علم ضحايا الجريمة

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫‪167‬‬

‫علم �ضحايا اجلرمية ‪:‬‬


‫باملجني عليه‬
‫ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺠﻨﻲ‬ ‫االهتمام‬
‫ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ‬ ‫إىل‬
‫ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ‬ ‫باجلاين �‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪:‬‬ ‫إهتمام ﺿﺤﺎﻳﺎ‬
‫ﻋﻠﻢ‬ ‫من ال‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‬
‫الهراوة‬
‫ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ‬ ‫إبراهيم‬
‫ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ‬ ‫الدكتور �‬
‫ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫احلقوق طنجة ‪-‬‬
‫ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫أ�ستاذ بكلية‬
‫ﻭﺍﻟﺒﺤﻮﺙ‬ ‫‪�-‬‬
‫ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﻣﺮﻛﺰ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻬﺮﺍﻭﺓ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻉ‪2‬‬ ‫تقدمي‬
‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫باعتبارها ظاهرة اجتماعية �رضورية‪ ،1‬مع ن�ش�أة احلياة االجتماعية على‬ ‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ظهرت اجلرمية‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫مكان ال�صدارة يف الأبحاث والدرا�سات العلمية‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إىل‬‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬واحتلت‪2015‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ الأر�ض‪،‬‬
‫�سطح‬
‫‪167‬إخراجها �إىل دائرة الفهم والتحليل‪.‬‬
‫جوانبها و�‬
‫ال�ستار عن بع�ض ‪- 174‬‬ ‫ك�شف‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫املجرم ب�ؤرة االهتمام يف هذه الدرا�سات‬ ‫‪:DOI‬ونظرا خلطورة اجلرمية على املجتمع‪ ،‬فقد احتل‬
‫‪10.37325/1590-000-002-012‬‬
‫التي �آذت به �إىل ارتكاب اجلرمية‪ ،‬دون �أن يوجه االهتمام الكايف‬ ‫لفهم �شخ�صيته والعوامل‬
‫‪767767‬‬ ‫�سعيا‪:MD‬‬
‫ﺭﻗﻢ‬
‫املت�رضر الأ�سا�سي من الفعل الإجرامي‪ ،‬بل نظر �إليه البع�ض‬
‫ﺑﺤﻮﺙأنهﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬
‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬على الرغم من �‬
‫للمجني عليه‬
‫ﻧﻮﻉ‬
‫على �أنه �أحد املحددات الأ�سا�سية الرتكاب اجلرمية‪ ،‬ذلك �أن �أي فعل �إجرامي هو عبارة عن‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫�سلوك قائم على التفاعل بني اثنني على الأقل‪� ،‬أحدهما ال�ضحية‪.2‬‬
‫‪IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ومع النمو املتوا�صل يف معدالت اجلرمية وتعدد حاالت االنفالت الأمني وتنوع خماطر‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﻤﺠﺮﻣﻮﻥ‪ ،‬ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻢ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ومهددات ال�سالمة والطم�أنينة العامة‪ ،‬تربز يف الأفق ق�ضايا �ضحايا اجلرمية واحلوادث‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/767767‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫والكوارث‪ ،‬التي تت�ضاعف خ�سائرها املادية والب�رشية يوما بعد يوم جم�سدة �إفرازاتها يف �صور‬
‫من الأمرا�ض االجتماعية واالقت�صادية والنف�سية التي تالزم املجتمعات على املدى البعيد‪.3‬‬

‫‪1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis‬‬
‫‪par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.‬‬
‫‪Collection U2.‬‬
‫‪« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence‬‬
‫» ‪paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.‬‬
‫;‪« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile‬‬
‫» ‪car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.‬‬
‫ل�ضحايا اجلرمية‪ :‬درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة‬ ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫االجتماعي‬ ‫هالل‪ ،‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫«التحليل‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ 2024‬حممد‬ ‫©‬
‫‪ 22‬ناجي‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ‬
‫(ال�شارقة)‪� .2005 ،‬ص‪4 :‬‬
‫ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬ ‫العربية» جامعة‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬‫الدول‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬‫وتطبيقاته يف‬
‫اجلرمية ﺃﺻﺤﺎﺏ‬
‫ﺧﻄﻲ ﻣﻦ‬‫�ضحايا‬ ‫ﺩﻭﻥ«علم‬
‫ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫الب�رشى‬ ‫حممد الأمني‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(‬ ‫‪33‬‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫‪ 2005‬م‪� .‬ص‪.3 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫‪167‬‬

