Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 42

‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد

تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫دور الشفافية في الحد من‬

‫الفساد اإلداري‬

‫‪The role of transparency in reducing‬‬


‫‪administrative corruption‬‬

‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬ناظر احمد المنديل‬ ‫أ‪.‬م‪.‬د‪ .‬صالح عبد عايد العجيلي‬


‫جامعة تكريت ‪ /‬كلية الحقوق‬ ‫جامعة تكريت ‪ /‬كلية الحقوق‬
‫العراق‬ ‫العراق‬
‫‪Dr. Nadher Ahmed Al-mindeel‬‬ ‫‪Dr. Saleh Abed Aayied‬‬
‫‪University of Tikrit‬‬ ‫‪University of Tikrit‬‬
‫‪College of Rights‬‬ ‫‪College of Rights‬‬
‫‪Iraq‬‬ ‫‪Iraq‬‬
‫‪Dr.Nadher76@tu.edu.iq‬‬ ‫‪Dr.sal.aa.@tu.edu.iq‬‬

‫‪205‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫المستخلص‬

‫أزداد االهتمام العالمي بالشفافية بعد انتشار الفساد في كثير من الدول لذلك كان البد لنا في‬
‫هذه الدراسة التعرف على مفهوم الش&&فافية اللغ&&وي واالص&&طالحي وذل&&ك لغ&&رض إعط&&اء ص&&ورة‬
‫واضحة عن هذا المب&&دأ‪ .‬ومن أج&&ل تحقي&&ق التط&&بيق الس&&ليم للش&&فافية الب&&د أن نفهم ماهي&&ة الش&&فافية‬
‫وأساسها القانوني وكذلك طبيعتها وأبعاده&ا ومس&توياتها ال&تي يجب االل&تزام به&ا عن&د تطبيقه&ا في‬
‫العمل اإلداري وككل نظام إداري تسعى الش&فافية إلى تحقي&ق أه&داف معين&ة فق&د تطرقن&ا إلى ه&ذه‬
‫األهداف وبيناها‪ ،‬فضًال عن أهميتها ‪،‬ولكون الشفافية نظ&&ام أثبت جدارت&&ه في التط&&بيق فلم يقتص&&ر‬
‫وجوده على النطاق اإلداري فقط‪ ،‬وإنما تجاوزه إلى المجاالت األخرى ولبيان ذلك فقد بين&&ا أن&&واع‬
‫الشفافية‪ ،‬وكذلك اقتضت الدراسة منا توضيح متطلبات ومعوقات التطبيق ال&&تي يجب على اإلدارة‬
‫االلتزام بها لغرض تحقيق االستفادة القصوى من تط&&بيق ه&&ذا النظ&&ام في تس&&يير المراف&&ق العام&&ة‪،‬‬
‫فضًال عن بيان تجارب قسم من الدول ‪ ،‬وكذلك توضيح دورها في الوقاية من الفساد ‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬الشفافية ‪ ،‬الفساد ‪ ،‬االداري‬

‫‪206‬‬
‫ العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬/ ‫ جامعة بغداد‬- ‫ كلية القانون‬/‫مجلة العلوم القانونية‬
14/11/2018-13 ‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة‬

Abstract

Global attention to transparency has increased following the spread


of corruption in many countries. Therefore, in this study, we have to
identify the concept of linguistic and constitutional transparency in order
to give a clear picture of this principle. In order to achieve the proper
application of transparency, we must understand the transparency and its
legal basis, as well as its nature, dimensions and levels, which must be
adhered to when applied in administrative work and any administrative
system that seeks transparency to achieve certain objectives. We have
addressed these objectives and their importance. We have demonstrated
the types of transparency, as well as the study required us to clarify the
requirements and constraints of the application that the management must
adhere to in order to maximize the benefit of The application of this
system in the conduct of public facilities, as well as a statement from the
experiences of the Department of State, as well as to clarify its role in the
prevention of corruption.

Keywords: Transparency, Corruption, Administration

207
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫المقدمة‬

‫‪Introduction‬‬

‫إن تداول مصطلحات حديثة مثل العولمة والثورة التكنولوجيا الرقمية واالتصاالت وما رافقها‬
‫من تحوالت؛ قد غيرت حياة اإلنسان وذلك من خالل إعادة ترتيب المفاهيم والقيم التقليدية وإعادة‬
‫النظر بها بما يتوافق مع متطلبات العصر الجديد‪ ،‬إذ ظهرت من ضمن هذه المفاهيم ظاهرة الفساد‬
‫اإلداري‪ ،‬وظهر ضمن سياقات هذا التطور والحداثة لغة ذات مفردات ومصطلحات جديدة نسبيًا‬
‫كالشفافية‪ ،‬فال يكاد يخلو مقام للحديث أو النقاش عن مكافحة الفساد سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا‬
‫أو اجتماعيًا من دون أن تكون كلمة الشفافية حاضرة فيه ‪ ،‬ولهذا السبب اصبح مبدأ الشفافية من‬
‫المبدأ المهمة في نطاق العمل اإلداري على الصعيد الدولي واإلقليمي والوطني‪ ،‬والسيما بعد‬
‫األزمات المالية التي انتشرت في اغلب الدول ‪ ،‬وتبين بعد دراسة هذه األزمات أن السبب الرئيس‬
‫لها تفشي ظاهرة الفساد اإلداري والمالي في النظم اإلدارية لهذه الدول‪ ،‬وبدأ المختصين بالبحث‬
‫عن إيجاد نظام جديد يتكفل بضمان عدم تعرض المؤسسات االقتصادية لهذه االنهيارات مرة‬
‫أخرى‪ ،‬ونتيجة البحث وجدوا أن تطبيق مبدأ الشفافية يضمن وضع قواعد جديدة لإلدارة‬
‫المؤسسات االقتصادية بأساليب حديثة بعيدًا عن األسلوب البيروقراطي من خالل االلتزام‬
‫بالقوانين ومشاركة الجمهور فيها‪ .‬وعلى ضوء ذلك سنتولى في هذا المبحث بيان تعريف الشفافية‬
‫اإلدارية وبيان أهميتها وذكر أنواعها ‪،‬ومتطلبات تطبيقها والمعوقات التي تواجهها ‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫منا التعرف على األساس القانوني الذي استمدت منه جذورها‪ .‬هذا ما سنوضحه في هذا المبحث‬
‫بتقسيمه على ثالثة مطالب‪ :‬نتناول في األول‪ :‬تعريف الشفافية وأهميتها وأنواعها‪ ،‬وفي الثاني‬
‫نبحث في متطلبات ومعوقات تطبيق الشفافية ‪ ،‬وفي الثالث نبين األساس القانوني للشفافية‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬أهمية الدراسة‪ :‬تستمد هذه الدراسة أهميتها كون أن الشفافية أصبحت من الوسائل الحديثة‬
‫التي تساهم في الحد من الفساد اإلداري والتي تعمل على دعم العديد من الجوانب في الدولة منها‬
‫رفع مستوى كفاءة الخدمات والمساعدة على استقرار األسواق وزيادة ثقة األفراد باإلدارة عن‬
‫طريق ضمان حقوقهم وعدم المساس ‪ ،‬فضًال عن أهميتها في بيان المبادئ والمعايير التي يجب‬
‫على اإلدارة أتباعها للوصول إلى التطبيق السليم للحكم الرشيد‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬أهداف الدراسة‪-:‬‬

‫‪208‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫التعرف على مبدأ الشفافية بجوانبه كافة‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫االستفادة من تطبيقات الشفافية في الدول المتقدمة‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫التعرف على متطلبات ومعوقات الشفافية التي تعتمدها في تقديم المعلومات بصورة سليمة‪.‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إشكالية الدراسة‪ :‬تتمحور إشكالية البحث في اإلجابة عن بعض األسئلة من بينها‪ ،‬ما هو‬
‫مفهوم الشفافية وأهميتها وأهدافها أبعادها؟ وما هو أساسها القانوني‪ ،‬فضًال عن بيان دورها في‬
‫الحد من الفساد اإلداري وغيرها من األسئلة‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬هيكلية الدراسة‪ :‬لمعالجة وتقديم فهم كامل لنظام الشفافية كأحد المبدأ الناجحة في أداء‬
‫اإلدارة لدورها الصحيح في المجتمع فقد تضمن هذا البحث ثالث مطالب‪ :‬سنخصص األول لبيان‬
‫تعريف الشفافية وأهميتها وأنواعها وأبعادها وأساسها‪ ،‬وسنبحث في الثاني متطلبات ومعوقات‬
‫تطبيق الشفافية‪ ،‬وستناول في الثالث تجربة الدول في تطبيق الشفافية ودورها في الحد من الفساد‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫تعريف الشفافية وأهميتها وأنواعها وأبعادها وأساسها‬

‫‪The First requirement‬‬

‫‪Definition of transparency, importance, types, dimensions and basis‬‬

‫يعد مبدأ الشفافية من أهم مبادئ التي تتبعها اإلدارة في سبيل تحقيق الحكم الرشيد‪ ،‬وألجل إعطاء‬
‫صورة موضحة عنها البد لنا أن نتعرف على تعريفها وأهميتها وأبعادها وهذا ما سنتناوله في هذا‬
‫المطلب بتقسيمه على ثالثة فروع‪ :‬نخصص الفرع األول‪ :‬لبيان تعريف الشفافية لغة واص&&طالحًا‪،‬‬
‫ونتن&&اول في الث&&اني‪ :‬األس&&اس الق&&انوني للش&&فافية‪ ،‬ونبحث في الث&&الث‪ :‬أهمي&&ة الش&&فافية وأنواعه&&ا‪،‬‬
‫ونخصص الرابع‪ :‬لبحث أبعاد الشفافية ومستوياتها‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الفرع األول‬

‫مفهوم الشفافية لغًة واصطالحًا‬

‫‪The First branch‬‬

‫‪The concept of transparency is a language and a term‬‬

‫قبل الدخول في تفاصيل الكالم عن الشفافية البد ابتداًء أن نوضح ولو بشكل مختصر مفهوم‬
‫الشفافية لغًة واصطالحًا‪ ،‬ولهذا الغرض سنقسم هذا الفرع على فقرتين‪ :‬نتناول في األولى ‪:‬‬
‫تعريف الشفافية لغًة ‪ ،‬والثاني‪ :‬نبين في الثانية‪ :‬الشفافية اصطالحًا‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬التعريف اللغوي‪ -:‬كلمة الشفافية – لو بحثنا في معاجم وقواميس اللغات اإلنسانية على‬
‫مصطلح الشفافية لما وجدنا معاني تقابلها أكثر قربا لها من كلمة األمانة – الصدق – اإلخالص –‬
‫العدالة‪ ،‬إذ أشارت اللغة العربية إلى أن الشفافية مشتقة من الفعل (َش ف‪ ،‬يشف‪ ،‬شفاف) وثوب‬
‫شفاف بفتح الشين وكسرها‪ ،‬ويشف بالكسر(شفيفًا)‪ ،‬وهو الذي يمكن أن يبصر ما وراءه‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك فإن الشفافية في العربية تعني القدرة على إبصار األشياء الموضوعية خلف الشيء‪ ،‬وبالتالي‬
‫رؤية هذه األشياء ومعرفة حقيقتها(‪ ، )1‬ويرتبط مفهوم الشفافية بمصطلح (البيان) وهو‪ ":‬ما يتبين‬
‫به الشيء من الداللة وغيرها‪ ،‬وبان الشيء بيانا أي اتضح واستبان الشيء وظهر‪ ،‬واستبنته أي‬
‫عرفته"(‪ .)2‬وفي اللغة اإلنكليزية وحسب قاموس ماكمالن تعني الطريقة التشريعية في عمل‬
‫األشياء التي تمكن الناس من معرفة ما تقوم به بالضبط ‪ ،‬وهي ترجمة لثالث مصطلحات""‬
‫‪ Trans‬ومعناها ما وراء‪ ،‬وكلمة‪ "Transparency‬التي تعني الشيء الشفاف‪ ،‬وكلمة "‬
‫‪ "Transparent‬وتعني الصريح والواضح والجلي"‪ .‬والشفافية بمعناها المستعار في علم‬
‫الفيزياء تعني المادة الشفافة وهي المادة الواضحة الزجاجية التي يمكن رؤية تصرفات األطراف‬
‫من خاللها ‪ .‬وجاءت الشفافية في المعاجم اللغوية بمعنى‪ " :‬الطريقة النزيهة في عمل األشياء التي‬
‫تمكن الناس من معرفة ما تقوم به بالضبط ‪ ،‬أي عدم وجود ما يمانع الرؤيا‪ ،‬أو ما ال يحجب أو‬
‫يستر‪ ،‬أو ما يمكن الرؤيا من خالله مثل الزجاج وبذلك يشترك المعنى اللفظي العربي مع األجنبي‬
‫مع المعنى العلمي؛ في أن الشفافية هي الشيء الذي يمكن النظر من خالله بسهولة وعلى العكس‬

‫‪210‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫منه لفض المعتم‪ ،‬والتي تعني التعتيم والشمولية والتضليل والتستر والتغطية واألبعاد عن الفهم‬
‫والرؤيا‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التعريف االصطالحي‪-:‬تعني الشفافية أن المعلومات المتعلقة بالسياسة العامة للدولة تكون‬
‫معلومة واضحة ومنظورة ومفهومة من قبل الشعب‪ ،‬وعلى الحكومة أن تتبني سياسة االبتعاد عن‬
‫الحكم الشمولي وتوسيع الديمقراطية "(‪ ،)3‬ولزوم خضوعها للمراقبة والمساءلة من خالل مشاركة‬
‫كل األطراف ذوي العالقة في العملية السياسية وتحميلهم مسؤولة اإلخفاق‪ .‬وقد عرفتها المنظمة‬
‫الدولية لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) (‪)4‬على أنها‪" :‬قيام األجهزة العليا للرقابة‬
‫واإلفصاح العام بطريقة آنية وموثوقة وواضحة ومفيدة عن أوضاعها القانونية وأنشطتها وإدارتها‬
‫المالية وعملياتها واستراتيجيتها وأداءها ‪ ،‬وكذلك لزوم اإلفصاح العام عن نتائج عمليات الرقابة‬
‫واستنتاجاتها ‪ ،‬فضال عن تمكين العموم من الحصول على المعلومات حول األجهزة العليا‬
‫للرقابة" ‪ .‬وعرفت على أنها‪ ":‬مبدأ خلق بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالظروف والقرارات‬
‫واألعمال الحالية متاحة ومنظورة ومفهومة وبشكل أكثر تحديدًا ومنهجيافي توفير المعلومات‬
‫وجعل القرارات المتصلة بالسياسة معلومة للجميع من خالل النشر في الوقت المناسب واالنفتاح‬
‫لكل األطراف ذوي العالقة" (‪ ،)5‬وقد عرفت كذلك ‪":‬احد اهم عناصر اإلدارة الجيدة في الحكم‬
‫وكلما كانت الشفافية موجودة وواضحة كان الحكم جيدًا واالستقرار متحققا ‪ ،‬ألنها تعني المكاشفة‬
‫بين الحكومة والشعب عبر ممثلي الشعب في البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني من أحزاب‬
‫ونقابات والجمعيات والصحافة"(‪ ،)6‬والشفافية أيضا تعني‪" :‬وضوح التشريعات وسهولة فهمها‬
‫واستقرارها وانسجامها مع بعضها وموضوعتيها ووضوح لغتها ومرونتها وتطورها وفقًا‬
‫للتغيرات االقتصادية واالجتماعية واإلدارية وبما يتناسب مع روح العصر ‪ ،‬فضًال عن تبسيط‬
‫اإلجراءات ونشر المعلومات واإلفصاح عنها وسهولة الوصول إليها‪ ،‬إذ تكون متاحة‬
‫للجميع"‪.‬وعرفتها هيئة األمم المتحدة على أنها‪" -:‬حرية تدفق المعلومات معرفة بأوسع مفاهيمها‪،‬‬
‫أي توفير المعلومات والعمل بطريقة منفتحة تسمح ألصحاب الشأن بالحصول على المعلومات‬
‫الضرورية للحفاظ على مصالحهم واتخاذ القرارات المناسبة‪ ،‬واكتشاف األخطاء"‪ ،‬هناك من‬
‫عرف الشفافية بأنها‪" -:‬الوضوح والعقالنية وااللتزام بمتطلبات والشروط المرجعية للعمل وتكافؤ‬
‫الفرص وسهولة تنفيذ اإلجراءات التنفيذية وبساطتها وسهولة فهمها والسماح بااللتفاف عليها‬
‫وإطالتها غير المبررة وكذلك النزاهة في تنفيذها"(‪. )7‬‬
‫ويتضح لنا مما تقدم أن الشفافية هي نقيض الغموض أو اإلبعاد‪ ،‬وتعني إتاحة المعلومات‬
‫الكاملة عن أعمال الحكومة وما يتعلق بها من جوانب إيجابية أو سلبية على حد سواء من دون‬

