Professional Documents
Culture Documents
علم ضحايا الجريمة
علم ضحايا الجريمة
علم ضحايا الجريمة
1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis
par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.
Collection U2.
« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence
» paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.
;« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile
» car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.
ل�ضحايا اجلرمية :درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
االجتماعي هالل ،ﺟﻤﻴﻊ
«التحليل ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
2024حممد ©
22ناجي
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ
(ال�شارقة)� .2005 ،ص4 :
ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ
نايف العربية للعلوم الأمنية ،الطبعة الأوىل ،الريا�ض. العربية» جامعة
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ. ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭالدول
ﺣﻘﻮﻕوتطبيقاته يف
اجلرمية ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺧﻄﻲ ﻣﻦ�ضحايا ﺩﻭﻥ«علم
ﺗﺼﺮﻳﺢ الب�رشى حممد الأمني
ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( 33
ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ
2005م� .ص.3 :
1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis
par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.
Collection U2.
« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence
» paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.
;« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile
» car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.
ل�ضحايا اجلرمية :درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ. ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ
االجتماعي هالل ،ﺟﻤﻴﻊ
«التحليل ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
2024حممد ©
22ناجي
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ
(ال�شارقة)� .2005 ،ص4 :
ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ
نايف العربية للعلوم الأمنية ،الطبعة الأوىل ،الريا�ض. العربية» جامعة
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ. ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭالدول
ﺣﻘﻮﻕوتطبيقاته يف
اجلرمية ﺃﺻﺤﺎﺏ
ﺧﻄﻲ ﻣﻦ�ضحايا ﺩﻭﻥ«علم
ﺗﺼﺮﻳﺢ الب�رشى حممد الأمني
ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( 33
ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ
2005م� .ص.3 :
تقدمي
ظهرت اجلرمية باعتبارها ظاهرة اجتماعية �رضورية ،1مع ن�ش�أة احلياة االجتماعية على
�سطح الأر�ض ،واحتلت مكان ال�صدارة يف الأبحاث والدرا�سات العلمية ،الأمر الذي �أدى �إىل
ك�شف ال�ستار عن بع�ض جوانبها و�إخراجها �إىل دائرة الفهم والتحليل.
ونظرا خلطورة اجلرمية على املجتمع ،فقد احتل املجرم ب�ؤرة االهتمام يف هذه الدرا�سات
�سعيا لفهم �شخ�صيته والعوامل التي �آذت به �إىل ارتكاب اجلرمية ،دون �أن يوجه االهتمام الكايف
للمجني عليه على الرغم من �أنه املت�رضر الأ�سا�سي من الفعل الإجرامي ،بل نظر �إليه البع�ض
على �أنه �أحد املحددات الأ�سا�سية الرتكاب اجلرمية ،ذلك �أن �أي فعل �إجرامي هو عبارة عن
�سلوك قائم على التفاعل بني اثنني على الأقل� ،أحدهما ال�ضحية.2
ومع النمو املتوا�صل يف معدالت اجلرمية وتعدد حاالت االنفالت الأمني وتنوع خماطر
ومهددات ال�سالمة والطم�أنينة العامة ،تربز يف الأفق ق�ضايا �ضحايا اجلرمية واحلوادث
والكوارث ،التي تت�ضاعف خ�سائرها املادية والب�رشية يوما بعد يوم جم�سدة �إفرازاتها يف �صور
من الأمرا�ض االجتماعية واالقت�صادية والنف�سية التي تالزم املجتمعات على املدى البعيد.3
1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis
par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.
Collection U2.
« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence
» paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.
;« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile
» car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.
22ناجي حممد هالل« ،التحليل االجتماعي ل�ضحايا اجلرمية :درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة
(ال�شارقة)� .2005 ،ص4 :
33حممد الأمني الب�رشى «علم �ضحايا اجلرمية وتطبيقاته يف الدول العربية» جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ،الطبعة الأوىل ،الريا�ض.
