Professional Documents
Culture Documents
Jols,+L7 Nader&Saleh (1)
Jols,+L7 Nader&Saleh (1)
تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الفساد اإلداري
205
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
المستخلص
أزداد االهتمام العالمي بالشفافية بعد انتشار الفساد في كثير من الدول لذلك كان البد لنا في
هذه الدراسة التعرف على مفهوم الش&&فافية اللغ&&وي واالص&&طالحي وذل&&ك لغ&&رض إعط&&اء ص&&ورة
واضحة عن هذا المب&&دأ .ومن أج&&ل تحقي&&ق التط&&بيق الس&&ليم للش&&فافية الب&&د أن نفهم ماهي&&ة الش&&فافية
وأساسها القانوني وكذلك طبيعتها وأبعاده&ا ومس&توياتها ال&تي يجب االل&تزام به&ا عن&د تطبيقه&ا في
العمل اإلداري وككل نظام إداري تسعى الش&فافية إلى تحقي&ق أه&داف معين&ة فق&د تطرقن&ا إلى ه&ذه
األهداف وبيناها ،فضًال عن أهميتها ،ولكون الشفافية نظ&&ام أثبت جدارت&&ه في التط&&بيق فلم يقتص&&ر
وجوده على النطاق اإلداري فقط ،وإنما تجاوزه إلى المجاالت األخرى ولبيان ذلك فقد بين&&ا أن&&واع
الشفافية ،وكذلك اقتضت الدراسة منا توضيح متطلبات ومعوقات التطبيق ال&&تي يجب على اإلدارة
االلتزام بها لغرض تحقيق االستفادة القصوى من تط&&بيق ه&&ذا النظ&&ام في تس&&يير المراف&&ق العام&&ة،
فضًال عن بيان تجارب قسم من الدول ،وكذلك توضيح دورها في الوقاية من الفساد .
206
العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت/ جامعة بغداد- كلية القانون/مجلة العلوم القانونية
14/11/2018-13 عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة
Abstract
207
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
المقدمة
Introduction
إن تداول مصطلحات حديثة مثل العولمة والثورة التكنولوجيا الرقمية واالتصاالت وما رافقها
من تحوالت؛ قد غيرت حياة اإلنسان وذلك من خالل إعادة ترتيب المفاهيم والقيم التقليدية وإعادة
النظر بها بما يتوافق مع متطلبات العصر الجديد ،إذ ظهرت من ضمن هذه المفاهيم ظاهرة الفساد
اإلداري ،وظهر ضمن سياقات هذا التطور والحداثة لغة ذات مفردات ومصطلحات جديدة نسبيًا
كالشفافية ،فال يكاد يخلو مقام للحديث أو النقاش عن مكافحة الفساد سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا
أو اجتماعيًا من دون أن تكون كلمة الشفافية حاضرة فيه ،ولهذا السبب اصبح مبدأ الشفافية من
المبدأ المهمة في نطاق العمل اإلداري على الصعيد الدولي واإلقليمي والوطني ،والسيما بعد
األزمات المالية التي انتشرت في اغلب الدول ،وتبين بعد دراسة هذه األزمات أن السبب الرئيس
لها تفشي ظاهرة الفساد اإلداري والمالي في النظم اإلدارية لهذه الدول ،وبدأ المختصين بالبحث
عن إيجاد نظام جديد يتكفل بضمان عدم تعرض المؤسسات االقتصادية لهذه االنهيارات مرة
أخرى ،ونتيجة البحث وجدوا أن تطبيق مبدأ الشفافية يضمن وضع قواعد جديدة لإلدارة
المؤسسات االقتصادية بأساليب حديثة بعيدًا عن األسلوب البيروقراطي من خالل االلتزام
بالقوانين ومشاركة الجمهور فيها .وعلى ضوء ذلك سنتولى في هذا المبحث بيان تعريف الشفافية
اإلدارية وبيان أهميتها وذكر أنواعها ،ومتطلبات تطبيقها والمعوقات التي تواجهها ،وهذا يتطلب
منا التعرف على األساس القانوني الذي استمدت منه جذورها .هذا ما سنوضحه في هذا المبحث
بتقسيمه على ثالثة مطالب :نتناول في األول :تعريف الشفافية وأهميتها وأنواعها ،وفي الثاني
نبحث في متطلبات ومعوقات تطبيق الشفافية ،وفي الثالث نبين األساس القانوني للشفافية.
أوًال :أهمية الدراسة :تستمد هذه الدراسة أهميتها كون أن الشفافية أصبحت من الوسائل الحديثة
التي تساهم في الحد من الفساد اإلداري والتي تعمل على دعم العديد من الجوانب في الدولة منها
رفع مستوى كفاءة الخدمات والمساعدة على استقرار األسواق وزيادة ثقة األفراد باإلدارة عن
طريق ضمان حقوقهم وعدم المساس ،فضًال عن أهميتها في بيان المبادئ والمعايير التي يجب
على اإلدارة أتباعها للوصول إلى التطبيق السليم للحكم الرشيد.
208
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
التعرف على متطلبات ومعوقات الشفافية التي تعتمدها في تقديم المعلومات بصورة سليمة. ج-
ثالثًا :إشكالية الدراسة :تتمحور إشكالية البحث في اإلجابة عن بعض األسئلة من بينها ،ما هو
مفهوم الشفافية وأهميتها وأهدافها أبعادها؟ وما هو أساسها القانوني ،فضًال عن بيان دورها في
الحد من الفساد اإلداري وغيرها من األسئلة.
رابعًا :هيكلية الدراسة :لمعالجة وتقديم فهم كامل لنظام الشفافية كأحد المبدأ الناجحة في أداء
اإلدارة لدورها الصحيح في المجتمع فقد تضمن هذا البحث ثالث مطالب :سنخصص األول لبيان
تعريف الشفافية وأهميتها وأنواعها وأبعادها وأساسها ،وسنبحث في الثاني متطلبات ومعوقات
تطبيق الشفافية ،وستناول في الثالث تجربة الدول في تطبيق الشفافية ودورها في الحد من الفساد
اإلداري.
المطلب األول
يعد مبدأ الشفافية من أهم مبادئ التي تتبعها اإلدارة في سبيل تحقيق الحكم الرشيد ،وألجل إعطاء
صورة موضحة عنها البد لنا أن نتعرف على تعريفها وأهميتها وأبعادها وهذا ما سنتناوله في هذا
المطلب بتقسيمه على ثالثة فروع :نخصص الفرع األول :لبيان تعريف الشفافية لغة واص&&طالحًا،
ونتن&&اول في الث&&اني :األس&&اس الق&&انوني للش&&فافية ،ونبحث في الث&&الث :أهمي&&ة الش&&فافية وأنواعه&&ا،
ونخصص الرابع :لبحث أبعاد الشفافية ومستوياتها.
209
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الفرع األول
قبل الدخول في تفاصيل الكالم عن الشفافية البد ابتداًء أن نوضح ولو بشكل مختصر مفهوم
الشفافية لغًة واصطالحًا ،ولهذا الغرض سنقسم هذا الفرع على فقرتين :نتناول في األولى :
تعريف الشفافية لغًة ،والثاني :نبين في الثانية :الشفافية اصطالحًا.
أوًال :التعريف اللغوي -:كلمة الشفافية – لو بحثنا في معاجم وقواميس اللغات اإلنسانية على
مصطلح الشفافية لما وجدنا معاني تقابلها أكثر قربا لها من كلمة األمانة – الصدق – اإلخالص –
العدالة ،إذ أشارت اللغة العربية إلى أن الشفافية مشتقة من الفعل (َش ف ،يشف ،شفاف) وثوب
شفاف بفتح الشين وكسرها ،ويشف بالكسر(شفيفًا) ،وهو الذي يمكن أن يبصر ما وراءه ،وعلى
ذلك فإن الشفافية في العربية تعني القدرة على إبصار األشياء الموضوعية خلف الشيء ،وبالتالي
رؤية هذه األشياء ومعرفة حقيقتها( ، )1ويرتبط مفهوم الشفافية بمصطلح (البيان) وهو ":ما يتبين
به الشيء من الداللة وغيرها ،وبان الشيء بيانا أي اتضح واستبان الشيء وظهر ،واستبنته أي
عرفته"( .)2وفي اللغة اإلنكليزية وحسب قاموس ماكمالن تعني الطريقة التشريعية في عمل
األشياء التي تمكن الناس من معرفة ما تقوم به بالضبط ،وهي ترجمة لثالث مصطلحات""
Transومعناها ما وراء ،وكلمة "Transparencyالتي تعني الشيء الشفاف ،وكلمة "
"Transparentوتعني الصريح والواضح والجلي" .والشفافية بمعناها المستعار في علم
الفيزياء تعني المادة الشفافة وهي المادة الواضحة الزجاجية التي يمكن رؤية تصرفات األطراف
من خاللها .وجاءت الشفافية في المعاجم اللغوية بمعنى " :الطريقة النزيهة في عمل األشياء التي
تمكن الناس من معرفة ما تقوم به بالضبط ،أي عدم وجود ما يمانع الرؤيا ،أو ما ال يحجب أو
يستر ،أو ما يمكن الرؤيا من خالله مثل الزجاج وبذلك يشترك المعنى اللفظي العربي مع األجنبي
مع المعنى العلمي؛ في أن الشفافية هي الشيء الذي يمكن النظر من خالله بسهولة وعلى العكس
210
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
منه لفض المعتم ،والتي تعني التعتيم والشمولية والتضليل والتستر والتغطية واألبعاد عن الفهم
والرؤيا.
ثانيًا :التعريف االصطالحي-:تعني الشفافية أن المعلومات المتعلقة بالسياسة العامة للدولة تكون
معلومة واضحة ومنظورة ومفهومة من قبل الشعب ،وعلى الحكومة أن تتبني سياسة االبتعاد عن
الحكم الشمولي وتوسيع الديمقراطية "( ،)3ولزوم خضوعها للمراقبة والمساءلة من خالل مشاركة
كل األطراف ذوي العالقة في العملية السياسية وتحميلهم مسؤولة اإلخفاق .وقد عرفتها المنظمة
الدولية لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) ()4على أنها" :قيام األجهزة العليا للرقابة
واإلفصاح العام بطريقة آنية وموثوقة وواضحة ومفيدة عن أوضاعها القانونية وأنشطتها وإدارتها
المالية وعملياتها واستراتيجيتها وأداءها ،وكذلك لزوم اإلفصاح العام عن نتائج عمليات الرقابة
واستنتاجاتها ،فضال عن تمكين العموم من الحصول على المعلومات حول األجهزة العليا
للرقابة" .وعرفت على أنها ":مبدأ خلق بيئة تكون فيها المعلومات المتعلقة بالظروف والقرارات
واألعمال الحالية متاحة ومنظورة ومفهومة وبشكل أكثر تحديدًا ومنهجيافي توفير المعلومات
وجعل القرارات المتصلة بالسياسة معلومة للجميع من خالل النشر في الوقت المناسب واالنفتاح
لكل األطراف ذوي العالقة" ( ،)5وقد عرفت كذلك ":احد اهم عناصر اإلدارة الجيدة في الحكم
وكلما كانت الشفافية موجودة وواضحة كان الحكم جيدًا واالستقرار متحققا ،ألنها تعني المكاشفة
بين الحكومة والشعب عبر ممثلي الشعب في البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني من أحزاب
ونقابات والجمعيات والصحافة"( ،)6والشفافية أيضا تعني" :وضوح التشريعات وسهولة فهمها
واستقرارها وانسجامها مع بعضها وموضوعتيها ووضوح لغتها ومرونتها وتطورها وفقًا
للتغيرات االقتصادية واالجتماعية واإلدارية وبما يتناسب مع روح العصر ،فضًال عن تبسيط
اإلجراءات ونشر المعلومات واإلفصاح عنها وسهولة الوصول إليها ،إذ تكون متاحة
للجميع".وعرفتها هيئة األمم المتحدة على أنها" -:حرية تدفق المعلومات معرفة بأوسع مفاهيمها،
أي توفير المعلومات والعمل بطريقة منفتحة تسمح ألصحاب الشأن بالحصول على المعلومات
الضرورية للحفاظ على مصالحهم واتخاذ القرارات المناسبة ،واكتشاف األخطاء" ،هناك من
عرف الشفافية بأنها" -:الوضوح والعقالنية وااللتزام بمتطلبات والشروط المرجعية للعمل وتكافؤ
الفرص وسهولة تنفيذ اإلجراءات التنفيذية وبساطتها وسهولة فهمها والسماح بااللتفاف عليها
وإطالتها غير المبررة وكذلك النزاهة في تنفيذها"(. )7
ويتضح لنا مما تقدم أن الشفافية هي نقيض الغموض أو اإلبعاد ،وتعني إتاحة المعلومات
الكاملة عن أعمال الحكومة وما يتعلق بها من جوانب إيجابية أو سلبية على حد سواء من دون
211
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
إخفاء عن الرأي العام ،كما أن الشفافية تتعلق بجانبين :األول يتعلق بوضوح اإلجراءات وصحة
مصداقية عرض المعلومات والبيانات الخاصة بالوحدات والمؤسسات السياسية واالقتصادية
واالجتماعية الخاصة والعامة ووضوح العالقات فيما بينها من ناحية ( التخطيط – والتمويل –
والتنفيذ ) للوصول للغايات واألهداف المعلنة مسبقًا ،في حين يتعلق الجانب الثاني بعالقة ذوي
العالقة من الخدمات التي يقدمها الجانب األول وحقهم في الحصول والوصول للمعلومات
الصحيحة والحقيقة في الوقت المناسب .وتتفق اآلراء السابقة على أن الشفافية تنطوي على
سهولة وفهم اإلجراءات ووضوحها ومرونتها لتسهيل أداء الموظفين لمهامهم الرقابة اإلدارية
وزيادة كفاءتها وفعاليتها من خالل توضيح وتدقيق اإلجراءات المعمول بها.