‫‪211‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫إخفاء عن الرأي العام ‪ ،‬كما أن الشفافية تتعلق بجانبين‪ :‬األول يتعلق بوضوح اإلجراءات وصحة‬
‫مصداقية عرض المعلومات والبيانات الخاصة بالوحدات والمؤسسات السياسية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية الخاصة والعامة ووضوح العالقات فيما بينها من ناحية ( التخطيط – والتمويل –‬
‫والتنفيذ ) للوصول للغايات واألهداف المعلنة مسبقًا ‪ ،‬في حين يتعلق الجانب الثاني بعالقة ذوي‬
‫العالقة من الخدمات التي يقدمها الجانب األول وحقهم في الحصول والوصول للمعلومات‬
‫الصحيحة والحقيقة في الوقت المناسب ‪ .‬وتتفق اآلراء السابقة على أن الشفافية تنطوي على‬
‫سهولة وفهم اإلجراءات ووضوحها ومرونتها لتسهيل أداء الموظفين لمهامهم الرقابة اإلدارية‬
‫وزيادة كفاءتها وفعاليتها من خالل توضيح وتدقيق اإلجراءات المعمول بها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫األساس القانوني للشفافية‬

‫‪The second branch‬‬

‫‪The legal basis for transparency‬‬

‫لكل ظاهرة في المجتمع أساس؛ فما هو األسس التي استندت عليها الشفافية؟ والتي أدى في النهاية‬
‫إلى ظهورها بهذه الصورة‪ ،‬مما دفع الكثير من الدول لألخذ به والنص عليه في قوانينها‪ ،‬فهل هو‬
‫أساس فلسفي أم قانوني أم شرعي؟ لمعرفة األساس القانوني للشفافية البد من التعرف على‬
‫المنابع التي استقى منها هذا المبدأ؛ وذلك ألن الشفافية لم تستمد أساسها من مصدر واحد وإنما من‬
‫عدة مصادر‪ ،‬وسنتولى بيان هذه المصادر في اربع فقرات‪ ،‬لذلك خصصنا األولى لبيان األساس‬
‫القانوني المستمد من المبادئ العامة وفي الثانية بحثنا عن اساس الشفافية الفلسفي‪ ،‬وفي الثالثة‬
‫تكلمنا عن أساسها الشرعي وختمنا الرابعة الذي خصصناه لبيان أساسها في المواثيق الدولية‬

‫أوًال‪ :‬األساس المستمد من المبادئ العامة‪ -:‬يستند هذا األساس وفقا لألصحاب هذا الرأي على‬
‫مبدأين هما‪ :‬مبدأ حسن النية ‪،‬ومبدأ مستلزمات العقد وسنتولى توضيحهما بالنقطتين اآلتيتين ‪-:‬‬

‫مبدأ حسن النية‪-:‬‬ ‫‪-1‬‬


‫إن تحديد األساس القانوني للشفافية وفقا لهذا لمبدأ يتطلب منا البحث في القوانين المدنية كونها‬
‫تمثل المنبع الحقيقي للشفافية‪ .‬وبالرجوع إلى القانون المدني المصري رقم(‪ )131‬لسنة ‪،1948‬‬
‫‪212‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫نجد أن المادة (‪ )148/1‬قد نصت على‪" :‬ضرورة تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبأسلوب يتفق‬
‫مع ما يوجبه حسن النية" ‪ ،‬وهذا ما جاءت به المادة (‪ )150/1‬من القانون المدني العراقي رقم (‬
‫‪ )40‬لسنة‪ 1951‬على‪" :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما أشتمل عليه وبطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن‬
‫النية" ‪.‬‬

‫والواضح من المادتين السابقتين أن مبدأ حسن النية يسري على كل العقود وعلى جميع مراحلها‪،‬‬
‫ويعمل القاضي إلى الزام المتعاقدين بالتعاون بينهما لغرض الوصول لتنفيذ العقد من دون‬
‫األضرار بأي منهما(‪ . )8‬وإن هذا األساس هو نتيجة التعاون بين المتعاقدين الذي أدى إلى جمع‬
‫بين مبدأ حسن النية والشفافية في نقطة مشتركة وهي الكشف عن محل العقد والسماح للمتعاقد‬
‫األخر بالتعرف على هذا المحل‪ ،‬ويقابل هذا الكشف االلتزام الذي تفرضه الشفافية على اإلدارة‬
‫للكشف عن أعمالها كافة (‪.)9‬‬

‫‪ -2‬مبدأ مستلزمات العقد‪ :‬لقد بينت المادة(‪ )150/2‬من القانون المدني العراقي رقم (‪ )40‬لسنة‬
‫‪ ، 1951‬هذه المستلزمات عندما نصت على "وال يقتصر العقد على الزام المتعاقد بما ورد فيه‪،‬‬
‫ولكن يتناول أيضا ما هو من مستلزماته وفقا للقانون والعرف والعدالة وبحسب طبيعة االلتزام"‪،‬‬
‫إن البحث في هذا النص يوضح لنا أن القانون قد اعطى القاضي سلطة تقديرية في أن يضيف‬
‫إلى مضمون العقد ما يتطلبه القانون أو العرف أو العدالة ضمن مبدأ عام هو ضرورة عدم‬
‫األضرار بأي من اطراف العقد وتحقيق التوازن بين مصالحهم المتعارضة‪ ،‬وذلك كون القانون‬
‫يعد (وقبل أي شيء) نظام اجتماعي هدفه حماية األفراد وتنظيم مصالحهم(‪.)10‬‬

‫وباختصار شديد يمكن القول‪ :‬إن الشفافية ما تتطلبه من عالنية وإفصاح تهدف لحماية حقوق‬
‫األفراد واإلدارة معًا ومنع التعارض بينهما عن طريق عدم التمسك بحرفية القانون واالبتعاد عن‬
‫التفسير الجامد له من خالل تفعيل روح القانون والذي يهدف إلى تحقيق العدالة المجتمعية لبناء‬
‫الوطن الواحد‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬األساس الفلسفي لمبدأ الشفافية‪ -:‬يعتقد قسم من الفقهاء أن األساس القانوني لمبدأ الشفافية‬
‫أساس فلسفي متمثال بنظرية العقد االجتماعي وهي نظرية ذات اصل دستوري مضمونها أن‬
‫السلطة مصدرها الشعب‪ ،‬ومن ابرز الفقهاء الذين نادوا بها لوك وهوبز وروسو وفسر كل منهم‬
‫هذه النظرية بحسب وجهة نظره الخاصة ؛ إذ ارجع هوبز وجود المجتمع المنظم إلى نظرية‬
‫"العقد االجتماعي" وكان يعتقد إن حياة األفراد السابقة للعقد كانت مبنية على العنف والصراع‬

‫‪213‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫فيما بينهم؛ وبسبب النتائج التي كانت تعطيها هذه الحياة الفوضوية‪ ،‬ارتأى األفراد ضرورة وجود‬
‫سلطة تحكم العالقات بينهم لذلك لجأوا إلى أبرام عقد يكون أطرافه جميع األفراد باستثناء الحاكم‪،‬‬
‫وعد العقد الحاكم غير مسؤول عن أعماله وال يحق الحد محاسبته وال يجوز لألفراد التصرف‬
‫بعكس إرادة الحاكم وفي حال مخالفتهم له يعد ذلك خروجا عن شروط العقد كون األفراد قد‬
‫تنازلوا بموجبه عن كافة حقوقهم‪ ،‬وأن هذا التنازل هو مصدر السلطة المطلقة التي تمنح للحاكم‬
‫من قبل األفراد‪ ، )11( ..‬ومن وجهة نظرنا أن األساس الذي قدمه الفقيه هوبز عن العقد االجتماعي‬
‫ال يتناسب مع القول‪ :‬بإمكانية عد هذه الشكل أساسا لمبدأ الشفافية كونها تتضمن عدم مسؤولية‬
‫الحاكم أمام األفراد عن أعمال بصفته هذه‪.‬‬

‫أما الفقيه لوك فقد أقام نظريته على أساس أن الحياة التي كانت سائدة قبل العقد بين األفراد هي‬
‫حاله من السالم والهدوء ألن العالقات بينهم كانت محكومة بالعقل‪ ،‬وقد صور اطراف العقد‬
‫باألفراد وشخص واحد يعطى سلطة الحكم ويقوم األفراد بالتنازل عن قسم من حقوقهم القابلة‬
‫للتنازل مع األخذ بنظر االعتبار أن هذا التنازل يأتي بالقدر الالزم الذي ينتفع منه األفراد وضمان‬
‫عدم األضرار بمصالح اآلخرين وكل ذلك في سبيل إقامة سلطة تتولى حمايتهم(‪ ، )12‬والحاكم وفقا‬
‫لهذا العقد يكون مقيدا بمجموعة من االلتزامات فرضت عليه بموجب العقد وفي حال تجاوزه‬
‫للسلطة الممنوحة له يحق لألفراد مخالفته والتنصل عن طاعته كون الشعب هو صاحب السلطة‬
‫في األصل‪ .‬ومن وجهة نظرنا فإن هذه النظرية ال تصلح أن تكون أساس لمبدأ الشفافية؛ ألن في‬
‫حالة عدم التزام الحكام من وجهة نظر مجموعة قليلة من الشعب ستؤدي إلى التنصل من التزام‪،‬‬
‫ومن ثم الفوضى واالنفالت‪.‬‬

‫أما جان جاك روسو فقدم فهما متطورا للعالقة بين الحكام والمحكومين عن طريق تصوير العقد‬
‫االجتماعي بأنه ناتج عن اتفاق األفراد على بناء مجتمع سياسي منظم خاضع لسلطة عليا‪ ،‬ولذلك‬
‫يجب أن يكون العقد صادرًا عن أجماع إرادات األفراد الحرة الواعية ويكون األفراد جميعهم‬
‫اطراف في العقد كونهم يتمتعون بصفتين األولى‪ :‬أن كل فرد مستقل ومنعزل عن األفراد‪،‬‬
‫والثانية ‪ :‬بصفته عضو متحد مع األخرين بمجموعهم يولد الشخص الجماعي الذي ينتج عنه‬
‫المجتمع ‪ ،‬وفي سبيل الوصول لهذا العقد فقد تنازل األفراد عن جميع حقوقهم السابقة للعقد في‬
‫مقابل الحصول على حقوق وحريات جديدة يحصلون عليها بموجب العقد وال يحق للسلطة‬
‫المساس بها ‪)13( .‬وبموجب العقد ال يعد الحاكم طرفا في العقد وإنما يعد وكيال عن اإلرادة الشعبية‬
‫ويحكم وفقا لها ولذلك يكون لها حق عزله متى رأت في ذلك مصلحة للمجتمع‪ .‬وفي نطاق بحثنا‬

‫‪214‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫عن األساس الفلسفي لمبدأ الشفافية نرى‪ :‬أن الزام الحاكم بالخضوع ألوامر األفراد وضرورة‬
‫معرفتهم التامة بأعماله والتأكد من مطابقتها لشروط العقد يعكس لنا مبدأ الشفافية الذي يتضمن‬
‫حق الشعب في التعرف على حقيقة اعمال السلطة أو اإلدارة ومدى مطابقتها للقانون وبهذا تكون‬
‫الشفافية شرطا من شروط العقد كون الشعب يفرض على الحاكم اإلفصاح عن أعماله وإعالنها‬
‫للجمهور‪ .‬من هذا التصور للعقد يمكننا القول‪ :‬أن الضمان الذي يجب أن يتوفر لحماية حقوق‬
‫األفراد وحرياتهم يتمثل بآليات معينة يلتزم الحاكم بأتباعها والتي تعمل على جعل المجتمع مفتوحا‬
‫واألفراد مطلعين على ما تقوم به السلطة من تصرفات قانونية وإدارية ومحاسبتها في حال‬
‫خروجها عن القانون أو مساسها بحقوق األفراد والشفافية هي احدى هذا اآلليات التي تنضوي‬
‫تحت الحكم الرشيد أو ما يمكن تسميته بالحوكمة وأن التصور الذي قدمه روسو هو أفضل أساس‬
‫يمكن بناء الشفافية عليه من الناحية الفلسفية‪.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬األساس الشرعي للشفافية‪ -:‬يكمن األساس الشرعي للشفافية في مبادئ الدين اإلسالمي‪ ،‬إذ‬
‫سبقت الشريعة اإلسالمية جميع الحضارات والنظم السياسية (القديمة أو الحديثة) في أرساء مبدأ‬
‫الشفافية وعدته أصال ملزما وعاما للسلطة اإلدارية فيما يخص إدارة شؤون المواطنين العامة‪،‬‬
‫وتجد الشفافية أساسها في الشريعة اإلسالمية متمثلة بمبدأ الشورى ومبدأ الصدق وفيما يلي‬
‫توضيح لهما‪-:‬‬

‫مبدأ الشورى‪ :‬يمثل هذا المبدأ واحد من أهم مرتكزات األساسية للنظام السياسي اإلسالمي‬ ‫‪-1‬‬
‫ويعد من مقومات الحكم ونظامه‪ ،‬والغرض منه الوصول إلى الرأي الصحيح لتالفي الوقوع‬
‫في الخطأ أي بمعنى‪" :‬النظر في األمور من أرباب االختصاص والتخصص الستجالء‬
‫المصلحة المفقودة شرعا وإقرارها‪ ،‬ويسري على كل امر تجري بشأنه مشاورة سواء على‬
‫مستوى األسرة أو الدولة أو المنظمات الداخلية أو الدولية والتي يعد النظام العام اإلسالمي‬
‫نبراسًا لها"(‪ ، )14‬وألهميته فقد وردت عدة آيات قرآنية تدعو لألخذ به منها قوله تعالى‬
‫"َو اَّلِذ يَن اْسَتَج اُبوا ِلَر ِّبِهْم َو َأَقاُم وا الَّص اَل َة َو َأْم ُر ُهْم ُش وَر ى َبْيَنُهْم َوِمَّم ا َر َز ْقَناُهْم ُينِفُقوَن "(‪،)15‬‬
‫وجاءت السنة النبوية مؤكدة لهذا المبدأ ونجد ذلك في احاديث نبوية شريفة ‪،‬وهي من‬
‫االحاديث التي تعد من األحكام الشرعية التي ال يجوز مخالفتها‪ ،‬ويلزم أن تقابل بالطاعة‬
‫ونورد من ذلك عدة احاديث للنبي محمد (صلى عليه وسلم)منها قوله‪" :‬استعينوا على أموركم‬
‫بالشورى" وقوله‪" :‬المستشار مؤتمن" وكذلك قوله‪" :‬ما شقى قط عبد بمشورة‪ ،‬وما سعد‬
‫باستغناء رأي"(‪ .)16‬يتضح لنا مما سبق أن مبدأ الشورى يعد من األسس التي تقوم عليها‬

‫‪215‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الشفافية ألن كال المبدآن يدعوان إلى أشراك المجتمع في الحكم‪ ،‬وفرض الرقابة على الحكام‬
‫للتأكد من قيامهم بالمهام الموكلة لهم على افضل شكل وضمان حقوق األفراد وعدم التعرض‬
‫أو المساس بها ‪ ،‬ولهذا نجد أن اغلب الحكومات اآلن تتشكل من قبل األفراد عن طريق‬
‫االنتخابات وهذا يعني أن األفراد هم الذين يختارون ممثليهم في الحكومة(‪. )17‬‬
‫مبدأ الصدق‪ :‬إن الصدق يعد من اُألسس الشرعية التي تقوم عليها الشفافية عن طريق دعمه‬ ‫‪-2‬‬
‫لما يقتضيه مبدأ الشورى‪ ،‬إذ يكون ذو دور تكميلي له عن طريق التأكد من صحة المعلومات‬
‫التي تصدر عن اإلدارة‪ ،‬ويظهر ذلك في ضرورة أن تكون اإلدارة في تعبيرها عن أنشطتها‬
‫وأعمالها ملتزمة بالحقيقة في القول والفعل‪ ،‬يمكن عد الصدق مرادفًا للرقابة التي يتطلبها مبدأ‬
‫الشفافية للتقين من أن اإلدارة تسير باالتجاه الصحيح (‪ ،)18‬واألهمية فقد ذكره القرآن‬
‫الكريم ‪،‬بقوله تعالى (ُأوَٰل ِئَك‬
‫اَّلِذ يَن َنَتَقَّبُل َع ْنُهْم َأْح َس َن َم ا َع ِم ُلوا َو َنَتَج اَو ُز َع ْن َس ِّيَئاِتِهْم ِفي َأْص َح اِب اْلَج َّنِة ۖ َو ْع َد الِّص ْد ِق اَّلِذ ي‬
‫َك اُنوا ُيوَع ُد وَن ﱠ)(‪ ،)19‬وهذا هو جوهر مبدأ الشفافية الذي يجعل اإلدارة أن تكون صادقة‬
‫باإلفصاح الحقيقي عن أعمالها‪ ،‬وإن اإلدارة الواثقة من أعمالها ال تخشى من اإلعالن عنها أو‬
‫اإلفصاح بها‪ ،‬وإن اتباع اإلدارة ألساليب الكذب يجعل من انتشار الفساد في أركانها أمر‬
‫مفروغ منه وهو ما يتعارض مع مبدأ الشفافية الذي يدعو إلى التخلص من كافة األسباب التي‬
‫تعمل على بث الفساد في المؤسسات اإلدارية ومنها عدم تقديم معلومات صحيحة ودقيقة‬
‫لألفراد المتعاملين مع اإلدارة ‪.‬‬
‫يتضح لنا مما سبق ذكره عن العالقة بين الشفافية والصدق‪ :‬أن كال المبدأين وجهان لعملة‬
‫واحدة‪ ،‬إذ يهدفان على تحقيق المصلحة العامة ونشر الديمقراطية وإخضاع الحكومة لرقابة‬
‫األفراد‪ ،‬لذلك فإن األساس الشرعي للشفافية نجده في الصدق الذي جاء به ديننا الحنيف‪ ،‬وإن‬
‫االختالفات التي يمكن أن نالحظها بينهما ال يعدو أن يكون في استعمال األساليب الحديثة في‬
‫تطبيق الشفافية ‪ ،‬ولذلك يمكن عد األخيرة صورة متطورة من صور الصدق كونها تمثل‬
‫الوسيلة التي أثبتت صالحيتها في التخلص من الفساد اإلداري في المؤسسات العامة‬
‫والخاصة وهذه هي الغاية األساسية التي يسعى لتحقيقها الحكم الرشيد عن طريق الشفافية ‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬األساس التشريعي لمبدأ الشفافية في المواثيق الدولية‪ -:‬نصت معظم المواثيق الدولية‬
‫واالتفاقيات اإلقليمية على هذا المبدأ وسنتناول بيان هذه المواثيق بالتفصيل التالي‪-:‬‬

