تأثير المتغير القبلي على عملية التحول السياسي في اليمن في ظل الحراك الشعبي في 2011

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 34

)2023 ‫ العدد األول (جوان‬/ ‫املجلدالسابع‬ ‫مجلـة القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‬

.)257-224).‫ص ص‬ ISSN :2600-6286 / E-ISSN :2661-7706

‫تأثير املتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك الشعبي في‬
2011
The Impact of The Tribal Variable on the Process of Political
Transformation in Yemen: A study Of Popular Protest Movement
in 2011
‫تلمسان‬- ‫ جامعة أبوبكربلقايد‬،‫ مخبرحقوق اإلنسان والحريات األساسية‬،1‫ عزالدين مجاهدي‬.‫د‬.‫ط‬
)‫(الجزائر‬
azeddine.medjahdi@univ-tlemcen.dz
)‫تلمسان (الجزائر‬- ‫ جامعة أبوبكربلقايد‬،2‫ أحمد عبد الباقي مقبل الفقيه‬.‫د‬.‫أ‬
Ahmed.elfakih@univ-tlemcen.dz

2023/06/01 :‫تاريخ النشر‬ 2023/05/06 :‫تاريخ القبول‬ 2023/01/22 :‫تاريخ اإلستالم‬

::‫املخلص‬
ّ ‫تعد اليمن إحدى الدول العربية‬
ّ ‫التي شهدت حضورا الفتا للقبيلة في املشهد السياس ي على‬
‫ وفي‬،‫مر تاريخها السياس ي‬
ّ ‫ كان ا‬2010 ‫سياق أحداث الحراك السياس ي والجتماعي في البلدان العربية أواخر سنة‬
‫ملتغير القبلي حاضرا بقوة في‬
‫ وقد خلعت هذه الدراسة إلى وجود عالقة ترابطية بين‬.‫تطورات والحداث على الععيدنن العسرر والسياس ي باليمن‬ ّ ‫ال‬
ّ ‫ وأهمية املكون القبلي في املجتمع اليمني إذ‬،2011 ‫التحول السياس ي في اليمن سنة‬
‫تمرنت‬ ّ ‫حضور املتغير القبلي وعملية‬
ّ ّ ّ
‫ كما أن عملية التغيير السياس ي في اليمن مرت بتطورات‬،‫القبيلة من ممارسة عدة أدوار سياسية في مؤسسات الدولة وحزبيا‬
ّ
.‫القبلي‬ ّ ‫عدندة نتيجة لحضور‬
‫املتغير‬

.‫ اليمن؛ القبيلة؛ حاشد وبريل؛ النتقال السياس ي‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract :
Yemen is one of Arab countries that has witnessed a significant presence of tribe in
the political scene throughout its political history The events of political and social
movement in Arab countries in late 2010 tribal variable was strongly present in
developments and events on the military and political levels in Yemen. This study
concluded that there is a correlation between presence of tribal variable and political
transformation process in Yemen year2011, And the importance of tribal component in
Yemeni society whereas tribe was able to exercise several political roles in state
institutions, As that The process of political change in Yemen has gone through several
developments as a result of tribal variable presence.
Key words: Yemen, Tribe, Hashid and Bakil, political transition.
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫مر تاريخه السياس ي محطات وأحداث عدندة على عدة مستويات‬ ‫شهد اليمن على ّ‬
‫غير ّأن ذلك لم نرن له أ ّ تأثير ملموس على‬
‫سياسية وإجتماعية وعسررية وجغرافية‪ّ ،‬‬

‫تتميز بغلبة الطابع القبلي خعوصا في منطقة الشمال أو ما‬ ‫البنية الجتماعية لليمن ّ‬
‫والتي ّ‬ ‫ّ‬
‫عرف سابقا باليمن الشمالي‪ ،‬إذ كان حضور القبيلة في مختلف التطورات أمرا ّ‬
‫حتميا وال مفر‬
‫منه‪ ،‬ففي سياق موجة الحراك السياس ي والجتماعي ّ‬
‫التي إندلعت مع نهانة سنة ‪ 2010‬وبدانة‬
‫ّ‬
‫املتغير القبلي في اليمن تأثير مهم على مسار الحداث‬ ‫‪ 2011‬في الدول العربية كان لحضور‬
‫نحياز قبيلة أو أكثر إلى أحد أطراف العراع الدائر في اليمن نرجح ّ‬
‫الرفة‬ ‫ومجرياتها إذ ّأن إ ّ‬
‫لعالحه في مواجهة بقية الطراف الداخلية والخارجية‪ ،‬وهو ما أدى لحتدام املنافسة بينها‬
‫لرسب ّ‬
‫تأنيد ووالء أكبر عدد من القبائل وذلك خدمة ملخططاتها وإستراتيجياتها وتحقيقا‬
‫لهدافها‪.‬‬
‫وقد أصبح تسليط الضوء على ّ‬
‫املكون القبلي للمجتمع اليمني في املحافظات الشمالية‬
‫تحدندا‪ ،‬وفهم طبيعة دور القبيلة في الحياة السياسية اليمنية أمرا ضروريا للقيام بعملية‬
‫التغيير السياس ي ّ‬
‫التي ّ‬
‫تمر بها‬ ‫ّ‬ ‫رصد لهم ردود الفعال العادرة عن القبائل إتجاه عملية‬
‫اليمن منذ أكثر من عقد‪.‬‬
‫ّ‬
‫القبلي في اليمن‬ ‫إذ تنطلق هذه الدراسة من إشكالية رئيسية مفادها‪ :‬ماهي عالقة التكوين‬
‫التي بدأت مع أحداث الحراك الشعبي سنة ‪2011‬؟‬ ‫التحول السياس ي ّ‬
‫ّ‬ ‫بعملية‬
‫ّ‬
‫وتتفرع عنها التساؤالت التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫بالبنية واملؤسسات‬ ‫ماهو موقع القبيلة في املجتمع اليمني؟ وما هي طبيعة عالقاتها‬
‫السياسية؟‬
‫ّ‬
‫التغيير السياس ي في اليمن؟‬ ‫ّ‬
‫القبلي في عملية‬ ‫ما هي نتيجة حضور ّ‬
‫املتغير‬
‫‪225‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ولإلجابة عن الشكالية املطروحة‪ ،‬نقترح صياغة الفرضية التالية‪:‬‬


‫ّ‬
‫والتحول السياس ي في اليمن سنة ‪2011‬‬ ‫ّ‬
‫القبلي‬ ‫هناك عالقة ترابطية بين ّ‬
‫املتغير‬
‫بينما تجيب الفرضيات الفرعية التالية عن التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫تشكل القبيلة مكونا رئيسيا للمجتمع اليمني نبرز بشكل أكبر في املحافظات الشمالية‪،‬‬
‫ولها دور سياس ي بارز نتجلى في تغلغل شيوخها في جميع مؤسسات الدولة الرسمية والحزاب‬
‫السياسية الفاعلة‬
‫ّ‬
‫القبلي‬ ‫ّ‬
‫املتغير‬ ‫تطورات عدندة بفعل حضور‬ ‫ّ‬
‫التغيير السياس ي في اليمن ّ‬ ‫‪-‬عرفت عملية‬
‫ّ‬
‫تمثلت في إسقاط نظام الرئيس "صالح" وإختالل موازين القوى بين أطراف العراع‬
‫ّ‬
‫القبلي في الحياة السياسية اليمنية من‬ ‫ّ‬
‫املتغير‬ ‫تتطلع هذه الدراسة إلى إستقعاء دور‬
‫ّ‬
‫الشمالية) وأداء النظام السياس ي وتعامله‬ ‫ّ‬
‫القبلي اليمني (في املحافظات‬ ‫خالل دراسة الواقع‬
‫القبلية‪ ،‬أ ّ عالقة التفاعل القائمة بينهما‪ ،‬وذلك ما نضفي صبغة علمية على‬‫ّ‬ ‫مع املسألة‬
‫التعرف على تأثير ّ‬
‫املحدد القبلي وتفاعله مع النظام السياس ي بشكل عام‪،‬‬ ‫الد اسة من حيث ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫القبلي اليمني وتأثيره في الحياة‬ ‫وفي الجانب العملي تهدف إلى تمريننا من فهم الواقع‬
‫السياسية خعوصا في املرحلة الحالية املتواصلة منذ سنة ‪ ،2011‬وهي مسألة على قدر كبير‬
‫من الهمية في ظل ما تشهده اليمن من أحداث سياسية‪.‬‬
‫من الناحية املنهجية تفرض طبيعة هذا املوضوع إستخدم املناهج والقترابات التالية‪:‬‬
‫ّ‬
‫منهج دراسة الحالة‪ :‬والذ يستخدم في جمع البيانات العلمية بخعوص أ ّ وحدة كانت‬
‫ّ‬
‫محليا أو عاما‪ ،‬وإستعانت به الدراسة في‬ ‫فردا أو مؤسسة أو نظام إجتماعيا أو مجتمعا‬
‫ّ‬
‫واملتمثل في دور ّ‬
‫املتغير القبلي في سياق‬ ‫سياق عملية تحليل النموذج محل الدراسة والبحث‬
‫ّ‬
‫التحول السياس ي في اليمن‪.‬‬ ‫عملية‬

‫‪226‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫املنهج الوصفي التحليلي‪ :‬ويستخدم هذا الخير في وصف وتحليل الظاهرة ّ‬


‫محل الدراسة‪،‬‬
‫التعرف على‬‫وتم توظيفه في هذه الد اسة في إطار عملية تحليل الواقع القبلي في اليمن عبر ّ‬ ‫ّ‬
‫ر‬
‫ظل إزدواجية‬ ‫مكوناته وتفاصيله ورصد عالقات التفاعل بين القبيلة والنظام السياس ي في ّ‬
‫م‬
‫امل ّ‬
‫سير للمجتمع (السياس ي والقبلي)‪.‬‬ ‫النظام‬
‫ّ‬
‫املنهج التاريخي‪ :‬وهذا املنهج إضافة إلى سرده للوقائع واملحطات التاريخية البارزة فإنه‬
‫املتحرم في نشأة وزوال الظواهر‪ ،‬كما يسعى إلى‬ ‫نقدم صورة عن الظروف واملحيط ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫إستخالص العالقات املوجودة بين الظاهرة محل البحث والتحليل والظرف الذ رافق‬
‫وجودها‪ .‬وإستعانت به الدراسة لسرد بعض الحداث التاريخية املتعلقة بالحداث السياسية‬
‫املهمة ّ‬
‫التي شهدت حضور الدور القبلي‪.‬‬
‫كل من إقتراب عالقة الدولة باملجتمع "لجوال‬‫تم إستخدام ّ‬ ‫وبخعوص القترابات فقد ّ‬
‫ّ‬
‫ميجدال" (‪ )Joel Migdal‬والذ نولي قدرا كبيرا من الهتمام لتأثير املجتمع في الدولة‪ ،‬على‬
‫إعتبار ّأن الدولة هي واحدة من القوى الجتماعية املختلفة ّ‬
‫والتي تشترك في السيطرة على‬
‫املجتمع‪ ،‬يادة على التأثيرات املتبادلة بين تلك القوى الجتماعية ّ‬
‫التي تندرج ضمن الدولة‬ ‫ز‬
‫(كالقبيلة‪ ،‬والطائفة‪ ،‬والجماعة عرقية)‪ ،‬وذلك ما ننتج عنه إضعاف لقوة وسيطرة الدولة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وتفرك املجتمع‪ ،‬وهو الواقع الذ تعيشه اليمن في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫ّ‬
‫وإقتراب الجماعة والذ إبترره "آرثر بانتلي" )‪ (Arther Bentley‬سنة ‪ 1908‬وشاع‬
‫إستخدامه برثرة من قبل "دنفيد ترومان" )‪ ،(Davide Tromanne‬وعموما ّ‬
‫فإن هذا القتراب‬
‫ّ‬
‫ننظر إلى الظاهرة السياسية كونها محعلة ّتفاعالت إجتماعية وفي هذا السياق أولى هذا‬
‫القتراب أهمية للجماعات في عملية التحليل على حساب الفراد‪ ،‬وتتجلى أهمية إستخدام‬
‫هذا القتراب في هذه الدراسة في تحليل دور القبيلة اليمنية على إعتبار كونها جماعة منظمة‬
‫تضم أفرادا لهم معالح مشتركة ويسعون إلى تحقيقها من خالل العملية السياسية‪ ،‬وذلك‬ ‫ّ‬