2005م� .ص.3 :
هكذا بد�أ االهتمام ين�صب على املت�رضرين ،وتعددت الغايات من وراء هذا االهتمام حيث
تراوحت بني اجلانب النظري الذي يطمح ملعرفة الظاهرة االجتماعية ،وحماولة الو�صول �إىل
�إيجاد حلول ناجعة تكفل حماية ال�ضحايا ،بحيث ال ت�صبح مهمة القانون مالحقة اجلناة فح�سب بل
حماولة حماية �ضحاياهم ،واجلانب العملي الذي جت�سد يف ظهور تنظيمات جديدة ت�ضم جماعات
من النا�شطني جعلوا من م�ساعدة �ضحايا اجلرمية هدفا �أ�سا�سي ًا لتنظيماتهم.
لقد حاولنا من خالل هذه املقاربة �أن نربز اجلوانب املختلفة لعلم �ضحايا اجلرمية من حيث
تطوره واهتماماته ،ممهدين بذلك �إىل املنظور التطبيقي ل�ضحايا اجلرمية .حيث ت�ساعدنا هذه
املعرفة يف الوقوف على الن�شاط العلمي لبع�ض علماء علم ال�ضحايا ،الذين مل يكتفوا بدرا�سة
ال�ضحايا وت�صنيفهم وفق معايري علمية ،من �أجل ت�سهيل احلماية لهم ،بل جتاوزوا ذلك �إىل
حماولة حتميل ه�ؤالء ال�ضحايا جزءا من «امل�س�ؤولية اجلنائية».
44حممد الأمني الب�رشى «علم �ضحايا اجلرمية وتطبيقاته يف الدول العربية» جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ،الطبعة الأوىل ،الريا�ض.
2005م� .ص. 7 :
ومع التزايد امل�ضطرد ملعدالت اجلرمية يف العديد من دول العامل ،وتنوع �أمناطها بني التقليدية
وامل�ستحدثة ،وتطور �أ�ساليبها ،يت�ضاعف عدد �ضحايا اجلرمية ،ويتزايد حجم ال�رضر 5والإيذاء
الذي ي�صيب الأرواح واملمتلكات ،ويزحزح �أ�سباب اال�ستقرار والرفاهية.
فعلى امل�ستوى الدويل ،ف�إن اال�ستق�صاءات والإح�صاءات الدورية التي تعدها املنظمات
الدولية ،وال �سيما الأمم املتحدة ،تك�شف لنا �أرقاما غري مطمئنة فيما يتعلق مبعدالت ال�رضر من
اجلرمية و�سط �سكان املناطق احل�رضية يف العامل� ،إذ جتاوزت ن�سبة �ضحايا اجلرمية يف بع�ض
دول العامل ( ) ٪40من حجم ال�سكان.
�أما على م�ستوى الدول العربية ،فت�شري الإح�صاءات اجلنائية ال�سنوية التي ت�صدرها �أجهزة
ال�رشطة يف هذه الدول� ،إىل �أن �إجمايل اجلرائم املرتكبة التي و�صلت �إىل علم ال�رشطة يف 14دولة
عربية خالل العام 2001قد بلغ 3000000جرمية .علما ب�أن عددا كبريا من اجلرائم املرتكبة ال
ت�صل �إىل علم ال�رشطة وال ت�ضمن يف �إح�صاءاتها املعتمدة.