‫‪216‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الشفافية في المواثيق الدولية‪ -:‬يعد مبدأ الشفافية من المبادئ التي ال يمكن التنازل عنه أو‬ ‫‪-1‬‬
‫أغفاله والتي اعتمدت للحد من الفساد اإلداري الذي نتشر في اآلونة األخيرة في جميع مفاصل‬
‫الحياة ومن أجل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة فإن المواثيق واالتفاقيات الدولية نصت عليه‬
‫في مضمونها بشكل غير قابل للجدال وفيما يلي عرض الهم هذه المواثيق‪-:‬‬
‫اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان ‪ :1948‬يمثل هذا اإلعالن وثيقة ذات أهمية تاريخية في‬ ‫أ‪-‬‬
‫مجال حقوق إلنسان‪ ،‬إذ ذكر أهم الحقوق األساسية لإلنسان التي يجب الدفاع عنها وحمايتها‬
‫عالميا‪ ،‬وصدر هذا اإلعالن في باريس في ‪ ،10/12/1948‬وتمت ترجمته إلى اكثر من (‬
‫‪ )500‬لغة من لغات العالم ‪ ،‬وضع من قبل مجموعة تهتم بحقوق االنسان ذوو خلفيات قانونية‬
‫وثقافية واجتماعية من مختلف أنحاء العالم‪ ،‬وقد نص هذا اإلعالن على ضمان مبدأ الشفافية‬
‫في المادة (‪ )19‬إذ جاء فيها ‪" :‬لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير‪ ،‬ويشمل هذا‬
‫الحق حريته في اعتناق اآلراء من دون مضايقة‪ ،‬وفي التماس األنباء واألفكار وتلقيها ونقلها‬
‫إلى اآلخرين بأي وسيلة دونما اعتبار للحدود" ‪ ،‬نالحظ أن هذه المادة لم تتطرق إلى الشفافية‬
‫بشكل مباشرة‪ ،‬وإنما ذكرتها ضمن أمور تعد من جوهر مبدأ الشفافية منها حرية األشخاص‬
‫في االطالع على البيانات والمعلومات واألفكار السائدة وعدم جواز تقييده بأي شكل من‬
‫األشكال(‪.)20‬‬
‫العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية‪ :1966‬يعد هذا العهد معاهدة متعددة‬ ‫ب‪-‬‬
‫األطراف‪ ،‬دخل نطاق النفاذ في‪/23‬آذار‪ ،1976/‬ونص على وجوب التزام اطراف المعاهدة‬
‫باحترام الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين منها حرية الدين والحق في الحياة‪ ،‬إذ جاء في‬
‫المادة (‪ )19‬منه على‪ ":‬وجوب إعطاء الحرية لكل مواطن في التعبير عن رأيه بدون أية‬
‫عقبات وضمان حقه في اإللمام بالمعلومات واألفكار وإذاعتها بأية وسيلة كانت وهي إشارة‬
‫ضمنية لمبدأ الشفافية والتي يعد من األمور الثابتة فيه وهو عالنية المعلومات والبيانات‬
‫وحرية المواطنين في الوصول إليها"(‪.)21‬‬
‫تقرير لجنة حقوق اإلنسان في األمم المتحدة ‪ -:1998‬تشكلت هذه اللجنة في األمم المتحدة‬ ‫ج‪-‬‬
‫سنة ‪ ،1993‬وأصدرت تقرير في عام ‪ ،1998‬الذي بموجبه كلفت مقررًا خاصا يتولى ضمان‬
‫حرية الرأي والتعبير وتضمنت مهام هذا المقرر ما يلي‪-:‬‬
‫أوال‪ /‬التحري والكشف عن جميع االنتهاكات التي تطال حرية التعبير والرأي من خالل استعمال‬
‫العنف والتهديد به أو االضطهاد والترهيب وجميع أنواع االنتهاكات التي يتعرض لها األفراد‬
‫بسبب ممارستهم حقوقهم في التعبير‪.‬‬

‫‪217‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫ثانيًا‪ /‬العمل على تلقي المعلومات عن طريق حكومات الدول والمنظمات غير الحكومية مع األخذ‬
‫بنظر االعتبار أن تكون الجهة التي تقدم المعلومات جديرة بالثقة والتصديق‪ ،‬والسيما حاالت‬
‫التعدي على حقوق األفراد في الحصول على المعلومات‪.‬‬
‫ثالثًا‪ /‬تقديم مقترحات وإيجاد سبل ووسائل تكون ذات فاعلية يكون الغرض منها حماية هذه الحقوق‬
‫بكافة مظاهرها‪.‬‬
‫رابعًا‪ /‬مساندة المفوضية العامة لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان من خالل تقديم المساعدات على‬
‫اختالف أنواعها مثل المساعدات التقنية واالستشارية للوصول إلى الطرق المثلى لمنع انتهاك هذه‬
‫الحقوق الجديرة بالحماية(‪. )22‬‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪ : 2003‬اعتمدت هذه االتفاقية من قبل الجمعية العامة‬ ‫د‪-‬‬
‫لألمم المتحدة في‪/31‬تشرين األول‪ ،2004/‬ونصت في عدد من موادها على ضرورة اآلخذ‬
‫بمبدأ الشفافية ‪ ،‬إذ جاء في المادة(‪)7‬على أن كل دولة عضو يجب أن تعمل على تطبيق‬
‫وترسيخ سياسات فعالة للوقاية من الفساد اإلداري‪ ،‬كما نصت االتفاقية على وجوب اعتماد‬
‫الدول على الشفافية في تعيين الموظفين في القطاع العام‪ ،‬وكذلك نصت الفقرة(أ) من المادة(‬
‫‪ )13‬على‪(" :‬أ)‪ -‬تعزيز الشفافية في عمليات اتخاذ القرار وتشجيع إسهام الناس فيها" وأكدت‬
‫الفقرة (ب)‪ -‬ضرورة ضمان تيسير حصول الناس فعليا على المعلومات" وتضمنت الفقرة‬
‫(د) من المادة (‪ )13‬على ضرورة حماية األفراد وضمان حريتهم في تلقي المعلومات‬
‫المتعلقة بالفساد ونشرها وعدم جواز تقييدها‪ ،‬إال في حاالت معينة منها حماية الحياة‬
‫الشخصية للمواطنين وحماية النظام العام واألمن الوطني للدولة‪.‬‬
‫الشفافية في االتفاقيات اإلقليمية‪ :‬نصت االتفاقات اإلقليمية هي األخرى على هذا المبدأ كحق‬ ‫‪-2‬‬
‫أساسي من حقوق األفراد ومن اهم هذه االتفاقيات ‪-:‬‬
‫االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان ‪ :1950‬أبرمت هذه االتفاقية بين الدول األوربية في‬ ‫أ‪-‬‬
‫‪/4‬تشرين الثاني‪ 1950 /‬وجاء في ديباجتها أنها تهدف إلى ضمان االعتراف الفعال بحقوق‬
‫األفراد والحفاظ عليها والعمل على تطبيق الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان الصادر في عام ‪ ، 1948‬وتكفلت بحماية حق الرأي والتعبير في المادة (‪ )10‬منها‬
‫التي نصت على ‪ ":‬لكل إنسان الحق في حرية التعبير‪ ،‬ويشمل حرية اعتناق اآلراء وتلقي‬
‫وتقديم المعلومات واألفكار من دون تدخل من السلطة العامة‪ ،‬وبصرف النظر عن الحدود‬
‫الدولية"(‪.)23‬‬

‫‪218‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان ‪ -:1969‬أبرمت هذه االتفاقية بين دول القارة األمريكية‬ ‫ب‪-‬‬
‫في مدينة سان خوسيه في‪/22‬تشرين الثاني‪ ، 1969/‬وإن الهدف منها إقامة نظام مؤسسات‬
‫مبني على الديمقراطية يضمن الحرية الشخصية لألفراد والعدالة االجتماعية بينهم من خالل‬
‫إعادة بناء المجتمع على أسس تضمن حماية حقوق اإلنسان(‪،)24‬إذ جاء في المادة (‪ )13‬من‬
‫االتفاقية على ضمان حرية اإلنسان في اختيار الفكر الخاص به وحريته في طريقة التعبير‬
‫عنه وأيضا حريته في نقل المعلومات إلى اآلخرين وبأي وسيلة يختارها سواء كانت شفاها أو‬
‫طباعة أو كتابة وأية وسيلة أخرى وكل هذه الوسائل تمثل جوهر الشفافية‪.‬‬
‫الميثاق العربي لحقوق اإلنسان ‪ -:2004‬اقر هذا الميثاق في تونس في ‪/23‬أيار‪ 2004/‬في‬ ‫ج‪-‬‬
‫القمة العربية السادسة عشرة ‪ ،‬ونص الميثاق علي حق الشعب في االطالع على المعلومات‬
‫الحكومية‪ ،‬إذ أكد على ضرورة تمتع الموطن العربي بحرية األفكار والرأي والتعبير‬
‫األعالم ونقلها إلى الشعوب األخرى عبر وسائل االتصاالت المختلفة‪ ،‬بصرف النظر عن‬
‫الحدود الجغرافية‪ ،‬ويمارس المواطن هذا الحق ضمن النطاق الخاص بمقومات المجتمع‬
‫الجديد‪ ،‬وال تخضع هذه الحقوق إال لقيود محددة في القانون وهي وجوب احترام حق الغير‬
‫(‪)25‬‬
‫وسمعته‪ ،‬حماية النظام العام وعناصره‪ ،‬وحماية األمن الوطني‬
‫منظمة الشفافية الدولية‪ -:‬أسست هذه المنظمة من قبل المواطن األلماني (بيتر إيكن) في‬ ‫د‪-‬‬
‫عام ‪ ،1993‬ويرمز لها اختصارًا(‪ )TI‬واتخذت من العاصمة األلمانية برلين مقرًا لها وهي‬
‫منظمة دولية غير حكومية معنية بمكافحة الفساد بمختلف أنواعه ال تهدف إلى تحقيق الربح‬
‫وتتألف من (‪ )100‬فرع محلي‪ ،‬وعرفت على أنها‪" :‬منظمة مجتمع مدني عالمية تقود‬
‫الحرب ضد الفساد‪ ،‬تجمع الناس معًا في تجمع عالمي قوي للعمل على أنهاء األثر المدمر‬
‫للفساد على الرجال والنساء واألطفال حول العالم‪ ،‬لتحقيق تغيير نحو عالم من دون‬
‫فساد"‪،‬وتشتهر بتقريرها السنوي عن (مؤشر الفساد) (‪ ،)26‬وتهدف المنظمة من وراء نشاطها‬
‫إلى إيجاد آليات للوقاية من الفساد بدال من إيجاد الحلول له‪ .‬من خالل التنسيق والتعاون‬
‫مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لغرض الوقاية من الفساد وجعل الفساد من‬
‫الموضوعات التي توضع في أجندة كبرى المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق‬
‫النقد باعتبار أن الفساد عقبة صعبة في طريق التنمية وباختصار يمكننا القول‪ :‬أن األساس‬
‫الشرعي لمبدأ الشفافية جاء من مبادئ األديان السماوية أوًال مثل مبدأ حسن النية‪ ،‬ومن مبدأ‬
‫الشورى والصدق اللذان جاء بهما اإلسالم الحنيف قبل أكثر من(‪ )14‬قرن‪ ،‬وكذلك المبادئ‬
‫الحياة الفلسفية المختلفة للمجتمع ثانيًا‪ ،‬وخيرًا وقد توج هذا المبدأ بالنص عليه بالمواثيق‬

‫‪219‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الدولية والمعاهدات اإلقليمية واصبح من ضمن القوانين التي تضمن حياة المجتمع وتكفل له‬
‫حريته الكاملة على شرط أن ال تؤثر على حرية اآلخرين وألزمت هذه المواثيق الحكومات‬
‫بأن تكون أعمالها واضحة وشفافة يمكن للمجتمع أن االطالع عليها‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫أهمية الشفافية وأنواعها وأهدافها‬

‫‪The third branch‬‬

‫‪The importance of transparency, types and objectives‬‬

‫تمثل الشفافية قناة اتصال بين األفراد واإلدارة‪ ،‬إذ تبين آلية عمل اإلدارة ‪ ،‬والكيفية التي تتبعها في‬
‫إصدار قراراتها وتشكل أداة لكشف عن الفساد اإلداري‪ ،‬السيما في دول العالم الثالث؛ ألنها تعد‬
‫دول حديثة العهد بالديمقراطية‪ ،‬إذ لم تمنح هذه الدول بإعطاء شعبها الحق باالطالع على أعمال‬
‫اإلدارة ومعرفتها فإن ذلك سيعمل على تقويض محاوالت هذه الدول بزرع الثقة في قلب المواطن‬
‫لمصلحتها وتبرز أهمية الشفافية كونها تظهر أعمال اإلدارة بشكل علني‪ ،‬وهناك أنواع مختلفة من‬
‫الشفافية تطبق بشكل مختلف من دولة ألخرى‪ ،‬إذ قسمت وفقا لمعايير معينة ‪ .‬وألجل بيان هذه‬
‫األهمية واألنواع سنتولى توضيحها بتقسيم هذا الفرع على ثالث فقرات‪ :‬نبين في األولى‪ :‬أهمية‬
‫الشفافية‪ ،‬ونذكر في الثانية‪ :‬أشكالها‪ ،‬ونختم في الثالثة أهدافها‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬أهمية الشفافية‪ :‬صارت الشفافية اليوم من المفاهيم اإلدارية الحديثة والمتطورة ومطلبًا‬
‫تسعى الدولة كافة للعمل به وإظهاره كوجه من أوجه الديمقراطية ومفهوم من مفاهيم الحضارة‪،‬‬
‫كونها تمثل عنصر الثقة باإلدارة عن طريق فرض رقابة الدولة على أعمال اإلدارة لمنع انتشار‬
‫الفساد اإلداري ولهذا السبب تم اعتمادها على الصعيد المحلي واإلقليمي والدولي بسبب ما‬
‫اكتسبت من أهمية كبيرة على المستوى العملي ويمكن بيان أهميتها من خالل ما يلي(‪-:)27‬‬

