‬‬
‫‪ ‬نظامها الرتبوي والتعليمي‪:‬لن أعيد هنا ذكر الفنون املتداولة وال الربامج املقررة‪.‬فقد كفانا‬
‫أمرها كتابات املؤرخني ملدارس سوس عامة وإفران خاصة فضال عن غريهم (‪. )2‬لذلك لن أثقل‬
‫هبا كاهل هذا البحث‪.‬واملراد خبصوص هذه النقطة اإلشارة إلىكون هذه املقررات مكتوبة باللغة‬
‫العربية ؛ وأن أول ما يشرع املبتدئ يف تلقيه يدور يف فلك دروس اللغة العربية حنوا وصرفا‬
‫ولغة‪ ،‬وتالزمه هذه الدروس يف املراحل الثالث املعتربة يف هذه املدارس بالتدريج حىت يصل إىل‬
‫الفنون الدقبقة كالبيان واملعاين والبديع واألصول واملنطق (‪ …)3‬يتكل يف ذلك قبل الفهم على‬
‫احلفظ(‪ ،)4‬ويطعمه باالنكباب على كتب األدب تأرخيه ودواوينه وخمتاراته الشعرية والنثرية‬
‫بشهادة تالمذهتا كأبناو القائل ‪" :‬باإلضافة إىل كل هذا [ يقصد املقررات] فهناك أوقات الفراغ‬
‫متأل يف سرد كتب أدب املتقدمني كديوان املتنيب ونفح الطيب من األدب األندلسي وابن خلكان‬
‫وغريها‪.‬زيادة على أدب شيخينا املذكورين [الطاهر االفراين وابنه حممد]فكلما تصدر منهما‬
‫قصيدة شعرية إال وتدون وحتفظ حفظا‪ ،‬مما جعلنا نتذوق األدب ومنيـل إليه ميال‪ ،‬خلق منا سليقة‬
‫شعرية سليمة واحلمد هلل جعلتنا فيما بعد نقول الشعر بسهولة دومنا حاجة إىل االستعانة‬
‫بالعروض وعلمه‪ ،‬مع أننا ال خنرج عن قواعده وضوابطه"(‪ .)5‬وقد عاد هذا الربنامج على التالميذ‬
‫خريا‪ ،‬فتجرأوا على الصوغ األديب نثرا وشعرا يف خماطباهتم فيما بينهم ومع أقراهنم يف بقية‬
‫املدارس االفرانية والسوسية واحلضرية‪ ،‬ومع ذويهم إن كان متلقي الرسائل ممن يتذوق الفن‬
‫األديب(‪ )6‬ومع أساتذهتم وزوارهم ومزوريهم… فتولد عن ذلك زخم من األدبيات ال يستهان‬
‫به كما وكيفا‪.‬‬
‫كما استلزمت مثافنة األساتذة وكبار الطلبة للكتب املقررة إعادة النظر يف طريقة كتابتها‬
‫فأعادوا انتاجها شرحا أو نظما أو تقريرا أو تأليفا على منوال بلغة عربية فصيحة‪ ،‬مبتغاهم يف هذا‬
‫السلوك مزيد احلبك والضالعة والتيسري على املتعلم يف عملية الرواية والدراية برباعة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 3/26‬و ‪ 4/286‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 294‬و ‪ 7/81‬و ‪.12/222‬‬
‫‪ 2‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 31‬و ما بعدها و مدارس سوس العتيقة ‪ ،‬ص ‪ 58‬و ما بعدها و منار السعود ‪ ،‬ص ‪ 45‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ سر الصباح ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 4‬ـ مآثر السلف و مفاخر اخللف ‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪5‬ـ سر الصباح ‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسول ‪ 2/179‬و أوراق حلسن الشقراوي‪.‬‬

‫ونذكر منها شرح اإلستعارات الكريانية حملمد بن احملفوظ السماليل‪ ،‬والتعليق على فروق القوايف‬
‫للحاج احلسني السوقي اإلفراين ‪ ،‬ونظم خمتصر خليل واحلكم العطائية ورسالة العضد للطاهر‬
‫‪59‬‬
‫االفراين‪ ،‬ونظم اآلجرومية حملمد بن البشري الناصري االفراين‪ ،‬وشرح مبنيات الرباغي وشرح على‬
‫املقنع وشرح نظم الورقات ملوالي عبدالرمحن العدناين االفراين‪ ،‬ونظم القاموس ومؤلف يف علم‬
‫احلساب ومؤلفات يف علم األصول وغريها ملولود بن احلسن السريري اهلشتوكي(‪ ..)1‬وقد كانت‬
‫صلة األساتيذ والطلبة بالكتب املقررة محيمية؛ يتبني ذلك يف العناية اليت يولوهنا بافتتاحها واختتامها‬
‫من عناية واحتفال فرتمجوا مشاعرهم حنوها شعرا؛ يتغزل فيها التالميذ بالكتاب كأنه خودة هيفاء‬
‫ذات غنج ودالل‪ ،‬يستسهلون بذلك الصعوبات اليت تعرتضهم أثناء دراسته رواية ودراية‪،‬‬
‫ويتجاوزون به امللل والكلل من الطول واالستغالق اللذين تتصف هبما بعض الكتب املقررة‪ .‬ويوجه‬
‫من خالل ذلك األساتيذ تالميذهم على جتشم فجاح وأعايل هذه املقررات‪ ،‬ويزودوهنم بالنصائح‬
‫والطرائق اليت جتعل حزهنا سهال(‪. )2‬‬
‫ويسرتوح الطلبة ويسرتحيون من كلل الدراسة ببعض النزهات والسلكات‪ ،‬والعواشر‪ .‬فيتحينون‬
‫هذه السوائح ليطلقوا فيها أفراس يراعاهتم ورواحلها‪ ،‬إنشادا وإنشاءا يرفعون التهانئ بعضهم لبعض‬
‫واألستاذ‪ ،‬يطلبون منه إعالن العواشر(‪.)3‬‬
‫مث إذا أهنى أحد الطلبة التحصيل وقال قطين أو شاء االنصراف عن املدرسة ما ال يغادرها حىت‬
‫يدعو معه شيخه ويودعه؛وإذا كان من ذوي التحصيل العايل استجاز استاذه الذي قلما يرفض إن‬
‫كان طالبها مستحقا هلا‪.‬وغالب هذه االستجازات واالجازات االفرانية أدبية رفيعة(‪.)4‬مث قد يكتب‬
‫األستاذ مع بعض طلبته املتخرجني رسالة تعيني بإحدى املدارس أو املساجد إن طلب ذووها منه‬
‫ذلك(‪. )5‬‬
‫‪ 1‬ـ ينظر املبحث الرابع‪ .‬و معظمها حتت يدي نسخ منها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ 5/243‬و ‪ 7/250‬و ما بعدها و ‪ .11/73‬و سر الصباح ‪ ،‬ص ‪ 22-21‬و أوراق حلسن الشقراوي و أوراق عبداهلل بن ايب مجعة البعقيلي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪ 159-155-25-10/24‬و ما بعدها و ‪ 11/73‬و ما بعدها و ‪.430-18/429‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسه ‪ 73-62-7/61 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 8/184‬و ما بعدها و ‪ 142-9/141‬و ‪ 14/72‬و خالل جزولة ‪ 2/102‬و سر الصباح ص ‪123-120‬‬
‫‪ 5‬ـ سر الصباح ‪ :‬ص ‪ 34 ،‬و املعسول ‪ 2/165‬و ‪.9/173‬‬

‫‪ ‬كون العديد من تالميذ املدارس العلمية العتيقة اإلفرانية اشتغلوا بالتدريس يف املدارس‬
‫السوسية الكربى واملساجد‪ .‬كما أن بعضهم شارط يف احلواضر املغربية ‪ .‬وبذلك أسهموا يف بذر‬
‫وغرس األدب يف مناطق شغرت منه أو مل يكن هبا قط‪،‬كمحمد بن عبد اهلل اإللغي أيب النهضة‬
‫‪60‬‬
‫األدبية اإللغية ‪ ،‬وإحدى حلقات الوصل بني األدب اإلفراين وبني سابقه اجليشتيمي عن طريق ابن‬
‫إبراهيم التاماناريت‪ ،‬والحقه مما ما نزال جنين مثره ونشم نواره وزهره؛ وكداود الرمسوكي حميي‬
‫األدب برأس الوادي‪ ،‬وحممد املختار السوسي وأمحد بن احلسني بيبيس األخصاصي مبراكش‪.‬‬
‫فاتسعت بذلك رقعة إشعاع احلركة األدبية اإلفرانية وذاع صيت أعالمها وإبداعاهتا وفتح هلا اجملال‬
‫(‪)1‬‬
‫ملزيد من املثافنة واالحتكاك برواد العلم واألدب يف املغرب ككل‪.‬‬
‫كون العديد من أساتذة وتالميذ املدارس العلمية العتيقة االفرانية يف الفرتة املتناولة‬ ‫‪‬‬

‫بالبحث أدباء كبار هلم شهرة‪ .‬ودوهنم جم غفري من الفئات املتوسطة مث املتذوقة فحسب‪ .‬ونلفي‬
‫بني هؤالء األعالم شعراء وكتابا ونقادا نرى إرجاء ذكرهم إىل الفصل األول من الباب الثاين‪.‬‬
‫كون العديد من املذكورين من أرباب التصوف والتحرك الرتبوي‪ .‬وقد جلب هلم‬ ‫‪‬‬

‫ذلك شهرة وذيوع صيت ؛ وكان دافعا لبعضهم على التأليف ومناغاة الرياع بال آنقطاع ‪ ،‬كما‬
‫هو مثبت يف مبحث‪ :‬احلركة الرتبوية‪.‬‬
‫مشاركة هؤالء األساتيذ والتالميذ يف احلركات السياسية بالوسائل املتاحة ‪ ،‬ويهمنا‬ ‫‪‬‬

‫منها املشاركة بالرياعة الشاعرة والناثرة (‪. )1‬‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 32 . 4/31‬و ‪ 215-110-17/109‬و ما بعدها‪ .‬و أوراق البشري بن الطاهر االفراين و أوراق بلقاسم القامسي و أوراق حلسن الشقراوي‪ .‬و كناشا‬
‫حممد عدي بوسنكار االفراين…‬
‫‪61‬‬

‫الفصل الرابع ‪:‬‬

‫الحركات التربوية والطرقية‬


‫النشيطة‬

‫يعترب االنتماء الرتبوي لدى علماء سوس يف األجيال السالفة من مكمالت مكونات الشخصية‬
‫العاملة فضال عن غريه‪ .‬وقد تأطر علماء إفران وتأثروا مث أطروا وأثروا مبجموعة من احلركات‬
‫الرتبوية النشيطة يف سوس و املغرب‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ الطريقــة الناصري ــة‪ :‬املنبعثة من تامكروت بدرعة‪ .‬فذاع صيتها حىت " اشتهرت يف املغرب‬
‫اشتهار مذهب اإلمام مالك"(‪ )1‬و"هي الوحيدة املشهورة يف (سوس) منذ أوائل القرن الثاين عشر‬
‫يوم رفع رايتها أصحاب الشيخني سيدي حممد بناصر وولده أمحد " (‪)2‬وهي" طريقة سنية ومدرسة‬
‫إرشادية … من العلم وإىل العلم ‪ ،‬ومتوت مىت مات العلم ‪ ،‬وعلمها إسالمي حمض"(‪ )3‬و" يقتصر‬
‫عمل رؤسائها العلماء على تعليم الناس يف املدارس‪ ،‬وفقرائها االميني على تعليم الناس يف األسواق‬
‫واجملتمعات التوحيد ومبادئ الدين وأسسه‪ ،‬وتدريب الناس على عمارة املساجد‪ ،‬فكانت املدارس‬
‫واملساجد جماالت أصحاب الطريقة الناصرية"(‪.)4‬وقد استطاعت أن تؤصل يف سوس"بيوتات علمية‬
‫(‬
‫شاخمة الذرى كالبيت اجليشتيمي والبيت احلضيكي والبيت التيمكدشيت والبيت التاكوشيت و أمثاهلا"‬
‫‪62‬‬
‫‪ )5‬ف"سار هذا الرعيل كله على وترية واحدة ال أمت وال عوج سنة وعلما واحتاد املبدإ ووضوح‬
‫املنهج"(‪ .)6‬بيد أنه ميكن أن منيز يف سوس قبيل سنة ‪ 1280‬وبعدها بني اجتاهني للناصرية لكل منهما‬
‫أنصاره وأتباعه نعتربمها فرعني للناصرية التامكروتية مضافا إليهما فرع إفراين أصيل ومها‪:‬‬
‫أ ـ اجتاه التمكدشيت‪:‬العلمي والرتبوي تأسس مع أمحد بن حممد التيمكدشيت الذي"كان متبوعا‬
‫جبل القبائل ختدم زاويته وتقوم مبؤونة طلبة العلم الكثريين املنقطعني هناك مع احرتام احلكومة‬
‫وإجالهلا له"(‪ )7‬وقد تأهل له كل ذلك من أعماله العظيمة اليت يعرف معها ملال مع قلة املناوئني‬
‫وكثرة املشايعني‪ ،‬وهو يف كل حياته يرسل تالميذه إىل القبائل لإلرشاد والتدريس ويؤسس مدارس‬
‫للعلوم‪ ،‬فلم يلبث أن عادت غالب املدارس القدميـة واملؤسسة من جديـد يف اجلنـوب حمتلــة بأصحابــه‬
‫وتالميذ أصحابه‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪.6/266‬‬
‫‪ 2‬ـ نفسـه ‪11/154 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪18/238 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه ‪11/155 :‬‬
‫‪5‬ـ نفسـه ‪18/238 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪11/155 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪5/58 :‬‬

‫مع تعهده القبائل يف الرمضانات " (‪ )1‬مث خلفه ابنه احلسن (‪ .. )2‬وقد استفادت املنطقة اإلفرانية من‬
‫هذا االجتاه‪ ،‬فكان له هبا أصحاب وأتباع وتالمذة‪ .‬وكان هلم هبا مقرات باملدرسة املسراوية وأساكا‬
‫وغريمها جيتمعون فيها بالفقراء‪ .‬ونذكر منهم ‪ :‬األستاذ احملفوظ بن عبداهلل األساكي اإلفراين الذي‬
‫كان يتقدم الوافد اإلفراين إىل تيمكدشت(‪ )3‬وأخاه العالمة حممد بن عبداهلل األساكي جد الطاهر‬
‫االفراين لألم وله إجازة يف ذلك (‪)4‬؛ وعلي بن سعيد بن أمحد األساكي فقيه أمسرا املرجوع إليه‬
‫ومقدم الناصرية يف زمنه (‪ )5‬وغريهم‪ ..‬غري أن هذا الفرع الناصري احنصر حني احنرف عن اخلط‬
‫على عهد املتأخرين بعد احلسن بن أمحد؛ فصدرت عنه مقاالت خمالفة للناصرية احلقة ف"كان‬
‫صاحب الزاوية[…]اهلاشم بن احلنفي ال خيرج من داره وال يراه أحد من زائريه أو غريه‪ ،‬إال‬
‫اخلواص من أصحابه ومن الطلبة‪ ،‬منهمكا يف اللعب بالدفوف والغناء والرقص مع مجاعة من الرجال‬
‫والنساء ليال وهنارا فال تسمع إال الطبول والدفوف والصياح يف مجيع األوقات"(‪)6‬؛ مث إن "غالب‬
‫الناصريني املتأخرين مل يكن فيهم هذا االهتبال بتعليم العلماء التوحيد لكل العامة بأية حيلة يف‬
‫املساجد ويف األسواق ويف اجملالس اخلاصة إال نادرا‪ ،‬وجل ما كانوا يعملونه بث االذكار والوعظ ‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫(‬
‫وأما العلوم فللتالميذ يف املدارس فقط"(‪ )7‬فضال عن كون هذه الطريقة ال تأبه بالرتبية االصطالحية‪.‬‬
‫‪)8‬‬

‫ب ـ اجتـاه اجليشتيمـي‪ :‬حدد معامل منهجه األستاذ أبوزيد اجليشتيمي يف وصية إبنه عبداهلل حني‬
‫يقول‪ ":‬مث اعلم أين مارست الدهر وأبناءه ؛ والقيت صروفه وأبناءه ‪ ،‬فبان يل أن من تنقل يف خلطة‬
‫الناس لقضاء أغراضهم ‪ ،‬واعتىن بإقباهلم ‪ ،‬وأشفق من إعراضهم ‪ ،‬يفوتون عليه كثريا من وقته وقوته‬
‫‪ ،‬وحيملونه على معاشرة حمبوبه وممقوته ‪ ،‬فاالنقباض عنهم ما أمكن أسلم لألموال ‪ ،‬وأحسن‬
‫لألحوال وأبعد عن األهوال " لذلك نلفي أن " الغالب عليهم هو الورع والتقشف‬
‫وحماسبة النفس والفرار من التظاهر بالصالح والتشبث بالناصرية القدمية اليت ال يتحمل صدرها ما‬
‫يصدر عـن احلديـثة من املقـاالت؛ و يـرى بعـض العارفـني أن اجليشتيميـني هـم أصحاب‬
‫السنـةوالعاضون عليها بالنـواجـذ ال ميكن أن جيد ذو ميزان شريعة ما يواخـدهم عليه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪6/191‬‬
‫‪ 2‬ـ نفسـه‪ 6/262 :‬و ما بعدها‬
‫‪ 3‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪182‬‬
‫‪ 4‬ـ أوراق احلاج عبداهلل مستبشر‬
‫‪ 5‬ـ املعسول ‪12/220‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪3/360‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪13/135‬‬
‫‪ 8‬ـ من أفواه الرجال ‪116-2/115‬‬

‫وأما غريهم‪ ،‬فإنه يعرف منهم وينكر‪ .‬فهذا حال اجليشتيمني مع تسليمهم لغريهم على ما‬
‫ينبغي"(‪ . )1‬ومن أعالم هذا االجتاه املذكور أعاله أبوزيد وابنه عبداهلل (‪ )2‬الذي تصدر للتدريس"فمن‬
‫بني يديه استقى كثريون من األساتذة الذين كانوا زينة أواخر القرن املاضي [‪ 13‬هـ ]‪ ،‬وقد أعطي‬
‫احلظوة التامة يف عمله املشكور‪ .‬فانتشر عنه إذ ذاك ما زاحم به مناكب معاصريه من التمكدشتيني‬
‫واالدوزيني … " (‪ )3‬مث توىل بعده صنوه احلاج أمحد املتخرج بوالده فقط ‪ ،‬وكان " ممن عرف مع‬
‫التدريس بفض النوازل وفصل اخلصومات " (‪ .)4‬وكان هلذا الفرع الناصري النقي أتباع يف العلم من‬
‫اإلفرانيني كاحلاج احلسني السوقي والطاهر بن حممد والعريب الساموكين وحممد بن ابراهيم التاماناريت‬
‫وحممد بن احلاج األديب ومن إليهم كعلي بن عبداهلل اإللغي واحلاج ياسني الواسخيين وغريهم(‪.)5‬‬
‫وكانت وجهة املذكورين جيشتيمية يف جوانب عدة غري الطريقة اليت انتحلوها بعد إال ما كان من‬
‫البشري بن املدين الناصري الذي اختذ احلاج أمحد اجليشتيمي"شيخا يف الطريقة الناصرية‪ ،‬فعادت عليه‬
‫بركته يف أعماله وأقواله حىت صار له معتقدون ‪ ،‬وهو أهل لإلعتقاد احلسن "‪ )6(.‬وقد كان ما بني‬
‫االجتاهني منشقا منذ أيام أيب زيد اجليشتيمي وأمحد بن حممد التيمكدشيت‪"...‬ولذلك صار تالميذ‬
‫‪64‬‬
‫هؤالء وأولئك متجاذبني يف الفتاوى ويف كل شيء" (‪ )7‬فكان لذلك أثره يف تنشيط احلركة األدبية‬
‫اإلفرانية يف تفاعلها مع القضايا املثارة (‪ .)8‬وقد كان الفرع اجليشتيمي هو األكثـر اعتناء باألدب‬
‫وكتبه وإنتاجه(‪ . )9‬فكان حلقة الوصل بني احلركـة األدبية اإلفرانية (‪ )10‬وبني احلركة األدبية الناصرية‬
‫بتامكروت(‪ . )11‬يف حـني نسجـل على التمكدشتية جتاه األدب مواقف مـن مثل قول احلسـن بن أمحـد‬
‫يف إحـدى رسائلـه‪":‬فسبحـان من أظهر أعيان هـذه السلسلة [الناصـرية الشاذليـة] أقطابا وأوتـادا‪،‬‬
‫وأظهـر أعيان‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪6/59‬‬
‫‪2‬ـ نفســه‪78-6/57 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪6/80 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪6/58 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪153-6/152 :‬‬
‫‪6‬ـ نفســه‪10/49 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪5/163 :‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه ‪5/173 :‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه‪7-6/6 :‬‬
‫‪10‬ـ نفســه‪117-6/116 :‬‬
‫‪ 11‬ـ نفســه‪31-6/25 :‬‬

‫بعـض الطوائــف [ يقصدالتيجانية‪ ،‬ومن ليس يف سربه الناصري كاجليشتيمية] شعراء وجتارا وفجارا‬
‫وقوادا"(‪ )1‬وهذا ما يؤكده تلميذهــا احلسن بن الطيفور يف إحدى رسائله ألكنسوسي األديب‪ ":‬وأما‬
‫األدب الذي عال به مقام الشيخ ‪ ،‬فأعلن عن حق أن ادعائي فيه مردود‪ ،‬ألننا ما اشتغلنا به إال‬
‫ملاما‪،‬وال منيل إليه إال استجماعا للفكر واستجماما"(‪.)2‬فقد كان االهتمام األكرب لدى التيمكدشتيني‬
‫منصبا على "الفقه بارود البلد"(‪ )3‬فلمز أتباعها الشيخ اجليشتيمي ب"أمحد االشعار"(‪ .)4‬ونعت بذلك‬
‫االدوزيون اإلفرانيني واإللغيني (‪)5‬؛ دون أن يتسرب إىل الذهن أن االجتاه التيمكدشيت صفر باملرة من‬
‫درس األدب (‪. )6‬‬
‫ج ـ الناصرية نسبا وطريقة اإلفرانية وجارا‪ :‬يتميز هذا الفرع الناصري بأصالته‪ ،‬وصدوره عن‬
‫األصل التامكرويت‪ ،‬ومتيزه نسبا وطريقة‪ .‬فتشبه به يف االهتبال بالعلم وأهله‪ ،‬والتزام السنة واألذكار‬
‫وإرشاد الناس وإطفاء النوائر احلربية بني القبائل‪.‬ويتميز هذا الفرع بربطه الصالت احلسىن ببقية‬
‫الفروع الناصرية (‪ )7‬مع أخذه وتلقيه عن الفرع اجليشتيمي الطريقة واألدب(‪ ،)8‬وببقية الطرق الرتبوية‬
‫األخرى النشيطة يف املنطقة(‪.)9‬وقد استطاع أن يؤسس حلقة تربوية علمية يف زاوية ( تانكرت)‬
‫اإلفرانية ينتجعها العلماء والفقراء والطلبة أمثال الفقيه يدر الشقراوي (ت ‪ )1318‬والفقيه‬
‫‪65‬‬
‫عبدالرمحن التادراريت البعمراين والفقيه حممد بن احملفوظ التازمياميت مث اإلفراين‪،‬والفقيه احلسني بن‬
‫احلسن أوباكي اإلفراين (ت ‪1360‬هـ) والفقيه احلسني بن احلسن التاعرابيت (ت ‪ 1344‬هـ)‬
‫وغريهم(‪)10‬؛ فشب على ذلك الصغري وشاب عليه الكبري من أبناء هذا الفرع وجواره وزواره‪.‬وقد‬
‫أسهم ذلك يف تأسيس وتنشيط حركة علمية تربوية أدبية وسياسية إفرانية بلغ صيتها وإشعاعها بقية‬
‫سوس وخارجه‪.‬فكان احلاج املدين مثال " مسموع الكلمة متبوعا بقبائل عدة ختدم داره من آيت‬
‫باعمران واألخصاص وجماط وإد ابراهيم وإداولتيت وأيت وافقا وآيت مريبض وآيت جرار‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪ 6/299‬و قد وقفت عليها خمطوطة بني أوراق احلاج عبد اهلل مستبشر ورثها عن جده حممد بن عبداهلل‪.‬‬
‫‪2‬ـ نفســه‪11/276 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪13/134 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪ 13/134 :‬و ‪17/37‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪13/134 :‬‬
‫‪6‬ـ نفســه‪ 6/255 :‬و ما بعدها ‪ ،‬و ‪ 5/178‬و ‪ 11/276‬و ‪ 10/46‬وسوس العاملة ‪ ،‬ص ‪99-98‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪ 10/5 :‬و ما بعدها‬
‫‪ 8‬ـ نفســه ‪10/45 :‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه‪10/45 :‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه‪ 10/44 :‬و ما بعدها‬

‫وقبائل تكنة "(‪ . )1‬فكانت تأمتر بأوامره اإلصالحية كتأسيس املدارس واملساجد وإيقاف احلرب‬
‫وتلقي األذكار (‪ . )2‬وكانت ألعالم هذا الفرع حظوة لدى رؤساء القبائل كاحلسني بن هاشم‬
‫اإليليغي و ابنه حممد ‪ ،‬والقائد املدين األخصاصي والقائد دمحان الكلميمي وأمراء اجلهاد املالعينينيني‪،‬‬
‫وامللوك كاحلسن األول (‪ . )3‬ونذكر من أعالم هذا الفرع‪ :‬مؤسسه القرشي بن احلسن ( ت‬
‫‪1270‬هـ)‪،‬و" قطب زمانه " احلاج املدين (ت ‪ 1306‬هـ ) وخليفته األديب البشري (ت ‪ 1366‬هـ‬
‫) وأخويه أمحد واألديب الطاهر ( ت ‪ 1326‬هـ ) ومؤسس فرع إجماض أمحد بن البشري ‪ ،‬وجماور‬
‫األخصاص العالمة األديب املوسوعي احلاج حممد بن البشري وغريهم (‪. )4‬‬
‫ونسجل هنا أن العديد من األعالم الذين كانوا يوالون الناصرية انتقلوا إىل غريها كالدرقاوية‬
‫والتيجانية(‪ )5‬لنظري السبب الذي ذكره احلسني بن مبارك اجملاطي الذي أمضى زمنا يف الطريقة‬
‫الناصرية‪ ،‬مث شكا إىل احلاج املدين الناصري اإلفراين كونه مل جيد فيها ذوق السكينة والطمأنينة‬
‫القلبية اليت يذكرها الصوفية يف كتبهم‪ .‬فأجابه‪":‬إنين لست من أرباب هذا امليدان‪ ،‬وإمنا نلقن للناس‬
‫ما بأيدينا تربكا " (‪. )6‬‬
‫وهبذا يثبت أن للحركة الرتبوية الناصرية‪:‬‬
‫‪ ‬حضورا علميا وتربويا وسياسيا بإفران‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫‪ ‬أتباعا بالعرق والطريقة أو بالطريقة فقط أو بالعلم فقط‪.‬‬
‫‪ ‬إشعاعا على مستوى سوس ال ينكر ‪ ،‬وعلى مستوى الوطن إىل حد‪.‬‬
‫‪ ‬إسهاما أدبيا يتمثل يف ‪:‬‬
‫أعــالم شعــراء وكتــاب‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قصائــد شعريــة ورسائــل نثريـة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أما التأليف الناصري اإلفراين فلم نقف منه على شيء‪ .‬ولعل ذلك ناتج عن كون الناصرية‬
‫بلغت يف استوائها مستوى مل تعد حتتاج فيه إىل التأسيس والتنظري الذي كان احلافز األساس ملؤلفات‬
‫بقية الطرق الرتبوية الصاعدة كالدرقاوية والتيجانية (‪. )7‬‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪10/47‬‬
‫‪ 2‬ـ نفسـه ‪ 10/46‬و ‪ 19/280‬واملعهد اإلسالمي بتارودانت … ‪3/245‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪ 10/46‬و ‪19/280‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه ‪ 10/39‬و ما بعدها وروضة االفنان تح انوش ‪ ،‬ص ‪161-159‬‬
‫‪ 5‬ـ املعسـول ‪269-11/156‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪227-1/226‬‬
‫‪ 7‬ـ تنظر يف املبحث نفسه نقطتا الدرقاوية و التيجانية‬

‫‪ 2‬ـ الحركة التربوية الدرقاوي ــة‪ :‬نبع سيل الطريقة الدرقاوية الشاذلية من شيخها موالي العريب‬
‫بن أمحد‪ " ،‬ومل تلبث أن كثر أتباعها باملغرب األقصى مث بالشمال األفريقي " (‪ )1‬فتخرج به كثريون‬
‫منهم املشهور وغري املشهور‪.‬ومن األواخر الشيخ أمحد بن عبداهلل املراكشي ( ت ‪ 1270‬هـ) فبهذا‬
‫خترج مشايخ سوسيون سبعة‪ ،‬أعالهم كعبا الشيخ سعيد بن مهو املعدري (‪ )2‬الذي " انتشرت به‬
‫الدرقاوية يف جوانب سوس أكثر من غريه من معاصريه… انتشرت زواياه يف قبائل أزاغار ووادي‬
‫نون وإفران وجماط وأقا ورأس الوادي وهشتوكة وإداوتنان وحاحة… يقيم هلم مومسا عاما يف‬
‫زاويته باملعدر " (‪ )3‬فاجنذب إليه حنو أربعني عاملا فضال عن األفواج اجلمة من العامة‪ .‬وكان " كثريا‬
‫ما يسيح إىل إفران لكون أصحابه اجلماء الغفري فيها " (‪ )4‬ومن بينهم علماء أجلة هلم نفوذ ومركز‬
‫سام يف املنطقة كاألستاذ حممد بن ابراهيم التاماناريت واألستاذ العالمة حممد بن احملفوظ السماليل‬
‫وأمحد بن عبداهلل األساكي والطيب بن خالد اجلماري واحلاج صاحل اجلماري وغريهم(‪. )5‬وكان‬
‫حممد بن ابراهيم يهيئ تالمذته بالتانكرتية لشيخه(‪ )6‬املعدري فأخذ عنه منهم جلة أكربهم شأنا علي‬
‫بن أمحد االلغي وغريه من التبع كالطيب بن عبداهلل السماليل وصاحل بن عبداهلل االغرابوئي وغريهم‪.‬‬
‫وكان الشيخ املعدري يكرمهم(‪ )7‬ويهتبل بأحواهلم ويؤوي إليه من استأنس منهم الصدق والنجابة ؛‬
‫فخاض اجلميع غمار املدافعة اليت لقيتها طريقتهم مبا هي غري مألوفة الناموس يف سوس من قبل بعض‬
‫‪67‬‬
‫علماء الناصرية(‪.)8‬فاستلزم ذلك أن انشغل األستاذ ابن إبراهيم التاماناريت اإلفراين مثال يف حجته عام‬
‫‪ 1293-92‬هـ باستصدار تزكيات من كبار علماء املشرق لفائدة طريقته(‪. )9‬فاستطاعت بذلك‬
‫هذه احلركة الرتبوية تثبيت أقدامها باملنطقة ففتحت مراكزها وزواياها‬
‫ب(تاباحنيفت)و(تيموسان)و(تاوريرت نداوشقرا)و(زاوية احلاج أيوب ) و(بإدعلي احلاج)‬
‫بإداوشقرا وب(أغبالو) و(أمسرا)و(تيموالي )(‪.. )10‬مث مل ختتص باالجتماعات هذه‬

‫‪ 1‬ـ ليفي بروفنصال ‪ :‬مؤرخو الشرفاء ‪ ،‬ص ‪240‬‬


‫‪ 2‬ـ املعسول ‪ 1/189‬و ‪ 4/332‬و ‪11/155‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪337-4/336 :‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه‪156-11/155 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه ‪341-4/340 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪2/6 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪13/203 :‬‬
‫‪ 8‬ـ من أفواه الرجال ‪ 2/43‬و ما بعدها‬
‫‪ 9‬ـ املعسـول ‪63-7/62‬‬
‫‪ 10‬ـ لقاء مع الطاهر إدبلكراع بداره يف غشت ‪1997‬م‬

‫الزوايا االفرانية؛ إذ كانت تتم على شكل ضيافات ببيوت فقرائها وحمبيها كبيت سعيد بن مهو‬
‫احلندقي ودار حممد أبكي التانكريت ومنـزل مولود الشقراوي (‪ .. )1‬وغريها‪ .‬وكان مما شرف افران‬
‫ورفع شأهنا لدى هذه احلركة أن شهدت وفاة شيخها املعدري ببيت مريده سعيد بن مهو احلندقي ‪،‬‬
‫ودفن مبقربة مدرسة تانكرت من جهة الباب اخللفي (‪ . )2‬مث خلفه العالمة احلسن التاموديزيت الشيخ‬
‫املريب املأذون له يف الرتبية اخلاصة وأحدث بعض التعديالت على الطريقة فأثار عليه املعارضة‬
‫وحدث االنفطار يف احلركة بزعامة علي بن أمحد االلغي سنة ‪ 1302‬هـ واستطاع هذا أن حيوز‬
‫لصفه ورايته طائفة من أتباع شيخه املعدري الكبار كموالي أمحد الوادنوين وموالي حممد‬
‫البوزكارين وحممد بن الشيخ املعدري وغريهم‪ .‬وذهب الكثريون مع التاموديزيت الذي حاول هو‬
‫وأتبعه تطويف املعارضة ‪ ،‬فسدوا يف وجه الشيخ االلغي زوايا الشيخ املعدري‪ .‬غري أن الشيخ االلغي‬
‫كان ممن أذن له شيخه يف الرتبية اخلاصة والعامة‪ .‬فلذلك تصدر هلا ووقع له الفتح الباهر(‪ )3‬؛ فانثال‬
‫إليه الناس من كل حدب وصوب ‪ ،‬وساح سياحات ظهر لكل معاين نشاطه وسلوكه أنه من‬
‫املشايخ الكمال الذين لو كشف الغطاء عنهم ملا تبع غريه أحد(‪ . )4‬وهو ما كان تنبأ به الشيخ املدين‬
‫الناصري وشهد به حني قال‪ ":‬ما كنت أرى من سيدي علي إال أنه سيكون ذا شأن‪ ،‬ها هو ذا قد‬
‫ابتدأ فيما نظنه فيه "(‪ )5‬فانقادت له قرى بكاملها بإفران كإداوشقرا و تيموالي و قسط وافر من‬
‫غريها كتانكرت وأمسرا وغريها‪ " .‬فأدرك … وحده ما مل يدركه غريه من أصحاب شيخه‬
‫‪68‬‬
‫املعدري كلهم ‪ ،‬من شهرة داوية يف احلواضر والبوادي‪ ،‬ومن كثرة زوايا حىت بلغت ‪ 89‬عدا‪ ،‬ومن‬
‫األصحاب املنقطعني ما بلغوا أكثر من ‪ ،500‬من كل الذين جتردوا بني يديه… وأما كل الذين‬
‫انتسبوا إليه فنحرزهم ب‪ 10.000‬من السوسيني خاصة ‪ ،‬ومن بني أصحابه ‪ 150‬عاملا بينهم‬
‫أفذاذ‪.‬وكان ديدنه أن يتتبع القرى لتعليم العامة والنساء أمور التوحيد وما البد منه من أمور احلالل‬
‫واحلرام وعلم الديانة… وجممل تربيته أهنا على قسمني‪:‬‬
‫ـ تربيته للعامة مطلقا من غري أن ينظر فيهم إىل أتباعه فقط‪ ،‬مرتكزة على ما ذكرنا‪ ،‬وفيها ميضي‬
‫كل أوقاته‪.‬‬
‫ـ تربيته للخاصة‪ :‬وهم أصحابه الذين جيشمهم الرتبية االصطالحية‪ ،‬على وقف ما يف الرائية‬
‫الشريشية واملباحث وأمثاهلا‪ .‬ويعاين التعليم ألصحابه‪ ،‬فال ميضي على امرئ عنده سنوات حىت‬
‫‪ 1‬ـ من أفواه الرجال ‪2/162‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسول ‪15/134‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪ 15/134‬و من أفواه الرجال ‪67-66-3/27‬‬
‫‪ 4‬ـ من أفواه الرجال ‪91-4/90‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه ‪1/268 :‬‬

‫يتمكن يف علم الديانات وعلم التوحيد‪ ،‬وذلك بلسان الشلحة‪،‬يف كتب ألفها هلم‪.‬مع فهمهم لطرق‬
‫النجاة‪،‬واملشي مع اإلخالص والبعدعن الدعوى… وكان ميلي عليهم من العهود ومن كتب‬
‫احلديث ورسائل موالي العريب واحلكم وأمثاهلا… وقد ترجم عبادات األمري واحلكم‪،‬وله رسائل‬
‫ومؤلفات أخرى… تويف عن مكانة مل يدركها أحد من معاصريه من الصوفية املتصدرين بسوس‬
‫‪ 28/12/1328‬هـ " (‪ )1‬وقد استخلف على زاويته ابنه حممدا اخلليفة‪ ،‬وجعل على بقية النواحي‬
‫بعض كبار أصحابه‪ .‬فتصدر ابنه املذكور يف إلغ حتت إشراف سعيد التناين الذي كان يؤاخذه وبقية‬
‫إخوته بالعلم واألدب العريب موازاة مع كتب القوم‪ .‬غري أن مهة اخلليفة انصرفت إىل كتب العربية‬
‫واألدب ف " أحسن الرتاسل وجود اخلط وحببت إليه املطالعة " (‪ )2‬والرياسة والسياسة‪ .‬فشارك‬
‫بفقرائه يف حركة اهليبة‪ ،‬وكان على عهده قائد إداوزيكي‪ ،‬وشارك معه يف مقاومة االحتالل‬
‫الفرنسي‪.‬مث ملا خشي على فقرائه وزواياه يف حمالت االحتالل وبان له انفصام حبل املقاومة وارختاؤه‬
‫داخل قواد االستعمار بتزنيت ومراكش‪ .‬مث توىل بعد أن عم االحتالل جزولة رئاسة (‪ )3‬إحدى‬
‫القبائل‪ .‬وبالرغم من حصول تنبؤ الشيخ االلغي ‪ " :‬كل ما بنيته يف الطريقة سينهدم بعدي وشيكا"‪،‬‬
‫فإن العديد من فروع هذه الزاوية حييت وحتركت بفعالية كفرع بويزكارن برئاسة موالي حممد‬
‫البوزكارين تلميذ ابن ابراهيم التمناريت بتانكرت (‪)4‬؛ وفرع جماط برئاسة العالمة الشهري الصويف الفذ‬
‫ابراهيم بن صاحل التازارواليت أحد اساتذة املدرسة التانكرتية حينا (‪)5‬؛ والفرع الوادنوين برئاسة‬
‫‪69‬‬
‫موالي أمحد الوادنوين (‪ ( )6‬ت ‪ 1349‬هـ ) وخلفه؛ وال يزال يسيح هذا الفرع و يؤطر املنطقة‬
‫االفرانية إىل اآلن‪ .‬والفروع الشرقية بزعامة أمحد الفقيه الركين وحممد الشيخ الدرعي (‪ )7‬؛ وفروع‬
‫الرحامنة واحلمراء وما واالمها‪ :‬تأسست بفضل الشيخ الكبري القدر إبراهيم بن مبارك البصري‬
‫الركائيب " الذي ظهر ظهورا كبريا بني مشايخ الصوفية يف هذا العصر [‪ 14‬هـ ] وله بينهم مكانة ال‬
‫ختفى " (‪ )8‬فوصلت زواياه إىل أيب اجلعد وبين مسكني والربوج والزيدانية وآيت بوزيد وتادلة‪ ،‬وتوفر‬
‫له مريدون على منط فقراء احلاج علي يف القراءة والذكر (‪. )1‬‬
‫‪ 1‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪188-187‬‬
‫‪ 2‬ـ املعســول ‪15/43‬‬
‫‪ 3‬ـ من أفواه الرجال ‪1/75‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪10/92‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه‪ 4/306 :‬و ‪ 67-12/64‬و ‪ 14/129‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪142-141‬‬
‫‪ 6‬ـ املعسـول ‪ 19/114‬و ما بعدها‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه‪ 307-1/306 :‬و ‪ 14/129‬و ‪ 331-307-306-34-16/4‬و ما بعدها‪ .‬ومن أفواه الرجال ‪58-3/57‬‬
‫‪ 8‬ـ املعسـول ‪109-12/108‬‬

‫وكانت زاويته املركزية " مدرسة قرآنية‪ ،‬ففيها سنة ‪ 1363‬هـ حنو املائة "(‪ )2‬من األيتام وذوي‬
‫العاهات‪.‬مث احتل حممد املختار بن احلاج علي(‪ )3‬فرع احلمراء ورده مدرسة علمية وأدبية ووطنية…‬
‫وغري ذلك من الفروع‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فإن احلركة الرتبوية الدرقاوية أسهمت يف احلركة األدبية ب‪:‬‬
‫ـ استقطاب وختريج طائفة كبرية من العلماء والفقهاء يقاربون املائتني (‪ )4‬من بينهم كتاب‬
‫وشعراء ونقدة‪ ،‬ومربون مصلحون‪ ،‬وذوو النفوذ وغريهم‪ .‬فمن أدبائها وشعرائها ومؤلفيها‬
‫وأساتيذها االفرانيني أو الذين هلم بإفران آصرة‪ :‬األستاذ حممد بن ابراهيم التمناريت ومعظم تالمذته‬
‫بتانكرت كعلي بن أمحد االلغي الشيخ وغريه‪ .‬وميكن اعتباره طريقا يف سند األدب االلغي االفراين‬
‫إىل األدب اجلشتيمي مث احلضيكي مث التامكرويت؛ واألستاذ ابراهيم بن صاحل التازارواليت صاحب‬
‫فرع جماط و له مؤلفات(‪)5‬؛ واألستاذ املؤلف حممد بن احملفوظ التازمياميت(‪ )6‬واألستاذ عبدالرمحن‬
‫العويف(‪)7‬؛ وبعض فقهاء األسرة األسكائية وغريها كمحمد بن أمحد األساكي الشقراوي وعلي‬
‫بيجلبان املسراوي وحممد بن أمحد بن عبداهلل األسكائي ووالده أمحد بن عبداهلل(‪ … )8‬وموالي‬
‫حممد البوزاكارين‪ ،‬وحممد املختار السوسي تلميذ التانكرتية الدرقاوي السلفي(‪. )9‬‬
‫ونذكر من غريهم من عوام إفران ذوي املكانة يف الطريقة ‪ :‬سعيد بن مهو احلندقي املتوىف شيخه‬
‫املعدري يف داره؛ ومولود الشقراوي املولود شيخه اإللغي يف داره والدته الثانية ‪ ،‬وحممد أوباكي‬
‫التانكريت املالقي عنتا ومضايقة من والده الناصري الطريقة‪ ،‬واحلاج حييا التيموالئي اإلرحيي احلي‬
‫‪70‬‬
‫الشعور الناقد(‪ )10‬وأما من هم خارج إفران فعديد نذكر ممن تأدب منهم وشعر حممد بن مسعود‬
‫املعدري‪ ،‬وحممد بن علي السويري وحممدا ساملا بن عبد الفتاح الصحراوي وحممدا الويل الركائيب‬
‫الصحراوي(‪ … )11‬وغريهـم‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪12/136‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه ‪12/152 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪ 15/162 :‬و االلغيات ‪77-3/76‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪ 11/156 :‬و رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪187 ،‬‬
‫‪ 5‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 203‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪142‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪ 1/291‬و ‪75-12/74‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪18/146 :‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه ‪ 230-229-12/209 :‬ومن أفواه الرجال ‪3/101‬‬
‫‪9‬ـ نفسـه ‪ 15/162 :‬و عبد اجليد الصغري‪ :‬الفكر السلفي و التصوف الطرقي قطيعة أم اتصال ‪ ،‬ندوة املختار السوسي ‪ :‬الذاكرة املستعادة ‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪10‬ـ من أفواه الرجال ‪ 45-2/44‬و‪ 3/46‬وااللغيات ‪ 2/183‬و منية املتطلعني اىل من الزاوية االلغية من املنقطعني‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ نفســه‪:‬‬

‫ـ انتاجات أدبية نثرية وشعرية ونقدية (‪ )1‬مرتبة كما على هذا النحو‪.‬‬
‫(‬
‫ـ وضع مقررات تعليمية وتربوية لرتقية مستويات املنقطعني يف الزوايا‪ ،‬كديوان مساع احلاج علي‬
‫‪ ،)2‬ومرتمجه لقصائد الوعظ إىل الشلحية اليت يؤاخذ هبما وعاظه ومسمعيه حفظا وإنشادا وتذوقا ‪،‬‬
‫ومرتمجه جملموع األمري يف الفقه‪ ،‬وللحكم العطائية (‪ )3‬ومؤلفات أخرى وضعها األستاذ ابراهيم‬
‫التازارواليت (‪ )4‬ملريديه وغريهم‪.‬‬
‫ـ ارتقائها بفئات أمية من متجرديها إىل تذوق األدب املسموع من أناشيد السماع اليت ينتفضون‬
‫هبا انتفاضات إىل التواجد والعمارة‪ .‬فيننتقون قصائد السماع حبسب الوارد وينتقدون منها ما خيالف‬
‫املقام(‪. )5‬‬
‫ـ حدهبا على العلم والعلماء تقرهبم ويرق قلبها حلاهلم وحلال طلبة العلم يف املدارس الذين‬
‫يرتكسون يف الزدائل (‪.)6‬‬
‫ـ مشاركة رجاالهتا وأقطاهبا وأدبائها يف الندوات واألمسار األدبية‪ .‬فكان احلاج علي مثال يشهد‬
‫أمسار أدباء إلغ وفقهائها حىت ال تنفك عن غري ذكر اهلل‪.‬‬
‫ـ حتريك دواليب السياسة والتنبيه على عظائم األمور واألحداث‪ ،‬والتنبؤ هبا وحماولة تغيري الواقع‬
‫ليكون يف مستوى التحديات املرتقبة‪ ،‬واختاذ رجاهلا وأقطاهبا وأدبائها مواقف مشرفة ضد ظلم القواد‬
‫وطغياهنم ‪ ،‬ومشاركتها يف حركة اجلهاد وغريها (‪.. )8‬‬
‫‪71‬‬
‫ـ اكتساهبا شهرة واسعة يف األوساط السوسية والدرعية واملراكشية الصويرية والرمحانية واحلاحية‬
‫وما وراء ذلك إىل الربوج وما سامتها (‪.)9‬وقد هتيأت هذه الشهرة هلا بعد فضل اهلل ؛ بفضل الشيخ‬
‫اإللغي ومريديه املتصدرين من بعده كإبراهيم البصري الكائيب وحممد بن مسعود املعدري الذي مل‬
‫يكن الصحراويون يعرفون الشيخ إال به (‪ )10‬؛ وأمحد الفقيه الركين وحممد الشيخ الدرعي وإبراهيم‬
‫التازارواليت وغريهم‪ ..‬وقد جىن مثرة هذه الشهرة ابن الشيخ اإللغي ‪ ،‬حممد املختار السوسي؛ مبا‬
‫ذكر ومبا أثله من جمد بتآليفه وأنشطته الرتبوية والعلمية واألدبية والسياسية واحلكومية؛ فيق ــول‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ السوسي‪ :‬املعسول ‪ 3/42‬و ما بعدها ‪ ،‬و‪ 4/90‬و‪ 75-13/65‬وما بعدها ‪ ،‬وااللغيات ‪ 2/183‬ومن أفواه الرجال ‪ 127-104-1/33‬وما بعدها‪…149 ،‬‬
‫وعبد الوايف رضى اهلل‪ :‬النور املبغي يف رسائل وأشعار الشيخ االلغي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ من أفواه الرجال ‪105-1/104‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه‪ 2/44 :‬و‪110-3/73‬‬
‫‪ 4‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 142‬و سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪203‬‬
‫‪ 5‬ـ من أفواه الرجال ‪ 1/104 :‬و ‪ 2/44‬و‪110-3/73‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪15/258‬‬
‫‪ 7‬ـ من أفواه الرجال ‪1/81‬‬
‫‪ 8‬ـ املعسول ‪ 4/103‬وما بعدها – ‪ ، 202‬و‪ 12/138‬وما بعدها و‪223-15/222‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه ‪ 307-1/306‬و‪ 237-4/236‬و‪ 12/136‬و‪327-15/245‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه ‪13/65‬‬

‫" وأنا لست بنكرة يف املغرب ملا لعائليت أوال ‪ ،‬وملا يل ثانيا " (‪. )1‬‬
‫ـ تآليف عديدة منها تراجم تأرخيية ألقطاهبا ومشاخيها " كاملبدي املعيد‪ ،‬يف مناقب الشيخ‬
‫سعيد"‪ ،‬للشيخ اإللغي وحممد بن مسعود املعدري ؛ و" السر اجللي يف أخبار احلاج علي " ملبارك بن‬
‫عمر اجملاطي‪ ،‬و" إرشاد النبيه إىل مآثر أمحد الفقيه " للمختار السوسي و" منية املتطلعني‪ ،‬إىل من‬
‫(‪)2‬‬
‫بالزوايا اإللغية من املنقطعني" له أيضا؛ وغريها‪.‬‬
‫ـ حترك بعض رجاالت الطرق الرتبوية األخرى ‪ ،‬العلماء واألدباء الناصريني باخلصوص ‪ ،‬ضد‬
‫(‪)3‬‬
‫هذه الطريقة ‪ ،‬فأعقب ذلك تنشيطا حلركة األدب والنقد بسوس ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الحركة التربوية التيجاني ــة‪ :‬تأسست مع موالي أمحد التيجاين احلسين الذي يرفع سندها‬
‫احلسي واملعنوي إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم بال واسطة (‪ . )4‬فتلقف وظائفها وعهودها من بني‬
‫يديه أتباعه أمثال حممد بن أيب النصر السجلماسي الفاسي وحممد الغايل املكناسي الفاسي وعبد‬
‫الوهاب بن األمحر الفاسي والطيب السفياين (‪ )5‬وغريهم‪ .‬وعن هؤالء األربعة أخذ الطريقة العالمة‬
‫األديب الشهري أمحد أكنسوس نزيل احلمراء‪ .‬فكان هبمته " قطبها يف اجلنوب" (‪ . )6‬فقد " كاتب‬
‫اآلفاق ب (سوس) ‪ ،‬فعند كل عامل كبري هناك من رسائله أضابـري تنادي يا لألدباء آلثار قيمة‬
‫أغيثوها باجلمع " (‪ )7‬فأخذ عنه مبراكش علماء سوسيون " أجالء يرتفعون عن الدمهاء ‪ ،‬فال يلقنون‬
‫إال من ومن ممن يونسون فيه االنقياد واالنصياع… مث مل تزل تنتشر [هذه الطريقة] بني علية الناس‬
‫‪72‬‬
‫فقط خصوصا الطلبة والرؤساء واألغنياء حىت صارت متتد جذورها إىل بعض الدمهاء ‪ ،‬فتؤسس هلم‬
‫الزوايا شيئا فشيئا حىت صارت… يف ‪ 1380‬هـ أكثر هذه الطرق انتشارا يف ( سوس ) " (‪ . )8‬وقد‬
‫واتى احلظ من أتباع الكنسوسي عاملني كانت هلما يد طوىل يف نشر هذه الطريقة يف سوس ‪ ،‬مها‪:‬‬
‫أ ـ سعيــد الـدراركــي ( ت ‪ 1286‬هـ ) ‪ :‬مكث يف الناصرية عشرين عاما قبل أن يأخذ‬
‫األمحدية عن الكنسوسي‪ .‬بينه وبني شيخه املذكورمراسالت ومكاتبات‪.‬أخذ عنه الشيخ اجملاهد‬
‫اجلليل حممد التيلضي شيخ احلاحيني قاطبة يف الطريقة األمحدية(‪. )9‬‬
‫‪1‬ـ االلغيات ‪2/181‬‬
‫‪2‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 222-220‬و املعسول ‪ 12/86‬و‪16/38‬‬
‫‪ 3‬ـ من أفواه الرجال ‪ 45-2/44‬وروضة األفنان ‪ ،‬ص ‪.225-224‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪11/103‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه ‪11/101:‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪11/276 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪11/277 :‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه‪157-11/156 :‬‬
‫‪9‬ـ نفســه‪11/157‬‬

‫ب ـ احلاج احلسني بن أمحد السوقي اإلفراين (‪ : )1‬أحد املؤسسني لألمحدية يف سوس‪ .‬أخذها‬
‫عن األديب الكنسوسي‪ .‬ونال فيها القطبية عن القطب حممد العريب بن السايح الشرقي دفني الرباط‪،‬‬
‫عن الشيخ عن النيب صلى اهلل عليه سلم بال واسطة (‪ . )2‬وعن اإلفراين " أخذها كثري من العلماء‪،‬‬
‫انتشرت هبم‪ .‬والفرع الذي انتشر عنه ال يعرف إالعراض عن الطرق األخرى‪ .‬وكان خاليا من‬
‫الدعوى مع أنه معتقد اآلالف من فاس فمراكش فما وراءمها (‪ " "… )3‬وهو ذلك الرجل املالزم‬
‫للطريقة املثلى‪ ،‬ومل يسمع منه قط ما يسمع من أمثاله‪ ،‬فاستتبع كثريين ألخالقه وجلوده ولسعة‬
‫ساحته (‪ " )4‬حىت كان وحده قطب رحاها يف اجلنوب بعد وفاة شيخه الكنسوسي حنو ‪ 1294‬هـ‪.‬‬
‫وقد نال بشيخه هذا احلظوة لدى كرباء املغرب احلاضرين والبادين من العلماء والرؤساء والقادة‬
‫والوزراء وامللوك فضال عن غريهم " فتكون له يف القلوب ناموس وشهرة عم أندية ما بني (فاس)‬
‫و(احلمراء ) إىل وادي نون" (‪.)5‬‬
‫وقد شرع الشيخ اإلفراين يف أنشطته الرتبويةوالعلميةوالسياسيةواألدبيةيف إفران قبل ‪ 1291‬هـ‬
‫فأخذعنه هبا الطريقة العالمةاألديب حممد بن عبداهلل اإللغي حني كان مرابضا باملدرسة التانكرتية‬
‫األخذ(‪ .)6‬وكان حيفزه لالهتبال بدرس األدب‪ ،‬نفحة سرت إليه من الشيخ العالمة األديب‬
‫الكنسوسي(‪ )7‬وأيب العباس اجلشتيمي(‪ . )8‬فتثبت لنا بذلك طريق أخرى لسند األدب اإللغي اإلفراين‪،‬‬
‫وهي‪ :‬األديب حممد بن عبداهلل اإللغي عن األديب احلاج احلسني السوقي اإلفراين عن األديب‬
‫الكنسوسي؛ موازاة مع طريق ابن عبداهلل اإللغي عن احلاج احلسني اإلفراين وابن ابراهيم التاماناريت‬
‫‪73‬‬
‫عن أيب العباس اجلشتيمي‪ .‬مث بني يدي اإللغي تسلم مشعل الطريقةواألدب الطاهر بن حممد اإلفراين‬
‫ولسان حاله يردد "هذه بضاعتنا ردت إلينا" (‪.)9‬كما أخذ الطاهر اإلفراين الطريقة والتشجيع على‬
‫درس األدب عن شيخه يف الطريقة احلاج احلسني السوقي اإلفراين‪.‬فكان يشيد جبانبه وخيلص له‬
‫الودويتعصب إليه بني أهل ذلك الوادي يف فرتات احملنة اليت مر هبا الشيخ يف ‪ 1302‬هـ و ‪1318‬‬
‫هـ(‪. )10‬‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪157-11/156‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه‪186-8/185 :‬‬
‫‪ 3‬ـ رجال الغلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪ 183-182‬وما بعدها‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪11/157‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪4/37:‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪4/31 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪ 11/276 :‬و ما بعدها‬
‫‪ 8‬ـ خالل جزولة ‪ 4/184‬وما بعدها‬
‫‪ 9‬ـ سورة يوسف اآلية‪65:‬‬
‫‪ 10‬ـ املعســول ‪41-39-4/34‬‬

‫(‬
‫وله فيها خماطبات وأقوال وأشعار مدحا وهتنئة وتعزية ورثاء (‪… )1‬وقد أجازه الشيخ يف الطريقة‬
‫‪ )2‬؛ وكان يدفعه لقول الشعر دفعا ‪ ،‬وينيبه يف القول على لسانه نظما ؛ مثلما كان يؤهله ويرشحه‬
‫لتسنم مراقي الشهرة وسلوك أسباهبا كالدخول على الرؤساء والقواد والكرباء األمحديني بقصائده؛‬
‫وكان له يف ذلك سندا وعضدا‪ .‬وكان يتلو قصائده بني يدي امللوك(‪. )3‬مث ساعده لزيارة مقام الشيخ‬
‫(‬
‫التيجاين بفاس برفقه قرينه العريب الساموكين‪ .‬فمثال يف ذلك املقام بقصائد يف جناب الشيخ التيجاين‬
‫‪)4‬؛ والتقيا يف سفرهتما بأدباء احللقة الرتبوية التيجانية بفاس مث الرباط وسال مث السويرة ‪ ،‬فدارت‬
‫بينهم كؤوس اآلداب مرتعة شعرا و نثرا ونقدا(‪ . )5‬وقد واتى السعد يف هذه السفرة الطاهر بن حممد‬
‫اإلفراين فنال منها‪:‬‬
‫ـ إجازات يف الطريقة عالية السند كإجازة " أمحد بن حممد العبدالوي امام الضريح…عن‬
‫القطب الكبري علي بن احلاج عيسى التماسيين وهو عن قطب العارفني وقطب األقطاب الواصلني‬
‫سيدي أمحد بن حممد التيجاين‪ ،‬وهو عن النيب صلى اهلل عليه و سلم " (‪. )6‬‬
‫ـ شهرة وذيوع صيت بالعلم والطريقة واألدب يف أوساط احللقات الرتبوية والعلمية واألدبية‬
‫بفاس والرباط وسال والسويرة (‪. )7‬‬
‫ـ مادة أدبية متنوعة األجناس شعرا ونثرا‪ ،‬قصائد ومقطعات‪ ،‬رسائل وإجازات وتفاريظ بينه‬
‫وبني املذكورين توىل رفيقه العريب مجع منظومها يف ديوان(‪. )8‬‬
‫‪74‬‬
‫ـ انفتاحا على أدباء احلواضر بعد هذه الرحلة‪ ،‬فال يغب زيارهتم ومراسلتهم ودعوهتم لزيارته‬
‫(‪)9‬‬
‫ومكاتبته‪.‬‬
‫ـ شفوفا بني أقرانه بسوس ومسعة علمية وجاللة قدر جعلته قبلة املعتفني بعد شيخه اإلفراين‬
‫"يقصده الذين تلقوا منه األمحدية… ترى حضرته دائما كأهنا جممع الرفاق "(‪ . )10‬فكان بذلك‬
‫الشتلة اليت عوضت الشيخ اإلفراين السوقي بعد أن أخرج وانتهبت داره سنة ‪ 1318‬هـ نتيجة‬
‫(‪)11‬‬
‫مواقفه السياسية املوالية للمخزن‪ ،‬واليت مل تكن توافق مصلحة قبائل إفران ونفاليسها ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪73-71-4/41‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه‪102-11/101 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪ 4/46 :‬وما بعدها‬
‫‪ 4‬ـ نفســه ‪127-7/77‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪ 7/77 :‬وما بعدها‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪11/103 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪81-7/80 :‬‬
‫‪ 8‬ـ نفســه‪ 7/115 :‬و ما بعدها‬
‫‪ 9‬ـ نفســه‪81-80-78-7/77 :‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه‪7/92 :‬‬
‫‪ 11‬ـ نفســه‪ 4/34 :‬وما بعدها‬
‫(‪)1‬‬
‫فكان له خري خلف‪.‬مث أضحى بعد وفاته ‪ 1328‬هـ رباهنا وقطبها بإفران وسوس يستجاز فيجيز‬
‫يف العلم والطريقة واألدب‪ .‬وقد كانت بإفران زاوية واحدة مركزية بالسوق حيث كان الشيخ‪ .‬مث‬
‫يف األربعينيات استحدثت أخرى بتانكرت من قبل الطاهر اإلفراين بعد إحلاح الفقراء عليه ‪ ،‬ألنه مل‬
‫يرد أن يتقدم أمام زاوية شيخه… كما استحدثت أخرى بإذن الطاهر أيضا يف (تيغرداين) بأمسرا‬
‫(‪)2‬‬
‫قدم عليها مريده أمحد بن هبا بوسنكار والد الفقيه السلفي حممد بن أمحد بوسنكار املسراوي‪.‬‬
‫وتوىل أمر زاوية (تزنيت) حيث مدفن الشيخ اإلفراين مالزمه حممد الرضي مث حممد الكبري بن الشيخ‬
‫‪ ،‬مث أخوه أمحد فاألديب الشاعر الوطين حممد احلبيب (‪.)3‬كما توىل العديد من أصحاب الشيخ‬
‫اإلفراين أمر الطريقة فعمروا فروعا يف املغرب وخارجه وأسسوا أخرى(‪ .)4‬فكان له أتباع من‬
‫األفارقة يزورونه حني كان بإفران ويهدون إليه (‪ ، )5‬مضافا إىل ذلك‪ :‬الفرع اإليساكي‪ :‬تقدم فيه‬
‫العالمة األستاذ املؤلف أمحد بن صاحل االيساكي(‪ .)6‬والفرع التيويت حتت كنف الرئيس حمب األدب‬
‫وأهله حممد بن ابراهيم التيويت(‪ ،)7‬والفروع الشرقية بتامانارت وتاغاجيجت وأقا ‪،‬حيث تقدم عبداهلل‬
‫(‬
‫التاماناريت ‪،‬والعالمة ابراهيم بن حممد التاغاجيجيت ‪،‬والرئيس حممد بن أيب بكر الرمسوكي األقاوي‬
‫‪ .)8‬والفرع املراكشي‪ :‬تقدم فيه األديب حممد النظيفي(‪ . )9‬والفرع البيضاوي بزعامة شيخني‬
‫سوسيني " مل تكن نارامها ترتاءيان" (‪ : )10‬احلاج الأحسن البعقيلي املؤلف(‪)11‬؛ وحممد بن علي‬
‫التازارواليت اجملاطي‪.‬وبدار هذا األخري كان ينـزل اإلفرانيون وتالمذهتم ومن إليهم ؛فكان هلم‬
‫‪75‬‬
‫صلةوصل خري مع األديب القاضي العالمة سكريج فتمتنت حىت وقعت بينهم املكاتبة"فتكونت‬
‫قواف غري قليلة ومراسالت وجمالس تستحق أن ختلد"(‪ .)12‬والفرع االسكندري املصري حيث‬
‫تصدر األستاذ النحرير املؤلف حممد بن مبارك أوشن األخصاصي الشهري(‪ .)13‬واليزال الفرع‬
‫التيجاين اإلفراين نشيطا السيما بأكاديرحيث احلاج احلسني بن موسى‬
‫‪ 1‬ـ املعسـول ‪72-71-27-11/26‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء مع الطاهر ادبلكرع ‪ ،‬و آخر مع الفقيه الشاعر حممد عدي بوسنكار‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪ 4/74‬و ما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪68-4/67 :‬‬
‫‪ 5‬ـ لقاء مع احلاج احلسني بن موسى بأكادير‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪14/46‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪ 19/220 :‬وما بعدها‬
‫‪ 8‬ـ نفســه‪ 65-4/64 :‬و‪ 118-9/106‬و‪19/246‬‬
‫‪ 9‬ـ نفســه‪ 4/67 :‬و‪142-141-19/137‬‬
‫‪ 10‬ـ نفســه‪19/146 :‬‬
‫‪11‬ـ نفســه‪-4/68 :‬و‪ 11/160‬وما بعدها‬
‫‪12‬ـ نفســه‪ 19/146 :‬وما بعدها‬
‫‪ 13‬ـ نفســه‪ – 11/161 :‬و‪ 18/136‬وخالل جزولة ‪3/197‬‬

‫احلندقي اإلفراين يف حلقته الرتبوية العلمية األدبية فإنه احللقة املستمرة يف العطاء األديب والرتبوي‬
‫اإلفراين ووارث سر مسيه احلاج احلسني السوقي أدبا وطريقة وخلقا وكرما وسؤددا (‪ )1‬وبعد؛‬
‫فإن احلركة الرتبوية التيجانية قد أسهمت بقوة يف‪:‬‬
‫النهضة األدبية اإلفرانية اليت كان صلة وصلها األديب حممد بن عبداهلل اإللغي عن‬ ‫‪‬‬

‫األديب العالمة الشيخ احلاج احلسني اإلفراين عن األديب حممد أكنسوس املراكشي‪ .‬ورجال هذا‬
‫الطريق كلهم أمحديون‪.‬‬
‫استقطاب العديد من علماء سوس الكبار حينون اهلامة لقطبها يف اجلنوب احلاج‬ ‫‪‬‬

‫احلسني السوقي مث مريده الطاهر بن حممد اإلفراين‪ ،‬نذكر منهم حممد بن علي أوبو القاضي وآل‬
‫صاحل االلغيني‪ ،‬والقاضي اهلامشي األقاوي وحممد بن علي إيكيك وحممدا النظيفي وسعيد بن‬
‫الطبيب اجلماري والعريب الساموكين واألديب حممد بن احلاج وفقهاء طاطا وتاغاجيجت‬
‫وسكتانة وغريهم(‪. )2‬‬
‫تكوين وختريج واسقطاب العديد من الشعراء والكتاب واملؤلفني ‪ ،‬كاحلاج احلسني‬ ‫‪‬‬

‫السوقي والطاهر بن حممد وتالميذه وأجناله وأحفاده وأقرانه ؛ كاحلسن الكوسايل الذي استجازه‬
‫فأجازه‪ ،‬و العريب الساموكين وداود الرمسوكي وحممد بن احلاج األديب اإلفراين وعبداهلل بن‬
‫حممد االلغي‪ ،‬وشيخي الطاهر حممدا وعليا ابين عبداهلل االلغي وأبنائهما تالمذة اإلفرانيني‪..‬‬
‫وسعيد بن الطيب اجلماري وحممد بن املؤذن السماليل وحممد بن علي أوبو(‪ )3‬والبشري وحممد‬
‫‪76‬‬
‫وعبداهلل ابناء الطاهر اإلفراين واحلاج احلسني بن موسى اإلفراين الوارث سر مسيه الشيخ اإلفراين‬
‫وهواحللقة الرتبوية واألدبية والعلمية املستمرة للطريقة األمحدية‪،‬والشيخ الفقيه األديب أمحد أبناو‬
‫اإليغشاي‪،‬وغريهم‪..‬‬
‫خلق وإبداع إنتاجات أدبية وفرية جدا ومتنوعة أشعارا أو رسائل علمية وتربوية‬ ‫‪‬‬
‫(‪)4‬‬
‫وسياسية وأدبية وأخوية وإجازات واستجازات وهتانئ ووصايا واستفسارات وتقاريظ‬
‫وغريها‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ عايبت ذلك شهورا يف جواره بأكادير‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ 183-182‬و املعسول ‪…68-4/87‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسامه ــا‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ املعسول ‪ 7/115‬وما بعدها‪ .‬و‪ 4/33‬وما بعدها‪ .‬وغريمها‪.‬‬

‫‪ ‬كتابة تآليف تنظريية وتأرخيية للطريقة األمحدية كـ‪" :‬ترياق القلوب"(‪" )1‬واخلوامت‬
‫الذهبية"(‪ )2‬للحاج احلسني السوقي وترمجة حياته ملريده حممد بن علي االيساكي (‪ ، )3‬و مؤلفات‬
‫النظيفي وردود احلاج احلسني عليه يف كراريس (‪.… )4‬‬
‫استقطاب العديد من الرؤساء والقادة والوزراء استتب هبم أمر الطريقة وأصحاهبا‬ ‫‪‬‬

‫بسوس وخارجه كرؤساء جماط ومتنارت وأقا وتاغاجيجت ورأس الوادي وايغشان وحاحا‬
‫ومراكش وأوريكا ودمنات وفاس(‪ .. )5‬فكان اجلميع يوطئ األكناف لعلماء وأدباء األمحدية‬
‫اإلفرانيني ومن إليهم دور يف استجالب العلماء وتنشيط احلركة األدبية والعلمية كآل أقا وتيوت‬
‫وإيغشان وغريهه‪.‬‬
‫حتريك االجتاهات الرتبوية والعلمية املضادة‪ .‬فقد " أثارت أيضا هذه الطريقة يوم‬ ‫‪‬‬