الفرع الثاني
األساس القانوني للشفافية
لكل ظاهرة في المجتمع أساس؛ فما هو األسس التي استندت عليها الشفافية؟ والتي أدى في النهاية
إلى ظهورها بهذه الصورة ،مما دفع الكثير من الدول لألخذ به والنص عليه في قوانينها ،فهل هو
أساس فلسفي أم قانوني أم شرعي؟ لمعرفة األساس القانوني للشفافية البد من التعرف على
المنابع التي استقى منها هذا المبدأ؛ وذلك ألن الشفافية لم تستمد أساسها من مصدر واحد وإنما من
عدة مصادر ،وسنتولى بيان هذه المصادر في اربع فقرات ،لذلك خصصنا األولى لبيان األساس
القانوني المستمد من المبادئ العامة وفي الثانية بحثنا عن اساس الشفافية الفلسفي ،وفي الثالثة
تكلمنا عن أساسها الشرعي وختمنا الرابعة الذي خصصناه لبيان أساسها في المواثيق الدولية
أوًال :األساس المستمد من المبادئ العامة -:يستند هذا األساس وفقا لألصحاب هذا الرأي على
مبدأين هما :مبدأ حسن النية ،ومبدأ مستلزمات العقد وسنتولى توضيحهما بالنقطتين اآلتيتين -:
نجد أن المادة ( )148/1قد نصت على" :ضرورة تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبأسلوب يتفق
مع ما يوجبه حسن النية" ،وهذا ما جاءت به المادة ( )150/1من القانون المدني العراقي رقم (
)40لسنة 1951على" :يجب تنفيذ العقد طبقا لما أشتمل عليه وبطريقة تتفق مع ما يوجبه حسن
النية" .
والواضح من المادتين السابقتين أن مبدأ حسن النية يسري على كل العقود وعلى جميع مراحلها،
ويعمل القاضي إلى الزام المتعاقدين بالتعاون بينهما لغرض الوصول لتنفيذ العقد من دون
األضرار بأي منهما( . )8وإن هذا األساس هو نتيجة التعاون بين المتعاقدين الذي أدى إلى جمع
بين مبدأ حسن النية والشفافية في نقطة مشتركة وهي الكشف عن محل العقد والسماح للمتعاقد
األخر بالتعرف على هذا المحل ،ويقابل هذا الكشف االلتزام الذي تفرضه الشفافية على اإلدارة
للكشف عن أعمالها كافة (.)9
-2مبدأ مستلزمات العقد :لقد بينت المادة( )150/2من القانون المدني العراقي رقم ( )40لسنة
، 1951هذه المستلزمات عندما نصت على "وال يقتصر العقد على الزام المتعاقد بما ورد فيه،
ولكن يتناول أيضا ما هو من مستلزماته وفقا للقانون والعرف والعدالة وبحسب طبيعة االلتزام"،
إن البحث في هذا النص يوضح لنا أن القانون قد اعطى القاضي سلطة تقديرية في أن يضيف
إلى مضمون العقد ما يتطلبه القانون أو العرف أو العدالة ضمن مبدأ عام هو ضرورة عدم
األضرار بأي من اطراف العقد وتحقيق التوازن بين مصالحهم المتعارضة ،وذلك كون القانون
يعد (وقبل أي شيء) نظام اجتماعي هدفه حماية األفراد وتنظيم مصالحهم(.)10
وباختصار شديد يمكن القول :إن الشفافية ما تتطلبه من عالنية وإفصاح تهدف لحماية حقوق
األفراد واإلدارة معًا ومنع التعارض بينهما عن طريق عدم التمسك بحرفية القانون واالبتعاد عن
التفسير الجامد له من خالل تفعيل روح القانون والذي يهدف إلى تحقيق العدالة المجتمعية لبناء
الوطن الواحد.
ثانيًا :األساس الفلسفي لمبدأ الشفافية -:يعتقد قسم من الفقهاء أن األساس القانوني لمبدأ الشفافية
أساس فلسفي متمثال بنظرية العقد االجتماعي وهي نظرية ذات اصل دستوري مضمونها أن
السلطة مصدرها الشعب ،ومن ابرز الفقهاء الذين نادوا بها لوك وهوبز وروسو وفسر كل منهم
هذه النظرية بحسب وجهة نظره الخاصة ؛ إذ ارجع هوبز وجود المجتمع المنظم إلى نظرية
"العقد االجتماعي" وكان يعتقد إن حياة األفراد السابقة للعقد كانت مبنية على العنف والصراع
213
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
فيما بينهم؛ وبسبب النتائج التي كانت تعطيها هذه الحياة الفوضوية ،ارتأى األفراد ضرورة وجود
سلطة تحكم العالقات بينهم لذلك لجأوا إلى أبرام عقد يكون أطرافه جميع األفراد باستثناء الحاكم،
وعد العقد الحاكم غير مسؤول عن أعماله وال يحق الحد محاسبته وال يجوز لألفراد التصرف
بعكس إرادة الحاكم وفي حال مخالفتهم له يعد ذلك خروجا عن شروط العقد كون األفراد قد
تنازلوا بموجبه عن كافة حقوقهم ،وأن هذا التنازل هو مصدر السلطة المطلقة التي تمنح للحاكم
من قبل األفراد ، )11( ..ومن وجهة نظرنا أن األساس الذي قدمه الفقيه هوبز عن العقد االجتماعي
ال يتناسب مع القول :بإمكانية عد هذه الشكل أساسا لمبدأ الشفافية كونها تتضمن عدم مسؤولية
الحاكم أمام األفراد عن أعمال بصفته هذه.
أما الفقيه لوك فقد أقام نظريته على أساس أن الحياة التي كانت سائدة قبل العقد بين األفراد هي
حاله من السالم والهدوء ألن العالقات بينهم كانت محكومة بالعقل ،وقد صور اطراف العقد
باألفراد وشخص واحد يعطى سلطة الحكم ويقوم األفراد بالتنازل عن قسم من حقوقهم القابلة
للتنازل مع األخذ بنظر االعتبار أن هذا التنازل يأتي بالقدر الالزم الذي ينتفع منه األفراد وضمان
عدم األضرار بمصالح اآلخرين وكل ذلك في سبيل إقامة سلطة تتولى حمايتهم( ، )12والحاكم وفقا
لهذا العقد يكون مقيدا بمجموعة من االلتزامات فرضت عليه بموجب العقد وفي حال تجاوزه
للسلطة الممنوحة له يحق لألفراد مخالفته والتنصل عن طاعته كون الشعب هو صاحب السلطة
في األصل .ومن وجهة نظرنا فإن هذه النظرية ال تصلح أن تكون أساس لمبدأ الشفافية؛ ألن في
حالة عدم التزام الحكام من وجهة نظر مجموعة قليلة من الشعب ستؤدي إلى التنصل من التزام،
ومن ثم الفوضى واالنفالت.
أما جان جاك روسو فقدم فهما متطورا للعالقة بين الحكام والمحكومين عن طريق تصوير العقد
االجتماعي بأنه ناتج عن اتفاق األفراد على بناء مجتمع سياسي منظم خاضع لسلطة عليا ،ولذلك
يجب أن يكون العقد صادرًا عن أجماع إرادات األفراد الحرة الواعية ويكون األفراد جميعهم
اطراف في العقد كونهم يتمتعون بصفتين األولى :أن كل فرد مستقل ومنعزل عن األفراد،
والثانية :بصفته عضو متحد مع األخرين بمجموعهم يولد الشخص الجماعي الذي ينتج عنه
المجتمع ،وفي سبيل الوصول لهذا العقد فقد تنازل األفراد عن جميع حقوقهم السابقة للعقد في
مقابل الحصول على حقوق وحريات جديدة يحصلون عليها بموجب العقد وال يحق للسلطة
المساس بها )13( .وبموجب العقد ال يعد الحاكم طرفا في العقد وإنما يعد وكيال عن اإلرادة الشعبية
ويحكم وفقا لها ولذلك يكون لها حق عزله متى رأت في ذلك مصلحة للمجتمع .وفي نطاق بحثنا
214
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
عن األساس الفلسفي لمبدأ الشفافية نرى :أن الزام الحاكم بالخضوع ألوامر األفراد وضرورة
معرفتهم التامة بأعماله والتأكد من مطابقتها لشروط العقد يعكس لنا مبدأ الشفافية الذي يتضمن
حق الشعب في التعرف على حقيقة اعمال السلطة أو اإلدارة ومدى مطابقتها للقانون وبهذا تكون
الشفافية شرطا من شروط العقد كون الشعب يفرض على الحاكم اإلفصاح عن أعماله وإعالنها
للجمهور .من هذا التصور للعقد يمكننا القول :أن الضمان الذي يجب أن يتوفر لحماية حقوق
األفراد وحرياتهم يتمثل بآليات معينة يلتزم الحاكم بأتباعها والتي تعمل على جعل المجتمع مفتوحا
واألفراد مطلعين على ما تقوم به السلطة من تصرفات قانونية وإدارية ومحاسبتها في حال
خروجها عن القانون أو مساسها بحقوق األفراد والشفافية هي احدى هذا اآلليات التي تنضوي
تحت الحكم الرشيد أو ما يمكن تسميته بالحوكمة وأن التصور الذي قدمه روسو هو أفضل أساس
يمكن بناء الشفافية عليه من الناحية الفلسفية.
ثالثًا :األساس الشرعي للشفافية -:يكمن األساس الشرعي للشفافية في مبادئ الدين اإلسالمي ،إذ
سبقت الشريعة اإلسالمية جميع الحضارات والنظم السياسية (القديمة أو الحديثة) في أرساء مبدأ
الشفافية وعدته أصال ملزما وعاما للسلطة اإلدارية فيما يخص إدارة شؤون المواطنين العامة،
وتجد الشفافية أساسها في الشريعة اإلسالمية متمثلة بمبدأ الشورى ومبدأ الصدق وفيما يلي
توضيح لهما-:
مبدأ الشورى :يمثل هذا المبدأ واحد من أهم مرتكزات األساسية للنظام السياسي اإلسالمي -1
ويعد من مقومات الحكم ونظامه ،والغرض منه الوصول إلى الرأي الصحيح لتالفي الوقوع
في الخطأ أي بمعنى" :النظر في األمور من أرباب االختصاص والتخصص الستجالء
المصلحة المفقودة شرعا وإقرارها ،ويسري على كل امر تجري بشأنه مشاورة سواء على
مستوى األسرة أو الدولة أو المنظمات الداخلية أو الدولية والتي يعد النظام العام اإلسالمي
نبراسًا لها"( ، )14وألهميته فقد وردت عدة آيات قرآنية تدعو لألخذ به منها قوله تعالى
"َو اَّلِذ يَن اْسَتَج اُبوا ِلَر ِّبِهْم َو َأَقاُم وا الَّص اَل َة َو َأْم ُر ُهْم ُش وَر ى َبْيَنُهْم َوِمَّم ا َر َز ْقَناُهْم ُينِفُقوَن "(،)15
وجاءت السنة النبوية مؤكدة لهذا المبدأ ونجد ذلك في احاديث نبوية شريفة ،وهي من
االحاديث التي تعد من األحكام الشرعية التي ال يجوز مخالفتها ،ويلزم أن تقابل بالطاعة
ونورد من ذلك عدة احاديث للنبي محمد (صلى عليه وسلم)منها قوله" :استعينوا على أموركم
بالشورى" وقوله" :المستشار مؤتمن" وكذلك قوله" :ما شقى قط عبد بمشورة ،وما سعد
باستغناء رأي"( .)16يتضح لنا مما سبق أن مبدأ الشورى يعد من األسس التي تقوم عليها
215
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الشفافية ألن كال المبدآن يدعوان إلى أشراك المجتمع في الحكم ،وفرض الرقابة على الحكام
للتأكد من قيامهم بالمهام الموكلة لهم على افضل شكل وضمان حقوق األفراد وعدم التعرض
أو المساس بها ،ولهذا نجد أن اغلب الحكومات اآلن تتشكل من قبل األفراد عن طريق
االنتخابات وهذا يعني أن األفراد هم الذين يختارون ممثليهم في الحكومة(. )17
مبدأ الصدق :إن الصدق يعد من اُألسس الشرعية التي تقوم عليها الشفافية عن طريق دعمه -2
لما يقتضيه مبدأ الشورى ،إذ يكون ذو دور تكميلي له عن طريق التأكد من صحة المعلومات
التي تصدر عن اإلدارة ،ويظهر ذلك في ضرورة أن تكون اإلدارة في تعبيرها عن أنشطتها
وأعمالها ملتزمة بالحقيقة في القول والفعل ،يمكن عد الصدق مرادفًا للرقابة التي يتطلبها مبدأ
الشفافية للتقين من أن اإلدارة تسير باالتجاه الصحيح ( ،)18واألهمية فقد ذكره القرآن
الكريم ،بقوله تعالى (ُأوَٰل ِئَك
اَّلِذ يَن َنَتَقَّبُل َع ْنُهْم َأْح َس َن َم ا َع ِم ُلوا َو َنَتَج اَو ُز َع ْن َس ِّيَئاِتِهْم ِفي َأْص َح اِب اْلَج َّنِة ۖ َو ْع َد الِّص ْد ِق اَّلِذ ي
َك اُنوا ُيوَع ُد وَن ﱠ)( ،)19وهذا هو جوهر مبدأ الشفافية الذي يجعل اإلدارة أن تكون صادقة
باإلفصاح الحقيقي عن أعمالها ،وإن اإلدارة الواثقة من أعمالها ال تخشى من اإلعالن عنها أو
اإلفصاح بها ،وإن اتباع اإلدارة ألساليب الكذب يجعل من انتشار الفساد في أركانها أمر
مفروغ منه وهو ما يتعارض مع مبدأ الشفافية الذي يدعو إلى التخلص من كافة األسباب التي
تعمل على بث الفساد في المؤسسات اإلدارية ومنها عدم تقديم معلومات صحيحة ودقيقة
لألفراد المتعاملين مع اإلدارة .