و�إذا حاولنا ،يف غياب �إح�صاءات ر�سمية لل�ضحايا� ،أن نقدر عدد �ضحايا اجلرمية يف الدول
العربية ،فعلينا �أن ن�أخذ يف احل�ساب عددا مماثال من الأ�شخا�ص لكونهم ت�رضروا �رضرا مبا�رشا
من اجلرائم امل�سجلة ،كما ن�أخذ يف احل�ساب ثالثة �إىل خم�سة �أ�ضعاف نف�س العدد من الأ�شخا�ص،
وهم �أفراد �أ�رس املجني عليهم و�أفراد �أ�رس اجلناة و�أقربا�ؤهم من الأ�صول والفروع ،ناهيك عن
6
قطاعات كبرية من املجتمع يلحق بها الأذى من جراء ما �أ�صاب �أطراف اجلرمية من �رضر،
55ميكن القول �أن الت�رضر من اجلرمية ال يعني بال�رضورة ال�رضر اجل�سماين �أو االقت�صادي الذي يلحق بال�ضحية فح�سب ،بل يتجاوز ذلك اىل
كافة �رضوب الإيذاء وال�رضر العقلي والعاطفي والنف�سي الذي يلحق مبن ارتكبت يف حقه اجلرمية و�أ�رسته وامل�ستفيدين منه.
66حممد الأمني الب�رشى ،مرجع �سابق� .ص.9 :
� 77إن م�صطلح «ال�ضحية» م�صطلح قدمي قدم الإن�سانية ذاتها ويرتبط ب�شكل ال يختلف عن فكرة �أو مبد�أ الأ�ضحية �أو القرابني وممار�ستها .والداللة
اللغـوية ملفهوم ال�ضحية تعني ال�شخ�ص الذي يقا�سي من �سوء املعاملة يف بدنه �أو ماله ،وهو �أي�ضا ال�شخ�ص الذي يعاين من قهر جماعات ظاملة
�أو ال�شخ�ص الذي يعاين ويقا�سي من بع�ض الأذى� ،أواحلرمان �أو اخل�سارة ،انظر ناجي حممد هالل «التحليل االجتماعي ل�ضحايا اجلرمية»
مرجع �سابق �ص .8 -7 :وقد �أورد القامو�س الأمريكي للرتاث املعاين التالية لعبارة ال�ضحية كالأتي:
� .1شخ�ص قتل �أو تعر�ض للتعذيب �أو املعاناة من قبل �شخ�ص �أخر
.2كائن حي ذبح وقدم قربانا للآلهة �أو كجزء من طقو�س دينية
�.3أي �شخ�ص تعر�ض للإيذاء �أو املعاناة من فعل �أو ظرف �أو حالة (�ضحايا احلرب)
� .4أي �شخ�ص يعاين من �أذى ،خ�سارة� ،أو موت كنتيجة الختياره احلر ( �ضحية تدبري ذاتي)
� .5أي �شخ�ص تعر�ض خلدعة �أو غ�ش �أو �سلب حق بطريقة غري م�رشوعة
القائمني على ر�سم ال�سيا�سات الر�سمية .وهكذا ،ف�إذا كانت ال�سلطات الر�سمية عاجزة كل العجز
عن اكت�شاف جميع اجلرائم التي تبلغ �إليها ،وباملثل امل�ؤ�س�سات ال�سجنية والعقابية عاجزة عن
�إ�صالح اجلانحني و�إعادة ت�أهيل املجرمني ،فال ريب �أن هناك م�شكلة يف �إحدى زوايا نظام العدالة
اجلنائية ،يقت�ضي �إيجاد �سيا�سات بديلة من �ش�أنها �سد الفراغ يف هذا املجال ،كتغيري زاوية النظر
وحماولة معاجلة م�شكلة اجلرمية من خالل �ضحايا هذه اجلرمية.
مل يعط �ضحايا اجلرمية اهتماما ملمو�سا مثل ما �أعطي للمجرم من قبل املخت�صني بعلم اجلرمية،
فاالهتمام العلمي ب�ضحايا اجلرمية مل يبد�أ �إال مت�أخرا 8ومل يواكب االهتمام العلمي باجلرمية واملجرم،
�إال بعد �أن �أخد مكانه كحقل علمي متخ�ص�ص وباب من �أبواب املعرفة املتعددة يف �أوائل ال�سبعينات...