‫ظهرت يف (سوس) زوبعة ضدها من مثل سيدي العريب االدوزي وسيدي ابراهيم ايب سامل‬
‫اإلكراري من إنكار بعض أقوال وأحوال ‪ ،‬فيما يرغم املذكرون حىت وجه سؤال إىل شيخ ذلك‬
‫الوقت سيدي احلسن بن أمحد التمكدشيت ف [ … ] أحسن الظن ومحل بعض ما ينكره على‬
‫هذه الطريقة أحسن احملامل (‪ ." )6‬غري أنه ختم رسالته بتفضيل طريقته فقال‪ " :‬فسبحان من‬
‫أظهر أعيان هذه السلسلة أقطابا وأوتادا ‪ ،‬وأظهر أعيان بعض الطوائف شعراء وجتارا وفجارا‬
‫وقوادا " (‪ )7‬ومثة كتابات أخرى تتزىي بأشكال جديدة أو هزلية كرحلة حممد بن العريب‬
‫‪77‬‬
‫االدوزي املراكشية‪ ،‬واستفسارات الفقيه االلياسي املاسي؛ فرد على اجلميع احلاج احلسني‬
‫(‪)8‬‬
‫السوقي ومريده الطاهر اإلفراين نثرا زشعرا وتأليفا ‪..‬‬
‫‪ 4‬ـ الحركـة التربوية السلفيـة اإلصالحية‪ :‬هي حركة علمية تربوية نقدية قدمية حييت مع‬
‫ابن عبدالوهاب بشبه اجلزيرة السعودية ‪ ،‬فوجدت أمامها جمموعة من األفاق كانعدام احلرية‬
‫وتفشي القهر والظلم واجلهل والطرقية املنحرفة املساملة للواقع الفاسد‪ ،‬واملتعلقة خبوارق العادة‬
‫دون األخذ باألسباب‪.‬فكان أمامها أن هتدم بداءة ما أثلنه الطرق الصوفية لتعيد تشكيل العقل‬
‫العريب واملسلم وفق األصلني املعتربين الكتاب والسنة‪.‬فلذلك تسلحت بالعلم خلدمة الدين‬
‫اإلسالمي واللغــة العربية‬
‫‪ 1‬ـ املعسول ‪ 4/68‬توجد نسخة له عندي‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ توجـد نسخـة لـه عنــدي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪.14/46‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـه ‪141-19/140‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه ‪41-4/40‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه ‪11/157‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪.6/299‬‬
‫‪ 8‬ـ نفسـه ‪ 5/173‬و ‪.81-18/80‬‬

‫رمزي وحدة األمة‪ .‬مث عليها بعد ذلك مواجهة العدو اخلارجي املتمثل يف االحتالل والكائدين‬
‫للدين اإلسالمي واللغة العربية‪.‬‬
‫إن هذه احليثيات اليت أطرت فكر السلفية اجلديدة الناهضة مع األفغاين وحممد عبده ورشيد‬
‫رضا والكواكيب مبصر وغريهم يف بقية بالد األسالم‪ .‬وقد تأثر هبذه احلركة يف املغرب شيخان‬
‫هلما الفضل األكرب يف بثها يف صفوف الفئة املثقفة واملتعلمة وغريها هبذا الوطن مها‪ :‬أبو شعيب‬
‫الدكايل مبراكش مث الرباط ‪ ،‬والشيخ حممد بن العريب العلوي بفاس‪ .‬فأخذ عنهما أجلة كاملختار‬
‫السوسي القائل‪ " :‬يف فاس استبدلت فكرا بفكر‪ ،‬فتكون يل مبدأ عصري على آخر طراز‪ ،‬قد‬
‫ارتكز على الدين والعلم والسنة القومية… فقد كان جملس [موقظ اهلمم استاذنا املفكر سيدي‬
‫حممد بن العريب العلوي ] ندوة الفكرة الدينية اجلديدة‪ ،‬وإن كان هو إمنا يقوم جهرا ضد الرد‬
‫على الصوفية‪ ،‬ولكن حتت ظل ذلك نكون غرية من الفكر الوطين العام ‪ ،‬فإذ ذاك سكرت بتلك‬
‫الفكرة ‪ ،‬وأنا كما تفتحت يل الدنيا جبرائدها وجغرافيتها زكتبها احلديثة واحلركات املصرية‬
‫والرتكية والسورية والعراقية واهلندية واألفغانية واإيرانية والتونسية ‪،‬وحركة العلماء يف اجلزائر"(‪)1‬؛‬
‫و لعل ما هيأه لالنفتاح على السلفية اجلديدة الناهضة بفاس وهو املعتقد خريا يف أهل التصوف‬
‫(‪)2‬‬
‫وابن شيخ الدرقاوية احلاج علي‪ ،‬وحنن نعلم ما بني الفكر السلفي والتصوف الطرقي من قطيعة‬
‫‪78‬‬
‫‪.‬آئتساؤه مبن قال فيه من شيوخه " ظفرت منه بالدين كما ظفرت منه باألدب" (‪ )3‬املوىل‬
‫عبدالرمحن البوزاكارين ابن أحد مشايخ الدرقاوية اإلفرانية (‪ . )4‬فقد كان املوىل عبدالرمحن‬
‫"الفقيه [أي السلفي] اجلاسي الواقف مع فقهه" املباين ملشرب والده "وكم بني مشرب الوالد‬
‫والولد ‪ ،‬ولكل منهما طريق ال حب فيه سابقون " (‪ .)5‬فقد كان " على أتو سديد‪ ،‬وطريقة‬
‫مستقيمة‪ ،‬دينا وعلو مهة‪ ،‬وإقباال على شأنه… مع دين مقام الفرض والنفل‪ ،‬ومثابرة على أذكار‬
‫وأوراد… يتحني كل ما ورد فيه شيء من األجر ويف عمله ثواب"(‪ )6‬؛ ومل يكن ممن خيفي‬
‫مواقفه‪ ،‬بل يعلنها صراحة‪ ،‬ويغري املنكر بيده وباسانه وبقلبه‪.‬‬
‫ومل يعلن املخت ــار القطيع ــة م ــع التص ــوف‪ ،‬ألن من خلفهم بس ــوس من أه ــل الط ــرق علم ــاء أجالء‬
‫وجماهدون أبلوا البالء احلسن يف مكافحة االستعمار‪ ،‬فآنس منهم قرابة مع مبادئه السلفي ــة‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ االلغيات ‪227-2/226‬‬
‫‪ 2‬ـ الفكر السلفي والتصوف الطرقي‪ :‬قطيعة أم اتصال… ‪ ،‬ص ‪ 27‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املعسول ‪10/118‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪.93-10/92 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪.10/93 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفس ــه‪.10/98 :‬‬

‫إهنم ال ــذين هي ــأوه علم ــا وأدب ــا ودين ــا وغ ــرية وطني ــة قب ــل أن يش ــرب من ك ــأس مب ــادئ الس ــلفية‬
‫الناهضـ ــة الـ ــدهاق‪ .‬مث إن (سـ ــوس) مل ختل من حركـ ــات فقهيـ ــة تربويـ ــة سـ ــنية‪ .‬فـ ــإن " اجلش ــتميني هم‬
‫أصحاب السنة والعاضون عليهــا بالنواجـذ ‪ ،‬ال ميكن أن جيد ذو مــيزان شــريعة مــا يؤاخـذهم عليــه ‪ ،‬و‬
‫أمــا غــريهم فإنــه يعــرف وينكــر" (‪ . )1‬فلـذلك مل جيد مانعــا من أن يتقبــل الفكــر اجلديــد بصــدر رحب ‪،‬‬
‫وغري معه أدبا بأدب ‪ ،‬شعرا بشعر ‪ ،‬ونثرا بنثر ‪ ،‬ونقدا بنقد… دون أن يكفـر بالسـالف‪ .‬فقـد" كـان‬
‫ملدرسة تانكرت وأدبائها ينبـوع يل يف ذلـك متفجـر؛ على أن ملوالي عبـدالرمحن البوزاكـارين يف ذلـك‬
‫مــا لبس لغــريه يف تثقيفي‪ ،‬وصــقل فكــريت؛ مث ظــل ذلــك ينمــو حــىت كــان مــا كــان ‪ .‬وأمــا النــثر املرســل‪،‬‬
‫فأســتاذي فيــه ابن العبــاس القبــاج ســنة ‪ 1347‬ه ـ يــوم كنت أرافقــه يف (الربــاط ) فـإذ ذاك متلصــت من‬
‫السجع" (‪ . )2‬وقد تبىن املختار هذه الدعوة السـلفية ‪ ،‬فكـان من روادهـا األوائـل بفـاس مث الربـاط ‪ ،‬مث‬
‫أض ــحى قطب رحاه ــا يف احلم ــراء ورباهنا‪ .‬ف ــانكب يف زاوي ــة وال ــده على التعليم وف ــق املنهج الس ــلفي‬
‫االصــالحي(‪ ،)3‬فانتقــل من بني يديــه أدبــاء الشــباب مبراكش ؛ يقــول" وجتت ذلــك اجلو نشــأ شــعراء يف‬
‫صــفوفنا ظهــرت بعض آثارهــا للوجــود ‪ ،‬فــذلك إبــراهيم االلغي… وعرفــة الفاســي وابن العــريب اجلزار‬
‫اآلسـ ــفي ‪ ،‬واحلسـ ــن التنـ ــاين وحممـ ــد الـ ــرداين وعبـ ــداحلي الـ ــبزيوي واألسـ ــتاذ سـ ــيدي ابـ ــراهيم بن أمحد‬
‫وم ــوالي أمحد الن ــور وعب ــد الق ــادر حس ــن وأمحد ش ــوقي وآخ ــرون…" (‪ )4‬وق ــد ادعى ربوبي ــة ه ــذه‬
‫‪79‬‬
‫احلركــة األدبيــة املراكشــية احلديثــة غــري املختــار زورا فيمــا نشــرته جريــدة الســعادة الناقمــة على علمــاء‬
‫احلركة الوطنية بعد أن نفي املختار السوسي من مراكش إىل (إلغ)(‪ . )5‬كما انتقل من بني يديــه اثنــان‬
‫من قادة احلركة الوطنية الثالثـة مبراكش‪ :‬األديب عبداهلل ابـراهيم والشـاعر عبـدالقادر حسـن و املالخ‪.‬‬
‫" فهم الذين نفخوا فيها وحدهم الوطنية حىت تشـبعت هبا " ألن احلمـراء كـان عنهـا " معروفـا إذ ذاك‬
‫مشهورا السكون واهلمود كأهنا قطر آخر" (‪. )6‬‬
‫وحني حل املختار مبنفاه بإلغ‪ ،‬حاول بث بعض أفكاره وتصوراته السلفية الناهضة ما أمكنه‬
‫من خالل بوابة األدب العصري اإلحيائي دون أن ينكر على ما هو عليه من األذواق األدبية‬
‫والرتبوية‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪6/59‬‬
‫‪ 2‬ـ االلغيــات ‪229-2/228‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪.1/15‬‬
‫‪ 4‬ـ االلغيــات ‪3/122‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪ 3/102:‬و املعهد االسالمي بتارودانت و… ‪.2/116‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪.1/20 :‬‬

‫والعلميــة؛ فلم يقــدح يف طريقــة وال دعــا إىل فكــره من ليس يف مســتوى إدراكــه‪ .‬فــنراه يســاير دون أن‬
‫يقع يف مـا خيدش يف مبادئـه السـلفية‪ .‬فلم يـزاحم إخوتـه على ذبـائح ضـريح والـده‪ ،‬ومل خياطب ضـريح‬
‫حممــد بن يعقــوب يف رحلتــه حني أحل عليــه أحــد الــدرقاويني االئتســاء بوالــده الشــيخ يف ذلــك بقصــيدة‬
‫شعرية إال مبا علق عليه بقوله‪ ":‬ومل أقل فيها إال معتقدي يف الشيخ وأمثاله رضي اهلل عنهم بال غلو ‪،‬‬
‫ألنن ــا حناول أن ال خنرج عن الس ــنة يف ك ــل ش ــيء على ق ــدر طاقتن ــا"(‪ . )1‬وتظه ــر التفاتات ــه االص ــالحية‬
‫للوضع يف انتقاده لواقع الفكر الذي"ليس إال ضحضاحا كدرا ال يربد جسدا وال يفثأ غلة وال يقضي‬
‫على هلفة"(‪ . )2‬كما بدرت منه انتقادات لواقع األدب بعضها لشيخه البوزاكــارين وبعضــها اآلخــر من‬
‫بنــات مــا ســرى إليــه من فــاس والربــاط(‪ . )3‬وقــد اغتنم رســالة للمــدين بن علي ختلص فيهــا هــذا األخــري‬
‫من الس ــجع ليع ــرب ل ــه املخت ــار فيه ــا عن آمال ــه وطموحات ــه يف اص ــالح ح ــال احلرك ــة األدبي ــة االلغي ــة‬
‫اإلفرانية يقول‪ … ":‬اآلن آمنت أن أدبنــا االلغي [اإلفـراين] ســيحيا وســيزداد نشــاطا وقــوة‪ ،‬وســيتناول‬
‫يف املستقبل كل النواحي‪ ،‬فسيكون لنا الشـعر كمـا هـو الشـعر محاسـة وفخـرا ووصـفا للطبيعـة وخلواجل‬
‫النفــوس‪"..‬؛ وحيرض‪ .‬هــذا الرجــل الــذي هــو عميــد املدرســة االلغيــة ومن تالمــذة اإلفرانــيني ‪ ،‬ليــتزعم‬
‫ه ــذه احلرك ــة االص ــالحية" ه ــا أنت ـ ـ ذا ي ــا س ــيدي ـ ـ ق ــد انت ــدبت هلذه املهم ــة‪ ،‬وه ــا حنن أوالء وراءك‬
‫‪80‬‬
‫ومعك تشري فنأمتر‪،‬وتقرتح فننفذ…" (‪. )4‬وكان يفاتح بذلك كل من آنس منه انفتاحا ومقدرة على‬
‫(‬
‫التجاوب كأيب العباس اليزيدي والطاهر اإلفراين وحممد بن احلاج احلامــدي واحلســن بن علي االلغي‬
‫‪ )5‬وغــريهم‪ .‬وبــاملوازاة مــع هــذه الــدعوات اجلانبيــة للمختــار‪ ،‬اســتخدم علمــاء وأدبــاء ورجــاالت االجتاه‬
‫التقليـ ــدي بسـ ــوس يف مشـ ــروعه السـ ــلفي الوطـ ــين؛ وهـ ــو التـ ــأريخ للناحيـ ــة العلميـ ــة واألدبيـ ــة والرتبويـ ــة‬
‫والسياس ــية العربي ــة اإلس ــالمية(‪ )6‬يف س ــوس ليفن ــد هبا م ــزاعم الظه ــري ال ــرببري ويبط ــل مقاص ــد دعات ــه‪،‬‬
‫وليوقـ ــف السوسـ ــيني وغـ ــريهم على مـ ــواطن قـ ــوهتم فيعضـ ــوا عليهـ ــا بالنواج ــذ وعلى مك ــامن الض ــعف‬
‫فيتجاوزهـا‪ .‬ومل تـذهب جهـود املختـار واحلركـة الوطنيـة اإلصـالحية سـدى؛ فقـد تبنت فئـة من علمـاء‬
‫سوس ومثقفيها أفكاره اإلصالحية‪ ،‬فتولت يف إطار مجعية علماء سوس تأسـيس مراكـز العلم وتطـوير‬
‫العتيقات لتساير العصر‪ ،‬وحاربت الب ــدع واخلرافات ودعت للرجوع‬

‫‪ 1‬ـ خالل جزولــة ‪3/122‬‬


‫‪ 2‬ـ املعسـول ‪.1/15‬‬
‫‪ 3‬ـ االلغيــات ‪.1/149‬‬
‫‪ 4‬ـ نفس ــه ‪.150– 1/149‬‬
‫‪ 5‬ـ خالل جزولــة ‪.98-2/97‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪.23-1/15‬‬

‫إىل املنابع األوىل لإلسـالم‪ .‬فـأجنزت من بني مـا أجنزت " املعهـد اإلسـالمي بتـارودانت " الـذي أضـحى‬
‫كليــة حيج إليهــا الطلبــة من ســوس وخارجهــا ومن األفارقــة ‪ ،‬فبلــغ مبلغــا من الشــهرة جــر عليــه مــا جــر‬
‫حـىت حـد نشـاطه وأوقـف اشـعاعه(‪ . )1‬ويف املنطقـة اإلفرانيـة ظهـر من رجـاالت السـلفية اإلصـالحية يف‬
‫هذا العصر‪:‬‬
‫‪ – 1‬ذ‪ .‬عبداهلل هبا األغب ــالوئي‪ :‬من رواد احلرك ــة اإلس ــالمية ب ــاملغرب وقيادييه ــا‪.‬ك ــان عض ــوا يف‬
‫الشــبيبة اإلســالمية ‪ ،‬مث نــائب رئيس مجعيــة اجلماعــة اإلســالمية فحركــة اإلصــالح و التجديــد مث حركــة‬
‫التوحيد واالصالح‪ .‬وله إصدار ومقاالت عدة جبرائد حركته‪ .‬ويشتغل مهندسا زراعيا بالرباط (‪. )2‬‬
‫‪ – 2‬ع ــدي حمم ــد بن أمحد بوس ــنكار املس ــراوي(‪( : )3‬ول ــد ‪1948‬م ) الفقي ــه الش ــاعر ابن مق ــدم‬
‫التيجاني ــة ببلدت ــه ‪ ،‬وتلمي ــذ الش ــيخ العالم ــة احلس ــني بن موس ــى اإلف ــراين التيج ــاين‪ .‬يش ــتغل حالي ــا إم ــام‬
‫وخطيب مسجد بـدر بـتزنيت جبث ينفث يف قصـائده وخطبـه ومواعظـه وأشـرطته البصـرية والسـمعية‬
‫القضــايا واملشــاكل الــيت يــرتكس فيهــا اجملتمــع املغــريب والعــريب واإلســالمي مما هــو علــة التخلــف وعــائق‬
‫التقدم كالربا والرشا وسفور النسوان وغريها‪ ..‬وسل املواضي على رقاب اجلمود والتصــوف والبــدع‬
‫واأله ــواء والض ــالالت ون ــادى ب ــاطراح الب ــدائل الغربي ــة املس ــتوردة كالرأمسالية والش ــرتاكية ليخل ــو اجلو‬
‫‪81‬‬
‫للنهـل من عني االسـالم السلسـبيل الكتـاب والسـنة‪ .‬ونـوه جبهـود العاهـل الراحـل املرتكـزة على ضـمان‬
‫وحدة البالد‪ .‬مشارك هذا الشاعر السـلفي بنفسـه ونفسـه الشـعري يف املسـرية اخلضـراء‪ .‬وتأسـف على‬
‫أحوال األمة املرتدية ‪ ،‬معتـربا العلمـاء واحلكـام املسـؤولون األوائـل على تغيـري الوضـع ؛ فـاقرتح مـوازاة‬
‫مع ذلك إصالح أحوال املدارس العتيقة وربطه باملصادر النقية لإلسالم (‪. )4‬‬
‫‪ – 3‬مول ـ ــود بن احلس ـ ــن السـ ــريري (‪: )5‬اهلشـ ــتوكي (ولـ ــد ‪1963‬م ) أسـ ــتاذ مدرسـ ــة تـ ــانكرت‬
‫العالمــة اللغــوي األصــويل األديب الناقــد احملقــق‪ :‬انتفــع بعــد أخـذه ب(ســوس) بســفرته إىل طنجـة حيث‬
‫أخ ـ ـ ـ ـ ــذ عن عبداهلل التلي ـ ـ ـ ـ ــدي وعبداهلل بن الص ـ ـ ـ ـ ــديق‪..‬فع ـ ـ ـ ـ ــاد إىل س ـ ـ ـ ـ ــوس منفتح ـ ـ ـ ـ ــا على التي ـ ـ ـ ـ ــارات‬
‫الفكريةوالتعبريية الرائجة‪ ،‬وانفتح مبطالعته احلرة يف اجملاالت ومبحاورتــه مــع الفئــة العاملةواملثقفــة‪،‬فوقــف‬
‫على مستجدات العصر وما حيدق باألمة من األخطار والتحديات‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ املعهد اإلسالمي بتارودانت ‪ 2/143‬و ما بعدها‪.‬‬


‫‪ 2‬ـ معرفة شخصيـ ــة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ منار السعود… ‪ ،‬ص ‪ + 74-73‬لقاءات متكررة معه يف داره بتزنيت سلمين خالهلا ديوان أشعاره يف كناشني‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ عدي حممد بن أمحد بوسنكار ‪ ،‬الديوان يف جزأين‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ منار السعـود ‪ :‬ص ‪ .82‬ولقاءات معه متكررة مبدرسة تانكرت أوقفين خالهلا على مشاريعه العلمية‪.‬‬

‫اشــتهر منــذ فــرتة أخــذه بســوس باملثافنــة والبحث والنقــد‪ .‬وهــو ذو غــرية على الــدين والســنة وعلى‬
‫العلم ومعاه ــده ومنتديات ــه ‪ ،‬ص ــدرت عن ــه يف ش ــكل انتق ــادات واس ــتدراكات ت ــذكي ض ــده من ابتل ــوا‬
‫بنق ــده‪ ،‬ويف ش ــكل مق ــاالت وخطب ينفث فيه ــا رؤاه اإلص ــالحية والنقدي ــة كمقالت ــه ح ــول املدارس‬
‫العلميــة السوســية ومقالتــه حــول النزعــة األمازيغيــة‪ .‬ويربــط يف قصــيدة لــه آمالــه اإلصــالحية بالصــحوة‬
‫اإلسالمية املباركة‪ .‬ولـه مشـروع علمي طمـوح ومتكامـل يف علم األصـول ‪ 1‬يؤلـف فيـه مؤلفـات نشـر‬
‫( )‬

‫بعضها (‪. )2‬‬


‫‪ :‬ولــد ‪1973‬م تلميــذ املذكور قبلــه وصــهره‪ .‬كــان‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ – 4‬حلســن ادحممــد الشــقراوي اإلفــراين‬
‫لشيخه تبيعا يف العلم والفكـر واملبـدإ واالعتقـاد والتصـور واآلمـال والطموحـات واالهتمامـات" ويعتـرب‬
‫العضــد األمين [لــه] يف امللمــات" (‪ . )4‬وهــو مرشــح لتســلم أعلى املراتب يف العلم واألدب والــذود عن‬
‫ال ــدين اخلالص ملا ميت ــاز ب ــه من دين م ــتني ومس ــتوى علمي وأديب رفي ــع‪ ،‬وقابلي ــة لالنفت ــاح على اجلدي ــد‬
‫ومسايرة التطور يف اهتماماته‪ .‬سرى له ذلك من شيخه الــذي ينتقــد يف وادي إفــران جهــارا يف احملافــل‬
‫بــدع القبوريــة والطرقيــة ومظــاهر الفســاد واجلمــود واالحنالل‪ ..‬ومن مطالعاتــه يف الكتب احلديثــة الــيت‬
‫يوفرهــا لــه شــيخه جماالت وجرائــد ودواوين وكتب التــاريخ األديب والكتب املقــررة القدمية واحلديثــة ؛‬
‫وكذا من الوفود العلمية الزائرة من الباحثني والزوار من ذوي الدعوة السلفية اإلسالمية كـ ‪:‬‬
‫‪82‬‬
‫ذ‪ .‬عبداهلل هبا األغبالوئي ووفد صاحب منار السعود وغريمها‪ .‬وتظهر أفكاره السلفية اإلصالحية‬
‫يف آث ــار قلم ــه الش ــعرية والنثري ــة املتع ــددة واملتوع ــة (‪ )5‬مما يض ــيق اجملال لتتب ــع مض ــامينه الدال ــة على م ــا‬
‫ذكرنــا‪ .‬ومــوازاة معــه نــذكر قرينــه يف التحصــيل حســن كنــان (‪ . )6‬وهبذا ؛ نعلن أن للحركــة الرتبويــة‬
‫السلفية إسهاما يف احلركة األدبية اإلفرانية ب‪:‬‬
‫استقطاب وتكوين شعراء وكتاب أفذاذ من املذكورين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مؤلفني يف خمتلف الفنون‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتاج شعري ونثري ونقدي للمذكورين‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأطري بعض رجاالت األسر العلميــة كبوســنكار والشـقراوي وهبا وغــريهم كعبــدالعزيز‬ ‫‪‬‬
‫خربوش االكماضي واحلسن كنان‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أوراق مولـود السريري‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ السريري‪ :‬منهج األصوليني يف حبث الداللة اللفظية الوضعية ‪ ،‬ط ‪ ..2000-1/1421‬طوب برسي الرباط ‪ ،‬تقدمي عبداهلل هبا اإلفراين‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أدب املدارس العتيقة بسـوس‪ :‬احلسـن بن ابـراهيم اإلفـراين منوذجـا‪ :‬حبث االجـازة‪ ،‬مرقـون بكليـة اآلداب ابن زهـر اكـادير ص ‪ 39‬ومـا بعـدها‬
‫ولقاءات متكررة معه مبدرسة تانكرت‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مولـود السريري ‪ :‬ترمجة تلميذه الشقراوي املذكور‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أوراق حلسن الشقراوي ‪،‬وأدب املدارس العتيقة بسوس…‬
‫‪ 6‬ـ القيتـه مؤخـرا وتسلمت منه أوراقه وآثاره‪.‬‬

‫‪‬إثارة احلركة األدبية بالرحلة املختارية خالل جزولة‪.‬‬


‫شهرة واسعة غري جمحودة يف املغرب حازها املختار السوسي ومؤلفاته‪ ،‬ومسعة ذاوية‬ ‫‪‬‬
‫يف سوس للعالمتني بوسنكار والسريري‪ ،‬ومبتدئة للحسن إدحممد الشقراوي وغريه‪.‬‬
‫العالقـة بين مكونات الحركة التربوية و تأثيرها في األدب‪:‬‬
‫تــبني مما ســلف أن احلركــة الرتبويــة بســوس وضــمنها (إفــران) متنوعــة املكونــات؛ وشــهد معظمهــا‬
‫التص ــدع ال ــداخلي‪ .‬وكال األم ــرين التن ــوع والتص ــدع يفض ــيان إىل م ــا تفرض ــه س ــنة اهلل يف اجملتم ــع من‬
‫التدافع واالحتكاك‪.‬‬
‫غ ــري أن ــه باملنطق ــة اإلفراني ــة‪ ،‬ش ــهدت ه ــذه املكون ــات يف عالئ ــق مش ــاخيها فيم ــا بينهم أرقى ص ــور‬
‫االعتــدال واحملبــة وحســن االعتقــاد(‪ )1‬والتعــاون على الــرب والتقــوى والصــاح العــام(‪ )2‬والــتزاور للتعزيــة أو‬
‫التهنئة نـثرا وشـعرا والتصـاهر والقـول احلسـن والـدفاع عن جنـاب كـل طـرف من قبـل اآلخـر(‪ . )3‬فقـد‬
‫كــان احلاج احلســني الســوقي التيجــاين" الرجــل املالزم للطريقــة املثلى‪ ،‬مل يســمع منــه قــط مــا يســمع من‬
‫أمثاله… وقـد امتـاز فرعـه يف هـذه الطريقـة بالتـآخي مـع أهـل الطـرق األخـرى على خالف مـا يقـع يف‬
‫فروع أخـرى"(‪ )4‬وعلى هنجـه ســار الطـاهر اإلفــراين واتباعــه ‪ ،‬ف " مل يكن ممن حيبــون التعــايل يف هــذه‬
‫‪83‬‬
‫الطــرق وال الغلــو فيهــا وال التنــابز هبا"(‪ )5‬؛ مثلمــا أن احلاج علي الــدرقاوي " من أخالقــه عــدم اهتبالــه‬
‫بالتعصب لطريقتـه‪ ،‬فيخالـط كـل أصـحاب الطـرق األخـرى كالناصـريني والتيجـانيني ‪ ،‬ومل يسـمع منـه‬
‫قــط ملز أليــة طريقــة"(‪ . )6‬وكــان ينعت احلاج املدين الناصــري لفقرائــه ب " أنــه قطب وقتــه"(‪ )7‬وصــرح‬
‫احلاج املدين فيــه بقولــه‪ ":‬مــاكنت أرى من ســيدي علي بن أمحد إال أنــه ســيكون ذا شــأن‪ .‬فهــا هــو ذا‬
‫ابتدأ فيما نظنــه فيــه"(‪ .)8‬ومل خيرج رمــوز الســلفية اإلفراني ــون عن االعتدال والتوفيقية بــالرغم من‬
‫كون السلفية تقوم على أنقاض‬

‫‪ 1‬ـ املعسول ‪.163-11/162‬‬


‫‪ 2‬ـ نفسه‪.77-10/50 :‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـه ‪ 318-1/317‬و‪ 55-54-4/47‬و‪ 2/233‬و‪ 281-273-272-240-7/238‬و‪ 74-47-40-10/38‬و ما بعدها و‬
‫‪.11/157‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪.5/291:‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـه‪.1/262:‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـه‪.1/268:‬‬
‫‪ 7‬ـ نفسـه ‪ 55-4/54 :‬و‪.76-10/47‬‬
‫‪ 8‬ـ نفسـه‪.10/45 :‬‬

‫الطرقي ــة‪ .‬يق ــول املخت ــار عن جي ــل التص ــوف " خالطت ــه ف ــرأيت ص ــدورا رحب ــة‪ ،‬ونفوس ــا طيب ــة‪ ،‬وقلوب ــا‬
‫صـافية‪ ،‬ودينامتينـا‪ ،‬وترفعـا عن السفاسـف الـيت يقـع يف كثـري منهـا أبنـاء هـذا العصـر املمعن بعض أبنائـه‬
‫يف االحلاد هنا وهناك والدين اخلرايف خري من ال دين "(‪ . )1‬وبقي بوســنكار خملص الــود لشــيخه احلاج‬
‫احلسني يزوره ويراسله وميدحه موازاة مع مثافنته النقاش معه يف التصورات واالفكــار والقضــايا بــأدب‬
‫واحرتام ‪ ،‬كما يبادله شيخه االحسان واملزاورة واملدح واحملاورة (‪. )2‬‬
‫إن ه ــذا االعت ــدال يف التص ــور والتعام ــل واالعتق ــاد احلس ــن واحملب ــة املتب ــادلني… ال ــذي يس ــود بني‬
‫أرباب احلركة الرتبوية اإلفرانية هلو أحد األسباب اليت نولد عنها فشـو غـرض اإلخوانيـات وهيمنتـه يف‬
‫أشعار شعرائهم وكتاباهتم‪.‬‬
‫وعلى املســتوى العــام ‪ ،‬فقــد حــاول مشــايخ الرتبيــة اإلفرانيــون ومن إليهم التحــرك مببــادئ التوســط‬
‫واالعتــدال واحلوار يف ســوس وعلى املســتوى الوطــين‪ ،‬ومل ينجــروا للخــروج عن هــذه املبــادئ بــالرغم‬
‫من مناوشات املخالفني واستفزازاهتم وانتقاداهتم‪،‬فاكتفوا بالذب عن التصورات وإظهــار معتقــدهم يف‬
‫ذلك دون جتريح إال أن يستدعي املوقف آخر الدواء‪.‬‬
‫ومن ذلك ما بني تالمذة التيمكدشــتيني واجلشــتميني من اجملاذبــة يف الفتــاوى ويف كــل شــيء‪ .‬فقــد‬
‫‪84‬‬
‫نظم ابن العريب األدوزي رحلته املراكشية وعرض فيها بأيب العباس اجلشتيمي وبتلميذه احلاج احلسـني‬
‫اإلف ــراين ‪ ،‬ف ــرد علي ــه ه ــذا بكتاب ــة انتقادي ــة (‪ . )3‬كم ــا ص ــدرت لبعض اتب ــاع احلاج احلس ــني الس ــوقي‬
‫اإلف ــراين مق ــوالت وتص ــورات يف مؤلف ــات تب ــاين أت ــو أص ــل التيجاني ــة‪ .‬ككتاب ــات ايب مجاع ــة البعقيلي‬
‫والنظيفي ؛ فكتب احلاج احلسني ردودا على بعض (‪ )4‬ذلك‪.‬‬
‫وكان الشيخ ماء العينني يلقن أوراد كل الطرق يف حماولة له لتجاوز التعدد الطـرقي فأبلغـه احلاج‬
‫احلسني السوقي اعرتاضه بأدب واحرتام ‪ ،‬بكون طريقته األمحدية آل تقبل الضرة (‪. )5‬‬
‫وشــهدت الدرقاويــة التصــدع بني الشــيخني التــاموديزيت و االلغي حــول مســألة التواجــد والعمــارة‬
‫وحــول مصــدر التلقي أهــو الشــيخ أم الســنة وعمــل الســلف الصــاحل ‪ ،‬فكــاتب كــل منهمــا اتبــاع الشــيخ‬
‫املعدري من‬

‫‪ 1‬ـ خالل جزولــة ‪.2/8‬‬


‫‪ 2‬ـ عدي حممد بوسنكار‪ :‬ديوانــه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪.173-5/163‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه‪.14/140 :‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪ 91-4/68 :‬و‪.12/123‬‬

‫السوســيني واحلاحيني ليحــوز منهم أكــرب عــدد لصــفه(‪ .)1‬ولقيت الدرقاويــة والتيجانيــة يف مبتــدإ أمرمها‬
‫من بعض العلماء اجلزوليني الناصريني حماربة ؛ فاستلزم ذلك من أتباع بعضــها استصــدار تزكيــات من‬
‫علماء املشـرق لفائـدة طريقتـه ‪ ،‬ومن آخـرين مكاتبـة األتبـاع للثبـات على مـا هم عليـه(‪ … )2‬وكـانت‬
‫منــاظرات بني بعض اتبــاع الدرقاويــة والتيجانيــة حــول منهج العمــل الــدعوي‪ .‬فأخــذت التيجانيــة على‬
‫الدرقاوية كـون مشـاخيها يلقنـون كـل من هب ودب كنـاثر الـدر على الغنم فكـان التيجـانيون خنبـويني‬
‫يف حني أن الدرقاويني رعاعيون‪ .‬فرد اآلخرون بأن " علينا أن نزرع وعلى اهلل الكمال‪ .‬ويكفينا حنن‬
‫من االنســان أن يقــول ال إلــه إال اهلل ولــو مــرة واحــدة‪ ،‬على أنــه ال يبــايل بالبــذر كيــف يبــذره إال من‬
‫عنده زرع كثري وخري اهلل كثري واهلداية يف يده" (‪. )3‬‬
‫وتعرضـت التيجانيــة للنقــد املنجـاب يف صـور أدبيــة تأليفيــة ككتابــة الفقيــه أمحد بن حممـد األلياســي‬
‫املاســي صــاحب الــدمنايت الناصــري‪ .‬فقــد كتب إىل الشــيخ اإلفــراين قصــيدة هائيــة يطلب منــه إيضــاح‬
‫أمور يف الطريقة األمحدية ينكرها عليه‪ .‬فرد عليه الشيخ هبائية مضــادة ‪ ،‬وألــف فيمـا ينكــره كتابــا مساه‬
‫( حتفة األكياس ) وطلب من أيب حممد التمنريت اإلفراين أن جييب بقصيدة أخرى (‪ . )4‬كمــا ألــف ابن‬
‫املؤقت كتاب ( املساوي الوقتية) انتقد فيها مجيع الطرق ومن بينها التيجانية فكتب القاضــي ســكريج‬
‫‪85‬‬
‫ردين أوهلم ــا ( احلج ــارة املقتي ــة لكس ــر م ــرأة املس ــاوي الوقتي ــة) و( املناطي ــد اجلوي ــة) فبعث هبا الط ــاهر‬
‫اإلفراين الذي قرظهما بقصيدة شـعرية (‪ . )5‬ويغمـز التيمكيدشـتيون واألدوزيـون الناصـريون التيجـانيني‬
‫بكون أعياهنم " شعراء جتارا وفجـارا وقــوادا " (‪ . )6‬وكتب حممـد بن أمحد تاليكــراري املؤرخ قصــيدة‬
‫عربيـة مقفـاة مبفـردات شـلحية يتنـدر فيهـا بالفقيـه الكشـطي التيجـاين (‪ . )7‬كمـا انتقـد شـعر احلاج علي‬
‫الــدرقاوي وتنــدر بــه (‪ . )8‬ويف أكــادير حيلــق حــول احلاج احلســني بن موســى اإلفــراين التيجــاين فقهــاء‬
‫وأدباء أمحديون جيتمعون باستمرار ويتابعون جديد ما هم فيه كنشاط السلفية الوهابية وحروهبا على‬
‫الطريقــة‪ .‬فــذكر يف أشــعارهم املســمى (هبشــان) استف ـ ــز كــوامنهم بكتابــة وتصــرحياترد عليهــا بعضــهم‬
‫وهجاه آخرون (‪. )9‬‬

‫‪ 1‬ـ من أفواه الرجال ‪.66-65-3/27‬‬


‫‪ 2‬ـ نفســه ‪ 1/262 :‬و‪ 7/62‬و‪.299-6/298‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه‪.11/157 :‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪.18/81‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه‪.7/142 :‬‬
‫‪ 6‬ـ نفســه‪.299-6/298 :‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪.13/328 :‬‬
‫‪ 8‬ـ روضــة االفنـان ‪.225-224 ،‬‬
‫‪- 9‬كناش احلاج عمر بولفرا‪.‬‬

‫ووقعت بني هــذه احللقــة وحلقــة الشــاعر عبداهلل التتكي العــاطفي الســلفية اإلصــالحية مناقشــات فقهيــة‬
‫كتابيــة شــعرية ونثريــة كقضــية زكــاة الفطــر أتــدفع نقــدا أم حبوبــا (‪ . )1‬هــذا غيض من فيض نــاتج عن‬
‫تب ــاين مش ــارب رج ــاالت احلرك ــة الرتبوي ــة ‪ ،‬من خملفات ــه نش ــاط احلرك ــة الرتبوي ــة والعلمي ــة والفكري ــة‬
‫واألدبي ــة‪ .‬فق ــد حترك دوالب االنت ــاج األديب والفك ــر ال ــذي لإلفران ــيني ومن إليهم في ــه نص ــيب مس ــتمر‬
‫احلضــور تأليفــا ومراســلة وإجــازة وتقريظــا وتصــرحيا وصــوغا شــعريا من أغــراض املنح واهلجــاء وغريهــا‬
‫بفض ــل من ت ــؤيهم وتك ــوهنم من األدب ــاء والش ــعراء والكت ــاب واألك ــابر‪ .‬وحترك اإلفراني ــون بتص ــوراهتم‬
‫املعتدل ــة إىل ح ــد لرتبي ــة الن ــاس على ل ــزوم الطريق ــة املثلى يف احلوار واملش ــاركة‪ .‬وحترك ن ــاموس ذي ــوع‬
‫الصيت لألدباء واألشياخ اإلفرانيني ودعواهتم‪.‬‬
‫ويفسح اجملال لعقد مقارنات يف مواضيع اشرتاك يف طرقها شعراء من كل طائفة كـ‪:‬‬
‫املديح النبــوي‪ :‬فقــد طرقــه الشــعراء ‪ :‬أمحد اجلشــتيمي الناصــري (‪ )2‬والطــاهر اإلفــراين‬ ‫‪‬‬
‫التيج ــاين (‪ )3‬وع ــدي حمم ــد بوس ــنكار (‪ )4‬وحلس ــن الش ــقراوي (‪ )5‬الس ــلفيان ‪ ،‬والطيب بن اب ــراهيم‬
‫اجلماري الدرقاوي من أتباع احلاج علي االلغي (‪. )6‬‬
‫خماطب ــة مق ــام ش ــيخ ميت‪ :‬طرق ــه الش ــعراء‪ :‬الط ــاهر اإلف ــراين يف الش ــيخ أمحد التيج ــاين‬ ‫‪‬‬
‫‪86‬‬
‫والع ــريب بن الس ــايح(‪)7‬؛ واحلاج علي ال ــدرقاوي وابن ــه حمم ــد املخت ــار الس ــلفي اإلص ــالحي يف مق ــام‬
‫حممد بن يعقوب(‪. )8‬‬
‫وغريها من التيمات املشرتكة الطرق‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ أوراق حلسن عدي اإلفراين مبكتبة الفتح بإنزكان‬


‫‪ 2‬ـ املعســول ‪.6/119‬‬
‫‪ 3‬ـ نفس ــه‪ 7/171 :‬وذ‪ .‬عبــداجلبار القســطالين ‪:‬نبويــات الطــاهر اإلفــراين … مداخلــة ضــمن نــدوة واحــة واد نــون منشــورات كليــة اآلداب ابن‬
‫زهر أكادير ‪ ،‬ص ‪ 233‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ بوسنكــار ‪ :‬ديوانـه املخطـوط ‪ 36-1/28‬و‪ 2/34‬وما بعـدهـا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أوراق حلسـن الشقراوي ‪ :‬أدب املدارس الغنيقـة ‪ ،‬ص ‪.95-94‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪ 12/232‬وما بعـدهــا‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ نفســه‪ 7/127 :‬وما بعدهــا‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ خــالل جزولــة ‪ 3/122‬و ما بعدهــا‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪:‬‬

‫حركة التأليف والتصنيف‬


‫‪87‬‬

‫انتهينا إىل تأسس احلركة األدبية اإلفرانية على ثالث مكونات ركائز هي‪ :‬األسر العلمية‬
‫واملدارس العتيقة واحلركات الرتبوية‪.‬‬
‫وقد قدمت هذه املكونات من بني ما قدمته للحركة األدبية اإلفرانية فيما بعد ‪ 1280‬هـ‬
‫أعالما هلم يد يف التأليف والتصنيف ختتلف دوافعهم ومناهجهم‪.‬‬
‫ومنيز يف قائمة املؤلفني بني أبناء األسر العلمية اإلفرانية‪ ،‬وبني غريهم من مرتاد على املدارس‬
‫العلمية العتيقة اإلفرانية من أساتذة وتالميذ ومشايخ الرتبية‪.‬‬
‫‪ I‬ـ اإلفراني ــون ‪ :‬وهم ساكنو املنطقة الذين ولدوا فيها وعمروها مدة العطاء العلمي واألديب‬
‫أو الرتبوي‪ .‬ويلحق هبم من التحق باملنطقة يف فرتة البحث لالستقرار كالتامانارتيني والناصريني‬
‫والعريب الساموكين وحممد بن احملفوظ السماليل وغريهم‪.‬‬
‫فألسق مسردا ملؤلفي إفران من أبنائها مرتبا إياهم زمنيا‪ ،‬وألذكر إزاء كل منهم ما شارك به‬
‫من مؤلفات مرتبة الفائيا مغربيا‪ ،‬مقدما املطبوع ذاكرا توثيقه‪ ،‬على املخطوط جالبا وصفه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ احلاج احلسني بن أمحد السوقي اإلفراين (ت ‪ 1328‬هـ ) له‪(:‬وكلها خمطوطة)‬
‫أ ـ " حتفة االكياس ‪ ،‬يف الرد على املنتقد املاسي"‪ :‬وهو شرح عجيب لقصيدة (‪ )1‬يرد هبا على‬
‫الفقيه أمحد بن حممد االلياسي املاسي (ت‪1370‬هـ)‪،‬صاحب الدمنايت الذي كتب إىل الشيخ اإلفراين‬
‫قصيدة هائية منها هذا البيت يطلب منه إيضاح أشياء من الطريقة األمحدية‪:‬‬
‫عىل املزنل القرآن أجرا ترضاه‬ ‫وذكل إكيثار الصالة لفاحت‬
‫فأجابه الشيخ بقصيدة مطلعها‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وظن بأن الظن ينظر مغنـاه‬ ‫وقفت عىل هجل املريد طريقه‬
‫مث شرح الشيخ قصيدته موضحا ومفصال ما أهبم أو أمجل فيها بالكتاب املذكور‪ .‬ومل أقف على‬
‫أي نسخة منه‪.‬‬
‫ب ـ "ترياق القلوب‪ ،‬من أدواء الغفلة والذنوب" ومساه أيضا‪ ":‬أزهار الرياض ‪ ،‬يف فيوض‬
‫(‪)3‬‬
‫الشيخ التيجاين ذي املدد الفياض"‬

‫‪ 1‬ـ املعس ــول ‪4/80‬‬


‫‪88‬‬
‫‪ 2‬ـ املعس ــول ‪18/80‬‬
‫‪ 3‬ـ ترياق القلــوب ‪.1/5‬‬

‫أول الكتاب‪ ":‬احلمد هلل الذي عني األعيان بفيض نوره األقدس… " (‪ ، )1‬وموضوعه ذكر‬
‫مناقب الشيخ التيجاين والدعوة لالخنراط يف طريقته‪ .‬التزم فيه صاحبه " االختصار ومجع ما افرتق‬
‫من اجملامع املؤلفة" (‪ )2‬؛ فكثرت فيه لذلك النقول واالستشهادات واالستدالالت والتحقيقات‬
‫واملناقشات‪.‬أسسه على ثالث مقدمات هي مقاصد التأليف‪ ،‬وعلى سبعة أبواب مث خامتة‪.‬وأرفقت‬
‫النسخة اليت بني يدي بتقاريط منظومة ومنشورة ألدباء سوسيني‪.‬‬
‫يقع الكتاب يف جزأين عدد صفحاهتما ‪ ، 555‬انتهى يف تأليفه يف رجب الفرد ‪ 1316‬هـ ‪،‬‬
‫وانتسخت النسخة اليت استقينا منها يف شعبان من العام نفسه‪.‬‬
‫ج ـ تعليق على فروق القرايف‪ :‬ذكره السوسي (‪ )3‬ومل أقف عليه‪.‬‬
‫د ـ تفسيـر سورة اإلخـالص ‪ :‬كذلك (‪ . )4‬و لعل املؤلف قصد مقارتة فضل هذه السورة‬
‫الثابت يف األثر من كوهنا تعدل يف األجر ثلث القرآن‪ ،‬مبا يذكر من فضل الصالة الفاحتي الذي‬
‫يعدل يف األجر كذا ختمة من القرءان‪،‬فلعله يؤصل هلذا بذلك األثر فيه واهلل أعلم‪.‬‬
‫هـ ـ " حاشية على اخلريدة" ‪ :‬قال السوسي‪":‬حامت حول مؤلفات احلاج حممد النظيفي يف‬
‫الطريقة األمحدية أقوال من أصحاب طريقته ومن غريهم‪ .‬أوهلم الشيخ سيدي احلاج احلسني اإلفراين‬
‫الذي كتب حول كتابه ( اخلريدة) ستا وعشرين مسألة ‪ ،‬فشرع يف مؤلف يرد عليه فيها ‪ ،‬كتب‬
‫فيه كراسني ومل يتممه‪،‬مسعت به ومل أره " (‪. )5‬‬
‫و ـ " اخلوامت الذهبية‪ ،‬يف األجوبة القشاشية" يف جزء واحد‪.‬أجاب فيه عن اثنيت عشرة مسألة‬
‫يف التصوف والسلوك خدمة للطريقة األمحدية ‪ ،‬أثارها معه سائل من خاصة اإلخوان محله حسن‬
‫الظن على ذلك‪.‬وقد فرغ املؤلف من كتابته يوم السبت ‪ 3‬مجادى األوىل ‪ 1324‬هـ‪ .‬وحبوزيت‬
‫نسخة مصورة خبط البشري أعمون نسخها بالرباط ‪1970‬م ناقال عن نسخة أخرى كتبت يف حياة‬
‫املؤلف‪.‬‬
‫ز ـ "اجملالس احملربة الفائضة‪ ،‬من حبر اخلتمية الفائضة" ذكره املختار (‪ )6‬ومل أقف عليه وال على‬
‫وصفه يف أي مرجع ؛ ويبدو من عنوانه أنه يف الطريقة األمحدية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ ترياق القلوب ‪1/1 :‬‬


‫‪ 2‬ـ نفســه‪.1/5:‬‬
‫‪ 3‬ـ سوس العاملــة ‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪ 4‬ـ نفســه ‪.‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ 5‬ـ املعســول ‪ .19/140‬و مل أقف عليه أنا اآلخر‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ســوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.203‬‬

‫ح ـ " جمموعة أشعـار احلاج أمحـد اجليشتيمي" ‪ :‬مجعها سنة ‪ 1288‬هـ‪ .‬وقف عليها املختار‬
‫بتزنيت ‪ ،‬ونسخها وأودع ملخصها كتابه‪ :‬خـالل جزولة (‪. )1‬‬
‫ط ـ " نقد رحلة ابن العريب األدوزي" فقد كتب حممد بن العريب األدوزي رحلته املذكورة ‪،‬‬
‫وأثىن فيها على أشياخه التيمكيدتشيني وهجا خصومهم اجليشتيميني ومن إليهم كاحلاج احلسني‬
‫السوقي‪ .‬قال السوسي‪ ":‬وقد أخربت أن لألستاذ سيدي احلاج احلسني اإلفراين كتابة انتقادية على‬
‫(‪)2‬‬
‫هذه املرحلة‪،‬وأهنا على نسخة حتت أيدي أوالد سيدي عمر اإليكضي…"‬
‫‪ 3‬ـ حممد بن احملفوظ السماليل اإلفراين ؛ له‪( :‬وكلها خمطوطة)‬
‫أ ـ" التبيان‪،‬لقصيدة ابن كريان" يف االستعارات‪ .‬قال عنه السوسي‪":‬وهو شرح حسن…‬
‫ظهرت به فيه براعة ال تظهر من معاصريه يف قطره" (‪ . )3‬تسلمت نسخة مصورة من األصل مكتوبة‬
‫خبط املؤلف ‪ ،‬من األستاذ الفقيه األديب احلاج علي اجلماري مبدرسة أمسرا‪ .‬عدد أوراقها ‪58‬‬
‫مبقاس ‪ 20‬على ‪ 14‬سنتمرت‪.‬ابتدأ املؤلف كتابته وسط صفر ‪ 1286‬هـ وانتهى منه يوم األربعاء ‪5‬‬
‫ربيع النبوي من العام نفسه‪ .‬أول الكتاب" احلمد هلل املفصح له بالربوبية أثره الظاهر…" (‪ . )4‬وقد‬
‫مأل املؤلف بعض حواسي كتابه بالتصحيحات والتتميمات مما يدل على أهنا املبيضة األوىل أو‬
‫املسودة عينها‪ .‬وتوجد نسخة أخرى لدى العالمة األستاذ صاحل بن عبداهلل االلغي (‪ ، )5‬وخبزانة‬
‫(‬
‫األستاذ حممد بن أمحد املتوكل املسراوي وكان يدرس هبا ولدى بعض طلبة هذا األستاذ نسخ منها‬
‫‪. )6‬‬
‫ب ـ" املواهب الربانية يف شرح احلمدونية" يف علم العروض‪ .‬تسلمت نسخة مصورة من‬
‫األصل مكتوبة خبط املؤلف من األستاذ اجلماري املذكور جزاه اهلل خريا‪.‬عدد أوراقها ‪ 52‬باملقاس‬
‫نفسه‪ ،‬وباملواصفات الشكلية السالفة نفسها‪ .‬أول الكتاب‪ ":‬يقول العبيد الضعيف… حممد بن‬
‫احملفوظ بن يعزى السماليل… احلمدهلل تعاىل الواجب الوجود والصالة والسالم…" (‪ . )7‬ومل يثبت‬
‫املؤلف فيه تاريخ تأليفه‪ ،‬وهذا املؤلف فريد إذ مل يشرح احلمدونية يف سوس شارح‪ .‬فاستحق مؤلفه‬
‫بالفعل ما شهد له به السوسي من الرباعة اليت متيزه عن بين عصره يف قطره‪ .‬ومع هذه الشهادة من‬
‫حممد املختار‪ ،‬فإنه مل يطلع على هذا الكتاب وال يعلم بوجوده (‪. )8‬‬
‫‪ 1‬ـ خــالل جزولـة ‪ 4/184‬وما بعــدهــا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املعســول ‪.5/173‬‬
‫‪ 3‬ـ رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪ 4‬ـ الورقــة األولـى من الكتاب‪.‬‬
‫‪90‬‬
‫‪ 5‬ـ أمحـد احلضيكي رواية سوس يف لقاء معه يف بييت بإفران‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ لقاء مع احلاج أمحد معطى اهلل السالمي اإلفراين يف منزله بإفران‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الورقـة األولـى من الكتـاب‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ سوس العاملة ‪ ،‬ص ‪ 203‬و رجاالت ع ع يف سوس ‪ ،‬ص ‪.122‬‬

‫‪ 3‬ـ العريب بن حممد الساموكين مث التاباحنيفيت اإلفراين (ت ‪ 1327‬هـ ) له‪:‬‬


‫أ ـ" جمموعة شعر بعض االلغيني"‪ .‬قال املختار السوسي يف ترمجة حممد بن عبداهلل االلغي عن‬
‫شعره‪" :‬اعتىن جبمع غالبها تلميذه سيدي العريب الساموكين يف كراسة صغرية مع مقطعات مما قاله‬
‫ألخيه األستاذ علي يف بدايته"(‪)1‬؛ وقد نشر بعضها السوسي يف املعسول(‪ )2‬واستودع البقية كتابة‬
‫اآلخر"جوف الفرا" (‪. )3‬‬
‫ب ـ" ديوان شعر الطاهر اإلفراين" ساعده على جتشم هذه املهمة الصداقة والصحبة الطويلة‬
‫السيما يف األسفار‪ .‬وقد واصل عملية تدوين أشعار الطاهر اإلفراين بعد الساموكين‪ ،‬حممد بن‬
‫الطاهر اإلفراين وكالمها يكتب خبط ابن مقلة؛ وعيب هذا الديوان الواقع يف جملدين عدم إثبات‬
‫األدبيات اليت خياطب هبا الشاعر‪ .‬وقد اشتغل عليه األستاذ عبداهلل درقاوي فنال به شهادة دبلوم‬
‫الدراسات العليا من كلية جامعة حممد اخلامس بالرباط‪ ،‬وبقي هبا مرقونا حتت عنوان‪":‬الطاهر‬
‫اإلفراين حياته وشعره"‬
‫‪ 4‬ـ الطاهر بن حممد التاماناريت اإلفراين (ت ‪ 1374‬هـ ) له‪:‬‬
‫أ ـ" نظم عبادات خمتصر الشيخ خليل" حبوزيت نسخة منه خبط ابن املؤلف البكر حممد ‪ ،‬وله‬
‫تقريرات على عشرين بيتا األوىل‪ .‬تسلمتها من البشري بن الطاهر‪ .‬مث وقفت عليه ملحقا‬
‫بكتاب"اجملموعة الفقهية يف الفتاوى السوسية" ط ‪ 1/1416‬هـ = ‪1995‬م‪ ،‬مطبعة النجاح‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬ص ‪ .291-269‬فقابلت نسخيت باملطبوعة‪ ،‬فألفيت األوىل تنفرد خبمسة‬
‫وعشرين بيتا هي مبثابة مقدمة للنظم ‪،‬مطلعها‪:‬‬
‫يضفي النعمي ويوايف زيــدا‬ ‫امحلد هلل اجمليد محــــدا‬
‫وقد أشار فيها إىل موضوعه مث دوافعه ومنهجه فقال‪:‬‬
‫عىل الكرمي الذل أهاب اجلفـال‬ ‫هذا وإ ين واغـل تطفــــــــــال‬
‫للك مضآن مناهـل الصـــــــفـــا‬ ‫سيدان خليـل اذلي اصطفــى‬
‫ابمجلع والتحقيق أفـالك السام‬ ‫مؤلف اخملتصـر اذلي مســا‬
‫وأحتيس والتحقيق من رضابه…‬ ‫وأقتدي يف اللفظ واملعىن به‬
‫وهو نظم سلس عذب منسجم‪.‬بيد أنه مل يتم‪ ،‬إذ استوىف ستمائة بيت ووقف أواسط ربع‬
‫العبادات‪ .‬وآخر بيت يف املنظومـة قوله‪:‬‬
‫‪91‬‬
‫أومأ للسجود منه فرضــا (‪)4‬‬ ‫وقادر علـى اجللوس أيضــا‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪.1/178:‬‬
‫‪ 2‬ـ نفســه وما بعدهــا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه ‪.1/176‬‬
‫‪ 4‬ـ كناش البشيــر بن الطاهـر اإلفرانـي‪.‬‬
‫ب ـ" نظم احلكم العطائيـة"‪ :‬يقصد حكم ابن عطاء اهلل اليت يدرس متنها يف املدارس العتيقة‪.‬‬
‫نظمها الطاهر سنة ‪ 1322‬هـ ‪ ،‬وعرب يف مقصده به ومنهجه فيه بقوله‪:‬‬
‫متبعا ترتيبـه ولفظـــه‬ ‫قصدت نفع من يريد حفظـه‬
‫فالسري يف السهل خالف احلزن‬ ‫إال إذا أحـوج رعي الـوزن‬
‫وحبوزيت نسخة خبط عبدالرمحن بن الطاهر ‪ ،‬عدد أبيات املنظومة فيها ‪(585‬مخسة ومثانون‬
‫ومخسمائة بيت)؛ تسلمتها من البشريبن الطاهر حفظه اهلل؛ أوهلا بعد نشر ينسب املنظومة لناظمها‪:‬‬
‫ملن خيص جبزيل النعــــم‬ ‫امحلد والشكـر ملويت احلكـم‬
‫وآخر بيت فيها‪:‬‬
‫فنطقت مبعجزات احلكـــم‪.‬‬ ‫ما أرشقت قلوب أهـل اهلمـم‬
‫وحباشية املنضومة ‪،‬منت احلكم العطائيـة األصل ــي‪.‬‬
‫ج ـ "نظم رسالة العضد يف الوضع" ‪ :‬تسلمت نسخة من احلاج احلسني بن موسى اإلفراين‬
‫حفظه اهلل‪ ،‬خبط حفيد املؤلف املدين بن حممد بن الطاهر‪،‬نسخها يف ‪ 15‬حمرم ‪ 1348‬هـ إذن من‬
‫جده املؤلف‪،‬عع أبيات هذه املنظومة ‪ 82‬يف مخس صفحات‪.‬عرب الناظم عن موضوعه ومقصده‬
‫ومنهجه فيه بقوله‪:‬هذا و إن غريض ومقصــدي نظم رسالـة اإلمام العضـد‬
‫فإنه الرب اجلليـل النفـــع‬ ‫أعين اليت قد وضعت يف الوضع‬
‫هبا فيظفر بذكل اجلنـــى‬ ‫ليك ينال حفظهـا من اعتنــى‬
‫ولفظـه همام أتـى مزتنـا‬ ‫متبعا ترتيبـه ما أمكنـــــا‬
‫معناه أو فصلته إن أمجــال‬ ‫ورمبا اوحضته إن أشكــــال‬
‫عىل نبيه وحمتبــاه‬ ‫أول النظم قوله ‪ :‬امحلد هلل وصىل هللا‬
‫محمد ومن بدينه اعتىن‬ ‫وآخر بيت فيه قوله‪:‬وصلواته عىل سيدان‬
‫‪ 5‬ـ حممد بن احلاج األديب التبسريريت اإلفراين(ت‪ 1346‬هـ)‪،‬له‪:‬‬
‫"ديوان شعره" ذكره يل األستاذ اليزيدي الراضي (‪ )1‬؛بيد أنه ضاع يف نواحي‬ ‫‪‬‬

‫تارودانت كما ذكره له األستاذ هرماس‪.‬‬


‫‪ 6‬ـ عبدالرمحن العدناين(ت ‪ 1395‬هـ )له‪:‬‬
‫‪92‬‬
‫أ ـ"االيضاح للحقوق والزجر عن مراتع العقوق"وهومنظومة رجزية يف املوضوع املومإ إليه يف‬
‫العنوان‪.‬ذكره صاحبه يف رسالة منه إىل حممد املختار السوسي يعرف فيها بنفسه وبآثاره‪.‬وذكـر‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ لقاء مع اليزيد الراضي ببيته بتارودانت يف نونرب ‪ 1995‬ويف ‪1997‬م‬

‫أن هذه املنظومة يبلغ عدد أبياهتا ستة ومثانني وثالمثائـة بيت (‪ . )1‬وقد طلبت من جنل املؤلف‬
‫اإلطالع على نسخة منها فاعتذر بعدم الوقوف عليها (‪. )2‬‬
‫ب ـ "روضة األبصار" ‪ :‬نظم لورقات إمام احلرمني يف علم أصول الفقه‪ .‬عدد أبياته اثنان‬
‫وسبعون ومائتان‪ .‬تسلمت مسودة له من جنل املؤلف أوله‪:‬‬
‫عبيد رحامن هو اليفرانــي‬ ‫يقول رايج العفو والغفــران‬
‫و آخره‪ :‬واكن يف السبعني بعد األلف مع الثالمثائة يف الوصــــف‬
‫و قلب ذي التقوى مدام طاهر (‪)3‬‬ ‫ابياته ربع الكامل ظاهـــر‬
‫ج ـ "كفاية الطلب األمسى‪ ،‬فيما يبىن من احلروف واألفعال واألمسا" وهو شرح ألرجوزة‬
‫مؤسس مدرسة تانكرت حممد بن علي أباراغ يف املبنيات‪ ،‬وقد شرحها ناظمها أوال؛ فكان داعي‬
‫اعادة الشرح لدى العدناين " أن يضع عليه شرحا متوسطا ال إىل اإلجياز املخل‪ ،‬وال إلىاإلطناب‬
‫اململ‪ ،‬بل على قدر ما حيتاج إليه عند قراءته وإقرائه " (‪. )4‬‬
‫أوله ‪ ":‬احلمد هلل الباين ألوليائه على أساس التقوى قصور اجملد والشرف‪ "..‬وبآخره تاريخ تأليفه‬
‫(‪)5‬‬
‫"وافق الفراغ من مجعه بعد صالة العصر من يوم اآلثنني سنة ست وستني وثالمثائة وألف…"‬
‫د ـ" شرح منظومة رسالة العضد" لشيخه الطاهر بن حممد التاماناريت اإلفراين وقد سلفت‪.‬‬
‫ذكر هذا الشرح غري واحد‪ ،‬غري أنين مل أقف عليه بني ما أخرجه إىل جنل املؤلف‪ .‬وقد ذكر هذا‬
‫الشرح يف رسالة للطاهر اإلفراين إىل املؤلف يقرظه فيها بقوله‪ ":‬هذا وقد وصل الشرح‪ ،‬فطالعت‬
‫بعض فصوله‪ ،‬فإذا هو عقد نفيس حصل به من احملنق تنفس… إذ قرب من البحث الدقيق ما عز‬
‫إدراكه وعسر إمساكه‪ ،‬وأدار من كؤوس املعاين ما تقربه عني املعاين… مث إن كانت عندك من‬
‫الشرح نسخة غريها فأعرنا هذه ننسخها ‪ ،‬وإال فانسخها لنا… الطاهر بن حممد أمنه اهلل" (‪. )6‬‬
‫هـ ـ " شرح املقنع" للمريغيت ‪ ،‬ذكره صاحبه يف رسالة إىل املختار ‪ ،‬ومل أقف عليه‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ احلاج حممد بن البشري الناصري اإلفراين ‪ ،‬له‪:‬‬
‫* " نظر اآلجرومية" ‪ :‬طلبته من صاحبه ومن تلميذيه بلقاسم القامسي واحلسن االيكيسلي‬
‫البعمراين فلم ألق اجلواب‪ .‬ويف لقاء مع املؤلف اعتذر بضعف بصره واختالط أوراق خزانته ‪ ،‬وأملى‬
‫عــلي بيتني يود احلاقهما بالنظم وخيتمه هبما‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أوراق البشري بن عبدالرمحن العدناين اإلفراين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء مع املذكور أعاله ببيته بتانكرت يف رمضان ‪ 1416‬هـ ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫‪ 3‬ـ أوراق البشري العدناين‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أوراق البشيــر العدنانــي‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ نفسـ ــه‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ نفسـ ــه‪.‬‬

‫فليصلح األخطـاء ال عن ومه‬ ‫ومن هل فهم يفوق فهمـي‬


‫يك ال يزيـل صافيا ابلورض(‪)1‬‬ ‫بعد تثبت وطول نظـــر‬
‫‪ 8‬ـ ابراهيم بن أمحد األساكائي اإلفراين ( ت شعبان ‪ 1382‬هـ = ‪1963‬م) لـه‪:‬‬
‫‪" ‬جمموعة يف فقهاء أساكا اإلفرانيني"(‪ )2‬مجع فيه أخبارهم خمتصرة‪.‬لخصه املختار السوسي‬
‫وأدرجه يف املعسول الثاين عشر؛ وعيبه أنه ال يورد آثار مرتمجيه‪.‬سألت جنل املؤلف الوحيد‬
‫(‬
‫احلاج عبداهلل عن أصل الكتاب فاعتذر بوفاة والده وهو جنني ابن سبعة أشهر وضياع اخلزانة‬
‫‪.)3‬‬
‫‪ 9‬ـ حممد بن أمحد املتوكل املسراوي (ت ‪ 1408‬هـ =‪1988‬م ) ‪:‬‬
‫‪" ‬تقلبات مشارطاته"‪:‬أمالها على تلميذ له‪،‬وهي يف كناش؛يذكرمتقلبات حياته ومشارطاته‬
‫وما نفثت به يراعاته من إبداعات وما خوطب به من أشعارورسائل‪.‬وقد خلصه تلميذه عمر‬
‫املتوكل الساحلي وأخرجه يف الثالث من كتابه"املعهد اإلسالمي بتارودانت واملدارس العلمية‬
‫العتيقة بسوس"(‪. )4‬‬
‫‪ 10‬ـ حممد بن أمحـد بوسنكار املسراوي (حي) له‪:‬‬
‫‪ " ‬ديوان أشعاره" وضعه بنفسه وقيده خبطه الواضح يف كراسني ‪ ،‬أحدمها من احلجم الصغري‬
‫‪ 22/17‬سنتمرت وهو األقدم ‪ ،‬والثاين من احلجم الكبري(‪ 30/21‬سنتمرت) وهو املتأخر ‪ ،‬فقد‬
‫اسعفين حفظه اهلل فصورهتما (‪ )5‬؛ وقد رتب أشعاره حسب األولية الزمنية ؛ ومنهجه يف التدوين‬
‫التقدمي ملعظم قصائده مبا يضعها يف إطارها الظريف تسهيال للفهم‪ .‬ومن ذلك إيراد ما رافق بعض‬
‫القصائد من رسائل‪ .‬وشعره جيد متنوع األغراض يستحق الدراسة‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ حلسن بن ابراهيم الشقراوي (حي) له‪:‬‬
‫*" ديوان إبداعه الشعري والنثري" يف كراسني أحدمها من احلجم الصغري واآلخر من احلجم‬
‫الكبري‪ .‬اشتغل على الكبري منهما الطالب علي بلمسيل املسراوي اإلفراين بتعاون مع بلديه الطالب‬
‫املثقف اجملد أمحد الراطب املسراوي ‪ ،‬يف حبث‪ ":‬أدب املدارس العتيقة بسوس‪ :‬احلسن بن ابراهيم‬
‫اإلفرايت منوذجا" فنال به األول اإلجازة من كلية اآلداب بأكادير ‪ 1420‬هـ – ‪2000‬م‪ .‬ومل يلم‬
‫البحث كل ابداعات هذا األديب الشعرية والنثرية القتصاره على ما ذكرت‪ .‬وحبوزيت نسخة من‬
‫‪94‬‬
‫كناشي ديوان الشقراوي‪ ،‬سلمنيهما أثناء إحدى زيارايت املتكررة إليه مبدرسة تانكرت يف رمضان‬
‫‪ 1416‬هـ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ لقاء مع احلاج حممد ببيت آله بأمالو بتانكرت ‪ 1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املعســول ‪ 12/231‬وسوس العاملة ‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪ 3‬ـ لقاءات مع احلاج عبداهلل بن ابراهيم األساكائي ‪ ،‬ببيته وبسوق إفران‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ‪ 3/251‬وما بعدهــا‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لقاءات مع الشاعـر بوسنكار يف بيتـه بتزنيت ‪ 1996 ،‬وغريمها‪.‬‬

‫‪ II‬ـ المرتبطون بالحركة األدبية اإلفرانية بوساطة المدارس العتيقة والحركات التربوية‪:‬‬
‫من األساتذة‪ :‬وسأسلك يف الرتتيب املعايري نفسها املتبعة يف القائمة األوىل‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ابراهيم بن صاحل التازارواليت اجملاطي(ت ‪ 1353‬هـ)‪:‬درس مبدرسة تانكرت‪،‬وأخذ‬
‫(‬
‫الطريقة الدرقاوية عن احلاج علي الدرقاوي االلغي‪.‬ذكر له حممد املختار السوسي من املؤلفات‬
‫‪:)1‬‬
‫أ‪.‬شرح على اهلمزية‪.‬‬
‫شرح على الربدة‪.‬‬ ‫ب‪.‬‬
‫ت‪ .‬شرح كبري على دالية ابن الوفاء ‪ ،‬وآخر عليها صغري‪.‬‬
‫ث‪.‬جمموعة رسائل شيخه االلغي إليه‪.‬‬
‫ج‪ .‬شرح األربعني حديثا النووية‪.‬‬
‫غري أنين مل أقف على أي منها‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حممد بن علي إيكيك الرمسوكي الفرضي (ت ‪ 1342‬هـ )‪ :‬من أساتذة املدرسة‬
‫التانكرتية‪ ،‬ومريد للحاج احلسني السوقي التيجاين‪.‬‬
‫‪ " ‬منظومة يف كيفية قسم الرتكة" ‪ :‬وهي صغرية حررها عن أستاذه ابن حبمان البعقيلي‬
‫الفرضي الكبري (‪ . )2‬ولعلها هي املرقونة يف رسالة األستاذ البشري معتصم لنيل دبلوم الدراسات‬
‫العليا حتت عنوان‪ ":‬املنظومات الفقهية يف املذهب املالكي يف املغرب‪ :‬تعريف وتنويه" حتت‬
‫اشراف الدكتور حلسن العبادي ‪ ،‬بكلية الشريعة بآيت ملول‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫‪ 3‬ـ عبد الرمحن بن حممد العويف البعقيلي (ت ‪ 1361‬هـ ) ‪ :‬من أساتذة املدرسة املسراوية ‪،‬‬
‫ومن أتباع احلاج علي الدرقاوي االلغي‪ .‬له‪:‬‬
‫أ ـ جمموعة فتاويه‪.‬‬
‫ب ـ خمتصر كتاب االستقصاء للناصري (‪. )3‬‬
‫‪ 4‬ـ مولود بن احلسن السريري اهلشتوكي أستاذ املدرسة التانكرتية احلايل ؛ له‪:‬‬
‫‪95‬‬
‫أ ـ " منهج األصوليني يف حبث الداللة اللفضية الوضعية" طبع طبعة أوىل سنة ‪ 1421‬هـ –‬
‫‪2000‬م مبطبعة طوب بريس بالرياط‪.‬‬
‫ب ـ " مصادر التشريع وطرق استثمارها عند علي بن أمحد ابن حزم األندلسـي " طبع‬
‫مؤخرا طبعته األوىل ‪2002 -1423‬م مبطبعة دار الفكر بريوت لبنان‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ سوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪ 203‬واملعسـول ‪.12/63‬‬