‫‪227‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫التحول السياس ي في اليمن‬ ‫ما تجلى بوضوح في تفاعل الرثير من القبائل اليمنية مع عملية‬
‫سنة ‪.2011‬‬
‫كل ما سبق تشكلت الدراسة من محورين رئيسيين‪ :‬إذ نرصد أولهما مكانة‬ ‫تأسيسا على ّ‬
‫ّ‬
‫ويحدد طبيعة دورها في الحياة السياسية في تلك‬ ‫ّ‬
‫البنية القبلية في تكوين املجتمع اليمني‪،‬‬
‫التي ساهمت في ذلك‪ ،‬أما الثاني فيركز على دراسة دور القبيلة في عملية‬‫الدولة والعوامل ّ‬

‫التغيير السياس ي‪ ،‬إنطالقا من تحدند موقف القبيلة من أحداث الحراك السياس ي‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫والجتماعي في اليمن ثم الوقوف على أهم التأثيرات السلبية الناجمة عن إستمرار النظام‬
‫القبلي في اليمن‪.‬‬
‫املحوراألول‪ :‬التكوين القبلي للمجتمع اليمني‬
‫نتفق الباحثون واملختعون املهتمون بدراسة تاريخ حضارات ودول العالم على ّأن اليمن‬ ‫ّ‬

‫التي عرفت قيام أولى الحضارات وأعرقها وتشريل تنظيمات مختلفة‬ ‫أقدم الدول ّ‬‫هي إحدى ّ‬

‫ترسخ وبقاء التنظيم القبلي‬ ‫تؤ ّطر لتسيير شؤون الفراد اليومية‪ّ ،‬‬
‫غير ّأن ذلك تزامن مع ّ‬
‫ولوية تطبيقه في تسيير حياة الفراد ّ‬
‫وحل مشاكلهم ونزاعاتهم‪.‬‬ ‫بمختلف ّ‬
‫مميزاته وأ ّ‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬القبيلة بوصفها مكونا للمجتمع اليمني‬
‫تعرف القبيلة على ّأنها الوحدة السياسية والقتعادنة والجتماعية في املجتمع البطريركي‬
‫ّ‬
‫وتتكون من أحزاب وعشائر تنقسم بدورها إلى أفخاذ وصوال إلى العائلة (الخلية‬ ‫(البو )‪،‬‬
‫ولكل عشيرة وفخذ وعائلة زعيمها الخاص‪ ،‬وينتخب زعيم القبيلة من‬‫الجتماعية الولى)‪ّ ،‬‬
‫قوة القبيلة وإتساع ما تملره من ال ض ّ‬
‫محددا رئيسيا في إختيار‬ ‫العائلة القوى‪ ،‬وتشكل ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫سيحمله زعيمها (سلطان‪ ،‬أمير‪ ،‬شيخ‪ ،‬شريف‪ ،‬مقدم)‪ ،‬وقد تلجأ مجموعة من‬ ‫اللقب الذ‬
‫القبائل إلى الترتل فيما بينها لتشريل إتحاد فدرالي وبإندماج أكثر من إتحاد فدرالي ّ‬
‫نتكون‬
‫نتبين من خالل هذا التعريف ّأن‬
‫إتحاد كونفدرالي (محمد ع‪ ،1968 ،.‬العفحات ‪)518-517‬؛ ّ‬

‫‪228‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫تجمع من الفراد ضمن سلسلة من املجموعات بشكل هرمي )عشائر‪ ،‬أفخاذ‪،‬‬‫القبيلة هي ّ‬


‫تسند قيادتها للشخص القوى‪ ،‬بالضافة إلى ّأن حجم وقوة القبيلة وكبر‬
‫وعائالت( إذ ّ‬
‫ّ‬ ‫املساحة الجغرافية ّ‬
‫التي تسيطر عليها يشكل معيارا في تحدند اللقب الذ سيوصف به‬
‫قائدها‪ ،‬كما قد تضطر عدة قبائل لإلتحاد فيما بينها لتحقيق معالحها املشتركة‪.‬‬
‫وقد أجمع املؤرخون واملختعون في علم النساب على ّأن أصل شعوب وقبائل سكان‬
‫ّ‬
‫الجزيرة العربية ننحعر في فرعيين‪ ،‬هما‪" :‬عدنان" و"قحطان" واللذان نلتقي نسبهما عند‬
‫"غانر بن نشالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السالم" (حسين‪ ،1991 ،‬صفحة ‪.)164‬‬
‫ّ‬
‫وتشكل القبائل في اليمن حوالي ‪ %85‬من حجم سكان اليمن‪ّ ،‬‬
‫ولكل قبيلة مساحة محددة‬
‫تمتلرها (وقد ال تتطابق تلك املساحة مع التقسيم الدار للبالد)‪ ،‬ولها أعرافها وعاداتها‬
‫كل قبيلة شيخ‪ ،‬وبذلك تعتبر القبيلة نفسها‬ ‫تميزها عن بقية القبائل ّ‬
‫ويتزعم ّ‬ ‫وتقاليدها ّ‬
‫التي ّ‬

‫دولة معغرة داخل الدولة‪ ،‬وللعدند من القبائل خعوصا الواقعة في شمال اليمن نظامها‬
‫كل إتحاد شيخ رئيس ي "شيخ مشانخ" (جولوفاكانا‪،1994 ،‬‬‫التحاد (الكونفدرالي) إذ نرأس ّ‬
‫ّ‬
‫ويتضح مما سبق قبلية املجتمع اليمني من جهة وإستقاللية القبائل في‬ ‫العفحات ‪،)12-11‬‬
‫تسيير شؤونها الخاصة من جهة أخرى‪.‬‬
‫وفي سياق متعل شهد اليمن دخول قبائل من الفرس ممن خرجوا لنعرة "سيف بن ذ‬
‫نزن" ويعرفون بالبناء في واد السر وذمار‪ ،‬وفي جوب من عمران وإندمج أغلبهم مع سكان‬
‫ّ‬
‫اليمن (حسين‪ ،1991 ،‬صفحة ‪ ،)172‬وتمثل القبيلة ركيزة لسلطة املشانخ‪ ،‬ومؤسسة إجتماعية‬
‫ّ‬ ‫نجعلها البعض معادلة للتا يخ اليمني ّ‬
‫وحتى العربي كله (محمد ع‪ ،1998 ،.‬صفحة ‪ ،)64‬إذ شهد‬ ‫ر‬
‫اليمن منذ القدم إستقرار العدند من القبائل في مناطق وإستغلت إمكاناتها القتعادنة ملدة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫زمنية طويلة وبذلك أصبحت تلك املناطق تعرف بأسماء القبائل التي إستقرت عليها (نزار عبد‬