‫علم �ضحايا اجلرمية ‪:‬‬


‫عليه‬
‫ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬ ‫باملجني‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬ ‫ﺣﺴﺐ‬ ‫االهتمام‬ ‫باجلاين �إىل‬
‫ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬ ‫إهتمامﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ‬
‫ﺑﻬﺬﺍل ﺍﻟﺒﺤﺚ‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩمن ا‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫الدكتور �إبراهيم الهراوة‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪- :‬ﻣﻦ ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ‬
‫ﺿﺤﺎﻳﺎاحلقوق طنجة‬
‫ﻋﻠﻢأ�ستاذ بكلية‬
‫ﺍﻟﻬﺮﺍﻭﺓ‪ ،‬ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪� - .(2015) .‬‬
‫ﺑﺎﻟﻤﺠﻨﻲ ﻋﻠﻴﻪ‪.‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ‪ ،‬ﻉ‪، 167 - 174. 2‬‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪767767/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫تقدمي‪MLA‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﺍﻹﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﺠﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺎﻟﻤﺠﻨﻲ‬ ‫ﻣﻦ‬ ‫ﺍﻟﺠﺮﻳﻤﺔ‪:‬‬ ‫ﺿﺤﺎﻳﺎ‬ ‫"ﻋﻠﻢ‬ ‫ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻬﺮﺍﻭﺓ‪،‬‬
‫على‬ ‫ظهرت اجلرمية باعتبارها ظاهرة اجتماعية �رضورية‪ ،1‬مع ن�ش�أة احلياة االجتماعية‬
‫ﻋﻠﻴﻪ‪".‬ﺍﻟﻤﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔﻉ‪.174 - 167 :(2015) 2‬‬
‫‪767767/Record/com.mandumah.search//:http‬أمر الذي �أدى �إىل‬
‫واحتلت مكان ال�صدارة يف الأبحاث والدرا�سات العلمية‪ ،‬ال‬ ‫�سطح الأر�ض‪،‬‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ‬
‫ك�شف ال�ستار عن بع�ض جوانبها و�إخراجها �إىل دائرة الفهم والتحليل‪.‬‬
‫ونظرا خلطورة اجلرمية على املجتمع‪ ،‬فقد احتل املجرم ب�ؤرة االهتمام يف هذه الدرا�سات‬
‫�سعيا لفهم �شخ�صيته والعوامل التي �آذت به �إىل ارتكاب اجلرمية‪ ،‬دون �أن يوجه االهتمام الكايف‬
‫للمجني عليه على الرغم من �أنه املت�رضر الأ�سا�سي من الفعل الإجرامي‪ ،‬بل نظر �إليه البع�ض‬
‫على �أنه �أحد املحددات الأ�سا�سية الرتكاب اجلرمية‪ ،‬ذلك �أن �أي فعل �إجرامي هو عبارة عن‬
‫�سلوك قائم على التفاعل بني اثنني على الأقل‪� ،‬أحدهما ال�ضحية‪.2‬‬
‫ومع النمو املتوا�صل يف معدالت اجلرمية وتعدد حاالت االنفالت الأمني وتنوع خماطر‬
‫ومهددات ال�سالمة والطم�أنينة العامة‪ ،‬تربز يف الأفق ق�ضايا �ضحايا اجلرمية واحلوادث‬
‫والكوارث‪ ،‬التي تت�ضاعف خ�سائرها املادية والب�رشية يوما بعد يوم جم�سدة �إفرازاتها يف �صور‬
‫من الأمرا�ض االجتماعية واالقت�صادية والنف�سية التي تالزم املجتمعات على املدى البعيد‪.3‬‬

‫‪1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis‬‬
‫‪par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.‬‬
‫‪Collection U2.‬‬
‫‪« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence‬‬
‫» ‪paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.‬‬
‫;‪« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile‬‬
‫» ‪car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.‬‬
‫ل�ضحايا اجلرمية‪ :‬درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة‬ ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬
‫االجتماعي‬ ‫هالل‪ ،‬ﺟﻤﻴﻊ‬
‫«التحليل‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫‪ 2024‬حممد‬ ‫©‬
‫‪ 22‬ناجي‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ‬
‫(ال�شارقة)‪� .2005 ،‬ص‪4 :‬‬
‫ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ‬
‫نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬ ‫العربية» جامعة‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬‫الدول‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬‫وتطبيقاته يف‬
‫اجلرمية ﺃﺻﺤﺎﺏ‬
‫ﺧﻄﻲ ﻣﻦ‬‫�ضحايا‬ ‫ﺩﻭﻥ«علم‬
‫ﺗﺼﺮﻳﺢ‬ ‫الب�رشى‬ ‫حممد الأمني‬
‫ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ(‬ ‫‪33‬‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ‬
‫‪ 2005‬م‪� .‬ص‪.3 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫‪167‬‬

‫علم �ضحايا اجلرمية ‪:‬‬


‫من الإهتمام باجلاين �إىل االهتمام باملجني عليه‬

‫الدكتور �إبراهيم الهراوة‬


‫‪� -‬أ�ستاذ بكلية احلقوق طنجة ‪-‬‬

‫تقدمي‬
‫ظهرت اجلرمية باعتبارها ظاهرة اجتماعية �رضورية‪ ،1‬مع ن�ش�أة احلياة االجتماعية على‬
‫�سطح الأر�ض‪ ،‬واحتلت مكان ال�صدارة يف الأبحاث والدرا�سات العلمية‪ ،‬الأمر الذي �أدى �إىل‬
‫ك�شف ال�ستار عن بع�ض جوانبها و�إخراجها �إىل دائرة الفهم والتحليل‪.‬‬
‫ونظرا خلطورة اجلرمية على املجتمع‪ ،‬فقد احتل املجرم ب�ؤرة االهتمام يف هذه الدرا�سات‬
‫�سعيا لفهم �شخ�صيته والعوامل التي �آذت به �إىل ارتكاب اجلرمية‪ ،‬دون �أن يوجه االهتمام الكايف‬
‫للمجني عليه على الرغم من �أنه املت�رضر الأ�سا�سي من الفعل الإجرامي‪ ،‬بل نظر �إليه البع�ض‬
‫على �أنه �أحد املحددات الأ�سا�سية الرتكاب اجلرمية‪ ،‬ذلك �أن �أي فعل �إجرامي هو عبارة عن‬
‫�سلوك قائم على التفاعل بني اثنني على الأقل‪� ،‬أحدهما ال�ضحية‪.2‬‬
‫ومع النمو املتوا�صل يف معدالت اجلرمية وتعدد حاالت االنفالت الأمني وتنوع خماطر‬
‫ومهددات ال�سالمة والطم�أنينة العامة‪ ،‬تربز يف الأفق ق�ضايا �ضحايا اجلرمية واحلوادث‬
‫والكوارث‪ ،‬التي تت�ضاعف خ�سائرها املادية والب�رشية يوما بعد يوم جم�سدة �إفرازاتها يف �صور‬
‫من الأمرا�ض االجتماعية واالقت�صادية والنف�سية التي تالزم املجتمعات على املدى البعيد‪.3‬‬