يتضح لنا مما سبق ذكره عن العالقة بين الشفافية والصدق :أن كال المبدأين وجهان لعملة
واحدة ،إذ يهدفان على تحقيق المصلحة العامة ونشر الديمقراطية وإخضاع الحكومة لرقابة
األفراد ،لذلك فإن األساس الشرعي للشفافية نجده في الصدق الذي جاء به ديننا الحنيف ،وإن
االختالفات التي يمكن أن نالحظها بينهما ال يعدو أن يكون في استعمال األساليب الحديثة في
تطبيق الشفافية ،ولذلك يمكن عد األخيرة صورة متطورة من صور الصدق كونها تمثل
الوسيلة التي أثبتت صالحيتها في التخلص من الفساد اإلداري في المؤسسات العامة
والخاصة وهذه هي الغاية األساسية التي يسعى لتحقيقها الحكم الرشيد عن طريق الشفافية .
رابعًا :األساس التشريعي لمبدأ الشفافية في المواثيق الدولية -:نصت معظم المواثيق الدولية
واالتفاقيات اإلقليمية على هذا المبدأ وسنتناول بيان هذه المواثيق بالتفصيل التالي-:
216
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الشفافية في المواثيق الدولية -:يعد مبدأ الشفافية من المبادئ التي ال يمكن التنازل عنه أو -1
أغفاله والتي اعتمدت للحد من الفساد اإلداري الذي نتشر في اآلونة األخيرة في جميع مفاصل
الحياة ومن أجل الحد من هذه الظاهرة الخطيرة فإن المواثيق واالتفاقيات الدولية نصت عليه
في مضمونها بشكل غير قابل للجدال وفيما يلي عرض الهم هذه المواثيق-:
اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان :1948يمثل هذا اإلعالن وثيقة ذات أهمية تاريخية في أ-
مجال حقوق إلنسان ،إذ ذكر أهم الحقوق األساسية لإلنسان التي يجب الدفاع عنها وحمايتها
عالميا ،وصدر هذا اإلعالن في باريس في ،10/12/1948وتمت ترجمته إلى اكثر من (
)500لغة من لغات العالم ،وضع من قبل مجموعة تهتم بحقوق االنسان ذوو خلفيات قانونية
وثقافية واجتماعية من مختلف أنحاء العالم ،وقد نص هذا اإلعالن على ضمان مبدأ الشفافية
في المادة ( )19إذ جاء فيها " :لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ،ويشمل هذا
الحق حريته في اعتناق اآلراء من دون مضايقة ،وفي التماس األنباء واألفكار وتلقيها ونقلها
إلى اآلخرين بأي وسيلة دونما اعتبار للحدود" ،نالحظ أن هذه المادة لم تتطرق إلى الشفافية
بشكل مباشرة ،وإنما ذكرتها ضمن أمور تعد من جوهر مبدأ الشفافية منها حرية األشخاص
في االطالع على البيانات والمعلومات واألفكار السائدة وعدم جواز تقييده بأي شكل من
األشكال(.)20
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية :1966يعد هذا العهد معاهدة متعددة ب-
األطراف ،دخل نطاق النفاذ في/23آذار ،1976/ونص على وجوب التزام اطراف المعاهدة
باحترام الحقوق المدنية والسياسية للمواطنين منها حرية الدين والحق في الحياة ،إذ جاء في
المادة ( )19منه على ":وجوب إعطاء الحرية لكل مواطن في التعبير عن رأيه بدون أية
عقبات وضمان حقه في اإللمام بالمعلومات واألفكار وإذاعتها بأية وسيلة كانت وهي إشارة
ضمنية لمبدأ الشفافية والتي يعد من األمور الثابتة فيه وهو عالنية المعلومات والبيانات
وحرية المواطنين في الوصول إليها"(.)21
تقرير لجنة حقوق اإلنسان في األمم المتحدة -:1998تشكلت هذه اللجنة في األمم المتحدة ج-
سنة ،1993وأصدرت تقرير في عام ،1998الذي بموجبه كلفت مقررًا خاصا يتولى ضمان
حرية الرأي والتعبير وتضمنت مهام هذا المقرر ما يلي-:
أوال /التحري والكشف عن جميع االنتهاكات التي تطال حرية التعبير والرأي من خالل استعمال
العنف والتهديد به أو االضطهاد والترهيب وجميع أنواع االنتهاكات التي يتعرض لها األفراد
بسبب ممارستهم حقوقهم في التعبير.
217
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
ثانيًا /العمل على تلقي المعلومات عن طريق حكومات الدول والمنظمات غير الحكومية مع األخذ
بنظر االعتبار أن تكون الجهة التي تقدم المعلومات جديرة بالثقة والتصديق ،والسيما حاالت
التعدي على حقوق األفراد في الحصول على المعلومات.
ثالثًا /تقديم مقترحات وإيجاد سبل ووسائل تكون ذات فاعلية يكون الغرض منها حماية هذه الحقوق
بكافة مظاهرها.
رابعًا /مساندة المفوضية العامة لألمم المتحدة لحقوق اإلنسان من خالل تقديم المساعدات على
اختالف أنواعها مثل المساعدات التقنية واالستشارية للوصول إلى الطرق المثلى لمنع انتهاك هذه
الحقوق الجديرة بالحماية(. )22
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد : 2003اعتمدت هذه االتفاقية من قبل الجمعية العامة د-
لألمم المتحدة في/31تشرين األول ،2004/ونصت في عدد من موادها على ضرورة اآلخذ
بمبدأ الشفافية ،إذ جاء في المادة()7على أن كل دولة عضو يجب أن تعمل على تطبيق
وترسيخ سياسات فعالة للوقاية من الفساد اإلداري ،كما نصت االتفاقية على وجوب اعتماد
الدول على الشفافية في تعيين الموظفين في القطاع العام ،وكذلك نصت الفقرة(أ) من المادة(
)13على(" :أ) -تعزيز الشفافية في عمليات اتخاذ القرار وتشجيع إسهام الناس فيها" وأكدت
الفقرة (ب) -ضرورة ضمان تيسير حصول الناس فعليا على المعلومات" وتضمنت الفقرة
(د) من المادة ( )13على ضرورة حماية األفراد وضمان حريتهم في تلقي المعلومات
المتعلقة بالفساد ونشرها وعدم جواز تقييدها ،إال في حاالت معينة منها حماية الحياة
الشخصية للمواطنين وحماية النظام العام واألمن الوطني للدولة.
الشفافية في االتفاقيات اإلقليمية :نصت االتفاقات اإلقليمية هي األخرى على هذا المبدأ كحق -2
أساسي من حقوق األفراد ومن اهم هذه االتفاقيات -:
االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسان :1950أبرمت هذه االتفاقية بين الدول األوربية في أ-
/4تشرين الثاني 1950 /وجاء في ديباجتها أنها تهدف إلى ضمان االعتراف الفعال بحقوق
األفراد والحفاظ عليها والعمل على تطبيق الحقوق الواردة في اإلعالن العالمي لحقوق
اإلنسان الصادر في عام ، 1948وتكفلت بحماية حق الرأي والتعبير في المادة ( )10منها
التي نصت على ":لكل إنسان الحق في حرية التعبير ،ويشمل حرية اعتناق اآلراء وتلقي
وتقديم المعلومات واألفكار من دون تدخل من السلطة العامة ،وبصرف النظر عن الحدود
الدولية"(.)23
218
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
االتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان -:1969أبرمت هذه االتفاقية بين دول القارة األمريكية ب-
في مدينة سان خوسيه في/22تشرين الثاني ، 1969/وإن الهدف منها إقامة نظام مؤسسات
مبني على الديمقراطية يضمن الحرية الشخصية لألفراد والعدالة االجتماعية بينهم من خالل
إعادة بناء المجتمع على أسس تضمن حماية حقوق اإلنسان(،)24إذ جاء في المادة ( )13من
االتفاقية على ضمان حرية اإلنسان في اختيار الفكر الخاص به وحريته في طريقة التعبير
عنه وأيضا حريته في نقل المعلومات إلى اآلخرين وبأي وسيلة يختارها سواء كانت شفاها أو
طباعة أو كتابة وأية وسيلة أخرى وكل هذه الوسائل تمثل جوهر الشفافية.
الميثاق العربي لحقوق اإلنسان -:2004اقر هذا الميثاق في تونس في /23أيار 2004/في ج-
القمة العربية السادسة عشرة ،ونص الميثاق علي حق الشعب في االطالع على المعلومات
الحكومية ،إذ أكد على ضرورة تمتع الموطن العربي بحرية األفكار والرأي والتعبير
األعالم ونقلها إلى الشعوب األخرى عبر وسائل االتصاالت المختلفة ،بصرف النظر عن
الحدود الجغرافية ،ويمارس المواطن هذا الحق ضمن النطاق الخاص بمقومات المجتمع
الجديد ،وال تخضع هذه الحقوق إال لقيود محددة في القانون وهي وجوب احترام حق الغير
()25
وسمعته ،حماية النظام العام وعناصره ،وحماية األمن الوطني
منظمة الشفافية الدولية -:أسست هذه المنظمة من قبل المواطن األلماني (بيتر إيكن) في د-
عام ،1993ويرمز لها اختصارًا( )TIواتخذت من العاصمة األلمانية برلين مقرًا لها وهي
منظمة دولية غير حكومية معنية بمكافحة الفساد بمختلف أنواعه ال تهدف إلى تحقيق الربح
وتتألف من ( )100فرع محلي ،وعرفت على أنها" :منظمة مجتمع مدني عالمية تقود
الحرب ضد الفساد ،تجمع الناس معًا في تجمع عالمي قوي للعمل على أنهاء األثر المدمر
للفساد على الرجال والنساء واألطفال حول العالم ،لتحقيق تغيير نحو عالم من دون
فساد"،وتشتهر بتقريرها السنوي عن (مؤشر الفساد) ( ،)26وتهدف المنظمة من وراء نشاطها
إلى إيجاد آليات للوقاية من الفساد بدال من إيجاد الحلول له .من خالل التنسيق والتعاون
مع الحكومات ومنظمات المجتمع المدني لغرض الوقاية من الفساد وجعل الفساد من
الموضوعات التي توضع في أجندة كبرى المنظمات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق
النقد باعتبار أن الفساد عقبة صعبة في طريق التنمية وباختصار يمكننا القول :أن األساس
الشرعي لمبدأ الشفافية جاء من مبادئ األديان السماوية أوًال مثل مبدأ حسن النية ،ومن مبدأ
الشورى والصدق اللذان جاء بهما اإلسالم الحنيف قبل أكثر من( )14قرن ،وكذلك المبادئ
الحياة الفلسفية المختلفة للمجتمع ثانيًا ،وخيرًا وقد توج هذا المبدأ بالنص عليه بالمواثيق
219
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الدولية والمعاهدات اإلقليمية واصبح من ضمن القوانين التي تضمن حياة المجتمع وتكفل له
حريته الكاملة على شرط أن ال تؤثر على حرية اآلخرين وألزمت هذه المواثيق الحكومات
بأن تكون أعمالها واضحة وشفافة يمكن للمجتمع أن االطالع عليها.