‫‪229‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫اللطيف‪ ،1981 ،‬صفحة ‪ ،)38‬يستنتج مما سبق إسهام العامل الخارجي ممثال في الفرس وتفاعله‬
‫مع املجتمع اليمني منذ القدم في ترسيخ وإستمرارية ّ‬
‫املكون القبلي إلى الععر الراهن‪.‬‬
‫وقد أشار النثروبولوجي الروس ي "أوليج جراسيموف" إلى وجود ‪ 200‬قبيلة في اليمن‪ ،‬إذ‬
‫تواجدت في شمال اليمن (الجمهورية العربية اليمنية سابقا) ‪ 168‬قبيلة‪ ،‬إستوطنت ‪141‬‬
‫قبيلة منها في املناطق الجبلية بينما بقيت ‪ 27‬قبيلة أخرى في املناطق الساحلية‪ ،‬في حين ّأن‬
‫جنوب اليمن (جمهورية اليمن الدنموقراطية الشعبية سابقا) شهدت تواجد ‪ 25‬قبيلة (أوليج‪،‬‬
‫‪ ،1989‬صفحة ‪ ،)50‬وذلك ما يشير إلى كثرة عدد القبائل خعوصا في مناطق التضاريس‬
‫الجبلية لليمن (شمال البالد) إذ شكلت تلك املناطق بيئة خعبة لترسخ القبائل وإستقرارها‬
‫عليها‪.‬‬
‫هذا وتشير املعادر التاريخية إلى ّأن أكبر ّ‬
‫تجمع قبلي في اليمن هما "حاشد" و"بريل"‬
‫واللتان تنحدران من أخوين‪ ،‬إذ ّأن الولى ّ‬ ‫ّ‬
‫تتكون من سبع قبائل رئيسية والثانية من أربع‬
‫لكل منها حدودها القليمية ّ‬
‫املميزة (دريش‪ ،1997 ،‬صفحة ‪ ،)220‬ويطلق على هذان‬ ‫عشرة قبيلة ّ‬
‫ّ‬
‫القسمان الرئيسيان وصف الجناحين وذلك كتشبيه بأجنحة الطائر والذ ال نقدر على‬
‫ّ‬ ‫الحركة من دونهما‪ّ ،‬‬
‫ومرد إطالق هذا الوصف هو أهمية الدور الذ مارسه هذنن القسمين‬
‫في التاريخ اليمني منذ القدم وإلى نومنا هذا (عبد هللا بن عبد الوهاب‪ ،1985 ،‬صفحة ‪،)19‬‬
‫ّ‬
‫ويستشف من هذا حيوية الدور السياس ي الذ مارسه هذنن التجمعين في الحياة السياسية‬
‫اليمنية بخالف بقية التجمعات القبلية العغرى‪.‬‬
‫وتجدر الشارة إلى ّأن عدد القبائل اليمنية قد عرف تقلعا وإنخفاضا بفعل جملة‬
‫نتكون اليمن حاليا من‬ ‫والتحوالت ّ‬
‫التي شهدها املجتمع اليمني في الععر الراهن‪ ،‬إذ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التغيرات‬
‫القبائل الرئيسية التالية‪ :‬قبيلة همدان بن زيد (همدان الربرى) وتنقسم إلى جناحين كبيرنن‬
‫حاشد وبريل وتنضو تحتهما العدند من القبائل‪ ،‬قبيلة مذحج ّ‬
‫وتضم قبائل عدندة أبرزها‪:‬‬
‫‪230‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫عنس ومراد والحدا وقيفة وعبيدة‪ ،‬وقبيلة حمير وقد إختفت هويتها وإندمجت الفروع ّ‬
‫التي‬
‫ّ‬
‫بقيت منها مع قبيلة همدان (زيد بن علي‪ ،2017 ،‬صفحة ‪ ،)43‬ويالحظ أنه رغم ما شهده املجتمع‬
‫تحوالت ّأدت إلى تراجع تعداد القبائل اليمنية إال أن بعضها ّ‬
‫تمرنت من البقاء‬ ‫اليمني من ّ‬
‫والحفاظ على وجودها بفعل ترتلها ضمن إتحادات وقدرتها على العمود في مواجهة ما طرأ‬
‫على املجتمع اليمني من ّ‬
‫تحوالت‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتميز النظام القبلي في اليمن بخعائص عدة‪ ،‬ومن أبرزها (قائد نعمان‪ ،1986 ،‬صفحة‬ ‫هذا‬
‫‪:)61‬‬
‫‪-‬النزعة نحو الستقالل‪ ،‬إذ ّأن القبائل ترفض الخضوع للحرم املركز ّأنا كان شكله وطنيا أو‬
‫أجنبيا‪.‬‬
‫‪-‬الوالء للقبيلة ولشيخها‪ ،‬في حين نضعف أو ننعدم الوالء للدولة‪.‬‬
‫‪-‬تسيير شؤون القبيلة على أساس العرف القبلي‪.‬‬
‫‪-‬البد من وجود شيخ نترأس القبيلة‪ ،‬نقوم بمجموعة من املهام أهمها‪ :‬الحرص على تطبيق‬
‫العرف القبلي‪.‬‬
‫‪-‬إحتقار النشطة والعمال اليدوية خعوصا الحرفية واملهنية‪.‬‬
‫وقد كان للقبائل اليمنية إبان فترة الحتالل البرنطاني لجنوب عدن دور مؤثر على‬
‫سياساته وهو ما دفعه إلى إستخدام أساليب عدندة لستمالتها كعقد معاهدات الوالء مع‬
‫زعماء القبائل وتخعيص رواتب شهرية وسنوية لهم والتعبير عن إحترامهم‪ ،‬ومنح املخلعين‬
‫منهم اللقاب والنياشين والهدانا (فاروق عثمان‪ ،1987 ،‬صفحة ‪ ،)228‬وفي سياق فرض سيطرتها‬
‫على ال اض ي ّ‬
‫التي قامت بإحتاللها لجأت الدارة الستعمارية البرنطانية إلى إنتهاج مبدأ "فرق‬ ‫ر‬
‫ومحمياتها‪ ،‬وبذلك إنقسمت القبائل إلى‬ ‫ّ‬ ‫تسد" في تعاملها مع القبائل اليمنية في عدن‬
‫مجموعتين الولى خاضعة للمستعمر ّ‬
‫ومؤيدة لسياساته والثانية ّ‬
‫متمردة عليه مع إحتدام‬
‫‪231‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫والشقاق بينها (شفيقة‪ ،1999 ،‬العفحات ‪ ،)60-59‬وإ ّ‬
‫تسمت الوضاع الجتماعية‬ ‫العراع‬
‫ّ‬
‫بطغيان العالقات القبلية وترابطها مع العالقات‬ ‫والسياسية لسكان جنوب اليمن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والساللية‪ ،‬وشكل النتماء إلى قبيلة ما جزءا مهما من الوعي الذاتي لدى سكان‬ ‫الجتماعية‬
‫املناطق الداخلية في اليمن الجنوبي (فاروق عثمان‪ ،1988 ،‬العفحات ‪ ،)49-48‬نالحظ مما سبق‬
‫ّأن القبائل اليمنية قد شكلت عقبة أمام تنفيذ مخططات املستعمر البرنطاني في الجنوب‬
‫ّ‬ ‫والتفرقة بينها ّ‬ ‫ّ‬
‫وللتغلب عليها لجأ إلى إفتعال العراعات ّ‬
‫نتمرن من بسط سيطرته‬ ‫حتى‬ ‫اليمني‬
‫وتحقيق أهدافه‪.‬‬
‫أما في الشمال اليمني فطبيعة التضاريس الععبة أسهمت في ترريس العزلة والجمود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومذهبية (إسماعيلية‪ ،‬زيدنة‪ ،‬شافعية) وكذا‬ ‫وتشكل تعددنات قبلية (حاشد‪ ،‬بريل‪ ،‬مذحج)‬
‫ّ‬
‫جهوية (نمن أعلى‪ ،‬نمن أسفل‪ ،‬مشرق) متنافرة فيما بينها (عبد العزيز قائد‪ ،2004 ،‬صفحة ‪،)65‬‬
‫كما كان للقبيلة حضور وتأثير بارز في الشمال اليمني إذ ّأن التفاعل السياس ي والندنولوجي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الذ حعل بين ّ‬
‫املشيخية هناك والمامة الزيدنة الهادوية سمح لهذه الخيرة‬ ‫البنية القبلية‬
‫بتأسيس وجودها‪ ،‬في إطار معادلة ثنائية المامة والقبيلة من خالل دعم ّ‬
‫وتأنيد مشائخ‬
‫القبائل كقبائل آل الضحاك وآل الدعام وبريل‪ ،‬والزعامات القبلية في خوالن وآنس والهنوم‬
‫وقوى إقطاعية أخرى نافذة لإلمامة الهادوية (عبد الرريم‪ ،2012 ،‬صفحة ‪)379‬؛ وذلك ما يعني‬
‫ّ‬ ‫تشكل عالقة إعتماد متبادل بين ّ‬
‫كل من النظامين القبلي والمامي تجلت في دعم القوى‬
‫القبلية للنظام المامي‪ ،‬بمقابل ماد ّ نقدمه هذا الخير وإعتراف بسيادتها على ما تمتلره من‬
‫مناطق فيما يستفيد امللك من حمانتها مللره وطاعتها له‪.‬‬
‫وقد كان لندالع النتفاضات القبلية كإنتفاضة "آل ربيز" و"آل دمان" في محافظتي "شبوة"‬
‫و"أبين" على التوالي‪ ،‬زيادة على إنضمام الرثير من أفراد الجيش إلى هذه القبائل دور في‬
‫ّ‬
‫السرية‬ ‫ضد الستعمار البرنطاني وإنطالق الجهود السياسية‬ ‫إنتفاضة‪ 20 :‬نونيو ‪ّ 1967‬‬

‫‪232‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫لطرده من الجنوب اليمني (محمد س‪ ،1989 ،.‬صفحة ‪ .)96‬فموقف القبائل اليمنية (خعوصا‬
‫ا‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ‬
‫غير ّأن ذلك ال ننفي وجود‬ ‫عامال مهما في ّ‬
‫تثبيت الثورة‪ّ ،‬‬ ‫املؤيد للثورة شكل‬ ‫الشافعية منها)‬
‫ّ‬
‫املركزية فقد‬ ‫ّ‬
‫التناقضات والتوترات في العالقات بين القبائل اليمنية وبينها وبين السلطة‬
‫إنقسمت القبائل اليمنية في فترة الستينات من القرن العشرين إلى تيارّين ّ‬
‫مؤيدة للجمهورية‬
‫ّ‬
‫وموالية للملرية (جولوفاكانا‪ ،1994 ،‬العفحات ‪ ،)32-31‬ويستنتج مما سبق محورية دور القبائل‬
‫في طرد املستعمر البرنطاني وتواصل تأثيرها في مرحلة الستقالل إذ أبدت عن تطلعاتها‬
‫املخالفة لتوجهات قادة الحركة الوطنية وهو ما نتج عنه توترات وأزمات وحروب بين الطرفين‬
‫أنهرت كالهما‪.‬‬
‫وعقب حعول الجنوب اليمني على إستقالله بتاريخ‪ 30 :‬نوفمبر ‪ 1967‬توجه ّ‬
‫التيار‬
‫اليميني في الجبهة القومية بعد توليه زمام السلطة إلى إقامة دولة ذات منحى برجواز‬
‫إصالحي‪ ،‬بينما عرف الشمال اليمني عقب إنقالب ‪ 8‬نوفمبر ‪ 1967‬نظاما بطابع إقطاعي –‬
‫قبلي بزاوية ميل كومبرادورية (رجعية وإقطاعية وعسررية)‪ ،‬وإشتعل بين النظامين صراع حاد‬
‫ذو صبغة طبقية – قبلية (محمد علي‪ ،1981 ،‬صفحة ‪.)96‬‬
‫ثانيا‪ :‬الدورالسياس ي للقبيلة في اليمن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حظيت قضية عالقة السلطة املركزية بالقبائل بإهتمام بالغ من طرف الثوار الذنن‬
‫أعلنوا قيام الجمهورية‪ ،‬إذ برز تيا ين بخعوص دور القبائل في الثورة‪ ،‬الول‪ :‬نرى ّ‬
‫بأن القبائل‬ ‫ر‬
‫وبفعل عامل التخلف بمختلف أشكاله ال تفهم وال تدرك معنى املؤسسات السياسية والدولة‬
‫وسيادة القانون‪ ،‬وعليه يعتقد دعاة هذا التيار بضرو ة مواصلة نفس السياسة ّ‬
‫التي إنتهجها‬ ‫ر‬
‫المام معها (السيطرة والضغط)‪ ،‬والثاني نرى ّ‬
‫بأن القبائل عانت من الظلم والستبداد‬
‫المامي كثيرا‪ ،‬وستخضع للحكومة الجمهورية إذا كانت عالقتها بها قائمة على العدل‬
‫التي ّتقلدت زمام النظام‬
‫(جولوفاكانا‪ ،1994 ،‬صفحة ‪)20‬؛ ويشير هذا إلى ّأن النخبة السياسية ّ‬

‫‪233‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫السياس ي اليمني بعد الستقالل قد أدركت حجم ووزن العامل القبلي وتأثيره في العملية‬
‫ّ‬
‫إشكالية التعامل مع هذا الفاعل املؤثر‪.‬‬ ‫السياسية كما إنقسمت تلك النخبة إلى تيارين حول‬
‫أقر مرسوم رئاس ي صدر سنة ‪ 1963‬بتشريل مجالس للمشانخ في ّ‬
‫كل قبيلة‬ ‫هذا وقد ّ‬
‫ّ‬
‫أوكلت لها عدة مهام أبرزها‪ :‬تحدند متطلبات القبيلة وإنشغاالتها ونقلها إلى مجلس مشانخ‬
‫ّ‬
‫والذ ننقلها بدوره إلى املجلس العلى ملشانخ القبائل‪ّ ،‬‬
‫وتم صرف راتب بقيمة (‪850‬‬ ‫املحافظة‬
‫لكل شيخ عضو في مجلس مشانخ املحافظة‪ ،‬وأنشئت اللجنة املركزية لشؤون‬ ‫ريال شهريا) ّ‬
‫وضمت ‪ 16‬شيخا‪ ،‬كما منح نعف مقاعد اللجان العاملة تحت إشراف املجلس‬ ‫املشانخ ّ‬