‫‪ 2‬ـ خالل جزولة ‪ 4/52‬ورجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪ 14/76‬وسوس العاملة ‪ ،‬ص ‪.209‬‬

‫ج ـ" إحتاف أهل االلباب بالضروري من علم احلساب" وضعه صاحبه حتت الطب ـ ــع‬
‫باملطبعـ ــةاللبنانية أعاله‪ .‬وهو مؤلف صغري عدد صفحاته ‪ 16‬من ‪ 29/21‬سنتمرت مكتوب خبط‬
‫صاحبه الواضح‪ .‬وهو مفيد يف بابه ‪ ،‬سلك فيه مسلكا توضيحيا ‪ ،‬يأيت بصورة املسألة احلسابية‬
‫ويشفعها مبثال تطبق عليه القاعدة‪ .‬وحبوزيت منه نسخة (‪ . )1‬وقد سار على هنجه تلميذه حلسن بن‬
‫ابراهيم الشقراوي فكتب منظومة يف احلساب عدد أبياهتا يناهز األربعني‪ .‬وحبوزيت منها نسخة‬
‫أوهلا‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫حلسن اذلي عن الرشاد ساه…‬ ‫يقول أفقر الورى للــه‬
‫د ـ " إضاءة الداموس‪ ،‬يف نظم القاموس" ( مل يتم)‪ ،‬وحبوزيت نسخ منه متعددة خبط املؤلف‪،‬‬
‫وخبط تلميذه حلسن بن ابراهيم الشقراوي وأخرى خبط غريه(‪ ،)3‬وهو أرجوزة يف نظم القاموس‬
‫احمليط والقاموس الوسيط للفريوز آبادي‪ .‬أول املنظومة‪:‬‬
‫ذلنبه ‪ ،‬وهجهل معلــــوم‬ ‫يقول من حق هل الوجــــوم‬
‫فرج ريب ما بـه من الكرب‬ ‫مولود من إىل الرسيرة انتسب‬
‫و قد ذكر يف عرضه ومنهجه‪:‬‬
‫يفيد من دان وليس من سام‬ ‫وبعد إين أرجتـي نظام ملـا‬
‫مؤلف القاموس ذا التبييـن‬ ‫تبعت فيه احلرب جمـد ادلين‬
‫بأصهل واللك لأل صل انمتى‬ ‫أمجع فيه اللفظ واملعنـى كام‬
‫وقد انتهى إىل باب حرف اجليم ووصل عدد أبيات املنظومة ‪ ، 215‬آخرها‪:‬‬
‫جتمعوا ومثلـه تكـأكــأوا‬ ‫جتمعت وقومنـا جتمــــأوا‬
‫ولتلميذه الشقراوي املذكور حماولة نظم منت خمتار الصحاح يقول فيه‪:‬‬
‫حواه خمتار الصحـاح فاعلمـا‬ ‫وبعد إين أ رجتـي نظام ملـا‬
‫(‪)4‬‬
‫إتقانه وحفظه ويتـــــــــــــــعـب‬ ‫وغريض يف ذكل أن ال يصعب‬
‫ومل أقف على هذا النظم كامــال‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫هـ ـ " رضاب األقالم‪ ،‬يف تراجم من لقيتهم من األعالم" ‪ :‬أرجوزة طويلة يذكر فيها أمساء‬
‫العلماء األعالم الذين لقيهم ‪ ،‬ومنازهلم وأول ما مسعه من كل واحد منهم‪ .‬ومل يتمه‪ .‬ذكر يل أنه‬
‫أعاره لفقيه سوسي فحدثته نفسه بانتحاله لنفسه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أوراق وكنانيش مولود السريري‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أوراق وكنانيش حلسـن الشقـراوي‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أوراق و كنانيش احلسن الشقراوي و مولــود السريري‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أوراق وكنانيش حلسـن الشقراوي‬

‫و ـ " لباب النقول‪ ،‬ونتاج العقول‪ ،‬يف علم األصول" يف جملدين ضخمني‪ ،‬يتناول فيهما مسائـل‬
‫األمر والنهي والعموم واخلصوص‪ .‬وهو تأليف قيم اعتمد فيه طريقة الشيخ أيب إسحاق الشريازي يف‬
‫كيفية التبويب ال املنهج‪ ،‬ومنهجيته فيه املزج بني طرق متعددة حبسب املقام ‪ ،‬ظهر فيها تأثري اإلمـام‬
‫الشوكراين يف إرشاد الفحول ‪ ،‬وأيب احلسن البصري يف املعتمد ومن على شاكلتهم من فحول‬
‫األصوليني‪ .‬وأول الكتاب قول يف مقدمته‪ ":‬من املعلوم أن علم األصول علم شريف…" (‪ )1‬وقد‬
‫أهنى املؤلف حتريره إال خامتته‪.‬‬
‫ز ـ " اجملالس واملناظرات " جيمع فيه مؤلفه كل ما جيده يف املصادر من اجملالس واملناظرات اليت‬
‫تقع بني العلماء ‪ ،‬ويشرح ما حيتاج منها للشرح‪ .‬ومل يتم مراده فيه بعد‪ .‬وغرضه بيان منهج القدامى‬
‫(‪)2‬‬
‫ومسالكهم يف فن املناظرة قصد امتالك ذلك املنهج والتمكن منه والتزام آدابه وطرقه‪.‬‬
‫ح ـ " معجم األصوليني " ألفه صاحبه خللو الساحة من أمثاله ‪ ،‬فهو مهم يف بابه من هذه‬
‫الزاوية‪ .‬بوب املؤلف ترامجه على حروف املعجم متبعا طريقة الزركلي يف أعالمه‪ .‬وقد اشرتط‬
‫املصنف يف مرتمجيه حىت يعدوا من أعالم األصوليني االتصاف بشرط من هذه الشروط األربعة‪:‬‬
‫أن يكون املرتجم له إماما أصوليا مشهورا‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أو يكون له مؤلف يف هذا العلم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أو تكون له آراء تنقل عنه يف املراجع األصولية وتذكر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أو يصفه املؤرخون املنصفون احملققون بأنه أصويل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وقد بلغ جمموع ما كتبه من هذا الكتاب جملدين ضخمني ‪ ،‬شارف فيهما زهاء ألفي ترمجة‪،‬‬
‫يثبت إزاء كل منها مجع النقول املتكلمة عليه وإن تكرر مضموهنا (‪. )3‬‬
‫ط ـ " خمتصر معجم األصوليني" أسسه على التبويب نفسه ؛ وضعه ليتجاوز فيه تكرار النقول‬
‫املتعددة يف الرتمجة الواحدة يف الكتاب قبله‪ .‬وقد اقرتحت عليه تأسيس أحد الكتابني ‪ ،‬املعجم أو‬
‫املختصر ‪ ،‬على الطبقات والقرون ليوقف القراء واملطالعني على تطور حضور أعالم هذا العلم يف‬
‫كل عصر‪ .‬وما يزال املختصر يف أولياته (‪. )4‬‬
‫‪97‬‬
‫وقد أخرت املختصر يف الرتتيب عن سابقه خمالفا النظام املتبع لكون املختصر ال يفهم إال بعد‬
‫تناول املعجم األم أوال‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ أوراق مولــود السريــري‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء مع املؤلف مبدرسـة تانكرت يوم اجلمعـة ‪ 4‬حمرم ‪ 1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ لقاء مع املصنف مبدرسـة تانكرت يوم اجلمعة ‪ 4‬حمرم ‪ 1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـ ـ ــه‪.‬‬

‫ي ـ"فكر ابن تيمية"‪ :‬ما يزال يف بدايته‪ .‬ولعله ينحو فيه منحى ما خطه يف كتابه"مصادر‬
‫التشريع وطرق استثمارها عند ابن حزم األندلسي" وغرضه من هذا التأليف االطالع على فكر‬
‫الرجل وإبراز تراثه الفقهي وختصيب املعرفة يف اخلزانة العربية مبا يفرضه الواقع من االطالع على علم‬
‫السلف لالستضاء واالعتصام به من العز والثقايف املهيمن (‪. )1‬‬
‫من طلبة املدارس اإلفرانيـة‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1‬ـ حممد بن عبداهلل األلغي (ت ‪ 1303‬هـ )‪ :‬تلميذ حممد بن ابراهيم التاماناريت يف العلم‬
‫واألدب ‪ ،‬ومريد احلاج احلسني السوقي يف الطريقة التيجانية ‪ ،‬له‪":‬تقريرات على شرح السيوطي‬
‫على األلفية"خمطوط خبزانة حممد بن احلسني الصاحلي االلغي اخلاصة بتزنيت (‪. )2‬‬
‫‪ 2‬ـ احلاج علي بن أمحد االلغي الدرقاوي (ت ‪ 1328‬هـ )‪ :‬تلميذ ابن ابراهيم املذكور ‪،‬‬
‫وقد اخنرط يف الدرقاوية بإداوشقرا على يد سعيد بن مهو املعدري ؛ وكان أصحابه اجلماء يف‬
‫إفران لذلك مل يغب السياحة إىل هذا الوادي ‪ ،‬وله من املؤلفات‪:‬‬
‫أ ـ "رحلته اجملازية" نظمها ومل ينقصها‪ .‬مث هذهبا ابنه حممد املختار وطبعها حتت عنوان"‬
‫أصفى املوارد‪،‬يف هتديب الرحلة اجملازية للشيخ الوالد"‪،‬ط ‪1/1380‬هـ= ‪1961‬م‪،‬مطبعة‬
‫النجاح‪،‬الدارالبيضاء‪.‬‬
‫ب ـ " املبدئ املعيد يف ترمجة الشيخ سيدي سعيد" املعدري ‪ ،‬وقف املختار على مقدمة‬
‫الكتاب ‪ ،‬فأضافها إىل ترمجة كتبها مريد والده حممد بن مسعود املعدري فأودعهما ترمجة الشيخ‬
‫سعيد بن مهو املعدري الدرقاوي يف املعسول الرابع‪.‬‬
‫ج ـ " جمموعات شىت من رسائله"‪ .‬قال عنها السوسي‪ ":‬ختتلف نسخها ‪ ،‬اهتم هبا أصحابه‬
‫فجمع كل واحد ما وصل إليه" مث مجعها عبدالوايف بن حممد املختار وطبعها حتت عنوان" النور‬
‫املبغي يف رسائل وأشعار الشيخ االلغي" ط ‪1/1410‬هـ = ‪1989‬م ‪ ،‬مطبعة سوما كرام ‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ .‬ونشرت أخرى يف املعسول‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫د ـ " عقد اجلمان‪ ،‬ملريد العرفان" يف آداب السري والسلوك طبعت طبعة أوىل مع‬
‫رسالة"معىن الويل يف الشرع" حملمد املختار السوسي ‪ ،‬ط ‪1/1984‬م ‪ ،‬مؤسسة بنشرة ‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ .‬وأعيد طبعها يف" النور املبغي" املذكور أعاله‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫هـ ـ " األدوية النافعة اجملربة" ‪ .‬يذكر‬
‫(‪)4‬‬
‫و ـ " مرتجم احلكم العطائية إىل الشلحة "‬
‫‪ 1‬ـ لقاء مع املصنف مبدرسـة تانكرت يوم اجلمعة ‪ 4‬حمرم ‪ 1422‬هـ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ لقاء مع األستـاذ عبداللـه درقاوي مبركـز تكوين املفتشيــن ‪ ،‬الرباط‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ســوس العاملــة ‪ ،‬ص ‪.207‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسـ ــه‪.‬‬

‫ز ـ "مرتجم عبادات خمتصر الشيخ األمري يف الفقه إىل الشلحة" قال عنه السوسي‪":‬أودعه‬
‫كل ما يتعلق بربع العبادات‪،‬ومل يكد يرتك مسألة من الزرقاين والرهوين ميكن أن يتوقف عليها إال‬
‫حشرها هناك ‪ ،‬فجاء جملدا ضخما بلسان الشلحة‪،‬ونسخه كثرية عند أصحابه‪،‬وبه يتفقهون"(‪.)1‬‬
‫‪ 3‬ـ حممد بن علي الكوسايل (ت ‪1330‬هـ)‪:‬من تالمذة ابن ابراهيم التاماناريت مبدرسة‬
‫تانكرت‪،‬له"غربلة الشرفاء السمالليني"‪ ":‬تتبع فيه القاطنني يف عهده بأرض مساللة فبني من هم‬
‫شرفاء ومن ليسوا بشرفاء‪ ،‬وقد راجع كثريا من رسوم سكان مساللة حىت استبان له من ليس بعامي‬
‫من األكضيضيني واإلحكاكيني واجلوساليني‪.‬والكتاب لعله يف يد وارث من ورثة املؤلف هبشتوكة"‬
‫(‪. )2‬‬
‫‪ 4‬ـ حممد بن املودن السماليل (ت‪ 1336‬ه ) من تالمذة ابن ابراهيم املذكور؛ له‬
‫كتاب‪":‬جمموعة السماليل" وهي" كراسة مجع فيها بعض حوادث يف تلك اجلهة‪ ،‬وقعت يف عهد‬
‫العزيزي وما بعده"؛ وهي عند املختار السوسي يف ورقات أودعها كتابه" جوف الفرا" (‪. )3‬‬
‫‪ 5‬ـ ابوبكر بن حممد اإليكيوازي (ت‪ 1355‬هـ )‪:‬من تالمذة حممد بن احملفوظ السماليل‬
‫اإلفراين‪ ،‬أخذ عنه بإحدى مدارس إفران‪ .‬ذكر له مؤلفان‪:‬‬
‫أ ـ" أحوال امللك" وضعه حول أمري اجلهاد أمحد اهليبة‪ .‬ذكره املؤلف يف إحدى رسائله إىل‬
‫الشيخ النعمة بن ماء العينني‪":‬واقبض تأليفا يا أخي فيما يتعلق ياإلمام األعظم أخيكم أيب‬
‫العباس…"(‪ . )4‬ومل أقف عليه‪.‬‬
‫ب ـ شرح قصيدة له يف التصوف" (‪ . )5‬مل أقف عليه‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ بريك بن عمر اجملاطي‪ :‬من تالمذة حممد بن احملفوظ السماليل اإلفراين باملسراوية وغريها‬
‫من مدارس إفران‪ .‬وهو من أتباع احلاج علي االلغي الدرقاوي‪ .‬له كتاب‪ ":‬السر اجللي ‪ ،‬يف أخبار‬
‫الشيخ سيدي احلاج علي الدرقاوي" ط ‪ 1/1380‬هـ =‪1960‬م ‪ ،‬مطبعة املهدية ‪،‬تطوان ‪،‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫‪ 7‬ـ عبدالرمحن بن حممد البوزكارين (ت ‪ 1381‬هـ) ‪ ،‬تلميذ الطاهر اإلفراين وأستاذ غري‬
‫مشارط بالتانكرتية ‪،‬له كتاب عنوانه‪":‬طبقات املعاصرين" (‪)6‬؛ من العلماء األدباء ؛ وقد رأى‬
‫صاحبه أنه ال يليق نشر ما فيه فأعدمه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪.1/311‬‬
‫‪ 2‬ـ ســوس العاملــة ‪ ،‬ص ‪.217‬‬
‫‪ 3‬ـ نفســه ‪ ،‬ص ‪.216‬‬
‫‪ 4‬ـ املعســول ‪.9/136‬‬
‫‪ 5‬ـ نفســه ‪.9/137‬‬
‫‪ 6‬ـ املعســول ‪.13/178‬‬

‫‪ 8‬ـ حممد بن علي اإللغي (ت‪1386‬هـ) ‪ :‬من تالمذة الطاهر اإلفراين وابنه حممد ‪ ،‬له‪:‬‬
‫‪ " ‬جمموعة أدبية" ذكرها السوسي ونقل عنها كثريا من مواد مؤلفاته ؛ وهي جمموعة كربى‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬تضم كل ما حيول بني يديه من القوايف االلغية وما إليها‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ حممد املختار السوسي(ت‪ 1383‬هـ )‪،‬أخذ باملدرسة التانكرتية عن حممد بن الطاهر اإلفراين‬
‫ووالده‪ .‬فأما مؤلفاته فعديدة‪ ،‬وعوجلت يف غري ما دراسة(‪ ،)2‬وتتبع منهجه يف التأليف والتأريخ ؛ فال‬
‫أحبل بإعادة ذكر ذلك يف هذه الصفحات؛ السيما وأن معظم مؤلفاته هي بنات عهده الثاين بعد‬
‫تشبعه باألفكار السلفية الوطنية(‪ .)3‬وال ميكن أن نعد من مؤلفاته اإلفرانية إال كتابة‪:‬‬
‫‪ " ‬عقود اجلواهر‪ ،‬والنجوم الزواهر‪ ،‬لنظام الطاهر اإلفراين"؛ ابتدأ تأليفه سنة ‪1336‬هـ‪،‬‬
‫وتوجد منه نسخة لدى عبداهلل درقاوي اعتمد عليها يف رسالته( الطاهر اإلفراين حياته وشعره)‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ أمحد بن احلسن أبناو اإليغشائي (ت …‪ 14‬هـ )‪ :‬وهو من تالمذة الطاهر اإلفراين وابنه‬
‫حممد‪ ،‬ومن أتباعهما يف الطريقة التيجانية‪ ،‬له من املؤلفات‪:‬‬
‫أ ـ" سر الصباح" وهو سرية ذاتية ترجم فيها لنفسه وذكر متعلمه ومشارطاته وظروف ذلك‬
‫كله‪ .‬طبعه طبعة أوىل ‪ 1413‬هـ–‪1993‬م مبؤسسة لني النخلة للطباعة والنشر‪ ،‬الدارالبيضاء‪،‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ب ـ"الطراز املعلم‪،‬يف شرح السلم"يف علم املنطق؛توجد نسخة منه بني يدي ورثته بأكدير‬
‫‪ 11‬ـ حممد بن احلسن أوبلوش صادق البعمراين (حي) أخذ عن حممد بن الطاهر وابنه املدين‬
‫مبدرسة تانكرت ؛ له‪ " :‬ديوان شعره" مبوبا ومرتبا ‪ ،‬مكتوبا خبطه ‪ ،‬وقيد بنفسه ترمجة حياته (‪. )5‬‬
‫مالحظات واستنتاجات حول حركة التأليف اإلفرانية‪:‬‬
‫سأثبت يف هذا املعلم مقاربايت حلركة التأليف والتصنيف اإلفرانية من زوايا متعددة هي ‪:‬‬
‫املؤلفون وأجياهلم‪ ،‬وجماالت التأليف‪ ،‬وقوالبه الفنية‪ ،‬ووضعية الكتب حضورا وغيابا يف الساحة‪.‬‬
‫‪100‬‬

‫‪ 1‬ـ المؤلفون‪ :‬يبلغ عدد من ذكرنا من املؤلفني يف املرصد ستة وعشرين‪ ،‬ميثل بينهم أبناء‬
‫إفران وامللحقون هبم ‪% 42,30‬؛ وميثل مثل ذلك تالمذة مدارسهم؛ وتبقى ‪ % 15,38‬ألساتذة‬
‫مدارسهم من غري اإلفرانيني؛وإن كان معظم اإلفرانيني معدودين من أساتذة املدارس‬
‫اإلفرانيةكالطاهر‬
‫‪ 1‬ـ املعس ــول ‪.2/203‬‬
‫‪ 2‬ـ حممـد خليل ‪ :‬حممد املختار السوسي‪ :‬حياته وشعره‪.‬‬
‫ـ الشليح ومن معــه‪ :‬حممد املختار السوسي ‪ ،‬سلسلة أعالم املغرب ‪،‬ص ‪ 51.‬وما بعدها‪ .‬و‪ 141‬وما بعدهــا‪.‬‬
‫ـ دليــل حمفوظات ومؤلفـات حممد املختار السوسي‪.‬‬
‫ـ املختار السوسي‪ :‬الذاكرة املستعادة ‪ ،‬ندوة أكادير ‪ ،‬ص ‪ 199‬وما بعدهــا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الشليـح ومن معــه ‪ ،‬حممــد املختار السوسي ‪ ،‬ص ‪.155-154‬‬
‫‪ 4‬ـ لقاء مع تلميذ املؤلـف ‪ ،‬رواية سوس أمحد أحضيك األخصاصي ‪ ،‬يف منزيل بإفران‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ لقـاء مع املؤلف يف بيتــه بسيدي إفن ــي‪.‬‬

‫اإلفراين وابن احملفوظ السماليل واحلاج احلسني السوقي وغريهم‪ .‬وميكن أن نسجل كون احلركة‬
‫اإلفرانيــة خترج مؤلفا كل مخسة أعوام‪ .‬ومل تكن حركة التأليف قبل ‪ 1280‬هـ منعدمة‪ .‬بيد أن‬
‫مشاركتها يف التأليف ميكن عدها قليلة ‪،‬ومنحصرة يف جمالني مها املقررات الدراسية وكتب الرتبية‬
‫والسلوك والنوازل(‪ .)1‬ومل تشارك بالتأليف يف جمايل األدب والتاريخ لتظهر بذلك خصوصية مرحلة‬
‫ما قبل ‪ 1280‬هـ وانشغاالهتا املفسرة بالقولتني املشهورتني‪ ( :‬األدب حرفة البطاليني) و(التاريخ‬
‫علم الينفع وجهله ال يضر) ؛ فلذلك مل يتقررا ضمن برامج دروس املدارس العتيقة ‪ ،‬وتركت‬
‫لالستجمام واالستئناس واسرتاحة النفوس‪.‬‬
‫و كانت أوىل املشاركات التأليفية لدى اإلفرانيني ومن إليهم ‪ ،‬يف فرتة البحث مع األستاذين‪:‬‬
‫‪ ‬حممد بن احملفوظ السماليل اإلفراين ‪ ،‬عام ‪ 1286‬هـ لكتابه " شرح االستعارات الكريانية"‬
‫حماكاة لشيخه العريب األدوزي الذي له شرح آخر على هذه املنظومة الكريانية (‪. )2‬‬
‫‪ ‬احلاج احلسني السوقي اإلفراين ‪ 1288‬هـ ب" جمموعة أشعار اجلشتيميني "‪ ..‬ونعترب هذا‪،‬‬
‫إرهاصا أوليا للعناية بدرس األدب يف فرتة البحث ‪ ،‬ملا للعلمني معا البالغة أو االستعارة‪،‬‬
‫والدواوين الشعرية من دور يف غرس حب األدب وتذوقه وبعثه يف النفوس‪ .‬مث تلت ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬جمموعة ابن املؤدن يف التأريخ للفرتة العزيزية‪.‬‬
‫‪ ‬والكتابات الرتبوية للحاج علي الدرقاوي االلغي‪.‬‬
‫وقد استمرت حركة التأليف منذ هذا العهد متفاوتة مراحلها نتقا وجذبا حبسب البواعث‬
‫والعراقيل اليت تنتاب كل فرتة ؛ غري أننا نسجل بارتياح استمرارها إىل حد الساعة ‪ ،‬مستدلني‬
‫بوجود مؤلفني شببة كأصحاب الدواوين واجملامبع الشعرية األحياء املعتنني بتقييدها وتبويبها‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫وأحدثهم سنا احلسن بن ابراهيم الشقراوي والفقيه األصويل مولود السريري صاحب مشروع شبه‬
‫متكامل يف علم أصول الفقه‪ .‬وإذا وزعنا املؤلفني على اجملاالت اليت شارك فيها بالتأليف نقف على‬
‫كون اثىن عشر مؤلفا ترتدد أمساؤهم يف أكثر من جمال‪.‬ويستنتج من ذلك خصيصى ميتاز هبا خرجيو‬
‫املدارس العلمية العتيقة ‪ ،‬وهي سعة املشاركة‪ ،‬واملوسوعية يف التكوين‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ منثل لذلك مبا ذكر السوسي يف سوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.202-200-177‬‬
‫‪ )1‬حممد أباراغ(ق‪9‬هـ) له‪ " * :‬رجز يف املبنيات" و" شرح له عليــه" يدرس هبما إىل اآلن ‪ ،‬و نسخها موجودة‪.‬‬
‫* " مؤلف يف البيــان " يذكــر‪.‬‬
‫‪)2‬ابراهيم بن حممـد السماليل الساحلي امللقب بأقرب (ت ‪ 1243‬هـ ) لـه‪ " * :‬جمموعة فتاويـه "‬
‫و ‪ " * :‬ضوء الشمعة يف حترير صور الشفعـة‪.‬‬
‫‪)3‬أمحد بن عبداهلل البعقيلي البوشكري ( ت ‪1299‬هـ ‪ :‬له‪" * :‬شرح على خمتصـر خليل " مل يتم‪.‬‬
‫‪)4‬حممد بن عبداللـه البوشكري (ت ‪ 1282‬هـ ) لـه‪ " * :‬املنظومـة النبوية بالشلحــة " ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ســوس العاملـ ــة ‪ ،‬ص ‪ 196‬ـ‪.197‬‬

‫‪ 2‬ـ مجاالت التأليف‪:‬‬


‫ميكن أن منيز يف تصنيفنا للمؤلفات اإلفرانية سريا مع البناء التصميمي هلذا البحث بني‪:‬‬
‫أ‪ .‬كتب التاريخ والرحالت والرتاجم‪.‬‬
‫ب‪ .‬املقررات التعليمية للمدارس العتيقة‪.‬‬
‫ت‪ .‬كتب الرتبية السلوكية واجملاميع الفقهية‪.‬‬
‫كتب األدب شعرا ونثرا ونقدا‪.‬‬ ‫ث‪.‬‬
‫وقبل أن نقارب مؤلفات كل جمال‪ ،‬نثبت بعض املالحظات تشمل مؤلفات هذه اجملاالت األربع‬
‫كلها‪:‬‬
‫‪ ‬يبلغ عدد املؤلفات اإلمجايل املذكور يف املرصد ثالثة وستني كتابا؛ وإذا قارنا هذا العدد‬
‫مع فرتة البحث ‪ 140‬سنة ‪ ،‬أمكن لنا أن نقول إن حركة التأليف اإلفرانية تقدم كتابا أو عنوانا‬
‫كل سنتني‪ .‬وهي سرعة وإن بدت بطيئة‪ ،‬إال أهنا يف رأيي ستكون معقولة إذا ما قسناها باجلهود‬
‫اليت يستدعيها التأليف‪ ،‬وباالنشغاالت املتعددة للمؤلفني‪ ،‬ومبعدل خترجيهم املذكور قبل وهو‬
‫مؤلف كل مخسة أعوام‪.‬‬
‫‪ ‬يتفاوت حجم املؤلفات اإلفرانية بني اجلزء الصغري كمنظومة الفرائض إلكيك‪،‬ونظم‬
‫رسالة العضد للطاهر اإلفراين‪ ،‬و(عقد اجلمان ملريد العرفان) لعلي االلغي الدرقاوي؛ وبني جزئني‬
‫ضخمني كبريين كرتياق القلوب للحاج احلسني السوقي ولباب النقول للسريري وغريمها‪.‬‬
‫تتوزع املؤلفات اإلفرانية على اجملاالت األربع املذكورة أعاله كالتايل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫نسبتها في المجموع العام‬ ‫عدد المؤلف ــات‬ ‫مجاالت التصنيـف والتأليـ ـ ـ ــف‬
‫‪102‬‬
‫‪% 15,87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫التاريخ والرحالت‬
‫والرتاجم‬
‫‪% 30,15‬‬ ‫‪19‬‬ ‫الرتبية والفقـ ـ ــه‬
‫‪% 38,00‬‬ ‫‪24‬‬ ‫املقررات الدراسيـ ــة‬
‫‪% 15,87‬‬ ‫‪10‬‬ ‫األدب‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪63‬‬ ‫المجمـ ـ ـ ـ ــوع‬
‫ونالحظ هيمنة مؤلفات املقررات الدراسية والرتبية والنوازل الفقهية فهي متثل الثلثني ‪ ،‬ويبقى‬
‫الثلث موزعا بني التاريخ واألدب بالتساوي‪ .‬وهذا مفسر مبا أو مأنا إليه سابقا من كون اجملالني‬
‫املهيمنني موروثني يف سوس متأصلي اجلذور فيها خبالف علمي التاريخ واألدب‪.‬‬

‫أ ـ كتب التاريخ والرحالت والسري‪:‬مل يتقرر هذا العلم يف املدارس العتيقة(‪ . )1‬وإمنا يظهر فيه من‬
‫يظهر نتيجة ميل نفسي إىل قرائته كما تطالع كتب األدب لالستجمام(‪ . )2‬وقد كانت الكتابة‬
‫التارخيية لدى العلماء اإلفرانيني تظهر يف إرهاصاهتا األوىل يف زي تقاييد وتسجيالت وتالخيص قلما‬
‫يستقل بعضها مبؤلف خاص‪ .‬ومن بواكري ذلك اعتناء كثري من الفقهاء والعلماء بالتقييد والتسجيل‬
‫على الصفحات األوىل واألخرية للكتب والكنانيش ‪ ،‬وهوامشها وحواشيها‪.‬‬
‫مث استقلت بتأليف خاص مع حممد بن علي الكوسايل يف غربلته شرفاء مساللة ‪ ،‬وابن املؤذن‬
‫السماليل يف تأرخيه ألحداث وقعت يف الفرتة العزيزية‪ ،‬مث أيب بكر اإليكيوازي يف أحوال امللك‪.‬‬
‫ومع هذا فهذه املؤلفات ال تكفي لتقدمي معامل منهج وتصور واضحني للكتابة التارخيية‪.‬إذ ال‬
‫ميكن استجالء ذلك يف سوس عامة إال يف كتابات حممد املختار السوسي التارخيية كاملعسول‬
‫وبقيةإخوته(‪ .)3‬بل إن من شاركوا من مؤلفني اإلفرانيني ومن إليهم يف هذا اجملال عاد معظمهم إىل‬
‫جمرد التقييد‪،‬كالسريري يف منظومته ( رضاب األقالم فيمن لقيتهم من العلماء االعالم) وأمحد أبناو‬
‫يف(سر الصباح) وغريمها‪.‬ويعود السبب يف ذلك إىل غياب التكوين يف هذا العلم باملدارس اإلفرانية ‪،‬‬
‫وألن الشروط اليت اليت تلقح هبا املختار مل تتوفر هلم ‪ ،‬فإلن هذه اهلمة قد تولدت فيه بفعل معانقته‬
‫مهوم احلركة الوطنية والسلفية اإلصالحية ؛ مث إنه " قد توفر على بعض من أهم الشروط اليت جيب‬
‫توفرها يف ممارسة علم التاريخ‪ ،‬ونعين هبا فرتة التحول احلضارية من جهة ‪ ،‬وأزمة املؤرخ من جهة‬
‫ثانية" ‪ .‬فقد حتول "من معلم ومرشد إىل مؤرخ خيوض يف املاضي… [ألنه] يدرك متام االدراك‬
‫الدور اخلطري لعلم التاريخ يف توجيه األمم إىل االستفادة من املاضي بقصد تصحيح احلاضر‬
‫‪103‬‬
‫والتخطيط للمستقبل "(‪ .)4‬وأما اجلغرافيا فيمكن رصده يف الرحالت يف الغالب ‪ ،‬حني توصف‬
‫البلدان اليت حيل هبا مسجل الرحلة املسافر للحج وغريه‪.‬‬
‫ومل تكن بعض مؤلفات اإلفرانيني يف هذا اجملال إال بإيعاز من املختار السوسي نفسه وخدمة‬
‫ملشروعه‪ ،‬ككتاب األساكائي يف تراجم علماء أسرته‪ ،‬وسرية املتوكل املسراوي‪ ،‬ويأيت بعضها تبعا‬
‫هلذا اخلط يف االستجابة للكتابة التارخيية كسر الصباح ألمحد أبناو‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ســوس العاملــة ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬ـ املعسـ ــول ‪.1/14‬‬
‫‪ 3‬ـ نفسـ ــه ‪.1/15‬‬
‫‪ 4‬ـ الشليـح ومن معــه ‪ :‬حممــد املختــار السوســي ‪ ،‬ص ‪.135-134‬‬

‫ب ـ كتب املقررات التعليمية للمدارس العتيقة‪:‬‬


‫دعا إىل وجودها بوفرة واستمرارها قبل ‪ 1280‬هت وبعدها امتهان العديد من العلماء‬
‫التدريس باملدارس العتيقة ‪ ،‬فتفرض عليه احتياجات متعلميه كتابة مقررات تناسب مستواهم يف‬
‫مادة من املواد‪.‬‬
‫فهي وإن تنوعت قوالبها الفنية بني التحشية والشرح والتقرير والتعليق والتلخيص واجلمع‬
‫والنظم وإعادة االنتاج مبنهجية تستوعب اجلديد أو تتجاوز التعقيد ‪ ،‬إمنا تستجيب جلملة مهارات‬
‫تتغىي تقريبها من الطالب كاحلفظ والفهم والتحليل والتطبيق‪ ،‬ولسد النقص احلاصل يف بعض املواد‪.‬‬
‫يقول ليفي بروفنصال‪" :‬إن املؤلفات املتداولة تعكس بوضوح خصائص هذه الثقافة ذات الطابع‬
‫اإلسالمي‪ ،‬ولذا قلما نعثر وحنن أمام نتاج القرون السابقة‪ ،‬على جمهود أديب ذي آجتاه شخصي‬
‫مبتكر‪ ،‬وبات أغلب املصنفني يهدف إىل تيسري فهم تلك الكتب املتضمنة حلقائق العلوم االسالمية ‪،‬‬
‫فتوفر عدد الشروح واحلواشي واملختصرات اليت ليس املقصود منها إال إلقاء أضواء كاشفة على‬
‫حمتوى كتب الشيوخ أجالء وفقهاء أفذاذ قلما جيو الزمان مبثلهم "(‪.)1‬‬
‫ولعل هذه املالحظة تنسحب إىل حد بعيد ‪ ،‬على التصنيف اإلفراين يف هذا اجملال‪ .‬فال نلمس‬
‫سيمى التميز إال لدى من له مشروع متكامل يف التأليف والتصنيف يهدف إىل تأسيسه ‪ ،‬ويصرف‬
‫الوقت واملال والطاقة من أجله كما هتيأ ذلك للسوسي يف الكتابة التارخيية ‪ ،‬وتبدو بعض مالمح‬
‫هذا التهيؤ لدى الفقيه األصويل مولود السريري يف كتاباته املتعددة يف علم األصول ‪ ،‬ألن للرجل‬
‫عقال كبريا وقدرة على االستيعاب واملعاجلة متسعة‪ ،‬وفطنة عز نظريها‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫هذا ‪ ،‬وقد أسهم التأليف اإلفراين قي هذا اجملال يف أربعة عشر فنا هي‪ :‬الفقه واألصول واهليأة‬
‫والوضع والنحو والصرف واللغة (القاموس)‪ ،‬والعروض والبالغة واملنطق والفرائض واحلساب‬
‫والتفسري والطب التجرييب‪ .‬وهذا العدد يضاهي ثلثي العلوم املتداولة يف املدارس العلميةالعتيقة‬
‫بسوس‪.‬‬
‫وأما بقية الفنون؛ فلهم يف بعضها مشاركة يف املعرفة مثل ‪:‬‬
‫‪ ‬احلديث والسرية فأما السرية فيتقنوهنا باملطالعة‪ ،‬وأما احلديث فيقرؤونه تربكا‪ .‬ومع هذا‬
‫(‬
‫التربك ‪ ،‬فقد ظهر لبعضهم توظيفه يف االستشهاد به كاحلاج احلسني السوقي يف ترياقه وفتاويه‪.‬‬
‫‪ )2‬وملريده حممد بن مبارك أوشن األخصاصي ( شرح التحفة) يف احلديث(‪ )3‬و لألستاذ ابراهيم‬
‫التازارواليت شرح على األربعني النووية‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ مؤرخــو الشرفــاء ‪ ،‬ص ‪.32‬‬
‫‪ 2‬ـ املعس ــول ‪.4/57‬‬
‫‪ 3‬ـ خــالل جزول ــة ‪.197/ 3‬‬

‫‪ ‬القراآت القرآنية‪ :‬يرجع عدم تأليف اإلفرانيني‪ ،‬خالل فرتةالبحث‪ ،‬يف هذا الفن إىل ختصص‬
‫مدارسهم الكربى يف بقية الفنون؛ ومل تول العناية للروايات القرآنية إال رواية ورش لكوهنا شرط‬
‫االلتحاق برتبة حتصيل الفنون العلمية‪.‬‬
‫وقد ظهر يف فرتة ما قبل ‪ 1280‬هـ بعض من هلم اعتناء هبذا الفن من اإلفرانيني نذكر منهم‪:‬‬
‫ـ أباعبداهلل حممد بن حممد اإلفراين السوسي شهيد الطاعون دفني مصر سنة ‪ 1081‬هـ ‪،‬‬
‫تلميذ أيب زيد القاضي الفاسي(ت ‪ 1082‬هـ)‪ .‬وقد برز من تالمذة اإلفراين املذكور علي بن‬
‫حممد النوري السفاقسي(ت ‪ 1118‬هـ) صاحب كتاب(غيث النفع يف القراءات السبع) فذكر‬
‫لشيخه يف هذا الكتاب آثارا منظومة يف فن القراءات نقلها عنه (‪. )1‬‬
‫ـ علي بن حممد اإلفراين‪ :‬صاحب منظومة صغرية استفىت فيها العلماء والقراء يف قضايا متس‬
‫أحكام القراءة والتالوة والتجويد (‪. )2‬‬
‫‪ ‬علم الكالم والعقائد‪ :‬يكتفي فيه السوسيون بالقبصة اليت يف املرشد املعني ‪،‬ويتطاول‬
‫بعضهم إىل عقائد السنوسي‪ .‬وعزا حممد املختار السوسي غياب التأليف واملشاركة يف هذا الفن‬
‫عند السوسيني إىل كوهنم " مل يعطوا ـ واحلق يقال ـ عقوال واسعة ميكن هلم هبا التوسع ‪ ،‬كما‬
‫كان عند غريهم من علماء العجم يف الشرق" (‪ . )3‬بيد أن هذا التعليل يفند بكون أهل سوس‬
‫أهل عمل ال أهل مراء وجدال يف ما ال طائل وال عمل حتته‪ .‬فهم مالكيون إىل النخاع ‪،‬‬
‫‪105‬‬
‫يعتربون اخلوض يف ما ال عمل حتته بطالة‪ ،‬ويعتقدون السؤال عن األمساء والصفات وكيفياهتا من‬
‫البدع كما يف عقيدة اإلمام مالك‪.‬‬
‫ومما يشفع هلذا الرأي أن للسوسيني أنظارا يف السري إىل اهلل ميكن أن تعد يف هذا الفن ‪،‬‬
‫أسهموا هبا الندراجها يف السلوك الرتبوي كما يف بعض رسائل احلاج علي الدرقاوي يف الرتبية‬
‫اإلصطالحية اليت يريب هبا أخصاء أصحابه؛ وكما يف مؤلف مريده حممد بن مسعود( حتفة‬
‫الرسول يف التوحيد)(‪ )4‬وغريها‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ سعيــد أعــراب‪ :‬القراء و القراءات باملغرب ‪ ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪ 2‬ـ خ ــالل جــزولـة ‪.2/123‬‬
‫‪ 3‬ـ س ــوس العاملـ ــة ‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 4‬ـ نفسه ص ‪ ، 206‬و املعس ــول ‪.13/78‬‬

‫‪ ‬ومثة علوم ياباها الشرع كعلمي اجلداول والكيمياء اللذين يتعلمان وميارسان يف اخلفاء‪.‬‬
‫لذلك ال ميكننا احلكم بوجود تآليف إفرانية فيهما أو بعدمه ‪ ،‬ألن رواجها إمنا يتم يف السوق‬
‫السوداء‪ .‬وقد كان سعيد التناين مريد احلاج علي الدرقاوي مولعا بفن اجلداول (‪ ، )1‬كما اشتغل‬
‫حممد بن مبارك أوشن األخصاصي نزيل االسكندرية باألمساء فأصابه منها خبل (‪. )2‬‬
‫ج ـ كتب الرتبية والنوازل الفقهيــة‪:‬‬
‫شارك بالتأليف يف هـذا اجملال ثالث حركات تربوية هي الدرقاوية والسلفية والتيجانية ؛ وغاب‬
‫سهم رواد احلركة الناصرية اإلفرانيني‪ .‬ولعل هذا الغياب مفسر بسبق هذه احلركة الرتبوية وتقدمها‬
‫على األخريات يف االنتشار بسوس ‪ ،‬خبالف الثالث البواقي املرتبطة بفرتة هذا البحث تقريبا‪ .‬وقد‬
‫كفى املتقدمة أمر الكتابة يف فضلها وذكر مناقبها روادها األول بتامكروت وفرعها التيمكيدشيت‬
‫واألدوزي‪ .‬بل مل يكن التأليف والكتابة ديدن رجال هذه الطريقة يف الغالب(‪ .)3‬يف حني احتاجت‬
‫التاليات‪ ،‬كي تلفي هلا موضع قدم يف الساحة إىل التأليف التنظريي ووضع الربامج الرتبوية املناسبة‬
‫للصقع السوسي وخصوصيات أهله بعلمائه وعوامه املسمني الفقراء‪ .‬فلذلك نقف على دواوين‬
‫السماع ‪ ،‬و املقررات الفقهية والرتبوية املرتمجة إىل الشلحة وغريها‪ .‬وجاء عدد من مؤلفات هذا‬
‫اجملال يف قالب السري املوضوعية لألشياخ‪ ،‬تشحن بذكر مناقبهم وأخبارهم الداعية لالعجاب‬
‫بأحواهلم ومواقفهم‪ .‬ويتخد ذلك وسيلة ل‪:‬‬
‫‪ ‬الدعوة إىل الطريقة وتثبيت املنخرطني فيها ‪ ،‬أو خلدمة مقام املرتجم له والتربك به‪.‬‬
‫‪ ‬التأريخ حفظا لرتاث األمة أو استجابة لدعوة مؤرخ (‪. )4‬‬
‫‪106‬‬
‫‪ ‬تغيري زاوية الرؤية من منظور آلخر كفعل املختار السوسي يف " الرتياق املداوي يف أخبار‬
‫الشيخ علي الدرقاوي"‪ ،‬فقد " ألقى فيه نظرة على نشاطه الصويف والرتبوي العام‪ ،‬وذلك يف‬
‫ضوء نظرته السلفية " (‪. )5‬‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪ .4/91‬وسـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪ 2‬ـ خــالل جزولــة ‪.3/197‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪.9/288‬‬
‫‪ 4‬ـ كتـب حممـد بن البشيـر الناصري تراجم أسرتـه بعد توايل طلبات ذلك على والده ‪ ،‬وقـد أدرجـت يف املعســول ‪.10‬‬
‫‪ 5‬ـ دليـل خمطوطات ومؤلفـات املختـار السوسـي ‪ ،‬ص ‪ ، 4‬وينظـر املعنـى نفسـه يف مقدمة الكتاب ‪ ،‬ويف سـوس العاملـة ‪ ،‬ص ‪.221‬‬

‫ويف هذا اجملال‪ ،‬تظهر حدة الردود واملناقشات‪ ،‬إذ غالبا ما يؤدي التنافس على الساحة الرتبوية‬
‫واستقطاب االتباع وتثبت املنخرطني والذود عن محى احلركة أو الطريقة إىل بعض ما ذكر ؛ ألن‬
‫األمر متعلق بالنجاة األخروية ودرجة القرب من رب العزة واجلناب النبوي الشريف ‪ ،‬حىت أضحـى‬
‫من مسات تلك األجيال ومن مكمالت مقومات الشخصية (‪ . )1‬وطلبا للوسيلة املثلى للتقرب‬
‫والتزلف إىل اهلل ورسوله نلفي العديد من أعالم هذه احلركات خيدمون اجلناب النبوي الشريف‬
‫بقصائد مدحية وبشرح النصوص الشعرية املشهورة بنيلها املرام من ذلك كالربدة واهلمزية وبانت‬
‫سعاد وغريها‪.‬‬
‫ومن ذلك جماميع الفتاوى والنوازل املؤسسة على الفقه املالكي ومصادره ‪ ،‬ف " هي تعكس‬
‫اجلهد الفكري الذي بذلته هذه الفئة من املفكرين [ الفقهاء] ملواجهة املعضالت اليت تفرزها وقائع‬
‫احلياة يف بادية سوس يف حينها ‪ ،‬مما يدخل يف باب االجتهاد املأمور به شرعا… فالفقه… قانون‬
‫األمة ومصدر تشريعها" (‪ )2‬وتقرهبا إىل اهلل يف باب املعامالت‪.‬وتؤشر هذه اجملامع الفقهية على ما‬
‫كان لفئة الفقهاء من سلطة موازية لسلطة النفاليس والقواد‪.‬‬
‫ويسجل التاريخ أن بعض علماء احلركة الدرقاوية يرغبون عن اخلوض يف األحكام أو االقتيات‬
‫مما يؤخذ يف أجرهتا(‪ .)3‬ومل ينج من ذلك إال نزر قليل من الفقهاء كاحلاج احلسني السوقي والطاهر‬
‫اإلفراين وغريهم من علماء بقية احلركات‪.‬‬
‫واألهم من هذا أنه مايزال زخم وفري من األحكام يف املنطقة اإلفرانية بأيدي املتقاضني يف‬
‫القمطرات‪ .‬وقل املعتنون جبمع هذه املادة على أمهيتها‪ ،‬خلطورهتا‪ ،‬لوال جمموع أقراب الساحلي‪،‬‬
‫وجمموعة أيب زيد العويف وغريمها‪ .‬وقد كان حممد املختار السوسي يهدف إىل وضع جمموع شبيه‬
‫بكتاب املعيار يف الفقه من حيث الرتتيب ‪ ،‬يقول‪ ":‬ولو كان هناك حرية جلمعت كل الفتاوى‬
‫‪107‬‬
‫الفقهية السوسية من أول يوم إىل اآلن ‪ ،‬فرتبتها ترتيب املعيار ‪ ،‬فيكون معيارا ثالثا سوسيا‪،‬‬
‫وأحسب أنه يقع يف اثىن عشر جملدا‪ ،‬وذلك سهل لو أدركنا احلرية‪ ،‬ولعل غرينا يتأتى له إن مل يتأت‬
‫لنا… فيعمل على إشادة ركن عظيم مما يريده املستهامون بالعلم زآثاره" (‪. )4‬‬
‫* إحياء الثقافية العربية اإلسالمية ونبش تراثها إلحيائه‪،‬وهي خصيصى امتازت هبا احلركة‬
‫السلفية اإلصالحية مع حممد املختار السوسي املغتىن بالقطر السوسي وإحياء تراثه وتسجيله‪ ،‬مث مع‬
‫األستاذ السريري يف كتاباته حول ابن حزم وابن تيمية واجملالس واملناظرات وخدمته لعلم أصول‬
‫الفقه‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ املعســول ‪.13/15‬‬
‫‪ 2‬ـ عبداللـه الدرقاوي ؛ اجملموعــة الفقهيــة يف الفتـاوى السوسيـة ‪ ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ 3‬ـ املعســول ‪ 4/58‬و‪.7/84‬‬
‫‪ 4‬ـ عبداهلل درقاوي ‪ :‬اجملموعة الفقهيـة ص ‪ ، 9‬نقال عن كتاب حممد املختار السوســي ( املؤلفـون السوسيـون )‬

‫د ـ مؤلفات اجملال األديب‪ :‬يؤشر أول مؤلف يف هذا اجملال‪ ،‬وهو " جمموعة أشعار اجليشتيمي"‬
‫للحاج احلسني السوقي‪ ،‬املصنف عام ‪ 1288‬هـ على‪:‬‬
‫‪ ‬معقولية التحديد الزمين للبحث ‪1280‬هـ‪ .‬فاحلركة األدبية اإلفرانية انطلقت بالفعل يف‬
‫هذا التاريخ‪.‬‬
‫‪ ‬صلة احلركة األدبية اإلفرانية باألدب اجليشتيمي‪ .‬فهذا األخري منبع من منابع األدب‬
‫اإلفراين األساس اليت ال تقبل املرادة و املراء‪ .‬ولعل األستاذ احلاج احلسني ألف هذه اجملموعة‬
‫الشعرية بعد أن وجهه األدب أكنسوس لإلهتبال بدرس األدب‪ .‬وبذلك نفسر تأخره إىل هذا‬
‫التاريخ يف مجع أشعار آل شيخه أيب العباس اجليشتيمي؛ فلم يشتغل هبا يف الفرتة اليت كان يأخذ‬
‫عنه فيها‪ .‬ونعتربه لذلك ارهاصات األوىل لتأليف اجملامع الشعرية ولتأليف املنطقيات واملفضليات‬
‫مما نتق به التأليف اإلفراين بعد ذلك مع حممد املختار السوسي والعريب الساموكين وحممد بن‬
‫الطاهر اإلفراين وأمحد اليزيدي(‪ )1‬وحممد بن علي االلغي الذين مجعوا آثار غريهم من أدباء‬
‫احلركة األدبية اإلفرانية؛ واكتفى آخرون بلم اإلبداعات الشعرية الشخصية لدواوين وكنانيش‪.‬‬
‫ونسجل على التأليف يف هذا اجملال مالحظ منها‪:‬‬
‫‪ ‬يركز على مجع األشعار ‪ ،‬وتغفل غالبا االبداعات النثرية إال ما كان منها مشفوعا بشعر‪.‬‬
‫‪ ‬تلم أشعار شخص وتغفل ابداعات غريه ممن حياوره كما يف ديوان شعر الطاهر اإلفراين‬
‫الذي مجعه ابنه حممد (‪ . )2‬بيد أنه توجد باملوازاة جماميع أدبية تستوعب كلما يفع إليها من‬
‫ابداعات السيما مع جيل حممد املختار السوسي كما يف جمموعة حممد بن علي االلغي وجمموعة‬
‫أمحد اليزيدي وغريمها‪.‬‬
‫‪108‬‬
‫‪ ‬متة كتاب نقدي يتيم هو" طبقات املعاصرين" للبوزاكارين ؛ مث كان مصريه اإلعدام ‪،‬‬
‫جيعل هذا الفن خلوا من كل مؤلف ؛ فقد كان وجوده استثناء ‪ ،‬ألن النقد لدى احلركة األدبية‬
‫اإلفرانية إمنا حييء فلتات والتفاتات تطبيقية ومالحظات شفهية تسجل عرضا ‪ ،‬وليس باإلبداع‬
‫الشعري الشخصي لغلبة التواضع املكتسب من تربيتهم الصوفية؛وال نلمس الفخر إال لدى بعض‬
‫النتأخرين حني ينتصرون لشعر الطاهر اإلفراين وينافحون عنه أمام من يفضل عليه غريه من أدباء‬
‫وشعراء بقية‬
‫‪ 1‬ـ له ‪ * :‬الكناشة األدبية و * خمتارات أدبية ‪ ،‬وهذا جممـوع أدبــي نفيس ينظر املعسول ‪ 9/181‬وما بعـدهـا و ‪ 208‬و ما بعـدهـا‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ املعس ــول ‪.7/240‬‬

‫القبائل السيما حـاحـا(‪ .. )1‬مث إن أدباء احلركة األدبية اإفرانية مل ينفتحوا على كتب النقذ املنظرة‬
‫له حىت تكون هلم أنظار مشولية خيصوهنا بتأليف‪.‬‬
‫‪ ‬يأيت االهتمام جبمع املادة النثرية هي األخرى عرضا وممتزجة يف مؤلفات مع اإلبداعات‬
‫الشعرية ‪ ،‬وذلك راجع لتصورهم المهية كال اجلنسني الشعر والنثر وأفضلية أحدمها على اآلخر‪،‬‬
‫وقد تنفرد مبجموع إذا كانت هلا قيمة موازيو للفنية كرسائل الدرقاوي احلاج علي ذات القيمة‬
‫الرتبوية والتربكية‪.‬‬
‫‪ ‬إن لبعض اإفرانيني قبل فرتة البحث مشاركات أدبية نذكر منها‪:‬‬
‫‪ ‬مشاركات حممد الصغري بن احلاج حممد بن عبداهلل اإلفراين السوسي مث املراكشي الشهري‬
‫صاحب الصفوة ونزهة احلادي واملسلك السهل…‬
‫‪ " ‬ديوان أشعار زجلية يف مديح سيدي حممد الثالث " ناظمها أمحد بن إبراهيم بن علي بن‬
‫حممد بن عثمان اإلفراين السوسي األقصوي جمهول تاريخ الوفاة (ق ‪11‬هـ)‪ .‬والكتاب ما يزال‬
‫خمطوطا باخلزانة امللكية حتت رقم ‪. )2(10680‬‬
‫‪ 3‬ـ القوالــب الفنيـة ووضعيتها الوجوديـة‪:‬‬
‫صيغت املؤلفات اإلفرانية وما إليها يف قواليب فنية متعددة خمتلفة هي‪ :‬التصنيف والتأليف‬
‫واملنظومات والدواوين الشعرية واجملاميع األدبية‪ ،‬والشروح واحلواشي والتعليقات والسرية الداتية‬
‫واملوضوعية‪ ،‬والرتمجة من اللغة العربية الفصحى إىل السوسية‪ ،‬والردود واملناقشات‪ ،‬والتفسري‪.‬‬
‫ويستجيب هذا التنوع للغرض من التأليف ومقصده‪ .‬وكري من هذه املؤلفات تعليمية وتربوية‬
‫باألساس‪ ،‬وذلك ما يفسر كثرة الشروح والتقريرات والتعليقات والرتمجة إىل اللهجة الشلحية‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫وكثري من جماميع األدب شعرا ونثرا يغلب عليه دافع التربك بآثار الشخص املبدع واإلعجاب‬
‫به‪ .‬وقد يكون بدوافع التأرخيية وتارخيية كالذود عن عروبة القطر السوسي العاطفية والنفسية‬
‫وإسالميته حفاظا عليه مما يراد هبذا الوطن من متزق وشتات‪ .‬ونسجل من زاوية أخرى مالحظات‬
‫هتم حضور كتابات اإلفرانية يف الساحة‪.‬فبالرغم من اشتهار بعض أعالمها ومؤلفيها؛ فإن آثارهم ما‬
‫يزال قسط وافر منها بكرا مل تطمثه آالت املطابع بعد‪ .‬وتعترب هذه املؤلفات املخطوطة مادة خصبة‬
‫ألجيال من الباحثني يصرفون جهودهم يف البحث عنها وحتقيقها ودراستها مث طبعها‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ حضرت مـرادات بني احلـاج احلسيـن بن موسـى اإلفراين وابراهيم ابندو احلاحـي يف املوضوع‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ حممد املن ــوين ‪ :‬املصـادر العربيـة لتاريــخ املغـرب ‪.1/231‬‬

‫فإن املخطوط من املؤلفات اإلفرانية املذكورة يف املرصد متثل الثلثني ويبقى الثلث الباقي موزعا‬
‫بني املطبوع ‪ %22‬و املرقون ‪ % 8‬واملفقود امليؤوس منه ‪. % 3‬‬
‫ومل أمتكن يف مسرية حبثي من احلصول إال على ربع هذه املخطوطات‪.‬‬
‫وإذا كان جمموع ما هو مطبوع من املؤلفات اإلفرانية يقدر بأربعة عشر كتابا؛ فإن ذلك يعين‬
‫أن حركة التأليف اإلفرانية تنشر كتابا كل عشر سنوات ؛ وهي سرعة جد بطيئة‪ .‬بل إن معظم‬
‫مؤلفات اإلفرانيني ومن إليهم إمنا طبع ما غريه من املواد كاليت نشرها حممد املختار السوسي يف‬
‫املعسول وإخوته‪ .‬واملعلوم أن بعض مؤلفات حممد املختار السوسي أو جلها تعترب يف النذرة يف‬
‫السوق أقرب إىل بعض املخطوطات‪.‬‬
‫فالبد‪ ،‬إذن‪ ،‬من معاودة النظر يف هذه الزاوية‪ ،‬ألنها ضمان‪:‬‬
‫‪ ‬شهرة احلركة األدبية اإلفرانية‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركتها يف مسرية اجملتمع التارخيية واحلضارية‪.‬‬
‫‪ ‬انفتاحها على اجلديد ومسايرته‪.‬‬
‫‪ ‬خدمة البحث العلمي اجلاد‪.‬‬
‫وإن العديد من املؤلفات املخطوطة اإلفرانية والسوسية واملغربية تبقى حتت رمحة الورثة واألرضة‬
‫والضياع‪ .‬وإن املستحق إلرثها هم الباحثون والدارسون واخلزانات العامة املفتوحة أبواهبا يف وجوه‬
‫الباحثني واحملققني والدارسني‪ .‬فهم أجدر هبذه املواد من بعض جهلة األبناء واحلفدة املتعاقدين‬
‫بالشراكة مع األرضة والضياع‪ .‬وإن قيمة املخطوط وآثار األجداد تكمن يف ابرازها وإظهارها و‬
‫إفراجها للوجود لتنفع األمة والوطن والبحث العلمي؛ ال يف اكنازها وحجبها عن العيون ومنعها من‬
‫‪110‬‬
‫أكف الباحثني األمناء إىل أن يتجاوزها التاريخ أو خيلف من بعدهم خلف يشتت ما كانت النفوس‬
‫تكز به وتضن‪.‬‬

‫الفصــل السادس‪:‬‬

‫األدب اإلفراني منابعه وإشعاعه‬


‫وطبقات األدباء‬

‫‪-1‬منابع األدب اإلفراني وإشعاعه‪:‬‬


‫‪111‬‬

‫أ‪ -‬منابع األدب اإلفراني‪ :‬عرفت املنطقة اإلفرانية حضورًا للدرس األديب وإبداعه‬
‫مبدارسها ممن هلم مشاركة و التفات – على ضآلته –‬ ‫قبل‪1280‬هـ مع بعض األساتيذ املدرسني‬
‫(‪)1‬‬

‫هلذا الفن‪ .‬ونذكر من أعالمه‪:‬‬


‫‪ - 1‬العالمة املفيت األديب إبراهيم بن حممد احملجويب املتخرج من فاس‪ .‬فقد أورد له املختار‬
‫السوسي بعض آثاره األدبية وشهد له األديب حممد أكنسوس باملشاركة يف كل فن‪.‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم بن أمحد بن حييا التاماناريت اآلخذمن فاس هو اآلخر‪ ،‬املدرس حينًا يف املدرسة‬
‫التانكرتية‪ ،‬الذي الشك يعمل كبقية آله بوصية جده األديب حممد بن ابراهيم الشيخ التاماناريت‬
‫لالهتبال بالدرس األديب وحفظ املقامات احلريرية وتدريسها‪.‬‬
‫غري أن اآلثار املوقوف عليهاحلد اآلن والدالئل تؤشر على أن هذه الفرتة ميكن اعتبارها جمرد‬
‫إرهاصات نستدل هبا على استمرار هذا الفن على وهن فيه وبساطة يف معانيه وعيب يف بعض‬
‫قوافيه‪ .‬فمن آثار األستاذ احملجويب‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َعَلْيـِه الَّس ـَالُم َلْيـَس ِع نْـِد ي ِباَك ِم لِ‬ ‫َأَال إ َّن َم ـْن َال يَـقَـَتــِد ي ِبُم ـحَـمَـٍد‬
‫ويقول يف أخرى وقد جحل اهلاء رويا‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫َأِس ـَري املِـَالِح َعاِش ـقًا َأِلمِـيـِر هـَا‬ ‫َم َلْك ـَت َأِم يـَر اُحلْس ِن َقـْليِب َفَلـْم َأَز ْل‬
‫وه ــذه احملاوالت هي مع ــذورة لك ــون ذل ــك العص ــر يف ــرض إيالء الفق ــه –ب ــارود البل ــد‪-‬الح ــظ‬
‫األكرب‪ ،‬فلم يكن طلبـة العلم آنـذاك يّطبيهم الفن األديب لقلـة جـدواه يف اجملال احليـوي واملعاشـي‪ ،‬حـىت‬
‫إن األسـ ــتاذ احملجـ ــويب اشـ ــتهر باإلفتـ ــاء والفقـ ــه أكـ ــثر من بـ ــروزه بـ ــاألدب‪ ،‬فغـ ــابت يف الغـ ــالب احملافـ ــل‬
‫واملنتديات واجملالس احلادبة على اإلبداع األديب واملشجعةله(‪ .)4‬فلذلك ال ننتظر من هــذه الفــرتة هنضــة‬
‫أدبي ــة‪ .‬س ــوى أنن ــا نس ــتنتج ّمما س ــلف اعتن ــاًء باللغ ــة العربي ــة يف املق ــررات املدرس ــية مبا فيه ــا الع ــروض‬
‫والبالغـ ــة واملقامـ ــات احلريريـ ــة وبعض املواد الشـ ــعرية املرتبطـ ــة بالصـ ــالح والسـ ــلوك والتعلـ ــق باجلنـ ــاب‬
‫الشــريف كــالربدة واهلمزيــة وبــانت ســعادة غريه ــا‪.‬فبــذلك خنلص إىل أن الــدرس األديب كــان موجــودًا‬
‫بالقوة يف فرتة ما قبل ‪128‬هـ غري حاضر بالفعل لغياب دوافع ظهــوره وطفاوتــه للســطح‪.‬وهــذا احلكم‬
‫هو نفسه ما كـان عليـه حـال األدب يف سـوس قبـل ‪1269‬هـ‪ .‬فهـو ‪-‬أي األدب‪ -‬وإن فـرت قبـل هـذه‬
‫الفرتة‪ ،‬فإنه مل ينمح يف الفكر السوسي‬
‫(‪ )1‬ينظر مبحث املدارس العلمية يف الفصل األول‪.‬‬
‫(‪ )2‬املعسول ‪.14/37‬‬
‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫(‪ )4‬سوس العاملة‪ ،‬ص‪89‬‬
‫‪112‬‬
‫وتعاليمــه‪ ،‬بفضــل االعتنــاء باللغــة العربيــة ودروســها‪ .‬وبفضــل الرحلــة العلميــة إىل خــارج ســوس بفــاس‬
‫ومراكش وتامكروت ومصر(‪.)1‬‬
‫وكانت على هذه احلال املدرسة احلضيكية اليت مل َيكن أستاذها حممد احلضيكي –كأشياخه‬
‫التامكروتيني‪ -‬يعري كبري العناية باألدب‪ ،‬الزوراره عن عكل ما جيمع القلب على اهلل‪ ،‬فقد انفلت‬
‫من بني يديه من يهتبلون هبذا الفن كأمحد اَهلْو زيوي (ت‪1214‬هـ) الذي أضحى بعد شيخه املذكور‬
‫شيخ اجلماعة وخليفته على املدرسة‪ .‬وعلى عهده انتعش األدب ونفقت سلعته فقد "كان يأخذ‬
‫بأيدي تالميذه إىل مساء الفن األديب مث يندو معهم فيطارحهم أدبيات…"‪ .‬هذا األمر هو ما مل نقف‬
‫على ما يثبته لدى من تقلدوْا التدريس بإفران من العلماء قبل ‪1280‬هـ من املذكورين مبا سبق ذكره‬
‫من العلل‪ ،‬ولغياب الوثائق واملستندات‪ ،‬وقد سرت جذوة األدب اهلوزيوية احلضيكية التامكروتية إىل‬
‫ثلة من تالمذة اَهلْو زيوي املذكور‪ ،‬وكان أبعدهم تأثريًا أبو زيد اجليشتيمي أبو النهضة األدبية‬
‫السوسية الثانية‪ .‬فقد جعل اهلل الربكة يف احلركة األدبية اجليشتيمية فانبثت هبا روح َس َر ْت إىل غريها‬
‫إّم ا باألخذ مباشرة و إّم ا باملنافسة‪.‬‬
‫فأما األخرية فيقصد هبا االجتاه التمكدشيت وتابعاه األدوزي والبونعماين‪.‬‬
‫وأما اأّل وىل فهي اليت تعنينا فب احلركة األدبية اإلفرانية‪ .‬فقد أخذ عن أيب العباس بن أيب زيد‬
‫اجليشتيمي من االفرانيني أدباء كبارهم ؛ احلاج احلسني السوقي اإلفراين‪ ،‬وحممد بن ابراهيم التمناريت‬
‫اإلفراين والعريب الساموكين اإلفراين والبشري الناصري فبهم اتصلت احللقة األدبية اإلفرانية باحلركة‬
‫األدبية اجليشتيمية ذات األصول اَهلْو زيوية احلضيكية التامكروتية‪.‬‬
‫ويربز إشكال املدرسة اإللغية ومنبع أدهبا‪ ،‬فاملعلوم أن رهبا حممد بن عبد اهلل اإللغي األديب‬
‫الذي أخذ عنه كثري من اإلفرانيني‪ ،‬مل بأخذ العلم عن غري حممد بن إبراهيم التمناريت مث اإلفراين‪ .‬وال‬
‫نقف هلذا األستاذ على آثاٍر أدبيٍة تثبت لنا اهتباله هبذا الفن‪ .‬وبالتايل فاعتبار هذا األستاذ صلة وصل‬
‫بني األدبني اإللغي واجليشتيمي ال يستند إىل دالئل وآثاٍر تؤكده و إن كان من الناحية النظرية ممكنًا‬
‫لثبوت أخذه عن األستاذ األديب أيب العباس اجليشتيمي‪ .‬وللخروج من هذا الغموض املشكل نقرر‬
‫أمورًا هي‪:‬‬
‫‪ ‬أن األدب اإلفراين ال جيحد جاحد اقتباسه جذوة هذا الفن من احلركة األدبية‬
‫اجليشتيمية بفعل املذكورين من تالميذ أيب العباس األوائل واألواخر؛ فاملشكل إذن يتعلق‬
‫باألدب اإللغي اإلفراين احملض‪.‬‬
‫‪ - 1‬سوس العاملة ص‪90‬‬
‫‪113‬‬
‫‪ ‬أن الدرس األديب واللغوي حاضر بالقوة والفعل معًا يف مقررات األستاذ أبن‬
‫ابراهيم التمناريت األفراين باملدرسة التانكرتية ألنه ممن تتلمذ للجشتيمي األديب أيب العباس‪،‬‬
‫وممن ورث العناية باللغة ة األدب عن آبائه العاملني بوصية اجلد حممد بن إبراهيم الشيخ‬
‫التمناريت األديب(ت‪971‬هـ) الذي كان يدرس املقامات وحيض علىكتب األدب فجعلها‬
‫كلمة باقية يف عقبه‪،‬ووّفر هلم مادة ذلك الفن كما تدل عليه بقايا خزانته بتامانارت‪ .‬وبذلك‬
‫يتقرر لنا وجود األرض احلصبة اليت ستنمو عليها شخصية ابن عبد اهلل اإللغي األدبية‪.‬‬
‫‪ ‬أنه لن يعوز ابن عبد اهلل اإللغي بعد إال التوجيه والتشجيع املعنوي واملادي ووجود‬
‫املنتديات واحملافل اليت ستصيخ إلبداعاته‪ ،‬وهذا ما كان يلفيه لدى‪:‬‬
‫‪ ‬شـ ــيخه يف الطريقـ ــة احلاج احلسـ ــني السـ ــوقي اإلفـ ــراين صـ ــاحب اجملموعـ ــة الشـ ــعرية‬
‫اجليشتيمية‪ ،‬ومريد األديب حممد الكنسوسي املراكشي الذي كــان يبعث بالرســائل إىل علمــاء‬
‫اآلف ــاق السوس ــية ي ــوجههم فيه ــا لالهتب ــال ب ــدرس األدب لكون ــه مفت ــاح فهم املت ــون والق ــرآن‬
‫والســنة‪ .‬فبال شــك يتــأثر اإلفــراين بشــيخه يف التوجيــه ويعمــل على توجيــه مريديــه من العلمــاء‬
‫والطلب ـ ــة لالنكب ـ ــاب على ه ـ ــذا الفن‪ .‬وق ـ ــد ثبت أن اإللغي املذكوركان ي ـ ــرتدد على األديب‬
‫السـ ـ ــوقي بزاويتـ ـ ــه وداره بالسـ ـ ــوق أوفال وسـ ـ ــط إفـ ـ ــران‪ ،‬وبال شـ ـ ــك يلقي بني يديـ ـ ــه قصـ ـ ــائد‬
‫ومقطوعات أدبية كاليت قاهلا يف الشيخ املدين الناصـري‪ ،‬و كـاليت كـان هبا من إلـغ إىل أسـاتذه‬
‫ابن ابراهيم التمنريت يتشوق فيها إىل إفران ومطلعها‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هَـَذ ى اِب لَقْلـِب ِم ْن َص ـْد ِر ي ُج ُنـوٌح‬ ‫إ َذ ا َم ـا َهـَّب مِـْن ْفــَر اَن ِر يـــُح‬
‫ِإ‬
‫فبال شك يقول أخريات يف شيخه يف الطريقة األمحدية وإن مل نقف عليها فيما أثبته حممد‬
‫املختار السوسي نظرًا للنهب الذي تعرضت له خزانة الشيخ اإلفراين املذكور‪.‬‬
‫البيت الناصري بزعامة احلاج املدين الناصري اإلفراين الذي كان يؤوي إليه العلماء والطلبة‬ ‫‪‬‬