‫‪1. Voir Émile Durkheim, «Le crime, phénomène normal». Un article publié dans Déviance et criminalité. Textes réunis‬‬
‫‪par Denis Szabo avec la collaboration d’André Normandeau, pp. 76-82. Paris: Librairie Armand Colin, 1970, 378 pp.‬‬
‫‪Collection U2.‬‬
‫‪« Le crime est normal, parce qu’une société qui en serait exempte est tout à fait impossible ; telle est la première évidence‬‬
‫» ‪paradoxale que fait surgir la réflexion sociologique.‬‬
‫;‪« Le crime est donc nécessaire : il est lié aux conditions fondamentales de toute vie sociale, mais, par cela même, il est utile‬‬
‫» ‪car ces conditions dont il est solidaire sont elles-mêmes indispensables à l’évolution normale de la morale et du droit.‬‬
‫‪ 22‬ناجي حممد هالل‪« ،‬التحليل االجتماعي ل�ضحايا اجلرمية‪ :‬درا�سة �إح�صائية لواقع ال�ضحايا يف �إمارة ال�شارقة» مركز بحوث ال�رشطة‬
‫(ال�شارقة)‪� .2005 ،‬ص‪4 :‬‬
‫‪ 33‬حممد الأمني الب�رشى «علم �ضحايا اجلرمية وتطبيقاته يف الدول العربية» جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪ 2005‬م‪� .‬ص‪.3 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫د‪� .‬إبراهيم الهراوة‬ ‫‪168‬‬

‫هكذا بد�أ االهتمام ين�صب على املت�رضرين‪ ،‬وتعددت الغايات من وراء هذا االهتمام حيث‬
‫تراوحت بني اجلانب النظري الذي يطمح ملعرفة الظاهرة االجتماعية‪ ،‬وحماولة الو�صول �إىل‬
‫�إيجاد حلول ناجعة تكفل حماية ال�ضحايا‪ ،‬بحيث ال ت�صبح مهمة القانون مالحقة اجلناة فح�سب بل‬
‫حماولة حماية �ضحاياهم‪ ،‬واجلانب العملي الذي جت�سد يف ظهور تنظيمات جديدة ت�ضم جماعات‬
‫من النا�شطني جعلوا من م�ساعدة �ضحايا اجلرمية هدفا �أ�سا�سي ًا لتنظيماتهم‪.‬‬
‫لقد حاولنا من خالل هذه املقاربة �أن نربز اجلوانب املختلفة لعلم �ضحايا اجلرمية من حيث‬
‫تطوره واهتماماته‪ ،‬ممهدين بذلك �إىل املنظور التطبيقي ل�ضحايا اجلرمية‪ .‬حيث ت�ساعدنا هذه‬
‫املعرفة يف الوقوف على الن�شاط العلمي لبع�ض علماء علم ال�ضحايا‪ ،‬الذين مل يكتفوا بدرا�سة‬
‫ال�ضحايا وت�صنيفهم وفق معايري علمية‪ ،‬من �أجل ت�سهيل احلماية لهم‪ ،‬بل جتاوزوا ذلك �إىل‬
‫حماولة حتميل ه�ؤالء ال�ضحايا جزءا من «امل�س�ؤولية اجلنائية»‪.‬‬

‫‪ - 1‬ارتفاع معدل اجلرمية والت�رضر من الكوارث وظهور بوادر علم جديد‬


‫بد�أ العامل ي�شهد‪ ،‬منذ �أوائل القرن الع�رشين‪ ،‬قدرا من املتغريات االجتماعية واالقت�صادية‬
‫والأمنية لها انعكا�ساتها على نطاق وا�سع من املعمورة‪ ،‬وذلك ب�سبب احلروب العاملية والنزاعات‬
‫الإقليمية والكوارث الطبيعية‪ ،‬وما �صاحبها من الأزمات ال�سو�سيو اقت�صادية‪.‬‬
‫وقد مل�س املفكرون النتائج ال�ضارة التي ترتبت على تلك املتغريات يف قطاعات كبرية من‬
‫املجتمعات وفئاتها ال�ضعيفة‪ ،‬مما دفع بع�ضهم �إىل البحث عن و�سائل �سليمة للحد من الأ�رضار‬
‫الناجمة عن تلك املتغريات‪ .‬وكان ذلك مدخال للمفكرين والباحثني ملو�ضوع ال�ضحايا‪ ،‬الذي‬
‫�رسعان ما تطور لي�صبح علما من العلوم الإن�سانية‪ ،‬ي�سرتعي االنتباه ويكت�سب اهتمام الهيئات‬
‫واملنظمات احلكومية وغري احلكومية ويف�سح املجال لأن�شطة امل�ؤ�س�سات الأكادميية‪.‬‬
‫ورغم مرور حوايل قرن من الزمن‪ ،‬مازال هناك خالف قائم حول مفهوم علم ال�ضحايا‬
‫ومدى نطاقه‪ ،‬وذلك ل�صعوبة ح�رص �أ�سباب الت�رضر الذي يتعر�ض له الإن�سان يف هذا الع�رص‪،‬‬
‫�سواء �أكانت تلك الأ�سباب مرجعها الإن�سان �أو الطبيعة‪ .‬ولكن احلقيقة التي ال خالف حولها �أن‬
‫الإن�سان يتعر�ض ملخاطر و�أ�رضار عديدة تهدد �أمنه ولرفاهيته‪.4‬‬