على يد العامل فيونو درابكني ،)1970(Viono Drapkinوقد كانت هناك حماوالت قبل ذلك ظهرت
من خالل جهود �أ�ستاذ علم الإجرام الأملاين فون هنتيغ Von Hentigو�أ�ستاذ القانون اجلنائي املنحدر
من �أ�صول رومانية مندل�سون .Mendelsohnوكان �أول بحث ن�رشه فون هنتيغ يف هذا امليدان
( )1941بعنوان «مالحظات حول التفاعل بني مرتكب اجلرمية وال�ضحية » ثم �أتبع هذا البحث مب�ؤلفه
املعنون بالكتاب املدر�سي لعلم الإجرام Criminoligical Criminoligicalالذي �أفرد فيه ف�صال كامال
لل�ضحية .وكان االعتقاد الذي حاول �أن يروج له «هنتيغ» هو �أن التعرف على دور ال�ضحايا
وعالقاتهم بالفعل الإجرامي قد ي�ساعد كثريا يف تدابري الوقاية من اجلرمية.9
وملا كان عام ،1949قدم عامل ال�ضحايا مندل�سون ورقة يف م�ؤمتر القانون اجلنائي الذي عقد
يف بوخار�ست ،معلنا من خالل تلك الورقة ميالد عبارة علم ال�ضحايا ،الفتا الأنظار �إىل الدور
الذي يلعبه ال�ضحية يف دفع اجلاين �إىل ارتكاب اجلرمية ،بت�رصفات معروفة كاال�ستفزاز الذي
ي�ؤدي �إىل جرائم العنف ،والإغراءات اجلن�سية التي تقود �إىل االغت�صاب .ونادي مندل�سون
باعتبار م�شاركة ال�ضحية يف اجلرمية عامال من العوامل املخففة للعقوبة التي توقع على مرتكب
10
اجلرمية.
8. Il faut attendre le 19ème siècle pour voir les scientifiques investis dans le domaine criminel s’intéresser aux victimes.
Si l’on comprend de manière évidente l’identité d’une victime par rapport à celle d’un agresseur, les conséquences
de l’agression pour la victime ne sont reconnues que tardivement. La première mention d’une névrose traumatique
apparaît en 1809 et les souffrances des victimes ne suscitent l’engouement réel du monde médical qu’après la seconde
guerre mondiale, soit un siècle et demi plus tard. Les considérations psychologiques sont prises en compte dès le 19ème
siècle mais c’est seulement au 20ème que l’on s’intéresse aux victimes en tant qu’objet social et donc enjeu socio-
politique. Cf. «la victimologie». http://www.13emerue.fr/dossier/la-victimologie
99هادي عا�شق بداي ال�شمري« ،دور ال�ضحية يف ح�صول الفعل الإجرامي» ،ر�سالة مقدمه ا�ستكماال ملتطلبات احل�صول على درجة املاج�ستري
يف العلوم االجتماعية ،ق�سم الدرا�سات االجتماعية ،جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية ،الريا�ض � ،2011ص.18-17 :
110نف�س املرجع� ،ص.18 :
بعد ذلك توالت الدرا�سات يف علم ال�ضحايا وبرزت �أ�سماء مهمة يف هذا املجــال ،ك�شيفر
Schaferالـــذي و�ضــع كتابا حــــول «ال�ضحية واملجرم درا�سة يف امل�س�ؤوليــــة الوظيفيـــــة
« ،)1986( »Victim and Criminal Study into Functional Responsabilityوبـــادويـــــت
Padowetsالذي كتب عن �ضحايا الن�صب ( ،)1954ونورمندو Normandeauعن �ضحايا ال�رسقة
( )1968وعزت عبد الفتاح عن �ضحايا القتل ( ،)1971وهندر�سون Hendersonعن �ضحايا
االبتزاز (.)1985
ب�صفة عامة ،فعلم ال�ضحايا هو ذلك الباب من العلم الذي يعنى بدرا�سة ال�ضحايا � ،11آخذا بعني
12
االعتبار خمتلف الأبعاد املرتبطة بهم كالبعد القانوين والتجريبي وال�سو�سيولوجي والنف�سي
ومن الناحية العلمية ،ميكن ت�صنيف ال�ضحايا �إىل ق�سمني �أ�سا�سيني� :ضحايا اجلرمية (ا) و�ضحايا
احلروب والكوارث والأمرا�ض (ب)� .إال �أنه ما يهمنا هنا �أكرث هو الق�سم الأول ،والذي يهتم
�أ�سا�سا ب�ضحايا الأفعال الإجرامية (كالقتل واالغت�صاب والإرهاب وال�رسقة والن�صب ،)...وهو
الذي يخلف جرحا �أكرب على م�ستوى الن�سيج االجتماعي ،ال �سيما �إذا نظرنا �إىل م�ؤ�رش تزايد
م�ستوى اجلرمية وتطورها.