‫الرئاس ي لشيوخ القبائل (جولوفاكانا‪ ،1994 ،‬العفحات ‪ ،)53-52‬وصدر في نفس السنة مرسوم‬
‫ّ‬
‫رئاس ي نقض ي بتكوين وزارة لشؤون القبائل ويحدد كيفية سير عملها (أحمد عمر‪،1969 ،‬‬
‫العفحات ‪ ،)206-203‬تشير هذه الجراءات ّ‬
‫التي ّتبنتها السلطة التنفيذنة اليمنية في تلك الفترة‬
‫إلى قدرة ّ‬
‫املتغير القبلي على فرض وجوده عليها بدليل حعوله على عدة ضمانات وإمتيازات‬
‫تحعل عليها شيوخ القبائل‪.‬‬
‫وشهد الشطر الشمالي لليمن بتاريخ‪ 13 :‬جوان ‪ 1974‬إنقالبا عسرريا قاده املقدم‬
‫ّ‬
‫"إبراهيم الحمد " والذ عمل على تحجيم السلطة السياسية لشيوخ القبائل‪ ،‬وإبعادهم‬
‫عن املؤسسة العسررية‪ ،‬إذ سعت النخبة التقليدنة خعوصا القبلية منها إلى إقامة دولة‬
‫تقليدنة تتماش ى وتوجهاتها (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)42‬‬
‫بينما لجأ الرئيس اليمني السبق "علي عبد هللا صالح" إلى إنتهاج سياسات مهادنة للقبيلة‪،‬‬
‫أهمها‪ :‬تفعيل معلحة شؤون القبائل‪ ،‬وتأسيس حزب املؤتمر الشعبي العام تنفيذا ملا كان‬
‫نطالب به شيوخ القبائل خالل مؤتمراتهم القبلية في ستينيات القرن املاض ي‪ ،‬وإستبدال‬
‫وتم تسمية البرملان بمجلس الشورى‬‫هيئات التعاون الهلي للتطوير باملجالس املحلية‪ّ ،‬‬

‫‪234‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫حسب رغبة شيوخ القبائل (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬العفحات ‪-42‬‬
‫‪.)43‬‬
‫أ‪-‬عوامل تقوية الدورالسياس ي للقبائل اليمنية‬
‫التي ساعدت على ّ‬
‫تقوية وإستمرار الدور السياس ي للقبائل‪،‬‬ ‫ويمرن حعر أهم العوامل ّ‬

‫فيما نلي (وجدان‪:)2011 ،‬‬


‫العوامل الجغر افية‪ :‬إذ ّأن التضاريس الجغرافية املختلفة لليمن خعوصا الجبلية منها‪،‬‬
‫إضافة إلى إنعدام شبرة املواصالت الحدنثة صعب من مهمة السلطة املركزية في إخضاع‬
‫القبائل‪ ،‬بل كثيرا ما سعت الولى إلى إسترضاء الثانية لكونها تسيطر على مواقع جغرافية‬
‫مهمة‪ ،‬خعوصا الحدودنة منها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بشخعنة‬ ‫ّ‬
‫نتميز‬ ‫العوامل السياسية‪ :‬إذ ّأن طبيعة النظام السياس ي اليمني ذاته والذ‬
‫السلطة‪ ،‬وحظره لتشريل مؤسسات سياسية حدنثة وهامشية املشاركة السياسية‪ ،‬وفشل‬
‫والتي ّ‬
‫حققت لفرادها ما عجز عنه‬ ‫النظام في تلبية مطالب الفراد‪ ،‬أدى إلى بروز دور القبيلة ّ‬

‫النظام‪.‬‬
‫العوامل اإلجتماعية والثقافية‪ :‬فإلى وقتنا الحاضر ال نزال أفراد القبائل اليمنية‬
‫نحترمون إلى العراف والعادات والتقاليد في تسيير الشؤون اليومية لحياتهم بدل مؤسسات‬
‫الدولة‪ ،‬كما ّ‬
‫تمرنت القبيلة من الحفاظ على ثقافة سياسية مساعدة لبقاء دورها السياس ي‬
‫وإستمراره‪ ،‬وهو ما رسخ الوالء املطلق ّ‬
‫للريان القبلي من طرف أفراده وأسهم في إستمرار‬
‫بقاءه‪.‬‬
‫العوامل الصارجية‪ :‬وبرز تأثيرها بوضوح منذ ستينات القرن املاض ي‪ ،‬إذ ّأن التدخل‬
‫املعر في اليمن لدعم النظام الجمهور أسهم في ترسيخ دور القبائل‪ ،‬كما أسهم تدخل‬

‫‪235‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫بعض القوى القليمية في الشؤون الداخلية اليمنية عبر دعم مشانخ القبائل مادنا وعسرريا‬
‫منذ القدم وإلى نومنا هذا في فرض وجود القبائل على الساحة السياسية اليمنية‪.‬‬
‫العوامل التاريخية‪ :‬فالدور السياس ي للقبيلة نرجع إلى فترة ما قبل ظهور السالم؛ إذ‬
‫نجمع املؤرخون على ّأن الدول اليمنية القدنمة كانت في كثير من الفترات صنيعة الجماعة‬
‫القبلية وذلك ما يعني ّأن القبيلة اليمنية ّأدت دورا مهما في تكوين الدول وسقوطها‪ ،‬ومن‬
‫المثلة على ذلك‪ :‬دولة معين‪ ،‬وسبأ‪ ،‬وحمير (رامي عبد الرحمن‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ ،)88‬وقد أسهم‬
‫ّ‬
‫تجذر القبيلة في اليمن في املناطق الشمالية في حفاظها على وجودها ومقاومتها ملختلف‬
‫شدتها كالحتالل العثماني والقمع المامي‪ ،‬وذلك ما ّنفسر إستمرار‬
‫واملتغيرات غم ّ‬
‫ّ ر‬ ‫الظروف‬
‫دورها إلى تاريخ كتابة هذه الدراسة‪.‬‬
‫العوامل اإلقتصادية‪ :‬إذ ّأن غياب الدولة الدائم في املناطق القبلية‪ ،‬أفسح املجال‬
‫تأدنة أدوار مختلفة‪ ،‬ومن أهمها ّ‬
‫التوسط لدى النظام السياس ي لتوفير‬ ‫لشيوخ القبائل في ّ‬
‫ّ‬
‫مناصب شغل لبناء قبائلهم‪ ،‬وتقدنم العانات املالية ملحتاجين وهو ما نوثق العالقة بقوة‬
‫بين الفرد وقبيلة‪.‬‬
‫في إحدى الحوا ات الصحفية ّ‬
‫التي أجرتها صحيفة "املجلة" مع الرئيس اليمني السابق‬ ‫ر‬
‫حد نجحت اليمن في النتقال من‬ ‫"علي عبد هللا صالح" طرح عليه السؤال التالي‪ :‬إلى أ ّ ّ‬
‫مرحلة القبيلة إلى مرحلة الدولة؟ وهل نمرن أن ّ‬
‫تتحول من قبائل متعددة إلى قبيلة واحدة؟‪،‬‬
‫وأن الشعب اليمني هو مجموعة قبائل‪،‬‬ ‫بأن‪" :‬الدولة جزأ ال نتجزأ من القبائل‪ّ ،‬‬
‫فأجاب ّ‬
‫ّ‬
‫والريف كله قبائل كما ّأن جميع أجهزة الدولة الرسمية والشعبية مشكلة من القبائل"‬
‫فاملدن ّ‬
‫(دريش‪ ،1997 ،‬صفحة ‪.)250‬‬
‫ّ‬
‫تخضع العالقة بين الدولة والقبيلة كمؤسستين لقانون املحعلة العفرية‪ ،‬فكلما‬ ‫إذ‬
‫زادت سلطة الدولة القومية (السلطتين املادنة والخالقية) تشهد سلطة التنظيمات القبلية‬
‫‪236‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫تراجعا وإنحسارا والعرس صحيح (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة‬
‫ا‬ ‫‪ ،)44‬وتجدر الشارة إلى أ ّن الخارطة القبلية في اليمن ّ‬
‫تضم كال من املحافظات التالية‪:‬‬
‫الجوف‪ ،‬وصنعاء‪ ،‬وصعدة‪ ،‬ومأرب‪ ،‬وعمران‪ ،‬وحجة‪ ،‬واملحويت‪ ،‬وذمار‪ ،‬وشبوة (عبد الرريم‪،‬‬
‫نتبين من الضطالع على خريطة اليمن ّأن هذه املحافظات تمتاز بوجود‬
‫‪ ،2012‬صفحة ‪ )379‬إذ ّ‬
‫ّ‬
‫لتمركز القبائل وإستقرارها‪.‬‬ ‫املناطق الجبلية ّ‬
‫والتي شكلت بيئة مناسبة‬
‫ب‪-‬أساليب التأثيرالسياس ي للقبيلة في اليمن‬
‫أشار مجموعة من الباحثين إلى ّأن القبيلة ال تمتلك برنامجا ّ‬
‫للتغيير السياس ي لذلك عادة‬
‫ما تلجأ للتعبير عن مطالبها بإستخدام أساليب عنيفة كتنفيذ عمليات الختطاف لألشخاص‬
‫وقطع الطريق‪ ،‬وتدمير املمتلكات العامة ّ‬
‫والتمرد املسلح (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و‬
‫العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪ .)52‬هذا زيادة على طرق التأثير الرسمية من خالل هيئة املجلس‬
‫العلى لشيوخ القبائل اليمنية‪ ،‬ولجنة شيوخ القبيلة‪ ،‬إضافة إلى إنخراط شيوخ القبائل في‬
‫ّ‬
‫كمؤيدنن وداعمين لنظام "صالح" سابقا وكمعارضين لسياساته (الشرجبي‪،‬‬ ‫الحياة الحزبية‬
‫املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬العفحات ‪ ،)65-54‬يستنتج مما سبق ّأن القبيلة‬
‫تمرنت من املحافظة على دورها السياس ي على مستويين ال سلمي وسلمي وذلك ّندل على كبر‬
‫ّ‬