‫‪ 44‬حممد الأمني الب�رشى «علم �ضحايا اجلرمية وتطبيقاته يف الدول العربية» جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الطبعة الأوىل‪ ،‬الريا�ض‪.‬‬
‫‪ 2005‬م‪� .‬ص‪. 7 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫‪169‬‬ ‫علم �ضحايا اجلرمية ‪ :‬من الإهتمام باجلاين �إىل االهتمام باملجني عليه‬

‫ومع التزايد امل�ضطرد ملعدالت اجلرمية يف العديد من دول العامل‪ ،‬وتنوع �أمناطها بني التقليدية‬
‫وامل�ستحدثة‪ ،‬وتطور �أ�ساليبها‪ ،‬يت�ضاعف عدد �ضحايا اجلرمية‪ ،‬ويتزايد حجم ال�رضر‪ 5‬والإيذاء‬
‫الذي ي�صيب الأرواح واملمتلكات‪ ،‬ويزحزح �أ�سباب اال�ستقرار والرفاهية‪.‬‬
‫فعلى امل�ستوى الدويل‪ ،‬ف�إن اال�ستق�صاءات والإح�صاءات الدورية التي تعدها املنظمات‬
‫الدولية‪ ،‬وال �سيما الأمم املتحدة‪ ،‬تك�شف لنا �أرقاما غري مطمئنة فيما يتعلق مبعدالت ال�رضر من‬
‫اجلرمية و�سط �سكان املناطق احل�رضية يف العامل‪� ،‬إذ جتاوزت ن�سبة �ضحايا اجلرمية يف بع�ض‬
‫دول العامل (‪ ) ٪40‬من حجم ال�سكان‪.‬‬
‫�أما على م�ستوى الدول العربية‪ ،‬فت�شري الإح�صاءات اجلنائية ال�سنوية التي ت�صدرها �أجهزة‬
‫ال�رشطة يف هذه الدول‪� ،‬إىل �أن �إجمايل اجلرائم املرتكبة التي و�صلت �إىل علم ال�رشطة يف ‪ 14‬دولة‬
‫عربية خالل العام ‪ 2001‬قد بلغ ‪ 3000000‬جرمية‪ .‬علما ب�أن عددا كبريا من اجلرائم املرتكبة ال‬
‫ت�صل �إىل علم ال�رشطة وال ت�ضمن يف �إح�صاءاتها املعتمدة‪.‬‬
‫و�إذا حاولنا‪ ،‬يف غياب �إح�صاءات ر�سمية لل�ضحايا‪� ،‬أن نقدر عدد �ضحايا اجلرمية يف الدول‬
‫العربية‪ ،‬فعلينا �أن ن�أخذ يف احل�ساب عددا مماثال من الأ�شخا�ص لكونهم ت�رضروا �رضرا مبا�رشا‬
‫من اجلرائم امل�سجلة‪ ،‬كما ن�أخذ يف احل�ساب ثالثة �إىل خم�سة �أ�ضعاف نف�س العدد من الأ�شخا�ص‪،‬‬
‫وهم �أفراد �أ�رس املجني عليهم و�أفراد �أ�رس اجلناة و�أقربا�ؤهم من الأ�صول والفروع‪ ،‬ناهيك عن‬
‫‪6‬‬
‫قطاعات كبرية من املجتمع يلحق بها الأذى من جراء ما �أ�صاب �أطراف اجلرمية من �رضر‪،‬‬

‫‪ - 2‬علم �ضحايا‪ 7‬اجلرمية مقاربة مفاهيمية وعلمية‬


‫وميكن اجلزم ب�أن االرتفاع امل�ستمر ملعدالت اجلرمية وت�ضاعف خ�سائرها وتعدد �أمناطها‪،‬‬
‫رغم جهود خمتلف نظم العدالة اجلنائية التي تعنى مبعاملة املذنبني واجلانحني �أمر بات ال يطمئن‬

‫‪ 55‬ميكن القول �أن الت�رضر من اجلرمية ال يعني بال�رضورة ال�رضر اجل�سماين �أو االقت�صادي الذي يلحق بال�ضحية فح�سب‪ ،‬بل يتجاوز ذلك اىل‬
‫كافة �رضوب الإيذاء وال�رضر العقلي والعاطفي والنف�سي الذي يلحق مبن ارتكبت يف حقه اجلرمية و�أ�رسته وامل�ستفيدين منه‪.‬‬
‫‪ 66‬حممد الأمني الب�رشى‪ ،‬مرجع �سابق‪� .‬ص‪.9 :‬‬
‫‪� 77‬إن م�صطلح «ال�ضحية» م�صطلح قدمي قدم الإن�سانية ذاتها ويرتبط ب�شكل ال يختلف عن فكرة �أو مبد�أ الأ�ضحية �أو القرابني وممار�ستها‪ .‬والداللة‬
‫اللغـوية ملفهوم ال�ضحية تعني ال�شخ�ص الذي يقا�سي من �سوء املعاملة يف بدنه �أو ماله‪ ،‬وهو �أي�ضا ال�شخ�ص الذي يعاين من قهر جماعات ظاملة‬
‫�أو ال�شخ�ص الذي يعاين ويقا�سي من بع�ض الأذى‪� ،‬أواحلرمان �أو اخل�سارة‪ ،‬انظر ناجي حممد هالل «التحليل االجتماعي ل�ضحايا اجلرمية»‬
‫مرجع �سابق �ص‪ .8 -7 :‬وقد �أورد القامو�س الأمريكي للرتاث املعاين التالية لعبارة ال�ضحية كالأتي‪:‬‬
‫‪� .1‬شخ�ص قتل �أو تعر�ض للتعذيب �أو املعاناة من قبل �شخ�ص �أخر‬
‫‪.2‬كائن حي ذبح وقدم قربانا للآلهة �أو كجزء من طقو�س دينية‬
‫‪�.3‬أي �شخ�ص تعر�ض للإيذاء �أو املعاناة من فعل �أو ظرف �أو حالة (�ضحايا احلرب)‬
‫‪� .4‬أي �شخ�ص يعاين من �أذى‪ ،‬خ�سارة‪� ،‬أو موت كنتيجة الختياره احلر ( �ضحية تدبري ذاتي)‬
‫‪� .5‬أي �شخ�ص تعر�ض خلدعة �أو غ�ش �أو �سلب حق بطريقة غري م�رشوعة‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫د‪� .‬إبراهيم الهراوة‬ ‫‪170‬‬