الفرع الثالث
أهمية الشفافية وأنواعها وأهدافها
تمثل الشفافية قناة اتصال بين األفراد واإلدارة ،إذ تبين آلية عمل اإلدارة ،والكيفية التي تتبعها في
إصدار قراراتها وتشكل أداة لكشف عن الفساد اإلداري ،السيما في دول العالم الثالث؛ ألنها تعد
دول حديثة العهد بالديمقراطية ،إذ لم تمنح هذه الدول بإعطاء شعبها الحق باالطالع على أعمال
اإلدارة ومعرفتها فإن ذلك سيعمل على تقويض محاوالت هذه الدول بزرع الثقة في قلب المواطن
لمصلحتها وتبرز أهمية الشفافية كونها تظهر أعمال اإلدارة بشكل علني ،وهناك أنواع مختلفة من
الشفافية تطبق بشكل مختلف من دولة ألخرى ،إذ قسمت وفقا لمعايير معينة .وألجل بيان هذه
األهمية واألنواع سنتولى توضيحها بتقسيم هذا الفرع على ثالث فقرات :نبين في األولى :أهمية
الشفافية ،ونذكر في الثانية :أشكالها ،ونختم في الثالثة أهدافها.
أوًال :أهمية الشفافية :صارت الشفافية اليوم من المفاهيم اإلدارية الحديثة والمتطورة ومطلبًا
تسعى الدولة كافة للعمل به وإظهاره كوجه من أوجه الديمقراطية ومفهوم من مفاهيم الحضارة،
كونها تمثل عنصر الثقة باإلدارة عن طريق فرض رقابة الدولة على أعمال اإلدارة لمنع انتشار
الفساد اإلداري ولهذا السبب تم اعتمادها على الصعيد المحلي واإلقليمي والدولي بسبب ما
اكتسبت من أهمية كبيرة على المستوى العملي ويمكن بيان أهميتها من خالل ما يلي(-:)27
تعمل على إزالة الغموض في أعمال اإلدارة ومعرفة العاملين فيها ألهداف التي تسعى -1
لتحقيقها ،ألن العمل المظلم أو المعتم يضعف روح االنتماء لدى العاملين ،فالمصارحة
والمكاشفة وإيضاح المعلومات تزيد من والء الموظف وإنتاجيته ،إذ أن ذلك يجعله يشعر بأنه
جزء مهم من اإلدارة كونه على معرفة بما يجري ويحصل فيها.
220
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
تمثل الشفافية احد أهم عناصر نجاح التنمية في الدولة ،إذ تعمل على زيادة الجودة في األداء -2
الشخصي والمؤسسي فإتاحة الفرصة للمواطنين بالمشاركة في اتخاذ القرارات تؤدي إلى
زيادة وعيهم ومعرفتهم بالخيارات المتاحة لهم وتعمل على تحقيق العدالة ،للوصول باإلدارة
إلى النظام اإلداري المفتوح(. )28
تمثل الشفافية ركن من أركان تحقيق المساءلة التي تعمل على الوقاية من األخطاء الصادرة -3
عن الحكومة وتعمل على محاربة الفساد وتسهيل إجراءات العمل اإلداري وسرعة إنجازه
بعيدًا عن االجتهادات الشخصية في التفسير الخاص باألنظمة والتعليمات (. )29
تظهر الشفافية مصداقية اإلدارة أمام الحكومة والرأي العام ،من خالل انتهاج الصدق في -4
أعمالها واإلعالن عن نشاطها وأهدافها ومصادر تمويلها وفتح أبواب اإلدارة أمام الشعب ،إذ
تزداد جودة العمل وتقل فرص الفساد كلما توافرت عناصر المكاشفة والوضوح وبعكسه
تغيب عند وجود التعتيم من اإلدارة ألعمالها.
تهدف الشفافية على دعم مبدأ المشروعية الذي يعني (خضوع الحكام والمحكومين كافة لحكم -5
القانون) ،وتفعيله والمحافظة عليه من التجاوزات ،إذ أن توافر المعلومات لدى األفراد عن
الكيفية التي تصدر بها القرارات يقلص من الفرص التي قد تنتهزها الحكومة إلصدار قوانين
وقرارات تمس بهم.
تساعد للشفافية في اختيار القيادات التي تتولى قيادة اإلدارة والحرص على تمتع هذه القيادات -6
بالموضوعية واالنتماء ،وأن تهدف في عملها إلى تحقيق الصالح العام .
تعمل الشفافية في نجاح خطة التطوير والتغيرات التي تسعى إلى تحقيقها اإلدارة؛ إذ تعمل -7
الشفافية على وضوح وعالنية آليات العمل والتأكيد على أن الغرض األساس من التغيير هو
تحقيق مصلحة اإلدارة واألفراد المتعاملين معها .
تمثل الشفافية وسيلة لفرض الرقابة الذاتية ،إذ أن الهيئات اإلدارية التي تطبق الشفافية يتمتع -8
موظفوها بحرية اكثر أثناء أدائهم لمهامهم كونهم يكونون اعلم بنطاق صالحياتهم ومهامهم
مما يوفر للحكومة الوقت والجهد والمال.
ثانيًا :أشكال الشفافية :بسبب دخول الشفافية إلى المجاالت كافة وعدم اقتصار تطبيقها على
العمل اإلداري ظهرت أنواع مختلفة منها ،إذ قسمت الشفافية من قبل الدارسين على قسمين(:)30
وذلك بحسب وجهة نظر كل منهم ،القسم األول :يكون تبعًا لهيكلية اإلدارة والثاني :بحسب
طبيعتها وسنتولى بيان تفاصيل كل قسم فيما يلي-:
221
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
القسم األول :أشكال الشفافية وفقا لهيكلية اإلدارة :تقسم الشفافية تبعا للهيكلية التي تتكون منها
اإلدارة إلى(-: )31
الشفافية الداخلية :ويراد بها السلوكيات المتبعة داخل العمل اإلداري ،بغية توفير المناخ -1
التنظيمي من خالل التفاعل بين اإلدارة مع موظفيها بوضوح من دون وجود ادنى مستوى
للسرية وينتج عن ذلك مشاركتهم في صنع القرار ورسم السياسة الخاصة بها ويحقق نوعا
من الديمقراطية اإلدارية .وبالتالي يضمن تواتر المعلومات لألفراد والعاملين في اإلدارة على
حد سواء مع مراعاة تبني المساواة في التعامل مع األفراد .
الشفافية الخارجية :ويقصد بها العملية التنظيمية التي تربط اإلدارة بالمجتمع الخارجي -2
ويكون ذلك عن طريق قيام اإلدارة بنشر معلومات صحيحة ودقيقة عن خدماتها المقدمة،
وبيان ما يواجها من العقبات واإلخفاقات في أعمالها ،من خالل طرحها على الرأي العام
للمناقشة بأسلوب ديمقراطي يعزز عمل اإلدارة لدى المجتمع الخارجي ،وهذا األسلوب
يضمن تحقق حسن سير اإلدارة أوًال ومصلحة األفراد ثانيًا.
القسم الثاني :أنواع الشفافية حسب طبيعتها( -:)32ليست الشفافية على صورة واحدة بل منها ما
له طابع مقلد ومنها ما له طبيعة خادعة وأخرى ذات طابع انتقائي ولهذا قسم الدارسون الشفافية
من ناحية طبيعتها إلى-:
الشفافية المقلدة :وهي التي تطبق في مجال مغاير عن مجالها األصلي بشكل ال يتناسب مع -1
الطبيعة الخاصة بالعمل اإلداري وظروفها " ،كنقل شفافية القطاع الخاص إلى الحكومة أو
نقل الشفافية المطبقة في الحكومة إلى القطاع الخاص ".
الشفافية الخادعة :ويطلق عليها قسم من الفقه بالمؤدلجة ،وهي عكس الشفافية اإلبداعية -2
المتكاملة الحقيقية " وهي تعمل على تحقق مصالح وايدلوجية فئة معينة غالبا ما يكون هم
مصدرها والمصممين آللياتها ،وليس المستفيد منها أو المطلع على إنتاجها ".
الشفافية االنتقائية :وهي تعتمد أسلوب االنتقاء الجيد للنتائج مهما تواضعت وتبرزها بأسلوب -3
علني واضح ،وغالبا ما يرافقها حمالت إعالنية في حال إذا ما أدى تطبيقها إلى الوصول
لنتائج إيجابية عن طريق طرح األرقام واألحداث الخاصة بتطبيقها للمجتمع ،وذكر المبررات
في حال اإلخفاقات.
222
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الفرع الرابع
223
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
من ألجل بيان الشفافية بصورة واضحة البد من اإللمام بها من جوانبها جميعًا ،لذلك تحتم علينا
تناول أبعادها ومستوياتها وهذا ما سنبينه في هذا الفرع بتقسيمه على فقرتين :نوضح في األولى
أبعاد الشفافية ،ونكرس الثانية :لبيان مستوياتها.
أوًال :أبعاد الشفافية ( -: )34تظهر أبعاد الشفافية من خالل انعكاس تطبيقها على أداء اإلدارة وآلية
اتـخاذ القرارات فيها ،والسيما القرارات التي تعنى بحقوق اإلنسان ،إذ يجب على اإلدارة االلتزام
بالشفافية لضمان توافق أدائها مع التشريعات القانونية ،وأهم هذه األبعاد الذي تؤثر في تطبيقها
هي(-: )35
البعد التشريعي -:ويقوم هذا البعد على وضع حدود معينة لمتطلبات الشفافية من خالل -1
تحديث وتعديل التشريعات القانونية بما ينسجم مع التطورات التي تطرأ على الحياة العصرية
سواء كان على الصعيد التنظيم اإلداري أو السياسي أو االجتماعي ،ويكمن دور هذا البعد
في الكشف عن صور المخالفات التي تصدر عن اإلدارة وموظفيها والعمل على إيجاد سبل
لمعالجة هذه المخالفات بطرق سليمة وقانونية .وفرض الرقابة الالزمة لتنفيذ القوانين في
مؤسسات الدولة كافة مع ضرورة نشرها لغرض اطالع المجتمع عليها.
البعد األخالقي -:يعد البعد األخالقي مهما عند تطبيق مبدأ الشفافية ،إذ ينبع من قيم ومبادئ -2
مترسخة لديهم ،تبعد الموظفين عن المخالفات ،وتقل نسب الفساد كلما تعمقت تلك القيم
األخالقية لدى العاملين وينشأ لديهم مبدأ ال يقبل المفاوضة وهو االلتزام بالقانون والذي يمثل
بحد ذاته قيمة أخالقية.
البعد المهني -:ويقصد به وجود نظام عمل داخلي يبين عمل كل موظف داخل اإلدارة يكون -3
بمثابة المرشد لهم في أداءه أعمالهم ،بما يحقق سرعة في اإلنجاز وزيادة في إنتاجية العمل
من خالل تبني السلوك المهني السليم القائم على الصدق والنزاهة والحياد وغيرها من معايير
السلوك الوظيفي الصحيح.
ثانيًا :مستويات الشفافية( :)36تبنى مستويات الشفافية على مجموعة من اإلجراءات الخاصة التي
تتخذها اإلدارة لغرض تسيير وتنظيم أعمالها وتحدد هذه المستويات مقدار الكفاءة في تطبيق
الشفافية أثناء مراحل إصدار القرارات ابتداًء من مرحلتها األولى األعمال التحضيرية وانتهاًء
بالمرحلة األخيرة بنشرها في الجريدة الرسمية لغرض اطالعهم الجمهور عليها مما يسهم في
تطبيق الحكم الرشيد بالشكل الصحيح في العمل اإلداري ،وتقسم هذه المستويات إلى قسمين:
أولهما :المستوى الذاتي ،وثانيهما :المستوى الشمولي؛ وسنتولى توضيحهما وفًق لما يلي-:
224
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
المستوى الذاتي -:يشمل هذا المستوى تحديد مجموعة من اإلجراءات تتعلق بالموظفين -1
والعاملين في اإلدارة ويمكن حصر هذه اإلجراءات باآلتي-:
اختيار الموظفين يكون وفق أسس ومعايير الكفاءة والجدارة والخبرة بعيدا عن المحسوبية أ-
والمنسوبية والواسطة ،فضًال عن قيام اإلدارة بدخال الموظفين بدورات توعوية تتضمن
تذكيرهم بقواعد العمل وطبيعته وتوضيح المهام التي تقوم بها اإلدارة والخدمات التي تقدمها
للمواطنين.
تنمية روح الفريق الواحد لدى العاملين وتشجيعهم على االلتزام به مع ضرورة أن تكون ب-
التعيينات والترقيات وفقا لمبدأ الكفاءة مع خضوعها للرقابة والمراجعة من األجهزة المختصة
لضمان االلتزام بالشفافية.
التأكيد على العمل بمبدأ المساءلة وأدواته وضع إعالنات تثبت فيها جميع المراحل الخاصة ج-
بإنجاز المعامالت والرسوم الواجب دفعها.
جراء تقييم شامل لألداء اإلدارة وعلى جميع المستويات . ح-
-2المستوى الشمولي -:ويتطلب هذا المستوى مجموعة من اإلجراءات التي يجب على اإلدارة
العمل وفقًا لها وتشمل(-:)37
العمل على تحديث وتعديل تشريعات الدولة وفقًا للتطور الحاصل في الحياة في كال القطاعين أ-
العام والخاص ووضعها في متناول الجميع من أجل التحول إلى "دولة المؤسسات".