و يق�صد مب�صطلح «�ضحايا اجلرمية» طبقا لإعالن املبادئ الأ�سا�سية لتوفري العدالة ل�ضحايا
اجلرمية و�إ�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة ال�صادرة عن الأمم املتحدة يف 1دجنرب عام � « ،1985أولئك
الأ�شخا�ص الذين �أ�صيبوا ب�رضر فردي �أو جماعي مبا يف ذلك ال�رضر البدين �أو العقلي �أو املعاناة
النف�سية �أو اخل�سارة االقت�صادية ...عن طريق �أفعال �أو حاالت �إهمال ،ت�شكل انتهاكا للقوانني
13
اجلنائية»..
11. Jo- Anne Wimmers, « Introduction à la victimologie », Les Presses de l’Université de Montréal, 2003. Page 13.
12. Cf. «la victimologie». http://www.13emerue.fr/dossier/la-victimologie
113وجدي حممد بركات «دور ال�رشطة يف رعاية �ضحايا اجلرمية»(،ورقة عمل ) ،الأكادميية امللكية لل�رشطة ،مركز البحوث الأمنية ،مملكة
البحرين� .2008 ،ص.5 :
�إن هذه املقاربة التي تبدو غريبة لأول وهلة ،من �ش�أنها �أن تقوم بت�شطري امل�س�ؤولية بني اجلاين
مت ا�ستدراجها لل�سقوط يف فخ واملجني عليه ،ليتحول معها املجرم يف بع�ض احلاالت �إىل �ضحية َ
اجلرمية.
هكذا ت�شري بع�ض النظريات والآراء التي تناولت الدرا�سة العلمية ل�ضحايا اجلرمية �إىل احتمال
ا�سهام ال�ضحية يف حدوث الفعل الإجرامي ،ذلك �أن لل�ضحية دورا فاعال يف حتديد و�صياغة
يعترب م�س�ؤوال ب�شكل جزئي
ُ ال�شكل الذي يتخذه هذا الفعل .وبالتايل ،ف�إنه -من الناحية اجلنائية -
عن وقوع اجلرمية.
لقد ظهرت عدة حماوالت لو�صف ال�ضحايا ا�ستندت �إىل مدى م�س�ؤولية ال�ضحية يف ارتكاب
الفعل الإجرامي �ضده ،ولعل من �أبرز هذه املحاوالت املحاولة التي قام بها « عزت عبد الفتاح»
والتي �صنفت ال�ضحايا على ال�شكل الآتي:
✺ �ضحايا ال ي�شاركون يف حدوث الفعل الإجرامي ،ك�ضحايا العمليات الإهابية
✺ �ضحايا مهيئون للوقوع فري�سة للفعل الإجرامي
✺ �ضحايا ا�ستفزازيون ي�ستثريون ا�ستهدافهم للأفعال الإجرامية
�ضحايا ي�ساهمون يف ا�ستهدافهم للجرمية ✺
✺ �ضحايا زائفون؛ �إما �أنهم مل يتعر�ضوا للجرمية �أ�صال �أو �أنهم قاموا بارتكاب اجلرائم �ضد
�أنف�سهم.