‫يذاكرهم وجيالسهم حىت تثقف هبم وقد ثبت أن حممد اإللغي مدحه بقطعة مطلعها‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َو َج ـَّد َد َم ــا َو َهـَى َو َأَز اَح هَج ْـَال‬ ‫َأاَي اْبـن اْلُقْط ـِب َأْح َيـا اِّدل يَن ْهَج ـرًا‬
‫واستدعاه يف سنة عجفاء ليدعو اهلل فيبارك يف هري مدرسته االلغية األدبية ‪.‬‬
‫‪ ‬البيوتات اإلفرانية العامية اليت استقبلته وطلبته‪ ،‬واستدعته ليتتبع القرى اإلفرانية من أقصاها‬
‫إىل أدناها فاستجاب لذلك‪.‬‬
‫‪-1‬مرتعات الكؤوس‪1/110‬‬
‫‪ -2‬املعسول ‪1/169‬‬
‫‪114‬‬
‫وهبذا خنلص إىل أن األدب اإللغي وليد البيئة العلمية األدبية والرتبوية الناشئة بإفران اليت‬
‫كان من أقطاهبا وأوتادها املدرسة التنكرتية واألسر العلمية واحلركة الرتبوية التيجانية بالسوق‬
‫أوفال‪.‬مث إن األستاذ حممد بن عبد اهلل اإللغي وخلفه من بعده ومساعدومهـا اعتنوْا باألدب‬
‫وجتـديد األسلوب واالنتقاد العلين وكثرة املدروسات األدبية فاهتدت مدرستهم إىل الثقافة‬
‫األندلسية‪ ،‬فاختذهتا حمورًا خـاصًّا ألدبائها‪ .‬وخترج هبا أزيد من مائة يندر فيهم من لن يرم بسهم‬
‫يف األدب فضًال عن حمبته وتقديره‪.‬مث كان هؤالء املتخرجني سار باألدب سريًا إىل األمام‬
‫كالشاعر الطاهر اإلفراين واألديب العريب الساموكين مث اإلفراين وحممد بن احلاج األديب‬
‫والعالمة أمحد بن صاحل التاوريريت والبشري والطاهر الناصرَّينْي وغريهم ممن كانوْا بعد عمد‬
‫األدب باملنطقة اإلفرانية املشهورة اليت قبس من فنوهنا اأّل دبية أجيال من االفرانيني كالبشري‬
‫العزيي األديب‪ ،‬وحممد بن الطاهـر وصنوه عبد اهلل وأمحد بن عبد اهلل اجملازي و موالي عبد‬
‫الرمحان العدناين وحممد بن أمحد املسراوي واملدين بن حممد بن الطاهر وصنوه حييـا‪ ،‬وعميهما‬
‫البشري بن الطاهر وعبد اهلل بن الطاهر وحَم مد بن البشري الناصري واحلاج احلسني أوموسى‬
‫احلندقي البكري‪.‬‬
‫وقد عاشت ثلة من املذكورين بدءًا من العدناين املذكور أعاله فرتة خفوت جذوة األدب‬
‫يف احملافل بعد االستقالل النصراف الناس عن الدراسة العربية و اإلبداع األديب لقلة جدوامها يف‬
‫اجملال احليـوي‪ .‬ومع هذا فقد صمد بعضهم حىت بعثوا هلم خالئف من الشعراء الشباب بفعل‬
‫التدريس العريب يف املدارس العتيقة‪ ،‬وبفضل املنتديات واجملالس األنسية األدبية اليت حييومنا من‬
‫حني آلخر بافران وتزنيت وأكادير واألخصاص‪.‬‬
‫ومن هؤالء اخلالئف الذين واصلوْا محل مشعل اإلبداع األديب ‪:‬‬
‫‪ ‬الشاعر حممد عدي بوسنكار املسراوي املتأثر بالشعر املعاصر‪.‬‬
‫‪ ‬الشاعر حلسن بن باها الشقراوي‪.‬‬
‫‪ ‬الفقيه األديب عمر بن ابراهيم االكماضي‪.‬‬
‫‪ ‬الفقيه أمحد معطى اهلل السالمي االفراين و حممد أصياء املسراوي‪.‬‬
‫فبهؤالء والبقية احلية من الشعراء األدباء االفرانيني احلاج احلسني واحلاج حَم مد الناصري‬
‫والبشري بن الطاهر تستمر احلركة األدبية اإلفرانية يف العطاء بتعاون مع من حيتلون املدارس من‬
‫األساتذة كالفقيه اللغوي األصويل األديب الناقد مولود السريري‪ ،‬األستاذ الفقيه األديب الشاعر‬
‫احلاج علي رشيد اجلماري‪.‬‬
‫‪115‬‬

‫ب‪ -‬مظاهر إشعاع األدب اإلفراني‪ :‬اشتهرت حركة األدب اإلفراين وامتد شعاعها‬
‫وإشعاعها بفعل عوامل وممهدات مكنت هلا‪ .‬ويعود جممل هذه املمهدات إىل ‪:‬‬
‫‪ ‬موقع املنطقة اإلفرانية اإلسرتاتيجي بني الشمال واجلنوب والشرق والغرب يف هذا الوطن‬
‫‪ ‬مشاركة اإلفرانيني يف األحداث التارخيية والسياسية اليت عرفها املغرب عامة والقطر‬
‫السوسي خاصة ‪.‬‬
‫‪ ‬مكانة األسر العلمية اإلفرانية وصالهتا مبثيالهتا يف مناطق أخرى من سوس واحلواضر‬
‫املغربية وتبادهلا الوفود معها والزيارات ‪.‬‬
‫‪ ‬حضور اإلفرانيني الفاعل يف احلركات الرتبوية النشيطة يف سوس‪ ،‬وتسنم بعضهم‬
‫مشيختها كاحلاج احلسني السوقي واحلاج املدين الناصري واحلاج علي الدرقاوي ‪ ...‬وافتتاح‬
‫فروع عديدة لزواياهم يف مناطق متباعدة جنوبا ومشاال وشرقا وغربا ‪.‬‬
‫‪ ‬مشاركتهم يف حركة التأليف والتصنيف السوسية والوطنية وتقريظها ‪.‬‬
‫‪ ‬وفرة الشعراء والكتاب اإلفرانيني وعمارهتم الساحة السوسية والوطنية مبشاركتهم‬
‫اإلبداعية شعرا ونثرا ونقدا‪.‬‬
‫وقد تضافرت مظاهر عديدة تؤشر على إشعاع احلركة األدبية اإلفرانية نذكر منها‪:‬‬
‫إعجاب كبار األدباء والنقاد يف سوس واحلواضر والصحراء بإفالق بعض شعراء احلركة األدبية‬
‫اإلفرانية ‪ ،‬كما اطرد ذلك يف التقاريظ املثبتة يف آخر املعسول ويف ثنايا ترامجهم‪.‬ومن ذلك قول عبد‬
‫الكرمي بن احلسين الرباطي‪ " :‬ولو مل يكن من مزايا ( املعسول) إال ما ضمه أعقاب (الدرر الفاخرة )‬
‫للشريف الرضي نقيب مكناس؛ فنبهتين(غريزته) إىل صاحبها حبسن سبكها‪ ،‬ومتخري لفظها‬
‫ووزهنا…ونفسه الغريب إذ ذاك‪،‬فكان هو السبب حىت اشتهر‪ ،‬فجعلت أتتبع نفثاته …فلما تناولت‬
‫املعسول وجدت خالل ترامجه وأجزائه من شعر اإلفراين ما حرك الساكن من إعجايب القدمي‪،‬‬
‫وزادين إعجابا جبيد من شعره احملكم الرصف‪ ،‬الرقيق النسج‪ ،‬املستعذب األلفاظ‪ ،‬الفاتن األحلاظ…‬
‫وقوافيه اجلياد يف آل ماء العينيني وغريها‪ ،‬من منتخب شعره‪ ،‬جتعله يف طليعة شعراء املغرب ابن‬
‫حبوس والكراوي وامللزوزي والفشتايل وابن إدريس والفضل يف اإلمتاع هبا (للمعسول)(‪." )1‬‬
‫املعسول ‪329 – 20/328‬‬ ‫‪-1‬‬

‫وقد كان هذا اإلعجاب بشعراء احلركة األدبية اإلفرانية مشوبا باالستغراب من وجود أمثاهلم‬
‫بني قوم شلحيني كما قال األديب أمحد سكريج قاضي زطاط يف طائفة من األدباء املتخرجني‬
‫‪116‬‬
‫باإلفرانيني‪" :‬وإين ملعجب بسحرهم احلالل الذي يعرضونه يف مسرح التمثيل العجيب ‪ ،‬وإبدائهم له‬
‫يف إبداء غريب ‪.‬فلله در السوسية وما أجنبت! وما كنت أظن أن يوجد مثل هؤالء األدباء األفاضل‬
‫بني من ينطق باللغة الشلحية بأفضل منطق "(‪. )1‬‬
‫وقد حدا اإلعجاب بالعديد من أدباء املغرب الكبار السوسيني والصحراويني واحلضريني إىل‬
‫التقرب منهم وخماطبتهم شعرا و نثرا ‪ ،‬وإهداء نسخ من مؤلفاهتم إليهم طلبا لتقريظها‪ .‬صدر ذلك‬
‫عن النقيب ابن زيدان والقاضي سكريج ‪،‬والقاضي البلغيثي واحلجوجي(‪)2‬واهلامشي األقاوي(‪)3‬وحممد‬
‫بن أمحد االيكراري(‪،)4‬واألمري أمحد اهليبة الذي قال نبويته الرائية الرائعة‪،‬فقرظها الطاهر االفراين‬
‫ومخسها(‪ )5‬فأعجب بذلك األديب الصحراوي ابن العتيق فحاكى الشاعر اإلفراين بتقريظ وختميس‬
‫مماثلني (‪. )6‬‬
‫ومل يقف األمر عند جمرد املراسلة واملخاطبة األدبية ‪ ،‬وإمنا تعداه إىل تبادل املزاورة والوفادة بني‬
‫أدباء إفران وأدباء الصحراء واحلواضر فضال عن أدباء بقية قبائل سوس (‪. )7‬‬
‫ولقد لقي األدباء اإلفرانيون االحتفاء يف كل حمل حلوا به تقديرا لشأهنم السين ‪ ،‬يتداعى‬
‫ملواردهم كل أديب وشاعر‪ .‬سل عن ذلك فاسا ومكناس والرباط وسال ومراكش حيث أقيم على‬
‫شرف الطاهر اإلفراين أسبوع أديب حافل؛ وسل تييوت وكردوس وإلغ وآيت جرار وبويزكارن‬
‫وبيوتات األسر اإلفرانية الكربى باخلصوص(‪.)8‬‬
‫ومن مظاهر اإلشعاع األديب للحركة األدبية اإلفرانية كذلك‪:‬‬
‫كثرة املرتادين إىل حمالهتم يف احلل والرتحال طلبا للتحصيل العلمي أو ألخذ‬ ‫‪‬‬

‫الطريقة أو للتربك أو لإلستجازة ‪ .‬ومن ذلك أن استجاز الفقيه املؤرخ حممد الكانوين الطاهر‬
‫اإلفراين‪ ،‬فامتنع هذا تواضعا (‪.)9‬‬
‫‪-1‬نفسه ‪19/152‬‬
‫نفسه ‪ 143-142-140-136-117-100 / 7‬وقد رأيت يف خزانة البشري بن الطاهر نسخا مهداة للشيخ الشاعر الطاهر اإلفراين من بعض الكتب‬ ‫‪-2‬‬
‫املذكورة‪.‬‬
‫املعسول ‪9/144‬‬ ‫‪-3‬‬
‫روضة األفنان يف وفيات األعيان ص‪31‬‬ ‫‪-4‬‬
‫املعسول ‪240-4/222‬‬ ‫‪-5‬‬
‫‪4/242‬‬ ‫‪-6‬‬
‫املعسول ‪ 374-373-178 – 1/169‬و ‪ 4/54‬ومابعدها –‪ 112– 74– 73‬ومابعدها ‪ 256‬ومابعدها –‪ 286‬وما بعدها و‪ 132-3/26‬ومابعدها و‬ ‫‪-7‬‬
‫‪ – 6/109‬و‪ 196 – 160-19/159‬ومابعدها –‪ 220‬وما بعدها و‪ 10/14‬وما بعدها –‪ -151-150-85– 81-80-69-61-57‬و‪18/102‬‬
‫و ‪ -242-96-95-7/161‬وما بعدها –‪144‬‬
‫املعسول ‪81 / 7‬‬ ‫‪-8‬‬
‫االلغيات ‪3/20‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪117‬‬
‫موازنة أدباء سوس والصحراء واحلواضر بني الشعراء اإلفرانيني وبني غريهم‪.‬فقد‬ ‫‪‬‬

‫ووزن بني الطاهر اإلفراين وأستاده أيب احلسن اإللغي يف بالط األمري أمحد اهليبة ‪ ،‬ووازن‬
‫السوسي بني الشاعر اإلفراين املذكور وبني شيخه أيب العباس اجليشتيمي ‪ ،‬وفضله النقيب‬
‫عبد الرمحن زيدانعلى كثري من معاصريه‪ ،‬ووازن بينه وبني العبدري يف جملس احلاج احلسني‬
‫بن موسى اإلفراين بأكادير ‪ ،‬الناقد األديب العالمة ابراهيم إبندو احلاحي صاحب "املتعة‬
‫والراحة (‪" )1‬‬
‫معارضة شعراء سوس والصحراء لقصائد من الشعر اإلفراين ‪.‬فقد تابع ابن العتيق‬ ‫‪‬‬

‫الصحراوي الطاهر االفراين يف تقريظه وختميسه لنبوية األمري أمحد اهليبة ‪ ،‬بتقريظ وختميس‬
‫مماثلني ‪ .‬وعارض الناقد األديب احلاجي املذكور أعاله قصيدة الطاهر االفراين املهورة اليت‬
‫تتلى يف بعض احملافل السوسية كاملوالد واليت مطلعها ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫َو َبَد ا اِذَّل ي َم ا ِخ ْلُتُه َيْب ُد و‬ ‫َبِر َح اْلَخ َفاُء َو ّرَص َح اْلَو ْج ُد‬
‫عارضها بنبوية مماثلة هلا يف الوزن والقافية واملوضوع ومطلعها‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫؟‬ ‫ّلُك اْلَم َط اِر َفَهْل ُهَل َح ُّد‬ ‫َغىَّن اْلَهَز اُر َفَط اَر يِب اْلَو ْج ُد‬
‫وال ُيعاَر ُض أو يوازن يف الغالب إال مشاهري القصائد ملفلقي الشعراء ذائعي الصيت‪.‬‬
‫الرتمجة لألدباء االفرانيني يف كتب تاريخ األدب ‪ .‬فهذا وإن ُعَّد سببا يف الشهرة‬ ‫‪‬‬

‫‪ ،‬فيمكن اعتباره مظهرا من مظاهرها ألنه لو مل يكن كذلك ملا وصل ذكره ملن ترجم له ‪.‬‬
‫نيل بعضهم أومسة ملكية كالطاهر اإلفراين واحلاج احلسني بن موسى البكري ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ج‪ -‬حدود إشعاع الحركة األدبية اإلفرانية‪:‬‬


‫ميكن تتبع حدود إشعاع احلركة األدبية االفرانية على ثالث مستويات ‪:‬‬
‫مستوى الفئات االجتماعية‪ :‬فقد شارك يف هذه احلركة األدبية وتأثر هبا وتناولت خمتلف‬
‫الفئات االجتماعية من‪:‬‬
‫‪ 0‬مشايخ الرتبية والطرق ومريديهم ؛ وقد سلف ذكر ذلك يف الفصل األول من الباب‬
‫األول ‪ .‬وقد سرى من هؤالء املشايخ ما سرى من حب األدب وتذوقه إىل فئات من‬
‫أتباعهمتتباين مستويات إدراكهم وتعلمهم‪ ،‬بلغت مداها يف البساطة مع الدرقاوين الذيناستطاعوا‬
‫(‬
‫رفع مستويات متجرديهماألميني ليتذوقوا قصائد السماع ومتييز ما يناسب منها مقاما دون آخر‬
‫‪. )4‬‬
‫‪ -1‬حضرت اجمللس الذي جرت فيه هذه املوازنة مبنزل احلاج احلسني يف أكادير‬
‫‪ -2‬املعسول ‪175 / 7‬‬
‫‪118‬‬
‫‪ -3‬أوراق راوية سوس أمحد أحونيك االخصاصي‬
‫‪ - 4‬اللغيات ‪ 183 / 2‬ومن أفواه الرجال ‪104 / 1‬‬

‫‪ 0‬امللوك والوزراء والقواد والرؤساء والقضاة وقد تعددت القصائد والكتابات النثرية اليت‬
‫(‪. )1‬‬
‫وجهها أدباء احلركة األدبية االفرانية إىل املذكورين ودخلوا هبا عليهم‬
‫‪ 0‬قيمي املدارس العلمية وأساتذهتا وتالمذهتا‪ :‬فقد شارك يف حتريك دواليب األدب‬
‫اإلفراين وتأثر بذلك أساتذة املدارس العلمية اإلفرانية وتالمذهتا وأساتذة وتالمذة بقية املدارس يف‬
‫سوس ومراكش وحاحة وغريها‪.‬وكان للمنافسة بني املدارس يف سوس دور يف سريان هذا‬
‫اإلشعاع األديب‪ ،‬يتجلى ذلك يف ارمتاء بعض من ال صلة له باألدب وال موهبة عليه‪ ،‬من العلماء‬
‫(‪)2‬‬
‫والطلبة واملدارس‬
‫‪ 0‬احلرفيني‪ :‬ومن مظاهر ذلك اهتبال َبَّناء يف منزل الطاهر اإلفراين ببيت شعري ارجتله أبو زيد‬
‫البوزاكارين حول روض صغري يتدفق فيه جدول ماء صغري قال فيه‪:‬‬
‫ِلُحْس ِنِه َيْسَتْو ِقُف اَألْبَص اَر‬ ‫َهَذ ا َلَعْم ِر ي َم ْنَز ٌه َقْد َص اَر‬
‫فالتقفه البناء وكتبه باملغرة على جدول املاء(‪. )3‬‬
‫‪ 0‬النسوان ومما يؤكد ذلك ويثبته أن رحب طلبة بالوفد االفراين كاملعتاد بقصائدهم‪ ،‬فقال من‬
‫بينهم البشري األغوديدي مقطوعة كباقي بعض تراكيبها ومعانيها‪ ،‬فأجابه الطاهر االفراين مبقطوعة‬
‫نبهه فيها إىل ما يف مقطوعته تلميحا‪ ،‬فأثار طلبة املدرسة اإللغية حول األغوديدي ضجة "حىت سرى‬
‫(‪)4‬‬
‫ذلك إىل خدور الغواين‪ ،‬فتحدثن به يف منتديات النساء "‬
‫‪ 0‬الب ــاحثني‪:‬إذ أث ــارت احلرك ــة األدبي ــة اهتم ــام عدي ــد من الب ــاحثني واملؤرخني يف خمتل ــف‬
‫املس ــتويات ومن متب ــايين األجي ــال واألعم ــار ب ــدءا باحلس ــن البونعم ــاين والسوس ــي والنقيب ابن زي ــدان‬
‫وســكريج… ووصــوال إىل الطلبــة واألســاتذة اجلامعيني يف العقــدين املتــأخرين من القــرن العشــرين ومــا‬
‫(‪)5‬‬
‫يزال البحث مستمرا‪.‬‬
‫على مستوى المكان‪ )6( :‬انتشرت احلركة األدبية يف اجتاهات جغرافية متعددة قريبة وبعيدة‪،‬‬
‫بفضل حيوية مكوناهتا وعناصرها كما تتبعت‪ .‬فبفضل ذلك انبثت احلركة األدبية اإلفرانية وبلغ‬
‫إشعاعها وشعاع دائرة تأثريها‪:‬‬
‫‪ - 1‬املعسول ‪ -81 / 7‬و ‪ 70 /4‬و ‪ 220 – 196 – 160-159 /19‬وما بعدها و ‪ 20 / 10‬وما بعدها‬
‫‪ - 2‬سوس العاملة ص ‪103– 102‬‬
‫‪-3‬املعسول ‪149– 148 / 10‬‬
‫‪ – 4‬نفسه ‪3/8‬‬
‫‪ – 5‬نذكر من الدراسات اجلامعية ‪:‬‬
‫شعر داود الرمسوكي مجع ودراسة وحتقيق ‪ ،‬لليزيد الراضي‬ ‫‪‬‬
‫اإلفراين ‪ :‬حياته وشعره لعبد اهلل الدرقاوي‬ ‫‪‬‬
‫شعر حممد بن الطاهر ‪ :‬مجع ودراسة حممد بن الطاهر ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪119‬‬
‫‪ ‬املدرسة االلغية وإشعاعها األديب يف سوس املهدي السعيدي‬
‫ومثة حبوث لإلجازة عديدة يتسم بعضها باجلدة واجلدية ‪.‬‬
‫‪ -6‬تنظر رسالة املهدي السعيدي ‪ :‬املدرسة اإللغية‪ 522 / 2..‬فقد تناول إشعاع هذه املدرسة على مستو املكان من حيث التصميم‪.‬‬

‫أ‪ -‬خمتلف ربوع سوس‪ ،‬بواديها وحواضرها(‪ .)1‬ومنها تيزنيت وتارودانت وتييوت وإداوتنانت‬
‫وحاحة ورأس الوادي وتامانارت وتاغاجيجت وإيليغ وآيت باعمران‪ ،‬كلميم…ويف مبحث‬
‫املدارس على االنتماءات القبلية للطلبة واألساتذة لنلفي كذلك السماليل والرمسوكي والبعقيلي‬
‫والبعمراين واهلشتوكي والرأسلوادي والتاماناريت والتاغاجيجيت …اخل‪.‬‬
‫‪ ‬الصحراء الشرقية ‪ :‬فقد فتحت الزاويتان التيجانية والدرقاوية التابعتان للحاج احلسني السوقي‬
‫وخلفائه ‪ ،‬واحلاج علي الدرقاوي اإللغي ‪ ،‬فروعا هلا يف املنطقة الشرقية ‪ .‬قال السوسي يف والده ‪:‬‬
‫" كان أصحاب الشيخ املنخرطون يف طريقته ممتدين إىل درعة فتافياللت فما وراء تافياللت إىل‬
‫قبائل ذوي منيع (‪ ")2‬وخاطب الطاهر اإلفرانيني الثائر مبارك التوزونينيت يف تافياللت بقصائد شعرية‬
‫مادحة (‪. )3‬‬
‫(‬
‫‪ ‬الصحراء املغربية اجلنوبية وما وراءها‪:‬فقد كان باملدارس اإلفرانية طلبة من الصحراء من أسا‬
‫‪ ،)4‬وكان الصحراويون يفدون على املنطقة اإلفرانية (‪،)5‬كما شارك اإلفرانيون مشاركة فاعلة يف‬
‫حركة أمحد اهليبة وكان هلم اتصال بوالده قبل وخبالئفه من بعد ‪.‬كما كان للحاج احلسني السوقي‬
‫أتباع يف الطريقة من مايل والسينغال (‪ )6‬فضال عن ما دوهنما‪ ،‬كانوا يفدون عليه باهلدايا يف طريقهم‬
‫إىل زيارة ضريح موالي أمحد التيجاين بفاس‪ ،‬وللحاج علي الدرقاوي أتباع من الصحراويني‬
‫(‪)7‬‬
‫كإبراهيم البصري الركائيب واحلسن الركائيب الصحراوي الساكن حينا يف تيموالي اإلفرانية …‬
‫‪ ‬احلواضر املغربية ‪ :‬يشهد لذلك مراكش حيث تأسس فرع من فروع املدرسة األدبية‬
‫اإلفرانية مع أمحد بيبيس األخصاصي وداود الرمسوكي تلميذي الطاهر اإلفراين اللذين بذروا الدرس‬
‫األديب يف صدر حممد بن ابراهيم شاعر احلمراء (‪ .)8‬وكون السوسي يف مدرسته زاوية الرميلة أجلة‬
‫من األدباء (‪ )9‬واستثمر فرصا شىت لربط الوشائج واللحمات األدبية بينهم وبني األدباء اإلفرانيني (‪.)10‬‬
‫‪ -1‬يف الفصل األول من الباب األول مؤشرات على ذلك ودالئل كمبحث األسر العلمية‬
‫‪ -2‬املعسول ‪307 – 306 / 1‬‬
‫‪ -3‬نفسه ‪312 / 16‬‬
‫‪ -4‬نذكر منهم ‪ :‬احلسن أهراس و أ خاه احلسني األساويني‪ ،‬وبعض تالمدة حممد بن احملفوظ السماليل‪.‬‬
‫‪ -5‬املعسول ‪4/112‬‬
‫‪ -6‬حدثين بذلك خريت تاريخ إفران احلاج احلسني بن موسى احلندقي االفراين بداره بأكادير‬
‫‪ -7‬املعسول ‪ 108 / 12‬وما بعدها و ‪159‬‬
‫‪ – 8‬ذكريات ص ‪52‬‬
‫‪ – 9‬اإللغيات ‪ 77 – 76 /3‬واملعسول ‪185 – 184 / 13‬‬
‫‪ – 10‬املعسول ‪81 / 7‬‬
‫‪120‬‬
‫وَيشهد لذلك أيضا فاس والصويرة والرباط وسال ومكناس وزطاط والدار البيضاء وضواحي‬
‫هذه املناطق كالرحامنة والربوج ودمنات ووادزم وغريها (‪…)1‬‬
‫حيث يفد األدباء اإلفرانيون ويتساجلون مع أدباء هذه املناطق شعرا ويراسلون هم وميدحون‬
‫كرباءها؛ كما ملشايخ الطرق اإلفرانيني ومن إليهم فروع يف هذه املناطق‪ ،‬السيما الدرقاوية‬
‫والتيجانية … وللناصريني اإلفرانيني بنوعمومة مبراكش وسال(‪ )2‬يراسلوهنم ويتزاورون بينهم‪،‬‬
‫ويتبادلون بالتايل التأثري والتأثر‪.‬‬
‫‪ ‬بعض األقطار العربية اإلسالمية ‪ :‬ارتبط بعض هذه األقطار كمصر ومايل والسنيغال باحلركة‬
‫األدبية اإلفرانية عن طريق التيجانية ‪ .‬فقد كان للشيخ احلاج احلسني السوقي أتباع من بالد السودان‬
‫(مايل والسينغال ) يف الطريقة يفدون عليه باهلدايا وقد تكون لدى بعضهم إجازات منه ومراسالت‪.‬‬
‫كما أن هلدا الشيخ فرعا باإلسكندرية حيث بعث إليه مريده حممد بن مبارك أوشن األخصاصي‬
‫وكتب معه رسائل(‪. )3‬‬
‫على مستوى الزمان‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اشتهرت املنطقة اإلفرانية قبل ‪ 1280‬م ‪ 1862/‬م ؛ بفعل مشاركاهتا السياسية والعلمية يف‬
‫األحداث والوقائع الكربى اليت مرت على سوس خاصة واملغرب عامة ‪ .‬فكان هلم حضور بارز يف‬
‫حركة املرابطني مث السعديني مث السمالليني فالعلويني (‪. )4‬‬
‫وقد هيأت هذه الشهرة القبلية الظروف مواتية لتستمر خالل مرحلة ما بعد ‪1280‬هـ‪.‬‬
‫بيد أن الشهرة باألدب مل تنبعث حول إفران إال يف مرحلة ما بعد ‪ 1280‬هـ السيما مع حممد‬
‫بن عبد اهلل اإللغي وتلميذه الطاهر اإلفراين وحَم مد بن حلاج والعريب الساموكين ‪ ..‬وتالمذة الطاهر‬
‫اإلفراين كابنه حممد والبوزاكارين وأمحد اليزيدي وداود الرمسوكي وعبد اهلل بن حممد اإللغي وحممد‬
‫املختار السوسي ومن تالهم‪.‬‬
‫وقد أوشكت هذه الشهرة أن تنمحي يف فرتة ما بعد االستعمار وبعيد االستقالل لوال جهود‬
‫احلركة الوطنية السلفية مع حممد املختار السوسي الذي عَّر ف مبكانة أشياخه من اإلفرانيني وأشياخ‬
‫ذويه األدبية ‪.‬‬
‫‪ – 1‬نفسه ‪81 /7‬‬
‫‪ -2‬نفسه ‪10/57‬‬
‫‪ – 3‬خالل جزولة ‪197 /3‬‬
‫‪ – 4‬ينظر املدخل‬
‫‪121‬‬
‫وبالرغم من ذلك فإن مرحلة ما بعد االستقالل مل ُتِعر االهتمام الالئق باحلركة األدبية اإلفرانية‬
‫لكون الوطن كله يعيش حالة خماض وهلث‪ ،‬وانبهار بالفكرانيات املعاصرة ‪.‬‬
‫ومل يلتفت إىل األدب اإلفراين ومعاودة النظر يف أجماده إال يف مرحلة الثمانينات بفضل حضور‬
‫بعض األدباء اإلفرانيني يف الساحة العلمية والسياسية والرتبوية بإبداعاهتم الشعرية والنثرية كاحلاج‬
‫احلسني بن موسى احلندقي التيجاين وتلميذه حممد عدي بوسنكار السلفي ‪ ،‬والبشري بن الطاهر‬
‫اإلفراين واحلاج حَم مد بن البشري الناصري…‬
‫مث بفضل جهود الباحثني اجلامعيني الذين أخذوا يتوافدون على املنطقة يكتبون عنها وجيمعون‬
‫شتات املعلومات والوثائق واملستندات حوهلا ‪ ،‬ويعرفون بأدبائها ‪ .‬ونذكر من هؤالء الباحثني اليزيد‬
‫الراضي ‪،‬وحممدا بصريا ‪ ،‬وعبد اهلل درقاوي مث املهدي السعيدي وغريهم من باحثي املستويات العليا‬
‫اجلامعية ‪.‬‬
‫ومل يفت باحثي مستوى اإلجازة املشاركة يف هذا العمل فجمعوا شعر بعض شعراء احلركة‬
‫األدبية اإلفرانية وعرفوا مبؤلفات بعضهم كخدجية بكرميي واحلسني إريفي وحلسن جفراد وفاطمة‬
‫مغراين… وغريهم بتوجيه وإشراف ومساعدة من سالفي الذكر من باحثي املستويات العليا ومن يف‬
‫سرهبم‪.‬‬
‫وقد حدا هذا األمر ببعض مكونات احلركة األدبية اإلفرانية ألن جتدد عزمها على املضي يف‬
‫اإلبداع واملشاركة الفاعلة يف احلياة العلمية واألدبية والعناية بالتقييد ومجع املواد واهتبال السوانح‬
‫لتسجيل احلضور بقصيدة شعرية أو كتابة نثرية أو تأليف أو عرض… اخل ‪.‬‬
‫وبذلك خنلص إىل كون احلركة األدبية اإلفرانية حية مستمرة احلضور على مستوى الزمان ممتدة‬
‫االنتشار على مستويني املكان والفئات البشرية ‪ .‬غري أن الشهرة الفائقة اليت عمت الوطن كله مل‬
‫تتيسر إال للطاهر اإلفراين مث ابنه حممد واحلاج احلسني السوقي؛ وأما غريهم فشهرهتم حمدودة‬
‫اإلشعاع والتأثري تعم سوس والتتجاوزها إىل غريها إال قليال ‪.‬‬

‫‪-2‬طبقـات الشـعراء اإلفرانييـن ‪:‬‬


‫‪122‬‬
‫تعاضدت املكونات الفاعلة يف احلركة األدبية اإلفرانية ‪ :‬األسر العلمية واملدارس العتيقة‬
‫واحلركات الرتبوية‪ ،‬املعاجلة يف الباب األول‪ ،‬فنشطت هبا حركة الشعر‪ ،‬ألنه يف البيئة األدبية االفرانية‬
‫والسوسية مقدم يف املرتبة على النثر‪ .‬وقد نتج عن ذلك‪:‬‬
‫‪ ‬مـادة شعرية وفرية متنوعة تصلح للدراسة واستخالص اخلصائص واملميزات‪.‬‬
‫‪ ‬بروز شعراء إفرانيني ميكن أن نستجلي من إبداعاهتم مكاناهتم األدبية‪ ،‬وغريهم يف‬
‫طبقات‪ .‬وسأعتمد يف تأسيسها على معايري هي‪:‬‬
‫أ‪ .‬جودة املبـاين وصحة املعاين وتنوع املسالك الشعرية‪.‬‬
‫ب‪ .‬االكثار ‪ :‬فكلما أكثر الشاعر من الصوغ كان ذلك أدعى المتالك ناصية الصوغ‪.‬‬
‫ت‪ .‬سعـة املشـاركة يف األغـراض واألوزان والقـوافـي‪.‬‬
‫ث‪ .‬الشهـرة بالصـوغ الشعـري وذيـوع الصيـت‪.‬‬
‫ج‪ .‬شهـادات النقـاد والشعراء إن وجـدت‬
‫وقد أمكن يل بناء على ما ذكر ترنيب الشعراء اإلفرانيني الثمانية والعشرين يف سبع طبقات ‪:‬‬
‫الطـبـقـة األولى‪ :‬تتكون من أربعة عمداء هم‪:‬‬
‫‪ -1‬الطاهر بن حممد التمناريت اإلفراين‪ :‬ولد بتانكرت بإفران عام ‪1384‬هـ =‪1867‬م‬
‫"عامل جامع خريت مشهور‪..‬كانت له يد األدب بد قلمها يطاوهلا أحد أقرانه…"(‪ )2‬يفوق شعره‬
‫عشرة آالف بيت‪ ،‬تتنوع أغراضه وموضوعاته وأبعاده‪ ،‬صاغه يف تسعة أحبر خليلية كاملة وثالثة‬
‫جمزوءة‪ ،‬على أربعة وعشرين رويا(‪ .)3‬شهد له تلميذه احلاج حَم مد الناصري العالمة املوسوعي‬
‫النـاقد الشاعر‪ ،‬بتميز منزعه يف الشعر(‪ .)4‬وشهد له بالتفوق فيه السوسيون واحلاحيون‬
‫والصحراويون من آل ماء العينني الألدباء وأدباء احلواضر بفاس ومكناس والرباط وزطاط‪،‬‬
‫ومبراكش حيث أقيم له أسبوع أديب تكرميي(‪ )5‬اْقِرُت َح فيه أن يلقب أمري الشعراء‪ ،‬غري أنه لتواضعه‬
‫(‪،)6‬‬
‫اقرتح لذلك شاعر احلمراء حممد بن ابراهيم‬
‫(‪ )1‬مرتجم له يف العديد من مؤلفات املختار السوسي و غريه ‪ ،‬و ينظر ذلك يف رسالة عبد اهلل درقاوي‪ ،‬وقد وهم إبراهيم السوالمي حني ترجم للطاهر يف "الشعر‬
‫الوطين املغريب يف عهد احلماية "‪ ،‬ص‪ ،217-216‬فذكر والدة و نشأة الطاهر يف تامانارت‪ ،‬و الصواب ما ذكرته أعاله‪ .‬ووهم الزركلي يف األعالم و القباج األدب العريب يف‬
‫املغرب‬
‫(‪ )2‬رجـاال ت ع ع يف سوس ص ‪.235‬‬
‫(‪ )3‬الطاهر اإلفراين‪ :‬حياته و شعره ‪ 333-2/326‬و ما بعدها‬
‫(‪ )4‬لقاء معه يف االخصاص‪ 29 ،‬شعبان ‪1416‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )5‬املعسول ‪ 7/146‬و ما بعدها‪ ،‬و أمحد متفكر‪ " :‬من األدب املراكشي املنسي عند الشباب"‪ ،‬جماة دعوة احلق ع ‪ 250‬يوليوز ‪1985‬م ‪ ،‬ص‪ 84‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )6‬لقاء مع أمحد متفكر بداره مبراكش ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وقد أدى األمر بالشاعر إىل موازنته بالعديد من املفلقني من شعراء القطر كأمحد اجليشتيمي‬
‫وعلي بن عبد اهلل اإللغي(‪)2‬وأمحد البلغيثي(‪)3‬والعبدري احلاحي(‪)4‬وبلغ من شأن بعض قصائده كـ‬
‫"برح اخلقاء"أن أضحت قرينة الربدة واهلمزية يف إنشادها يف بقض احملافل السوسية(‪،)5‬وقد عارضها‬
‫الشاعر الناقد احلاحي ابراهيم إبندو بنبوية على وزهنا وقافيتها ونفسها(‪َ.)6‬دَرَس شعر الطاهر اإلفراين‬
‫عبد اهلل درقاوي فنال به دبلوم د‪.‬ع ولشعر الرجل مغناطيس جيذب به إليه الرسائل واألطروحات‬
‫وخمتاف البحوث والكتابات يف األدب املغريب والسوسي باخلصوص‪.‬وزاد يف عمره الشعري أن‬
‫(‬
‫خترج حتت يديه شعراء أدباء حيملون اللواء وينثون بعده بذور الشعر واألدب يف خمتلف االصقاع‬
‫‪.)7‬تويف الطاهر اإلفراين عام ‪1374‬هـ ‪1954‬م‪.‬‬
‫‪ -2‬حَم مد بن احلاج األديب التبسريريت االفراين‪:‬ولد قبل ‪1290‬هـ‪،‬وهو"عالمة مشارك فقيه‬
‫حنوي لغوي عروضي حماضر مرتسل شاع"(‪ )8‬تيجاين الطريقة كسابقه والحقه"يتمتع مبا يتمتع هبا‬
‫يتمتع به أقرانه من الشهرة الواسعة(‪.)9‬فكان جيوب اآلفاق لالغتناء بالثروة ألن احلياة تتجهم له يف‬
‫إفران وما إليه"فلم تبق مدينة من مدن املغرب إال أطل عليها وال حضرة كرمي من كرماء جنوب‬
‫القطر إال وقف أمامه معرضا أو مصرحا"(‪ .)10‬قرنه السوسي إذ حَّل بتارودانت مبن تقدم فيها فيها‬
‫من أدباء بالط حَم مد القامل األمري العلوي‪،‬فجعله خامس الشعراء األربعة‪،‬الذي لو تقدمت به السن‬
‫لشاركهم يف وصف جمالس أنسهم وخيل احللبة ويف هجو إخوة كافور‪.‬إال أنه حني تأخر عنهم‬
‫زمنا مل جيد اجلواء األدبية متهيئة الحتوائه فلم يزل يف كمد إىل أن ووري الرتاب(‪ )11‬وذكر أنه"تلو‬
‫الطاهر يف الصوغ‪ ،‬إال أنه يف الغالب ال ينقح"(‪.)12‬كان معتنيا بالتقييد فجمع شعره يف ديوان‪ ،‬غري‬
‫أنه ضاع (‪ )13‬عد وفاته‪،‬وهو يف حاجة إىل إعادة اجلمع للدراسة‪،‬بتتبع احملالت اليت كان ينتاهبا‪ .‬تويف‬
‫بتارودانت ‪1346‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )1‬املعسول ‪.119-6/118‬‬
‫(‪ )2‬نفسه ‪.1/349‬‬
‫(‪ )3‬مرتعات الكؤوس‪ ،2/250‬و يف ص‪ُ 247‬قرن بنبغاء الشعر السوسي املتقدمني كاهلوزايل و احلامدي و الرمسوكي…‬
‫(‪)4‬حضرت لقاء بدار احلاج احلسني بأكادير مع الناقد احلاحي ابراهيم ابندو فأخذ يوازن بني الطاهر اإلفراين والعبدري يف أبيات تشرتك معىن‪ ،‬يفضل هبا بلديه عليه‪.‬‬
‫(‪ )5‬كمجاط و النواحي‪.‬‬
‫(‪ )6‬أوراق أمحد أحضيك االخصاصي راوية سوس‪ .‬و مطلع املعارضة‪:‬‬
‫ُك ـَّل اْلَم ـَطـاِر َفـَهـْل َلـــُه َح ـُّد‬ ‫َغ َّنـى اْلَهـَز اُر َفَطـاَر ِبـي اْلـَو ْج ـُد‬
‫ومطلعه قصيدته الطاهر كما يف املعسول ‪176-7/175‬‬
‫َو َبـَدا اَّلـِذ ي َم ـا ِخ ـلْـُتـُه َيْبـُدو‬ ‫َبـَرَج اْلَخ ـَفـاُء و َص ـّر َح الَو ْج ـُد‬
‫(‪ )7‬ينظر مبحث املدارس العلمية العتيقة بإفران يف الفصل األول من هذا البحث‪.‬‬
‫(‪ )8‬رجاال ت‪.‬ع‪.‬ع يف سوس ص ‪.184‬‬
‫(‪ )9‬املعسول ‪10/28‬‬
‫(‪ )10‬مرتعات الكؤوس ‪1/190‬‬
‫(‪)11‬املعسول ‪10/27‬‬
‫(‪ )12‬ذكر يل ذلك اليزيد الراضي بداره بتارودانت غري ما مرة‪ ،‬و قد زودين ببعض أشعاره اليت وقف عليها‪.‬‬
‫(‪ )13‬ينظرون يف مبحث املدارس اإلفرانية يف الفصل األول من الباب األول من هذا البحث‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫‪ -3‬حممد بن الطاهر‪ :‬ولد بتانكرت بإفران سنة ‪1306‬هـ وهو"أديب بارع ‪ ،‬وشاعر حمسن‬
‫وناثر ظريف‪ ،‬ميأل كتاباته لطائف درس فخرج كثريين"(‪ )1‬منهم شعراء و أدباء كبار‪ .‬وهو "ابن‬
‫والده أدبًا وظرفا ورقة حاشية وتضلعًا فائقًا ومشاركة تامة يف ما سواها…وقد أدى لألدب‬
‫السوسي عامة واألدب اإللغي اإلفراين خاصة يدا سيعرفها له التاريخ …أما آثاره فعباب خضم ذو‬
‫أمواج…عندنا من شعره ما ننهل به ونعل"(‪)2‬مجعه حممد بصري ودرسه يف رسالة الدبلوم‪ ،‬فبلغ‬
‫جمموع ما أثبت له من شعر ‪ 1362‬بيت‪ ،‬نظمت على مثانية أحبر وستة عشر رويا يف خمتلف‬
‫األغراض املعهودة يف البيئة السوسية(‪ .)3‬وهو قرين أمحد اليزيدي وداود الرمسوكي وموالي عبد‬
‫الرمحان البوزاكارين يف التفوق يف األدب(‪.)4‬ويده"يف االطالع والنقد وافرتاع اآلداب اجلاهلية‬
‫واإلسالمية أكرب منها يف الصوغ مادمنا –يقول املختار‪-‬ال نعترب إال ما سقناه‪ ،‬وإال فهناك ما يناهز‬
‫به والده الفائق فيكون ثاين اثنني(‪.)5‬وقد شهد له أيضا بالتفوق يف الشعر أدباء ونقاد ال جياملون يف‬
‫أحكامهم كعلي بن عبد اهلل اإللغي والطاهر والده‪ ،‬واألمري األديب أمحد اهليبة وحممد بابه‬
‫الصحراويان‪ ،‬وغريهم (‪ .)6‬تويف ‪1377‬هـ‪.‬‬
‫‪ -4‬حممد بن أمحد عدي بوسنكار املسراوي اإلفراين‪:‬عالمة مشارك فقيه‬
‫حنوي لغوي عروضي مرتسل شاعر مفلق وخطيب جميد‪.‬ولد ‪1368‬هـ ‪1948‬م‬
‫بقرية تيغرداين بأمسرا أخذ عن عبد اهلل املافاماين مبدرسة لالتعزى واألديب‬
‫احلاج احلسني البكري اإلفراين بإداوتنان وبه خترج تاَج ر وشارط‪ .‬وهو اآلن خطيب وإمام مسجد‬
‫"بدر"بتزنيت‪ ،‬مشهور يف احملافل األدبية السوسية بقصائده الطنانة اليت ينحو فيها حنو السهل السلس‬
‫من التعابري اليت ال تكلف فيها‪ .‬يقرأ كثريًا للرصايف واحلبيب الفرقاين(‪)7‬وغريمها؛ فأثر ذلك يف قضايا‬
‫وموضوعات شعره‪"،‬له إبداع راق ومتنوع‪ ،‬يستحق أن يسمى رائد املبدعني الشباب يف املدارس‬
‫األصيلة بسوس"(‪.)8‬وهو "أقدر على انتقاد الظواهر وعرضها بأسلوب شعري متميز تتضح فيه معامل‬
‫التطوير والتجديد"(‪.)9‬أغراض شعره متسعة له يف معظمها روائع كالغزل والوصف واهلجاء النقدي‪،‬‬
‫واملدح مبختلف أبعاده‪،‬والرثاء و احلكمة والعتاب‪ ..‬ركب عشرة أوزان وختذ أزيد من عشرين حرفا‬
‫رويا يف أربع ومخسني قصيدة عدد أبياهتا ‪ 1882‬ما تزال يف زيد واستمرار مع إعراضه مؤخرًا عن‬
‫شعر اجملامالت‬
‫(‪ )1‬رجاالت العلم العريب يف سوس ص‪235 :‬‬
‫(‪ )2‬مرتعات الكؤوس‪ 295-2/294 :‬وهو نص مكرر يف املعسول‪ .7/281 :‬و بذلك نثبت أن عبارة السوسي يف املعسول (قولة بعضهم يف أثناء كتاب) ال تعين سواه‬
‫ومرتعاته‪ .‬و كذلك قوله (ولبعض اإللغيني) فإنه هو هو املعين‪.‬‬
‫(‪ )3‬شعر حممد بن الطاهر مجع و دراسة ‪ 1/76‬و ما بعدها‪ ،‬و ‪ 120‬و ما بعدها و ‪ 155‬و ‪ 2/412‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬املعسول ‪.7/239‬‬
‫(‪ )5‬مرتعات الكؤوس ‪.2/319‬‬
‫(‪ )6‬شعر حممد بن الطاهر … ‪ 1/37‬ةما بعدها‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫(‪)7‬لقاءات مع الشاعر يف بيته بتزنيت‪ .‬و تنظر ترمجته أيضًا يف كتاب "منار السعود عن تفروت امللود و مدرستها العتيقة" ض ‪.75-74‬‬
‫(‪ )8‬أمحد أبو القاسم‪ :‬و ادى األدباء بعد املعسول‪ ،‬مداخلة يف ندوة وادنون بأكادير ‪،‬ص‪4‬‬
‫(‪ )9‬نفسه ص‪.16‬‬

‫األخوية‪.‬مجع حفظه اهلل أشعاره يف كناشني صغري وكبري(‪.)1‬فهو مهيأ للدراسة‪.‬ومكانته وِج َّد ُتـه‬
‫ُتؤهالنه ليكون حبثا جامعيا مفيدا‪.‬وليس يعوز هذا الشاعر الفذ إال أن يتخذ له طلبة ومبدعني‬
‫يأخذون عنه طريقته يف اإلبداع الشعري والتوجه الفكري وبقية الفنون ‪.‬‬
‫فهؤالء األربعة‪ :‬الطاهر وابن احلاج وحممد بن الطاهر وبوسنكار عمداء الطبقة األوىل وأركاهنا‪.‬‬
‫وميكن التقدمي والّتأخري فيما بني الثالثة األواخر خبالف الطاهر‪ ،‬فإنه أمة وحده يف الشعر‬
‫وغريه‪ .‬وجيوز إحلاق بعض من سيذكرون يف الطبقة الثانية هبؤالء الثالثة‪،‬غري أن علال تقف دون‬
‫ذلك منها عدم التجديد يف املضامني لدى بعضهم‪ ،‬واستعمال الغريب واحلواشي لدى آخر مع اخللل‬
‫يف الوزن‪ ،‬أو ضعف الشهرة لدى آخر ولإلقالل لدى آخر‪.‬‬
‫الطـبـقـة الثانيـة‪ :‬تتكون من أربعة عمداء هم‪:‬‬
‫‪ -1‬البشري بن الطاهر التاماناريت اإلفراين‪:‬ولد بتانكرت اإلفرانية(‪)2‬عام ‪135‬هـ ‪1935‬م فقيه‬
‫رباين خمبت لنّي األكناف كوالده‪،‬له مشاركة فيما جيول من العلوم يف‬
‫مدارس سوس مع تفوق يف اللغة واألدب والشعر باخلصوص‪.‬أخذ عن والده‬ ‫م‬
‫وأخيه وابن أخيه املدين وتلميذ أخيه احلسن الكوسايل‪.‬شارط يف مدارس‬
‫عديدة ال يطيل فيها املكث إىل أن أوى إىل مسجد (تيموالي إيزدار) أسفل إفران إماما وخطيبًا منذ‬
‫‪1392‬هـ ‪1972‬م‪.‬إنه شاعر موهوب أسلوبه عذب رائق حيسن التأيت‪،‬مييل إىل مدرسة البديع‬
‫التمامية وهو"مبتكر يف الوصف"(‪)3‬مدقق يف التصوير منقح لشعره اجملموع يف كناش‬
‫ومذكرة‪،‬وأوراق مفردة‪،‬مجع بعضه الطالب احلسني إريفي ودرسه يف حبث اإلجازة‪،‬غري أن عليه‬
‫استدراكات يف اللم واإلثبات‪.‬يبلغ عدد ما بني يدي من شعره ‪1320‬بيت متوزعة على‪ 36‬قصيدة‬
‫و‪ 22‬مقطوعة ركب فيها عشرة أحبر وقفى بأربعة عشر حرفا رويا مضافا إليها أراجيز متعددة‬
‫القوايف‪.‬أمـا أغراض شعره فتدور بني الوصف واملدح والرثاء والشكوى‪ .‬ويف مدائحه ومراثيه بعض‬
‫التكرار يف املعاين‪.‬فلوال ذلك ُجَلِعل يف الطبقة األوىل ألن له روائع يضاهي هبا حىت شعر والده الطاهر‬
‫فضال عمن دونه‪ .‬فلذلك جعلته يف أول الطبقة الثانية‪،‬مع إمكان جعل الطاهر طبقة مبفرده أو رأس‬
‫وشيخ الطبقات بعده‪،‬واألربعة بعده طبقة ثانية‪.‬‬
‫‪-2‬حلسن بن إبراهيم الشقراوي‪:‬شاب يف مقتبل العمر ولد ‪1393‬هـ ‪1973‬م(‪)1‬نشأ يتيم‬
‫األب‪ ،‬درس بالعصرية مخسة أعوام وغادرها ليلتحق باملساجد اإلفرانية فحفظ القرآن يف ثالث‬
‫سنوات‪ ،‬مث‬
‫‪126‬‬
‫(‪ )1‬أسعفين حفظه اهلل و جزاه‪ ،‬فنسخت الكناسني معًا‪.‬‬
‫(‪ )2‬تنظر ترمجة يف املعسول ‪ ،7/236‬ويف البحث اجلامع لعشره‪ ،‬وكتب ترمجته خبطه بطلب من االستاذ اليزيد الراضي عضو نادي الغد األديب بتارودانت‪ ،‬و عندي‬
‫نسخة منها تسلمتها من زاوية سوس أمحد أحضيك‪ .‬و كنت كتبت عنه ترمجته يف اللقاءات املتكررة معه يف حمل إقامته بتيموالي‪.‬‬
‫(‪ )3‬وادي األدباء بعد املعسول ص‪.15‬‬
‫(‪ )4‬كتبت ترمجته عن أستاذه السريري يف رمضان ‪1416‬هـ ويل بالشاعر معرفة وجمالسات‪.‬‬

‫التحق باملدرسة التانكرتية عند الفقيه اللغوي األصويل املؤلف األديب الناقد السلفي مولود‬
‫السريري الذي متتنت به آصرته بعد املصاهرة‪.‬فكان األستاذ يشجعه ويدفعه لتسنم أسىن مراتب‬
‫العلم واألدب فتمكن‪.‬فهو الذي فتق أكمام شاعريته وبه خترج متضلعا يف الفنون الرائجة يف مدارس‬
‫سوس فقها ولغة وحنوا وأصوال وعروضا وبالغة وأدبا وفرائض…يشتغل حاليا بالتجارة يف احلواضر‬
‫املغربية طنجة والقنيطرة والدار البيضاء دون أن يتوقف عن مناغاة الرياعة الشاعرة‪.‬‬
‫له كتابات يف فنون أخرى كالقصة واملقامة واملنظومات التعليمية‪..‬بيد أن‬
‫كعبه يف الشعر أعلى منه يف غريه‪.‬وشهرته ملا تتسع بعد‪،‬ألنه يف مقتبل العمر‪.‬‬
‫شعره مصوغ يف أزيد من عشرة أوزان‪،‬قفاه بعشرة أحرف‪ ،‬يفوق عدد قصائده‬
‫ومقطعاته اخلمسني‪،‬يشارف عدد أبياهتا املائتني واأللف قابلة للزيادة ألنه مستمر اإلبداع‬
‫والصوغ‪.‬ونَف سه فيه رائق مجيل فيه حرارة إذا رثى أو شكا أو رحب أو وصف أوضاع‬
‫املسلمني‪.‬ويف أغراض شعره ومعانيه بعض السعة‪ .‬وله نظرات ثاقبة يف تذوق الشعر ونقده‪،‬ودراية‬
‫دقيقة بصناعته‪.‬وهو ثاين اثنني بعد الشاعر بوسنكار رائد املبدعني الشباب يف املدارس األصيلة‬
‫بسوس"(‪ .)1‬مجع بعض شعره يف حبث اإلجازة "أدب املدارس العتيقة بسوس احلْس ن بن ابراهيم‬
‫االفراين منوذجا" الطالب علي ُبْلْم َس ْيل مبساعدة بلديه الطالب أمحد الراطب املسراوي يف موسم‬
‫‪1421-20‬هـ‪.‬‬
‫‪– 3‬احلاج احلسني بن موسى البكري احلندقي(‪:)2‬ولد ‪1345‬هـ ‪1927‬م بإموكادير نرتس ــواط‬
‫بأمانوز‪.‬أخذ الفنون باملدرسة التانكرتية عن الطاهر اإلفراين وابنه حممد‬
‫وابنه املدين‪،‬فتخرج هبم فقيها حنويا أديبا شاعرا لغويا متمكنا أمحدي‬
‫الطريقة‪،‬اشتغل باملشارطة مبساجد ومدارس عديدة آخرها مسجد حممد‬ ‫ل‬
‫اخلامس بأكادير‪.‬شرفه امللك الراحل احلسن الثاين رمحه اهلل بوسام‬ ‫ل‬
‫اال ستحقاق الوطين من الدرجة املمتازة يف‪ 3‬مارس ‪1993‬م‪.‬شهرته يف‬ ‫ال‬
‫سوس وحاحة واسعة جدا ألمحديته وأدبه وكرمه وفقهه وخطابته‪.‬تتنوع موضوعات شعره وأغراضه‬
‫مدحا ورثاء وفخرا وهجاء ووصفا وتوجيها وتقريظا ومساجلة ومطارحة‪.‬مييل يف قصائده إىل‬
‫التطويل‪،‬ويبلغ عدد ما جنا منها من الضياع ‪ 30‬قصيدة‪،‬يقارب ما وقفت عليه من شعره ‪1200‬‬
‫‪127‬‬
‫بيت‪ ،‬ركب فيها ‪ 8‬أحبر وقفاها بأكثر من عشرة أحرف رويا‪.‬وأجود مركوب له السريع مث‬
‫الطويل والبسيط‪ .‬يقع يف شعره أحيانا سقط يف الوزن ألنه قلما ينقح‪.‬ويالَح ظ على لغته غناها‬
‫(‪)3‬‬
‫مبفردات القاموس القليلة التداوُل ‪ .‬وهو"أقدر على اخلوض يف الشعر الفكاهي واالفتخار‪.‬‬
‫(‪ )1‬وادي األدباء بعد املعسول‪ ،‬ص‪. 4:‬‬
‫(‪ )2‬كتبت عنه ترمجته يف لقاء من اللقاءات املتكررة معه يف حمل إقامته بأكادير‪.‬‬
‫(‪ )3‬وادي األدباء بعد املعسول‪ ،‬ص‪.16:‬‬

‫‪ -4‬احلاج حَم مد بن البشري الناصري اإلفراين‪:‬ولد بتانكرت ‪1336‬هـ‪ ،‬عالمة موسوعي أخذ‬
‫عن الطاهر اإلفراين وابنه حممد‪ ،‬وهو رفيق املدين بن حممد بن الطاهر ونديده يف األخذ‪".‬فهما لدتان‬
‫من أول ما افتتحا إىل أن اختتما‪ ،‬فكانا كفرسي رهان يف التحصيل حنوا ولغة وأدبا ومنطقا وأصوال‬
‫وبيانا وتارخيا"(‪)1‬وبالرغم من شيبته يواكب جديد اإلصدارات واإلبداعات واألخبار‪،‬ذو شهرة‬
‫متسعة يف سوس وخارجها‪ ،‬خيدمه الكرباء واألعيان فضال عن غريهم‪.‬لقي امللك الراحل احلسن‬
‫الثاين قبيل وفاته رمحه اهلل وجرى بينهما حوار حول مدارس سوس األصيلة‪ ،‬مث دعا له باخلري‪.‬وهو‬
‫قبلة املعتفني من كل فئة حيثما حل وارحتل‪.‬وهو"من الشعراء السوسيني املقتدرين‪ ،‬أصالة وفطرة‬
‫وقدرة على اإلنتاج اإلبداعي"(‪")2‬متفوق يف الرثاء‪،‬وإن كان متمكنا أشد التمكن من ناصية الشعر‪،‬‬
‫قادرا على اإلبداع الفطري يف أي موضوع حيرك قرحيته ويهز شعوره"(‪)3‬مل يعنت حفظه اهلل ِبَلِّم شعره‬
‫يف ديوان فضاع منه ما ضاع‪ ،‬وقد ِمُج َع ما اسطيع من شعره يف حبث لإلجازة (‪ .)4‬يدور شعره بني‬
‫املدح والرثاء حيضر فيه البعد األخوي والوطين والقومي‪ .‬يبلغ جمموع ما وقف عليه من شعره‬
‫ثالثني ومائة بيت تقريبا‪ .‬فإلقالله بأخر عن الطبقة األوىل وإلجادته ارتفع عن بقية الطبقات‪.‬‬
‫الطـبـقـة الثالثـة‪:‬‬
‫‪ -1‬الشاعر الشاب املعتبط البشري بن القاسم العزيي اإلفراين(‪:)5‬ولد بتانكرت حوايل‬
‫‪1300‬هـ‪،‬وهو "عامل جيد مشارك ذو يد طوىل يف العربية ويف األدب"(‪ )6‬خترج بالطاهر اإلفراين‬
‫وحده‪،‬وكان من جنباء تالميذه‪ ،‬شهد له األديب الناقد املتضلع املوىل عبد الرمحان البوزاكارين –وما‬
‫أدراك ما شهادته وشهادة األقران‪ -‬بامتالك الفكر الثاقب وبالتفوق يف علم األدب(‪.)7‬غري أنه ما كاد‬
‫يستوي عوده حىت أصماه سهم املنون فاعتبط حوايل ‪1328‬هـ‪ .‬يدل على تفوقه يف األدب مساجلته‬
‫حملمد بن الطاهر املرفوعة للطاهر فحكم هلما معًا بالتفوق(‪ .)8‬و من روائعه مقصورته اليت هنأ هبا‬
‫شيخه الطاهر مبيالد طفلة مطلعها‪:‬‬
‫َش مْـُس الُّض َح ى في َس َم اِء اْلَم ْج ِد َم ْغ َناَها‬ ‫َو افْت فـَأْعَش ى اْلُعُيوَن الُّنْج َل َم ْر آَها‬
‫(‪)9‬‬
‫َيا ِط يَب َأْر َو اِحَها َيا ِط يـَب َم ْعَنـاَها‬ ‫َص اَلْت َع َلى اْلُخ وِد ُحْسنًا َفَسَج ـْد َن َلَها‬
‫(‪ )1‬املعسول‪.10/71 :‬‬
‫(‪ )2‬وادي األدباء بعد املعسول‪ ،‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )3‬نفسه‪ ،‬ص‪.15‬‬
‫‪128‬‬
‫(‪ )4‬خدجية بكرميي‪ :‬مدرسة سيدي علي أوسعيد االخصاصية و شعر أستاذها حَم مد بن البشري الناصري‪ :‬مجع و دراسة‪.‬‬
‫(‪ )5‬اتصلت ببعض أفراد أسرته للكشف عن آثاره و كتابة ترمجته فتلكأ و اعتذر‪.‬‬
‫(‪)6‬رجاال ت‪.‬ع‪.‬ع‪ .‬يف سوس‪ ،‬ص‪.183‬‬
‫(‪)7‬املعسول‪ 10/205 :‬و ما بعدها‪ ،‬ومرتعات الكؤوس ‪.1/208‬‬
‫(‪)8‬املعسول‪.7/245 :‬‬
‫(‪)9‬نفسه‪.10/206 :‬‬
‫‪.‬‬

‫ومرثيته النونية لألديب الطاهر بن املدين الناصري‪ ،‬وله أخريات يف العريب الساموكين ومع بعض‬
‫االلغيني(‪ .)2‬ومن الغريب أن ال يرثيه األدباء اإلفرانيون حني اعتبط‪ ،‬كما رثوْا غريه‪.‬‬
‫‪ -2‬البشري بن املدين الناصري ‪:‬ولد بتانكرت ‪1292‬هـ‪ .‬خترج يف الفنون بااللغيني‪ ،‬مث عمر‬
‫زاوية والده الناصرية‪ ،‬ختدمه القبائل لذلك‪ ،‬وقد جعل ثروته يف خدمة األدب الذي أولع به‪ .‬شعر‬
‫ونثر وساجل‪ .‬رافق الطاهر اإلفراين فدارت بينهما أمواج من األدبيات‪ ،‬وكذلك بينه وبني ابن أخته‬
‫وصهره حممد بن الطاهر وغريه(‪ .)3‬وجممل ما وقفت عليه من شعره دون املائة بيت فيما هو مبثوث‬
‫يف الكتب املطبوعة(‪ .)4‬ولعل آثارًا أخرى له مدونة على دفات كتب خزانتهم املخزونة عن أنظار‬
‫الباحثني يف الظروف الراهنة‪،‬ومعظم شعره يف األخويات مدحًا وهتنئًة ودعوًة ومساجلًة‪،‬يكثر فيها‬
‫من األدعية َفَالَن لذلك وضعف‪ ،‬وقلما ينقح‪".‬إنه أحد األدباء البارزين بني حلبته‪ ،‬فإن كان صوغه‬
‫رمبا يرتاءى أحيانا أنه دون صوغهم فإنه يف ناحية االطالع يف الرتبة األوىل‪،‬واألديب هو املطلع‬
‫الواسع الساحة…ولو اتصلنا من آثاره مبا ميكن منه االختيار لتبدى يف الصوغ أيضا جنما ثاقبا وجمليا‬
‫يتلقف خصل امليدان"(‪.)5‬وكثريا ما ينيب عنه يف املكاتبة الطاهر اإلفراين لكثرة انشغاالته‪.‬ومن مناذج‬
‫قوله جييب حممد بن الطاهر‪:‬‬
‫ِبِلَقـاَك َيـا َنْج ـَل الِكـَر اِم اْلُم َّجـِد‬ ‫َفِر َح اْلُفـَؤاُد و نَـاَل َأْسَنى اْلَم ْقِص ِد‬
‫ِبالُّد ِّر ِفي َأْسـَالِكـِه و اْلَع ـْسـَج ـِد‬ ‫ِهَّلِل َم ـا َأْهـَديْـَت ِم َن نَـْج ـٍم َز َر ى‬
‫َفـِّذ الِّس َيـاَد ِة َو اْلَم َح ـاِس ِن َأْو َح ـِد‬ ‫ِهَّلِل َدُّر َك ِم ــْن َأِد يـٍب ُم ـْغ ـِلـٍق‬
‫(‪)6‬‬
‫ِبِس َو ى َثَناِئَك ِفي اْلَقَالِئِد َيْبَتِد ي…‬ ‫َلْو ُكْنَت ِفي َع ْهِد اْبِن َخ اَقـاٍن َلَم ـا‬
‫‪-3‬حممد أنكمار املسراوي ‪:‬هو حممد بن احلسني بن حممد بن حَم مد بن حممد بن أمحد بن عبد‬
‫اهلل بن أمحد‪ ،‬يلقب بأنكمار أي الصياد ملهارة احملمدين اللذين يتوسطهما حَم مد يف القنص ‪ .‬قدم آله‬
‫منأسا ونزلوا دوار أنامر بأمسرا حيث ولد املرتجم ‪ 1383‬هـ‪1963/‬م‪ .‬أخذ القرآن بإفران‬
‫واألخصاص‪ .‬وافتتح العلوم على يد حممد بن أمحد املتوكل املسراوي مبدرسة أمسرا ‪.‬مث انتقل إىل‬
‫مدرسة تاكرامت إداومسالل عند األستاذ حممد بن علي بن إمساعيل الرمسوكي ‪،‬مث إىل مدرسة إكضي‬
‫لدى األديب إبراهيم بن علي األنزيي‪.‬مث إىل املدرسة البونعمانية عند الفقيه سعيد توفيق‪.‬ويف ‪1981‬م‬
‫رحل إىل املدرسة البومروانية فأخذ عن الفقيه احلاج إبرامي بن حممد آيت مهاد التيملي ‪.‬وهبذا خترج‬
‫‪1994‬م ليشارط أوال يف مدرسة بوكرفا الباعمرانية سنتني مث مبدرسة إيزريب حيث هو اآلن ‪.‬‬
‫‪129‬‬
‫(‪)2‬نفسه ‪ 9/57‬و ما بعدها و مرتعات الكؤوس ‪.210-1/209‬‬
‫(‪ )3‬املعسةل ‪ 10/52‬وما بعدها‪.‬‬
‫(‪)4‬مجعته فاطمة القضيب و دراسته يف حبث اإلجازة "شعر البشري الناصري" سنة ‪1996-95‬م بكلية األدب أكادير‪.‬‬
‫(‪ )5‬مرتعات الكؤوس ‪.328-2/327‬‬
‫(‪ )6‬املعسول ‪ 10/52‬و ما بعدها‪.‬‬

‫وافاين حفظه اهلل بنماذج من إبداعاته الشعرية وغالبها مستحسن السبك واألسلوب ؛يؤسس‬
‫لقوافيه فيأيت غالبها منقادا غري متكلف‪ .‬ويذكرين أسلوبه ببعض أساليب األديب احلاج علي‬
‫اجلماري ؛وال بدع ‪،‬فهو معدود من أشياخه يأخذ عنه يف العواشر األدب وما إليه‪.‬‬
‫بيد أنه يقع له من سقط الوزن ما يقع فيه أمثاله من املتكلني يف الصوغ على السجية من غري مراجعة‪.‬وتدور أغراض شعره بني املوضوعات‬
‫املتداولة يف سوس تشبيبا ورثاء ومدحا ومدحيا نبويا وأخويات وعرشيات … ومن متخري شعره مقصورة التزم يف آخرها هاء مشبعة بضم على حبر‬
‫البسيط جييب هبا قصيدة أخوية خاطبه هبا األديب إبراهيم اجملاطي مطلعها ‪:‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫أنفح روض شذا بالمسك ريـاه‬
‫أم لمح برق يضيء األفق ألاله‬
‫‪ -4‬الطاهر بن املدين الناصري‪:‬ولد ‪1294‬هـ‪،‬أخذ الفنون من املدرستني االلغية‬
‫والبوعبدلية‪،‬ف"برزت شحصيته يف هالة واسعة"(‪،)2‬خلف آثارًا شعرية تفوق ستمائة بيت بينه وبني‬
‫املؤرخ االيكراري يف املفاكهات واألخويات‪،‬وكانت بينه وبني االفرانيني وااللغيني أشعار‬
‫أخرى‪،‬فقال قوايف يف الشيخ االلغي الدرقاوي يرفع هبا رايته بني الطلبة ومدحه مبقطوعات أخرى‬
‫حني ورد عليه مع(‪)3‬الوفد اإلفراين‪،‬وخاطب األديب حَم مد بن احلاج بدالية هي من أولياته وهي بعض‬
‫ما نقف عليه من إبداعاته اليت ستكون ُمْق َبَر ًة مكنوزة يف خزانة آله الناصريني بتانكرت ويف خزانة‬
‫املؤرخ اإليكراري(‪ .)4‬يقول مهنئا حَم مد بن احلاج بالشرط يف مدرسة كبرية‪:‬‬
‫ِبَم ـا ُح ْز َتُه َم ْج ـدًا َيـُد وُم ُم َخ لَّـدًا‬ ‫َهِنـيئـًا َأَبـا َعْبـِد اِإل َلِه ُمَحَّم ـدًا‬
‫َفَغ ـاَد ْر َت َلْيـَل اْلَج اِهِليـَن ُم َبَّد دًا‬ ‫َهِنـيئـًا ِبَأْفـٍق ُكْنَت َأْنـَت ِهَالَلُه‬
‫َلَد ْيَك ِلَم ـا ُتَو ِلي ُص ُد ورًا َو َم ْو ِر دًا‬ ‫َتَص َّد ْر َت ِللَّتـْد ِر يِس َفاْهَتَّز ُك ُّل َم ْن‬
‫ِبَها ِباِرُئوَها ِح يَن َم ُّد وْا َلُه اْلَيَدا(‪…)5‬‬ ‫َفَحْم دًا َو ُشْك رًا َفاْلقِـِسُّي َتَو َّص َلْت‬
‫تويف رمحه اهلل عبطا عام ‪1326‬هـ ورثاه األدباء اإلفرانيون واإللغيون وتالمذهتم(‪.)6‬‬
‫أوراق حممد أنكمار‬ ‫(‪)1‬‬
‫(‪ )2‬املعسول ‪10/77‬‬
‫نفسه ‪.1/296‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫روضة األفنان ص ‪:161‬و املعسول ‪10/77‬‬ ‫( ‪)4‬‬
‫(‪ )5‬مرتعات الكؤوس ‪.1/200‬‬
‫(‪ )6‬املعسول ‪ 10/77‬و ما بعدها‪.‬‬