عقد لقاءات واجتماعات دورية بين أجهزة اإلدارة المركزية وأجهزة الرقابة على أن تعم هذه ب-
اللقاءات واالجتماعات بروح الحوار والمشاركة ومحاولة االبتعاد عن فلسفة التوجيه المباشر
على أن تعرض نتائجها على الجمهور
تفعيل دور منظمات المجتمع المدني وأجهزة المراقبة بأنواعها المختلفة المالية والرقابية ج-
والمحاسبية وجراء تقييم ألداء القيادات اإلدارية العليا.
وبإيجاز شديد يمكن القول :إن مبدأ الشفافية أضحى من أهم المبادئ التي يجب أتباعها للحد
من الفساد اإلداري كونها تؤدي عالنيات المعلومات الخاصة بأعمال اإلدارة وتزيل الغموض
والسرية ،وتسهل عمل الجهات الرقابية عن طريق توفير ما تحتاجه هذه الجهات من أمور
إثباتية للقيام بمهامها على الوجه األكمل وتحقيق الغاية األساسية في محاربة الفساد اإلداري
والقضاء على أثاره ،وتمنح األفراد حرية االطالع على القرارات التي تصدرها اإلدارة
والتي تمس حقوقهم األساسية وتتيح لهم حق االعتراض عليها من قبلهم كونها تكون معلنة
225
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
للكل ،لذلك فإن تطبيق الشفافية أصبح ضرورة الزمة،إذ أنها تعمل على ضمان سير العمل
اإلداري بانتظام واستمرار.
المطلب الثاني
متطلبات ومعوقات تطبيق الشفافية
The second requirement
Requirements and constraints of applying transparency
تحتاج الشفافية مجموعة من المتطلبات تعمل على تثبيت العمليات اإلدارية على نهج واحد،
إَّال أنها قد توجها أثناء تطبيقها عدد من المشاكل والمعوقات التي تؤثر على سير العمل
الوظيفي مما يتطلب تجاوزها للوصول إلى تطبيق سليم لمبدأ لشفافية .ولغرض توضيح هذه
المتطلبات والمعوقات سنقوم بتسليط الضوء عليها في هذا المطلب من خالل تقسيمه على
فرعين :نخصص األول :لبيان متطلبات الشفافية ومعوقاتها ،وفي المطلب الثاني سنوضح
أساليبها وإجراءاتها التي تتبعها للحد من الفساد اإلداري .
الفرع األول
متطلبات الشفافية ومعوقاتها
The First branch
Transparency requirements and constraints
إن األخذ مبدأ الشفافية يقتضي منا التعرف أوًال :على متطلبات تطبيقها ،وكذلك التعرف على
المعوقات التي تواجه هذا التطبيق ،من أجل اإللمام بهذا الموضوع ذلك سنقسم هذا الفرع على
فقرتين :نوضح في األولى :متطلبات الشفافية ،ونبحث في الثانية :أهم المعوقات التي تواجهه وفقًا
اآلتي-:
أوًال :متطلبات الشفافية :يؤدي تطبيق الشفافية إلى تحقيق فوائد كثيرة في مجاالت شتى من حياة
األنسان ،كونها تعزز أهداف اإلدارة التنموية للمجتمع وتحمي حقوق األفراد وتنمي الديمقراطية
في العمل اإلداري ،ولكي تحقق اإلدارة أهدافها البد من توافر مجموعة من المتطلبات ويمكن
إجمال هذه المتطلبات بما يلي(-:)38
226
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
تهيئة الوسائل العملية األزمة لتطبيق الشفافية في الوقت الصحيح لغرض تحقيق الهدف الذي -1
يسعى إلى تحقيقه المشرع من خالل سنه لهذه النصوص القانونية.
االعتماد على مفاهيم اإلدارة الخاصة بالجودة الشاملة من خالل الحث على تحسين وتطوير -2
األنظمة واللوائح واإلجراءات اإلدارية بصورة مستمرة.
تمكين الموظف من ممارسته للعمل اإلداري بمختلف أنواعه ودرجاته من خالل تشجيع -3
سياسة "الدوران الوظيفي" التي تعني عدم استمرار الموظفين (خاصة في المراكز العليا) في
الموقع اإلداري مدة طويلة (.)39
ضرورة العمل على وجود سياسة واضحة لإلدارة وقواعد قانونية تسمح بتطبيق الشفافية ،من -4
خالل تعزيز مبدأ الديمقراطية المجتمعية التي تضمن صحة اإلجراءات القانونية المتبعة في
الوصول للمعلومات والحصول عليها من قبل المستفيدين.
التقليل من مظاهر البيروقراطية( ،)40ويكون ذلك بإضافة الصفة المهنية على الخدمة المدنية -5
والحث على ضرورة االلتزام بأخالقيات الوظيفة من اجل تحقيق هدف اإلدارة األسمى والذي
يتمثل بإشباع الحاجات المحلية للمجتمع(.)41
ثانيًا :معوقات الشفافية( :)42تواجه اإلدارة قسم من المعوقات اثناء تطبيق الشفافية ،ولغرض
التخلص من هذه العقبات التطبيقية البد من إعطاء شرح عن ماهية هذه المعوقات ليتسنى وضع
الحلول المثلى للقضاء عليها و يمكن أجمالها بما يأتي-:
توضيح األهداف التي تسعى اإلدارة لتحقيقها وشرح برامجها وفلسفة عملها وفسح المجال -1
أمام الجمهور بالمشاركة فيها وأبداء أراءهم حولها.
227
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
السماح لألفراد باالطالع على معلومات واضحة ودقيقة خاصة بخطط اإلدارة والنظام -2
اإلداري وهيكل اإلدارة التنظيمي وكذلك التعريف بقانون الخدمة الخاص بالموظفين وميزانية
اإلدارة وعالقاتها.
إعادة صياغة األنظمة والقوانين الداخلية الخاصة باإلدارة ،المتعلقة باألبعاد التنظيمية -3
واإلدارية وتعريف الموظفين بواجباته وحقوقه لغرض إعطاءه صورة واضحة عن اإلدارة
وكيفية سير العمل فيها لضمان تحقيق اكبر قدر ممكن من الشفافية للوصول إلى الديمقراطية
الصحيحة والقضاء على ظاهرة النفاق اإلداري.
العمل على ربط مبدأ الشفافية بالقيم الدينية وعد إخفاء المعلومات وعدم اإلفصاح وعدم -4
الوضوح مخالفة للتعاليم والقيم السماوية التي نادت بها األديان.
تعزيز روح العمل كفريق واحد في اإلدارة وربط مصالح األفراد بمصالح اإلدارة العامة .وقد -5
حدد قسم من الدارسين مجموعة من السلوكيات والممارسات التي يجب على اإلدارة
مراعاتها لتحقيق مبدأ الشفافية منها-:
التخلص من السرية في اطار العمل اإلداري وجوب احترام خصوصيات األفراد وحقوقهم. أ-
توفير قنوات خاصة تضطلع بمهمة تسهيل االتصال بين الموظفين والمجتمع الذي يعيشون ب-
فيه.
اختيار القيادات اإلدارية على أساس "مبدأ الكفاءة والجدارة" .وإلزامهم بتباع بأخالقيات ت-
الوظيفة وقيمها وبما يعزز بناء أنظمة النزاهة والشفافية .وإتاحة المعلومات عن العمل
اإلداري للجميع.
إدخال تكنولوجيا المعلومات على العمل اإلداري وتوظيف نظم المعلومات المتطورة لدعم ث-
االنفتاح الذي يعمل على تحسين الفاعلية .
228
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الفرع الثاني
إن تطبيق مبدأ الشفافية يتطلب تحديث أساليب العمل اإلداري ،إذ تعمل هذه األساليب على ضمان
سير الشفافية باالتجاه الصحيح ،وتصحيح مسارها في حال خروجها عن المتطلبات واألهداف
الخاصة بها هذا ما سنوضحه في هذا الفرع بفقرتين :نبحث في األولى أساليب وإجراءات
الشفافية ،وفي الثانية نبين :السبل الواجب اتباعها لدعمها لغرض الوقاية من الفساد اإلداري.
من المعروف أن الشفافية تهدف إلى وضوح وعالنية أعمال اإلدارة وضمان حق األفراد في
االعتراض على كل ما هو مظلم ومعتم بالعمل اإلداري ،وبذلك فهي تنسجم مع تطور اإلدارة
ومدى مسايرتها لروح العصر ولهذا فهناك عدد من األساليب واإلجراءات التي يجب على اإلدارة
اتباعها لغرض ضمان تحقيق الشفافية ألهدافها وتتمثل بـ(-:)44
أنشاء قضاء محايد ومستقل يعمل على الموازنة بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة، -1
مع ضرورة الحفاظ على الحقوق األساسية للمجتمع.
إصدار التشريعات الخاصة بالحد من الفساد اإلداري وتضمينها المزيد من الشفافية وإيجاد -2
سبل المثلى لتطوير آليات تطبيق هذه التشريعات من الحكومة.
تعزيز دور أجهزة الرقابة مثل ديوان الرقابة المالية ودائرة المفتش العام في مختلف -3
الوزارات ،وعدم إعطاء الفرصة ألي شخص إساءة استعمال السلطة أو التالعب بالوظيفة
العامة.
تفعيل دور هيئة النزاهة للتصدي للمظاهر الفساد كلها ورصد المخالفات االنضباطية -4
المرتبطة بالفساد ،ودعم آليات المصارحة والمكاشفة ونشر المعلومات المتعلقة المناقصات
والمزايدات وفقًا للقوانين النافذ وضمان حق األفراد لالستفسار.
229
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
ضرورة المحافظة على المعلومات والبيانات ذات األهمية الخاصة وإفصاحها للمواطن بعد -5
مدة معينة تحدد بقانون كون أن أخطار اإلفشاء قد تفوق في اغلب األحيان مصلحة المواطن.
ثانيًا :الطرق الواجب اتباعها لدعم الشفافية للحد من الفساد اإلداري-:
هناك مجموعة من اإلجراءات تهدف لدعم الشفافية وخلق مجتمع واعي بأهميتها يعمل للتخلص
من الفساد اإلداري لضمان حقوقه وتحقيق المصلحة العامة ومن أجل ذلك وضعت عدة سبل
يجب على اإلدارة األخذ بها وااللتزام بها لتحقيق الشفافية بصورة صحيحة ومتكاملة ويمكن
إيجاز هذه السبل بما يلي(-: )45
تعديل نصوص القانون المتعلقة بالحد من الفساد بجانبيها اإلداري والجنائي. -1
تشجيع الموظف باإلبالغ عن الفساد اإلداري في السلك الوظيفي. -2
وضع الخطط لكشف المعلومات خاصة بمحاوالت الفساد ويتم ذلك عن طريق هيئات تشكل -3
لهذا الغرض.
اختيار الموظفون لشغل الوظائف العمومية والترشيح لها عن طريق اتباع اإلجراءات التي -4
رسمها القانون وإعالنها للجمهور وبما يحقق مبدأ الشفافية ،وليس عن طريق بيع الدرجات
الوظيفة .
-5الزام الموظفون بالتقيد بواجبات الوظيفة العامة التي نص عليها قانون انضباط موظفي الدولة
رقم( )14لسنة 1991المعدل.
المطلب الثالث
سنبحث في هذا المطلب تجربة قسم من الدول في تطبيق مبدأ الشفافية والنتائج التي وصلت إليها
بعد التطبيق ،وكذلك دورها في الوقاية من الفساد اإلداري .هذا ما نبحثه في هذا المطلب بتقسيمه
230
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الى فرعين :سنبحث في األول :تجربة الدول في تطبيق الشفافية ،وسنخصص الثاني :لبيان دور
الشفافية للحد من الفساد اإلداري .