املالحظ �أن هذ الو�صف لل�ضحايا يركز على معيار م�س�ؤولية ال�ضحية يف حدوث اجلرمية،
حيث ال تكون هذه الأخرية – �إن �صح القول« -بريئة» ،فعندما ن�صف ال�ضحايا بال�ضحايا الذين ال
ي�شاركون يف وقوع الفعل الإجرامي وال�ضحايا املت�سمون بال�ضعف البيولوجي (�أ�صحاب العاهات
والإعاقات واملر�ضى) ،ف�إننا نتكلم يف هذه احلالة عن الدور ال�سلبي لل�ضحية والذي هو �أن ال
يكون لل�ضحية دور يف ح�صول اجلرمية ،ومنثل لذلك ب�ضحايا الإرهاب وكذلك من �أ�صيب بعيار
ناري باخلط�أ وهو مي�شي بال�شارع فقتله ،وكذلك املبتلون ب�إعاقات كالعمى وال�صمم والإعاقة
اجل�سدية وغريها.
�أما و�صف ال�ضحايا باملهيئني للوقوع �ضحية وكذلك ال�ضحايا اال�ستفزازيون وامل�ستثريون
وال�ضحايا املت�سمون بال�ضعف االجتماعي كاالنطواء والعزلة ،ف�إننا هنا نتحدث عن الدور االيجابي
لل�ضحية ،وفيه ت�ساهم ال�ضحية بقوة يف ح�صول الفعل الإجرامي ،من خالل �سلوكها ال�شخ�صي
كالإثارة واال�ستفزاز والإغراء.
حتى الأربعينيات من القرن املا�ضي مل يكن هناك اهتمام بدور ال�ضحية يف ح�صول الفعل
الإجرامي وكان االهتمام من�صبا على مو�ضوع ال�سببية من جانب املجرم� ،إىل �أن حتول هذا
الفكر على يد العامل فون هنتيغ Von Hentigعندما ن�رش مقالته الأوىل التي تعترب النواة الأوىل
لتطوير الدرا�سات على ال�ضحية والتي كانت بعنوان« :مالحظات حول التفاعل بني املجرم
وال�ضحية» .14والباحث الروماين الأ�صل ميندل�سون Mendelsohnعندما قدم بحثا يف الكوجنر�س
(بوخار�ست) �صاغ فيه املق�صود مب�صطلح علم ال�ضحية.
بعد ذلك �أجنز عامل ال�ضحايا مارفن وولفغانغ Wolfgangدرا�سة حول «�أمناط القتل اجلنائي».
وكان الرتكيز يف تلك احلقبة من�صبا كثريا على لوم ال�ضحية والتفاعل بني املجرم وال�ضحية
وامل�سئولية اجلنائية ودور ال�ضحية يف حدوث اجلرمية .ويبقى من امل�ستح�سن �أن نعر�ض لأراء
ودرا�سات ه�ؤالء العلماء عن دور ال�ضحية يف وقوع الفعل الإجرامي.