‫حجم قوتها وتأثيرها‪.‬‬


‫ومن جهة أخرى لجأت القبائل اليمنية منذ ستينيات القرن املاض ي وخعوصا بعد توحيد‬
‫شطر البلد في تسعينيات القرن املنعرم إلى عقد مؤتمرات عدندة‪ ،‬أبرزها‪" :‬مؤتمر التضامن‬
‫ّ‬
‫للقبائل اليمنية" في أوائل أكتوبر ‪1990‬م‪ ،‬و"مؤتمر التالحم الوطني"‪ ،‬والذ عقد بتاريخ‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪1991/12/19‬م‪ ،‬و"مؤتمر سبأ للقبائل اليمنية" والذ معقد في منتعف عام ‪1992‬م‪ ،‬وما‬
‫معرف "باملجلس املوحد لقبائل بريل اليمنية"‪ ،‬بتاريخ‪1993/10/20 :‬م‪ ،‬وأنضا "مؤتمر‬
‫مناصب وقبائل حضرموت”‪ ،‬في مانو ‪1998‬م‪ ،‬وكان آخر هذه املؤتمرات" مؤتمر بريل" الذ‬
‫‪237‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫معقد بمنطقة "الجحال" بمحافظة الجوف اليمنية‪ ،‬بتاريخ‪2010/11/7 :‬م (محمد محسن‪،‬‬
‫‪ّ ،)2010‬‬
‫ويدل إستمرار عقد تلك املؤتمرات على حرص القبائل على إثبات وجودها من جهة‬
‫والتطورات ّ‬
‫التي شهدها اليمن‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫وتعبيرا عن توحيد رؤيتها من الحداث‬
‫ومن جهة أخرى درج مشانخ القبائل اليمنية منذ القدم على القيام بوظيفة الضبط‬
‫الجتماعي والسياس ي في قبائلهم داخليا وفي عالقاتها مع بقية القبائل والقسام‪ّ ،‬‬
‫وحتى مع‬
‫السلطات الحكومية املركزية وهو ما أدى إلى تراجع دور الدولة وتجزؤ املجتمع إلى عدة‬
‫وغير خاضعة لسلطة الدولة وقوانينها‪ ،‬كما شهد‬ ‫وحدات قبلية سياسية شبه مستقلة ّ‬
‫النشاط القتعاد لليمن تراجعا بفعل القيم القبلية التقليدنة ّ‬
‫التي تقسم أفراد القبيلة إلى‬
‫فئات محددة بما فيها أصحاب املهن الحرفية واملهنية في ترتيب أدنى‪ ،‬وال نزال تأثير النظام‬
‫ّ‬
‫القبلي على النظام السياس ي اليمني واضحا من خالل الدور والنفوذ الذ نمتلره مشانخ‬
‫القبائل وذلك ما نتج عنه تشكل ظاهرة تشترك فيها معظم الوحدات القبلية تتجلى في قيام‬
‫الفراد والجماعات ّ‬
‫التي تخرج عن أطرها الجتماعية إلى أطر املؤسسات الدارية والهيئات‬
‫الحكومية بتوجيهها حسب أنماط أفكارهم التقليدنة وعالقاتهم الجتماعية والقرابية‬
‫والسياسية‪ ،‬وهدف هذه املؤتمرات هو تجدند الوالء للقبيلة قبل أن نكون للدولة (فضل علي‬
‫ّ‬
‫بالتحوالت السياسية‬ ‫أحمد‪ ،1985 ،‬العفحات ‪ .)135-134‬وعموما فقد سمحت القبيلة‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫وتتمأسس في الواقع وفق شروطها الخاصة (أوليج‪،‬‬ ‫الحدنثة ّبيد ّأنها ال تسمح لها أن تتجذر‬
‫ّ‬
‫التحوالت‬ ‫‪ ،1989‬صفحة ‪ )50‬وذلك ما يشير إلى ّ‬
‫أن القبيلة توافق على ما نتالءم ورغباتها حاجاتها من‬
‫تعتقد ّأنه يشكل تهدندا لسلطتها ووجودها‪.‬‬
‫م‬ ‫السياسية وترفض وتعارض ما‬
‫ويتوصل "عبد الرريم غانم" في دراسته إلى نتيجة مفادها ّأن النظام القبلي بطابعه‬
‫الععبو ووالءاته العمودنة ّ‬
‫حظي بتشجيع نظام "علي عبد هللا صالح" لكونه رأى فيه شريكا‬
‫ّ‬
‫التغيير والسهام في إعادة إنتاج ما هو قائما على‬ ‫آمنا في الحرم‪ ،‬ولدوره في ّ‬
‫الحد من إحداث‬
‫‪238‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫العرس من البنى الطبقية والطائفية والتي كانت منازعة له على كرس ي الرئاسة (عبد الرريم‪،‬‬
‫‪ ،2012‬صفحة ‪،)380‬وهو ما ّند مل على ّأن القبيلة كانت أحد الدعائم املهمة ّ‬
‫التي أسهمت في بقاء‬
‫نظام "صالح" وإطالته لعدة عقود‪.‬‬
‫وبرز الدور السياس ي للقبيلة في اليمن في فترة حرم "علي عبد هللا صالح" على مستويين‪،‬‬
‫وهو ما سنتطرق إليه بش يء من التفعيل فيما نأتي‪.‬‬
‫ج‪-‬دورالقبائل في مؤسسات السلطتين التشريعية والتنفيذية‬
‫نختلف النفوذ القبلي قوة وضعفا تبعا لضعف أو قوة الدولة‪ ،‬إذ عندما نكون نفوذ‬
‫الدولة قويا نضعف نفوذ القبيلة والعرس صحيح (سعيد أحمد‪ ،1992 ،‬صفحة ‪ ،)22‬فقد‬
‫مارس شيوخ القبائل عدة أدوار سياسية وذلك في البرملان واملجالس املحلية وكذا املؤسسة‬
‫العسررية وبذلك كان لهم تأثير مباشر على مؤسسات صناعة القرار اليمني (إذ بلغت نسبة‬
‫شيوخ القبائل في الهيئة التشريعية ‪ %58‬سنة ‪ ،1971‬وقاربت نسبتهم ‪ %50‬في املجالس‬
‫املنتخبة واملعينة‪ ،‬كما بلغت نسبة شيوخ القبائل وأبنائهم في مجلس النواب ‪ %51‬سنة‬
‫‪ ،2003‬ونفس نسبة تمثيلهم كانت في مجلس الشورى املعين) (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪،‬‬
‫و العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪ ،)50‬وإستمر الوضع على حاله إلى غانة إندالع أحداث الحراك‬
‫السياس ي والجتماعي في اليمن سنة ‪ 2011‬وهو ما نؤكد حرص القبائل ممثلة في شيوخها على‬
‫بقاء دور سياس ي فاعل لها بشكل مستمر‪.‬‬
‫ولطاملا عمد النظام السياس ي اليمني في عهد "صالح" إلى دعم وتعزيز النفوذ القبلي‬
‫تم دعم‬‫والجتماعي ملشانخ القبائل بالنفوذ السياس ي في مؤسسات الدولة الرسمية كما ّ‬
‫نفوذهم القتعاد (فؤاد‪ ،2010 ،‬صفحة ‪ ،)14‬هذا وأدى شيوخ القبائل دورا سياسيا بارزا في‬
‫املشهد السياس ي اليمني إبان فترة حرم "صالح" إذ شاركوا في تشريل الحكومات واملجالس‬
‫النيابية املتعاقبة‪ ،‬وترأس الشيخ "عبد هللا الحمر" أحد الشيوخ البارزين البرملان لثالث‬
‫‪239‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫عهدات‪ ،‬زيادة على ترأسه لحزب التجمع اليمني لإلصالح إلى غانة وفاته (محمد محسن‪،2020 ،‬‬
‫صفحة ‪ ،)69‬وقد كان للقبائل حضور عسرر بارز إبان فترة الحروب الستة ّ‬
‫التي خاضها نظام‬
‫ضد الحوثيين في إتجاهين‪ّ ،‬‬
‫ضد الحوثيين وهو حال قبائل ّ‬
‫كل‬ ‫"علي عبد هللا صالح" سابقا ّ‬

‫من‪ :‬جماعة‪ ،‬منبه‪ ،‬قطابر‪ ،‬همدان‪ ،‬وانلة‪ ،‬بني عوير‪ ،‬وسحار‪ ،‬وأخرى وقفت إلى جانب‬
‫الحوثيين كشخعيات من قبائل جهم ومشانخ من مأرب والجوف (محمد محمود‪،2010 ،‬‬
‫العفحات ‪ ،)104-97‬وهو ما يشير إلى ّأن القبائل شكلت في ذلك الظرف أداة في أناد الغريمين‬
‫ضد الطرف اآلخر‪.‬‬ ‫كل منهما يسعى لستمالته وتوظيفه ّ‬ ‫(نظام صالح والحوثيين) ّ‬
‫د‪-‬القبائل والتعددية السياسية في اليمن‬
‫وفيما نتعلق بعالقة الحزاب السياسية بالقبائل اليمنية في الفترة املمتدة ما بين ستينيات‬
‫ّ ّ‬
‫وتأنيد ّتيار‬
‫كال من قبيلتي حاشد وبريل مالت إلى دعم ّ‬ ‫وتسعينيات القرن العشرين‪ ،‬فإن‬
‫حزبي محدد‪ ،‬فدعمت حاشد الخوان املسلمين إذ إ ّ‬
‫نضم ّ‬
‫كل من الشيوخ‪" :‬عبد هللا بن حسين‬
‫الحمر" و"أحمد املطر " و"حسين دماج" إلى الخوان املسلمين‪ ،‬بينما دعمت قبيلة بريل‬
‫نضم الشيخ "مجاهد أبو شوارب" لحزب البعث وكذلك "الشيخ العبر "‪،‬‬ ‫حزب البعث فإ ّ‬
‫كما إ ّ‬
‫نضم ّ‬
‫كل من "الشيخ مطيع دماج" و"الشيخ أحمد منعور أبو إصبع" إلى حركة‬
‫القوميين العرب‪ ،‬هذا ولم نرن إنضمام شيوخ القبائل لألحزاب السياسية عن قناعة‬
‫أندنولوجية‪ ،‬أو رغبة منهم في ذلك ّإنما كان نتيجة لسعي الحزاب السياسية ّ‬
‫لضمهم إلى‬
‫صفوفهم (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪)40‬؛ ويستنتج من هذا ّأن‬
‫الزعامات القبلية رأت في التعددنة السياسية فرصة مناسبة لتحقيق تطلعاتها وأهدافها‪،‬‬
‫ّ‬
‫بينما تهافتت الحزاب السياسية على إستقطاب تلك النخب القبلية على إعتبار كونها تمثل‬
‫ورقة رابحة في سياق توسيع قاعدتها الشعبية وتحقيق الفوز في الستحقاقات النتخابية‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫وبعد مرور سنوات قليلة عن إعالن الوحدة بين شطر اليمن في تسعينيات القرن املاض ي‬
‫ّ‬
‫وتراجع الخطر الذ شكله الحزب الشتراكي بالنسبة للحليفين املؤتمر الشعبي العام‬
‫والتجمع اليمني لإلصالح بدأت تظهر بوادر الخالفات والتنافس بينهما وهو ما دفع بالعدند‬
‫من املشانخ القبليين إلى النسحاب من عضوية الصالح إلى املؤتمر الشعبي العام إذ بذل‬
‫"علي عبد هللا صالح" في سبيل ذلك قعارى جهده وإستعمل أساليب ضغط كثيرة‪ ،‬وبذلك لم‬
‫نتبقى في الصالح إال عدد قليل من املشانخ املنتمين له تنظيميا‪ ،‬ومن تمرنوا من املوازنة بين‬
‫ّ‬
‫الضغوط التي تمارسها الدولة وإنتمائهم لتجمع الصالح (صادق علي محمد‪ ،2006 ،‬صفحة‬
‫‪)152‬؛ وهو ما نظهر ّأن طبيعة العالقة بين الزعامات القبلية اليمنية والرئيس السبق‬
‫"صالح" كانت عالقة تبعية لهذا الخير‪ ،‬في حين ّأن عضوية معظمهم في "تجمع الصالح" كانت‬
‫صورية وشكلية وعلى الورق فقط أ ّ مجرد إنتماء إسمي وشرلي‪.‬‬
‫وذكر "محمد محسن الظاهر " ّأن من سمات التجربة الدنمقراطية اليمنية مر م‬
‫كونها إلى‬
‫توازن قبلي مسيس يسيره النظام حسب رغباته‪ ،‬إضافة إلى ّأنها تجمع بين التقليدنة والحداثة‬
‫كل من الحزب والقبيلة‪ ،‬وهو ما ننتج عنه مفهوم "الحزب القبيلة"‪ ،‬وبذلك تنشأ‬ ‫إذ نجتمع ّ‬
‫ظاهرتين سلبيتين في املشهد السياس ي اليمني هما "قبيلة الحزب" (تحوير الحزب إلى كائن‬
‫ّ‬
‫مسخ بتعبير "الظاهر ") نحمل قيما مشوهة تأخذ أسوأ ما في القبيلة "كالثأر القبلي" ليعبح‬
‫وشيوع مظاهر العنف وإستخدام‬ ‫ثأرا حزبيا‪ ،‬ويبرز ذلك في كثرة النشقاقات الحزبية ّ‬
‫ّ‬
‫السالح)‪ ،‬وتتمثل الظاهرة الثانية في "تحزيب القبيلة" (إذ تلجأ الحزاب السياسية إلى‬
‫ّ‬
‫إستقطاب شيوخ القبائل وأفرادها ومنحهم العضوية مع بقاء الثقافة والقيم القبلية متجذرة‬
‫أكد "الظاهر " في سياق متعل على ّأن‬ ‫في نفوسهم) (محمد محسن‪ ،2005 ،‬صفحة ‪ ،)152‬وقد ّ‬