الفرع األول
تجارب الدول في تطبيق الشفافية
The First branch
Countries' experiences in applying transparency
إن مبدأ الشفافية بعد أن نصت عليها المواثيق والمعاهدات واالتفاقيات الدولية الشارعة (،)46فإنه
أصبح ملزم للدول األطراف في االتفاقيات أن تضمن قوانينها الداخلية نصوص تقلل من سيطرة
الحكومة على المعلومات والبيانات المتعلقة بأعمالها ،وتسمح للشعب باالطالع عليها ،إن ظهور
مبدأ الشفافية كنظام جديد لغرض تسيير العمل في المؤسسات أدى إلى اهتمام الدول وبشكل
متزايد في الحرص على تطبيق نظام الحوكمة ومبادئه ومعاييره من ضمن أولوياتهم في أداء
عمل المؤسسات .ومن ابرز التجارب ،التجربة األمريكية واألوربية وهناك تجارب جديدة
ومبتدئة على الصعيد الدول العربية من أهمها التجربة األردنية .ولغرض التعرف على تفاصيل
هذه التجارب سنسلط الضوء على تجارب هذه الدول في مجال الشفافية ودورها في الوقاية من
الفساد اإلداري ،وذلك من خالل تقسيم هذا الفرع إلى عدة فقرات حسب التفصيل اآلتي-:
بين تقرير حرية األعالم الصادر من الكونغرس األمريكي في عام 1976أهمية الشفافية؛
عندما نص على " إن سلطة التكتم على حقائق الحكومة ماهي إال سلطة لتدمير لتلك الحكومة"
كون أن إتاحة هذه المعلومات في المجتمع األمريكي تعد من األمور التي يؤمن بجدواها الشعب
قبل الحكومة ويجب أن تطبق على كافة المجاالت سواء كانت تنموية أو اقتصادية أو اجتماعية أو
تقنية ،وكل ذلك يعزز من تصحيح مسار العمل الحكومي كون ذلك يحميها من ارتكاب األخطاء
عن طريق حرصها على العمل بصورة صحيحة لكسب رضا الجمهور ،وبعد التجربة التي
عاشتها الواليات المتحدة األمريكية في ثمانينيات القرن الماضي مع الفساد ،مما دفعها إلى قيادة
حملة إصالحية ضد الفساد اإلداري أساسها وضع معايير الشفافية موضع التنفيذ(، )48إذ حرصت
على تفعيل عمل الجهات الرقابية واألشراف على شفافية المعلومات التي تصدر عن المؤسسات،
وعزز من قوة تطبيق مبادئ الشفافية التطور التكنولوجي عندما الزمت المؤسسات بفتح بوابات
231
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
اإللكترونية يكون التعامل من خالل البريد اإللكتروني ،وهذه الخطوة تعد من العوامل المهمة في
نجاح تطبيق الشفافية في أمريكا وكان الهدف من ورائها تقليل التعامل بين الموظفين واألفراد من
أجل حماية الموظف من الفساد ،فضًال عن حماي حقوق األفراد وحقوقهم ،ومن الجدير بالذكر أن
في الخطوة المهمة لتطبيق الشفافية في الواليات المتحدة األمريكية تمثلت بقيام لجنة ((COSO
()49
عام 1987بإصدار تقرير احتوى على توصيات خاصة تحث على تطبيق الشفافية في المؤسسات
لغرض منع التالعب والغش في إعداد قوائمها المالية عن طريق تدعيم أنظمة الرقابة الداخلية
وتعزيز وظيفة المراجعة بنوعيها الداخلي والخارجي،وقد نالت ثالث قوانين رئيسية أهمية خاصة
في الواليات المتحدة األمريكية وذلك لدورها الكبير في إرساء مبدأ الشفافية وهي(-:)50
أوًال" -:قانون الخصوصية "1974وهو القانون الذي يحمي الحرية الفردية عن طريق عدم جواز
تعديل السجالت إال بطلب من أصحابه.
ثانيًا" -:القانون الفيدرالي إلدارة أمن المعلومات"2002حدد هذا القانون مسؤوليات أنشاء وتقييم
امن المعلومات ومراقبة سياسات العمل في الوكاالت االتحادية .
ثالثًا" -:قانون حرية المعلومات :"2005والذي نص على حق المواطنين في الحصول على
المعلومات في أي وقت يريدونه وجعل السجالت الخاصة بالحكومة في متناول الرأي العام وُأِقر
بموجب األمر التنفيذي( )13392في /14كانون األول. 2005/
ونالحظ أن الواليات المتحدة بعد تطبيق نظام الشفافية بداء مؤشر الفساد فيها باالرتفاع فبعد أن
كان ( )73درجة عام ،2012أصبح( )76درجة عام ،2014واصبح ( )78عام ،2015وبذلك
احتلت الواليات المتحدة المركز( )17من بين ( )168دولة (.)51
بذل االتحاد األوربي جهود كبيرة لمحاربة الفساد اإلداري فقد اختار عام ،1992فريقًا خاصًا
مهمة إيجاد الوسائل المناسبة للحد من الفساد اإلداري ،ومن ثم إنشاء أول منظمة غير حكومية
تكافح الفساد اإلداري(منظمة الشفافية الدولية) عام ،1993وفي عام ،1996اقر االتحاد األوربي
برتوكول معالجة الفساد اإلداري العالي ،وفي عام ،1997صدر إعالن هيئة االمم المتحدة
للمكافحة الفساد والرشوة ،وإن من أهم الدول في القارة األوربية التي أخذت بتطبيق مبادئ
الشفافية كانت المملكة المتحدة .إذ ظهرت الشفافية في بريطانيا بشكل بطئ كون المبدأ السائد في
بريطانيا هو ضرورة األخذ بالسرية فيما يخص عمل اإلدارة وأنشطتها ،وهذا األسلوب وهو جزء
من الثقافة السائدة فيها بسبب المنافسة ،ولكن هذا األسلوب أدى إلى مشاكل كثيرة واجهت
232
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
المؤسسات الخاصة بسبب إخفائها للمعلومات المالية عن المساهمين ،مما أدى إلى تفشي الفساد
بشكل كبيرة داخلها ،مما تطلب أعادة توفير الثقة بهذه المؤسسات من خالل وجود أجراء فعلي
وحقيقي للمعالجة هذه المشاكل تمثل بالشفافية وكان نتيجة هذا العمل صدر قانون "تداول
المعلومات "في عام 2000والذي تم تفعيله في عام ،2005وتضمن القانون إعطاء الحق لجميع
األفراد في تقديم طلب للحصول على معلومات خاصة بأكثر من ( )100000جهة حكومية على
أن ال يتعدى تزويد األفراد بالمعلومات مدة ( )20يومًا باستثناء المعلومات التي تستلزم أعدادها
اكثر من هذه المدة ،وحددت الحكومة رسوم على هذه الطلبات وهي( 600جنية إسترليني) بالنسبة
لمعلومات األجهزة الحكومية ،و( 450جنيه إسترليني) لمعلومات الهيئات المحلية ،وأورد القانون
ثالث استثناءات على حرية المواطنين في الحصول على المعلومات وهي" :السجالت الخاصة
بالمحاكم ،معلومات الحياة الشخصية للفرد ،المعلومات الخاصة باألمن والدفاع"(.)53
ونالحظ أن الملكة المتحدة بعد تطبيق نظام الحوكمة بداء مؤشر الفساد فيها باالرتفاع فبعد أن
كان ( )74درجة عام ،2012أصبح( )78درجة عام ،2014واصبح ( )81عام ،2015وبذلك
احتلت المملكة المتحدة المركز( )12من بين ( )168دولة.
يعد تطبيق مبدأ الشفافية حديث نسبيًا في الدول العربية ويرجع ذلك إلى عدم اكتمال الجوانب
النظرية له على المستويين القانوني واالقتصادي على حٍد سواء ،ولكن كانت هناك محاوالت
للدول العربية في تطبيقه ،إذ بادرت قسم من هذه الدول إلى إصدار تشريعات تتضمن العمل
بمبادئ الشفافية ومعاييرها رغبة منها في مواكبة التطور الحاصل على المستوى الدولي والقائم
على أساس اعتماد الشفافية في تسيير أعمال اإلدارة ،من الدول العربية التي اعتمدت على
الشفافية للحد من الفساد اإلداري األردن فقام بتأسيس هيئة مستقلة معنية بمكافحة الفساد والوقاية
"هيئة مكافحة الفساد" على ضوء المادة ( )13من اتفاقية األمم المتحدة وهذا تأكيد ضمني على
ضرورة األخذ بهذا المبدأ ،إذ أن اُألردن قد صادق على هذه االتفاقية بالقانون المرقم( )28لسنة
، 2004وبعد هذه المصادقة أصدر اُألردن قانون "هيئة مكافحة الفساد" بالرقم( )62لسنة 2006
وبين القانون أهداف ومهام الهيئة وحدد األفعال التي تعد من قبيل الفساد ،ومن المهام التي تدخل
ضمن تطبيق مبدأ الشفافية هو الزام الهيئة بتوفير الحماية لألفراد والموظفين الذين يقومون
بالتبليغ عن قضايا الفساد ،وكذلك منح الهيئة صالحيات إيقاف أي عمل قانوني به شبهات فساد ،
وجرى تعديل هذا القانون بموجب القانون رقم ( 16لسنة )2014والذي أضاف جرائم غسيل
233
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
األموال والكسب غير المشروع إلى أفعال الفساد المجرمة والواردة في المادة ( )5من القانون
رقم ( )62لسنة 2006سالف الذكر وتوالت التعديالت الواردة على هذا القانون حتى انتهت
بالقانون رقم ( )13لسنة 2016الذي غير تسمية الهيئة إلى "قانون النزاهة ومكافحة الفساد"(، )54
وحدد القانون األهداف التي تسعى الهيئة لتحقيقها والمتمثلة بما يلي-:
وضع خطط فاعلة للحد من الفساد والعمل على تنفيذها من خالل التنسيق مع الجهات -1
المختصة بمكافحة الفساد للوقاية منه .
البحث والتحري عن مواطن الفساد اإلداري والمالي والقضاء على ظاهرة الواسطة -2
والمحسوبية في العمل الحكومية كونها تسبب هدر بالمال العام اعتداءا على حقوق الغير.
عدم ترك مرتكبي أفعال الفساد بدون عقاب ومالحقة مثل الحجز على أموالهم المنقولة وغير -3
المنقولة ومنعهم من الخروج من البلد وغيرها من اإلجراءات المقيدة له والرادعة لغيره .
تفعيل مبدأ المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص بين المواطنين(. )55 -4
وبسبب هذه اإلجراءات الوقاية التي اتخذتها حكومة المملكة فقد تغير ترتيبها حسب تقرير منظمة
الشفافية لعام ، 2017إذ احتلت المرتبة ( )59من بين( )180دولة وذلك بحصولها على ()48
نقطة من مجموع( )100نقطة ،وهي بذلك تكون من افضل البلدان العربية التي نجحت في الحد
من الفساد .
أصبح موضوع القضاء على الفساد اإلداري في العراق من األولويات التي تضعها أي حكومة
في برنامجها وتعمل على تفعيله والغرض من ذلك هو الحفاظ على ثروات البلد وتسخيرها لخدمة
المواطنين وبناء مجتمع يقوم على القيم الخلقية السامية ،ولذك فقد تعددت الجهات التي تعمل على
الوقاية من الفساد عن طريق تفعيل آليات الشفافية للوصول إلى حكم رشيد وعادل ،ومن أول
المؤسسات التي عملت على ذلك ديوان الرقابة المالية الذي يعد اقدم واعرق جهة رقابية ،إذ ُأِس َس
بموجب القانون (رقم 17لسنة )1927بصفة مؤسسة تتمتع بشخصية معنوية ومستقلة ماليًا وإداريا
.وبعد صدور قانون إدارة الدولة للمرحلة االنتقالية لسنة 2004والذي ُعد بمثابة دستور مؤقت
للعراق استحدث عدة جهات رقابية تعمل على الكشف عن الفساد منها "هيئة النزاهة ومكتب
المفتش العام" اللتان أنشئتا بأوامر سلطة االئتالف المرقمة ( 55و،)56( ،)57وبعد بدء العمل
234
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
بالدستور الحالي لسنة 2005تغيرت تسمية المفوضية إلى "هيئة النزاهة" أستنادًا الى نص المادة(
)102من الدستور ،والذي عدها من الهيئات المستقلة ماليًا وإداريًا ،وصدر على أثر ذلك قانون
هيئة النزاهة (رقم30لسنة )2011والذي نص على أن وظيفة الهيئة هي التحقيق في جرائم الفساد
اإلداري (.)57ونالحظ أن العراق بسبب الوضع األمني فإن مؤشر الفساد فيها اخذ بالهبوط
بشكل غير متوقع فبعد أن كان ( )73درجة عام ،2012أصبح( )16درجة عام ،2014واصبح
( )16عام ،2015وبذلك احتلت العراق المركز( )161من بين ( )168دولة ،وبدورنا ندعوا
المشرع العراقي إلى سرعة تشريع قوانين الخاصة بالشفافية ألن من غير المقبول أن البلد الذي
علم العالم الكتابة وسن القوانين يكون من اشهر البلدان فسادًا.
الفرع الثاني
تلعب الشفافية دورًا بارزًا في اتخاذ القرارات اإلدارية الصحيحة والرشيدة التي تعود على الجهاز
اإلداري بالنفع الن المراجعة الدورية للقوانين واألنظمة ومعاصرتها للمستجدات العصرية
والمرجعية العلمية تعود بدائل منطقية لصناع القرار والمنظومة اإلدارية وتحقق لها النجاح
واالستمرارية،أما مجال الشفافية فهو ال ينحصر في المجال الموضعي فقط بل يتجاوزه إلى
ميادين الحياة األخرى ،وبذلك تكون الشفافية حاملة لمضامين االنفتاح وأساليب االتصال...فهي
تسعى إلى رقابة العمل وكيفية مزاولته وتقويمه وتصحيحه ،باعتبارها ذات اتصال وطيد
بالمساءلة الفعالة والمحاسبة الدقيقة والنزيهة ،كما أنها تحمل في طياتها أساليب التواصل الفعال
ما بين المواطنين وما بين من يسهر ويعمل على صنع القرار سعيا إلى تعزيز ثقة المواطنين في
القرارات الصادرة من مختلف مؤسسات الدولة ،وإن الشفافية تسهم باختيار الطاقات والكفاءات
البشرية المؤهلة في المنظومة اإلدارية بسبب وضوح طرق قوانين التعيين التي تعتمد على
المنافسة وتقلل في الوقت ذاته من إمكانية اللجوء إلى الرشوة والمحسوبية والمحاباة في تعيين
الموظف ومن جانب آخر تحفز الشفافية اإلدارة على التطور ومسايرة العصر التكنولوجي في
235
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
تقديم افضل الخدمات للمتلقين والتي من شأنها تغيير الثقافة التنظيمية السائدة ،والشفافية في كل
أعمالها تلتزم بمقتضيات النظام الديمقراطي في احترام تام لحقوق اإلنسان ،ناهيك على أنها
تهدف إلى إصالح اإلدارة ومحاربة الفساد وكشف المفسدين .يبدو أن مفهوم الشفافية مرتبط
ارتباطًا وثيقًا بمفهوم المساءلة واإلصالح والمحاسبة فبقدر ما نحقق اإلصالح والمساءلة ونكافح
الفساد والمفسدين نكون أقرب ألي بناء مجتمع الشفافية الذي يحلم به كل المخلصين من أبناء البلد.