‫الطبقة الرابعة‪:‬‬
‫‪130‬‬
‫هبا تبتدئ طبقة املقلني‪ ،‬والذين مل تثبت هلم آثار شعرية ذات أمهية كبرية‪،‬والذين ال يولون‬
‫اإلبداع الشعري العناية الفائقة الالئقة تنقيحا وإكثارا‪ ،‬والذين هم كما ابتدأ جنمهم يف السطوع‬
‫حيتاجون إىل مزيد من التجربة والدربة‪ ،‬والذين مل تتسع مشاركتهم يف األغراض والقضايا واألوزان‬
‫والقوايف‪ .‬ولئن كان بعض هذه املعايري قد ينسحب على بعض من سلف‪،‬إال أنه إن حمص األمر لن‬
‫نلفي أنسب من هذا الرتتيب‪.‬‬
‫‪ – 1‬عبد اهلل بن الطاهر اإلفراين‪:‬ولد‪1313‬هـ‪،‬وهو"حمصل قوي احلافظة جنيب يف العربية ويف‬
‫األدب"(‪)1‬وغريمها‪.‬أخذ عن أبيه وأخيه حممد وغريمها‪.‬وشارط يف مدارس ومساجد عديدة منها‬
‫التانكرتية والوفقاوية‪.‬سكن قرية أكماض بإفران منعزال عن العائلة إىل أن تويف‪.‬مل يتيسر للمختار‬
‫السوسي احلصول على آثاره‪،‬فحاولت مع ابن املرتجم ذلك فلم يتيسر لكثرة أسفاره‪.‬ومن مناذج‬
‫قوله‪:‬‬
‫نعم السالح ونعم العز والحـسب‬ ‫العلم أفضل ما يقنى ويكتســب‬
‫تحصيله دائبا تعل بـك الرتب‬ ‫فاحرص فديتك يا نعم الصديق على‬
‫أقبح بها عائقات حبذا الـتعب‬ ‫إن التواني والتسويف في طلـب‬
‫(‪)2‬‬
‫بما تمنى وال تكسل فذا العطب‬ ‫واجنب لذيذ منام تحظ عن عجـل‬
‫ذكر السوسي‪":‬أن له قوايف ورسائل أدبية"(‪ )3‬وقد رأيت منها نبوية وقصيدة يف مدح حممد اخلامس‬
‫(‪)4‬‬
‫عليك يا ابن أمير المؤمنين علي‬ ‫مطلعها‪:‬كم علقت دولة األشراف من أمل‬
‫‪َ– 2‬م عبد الرمحان بن أمحد العدناين(‪: )5‬من آل بلقاسم بن علي‪،‬فقيه أديب مؤلف ولد‬
‫‪1336‬هـ‪.‬أخذ الفنون عن الطاهر اإلفراين وابنه مث عن إباهيم بن العريب امليلكي بإداومنو‪.‬اشتغل‬
‫موثقا مبحكمة أكادير عشرين عاما‪.‬وُذكرت له مشارطة‪.‬أوقفين جنله البشري على بعض تآليفه‬
‫ورسائله وأشعاره يف مسودات‪.‬ويبدو يل أنه من املقلني من الصوغ الشعري مقارنة مع انشغاله‬
‫بالتأليف‪.‬كان عبود وقته‪،‬وشهرته غري متسعة‪.‬وقفت له من شعره على نونية ميدح هبا الطاهراإلفراين‬
‫وابه حممدا مطلعها‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫أن العال والهدى بقطر إفران‬ ‫ركن السيادة واإلجالل أنباني‬
‫وعلى نونية أخرى يف مدح جلنة من العلماء اجتمعت بتارودانت ومدح باشاها مطلعها‪:‬‬
‫(‪)1‬رجاالت العلم العريب يف سوس ‪،‬ص‪.235:‬‬
‫(‪ )2‬أوراق احلاج عبد اهلل مستبشر‬
‫(‪ )3‬املعسول ‪:7/231:‬‬
‫(‪ )4‬أوراق حممد بن املدين بلفقيه‪.‬‬
‫(‪ )5‬كتبت ترمجته عن ابنه البشري وأحد بين عمومته يف رمضان ‪1416‬هـ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أوراق البشري العدناين‪.‬‬

‫َيـْو َم اْج ِتـَم ـاِع االِج ـَلــِة األْع ـَيـاِن‬ ‫اْلَيـْو َم َنْظـَفـُر ِباْلُم ـَنى ِبعِـَيـاِن‬
‫‪131‬‬
‫(‪)1‬‬
‫ُيْبـَنـى َع َلـى اَألْقـَو ى ِم َن اَألْر َك ـاِن‬ ‫َهَذ ا ُهَو اْلَيـْو ُم اَّلِذ ي ُر ْك ـُن اْلُع َال‬
‫‪ -3‬العريب بن حممد الساموكين مث اإلفراين‪ :‬ولد حنو ‪ 1279‬بتامسولت بوادي أمسوكن‪" ،‬عالمة‬
‫كبري جهبذ متفنن"(‪ )2‬قرين الطاهر يف األخذ "…فاق األقران ما خال رفيقه الشاعر اإلفراين‪ ،‬تفنن‬
‫(‪)3‬‬
‫وتفوق يف العربية واللغة واألدب والتاريخ والفقه واحلساب والفرائض وشارك يف غريها…"‬
‫سكن يف تاباحنيفت بتانكرت بعد أن تزوج إفرانية‪ .‬أما أدبه ف" رمبا مال إىل القريض أحيانا‪ ،‬و‬
‫لكنه ليس بعشه‪ ،‬فقد ألقى فيه السالح لرفيقه الشاعر اإلفراين"(‪ )4‬ف"آثاره القيمة إمنا هي يف‬
‫منثوراته"(‪ )5‬ومع ذلك تفلت من بني حلييه أقوال مقبولة مىت خاطب حدثا يف السن‪ ،‬كقوله خياطب‬
‫حممد بن الطاهر اإلفراين جميبا عن ميمية‪:‬‬
‫ويـا نجــَل ميمون النقيبة َس ـاِم‬ ‫َح َلـْلـَت َو َثـاِقـي َيـا َأَج ــَّل ِإمـام‬
‫(‪)6‬‬
‫ِبُم ْز ِن َقَو اٍف ال ِبُم ـــْز ِن َغ َم ـاِم ‪...‬‬ ‫فـأسقيتني من بحرك العذب صافيـا‬
‫‪ -4‬حممد بن أمحد املتوكل املسراوي‪ :‬فقيه أديب حنوي مشارك‪ ،‬ولد ‪1323‬هـ بأمسرا أخذ معارفه‬
‫عن عبد اهلل اإللغي والطاهر االفراين و ابنه حممد وعن بعض األدوزيني‪ .‬شارط مبساجد ومدارس‬
‫عديدة فتخرج به عديد(‪ ،)7‬ذكر السوسي أن له مشاركة تامة يف العلوم العربية اليت تروج يف سوس‪،‬‬
‫و من بينها األدب‪ ،‬وأن له ذوقا حسنا فيه‪ .‬أما قوافيه ف "يظهر أنه كان يلقيها على عواهنها وال‬
‫حيتفل هبا كما حيتفل األدباء السوسيون الذين يعاصرهم" (‪" )8‬و أن له طبع األدباء الصائغني‪ ،‬إال أنه‬
‫ال يهتم –على ما يظهر‪ -‬هبذه الناحية‪ ،‬وقد يكون جمليا يف امليدان لو دخل احلْلبة و سابق بني‬
‫فرساهنا" (‪. )9‬كتبت ترمجته يف حياته وهبا بعض آثاره‪ ،‬ومنها قوله يف مطلع قصيدة ميدح هبا كاتب‬
‫دار الشريف بتزنيت‪:‬‬
‫َأْطَلـْقَت ِم ْن َش ـْأِن اْلُعُيوِن ِعَيـاَنـا‬ ‫ِلْلخـْش ـِف ُك ـْنـَت ُم َتـَّيـمًـا ُم ـْذ َبـانـًا‬
‫َفَعَر اَك َم ا ُيْبِد ي اْلَهـَو ى أْلـَو اَنـا‬ ‫َأْم َأْبـَد ِت اْلَح ْسـَنـا َس ـَو اِلـَف َطْبـَيـــٍة‬
‫(‪)10‬‬
‫َفُيـثيُر ِم ْنَك َص َبـاَبـًة أْش ـَج ـاَنـا‬ ‫َأْم َز ْهــُر َر ْو ِض اْلحُـْز ِن َذَّك ـَر َك الُّد َم ـى‬
‫(‪ )1‬أوراق البشري العدناين القامسي‪.‬‬
‫(‪ )2‬رجاالت العلم العريب يف سوس‪،‬ص‪192‬‬
‫(‪ )3‬نفسه ‪.‬‬
‫(‪ )4‬مرتعات الكؤوس ‪( 180-1/139‬مكرر)‬
‫(‪ )5‬املعسول ‪9/77‬‬
‫(‪ )6‬نفسه‪9/75 :‬‬
‫(‪ )7‬تنتظر ترجمته في ‪ - :‬كناشه‪ ،‬و عندي منه نسخة‪-.‬و المعسول ‪ 12/224‬و ما بعدها‪-.‬و المعهد االسالمي بتارودانت ‪ 3/251 ،‬و ما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )8‬املعسول ‪12/224‬‬
‫(‪ )9‬نفسـه ‪12/225‬‬
‫(‪ )10‬نفسه‪ ،‬و كان األوىل يف البيت األخري تصريف يثري يف املاضي (فأثار)‬

‫الطبقة الخامسة ‪ :‬ال مييزها عن السابقة كبري اعتبار إال اعتماد التقسيم الرباعي‪.‬وتتكون من‪:‬‬
‫‪132‬‬
‫‪ – 1‬احلاج احلسني السوقي(‪:)1‬العالمة املؤلف الشيخ األمحدي املشهور يف سوس وخارجها‪.‬ولد‬
‫‪1248‬هـ‪.‬هنل من معني األدب اجليشتيمي واستتم بفاس ومصر وغريمها‪.‬يدل على اعتنائه باألدب‬
‫مجعه بعض أشعار اجليشتيميني‪.‬له بعض اإلبداعات الشعرية‪،‬جرف معظمها النهب الذي تعرضت له‬
‫خزانته‪.‬وقد شغله عن الصوغ ِاعري انشغاالته الرتبوية والسياسية ومرافدة بلديه الطاهر‪.‬ذكر املختار‬
‫السوسي أنه"ترسل وشعر وألف"(‪.)2‬ومن بني ما جنا من شعره رده على اإللياسي‪،‬وعليه مسحة‬
‫وظن بأن الظن ينظر‬ ‫برودة النظم ‪،‬ومطلعه ‪ :‬وقفت على جهل المريد طريقه‬
‫(‪)3‬‬
‫معناه‬
‫تويف الشاعر بتزنيت ‪1328‬هـ‪ ،‬ودفن هبا ورثي‪.‬‬
‫‪– 2‬عمر بن حممد بن إبراهيم بن احلسن عدي األكماضي(‪:)4‬فقيه أديب مشارك متمكن يف‬
‫الفنون‪،‬ولد بأكماض بإفران ‪1391‬هـ=‪1971‬م‪.‬درس بالعصرية ست سنوات‪،‬ثــم‬
‫انقطع إىل العتيقات يأخذ الفنون عن صاحل بن عبد اهلل اإللغي برمسوكة وسعيد بن‬
‫أمحد توفيق التاجاجيت بالبونعمانية‪ ،‬وبه خترج‪.‬يشارط حاليا مبسجد إديشو بأمسرا‪.‬‬
‫وقفت له على بعض اآلثار الشعرية‪،‬وبعضها من أولياته؛وهي تدور يف فلك األخويات ترحيبا‬
‫وهتنئة ومدحا وتقريظا‪.‬يفوق ما بني يدي من شعره املائة بيت(‪،)5‬ويف بعضها جودة‪.‬ومن ذلك‬
‫تقريظه كتاب شيخه اإللغي"إحتاف اجليل‪،‬بزبدة علم اخلليل" يقول يف أوله‪:‬‬
‫وأبقوا لباقي الدهر ما يعقب الحمدا‬ ‫أئمتنا هبوا لما يورث المـجـدا‬
‫فيزداد سوسنا المهابة والمـــجدا‬ ‫وبثوا علوما ضمنتها صــدوركم‬
‫(‪)6‬‬
‫فمنهلكم عذب لمن يبتغي الـوردا‬ ‫وأدوا لهذا النشء في العلم حقه‬
‫إن هذا الشاعر ما يزال شابا يف مقتبل العمر‪،‬ولعله حيمل اللواء خفاقا أطال اهلل عمره وسدد‬
‫خطوه‪.‬وبينه وبني األستاذ احلاج علي اجلماري خماطبات شعرية حسنة‪.‬‬
‫تنظر ترمجته املفصلة يف املعسول‪ 4/26:‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫رجاالت العلم العريب يف سوس ‪،‬ص‪.183:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫املعسول ‪.18/80:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫كتبت عنه ترمجته مبحل سكناي بإفران يف يوين ‪2001‬م‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أوراق احلاج علي اجلماري وتلميذه راوية سوس أمحد احلضيكي‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫صاحل بن عبد اهلل اإللغي ‪:‬إحتاف اجليل بزبدة علم اخلليل ص‪.100:‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫‪ – 3‬احلاج أمحد معطى اهلل السالمي(‪:)1‬شريف من ركيبات سالم‪.‬ولد بقرية تاغوين بإفران‬
‫‪1371‬هـ= ‪1951‬م‪.‬أخذ عن األستاذ األديب حممد بن أمحد املتوكل املسراوي ببويزكارن‪.‬سلفي‬
‫‪133‬‬
‫الوجهة‪،‬ذو طبع حاد أحيانا‪.‬وقع له مع بين قريته ما ُأثار غضبه فهجاهم برجزية طويلة أعدمها بعد‬
‫‪،‬على حد قوله‪ ،‬وله قصائد ومقطوعات(‪.)2‬ومن متخري شعره مرثيته لشيخه املسراوي مطلعها‪:‬‬
‫وحاذر فدأبه الفواجع والمكر‬ ‫هو الدهر فاصبر للذي فعل الدهر‬
‫ونونية يف مدح امللك الراحل احلسن الثاين‪ ،‬مطلعها‪:‬‬
‫لكي نرى ما بنته فكرة الحسن‬ ‫قفوا بنا نمتطي قـطار تنـميــة‬
‫(‪)3‬‬
‫‪– 4‬عبد اهلل بن أمحد تاقارورت األساكائي ولد بأساكا ‪1956‬م‪.‬أخذ بالعصرية أوال ستة أعوام‬
‫قبل أن يلتحق مبسجد أساكا ليحفظ فيه القرآن يف مخس سنوات؛مث أخذ الفنون كسابقه عن‬
‫املتوكل املسراوي ببويزكارن‪ .‬شارط يف إداوزيكي بأركانة فبويزكارن مث تاغاجيجت فبويزاكرن‬
‫حيث هو اآلن‪.‬أورد له عمر الساحلي مرثيته لشقيق أستاذه(‪)4‬وتوصلت منه بأخرى ندب فيها‬
‫األستاَذ نفسه منها‪:‬‬
‫في النفوس وفي الضمائر غما؟‬ ‫أي شيء جرى فاحدث هـما‬
‫ال تذوق عيناك بالليل نــوما…‬ ‫فغدوت من بعد ذاك حزينا‬
‫الطبقة السادسة‪:‬وهي طبقة قليلي االنشغال بالشعر‪،‬واملعرضني عنه إال ملاما؛وهم أربعة‪:‬‬
‫‪ – 1‬املدين بن حممد بن الطاهر‪:‬ولد ‪1336‬هـ‪،‬وهو ابن أبيه يف التحصيل والذكاء واملشاركة‪"،‬وله‬
‫يد عليا يف األدبيات ككل أهله"(‪،)5‬غري أنه أعرض عن الصوغ لطبيعة الفرتة االستعمارية اليت عاشها‬
‫ومسؤولياته الكثرية يف الدار واملدرسة‪.‬فقد أثقل ذلك كاهله ومل جيد جدوى للصوغ فتوارى كل‬
‫منهما عن اآلخر؛ مع أنه أقدر عليه كقرينه الناصري‪.‬ويدل على ذلك قصيدة يف أربعة عشر بيتا‬
‫رحب فيها خباله املدين بن علي اإللغي ملا ورد هذا مهنئا خاله البشري الناصري يف شوال ‪ 1361‬هـ‪،‬‬
‫مطلعها‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫أم نور وجه نوارهم قد فاء‬ ‫شمس المنازل ما أرى قد ضاء‬
‫ومقطوعة يستدعي هبا صديقه احلسن بن حممد بن عبد الكرمي األخصاصي للشاي؛مطلعها‪:‬‬
‫(‪)7‬‬
‫على ديباج غرتها النعيم‬ ‫دعتك إلى الصبا غراء بكر‬
‫كتبت عنه ترمجته مبحل سكناي بإفران ‪2001‬م‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫سلم يل حفظه اهلل إبداعاته خبطه الواضح ‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫لقيته بإفران وكتب يل ترمجته بيده وبعث إيل إبداعه‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫املعهد اإلسالمي بتارودانت و… ‪.3/270‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫املعسول ‪.7/286:‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫كناش حممد صادق الباعمراين ‪.3/111‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫(‪ )7‬أوراق الطاهر بن أمحد بن الطاهر اإلفراين‪.‬‬

‫‪ – 2‬عبد القادر بن بلقاسم بن حممد بن علي كوحليان التيغردايين األمسراوي(‪ :)1‬ولد‪ 1384‬هـ=‬
‫‪1964‬م‪ .‬أخذ القرآن بأمسرا وهوارة؛ والفنون عن حممد عدي بوسنكار الشاعر مبسجد أغبالو‬
‫‪134‬‬
‫بإفران وعن حيىي بن عمر مبدرسة املولود‪.‬شارط يف مساجد أمسراوية‪ .‬وقد نظم عدة مقطوعات‬
‫وأبيات‪،‬كثري منها يف غرض احلكمة واملدح األخوي ويقع يف بعض شعره سقط يف الوزن‪ .‬ومن‬
‫متخري شعره المية حياكي فيها أبا الفتح الُبْس يت‪ ،‬ورائية يرثي هبا أستاذه حيىي مطلعهما‪:‬‬
‫فليس ينجده عـم وال خــــــــــــــــــــــال‬ ‫من لم يكن عنده في عصرنا المال‬
‫(‪)2‬‬
‫فهل كسفت وخان العين إبصاُر‬ ‫يا شمس ما لك أين منك أنــــــــــــــــــــــواُر؟‬
‫‪ – 3‬مبارك بن إبراهيم بن أمحد ُز ْم زكي األكشتيمي(‪:)3‬شريف ينتتسب آله لعبيد اهلل بن إدريس‪،‬‬
‫انتقلوا من تامدولت أواقا‪ .‬زارين حفظه اهلل يف بييت بإفران مث بعث إيل مبشجر أسرته وقصيدة‬
‫رائية‪.‬وقد ذكره يل أوال الشاعر أنكمار وسلم يل نونية أخوية له‪.‬وهو ينحو يف شعره حنو التطويل‬
‫‪،‬غري أن العبارة فيه تنأى أحيانا عن بلوغ املعىن ‪.‬ومن متخري قوله‪:‬‬
‫وتمتع األرواح واألبـدان‬ ‫هلل نفح الطيب والريــحــان‬
‫د هللا معتزين بالرحمــان‬ ‫وتآلف اإلخوان أرواحا جنــو‬
‫(‪)4‬‬
‫تطبيقها في سائر البلدان؟‬ ‫متسائلين عن الشريعة هل دنا‬
‫وقال يف الرائية‪:‬‬
‫في كل مدرسة لمن لم يحـضر‬ ‫قال المبارك دون أي تكبر‬
‫(‪)5‬‬
‫دون التطرف أو حسام العبقري‬ ‫ما الشعر عيب بل سالح فاتك‬
‫‪– 4‬العالمة أمحد بن صاحل التاوريريت‪ :‬من بين عيسى األزديني‪ .‬ولد حنو‪1292‬هـ‪.‬أستاذ كبري شهري‬
‫يف وادي األدباء‪ ،‬جيول يف مجيع جماالت طبقته كالطاهر والعريب وابن احلاج والناصريني والعزيي‬
‫ومن ضمنها األدب؛وإن كان احلظ رفع عليه بعض من يضاهيه‪.‬أخذ الفنون من املدرسة اإللغية‪.‬‬
‫استكتبه القائد سعيد اجملاطي حينا ودرس يف مدارس عدة(‪.)6‬تويف ‪1357‬هـ‪.‬ومن متخري شعره وكثري‬
‫منه مفقود قوله ميدح أستاذه علي بن عبد اهلل اإللغي‪:‬‬
‫بساطا أجادت وشيه راحة النـهر‬ ‫سالم كما مد النسيم من الصـبا‬
‫كتب ترمجته بيده حفظه اهلل وزارين يف منزيل بإفران‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫أوراق عبد القادر كوحليان‬ ‫(‪)2‬‬
‫أوراق مبارك زمزكي‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أوراق حممد أنكمار‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫أوراق مبارك زمزكي‬ ‫(‪)5‬‬
‫املعسول ‪.10/81:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫(‪)1‬‬
‫بها راحة الحيران من مطلع الفجر …‬ ‫يجاري به ساري الصبا نحو ساحة‬
‫الطبقة السابعة‪ :‬الملحقون باالفرانيين‪:‬‬
‫إن لبعض األدباء والشعراء غري االفرانيني إلسهاما وحضورا يف احلركة األدبية يف املنطقة اإلفرانية يف‬
‫فرتة البحث إبداعا وخترجيا للشعراء واألدباء‪ .‬وأمههم أو أكثرهم شأنا‪:‬‬
‫‪135‬‬
‫‪ -1‬موالي عبد الرمحان بن حممد البوزاكارين‪ :‬ولد يف بويزاكارن يف بداية القرن ‪14‬هـ‪ ،‬وهو‬
‫"عالمة كبري أديب عبقري‪ ..‬أخذ عن العريب الساموكين وعن الطاهر اإلفراين وبه خترج… و كان‬
‫حلس املدارس … فبث فيها اآلداب‪ ،‬و كان مستحضر للسرية والتاريخ خصوصا ما يتعلق ب‬
‫األندلس وللتفسري واحلديث و الفقهيات اليت أتقنها‪ .‬واما العربية و كل فنوهنا فحدث عن البحر وال‬
‫حرج‪ ،‬وأما األدب فعشه الذي منه درج‪ ،‬ويف حضنه ربض منذ كان"(‪ .)2‬مكث يف املدرسة‬
‫التانكرتية مساعدًا حملمد بن الطاهر سنني‪ ،‬فاستفاد منه يف األدب باخلصوص كثري ممن ذكروا من‬
‫تالمذة الطاهر وابنه حممد وكان ناقدا معتربا نقده بني أنداده وتالمذته‪ ،‬وذوقه أعلى من مما يصوغ‬
‫من شعر وإن كان صوغه جيدًا يف غالبه‪ ،‬وقد صرفه يف البعدين األخوي والديين والشكوى من‬
‫الدهر‪ .‬رحل إىل احلمراء فالبيضاء مث الرباط وهبا تويف ‪1380‬هـ(‪ .)3‬مجعت طالبة شعره (‪ ،)4‬غري أن‬
‫ما وقفت عليه مل َيْع د ما يف املعسول وغريه من كتب السوسي‪ ،‬ولو مل يكن يف الطبقة املاحقة لكان‬
‫مركزه بني عمداء الطبقتني األوليني ألنه جميد‪ .‬ومثل ذلك تالياه‪:‬‬
‫‪-2‬احلسن بن حَم مد الكوسايل السماليل‪ :‬ولد ‪1311‬هـ‪ ،‬و هو أديب عالمة بارع متضلع حنوا و لغة‬
‫وفقها و ما إىل ذلك‪ ،‬خترج باالستاذين الشاعر االفراين و ولده‪ ،‬و قد الزمهما زهـاء مخسة عشر‬
‫عاما قضاها كلها جدا ال يدركه فيه أحد من أترابه‪ ،‬مث عاىن التعليم هناك [باملدرسة التانكرتية]‬
‫فنجب على يده أناس و كان دينا فاضال" (‪ )5‬ذا "ذوق أديب عال"(‪" )6‬له شعر حسن لطيف املنزع‪،‬‬
‫حمكم عال إن قيس ببيئته" (‪ .)7‬وقد أهلته مدة مكوثه بإفران‪ ،‬وهي سبعة عشر عاما‪ ،‬من أن يلحق‬
‫بالشعراء االفرانيني ألن هؤالء من مل يتيَّس ر له أن ميكث ما مكثه الكوسايل يف إفران‪.‬‬
‫وقد مجع شعره يف حبث اإلجازة (‪.)8‬ونشر بعضه يف املعسول وغريه (‪.)9‬‬
‫(‪)1‬أوراق أمحد حفيد الشاعر‪.‬وقد أودعت القصيدة بكاملها مع الرسالة املرفقة هبا ملحق هذا البحث‪.‬‬
‫(‪ )2‬رجاالت ع‪.‬ع يف سوس‪ ،‬ص‪.236‬‬
‫(‪ )3‬تنظر ترمجته يف املعسول ‪/10‬‬
‫(‪ )4‬مليكة بامو‪ :‬موالي عبد الرمحان البوزاكارين ‪ :‬دراسة حياته و شعره‪ ،‬مرقون بكلية اآلداب أكـادير‪.‬‬
‫(‪ )5‬مرتعات الكؤوس ‪ .372-2/371‬و احلق أنه مكث يف التانكرتية من ‪ 1331‬إىل ‪1347‬هـ‪ ،‬و الزم قبل ذلك الطاهر يف املدرسة البوهروانية سنتني تقريبًا‪ ،‬ليكون عدد‬
‫سنوات مالزمته االستاذين التمنرتيني تسعة عشر عاما‪ ،‬سبعة عشر منها أمضاها يف تانكرت بإفران‪.‬‬
‫(‪ )6‬رجاالت ع‪.‬ع يف سوس‪ ،‬ص‪.246‬‬
‫(‪ )7‬مرتعات الكؤوس ‪.2/372‬‬
‫(‪ )8‬احلافظ بومزوغ‪ :‬شعر احلسن الكوسايل ‪ :‬مجع و دراسة‪ .‬مرقون بكلية اآلداب أكادير ‪1994‬م‪.‬‬
‫(‪)9‬املعسول ‪3‬و‪4‬و‪11‬و‪ ،18‬و مرتعات الكؤوس ‪ 2/372‬و ما بعدها و سر الصباح‪ ،‬و جملة دعوة احلق‪ ،‬ع ‪ 325‬رمضان ‪1417‬هـ يناير – فرباير ‪ 1997‬ص ‪ 98‬و ما‬
‫بعدها‪.‬‬

‫‪ -3‬احلاج علي بن سعيد رشيد اجلماري(‪ :)1‬ولد ‪1372‬هـ ‪1952‬م من تالمذة الشاعر األديب‬
‫داود الرمسوكي و احلاج احلبيب احلاج احلبيب امليكي(ت) و غريمها‪ .‬و هو شاعر جميد وعالمة‬
‫متمكن يف الفنون منفتح على الثقافة العصر‪ ،‬وأستاذ خمرج دّر س بااللغية مث باملسراوية حيث هو اآلن‬
‫‪136‬‬
‫منذ ‪1408‬هـ‪ .‬مكانته يف القلوب ويف أمسرا وبني فقهاء سوس سنية لدماثة أخالقه وكرمه ولطف‬
‫معاملته‪ .‬قال يف حقه الباحث األديب الشاعر اليزيد الراضي‪" :‬له اهتمام باألدب يتذوقه وينظم‪،‬‬
‫وشعره جيد يعكس ملكته وذوقه"(‪ )3‬وهو شعر سلس‪ ،‬يتكئ كثريًا على التكرار العمودي‪ ،‬ومعظمه‬
‫يف املدح والرثاء واألخويات‪.‬‬
‫‪ -4‬مولود بن احلسن السريري اهلشتوكي‪ :‬ولد ‪1384‬هـ ‪1963‬م‪ ،‬أخذ مبدارس سوس ويف‬
‫طنجة‪ .‬دّر س يف رمسوكة مث َح َّل مدرسة تانكرت قبل ‪1994‬م‪ ،‬فتخرج به بعض األدباء الكبار‬
‫كالشاعر املغلق حلسن الشقراوي والقصاص املاهر حسن كنـان الشقراوي وغريمها‪ .‬يعاين القريض‬
‫من حني آلخر‪ ،‬غري أنه ُمِق ٌل تبدو يف شعره بعض الربودة‪ .‬وهو عندي قرين احلاج احلسني السوقي‬
‫اإلفراين يف الطبقة ألهنما بارعان يف التأليف ِخَي َّبان فيه ويضعان أكثر من غريه‪ ،‬فحني وقفا على ذلك‬
‫أوجدا من ينوب عنهما يف الصوغ الشعري‪ ،‬فكان بن االفراين للعالمة السوقي‪ ،‬وأضحى حلسن‬
‫إدحَم مد الشقراوي للعالمة االصويل السريري‪ .‬ومن مناذج شعر االستاذ السريري‪ ،‬ولعل قافيته الفقرية‬
‫التاء هي ما جلب لقصيدته بعض الربودة وقلة الُّر واء‪:‬‬
‫فدمعي مبحرج يفيض بمقلتي‬ ‫توجهت اللظى بجسمي و مهجتي‬
‫و لكنه حبر يحل بتكنة‬ ‫وما ذاك من ظبي بليت بحبه‬
‫فقيه أديب نال كل نفيسة‬ ‫جواد كريم عادل متنسك‬
‫(‪)3‬‬
‫و اّم ا سمعناه فزعنا لريبة …‬ ‫وذاك الكسالي من فرينا بنعيه‬
‫وله قصيدة أخرى يف رثاء إلفران العلمية وخماطبة ربوعها املقفرة (‪ .)4‬وقلما يهتبل جبمع آثاره‬
‫الشعرية والنثرية خبالف مؤلفاته اليت يعتين هبا أشد العناية‪.‬‬
‫وبعد فإن أمر وضع طبقات على هذا النحو صعب‪ ،‬إلمكان تداخل الطبقات املتتابعة‪ ،‬وإلمكان أن‬
‫جير علي نقد أو اإلحنة‪ .‬غري أين أعلن أنه جمرد اجتهاد أحاكي فيه نقاد الطبقات كابن سالم وغريه‪،‬‬
‫قابل لألخذ والرد والتصحيح‪ ،‬ومل أقدم عليه إال بعد أن قرأت إبداعات كل شاعر على حدة وفق‬
‫املعايري املوضوعة أعاله‪.‬‬
‫(‪)1‬زرته مرات عديدة‪ ،‬و سلمين ترمجته اليت قيدها بنفسه‪ ،‬و بعض آثاره‪.‬‬
‫(‪)2‬شعر داود الرمسوكي … ص‪.107‬‬
‫(‪ )3‬أوراق السريري‪.‬‬
‫(‪ )4‬أوراق رواية سوس أمحد أحضيك‪.‬‬

‫وميكن بعد أن أهنيت من الرتمجة لشعراء كل طبقة من تسجيل املالحظات التالية‪:‬‬


‫‪ ‬أن الشعراء االفرانيني كلهم خرجيو املدارس العلمية العتيقة‪ .‬وهذا يستتبع أمرين‪:‬‬
‫‪ ‬سعة مشاركتهم واطالعهم العلمي يف الفنون العربية والشريعة والرتبية…‬
‫‪ ‬السؤال عن سبب غياب مشاركة متخرجي املدارس العصرية يف احلركة األدبية ؟!‬
‫‪137‬‬
‫‪ ‬أهنم متوزعون على أجيال مرتابطة احللقات بدءًا من احلاج احلسني السوقي املعترب من املؤسسني‬
‫هلذه احلركة األدبية باملنطقة االفرانية‪ ،‬و صوال إىل ذروة سنامها مع الطاهر االفراين وتالمذته‪،‬‬
‫واستمراًر على النهج نفسه مع تالمذة ابنه حممد‪ .‬وقد أوشكبعدهم على اخلفوت لوال الَّذ ماء‬
‫املتمثل يف البشري بن الطاهر واحلاج احلسني البكري واحلاج حَم مد الناصري وغريمها الذين‬
‫حافظوا على حضور االبداع الشعري يف فرتات قل فيها االلتفات إليه وتشجيعه‪ .‬مث تلقح بروح‬
‫العصر فربز بنفس فيه جدة مع حممد عدي بوسنكار والشقراوي وهذا أصغر شعراء الطبقات‬
‫السبع‪ ،‬وملا يلق اليراعة وإن انصرف عن املدارس إىل التجارة‪.‬‬
‫‪ ‬أهنم خلفوا مادة شعرية مهمة تناهز عشرين ألف بيت شعر‪ .‬وهو هائل يصلح للدراسة‪،‬‬
‫متوزع بني الشعراء املذكورين بنسب متفاوتة‪ .‬فمنهم مكثر جميد يف الغالب‪ ،‬قد يفرط منه‬
‫إسفاف‪ ،‬ومنهم مقل جميد كاحلاج حَم مد الناصري وغريه‪ ،‬ومقل شاٍد أو مقل ال ينقح كالفقيه‬
‫الشاعر حممد بن أمحد املسراوي املتوكل‪ ،‬ومنهم من له ذوق أعلى من صوغه كالبوزاكارين‪،‬‬
‫وَمْن نثره أعلى من شعره كالساموكين…‬
‫‪ ‬أهنم متوزعون على قبائل إفران األربع بمختلف قراها‪ .‬ولعل حصة األسد قد حازهتا تانكرت‬
‫مث تليها أمسرا مث الربا نتوزومت وإداوشقرا‪ .‬وبذلك مل تتخلف أي قبيلة وقرية إفرانية عن تقدمي‬
‫من تفخر به أو هبم‪ ،‬بني القبائل‪ ،‬من الشعراء‪.‬‬
‫‪ ‬أن ملعظمهم اجتاها فكريا وتربويا معينا‪ ،‬فثمة‪:‬‬
‫‪ ‬الناصريون‪ :‬وهم ثالثة‪ :‬البشري والطاهر ابنا املدين الناصري واحلاج حَم مد بن البشري‪.‬‬
‫‪ ‬التيجانيون وهم األكثر‪ :‬الطاهر التمناريت وابناه عبد اهلل وحممد وابنا هذا األخري املدين وحييا‪.‬‬
‫وابن احلاج األديب‪ ،‬وأمحد بن صاحل التاوريريت واحلاجان احلسينيان السوقي والبكري‪،‬‬
‫والعريب الساموكين وأمحد بن عبد اهلل اجملازي‪ ،‬وموالي عبد الرمحان اجملازي‪ ،‬وموالي عبد‬
‫الرمحان البوزكارين‪ ،‬وحممد بن أمحد املتوكل املسراوي…‬
‫‪ ‬السلفيون االصالحيون وهم‪ :‬حممد عدي بوسنكار‪ ،‬وخلسن الشقراوي ومولود السريري‬
‫وأمحد معطى اهلل السالمي وحممد أصياد؛ ومثة آخرون مستقلو الفكر والتوجه وإن كان‬
‫اجتاههم ينحو حنو التصوف أو التسلف وهم‪:‬‬
‫‪ ‬البشري بن الطاهر الذي وإن مل ينخرط يف التيجانية كبقية آله‪ ،‬فإن معجمها‬
‫يتسرب إىل شعره من حني آلخر كالفتح واإلغالق‬
‫‪ ‬عمر األكماضي واحلاج علي رشيد وعبد اهلل تاقارورت املنفتحني على الفكر‬
‫االصالحي احلديث وإن مل ينخرطوا فيه بالكلية‪.‬‬
‫‪138‬‬
‫‪ ‬ميكن للطبقة امللحقة بالشعراء االفرانيني أن تتسع أكثر لتشمل تالمذة املدارس الإفرانية‬
‫القابسني شعلة األدب منها واملسهمني لفرتات يف حركة األدب بإفران‪ ،‬ولكن آثرت االقتصار‬
‫على اإلفرانيني وأحلقت هبم املطيلي املكث باملنطقة‪ .‬وعليه‪ ،‬منيز يف الشعر االفراين بني‪:‬‬
‫‪ ‬شعر افراين حبت قاله إفراين يف إفران‪.‬‬
‫‪ ‬شعر قاله إفراين خارج إفران‪.‬‬
‫‪ ‬شعر قاله غري اإلفراين يف إفران‪.‬‬
‫‪ ‬شعر تالمذة االفرانيني خارج إفران‪.‬‬
‫وقد اشتغلت على الصنفني األولني وصرفت النظر عن األخريين يف االستشهاد وإن كان غري‬
‫املستشهد به وغري املدروس ال خيرج يف شكله ومضمونه عن املدروس املستشهد به‪.‬‬

‫‪3‬كتاب النثر الفني اإلفرانيون‪:‬‬


‫اشتهر بالكتابة النثرية يف إفران معظم من ذكروا يف طبقات الشعراء أعاله‪ .‬فغالبا ما يكون‬
‫الشاعر منهم بارعا يف فن الرتسل على اخلصوص كالطاهر اإلفراين وابنه حممد وابن احلاج األديب‬
‫والبوزاكارين واحلسن بن باها الشقراوي وغريهم‪.‬‬
‫وفوق هذا اختص آخرون بالكتابة النثرية كالعريب الساموكين واحلسن بن حممد كنان‬
‫الشقراوي البارع يف كتابة القصص واخلواطر‪ ،‬وكاحلسن بن احلاج التيبيسريريت وغريهم كثري‪...‬‬
‫ونؤكد فكرة قدمية‪ ،‬هبذا الصدد‪ ،‬هي أن معظم من مل يولته الصوغ الشعري من الفقهاء العلماء‪،‬‬
‫ينال احلظوة يف الكتابة النثرية (‪ )1‬كاحلاج احلسني السوقي ومولود بن احلسن السريري والعريب‬
‫الساموكين وأمحد بن صاحل التاوريريت وغريهم‪.‬‬
‫‪139‬‬
‫وباجلملة‪ ،‬فإنه ميكن تقسيم األدباء اإلفرانيني إىل طبقات‪:‬‬
‫‪ ‬طبقة مجعت الرباعة يف الشعر ويف النثر كليهما كالطاهر اإلفراين وابنه حممد واحممد بن‬
‫احلاج األديب‪ ،‬وعبد الرمحن البوزاكارين وحلسن بن باها الشقراوي واحلاج احلسني‬
‫البكري احلندقي وغريهم‪ .‬ومع هذا نسجل انصرافهم للشعر أكثر‪.‬‬
‫‪ ‬فئة برعت يف النثر وشاركت يف الشعر كاحلاج احلسني السوقي ومولود السريري وأمحد‬
‫بن صاحل التاوريريت والعريب الساموكين وحممد بن احملفوظ السماليل وأمحد معطى اهلل‬
‫السالمي‪...‬‬
‫‪ ‬طبقة اختصت بالنثرومل تشارك يف جنس الشعر كاحلسن كنان الشقراوي واحلسن بن‬
‫احلاج التيبيسريريت وحممد بن عبد اهلل اجملازي وغريهم‪.‬‬
‫وقد استوعبت طبقات الشعراء تراجم الفئتني األوليني‪ ،‬ومل يبق إال أن أترجم باختصار للطبقة الثالثة‬
‫املختصة بالنثر الفين‪.‬‬

‫‪ – 1‬إحسان عباس‪ :‬تاريخ النقد األديب عند العرب ‪ ،‬ص‪387 :‬‬

‫‪ _1‬احلسن كنان الشقراوي‪ :‬هو احلسن بن حممد بن علي بن احلاج عبد اهلل كنان ‪ ،‬ولد‬
‫بأكادير نداوشقرا سنة ‪ 1394‬هـ = ‪1974‬م ‪ .‬درس يف املدرسة العصرية إىل السنة الثانية إعدادي‬
‫مث انقطع للمساجد اإلفرانية حيفظ كتاب اهلل إىل أن أمت حفظه برواية ورش ‪ .‬مث درس الفنون‬
‫باملدرسة التانكرتية االفرانية على يد الفقيه األصويل األديب اللغوي مولود بن احلسن السريري‪ ،‬ويف‬
‫مدرسة إموساك فرتة قليلة ‪،‬ليعود للسريري إىل سنة ‪1995‬م مث التحق مبعهد مجعية أيب القاسم‬
‫الشاطيب لتحفيظ القرآن وتدريس علومه بطنجة سنًة‪ .‬واضطر بعد وفاة والده للزواج واملشارطة‬
‫مبسجد السوق أوفال بإفران حيث هو ماكث إىل اآلن‪.‬له إبداعات نثرية متنوعة ‪:‬رسائل وقصصا‬
‫وخواطر(‪ )1‬ذات أبعاد اجتماعية وعاطفية جيدة ؛سرت إليه جذوة االحنياز إليها منذ فرتات أخذه‬
‫عن أستاذه السريري الذي حيض تالمذته على معانقة الكتابات األدبية القدمية واملعاصرة على السواء‬
‫موفرا هلم موادها ومصححا ما ينشئونه على منواهلا‪ .‬ولألديب كنان ميل وانكباب على قراءة‬
‫الروايات عجيب‪.‬‬
‫‪ – 2‬احلسن بن احلاج التبسريريت‪:‬أخو حممد بن احلاج األديب"له إملام بالفنون‪،‬وقد مر هبا‬
‫ويستحضر منها مسائل رمبل ال يستحضرها املتفوقون ببلده‪،‬غري أن جماورته هلؤالء الفطاحل وأمثاهلم‬
‫‪140‬‬
‫صريته جمهوال غري مذكور…أخذ عن اإللغيني ويف فاس"(‪)2‬خطه جيد عال كأخيه؛وقف له املختار‬
‫على رسائل ال بأس هبا إىل أخيه حممد يكتبها إليه من إفران إىل مستقره بتارودانت‪،‬وأن له باعا ال‬
‫بأس به يف العربية والغة والفقه(‪.)3‬وما أظن املرتجم خيمل ذكره إال لكونه ليس شاعرا يف بيئة شاعرة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -3‬حممد بن عبد اهلل بن حممد بن األساكي‪":‬عالمة كبري ماهرله شهرة طنانة وبراعة ومهة"‬
‫"أديب عليه أهبة العلم ووقاره‪،‬وقد كانت له مكانة توازي مكانة احلاج حممد اليزيدي وأمحد بن‬
‫ابراهيم الساحلي وحممد بن عبد الواحد التادراريت وأمحد دوكنا التاجاكنيت وابن عدي العركويب‪،‬‬
‫فكان له اتصال جبميعهم السيما بالذين يردون إىل (إيليغ) يف حضرة احلسني بن هاشم" وله‬
‫مراسالت مع أمحد دوكنا التاجاكانيت املذكور وغريه(‪ )5‬وقد توىل الكتابة عند الرئيس‬
‫اإليليغي"وخطُه حسن مقبول‪،‬وعبارته صافية"(‪ )6‬وكان َّمجاعة للكتب السيما النادرةكتب بعضها‬
‫خبطه(‪)7‬؛ وهو جد الطاهر االفراين لألم‪ .‬أخذ عن العريب األدوزي وعن سعيد الشريف الكثريي‬
‫وشارط يف مدارس كالتانكرتية واتصل باألمري املوىل احلسن األول أثناء زيارته األوىل لسوس ورفع‬
‫من شأنه‪.‬تويف ‪1296‬هـ(‪. )8‬‬
‫‪ – 1‬سلم يل حفظه اهلل بعضها وقد ضاع قسط وافر منها ‪ ،‬ولدى حممد بن عبد اهلل التاوريريت منها قمطر‪.‬‬
‫‪ – 2‬رجاالت العلم العريب يف سوس ص ‪181‬‬
‫‪ – 3‬املعسول ‪10/33‬‬
‫‪ – 4‬رجاالت العلم العريب يف سوس ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ – 5‬املعسول ‪.228-227 /10‬‬
‫‪ - 6‬رجاالت العلم العريب يف سوس‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪ – 7‬أوقفين احلاج عابد مستبشر على بعض املخطوطات اليت كتبها املرتجم خبطه ‪.‬‬
‫‪ – 8‬املعسول ‪228 /10‬‬

‫‪– 4‬رواد النقد اإلفراني وبيئاته ‪:‬‬


‫واكبت حركَة اإلبداع الشعري والنثري اإلفراين والسوسي والوطين كذلك حركة موازية‬
‫(‪) 1‬‬
‫عنيت بنقده ‪ ،‬وتقوميه وتقييمه يف البيئة اإلفرانية‪.‬‬
‫وقد نشط هذه احلركة النقدية عدة عناصر فاعلة نذكر منها ‪:‬‬
‫أدباء نقادًا ‪ :‬يوجد يف إفران وما واالها شعراء وكتاب يصوغون الشعر‬ ‫‪-1‬‬
‫والنثر عن دراية بقوانني صناعتهما اللغوية والنحوية والصرفية والعروضية والبالغية واجلمالية‪ ،‬بفعل‬
‫خترجهم من املدارس العلمية األدبية كاجليشتيمية واإللغية والتانكرتية اإلفرانية واألدوزية وغريها ‪.‬‬
‫وَقل من املتخرجني منها من مل يضرب بسهم يف األدب وتذوقه ‪ .‬ونذكر من أولئك األدباء‬
‫اإلفرانيني ومن حلق هبم ممن هلم اشتهار باللمحات النقدية واملراجعات التقريظية‪:‬‬
‫‪ ‬موالي عبد الرمحن البوزكارين‬
‫‪ ‬حممد بن الطاهر اإلفراين‬
‫‪141‬‬
‫‪ ‬الطاهر بن حممد اإلفراين‬
‫‪ ‬حَم مد بن احلاج األديب التبسريريت‬
‫‪ ‬احلْس ن بن إبراهيم الشقراوي‬
‫‪ ‬مولود بن احلسن السريري‬
‫‪ ‬احلاج عليا رشيدي اجلماري‬
‫‪ ‬احلاج حممدا عدي بوسنكار‬
‫وغريهم ممن وقفت هلم على حملات نقدية ؛ وقد سبقت ترامجهم‪.‬‬
‫‪ -2‬اجملالس واألمسار ‪ :‬فقد كانت األسر العلمية اإلفرانية الكربى التامانارتية والناصرية واجملازية‬
‫والشاكوكية السوقية وتوابعها تقيم جمالس وأمسارا أدبية‪ ،‬وندوات يف املناسبات وغريها (‪ )2‬وكان من‬
‫بني ما يتداول فيها جديد اإلبداع األديب اإلفراين وما إليه ‪ ،‬فيتلى وُيقَّو م ويقَّيم وينقح ويصحح أو‬
‫يقرظ وجيامل ‪.‬‬
‫كما يشارك األدباء اإلفرانيون يف جمالس وأمسار خارج املنطقة اإلفرانية ب(إلغ) يف نادي أيب‬
‫احلسن اإللغي (‪ )3‬والنادي املختاري أيام منفاه‪ ،‬وناديه مبراكش احلمراء (‪ ، )4‬ونادي األمري أمحد اهليبة‬
‫‪ – 1‬املعسول ‪ 17/166:‬واإللغيات ‪61 /2:‬‬
‫‪ - 2‬ينظر املبحث األول من الفصل األول من الباب األول‪.‬‬
‫‪ - 3‬سوس العاملة ص‪ 103 :‬وخالل جزولة ‪ 146-1/139:‬واملعسول‪ 181– 2/180 :‬و‪ 134 /3‬و‪ 120-119 /10‬و ‪. 11/13‬‬
‫‪ - 4‬االلغيات ‪ 2/120‬واملعسول ‪ 146 - 90 / 7‬وما بعدها و‪9/198‬و ‪. 94-15/93‬‬

‫بتزنيت وكردوس وغريمها (‪ ، )1‬ونوادي قواد سوسيني آخرين كإبراهيم التييويت واملدين‬
‫األخصاصي وعياد اجلراري(‪)2‬والرؤساء اإليليغيني(‪ )3‬كاحلسني بن هاشم؛واحللقات األدبية التيجانية‬
‫بفاس(‪ )4‬وزطاط(‪ )5‬والبيضاء (‪ )6‬والسويرة وأكادير وغريها‪ ،‬واحللقات األدبية الرتبوية األخرى‬
‫كالسلفية والناصرية(‪ )7‬والدرقاوية (‪.…)8‬‬
‫وجملالس وأمسار الطلبة يف املدارس اإلفرانة مسامهات يف النقد والتقومي األدبيني يف كل جيل ال‬
‫يستهان بأمهيتها وخطورهتا؛ السيما وشهادة األقران فيها هي املعتربة (‪. )9‬‬
‫‪ -3‬األسواق األدبية والُّنَز ه‪ :‬تثري املنافسة بني الطلبة يف املدرسة الواحدة‪ ،‬فضال عن املدارس‬
‫املختلفة‪ ،‬ما تثريه يف الكوامن ‪،‬فينتج عن ذلك شحذ القرائح واملهارات اإلبداعية والنقدية لبذ اخلصم‬
‫ومقارعته ‪ .‬ومن بني مواطن استعار هليب هذه املثافنات واحتدادها مواسم الفقهاء والطلبة كموسم‬
‫تازاروالت الذي مساه البونعماين "أيام عكاظ بتازروالت" (‪ )10‬وموسم سيدي بييب وموسم تاعالت‬
‫وغريها من احملافل املشهودة يف سوس ‪.‬باإلضافة إىل النزه اليت يقيمها الطلبة بني الفينة واألخرى ‪.‬‬
‫ويف أثناء ذلك كله حيتدم السجال األديب بني كبار طلبة كل مدرسة‪ ،‬يرجتلون األبيات أو ينشدوهنا‪،‬‬
‫‪142‬‬
‫ويتالغزون‪ ،‬ويصدرون يف أثناء ذلك أحكاما نقدية يف حق اخلصم‪ ،‬وينتقون من األدبيات ما حال‬
‫يف الذوق وناسب املعىن املطروح للمراّدة ‪ .‬وكل هفوة يقع فيها أّي من املتنافسني تلحق مدرستهم‬
‫وتعاب هبا طوال العام إىل املوسم الالحق(‪ . )11‬وقد شارك األدباء اإلفرانيون يف كثري من هذه‬
‫األسواق واملواسم والنزه واملنافسات وهم طلبة يف خمتلف املدارس السيما اإللغية والتانكرتية ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حركة التأليف‪ :‬اهتم بعض األدباء اإلفرانيني بتآليف أدبية ‪،‬تشرح املتون والنصوص‬
‫الشعرية أو النثرية أو ترد على نصوص أخرى و تفند مزاعمها ‪ ،‬أو تقيم تراجم وطبقات لألدباء‬
‫املعاصرين‪ ،‬أو تقرظ كتبا لبعض مشاخيهم وأصدقائهم…‪.‬‬

‫‪ - 1‬من أفواه الرجال ‪ 1/128‬واملعسول ‪ 110-109– 1/349‬و ‪ 3/32‬و‪ 257-256-244-219 /4‬و‪244-243-7/242‬‬


‫‪ - 2‬املعسول ‪13/353‬‬
‫‪ - 3‬خالل جزولة ‪42-41-25-2/24‬‬
‫‪ - 4‬املعسول ‪ 7/115‬وما بعدها‬
‫‪ 139– 7/138 - 5‬و ‪19/146‬‬
‫‪19/146 - 6‬‬
‫‪109 -6/108 - 7‬‬
‫‪ - 8‬اإللغيات ‪ 2/133‬واملعسول ‪.58-55 /15‬‬
‫‪ – 9‬اإللغيات‪ 1/153:‬و ‪- 3/193 2/228‬‬
‫واملعسول ‪ 88-87-59-7/58‬و ‪ 9/238‬و‪ .119-10/118‬و‪ 13/178‬و‪ 166 /17‬و‪430-398– 397-18/396‬‬
‫‪ - 10‬جملة الثقافة املغربية ‪ ،‬عدد أكتوبر دجنرب ‪1942‬م‪.‬‬
‫‪ - 11‬املعسول‪ 271– 3/260 :‬و ‪.4/272‬‬

‫وقد شارك يف هذه العملية من اإلفرانيني عديد نذكر منهم ‪:‬‬


‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬املوىل عبد الرمحن البوزاكارين صاحب كتاب " طبقات املعاصرين"‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬الطاهر اإلفراين ذو التقاريظ العديدة ملؤلفات ونصوص شعرية ونثرية متعددة‪.‬‬
‫‪ ‬احلاج احلسني السوقي صاحب الردود على حممد بن العريب األدوزي و اإللياسي (‪..)3‬‬
‫‪ ‬احلاج احلسني بن موسى البكري صاحب املراّدات النقدية مع عبد اهلل تتكي (‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬حلسن بن باها الشقراوي مقرظ منار السعود واملنتقد لنصوص شعرية تعرض عليه‬
‫(‪)6‬‬
‫‪ ‬البشري بن الطاهر وعمر عدي األكماضي اللذين قرظا كتبا لصاحل اإللغي‬
‫‪ ‬موالي عبد الرمحن العدناين شارح بعض منظومات وقصائد شيخه الطاهر (‪ .)7‬وغريهم‪.‬‬
‫واملفيد يف ذلك أنه تنفلت من بني ثناياه وسطوره حملات نقدية ومراجعات أغنت حركة النقد‬
‫اإلفراين ووسعت دائرهتا ‪.‬‬

‫‪ - 1‬املعسول ‪13/178‬‬
‫‪ - 2‬نفسه‪ 4/240 :‬و ‪. 7/100‬‬
‫‪ – 3‬نفسه‪8/68:‬‬
‫‪ - 4‬أوراق أمحد احلضيكي‬
‫‪143‬‬
‫‪ - 5‬أوراق حلسن بن باها الشقراوي‬
‫‪ - 6‬أوراق أمحد احلضيكي‬
‫‪ - 7‬أوراق البشري العدناين‬

‫الـفصل السابع‪:‬‬

‫مختارات شعرية ونثـرية‬


‫من األدب اإلفراني‬
‫‪144‬‬

‫غير المنشور‬

‫حىت يقف القارئ والباحث على النصوص كاملة ويتمتع جبماهلا‪ ،‬ويؤسس عليها دراسات‬
‫الحقة‪ ،‬وحىت حُت فظ من الضياع‪ ،‬رأيت أن أفرد هذا الفصل لبعض خمتارات األدب اإلفراين؛ وقد‬
‫انتقيت ما مل تطمثه آالت الطبع والنشر بعد‪ .‬فجاء غالبها إبداعات ما بعد املعسول إال رسالة أدبية‬
‫للطاهر اإلفراين مل تنشر فأخرجتها للوجود‪ .‬وقد اصطفيت هذه العيون واملختارات من شعر‬
‫بوسنكار والبشري بن الطاهر واحلاج احلسني بن موسى وحلسن بن باها الشقراوي واحلاج علي‬
‫اجلماري ومولود السريري وحممد أنكمار‪ ..‬وحاولت أن أنوع بني أغراضها‪ ،‬مدحا ومدحيا ورثاء‬
‫وهجاء وحكمة… أما خمتارات النثر فانتقيت هلا رسائل وقصصا ومقامة وخاطرة وإجازة‬
‫ومقالة… من أدب الطاهر وابنه البشري‪ ،‬وأمحد التاوريريت وحلسن الشقراوي وحسن كنان واحلاج‬
‫احلسني السوقي ومولود السريري‪..‬‬
‫وقد جعلت هذه املختارات مؤشرا على ما يف اجلعبة من أدب اإلفرانيني الراقي واملتنوع ملن شاء‬
‫أن يستزيد ليفيد ويستفيد‪.‬‬
‫يقول الشاعر البشير بن الطاهر اإلفراني بمناسبة زيارة عامل إقليم كلميم الحاج عمر‬
‫ومهنئا املنطقة بذلك ‪:‬‬ ‫أكوداد جماعة إفران األطلس الصغير مرحبا به فيها‬
‫بمقــدمك الميمون يا خير عامـــــــــل‬ ‫رياض األماني جادها كل وابــــل‬
‫تعاصــت وأعيت كل راج وآمل‬ ‫وأصبحت اآلمال َطِّيعــــة‬
‫وقـــــــــــــــد‬
‫ووالى ابتسامات الُم واتي المجامــــل‬ ‫وأشرق وجه الدهر بعد‬
‫عـبوســـــــــــــــــه‬
‫وَم ن ســـكنوها من نبيه وخامــــل‬ ‫وطَّبقت األفراح إفران كلهـــــــــــــا‬
‫سرورا بكم لـم يؤذها رجل راجل‬ ‫فلو مهجت أحداقها في طريقكم‬
‫لما نالها اإليـــالم من أكل آكل‬ ‫ولو أطعمتكم من صميم فـــــؤادها‬
‫وتــرفل في ثوب من العز كامل‬ ‫وِلْم ال وعن قرب َيِر ي بك زنُد ها‬
‫سترقــى سماء الفخر بين القبائـــــــل‬ ‫وتأخذ من كل المظاهر ما بـــــــــــــــه‬
‫يقوم مقام الغاديات الهواطــــــــــل‬ ‫فيا عامل الخيرات يا من سخـــــــــــاؤه‬
‫محياك في أرجاء هذي المنــازل‬ ‫حبتنا الليالي بالسعادة مذ أضــــــــــــــا‬
‫‪145‬‬
‫تقومون من تلك المساعي الجالئل‬ ‫سمعنا بكم قبل اللقا وبما‬
‫بـــــــــــــــــــــــه‬
‫بما شاع من أمداحكم في المحافل‬ ‫فَو َّد تك قبل العين منا‬
‫مسامـــــــــــــــــــع‬
‫رأت عــجبا ُيعيي على كل قائل‬ ‫وحين رأتك العين بعد اشتياقـــــــها‬
‫بدا بسمـــاء العدل أعدل عـــــــــــــــادل‬ ‫ِلُيهنك يا إقليم كلميم‬
‫عـــامـــــــــــــــــــل‬
‫تـكف أكف المعتدين األراذل‬ ‫سينشر فيك سنة‬
‫عمريــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫بمـن طـلبـوه آهال جـد‬ ‫ويعلي منار العلم فيك فتـنـثني‬
‫آهـــــــــــــــــــــــــل‬
‫يمد إليكم ضارعا كف سائــــــــــل‬ ‫فها هو ذا يا أيها العامل الرضى‬
‫تــــقود به نحو العال‬ ‫فوِّجه إليه ِهمة‬
‫والفضــــــــــــــــــــــــائل‬ ‫عمريــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫وحوزتــــه من كل غال‬ ‫بقيت لدين هللا تحمي ِذ مـــــــــــاَر ه‬
‫وغــــــــــــــائل‬

‫‪ 1413‬هـ يف آيت وافقا‪:‬‬ ‫ويقول محمد أنكمار في مديحية بمناسبة ذكرى المولد النبوي لعام‬
‫ودع الغوان ولذة األبكـــــــــــــــــار‬ ‫دع عنك نفحة ناضر‬
‫األنـــــــــــــــــــــــــوار‬
‫وتبختر الغزالن‬ ‫ودع التغنج والتدلل‬
‫واألمهــــــــــــــــــــــــــار‬ ‫والمــــــــــــــــــــــــــهـــــا‬
‫واقصد فديتك واجب األوطـار‬ ‫ودع التمدن والتغرب‬
‫والصبـــــــــــــــــــــــــا‬
‫واترك حديث خليلة األكــدار‬ ‫وَأرح فؤادك من مالمة عـــــــــــــــــاذل‬
‫وادفع هواجس تابع‬ ‫واركب ِج مال الصبر أو تصل المنـى‬
‫األعـــــــــــــــذار‬
‫بزيارة األقطاب واألخيـــــــــــــــــار‬ ‫وانف الشواغل والهموم‬
‫مؤانـــــــــــــــــــــــسا‬
‫حاد أغُّن بمعطف األنهــــــــــــــار‬ ‫واطرب إذا ُذ كر الحمى وإذا شــــــدا‬
‫روض العروض بمدحه‬ ‫واستنشق األزهار إن هبت صبــــــــــــــــــا‬
‫المعطـــــــــــار‬
‫واْلَهْج بسمعك رائق‬ ‫وْأَنْس فهذا الحفل حفل‬
‫األشعــــــــــــــار‬ ‫محمـــــــــــــــــــــــــــــــد‬
‫حنت لها األخرى حنين ِع شــار‬ ‫ومتى تحن حمامة‬
‫بمديحــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫وأثارتا وجدا شديدا‬ ‫فأطارتا ِس نة العيون‬
‫بــــــــــــــــــــــــاري‬ ‫تشـــــــــــــــــــــــــــــــوقــــــا‬
‫واحر قلب قد خال‬ ‫واهًا لجفن قد تعَّو د‬
‫بــــــــــــــــــــــُأوار‬ ‫قســـــــــــــــــــــــــــــــــوة‬
‫تسري قوافل مدحه كــــــــــــــَدرار‬ ‫هلل من سكن الحجاز مهابـــــــــــــــــــــــة‬
‫‪146‬‬
‫اقرا السالم إلى أخي األنصــــــــــار‬ ‫يا خير من ركب الَم ِطَّي إلى الحمى‬
‫جمع المحاسن واكتسى بوقــار‬ ‫واغنم ُهديت فوائد الدست الــــــــذي‬
‫بين الجليل معطر التذكـــــــــــار‬ ‫وفدت إليه أئمة األخيار مـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫ُبرد العلوم مهذب األفكـــــــار‬ ‫وحبيب روح باسم متقمــــــــــــــــــــــــص‬
‫تجلو الهموم بلمحة‬ ‫واختر مجالسة األفاضل من بهــــــــــــم‬
‫األبصــــــــــــــــار‬
‫تزهو مكللة بتاج‬ ‫هلل أرض شهامة‬
‫فخــــــــــــــــــــــار‬ ‫وبالغــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫َيلقى رجال العلم باإلكبـــــار‬ ‫تاِج الزمان أبي الوفا ذاك الــذي‬
‫وبدا كبدر ساطع األنـــــــــــــوار‬ ‫فذ تقاصرت األماجد دونـــــــــــــه‬
‫تاهت على البلدان واألقطــار‬ ‫بلجت به أسرار وفقاوة التـــــي‬
‫ما شئت من أدب ومن أشعار‬ ‫ما شئت من لفظ رقيق رائـــــق‬
‫ما شئت من كرم لوفــد زوار‬ ‫ما شئت من معنى بديع بــــارع‬
‫ما فاح مسك ثنائك المعطـــار‬ ‫الزلت يابحر المعارف سالــــــما‬
‫يتلو الصالة ‪ ،‬وحزبه المختـــــــــار‬ ‫ثم السالم على البشير محمـــــــــــد‬
‫كالشمس نورا في خالل نهـــار‬ ‫وعليكم يا خير جالس بــــــدت‬
‫أو غردت ورق على األشجــار‬ ‫ما اشتاق مشغوف وطرب مـــادح‬
‫كنسيم روض ناضر األنــــــــــوار‬ ‫واهتز للحفل البهيج متيــــــــــــــــــــــم‬