‫القائمني على ر�سم ال�سيا�سات الر�سمية‪ .‬وهكذا‪ ،‬ف�إذا كانت ال�سلطات الر�سمية عاجزة كل العجز‬
‫عن اكت�شاف جميع اجلرائم التي تبلغ �إليها‪ ،‬وباملثل امل�ؤ�س�سات ال�سجنية والعقابية عاجزة عن‬
‫�إ�صالح اجلانحني و�إعادة ت�أهيل املجرمني‪ ،‬فال ريب �أن هناك م�شكلة يف �إحدى زوايا نظام العدالة‬
‫اجلنائية‪ ،‬يقت�ضي �إيجاد �سيا�سات بديلة من �ش�أنها �سد الفراغ يف هذا املجال‪ ،‬كتغيري زاوية النظر‬
‫وحماولة معاجلة م�شكلة اجلرمية من خالل �ضحايا هذه اجلرمية‪.‬‬
‫مل يعط �ضحايا اجلرمية اهتماما ملمو�سا مثل ما �أعطي للمجرم من قبل املخت�صني بعلم اجلرمية‪،‬‬
‫فاالهتمام العلمي ب�ضحايا اجلرمية مل يبد�أ �إال مت�أخرا‪ 8‬ومل يواكب االهتمام العلمي باجلرمية واملجرم‪،‬‬
‫�إال بعد �أن �أخد مكانه كحقل علمي متخ�ص�ص وباب من �أبواب املعرفة املتعددة يف �أوائل ال�سبعينات‪...‬‬
‫على يد العامل فيونو درابكني ‪ ،)1970(Viono Drapkin‬وقد كانت هناك حماوالت قبل ذلك ظهرت‬
‫من خالل جهود �أ�ستاذ علم الإجرام الأملاين فون هنتيغ ‪ Von Hentig‬و�أ�ستاذ القانون اجلنائي املنحدر‬
‫من �أ�صول رومانية مندل�سون ‪ .Mendelsohn‬وكان �أول بحث ن�رشه فون هنتيغ يف هذا امليدان‬
‫(‪ )1941‬بعنوان «مالحظات حول التفاعل بني مرتكب اجلرمية وال�ضحية » ثم �أتبع هذا البحث مب�ؤلفه‬
‫املعنون بالكتاب املدر�سي لعلم الإجرام ‪ Criminoligical Criminoligical‬الذي �أفرد فيه ف�صال كامال‬
‫لل�ضحية‪ .‬وكان االعتقاد الذي حاول �أن يروج له «هنتيغ» هو �أن التعرف على دور ال�ضحايا‬
‫وعالقاتهم بالفعل الإجرامي قد ي�ساعد كثريا يف تدابري الوقاية من اجلرمية‪.9‬‬
‫وملا كان عام ‪ ،1949‬قدم عامل ال�ضحايا مندل�سون ورقة يف م�ؤمتر القانون اجلنائي الذي عقد‬
‫يف بوخار�ست‪ ،‬معلنا من خالل تلك الورقة ميالد عبارة علم ال�ضحايا‪ ،‬الفتا الأنظار �إىل الدور‬
‫الذي يلعبه ال�ضحية يف دفع اجلاين �إىل ارتكاب اجلرمية‪ ،‬بت�رصفات معروفة كاال�ستفزاز الذي‬
‫ي�ؤدي �إىل جرائم العنف‪ ،‬والإغراءات اجلن�سية التي تقود �إىل االغت�صاب‪ .‬ونادي مندل�سون‬
‫باعتبار م�شاركة ال�ضحية يف اجلرمية عامال من العوامل املخففة للعقوبة التي توقع على مرتكب‬
‫‪10‬‬
‫اجلرمية‪.‬‬

‫‪8. Il faut attendre le 19ème siècle pour voir les scientifiques investis dans le domaine criminel s’intéresser aux victimes.‬‬
‫‪Si l’on comprend de manière évidente l’identité d’une victime par rapport à celle d’un agresseur, les conséquences‬‬
‫‪de l’agression pour la victime ne sont reconnues que tardivement. La première mention d’une névrose traumatique‬‬
‫‪apparaît en 1809 et les souffrances des victimes ne suscitent l’engouement réel du monde médical qu’après la seconde‬‬
‫‪guerre mondiale, soit un siècle et demi plus tard. Les considérations psychologiques sont prises en compte dès le 19ème‬‬
‫‪siècle mais c’est seulement au 20ème que l’on s’intéresse aux victimes en tant qu’objet social et donc enjeu socio-‬‬
‫‪politique. Cf. «la victimologie». http://www.13emerue.fr/dossier/la-victimologie‬‬
‫‪ 99‬هادي عا�شق بداي ال�شمري‪« ،‬دور ال�ضحية يف ح�صول الفعل الإجرامي»‪ ،‬ر�سالة مقدمه ا�ستكماال ملتطلبات احل�صول على درجة املاج�ستري‬
‫يف العلوم االجتماعية‪ ،‬ق�سم الدرا�سات االجتماعية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية‪ ،‬الريا�ض ‪� ،2011‬ص‪.18-17 :‬‬
‫‪ 110‬نف�س املرجع‪� ،‬ص‪.18 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫‪171‬‬ ‫علم �ضحايا اجلرمية ‪ :‬من الإهتمام باجلاين �إىل االهتمام باملجني عليه‬