ولهذا تعد الشفافية أداة فعالة في الحد من الفساد ومعالجة أسبابه فهي تسعى إلى تقديم المعلومات
الصحيحة إلى كل من يطلبها من دون تفضيل أو تمييز .وهي تخلق لدى الموظفين اتجاهات
تنافسية إيجابية تدفعهم لتقديم خدمات ذات جودة عالية تقوم على الوضوح وخالية من الروتين
وتؤدي الشفافية إلى التقليل من احتكار الصالحيات الواسعة لفئة معينة من الموظفين ،ومن ثم
تشجع المبادرات الشخصية ضمن قواعد العمل وأنظمته الستغالل المهارات البشرية المتوفرة بما
يؤدي ذلك إلى اختيار القيادات اإلدارية ذات النزاهة واألمانة والموضوعية واالنتماء والوالء
لإلدارة والصالح العام ،فهي تهدف على تحقيق المصلحة العامة الن غيابها في التشريعات
والتنظيمات المعمول بها أو تعقيد هذه األخيرة وعدم وضوحها يعد سببا رئيسيا لالجتهادات
الشخصية والتفسيرات التي يتبناها الموظفون العموميون لتحقيق مصالحهم الخاصة ،كما أنها
تتيح للموظفين في الدولة باالستقاللية أكثر أثناء قيامهم بأداء واجباتهم الوظيفية مما يعزز الرقابة
الذاتية بدًال من الرقابة اإلدارية المستمرة وهو ما يجعل قرارات الموظفين أكثر مصداقية ،وهي
كذلك تتجنب كل ما يمكن أن يؤدي إلى الخطأ أو تكراره وإعادة ارتكابه ،وهناك عدة أساليب
وإجراءات للشفافية للوقاية من الفساد في المؤسسات السياسية واالقتصادية في الدولة ،ونبرز
أهمها فيما يلي - :
دعم وتطوير النظام القانوني والجهاز القضائي بالمجتمع وذلك بتفعيل مواد القوانين -1
الموجودة والعمل على القيام بالدراسات المقارنة والتوصيات بإصدار قوانين جديدة بشأن
محاربة للفساد وتضمن المزيد من الشفافية وضرورة تطوير آليات واضحة يتم بمقتضاها
تطبيق تلك القوانين من خالل الجهاز القضائي الفعال .
تعزيز دور دوائر المفتش العام في المؤسسات المختلفة ،وذلك من خالل تنمية الممارسات -2
اإلدارية األخالقية وااللتزام بالقيم في أداء الوظائف المختلفة التي تقوم بها مؤسسات الدولة ،
وكذلك حاالت سوء استخدام السلطة والفساد اإلداري .
236
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
إنشاء هيئات مستقلة لمحاربة الفساد طالما تسمح قوانين الدولة بإنشاء مثل هذه المؤسسات -3
ومنحها الصالحيات التي تمكنها من القيام بمهامها وتوجيه االتهام للمسؤولين عن الفساد
اإلداري في المؤسسات ،فضًال عن تقديم النصح لرؤساء اإلدارات واألجهزة المختلفة فيما
يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على األداء المؤسسي التي يمكن أن تساعد في القضاء على وقوع
الفساد اإلداري مستقبًال .
تنمية القيم الدينية واالجتماعية والتركيز على البعد األخالقي في محاربة الفساد وذلك ألن -4
معظم حاالت الفساد تتم بسرية وبطرق عالية المهارة فيكون من الصعب وضع تشريعات
وقوانين تقضي على أنماط الفساد بصورة تامة في ظل هذه السرية واستغالل التقدم التقني في
تغطية الفساد ،فال شك أن القيم الدينية في جميع الديانات السماوية تدعو إلى الفضيلة
وااللتزام باألخالق في جميع نواحي السلوك البشري ،ويقوم جوهر تلك القيم على فرض
رقابة ذاتية على الفرد في كل أعماله ،ففي حال التزام كل فرد بهذه الرقابة الذاتية والتي تقوم
على الخوف من هللا سبحانه وتعالى فأن ذلك يعد األسلوب األمثل لمنع حدوث الفساد بكل
صوره وأنواعه .
تعزيز آليات المكاشفة والمصارحة من خالل التأكد على التزام موظفي القطاع الحكومي -5
بمسؤولياتهم عن نشر المعلومات للمواطنين عبر آليات منظمة قانونًا والرد على استفساراتهم
.وتبني برنامج لتنمية ثقافة حق المعرفة واالطالع وحق الحصول على البيانات والمعلومات
لدى الموظفين في كل ما يتعلق بمجتمعهم.
تمكين المستثمرين والمساهمين من اإلحاطة الفورية بحركة األسواق المالية واالطالع على -6
تقارير المراجعين في الوقت المناسب .تطبيق ضرورات األمن وأخطار اإلفشاء لحجب
المعلومات والبيانات التي قد تكون أهمية وصولها للمواطنين تفوق مخاطر إخفائها ،ونشر
المعلومات والوثائق السرية بعد فترة معينة محددة قانونًا .
237
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
خاتمة البحث
Conclusion
بعدما تناولنا دراسة الشفافية ومكوناتها يت&&بين لن&&ا إن ه&&ذا النظ&&ام أص&&بح من األنظم&&ة الم&&ؤثرة في
المجال اإلداري لما توفره من ضمانات لمواجهة األزمات التي تتعرض لها اإلدارة كونه&&ا س&&هلت
عملية الرقابة والسيما فيما يتعلق بتسيير الش&&ؤون اليومي&&ة لإلدارة وض&&مان الوص&&ول إلى الس&&بل
المثلى لتحقيق الصالح العام ومن خالل هذه الدراسة توصلنا إلى اهم النتائج والتوصيات اآلتية-:
أوًال :النتائج-:
على الرغم من وجود اختالف في التعريفات التي تناولت موضوع الشفافية والذي يرج&&ع إلى -1
اختالف الخلفية العلمية للفقهاء إال انهم اتفقوا على إن الحكم الرشيد هو النظام األفض&&ل لعم&&ل
اإلدارة في التخلص من الفساد اإلداري.
إن السبب الرئيس لظه&&ور الش&&فافية ه&&و مجموع&&ة من ح&&االت الفس&&اد الم&&الي واإلداري ال&&ذي -2
اجتاحت العالم وضرورة الحد منها عبر أتباع أساليب إدارية جديدة.
توفر الشفافية البيئة المالئمة للعمل اإلداري سواء فيما يتعلق باإلدارة أو الم&&وظفين إذ توض&&ح -3
لك&&ل منهم الواجب&&ات المنوط&&ة بهم من أج&&ل تحقي&&ق أه&&داف اإلدارة المتمثل&&ة بتق&&ديم الخ&&دمات
لإلفراد.
يساعد التطبيق السليم لنظام الشفافية على توزيع المسؤوليات في اإلدارة ويض&&من ذل&&ك تزاي&&د -4
الثقة بأعمال اإلدارة وتعمل على وضع الحلول المناسبة للمشكالت التي تتعرض لها اإلدارة.
ثانيًا :التوصيات التي ندعو لألخذ بها فهي-:
نأم&&ل من الحكوم&&ة العراقي&&ة الب&&دء بتط&&بيق نظ&&ام الش&&فافية في مفاص&&ل العم&&ل اإلداري كاف&&ة -1
لضمان التخلص من حاالت االنحراف والخلل التي تكون العائق األكبر ال&&ذي يح&&ول من دون
تحقيق غايات وأهداف اإلدارة.
يعد مبدأ الش&&فافية مب&&دأ جدي&&د التط&&بيق ،ومن أج&&ل ض&&مان معرف&&ة الجمي&&ع ب&&ه الب&&د من إقام&&ة -2
مؤتمرات ودورات لتعريف بماهية الشفافية وكيفية عمل آلياتها مما يوفر تطبيقًا سليمًا لها.
238
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
يجب تقنين مب&ادئ وآلي&ات العم&ل بالش&فافية وذل&ك لض&&مان س&هولة الرج&وع إليه&ا مم&ا ي&وفر -3
لإلدارة الوقت والجهد.
تشريع قوانين خاصة تعمل على توف&&ير البيئ&&ة المالئم&&ة لض&&مان تعميم قواع&د الش&&فافية ،إذ أن -4
تشريع هذه القوانين يمنح قواعد الشفافية قوة ملزمة وال تسمح ألح&&د مخالفته&&ا في كاف&&ة أقس&&ام
وإدارات مؤسسات القطاع العام.
نأمل من الحكومة العراقية العمل على توحيد المساعي العربية في مجال تطبيق الش&&فافية من -5
أجل وضع قوانين عربية مشتركة خاصة بالشفافية .
239
مجلة العلوم القانونية /كلية القانون -جامعة بغداد /العدد الخاص لبحوث مؤتمر فرع القانون العام المنعقد تحت
عنوان"االصالح الدستوري والمؤسساتي الواقع والمأمول " للمدة 14/11/2018-13
الهوامش
Margins
240
1
إبراهيم أنس وآخرون :المعجم الوسيط ،معجم اللغة ،ط ، 2ج ،2دار إحياء التراث العربي ،بيروت لبنان ص .484
فارس بن علوش بن بادي السبيعي :دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد اإلداري في القطاعات الحكومية ،أطروحة 2
دكتوراه ،جامعة نايف للعلوم األمنية ،كلية الدراسات العليا ،السعودية ،2010 ،ص.13
عصام احمد البهجي :الشفافية وأثرها في مكافحة الفساد اإلداري ،ط ،1دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ،2014 ،ص.15 3
االنتو ساي :هي منظمة غير حكومية مستقلة ومركزية تعمل على توفير الرقابة على المالية الخارجية العامة في اطار وهيكل 4
مؤسساتي لتبادل المعلومات والخبرات من اجل تطوير الرقابة المالية الحكومية على المستوى الدولي .ينظر موقع المنظمة الدولية
لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ar/about.us.htm/www.INTOSA
I.orgتاريخ آخر زيارة.22/3/2018
احمد الكردي :الشفافية اإلدارية ،مقالة منشورة في موقع المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية على شبكة المعلومات الدولية 5
منى أبو بكر الصديق :االلتزام بأعالم المستهلك عن المنتجات ،أطروحة دكتوراه ،مقدمة إلى كلية الحقوق ،جامعة المنصورة ، 9
مصر ،2011،ص.95
10وفاء حلمي أبو جميل :االلتزام بالتعاون دراسة تحليلية تأصيلية ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1993،ص101
إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة ورعد ناجي الجدة :النظرية العامة في القانون الدستوري والنظام الدستوري في 11
يجوز لهم التنازل عنها منها العيش بكرامة وحرية الرأي وغيرها من الحقوق .ينظر :هشام الهداجي :جون لوك ونظرية العقد
االجتماعي ،مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية ضمن موقع مؤسسة مؤمنون بال حدود للدراسات واألبحاث ،على الرابط
www.momion.com/articlesتاريخ الزيارة.4/2018/ 12
13إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة و رعد ناجي الجدة ،مصدر سابق ،ص.18
زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب :نظام الشورى في اإلسالم ونظم الديمقراطية المعاصرة ،مطبعة السعادة 1985 ،م ،ص.17 14
16يعقوب محمد المليجي :مبدأ الشورى في اإلسالم ،مؤسسة الثقافة الجامعية ،اإلسكندرية،بدون سنة طبع ،ص.93-83
احمد عصمت إبراهيم :السياسة الشرعية اإلسالمية ودورها في التنمية االقتصادية ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة 17
القاهرة ،1993،ص.45
18حمدي أمين عبد الهادي :الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن ،ط ،3دار الفكر العربي ،1979 ،ص.179
.5/4/2018
موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط https//:ar-wikipedia.orgتاريخ 21
الزيارة .5/4/2018
موقع األمم المتحدة اإللكتروني -حقوق األنسان -مكتب المفوض السامي منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط 22
نص الفقرة( 1و )2من المادة ( )32من الميثاق العربي لحقوق األنسان لعام.2004 25
26مؤشر الفساد-:وهو عبارة عن قاعدة بيانات خاصة بالمقارنة بين الدول تبين نسب انتشار الفساد حول العالم.