‫القبيلة (أو القبلية السياسية) بالنسبة للتعددنة السياسية والحزبية هي بمثابة سالح ذو‬
‫حدنن إذ قد تكون معدر قوة لها في حالة ما إستطاعت الحزاب والقوى السياسية توظيفها‬‫ّ‬

‫‪241‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫والستفادة منها‪ ،‬كما نمرنها أن تكون معدرا لضعف التعددنة الحزبية في حالة لجأ الحاكم‬
‫تسييسها وتوظيفها لخدمة معالحه فقط (محمد محسن‪.)2015 ،‬‬‫إلى ّ‬
‫ّ‬
‫التعددنة السياسية واملمارسات الحزبية‬ ‫فيما أشار "ناصر محمد الطويل" إلى ّأن تأثير‬
‫ّ‬ ‫على ّ‬
‫التنوع القبلي‪ ،‬نتمثل فيما نلي (ناصر محمد‪ ،2005 ،‬العفحات ‪:)139-130‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫الزج بالقبيلة في العراعات السياسية‬
‫التمانزات الجهوية والجهوية ّ‬
‫والتنوع القبلي‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬تخفيف ‪ /‬تعزيز‬
‫‪-‬إضعاف الروابط القبلية وتعميق العراع القبلي‬
‫‪-‬تسهيل إحتواء السلطة لشيوخ القبائل‬
‫هذا وقد تجسد إهتمام نظام "علي عبد هللا صالح" باملؤسسة القبلية وبضرورة إبقائها‬
‫تحت سيطرته في إنشائه لعدة مؤسسات تكون همزة وصل بين الدولة والقبيلة‪ ،‬إذ ّأن تلك‬
‫ّ‬ ‫املؤسسات ّ‬
‫تضم شيوخ القبائل على إعتبار كونهم ممثلين لقبائلهم وال قوانين تنظمها‪ ،‬ومن‬
‫والتوسط والتحريم في قضانا الثأر‪ ،‬وأهم هذه‬ ‫ّ‬ ‫مهامها توزيع ّ‬
‫الريع على شيوخ القبائل‬
‫املؤسسات هي (عادل مجاهد‪ ،2012 ،‬العفحات ‪ :)64-63‬معلحة شؤون القبائل‪ ،‬منظمة دار‬
‫السالم‪ ،‬كما يعتبر حزب املؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) إحدى تلك املؤسسات‬
‫وأهمها‪ .‬كما قد أدرك ّ‬
‫املتمردون الحوثيون بعد سيطرتهم على العاصمة "صنعاء" أهمية‬
‫ّ‬
‫املتغير القبلي في املشهد السياس ي اليمني ودفعهم ذلك إلى العالن عن تأسيس "الهيئة العامة‬
‫لشؤون القبائل" في قرار صادر عن املجلس السياس ي العلى حمل رقم ‪ 179‬سنة ‪2018‬‬
‫ّ‬
‫(املهرة‪ ،)2018 ،‬وال شك في ّأن الهدف من ذلك هو السيطرة على القبيلة وتوظيفها لخدمة‬
‫أهدافهم وتطلعاتهم من جهة والحرص على إبقاء القبائل تحت نفوذهم ّ‬
‫حتى ال ّ‬
‫تتمرد على‬
‫سلطتهم‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫هذا وقد خلعت الدراسة املوسومة "بالقعر والدنوان‪ :‬الدور السياس ي للقبيلة في اليمن"‬
‫إلى ّأن الدور السياس ي للقبيلة هو في الحقيقة دور سياس ي لشيوخ القبائل‪ ،‬إذ في ّ‬
‫ظل‬
‫الزبائنية ّ‬
‫فإن من نمارس الدور السياس ي هو الشيخ‪ ،‬بينما نبقى أفراد القبيلة مجرد‬ ‫ّ‬ ‫العالقات‬
‫أتباع (الشرجبي‪ ،‬املخالفي‪ ،‬البناء‪ ،‬عفاف‪ ،‬و العالحي‪ ،2009 ،‬صفحة ‪.)149‬‬
‫املحورالثاني‪ :‬دورالقبيلة اليمنية في التغييرالسياس ي‪ :‬حالة حراك ‪2011‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬موقف القبيلة من أحداث الحراك السياس ي واإلجتماعي في اليمن في ‪2011‬‬
‫عقب إندالع أحداث الحراك السياس ي والجتماعي في اليمن بعد ما شهدته بلدان عربية‬
‫ّ‬
‫بالتغيير‬ ‫أخرى وإستمرارها أعلن شيوخ قبليون بارزون إنضمامهم إلى صفوف القوى املطالبة‬
‫ّ‬
‫بالتغيير السلمي‬ ‫ّ‬
‫نتعرض له املدنيون من قمع وإضطهاد جراء املطالبة‬ ‫وإدانتهم ورفضهم ملا‬
‫ّ‬
‫(الوسط‪ ،)2011 ،‬وهو ما ّندل على تشكل وعي ورغبة لدى فئة من شيوخ القبائل بضرورة‬
‫إسقاط ّ‬
‫وتغيير نظام "صالح" بعد أن تشكلت لهم فرصة إندالع أحداث الحراك اليمني‪ ،‬وال‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫شك في أن ذلك راجع إلى التهميش والقعاء الذ عانى منه أولئك الشيوخ من طرف "صالح"‪.‬‬
‫وأشار "عبد الرريم غانم" في دراسة له شملت أوساط القوى الجتماعية في ساحات‬
‫كل من محافظات‪ :‬الجوف‪ ،‬صنعاء‪ ،‬صعدة‪ ،‬مأرب‪ ،‬عمران‪ ،‬حجة‪ ،‬املحويت‪،‬‬ ‫ّ‬
‫التغيير في ّ‬
‫ذمار‪ ،‬وشبوة‪ ،‬إلى ّأن نسبة ‪ %77‬من املبحوثين أى ّ‬
‫بأن معظم القبائل اليمنية ّ‬
‫تؤيد وتساند‬ ‫ر‬
‫أقر ما نسبته ‪ %6‬منهم عن ّأن إنضمامهم إلى الثورة كان بدعوة من مشانخ‬‫الثورة‪ ،‬كما ّ‬
‫قبائلهم‪ ،‬في حين إعتقد ما نسبته ‪ %3‬منهم ّأن شيوخ القبائل هم القوى الجتماعية الكثر‬
‫تأثيرا وفعالية في تحدند مسار الثورة (عبد الرريم‪ ،2012 ،‬العفحات ‪.)386-385‬‬
‫وأشار "عبد الرريم غانم" إلى ّأن القوى القبلية ّ‬
‫املؤيدة للثورة تنقسم إلى فئتين (عبد‬
‫الرريم‪ ،2012 ،‬العفحات ‪ :)388-389‬شيوخ ووجهاء القبائل (بدافع ّ‬
‫تغيير قيادة النظام‪ ،‬وربط‬
‫ّ‬
‫عالقات مع النظام والقيادة الجدندة)‪ ،‬وأبناء القبائل (والذنن إنضموا بسبب إخفاق النظام‬
‫‪243‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫تلبية مطالبهم)‪ ،‬هذا وقد ّأدت القبيلة اليمنية أدوارا مهمة في مسار الحراك السياس ي‬
‫في ّ‬
‫الجتماعي في اليمن عقب إندالعه‪ ،‬من أهمها‪ :‬تجسيد اللتزام بالنظام وردع قوات الرئيس‬
‫السبق "صالح" عن قمع وتقتيل املتظاهرين وإبطال رهانات "علي صالح" في إشعال حرب‬
‫أهلية‪ ،‬وحمانة الثورة‪ ،‬وتقدنم الدعم املالي والبشر الالزم لساحات الحراك (عبد الرريم‪،‬‬
‫‪ ،2012‬العفحات ‪)388-387‬؛ ومارست القبيلة دورها في املشهد السياس ي بوسائل مختلفة‪:‬‬
‫فمدنيا لجأت إلى أسلوب العتعامات والحتجاجات‪ ،‬وسياسيا رفضت الحوار مع النظام‪،‬‬
‫وإنسحب معظم أبناء القبائل من عضوية املؤتمر الشعبي العام‪ ،‬وعسرريا دعمت املطالبين‬
‫ّ‬
‫بالتغيير في مواجهاتهم مع قوات النظام‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫الحل‬ ‫وذكر "الشيخ حسين عبد ّللا الحمر" في لقاء خاص معه ّأن الدولة املدنية هي‬
‫واملخرج ملا تعانيه اليمن عقب إسقاط نظام "صالح"‪ ،‬وأشار إلى رغبة فئة املشانخ املساهمة‬
‫في إرساء أسس الدولة املدنية الحدنثة‪ ،‬واملتمثلة في (صالح‪ :)2012 ،‬القضاء‪ ،‬المن‪ ،‬الدستور‬
‫والقوانين‪ ،‬واملساواة بين جميع املواطنين‪ ،‬ودون أن يشكلوا عائقا أمام قيام دولة القانون‪.‬‬
‫التي نواجهها النظام السياس ي اليمني منذ إعالن الوحدة في تسعينيات‬‫ومن بين ال مات ّ‬
‫ز‬
‫القرن املاض ي أزمة التغلغل خعوصا في املناطق القبلية‪ ،‬نتيجة لسعي القبائل إلى تحقيق‬
‫إستقاللها الذاتي ورفضها لتواجد الدولة وسيطرتها (فؤاد عبد الجليل‪ ،2003 ،‬صفحة ‪)106‬؛ كما‬
‫ننبغي الشارة إلى ّأن هذه الزمة لم ترن وليدة الوحدة بين شطر اليمن في تسعينيات القرن‬
‫العشرين بل ترجع جذورها إلى ستينيات القرن املاض ي‪ ،‬وفي هذا السياق نبرز مثال الرئيس‬
‫ّ‬
‫اليمني السبق ملا عرف باليمن الشمالي سابقا "إبراهيم الحمد " (‪ )1977- 1974‬والذ كانت‬
‫حل مجلس‬ ‫أهم ّ‬
‫أولوياته بناء دولة حدنثة تخضع للسلطة املركزية في اليمن إذ أقدم على ّ‬
‫والذنن كان لهم نفوذ قو ومعارضة لعملية التحدنث‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غير‬ ‫الشورى املشكل من شيوخ قبائل‬
‫تم إ ّ‬
‫غتيال هذا الخير ‪(Peterson, 1981, p.‬‬ ‫أن مشروع "الحمد " السياس ي لم نرتمل بعد أن ّ‬