لقد تطرق العامل فون هونتني Von Hentigيف اجلزء الرابع من كتابه « املجرم وال�ضحية »،
للدور الذي ي�ضطلع به ال�ضحية يف ح�صول الفعل الإجرامي ،كما تناول اجلوانب البيولوجية
وال�سو�سيو نف�سية ل�ضحايا اجلرمية م�ستندا يف ذلك �إىل العديد من الأرقام الر�سمية ،وذهب �إىل �أن
املجني عليه لي�س طرفا �سلبيا يف العملية اجلرمية ،بل قد يكون �سلوكه الواعي �أو غري الواعي �سببا
مهما يف اجلرمية ،فهو ي�شكِّ ل ويقلِّب املجرم ،فاملجرم قد يكون املعتدي ،لكن ال�ضحية قد تكون
الفري�سة وال�ضحية امل�ستعدة،
وقد عمل Von Hentigعلى ت�صنيف ال�ضحايا ح�سب اخل�صائ�ص االجتماعية والنف�سية
والبيولوجية التي ترتبط مبفهوم « الإتاحية » ،واملق�صود منه �أ�سا�سا كون ال�ضحية متاحا من حيث
�سماته ال�شخ�صية للوقوع �ضحية للفعل الإجرامي .فخ�صائ�ص هذا الأخري هي التي توحي للجاين
يف �أحيان عديدة بوجود مربرات وم�صوغات منطقية -من وجهة نظره -يتلخ�ص بوا�سطتها
من ت�أنيب ال�ضمري ومن الإح�سا�س بالذنب لينق�ض على ال�ضحية بال�شعورية مبالغ فيها(.فمثال فئة
الإناث واللواتي يت�صفن بال�ضعف يعتربن �أكرث عر�ضة للجرمية من فئة الذكور و�أكرث ما يتعر�ض
�إليه ه�ؤالء االبتزاز وال�رسقة واالغت�صاب) .ي�ضاف �إىل ه�ؤالء فئة املهاجرين والأقليات نظرا
لله�شا�شة االجتماعية التي يعي�شون فيها يف بالد املهجر.
على نف�س املنوال �سار مندل�سون Mendelsohnيف نظريته ،التي تركز على الدور املهم الذي
تلعبه ال�ضحية بتهورها �سيما يف جرائم العنف ،والذي ي�شكل «�إثارة» خطرية للجاين .وقد ر�أى
هذا الأخري �أن تهور ال�ضحية ت�صاحبه دوما ظروف خمففة بالن�سبة للجاين ملواجهة �أية عقوبات
جنائية� .إىل درجة �أن نادي بامل�س�ؤولية اجلنائية لل�ضحية يف بع�ض اجلرائم (خ�صو�صا االغت�صاب).
ولإثبات هذه النظرية على �أر�ض الواقع ،قام عامل ال�ضحية الأمريكي ولفغانغ Wolfgang
ب�إخ�ضاع نظريات فون هنتيغ � Von Hentigإىل االختبار امليداين والتجريبي ،وذلك ب�أن فح�ص
ملفات �رشطة فيالدلفيا( 588حالة قتل جنائي) من �سنة � 1948إىل �سنة ،1952حيث ا�ست�شف هذا
الأخري من خالل مالحظاته الدقيقة �أن 26من جرائم القتل اجلنائي امل�شهورة كانت ال�ضحية فيها
هي املبادرة باال�ستفزاز والعنف.
ويف نف�س ال�سياقُ ،يتهم علم ال�ضحايا يف لومه لل�ضحية ومبالغته يف الرتكيز على م�ساهمة هذه
الأخرية يف بداية حدوث اجلرمية ،ويتهم علماء ال�ضحية مبحاولة تربئة اجلاين واتهام ال�ضحية.15
ويف املح�صلة النهائية ،ميكن الت�أكيد ب�أن درا�سات العاملني فون هنتيغ Von Hentigومندل�سون
� Mendelsohnشكلت الأ�سا�س للمداخل النظرية التقليدية ملا ميكن �أن ي�صطلح عليه «علم ال�ضحايا».
حيث �أدت هذه الدرا�سة التي طالت املجرم و�ضحيته وكذا العالقة التفاعلية بينهما �إىل تطوير
وتنقيح املقايي�س الكمية لهذا الباب من العلم .ويف جانب �أخر ،تعترب درا�سة الأمريكي وولفغانغ
Wolfgangالبداية التطبيقية لهذا العلم ،ليتحول من درا�سات تخمينية نظرية فيها الكثري من النظرة
الفل�سفية �إىل االختبار القائم على التمحي�ص امليداين.
15. Ezzat Fattah, « Victimologies : Tendances récentes », in : Criminologie, vol.13, n°1, 1980. P. 23-24.