‫وقال لحْس ن بن ابراهيم الشقراوي في مدح الفقيه األديب الحاج َم حْم د الناصري ‪:‬‬
‫"يا سليـل األشراف"‬
‫وِج يد ِح سان بالُجمان منضـــــــــــــــِد‬ ‫سلوُت عن المها وخمرة صرخــد‬
‫عليه الحيا بكى بدمع مبـــــــــدِد‬ ‫وثغر ُرضابه رحيُق‬
‫بنفســــــــــــــــــــــــج‬
‫وشمُس الضحى نورا وبهجَة مشهِد‬ ‫ووجه صبيح حاكه البدُر طلعـــًة‬
‫وصدغ ُم عقرب وخد ُم ــــــــــــــورد‬ ‫وتقبيِل معصم غضيض ُم خضــــب‬
‫وال هيج األنيَن شوقا لَم عبــــــــــــد‬ ‫وما شاقني الهزاُر سحرًا بلحنـــــــــــــه‬
‫يراقبه دوما بجفن مســــــــــــــهـــــد‬ ‫وال تيم الفؤاَد معهد ظبيــــــــــــــــــــــة‬
‫من الشعر يدميني متى ما يسـدد‬ ‫وال سهِم ألحاظ المعاني بقطعـــــــة‬
‫وما به تغري من ُلجين وعسجــد‬ ‫سلوت عن الدنيا وبسمة عينهـــــــا‬
‫لهيـــــب جوى للناصري محمــــد‬ ‫ومثلَي يسلو حين جاد فــــــــــؤاده‬
‫بأسالك مفخـــــــــر طريف ومتلــــد‬ ‫سليل الشراف كرام تناســــــــــقــــوا‬
‫بصفحة مجد عاطر وممـــــــــــــــــــــدد‬ ‫لهم شِهد التاريخ في كل ما مضـى‬
‫كِع قد جواهر بلبات ُخ ـــــــــــــــــرد‬ ‫وسرو على جيد الزمان مفصـــــــــــــــل‬
‫توالى على ُقطر هناك ممجــــــــــد‬ ‫مآثرهم تترى كَقطر غمامــــــــــــــــة‬
‫أثارت لهذا المجد إحنة ُحَّســــــــــــــــــد‬ ‫بهم لبست إفران حلة مفخـــــــــــــــــــــر‬
‫كما بسم الريحان عن نشره الندي‬ ‫همام له صيت يفوح عبيـــــــــــــــــــــــره‬
‫يسابقها فعاد في زي ُم كمـــــــــــــــد‬ ‫له همة تقاصر الدهر إذ جـــــــــــــــــــرى‬
‫على رغم حاسديك غاية مسعـــــــــد‬ ‫فُجزت المدى حتى بلغت من المنى‬
‫ففك طالسم العويص‬ ‫إمام عنت له العلوم‬
‫‪147‬‬
‫المعقــــــــــــــــــــــــد‬ ‫بطــــــــــــــــــــاعـــــة‬
‫على العَلم الزمخشري والمبـــــــــــــــــرد‬ ‫ونَّو ر بالتحقيق ما كان‬
‫مظلــــــــــــــــــــمــــا‬
‫بفكـــــــــــــــــــــــر ألبواب الفوائد مقلــــد‬ ‫يزيل عن األذهان َر ْين جهـــــــــــــالـــة‬
‫بذهن سما أوج الذكـا متوقــــــــــــــــد‬ ‫يحلق بالعقول أثناء‬
‫درســــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫متى يُرم الكرى الجفوَن ُيشــــــــــــَّرد‬ ‫شغوف يهيم بالكتاب حياتــــــــــــــــــــه‬
‫غدت سُفن األحالم تجري بُر َّقـــــــد‬ ‫يبيت يناجيه ويونســـــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫إذا‬
‫ُيجاب لها ُحبا مسالُك فـــــــــــــــــدفــــد‬ ‫فلم ُتلهه عنه مطامع‬
‫لــــــــــــــــــــــــــــــــذة‬
‫خالل صحائف وساحة‬ ‫فيا حبذا عمر خلت‬
‫مســـــــــــــــــجـــــد‬ ‫نسمـــــــــــــــــــــاتـــــه‬
‫صفاء قريحة وذهن‬ ‫وما أطيب األيام حين يشوبــــــــــهــــا‬
‫محـــــــــــــــــــــــــــدد‬
‫فصــــــــــــــــــــاحة قس والحريري‬ ‫أديب مفوه غذته‬
‫محمـــد‬ ‫لبانــــــــــــــــــــــــــــهــــــا‬
‫مزركشـــــــة بلــــــــــــؤلؤ‬ ‫فكم فَّو ق اليراُع منه قصــــــــــــــــــائــــدا‬
‫وزبــــــــــــرجــــــد‬
‫أفاضت عليه الشمُس مسكَة عسجـــد‬ ‫قريضـــــــــــــــه روض بعدما جاده‬
‫الحيــا‬
‫تحلـــــــــــــــــــــــى به األسماع غير‬ ‫سالسة ألفاظ ومعنـــــــــــــــــــــــــــى‬
‫معقــــد‬ ‫منمــــــق‬
‫وقد رصعــــــــــــــــــــــت تيجانها‬ ‫بصير بأبكار المعاني وُع ونــــــــــــــهــــا‬
‫بزمــــرد‬
‫قريــــــــــــــــــــــــُضه أيام المعري‬ ‫يذكرني والشوق ملء جوانــــــــــــــحـــي‬
‫وأحمــــد‬
‫ر والمجد بعد الناصــــــــــــــــــــري‬ ‫فما ُحق للقريض أن يبكي الفخــــــــــــــا‬
‫محمــد‬
‫يــــــــــــــــــــــــــــرق له فصاحة صم‬ ‫خطيب بليغ مصقع متفــــــــــــــــــنــــــن‬
‫جلمــــــد‬
‫غــــــــــــــــدا للعفاة الدهَر أعذب مـورد‬ ‫كريم جواد جوده صـــــــــوب وابـــل‬
‫إذا ما غــــــــــــــدا ذو َخ َّلة منه يجتـدي‬ ‫بشوش يرق الوجه منه‬
‫بشاشــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ويـــــــــــــــــــــــــــا باغي العلوم َأممه‬ ‫فيا باغي الندى إليه َتَر َّح َلـــــــــــــــــــْن‬
‫تهتــــد‬
‫تفوح عبيرا حاكها فكري الصدي‬ ‫أبا الفتح والخيرات وافتك مدحــــــــة‬
‫ُتبلغنــــــــــــــــــــــــي فيما أرومه‬ ‫فما مهرها ياسيدي غيُر دعــــــــــــــــــوة‬
‫مقصــــدي‬
‫على حين حاقد علي بموقــــــــــد‬ ‫أعود بها ُنجحا وفوزا بُم نيتــــي‬
‫ودم ناصرا شرع النبي محمــــــــــــــد‬ ‫فدم للندى والمجد والعلم والعــال‬
‫‪148‬‬
‫وقال حممد أنكمار املسراوي جييب األديب إبراهيم اجملاطي يف مدرسة أيب مروان عن قصيدة أخوية بتاريخ‬
‫‪ 15/2/1992‬م‬
‫أم لمح برق يضيء األفــــــــق ألاله‬ ‫أنفح روض شذا بالمسك‬
‫ريـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاه‬
‫أم مدح خل حال في السمع معنـاه‬ ‫أم طيف صب بدا في الشمس مسكنه‬
‫بحر الصبابة ما يدري‬ ‫أوال فما لي َهيوم صار يسبح فــــــــــــــــــي‬
‫ُحميـــــــــــــــاه‬
‫لَّب العشيق فترعاها‬ ‫نعم رنت فصبت وأطرقت فسبـــت‬
‫ويرعــــــــــــــــاه‬
‫جواهر النظم فاسترق‬ ‫أنشأها حلم من ذلت‬
‫مبنــــــــــــــــــــــــــاه‬ ‫لجودتـــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫عال به السعد واستجاب دعــــــــــــواه‬ ‫سحر البيان ومسك النطق شيمة مـــــــــــــن‬
‫بدائع الدر َم ن أثمر‬ ‫غَّو اص بحر المعاني والمعالي علـــــــى‬
‫مسعـــــــــــــــــــــــاه‬
‫َم ن بسط الود في قلبي مــــــــــــأواه‬ ‫يتيمة الدهر ال تلقى له‬
‫شبــــــــــــــــــــــــــــهــــــا‬
‫وجها فيا حبذا البدر‬ ‫رحب الذراع كريم النفع منشـــرح‬
‫محيــــــــــــــــــــاه‬
‫ـبوط اإلخاء ومرموق‬ ‫عين المفاخر إنسان المآثر مغــــــــــــــــــــــــ ـــــ‬
‫لنعمـــــــــــــــــــــاه‬
‫فاستسمن العبَد واستحسن إطـراه‬ ‫أطرى بما فيه عبدا زار معهـــــــــــــــــَده‬
‫عن عيب ِخ ل فيهواه ويرضـــاه‬ ‫كذاك كل زكي َك ل منظـــــُره‬
‫صدق الوداد فنعم المجــــــزئ الـله‬ ‫فاهلل يولي لكم وفق الجزاء علــــى‬
‫ـمولى اإلاله سعيدا دام معطـاه‬ ‫ـــــ‬ ‫ودمت يا كعبة األخيار في كنف الـ‬
‫ودمت حصنا وللمحتاج ملجــــاه‬ ‫ودمت ترشد أجياال وتصلحهــــــــــــم‬
‫ـخل الوفي الذي إفران‬ ‫ـــــ‬ ‫ثم السالم الرقيق كالنسيم من الــــ‬
‫منـشــــــــــــــاه‬
‫وهاجه الشوق يستنشق‬ ‫عليك ما اشتاق صياد لمــــعهدكم‬
‫ريــــــــــــــــــاه‬
‫وقال البشري بن الطاهر اإلفراين ميدح الرجل الكرمي احلسن املنتصف السوسي مث البيضاوي يشكره على أياد له‬
‫عليه؛ وقد خاطبه هبذه القصيدة يف األسبوع الثاين من نونرب ‪1995‬م‬
‫دهرَي حين أراني الندب منتصفــا‬ ‫ليهنإ الصفح عما كان ُم قتـرفـــــــــــــــــــــــــا‬
‫والدهر بالعكس ِقدما طالما ُو صــــــفــا‬ ‫فطالما كنت أرجوه فيعكسنـــــي‬
‫نفسي أكون له بالشكر متصــــــــــــفـــــا‬ ‫وحين عاد وقد عادى لما أملــــت‬
‫أكون ما دمت باإلحسان معتــــــرفـــا‬ ‫من لي بشكر أياديه فحسبـــــــــي أن‬
‫نفسي األبية ما منه لنا‬ ‫لم ال وقد لَّم شملي بالذي استــــــــرقــــا‬
‫ســــــــــــــــــــــــــــلفـــــــا‬
‫شوب يكدر منه ما حال وصـــــــــــــــفـــــا‬ ‫بيض األيادي وخالص الوداد بــــــــــــــال‬
‫عن جوده ساكنا طورا ومرتجفـــــا‬ ‫من أصبح البحر من قصوره أبــــــــــدا‬
‫‪149‬‬
‫في ِح جرها فالفتى بأمه شغـــــــــــــــــــفــــــا‬ ‫من أرضعته العال وشب واكتهـــــــال‬
‫شارف من قبله التضييع والتلـــــــــــفــــا‬ ‫أنقذ جسم العال والمكرمات وقـــــــــــد‬
‫زان الخرائَد ما يستبطن الصــــــــــــــدفـــا‬ ‫وزَّين المجَد والصنع الجميل كمـــــــا‬
‫بكرم النفس واآلباء مكتنـــــــــــــــــــــفــــــا‬ ‫ضم التليد إلى طارفه‬
‫فغــــــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫له الصنائع أن جاز السما‬ ‫ذاكم هو الحسن الندب الذي حكمت‬
‫شـــــــــــــــــــــرفـــــا‬
‫على مراعاتها وفعلها فــــــــــــــــــوفــــــى‬ ‫صنائع عاهد الرحمان منذ نشــــــــــــــــــــــــا‬
‫أربعة قل من كان بها كلـــــــــــــفــــــا‬ ‫وللمروءة أركان‬
‫مهـــــــــــــــــــــــــــــــــذبـــــــــة‬
‫وقمــــــــــــــــــــــــُع نفس لئال تألف‬ ‫تواضع وندى وحسن ِش ْنِش َنـــــــــــــــــــــــــــة‬
‫السرفــــــا‬
‫رام مجاراته لم َيْعُد أن‬ ‫جلى بمضمارها هذا السبوق فمــــــــــــن‬
‫يقــــــــــــــــــــــــــــفــــــا‬
‫فاسأل ينبئك عما قلت من َع َر فــــا‬ ‫فقد تواضع في عز وفي ِج ـــــــــــــــــــــــَدة‬
‫يوما على جوده فهو عريض قـــــــــــفــــا‬ ‫وكل من قاس موج البحر إن زخــرت‬
‫فهي ُتَنِّسيك طيبا روضة أنـــــــــــــــــفـــــا‬ ‫أما مكارم أخالق ُخ ِص ــــــــــــــــصن بـــــــه‬
‫حمته منه فما حاد وال انحــــــــــــــــــرفــــــا‬ ‫أما هوى النفس والتقوى الصحيحة قـد‬
‫بسطة مال وجد ما صفا وكـــــفــــى‬ ‫أصبح مغبوط حال حين أدرك مـــن‬
‫بها لمن بجمود الفكرة اتصـــــــــــفـــــا‬ ‫يا من مناقبه ُتعيي البليغ فـــــــــــــــــمـــــن‬
‫ـ ــهجر الُمِم ض الذي أصلى الحشا لهفـا‬ ‫جئناكم إلدالة الوصال من الــــــــــــــــــــ‬
‫ـ‬
‫فإنها تمأل األسفار‬ ‫ال لقضاء حقوق نحونا‬
‫والصحــــــــــــــــــــــــــفـــــــا‬ ‫لـــــــــــــــــــــــــكـــــــــم‬
‫وليس غير رضى هللا لكم هــــــــــــــدفــــا‬ ‫ما أنس دهري ال أنسى مواقفـــــــــكـــم‬
‫حتى الهزار بها في أيكه هتـــــــــــــــفــــا‬ ‫تحدو الحداة بها تشدو الشداة بــــــــــــهــا‬
‫ـ ــــــــتشفا بما يعجز الَو صاف إن وصفـــا‬ ‫وقفَت حين أتينا بالفقيد لالســــــــــــــــ‬
‫ـ‬
‫بما يوافق من يعالــــــــــــــــــــــــــــج‬ ‫تمونه وتراعيه بال‬
‫الدنفـــــــا‬ ‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــــــل‬
‫لوالك قاسيُت منها الَّد ين والقشفــا‬ ‫كفيتنا ُم َؤ نا شتى‬
‫ضـــــــــــــــــــــــــــروريــــــــة‬
‫حبا بحب ففي اللقاء ما عــــــــــــــــرفــــــا‬ ‫زرناك جسما وروحا كي نبادلكـــم‬
‫ـ ـحديث في فضل من زار أخا لكفــى‬ ‫لو لم يكن فيه إال ما رووه من الــــــــ‬
‫ـ‬
‫ـ ـإمكان عنه وال الهاتف إن هتــــــــفـــا‬ ‫وال تنوب البطاقات إذا وجد الـــــــــــــــــــــ‬
‫ـ‬
‫بعضــــــــــــــــــا من السر ما دق وما لطفــــا‬ ‫ففي معاينة األحباب‬
‫بعِض ـــــــــــــــــــــــهـــــــم‬
‫ـ ــــــــه الكريم ولكن تاب واعترفــــا‬ ‫لذالكم سالها موسى الكليم من الـــ‬
‫ـ‬
‫‪150‬‬
‫ويا شفاء عليل البر إن‬ ‫يا روح جسم العال يا نور‬
‫دنـــــــــــــــــــــــــــــــفــــــا‬ ‫مقلتهــــــــــــــــــــــــا‬
‫صنعَت إذ هو مجهوُد الُمِقــــــل ِكفـــا‬ ‫هذا قصيد أرجي أن يكون لمـــــــــــــــــــــــــا‬
‫ـ ــــشعرالرصين ولكن ال تساعد فـــا‬ ‫حاولت ما هو أدعى للقبول من الـــــــ‬
‫ـ‬
‫قوال أصاب به القرطاس والهـــــــــــــدفـــا‬ ‫قد قال فيما رووا عنه ابن روميهــــــــــم‬
‫شيب فأين قريض بالصفا اتصــــــــــفــــا‬ ‫الشعر كالشعر فيه مع‬
‫شبيبـــــــــــــــــــــــــتــــــه‬
‫يلحق غبار المذاكي قط من قطفـــا‬ ‫فاْقَبْل وَأْقِبْل وَأْغ ِض واْع ِذَر ن‬
‫فلـــــــــــــــــــــــم‬
‫ن للفـــــــــــــــــــــــــــــــــؤاد الغلو فيه‬ ‫إن قَّتر القوُل في شكر الصنيع فــــــــــــــــــإ‬
‫والسرفــــــا‬
‫ومن يناويك يصلى الهول واألسفـــا‬ ‫بقيَت في جنة لألمن‬
‫عاليـــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫أخلف نوُء السما كنتم له خلــــــــــفـــــا‬ ‫ودمتم نجعة‬
‫للرائديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن إذا‬
‫شمس الضحى فجلت عن جوها الـسدفا‬ ‫ثم السالم على علياك ما طلـــــعـــــت‬
‫وقال الحاج الحسين بن موسى يمدح الحسن بن إدريس المنتصف المذكور يوم االثنين‬
‫‪ 28‬شوال ‪ 1408‬هـ ‪ 13/‬يونيو ‪1988‬م حين زاره بالبيضاء‬
‫حىي اهلل وأحىي من كان جملمع الكرماء مبنزلة الرئيس‪ ،‬ويف حمادثة اإلخوان خري أنيس‪ ،‬ويف حمافل العلماء نعم‬
‫اجلليس‪ ،‬الفقيه الربكة األرضى سيدي احلسن بن إدريس ‪،‬واىل اهلل سعادته‪ ،‬وحفظ من مجيع املكاره سيادته‪،‬وأيد سالمته‬
‫وكرامته وسالم اهلل ورمحته وبركاته عليه‪ ،‬وعلى كافة من به وإليه‪ .‬وبعد ‪،‬فهذه كلمات ال أدعي أهنا تفي حبقك‪،‬وإمنا‬
‫محلين عليها ما أثقلت به كاهلي من برك وفضلك‪،‬فاقبلها على عالهتا وامسح‪،‬وإذا فاهتا الوزن واملعىن فاصفح وال‬
‫تفضح‪،‬ونصها بعد السالم…‬
‫وجل إذا أمكن كل وطــــــن‬ ‫سافر ومتع الحجا والبــــــــــــــــــــــدن‬
‫حــــــــــــرا كريما ونبيها فــــــــطن‬ ‫وطف ربوع مغرب رائــــــــــــــــــدا‬
‫وصل بعيد الدار أو من قطـــــن‬ ‫َس ِّل الهموم وابتعد‬
‫نجـــــــــــــــعــــــــــــــة‬
‫وانتهـــــــــــز فرصة شباب غلـــــــن‬ ‫جل مدنا قرى وسهال جبــــــــــــــــــلا‬
‫ناسا كراما فضلهم قد علــــــن‬ ‫وإن إلى البيضا وصلت فــــــــــزر‬
‫شاع وذاع فارعا للقـــــــــــــنـــــــــن‬ ‫أعني ابن إدريس من مجدهــــم‬
‫أسعد بكم سلكتم خير َس نــــــن‬ ‫هنئتم يا من بالخليل اقتـــــــــــــدى‬
‫فنعم من سن ونعـــــــــم السنـــــــن‬ ‫ُسنَته في الضيف أحييتــــــــــمـــــــو‬
‫طبعا ودينا ما بــــــــــــدا أو بطــــــن‬ ‫كنتم ُسراة شرفوا نســــــــــــــــبـــــــــا‬
‫ألقى عصـــــــــــــــــاه فشدا وزفــــــــن‬ ‫في أي وقت َأَّم كـم قاصـــــــد‬
‫ـجدب غيوث وخصوصا حســـــن‬ ‫ـــ‬ ‫أنتم بدور في الظـــالم وفي الــ‬
‫ضممت مجدا سؤددا في قــــرن‬ ‫فقل لـمـنـتـصـــــفـنـا حبــــــــــــــــــــــــذا‬
‫أنت الكريم الفذ ال من ومـــــن‬ ‫يا حاتم العصر ويا كعــــــــبــــــــــه‬
‫يبقى لحر واد عوف زمـــــــــــــــــــن‬ ‫ال حر في الوادي سواك فهـــــل‬
‫‪151‬‬
‫َم ْعن فسحقا لبخيل جحـــــــــــــــــــــن‬ ‫أخملت آل َبرمك ونـــــــــــــــــــــدى‬
‫غوطة جلف وصنعا اليمــــــــــــــــن‬ ‫ثوي أضيافك أفخــــــــــــم مـــــــــن‬
‫وشجر عال وريف الفــــــــــــــنــــــــن‬ ‫روض أريض زهره‬
‫باســــــــــــــــــــــــــم‬
‫نمارق مصفوفة فـــــــــــــــــي فــــــــدن‬ ‫فرش‬
‫مرفوعةزانـــــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــ‬
‫ا‬
‫وعرشها وجدها ذو جــــــــــــــــــــــدن‬ ‫ما قصر بلقيس الذي بســـــــــــــــبـــــــا‬
‫غمدان سيف وبنا ذي يــــــــــــــــزن‬ ‫وما السدير والخورنـــــــــــــــــــــق‬
‫مــــــا‬
‫ومجُد قصرك عال كالضجـــــــن‬ ‫فذي قصوٌر مجُد ها داثـــــــــــــــــٌر‬
‫ُنزه من جهل وهـــــــــــــــــزل الـددن‬ ‫مثوى األفاضل ومغنى النـــــدى‬
‫وكل َح بــــــــر ُم دره ذي لســـــــن‬ ‫َينزله أولو النهى والتــــــــــــقـــــــى‬
‫الوصف والفعل واالسـم الحســـن‬ ‫ثالثــــة أوتيتـــها‬
‫نعــــــــــــــــــــــــــمـــــة‬
‫واشكر يزدك فهو مولي المنـــن‬ ‫فاحمد عليها هللا قيدا لهــــــــــــــــــــا‬
‫للمكرمات رافال في غـــــــــــــــدن‬ ‫وكن كذا غمَر الِّر دا سابقــــــا‬
‫حسٌن منك ُم تبع ببـــــــــــــــــــــــسن‬ ‫أبسنت أحسنت كثيرا لـــــــذا‬
‫يقول الشاعر الحاج علي رشيدي الجماري في رثاء الفقيه العالمة محمد بن أحمد العتيق‬
‫اإللغي المتوفى يوم ‪ 8‬ذي الحجة ‪ 1417‬هـ ‪ 9 /‬ابريل ‪1997‬م‬
‫"بكتك املعايل وحق هلا"‬
‫يذيب القلوب أسى ياعتــــــــيــــــق‬ ‫رحلت فخلفت جرحا عميـــــــق‬
‫نقاسي من الهم ما ال نطيــــــــــــــق‬ ‫ترحلت عنا فغادرتنـــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫ألم به في الهموم غريـــــــــــــــــــــــــق‬ ‫ذهبت وكل من أجل الــــــذي‬
‫عليك الدموع الغزار تــــــــــريــــــق‬ ‫ذهبت وعين العال أســـــــــــــفــــــــا‬
‫لها من حميم وال من صديــــــق‬ ‫تركت الدفاتر تشكو فــــــــمـــــــا‬
‫فقد كنت خال لها والوفيــــــــــق‬ ‫بكت المعالي وحق لــــــــــــــهـــــــــا‬
‫بفقدك راعي حماها الشفيـــــــــق‬ ‫بكت الفضيلة إذ فـــــــــــقــــــــدت‬
‫تنوح المزايا عليك حـــــــــــقيــــــــق‬ ‫بكتك المزايا وأنت بـــــــــــــــــــأن‬
‫ومن للجهـــــــــــول ينير الطريـــــــق‬ ‫فمن للمجالس‬
‫يعمــــــــــــــــــــــــــرهــــــــــا‬
‫بإسداء نصح ووعـــــــــــــظ رقيــــــــق‬ ‫ومن للنفوس‬
‫يهذبــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــــا‬
‫نصائح تزري برشف الرحيــــــق‬ ‫فكم من قصائد ضمنــــــــــــــــهـــــــــا‬
‫أفيقوا ولكن فأيــــــن المفيـــــــق‬ ‫وكم مرة قال‬
‫ياقومــــــــــــــــــــــنــــــــــا‬
‫بلفظ أنيق ومعنــــــــــــــــــى رشيــــــــق‬ ‫ومن للقريض‬
‫يحـــــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــره‬
‫بريا الرياحين غـــــب الوسيــــــق‬ ‫فكم من قصيد لـــــــه قــــــد زرى‬
‫فأزرت َبهاًء بــــــــــــــــروض أنيـــــــق‬ ‫وكم من رسائل دبــــــــــــــــــجـــــــــها‬
‫‪152‬‬
‫بصدر رحيـــــــب ووجه طليـــــــق‬ ‫ومن للجليس‬
‫يقابـــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــــــه‬
‫فيصلح بين فريــــــــــــــــق فريـــــــــق‬ ‫ومن للخصومات يحسمــــــــــــــهــــــــا‬
‫ليصلح بيــــــــــــــن أخ والشقيـــــــــق‬ ‫فكم مرة قد سعى جــــــــــــاهـــــــدا‬
‫تخرج فيها بـــــــــــــــه من ذليــــــــق‬ ‫فسل مـــدرسة للشيشـــــــــــاوي كــــم‬
‫عقول أنار بفكــــــــــــــــــــــر أنيـــــــــق‬ ‫وسل عنه معهد بيبـــــــــــــي فكـــــــم‬
‫فكم من نجيب به كم لبيــــــق‬ ‫وسل عنه ماسـة ال‬
‫تنســــــــــــــــــــــهــــــــا‬
‫ك فذا بكل الثنـــــــــــــــاء خليــــــــق‬ ‫ـــ‬ ‫وسل مجلس العلم عنـــــــــــــــــــــه‬
‫يريـــــــ‬
‫تنبئك أن العتيــــــــــــــــــــق عتيــــــــق‬ ‫وسل عنه إلغا وما‬
‫حولـــــــــــــــــــــــهــــــــا‬
‫تجبك الجواب الرصين الوثيــــق‬ ‫وسل عنه سوسا‬
‫بأجمعـــــــــــــــــــهــــــــا‬
‫سيفنى ولو نال مجدا عريــــــــــــــــــق‬ ‫عزاًء بنيه فكل امـــــــــــــــــــــــــــــرئ‬
‫فأين الرسول وأين الرفيـــــــــــــــــق‬ ‫عزاء بني العلم ال تجـــــــــــــــــــزعوا‬
‫فديناه بالروح ال بالعقيـــــــــــــــــــــق‬ ‫فلو يقبل الموت منا الفــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫قبول الفداء أال نستـــــــــــــــــــــفيــــــــق‬ ‫ولكنه ليس من دأبـــــــــــــــــأئـــــــــه‬
‫بعشر الذي بالفقيد يليــــــــــــــــــــــق‬ ‫وكل الذي قلته ال يفــــــــــــــــــــي‬
‫يجود على يسر حال وضيــــــــــق‬ ‫ولكن على قدر وسع الفتــــــى‬
‫يشق عليها وما ال تطيـــــــــــــــــــق‬ ‫وما كلف هللا نفسا بمــــــــــــــــــــــــــا‬
‫حوى أعظم العبقري العتيــــــق‬ ‫شآبيب رحمى على جــــــــــــدث‬
‫وقال لحسن بن ابراهيم الشقراوي في رثاء محمد بن أحمد العتيق‪:‬‬
‫"تاج اجملالس إن بدا يف دستها"‬
‫لما تداعت للثرى األطـــواد‬ ‫ماذا يفيد الشعر‬
‫واإلنشـــــــــــــــــــــــــــــــــــاد‬
‫برزيئة ذابت لها األكبـــاد‬ ‫وتناثرت زهر النجوم‬
‫تهاويـــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫حباتها وتجدلت أجســــــــــــــــــاد‬ ‫وغدت قلوب يكتوي حر األســـى‬
‫وسن وطالت عبرة وسهـــاد‬ ‫رزء ألم فطار عن‬
‫أجفانــــــــــــــــــــــــنـــــــا‬
‫بعد السرور كآبة وســــــــــــــــواد‬ ‫رزء به غدت الحياة‬
‫يشوبــــــــــــــــــــــــهـــــا‬
‫د قد هوت لبنائها أوتــــــــــــــــاد‬ ‫ــ‬ ‫عز العزاء وكيف ال وحصون مجـــ‬
‫غارت فحار لغورها الــــــــــوراد‬ ‫والمنهل العذب النمير‬
‫ميـــــــــــــــــــــــاهــــه‬
‫ألف الورى إحسانه وبــــــــــالد‬ ‫والغيث أقلع غيمه من بعــــــــــــدمـــــا‬
‫والفخر يبكي فقده واألمجـاد‬ ‫ذهب العتيق محمد‬
‫لسبيـــــــــــــــــــــــلــــــه‬
‫والنفس عاشقة له‬ ‫ذهب العتيق محمد‬
‫‪153‬‬
‫وفــــــــــــــــــــــــــــؤاد‬ ‫لسبيـــــــــــــــــــــــلــــــه‬
‫به بان للساري هدى ورشــاد‬ ‫نجم أضاء األفق طول‬
‫حيـــــــــــــــــــاتــــــه‬
‫ر فمثله تاهت بـــــــــــــــــــه‬ ‫تاهت به سوس وحق لها‬
‫بغــــداد‬ ‫الفــــــــــــــــخــــا‬
‫ورع وحزم في الهدى وسداد‬ ‫علم يزينه في الورى نور التقـــى‬
‫فكأنما أيامــــــــــــــــــــــــــــــــه‬ ‫أرج السجايا قد علته‬
‫أعيـــــــاد‬ ‫بشـــــــــــــــــــاشــــــة‬
‫ب المعارف ال ترى األحقــاد‬ ‫فجنابه روح وريحان‬
‫لطـــــــــــــــــــــــــــــــــال‬
‫يطب الحديث ويعبق اإلنشـاد‬ ‫تاج المجالس إن بدا في‬
‫دستهـــــــــــــــــــــــا‬
‫عن بعضها قد يقصر التعـــــــداد‬ ‫ساد الورى بفعاله‬
‫فحسانــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫من زاده التقوى ونعم الــــــزاد‬ ‫من كان في الدرجات أوحد دهره‬
‫له ظــــــــــــــــــــــــــــــاهر‬ ‫ــ‬ ‫يا عالما تترى محاسنه‬
‫متدفق معتـــــاد‬ ‫وفضــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫بين الزهور فحسنـــــــــــــــــــه‬ ‫شيم كروض ساح دمع‬
‫يـــزداد‬ ‫غمــــــــــــــــائـــــم‬
‫ما للندى من راحتيه‬ ‫ويد تحاكي صوب مــــــــــــــزن دافــــق‬
‫نفـــــــــــــــــاد‬
‫تنسى بجانب جوده األجـــــــواد‬ ‫سمح إذا دار الزمان‬
‫بأهـــــــــــــــــــــــــــــــلـــــه‬
‫به يكمل اإلحماد واإلسعــــــــــــــاد‬ ‫طابت حياته فاقتنى من كـل مــــا‬
‫شهم شجاع في الصعاب جـــــواد‬ ‫ندس خطيب عالم‬
‫متفـــــــــــــــــــــــنـــــــن‬
‫يخبو له فيما يروم‬ ‫روح الشهامة وجهه تعلو‬
‫زنـــــــــــــــــــــــــــــــاد‬ ‫فــــــــــــــــــــــمـــــا‬
‫خالنـــــــه وعداتــــــــــــــــــــــه‬ ‫شهدت بسبقه في المعالي والنــــــدى‬
‫الحســــــاد‬
‫من للسداد إذا يعم‬ ‫من للعلوم بعيد فقد‬
‫فســــــــــــــــــــاد‬ ‫محــــــــــــــــــــــــــمــــــد‬
‫من للدفاع إذا سطا اإللحـــــــــاد‬ ‫من للفرائد والفوائد‬
‫بعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــده‬
‫مازال غور جـــــــــــــــــروحها‬ ‫للمجلس العلمي بفقدك نكســـــــــــــــــــة‬
‫يــزداد‬
‫ر منارة بــــــــــك يهتدي المرتــاد‬ ‫ــ‬ ‫إذ كنت للمسترشد الحيران خيــــــــــــ‬
‫درر الفــــــــوائد من نداك تصـاد‬ ‫إذ كنت حبرا ال يشق غبــــــــــــــاره‬
‫خيراتــــــــــــــــــــــــــــــــها أبدا‬ ‫فجزاك ربي عن جهادك جنــــــــة‬
‫لها إمــــداد‬
‫غلل شفى حــــــــــــــــــــــر الغليل‬ ‫وسقى ضريحك من سحائب رحمــة‬
‫‪154‬‬
‫بـــراد‬
‫وقال احلاج احلسني بن موسى يف رثاء الفقيه العالمة احلاج عبدالرمحن بن حممد اإلنزكاين املتوىف يوم األربعاء ‪22‬‬
‫صفر اخلري ‪1403‬هـ‪ 8/‬دجنرب ‪1982‬‬
‫وحبك للبقاء نحو الردى يجـــــــــــــــــري‬ ‫سرورك في الدنيا كطيف الكرى يسري‬
‫فعقبى سرورها أمر من‬ ‫إذا كنت ذا فهم فال تغترر‬
‫الصبـــــــــــــــــــــــــر‬ ‫بهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫سوى خدع تلهي فكن دائم الحـــذر‬ ‫فما حلو عيشها وما عز‬
‫جاهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهــــــــا‬
‫وكم عابد هوى فجخ إلى خســـــــــــــــــر‬ ‫فكم جاهل طغى وكم عالم‬
‫عـــــــــــــــــــــــــــنـــــــا‬
‫فداخ لئيم النفس منحبس‬ ‫وكم سخرت ممن بغى‬
‫الجعـــــــــــــــــــــــــــــر‬ ‫متجبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا‬
‫مآل ذوي الغنى مآل ذوي الفـــــــــــقــــر‬ ‫فأف لدنيا ال دوام‬
‫لعيشــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــا‬
‫فسرعان ما تستبدل الوصل بالهجــــــــــــر‬ ‫إذا أظهرت ودا ومنت‬
‫بوصلـــــــــــــــــــــــــــــهــــــا‬
‫فيضحى أسير الحرص مبتذل القـــــــــــدر‬ ‫تغر الجهول ال اللبيب‬
‫بآلــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــا‬
‫رجاحة عقل لم يميلوا إلى الوفـــــــــــــــــر‬ ‫ترى األنبيا والصالحين ومن‬
‫لـــــــــــــــــــــهــــــم‬
‫كمعبرة واقنع بفتر عن الشبــــــــــــــــر‬ ‫يقولون ال تعمرها واعبر‬
‫فإنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــا‬
‫فإن ضحكت لكم فبادروا بالدفــــر‬ ‫يقولون طلقوا دفار‬
‫لنتنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهـــــــــا‬
‫خديما لتحظى بالسعادة والخــــــــــــــيــــــر‬ ‫تمسك بحر إن ظفرت وكـــــــــــــــــــــــــــن‬
‫لـــــــه‬
‫ومن نفعـــــــــــــــــــــه يمتد منه إلى‬ ‫فما الحر إال من تنسك‬
‫الغيــــــر‬ ‫واتـــــــــــــــــــــــــــــــقــــــــى‬
‫أبي زيد الحـداد ذي المنبع الغـــــــمــر‬ ‫كمثل الفقيه العالم العامــــــــــــــــــــــل‬
‫الرضـــــى‬
‫وصيت عاله امتد مصرا إلى مصــــــر‬ ‫هو السيد المقبول غيبا‬
‫ومشهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫وإن مات فابك إن غلبت عن الصبــر‬ ‫فمثله إن عاش استفد من‬
‫حيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتــــــه‬
‫أتتنا كغيم غاب فيه سنا البــــــــــــــــــــدر‬ ‫وفاة أبي زيد على حين‬
‫غفـــــــــــــــــــــــــــــــــلـــــــة‬
‫بموتك لكن جاء من مالك األمـــــر‬ ‫أبي زيد الحداد والرزء‬
‫فـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــادح‬
‫جهاد وفي الصباح يحمد من يســـري‬ ‫أبي زيد الحداد إن‬
‫حياتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكــــــــم‬
‫بعالمها الممتاز بالذوق والفـــــــــــــــــكــــــر‬ ‫أصيبت ورب البيت سوس‬
‫‪155‬‬
‫وأهلـــــــــــــــــــــــــهــــا‬
‫أديب يجيد النطق بالنظم والنثــــــــــــــر‬ ‫أويس عبادة إياس‬
‫فطانـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ة‬
‫مفيد سليم القلب منبسط البشـــــــــــــــــــــــر‬ ‫حريص على نفع العبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاد‬
‫وعلمـــــــه‬
‫فليس مليما بل يقابــــــــــــــــــــــــــــــــــل‬ ‫فمن ذرفت عيناه ال‬
‫بالعــــــــذر‬ ‫متفحــــــــــــــــــــــــــــــــشــــــــا‬
‫عيون ذوي النهى الدموع على الصـدر‬ ‫على مثله فاليجزع القلب‬
‫والتــــــــــــــــــــــــــــــذر‬
‫عميق لموت ذلك السيد‬ ‫فرزء عظيم حل بالناس‬
‫الصــــــــــــــــــــــــدر‬ ‫واألســـــــــــــــــــــــــــــــــــى‬
‫على مقتضى التفويض في اليسر والعسر‬ ‫فصبرا بنيه ثبت هللا‬
‫جمعــــــــــــــــــــــــــــــــــكــــــــم‬
‫يقلدهم من علمه أرج‬ ‫وصبرا ذويه والمريدين‬
‫الزهــــــــــــــــــــــــــــــــر‬ ‫واأللــــــــــــــــــــــــــــــــى‬
‫وهديا كما قد جاء في محكم الذكــر‬ ‫فصبرا لتغنموا صالة‬
‫ورحمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫مجدا صبورا طاهر الســــــــــــــــــــــــر‬ ‫هنيئا له أمضى نشاط‬
‫والجهــــر‬ ‫حيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتـــــــــه‬
‫ومستعمــــــــــــــــال عند التوقـــــف ال أدري‬ ‫هنيئا له عالمة‬
‫متبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــحـــــ‬
‫ـــــــرا‬
‫وقوفا على الحدود في النهي واألمـر‬ ‫هنيئا له قد كان بالعلم‬
‫عـــــــــــــــــــــــــــــــــــــامــــــــال‬
‫وإمــــــــــــــــــــــا مطالعا وإما على‬ ‫إذا جئته تلفيه إما‬
‫الذكــــــر‬ ‫محــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدثــــــــــا‬
‫ضحى وزواال ثم ظهرا إلى عصــــر‬ ‫ويتلو كالم ربه‬
‫بتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدبــــــــــــر‬
‫إما وسطه أو من سحير إلى الفجــــــر‬ ‫يقسط ليله بذكر‬
‫تــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالوة‬
‫بجد وحزم معلن الحمد والشكـــــر‬ ‫مقدم شيخنا التجاني‬
‫خديـــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــه‬
‫فلم يلتفت يوما لزيد وال عمـــــــــــــرو‬ ‫قَد َاكرمة المولى بعز‬
‫قنــــــــــــــــــــــــــاعــــــــة‬
‫سأبقى على حبي إلى منتهى العمــر‬ ‫أكن له في هللا حبا وإنـــــــــــــــــــــنـــــــــي‬
‫مع السبعة األخيار في موقف الحشــر‬ ‫وحبي ألهل هللا سوف يظــــــــــــــــــــلنــــــــي‬
‫وآثاره تمتد عصرا إلى عصـــــــــــــــــــــر‬ ‫فإن مات فالثنا يخلد ذكـــــــــــــــــــــــــــــــــــره‬
‫(‪)5‬‬
‫أخي يومها والشهر"بك" صفر الخيـر‬ ‫وكانت وفاته بعام "شجت" وإن تـــرد‬
‫مــالدية هجرية واعن‬ ‫موافق "ح" من "بي" ب "فغش" فحــررن‬
‫(‪)6‬‬
‫بالفــــــــــــــــــــــســــر‬
‫‪156‬‬
‫ركيك وعلمه إلى منتهى الصفــــر‬ ‫وقائلـها هو الجهول‬
‫ونظــــــــــــــــــــــــــــــــــــمـــــــــه‬
‫أتى بحصى يكون في موضع التبـــر‬ ‫ولكن لحسن ظنه‬
‫ولحــــــــــــــــــــــــــــــــــبـــــــــــه‬
‫أنال بها يوم الجزا سابغ‬ ‫وأسأل ربي في الختام‬
‫الستــــــــــــــــــــــــــــر‬ ‫شهـــــــــــــــــــــــــــــــــــادة‬
‫هو الملجأ األحمى إذا خفت مـن وزري‬ ‫بجاه نبينا محمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد‬
‫الــــــــــــذي‬
‫وأصحابه أولــــــــــــــــــــــــــي المجادة‬ ‫عليه صالة هللا‬
‫والفخـــــر‬ ‫والغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر آلـــــــــــه‬
‫"جفغش" فخذ واحذر مجاوزة‬ ‫وأبياتها "زم" في "يد" فبريـــــــــــــــــــــــر‬
‫القــــــــــــــــدر‬ ‫مـــــن‬
‫وقال الحاج َم حْم د الناصري يرثي الفقيه أحمد أزكاِي‬
‫واستثار التياعه والتهابــــــــــــــه‬ ‫جد للقلب ما أجد اكتئابـــــــــــــه‬
‫أطلق الدمَع واستدر انصبابـــه‬ ‫حادث قَّيد اللسان ولكــــــــــــن‬
‫من دها بالنفوس منا عصابـــه‬ ‫ليته يقبل الفداء‬
‫فتفـــــــــــــــــــــــــــــدي‬
‫ـه بصوب الغفران منه ترابـــــــه‬ ‫ــــ‬ ‫أحمد المرتضى الزكي سقى اللــ‬
‫ض إلى أن يؤوب كل مآبــــــه‬ ‫ثلمة ال تسد ما دامـــــــــــــت األر‬
‫إن توى عز من ينوب منابـــه‬ ‫كل يوم فجيعة‬
‫بفريـــــــــــــــــــــــــــــــد‬
‫ر يري أريه فيبذل صابــــــــــــــه‬ ‫ــــ‬ ‫ليت شعري ماذا نؤمل من دهـــ‬
‫من زمان أوصى بنا أوصابـــه‬ ‫وعجيب لمن يروم وفــــــــــــــــــاءا‬
‫طالُب الثأر عند أهل النجابـــة‬ ‫فكأن الزمان فيما رأينــــــــــــــــــــــــا‬
‫من الخلق صفوه ولبابــــــــــــــــــه‬ ‫أو كمثل الُقسطار ما زال يختـــار‬
‫في ثراء ولذة مستطابــــــــــــــــــــة‬ ‫كيف يلهو الفتى بعيش رغيـــد‬
‫ببيان يلقي علينا خطابـــــــــــــــــه‬ ‫وخطيب المنون في كل حيــــن‬
‫ـــل مما أمضه‬ ‫ــــ‬ ‫ومن هللا نرتجي أن يثيب الكـــ‬
‫وأصابــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫في جميع األحوال ينحو جنابــه‬ ‫فرجوع اإلنسان هلل أولـــــــــــــــــــى‬
‫من صفي الوداد ما قط شابــه‬ ‫فإليكم أهل الفقيد عــــــــــــــــــــــــزاء‬
‫رحمات لقبره‬ ‫وعليه من اإلاله دوامــــــــــــــــــــــــا‬
‫منتابــــــــــــــــــــــــــه‬
‫وقال مولود بن الحسن السريري متحسرا على وضع إفران العلمي‪:‬‬
‫"دموع على ضفة وادي األدباء"‬
‫نفس ترى صوت الجماد مقــاال‬ ‫أوحت إلي بهمسة‬
‫وتواضـــــــــــــــــــــــــــــــع‬
‫بعث الفضيلة هل تراه محــــــــال‬ ‫أفضت إلي بسرها‬
‫وتوجعــــــــــــــــــــــت‬
‫ظلم العباد ونوحها يتعالــــى‬ ‫تشكو الجبال مع الهضاب لربهـــــــــــا‬
‫‪157‬‬
‫عشب القبور فحركته فمــــاال‬ ‫أتت الرياح إلى الفالة فعانقـــــــــــت‬
‫عند المدبر لألمور‬ ‫فبكى الجميع وللجماد بكــــــــــــــاؤه‬
‫تعالــــــــــــــــــــــى‬
‫وجيوش همي كالجراد توالــى‬ ‫فقضيت يومي في بحار تفكــــــــــر‬
‫في موطن قابلت فيه جئــــاال‬ ‫أطرقت في شجن وطال تفكـــري‬
‫حب اإلله وعد سواه خبــــاال‬ ‫ومقابرا ربضت تقول‬
‫بحالهـــــــــــــــــــــــــا‬
‫في حبها أو ليس ذاك ضـــالال‬ ‫أقصى الحياة هو الممات فما تــرى‬
‫فتتابع الدمع الغزير‬ ‫آه تفجرت المشاعر‬
‫وســـــــــــــــــاال‬ ‫بغتـــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫بلباس حزن للزمان‬ ‫فكتمت كل مشاعري متستـــــرا‬
‫مطــــــــــــــــــــــاال‬
‫جعلت لعصرنة الحياة مبــــاال‬ ‫ولقد رأيت سنابال‬
‫بمــــــــــــــــــــــــــــــزارع‬
‫فأتى المساجد في النهار فبــاال‬ ‫دخل المجوسي في حدائق عرضنــا‬
‫فلقوله جنح اإلمام‬ ‫وترى المخنث في المجالس سيــدا‬
‫ومـــــــــــــــــــــــاال‬
‫أما المدارس فالشعار فــــــــــــــــال‬ ‫أهل العمائم في المنابر كالدمــى‬
‫وال‬
‫سن النبي شريعة‬ ‫عبدوا الطغاة وأنذروه من الــذي‬
‫ونضـــــــــــــــــــــاال‬
‫جلبوا الهوان بأهلهم‬ ‫تركوا الحديث بنصه وبروحــــه‬
‫ووبــــــــــــــــاال‬
‫بفنونهن من الغناء تعالــــــــــــــى‬ ‫وسالحهم وسط المعارك نســــــــوة‬
‫رفقا فإن لذي الحيــــــــــــــــــــاة‬ ‫يا زمرة لعبت بأمة‬
‫زواال‬ ‫أحمــــــــــــــــــــــــــــد‬
‫قم من سباتك واطرحن ضــالال‬ ‫ياأيها الغـر المخدر‬
‫عقلـــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫ليس الثقافة أن نكون‬ ‫إن الثقافة ما أعان على الهــــــــدى‬
‫بغــــــــــــــــــــــــاال‬
‫أن التوحش قد يكون كمـــــــــــــــاال‬ ‫إن كان ذا معنى الثقافة فاعلمـوا‬
‫وقال محمد عدي بوسنكار في قصيدة تحت عنوان" الشباب والمشيب"‬
‫ممهدا هلا هبذا النثر‪ ":‬الشباب ربيع‪ ،‬وإن من الربيع ما يقتل حبطا أو يلم كما يف احلديث‪ .‬وهو أيضا شعبة من اجلنون‬
‫وقليل من سلم من غروره‪.‬وكل ربيع البد بعده من خريف‪ ،‬وخريف الشباب هو املشيب‪.‬ولكل حماسنه ومساويه‪،‬‬
‫وصديقه ومناويه‪.‬وقد حاولت أن أصف كال منهما بأوصاف جد مميزة‪ ،‬وتشبيهات رائعة متميزة‪.‬غري أن تلميحاهتا هلا‬
‫اجتاهات شىت ومنعكسة‪ ،‬واستعاراهتا تشتمل على كنايات مدسسة‪ ،‬قلما يصل إليها الفهم العادي ‪ ،‬وال حيصل عليها إال‬
‫أهل ذلك الوادي ‪ ،‬وإىل أهل هذا الفن أقدم هذه احملاولة (‪1984‬م)‪:‬‬
‫فعال رأسه ببيض‬ ‫صادف الشيُب غرًة في الشبــــاب‬
‫الحــــــــــــــــــــــــــــــــــــراب‬
‫‪158‬‬
‫بس صبح المشيب ليل الشبــــــــــــــــاب‬ ‫هزم البيض عسكر السود لمــــــــــــــــا‬
‫ل وطارت به جناح‬ ‫فتولى الشباب في الصف وانســـــ‬
‫الغـــــــــــــــــــــراب‬
‫أنه قد وقاه جون‬ ‫فر ال يلتوي إلى أن تظنـــــــــــــى‬
‫السحـــــــــــــــــــــــــــــاب‬
‫فإذا الشيب فوقف بانتــــــــــــــــداب‬ ‫رام يبني له هناك مقــــــــــــــــــــــــــرا‬
‫أسرع الشيب بعده في الخـــــــراب‬ ‫كلما حاول الشباب ليبنـــــــــي‬
‫هل ترى في الفضاء غير الضبــاب‬ ‫ها أوان الصقيع قد حان فانظـــــر‬
‫فاكتست بالبرود تلك الروابــي‬ ‫أو ترى البرد ناسجا برد ثلــــــج‬
‫د كميشا ويابسا كالقــــــــــــــــراب‬ ‫فإذا من جليده أصبح الجلـــــــــــــــــ‬
‫ن الذي بان منه جمر الشبــــــــــــاب‬ ‫وإذا قد تقعقعت منه أسنــــــــــــــــــــــــا‬
‫إذ عرا السوق منه سوء اضطـراب‬ ‫وإذا خوف زلقه الكف تعصـــــي‬
‫يكره الشغل غير شغل الكـــالب‬ ‫وإذا الجسم كله في ارتعــــــــــــاش‬
‫والجفا عند مأكل أو شــــــــــــــــراب‬ ‫كثرة الضجع والهرير بليـــــــــــــــــــل‬
‫ن لمن زال عنه سود الثيــــــــــــــاب‬ ‫فكأن نسجه على الندب أكفــــــا‬
‫للذي يعتني بفلح التـــــــــــــــــــــــــراب‬ ‫فلذا قد تفجرت منه عيـــــــــــــــــــــــــــن‬
‫ل بدا زهره كلون‬ ‫فاكتسى اللوز نوره وكذا الفــــو‬
‫الربــــــــــــــــــــــــــاب‬
‫ـصيف يأتي الخريف في شهـر آب‬ ‫مر فصل الربيع فورا وبعد الـــــــــــــــــــــ‬
‫فارط العض عن يديه‬ ‫يحصد الخير زارعوه وحسب الـــــ‬
‫بنــــــــــــــــــــــاب‬
‫مولع بالشكوك واالرتيــــــــــــــــــــــاب‬ ‫علم المرء أن سيفنى ولكــــــــــــــــــن‬
‫يا وينسى الغبي عظم المصــــــــــــــاب‬ ‫يتعب النفس في حقي من الدنـــــ‬
‫يومه في اللذيذ‬ ‫يصرف الليل في الرقاد ويقضــــي‬
‫والمستطــــــــــــــــــــــــــاب‬
‫ب اما بعد بعده من‬ ‫صاح سل ذاالشباب ذو استخلف الشيـ‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــآب‬
‫ألبس الشيب ثوبه‬ ‫قال هيهات أن يعود ولكــــــــــــــــــــن‬
‫بالخضــــــــــــــــــــــــــاب‬
‫كان يجد العجوز لبس‬ ‫هبك أكسبته السواد فمــــــــــــــــــــــــاذا‬
‫النقــــــــــــــــــــاب‬
‫يرشف الضرع ما غدا في الحــــالب‬ ‫لن يعود الشباب للشيخ حتـــــــــــى‬
‫ما كذا صنع ذي الوفا بالصحــاب‬ ‫يا شبابا مضى بغيـــــــــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫وداع‬
‫مثل برق السماء ولمح‬ ‫لو تبينت أن نعماك تمضــــــــــــــــــــي‬
‫الســــــــــــــــــــــــــراب‬
‫قبل خبطي دجى الهوى وارتكابي‬ ‫ال عتميت الهدى وغيرت نهجــــي‬
‫في جنون الهوى وغي التصابــي‬ ‫سامح هللا ما مضى من شبابــــــــــــي‬
‫يستجد ذكرياتك اليوم ما بـــي‬ ‫لست أنساك يا شبابي وإن لـــــــــــــــم‬
‫ــــــــــــه إذا ماذكرت يوم الحســــاب‬ ‫كنت أأسى بها وأستغفر اللـــــــــــــــ‬
‫شيب سرعان من ظالم الشبـــــــــاب‬ ‫أحمد هللا عندما اعتضت نور الـــــ‬
‫‪159‬‬
‫وعفافا وأثرة‬ ‫حبذا الشيب يكسب المرء نبـــــال‬
‫للصـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــواب‬
‫كم غرور له وحلم‬ ‫ثم قل للشباب تبا‬
‫عجــــــــــــــــــــــــاب‬ ‫وبعــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫في سماء الخيال أو كالعقــــــــــــــــــــاب‬ ‫يحسب المرء نفسه فيه‬
‫بــــــــــــــــــــــــــدرا‬
‫باهــــــــــــــــــــــــــــــــر للعيون رغم‬ ‫ويرى أنه سني‬
‫الذبــــــاب‬ ‫بهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي‬
‫في المعاصــــــــــــــي وسعيه في تبـــاب‬ ‫كله غفلة ولهو‬
‫وسعــــــــــــــــــــــــــــــــــي‬
‫ومشيبــــــــــــــــــــــــــــــــا قبيل يوم‬ ‫كفر هللا ماجنيت شبــــــــــــــــــــــابــــــــــا‬
‫العتـــــــاب‬
‫كيف ال أتقي شديد العقــــــــــــــــاب‬ ‫كيف ال أرتجيه برا رحيمـــــــــــــــــــــا‬

‫وقال احلاج حَم ْم د الناصري مبناسبة استقالل اجلزائر ‪:‬‬


‫بانهزام العدا ونصر‬ ‫هاتفات المنى تزف‬
‫الجزائــــــــــــــــر‬ ‫البشـــــــــــــــــــــائــــر‬
‫مطربات جيشا على البغي ثائـر‬ ‫فانبرت ألسن المحطات تشــــــــــــــــدو‬
‫غا نظام العال أو إن كنت ناثـر‬ ‫صاح فانظم إن كان فكرك صـوا‬
‫وسرورا نصر من إفيان‬ ‫فلقد أفعم القلوب‬
‫باهـــــــــــــــــر‬ ‫ابتهاجـــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫ق غالة جيش النزال‬ ‫ــــ‬ ‫بعد سبع والنصف أخضع‬
‫القســــــــــــــــــــاور‬ ‫للحـــــــــــــــــــ‬
‫صيحة رددت صداها المصـــــــادر‬ ‫من ذرى األوراس األشم تعالــــــت‬
‫فرض عين يعنو له كل صابـــــــــر‬ ‫من كماة رأوا نضال األعـــــــادي‬
‫ق وردت أعقابه كل ماكــــــــــر‬ ‫أخرست للعدا دعاية‬
‫أبـــــــــــــــــــــــــــــوا‬
‫دت خزايا أرباب تلك المجـــازر‬ ‫ـــــ‬ ‫صيحة طوحت بروبير‬
‫فآرتــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقلعا عاد سعيه سعي‬ ‫وعن االندماج سوستيل أضحــــــــى‬
‫خاســـــــــــــــــــر‬
‫أن رأى النصر للجزائر‬ ‫وسال قد سال التعنت‬
‫صائـــــــــــــــــر‬ ‫لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫غادرتهم ما بين ساه وساهــــــــــــــر‬ ‫قد أملت على الطغاة دروســـــــــــــــا‬
‫عزمات الشعوب جمع العساكــر‬ ‫هل درى الخصم أنه غير مجــــــــــــــــد‬
‫ر وتحيي بوارجا‬ ‫عزمات تفل أسلحة‬
‫وبواخــــــــــــــــــــــــــــــر‬ ‫النـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫مستبين أثار تلك‬ ‫يا بني قومنا هنيئا‬
‫المشاعــــــــــــــــــــر‬ ‫بنصــــــــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫نا جميعا نرجوه من خير ناصــــــــر‬ ‫ـــــ‬ ‫حسبنا هللا قد تحقق ما‬
‫كـــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪160‬‬

‫وقال محمد عدي بوسنكار يتغزل ‪:‬‬


‫"من روائع اجلنس"‬
‫فما من فتى إال أللحاظها سبـــــــــــــــي‬ ‫بعيني مهاة الرمل قد برزت مــــــــــــــــــي‬
‫وخادعتها بالطرف فانخدت مــــــــــي‬ ‫رمتني بسهم اللحظ عن قوس حاجــــــب‬
‫من السيف إن السيف يوقظه الرمي‬ ‫وقلت لها يكفي من الرمي واحذري‬
‫برفق وال تجهل فيلحق بي‬ ‫وقالت إذن فاقصد به نحو عذرتـــــــــي‬
‫خــــــــــــــــــزي‬
‫يكاد لفرط الحر يسبقه‬ ‫فأسللته في غمده وهو‬
‫المــــــــــــــــــــــــدي‬ ‫باتــــــــــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫فال هي في ذا الحال ميت وال حــي‬ ‫فأعملته في نيكها‬
‫ففضضتـــــــــــــــــــــــــــه‬
‫فما غيرت رأيا وال بدل‬ ‫فلما أحست بالدماء‬
‫الـــــــــــــــــــــــرأي‬ ‫تبسمــــــــــــــــــــــــــــــت‬
‫وللدم فيما بين أرجلها جـــــــــــــــــــري‬ ‫فقامت تهادى في قميص مشقـــــــــــق‬
‫لفرط امتالء الردف يتعبها المـشـــــي‬ ‫تميل بقد أهيف غير‬
‫أنهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫مليئا فما يحكيه من حلـــوه األري‬ ‫وقالت وأبدت لؤلؤا‬
‫متنظـــــمـــــــــــــــــــــــا‬
‫كما مزق الثوب المطرز والوشــــــــي‬ ‫أحيضا أرى أم مزق األير عذرتـــــي‬
‫أللصق صدري صدرها فأبى الثـدي‬ ‫فقبلت فاها رحمة‬
‫وضممتـــــــــــــــــــــــــها‬
‫وآلة لهو كالمسجل‬ ‫وبتنا على رشف وتقبيل وجنــــــــــــــــــة‬
‫والرديــــــــــــــــــــــــــــــــو‬
‫وقد شاعت األصوات واستيقظ الحي‬ ‫إلى أن بدا للفجر ضوء تلهفــــــــــــــــــــت‬
‫به القوم هل للحل عندك لـــــــــــــي رأي‬ ‫وقالت فما اآلن أفعل أتقـــــــــــــــــــــــــي‬
‫وقد خشي األعداء صم بكم عمـــــي‬ ‫فقلت لها قولي كقول نبينـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫من الحلي إن السمع يرجفه الحلـــــــــي‬ ‫وال تصحبي شيئا من العطر واحذري‬
‫لهيبا لصدري من حرارته غلــــــــــــــي‬ ‫فودعتها من بعدما أودت دمــــــــــي‬
‫وناءت بي األشواق والهم‬ ‫فناءت بلذاتي ونومي وبهجتـــــــــــــــــي‬
‫والنــــــــــــــــأي‬
‫أال إن هذا الدهر شيمته‬ ‫عجبت لهذا الدهر من كفره بنـــــــا‬
‫البغــــــــــــــــــــــــي‬
‫فللدهر في تشتيت شملهم سعــــــــــــــي‬ ‫إذا كان لألالف شمل وصحبــــــــــــــــــــــة‬
‫وقال لحسن بن إبراهيم الشقراوي يهجو طالبا بالمدرسة يفاخر بمدرسة كان بها ويزعم‬
‫أن العلم مقصور عليها ويدعو إلى ما يخالف توجه الشقراوي الفكري ‪:‬‬
‫"يا ناس ذا جعل"‬
‫زجت به في بؤرة األقــــــــــــــذار‬ ‫يا ناس ذا جعل يد‬
‫األقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدار‬
‫لفت عليه حبائال من عــــــــــــــــار‬ ‫صبت عليه من اإلله‬
‫‪161‬‬
‫لعنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫تبا له من مجتنى‬ ‫ورث المساوئ عن جدوده فاجتنـى‬
‫األشـــــــــــــــــــــــرار‬
‫وسفاهة كسفاهة‬ ‫لوما وجهال ال يطاق‬
‫الفجـــــــــــــــــــــــــــــار‬ ‫جنابــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫وحماقة تبدي صفات‬ ‫خبث وغدر ما رأيت‬
‫حمــــــــــــــــار‬ ‫مثيلـــــــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫خوف الردى من نغمة األطيـار‬ ‫غر جبان يستطير‬
‫فــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــؤاده‬
‫منه وال أولى بسوء‬ ‫ما أبصرت عيناي أقبح صــــــــــــــــــــــورة‬
‫شنـــــــــــــــــــــــــــــــــار‬
‫ــباب له وإزالة‬ ‫ـــ‬ ‫حسب الجهول العلم في تطريـز جلــــــــ‬
‫األوضــــــــــــــــــــــــــــــار‬
‫فعل مضي والرفع فيه‬ ‫لو قيل ما إعراب كيف لقـــــــــــــال ذا‬
‫جــــــــــــــــــــار‬
‫رد فخذ حـذرا من‬ ‫أعلي الغدير دهاك أمر ما لــــــــــــــــــــه‬
‫األنـــــــــــــــــــوار‬
‫بيتا يدوم لمنتهى‬ ‫لمثيله في الذل أنشد‬
‫األعصـــــــــــــــــار‬ ‫شاعــــــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫إن الكالب طويلة‬ ‫(ولقد قتلتك بالهجاء فلم تمـــــــــــــــــت‬
‫األعمــــــــــــــــار)‬
‫وقال حممد عدي بوسنكار يف هجو املتصوفة سنة ‪ 1986‬م ‪:‬‬
‫وما يدعي أهل المنامات في الطيف‬ ‫دهى الدين أصحاب الخياالت والكشف‬
‫تفتت أوصال النسيكة بالسيـــــــــــــــف‬ ‫أراجيف فتت الديانة‬
‫مثلمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫سرابا شرابا سال في لهب الصيـــــــــــف‬ ‫وأضغاث أحالم يريك‬
‫خيالهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫وأشكال أوراد لدى العد والكيــــف‬ ‫وإبداع أشياخ لطرق‬
‫عـــــــديــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة‬
‫ولكن إذا عايرتها فإلى الزيــــــــــــــــف‬ ‫وأنشطة تعزى إ لى الدين عندهـــــــــــــــــــــــم‬
‫لنا شرعة األحالم فاعجب من الحيـف‬ ‫وسدوا علينا االجتهاد‬
‫ليفتحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوا‬
‫مسارعة األنعام توقا إلى‬ ‫فسارع قوم المتثال‬
‫الريـــــــــــــــــــــف‬ ‫طقوسهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم‬
‫كأن بهم وهللا مسا من الطيــــــــــــــــــــف‬ ‫ومنهم فريق يرقصون‬
‫لذكرهــــــــــــــــــــــــــــــــــم‬
‫وإن تحك رؤياالشيخ تاقواإلى النيــــــــف‬ ‫أوالئك إن تتل الصحيح‬
‫تضجــــــــــــــــــــــــــــروا‬
‫أجل وكالم هللا كالفرع والضيـــــــــف‬ ‫كأن كالم الشيخ أصل‬
‫لديهـــــــــــــــــــــــــــــــــــم‬
‫وتبديل أرياح السعادة بالهـــــــــــــــــــيـــف‬ ‫أما ذاك من شرا الضاللة‬
‫‪162‬‬
‫بالهــــــــــــــــــــــــدى‬
‫خبيرا بنهج تاه من‬ ‫وأعجب شيء أن ترى البعض عارفــــــــــــــــا‬
‫الفيــــــــــــــــــــــــــــــــــف‬
‫فأرجاهما وانقاد للكشف والطيــــــف‬ ‫وأعجب منه من له العلم‬
‫والحجـــــــــــــــــــــــــــا‬
‫وذي المشعرالحرام والرمي والخيــــــــف‬ ‫فباهلل رب البيت والركن والصـــــفــــــــــــــا‬
‫وعفت الذي ينمى له أيما عيــــــــــــــــف‬ ‫لقد ضل من يبني على الحلم دينــــــــــــــــــــه‬
‫وقال يف هجو الرشا سنة ‪ 1988‬م‪:‬‬
‫وخيب مسعاه أنى مشـــــــى‬ ‫أال قــــــبح هللا حرا‬
‫رشـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫تالميذ إبليس أهل‬ ‫أال لعنـــــة هللا تترى‬
‫الرشــــــــــــــــــــا‬ ‫علــــــــــــــــــــــى‬
‫جذور العدالة واألعرشــــــــــــا‬ ‫لقد أفسدوا الدين‬
‫واستأصلـــــــــــــــــوا‬
‫دراهيم من ظالم حرشــــــــــا‬ ‫فكم ساندوا الظلم كي يمنحوا‬
‫لدى باب أصحابها موحــشا‬ ‫وكم من ضعـيف طريد بكى‬
‫عليهم ويصرفهم كيــف شـا‬ ‫وذو المــال يدخل من فــــــــــــــوره‬
‫ر يبقى مخافة أن‬ ‫وذو الفقــر في قاعة االنتظــــــــــا‬
‫يخدشــــــــــــــــــــــا‬
‫وأعطيته قال سل ما‬ ‫إذا جئــت في حاجة بعضهــــم‬
‫تشـــــــــــــــــــــا‬
‫وإن لمته فظ أو‬ ‫وإن أنـت لم تعط شيئا جفــــــاك‬
‫أفـــــــــــــــــــــــحشــــا‬
‫بنى الزور في حينه أو وشــــى‬ ‫وإن زدت في القول نصحا لـــــــه‬
‫والطفته خلته‬ ‫وإن ما اعـــتدرت بفقر‬
‫أطرشــــــــــــــــــــــــــا‬ ‫لـــــــــــــــــــــــه‬
‫تعيشون بالمكر‬ ‫فحتى متى يـا لصوص‬
‫والارتشـــــــــــــــا‬ ‫النهــــــــــــار‬
‫وكم أو متى تشبعون الحـشــــــا‬ ‫وحتى متى تـملؤون‬
‫الجيـــــــــــــــوب‬
‫وأنفسكم بضمير‬ ‫إلى كـــــم تخونون‬
‫لشـــــــــــــــــــى‬ ‫أمتكـــــــــــــــــــــم‬
‫تضاهون في خبثها‬ ‫إلى كم تصيـدون من جنسكم‬
‫األحنشــــــ‪،‬ـا‬
‫وخبطكم خبط من قد عشــا‬ ‫إلى كم تعيشون من ذا الحـــرام‬
‫ن أن لكم موقفا‬ ‫فيا ليــــت شعري هل‬
‫مدهـــــــــــــــــــشـــا‬ ‫تعلمــــــــــــــــــو‬
‫مداخله كلها مذ‬ ‫يحاســـــب فيه الجميع‬
‫نــــــــــــــــــــــــــــشا‬ ‫علــــــــــــــــــــى‬
‫وأما الحرام فـــبيس‬ ‫فــــــأما الحالل فنع‬
‫العـــــــــــــــــــــــشا‬ ‫الغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫‪163‬‬
‫إذا نحن مـمن رشا وارتشــــى‬ ‫فأيـــــن العدالة يا‬
‫إخوتـــــــــــــــــــــــــي‬
‫إذا مــا الخنا بيننا قد‬ ‫بــــماذا نعد من‬
‫فشــــــــــــــــــا‬ ‫المسلميـــــــــــــــــــــــن‬
‫ويــشاه أن يرتضي ذا‬ ‫فــــــحاشا الذي يتقي‬
‫حشــــــــــــــا‬ ‫ربـــــــــــــــــــــــــــــه‬
‫وقال محمد عدي بوسنكار‪:‬‬
‫"ويف حوايل سنة ثالث وأربعمائة وألف هجرية(‪1983‬م) وقد اشتدت اخلالفات بني الدول العربية واإلسالمية‬
‫واحتدمت احلرب بني إيران والعراق ‪ ،‬وقبل ذلك بني مصر وليبيا وانقطعت الصالت بني كثري من الدول العربية‬
‫واألعداء بني شامت ومتفرج ومستغل والصهاينة يوطدون دولتهم ويوسعون نفوذهم ويعدون العدة حلرهبم ‪ ،‬والغرية‬
‫على الدين تقطع أكباد املؤمنني ومن أجلها فاضت نفسي هبذه األبيات وإن كانت ال تسمن وال تغين من جوع تعليل‬
‫للعليل وترويح للروح ‪ ،‬وختفيف على القلب اجملروح‪ ،‬وال أقل هلذا املريض‪ ،‬من األنني بالقريض ليستسيغ به اجلريض‪".‬‬
‫إذ دنا حبل وصلها النتقــــاض‬ ‫كتلة العرب آذنت بانفضـــاض‬
‫كلهم يخطئون نهج التراضـــي‬ ‫كلهم يدعي الصواب ولكــــن‬
‫من خالف وِح شنة وامتعــــاض‬ ‫كيف يرجى الخالص مما دهاهــم‬
‫قابل البعض رأيه‬ ‫كلما قال بعضهم ما‬
‫باعتــــــــــــــــراض‬ ‫ارتــــــــــــــــــــــــــــآه‬
‫والمراعاة بينهم في انخفـــــــــاض‬ ‫فالخالفات بينهم في‬
‫ازديـــــــــــــــــــــاد‬
‫قابلوا سيئاتهم‬ ‫ويذيعون بالعوار‬
‫بالتغــــــــــــــــــــاضــــــي‬ ‫فــــــــهـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــال‬
‫ر وقتل البرا ونهـــــــب األراضـــي‬ ‫بعضهم مائلون للفتك‬
‫والجــــــــــــــــــــــو‬
‫كي يدينوا لحكمهم بافتــراض‬ ‫يضربون الشعوب بعضا‬
‫ببعــــــــــــــض‬
‫ثار في الشعب من بذا غير راض‬ ‫ويصولون كاألفاعي إذا‬
‫مـــــــــــــــــــــا‬
‫غيروا وجه العقول‬ ‫أيها العرب والرؤوس‬
‫المـــــــــــــــــــــــــراض‬ ‫خصوصـــــــــــــــــا‬
‫غير أن تصرموا الهوى بالمواضـــي‬ ‫ما لما حل بينكم من عـــــــــــــــــــالج‬
‫وانفروا من ضاللهم بارتكــــــــاض‬ ‫ألحقوا رأسمالي باشتراكـــــــــــــــــــي‬
‫دين وتبديل عذبه‬ ‫واتقوا هللا في التالعب‬
‫بالمضــــــــــــــــاض‬ ‫بالـــــــــــــــــــــــ‬
‫واحكموا بالقران عند التقــــــــاضـي‬ ‫حكموا هللا بينكم وارتضــــــــــــوه‬
‫نون نسخ السواد لون‬ ‫واحذروا من تناسخ الشرع بالقــا‬
‫البيــــــــــــــــــــاض‬
‫ـــــــــــــــــــــم وبذل الرشا لمن هو‬ ‫عالجوا نصرة المحامين للظلـــــــــــ‬
‫قــــاض‬
‫ـــــــن فقد أشرفت على االنقضــاض‬ ‫واحرصوا أن ترمموا عمدة الديـــــــــ‬
‫من ظنون التراث خال‬ ‫واعزموا عقدة الوفاق وكونــــــوا‬
‫‪164‬‬
‫الوفـــــــــــــــاض‬
‫عبرة للعقول ذات‬ ‫واقرأوا صفحة الزمان‬
‫انتهـــــــــــــــــــــــــــاض‬ ‫ففيهــــــــــــــــــــا‬
‫د ومنشور فعله غير‬ ‫فكروا كم مضى ومزقه الـــدو‬
‫مـــــــــــــــــــــــــــــــــاض‬
‫أينا ال يبلى وإن هو‬ ‫واعلموا أن كلنا مقتفيهـــــــــــــــــــــــم‬
‫غـــــــــــــــــــــــــــــــــاض‬
‫لقتال العدو دون‬ ‫هيئوا أهبة الوغى واستعـــــــــــــــــدوا‬
‫انقبــــــــــــــــــــــــــــــــــــاض‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــر وبيعوا النفوس‬ ‫واستمدوا الوال من هللا والنصــــــــــ‬
‫بيع القــراض‬
‫ــــــــــــــــــــــــن فما قيمة البطون‬ ‫وإذا خنتم وآثرتم‬
‫العـــراض‬ ‫الجبـــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫رسالة ودية أخوية جواب من الطاهر اإلفراني إلى األديب عبداهلل بن عبد المعطي السباعي‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫(أوراق محمد بن لحســن أوبلوش الباعمرانــي بخطـ ــه)‪.‬‬