‫بعد ذلك توالت الدرا�سات يف علم ال�ضحايا وبرزت �أ�سماء مهمة يف هذا املجــال‪ ،‬ك�شيفر‬
‫‪ Schafer‬الـــذي و�ضــع كتابا حــــول «ال�ضحية واملجرم درا�سة يف امل�س�ؤوليــــة الوظيفيـــــة‬
‫«‪ ،)1986( »Victim and Criminal Study into Functional Responsability‬وبـــادويـــــت‬
‫‪ Padowets‬الذي كتب عن �ضحايا الن�صب (‪ ،)1954‬ونورمندو ‪ Normandeau‬عن �ضحايا ال�رسقة‬
‫(‪ )1968‬وعزت عبد الفتاح عن �ضحايا القتل (‪ ،)1971‬وهندر�سون ‪ Henderson‬عن �ضحايا‬
‫االبتزاز (‪.)1985‬‬
‫ب�صفة عامة‪ ،‬فعلم ال�ضحايا هو ذلك الباب من العلم الذي يعنى بدرا�سة ال�ضحايا ‪� ،11‬آخذا بعني‬
‫‪12‬‬
‫االعتبار خمتلف الأبعاد املرتبطة بهم كالبعد القانوين والتجريبي وال�سو�سيولوجي والنف�سي‬
‫ومن الناحية العلمية‪ ،‬ميكن ت�صنيف ال�ضحايا �إىل ق�سمني �أ�سا�سيني‪� :‬ضحايا اجلرمية (ا) و�ضحايا‬
‫احلروب والكوارث والأمرا�ض (ب)‪� .‬إال �أنه ما يهمنا هنا �أكرث هو الق�سم الأول‪ ،‬والذي يهتم‬
‫�أ�سا�سا ب�ضحايا الأفعال الإجرامية (كالقتل واالغت�صاب والإرهاب وال�رسقة والن�صب‪ ،)...‬وهو‬
‫الذي يخلف جرحا �أكرب على م�ستوى الن�سيج االجتماعي‪ ،‬ال �سيما �إذا نظرنا �إىل م�ؤ�رش تزايد‬
‫م�ستوى اجلرمية وتطورها‪.‬‬
‫و يق�صد مب�صطلح «�ضحايا اجلرمية» طبقا لإعالن املبادئ الأ�سا�سية لتوفري العدالة ل�ضحايا‬
‫اجلرمية و�إ�ساءة ا�ستعمال ال�سلطة ال�صادرة عن الأمم املتحدة يف ‪ 1‬دجنرب عام ‪� « ،1985‬أولئك‬
‫الأ�شخا�ص الذين �أ�صيبوا ب�رضر فردي �أو جماعي مبا يف ذلك ال�رضر البدين �أو العقلي �أو املعاناة‬
‫النف�سية �أو اخل�سارة االقت�صادية‪ ...‬عن طريق �أفعال �أو حاالت �إهمال‪ ،‬ت�شكل انتهاكا للقوانني‬
‫‪13‬‬
‫اجلنائية»‪..‬‬

‫املف�رسة لدور ال�ضحية يف ح�صول الفعل الإجرامي‬


‫َّ‬ ‫‪ - 3‬النظريات‬
‫ميكن القول‪� ،‬أن ظهور علم ال�ضحية كعلم قائم بذاته هدفه الرئي�سي درا�سة ال�ضحية مبختلف‬
‫�أبعادها‪ ،‬والتما�س تدابري من �أجل جرب ال�رضر الذي القته هذه الأخرية‪ ،‬مل يثنه يف بع�ض الأحيان‬
‫عن اتهام ال�ضحية نف�سها‪ ،‬وجعلها «مذنبة» على حد قول عامل ال�ضحية العربي عزت عبد الفتاح‪،‬‬
‫باعتبارها طرفا �أ�سا�سيا يف الفعل الإجرامي‪ .‬من هذا املنطلق‪ ،‬ت�صدت بع�ض النظريات للدور‬
‫الذي ميكن ان تلعبه هذه ال�ضحية يف تهيئة الفر�صة لوقوع الفعل الإجرامي‪.‬‬

‫‪11. Jo- Anne Wimmers, « Introduction à la victimologie », Les Presses de l’Université de Montréal, 2003. Page 13.‬‬
‫‪12. Cf. «la victimologie». http://www.13emerue.fr/dossier/la-victimologie‬‬
‫‪113‬وجدي حممد بركات «دور ال�رشطة يف رعاية �ضحايا اجلرمية»‪(،‬ورقة عمل )‪ ،‬الأكادميية امللكية لل�رشطة‪ ،‬مركز البحوث الأمنية‪ ،‬مملكة‬
‫البحرين‪� .2008 ،‬ص‪.5 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫د‪� .‬إبراهيم الهراوة‬ ‫‪172‬‬