‫تعمل على إزالة الغموض في أعمال اإلدارة ومعرفة العاملين فيها ألهداف التي تسعى‬ ‫‪-1‬‬
‫لتحقيقها‪ ،‬ألن العمل المظلم أو المعتم يضعف روح االنتماء لدى العاملين ‪ ،‬فالمصارحة‬
‫والمكاشفة وإيضاح المعلومات تزيد من والء الموظف وإنتاجيته‪ ،‬إذ أن ذلك يجعله يشعر بأنه‬
‫جزء مهم من اإلدارة كونه على معرفة بما يجري ويحصل فيها‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫تمثل الشفافية احد أهم عناصر نجاح التنمية في الدولة‪ ،‬إذ تعمل على زيادة الجودة في األداء‬ ‫‪-2‬‬
‫الشخصي والمؤسسي فإتاحة الفرصة للمواطنين بالمشاركة في اتخاذ القرارات تؤدي إلى‬
‫زيادة وعيهم ومعرفتهم بالخيارات المتاحة لهم وتعمل على تحقيق العدالة‪ ،‬للوصول باإلدارة‬
‫إلى النظام اإلداري المفتوح(‪. )28‬‬
‫تمثل الشفافية ركن من أركان تحقيق المساءلة التي تعمل على الوقاية من األخطاء الصادرة‬ ‫‪-3‬‬
‫عن الحكومة وتعمل على محاربة الفساد وتسهيل إجراءات العمل اإلداري وسرعة إنجازه‬
‫بعيدًا عن االجتهادات الشخصية في التفسير الخاص باألنظمة والتعليمات (‪. )29‬‬
‫تظهر الشفافية مصداقية اإلدارة أمام الحكومة والرأي العام‪ ،‬من خالل انتهاج الصدق في‬ ‫‪-4‬‬
‫أعمالها واإلعالن عن نشاطها وأهدافها ومصادر تمويلها وفتح أبواب اإلدارة أمام الشعب‪ ،‬إذ‬
‫تزداد جودة العمل وتقل فرص الفساد كلما توافرت عناصر المكاشفة والوضوح وبعكسه‬
‫تغيب عند وجود التعتيم من اإلدارة ألعمالها‪.‬‬
‫تهدف الشفافية على دعم مبدأ المشروعية الذي يعني (خضوع الحكام والمحكومين كافة لحكم‬ ‫‪-5‬‬
‫القانون)‪ ،‬وتفعيله والمحافظة عليه من التجاوزات‪ ،‬إذ أن توافر المعلومات لدى األفراد عن‬
‫الكيفية التي تصدر بها القرارات يقلص من الفرص التي قد تنتهزها الحكومة إلصدار قوانين‬
‫وقرارات تمس بهم‪.‬‬
‫تساعد للشفافية في اختيار القيادات التي تتولى قيادة اإلدارة والحرص على تمتع هذه القيادات‬ ‫‪-6‬‬
‫بالموضوعية واالنتماء‪ ،‬وأن تهدف في عملها إلى تحقيق الصالح العام ‪.‬‬
‫تعمل الشفافية في نجاح خطة التطوير والتغيرات التي تسعى إلى تحقيقها اإلدارة؛ إذ تعمل‬ ‫‪-7‬‬
‫الشفافية على وضوح وعالنية آليات العمل والتأكيد على أن الغرض األساس من التغيير هو‬
‫تحقيق مصلحة اإلدارة واألفراد المتعاملين معها ‪.‬‬
‫تمثل الشفافية وسيلة لفرض الرقابة الذاتية‪ ،‬إذ أن الهيئات اإلدارية التي تطبق الشفافية يتمتع‬ ‫‪-8‬‬
‫موظفوها بحرية اكثر أثناء أدائهم لمهامهم كونهم يكونون اعلم بنطاق صالحياتهم ومهامهم‬
‫مما يوفر للحكومة الوقت والجهد والمال‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أشكال الشفافية‪ :‬بسبب دخول الشفافية إلى المجاالت كافة وعدم اقتصار تطبيقها على‬
‫العمل اإلداري ظهرت أنواع مختلفة منها‪ ،‬إذ قسمت الشفافية من قبل الدارسين على قسمين(‪:)30‬‬
‫وذلك بحسب وجهة نظر كل منهم ‪ ،‬القسم األول‪ :‬يكون تبعًا لهيكلية اإلدارة والثاني‪ :‬بحسب‬
‫طبيعتها وسنتولى بيان تفاصيل كل قسم فيما يلي‪-:‬‬

‫‪221‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫القسم األول‪ :‬أشكال الشفافية وفقا لهيكلية اإلدارة‪ :‬تقسم الشفافية تبعا للهيكلية التي تتكون منها‬
‫اإلدارة إلى(‪-: )31‬‬

‫الشفافية الداخلية ‪ :‬ويراد بها السلوكيات المتبعة داخل العمل اإلداري‪ ،‬بغية توفير المناخ‬ ‫‪-1‬‬
‫التنظيمي من خالل التفاعل بين اإلدارة مع موظفيها بوضوح من دون وجود ادنى مستوى‬
‫للسرية وينتج عن ذلك مشاركتهم في صنع القرار ورسم السياسة الخاصة بها ويحقق نوعا‬
‫من الديمقراطية اإلدارية‪ .‬وبالتالي يضمن تواتر المعلومات لألفراد والعاملين في اإلدارة على‬
‫حد سواء مع مراعاة تبني المساواة في التعامل مع األفراد ‪.‬‬
‫الشفافية الخارجية‪ :‬ويقصد بها العملية التنظيمية التي تربط اإلدارة بالمجتمع الخارجي‬ ‫‪-2‬‬
‫ويكون ذلك عن طريق قيام اإلدارة بنشر معلومات صحيحة ودقيقة عن خدماتها المقدمة‪،‬‬
‫وبيان ما يواجها من العقبات واإلخفاقات في أعمالها‪ ،‬من خالل طرحها على الرأي العام‬
‫للمناقشة بأسلوب ديمقراطي يعزز عمل اإلدارة لدى المجتمع الخارجي‪ ،‬وهذا األسلوب‬
‫يضمن تحقق حسن سير اإلدارة أوًال ومصلحة األفراد ثانيًا‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬أنواع الشفافية حسب طبيعتها(‪ -:)32‬ليست الشفافية على صورة واحدة بل منها ما‬
‫له طابع مقلد ومنها ما له طبيعة خادعة وأخرى ذات طابع انتقائي ولهذا قسم الدارسون الشفافية‬
‫من ناحية طبيعتها إلى‪-:‬‬

‫الشفافية المقلدة‪ :‬وهي التي تطبق في مجال مغاير عن مجالها األصلي بشكل ال يتناسب مع‬ ‫‪-1‬‬
‫الطبيعة الخاصة بالعمل اإلداري وظروفها‪ " ،‬كنقل شفافية القطاع الخاص إلى الحكومة أو‬
‫نقل الشفافية المطبقة في الحكومة إلى القطاع الخاص "‪.‬‬
‫الشفافية الخادعة ‪ :‬ويطلق عليها قسم من الفقه بالمؤدلجة‪ ،‬وهي عكس الشفافية اإلبداعية‬ ‫‪-2‬‬
‫المتكاملة الحقيقية " وهي تعمل على تحقق مصالح وايدلوجية فئة معينة غالبا ما يكون هم‬
‫مصدرها والمصممين آللياتها‪ ،‬وليس المستفيد منها أو المطلع على إنتاجها "‪.‬‬
‫الشفافية االنتقائية‪ :‬وهي تعتمد أسلوب االنتقاء الجيد للنتائج مهما تواضعت وتبرزها بأسلوب‬ ‫‪-3‬‬
‫علني واضح ‪،‬وغالبا ما يرافقها حمالت إعالنية في حال إذا ما أدى تطبيقها إلى الوصول‬
‫لنتائج إيجابية عن طريق طرح األرقام واألحداث الخاصة بتطبيقها للمجتمع‪ ،‬وذكر المبررات‬
‫في حال اإلخفاقات‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫ثالثًا‪ :‬أهداف الشفافية(‪-:)33‬‬


‫اعتبار القانون مرجعية للجميع‪ ،‬وضمان سيادته وتطبيقه على الجميع بدون استثناء وليس‬ ‫‪-1‬‬
‫شعار يرفع فقط‪ ،‬فعند غياب سيادة القانون تنتهك الـحقوق والـحريات من دون رادع‪،‬‬
‫وتصادر حرية الرأي والتعبير والتنظيـم‪ ،‬كما يحاصر دور الصحافة ووسائل اإلعالم‪،‬‬
‫وتضعف معها كل مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫استقالل الـجهاز القضائي‪ ،‬ومنحه الصالحية في تنفيذ األحكام التي يصدرها‪ ،‬والرقابة على‬ ‫‪-2‬‬
‫القرارات اإلدارية الصادرة عن السلطة التنفيذية‪ ،‬ألن عدم استقاللية السلطة القضائية يفتح‬
‫المجال أمام الفساد‪.‬‬
‫خلق اإلرادة والنية الصادقة لدى القيادة السياسية لمعالجة الفساد‪ ،‬وحملها على اتخاذها‬ ‫‪-3‬‬
‫إجراءات صارمة‪ ،‬وقائية أو عالجيه عقابية بحق عناصر الفساد‪ ،‬ألن انغماس هذه القيادة‬
‫نفسها أو بعض أطرافها في الفساد‪ ،‬سيؤدي إلى تطبيق القانون على الموظفين الصغار وال‬
‫يطبق على من لديه وساطة أو محسوبية أو نفوذ‪.‬‬
‫تحسين صورة الدولة على المستوى الداخلي والخارجي في مجال اإلصالح ومناهضة‬ ‫‪-4‬‬
‫الفساد‪.‬‬
‫ترسيخ القيم االجتماعية التي تدعو إلى الوقاية من الفساد‪ ،‬كالصدق واألمانة‪ .‬والبحث عن‬ ‫‪-5‬‬
‫مواطن الفساد في المجتمع‪ ،‬وتشخيصه ودراسة أسبابها‪ ،‬واقتراح أساليب العالج‪.‬‬
‫تحديد مواطن القصور التشريعي في مجال اإلصالح القانوني واإلداري‪ .‬فالشفافية في‬ ‫‪-6‬‬
‫مفهومها العام هي مجموعة القيم المتعلقة بالصدق واألمانة واإلخالص في العمل واالهتمام‬
‫بالمصلحة العامة‪ ،‬وااللتزام بمبدأ تجنب تضارب المصالح‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬

‫أبعاد الشفافية ومستوياتها‬

‫‪The fourth branch‬‬

‫‪Transparency dimensions and levels‬‬

‫‪223‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫من ألجل بيان الشفافية بصورة واضحة البد من اإللمام بها من جوانبها جميعًا‪ ،‬لذلك تحتم علينا‬
‫تناول أبعادها ومستوياتها وهذا ما سنبينه في هذا الفرع بتقسيمه على فقرتين‪ :‬نوضح في األولى‬
‫أبعاد الشفافية‪ ،‬ونكرس الثانية‪ :‬لبيان مستوياتها‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬أبعاد الشفافية (‪ -: )34‬تظهر أبعاد الشفافية من خالل انعكاس تطبيقها على أداء اإلدارة وآلية‬
‫اتـخاذ القرارات فيها‪ ،‬والسيما القرارات التي تعنى بحقوق اإلنسان‪ ،‬إذ يجب على اإلدارة االلتزام‬
‫بالشفافية لضمان توافق أدائها مع التشريعات القانونية‪ ،‬وأهم هذه األبعاد الذي تؤثر في تطبيقها‬
‫هي(‪-: )35‬‬

‫البعد التشريعي‪ -:‬ويقوم هذا البعد على وضع حدود معينة لمتطلبات الشفافية من خالل‬ ‫‪-1‬‬
‫تحديث وتعديل التشريعات القانونية بما ينسجم مع التطورات التي تطرأ على الحياة العصرية‬
‫سواء كان على الصعيد التنظيم اإلداري أو السياسي أو االجتماعي ‪ ،‬ويكمن دور هذا البعد‬
‫في الكشف عن صور المخالفات التي تصدر عن اإلدارة وموظفيها والعمل على إيجاد سبل‬
‫لمعالجة هذه المخالفات بطرق سليمة وقانونية‪ .‬وفرض الرقابة الالزمة لتنفيذ القوانين في‬
‫مؤسسات الدولة كافة مع ضرورة نشرها لغرض اطالع المجتمع عليها‪.‬‬
‫البعد األخالقي‪ -:‬يعد البعد األخالقي مهما عند تطبيق مبدأ الشفافية‪ ،‬إذ ينبع من قيم ومبادئ‬ ‫‪-2‬‬
‫مترسخة لديهم‪ ،‬تبعد الموظفين عن المخالفات‪ ،‬وتقل نسب الفساد كلما تعمقت تلك القيم‬
‫األخالقية لدى العاملين وينشأ لديهم مبدأ ال يقبل المفاوضة وهو االلتزام بالقانون والذي يمثل‬
‫بحد ذاته قيمة أخالقية‪.‬‬
‫البعد المهني ‪ -:‬ويقصد به وجود نظام عمل داخلي يبين عمل كل موظف داخل اإلدارة يكون‬ ‫‪-3‬‬
‫بمثابة المرشد لهم في أداءه أعمالهم‪ ،‬بما يحقق سرعة في اإلنجاز وزيادة في إنتاجية العمل‬
‫من خالل تبني السلوك المهني السليم القائم على الصدق والنزاهة والحياد وغيرها من معايير‬
‫السلوك الوظيفي الصحيح‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مستويات الشفافية(‪ :)36‬تبنى مستويات الشفافية على مجموعة من اإلجراءات الخاصة التي‬
‫تتخذها اإلدارة لغرض تسيير وتنظيم أعمالها وتحدد هذه المستويات مقدار الكفاءة في تطبيق‬
‫الشفافية أثناء مراحل إصدار القرارات ابتداًء من مرحلتها األولى األعمال التحضيرية وانتهاًء‬
‫بالمرحلة األخيرة بنشرها في الجريدة الرسمية لغرض اطالعهم الجمهور عليها مما يسهم في‬
‫تطبيق الحكم الرشيد بالشكل الصحيح في العمل اإلداري‪ ،‬وتقسم هذه المستويات إلى قسمين‪:‬‬
‫أولهما ‪:‬المستوى الذاتي ‪ ،‬وثانيهما‪ :‬المستوى الشمولي؛ وسنتولى توضيحهما وفًق لما يلي‪-:‬‬

‫‪224‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫المستوى الذاتي‪ -:‬يشمل هذا المستوى تحديد مجموعة من اإلجراءات تتعلق بالموظفين‬ ‫‪-1‬‬
‫والعاملين في اإلدارة ويمكن حصر هذه اإلجراءات باآلتي‪-:‬‬
‫اختيار الموظفين يكون وفق أسس ومعايير الكفاءة والجدارة والخبرة بعيدا عن المحسوبية‬ ‫أ‪-‬‬
‫والمنسوبية والواسطة‪ ،‬فضًال عن قيام اإلدارة بدخال الموظفين بدورات توعوية تتضمن‬
‫تذكيرهم بقواعد العمل وطبيعته وتوضيح المهام التي تقوم بها اإلدارة والخدمات التي تقدمها‬
‫للمواطنين‪.‬‬
‫تنمية روح الفريق الواحد لدى العاملين وتشجيعهم على االلتزام به مع ضرورة أن تكون‬ ‫ب‪-‬‬
‫التعيينات والترقيات وفقا لمبدأ الكفاءة مع خضوعها للرقابة والمراجعة من األجهزة المختصة‬
‫لضمان االلتزام بالشفافية‪.‬‬
‫التأكيد على العمل بمبدأ المساءلة وأدواته وضع إعالنات تثبت فيها جميع المراحل الخاصة‬ ‫ج‪-‬‬
‫بإنجاز المعامالت والرسوم الواجب دفعها‪.‬‬
‫جراء تقييم شامل لألداء اإلدارة وعلى جميع المستويات ‪.‬‬ ‫ح‪-‬‬
‫‪ -2‬المستوى الشمولي‪ -:‬ويتطلب هذا المستوى مجموعة من اإلجراءات التي يجب على اإلدارة‬
‫العمل وفقًا لها وتشمل(‪-:)37‬‬

‫العمل على تحديث وتعديل تشريعات الدولة وفقًا للتطور الحاصل في الحياة في كال القطاعين‬ ‫أ‪-‬‬
‫العام والخاص ووضعها في متناول الجميع من أجل التحول إلى "دولة المؤسسات"‪.‬‬
‫عقد لقاءات واجتماعات دورية بين أجهزة اإلدارة المركزية وأجهزة الرقابة على أن تعم هذه‬ ‫ب‪-‬‬
‫اللقاءات واالجتماعات بروح الحوار والمشاركة ومحاولة االبتعاد عن فلسفة التوجيه المباشر‬
‫على أن تعرض نتائجها على الجمهور‬
‫تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وأجهزة المراقبة بأنواعها المختلفة المالية والرقابية‬ ‫ج‪-‬‬
‫والمحاسبية وجراء تقييم ألداء القيادات اإلدارية العليا‪.‬‬
‫وبإيجاز شديد يمكن القول‪ :‬إن مبدأ الشفافية أضحى من أهم المبادئ التي يجب أتباعها للحد‬
‫من الفساد اإلداري كونها تؤدي عالنيات المعلومات الخاصة بأعمال اإلدارة وتزيل الغموض‬
‫والسرية‪ ،‬وتسهل عمل الجهات الرقابية عن طريق توفير ما تحتاجه هذه الجهات من أمور‬
‫إثباتية للقيام بمهامها على الوجه األكمل وتحقيق الغاية األساسية في محاربة الفساد اإلداري‬
‫والقضاء على أثاره‪ ،‬وتمنح األفراد حرية االطالع على القرارات التي تصدرها اإلدارة‬
‫والتي تمس حقوقهم األساسية وتتيح لهم حق االعتراض عليها من قبلهم كونها تكون معلنة‬