علي الراشدي :اإلدارة بالشفافية ،ط ، 1دار كنوز المعرفة ،عمان 2007 ،ص .321 27
النظام اإلداري المفتوح :ويقصد به النظام الذي يتأثر بالعوامل الخارجية والبيئة المحيطة به فيتبادل الطاقة والمواد المستعملة في 28
عملها مثال ذلك تبادل رؤوس األموال والخبرات والموارد البشرية ....للمزيد من التفاصيل عن الموضوع ينظر :دعاء نجار:
تعريف النظام ،مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية موقع موضوع على الرابط www.modoo.comتاريخ آخر زيارة
25/3/2018
29
Tiwari,A.N.,Transparency and Accountability in Administration,Orissa Review, 2004 , August,27-
31
محمد احمد محمد الحربي :درجة االلتزام بممارسة الشفافية اإلدارية لدى األقسام األكاديمية في كلية التربية بجامعة الملك سعود، 30
عبير مصلح :النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد ،إصدار االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة ،ط ،2أمان ،رام هللا، 33
،2010ص .16
فيحاء عبد الخالق و منهل مجيد العلي و أرسالن إبراهيم األفندي :دور الشفافية المحاسبية ومعايير اإلفصاح المحاسبي الدولي في 34
الحد من الفساد المالي (دراسة محاسبية تحليلية ) ،بحث منشور في مجلة بحوث مستقبلية ،تصدر عن مركز الدراسات المستقبلية
في كلية الحدباء الجامعة ،الموصل ،العدد ، 2009، 25ص61و62
أسماء يونس محمود و ناهدة إسماعيل الحمداني :مكافحة الفساد اإلداري باعتماد الشفافية في إطار المسؤولية االجتماعية ،دراسة 35
لعينة من المدراء في عدد من المنظمات اإلنتاجية في محافظة نينوى ،بحث منشور في مجلة تكريت للعلوم اإلدارية واالقتصادية ،
المجلد ،7العدد (خاص) ،2011 ،ص14
36أسماء يونس محمود وناهدة إسماعيل الحمداني ،مصدر سابق ،ص14
فارس بن علوش بن بادي السبيعي ،مصدر سابق ،ص.26 37
باسم العموش :السياسات الحكومية والسياسية ،نحو شفافية اردنيه ،مؤسسة األرشيف العربي ،عمان ، 2000 ،ص.69 39
البيروقراطية :هو مفهوم يستعمل في علم االجتماع والعلوم السياسية ويشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمع وفي القانون 40
اإلداري تعني الحكم بواسطة المكاتب...للمزيد من التفاصيل ينظر :موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني على شبكة المعلومات
الدولية على الرابط https:Wikipedia.com :تاريخ آخر زيارة.2/4/2018
عبد شخابنة :الشفافية في الخدمة المدنية (تجربة ديوان الرقابة والتقييس اإلداري) بدون دار نشر ،األردن ،1998،ص.334 41
علي الشيخ :الشفافية في الخدمة المدنية ،تجربة وزارة التنمية اإلدارية في تطوير القدير القدرة التنافسية في األردن – الجودة- 42
عمر رياض ومحمد اعمار ،الشفافية والمساءلة ،ورقة بحثية صادر عن موقع مركز الدراسات واألبحاث في القيم ،الرابطة 45
المتحدة للعلماء ،المملكة المغربية ،منشورة على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ?www.alqaim.ma/article.aspx
c=5581تاريخ آخر زيارة.11/4/2018
االتفاقيات الشارعة :وهي االتفاقيات التي تضع قواعد موضوعية عامة لتنظيم المصالح المشتركة بين األطراف وتكون مصدرا 46
من مصادر القانون الدولي مثالها ميثاق األمم المتحدة واتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار .للمزيد من التفاصيل ينظر :عبد العزيز
موسى شهاب :التفرقة بين االتفاقيات العقدية واالتفاقيات الشارعة ،مقالة منشورة على موقع راشيل كوري لحقوق األنسان على
شبكة المعلومات الدولية على الرابط. :www.rachiecenter.ps/news/php/action=viewتاريخ الزيارة19/4/2018
محمد مصطفى سليمان :دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد المالي واإلداري (دراسة مقارنة) ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية 47
األمريكية وهي( معهد المد راء الماليين ،معهد المحاسبين القانونيين األمريكيين ،معهد المدققين الداخليين ،معهد المحاسبين
اإلداريين ) الغرض منها تأكيد تحقيق المؤسسات للغرض الذي أنشئت ألجله اختصار لـ(committee of sponsoring
) organizationsللمزيد من التفاصيل عن هذه اللجنة ينظر :موقع بيت اإللكتروني متوفر في شبكة المعلومات الدولية على
الرابط :https//: m.bayt.comتاريخ آخر زيارة.15/1/2018
50احمد درويش :حرية تداول المعلومات في مصر ،مكتبة اإلسكندرية للنشر ،مصر ،2009،ص.75-74
ومنظمة الشفافية الدولية تقوم سنويًا بإصدار مؤشر دولي منذ العام 1995لمالحظة الفساد يرمز له اختصاًر( )CPIيقوم بترتيب 51
الدول حول العالم حسب درجة مدى مالحظة وجود الفساد في الموظفين والسياسيين .تعرف المنظمة الفساد بانه إس&&اءة اس&&تغالل الس&&لطة
المؤتمنة من اجل المصلحة الشخصية .في عام 2003المسح غطى 133بلد ،وفي 2007ك&&ان 180بل&&د .الدرج&&ة األعلى -10-تع&&ني
األقل فسادًا واالقل -1-لألكثر فسادًا في نظام من عشر نقاط .النتائج ُتظهر أن سبعة من كل عش&&رة بل&&دان هي دون مس&&توى 5نق&&اط على
10وتصل النسبة إلى تسعة بلدان من كل عشرة في الدول النامي&ة ،وه&و م&ا ي&دل على م&دى انتش&ار الفس&اد في البل&دان النامي&ة أك&ثر من
غيرها.
عطا هللا وارد خليل ومحمد عبد الفتاح العشماوي ،مصدر سابق ،ص . 47 52
محمود خليل :حرية تداول المعلومات في مصر والدول العربية المفهوم واإلشكاليات واألطر التشريعية ،بحث منشور في سلسلة 53
اليرموك،األردن،2006،ص.101
موقع هيئة النزاهة األردنية على شبكة المعلومات الدولية متوفر على الرابط http://www.jiacc.gov.joتاريخ آخر زيارة 55
21/4/2018
56أمر سلطة االئتالف العراقية رقم 55لسنة، 2004القسم(.)1
References
أوًال :الكتب-:
إبراهيم أنس وآخرون :المعجم الوسيط ،معجم اللغة ،ط ، 2ج ،2دار إحياء التراث العربي ،بيروت لبنان . .I
إحسان حميد المفرجي وكطران زغير نعمة ورعد ناجي الجدة :النظرية العامة في القانون الدستوري والنظام الدستوري في .II
العراق ،شركة العاتك لصناعة الكتاب ،بدون سنة نشر.
.IIIاحمد درويش :حرية تداول المعلومات في مصر ،مكتبة اإلسكندرية للنشر ،مصر. 2009،
ائتالف أمان :النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد ،ط ،4القدس.2016، .IV
.Vباسم العموش :السياسات الحكومية والسياسية ،نحو شفافية اردنيه ،مؤسسة األرشيف العربي ،عمان.2000 ،
.VIحمدي أمين عبد الهادي :الفكر اإلداري اإلسالمي المقارن ،ط ،3دار الفكر العربي.1979 ،
زكريا عبد المنعم إبراهيم الخطيب :نظام الشورى في اإلسالم ونظم الديمقراطية المعاصرة ،مطبعة السعادة 1985 ،م . .VII
.VIIIسائدة الكيالني وباسم سكجها :نحو شفافية أردنية ،ط ،1مؤسسة األرشيف ،عمان.2000 ،،
.IXعبد شخابنة :الشفافية في الخدمة المدنية (تجربة ديوان الرقابة والتقييس اإلداري) بدون دار نشر ،األردن.1998،
.Xعبير مصلح :النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد ،إصدار االئتالف من أجل النزاهة والمساءلة ،ط ،2أمان ،رام هللا،
.2010
.XIعصام احمد البهجي :الشفافية وأثرها في مكافحة الفساد اإلداري ،ط ،1دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2014 ،
.XIIعطا هللا وارد خليل ومحمد عبد الفتاح العشماوي :الحوكمة المؤسسية (المدخل لمكافحة الفساد في المؤسسات العامة
والخاصة) ،دار الحرية للنشر والتوزيع ،القاهرة.2008 ،
.XIIIعلي الشيخ :الشفافية في الخدمة المدنية ،تجربة وزارة التنمية اإلدارية في تطوير القدير القدرة التنافسية في األردن – الجودة-
اإلنتاجية – الشفافية – المساءلة ،ط،1الجمعية العلمية الملكية ،عمان .1997،
.XIVمحمد مصطفى سليمان :دور حوكمة الشركات في معالجة الفساد المالي واإلداري (دراسة مقارنة) ،الدار الجامعية ،
اإلسكندرية .2009 ،
.XVمنى أبو بكر الصديق :االلتزام بأعالم المستهلك عن المنتجات ،أطروحة دكتوراه ،مقدمة إلى كلية الحقوق ،جامعة المنصورة ،
مصر.2011،
.XVIوفاء حلمي أبو جميل :االلتزام بالتعاون دراسة تحليلية تأصيلية ،دار النهضة العربية ،القاهرة.1993،
.XVIIيعقوب محمد المليجي :مبدأ الشورى في اإلسالم ،مؤسسة الثقافة الجامعية ،اإلسكندرية ،بدون سنة طبع.
ثالثًا :البحوث-:
أس&&ماء ي&&ونس محم&&ود و ناه&&دة إس&&ماعيل الحم&&داني :مكافح&&ة الفس&&اد اإلداري باعتم&&اد الش&&فافية في إط&&ار المس&&ؤولية .I
االجتماعية ،دراسة لعينة من المدراء في عدد من المنظمات اإلنتاجية في محافظة نينوى ،بحث منشور في مجلة تكريت للعلوم
اإلدارية واالقتصادية ،المجلد ،7العدد (خاص) ،2011 ،
فيحاء عبد الخالق و منهل مجيد العلي و أرسالن إبراهيم األفندي :دور الشفافية المحاسبية ومعايير اإلفصاح المحاس&&بي ال&&دولي .II
في الحد من الفساد المالي (دراسة محاسبية تحليلية ) ،بحث منشور في مجل&ة بح&وث مس&تقبلية ،تص&در عن مرك&ز الدراس&ات
المستقبلية في كلية الحدباء الجامعة ،الموصل ،العدد ، 2009، 25
محمد احمد محمد الحربي :درجة االلتزام بممارسة الشفافية اإلدارية ل&دى األقس&ام األكاديمي&ة في كلي&ة التربي&ة بجامع&ة المل&ك .III
سعود ،السعودية ،المجلة الدولية المتخصصة ،المجلد،1العدد.2012، 6
محمود خليل :حرية تداول المعلومات في مصر وال&&دول العربي&&ة المفه&&وم واإلش&&كاليات واألط&&ر التش&&ريعية ،بحث منش&&ور في .IV
سلسلة نشرات المنظمة المصرية لحقوق االنسان.2005،
احمد الكردي :الشفافية اإلدارية ،مقالة منشورة في موقع المنتدى العربي إلدارة الموارد البشرية على شبكة المعلومات .I
الدولية على الرابط.http:// hurdiscussion.com :
دعاء نجار :تعريف النظام ،مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية موقع موضوع على الرابطwww.modoo.com .II
عمر رياض ومحمد اعمار ،الشفافية والمساءلة ،ورقة بحثية صادر عن موقع مركز الدراسات واألبحاث في القيم ،الرابطة .III
المتحدة للعلماء ،المملكة المغربية ،منشورة على شبكة المعلومات الدولية على الرابط ?www.alqaim.ma/article.aspx
. c=5581
هشام الهداجي :جون لوك ونظرية العقد االجتماعي ،مقالة منشورة على شبكة المعلومات الدولية ضمن موقع مؤسسة مؤمنون .IV
بال حدود للدراسات واألبحاث ،على الرابط. www.momion.com/articles
موقع األمم المتحدة اإللكتروني -حقوق األنسان -مكتب المفوض السامي منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط .V
. www.ohchr.org/ar
موقع األمم المتحدة اإللكتروني على الرابط ..org/universal/declaration-human-rights.www.un .VI
موقع المنظمة الدولية لألجهزة العليا للرقابة والمحاسبة (األنتوساي) على شبكة المعلومات الدولية على الرابط .VII
. ar/about.us.htm/www.INTOSAI.org
موقع موسوعة ويكبيديا الحرة اإللكتروني منشور على شبكة المعلومات الدولية على الرابط https//:ar-wikipedia.org .VIII
موقع هيئة النزاهة األردنية على شبكة المعلومات الدولية متوفر على الرابط http://www.jiacc.gov.jo .IX