‫�إن هذه املقاربة التي تبدو غريبة لأول وهلة‪ ،‬من �ش�أنها �أن تقوم بت�شطري امل�س�ؤولية بني اجلاين‬
‫مت ا�ستدراجها لل�سقوط يف فخ‬ ‫واملجني عليه‪ ،‬ليتحول معها املجرم يف بع�ض احلاالت �إىل �ضحية َ‬
‫اجلرمية‪.‬‬
‫هكذا ت�شري بع�ض النظريات والآراء التي تناولت الدرا�سة العلمية ل�ضحايا اجلرمية �إىل احتمال‬
‫ا�سهام ال�ضحية يف حدوث الفعل الإجرامي‪ ،‬ذلك �أن لل�ضحية دورا فاعال يف حتديد و�صياغة‬
‫يعترب م�س�ؤوال ب�شكل جزئي‬
‫ُ‬ ‫ال�شكل الذي يتخذه هذا الفعل‪ .‬وبالتايل‪ ،‬ف�إنه ‪ -‬من الناحية اجلنائية ‪-‬‬
‫عن وقوع اجلرمية‪.‬‬
‫لقد ظهرت عدة حماوالت لو�صف ال�ضحايا ا�ستندت �إىل مدى م�س�ؤولية ال�ضحية يف ارتكاب‬
‫الفعل الإجرامي �ضده‪ ،‬ولعل من �أبرز هذه املحاوالت املحاولة التي قام بها « عزت عبد الفتاح»‬
‫والتي �صنفت ال�ضحايا على ال�شكل الآتي‪:‬‬
‫✺ �ضحايا ال ي�شاركون يف حدوث الفعل الإجرامي‪ ،‬ك�ضحايا العمليات الإهابية‬
‫✺ �ضحايا مهيئون للوقوع فري�سة للفعل الإجرامي‬
‫✺ �ضحايا ا�ستفزازيون ي�ستثريون ا�ستهدافهم للأفعال الإجرامية‬
‫�ضحايا ي�ساهمون يف ا�ستهدافهم للجرمية‬ ‫✺‬

‫✺ �ضحايا زائفون؛ �إما �أنهم مل يتعر�ضوا للجرمية �أ�صال �أو �أنهم قاموا بارتكاب اجلرائم �ضد‬
‫�أنف�سهم‪.‬‬
‫املالحظ �أن هذ الو�صف لل�ضحايا يركز على معيار م�س�ؤولية ال�ضحية يف حدوث اجلرمية‪،‬‬
‫حيث ال تكون هذه الأخرية – �إن �صح القول‪« -‬بريئة»‪ ،‬فعندما ن�صف ال�ضحايا بال�ضحايا الذين ال‬
‫ي�شاركون يف وقوع الفعل الإجرامي وال�ضحايا املت�سمون بال�ضعف البيولوجي (�أ�صحاب العاهات‬
‫والإعاقات واملر�ضى)‪ ،‬ف�إننا نتكلم يف هذه احلالة عن الدور ال�سلبي لل�ضحية والذي هو �أن ال‬
‫يكون لل�ضحية دور يف ح�صول اجلرمية‪ ،‬ومنثل لذلك ب�ضحايا الإرهاب وكذلك من �أ�صيب بعيار‬
‫ناري باخلط�أ وهو مي�شي بال�شارع فقتله‪ ،‬وكذلك املبتلون ب�إعاقات كالعمى وال�صمم والإعاقة‬
‫اجل�سدية وغريها‪.‬‬
‫�أما و�صف ال�ضحايا باملهيئني للوقوع �ضحية وكذلك ال�ضحايا اال�ستفزازيون وامل�ستثريون‬
‫وال�ضحايا املت�سمون بال�ضعف االجتماعي كاالنطواء والعزلة‪ ،‬ف�إننا هنا نتحدث عن الدور االيجابي‬
‫لل�ضحية‪ ،‬وفيه ت�ساهم ال�ضحية بقوة يف ح�صول الفعل الإجرامي‪ ،‬من خالل �سلوكها ال�شخ�صي‬
‫كالإثارة واال�ستفزاز والإغراء‪.‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫‪173‬‬ ‫علم �ضحايا اجلرمية ‪ :‬من الإهتمام باجلاين �إىل االهتمام باملجني عليه‬