‫‪244‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬ ‫م‬
‫)‪ ،258‬إذ أتهمت أطراف قبلية نافذة بإغتياله‪ ،‬وهذا إن ّدل فإنما ّندل على تغلغل القبائل في‬
‫ّ‬
‫جميع مفاصل الدولة وحجم القوة الربير الذ كانت تتمتع به في تلك الفترة‪.‬‬
‫وبخعوص فترة حرم الرئيس اليمني السبق "علي عبد هللا صالح" ّ‬
‫والتي تجاوزت الثالث‬
‫فإنها شهدت إستمرار نفوذ القبيلة وفلسفتها بسبب إعتماد الدولة الحدنثة‬ ‫عقود من الزمن ّ‬
‫على دعم ّ‬
‫وتأنيد القبيلة للنظام الحاكم؛ إذ ربطت بينهما عالقة تبادلية حسب الدكتور "فؤاد‬
‫ّ‬
‫عبد الجليل العالحي" (فؤاد عبد الجليل‪ ،2002 ،‬صفحة ‪)61‬؛ وهو ما يشير إلى تشكل إدراك لدى‬
‫صانع القرار اليمني بعدم قدرته على إزاحة القوى القبلية الفاعلة من املشهد السياس ي‪،‬‬
‫القوية وإستمالتها ّ‬
‫وتجنب الدخول‬ ‫غير مهادنة النخب القبلية ّ‬ ‫وبالتالي لم نرن أمامه من خيار ّ‬

‫في صراعات معها‪.‬‬


‫مرد أ مة التغلغل ّ‬ ‫ّ‬
‫التي شكلت إحدى أبرز معوقات التنمية السياسية في اليمن قدنما‬ ‫إن ّ ز‬
‫ّ‬
‫الذ ّ‬
‫منيت به مؤسسات الدولة في ّ‬
‫تأدنة وظائفها نحو مواطنيها‪،‬‬ ‫وحدنثا هو العجز والخفاق‬
‫وباملقابل فقد نجحت القبيلة في إشباع وتلبية املطالب والحاجات املادنة واملعنوية لفرادها‬
‫عزز الحضور الجتماعي والسياس ي للقبيلة لدى أبنائها رغم الوجود الشرلي‬ ‫وهو ما ّ‬
‫ملؤسسات الدولة (صحيفة‪ ،)2010 ،‬وقد ترتب عن ّ‬
‫غياب أو الحضور الشرلي ملؤسسات الدولة‬
‫العدند من املظاهر السلبية الدالة على التخلف والفقر كعدم توفر الخدمات واملرافق‬
‫العمومية الضابطة لسير الحياة الجتماعية (مراكز المن) وغياب ثقافة سياسية فاعلة لد‬
‫أفراد القبائل وإنتشار السلحة بمختلف أشكالها‪ ،‬وإنتشار الجريمة بمختلف أنواعها‪.‬‬
‫وفي سياق متعل أدى الغياب املستمر ملؤسسات الدولة اليمنية في املناطق الخاضعة‬
‫لسيطرتها إلى ّ‬
‫تقوية البنى القبلية ويبرز مثال محافظة مأرب إذ لجأت قبائلها املحلية إلى‬
‫ّ‬
‫التحالف مع املحافظ لتأسيس ما كان على أرض الواقع دولة معغرة وت ّولت القبائل عدة‬

‫‪245‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫وظائف أمنيا‪ ،‬والحفاظ على التأمين الجتماعي لبناء قبائلها‪ ،‬وذلك ما منح مشانخ القبائل‬
‫نفوذا كبيرا ّ‬
‫أكد تحرمهم وسطوتهم على أفراد قبائلهم )‪.(Abdulkareem, 2019, p. 11‬‬
‫ّ‬
‫إتسمت العالقة بينهما بمنحى تاريخي‬ ‫وفيما نتعلق بعالقة الحوثيين بالقبيلة فلطاملا‬
‫صراعي إذ ّأن قوة أحدهما تتوقف على ضعف الطرف اآلخر‪ ،‬وذلك ما إستفاد منه "صالح" في‬
‫حروبه مع الحوثيين‪ ،‬وأهم ما تشترك فيه القبائل مع الجماعة الحوثية هو‪ :‬إضطراب العالقة‬
‫والتوسع على حساب ضعف الدولة والعراع معها (بشرى‪.)2018 ،‬‬ ‫مع الدولة‪ّ ،‬‬
‫وفي سياق إستثمار الحوثيين ّ‬
‫للبنية القبلية في العراع مع الحكومة الشرعية وقوات‬
‫ّ‬
‫لتقوية وتعزيز نفوذهم عقب‬ ‫التحالف إنتهج الحوثيون عدة أساليب وإستراتيجيات‬
‫سيطرتهم على العاصمة "صنعاء"؛ إذ ّأنهم باملوازاة مع ضمان دعم شبكات رعانة الرئيس‬
‫السبق "صالح" إبان تحالفه معهم عملوا على تشريل شبرة دعم من املشانخ املوالين له‬
‫واملستقلين عن "صالح" وقاموا بتعيين "ضيف هللا رسام" شيخ مشانخ جدند كما أسسوا‬
‫ّ‬
‫"مجلس التحالف القبلي والشعبي" وهو ما مهد لفك التحالف مع "صالح" ‪(IMEDA‬‬
‫)‪ ،programme, 2020, p. 12‬يادة على ذلك لجأ الحوثيون إلى ّ‬
‫تبني الدعوات املناطقية‬ ‫ز‬
‫والستثمار في الثقافة القبلية والنتماء القبلي في جميع ّ‬
‫تحركاتهم‪ ،‬وحققوا نجاحا كبيرا في‬
‫ذلك تجلى في الستفادة من املخزون البشر للقبائل وإبعاد خعومهم وتحقيق معالحهم‪،‬‬
‫زيادة على العمل على تفريرها والسيطرة عليها )‪.(IMEDA programme, 2020, pp. 12-13‬‬
‫كما تجدر الشارة إلى ربط القبائل اليمنية لعالقات مع دول الجوار الجغرافي وتحدندا بعد‬
‫التحول السياس ي؛ إذ نبرز في هذا السياق مثال ما أقدمت عليه سلطنة عمان‬‫ّ‬ ‫إنطالق عملية‬
‫والتي أصدرت مرسوما منحت بموجبه "مبارك ناجي هاد عجيم" (وهو أحد شيوخ قبائل‬ ‫ّ‬

‫محافظة املهرة) وعائلته ورخعت لهم الجمع بين الجنسيتين (العمانية واليمنية)‪ ،‬إضافة إلى‬
‫سلطان املهرة الشيخ "عيس ى بن عفرار"‪ ،‬وذلك ما ّندل على متانة وعمق العالقات ّ‬
‫التي تجمع‬
‫‪246‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫بين عمان وشيوخ القبائل املهرية املجاورة لها (الجزيرة ووكاالت‪ ،)2018 ،‬وال شك في ّأن إنتهاج‬
‫تجنب أ ّ أعمال عدائية من القبائل اليمنية‬ ‫السلطنة العمانية لهذه السياسة كان بهدف ّ‬
‫املستقرة بمحافظة املهرة ّ‬
‫والتي لعمان حدود برية طويلة معها أو قيام تلك القبائل بإستثارة‬
‫للتمرد على السلطة وذلك ما يشكل تهدندا فعليا للنظام السياس ي في‬‫ّ‬ ‫القبائل العمانية‬
‫مسقط‪.‬‬
‫بينما قامت اململرة العربية السعودنة بربط إتعاالت مع القبائل اليمنية القاطنة في‬
‫الجنوب الشرقي من اليمن بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة "صنعاء" وقدمت إمتيازات‬
‫عدة لشيوخ تلك القبائل (أموال وأسلحة وسيارات وجوازات سفر)‪ ،‬في حين أقدمت المارات‬
‫على تشريل قوات النخبة (وقوامها أبناء القبائل اليمنية) في بعض املناطق القتعادنة‬
‫الهامة كشبوة وحضرموت (تشار ‪.)2018 ،‬‬
‫وبخعوص عالقة بعض القبائل اليمنية باململرة العربية السعودنة أشار املوقع الرسمي‬
‫لقناة "الجزيرة" إلى إضالعه على وثائق وصفها بالسرية والخطيرة للسعودنة وتتطرق مللفات‬
‫خطيرة فيما نتعلق بإدارة الرياض للملف اليمني منذ سنة ‪2011‬؛ إذ أشارت تلك الوثائق إلى‬
‫ما نلي (الجزيرة نت‪:)2020 ،‬‬
‫‪-‬تفريك اليمن عبر دعم مختلف الريانات القبلية والسياسية‪ ،‬والتحريض بينها‪.‬‬
‫‪-‬ترريس سلطة القبيلة بتقدنم الدعم املالي لبعض املشانخ لتنفيذ أجندات وسياسات‬
‫الرياض‪.‬‬
‫‪-‬تجنيد القبائل اليمنية لقتال قبائل وكيانات معادنة للرياض‪.‬‬
‫‪-‬التواصل املباشر مع مشانخ قبائل لتنفيذ عمليات خارج سلطة الحكومة الشرعية‪.‬‬

‫‪247‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬
‫في حين ال تزال المارات تقدم دعمها لقوات املجلس النتقالي الجنوبي والذ فرض‬
‫سيطرته على محافظة "عدن" الجنوبية‪ ،‬إضافة إلى بعض املواقع الستراتيجية في اليمن‬
‫كاملوانئ وجزيرة سوقطرى‪.‬‬
‫وبخعوص العالقات النرانية مع القبيلة الحوثية ّ‬
‫فإن لها جذورا تعود إلى بدانة حروب‬
‫"صعدة" بين نظام صالح والحوثيين‪ ،‬من خالل تقدنم الدعم العسرر والعالمي رغم ّ‬
‫نفي‬
‫"طهران" لذلك‪ ،‬ومع سيطرة الحوثيون على "صنعاء" تزاند حجم الدعم النراني لهم رغم‬
‫إعتراض هيئة المم املتحدة والطراف الدولية والقليمية لهذا الدعم وفرض عقوبات عليها‬
‫بسببه ولسباب أخرى تتعلق ببرنامجها النوو وأدورها القليمية ‪(Trevor, et al., 2020, pp. 53 -‬‬
‫)‪ ،63- 64 - 65- 66‬ولقد نجم عن تدخالت الطراف القليمية (السعودنة‪ ،‬والمارات‪ ،‬وإنران)‬
‫ودعمها بشكل فرد لقوى قبلية على حساب الطراف الخرى بما فيها قوات الحكومة‬
‫الشرعية اليمنية املعترف بها دوليا إشتعال حرب الوكالء (حرب بالوكالة) بين هذه الطراف‬
‫منذ بدانة عملية النتقال السياس ي وإلى تاريخ إنجاز هذه الدراسة رغم إتفاقيات الهدنة‬
‫التي أبرمت بين الطراف ّ‬
‫والتي غالبا ما تكون قعيرة الجل إذ تنتهي بعد إختراق وقف‬ ‫الرثيرة ّ‬