‫" احلمد هلل الذي جعل األدب العريب حلية تتعاىل هبا القيم‪ ،‬وتتحاىي هبا الشيم‪ ،‬كما حتىي‬
‫األرض بوابل الدمي ‪ ،‬فهو مادة اللسان‪ ،‬الذي يكون هبا اإلنسان إنسان‪ ،‬وحسبك به فخرا‪ ،‬حديث‬
‫"إن من البيان لسحرا"‪ ،‬فأطلبه بالصني فهو العلم إن رفعت أعالمه برباها يا ابن األندلس‪[ ،‬ببذل‬
‫املهج واألنفـس]‪ ،‬فحىي اهلل األدب وبنيه‪ ،‬وأعاد علينا من أيامه وسنيه‪ ،‬فما أوضح طريقه‪ ،‬وأعز‬
‫فريقه‪ ،‬وأرفع مناره‪ ،‬وأضوأ للسارين ناره‪ ،‬وما أربح عكاظه‪ ،‬وأجنب جفاظه‪ ،‬ومن خصائص‬
‫منصبه‪ ،‬وكرم مكتسبه‪ ،‬ما جعل اهلل بني أهله من أواصر قربة‪ ،‬تغين عن أواصر النسبة‪ ،‬فإن األدب‬
‫بني ذويه رحم موصولة‪ ،‬ووسيلة مقبولة‪ ،‬بشهادة من قال‪:‬‬
‫أدب أقمناه مقــــــــــــــــام الوالــد‬ ‫إن نفترق نسبا يؤلــــــــــــــــــف بيننــــا‬
‫وقول سلطان العاشقني ‪ ،‬وإمام الصادقني‪:‬‬
‫بيننا من نسب من أبـــــــــــوي‬ ‫نسب أقرب في شرع الهـــــــوى‬
‫وإن من رفع مناره للطارقني‪ ،‬وحاز فصل امليدان يف السابقني‪ ،‬وطلع صباحه فأطفأ كل‬
‫مصباح‪ ،‬ونادى منادي مناره حي على الفالح‪ ،‬من جرى فسبق كل غرباء وداحس‪ ،‬وسابق يف‬
‫ميدان املدارس‪ ،‬فأعجز كل راجل وفارس‪ ،‬من مجع بني املوروث واملكتسب غري عاجز وال وكل‪،‬‬
‫وقال(لسنا على األحساب نتكل)‪ ،‬ذاك العامل الشريف‪ ،‬اجلامع بني التالد والطريف‪ ،‬درة الصدف‪،‬‬
‫ومشكاة السدف‪ ،‬جامع اجلوامع‪ ،‬وبدر الكواكب اللوامع‪ ،‬سابق السباق وإن مشى على مهل‪،‬‬
‫واملورد العذب الذي ال ينقطع زحامه يف علل وال هنل‪ ،‬الكرمي الذي الكرم أدىن وسائله‪ ،‬واإلمام اجملتهد‬
‫الذي مسائله مباحة لسائله‪:‬‬
‫فلجته المعروف والجود ساحلــه‬ ‫‪ -‬هو البحر من أي النواحي أتيتـه‬
‫ال ينتهي ولكل بحر ساحـــــــــــــل‬ ‫‪ -‬عالمة العلماء والبحر الــــــــــــــــــذي‬
‫‪165‬‬
‫بل‪:‬من ألبسته السعادة مين النقيبة‪ ،‬وألبسته لباس التقوى يف املشيب والشبيبة‪ ،‬وتنزلت الثرايا فتناوهلا قاعدا‪ ،‬من‬
‫غري أن ميدها كفا وال ساعدا‪ ،‬خنبة السادة ءال أيب السباع‪ ،‬مقطري الضياع‪،‬يف فالة الضياع‪:‬‬
‫النازلين بكل معتــــــــــــــــرك‬ ‫نسم العداق وءافة الجــــــــــــــــــــــــزر‬
‫والطيبين معاقــــــــــــــــــــــــــد األزر‬
‫ذلك البدر الالمع‪ ،‬والغيث اهلامع‪ ،‬شجو حساده‪ ،‬وغيظ عدا[ت]ـه‪ (،‬إن يرى مبصر‬
‫ويسمع واع) سيدنا وموالنا شيخ الشيوخ‪،‬وعلم الرسوخ‪،‬عامل العصر‪،‬بأداة احلصر‪،‬من خضعت لطلعته رؤوس‬
‫اجملالس‪ ،‬وطأطأت لطلوع ءايته فرسان املدارس‪ ،‬اإلمام املتبوع‪ ،‬والقائل املسموع‪ ،‬واألديب املطبوع‪ ،‬سيدنا عبداهلل بن‬
‫موالنا عبد املعطي احلسين اإلدريسي السباعي‪:‬‬
‫وإنما لذة‬ ‫أساميا لم تزده‬
‫ذكرنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاهـــــــا‬ ‫معـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرفــــــــ‬
‫ة‬
‫تكن مثل من سمى وكنى ولقبا‬ ‫أشر لي بوصف واحد من‬
‫صفـــــــــــاتــه‬
‫فدعه مصونا بالجالل‬ ‫ستكفيك عن ذلك الجمال إشــارة‬
‫محجــــــــــــــــــــــبــــا‬
‫فحسبنا الوصف إيضاحا وتبيــــــــــانـا‬ ‫إذا انفردت فما شوركت في صفة‬
‫فحياه اهلل من بعيد دان‪ ،‬متواضع على رفعة الشان‪ ،‬وسالم عليه ألطف من خلقه‪ ،‬وأعظم من‬
‫حقه‪ ،‬وأغزر من ودقه‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وقد وردت علينا ورود الربء على العليل؛ واملاء على الغليل‪ ،‬رسالتك‪ ،‬بل عقيلتك‬
‫وكرميتك‪ ،‬بل متيمتك‪ ،‬فأنشطت من عقال‪ ،‬وأذكرت فوز من قال‪:‬‬
‫وكان بالقرب صبي كريـــم‬ ‫مررت بالعشاق قد كبـــــــــــــــــــروا‬
‫ألقي للحب كتاب كريـــــم‬ ‫فقلت ما بالهم قـــــــــــــــــال لــــــــي‬
‫تأدبا‪ ،‬وأنشدت تطربا‪:‬‬ ‫فلما كشفت نقابه‪ ،‬وتلوت كتابه‪ ،‬كربت تعجبا‪ ،‬وأطرقت‬
‫منها الشموس وليس فيها المشـــــرق‬ ‫كبرت حول بيوتهم فما بــــــــدت‬
‫وأيقنت أن اإلنشاء‪ ،‬فضل اهلل يوتيه من يشاء‪ ،‬وأيقنت أنه مل يزل واحلمد هلل يف الزوايا‪ ،‬بقية‬
‫من املزايا‪ ،‬وال غرو فالدر من معدنه‪ ،‬واجلوهر من عدنه‪ ،‬وان اهلل الذي مينع ويعطي‪ ،‬قد خص‬
‫بالعطايا ءال عبد املعطي‪ ،‬فاحلمد هلل الذي من علينا مبودته‪ ،‬وأمدنا بكرامة خماطبته‪:‬‬
‫لذلك أهال فصــــــــــــــــرت أهــــــال‬ ‫ما كنت أهــــــــــال وهم رأونـــــي‬
‫( ولألرض من كأس الكرام نصيب)‬
‫فعند ذلك‪:‬‬
‫يداك الثريا قاعدا غيـــــــــر قائـــم‬ ‫عطست بأنف شامخ وتناولـــت‬
‫‪166‬‬
‫ومن أين ملثلي أن ختطر له تلك املنقبة ببال‪ ،‬أو تطمع يف تقمص ذلك السربال‪ ،‬ولكن أىب اهلل‬
‫إال أن يكون الفضل ألهله‪ ،‬والكرم من أصله‪ .‬وال يظن بنا سيدنا أن بنا جهال مبنصبه‪ ،‬ومبا امتاز به‬
‫من علومه وأدبه‪ ،‬كال‪ ،‬بل هو أشهر من ذلك‪ ،‬وهل خيفى القمر‪ ( ،‬قد عرفناك يا سودة)‪ ،‬وقد‬
‫عرفناه وهذا عمرو‪ ،‬وما منعنا من االبتداء بالتعرف‪ ،‬من مزيد التشوق والتشوف‪ ،‬إال استصغار‬
‫أقدارنا‪ ،‬فالعبد ال يعدو قدره‪ ،‬وال جياوز جحره‪ .‬نعم رمبا خطر ذلك بالبال‪ ،‬فنعده من محلة األماين‬
‫الكاذبة‪ ،‬فأنشد[ت]‪:‬‬
‫بأرض الفــــــــــضا يا ُبعد ما أتمنـاه‬ ‫تمنيتهم بالرقمتيـــــــــن ودارهــــم‬
‫مث إذا صار الظن رجاء قلت‪:‬‬
‫من داره الحزن ممن داره صول‬ ‫ما أقدر هللا أن يدني على شحـط‬
‫مث إذا غلب الظن وصار إىل اليقني قلت‪:‬‬
‫يظنان كل الظـن أن ال تالقــــــيــا‬ ‫وقد يجمع هللا الشتيتين بعــــــدمــا‬
‫مث يايت قول اهلل العظيم فينسي األماين ( وهو على مجعهم إذا يشاء قدير)‪.‬‬
‫وإىل هذا أيها السيد الغطريف‪ ،‬والشريف‪ ،‬فنحن عقدنا معكم األخوة هلل‪ ،‬فاملرء كثري بأخيه‪،‬‬
‫واملؤمن للمؤمن كالبنيان‪ ،‬فاقبلونا وأقبلوا علينا باهلمة‪ ،‬واجعلوا لنا نصيبا من دعائكم يف األمور‬
‫املهمة‪ ،‬فأنتم أكرم من أن نتقاضاكم حبقوق املودة‪ ،‬وأمان لكم علينا من ذلك‪ ،‬فنرجو أال حنوجكم‬
‫إىل تقاضيه‪ ،‬بل نسأله أن يوفقنا ألداء حق مستقبله وماضيه‪.‬‬
‫وإىل هذا ينبغي أن يكف القلم عنانه‪ ،‬ويلبد عجاجته‪ ،‬ويغيض جماجته؛ وإليكم املعذرة من كثري‬
‫هذا اهلذر‪ ،‬فاملشوق املغلوب ال يعرف ما يايت وما يدر‪ ،‬واالختصار أوىل‪ ،‬ولشرفكم الفضل‬
‫األجلى‪ ،‬ويكفي من احللي ما قد حف بالعنق‪ .‬وخنص بالسالم‪ ،‬ومزيد اإلكرام‪ ،‬من مشلته عنايتكم‬
‫الكرمية‪ ،‬من قرابة وبنني وخدم وأصحاب‪ ،‬أدام اهلل هبم عزكم‪ ،‬وأمن باللطف والعناية حرزكم‪،‬‬
‫ءامني والسالم‪ 17 .‬شعبان ‪ 1368‬هـ‪.‬‬
‫هذه رسالة أخوية من أمحد بن صاحل التاوريريت إىل شيخه أيب احلسن اإللغي افتتحها بشعر‪:‬‬
‫بساطا أجادت وشيـــــــــه راحة النهــر‬ ‫سالم كما مد النسيم من الصبـــــــــــــــــا‬
‫بها راحة الحيران مطلـــع‬ ‫يجاري به ساري الصبا نحو ساحـــــــة‬
‫الفـــــــــــــــــــجر‬
‫ـحزين وإنصاف الغبين من الدهر‬ ‫مغان بها عز المهين وسلوة‬
‫الــــــــــــــــــــــ‬
‫من الدهر ثم تاب للحرب كالصقر‬ ‫نعمت بها باال على حين غــــــــــرة‬
‫علمت ولكن لذة الدهر في الجور‬ ‫فأخرجني منها بغير‬
‫جريــــــــــــــــــــــــــــرة‬
‫أحب إلى المشتاق من ظبية القصــر‬ ‫وإن مجال الطرف في عرصاتــهـــــــــــا‬
‫محيطا بها مثل القالدة‬ ‫فال زال ضافي الجد والفضل والندى‬
‫بالنــــــحــــــــــــــــــر‬
‫‪167‬‬
‫لكل كريم طيب فاضل صــــــــــدر‬ ‫وال برحت تلك المغاني مطالعـــا‬
‫كما سار ساري المدلهـمة بالبــــــــــدر‬ ‫يسير بغاة المكرمات بــــنـــــــــــــــوره‬
‫سالم زكي طيب عطر الـنشــــــــــــر‬ ‫ومــني على تلك المغاني وأهلــــها‬
‫شيخنا الذي حبر فضائله زاخر‪ ،‬وفلك عزه يف غمرات امللمات ماخر‪ ،‬وسيدي الذي باالنتساب‬
‫إليه أفاخر‪ ،‬مجيع األوائل واألواخر‪ ،‬وعمديت الذي عليه بعد اهلل اعتمادي‪ ،‬وركين الذي إليه يف‬
‫املهمات احنياشي واستنادي‪ ،‬وترياقي الذي به صلح فسادي‪ ،‬ونفق به كسادي‪ ،‬وشرق بشريب به‬
‫حسادي‪ ،‬عديت اليت هبا أحارب أعدائي‪ ،‬وأنصر أودائي‪ ،‬وأشتفي من دائي‪ .‬من تعرفت باإلضافة إليه‬
‫وتاهت نفسي أن تذكرت أين أصغر ما ملكت يديه‪ ،‬بدر هالة الفضائل‪ ،‬من اعرتف له بالتقدم كل‬
‫فاضل‪ ،‬شيخنا وأستاذنا من استحال به وابال رذاذنا سيدي أبواحلسن بن عبداهلل بن صاحل أدام اهلل‬
‫لكم تلك السيادة الفاخرة‪ ،‬ووصل لكم عز الدنيا بعز اآلخرة مبنه وسالم عليكم ورمحة اهلل وبركاته‬
‫وعلى من تشبت بكم وإليكم من األهل واإلخوان واألوالد والطلبة‪.‬‬
‫هذا وقد وصلنا كتاب سيدي فبلغ ما ليس وراءه بالغ‪ ،‬وأسر حىت مل يبق للسرور مساغ‪،‬‬
‫فناب مناب الوصل بعد طول اشتياق‪ ،‬فأصبحت كالسليم ظفر بالرتياق‪ ،‬فحمدت اهلل أن مل ينسين‬
‫سيدي من تعهده‪ ،‬وأن جعل لنا حظا من تفقه‪ ،‬السيما ما أحتفنا به سيدنا من اإلفادة‪ ،‬جريا على ما‬
‫كان عليه قبل من العادة‪ ،‬فاحلمد هلل الذي خبطابك أظفرين وإن مل أكن له أهال وقد شربت واهلل من‬
‫تلك اإلفادة كأس عقار‪ ،‬لو ذاقه يذ[كذا] حلال بينه وبني الوقار‪ ،‬فقد بان احلق وبلج‪ ،‬وزهق الباطل‬
‫األجلج‪ ،‬فقد خطر يف نفسي عندما أرقم ذلك الكالم ما أفاده سيدي فأعرضت عنه وتأولت تأويال‪.‬‬
‫وكتبه العبد الضعيف أمحد بن صاحل اليفرين عام ‪ 1318‬هـ ‪.‬‬
‫رسالة أخوية من البشير بن الطاهر اإلفراني إلى صديقه الحاج الحسين بن موسى اإلفراني‪:‬‬
‫وصلى اهلل وسلم على سيدنا حممد وآله وصحبه‪.‬‬ ‫احلمد هلل وحده‬
‫وقـــد مر بالورد فوق الجســـــــــــــــــيم‬ ‫سالم زرى بأريج النسيـــــــــــــــــــــم‬
‫عــــلى كل نجم مضيئ قسيــــــــــــم‬ ‫يؤم مقاما عال‬
‫رتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة‬
‫ـر من كلف الضيم يوما وسيـم‬ ‫مقام هو الملجأ الَّلْذ‬
‫يجيـــــــــــــــــــــــــــ‬
‫من عبد قلعت أعاصري الشوق عروق الصرب من أعماق قلبه‪ ،‬ونسجت أكف الغرام الوساوس‬
‫يف طراز لبه‪ ،‬وأسالت طوارق العجات اهلوى سيول الدمع من غربه‪ ،‬فديدنه إذا تأوبه الليل‪،‬‬
‫وأسبلت عليه الدياجري الذيل‪ ،‬مساهدة النجوم‪ ،‬ومقاساة لواعج الوجوم‪ ،‬فال تكتحل مآقيه بكحل‬
‫املنام‪ ،‬كأن جفوهنا فيها كالم‪.‬‬
‫رأى هدبها فارتاع خوف الحبائل‬ ‫إذا ظن وكرًا مقلتي طائُر الكرا‬
‫‪168‬‬
‫وكل ذلك من أمل االحرتاق‪ ،‬بنريان االشتياق‪ ،‬إىل من تزجى إىل ورود معني كرمه الزخار النياق‪،‬احلائز قصبات‬
‫السبق يف ميدان الكماالت‪ ،‬املتزيي بزي الوقار واجلالالت‪ ،‬ذاك الشهم النبيل‪ ،‬املتخلق مبا يزري بالورد إذا صافحه‬
‫النسيم العليل‪ ،‬من طبقت فضائله مجيع األقطار‪ ،‬وأحىي بنمري علمه ميت القلوب كما أحىي األرض اجملدبة وابل األمطار‪،‬‬
‫اهلمام الذي انتعشت به غامرات املعارف‪ ،‬وأورقت بسخائه أفانني العوارف‪ ،‬من زخرت به حبور املفاخر ودالت به‬
‫شوارد املآثر‪ ،‬الكرمي الذي ميتد على املعتفني ظل كرمه الوارث‪ ،‬ويتحكم قاصدوه يف ما له من تالد وطارف‪:‬‬
‫تحاول ثأرا عن بعض الكواكب‬ ‫معال تمادت في العلو كـــــــــأنمـا‬
‫األجمد الذي ال يزال يعلو إىل أن جاوز السهى ‪ ،‬وخيم يف سدرة املنتهى ‪ ،‬الصاحب الذي طوى قلبه على صرف‬
‫الوداد ‪ ،‬بشهادة ما له من مثل ذلك يف الفؤاد ‪ ،‬وقدميا قيل‪:‬‬
‫وأردت تعرف حلوه من مـره‬ ‫وإذا اعتراك الشك في ود امرئ‬
‫ينبئك سرك كل ما في ســره‬ ‫فاسأل فؤادك عن ضمير فــؤاده‬
‫وقيل‪:‬‬
‫وللحب آيات ترى ومعــــــارف‬ ‫خليلي للبغضاء حال‬
‫مبيــــــــــــــــــــنــــــة‬
‫العامل املشهور‪ ،‬الذي ال يشق غباره يف املنظوم واملنثور‪ ،‬من ال أمسيه إجالال وتكرمة وقدره املعتلي‬
‫عن ذاك يغنينا‪.‬‬
‫هذا وبعد السؤال‪ ،‬عن كنه األحوال‪ ،‬فقد ورد كتابك الذي أزرت ألفاظه بدرر البحور‪ ،‬وفاقت أسطاره‬
‫أسالك التقاصري على النحور‪ ،‬وال أظلمها فأشبهها هبا كما فعل من قال ‪:‬‬
‫وإال كما تلقيه نافثة‬ ‫كتاب كأسالك العقود على النحر‬
‫الســـــــــــــحــر‬
‫فاستفدنا منه سالمة األحوال‪ ،‬من مجيع ما ينغص عيشكم الطيب من األهوال‪ ،‬فحمدنا اهلل على‬
‫ذلك‪ ،‬واستدمناه منه يف هنا ويف هنالك‪ ،‬فجزاك اهلل على دوامك على العهد القدمي أحسن اجلزاء‪،‬‬
‫وصان ساحتكم من مجيع األرزاء ‪:‬‬
‫حتى تدور الدورة الدائـــــــــــــــرة‬ ‫آمين آمين بال منتـــــــهــــــــــــــــــى‬
‫مث إن الرابع من املعسول‪ ،‬احملتوي على مىن املطالع والسول‪ ،‬مل يزل باقيا حتت يدي‪ ،‬أنسخ منه‬
‫غرر الشيخ الوالد الذي هو فؤادي وعضدي‪ ،‬قدس اهلل روحه‪ ،‬ونور ضرحيه‪ ،‬فإن شيخنا مل يسألين‬
‫قط عن أحواله‪ ،‬وال أجرى ذكره يوما على آلة أقواله‪ .‬وإن أمكن توجيه التاسع على يد أمني‪ ،‬فوجه‬
‫به ولك األجر الثمني‪ ،‬فقد مست احلاجة جدا إىل متتيع العني بالنظر يف مناقب سيدي أيب املواهب‪،‬‬
‫الذي أغار على غرر فوائده ومآثره سارق التفريط الناهب‪ ،‬جزيت خريا‪ ،‬ووقيت ضريا‪ ،‬آمني‪.‬‬
‫وإليك ما تكلفته من شبه اجلواب‪ ،‬وإن كان ناكبا عن صوب الصواب‪ ،‬ولكن قدرة مثلي غري‬
‫خافية‪:‬‬
‫(والنمل يعذر في القدر الذي حمال)‪.‬‬
‫فـظلت شؤوني تستهل‬ ‫تألق برق من ثنيات‬
‫‪169‬‬
‫بنعمـــــــــــــــــــــــــان‬ ‫نعمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان‬
‫تململ مشكوك الضلوع‬ ‫وبت على جمر الغضى‬
‫بمـــرنــــــــــــــــــان‬ ‫متمـــلـــمــــــــــــــــــــــــال‬
‫جحيما وما نكبت عن صوب إيـمان‬ ‫وكابدت من نار الغرام بمن نــــــــــــــــأوا‬
‫بكل سكوب ليس يفسد‬ ‫تذكرت سكان الحمى سوقي الحـــــمــى‬
‫هتــــــــــــــــــــــــان‬
‫وال قر لي قـلب وال صح جثـــمانــي‬ ‫فما ملكت عيني دموع شؤونــــــــــهــــــــــــا‬
‫ألم يان لي أن أتوب ألم‬ ‫لي هللا كم أقفـو الصبا‬
‫يـــــــــــــــــــــــــــــان‬ ‫وغـــــــــــــــــــــــــروره‬
‫لكل كسول صاحــــبــــــــــا ال وال وان‬ ‫وأضرب من طرف السرى الجيد ال أرى‬
‫فعزم الفتى خير من أرذل خــــــــالن‬ ‫وأتخذ العزم الصــميم‬
‫مسايــــــــــــــــــــــــــــــــــــري‬
‫ثمار العلوم اليانعات من أغصــاني‬ ‫وأطلب من يهدي الفؤاد إلى اجتـــــنــا‬
‫يحوز خصال السبق في كل ميـــــــدان‬ ‫وما هو إال الندب من هو‬
‫دائـــــــــــــــــــــــــمــــا‬
‫لشوس المعالي بحر علم‬ ‫مؤلف شمل المكرمات‬
‫وعرفــــــــــــــــان‬ ‫مذلــــــــــــــــــــــــــــــــــــال‬
‫تربى ففاق كل شيب‬ ‫وذاك الذي في حجر كل فضيلـــــــــــــة‬
‫وشبـــــــــــــــــــــان‬
‫أخونا الحسين من عال فوق كيـوان‬ ‫هو الصاحب المملوء بالود‬
‫قلـــــبـــــــــــــــــــــــه‬
‫به عن فؤاد الصب العج أشـــجان‬ ‫وبعد فقد وافى كتابك فانـــــجـــــــــــــــــــــال‬
‫من الشوق والود الذي ليس بالفاني‬ ‫وأفصح عما قد رسا في حشـــــــــــــــــــــاكم‬
‫من إيمان عـبد خالص القلب رباني‬ ‫وحسن العهود قاله خير‬
‫مـــــرســـــــــــــــــــــــــــل‬
‫تألــــــق برق من ثنيات‬ ‫عليه صالة هللا ما قال‬
‫نعمـــــــــــــــــــــــــان‬ ‫قائــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل‬
‫مقامـة لحسن بن ابراهيم الشقراوي في التنويه بكتاب َم حمد آيت بومهاوت "منار السعود‬
‫عن تفروت الملود ومدرستها العتيقة"‬
‫حكى أبــو وهب قــال‪ :‬مــذ حيــدت التمــائم عن جيــدي‪ ،‬وأنــا منشــغل بطــاريف وتليــدي‪ ،‬عن اقتنــاء‬
‫زه ــر اآلداب‪ ،‬والول ــوج يف زم ــرة أويل األلب ــاب‪ ،‬فم ــا زال دي ــداين م ــرام اإلنف ــاق‪ ،‬يف الله ــو والس ــري يف‬
‫األســواق‪ ،‬حـىت أبــرق الــدهر بوعيــده‪ ،‬وبرقــع الوجـه بصــديده‪ ،‬وبقيت صـفر اليــدين‪ ،‬مقيــدا بقيــدين‪ ،‬ال‬
‫أحد جيود بفرزدقة‪ ،‬وال برزقة(‪ ، )1‬فلما برطم الليل وتربطمت(‪ ،)2‬ركنت إىل السـفر بعـد أن تـربمت‪،‬‬
‫وأخ ــذت يف هج ــو ال ــربم‪ ،‬وال ــدهر ص ــاحب اخلذم(‪ ،)3‬مث إين ميمت يف تل ــك الظلم ــاء‪،‬قري ــة من الق ــرى‬
‫اخلضراء‪ ،‬راجيـا قـرى ضـيف‪ ،‬أو دفـع حيـف‪ ،‬فشـمت نـارا أشـبهت برقـا‪ ،‬على قنـة تنــري أفقـا‪ ،‬فيممت‬
‫سناها‪ ،‬وأزمعت‬
‫‪170‬‬
‫على أن أذوق قراها‪ ،‬ولو بالولوج عنفا‪ ،‬على موقديها ولو كانوا ألفا‪ ،‬فما زلت يف السمت أخب‬
‫‪ -1‬الفرزدقة‪ :‬قتات اخلبز ‪ .‬والربزقة ‪:‬ضرب من الكعك الرقيق‪.‬‬
‫‪ -2‬برطم ‪:‬اسود ‪ .‬وتربطمت ‪ :‬لنتفخت غضبا ‪.‬‬
‫‪ -3‬الربم‪ :‬القوم السيئو األخالق ‪.‬واخلذم ‪:‬مجع خذوم وهو السيف القاطع‬

‫وأضع(‪ ،)1‬وآخذ من اجلد وأدع‪،‬فلما دنوت مسعت قززا(‪ ،)2‬ينشد رجزا‪:‬‬


‫مـــــــــــــــــتزرا ميمما‬ ‫أهال وســــــــــــــــهال بالــــــــــــــــذي‬
‫قــــــــــــــــــــــــرانــــــــا‬ ‫أتانــــــــــــــــــــــــــــــــــا‬
‫يبيت في خيامه يقظـــــانـــــا‬ ‫أتيت حيــــــــــــا مــــــــــــا شــــــــــــكا‬
‫زمــــــــــــــــــــانـــــــا‬
‫ليحضر الجزور والدنـــــــــــانـــــا‬ ‫منتظرا في لهفــــــــــــــــــة‬
‫ضيفــــــــــــــــــــــــانـــــــا‬
‫عليه ما يفرح الجنــــــــــــــانـــــــا‬ ‫مهيئـــــــــــــــــــــا ببهجة‬
‫خـــــــــــــــــــــــــــــــــــوانــــــــــا‬
‫لطارق أتاه أيا كـــــــــــــانـــــــا‬ ‫وليس مـــــــــــــــــــــــــــــــــزورا وال‬
‫شنــــــــــــــــــــــــــــــآنــــــــا‬
‫إذا سطا محل وال خــــــــزانـــــا‬ ‫وال بخيال في القرى حيــــــــــــــرانـــــا‬
‫فكان معطاء يــــــــرى جذالنـــــا‬
‫مث حيــاين حتيــة اإلســالم‪ ،‬وقــال ادخــل بســالم‪ ،‬فــوجلت دهلــيزا يضــوع ريــا‪،‬فنســيت املســك نســيا‪،‬‬
‫واحلشم باملوائد تـدور‪ ،‬واملاء على اجلمـر يفـور‪ ،‬وعلى الـثرى فـرش مبسـوطة‪ ،‬وهي بـاخلز منوطــة‪ ،‬ويف‬
‫فنــاء الــدار أضــياف يســقيهم غطريــف‪ ،‬عقــارا ومــا بينهم عــرتيف(‪)3‬؛ فقلت يف نفســي هــذا عــرس‪ ،‬أو‬
‫خــرس‪ ،‬واهنمكــوا يف شــرب اخلنــدريس(‪ ،)4‬والســمر على مــذهب إبليس‪،‬فــانزويت يف ركن من الــبيت‬
‫هناك‪ ،‬هـاجرا مـرامهم ذاك‪ ،‬مث أحضـرت املوائـد كأهنا هـاالت تسـطع‪ ،‬أو روضـات بـالنور تلمـع‪ ،‬وقـد‬
‫تراست فيها أطعمة‪ ،‬كربوة باألزهار معممة‪ ،‬وكان حبيايل جرضــم جيردم‪ ،‬وهــو يف املوائــد جيرســم(‪،)5‬‬
‫حىت إذا كرعنا من حياضها‪ ،‬ومحدنا ما يف رياضها‪ ،‬انربى من بني القوم جخـدف‪ ،‬عليــه رعابــل وهــو‬
‫يف الــدهليز يتغطــرف(‪ ،)6‬قــال‪ :‬يــا قــوم‪ ،‬قــد اســتوى بنــا اجمللس‪ ،‬فلينــثر علينــا منكم النرج ــس‪ ،‬وال يكن‬
‫منكم مــدحس(‪ ،)7‬حــىت جيلــو من هــو خطــري منفس‪،‬فأنبضــوا نبــال الكالم‪،‬وخاضــوا مــوج اللطــام‪،‬فمــا‬
‫زالوا ينثرون ما يف جعاهبم‪ ،‬وخيرقون حجب اآلداب حبراهبم‪ ،‬إال رجال على فيه لفام‪،‬كأنه كمام (‪،)8‬‬
‫وألقى حلافـا على ظهـره‪ ،‬وانعـزل كأنـه بـاز يف وكـره‪ ،‬يـرتبص حصـر القـوم يف الكالم‪ ،‬ليـديل بـدلوه يف‬
‫الزحــام‪ ،‬فلمــا اســتوى العي على األلســنة‪،‬وعم اجمللس ظــل املســكنة‪ ،‬بــرز كأنــه ضــرغام‪،‬أو صــرخام(‪،)9‬‬
‫وقال يا أصحاب‬
‫‪ -1‬السمت ‪ :‬الطريق ‪ .‬أخب وأضع ‪ :‬نوع من السير‪.‬‬
‫‪ -2‬القزز ‪ :‬الظريف ‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫‪ -3‬الغطريف ‪ :‬الشاب الظريف ‪ .‬والعتريف ‪ :‬الخبيث الفاجر ‪.‬‬
‫‪ -4‬الخرس ‪ :‬طعام الوالدة ‪.‬و الخندريس ‪ :‬الخمر‪.‬‬
‫‪ -5‬حيالي ‪ :‬بجانبي ‪ .‬جرضم ‪ :‬أكول ‪ .‬يجردم ‪ :‬يأتي على ما في الجفنة ‪ ,‬ويجرسم ‪ :‬يحدق النظر‪.‬‬
‫‪ -6‬انبرى ‪ :‬اندفع ‪ .‬جخدف ‪ :‬الضخم النبيل ‪ .‬رعابل ‪ :‬الثياب البالية ‪ .‬و يتغطرف ‪ :‬يسرع في المشي ‪.‬‬
‫‪ -7‬مدحس‪ :‬مفسد ‪.‬‬
‫‪ -8‬اللفام ‪ :‬ما يوضع على فم اإلنسان كاللثام‪ .‬والكمام ‪ :‬ما يوضع على فم البعير‬
‫‪ -9‬الصرخام ‪ :‬البعير ‪.‬‬

‫النكت اللطيفة‪ ،‬وامللح الظريفة‪ ،‬سأرصـع ليلتكم الغـراء‪ ،‬كمـا رصـعت النجـوم السـماء‪ ،‬وأحييهـا كمـا‬
‫أحيا "منار السعود" ‪ ،‬مفاخر مدرسة امللود‪ .‬مث انطلق كالسهم ينشد‪:‬‬
‫ونأيت عن بلدي وذقت لظى‬ ‫يا قوم قد ذقت المرارة والشقــــــــاء‬
‫أروي لـــــكم منهـــــــــــــــ‬ ‫حتى رأيت من الزمان عجائــبـــــــا‬
‫(‪)1‬‬
‫ما قيـدا‬ ‫إني رأيت جماعة قتلوا عجـــــــــــــو‬
‫زا ثم بـــــــــــــاتوا يجتلـــــــ‬ ‫وجماعة يبكون في عــــــــــــرس إذا‬
‫الصــــــــــــــــــــــــــــــــدى‬
‫رفعت زغاريــــــــــــــــــد و‬
‫(‪)3‬‬
‫فرقـــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫ن رأيتــــــــــــــــــهم ال يش‬ ‫ومدينـــــــــــة فيها أنـــــــــــاس‬
‫(‪4‬‬
‫الجـــــــــــــــــــــــــــــــدا‬ ‫قانعـــــــــــــــــــــــــــــــو‬
‫ن وكلهم ساروا على سبل اله‬ ‫ومدرسين بمجلس قد يلحنــــــــــــــــــو‬
‫فرقا مــن الضرغام حين تمـ‬ ‫وقنابال تحت العجاج تفرقــــــــــت‬
‫(‪)6‬‬

‫وقبـــــــائال قد ساســـــــها فيـــــــل ـــ ر كأنــــــــــــــه فيــــــــــــــ‬


‫متبلــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫يسيـــــــــــــــــــــــــ‬
‫ولســــــــــــانه بــــــــــــالهج‬ ‫كم من فتى عاينته ذا حـــشمة‬
‫معــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫يتغامـــــــــــــــــــــــــزون ب‬ ‫كم فارعين ذوي حجا شاهدتهـم‬
‫لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مـــــــــع أنهم مـــــــــا قـــــــ‬ ‫وجماعة كم قرعة فازوا بــــــــــــــــها‬
‫(‪)10‬‬
‫النـــــــــــــــــــــــــــدى‬
‫أســفاره بين الورى لن تجح‬ ‫كم سافر ما جال طول حياتــــــــــــــــه‬
‫‪)11‬‬

‫ـــ هـــــــــا صاح أســــــــ‬ ‫كم من فالة جبتها فرأيت فيـــــــــــ‬


‫(‪)12‬‬
‫فرقــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫ـترث بفعله بل يراه‬ ‫كم من مصل فوق غيب غير مكـ ــــ‬
‫(‪)13‬‬
‫أحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدا‬
‫ــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ما قيد ‪ :‬لم يوجد في بطون الكتب ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫قتلوا ‪ :‬مزجوا ‪ .‬عجوزا خمرة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫يبكون ‪ :‬يغنون ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫‪172‬‬
‫قانعون ‪ :‬طامعون ‪ .‬الجدا ‪ :‬العطايا ‪.‬‬ ‫‪-4‬‬
‫يلحنون ‪ :‬يصيبون ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫قنابل ‪ :‬جمع قنبلة ‪ ،‬وهي الطائفة من الخيل ‪ .‬العجاج ‪ :‬الغبار ‪ .‬فرقا ‪ :‬خوفا ‪.‬‬ ‫‪-6‬‬
‫فيل األولى ‪ :‬الخسيس الثقيل ‪ .‬والثانية ‪ :‬الحيوان المعهود ‪ .‬متبلدا ‪ :‬حيران ‪.‬‬ ‫‪-7‬‬
‫حشمة ‪ :‬غضب ويأتي للحياء ‪ .‬الهجر ‪ :‬الفحش ‪ .‬مغردا ‪ :‬رافعا صوته‪.‬‬ ‫‪-8‬‬
‫فارع ‪ :‬مستفل‪.‬‬ ‫‪-9‬‬
‫قرعة‪ :‬خيار المال‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫سافر‪ :‬كاتب‪ .‬وأسفاره‪ :‬كتبه‪.‬‬ ‫‪-11‬‬
‫جبتها‪ :‬قطعتها‪ .‬فرقدا‪ :‬ولد البقرة‪.‬‬ ‫‪-12‬‬
‫غيب‪ :‬ما اطمأن من األرض ‪ .‬مكترث‪ :‬مهتم‪.‬‬ ‫‪-13‬‬

‫طر من نضار‬ ‫كم من غـــــــــني زرتـــــــــه ولـــــــــه‬


‫(‪)1‬‬
‫عسجــــــــــــــــــــــدا‬ ‫قنــــــــــــــــــــــا‬
‫طلــــــــــق بها كبـــــ‬ ‫كم قد رأت عيني شجاعــــــــا ذا يد‬
‫بأحــــــــــــــــــــــــــــــــــــر‬
‫كربي وما قاربت قـط الصرخ‬ ‫كم ليلة قد انجلت في صرخـــــــــــــد‬
‫كم مرقد بـــــــه رقد أرقدت ـــ ه ليلــــــــــــــــــــــة والهم ص‬
‫مبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬ ‫فيــــــــــــــــــــــ‬
‫فلمــا خلب العقــول بنفث ســحره ‪ ،‬وزم بأنفــه عن تفســري أمــره ‪ ،‬قــال‪ :‬مــا لكم حيــارى‪ ،‬كــأنكم‬
‫سـكارى‪ ،‬فـإن لألدب أبوابـا مـا قارعهـا قـارع‪ ،‬وال ميمهـا طــامع‪ ،‬فنقبـوا يف الكـنز املدفون‪ ،‬وال ترضـوا‬
‫باملظهر املفتون‪ .‬فلما آنسـوا منــه الكــزازة ‪ ،‬وظنــوا أهنم تــاهوا يف املفــازة‪ ،‬أمجعــوا على أن ميألوا ذنوبــه‪،‬‬
‫لين ــري يف الكالم دروب ــه‪ ،‬ف ــأيقن أن الق ــوم س ــكروا ف ــأذعنوا‪ ،‬وإىل الس ــبب ارتكن ــوا‪ ،‬مث جلس القرفص ــاء‬
‫وقال‪ :‬واهلل الذي أوجـد هـذا العظلم‪ ،‬وسـوى لنـا هـذا الكلحم(‪ ،)5‬مـا فهت بتفسـريه وال أبنت تعريفـه‬
‫من تنكـريه‪ ،‬حـىت توفـوا الكيـل بكيلني‪ ،‬أو تكونـوا ممن رجـع خبفي حـنني‪ ،‬فدهشـوا لشـروطه‪ ،‬وحتملـوا‬
‫الص ــرب حتت ض ــغوطه‪ ،‬وق ــال‪ :‬إين ال أطلب م ــاال‪ ،‬وال أرج ــو ن ــواال‪ ،‬س ــوى مسحج وحس ــام‪ ،‬وس ــلمج‬
‫وزمــام(‪ ،)6‬فتعجب القــوم من طلبتــه‪ ،‬وغــريب خطبتــه‪ ،‬مث إن الــداعي للتقــري‪ ،‬وجل اصــطبال‪ ،‬وأخــرج‬
‫خيال‪ ،‬فتقــدم الشــيخ إليــه واجلذل ظــاهر عليــه‪ ،‬فكبح من اخليــل نشــدته‪ ،‬وهــو الزم صــمته‪ ،‬مث أخــذ يف‬
‫الطلب‪ ،‬وقال‪ :‬دعوا الصخب‪ ،‬وخذوا من الراحة قسطا‪ ،‬وانبذوا عنكم سخطا‪ ،‬حىت ينبلج الصــباح‪،‬‬
‫وم ــا عليكم جن ــاح‪ ،‬ففي الص ــباح حيم ــد الق ــوم الس ــرى‪ ،‬ويرحتل الك ــرى‪ .‬فلم ــا أبص ــر النع ــاس دب يف‬
‫أجفـ ــاهنم‪ ،‬وحـ ــاك يف آذاهنم‪ ،‬بـ ــرود الصـ ــمم‪ ،‬ويف أفـ ــواههم مطـ ــارف البكم‪ ،‬امتطى صـ ــهوة الفـ ــرس‪،‬‬
‫وانطلق يف الدلس‪ ،‬وهو ينشد بال خرس‪:‬‬
‫وجوبي بي الفيــــــــــــــافي‬ ‫إلى إفــــــــــــــــران شــــــــــــــــدي لي‬
‫والرمـــــــــــــــاال‬ ‫الرحــــــــــــــــــــــــاال‬
‫كصقر في الفضا سبق الخيـــــــــاال‬ ‫وجودي بالقوى حتى أرانـــــــــــي‬
‫إلى أن تبلغي إفــــــــــــــــــــــــــران‬ ‫وال تقفي ‪ ،‬وال تردي وجـــــــــــــــدي‬
‫حـــــــــــــــــــــــاال‬
‫‪173‬‬
‫دهـــــــــور وتشربين الما‬ ‫ففيها تســـــــــعدين وتـــــــــرتعين ــــ‬
‫الــــــــــــــــزالال‬ ‫الـــــــــــــــــــــــــ‬
‫إذا أهدى لها الشجر الظــــــــــــــالال‬ ‫وفيها تسرحين على الروابــــــــــــــي‬
‫‪ - 1‬العسجد‪ :‬البعير الضخم‪.‬‬
‫‪ - 2‬طلق‪ :‬مطلوقة‪ .‬كبل‪ :‬فرو كثير الصوف‪ .‬يغير ‪ :‬يشن الغارة‪.‬‬
‫‪ - 3‬صرخد‪ :‬موضع بالشام‪ .‬والصرخد‪ :‬من أسماء الخمر‪.‬‬
‫‪ - 4‬مرقد‪ :‬الطريق البين‪ .‬أرقدت فيه‪ :‬أقمت فيه‪.‬‬
‫‪ - 5‬العظلم ‪ :‬الليل المظلم‪ .‬والكلحم‪ :‬التراب‪.‬‬
‫‪ - 6‬السمحج‪ :‬من الخيل الطويلة الظهر ‪ ،‬ومن القوس الطويلة‪ .‬والسلمج‪ :‬النصل الطويل الدقيق‪.‬‬

‫فعلمت أنــه أبــو معمــر‪ ،‬صــاحب اجلوهر‪ ،‬الــذي إذا ألقى شــباكه صــاد‪ ،‬وإذا كــر أجــاد‪ ،‬فأضــمرت‬
‫أن ال أخــرب القــوم‪ ،‬مبا صــدر منــه اليــوم‪ .‬فلمــا انبلج الصــباح‪ ،‬وغــاب القمــر الوضــاح‪ ،‬زال الكــرى عن‬
‫اجلفــون‪ ،‬فتحـرك القــوم بعــد الســكون‪ ،‬وراحـوا ينشـدون الشــيخ بني الــديار‪ ،‬ويســألون كــل جـار‪ ،‬فلمـا‬
‫بان تلهفهم‪ ،‬أخربهتم؛ وملا عاينوا مكره‪ ،‬علموا وكره‪ ،‬فتعجبوا من نصل سهامه وسحر كالمه‪.‬‬
‫قصـة قصيـرة ‪ :‬ل ‪ :‬لحْس ــن بن ابراهيــم الشقراوي‪:‬‬
‫" نبيل ــة"‬
‫اندفعت نبيلة تشق طريقها يف تلك الرمال احلارة متجهة حنو البحر‪ ،‬تارة متيل إىل اليسار‪ ،‬وتارة‬
‫إىل اليمني‪ .‬نغمات الرياح هتمس يف أذنيها… أشارت مبنديل حنو شاب منعزل كان هناك ‪ ،‬تابعت‬
‫خطواهتا‪ ،‬اقرتبت من البحر‪ ،‬صخور على املاء‪ ،‬سفن جتري… تبسمت للكل‪ ،‬وقالت‪ :‬ما الذي‬
‫ينقصين؟ ينقصين شيء يكمل رغبيت‪ ،‬ميأل املكان الفارغ‪ ،‬ينقصين احلب‪ ،‬مالت حنو صخرة‪ ،‬اتكأت‬
‫عليها‪ ،‬رائحة طيبة من البحر تغمر املكان‪ ،‬طيور تطري هنا وهناك‪ .‬أخرجت ءالة تصوير‪ ،‬وأخذت‬
‫تصور ما كان مجيال‪ .‬هذه أول مرة تزور فيها البحر‪ .‬كانت حمصورة يف بيت أبيها‪ ..‬فساعدهتا‬
‫الظروف لتقوم هبذه الزيارة اجلميلة‪ .‬قضت ساعتني أو أكثر هناك‪ ،‬مث رجعت إىل بيتها‪ .‬ضغطت‬
‫على الناقوس‪ ،‬انتظرت قليال فضغطت ثانية‪ .‬صوت ضعيف من الداخل ينادي‪ :‬إن موعد امتحانك‬
‫قريب‪ .‬فلماذا ال تطالعني دروسك‪ .‬تبسمت نبيلة لتجيب‪ :‬إين أطالع من حني آلخر‪ ،‬وسأحاول أن‬
‫أنكب على ذلك هذا اليوم…‬
‫ـ أنت عبقرية يا ابنيت‪ ،‬وأرجو لك مستقبال زاهرا‪.‬‬
‫ـ ذلك ما أرجوه يا أمي‪.‬‬
‫فارقت أمها وذهبت إىل قاعة املطالعة وأغلقت الباب‪ ،‬وفتحت النافذة‪ .‬ريح خفيف يشق‬
‫النافذة شقا‪ ،‬فيحدث صوتا كأزيز النحلة يف خليتها‪ .‬فتحت أول كتاب فعثرت فيه على قصة حب؛‬
‫طالعتها مرات‪ ،‬فتخيلت مستقبلها‪ ،‬مث جعلت يف الكتاب عالمة لتعود إىل القصة مرة أخرى‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫أقبلت على دروسها تراجعها‪ ،‬بينما نعاس خفيف يداعب عينيها‪،‬فأغفلت مقلتيها قليال‪ ،‬مث‬
‫فتحتهما‪.‬‬
‫دخل شعاع الشمس وصور يف إناء من زجاج براقة‪ .‬تأملتها هنيهة‪ ،‬مث قالت‪:‬يامبدع الكون‪،‬‬
‫يا مسخر الشمس لتضيء الدنيا‪ ،‬أكمل رغبيت‪ .‬وبينما هي تناجي رهبا مسعت دقات على الباب‪-:‬‬
‫نبيلة‪ ،‬نبيلة‪ ،‬حان موعد الغداء؛ صوت أختها الصغرية حنان‪.‬‬
‫مدت وانقبضت‪ ،‬وجالت بعينيها حنو تلك النافذة ‪ ،‬مث أغلقتها ‪ ،‬وخرجت لتدخل قاعة األكل‪.‬‬
‫حتدثت إىل أمها قليال بينما كانت حنان تالعب قطا صغريا ‪ .‬نظرت إىل الساعة وقالت‪ -:‬حان‬
‫موعد دخول أيب‪ .‬هزت األم رأسها وقالت‪ :‬نعم ‪ ،‬مل تبق إال بضع دقائق‪.‬‬
‫مسع دوي اجلرس ‪ ،‬فأسرعت حنان وفتحت الباب‪ .‬قبلها األب وسلمها هدية من زميلتها‬
‫زهراء‪ .‬تنحنح األب وقال‪ - :‬أين نبيلة؟ –‬
‫‪ -‬إهنا يف قاعة األكل مع أمي ‪ ،‬أجابت حنان‪.‬‬
‫مسعته نبيلة ‪ ،‬فأسرعت إليه وقبلت رأسه ؛ وربت على كتفها ‪ ،‬وأجلسها جبواره ‪ ،‬وسلمها‬
‫جريدة‪ .‬مررت عينيها على عناوينها ‪ ،‬وقرأت يف عمود بأهنا ستواصل دراستها يف فرنسا‪ .‬سر‬
‫اجلميع لذلك‪ .‬ومازج وجه نبيلة ابتسامة وخجل ينمان عن اندها شها ؛ ألهنا مل تتصور قط أهنا‬
‫ستزور فرنسـا‪.‬‬
‫‪ -‬قالت األم ويف يدها كعكة حتركها‪ :‬لقد أكرمك اهلل يا ابنيت‪ .‬فما كنت أظن أنك ستمتطني‬
‫طائرة قط‪.‬‬
‫أدار األب رأسه حنوها وقال‪:‬ولكن املؤمن ال ييأس من روح اهلل‪،‬وما مينعها إن كان يف‬
‫مستقبلها‪.‬‬
‫دخلت اخلادمة زينب ‪ ،‬ويف يدها أطباق الغداء‪ .‬وكم سرت حني مسعت من حنان أن أختها‬
‫نبيلة ستسافر إىل فرنسا‪.‬‬
‫قالت حنان‪ :‬إن التلفزة ستبث اليوم فيلما رائعا‪.‬‬
‫األب‪ :‬إذن اضغطي على الزر يا نبيلة‪ .‬الساعة تشري إىل الواحدة والنصف ‪ ،‬إنه وقت األخبار‪.‬‬
‫أنصت اجلميع وهم يتناولون الغداء ؛ حادثة سري يف أمريكا أصيب فيها كثري من األشخاص…‬
‫خرج األب إىل العمل بعد اسرتاحة قليلة ‪ ،‬ودخلت نبيلة غرفتها ؛ ومل يبق أمام التلفاز إال األم‬
‫وزينب وحنان‪.‬‬
‫أخذت نبيلة جتمع أوراقها وثياهبا ألهنا ستسافر يف الغد‪ .‬مشطت ذلك الشعر املنسرح الطويل ؛‬
‫مث خرجت إىل احلديقة ‪ ،‬فما زالت أفكار احلب والغرام تراود خميلتها‪ .‬تنهدت وجلست حتت شجرة‬
‫‪175‬‬
‫وارفة الظل تتأمل مجال الطبيعة ؛ يناديها صوت خافت من داخلها يستفسر‪ :‬ما معىن احلياة؟‬
‫والعبادة؟ والوفاء واإلخالص؟ واحلب؟…‬
‫قامت… ألقت بنظرهتا إىل مكان معشوشب ‪ ،‬فلمحت طائرا تنزف إحدى ساقيه دما ؛‬
‫أسرعت إليه ؛ محلته يف دفء روحي وقبلته ‪ ،‬أدخلته إىل غرفتها ؛ وعاجلته مث أخرجته إىل احلديقة‬
‫وأطلقت سراحه وهي تراقبه ميشي شيئا فشيئا إىل أن طار‪.‬‬
‫اليوم يوم اخلميس ‪ ،‬أشرقت الشمس ومدت أشعتها حاملة نكهة النشوة والفرح‪ .‬استيقظت‬
‫نبيلة‪ ،‬وهي حتس ببعض الفضاضة‪ .‬إهنا ستفارق أمها احلنون اليت تعاملها معاملة الصديقة ؛ وأباها‬
‫الذي يشجعها كثريا لتحقق أمانيها ؛ وزينب اليت تسهر معها ليايل بنكاهتا اللطيفة والقصص‬
‫الطريفة‪ .‬وتلك األخت اليت تذهب عنها احلزن كلما اغتمت‪.‬‬
‫محلت حقيبتها وودعت عائلتها‪ .‬طلبت املطار ؛ أخذت تذكرهتا ؛ وجلست مع فتيات كن‬
‫يشاركنها حفالت وندوات‪ .‬صافحت اجلميع‪.‬‬
‫صوت اجلرس يدوي ‪ ،‬حان موعد ركوب الطائرة ؛ قامت ونفضت عن حقيبتها غبارا لصق‬
‫هبا‪ .‬استوقف نظرها شاب حار عقلها يف وصفه‪ :‬استقامة ‪ ،‬ذراعان طويالن ‪ ،‬يرتدي بذلة جديدة ‪،‬‬
‫وجهه ينري‪ ..‬وقف قليال مث تابع خطواته ‪ ،‬تبعته خطوة خطوة ‪ ،‬رجع القهقرى مث ابتسم ؛ لقد بدأ‬
‫العشق يبين مسكنه يف قلبيهما‪ .‬فكل منهما يتصور خبياالته اآلخر مالكا‪ .‬اقرتبا من الطائرة ‪ ،‬ومل‬
‫ينطقا ولو بكلمة واحدة‪ .‬فتح الباب ودخال‪ .‬شاءت األقدار أن جيلسا يف مقعدين متجاورين‪ .‬أخرج‬
‫جريدة من حقيبته يقرأها‪ .‬ولكن نظراته ترتدد بني اجلريدة ونبيلة‪ .‬حياها ‪ ،‬وتذاكرا كثريا ‪ ،‬فتبادال‬
‫حديث العشق واهليام ؛ وأقلعت الطائرة تطلب األجواء ؛ وخامر نبيلة سبات‪ .‬يا هلا من فتاة مجيلة ‪،‬‬
‫لطيفة بالناس وباحليوانات‪.‬‬
‫مرت أربع ساعات والطائرة يف اجلو ؛ مث احندرت وحطت مبطار باريس‪ .‬نزل الشابان من‬
‫الطائرة واجتها حنو مقهى ‪ ،‬فتناوال فنجان قهوة‪.‬‬
‫قال فريد‪ :‬ماذا تتمنينه يا نبيلة يف حياتك؟‬
‫ابتسمت وحركت الكرسي برجلها وقالت‪ -:‬أمتىن أن أكون طبيبة أعاجل املرضى ‪ ،‬وأرحم‬
‫املستضعفني‪ ..‬أمتىن حبا صادقا ‪ ،‬ووفاء خالصا ‪ ،‬من رجل يعرف معىن احلب‪..‬‬
‫ضحك فريد ‪ ،‬مث استطرد قائال‪ -:‬ولكن ‪ ،‬من الذي اليعرف معىن احلب؟‬
‫‪ -‬إن كثريا من الناس ‪ ،‬حبهم جمرد عاطفة أو نزوة‪.‬‬
‫تناقشا كثريا؛‬
‫‪176‬‬
‫ومرت السنة‪ ،‬وتفوق اجلميع‪ ،‬ويف أيام الربيع أقيمت احلفالت إعالنا بزواج احملبوبني وكملت‬
‫رغبة نبيلة‪.‬‬

‫قصـة قصيرة‪:‬المعرفة ‪ /‬أو فتاة المكتبـة‬


‫حسن كنان‬
‫هواجس الفراغ تسطو علي ‪ ،‬وشعور بالوحدة واالغرتاب يكتنفين ‪ ،‬ومهوم وأوهام تتواىل‬
‫وترتاكم على قليب الواهن ‪ ،‬املثقل بأعباء احلياة ‪ ،‬وملل مميت يغمر كياين وجيعلين رغم أنفي أجهل‬
‫نفسي وكل ما حويل‪.‬‬
‫أندفع وأنساق مكرها ألنساب بني األمواج اهلائلة من املارة الذين الشك أهنم مثلي يعانون ما‬
‫أعاين أو أكثر ‪ ،‬أسري على غري هدى وأجوب الطرقات على مضض وكأين أحبث عن شيء ما ‪،‬‬
‫لكن ال أحبث إال عن نفسي اليت ضاعت مين وال تزال ‪ ،‬فقدت لذة كل شيء وسئمت‪.‬‬
‫وفجأة وأنا تائه يف غياهب القلق واالضطراب واالكتئاب أصحو من غفويت‪ .‬وأستيقظ من‬
‫سبايت وغفليت ألرى قباليت وجها مجيال براقا كالبدر ؛ سرت يف بدين رعشة وتغري كل شيء أمامي‬
‫‪ ،‬كانت ذاكريت معطلة فاستأنفت عملها لتختزن صورا هلذا املالك الغريب اجلميل‪.‬‬
‫ألول مرة أتذوق وأعرف ماذا تعين سلطة اجلمال ‪ ،‬ذهلت للحظات وأنا أتأملها ‪ ،‬أتأمل طلعتها‬
‫ومجاهلا األخاذ وقوامها املديد‪.‬‬
‫سرت وراءها مرغما ‪ ،‬ألتهمها بعيين الغائرتني املتعطشتني إىل معرفة املزيد‪ .‬تلج باب إحدى‬
‫احملالت ‪ ،‬أدخل وراءها متطفال ودون إرادة‪.‬‬
‫دخلت يف أثرها غري مبال بتصرفايت احلمقاء ‪ ،‬دهشت عندما اكتشفت داخل احملل دنيا غريبة ‪،‬‬
‫يسود جوها السكوت والصمت ‪ .‬عجبا ما أمجل هذا املكان املريح‪ .‬أدرت عيين متفحصا املكان‬
‫فرأيت رفوفا مألى بشىت أنواع الكتب‪ .‬وعلى كراسي القاعة جيلس ثلة من الفتيان تبدو يف سيمى‬
‫وجوههم عالمات النهم واحلرية ‪ ،‬كل غافل عما حييط به ‪ ،‬وكل يناجي كتابا أمامه وكأنه لياله‪.‬‬
‫أتساءل مع نفسي اليت خالطها اندهاش ملك مجيع أحاسيسها‪:‬ألكل شيء سوق خاصة به ‪ ،‬رمبا هذا‬
‫سوق العلم والعرفان‪.‬‬
‫‪177‬‬
‫اخنرطت فتايت ضمن القوم ‪ ،‬فتسلمت كتابا واهنمكت يف ارتشاف الرحيق الذي يسبل بني‬
‫دفيت ذلك الكتاب ؛ تأملت وجهها فرأيته وضاء مشرقا‪ .‬وبأصابعها اللينة تقلب صفحات ذلك‬
‫السفر املفتوح أمامها‪.‬‬
‫مل اجل قط سوق العلم والعرفان إال هذه املرة ‪ ،‬وبدون قصد ‪ ،‬مل تكن يف رغبة يف االستفادة وال‬
‫شوق لدي للعلم ‪ ،‬لكن دخلت من أجلها‪ .‬ومن أجل أن أقرأها هي ‪ ،‬لكنها تبدو لغزا يصعب حله‪،‬‬
‫أمتادى يف حماولة قراءهتا‪.‬‬

‫أتسلم كتابا طمعا يف أن أشغل بايل ‪ ،‬بل ملواصلة اإلمعان يف كنهها وحقيقتها ‪ ،‬طفقت يف‬
‫تصفح أوراق ال أتبني وال أفهم حمتواها ‪ ،‬تفكريي منحصر فيها وحدها ‪ ،‬ركزت نظري على‬
‫وجهها واستسلمت خلياالت جاحمة ‪ ،‬عجبا مل تنظر إيل قط ‪ ،‬بل متادت يف جتاهلها ونسياهنا كل ما‬
‫حوهلا‪ .‬ومتاديت أنا يف الرتكيز على تقاسيم وجهها أعجب كيف استطاعت أن تأسرين هبذه‬
‫السهولة ‪ ،‬وقد كنت قوي الشخصية والعزمية ‪ ،‬شيء غامض جعلين عبدا هلا وألعوبة بني يديها‪.‬‬
‫مل أكن أعشق املطالعة ‪ ،‬ومل أزر قط أية مكتبة عمومية ‪ ،‬ومن املستحيل أن جتدين أجلس إىل‬
‫كتاب ألقرأه‪ .‬أنا اآلن رغم أنفي أقرأ ‪ ،‬عفوا ‪ ،‬أمثل كأنين أقرأ‪.‬‬
‫طمعا يف أن تنظر إيل أتنحنح وأعيد التنحنح ‪ ،‬أسقط الكتاب عنوة كأنه وقع سهوا أحترك على‬
‫ذلك املقعد املتهلهل فيحدث أصواتا مزعجة حطمت ذلك السكون وبددت الصمت املخيم على‬
‫املكان ‪ ،‬االنزعاج ال يتجاوزين وإن جتاوزين فال يعدو أن يصل إىل تلك الثلة من الفتيان الذين‬
‫جيلسون قرهبا يتصفحون كتبا أو رمبا ميثلون كما أمثل ‪ ،‬إذ ما مسعوين أتنحنح حىت رفعوا رؤوسهم‬
‫ونظروا إيل‪ ،‬أما صوت الكرسي املتهلهل فقد أزعجهم حىت رأيت بعضهم ينظر إيل شزرا‪.‬‬
‫فشلت كل احملاوالت من أجل اجتذاب نظرهتا ؛ واقتنعت أن ال قوة يل النرتاعها من عاملها‪ .‬مل‬
‫أنو االستسالم بعد ‪ ،‬وإمنا قررت مواصلة قراءهتا ‪ ،‬لكن هذه املرة لن أكتفي مبا يبدو على وجهها‬
‫من سذاجة وبراءة ‪ ،‬سأغوص إىل ما ميكن أن يسترت داخل أعماقها‪.‬‬
‫أمسع ضحكات قيم املكتبة وهو خياطب صديقا له فخيل إيل أنه يضحك مين مستهزئا ‪ ،‬وأتوهم‬
‫أنه يريد أن ينبهين إىل محاقيت اليت بلغت أوجها عندما ظننت أنين أستطيع أن أغوص يف أعماقها‪.‬‬
‫مللت وكدت أن أغلق دفيت ذلك السفر الذي أعجزين فهم حمتوى فصوله ‪ ،‬رغبة جاحمة وهلفة‬
‫عارمة تتوارى يف أعماقي لتفرضا علي أن أمتادى مرغما‪.‬‬
‫أطرح أسئلة عدة ال تزيد الوضع إال تأزما وال تزيد اللغز إال غموضا‪.‬‬
‫من تكون؟‪.‬‬
‫‪178‬‬
‫خييل إيل وأنا يف هذه الدوامة أهنا مل تكن إنسانة‪ .‬رمبا هي جنية آخنرطت يف سلك اإلنسية‬
‫مؤخرا أو هي مالك هبط من السماء حلينه‪.‬‬
‫صمتها حيريين يذيبين ‪ ،‬يعذبين عدم مباالهتا ؛ جيعلين أسرتخص كل شيء مقابل أن تنظر إيل ‪،‬‬
‫ولو نظرة خاطفة وجيزة‪.‬‬
‫عدم الوصول إىل نتيجة يوحي إيل بأن أختلى وأهني عالقيت الومهية معها ‪ ،‬صممت العزم على‬
‫أال أنظر إليها مرة أخرى ‪ ،‬أحاول أن أتلهى وأحصر تفكريي يف فقرات ذلك الكتاب املهمل‬
‫املوضوع أمامي‪ .‬خييل إيل أهنا تعلم ما أنا فيه من العذاب بسبب إمهاهلا ‪ ،‬وأهنا تتلذذ بعذايب‪ ،‬أضمر‬
‫هلا حقدا ويرتعرع يف مكونات نفسي حب االنتقام‪ .‬لكن هذا هراء! كيف ميكن أن أنتقم وأنا ما‬
‫زلت يف حببوحة العذاب‪ .‬أقنع نفسي بأن االنتقام املناسب هو عدم املباالة والتجاهل واجلزاء باملثل‪.‬‬
‫أشرع يف تنفيذ اخلطة املوهومة ‪ ،‬أتناساها ‪ ،‬أقرأ الكتاب املهمل…‬
‫مرت برهة من الزمن وأنا أتأمل صفحات الكتاب‪ .‬أنظر إليها بطرف عيين ‪ ،‬أسرق بعض‬
‫االلتفاتات اخلاطفة وغري املكتملة‪.‬‬
‫محدا هلل لقد نظرت إيل لكن بنظرة فاحصة ‪ ،‬فحصتين من رأسي إىل أمخص قدمي ‪ ،‬نظرة‬
‫ملؤها الشماتة واالزدراء ‪ ،‬مما جعلين أجترع كؤوسا أخرى مرتعة من اآلالم ويقذف يب يف وسط‬
‫الدوامة ‪ ،‬ومرة أخرى أتساءل وأتساءل وأتساءل‪ ..‬ما سر هذا االزدراء؟‪.‬‬
‫مل يدر خبلدي أن نظرهتا ستعذبين كل هذا العذاب ‪ ،‬ويا ليتها ما نظرت إيل…!‪.‬‬
‫هذه النظرة االزدرائية كانت نتيجة فحصها هندامي ‪ ،‬رمبا كان هو السبب‪.‬‬
‫حيتمل أن ربطة عنقي مل تلبس على الوجه املطلوب أو أن معطفي كان من الطراز القدمي أو أن‬
‫حذائي قد تراكم عليه غبار الطريق؟‪.‬‬
‫آه ‪ ،‬نسيت أن مالبسي كلها جديدة حىت حذائي أشرتيته أمس فقط ‪ ،‬ربطة عنقي ألبسها يل‬
‫صديقي قبل أن أخرج وكان ماهرا يف فن األزياء‪.‬‬
‫لكن من تكون؟‪.‬‬
‫رمبا هي ابنة أحد األثرياء ؛ لكن هندامها يوحي بالبساطة ‪ ،‬وأهنا من عائلة متوسطة احلال‪.‬‬
‫أو رمبا هي من تلك الفتيات املتحذلقات اللوايت حيتقرن كل من يصادفنه لعقدة يف نفوسهن ؛‬
‫لكن لو كانت من تلك الفئة ما أحبت املطالعة كل هذا احلب وملا انزوت يف هذا الركن وبني هذه‬
‫اجمللدات؛ إن ذلك النوع ال يعدو تسكعه يف الشوارع وتردده على صالونات التجميل‪.‬‬
‫أنأمل وجهها جبد ‪ ،‬ال يبدو عليه أثر للمساحيق ؛ إذن ليست من هذا النوع ‪ ،‬السر يف‬
‫احتقاري يكمن يف شيء معنوي ‪ ،‬وال ميت للماديات بصلة‪.‬‬
‫‪179‬‬
‫أحس أن سر آحتقاري كامن يف معنويايت وطموحايت املنهارة‪.‬‬
‫اختنق وأخرج مطأطأ الرأس ذليال مهانا ‪ ،‬منهار العزمية‪ .‬السر يبدو واضحا ؛ إنه وال شك يف‬
‫تكويين الثقايف‪.‬‬
‫اقتنيت كتابا وأنا يف طريق العودة إىل داري‪ .‬وأخذت أضع مقارنات بيين وبني فتاة املكتبة ‪،‬‬
‫ملاذا تعشق املطالعة وأنا ال أعشقها‪.‬‬
‫إذن معنويايت مل ترق بعد إىل مستوى الذين كان ديدهنم املطالعة ‪ ،‬وباسنمرار أقرر أن أفرض‬
‫على نفسي القراءة وأن أجعلها عادة يل ‪ ،‬هذا اهلندام الذي أهتم به ال قيمة له عند فتاة املكتبة‪،‬‬
‫أصمم العزم على أن أمتلك قلبها وبأية وسيلة ؛ البد ‪ ،‬وأول خطوة سأنتهجها هي يف أن أوطن‬
‫نفسي على مداومة املطالعة ألرتقي فكريا ‪ ،‬وساعتها سأواجهها نعم أواجهها…! أما اآلن فأنا‬
‫الأملك حىت جمرد كيفية خماطبتها ‪ ،‬فكيف يل أن أقنعها وأنا عاجز حىت عن التكلم‪ .‬أخاف إن‬
‫تكلمت أن أهنار‪ .‬إن مالمح وجهي تدل على قصر مداركي الثقافية ‪ ،‬والبد أن شيئا ما سيتغري إذا‬
‫ما ارتقيت فكريا‪.‬‬
‫سأنقطع عن زيارة املكتبة آلسابيع ورمبا لشهور ‪ ،‬وبعدها أزورها الثبت هلا أنين لست من ذلك‬
‫النوع الذي يرضى بالدون‪ .‬إنين لست كما تتومهين…!‬
‫قرأت ذلك الكتاب وبعده قرأت كتبا كثرية ؛ حضرت بعض الدروس‪ .‬أحسست أن معنويايت‬
‫قد ارتفعت شيئا ما ‪ ،‬لكن هذا ال يكفي ألنين سأقابل إمرباطورية الفكر ؛ هاتف يناديين من أعماق‬
‫نفسي بأن ال قوة لك على مواجهاهتا أيها األمحق‪.‬‬
‫أواجه خياالت نفسي بأين لن أحضر إىل املعركة بدون سالح وحتما سأحضر‪.‬‬
‫األيام متضي والشهور تتواىل وتتتابع ‪ ،‬الكتاب ميزق وحديت ‪ ،‬ويكشف غميت ‪ ،‬ونسيت أنين‬
‫أقرأ من أجل فتاة املكتبة‪ .‬لقد أصبحت أقرأ وأطالع من أجل شيء آخر مل أكن أعرفه من قبل‪ .‬إنين‬
‫أقرأ من أجل شيء جمهول ال أعرفه‪ .‬فقط أحس بنشوته تالشت صورة فتاة املكتبة يف خميليت ‪،‬‬
‫آضمحلت وحل حملها حب جارف للكتاب‪.‬‬
‫يف صباح أحد األيام اجلميلة ‪ ،‬حيث الطقس مجيل ‪ ،‬والسماء بزرقتها تنعش النفوس جلست يف‬
‫إحدى احلدائق ‪ ،‬والعصافري تزغرد وتنشد شىت أنواع األناشيد املؤثرة ومعي أنيسي ‪ ،‬ذلك الذي‬
‫استطاع أن ميحو من ذاكريت كل شيء ‪ ،‬حىت فتاة املكتبة ذلك اللغز الذي حريين مدة من الزمن‪.‬‬
‫انغمست يف ذلك الطبق الشهي ألتهم ما يقدمه إيل ‪ ،‬مل تعد العصافري تنعشين ومل يعد مجال‬
‫الزهور جيتذبين‪ .‬لقد ارتقيت إىل ما مل أكن أطمح إليه‪.‬‬
‫‪180‬‬
‫بينما أنا يف خلويت احللوة إذ مسعت صوتا رقيقا يناديين بامسي ‪ ،‬انتبهت مشدوها ألراها‪ .‬إهنا‬
‫هي‪ ،‬وقد وقفت أمامي بقدها الفارع املديد لكنها تبدو وكأن عينيها مليئتان بدموع التوسل‬
‫واالستعطاف حيتين وجلست إىل جنيب وقالت‪:‬‬
‫أهال بك ياحمبويب الغايل ‪،‬‬
‫ازدادت دهشيت وارتفعت معنويايت إىل أعلى مستوى‪ .‬إهنا هي تكربت علي منذ أعوام فكيف‬
‫اآلن تتوسل إيل وتستعطفين وتطلب مين أن ال أتراجع بعد أن أحبتين ؛ أفقت من خيااليت وأوهامي‬
‫آلمسعها هتتف‪:‬‬
‫اآلن أحببنك ‪ ،‬أحببتك ‪ ،‬وأخاف أن تسلوين‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أين تسكنني؟‬
‫قالت‪ :‬بني السطور ‪ ،‬أال تعرف من أنا ؟! أال زلت جتهلين ؟! أعلم أنك حتبين وأنك لن تسلوين‬
‫ألنك شربت من كأسي‪ .‬لقد جئت من أجل أن أهنئك وألطلب منك املزيد واملزيد ‪ ،‬فإنين ال أقيم‬
‫وزنا للمظاهر ‪ ،‬إنين أعيش مع الذين يؤمنون باجلوهر وجيعلونه أساسا حلياهتم ‪ ،‬ولذا أحبك وأعيش‬
‫معك دوما ما دمت حترص على حيب‪ .‬وامتالكي ليس بالشيء اليسري وإذا ما واصلت الطريق فحتما‬
‫ستمتلكين‪ .‬إنين املعرفة‪.‬‬