‫‪225‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫للكل ‪ ،‬لذلك فإن تطبيق الشفافية أصبح ضرورة الزمة‪،‬إذ أنها تعمل على ضمان سير العمل‬
‫اإلداري بانتظام واستمرار‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫متطلبات ومعوقات تطبيق الشفافية‬
‫‪The second requirement‬‬
‫‪Requirements and constraints of applying transparency‬‬
‫تحتاج الشفافية مجموعة من المتطلبات تعمل على تثبيت العمليات اإلدارية على نهج واحد‪،‬‬
‫إَّال أنها قد توجها أثناء تطبيقها عدد من المشاكل والمعوقات التي تؤثر على سير العمل‬
‫الوظيفي مما يتطلب تجاوزها للوصول إلى تطبيق سليم لمبدأ لشفافية‪ .‬ولغرض توضيح هذه‬
‫المتطلبات والمعوقات سنقوم بتسليط الضوء عليها في هذا المطلب من خالل تقسيمه على‬
‫فرعين‪ :‬نخصص األول‪ :‬لبيان متطلبات الشفافية ومعوقاتها‪ ،‬وفي المطلب الثاني سنوضح‬
‫أساليبها وإجراءاتها التي تتبعها للحد من الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫متطلبات الشفافية ومعوقاتها‬
‫‪The First branch‬‬
‫‪Transparency requirements and constraints‬‬

‫إن األخذ مبدأ الشفافية يقتضي منا التعرف أوًال‪ :‬على متطلبات تطبيقها‪ ،‬وكذلك التعرف على‬
‫المعوقات التي تواجه هذا التطبيق‪ ،‬من أجل اإللمام بهذا الموضوع ذلك سنقسم هذا الفرع على‬
‫فقرتين‪ :‬نوضح في األولى‪ :‬متطلبات الشفافية‪ ،‬ونبحث في الثانية‪ :‬أهم المعوقات التي تواجهه وفقًا‬
‫اآلتي‪-:‬‬

‫أوًال‪ :‬متطلبات الشفافية‪ :‬يؤدي تطبيق الشفافية إلى تحقيق فوائد كثيرة في مجاالت شتى من حياة‬
‫األنسان‪ ،‬كونها تعزز أهداف اإلدارة التنموية للمجتمع وتحمي حقوق األفراد وتنمي الديمقراطية‬
‫في العمل اإلداري‪ ،‬ولكي تحقق اإلدارة أهدافها البد من توافر مجموعة من المتطلبات ويمكن‬
‫إجمال هذه المتطلبات بما يلي(‪-:)38‬‬

‫‪226‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫تهيئة الوسائل العملية األزمة لتطبيق الشفافية في الوقت الصحيح لغرض تحقيق الهدف الذي‬ ‫‪-1‬‬
‫يسعى إلى تحقيقه المشرع من خالل سنه لهذه النصوص القانونية‪.‬‬
‫االعتماد على مفاهيم اإلدارة الخاصة بالجودة الشاملة من خالل الحث على تحسين وتطوير‬ ‫‪-2‬‬
‫األنظمة واللوائح واإلجراءات اإلدارية بصورة مستمرة‪.‬‬
‫تمكين الموظف من ممارسته للعمل اإلداري بمختلف أنواعه ودرجاته من خالل تشجيع‬ ‫‪-3‬‬
‫سياسة "الدوران الوظيفي" التي تعني عدم استمرار الموظفين (خاصة في المراكز العليا) في‬
‫الموقع اإلداري مدة طويلة (‪.)39‬‬
‫ضرورة العمل على وجود سياسة واضحة لإلدارة وقواعد قانونية تسمح بتطبيق الشفافية‪ ،‬من‬ ‫‪-4‬‬
‫خالل تعزيز مبدأ الديمقراطية المجتمعية التي تضمن صحة اإلجراءات القانونية المتبعة في‬
‫الوصول للمعلومات والحصول عليها من قبل المستفيدين‪.‬‬
‫التقليل من مظاهر البيروقراطية(‪ ،)40‬ويكون ذلك بإضافة الصفة المهنية على الخدمة المدنية‬ ‫‪-5‬‬
‫والحث على ضرورة االلتزام بأخالقيات الوظيفة من اجل تحقيق هدف اإلدارة األسمى والذي‬
‫يتمثل بإشباع الحاجات المحلية للمجتمع(‪.)41‬‬
‫ثانيًا‪ :‬معوقات الشفافية(‪ :)42‬تواجه اإلدارة قسم من المعوقات اثناء تطبيق الشفافية‪ ،‬ولغرض‬
‫التخلص من هذه العقبات التطبيقية البد من إعطاء شرح عن ماهية هذه المعوقات ليتسنى وضع‬
‫الحلول المثلى للقضاء عليها و يمكن أجمالها بما يأتي‪-:‬‬

‫االستمرار بتطبيق األنظمة البيروقراطية وتعقيد اإلجراءات‪.‬‬ ‫‪-1‬‬


‫تعرض الشفافية للخروقات من قبل فئة من الموظفين يميلون إلى الثرثرة وسعي استغالل‬ ‫‪-2‬‬
‫هذه المعلومات لتحقيق أهدافهم الخاصة وان تعارضت مع أهداف اإلدارة‪.‬‬
‫تواجه الشفافية صعوبة في تحديد أهدافها كون األهداف تحتاج إلى موضوعية ووضوح ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫وجود االزدواجية والفوضى في عمليات التحديث والتطوير التي تستهدف األنظمة‬ ‫‪-4‬‬
‫السائدة واستبدالها بأنظمة تحكمها معايير الشفافية وآلياتها الجديدة ‪.‬‬
‫وبعد التعرف على المعوقات والمشاكل التي يتعرض لها تطبيق مبدأ الشفافية البد من إيجاد‬
‫الحلول الالزمة لضمان التطبيق السليم لهذا المبدأ ومنها(‪-:)43‬‬

‫توضيح األهداف التي تسعى اإلدارة لتحقيقها وشرح برامجها وفلسفة عملها وفسح المجال‬ ‫‪-1‬‬
‫أمام الجمهور بالمشاركة فيها وأبداء أراءهم حولها‪.‬‬

‫‪227‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫السماح لألفراد باالطالع على معلومات واضحة ودقيقة خاصة بخطط اإلدارة والنظام‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلداري وهيكل اإلدارة التنظيمي وكذلك التعريف بقانون الخدمة الخاص بالموظفين وميزانية‬
‫اإلدارة وعالقاتها‪.‬‬
‫إعادة صياغة األنظمة والقوانين الداخلية الخاصة باإلدارة‪ ،‬المتعلقة باألبعاد التنظيمية‬ ‫‪-3‬‬
‫واإلدارية وتعريف الموظفين بواجباته وحقوقه لغرض إعطاءه صورة واضحة عن اإلدارة‬
‫وكيفية سير العمل فيها لضمان تحقيق اكبر قدر ممكن من الشفافية للوصول إلى الديمقراطية‬
‫الصحيحة والقضاء على ظاهرة النفاق اإلداري‪.‬‬
‫العمل على ربط مبدأ الشفافية بالقيم الدينية وعد إخفاء المعلومات وعدم اإلفصاح وعدم‬ ‫‪-4‬‬
‫الوضوح مخالفة للتعاليم والقيم السماوية التي نادت بها األديان‪.‬‬
‫تعزيز روح العمل كفريق واحد في اإلدارة وربط مصالح األفراد بمصالح اإلدارة العامة ‪.‬وقد‬ ‫‪-5‬‬
‫حدد قسم من الدارسين مجموعة من السلوكيات والممارسات التي يجب على اإلدارة‬
‫مراعاتها لتحقيق مبدأ الشفافية منها‪-:‬‬
‫التخلص من السرية في اطار العمل اإلداري وجوب احترام خصوصيات األفراد وحقوقهم‪.‬‬ ‫أ‪-‬‬

‫توفير قنوات خاصة تضطلع بمهمة تسهيل االتصال بين الموظفين والمجتمع الذي يعيشون‬ ‫ب‪-‬‬
‫فيه‪.‬‬
‫اختيار القيادات اإلدارية على أساس "مبدأ الكفاءة والجدارة"‪ .‬وإلزامهم بتباع بأخالقيات‬ ‫ت‪-‬‬
‫الوظيفة وقيمها وبما يعزز بناء أنظمة النزاهة والشفافية‪ .‬وإتاحة المعلومات عن العمل‬
‫اإلداري للجميع‪.‬‬
‫إدخال تكنولوجيا المعلومات على العمل اإلداري وتوظيف نظم المعلومات المتطورة لدعم‬ ‫ث‪-‬‬
‫االنفتاح الذي يعمل على تحسين الفاعلية ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫أساليب وإجراءات الشفافية للوقاية من الفساد اإلداري‬

‫‪The second branch‬‬

‫‪Transparency methods and procedures to prevent administrative‬‬


‫‪corruption‬‬

‫إن تطبيق مبدأ الشفافية يتطلب تحديث أساليب العمل اإلداري ‪ ،‬إذ تعمل هذه األساليب على ضمان‬
‫سير الشفافية باالتجاه الصحيح‪ ،‬وتصحيح مسارها في حال خروجها عن المتطلبات واألهداف‬
‫الخاصة بها هذا ما سنوضحه في هذا الفرع بفقرتين‪ :‬نبحث في األولى أساليب وإجراءات‬
‫الشفافية‪ ،‬وفي الثانية نبين‪ :‬السبل الواجب اتباعها لدعمها لغرض الوقاية من الفساد اإلداري‪.‬‬

‫أوًال‪ :‬أساليب وإجراءات الشفافية في الوقاية من الفساد اإلداري‪-:‬‬

‫من المعروف أن الشفافية تهدف إلى وضوح وعالنية أعمال اإلدارة وضمان حق األفراد في‬
‫االعتراض على كل ما هو مظلم ومعتم بالعمل اإلداري‪ ،‬وبذلك فهي تنسجم مع تطور اإلدارة‬
‫ومدى مسايرتها لروح العصر ولهذا فهناك عدد من األساليب واإلجراءات التي يجب على اإلدارة‬
‫اتباعها لغرض ضمان تحقيق الشفافية ألهدافها وتتمثل بـ(‪-:)44‬‬

‫أنشاء قضاء محايد ومستقل يعمل على الموازنة بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫مع ضرورة الحفاظ على الحقوق األساسية للمجتمع‪.‬‬
‫إصدار التشريعات الخاصة بالحد من الفساد اإلداري وتضمينها المزيد من الشفافية وإيجاد‬ ‫‪-2‬‬
‫سبل المثلى لتطوير آليات تطبيق هذه التشريعات من الحكومة‪.‬‬
‫تعزيز دور أجهزة الرقابة مثل ديوان الرقابة المالية ودائرة المفتش العام في مختلف‬ ‫‪-3‬‬
‫الوزارات‪ ،‬وعدم إعطاء الفرصة ألي شخص إساءة استعمال السلطة أو التالعب بالوظيفة‬
‫العامة‪.‬‬
‫تفعيل دور هيئة النزاهة للتصدي للمظاهر الفساد كلها ورصد المخالفات االنضباطية‬ ‫‪-4‬‬
‫المرتبطة بالفساد‪ ،‬ودعم آليات المصارحة والمكاشفة ونشر المعلومات المتعلقة المناقصات‬
‫والمزايدات وفقًا للقوانين النافذ وضمان حق األفراد لالستفسار‪.‬‬

‫‪229‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫ضرورة المحافظة على المعلومات والبيانات ذات األهمية الخاصة وإفصاحها للمواطن بعد‬ ‫‪-5‬‬
‫مدة معينة تحدد بقانون كون أن أخطار اإلفشاء قد تفوق في اغلب األحيان مصلحة المواطن‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الطرق الواجب اتباعها لدعم الشفافية للحد من الفساد اإلداري‪-:‬‬

‫هناك مجموعة من اإلجراءات تهدف لدعم الشفافية وخلق مجتمع واعي بأهميتها يعمل للتخلص‬
‫من الفساد اإلداري لضمان حقوقه وتحقيق المصلحة العامة ومن أجل ذلك وضعت عدة سبل‬
‫يجب على اإلدارة األخذ بها وااللتزام بها لتحقيق الشفافية بصورة صحيحة ومتكاملة ويمكن‬
‫إيجاز هذه السبل بما يلي(‪-: )45‬‬

‫تعديل نصوص القانون المتعلقة بالحد من الفساد بجانبيها اإلداري والجنائي‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫تشجيع الموظف باإلبالغ عن الفساد اإلداري في السلك الوظيفي‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وضع الخطط لكشف المعلومات خاصة بمحاوالت الفساد ويتم ذلك عن طريق هيئات تشكل‬ ‫‪-3‬‬
‫لهذا الغرض‪.‬‬
‫اختيار الموظفون لشغل الوظائف العمومية والترشيح لها عن طريق اتباع اإلجراءات التي‬ ‫‪-4‬‬
‫رسمها القانون وإعالنها للجمهور وبما يحقق مبدأ الشفافية‪ ،‬وليس عن طريق بيع الدرجات‬
‫الوظيفة ‪.‬‬
‫‪ -5‬الزام الموظفون بالتقيد بواجبات الوظيفة العامة التي نص عليها قانون انضباط موظفي الدولة‬
‫رقم(‪ )14‬لسنة ‪ 1991‬المعدل‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬

‫تجربة الدول في تطبيق الشفافية ودرها في الحد من الفساد اإلداري‬

‫‪The third requirement‬‬

‫‪The experience of countries in the application of transparency and their‬‬


‫‪reduction in the reduction of administrative corruption‬‬

‫سنبحث في هذا المطلب تجربة قسم من الدول في تطبيق مبدأ الشفافية والنتائج التي وصلت إليها‬
‫بعد التطبيق‪ ،‬وكذلك دورها في الوقاية من الفساد اإلداري‪ .‬هذا ما نبحثه في هذا المطلب بتقسيمه‬

‫‪230‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الى فرعين‪ :‬سنبحث في األول‪ :‬تجربة الدول في تطبيق الشفافية‪ ،‬وسنخصص الثاني‪ :‬لبيان دور‬
‫الشفافية للحد من الفساد اإلداري ‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫تجارب الدول في تطبيق الشفافية‬
‫‪The First branch‬‬
‫‪Countries' experiences in applying transparency‬‬

‫إن مبدأ الشفافية بعد أن نصت عليها المواثيق والمعاهدات واالتفاقيات الدولية الشارعة (‪،)46‬فإنه‬
‫أصبح ملزم للدول األطراف في االتفاقيات أن تضمن قوانينها الداخلية نصوص تقلل من سيطرة‬
‫الحكومة على المعلومات والبيانات المتعلقة بأعمالها‪ ،‬وتسمح للشعب باالطالع عليها ‪،‬إن ظهور‬
‫مبدأ الشفافية كنظام جديد لغرض تسيير العمل في المؤسسات أدى إلى اهتمام الدول وبشكل‬
‫متزايد في الحرص على تطبيق نظام الحوكمة ومبادئه ومعاييره من ضمن أولوياتهم في أداء‬
‫عمل المؤسسات‪ .‬ومن ابرز التجارب‪ ،‬التجربة األمريكية واألوربية وهناك تجارب جديدة‬
‫ومبتدئة على الصعيد الدول العربية من أهمها التجربة األردنية‪ .‬ولغرض التعرف على تفاصيل‬
‫هذه التجارب سنسلط الضوء على تجارب هذه الدول في مجال الشفافية ودورها في الوقاية من‬
‫الفساد اإلداري‪ ،‬وذلك من خالل تقسيم هذا الفرع إلى عدة فقرات حسب التفصيل اآلتي‪-:‬‬

‫أوال‪ -:‬تجربة الواليات المتحدة األمريكية(‪-:)47‬‬

‫بين تقرير حرية األعالم الصادر من الكونغرس األمريكي في عام ‪ 1976‬أهمية الشفافية؛‬
‫عندما نص على " إن سلطة التكتم على حقائق الحكومة ماهي إال سلطة لتدمير لتلك الحكومة"‬
‫كون أن إتاحة هذه المعلومات في المجتمع األمريكي تعد من األمور التي يؤمن بجدواها الشعب‬
‫قبل الحكومة ويجب أن تطبق على كافة المجاالت سواء كانت تنموية أو اقتصادية أو اجتماعية أو‬
‫تقنية ‪ ،‬وكل ذلك يعزز من تصحيح مسار العمل الحكومي كون ذلك يحميها من ارتكاب األخطاء‬
‫عن طريق حرصها على العمل بصورة صحيحة لكسب رضا الجمهور‪ ،‬وبعد التجربة التي‬
‫عاشتها الواليات المتحدة األمريكية في ثمانينيات القرن الماضي مع الفساد ‪ ،‬مما دفعها إلى قيادة‬
‫حملة إصالحية ضد الفساد اإلداري أساسها وضع معايير الشفافية موضع التنفيذ(‪، )48‬إذ حرصت‬
‫على تفعيل عمل الجهات الرقابية واألشراف على شفافية المعلومات التي تصدر عن المؤسسات‪،‬‬
‫وعزز من قوة تطبيق مبادئ الشفافية التطور التكنولوجي عندما الزمت المؤسسات بفتح بوابات‬