‫حتى الأربعينيات من القرن املا�ضي مل يكن هناك اهتمام بدور ال�ضحية يف ح�صول الفعل‬
‫الإجرامي وكان االهتمام من�صبا على مو�ضوع ال�سببية من جانب املجرم‪� ،‬إىل �أن حتول هذا‬
‫الفكر على يد العامل فون هنتيغ ‪ Von Hentig‬عندما ن�رش مقالته الأوىل التي تعترب النواة الأوىل‬
‫لتطوير الدرا�سات على ال�ضحية والتي كانت بعنوان‪« :‬مالحظات حول التفاعل بني املجرم‬
‫وال�ضحية»‪ .14‬والباحث الروماين الأ�صل ميندل�سون ‪ Mendelsohn‬عندما قدم بحثا يف الكوجنر�س‬
‫(بوخار�ست) �صاغ فيه املق�صود مب�صطلح علم ال�ضحية‪.‬‬
‫بعد ذلك �أجنز عامل ال�ضحايا مارفن وولفغانغ ‪ Wolfgang‬درا�سة حول «�أمناط القتل اجلنائي»‪.‬‬
‫وكان الرتكيز يف تلك احلقبة من�صبا كثريا على لوم ال�ضحية والتفاعل بني املجرم وال�ضحية‬
‫وامل�سئولية اجلنائية ودور ال�ضحية يف حدوث اجلرمية‪ .‬ويبقى من امل�ستح�سن �أن نعر�ض لأراء‬
‫ودرا�سات ه�ؤالء العلماء عن دور ال�ضحية يف وقوع الفعل الإجرامي‪.‬‬
‫لقد تطرق العامل فون هونتني ‪ Von Hentig‬يف اجلزء الرابع من كتابه « املجرم وال�ضحية »‪،‬‬
‫للدور الذي ي�ضطلع به ال�ضحية يف ح�صول الفعل الإجرامي‪ ،‬كما تناول اجلوانب البيولوجية‬
‫وال�سو�سيو نف�سية ل�ضحايا اجلرمية م�ستندا يف ذلك �إىل العديد من الأرقام الر�سمية‪ ،‬وذهب �إىل �أن‬
‫املجني عليه لي�س طرفا �سلبيا يف العملية اجلرمية‪ ،‬بل قد يكون �سلوكه الواعي �أو غري الواعي �سببا‬
‫مهما يف اجلرمية‪ ،‬فهو ي�شكِّ ل ويقلِّب املجرم‪ ،‬فاملجرم قد يكون املعتدي‪ ،‬لكن ال�ضحية قد تكون‬
‫الفري�سة وال�ضحية امل�ستعدة‪،‬‬
‫وقد عمل ‪ Von Hentig‬على ت�صنيف ال�ضحايا ح�سب اخل�صائ�ص االجتماعية والنف�سية‬
‫والبيولوجية التي ترتبط مبفهوم « الإتاحية »‪ ،‬واملق�صود منه �أ�سا�سا كون ال�ضحية متاحا من حيث‬
‫�سماته ال�شخ�صية للوقوع �ضحية للفعل الإجرامي‪ .‬فخ�صائ�ص هذا الأخري هي التي توحي للجاين‬
‫يف �أحيان عديدة بوجود مربرات وم�صوغات منطقية ‪ -‬من وجهة نظره ‪ -‬يتلخ�ص بوا�سطتها‬
‫من ت�أنيب ال�ضمري ومن الإح�سا�س بالذنب لينق�ض على ال�ضحية بال�شعورية مبالغ فيها‪(.‬فمثال فئة‬
‫الإناث واللواتي يت�صفن بال�ضعف يعتربن �أكرث عر�ضة للجرمية من فئة الذكور و�أكرث ما يتعر�ض‬
‫�إليه ه�ؤالء االبتزاز وال�رسقة واالغت�صاب)‪ .‬ي�ضاف �إىل ه�ؤالء فئة املهاجرين والأقليات نظرا‬
‫لله�شا�شة االجتماعية التي يعي�شون فيها يف بالد املهجر‪.‬‬
‫على نف�س املنوال �سار مندل�سون ‪ Mendelsohn‬يف نظريته‪ ،‬التي تركز على الدور املهم الذي‬
‫تلعبه ال�ضحية بتهورها �سيما يف جرائم العنف‪ ،‬والذي ي�شكل «�إثارة» خطرية للجاين‪ .‬وقد ر�أى‬

‫‪ 114‬هادي عا�شق بداي ال�شمري‪ « ،‬مرجع �سابق»‪� ،‬ص‪.30 :‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬


‫د‪� .‬إبراهيم الهراوة‬ ‫‪174‬‬

‫هذا الأخري �أن تهور ال�ضحية ت�صاحبه دوما ظروف خمففة بالن�سبة للجاين ملواجهة �أية عقوبات‬
‫جنائية‪� .‬إىل درجة �أن نادي بامل�س�ؤولية اجلنائية لل�ضحية يف بع�ض اجلرائم (خ�صو�صا االغت�صاب)‪.‬‬
‫ولإثبات هذه النظرية على �أر�ض الواقع‪ ،‬قام عامل ال�ضحية الأمريكي ولفغانغ ‪Wolfgang‬‬
‫ب�إخ�ضاع نظريات فون هنتيغ ‪� Von Hentig‬إىل االختبار امليداين والتجريبي‪ ،‬وذلك ب�أن فح�ص‬
‫ملفات �رشطة فيالدلفيا(‪ 588‬حالة قتل جنائي) من �سنة ‪� 1948‬إىل �سنة ‪ ،1952‬حيث ا�ست�شف هذا‬
‫الأخري من خالل مالحظاته الدقيقة �أن ‪ 26‬من جرائم القتل اجلنائي امل�شهورة كانت ال�ضحية فيها‬
‫هي املبادرة باال�ستفزاز والعنف‪.‬‬
‫ويف نف�س ال�سياق‪ُ ،‬يتهم علم ال�ضحايا يف لومه لل�ضحية ومبالغته يف الرتكيز على م�ساهمة هذه‬
‫الأخرية يف بداية حدوث اجلرمية‪ ،‬ويتهم علماء ال�ضحية مبحاولة تربئة اجلاين واتهام ال�ضحية‪.15‬‬
‫ويف املح�صلة النهائية‪ ،‬ميكن الت�أكيد ب�أن درا�سات العاملني فون هنتيغ ‪ Von Hentig‬ومندل�سون‬
‫‪� Mendelsohn‬شكلت الأ�سا�س للمداخل النظرية التقليدية ملا ميكن �أن ي�صطلح عليه «علم ال�ضحايا»‪.‬‬
‫حيث �أدت هذه الدرا�سة التي طالت املجرم و�ضحيته وكذا العالقة التفاعلية بينهما �إىل تطوير‬
‫وتنقيح املقايي�س الكمية لهذا الباب من العلم‪ .‬ويف جانب �أخر‪ ،‬تعترب درا�سة الأمريكي وولفغانغ‬
‫‪ Wolfgang‬البداية التطبيقية لهذا العلم‪ ،‬ليتحول من درا�سات تخمينية نظرية فيها الكثري من النظرة‬
‫الفل�سفية �إىل االختبار القائم على التمحي�ص امليداين‪.‬‬

‫‪15. Ezzat Fattah, « Victimologies : Tendances récentes », in : Criminologie, vol.13, n°1, 1980. P. 23-24.‬‬

‫املجلة املغربية للقانون اجلنائي والعلوم اجلنائية ● العدد ‪2015 ● 2‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like