‫قصـة قصيرة ‪ /‬حسـن كنـان‬


‫من عائلة فقرية ينحدر أصله ‪ ،‬ومن بني أشجار الزيتون والنخيل أطل إطاللته األوىل على احلياة‪.‬‬
‫أبوه جاوز اخلمسني حينها ‪ ،‬كان موظف يف قطاع النقل ‪ ،‬مولعا بلعب الورق والشطرنج يسهر‬
‫خارج البيت إىل أوقات متأخرة من الليل ‪ ،‬وتتداول االلسن أنه يدمن اخلمور واملخدرات ؛ هندامه‬
‫اجلميل جبلبابه األنيق ‪ ،‬ومبسبحته اليت تتالعب هبا أصابعه يلبسه طابعا متأللئا من اهليبة والوقار‪.‬‬
‫عصيب املزاج‪ .‬جهوري الصوت‪.‬‬
‫كثريا ما يسود التوتر العالقة بني أفراد هذه العائلة الصغرية ‪ ،‬فيهدد األب ويتوعد اجلميع ‪ ،‬وقد‬
‫يدفعه هتوره املألوف‪ -‬لدى أفراد العائلة‪ -‬ألن حيمل عصا يهوي هبا على كاهل األم املسكينة اليت مل‬
‫يبق منها إال أعظم متآكلة تقرتب من التالشي واالضمحالل‪.‬‬
‫قضت أمه طفولتها يف بيت متواضع وسط عائلة متوسطة احلال دخلها قليل أو منعدم ‪ ،‬يعمل‬
‫أبوها يف الزراعة وكاد قطار الزواج يفوهتا لوال أن من اهلل عليها هبذا الزوج املتسلط لينقذها من‬
‫براثن العنوسة ؛ فرضيت قانعة بتلك احلياة الرتيبة اململة اليت مل جتد عنها بديال ‪ ،‬دامت عشرهتما‬
‫الزوجية أعواما طواال فرزقا بثالثة أبناء ‪ ،‬بنتني وولد‪ .‬كانت أمنيتها أن ترزق بولد وقد رزقت به‬
‫‪181‬‬
‫مؤخرا ؛ وها هو ذا يرقد يف املهد ‪ ،‬جاء متأخرا بعد أن سئم اجلميع االنتظار والرتقب ‪ ،‬ويف ظروف‬
‫حرجة قاسية ازدادت فيها قسوة الزوج تأججا‪ .‬فقر مدقع خييم على العائلة ‪ ،‬وأب خامل اله غافل‬
‫عما يعاينه أفراد أسرته‪ .‬جر إليه التقاعد الويالت جرا ‪ ،‬وانضم إىل رفاق دأبوا على قضاء السهرات‬
‫يف املقاهي واحتساء اخلمور‪.‬‬
‫قد تتربم الزوجة أحيانا ومتل من صور حياهتا املتكررة ‪ ،‬صراخ وعويل أو ضرب مربح أو إمهال‬
‫قاتل‪ .‬أو دعوات بالسخط والدمار‪ .‬فتخلو بنفسها ‪ ،‬وختتار الوحدة لرتاجع أحداث أيامها منذ‬
‫دخلت إىل هذا البيت املتآكل اخلرب ‪ ،‬تدفعها سآمتها إىل آختيار احلل األسهل واملتوفر لديها‪.‬‬
‫فتتذكر فتاها ذاك الذي اليزال يرقد يف مهده فيرتاءى هلا طيفه وهو يستعطفها ويتوسل ‪ ،‬وتسمع‬
‫عويل بكائه ‪ ،‬تستسهل كل صعب من أجله وتتحمل العناء والعناء‪.‬‬
‫ينمو الطفل منوا هادئا ‪ ،‬كأمنا خيشى من املستقبل ويفضل أن يبقى رهني مهده ‪ ،‬فليت احلياة‬
‫ترتكه وليته ما كرب ‪ ،‬هبذه الكلمات يهتف وهو قد جتاوز مرحلة الطفولة وختطى أبواب مرحلة‬
‫الشباب‪.‬‬
‫فشل يف الدراسة بسبب إمهال والده واضطر أن يعمل من أجل أن يعول أمه وأختيه شق دروب‬
‫احلياة وحده فعاىن وعاىن ‪ ،‬آماله بعيدة املنال ‪ ،‬مل ترتكه ينعم ويسرتيح ‪ ،‬واجه وحتدى بقوة لكن‬
‫بدون جدوى‪ .‬أمام الواقع الصلد تذوب األحالم وتنهار ‪ ،‬ويتسرب اليأس والقنوط إىل القلوب‬
‫الواهنة‪.‬‬
‫كانت له طموحات عالية وأهداف ومرامي نائية وآمال وأماين جسام‪ ،‬فتبدد الكل ومل يبق‬
‫أمامه إال السراب‪.‬‬
‫أصعب مرحلة مير منها الشباب‪ ،‬مرحلة النزول من سطح اخليال إىل حضيض الواقع حيث‬
‫العمل واملسؤوليات اجلسام؛ وذو النفس العالية يصعب عليه أن يطأطئ رأسه ويتأقلم مع احلقيقة‬
‫والواقع ‪.‬‬
‫لكن صديقنا التهمه وحش كاسر ال يعرف الرمحة ‪ ،‬ونفخ يف مهته طموحا وأحالما أخرى‪.‬‬
‫مل يكن ذلك الوحش إال فتاة تبدو ساذجة غبية ‪ ،‬مجيلة جذابة متورمة اجلبني ممشوقة القد ‪،‬‬
‫مرحة الطباع ‪ ،‬عركتها احلياة وحطمت كربياءها صادفها يف أحلك أيام حياته ‪ ،‬ومل تقتنع به يف‬
‫بادئ األمر ‪ ،‬ورمبا مل تقتنع به قط‪ .‬كانت هي األخرى سيئة احلظ ‪ ،‬إذ فشلت يف جتربتها األوىل ‪،‬‬
‫يف أول زجية عندما فرض عليها أخوها املتعنت الزواج بفىت ال تعرف عنه شيئا ‪ ،‬مل يكتب هلذه‬
‫الزجية الدوام إال عاما واحدا أو عاما ونصفا ‪ ،‬فانفصال‪..‬‬
‫‪182‬‬
‫تقول‪ :‬ان فشلها يعود إىل احلب ؛ ألهنا كانت تعيش يف أحضان زوج بينما حتب آخر‪ .‬فعاشت‬
‫يف عذاب ‪ ،‬فخاصمها زوجها يوما فصارحته أهنا حتب (…‪ )..‬وأهنا تزوجته مرغمة ‪ ،‬وتأمل أن‬
‫تنتهي عالقتها يف أقرب أجل‪ .‬فلم حيتمل الزوج إهانتها ‪ ،‬فطلقها ‪ ،‬لتعود إىل من تظن أنه حيبها‬
‫لتكتشف فيما بعد أنه سالها وعوضها بأخرى ‪ ،‬مل تتأمل ومل تكتئب ‪ ،‬تريد أن تعيش حرة وبدون‬
‫مسؤوليات فعزفت عن الزواج مرة أخرى ‪ ،‬وقررت أن حتيا وحيدة ‪ ،‬فال نعجب عندما جندها‬
‫تشرتط على صديقنا عدم الزواج ‪ ،‬وأن يعيشا للحظات وبدون ارتباط‪ .‬قبل الشرط وانغمس يف تيار‬
‫احلب واهلوى الغاشم ‪ ،‬فصارت شغله الشاغل يردد امسها كأنه تعويذة ‪ ،‬متكن هواها يف قلبه ‪،‬‬
‫أنسته مرارة اهلزائم املتكررة ‪ ،‬وأحيت يف نفسه حب احلياة من جديد ‪ ،‬يذرف دموعه أمامها ‪،‬‬
‫يستعطفها ‪ ،‬يتوسل إليها أن ترتكه وحيدا حياول إقناعها بأن ال أمل له يف احلياة سواها‪.‬‬
‫دام حبهما عامني ‪ ،‬فعصفت به العواصف كما تعصف بكل حب ‪ ،‬فرآها متعن يف تعذيبه‬
‫وإيالمه‪ ،‬حتمل ‪ ،‬وحتمل ‪ ،‬ومن قرارة نفسه ينبعث شك يف إخالصها فصار يتبع خطواهتا فوجدها‬
‫يوما مع شخص غريب‪.‬‬
‫دارت به األرض ‪ ،‬وآحنبس الضوء أمام ناظريه ؛ بدأ له الكون مظلما قامتا‪ .‬تأمل وتأمل عادت‬
‫إليه أحزانه من جديد ‪ ،‬واستيقظ من حلمه ‪ ،‬فتذكر أمه وأختيه وما تعانيانه من آالم بعد أن نسيهما‬
‫مدة عامني‪.‬‬
‫قرر قرارا حامسا بأن ينسى املاضي وأقراحه وأتراحه‪ .‬خبطى وئيدة متباطئة دخل منزله املنفرد ‪،‬‬
‫الوحدة تلف املكان ‪ ،‬وصوت الريح تزجمر ‪ ،‬أغلق الباب وفكر وفكر‪.‬‬
‫حزم أمتعته يف حقيبته وودع املكان ليعود إىل أحضان والدته ومجع رسائل عشيقته وخياالهتا‬
‫ومجيع ذكرياهتا فرماها يف سلة املهمالت‪.‬‬

‫خاطــرة‪ " :‬اعترافات عاشــق " لحسـن كنــان‬


‫هذا الصرح الشامخ بنيناه بدموعنا ‪ ،‬أحكمنا صنعه بتأوهاتنا ‪ ،‬وزفراتنا ‪ ،‬وأوهامنا‪ .‬وصلنا إىل‬
‫ذروة الفرحة ‪ ،‬وانتصرنا على التحديات‪.‬‬
‫شربنا من اخلمور املعتقة ‪ ،‬ورقصنا مع العصافري على وقع أناشيد النسائم‪ .‬اخرتقنا األجواء ‪،‬‬
‫جتاوزنا حدود هذا العامل‪.‬‬
‫لكنك أبيت إال أن نعود ‪ ،‬إىل أسفل الدرك ‪ ،‬إىل أول نقطة‪.‬‬
‫جعلت اخليانة شعارك ‪ ،‬فضاع الصرح وبادت معامله‪..‬‬
‫محدا هلل إذ مل تتجسد بعد آثامنا ‪ ،‬فلو جتسدت لتحولت حيايت إىل جحيم‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫قصمت العرى وانتهى كل شيء‪ .‬وما وقع كان جمرد نزوة طيش و…………‪،.‬‬
‫كنت ضحية ما لقنوين بأن ال سعادة إال يف……………‬
‫وأن احلياة بدون………… كالشيء‪.‬‬
‫كنت فريسة للشعارات الكاذبة ‪ ،‬ووقعت يف املصيدة يف آخر حلظة متكنت من‬
‫الفرار………‬
‫فأل جترع املرارة ‪،‬‬
‫مرارة الذكرى ‪ ،‬والتأسف والندم…………‪..‬‬

‫مقالـة " األمازيغيــة " لمولـود السريري‪:‬‬


‫احلمد هلل وحده ‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد وءاله وصحبه‪.‬‬
‫إن النزعة األمازيغية وغريها من النزعات اليت تدعو إىل تقديس الذات والتمحور حول أشياء ال‬
‫فائدة فيها وال غاية من وراءها على ما أرى‪ .‬ألن ما يقال عن هذه التحركات من أهنا تسعى‬
‫للمنفعة للناطقني هبا سيؤدي إن عاجال أو آجال إىل العنصرية اللغوية وإىل الفتنة بني األمة الواحدة‬
‫اليت يعترب اإلسالم أقوى حبل يربط بيت أجزائها ‪ ،‬وموالنا سبحانه أوصانا باالحتاد والتالحم‬
‫وأوصانا بتقديس األخوة اإلسالمية وجعلها فوق كل اعتبار ‪ ،‬ألن اهلل تعاىل أحيانا بدين ومل حيينا‬
‫بتنضمت وال بامحو أومنري وال مبثل ذاك من املسائل اليت تعترب عند املؤمن على مر الزمان واألعصار‬
‫قضية تفريغ اخليال الشعري ‪ ،‬وهي حمكومة عنده برؤية ديننا احلنيف حيسن ما يراه حسنا ويقبح ما‬
‫يراه قبيحا ‪ ،‬هذا واملسلم يف غاية االرتياح واالطمئنان منذ أن أنزل اهلل كتابه العزيز فوصل إليه ‪،‬‬
‫يعيش يف ارتفاع روحي وهو يسمع قوله تعاىل‪ (:‬يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى‬
‫وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اهلل اتقاكم)‪( .‬سورة احلجرات ‪ .)13‬فتزول‬
‫أمام عينيه تلك الفوارق اليت كانت سائدة يف اجلاهلية ‪ ،‬وعلى ضوئها يقع الرفع لالنسان واخلفض ‪،‬‬
‫وال تزيد إال بغضا وحقدا وطائفية بني الناس ‪ ،‬واإلسالم دين احملبة والتآخي ونص البارئ سبحانه‬
‫وتعاىل على وجوب نبذ التفرق وجعله حمرما‪ .‬قال جل وعال ( يأيها الذين ءامنوا اتقوا اهلل حق تقاته‬
‫وال متوتن إال وأنتم مسلمون ‪ ،‬واعتصموا حببل اهلل مجيعا وال تفرقوا واذكروا نعمة اهلل عليكم إذ‬
‫كنتم أعداء فألف بني قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) آل عمران ‪ . 103-102‬وهذه دعوة‬
‫صرحية حترم التفريق بني األمة اإلسالمية على أساس لغوي أو عرقي أو إقليمي‪ .‬وإذ كان هذا حرام‬
‫‪184‬‬
‫فإن ما يؤدي إليه حرام‪ .‬وعلماء األصول ‪ ،‬يقولون‪ ":‬كل ما يؤدي إىل احلرام فهو حرام" ‪،‬‬
‫والواجب صيانة الوحدة وحفظها ‪ ،‬وال يتم ذلك إال باحلفاظ على العروة اإلسالمية وعلى حبلها‬
‫املتني رابطا ‪ ،‬و"ما ال يتم الواجب إال به فهو واجب" ‪ ،‬واإلسالم قد حسم هذه القضية من زمان‬
‫وشعبنا املسلم العريب قد ادرك هذا بأنه متهيد للتشتيت منذ الظهري الرببري‪.‬‬
‫وما جعلنا حنكم على هذا بأنه دعوة عنصرية هو ما نسمعه من البعض ‪ ،‬يقولون‪ ":‬إننا نعتز‬
‫برببريتنا أو أمازيغيتنا وعندنا ما ليس عند العرب ‪ ،‬وإمنا حنن استعمرتنا الثقافة الشرقية"‪ ،‬ما هذا؟ هذا‬
‫بغض يصدر من قلب مريض بالعظمة واألنانية‪ .‬وحنن نقول حنمد اهلل على نعمة اإلسالم ونشكره‬
‫على أن أنقذنا هبا من الوثنية الدنيئة ومن اجملوسية البغيضة‪ ،‬إن احلياة الروحية والطهارة اخلل ــقية‬
‫والفضيلة السماوية واملنحة اإلهلية اليت جاءت يف رسالة اإلسالم هي مطلب مجيع الصاحلني‬
‫واملصلحني من فالسفة ومفكرين على مر الزمان والعصور منذ أن ظهرت الفلسفة اإلغريقية وهي‬
‫تتمىن املدينة الفاضلة اليت أوجدها اهلل على يد رسوله الكرمي سيدنا حممد صلى اهلل عليه وسلم معلم‬
‫البشرية على اإلطالق وما يرفض احرتام لغة اهلل دين اهلل تعاىل وجعلها فوق أي لغة إال الذين أصيبوا‬
‫مبرض العمى يف بصائرهم ‪ (:‬صم بكم عمى فهم ال يعقلون) (البقرة ‪ . )170‬وما يعز يف النفس أن‬
‫هذه الفكرة جاءت من اخلارج واملقصود هبا تفريق ما مل يتفرق من ديار املسلمني ليسهل التمكن‬
‫فيهم واإلحاطة هبم ‪ ،‬ومن العجائب أن الذين يدعون إليها يعرفون أهنا ستؤدي إىل خماطر ‪،‬‬
‫ويذكرون صعوبة املواقف يف مثل هذه احلاالت اليت يغلب فيها الشرق وتسيطر فيه العنصرية‬
‫والعصبية على االنسان ‪ ،‬ويعرفون أيضا أن هذا سرييح أعداء املسلمني من املسلمني ‪ ،‬أمل يكف ما‬
‫عاناه املسلمون من االنشقاق واالنقسام؟ أمل حيسن العمل يف ميادين نفع اجلميع به بدل العمل يف‬
‫ميادين إهالك اجلميع؟! ما الذي نستفيده من قراءة رموز الكهوف واملغارات ؟! قد تكون املسألة‬
‫كما يقال مسألة ثقافية ‪ ،‬ولكن عند الباحثني فقط أو الدارسني ؛ أما عند الذين يريدون الفتنة ودق‬
‫اسفني التنافر فإن القضية ختتلف‪.‬‬
‫إن الثقافة األجنبية من نصرانية أو يهودية أو غريها مرفوضة ألهنا سرتدنا إىل ما كان عليه‬
‫األجداد السابقون قبل اإلسالم من االحنالل اخللقي واالعتماد على القوة املادية ‪ ،‬والوحشية‬
‫واالنكباب على اللهو واللعب ‪ ،‬وحياة الغابة وعبادة الشيطان وقبيله وهو طريق الكفار أهل النار‬
‫وذاك أمر أنقدنا اهلل منه‪.‬قال تعاىل يف قصة شعيب‪ (:‬قد افرتينا على اهلل كذبا إن عدنا يف ملتكم بعد‬
‫إذ جنانا اهلل منها) (األعراف ‪.)88‬‬
‫والثقافة األمازيغية إن كانت هلا ثقافة جيب أن يكون اإلسالم حاكما عليها تظهر على ضوئه‬
‫ويف حالة اإلذن بذلك ‪ ،‬وختتفي إذا أمر باختفائها‪ .‬وال يعرتف بالثقافة األمازيغية إال على أهنا لغة أو‬
‫‪185‬‬
‫هلجة تكلم هبا أناس فلما جاء اإلسالم اعتنقوه ودافعوا عنه باألرواح واألموال واعتربوه الدستور‬
‫الذي ال يتبدل وال يتغري‪ .‬ومن مث اعتنوا بلغته العربية ألهنا لغة دين رهبم وبأمازيغيتهم ألهنا لغة‬
‫األجداد ‪ ،‬ولغة الدين هي أعلى وأرفع وأمسى فوق كل هلجة أولغة؛واالحتفاظ باألمازيغية ثانوي‬
‫بالنسبة للغة العربية‪ ،‬فلو جاءنا القرءان بغري لغة العرب من لغات الدنيا الهتممنا بلغة ما نزل إلينا‬
‫ألننا وجدنا احلبل املتني يف كالم ربنا وسنة نبينا ومها أعز عندنا حىت من األجداد أنفسهم بله لغتهم‬
‫أو هلجتهم ‪،‬وقيمة اللغة العربية إمنا هي باعتبار ما سعت فيه من إضاءة سبيل اهلداية إىل معرفة‬
‫ربنا الكرمي العزيز وهي طريق إىل السعادة الدنيوية واألخروية واخلضوع إمنا هلل تعاىل وليس خضوعا‬
‫للغة العربية وال ألهلها ولكنها ملا كانت لغة القرآن اكتست هذه املنزلة اليت ما بعدها منزلة‪ ،‬ومن مل‬
‫يعرف ربه فليتخبط يف أمازيغية ما شاء فنحن سنكتفي بالتعلق بكتاب ربنا وسنة نبينا ما حيينا‪.‬‬
‫ونرد كل دعوة من هذا النوع إىل تنفيذ ما تأمره به النفس املريضة ‪ ،‬والعقول اإلستعمارية اليت‬
‫عجزت عن كبح تدفق ضياء اإلسالم على األرض فأرادت توقيفه هبذه الدسائس املغرضة واملكشوفة‬
‫‪ ،‬ومن أراد إحياء الثقافة األمازيغية فليحقق الكتب العلمية اليت ألفها جهابذة العلماء السوسيون‬
‫وغريهم من األمازيغيني وهي كثرية ونافعة ‪ ،‬وترفع من قيمتهم إذا كان ذلك هو املراد‪.‬‬
‫أما أصول األمازيغية فهي عربية وعلى أولئك أن يراجعوا كتب التاريخ ليعلموا أن فرتة‬
‫األمازيغية عارضة ‪ ،‬وأهنم عرب ‪ ،‬من قيس بن عيالن ‪ ،‬وهلذا املوضوع مقال آخـر‪.‬‬
‫إجازة الشيخ الرباني الحاج الحسين اإلفراني السوقي للعالمة األمجد عبداهلل بن محمد‬
‫اإللغي في أوراد الطريقة التيجانية‬
‫بسم اهلل الرمحن الرحيم ‪ ،‬اللهم صل على سيدنا حممد الفاتح ملا أغلق ‪ ،‬واخلامت ملا سبق ‪ ،‬ناصر‬
‫احلق باحلق ‪ ،‬واهلادي إىل صراطك املستقيم ‪ ،‬وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم‪.‬‬
‫احلمد هلل جل جالله‪ ،‬وعز كماله‪ ،‬وتقدست صفاته وأمساؤه‪ ،‬وتعاىل عزه‪ ،‬وتقدس جمده‬
‫وكرمه‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا وموالنا حممد قطب دائرة الوسائل‪ ،‬وقبلة التوجهات لكل‬
‫راغب وسائل‪ ،‬وعلى آله وصحبه مظاهر أنواره‪ ،‬وينابيع حكمه وأسراره‪ ،‬صالة وسالما دائمني‬
‫بدوام األبد‪.‬‬
‫وبعد‪ ،‬فقد أذن كاتبه عفا اهلل عنه اآليت عقب تارخيه‪ ،‬وأجاز اإلجازة التامة العامة ألخينا يف‬
‫ذات اهلل عز وجل وولدنا الربكة األرضى الفقيه املرتضى أيب حممد السيد عبداهلل بن أخينا وحبيبنا‬
‫املرحوم بكرم اهلل احلائز من الكماالت أعالها‪ ،‬ومن مكارم األخالق أغالها‪ ،‬الربكة السيد حممد بن‬
‫عبداهلل بن صاحل بن عبداهلل ساللة الويل املشهور الذي ال خيتلف اثنان يف واليته ‪ ،‬السيد عبداهلل‬
‫املدفون بأميور قرب زاوية أجرسيف رضي اهلل عنه وعنهم أمجعني ‪ ،‬يف أوراد شيخنا‬
‫‪186‬‬
‫وقدوتنا‪،‬ووسيلتنا إىل ربنا اخلامت األكرب ‪ ،‬والقطب املكتوم األشهر ‪ ،‬موالنا أيب العباس التيجاين‬
‫احملض احلسين رضي اهلل عنه ‪ ،‬ذكرا وتلقينا ملن رغب فيه من مجيع املسلمني واملسلمات بعد قبوله‬
‫الشروط املشروطة ‪ ،‬والتزامه اآلداب اليت هي بغاية احلسن والكمال منوطة ‪ ،‬وكذا يف الوظيفة‬
‫املعلومة ‪،‬‬
‫وذكر اهليللة بعد صالة العصر يوم اجلمعة بعد الوظيفة التابعني للورد األصلي‪ ،‬املشمولني باللزوم‬
‫معه‪ ،‬وكذا جبميع ما ثبت أنه مروي عن سيدنا الشيخ رضي اهلل عنه‪ ،‬ومتداول يف طريقته من‬
‫األذكار واألحزاب واألدعية والنوافل املؤقتة باألوقات املرعية مما اشتمل عليه كتاب جواهر املعاين‬
‫وغريه من كنانيش الطريقة كاجليش للشيخ حممد الصغري الستييت وميزاب الرمحة ألخيه الشيخ عبيدة‬
‫وغري ذلك‪ .‬جاعال له حبول اهلل وقوته يف هذا اإلذن وهذه اإلجازة أن يأذن وجييز ملن يظهر له تقدميه‬
‫لذلك من ولد ومريد مبا يقتضيه نظره يف ذلك من اإلطالق والتقييد‪ .‬لكن بشرط األهلية املعتربة عند‬
‫أهلها على النهج املعروف‪ ،‬والسنن املألوف ‪ ،‬كما تؤخذ من قوله‪ " :‬وقدم للتلقني العارف مبا ذكر‬
‫يف البغية من مراعاة املتأهل بشاهد حاله املفيد غلبة الظن ‪ ،‬العارف مبا يراد من الدخول يف الطريق ‪،‬‬
‫وبأحكام الطهارة وشروط الصالة ‪ ،‬دينا عاقال حليما مرفوع مهة عن الطمع ‪ ،‬وإال منع وامتنع ‪،‬‬
‫واشتغل بإصالح نفسه فهو أهم"‪.‬‬
‫وليس أمر التقدمي لتلقني األوراد كتلقني األوراد ‪ ،‬تلقن لكل من طلبها على أي حالة كان بعد‬
‫قبوله لشروطها ؛ بل البد فيه من اعتبار األهلية عقال ودينا حسبما هو مشروط يف عدل الرواية‪.‬‬
‫فليحذر املشفق على نفسه ودينه مما كان عليه العامة اليوم من التساهل يف ذلك جرب اهلل أحوالنا‬
‫مجيعا مبنه وكرمه‪.‬‬
‫وهذا اإلذن نتيجته أن يتعبد به هلل خالصا من شوائب احلظوظ ‪ ،‬ويوظف منه على نفسه ما‬
‫يقدر على توظيفه زائدا على األذكار الالزمة يف الطريق ‪ ،‬وأن يلقن من اإلخوان من شاء ما شاء‬
‫من األذكار غري الالزمة بقصد التعبد هلل ‪ ،‬وكذا بقصد التحصني مما خاصيته ذلك ‪ ،‬بشرط األهلية‬
‫املعروفة يف ذلك‪.‬‬
‫وأوصيه أن يتحرى يف التوظيف على نفسه وكذا على إخوانه فيما يلقنهم إياه من الزائد على‬
‫الورد الالزم ‪ ،‬فال يوظف شيئا من ذلك إال بعد إيناسه من نفسه أو من أخيه الوفاء بذلك الوظيف‪.‬‬
‫فكثريا ما يقع يف ذلك من ال علم عنده بعظم اخلطر فيه فتصيبه مصائب يف بدنه وماله عقوبة له ‪،‬‬
‫وخصوصا فيما كان متلقى عن الشيخ رضي اهلل عنه من احلضرة املصطفوية عليها الصالة والسالم‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫وهلذا كان سيدنا رضي اهلل عنه ال يأذن يف حزب البحر واألمساء اإلدريسية إال للخاصة من‬
‫أصحابه‪ .‬وهذا يف التوظيف بطريق الورد ؛ وأما الذكر بقصد التربك من غري تقيد بوقت وال عدد‬
‫فالبأس على فاعل ذلك إن شاء ‪.‬‬
‫هذا الذي استفدناه باملذاكرة مع شيخنا أيب املواهب السائحي رضي اهلل عنه ؛ وذلك مبا أجازنا‬
‫به شيخنا أبو عبداهلل السيد حممد بن أمحد أكنسوس القرشي اهلامشي اجلعفري رضي اهلل عنه عن‬
‫أشياخه األربعة السيد حممد الغايل وموالنا حمْم د بن أيب النصر وموالنا الطيب السفياين والسيد‬
‫عبدالوهاب بن األمحر الفاسي كلهم عن قدوتنا القطب املكتوم سيدنا وموالنا أمحد بن حَم ْم د‬
‫التيجاين رضي اهلل عنه عن سيد الوجود صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬
‫وأيضا عن أيب املواهب سيدنا حممد العريب بن السائح عن القطب الغوثي السيد احلاج علي بن‬
‫احلاج عيسى التماسيين عن سيدنا الشيخ رضي اهلل عنه وعنهم أمجعني ؛ وعن املقدم السيد حممد‬
‫اهلاشم السرغيين عن السيد حَم ْم د بن عبدالواحد بناين املصري الغناوي عن سيدنا الشيخ رضي اهلل‬
‫عنه وعنهم مجيعا عن سيد الوجود صلى اهلل عليه وسلم عن جربيل عليه السالم عن ميكائل عن‬
‫إسرافيل عن رب العزة جل جالله‪.‬ولنا أسانيد غري ما تقدم ‪ ،‬والكفاية فيما تقدم‪.‬‬
‫وأوصيك أيها األخ بتقوى اهلل العظيم يف السر والعالنية بقدر االستطاعة ‪ ،‬وأن ختلص العمل هلل‬
‫يف مجيع احلركات والسكنات ‪ ،‬وأن تتباعد عن العمل باخلاصية وعن مالحظة احلظوظ يف مجيع‬
‫املقاصد ؛ فإن االشتغال بالعمل للخاصية وعن مالحظة احلظوظ فيما يتوجه به املريد يف طريقنا من‬
‫أكرب العوائق عن املراد‪ .‬فال حيصل من ابتلي بذلك والعياد باهلل إال على الكد والتعب ‪ ،‬وتراكم‬
‫الظالم على قلبه ألن غيم احلظوظ حيول بني قلبه وبني األنوار الفائضة عليه من حضرة اهلل وحضرة‬
‫رسوله صلى اهلل عليه وسلم وحضرة الشيخ رضي اهلل عنه‪ .‬وأكثر من يؤتى عليه يف هذه الطريق‬
‫فيتأخر عنه الفتح إمنا هو من أجل هذا عصمنا اهلل من ذلك‪ .‬وأوصيه أن ال ينسى حق اإلخاء من‬
‫صاحل الدعاء‪.‬‬
‫قاله وكتبه بانسالخ ربيع الثاين عام ‪ 1327‬هـ العبد الضعيف الفقري إىل‬
‫مواله ومغفرته اجلاين احلسني بن‬ ‫عفو‬
‫احلاج أمحد بن احلاج بلقاسم اإلفراين التيجاين غفر اهلل ذنبه وسرت عيبه آمني‪.‬‬
‫انتهى ما كتبه ونقله صاحل ابن اجملاز من خط اجمليز بال واسطة‬
‫‪2/8/1415‬هـ أمنه اهلل آمني‪.‬‬
‫‪188‬‬

‫الخـاتـمـة‬

‫ثم أما بعد؛‬


‫فبعد أن أتينا على نهاية هذا البحث أختم ببعض الخالصات التي انتهى إليها‪:‬‬
‫‪ ‬إن منطقة إفران حيوية املوقع اجلغرايف‪ ،‬مما جعلها موئل خمتلف األجناس‬
‫والثقافات‪ ،‬فأهلها للحضور يف الساحة السياسية والعلمية والرتبوية واألدبية يف خمتلف‬
‫العصور…‬
‫‪ ‬إن احلركة األدبية اإلفرانية هي وليدة تفاعل جمموعة من العناصر واملكونات‬
‫أثرت فيها وأطرهتا وصبغتها بصبغتها وهي ‪:‬األحداث التارخيية اليت عرفتها املنطقة واملرحلة‪،‬‬
‫واألسر العلمية املركزية والتابعة وما تستقبله من وفود وما تدخره من خزائن‪ ،‬واملدارس‬
‫العلمية‪ ،‬أساتذهُت ا وطلبتها وبراجمها وحميطها وأنشطتها‪ ،‬واحلركات الرتبوية الفاعلة‪ :‬الناصرية‬
‫‪189‬‬
‫والدرقاوية والتيجانية والسلفية اإلصالحية‪ ،‬وحركة التأليف اإلفرانية الناجتة عن العناصر‬
‫الثالثة السالفة‪.‬‬
‫‪ ‬استقت احلركة األدبية اإلفرانية حنلتها األدبية من منبعني باديني مها األدب‬
‫اجليشتيمي اهلوزيوي احلضيكي التامكرويت بال جحود‪ ،‬واملراكشي عن حممد بن أمحد‬
‫أكنسوس الناهل أيضا من األدب التامكرويت‪.‬‬
‫‪ ‬تطور األدب اإلفراين من مرحلة نقل الغرس وبذر البذور مع ابن إبراهيم‬
‫التاماناريت واحلاج احلسني السوقي والتازمياميت إىل مرحلة النشأة مع مؤسس املدرسة اإللغية‬
‫إىل مرحلة االزدهار مع الطاهر اإلفراين وطبقته وتالميذه وتالمذة ابنه حممد ‪،‬مث عاش فرتة‬
‫فتور أو ذهول يف الفرتة االستعمارية وبعيد االستقالل‪،‬مث انبعث من جديد مع البقية الباقية‬
‫من تالمذة حممد بن الطاهر كأخيه البشري واحلاج حَم مد الناصري واحلاج احلسني البكري مث‬
‫مع فئة الشباب املعانق لألدب املعاصر يف مضامينه وبعض قضاياه ونزر من أشكاله من أمثال‬
‫بوسنكار وحلسن بن باها وحسن كنان الشقراوَّينْي وطبقتهم‪.‬‬
‫‪ ‬يتفاوت األدباء اإلفرانيون يف منازهلم األدبية؛ مما ميكن معه تصنيفهم إىل طبقات‬
‫مؤسسة على معايري ال جَت امل فيها وال حَت امل‪.‬‬
‫‪ ‬تضافرت العناصر الفاعلة يف احلركة األدبية وأعالم األدباء‪ ،‬فكان من نتائج تلك‬
‫احلركة إشعاع تعددت مظاهره‪ ،‬واتسعت رقعته بني الفئات االجتماعية املتباينة يف مناطق‬
‫سوس والصحراء واحلواضر املغربية وبعض البلدان العربية واإلسالمية‪ .‬وما يزال هذا‬
‫اإلشعاع مستمرا يف حدود سوس وحاحة وبعض احلواضر؛ ولكن بصورة أخف مما كان‬
‫عليه على عهد الطاهر وطبقته‪.‬‬
‫‪ ‬يتحرك األدب اإلفراين يف خدمة أبعاد ومناحي تؤطره وُتنقذه من العبثية ‪،‬تدور‬
‫بني الدينية والتصوفية‪،‬واألخوية‪،‬والقومية‪ ،‬والزمكانية‪ ،‬والذاتية النْف سية‪.‬‬
‫‪‬يشارك األدب اإلفراين شعُر ه ونثره يف خمتلف األغراض واألشكال الفنية املعهودة يف‬
‫األدب العريب يف مجيع مراحله وعصوره وبيآته املشهورة كاجلاهلية واإلسالمية والعباسية‬
‫واألندلسية واملغربية والسوسية‪ .‬ويستعني باألدوات التعبريية اللغوية والتصويرية واإليقاعية‬
‫واهليكلية املعهودة يف األدب العريب القدمي الذي ملا يعانق مستجدات العصر الشكلية‬
‫بالكلية‪ .‬فشعره عمودي‪ ،‬وترسله سجعي‪ ،‬وذوقه حمافظ‪ .‬وللقارئ أن يستبني ذلك من‬
‫خمتارات من األدب اإلفراين غري املنشور الذي أثبته يف الفصل الثامن‪ ،‬ليقف على أن هذا‬
‫األدب اإلفراين ُيظهر جبالء ميزة من خصوصيات احلضارة املغربية؛ إذ يستلهم التجارب‬
‫‪190‬‬
‫السابقة واحلاضرة استيعابا ال يفقده خصوصيته ‪،‬فتجد فيه مالمح من كل بيئة وعصر متتزج‬
‫مكونة صورة فسيفسائية أشبه بعمل خلية النحل "وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من‬
‫الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون؛ ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك‬
‫ذلال؛ يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس؛ إن في ذلك آلية لقوم‬
‫يتفكرون" سورة النحل اآليتان ‪.69-68‬‬

‫فهرس المصادر والمراجع‪:‬‬

‫املطبوعة‪:‬‬ ‫‪-1‬المصادر والمراجع‬


‫القرآن الكرمي‪،‬مصحف برواية ورش‪( ،‬ب‪.‬ت) ‪ ،‬دار املصحف ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪191‬‬
‫أبناو أمحد ‪ :‬سر الصباح ‪ ،‬ط ‪ ، 1993 /1‬مطبعة لينو النخلة ‪ ،‬الدارالبيضاء املغرب‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أعراب سعيد‪ :‬القراء والقراآت باملغرب‪ ،‬ط‪1/1410‬هـ ‪1990‬م ‪،‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪.3‬‬
‫بريوت‪،‬لبنان‪.‬‬
‫أفا احلسني‪:‬شعر احلسن البونعماين‪ ،‬مجع وحتقيق ودراسة ‪،‬ط‪،1/1996‬مطبعة النجاح‬ ‫‪.4‬‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫أفا عمر‪ :‬مسألة النقود يف تاريخ املغرب ‪،‬ط‪1/1408‬هـ ‪ ،1988‬مطبعة النجاح‬ ‫‪.5‬‬
‫اجلديدة‪،‬الدارالبيضاء‪،‬املغرب‪.‬‬
‫اإلكراري حممد‪ :‬روضة األفنان يف وفيات األعيان وأخبار العني وختطيط ما فيها من عجيب‬ ‫‪.6‬‬
‫البنيان‪ ،‬حتقيق محدي أنوش ‪،‬ط‪ ، 1/1998‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫اإللغي صاحل‪:‬إحتاف اجليل بزبدة علم اخلليل‪،‬ط‪1/1421‬هـ ‪2001‬م ‪،‬مطبعة النجاح‬ ‫‪.7‬‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫نفسه‪:‬املدرسة األوىل‪،‬ط‪1/1418‬هـ ‪1988‬م‪،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪،‬الدارالبيضاء ‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫أنيس إبراهيم‪ :‬موسيقى الشعر (ب‪.‬ت) ‪ ،‬دار القلم‪،‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫‪ .10‬بروفانسال ليفي ‪ :‬مؤرخو الشرفاء ‪ ،‬تعريب اخلالدي ‪ 1977 ،‬مطبعة الطالب ‪.‬‬
‫‪ .11‬البلغييت أمحد بن املامون‪ :‬االبتهاج بنور السراج ‪ ،‬ط‪1/1901‬م ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪ .12‬البهبييت حممد جنيب‪:‬تاريخ الشعر العريب ط‪ ، 4/1970‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ .13‬البوصريي حممد‪ :‬الربدة‪( ،‬ب‪.‬ت) ‪ ،‬دار الكتاب ‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫آيت بومهاوت حَم مد ‪:‬منار السعود عن تفروت امللود ومدرستها العتيقة‪،‬ط‬ ‫‪.14‬‬
‫‪،1/1994‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫التاماناريت عبدالرمحن‪ :‬الفوائد اجلمة يف إسناد علوم األمة‪،‬حتقيق اليزيد الراضي‪ ،‬ط‬ ‫‪.15‬‬
‫‪1/1420‬هـ ‪1999‬م ‪ ،‬مطبعة السنتيسي ‪ ،‬الدار البضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫التامري ابراهيم‪ :‬املتعة والراحة يف تراجم أعالم حاحا ‪،‬ج‪،1‬ط‪ ، 1/1995‬مطبعة النجاح‬ ‫‪.16‬‬
‫اجلديدة‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫نفسه‪:‬املتعة والراحة يف تراجم أعالم حاحا‪،‬ج‪،2‬ط‪ ،1/1998‬مطبعة املعارف‬ ‫‪.17‬‬
‫اجلديدة‪،‬الرباط‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن تاويت حممد‪ :‬الوايف باألدب العريب يف املغرب األقصى ‪ ،‬ج‪ ،3‬ط‪1/1404‬هـ ‪1984‬م‬ ‫‪.18‬‬
‫‪192‬‬
‫‪ ،‬دار الثقافة ‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .19‬التربيزي اخلطيب‪ :‬الكايف يف العروض والقوايف‪،‬حتقيق احلساين حسن عبداهلل‪(،‬ب‪.‬ت)‪،‬مطبعة‬
‫خاجني ومحدان‪.‬‬
‫‪ .20‬التجاجيت حيىي أمحد ‪:‬مآثر السلف ومفاخر اخللف‪،‬ط‪1/1991‬م‪،‬منشورات مجعية إيليغ‪.‬‬
‫تليمة عبداملنعم‪ :‬مدخل إىل علم اجلمال األديب ‪،‬ط‪ 2/1987‬دار قرطبة‪ ،‬الدارالبيضاء ‪،‬‬ ‫‪.21‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫عبدالتواب رمضان‪ :‬مناهج حتقيق الرتاث بني القدامى واحملدثني ‪ ،‬ط‪1/1406‬هـ ‪1986‬م‬ ‫‪.22‬‬
‫‪ ،‬مكتبة اخلاجني ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫اجلراري عباس‪ :‬األدب املغريب من خالل ظواهره وقضاياه ‪ ،‬ج‪ ، 1‬ط‪3/1406‬هـ‬ ‫‪.23‬‬
‫‪1986‬م ‪ ،‬املعارف اجلديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫جالب حسن‪ :‬احلركة الصوفية مبراكش‪،‬ط‪،1،1994‬املطبعة الوطنية ‪ ،‬مراكش ‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫‪ .25‬نفسه ‪:‬الدولة املوحدية‪،‬أثر العقيدة يف األدب‪،‬ط‪،2/1985‬مؤسسة بنشرة‪،‬الدارالبيضاء‪،‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫‪ .26‬اجلمحي حممد بن سالم‪ :‬طبقات فحول الشعراء ‪ ،‬ط‪ ، 1952/‬دار املعارف ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫اجلمعية املغربية للتأليف والرتمجة والنشر‪ :‬معلمة املغرب‪ ،‬ط‪ ،1991-1/1989‬مطابع‬ ‫‪.27‬‬
‫سال‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫جيمس جون‪ :‬حركة املدارس احلرة باملغرب(‪ ، )1970-1919‬ترمجة السعيد املعتصم ط‬ ‫‪.28‬‬
‫‪ ، 1/1991‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫حجازي مسري‪ :‬قضايا النقد األديب املعاصر‪ ،‬ط‪ ،1/1983‬شركة الطبع‬ ‫‪.29‬‬
‫والنشر‪،‬الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫احلساين إبراهيم‪:‬ديوان قبائل سوس يف عهد السلطان أمحد املنصور الذهيب‪ ،‬حتقيق عمرأفا‪،‬‬ ‫‪.30‬‬
‫ط‪ ،1/1989‬مطبعة النجاح اجلديدة الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن خلدون عبدالرمحن‪ :‬املقدمة‪ ،‬ط‪ ،1986/‬دار مكتبة اهلالل‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫‪ .32‬خليل حممد‪:‬حممد املختار السوسي؛ حياته وشعره‪ ،‬ط‪1/1406‬هـ ‪1985‬م‪ ،‬مؤسسة‬
‫بنشرة‪ ،‬البيضاء‪.‬‬
‫‪ .33‬راجع عبد اهلل‪ :‬القصيدة املغربية املعاصرة‪ ،‬بنية الشهادة واالستشهاد‪ ،‬ط‪ ،1/1987‬دار‬
‫قرطبة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .34‬الراضي اليزيد‪:‬شعر داود الرمسوكي ‪،‬مجع وحتقيق ودراسة ‪،‬ط‪،1/1992‬النشر العصري‬
‫‪193‬‬
‫بالكمبيوتر ‪ ،‬أكادير ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن أيب ربيعة عمر‪ :‬ديوانه ‪ ،‬ط‪1/1412‬هـ ‪1992‬م ‪ ،‬دار الكتاب العريب ‪ ،‬بريوت ‪،‬‬ ‫‪.35‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫ابن رشيق أبو احلسن‪ :‬العمدة يف حماسن الشعر وآدابه ونقده‪،‬حتقيق حممد حمي الدين‬ ‫‪.36‬‬
‫عبداحلميد‪(،‬ب‪.‬ت) دارالرشاد احلديثة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫رضا اهلل عبدالوايف‪ :‬النور املبغي يف رسائل وأشعار الشيخ اإللغي ‪ ،‬ط‪، 1/1989‬مطبعة‬ ‫‪.37‬‬
‫سوماكرام‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن الرومي‪ :‬ديوانه‪ ،‬ط‪ ،1974/‬دار الكتب‪.‬‬ ‫‪.38‬‬
‫‪ .39‬الزركلي خريالدين‪ :‬األعالم‪ ،‬ط‪5/1980‬م‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .40‬ابن زيدان عبدالرمحن‪ :‬الدرر الفاخرة‪ ،‬ط‪1/1937‬م‪ ،‬املطبعة االقتصادية‪.‬‬
‫الزيدي توفيق‪:‬تأسيس اخلطاب النقدي (أطروحة اجلمحي) ط‪،1/1989‬دار قرطبة‪،‬‬ ‫‪.41‬‬
‫الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫السامرائي أمحد يونس‪ :‬البحرتي يف سامراء حىت هناية املتوكل‪ ،‬ط‪ ،1970/‬بغداد‪ ،‬العراق‪.‬‬ ‫‪.42‬‬
‫السريري مولود‪ :‬مصادر التشريع وطرق استثمارها عند علي بن أمحد ابن حزم األندلسي‪،‬‬ ‫‪.43‬‬
‫ط‪ ، 1/2002‬دار الكتب العلمية ‪ ،‬بريوت ‪،‬لبنان‪.‬‬
‫نفسه‪ :‬منهج األصوليني يف حبث الداللة اللفظية الوضعية‪ ،‬ط‪1/1421‬هـ ‪2000‬م‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪.44‬‬
‫طوب بريس‪ ،‬الرباط املغرب‪.‬‬
‫سالم حممد زغلول‪ :‬تاريخ النقد العريب ‪(،‬ب‪.‬ت)‪،‬دار املعارف‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.45‬‬
‫‪ .46‬السوسي حممد املختار‪ :‬أصفى املوارد يف هتذيب نظم الرحلة احلجازية للشيخ الوالد‪ ،‬ط‬
‫‪1/1380‬هـ ‪1961‬م‪ ،‬مطبعة النجاح ‪،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .47‬نفسه‪:‬إيليغ قدميا وحديثا ‪،‬ط‪ ، 1/1961‬ط‪1386/‬هـ ‪1966‬م‪ ،‬املطبعة امللكية ‪ ،‬الرباط ‪،‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫‪ .48‬نفسه‪ :‬اإللغيات‪،‬ط‪1/1383‬هـ ‪1963‬م‪،‬مطبعة النجاح‪،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .49‬نفسه‪:‬املعسـول‪،‬ج‪-18-17-16-15-14-13-12-11-8-7-6-5-3-2-1‬‬
‫‪، 20-19‬ط‪،1963-62-1/60‬مطبعة النجاح اجلديدة‪،‬الدار البيضاء‪.‬ج‪ ،4‬ط‬
‫‪1/1960‬م‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬احملمدية‪.‬ج‪ ،10-9‬ط‪1/1961‬م ‪ ،‬مطبعة الشمال األفريقي‪،‬‬
‫الرباط ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .50‬نفسه‪ :‬خالل جزولة‪( ،‬ب‪.‬ت) ‪ ،‬املطبعة املهدية‪ ،‬تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪194‬‬
‫‪ .51‬نفسه‪ :‬رجاالت العلم العريب يف سوس‪ ،‬ط‪1/1987‬م ‪ ،‬مؤسسة التغليف والطباعة والنشر‬
‫والتوزيع للشمال‪ ،‬طنجة ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .52‬نفسه‪ :‬مدارس سوس العتيقة نظامها وأساتذهتا‪ ،‬ط‪1/1407‬هـ ‪1987‬م ‪ ،‬مؤسسة التغليف‬
‫والطباعة والنشر والتوزيع للشمال‪ ،‬طنجة ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .53‬نفسه‪ :‬من أفواه الرجال ‪،‬ط‪1/1382‬هـ ‪ ،‬املطبعة املهدية ‪ ،‬تطوان ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .54‬نفسه‪ :‬منية املتطلعني إىل من بالزاوية اإللغية من املنقطعني ‪،‬ط ‪ 1/1961‬مطبعة املهدية ‪،‬‬
‫تطوان املغرب‪.‬‬
‫‪ .55‬نفسه‪:‬اجملموعة الفقهية يف الفتاوى السوسية ‪،‬ط‪،1/1995‬مطبعة النجاح اجلديدة‪،‬‬
‫الدارالبيضاء‪،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .56‬نفسه‪:‬سوس العاملة ‪،‬ط‪2/1404‬هـ ‪1984‬م‪،‬مؤسسة بنشرة‪،‬الدارالبضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .57‬نفسه‪ :‬ذكريات ‪،‬ط‪1/1405‬هـ ‪1984‬م‪،‬مطبعة الساحل ‪،‬الرباط‪،‬املغرب‪.‬‬
‫السوالمي إبراهيم‪ :‬الشعر الوطين املغريب يف عهد احلماية ‪ ،‬ط‪ ، 1/1976‬دار الثقافة ‪،‬‬ ‫‪.58‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫الشايب أمحد ومن معه‪ :‬عبداهلل كنون ‪،‬ط‪ ،1/1997‬مطبعة إيديال ‪ ،‬املغرب‪.‬‬ ‫‪.59‬‬
‫نفسه‪ :‬الدراسة األدبية يف املغرب‪ ،‬األستاذ عبداهلل كنون منوذجا‪،‬ط‪،1/1991‬مطبعة‬ ‫‪.60‬‬
‫سبارطيل‪،‬طنجة‪،‬املغرب‪.‬‬
‫الشريشي أمحد‪:‬شرح مقامات احلريري البصري‪،‬ط‪2/1399‬هـ ‪1979‬م‪،‬املكتبة الشعبية‪،‬‬ ‫‪.61‬‬
‫مصر‪.‬‬
‫شكري فيصل‪:‬مناهج الدراسة األدبية يف األدب العريب‪،‬ط‪،6/1986‬دار العلم للماليني‪،‬‬ ‫‪.62‬‬
‫بريوت‪،‬لبنان‪.‬‬
‫الشليح مصطفى ومن معه‪:‬حممد املختار السوسي‪،‬ط‪ ،1/1996‬مطبعة ايديال ‪،‬‬ ‫‪.63‬‬
‫الرباط‪،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن الشيخ مجال الدين‪:‬الشعرية العربية‪،‬ترمجة مبارك حنون ومن معه‪،‬ط‪،1/1996‬دار‬ ‫‪.64‬‬
‫تبقال‪ ،‬الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫الشيخ أمحد حممد‪ :‬دراسات يف علم العروض والقافية ‪،‬ط‪، 2/1988‬الدار اجلماهريية‬ ‫‪.65‬‬
‫للنشر‪ ..‬مصراتة ‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫الصيفي امساعيل‪:‬بيآت نقد الشعر عند العرب من اجلاهلية إىل العصر احلديث‪،‬ط‬ ‫‪.66‬‬
‫‪2/1410‬هـ ‪1990‬م ‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪195‬‬
‫طبانة بدوي‪ :‬السرقات األدبية‪،‬ط‪ ،3/1974‬دار الثقافة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.67‬‬
‫طه إبراهيم‪ :‬تاريخ النقد األديب عند العرب من العصر اجلاهلي إىل القرن الرابع اهلجري‪،‬‬ ‫‪.68‬‬
‫(ب‪.‬ت)‪ ،‬دار احلكمة بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫عباس إحسان ‪:‬تاريخ األدب األندلسي(عصر سيادة قرطبة) ط‪2/1969‬م‪،‬دار الثقافة‪،‬‬ ‫‪.69‬‬
‫بريوت ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫نفسه‪ :‬تاريخ النقد األديب عند العرب‪،‬ط‪،2/1993‬دار الشروق‪ ،‬عمان‪،‬االردن‪.‬‬ ‫‪.70‬‬
‫‪ .71‬عبدالباقي حممد فؤاد ‪ :‬املعجم املفهرس أللفاظ القرآن الكرمي‪،‬ط‪،2/1988‬دار‬
‫احلديث‪،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪ .72‬عبدالرحيم حممد‪ :‬ديوان اإلمام الشافعي‪،‬ط‪1/1420‬هـ ‪2000‬م‪،‬دار الفكر بريوت‪،‬لبنان‬
‫‪ .73‬عصفور جابر‪ :‬الصورة الفنية يف الرتاث النقدي والبالغي‪،‬ط‪ ،2/1983‬دار التنوير‪،‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ .74‬ابن عقيل هباء الدين‪ :‬شرح ابن عقيل على أفية ابن مالك‪(،‬ب‪.‬ت)(ب‪.‬م)‪.‬‬
‫علوش سعيد‪ :‬معجم املصطلحات األدبية املعاصرة‪،‬ط‪،1984/‬مطبعة املكتبة‬ ‫‪.75‬‬
‫اجلامعية‪،‬الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫الغالييين مصطفى‪:‬جامع الدروس العربية‪،‬ط‪35/1418‬هـ ‪1998‬م‪،‬املكتبة العصرية‪،‬بريوت‬ ‫‪.76‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫الفريوزآبادي جمد الدين‪:‬القاموس احمليط‪،‬ط‪2/1407‬هـ ‪1987‬م‪،‬مؤسسة الرسالة بريوت‬ ‫‪.77‬‬
‫لبنان‪.‬‬
‫القباج حممد بن العباس‪:‬األدب العريب يف املغرب األقصى‪،‬ط‪2/1400‬هـ ‪1979‬م‪،‬مطبعة‬ ‫‪.78‬‬
‫فضالة‪ ،‬احملمدية ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ابن قتيبة‪ :‬الشعر والشعراء‪ ،‬ط‪1/1382‬هـ ‪ ،‬عامل الكتب ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫‪.79‬‬
‫قدامة بن جعفر‪:‬نقد الشعر‪،‬حتقيق حممد عبد املنعم خفاجي‪(،‬ب‪.‬ت)‪،‬دار الكتب‬ ‫‪.80‬‬
‫العلمية‪،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫القرطاجين حازم‪ :‬منهاج البلغاء وسراج األدباء‪،‬ط‪،3/1986‬دار الغرب اإلسالمي‪،‬بريوت‬ ‫‪.81‬‬
‫‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫الكفراوي حممد عبدالعزيز‪:‬الشعر العريب بني اجلمود والتطور‪،‬ط‪( 2‬ب‪.‬ت)‪،‬دار هنضة مصر‪،‬‬ ‫‪.82‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫كنبيب حممد‪ :‬يهود املغرب (‪ )1948-1912‬ترمجة إدريس بن سعيد ‪ ،‬ط‪1/1998‬م ‪،‬‬ ‫‪.83‬‬
‫‪196‬‬
‫مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .84‬كنون عبد اهلل‪ :‬أحاديث عن األدب املغريب احلديث‪ ،‬ط‪1978‬م ‪،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار‬
‫البيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫‪ .85‬مبارك زكي‪:‬النثر الفين يف القرن الرابع‪(،‬ب‪.‬ت)‪(،‬ب‪.‬م)‪.‬‬
‫املتوكل عمر الساحلي‪ :‬املعهد اإلسالمي بتارودانت واملدارس العلمية العتيقة بسوس‪ ،‬ج‬ ‫‪.86‬‬
‫‪،1‬ط‪.1/1985‬ج ‪،2‬ط‪،1/1986‬ج‪،4-3‬ط‪ ،1/1990‬دار النشر املغربية ‪،‬‬
‫الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫اجملاطي بريك بن عم‪:‬السر اجللي يف أخبار الشيخ سيدي احلاج علي‪،‬ط‪1/1380‬هـ‬ ‫‪.87‬‬
‫‪1960‬م‪ ،‬مطبعة املهدية تطوان‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫املراغي أمحد مصطفى‪:‬علوم البالغة‪،‬ط‪(/5‬ب‪.‬ت) املطبعة العربية‪،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.88‬‬
‫مفتاح حممد‪:‬حتليل اخلطاب الشعري(اسرتاتيجية التناص)‪،‬ط‪،2/1986‬املركز الثقايف العريب‪،‬‬ ‫‪.89‬‬
‫الدارالبيضاء‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫مندور حممد‪ :‬النقد والنقاد املعاصرون ‪ ،‬دار املطبوعات العربية ‪(،‬ب‪.‬ت)(ب‪.‬م)‬ ‫‪.90‬‬
‫املنذري عبد العظيم‪:‬الرتغيب والرتهيب من احلديث الشريف ‪،‬ط‪1407/‬هـ ‪1987‬م‪،‬دار‬ ‫‪.91‬‬
‫احلديث ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫املنوين حممد‪ :‬املصادر العربية لتاريخ املغرب ج‪،1‬ط‪1/1404‬هـ ‪1983‬م‪.‬‬ ‫‪.92‬‬
‫موحتاين عبد اهلل‪ :‬كتاب الرتائم اجلميلة يف ذكريات احلبيب اجلليلة‪ ،‬ط‪1/1413‬هـ‬ ‫‪.93‬‬
‫‪- ،1992‬مطبعة النجاح اجلديدة ‪ ،‬الدار البيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫امليداين أمحد‪:‬جممع األمثال حتقيق‪:‬حممد حمي الدين عبد احلميد‪،‬ط‪،1/1992‬املكتبة العصرية‬ ‫‪.94‬‬
‫بريوت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫النابلسي عبد الغين‪ :‬نفحات األزهار إىل نسمات األسحار‪،‬ط‪ 1299‬هـ مطبعة بوالق‪.‬‬ ‫‪.95‬‬
‫الناصري أمحد‪:‬االستقصا ألخبار املغرب األقصى‪،‬ط‪،1955/‬دار الكتاب‪،‬الدارالبيضاء‪،‬‬ ‫‪.96‬‬
‫املغرب‪.‬‬
‫ندوة‪ :‬األدب العريب السوسي‪ ،‬قضايا ودالالت‪،‬ط‪،1/1999‬مطبعة منشورات كوثر‪،‬‬ ‫‪.97‬‬
‫(ب‪.‬م)‪.‬‬
‫ندوة‪:‬املختار السوسي‪،‬الذاكرة املستعادة‪،‬ط‪1/1407‬هـ ‪1986‬م ‪،‬مطبعة النجاح اجلديدة‪،‬‬ ‫‪.98‬‬
‫الدارالبيضاء ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ندوة‪ :‬املدارس العلمية العتيقة ‪ ،‬آفاق إصالحها واندماجها يف حميطها املعاصر‪ ،‬ط‬ ‫‪.99‬‬
‫‪197‬‬
‫‪1/1416‬هـ ‪1996‬م‪ ،‬مطبعة فضالة ‪ ،‬احملمدية ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ندوة‪ :‬املدارس العلمية وخدمتها للعلوم العربية واإلسالمية ‪ ،‬لقاء آيت وافقا ‪،‬ط‪،1/2000‬‬ ‫‪.100‬‬
‫مطبعة املعارف اجلديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ندوة‪:‬ظاهرة األندية األدبية يف املغرب‪،‬ط‪1/1419‬هـ ‪1998‬م‪،‬منشورات النادي اجلراري‬ ‫‪.101‬‬
‫بالرباط‪.‬‬
‫ندوة‪ :‬مدينة تيزنيت وباديتها يف الذاكرة التارخيية واجملال والثقافة‪ :‬ط‪ ،1/1996‬مطبعة‬ ‫‪.102‬‬
‫املعارف اجلديدة ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫ندوة‪:‬واحات وادي نون بوابة الصحراء املغربية ‪،‬ط‪1/1999‬م‪،‬مطبعة اهلالل العربية‪،‬‬ ‫‪.103‬‬
‫الرباط ‪ ،‬املغرب‪.‬‬
‫النويهي حممد‪ :‬الشعر اجلاهلي منهج يف دراسته‪(،‬ب‪.‬ت)‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.104‬‬
‫هالل حممد غنيمي‪ :‬يف النقد التطبيقي واملقارن ‪ ،‬دار هنضة مصر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪.105‬‬
‫‪ .106‬ابن الوزان احلسن‪ :‬وصف افريقيا ‪،‬ط‪ ،2/1983‬بريوت ‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ اجملــالت‪:‬‬
‫البايك حممد‪ :‬اإلشعاع الفكري والروحي للقرويني على منطقة سوس باملغرب األقصى‪ ،‬جملة‬ ‫‪1‬‬
‫القرويني ‪ ،‬ع‪8/1415‬هـ ‪1995‬م‪.‬‬
‫البونعماين احلسن‪:‬سوق عكاظ بتازاروالت‪،‬جملة الثقافة املغربية ‪،‬ع‪/‬أكتوبر‪-‬دجنرب ‪1942‬م‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫السوسي حممد املختار‪ :‬بني اجلمود واجلحود ‪ ،‬جملة دعوة احلق ‪ ،‬ع‪.5/1957-4‬‬ ‫‪3‬‬
‫الصاحلي حممد‪ :‬العالمة األديب‪:‬صاحب النفس العايل ‪ ،‬أبوعلي احلسن الكوسايل ‪ ،‬جملة‬ ‫‪4‬‬
‫دعوة احلق ‪ ،‬ع‪/325‬يناير فرباير ‪.1996‬‬
‫متفكر أمحد‪ :‬من األدب املراكشي املنسي‪ ،‬جملة دعوة احلق ‪ ،‬ع‪/250‬يوليوز‪1985‬م‬ ‫‪5‬‬
‫‪1405‬هـ‪.‬‬
‫حمي الدين عبد احلميد‪ :‬مؤسسات الثقافة اإلسالمية يف جنوب املغرب بني ماضيها‬ ‫‪6‬‬
‫ومستقبلها‪،‬جملة القرويني ‪ ،‬ع‪8/1415‬هـ ‪1995‬م‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ المراجع المرقونـة‪:‬‬


‫أ ـ الرسائل واألطاريح‬
‫‪:‬‬

‫بصري حممد‪ :‬املنحى الديين يف الشعر العريب بسوس خالل القرن اهلجري الرابع عشر‪،‬كلية‬ ‫‪1‬‬
‫‪198‬‬
‫اآلداب أكادير‪.2001 ،‬‬
‫بصري حممد‪ :‬شعر حممد بن الطاهر اإلفراين‪ ،‬مجع ودراسة ‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬الرباط ‪.1987 ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫درقاوي عبداهلل‪ :‬الطاهر اإلفراين حياته وشعره‪،‬كلية اآلداب‪،‬الرباط‪.1985 ،‬‬ ‫‪3‬‬
‫الراضي اليزيد‪ :‬شعر اجليشتيميني ‪ ،‬مجع وحتقيق ودراسة‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪.2002 ،‬‬ ‫‪4‬‬
‫السعيدي املهدي‪ :‬أدب الرسائل يف سوس يف القرن ‪14‬هـ ‪،‬كلية اآلداب أكادير‪.2002‬‬ ‫‪5‬‬
‫نفسه‪ :‬املدرسة اإللغية وإشعاعها األديب يف سوس‪ ،‬كلية اآلداب‪،‬الرباط ‪( .1995،‬طبعته‬ ‫‪6‬‬
‫مؤخرا وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية املغربية)‬
‫معتصم البشري‪:‬املنظومات الفقهية يف املذهب املالكي يف املغرب‪،‬كلية الشريعة‪،‬أيت ملول‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪1996‬م‪.‬‬
‫ب ـ حبوث اإلجـازة‪:‬‬
‫‪ 1‬إدبلكرع حَم مد وحممد مولودي‪:‬استهالك املياه مبنطقة إفران أ‪.‬ص‪،‬كلية اآلداب أكادير‪1991‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ 2‬إريفي احلسني‪ :‬شعر البشري بن الطاهر اإلفراين ‪،‬كلية اآلداب أكادير‪.1999‬‬
‫‪ 3‬أغروس احلسني وحممد أوروش‪:‬جوانب من تاريخ إفران األطلس الصغري يف القرنني‪ 18‬و‬
‫‪ ،19‬كلية اآلداب أكادير‪.1995،‬‬
‫‪ 4‬أوطف حممد وأمحد بندريوش‪:‬دراسة أمساء األماكن يف منطقة إفران أ‪.‬ص‪،‬كلية اآلداب‬
‫أكادير‪1993 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ 5‬بامو مليكة‪ :‬موالي عبدالرمحن البوزاكارين دراسة حياته وشعره‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪،‬‬
‫‪.1994‬‬
‫‪ 6‬بكباكي زينب‪ :‬شعر حممد بن علي اإللغي ‪،‬مجع ودراسة ‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪.1996،‬‬
‫‪ 7‬بكرميي خدجية‪ :‬مدرسة سيدي علي أوسعيد األخصاصية وشعر أستاذها حَم مد بن البشري‬
‫الناصري ‪،‬مجع وحتقيق‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪1999،‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬بلمسيل علي‪:‬أدب املدارس العتيقة بسوس‪ ،‬احلسن بن ابراهيم اإلفراين منودجا‪،‬كلية اآلداب‬
‫أكادير‪2001 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ 9‬بومزوغ احلافظ‪ :‬شعر احلسن الكوسايل مجع ودراسة‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪.1994،‬‬
‫‪ 10‬القضيب فاطمة‪ :‬شعر البشري الناصري مجع وحتقيق ودراسة ‪ ،‬كلية اآلداب أكادير‪.1996،‬‬
‫‪ 11‬مغراين فاطمة وأمساء طيفور‪ :‬شعر احلاج احلسني البكري اإلفراين‪،‬مجع وحتقيق ودراسة‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب أكادير‪.1999،‬‬
‫‪199‬‬

‫‪ 4‬ـ المصادر والمراجع المخطوطــة‪:‬‬


‫أ‪ -‬املعنونة‪:‬‬
‫أباراغ حَم مد بن علي‪ :‬شرح منظومته يف املبنيات‪ ،‬خزانة أمحد أيب القاسم البعمراين اخلاصة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫اإلفراين الطاهر‪ :‬نظم احلكم العطائية ‪ ،‬كناش احلاج احلسني بن موسى اإلفراين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫نفسه‪ :‬نظم رسالة العضد ‪ ،‬نسخة احلاج احلسني بن موسى اإلفراين‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫نفسه‪:‬نظم عبادات خمتصر خليل‪،‬كناش البشري بن الطاهر وكناش احلاج عابد مستبشر ‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫بوسنكار حممد عدي‪ :‬ديوانه الشعري‪ ،‬كناشاه الصغري والكبري‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫التازمياميت حَم مد بن احملفوظ‪:‬التبيان لقصيدة ابن كريان ‪ ،‬خزانة احلاج علي اجلماري اخلاصة‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫نفسه‪:‬املواهب الربانية يف شرح احلمدونية‪،‬خزانة احلاج علي اجلماري اخلاصة‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫السريري مولود‪:‬إضاءة الداموس يف نظم القاموس‪ :‬أوراق املؤلف‪ ،‬وأوراق حلسن الشقراوي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫نفسه‪ :‬لباب النقول ونتاج العقول يف علم األصول‪ ،‬خزانة املؤلف اخلاصة‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫نفسه‪ :‬معجم األصوليني ‪ ،‬خزانة املؤلف اخلاصة‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫نفسه‪:‬إحتاف أهل األلباب بالضروري من علم احلساب‪ ،‬كناش املؤلف‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫السوسي حممد املختار‪:‬مرتعات الكؤوس‪،‬خزانتا حممد مجايل وأمحد أيب القاسم الباعمرانيني‬ ‫‪12‬‬
‫اخلاصتني‪.‬‬
‫السوقي احلسني‪ :‬اخلوامت الذهبية يف األجوبة القشاشية ‪،‬مكتبة الفتح إنزكان‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫نفسه‪ :‬ترياق القلوب من أدواء الغفلة والذنوب‪ ،‬مكتبة الفتح إنزكان‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫الشقراوي حلسن بن باها إدحَم مد‪ :‬ديوان إبداعاته الشعرية والنثرية‪ ،‬كناشاه الصغري والكبري‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫صادق حممد بن حلسن أوبلوش البعمراين‪ :‬ديوان شعره ‪ ،‬خزانته اخلاصة‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫صادق حممد بن حلسن أوبلوش البعمراين‪ :‬كنانيشـه وأوراقه‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫العدناين عبدالرمحن‪ :‬روضة األبصار‪،‬نظم الورقات يف علم األصول‪،‬كناش البشري العدناين‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫نفسه‪:‬كفاية الطالب األمسى ‪ ،‬فيما يبىن من احلروف واألفعال واألمسا‪ ،‬كناش البشري العدناين‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫املتوكل حممد بن أمحد‪:‬تقلبات حياته ومشارطاته‪ ،‬خزانة أمحد أيب القاسم البعمراين اخلاصة‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫ب‪ -‬غري املعنونة‪:‬‬


‫إحصاءات إفرانية وخريطتها الطوبوغراية (مجاعة إفران أ‪.‬ص‪ .‬وقيادهتا ) ‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫أوراق أمحد السبكي األساكائي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫أوراق أمحد معطى اهلل السالمي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪200‬‬
‫أوراق احلاج إبراهيم الرمحوين اهلواري‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫أوراق احلاج احلسني بن موسى البكري اإلفراين‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫أوراق احلاج عبد اهلل تاقارورت األساكائي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪6‬‬
‫أوراق احلاج علي رشيدي اجلماري‪.‬‬ ‫‪7‬‬
‫أوراق احلاج عمر بولفرا اهلشتوكي‪.‬‬ ‫‪8‬‬
‫أوراق الطاهر بن مهو إد بلكرع اإلفراين‪.‬‬ ‫‪9‬‬
‫أوراق املهدي السعيدي اإللغي‪.‬‬ ‫‪10‬‬
‫أوراق اليزيد الراضي الزكراوي‪.‬‬ ‫‪11‬‬
‫أوراق بلقاسم القامسي اليزيدي ‪.‬‬ ‫‪12‬‬
‫أوراق راوية سوس أمحد بن إبراهيم األخصاصي‪.‬‬ ‫‪13‬‬
‫أوراق عبد القادر كوحليان األنامري األمسراوي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪14‬‬
‫أوراق عبد اهلل أهبام البعقيلي‪.‬‬ ‫‪15‬‬
‫أوراق عمر بن أمحد بلفقيه اإلفراين‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫أوراق حلسن بن باها إد حَم مد الشقراوي‪.‬‬ ‫‪17‬‬
‫أوراق حلسن عدي اإلفراين صاحب مكتبة الفتح بإنزكان‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫أوراق مبارك زمزكي األكشتيمي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪19‬‬
‫أوراق حممد أنكمار األمسراوي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫أوراق حَم مد بن عبد اهلل التاوريريت اإلفراين‪.‬‬ ‫‪21‬‬
‫أوراق حممد بن حلسن أوبلوش صادق الباعمراين‪.‬‬ ‫‪22‬‬
‫أوراق مولود السريري‪.‬‬ ‫‪23‬‬
‫أوراق وكناش حسن كنان الشقراوي اإلفراين ‪.‬‬ ‫‪24‬‬
‫أوراق وكنانيش أمحد حفد العالمة أمحد بن صاحل التاوريريت اإلفراين‪.‬‬ ‫‪25‬‬
‫أوراق وكنانيش البشري بن الطاهر اإلفراين‪.‬‬ ‫‪26‬‬
‫أوراق وكنانيش احلاج عابد مستبشر األساكائي اإلفراين‪.‬‬ ‫‪27‬‬
‫أوراق وجمموع حممد بن املدين بلفقيه اإلفراين‪.‬‬ ‫‪28‬‬
‫أوراق وملفات إبراهيم أبو الصواب ‪.‬‬ ‫‪29‬‬
‫أوراق وملفات أمحد أيب القاسم الباعمراين ‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫كناش حلسن أهراس األساوي ‪.‬‬ ‫‪31‬‬
201
.‫ أوراق خالد العثماين‬،‫ لوح أهل تانكرت‬32
.‫ ملفات حممد احلامتي‬33
:‫ المراجع األجنبية‬-5
V. Monteil : Les juifs d’Ifrane (Anti- Atlas) Marocains, -1

.Hesperis, 1948, 1ère et 2ème trim

F.C. De la chappelle, P. Cenival : Pocéssions Espagnoles sur-2

la cote occidentale d’afrique. Santa Cruz de Mar-pequena et

.Ifni, Hesperis, 1935, 2 – 4 Trim

:‫فهرس المحتويات‬
‫‪202‬‬
‫‪2‬‬ ‫إهداء………‪……………………………….............‬‬

‫‪3‬‬ ‫المقدمة………………………………………………‬

‫‪10‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تأطير جغرافي وتاريخي لمنطقة إفران أ‪.‬ص…‪………...‬‬

‫‪17‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬األسر العلمية وخزائنها…………………………‬

‫‪33‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬المدارس العلمية العتيقـة‪...................................‬‬

‫‪64‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬الحركات التربوية والطرقية النشيطة‪..........................‬‬

‫‪90‬‬ ‫الفصل الخامس‪ :‬حركة التأليف والتصنيف‪.................................‬‬

‫‪114‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬األدب اإلفراني ‪ :‬منابعه وإشعاعه وطبقات األدباء‪..........‬‬

‫‪148‬‬ ‫الفصل السابع‪ :‬مختارات شعرية ونثرية من األدب اإلفراني غير المنشور ‪.....‬‬

‫‪194‬‬ ‫الخاتمة‪.................................................................:‬‬

‫‪197‬‬ ‫فهرس المصادر والمراجع‪.................................................‬‬

‫‪209‬‬ ‫فهرس المحتويات‪.........................................................‬‬

You might also like