‫‪231‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫اإللكترونية يكون التعامل من خالل البريد اإللكتروني‪ ،‬وهذه الخطوة تعد من العوامل المهمة في‬
‫نجاح تطبيق الشفافية في أمريكا وكان الهدف من ورائها تقليل التعامل بين الموظفين واألفراد من‬
‫أجل حماية الموظف من الفساد‪ ،‬فضًال عن حماي حقوق األفراد وحقوقهم ‪ ،‬ومن الجدير بالذكر أن‬
‫في‬ ‫الخطوة المهمة لتطبيق الشفافية في الواليات المتحدة األمريكية تمثلت بقيام لجنة ((‪COSO‬‬
‫(‪)49‬‬

‫عام ‪ 1987‬بإصدار تقرير احتوى على توصيات خاصة تحث على تطبيق الشفافية في المؤسسات‬
‫لغرض منع التالعب والغش في إعداد قوائمها المالية عن طريق تدعيم أنظمة الرقابة الداخلية‬
‫وتعزيز وظيفة المراجعة بنوعيها الداخلي والخارجي‪،‬وقد نالت ثالث قوانين رئيسية أهمية خاصة‬
‫في الواليات المتحدة األمريكية وذلك لدورها الكبير في إرساء مبدأ الشفافية وهي(‪-:)50‬‬
‫أوًال‪" -:‬قانون الخصوصية‪ "1974‬وهو القانون الذي يحمي الحرية الفردية عن طريق عدم جواز‬
‫تعديل السجالت إال بطلب من أصحابه‪.‬‬
‫ثانيًا‪" -:‬القانون الفيدرالي إلدارة أمن المعلومات‪"2002‬حدد هذا القانون مسؤوليات أنشاء وتقييم‬
‫امن المعلومات ومراقبة سياسات العمل في الوكاالت االتحادية ‪.‬‬
‫ثالثًا‪" -:‬قانون حرية المعلومات‪ :"2005‬والذي نص على حق المواطنين في الحصول على‬
‫المعلومات في أي وقت يريدونه وجعل السجالت الخاصة بالحكومة في متناول الرأي العام وُأِقر‬
‫بموجب األمر التنفيذي(‪ )13392‬في ‪/14‬كانون األول‪. 2005/‬‬

‫ونالحظ أن الواليات المتحدة بعد تطبيق نظام الشفافية بداء مؤشر الفساد فيها باالرتفاع فبعد أن‬
‫كان (‪ )73‬درجة عام ‪ ،2012‬أصبح(‪ )76‬درجة عام ‪ ،2014‬واصبح (‪ )78‬عام ‪ ،2015‬وبذلك‬
‫احتلت الواليات المتحدة المركز(‪ )17‬من بين (‪ )168‬دولة (‪.)51‬‬

‫ثانيًا‪ -:‬التجربة األوربية(‪:)52‬‬

‫بذل االتحاد األوربي جهود كبيرة لمحاربة الفساد اإلداري فقد اختار عام ‪ ،1992‬فريقًا خاصًا‬
‫مهمة إيجاد الوسائل المناسبة للحد من الفساد اإلداري‪ ،‬ومن ثم إنشاء أول منظمة غير حكومية‬
‫تكافح الفساد اإلداري(منظمة الشفافية الدولية) عام‪ ،1993‬وفي عام ‪ ،1996‬اقر االتحاد األوربي‬
‫برتوكول معالجة الفساد اإلداري العالي‪ ،‬وفي عام ‪ ،1997‬صدر إعالن هيئة االمم المتحدة‬
‫للمكافحة الفساد والرشوة‪ ،‬وإن من أهم الدول في القارة األوربية التي أخذت بتطبيق مبادئ‬
‫الشفافية كانت المملكة المتحدة ‪.‬إذ ظهرت الشفافية في بريطانيا بشكل بطئ كون المبدأ السائد في‬
‫بريطانيا هو ضرورة األخذ بالسرية فيما يخص عمل اإلدارة وأنشطتها‪ ،‬وهذا األسلوب وهو جزء‬
‫من الثقافة السائدة فيها بسبب المنافسة ‪ ،‬ولكن هذا األسلوب أدى إلى مشاكل كثيرة واجهت‬
‫‪232‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫المؤسسات الخاصة بسبب إخفائها للمعلومات المالية عن المساهمين‪ ،‬مما أدى إلى تفشي الفساد‬
‫بشكل كبيرة داخلها ‪ ،‬مما تطلب أعادة توفير الثقة بهذه المؤسسات من خالل وجود أجراء فعلي‬
‫وحقيقي للمعالجة هذه المشاكل تمثل بالشفافية وكان نتيجة هذا العمل صدر قانون "تداول‬
‫المعلومات "في عام ‪ 2000‬والذي تم تفعيله في عام‪ ،2005‬وتضمن القانون إعطاء الحق لجميع‬
‫األفراد في تقديم طلب للحصول على معلومات خاصة بأكثر من (‪ )100000‬جهة حكومية على‬
‫أن ال يتعدى تزويد األفراد بالمعلومات مدة (‪ )20‬يومًا باستثناء المعلومات التي تستلزم أعدادها‬
‫اكثر من هذه المدة‪ ،‬وحددت الحكومة رسوم على هذه الطلبات وهي(‪ 600‬جنية إسترليني) بالنسبة‬
‫لمعلومات األجهزة الحكومية‪ ،‬و(‪ 450‬جنيه إسترليني) لمعلومات الهيئات المحلية‪ ،‬وأورد القانون‬
‫ثالث استثناءات على حرية المواطنين في الحصول على المعلومات وهي‪" :‬السجالت الخاصة‬
‫بالمحاكم ‪ ،‬معلومات الحياة الشخصية للفرد ‪ ،‬المعلومات الخاصة باألمن والدفاع"(‪.)53‬‬

‫ونالحظ أن الملكة المتحدة بعد تطبيق نظام الحوكمة بداء مؤشر الفساد فيها باالرتفاع فبعد أن‬
‫كان (‪ )74‬درجة عام ‪ ،2012‬أصبح(‪ )78‬درجة عام ‪ ،2014‬واصبح (‪ )81‬عام ‪ ،2015‬وبذلك‬
‫احتلت المملكة المتحدة المركز(‪ )12‬من بين (‪ )168‬دولة‪.‬‬

‫ثالثًا‪ -:‬التجربة العربية تطبيق الشفافية (األردن)‪:‬‬

‫يعد تطبيق مبدأ الشفافية حديث نسبيًا في الدول العربية ويرجع ذلك إلى عدم اكتمال الجوانب‬
‫النظرية له على المستويين القانوني واالقتصادي على حٍد سواء‪ ،‬ولكن كانت هناك محاوالت‬
‫للدول العربية في تطبيقه‪ ،‬إذ بادرت قسم من هذه الدول إلى إصدار تشريعات تتضمن العمل‬
‫بمبادئ الشفافية ومعاييرها رغبة منها في مواكبة التطور الحاصل على المستوى الدولي والقائم‬
‫على أساس اعتماد الشفافية في تسيير أعمال اإلدارة ‪،‬من الدول العربية التي اعتمدت على‬
‫الشفافية للحد من الفساد اإلداري األردن فقام بتأسيس هيئة مستقلة معنية بمكافحة الفساد والوقاية‬
‫"هيئة مكافحة الفساد" على ضوء المادة (‪ )13‬من اتفاقية األمم المتحدة وهذا تأكيد ضمني على‬
‫ضرورة األخذ بهذا المبدأ‪ ،‬إذ أن اُألردن قد صادق على هذه االتفاقية بالقانون المرقم(‪ )28‬لسنة‬
‫‪ ، 2004‬وبعد هذه المصادقة أصدر اُألردن قانون "هيئة مكافحة الفساد" بالرقم(‪ )62‬لسنة ‪2006‬‬
‫وبين القانون أهداف ومهام الهيئة وحدد األفعال التي تعد من قبيل الفساد ‪ ،‬ومن المهام التي تدخل‬
‫ضمن تطبيق مبدأ الشفافية هو الزام الهيئة بتوفير الحماية لألفراد والموظفين الذين يقومون‬
‫بالتبليغ عن قضايا الفساد‪ ،‬وكذلك منح الهيئة صالحيات إيقاف أي عمل قانوني به شبهات فساد ‪،‬‬
‫وجرى تعديل هذا القانون بموجب القانون رقم (‪ 16‬لسنة‪ )2014‬والذي أضاف جرائم غسيل‬
‫‪233‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫األموال والكسب غير المشروع إلى أفعال الفساد المجرمة والواردة في المادة (‪ )5‬من القانون‬
‫رقم (‪ )62‬لسنة‪ 2006‬سالف الذكر وتوالت التعديالت الواردة على هذا القانون حتى انتهت‬
‫بالقانون رقم (‪ )13‬لسنة‪ 2016‬الذي غير تسمية الهيئة إلى "قانون النزاهة ومكافحة الفساد"(‪، )54‬‬
‫وحدد القانون األهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها والمتمثلة بما يلي‪-:‬‬

‫وضع خطط فاعلة للحد من الفساد والعمل على تنفيذها من خالل التنسيق مع الجهات‬ ‫‪-1‬‬
‫المختصة بمكافحة الفساد للوقاية منه ‪.‬‬
‫البحث والتحري عن مواطن الفساد اإلداري والمالي والقضاء على ظاهرة الواسطة‬ ‫‪-2‬‬
‫والمحسوبية في العمل الحكومية كونها تسبب هدر بالمال العام اعتداءا على حقوق الغير‪.‬‬
‫عدم ترك مرتكبي أفعال الفساد بدون عقاب ومالحقة مثل الحجز على أموالهم المنقولة وغير‬ ‫‪-3‬‬
‫المنقولة ومنعهم من الخروج من البلد وغيرها من اإلجراءات المقيدة له والرادعة لغيره ‪.‬‬
‫تفعيل مبدأ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين(‪. )55‬‬ ‫‪-4‬‬
‫وبسبب هذه اإلجراءات الوقاية التي اتخذتها حكومة المملكة فقد تغير ترتيبها حسب تقرير منظمة‬
‫الشفافية لعام‪ ، 2017‬إذ احتلت المرتبة (‪ )59‬من بين(‪ )180‬دولة وذلك بحصولها على (‪)48‬‬
‫نقطة من مجموع(‪ )100‬نقطة ‪ ،‬وهي بذلك تكون من افضل البلدان العربية التي نجحت في الحد‬
‫من الفساد ‪.‬‬

‫رابعًا‪ :‬تجربة العراق في تطبق الشفافية‪-:‬‬

‫أصبح موضوع القضاء على الفساد اإلداري في العراق من األولويات التي تضعها أي حكومة‬
‫في برنامجها وتعمل على تفعيله والغرض من ذلك هو الحفاظ على ثروات البلد وتسخيرها لخدمة‬
‫المواطنين وبناء مجتمع يقوم على القيم الخلقية السامية ‪ ،‬ولذك فقد تعددت الجهات التي تعمل على‬
‫الوقاية من الفساد عن طريق تفعيل آليات الشفافية للوصول إلى حكم رشيد وعادل ‪ ،‬ومن أول‬
‫المؤسسات التي عملت على ذلك ديوان الرقابة المالية الذي يعد اقدم واعرق جهة رقابية‪ ،‬إذ ُأِس َس‬
‫بموجب القانون (رقم‪ 17‬لسنة‪ )1927‬بصفة مؤسسة تتمتع بشخصية معنوية ومستقلة ماليًا وإداريا‬
‫‪.‬وبعد صدور قانون إدارة الدولة للمرحلة االنتقالية لسنة‪ 2004‬والذي ُعد بمثابة دستور مؤقت‬
‫للعراق استحدث عدة جهات رقابية تعمل على الكشف عن الفساد منها "هيئة النزاهة ومكتب‬
‫المفتش العام" اللتان أنشئتا بأوامر سلطة االئتالف المرقمة (‪ 55‬و‪،)56( ،)57‬وبعد بدء العمل‬

‫‪234‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫بالدستور الحالي لسنة‪ 2005‬تغيرت تسمية المفوضية إلى "هيئة النزاهة" أستنادًا الى نص المادة(‬
‫‪ )102‬من الدستور‪ ،‬والذي عدها من الهيئات المستقلة ماليًا وإداريًا‪ ،‬وصدر على أثر ذلك قانون‬
‫هيئة النزاهة (رقم‪30‬لسنة‪ )2011‬والذي نص على أن وظيفة الهيئة هي التحقيق في جرائم الفساد‬
‫اإلداري (‪.)57‬ونالحظ أن العراق بسبب الوضع األمني فإن مؤشر الفساد فيها اخذ بالهبوط‬
‫بشكل غير متوقع فبعد أن كان ( ‪ )73‬درجة عام ‪ ،2012‬أصبح(‪ )16‬درجة عام ‪ ،2014‬واصبح‬
‫(‪ )16‬عام ‪ ،2015‬وبذلك احتلت العراق المركز(‪ )161‬من بين (‪ )168‬دولة‪ ،‬وبدورنا ندعوا‬
‫المشرع العراقي إلى سرعة تشريع قوانين الخاصة بالشفافية ألن من غير المقبول أن البلد الذي‬
‫علم العالم الكتابة وسن القوانين يكون من اشهر البلدان فسادًا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫دور الشفافية للحد من الفساد اإلداري‬

‫‪The second branch‬‬

‫‪The role of transparency to reduce administrative corruption‬‬

‫تلعب الشفافية دورًا بارزًا في اتخاذ القرارات اإلدارية الصحيحة والرشيدة التي تعود على الجهاز‬
‫اإلداري بالنفع الن المراجعة الدورية للقوانين واألنظمة ومعاصرتها للمستجدات العصرية‬
‫والمرجعية العلمية تعود بدائل منطقية لصناع القرار والمنظومة اإلدارية وتحقق لها النجاح‬
‫واالستمرارية‪،‬أما مجال الشفافية فهو ال ينحصر في المجال الموضعي فقط بل يتجاوزه إلى‬
‫ميادين الحياة األخرى‪ ،‬وبذلك تكون الشفافية حاملة لمضامين االنفتاح وأساليب االتصال‪...‬فهي‬
‫تسعى إلى رقابة العمل وكيفية مزاولته وتقويمه وتصحيحه‪ ،‬باعتبارها ذات اتصال وطيد‬
‫بالمساءلة الفعالة والمحاسبة الدقيقة والنزيهة‪ ،‬كما أنها تحمل في طياتها أساليب التواصل الفعال‬
‫ما بين المواطنين وما بين من يسهر ويعمل على صنع القرار سعيا إلى تعزيز ثقة المواطنين في‬
‫القرارات الصادرة من مختلف مؤسسات الدولة‪ ،‬وإن الشفافية تسهم باختيار الطاقات والكفاءات‬
‫البشرية المؤهلة في المنظومة اإلدارية بسبب وضوح طرق قوانين التعيين التي تعتمد على‬
‫المنافسة وتقلل في الوقت ذاته من إمكانية اللجوء إلى الرشوة والمحسوبية والمحاباة في تعيين‬
‫الموظف ومن جانب آخر تحفز الشفافية اإلدارة على التطور ومسايرة العصر التكنولوجي في‬

‫‪235‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫تقديم افضل الخدمات للمتلقين والتي من شأنها تغيير الثقافة التنظيمية السائدة‪ ،‬والشفافية في كل‬
‫أعمالها تلتزم بمقتضيات النظام الديمقراطي في احترام تام لحقوق اإلنسان‪ ،‬ناهيك على أنها‬
‫تهدف إلى إصالح اإلدارة ومحاربة الفساد وكشف المفسدين‪ .‬يبدو أن مفهوم الشفافية مرتبط‬
‫ارتباطًا وثيقًا بمفهوم المساءلة واإلصالح والمحاسبة فبقدر ما نحقق اإلصالح والمساءلة ونكافح‬
‫الفساد والمفسدين نكون أقرب ألي بناء مجتمع الشفافية الذي يحلم به كل المخلصين من أبناء البلد‪.‬‬
‫ولهذا تعد الشفافية أداة فعالة في الحد من الفساد ومعالجة أسبابه فهي تسعى إلى تقديم المعلومات‬
‫الصحيحة إلى كل من يطلبها من دون تفضيل أو تمييز‪ .‬وهي تخلق لدى الموظفين اتجاهات‬
‫تنافسية إيجابية تدفعهم لتقديم خدمات ذات جودة عالية تقوم على الوضوح وخالية من الروتين‬
‫وتؤدي الشفافية إلى التقليل من احتكار الصالحيات الواسعة لفئة معينة من الموظفين‪ ،‬ومن ثم‬
‫تشجع المبادرات الشخصية ضمن قواعد العمل وأنظمته الستغالل المهارات البشرية المتوفرة بما‬
‫يؤدي ذلك إلى اختيار القيادات اإلدارية ذات النزاهة واألمانة والموضوعية واالنتماء والوالء‬
‫لإلدارة والصالح العام‪ ،‬فهي تهدف على تحقيق المصلحة العامة الن غيابها في التشريعات‬
‫والتنظيمات المعمول بها أو تعقيد هذه األخيرة وعدم وضوحها يعد سببا رئيسيا لالجتهادات‬
‫الشخصية والتفسيرات التي يتبناها الموظفون العموميون لتحقيق مصالحهم الخاصة‪ ،‬كما أنها‬
‫تتيح للموظفين في الدولة باالستقاللية أكثر أثناء قيامهم بأداء واجباتهم الوظيفية مما يعزز الرقابة‬
‫الذاتية بدًال من الرقابة اإلدارية المستمرة وهو ما يجعل قرارات الموظفين أكثر مصداقية‪ ،‬وهي‬
‫كذلك تتجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى الخطأ أو تكراره وإعادة ارتكابه‪ ،‬وهناك عدة أساليب‬
‫وإجراءات للشفافية للوقاية من الفساد في المؤسسات السياسية واالقتصادية في الدولة‪ ،‬ونبرز‬
‫أهمها فيما يلي ‪- :‬‬

‫دعم وتطوير النظام القانوني والجهاز القضائي بالمجتمع وذلك بتفعيل مواد القوانين‬ ‫‪-1‬‬
‫الموجودة والعمل على القيام بالدراسات المقارنة والتوصيات بإصدار قوانين جديدة بشأن‬
‫محاربة للفساد وتضمن المزيد من الشفافية وضرورة تطوير آليات واضحة يتم بمقتضاها‬
‫تطبيق تلك القوانين من خالل الجهاز القضائي الفعال ‪.‬‬
‫تعزيز دور دوائر المفتش العام في المؤسسات المختلفة‪ ،‬وذلك من خالل تنمية الممارسات‬ ‫‪-2‬‬
‫اإلدارية األخالقية وااللتزام بالقيم في أداء الوظائف المختلفة التي تقوم بها مؤسسات الدولة ‪،‬‬
‫وكذلك حاالت سوء استخدام السلطة والفساد اإلداري ‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫إنشاء هيئات مستقلة لمحاربة الفساد طالما تسمح قوانين الدولة بإنشاء مثل هذه المؤسسات‬ ‫‪-3‬‬
‫ومنحها الصالحيات التي تمكنها من القيام بمهامها وتوجيه االتهام للمسؤولين عن الفساد‬
‫اإلداري في المؤسسات‪ ،‬فضًال عن تقديم النصح لرؤساء اإلدارات واألجهزة المختلفة فيما‬
‫يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على األداء المؤسسي التي يمكن أن تساعد في القضاء على وقوع‬
‫الفساد اإلداري مستقبًال ‪.‬‬
‫تنمية القيم الدينية واالجتماعية والتركيز على البعد األخالقي في محاربة الفساد وذلك ألن‬ ‫‪-4‬‬
‫معظم حاالت الفساد تتم بسرية وبطرق عالية المهارة فيكون من الصعب وضع تشريعات‬
‫وقوانين تقضي على أنماط الفساد بصورة تامة في ظل هذه السرية واستغالل التقدم التقني في‬
‫تغطية الفساد ‪ ،‬فال شك أن القيم الدينية في جميع الديانات السماوية تدعو إلى الفضيلة‬
‫وااللتزام باألخالق في جميع نواحي السلوك البشري ‪ ،‬ويقوم جوهر تلك القيم على فرض‬
‫رقابة ذاتية على الفرد في كل أعماله ‪ ،‬ففي حال التزام كل فرد بهذه الرقابة الذاتية والتي تقوم‬
‫على الخوف من هللا سبحانه وتعالى فأن ذلك يعد األسلوب األمثل لمنع حدوث الفساد بكل‬
‫صوره وأنواعه ‪.‬‬
‫تعزيز آليات المكاشفة والمصارحة من خالل التأكد على التزام موظفي القطاع الحكومي‬ ‫‪-5‬‬
‫بمسؤولياتهم عن نشر المعلومات للمواطنين عبر آليات منظمة قانونًا والرد على استفساراتهم‬
‫‪ .‬وتبني برنامج لتنمية ثقافة حق المعرفة واالطالع وحق الحصول على البيانات والمعلومات‬
‫لدى الموظفين في كل ما يتعلق بمجتمعهم‪.‬‬
‫تمكين المستثمرين والمساهمين من اإلحاطة الفورية بحركة األسواق المالية واالطالع على‬ ‫‪-6‬‬
‫تقارير المراجعين في الوقت المناسب‪ .‬تطبيق ضرورات األمن وأخطار اإلفشاء لحجب‬
‫المعلومات والبيانات التي قد تكون أهمية وصولها للمواطنين تفوق مخاطر إخفائها‪ ،‬ونشر‬
‫المعلومات والوثائق السرية بعد فترة معينة محددة قانونًا ‪.‬‬

‫‪237‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫خاتمة البحث‬

‫‪Conclusion‬‬

‫بعدما تناولنا دراسة الشفافية ومكوناتها يت&&بين لن&&ا إن ه&&ذا النظ&&ام أص&&بح من األنظم&&ة الم&&ؤثرة في‬
‫المجال اإلداري لما توفره من ضمانات لمواجهة األزمات التي تتعرض لها اإلدارة كونه&&ا س&&هلت‬
‫عملية الرقابة والسيما فيما يتعلق بتسيير الش&&ؤون اليومي&&ة لإلدارة وض&&مان الوص&&ول إلى الس&&بل‬
‫المثلى لتحقيق الصالح العام ومن خالل هذه الدراسة توصلنا إلى اهم النتائج والتوصيات اآلتية‪-:‬‬

‫أوًال‪ :‬النتائج‪-:‬‬

‫على الرغم من وجود اختالف في التعريفات التي تناولت موضوع الشفافية والذي يرج&&ع إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫اختالف الخلفية العلمية للفقهاء إال انهم اتفقوا على إن الحكم الرشيد هو النظام األفض&&ل لعم&&ل‬
‫اإلدارة في التخلص من الفساد اإلداري‪.‬‬
‫إن السبب الرئيس لظه&&ور الش&&فافية ه&&و مجموع&&ة من ح&&االت الفس&&اد الم&&الي واإلداري ال&&ذي‬ ‫‪-2‬‬
‫اجتاحت العالم وضرورة الحد منها عبر أتباع أساليب إدارية جديدة‪.‬‬
‫توفر الشفافية البيئة المالئمة للعمل اإلداري سواء فيما يتعلق باإلدارة أو الم&&وظفين إذ توض&&ح‬ ‫‪-3‬‬
‫لك&&ل منهم الواجب&&ات المنوط&&ة بهم من أج&&ل تحقي&&ق أه&&داف اإلدارة المتمثل&&ة بتق&&ديم الخ&&دمات‬
‫لإلفراد‪.‬‬
‫يساعد التطبيق السليم لنظام الشفافية على توزيع المسؤوليات في اإلدارة ويض&&من ذل&&ك تزاي&&د‬ ‫‪-4‬‬
‫الثقة بأعمال اإلدارة وتعمل على وضع الحلول المناسبة للمشكالت التي تتعرض لها اإلدارة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬التوصيات التي ندعو لألخذ بها فهي‪-:‬‬
‫نأم&&ل من الحكوم&&ة العراقي&&ة الب&&دء بتط&&بيق نظ&&ام الش&&فافية في مفاص&&ل العم&&ل اإلداري كاف&&ة‬ ‫‪-1‬‬
‫لضمان التخلص من حاالت االنحراف والخلل التي تكون العائق األكبر ال&&ذي يح&&ول من دون‬
‫تحقيق غايات وأهداف اإلدارة‪.‬‬
‫يعد مبدأ الش&&فافية مب&&دأ جدي&&د التط&&بيق ‪،‬ومن أج&&ل ض&&مان معرف&&ة الجمي&&ع ب&&ه الب&&د من إقام&&ة‬ ‫‪-2‬‬
‫مؤتمرات ودورات لتعريف بماهية الشفافية وكيفية عمل آلياتها مما يوفر تطبيقًا سليمًا لها‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫يجب تقنين مب&ادئ وآلي&ات العم&ل بالش&فافية وذل&ك لض&&مان س&هولة الرج&وع إليه&ا مم&ا ي&وفر‬ ‫‪-3‬‬
‫لإلدارة الوقت والجهد‪.‬‬
‫تشريع قوانين خاصة تعمل على توف&&ير البيئ&&ة المالئم&&ة لض&&مان تعميم قواع&د الش&&فافية ‪،‬إذ أن‬ ‫‪-4‬‬
‫تشريع هذه القوانين يمنح قواعد الشفافية قوة ملزمة وال تسمح ألح&&د مخالفته&&ا في كاف&&ة أقس&&ام‬
‫وإدارات مؤسسات القطاع العام‪.‬‬
‫نأمل من الحكومة العراقية العمل على توحيد المساعي العربية في مجال تطبيق الش&&فافية من‬ ‫‪-5‬‬
‫أجل وضع قوانين عربية مشتركة خاصة بالشفافية ‪.‬‬

‫‪239‬‬
‫مجلة العلوم القانونية‪ /‬كلية القانون ‪ -‬جامعة بغداد ‪ /‬العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت‬
‫عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة ‪14/11/2018-13‬‬

‫الهوامش‬
‫‪Margins‬‬

‫‪240‬‬
‫‪1‬‬
‫إبراهيم أنس وآخرون ‪ :‬المعجم الوسيط ‪،‬معجم اللغة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ج ‪ ،2‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت لبنان ص ‪.484‬‬
‫فارس بن علوش بن بادي السبيعي‪ :‬دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد اإلداري في القطاعات الحكومية‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪2‬‬

‫دكتوراه‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬السعودية‪ ،2010 ،‬ص‪.13‬‬
‫عصام احمد البهجي‪ :‬الشفافية وأثرها في مكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2014 ،‬ص‪.15‬‬ ‫‪3‬‬

‫االنتو ساي‪ :‬هي منظمة غير حكومية مستقلة ومركزية تعمل على توفير الرقابة على المالية الخارجية العامة في اطار وهيكل‬ ‫‪4‬‬

‫مؤسساتي لتبادل المعلومات والخبرات من اجل تطوير الرقابة المالية الحكومية على المستوى الدولي‪ .‬ينظر موقع المنظمة الدولية‬
‫لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ‪ar/about.us.htm/www.INTOSA‬‬
‫‪ I.org‬تاريخ آخر زيارة‪.22/3/2018‬‬
‫احمد الكردي ‪ :‬الشفافية اإلدارية ‪ ،‬مقالة منشورة في موقع المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية على شبكة المعلومات الدولية‬ ‫‪5‬‬

‫على الرابط‪ http:// hurdiscussion.com :‬تاريخ آخرزيارة‪.22/3/2018‬‬


‫سائدة الكيالني وباسم سكجها ‪ :‬نحو شفافية أردنية ‪،‬ط‪ ،1‬مؤسسة األرشيف‪ ،‬عمان‪ ، 2000 ،،‬ص‪.66‬‬ ‫‪6‬‬

‫فارس بن علوش ‪ ،‬مصدر سابق ‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 8‬عصام أحمد البهجي ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪. 116‬‬

‫منى أبو بكر الصديق‪ :‬االلتزام بأعالم المستهلك عن المنتجات‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مقدمة إلى كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة ‪،‬‬ ‫‪9‬‬

‫مصر‪ ،2011،‬ص‪.95‬‬
‫‪ 10‬وفاء حلمي أبو جميل ‪ :‬االلتزام بالتعاون دراسة تحليلية تأصيلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1993،‬ص‪101‬‬

‫إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة ورعد ناجي الجدة‪ :‬النظرية العامة في القانون الدستوري والنظام الدستوري في‬ ‫‪11‬‬

‫العراق‪ ،‬شركة العاتك لصناعة الكتاب‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص‪.16‬‬


‫إن هذا الفقيه بين أن لألفراد نوعين من الحقوق والحريات النوع األول‪ :‬حقوق يجوز لهم التنازل عنها ‪ ،‬والنوع الثاني‪ :‬حقوق ال‬ ‫‪12‬‬

‫يجوز لهم التنازل عنها منها العيش بكرامة وحرية الرأي وغيرها من الحقوق‪ .‬ينظر‪ :‬هشام الهداجي‪ :‬جون لوك ونظرية العقد‬
‫االجتماعي ‪،‬مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية ضمن موقع مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات واألبحاث ‪،‬على الرابط‬
‫‪ www.momion.com/articles‬تاريخ الزيارة‪.4/2018/ 12‬‬
‫‪ 13‬إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة و رعد ناجي الجدة ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.18‬‬

‫زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب‪ :‬نظام الشورى في اإلسالم ونظم الديمقراطية المعاصرة‪ ،‬مطبعة السعادة ‪1985 ،‬م ‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ 15‬القرآن الكريم‪ :‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية (‪.)38‬‬

‫‪ 16‬يعقوب محمد المليجي‪ :‬مبدأ الشورى في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬بدون سنة طبع‪ ،‬ص‪.93-83‬‬

‫احمد عصمت إبراهيم‪ :‬السياسة الشرعية اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬ ‫‪17‬‬

‫القاهرة ‪ ،1993،‬ص‪.45‬‬
‫‪ 18‬حمدي أمين عبد الهادي‪ :‬الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪ ،1979 ،‬ص‪.179‬‬

‫‪ 19‬القرآن الكريم ‪ :‬سورة األحقاف‪ ،‬اآلية ‪١٦‬‬


‫موقع األمم المتحدة اإللكتروني على الرابط ‪ .org/universal/declaration-human-rights.www.un‬تاريخ الزيارة‬ ‫‪20‬‬

‫‪.5/4/2018‬‬
‫موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ‪ https//:ar-wikipedia.org‬تاريخ‬ ‫‪21‬‬

‫الزيارة ‪.5/4/2018‬‬
‫موقع األمم المتحدة اإللكتروني‪ -‬حقوق األنسان‪ -‬مكتب المفوض السامي منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط‬ ‫‪22‬‬

‫‪ www.ohchr.org/ar‬تاريخ آخر زيارة‪. 2018 /5/4‬‬


‫‪ 23‬نص المادة(‪ )10‬من االتفاقية األوربية لحقوق األنسان لعام‪.1950‬‬

‫‪ 24‬هذا ما جاءت به مقدمة االتفاقية األمريكية لحقوق األنسان لعام ‪.1969‬‬

‫نص الفقرة( ‪1‬و‪ )2‬من المادة (‪ )32‬من الميثاق العربي لحقوق األنسان لعام‪.2004‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ 26‬مؤشر الفساد‪-:‬وهو عبارة عن قاعدة بيانات خاصة بالمقارنة بين الدول تبين نسب انتشار الفساد حول العالم‪.‬‬

‫علي الراشدي ‪ :‬اإلدارة بالشفافية ‪،‬ط‪ ، 1‬دار كنوز المعرفة ‪ ،‬عمان ‪ 2007 ،‬ص ‪.321‬‬ ‫‪27‬‬

‫النظام اإلداري المفتوح‪ :‬ويقصد به النظام الذي يتأثر بالعوامل الخارجية والبيئة المحيطة به فيتبادل الطاقة والمواد المستعملة في‬ ‫‪28‬‬

‫عملها مثال ذلك تبادل رؤوس األموال والخبرات والموارد البشرية ‪....‬للمزيد من التفاصيل عن الموضوع ينظر‪ :‬دعاء نجار‪:‬‬
‫تعريف النظام ‪،‬مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية موقع موضوع على الرابط‪ www.modoo.com‬تاريخ آخر زيارة‬
‫‪25/3/2018‬‬
‫‪29‬‬
‫‪Tiwari,A.N.,Transparency and Accountability in Administration,Orissa Review, 2004 , August,27-‬‬
‫‪31‬‬
‫محمد احمد محمد الحربي ‪ :‬درجة االلتزام بممارسة الشفافية اإلدارية لدى األقسام األكاديمية في كلية التربية بجامعة الملك سعود‪،‬‬ ‫‪30‬‬

‫السعودية ‪ ،‬المجلة الدولية المتخصصة ‪،‬المجلد‪،1‬العدد‪ ،2012، 6‬ص‪.316‬‬


‫احمد فتحي أبو كريم ‪ :‬مفهوم الشفافية لدى اإلدارة العليا وعالقته باالتصال اإلداري ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان ‪،‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪، 2005‬ص‪. 60‬‬


‫فارس بن علوش بن بادي السبيعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪25‬‬ ‫‪32‬‬

‫عبير مصلح‪ :‬النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد‪ ،‬إصدار االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة‪ ،‬ط ‪ ،2‬أمان ‪ ،‬رام هللا‪،‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ ،2010‬ص ‪.16‬‬
‫فيحاء عبد الخالق و منهل مجيد العلي و أرسالن إبراهيم األفندي‪ :‬دور الشفافية المحاسبية ومعايير اإلفصاح المحاسبي الدولي في‬ ‫‪34‬‬

‫الحد من الفساد المالي (دراسة محاسبية تحليلية )‪ ،‬بحث منشور في مجلة بحوث مستقبلية ‪ ،‬تصدر عن مركز الدراسات المستقبلية‬
‫في كلية الحدباء الجامعة ‪،‬الموصل‪ ،‬العدد ‪، 2009، 25‬ص‪61‬و‪62‬‬
‫أسماء يونس محمود و ناهدة إسماعيل الحمداني‪ :‬مكافحة الفساد اإلداري باعتماد الشفافية في إطار المسؤولية االجتماعية ‪،‬دراسة‬ ‫‪35‬‬

‫لعينة من المدراء في عدد من المنظمات اإلنتاجية في محافظة نينوى‪ ،‬بحث منشور في مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية ‪،‬‬
‫المجلد‪ ،7‬العدد (خاص) ‪ ،2011 ،‬ص‪14‬‬
‫‪ 36‬أسماء يونس محمود وناهدة إسماعيل الحمداني ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪14‬‬
‫فارس بن علوش بن بادي السبيعي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪37‬‬

‫‪ 38‬أسماء يونس محمود وناهدة إسماعيل الحمداني ‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪17‬‬

‫باسم العموش‪ :‬السياسات الحكومية والسياسية‪ ،‬نحو شفافية اردنيه ‪ ،‬مؤسسة األرشيف العربي‪ ،‬عمان‪ ، 2000 ،‬ص‪.69‬‬ ‫‪39‬‬

‫البيروقراطية‪ :‬هو مفهوم يستعمل في علم االجتماع والعلوم السياسية ويشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمع وفي القانون‬ ‫‪40‬‬

‫اإلداري تعني الحكم بواسطة المكاتب‪...‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني على شبكة المعلومات‬
‫الدولية على الرابط‪ https:Wikipedia.com :‬تاريخ آخر زيارة‪.2/4/2018‬‬
‫عبد شخابنة ‪:‬الشفافية في الخدمة المدنية (تجربة ديوان الرقابة والتقييس اإلداري) بدون دار نشر‪ ،‬األردن‪ ،1998،‬ص‪.334‬‬ ‫‪41‬‬

‫علي الشيخ‪ :‬الشفافية في الخدمة المدنية ‪ ،‬تجربة وزارة التنمية اإلدارية في تطوير القدير القدرة التنافسية في األردن – الجودة‪-‬‬ ‫‪42‬‬

‫اإلنتاجية – الشفافية – المساءلة ‪ ،‬ط‪،1‬الجمعية العلمية الملكية ‪ ،‬عمان ‪ ،1997،‬ص‪.52‬‬


‫‪ 43‬ائتالف أمان‪ :‬النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد‪،‬ط‪ ،4‬القدس‪، 2016،‬ص ‪.6‬‬

‫‪ 44‬فارس بن علوش‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬

‫عمر رياض ومحمد اعمار‪ ،‬الشفافية والمساءلة ‪ ،‬ورقة بحثية صادر عن موقع مركز الدراسات واألبحاث في القيم ‪ ،‬الرابطة‬ ‫‪45‬‬

‫المتحدة للعلماء ‪،‬المملكة المغربية ‪،‬منشورة على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ?‪www.alqaim.ma/article.aspx‬‬
‫‪ c=5581‬تاريخ آخر زيارة‪.11/4/2018‬‬
‫االتفاقيات الشارعة ‪ :‬وهي االتفاقيات التي تضع قواعد موضوعية عامة لتنظيم المصالح المشتركة بين األطراف وتكون مصدرا‬ ‫‪46‬‬

‫من مصادر القانون الدولي مثالها ميثاق األمم المتحدة واتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ .‬للمزيد من التفاصيل ينظر‪ :‬عبد العزيز‬
‫موسى شهاب‪ :‬التفرقة بين االتفاقيات العقدية واالتفاقيات الشارعة‪ ،‬مقالة منشورة على موقع راشيل كوري لحقوق األنسان على‬
‫شبكة المعلومات الدولية على الرابط‪. :www.rachiecenter.ps/news/php/action=view‬تاريخ الزيارة‪19/4/2018‬‬
‫محمد مصطفى سليمان ‪ :‬دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد المالي واإلداري (دراسة مقارنة) ‪ ،‬الدار الجامعية ‪ ،‬اإلسكندرية‬ ‫‪47‬‬

‫‪ ،2009 ،‬ص ‪.92‬‬


‫عطا هللا وارد خليل ومحمد عبد الفتاح العشماوي‪ :‬الحوكمة المؤسسية (المدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة والخاصة) ‪،‬‬ ‫‪48‬‬

‫دار الحرية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪ ، 2008 ،‬ص ‪.47‬‬


‫لجنة‪ : COSO‬وهي لجنة رعاية المؤسسات تأسست في عام ‪ 1985‬وتقوم بدعمها اكبر المؤسسات المالية في الواليات المتحدة‬ ‫‪49‬‬

‫األمريكية وهي( معهد المد راء الماليين‪ ،‬معهد المحاسبين القانونيين األمريكيين‪ ،‬معهد المدققين الداخليين‪ ،‬معهد المحاسبين‬
‫اإلداريين ) الغرض منها تأكيد تحقيق المؤسسات للغرض الذي أنشئت ألجله اختصار لـ(‪committee of sponsoring‬‬
‫‪ ) organizations‬للمزيد من التفاصيل عن هذه اللجنة ينظر‪ :‬موقع بيت اإللكتروني متوفر في شبكة المعلومات الدولية على‬
‫الرابط ‪ :https//: m.bayt.com‬تاريخ آخر زيارة‪.15/1/2018‬‬
‫‪ 50‬احمد درويش‪ :‬حرية تداول المعلومات في مصر ‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2009،‬ص‪.75-74‬‬

‫ومنظمة الشفافية الدولية تقوم سنويًا بإصدار مؤشر دولي منذ العام ‪ 1995‬لمالحظة الفساد يرمز له اختصاًر(‪ )CPI‬يقوم بترتيب‬ ‫‪51‬‬

‫الدول حول العالم حسب درجة مدى مالحظة وجود الفساد في الموظفين والسياسيين‪ .‬تعرف المنظمة الفساد بانه إس&&اءة اس&&تغالل الس&&لطة‬
‫المؤتمنة من اجل المصلحة الشخصية ‪ .‬في عام ‪ 2003‬المسح غطى ‪ 133‬بلد‪ ،‬وفي ‪ 2007‬ك&&ان ‪ 180‬بل&&د‪ .‬الدرج&&ة األعلى ‪ -10-‬تع&&ني‬
‫األقل فسادًا واالقل‪ -1-‬لألكثر فسادًا في نظام من عشر نقاط‪ .‬النتائج ُتظهر أن سبعة من كل عش&&رة بل&&دان هي دون مس&&توى ‪ 5‬نق&&اط على‬
‫‪ 10‬وتصل النسبة إلى تسعة بلدان من كل عشرة في الدول النامي&ة‪ ،‬وه&و م&ا ي&دل على م&دى انتش&ار الفس&اد في البل&دان النامي&ة أك&ثر من‬
‫غيرها‪.‬‬

‫عطا هللا وارد خليل ومحمد عبد الفتاح العشماوي‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪. 47‬‬ ‫‪52‬‬

‫محمود خليل‪ :‬حرية تداول المعلومات في مصر والدول العربية المفهوم واإلشكاليات واألطر التشريعية‪ ،‬بحث منشور في سلسلة‬ ‫‪53‬‬

‫نشرات المنظمة المصرية لحقوق االنسان‪ ،2005،‬ص‪.5‬‬


‫احمد عودة دوبري‪ :‬المساءلة على اإلدارة العامة في األردن رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم اإلدارية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪54‬‬

‫اليرموك‪،‬األردن‪،2006،‬ص‪.101‬‬
‫موقع هيئة النزاهة األردنية على شبكة المعلومات الدولية متوفر على الرابط ‪ http://www.jiacc.gov.jo‬تاريخ آخر زيارة‬ ‫‪55‬‬

‫‪21/4/2018‬‬
‫‪ 56‬أمر سلطة االئتالف العراقية رقم‪ 55‬لسنة‪، 2004‬القسم(‪.)1‬‬

‫‪ 57‬أمر سلطة االئتالف العراقية رقم‪ 57‬لسنة‪ 2004‬القسم(‪.)1‬‬

‫‪References‬‬

‫أوًال‪ :‬الكتب‪-:‬‬
‫إبراهيم أنس وآخرون ‪ :‬المعجم الوسيط ‪،‬معجم اللغة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬ج ‪ ،2‬دار إحياء التراث العربي ‪ ،‬بيروت لبنان ‪.‬‬ ‫‪.I‬‬
‫إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة ورعد ناجي الجدة‪ :‬النظرية العامة في القانون الدستوري والنظام الدستوري في‬ ‫‪.II‬‬
‫العراق‪ ،‬شركة العاتك لصناعة الكتاب‪ ،‬بدون سنة نشر‪.‬‬
‫‪ .III‬احمد درويش‪ :‬حرية تداول المعلومات في مصر ‪ ،‬مكتبة اإلسكندرية للنشر‪ ،‬مصر‪. 2009،‬‬
‫ائتالف أمان‪ :‬النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد‪ ،‬ط‪ ،4‬القدس‪.2016،‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫‪ .V‬باسم العموش‪ :‬السياسات الحكومية والسياسية‪ ،‬نحو شفافية اردنيه ‪ ،‬مؤسسة األرشيف العربي‪ ،‬عمان‪.2000 ،‬‬
‫‪ .VI‬حمدي أمين عبد الهادي‪ :‬الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن‪ ،‬ط‪ ،3‬دار الفكر العربي‪.1979 ،‬‬
‫زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب‪ :‬نظام الشورى في اإلسالم ونظم الديمقراطية المعاصرة‪ ،‬مطبعة السعادة ‪1985 ،‬م ‪.‬‬ ‫‪.VII‬‬
‫‪ .VIII‬سائدة الكيالني وباسم سكجها ‪ :‬نحو شفافية أردنية ‪،‬ط‪ ،1‬مؤسسة األرشيف‪ ،‬عمان‪.2000 ،،‬‬
‫‪ .IX‬عبد شخابنة ‪:‬الشفافية في الخدمة المدنية (تجربة ديوان الرقابة والتقييس اإلداري) بدون دار نشر‪ ،‬األردن‪.1998،‬‬
‫‪ .X‬عبير مصلح‪ :‬النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد‪ ،‬إصدار االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة‪ ،‬ط ‪ ،2‬أمان ‪ ،‬رام هللا‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫‪ .XI‬عصام احمد البهجي‪ :‬الشفافية وأثرها في مكافحة الفساد اإلداري‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2014 ،‬‬
‫‪ .XII‬عطا هللا وارد خليل ومحمد عبد الفتاح العشماوي‪ :‬الحوكمة المؤسسية (المدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة‬
‫والخاصة) ‪ ،‬دار الحرية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪.2008 ،‬‬
‫‪ .XIII‬علي الشيخ‪ :‬الشفافية في الخدمة المدنية ‪ ،‬تجربة وزارة التنمية اإلدارية في تطوير القدير القدرة التنافسية في األردن – الجودة‪-‬‬
‫اإلنتاجية – الشفافية – المساءلة ‪ ،‬ط‪،1‬الجمعية العلمية الملكية ‪ ،‬عمان ‪.1997،‬‬
‫‪ .XIV‬محمد مصطفى سليمان ‪ :‬دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد المالي واإلداري (دراسة مقارنة) ‪ ،‬الدار الجامعية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪.2009 ،‬‬
‫‪ .XV‬منى أبو بكر الصديق‪ :‬االلتزام بأعالم المستهلك عن المنتجات‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬مقدمة إلى كلية الحقوق‪ ،‬جامعة المنصورة ‪،‬‬
‫مصر‪.2011،‬‬
‫‪ .XVI‬وفاء حلمي أبو جميل ‪ :‬االلتزام بالتعاون دراسة تحليلية تأصيلية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪.1993،‬‬
‫‪ .XVII‬يعقوب محمد المليجي‪ :‬مبدأ الشورى في اإلسالم‪ ،‬مؤسسة الثقافة الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬بدون سنة طبع‪.‬‬

‫ثانيًا‪ :‬الرسائل الجامعية‪-:‬‬


‫فارس بن علوش بن بادي السبيعي‪ :‬دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد اإلداري في القطاعات الحكومية‪ ،‬أطروحة‬ ‫‪.I‬‬
‫دكتوراه‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية ‪ ،‬كلية الدراسات العليا ‪ ،‬السعودية‪.2010 ،‬‬
‫احمد عصمت إبراهيم‪ :‬السياسة الشرعية اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ‪،‬أطروح&ة دكت&&وراه‪ ،‬كلي&&ة الحق&وق‪ ،‬جامع&&ة‬ ‫‪.II‬‬
‫القاهرة ‪،1993،‬‬
‫احمد فتحي أبو كريم ‪ :‬مفهوم الشفافية لدى اإلدارة العليا وعالقته باالتصال اإلداري ‪ ،‬رسالة دكتوراه‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬عمان‬ ‫‪.III‬‬
‫‪،‬‬
‫احم&&د ع&&ودة دوب&&ري‪ :‬المس&&اءلة على اإلدارة العام&&ة في األردن رس&&الة ماجس&&تير‪ ،‬كلي&&ة االقتص&&اد والعل&&وم اإلداري&&ة‪ ،‬جامع&&ة‬ ‫‪.IV‬‬
‫اليرموك‪ ،‬األردن‪ ،2006 ،‬ص‪2005.‬‬

‫ثالثًا‪ :‬البحوث‪-:‬‬

‫أس&&ماء ي&&ونس محم&&ود و ناه&&دة إس&&ماعيل الحم&&داني‪ :‬مكافح&&ة الفس&&اد اإلداري باعتم&&اد الش&&فافية في إط&&ار المس&&ؤولية‬ ‫‪.I‬‬
‫االجتماعية ‪،‬دراسة لعينة من المدراء في عدد من المنظمات اإلنتاجية في محافظة نينوى‪ ،‬بحث منشور في مجلة تكريت للعلوم‬
‫اإلدارية واالقتصادية ‪ ،‬المجلد‪ ،7‬العدد (خاص) ‪،2011 ،‬‬
‫فيحاء عبد الخالق و منهل مجيد العلي و أرسالن إبراهيم األفندي‪ :‬دور الشفافية المحاسبية ومعايير اإلفصاح المحاس&&بي ال&&دولي‬ ‫‪.II‬‬
‫في الحد من الفساد المالي (دراسة محاسبية تحليلية )‪ ،‬بحث منشور في مجل&ة بح&وث مس&تقبلية ‪ ،‬تص&در عن مرك&ز الدراس&ات‬
‫المستقبلية في كلية الحدباء الجامعة ‪،‬الموصل‪ ،‬العدد ‪، 2009، 25‬‬
‫محمد احمد محمد الحربي ‪ :‬درجة االلتزام بممارسة الشفافية اإلدارية ل&دى األقس&ام األكاديمي&ة في كلي&ة التربي&ة بجامع&ة المل&ك‬ ‫‪.III‬‬
‫سعود‪ ،‬السعودية ‪ ،‬المجلة الدولية المتخصصة ‪،‬المجلد‪،1‬العدد‪.2012، 6‬‬
‫محمود خليل‪ :‬حرية تداول المعلومات في مصر وال&&دول العربي&&ة المفه&&وم واإلش&&كاليات واألط&&ر التش&&ريعية‪ ،‬بحث منش&&ور في‬ ‫‪.IV‬‬
‫سلسلة نشرات المنظمة المصرية لحقوق االنسان‪.2005،‬‬

‫رابعًا‪ :‬المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫احمد الكردي ‪ :‬الشفافية اإلدارية ‪ ،‬مقالة منشورة في موقع المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية على شبكة المعلومات‬ ‫‪.I‬‬
‫الدولية على الرابط‪.http:// hurdiscussion.com :‬‬
‫دعاء نجار‪ :‬تعريف النظام ‪،‬مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية موقع موضوع على الرابط‪www.modoo.com‬‬ ‫‪.II‬‬
‫عمر رياض ومحمد اعمار‪ ،‬الشفافية والمساءلة ‪ ،‬ورقة بحثية صادر عن موقع مركز الدراسات واألبحاث في القيم ‪ ،‬الرابطة‬ ‫‪.III‬‬
‫المتحدة للعلماء ‪،‬المملكة المغربية ‪،‬منشورة على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ?‪www.alqaim.ma/article.aspx‬‬
‫‪. c=5581‬‬
‫هشام الهداجي‪ :‬جون لوك ونظرية العقد االجتماعي ‪،‬مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية ضمن موقع مؤسسة مؤمنون‬ ‫‪.IV‬‬
‫بال حدود للدراسات واألبحاث ‪،‬على الرابط‪. www.momion.com/articles‬‬
‫موقع األمم المتحدة اإللكتروني‪ -‬حقوق األنسان‪ -‬مكتب المفوض السامي منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط‬ ‫‪.V‬‬
‫‪. www.ohchr.org/ar‬‬
‫موقع األمم المتحدة اإللكتروني على الرابط ‪..org/universal/declaration-human-rights.www.un‬‬ ‫‪.VI‬‬
‫موقع المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) على شبكة المعلومات الدولية على الرابط‬ ‫‪.VII‬‬
‫‪. ar/about.us.htm/www.INTOSAI.org‬‬
‫موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ‪https//:ar-wikipedia.org‬‬ ‫‪.VIII‬‬
‫موقع هيئة النزاهة األردنية على شبكة المعلومات الدولية متوفر على الرابط ‪http://www.jiacc.gov.jo‬‬ ‫‪.IX‬‬

You might also like