‫أقل حدة‪ ،‬إذ ّأن‬


‫إطالق النار بين الخعوم اليمنيين وإن إستمرت فبحجم عمليات عسررية ّ‬
‫ّ‬ ‫حل للعراع ّ‬
‫إستمرار هذه الحرب أعاق إمكانية البحث عن ّ‬
‫املتفاقم والذ أنهرت تداعياته‬
‫اليمن دولة ومجتمعا‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ثانيا‪ :‬التأثيرات السلبية إلستمرارالنظام القبلي اليمني في حراك ‪2011‬‬


‫نتج عن بقاء وإستمرار النظام القبلي في اليمن العدند من التداعيات السلبية على‬
‫املجتمع وشكل الدولة واملشهد السياس ي فيها‪ ،‬ويمرن رصد أبرز املظاهر في هذا السياق‪ ،‬فيما‬
‫نلي‪:‬‬
‫‪-1‬تعميق اإلنقسامات اإلجتماعية‪ :‬إذ أشار "هاني عباد محمد املغلس" إلى ّأن النظام‬
‫القبلي املشيخي قد أسهم في ذلك بشكل كبير منذ تعميمه كنظام إجتماعي رسمي بعد عام‬
‫‪1994‬م (هاني عباد محمد‪ ،‬ربيع ‪ ،2013‬صفحة ‪ ،)124‬هذا وقد عمل نظام الرئيس السابق "علي‬
‫بينية فيما بينها ّ‬
‫وتحولت بذلك القبيلة‬ ‫عبد هللا صالح" على دفع القبائل إلى خوض صراعات ّ‬
‫تفتيت التحادات القبلية الربرى كحاشد وبريل‪ّ ،‬‬
‫والتي لم تعد مكونا أو‬ ‫وتم ّ‬
‫إلى مشيخة‪ّ ،‬‬
‫فاعال أساسيا بل برزت القبائل الفرعية‪ ،‬وتضاءلت مكانة فئة شيوخ املشانخ على حساب فئة‬
‫مشائخ القبائل العغيرة (الشيوخ الجدد أو مشائخ صالح كما يسميهم البعض) (عادل مجاهد‪،‬‬
‫‪ ،2016‬العفحات ‪ ،)50-49‬وهو ما يشير إلى حرص "صالح" على منع القبائل الربرى والفاعلة‬
‫التمرد عليه‪ ،‬عبر إنتهاج إستراتيجية إضعاف الخعوم وتفتيتهم مقابل ّ‬
‫تقوية‬ ‫ّ‬ ‫سياسيا من‬
‫الحلفاء ودعمهم‪.‬‬
‫‪-2‬تراجع دور ووظيفة الدولة املركزية‪ :‬إذ ّأن بعض القبائل املسلحة تمنع في بعض‬
‫الوقات الحكومة اليمنية من القيام بوظائفها كإستخراج املوارد الطبيعية ومعاقبة املجرمين‬
‫وبناء منشآت حكومية ومراقبة إستعمال الحتياطات النادرة للمياه )‪،(SARAH, 2007, p. 24‬‬
‫وباملقابل نضطلع شيوخ القبائل اليمنية في املناطق الشمالية من البالد بعدة أدوار حيوية‬
‫على املستويين السياس ي والقانوني‪ ،‬فهم نمتلكون سلطة معالجة وتسوية القضانا واملنازعات‬
‫والتعامالت املختلفة بين القبائل والجهزة الحكومية الرسمية‪ ،‬ويعملون على الحفاظ على‬
‫الستقرار والنضباط والتوازن الجتماعي والسياس ي بين القبائل والقسام والجماعات‬
‫‪249‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫والفراد بإستخدام أحكام العرف القبلي‪ ،‬ونتيجة لذلك أصبح املجتمع اليمني مجزءا إلى‬
‫وغير خاضعة لسلطة الدولة‬ ‫مناطق ووحدات قبلية سياسية مختلفة وشبه مستقلة ّ‬

‫وقوانينها (فضل علي أحمد‪ ،1985 ،‬العفحات ‪ ،)135-134‬وهو ما أشرنا إليه سابقا بالتفعيل في‬
‫أ مة التغلغل ّ‬
‫التي يعاني منها النظام السياس ي اليمني‪.‬‬ ‫ز‬
‫‪-2‬تعطيل عملية بناء الدولة الحديثة‪ :‬فمن أجل ضمان إستمرار بقائه في السلطة عمل‬
‫الرئيس اليمني السبق "صالح" على إنشاء تركيب هجين ّ‬
‫نضم ثالث بنى‪ ،‬هي‪ :‬القبيلة والحزب‬
‫تمخض عنه بروز شكل تقليد من أشكال توازن القوى‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ّ‬ ‫والجيش‪ ،‬وذلك ما‬
‫الدولة اليمنية أشبه بفدرالية من القبائل‪ّ ،‬‬
‫لكل قبيلة حزب وجيش تنافس فيما بينها على‬
‫معادر السلطة والريع بمختلف الطرق بما فيها الفساد والتزوير (طيبي‪ ،2019 ،‬صفحة ‪،)153‬‬
‫ّ‬
‫إذ تفشت العدند من مظاهرهما خعوصا على مستوى املؤسستين العسررية والقتعادنة‬
‫اليمنية (نحي صالح‪ ،2010 ،‬العفحات ‪ ،)136-133‬ويشير ذلك إلى نجاح "صالح" في توظيف‬
‫ّ‬
‫البنية القبلية والحزب والجيش كأدوات لترسيخ حرمه وإطالته‪.‬‬
‫وفي سياق متعل ّ‬
‫طبق "صالح" العدند من الستراتيجيات لضمان إستمراره على رأس‬
‫السلطة‪ ،‬فعقب تأسيسه لحزب املؤتمر الشعبي العام حرص على إستمالة زعماء القبائل‬
‫وشيوخها إلى صفه لضمان ّ‬
‫تأنيدهم ودعمهم ومنحهم باملقابل بعضا من المتيازات وأتاح لهم‬
‫ّ‬
‫الفرصة للثراء االقتعاد ‪ ،‬كما أسند قيادة الوحدات العسررية املهمة في الجيش إلى أفراد‬
‫من قبيلته وأبناء القبائل املتحالفة معه خعوصا قبيلتي سنحان وآنس ‪(Helen, 2021, pp.‬‬
‫)‪ ، 148-149‬وهو ما يشير إلى تمرين صالح للقبائل املتحالفة معه من التغلغل في امليادنن‬
‫الثالث‪ :‬السياسة والقتعاد واملؤسسة العسررية‪.‬‬
‫‪-3‬عامل جذب لخلجماعات اإلرهابية‪ :‬فجميع املناطق القبلية في مختلف دول الشرق‬
‫ّ‬
‫الوسط بما فيها اليمن تشكل بيئة إجتماعية وحاضنة مالئمة لنشاط الجماعات الرهابية‬
‫‪250‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫واملسلحة‪ ،‬إذ تسعى هذه التشريالت إلى إستمالة القبائل في خطاباتها للوقوف إلى جانبها في‬
‫صراعاتها مع النظمة الحاكمة كمناشدة زعيم القاعدة السبق "أسامة بن الدن" لقبائل‬
‫ّ‬
‫اليمن الربرى (عادل و وآخرون‪ ،2016 ،‬صفحة ‪ .)34‬كما قد نحعل في بعض الحاالت الشاذة أن‬
‫نتحالف رجال قبليون مع تنظيم القاعدة في جزيرة العرب واملثال البرز في ذلك الدعم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حظي به "طارق الذهب" منهم وهو إبن أحد املشانخ البارزين في قبيلة "قيفة"‬ ‫واملساندة الذ‬
‫بمحافظة البيضاء في ننانر ‪ 2012‬خالل إستيالئه على القلعة التاريخية ومسجد العامرية‬
‫غير ّأن ما قام به "طارق" ال ّ‬
‫يعبر عن موقف القبيلة إتجاه القاعدة‪،‬‬ ‫(وسط مدننة العامرية)‪ّ ،‬‬

‫وتجنبا للنزاعات القبلية إنتهجت القبائل عدة إستراتيجيات في تعاملها مع أفراد القاعدة‬
‫كاملفاوضات وممارسة الضغوط ومعاقبة من ّنوفرون مالذا لفراد التنظيم‪ ،‬إذ ّ‬
‫أثبتت تطورات‬
‫الحداث عدم لجوء القبائل إلى خيار القوة في مواجهة التنظيم إال بعد فشل بقية الوسائل‬
‫السلمية (ندوى‪ ،)2018 ،‬وهو ما يشير إلى ّأن القبائل اليمنية على العموم قد أدركت حجم‬
‫خطورة التنظيمات الرهابية على النسيج الجتماعي وهو ما دفعها إلى تطبيق عدة سياسات‬
‫ّ‬
‫والحد من خطورتها بجميع الوسائل املتاحة‪.‬‬ ‫ملواجهتها‬
‫الصاتمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫التحول‬ ‫من خالل ما تقدم نخلص إلى ّأن ا ّ‬
‫ملتغير القبلي كان له دور مؤثر في عملية‬
‫ّ‬
‫السياس ي الذ شهده اليمن منذ بدانة أحداث الحراك السياس ي – الجتماعي سنة ‪،2011‬‬
‫إذ قد توصلت هذه الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫التي إنطلقت منها هذه الدراسة بوجود عالقة ترابطية بين‬ ‫‪-‬ثبوت صحة الفرضية الرئيسة ّ‬
‫التحول السياس ي في اليمن سنة ‪ ،2011‬وهو ما يعني ّ‬
‫بأن‬ ‫ّ‬ ‫حضور املتغير القبلي وعملية‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫التحول السياس ي أخذ مسارا لم نرن ليتخذه لو ال حضور وفعالية املتغير القبلي‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫ّ‬ ‫‪-‬كما توصلت هذه الد اسة إلى ّ‬


‫التحقق من صحة الفرض القائل ّ‬
‫بأن القبيلة تشكل مكونا‬ ‫ر‬
‫رئيسيا للمجتمع اليمني نبرز بشكل أكبر في املحافظات الشمالية‪ ،‬ولها دور سياس ي بارز نتجلى‬
‫في تغلغل شيوخها في جميع مؤسسات الدولة الرسمية وفي الحزاب السياسية الفاعلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫التغيير السياس ي في اليمن قد‬ ‫تأكدت هذه الد اسة من صدق الفرض القائل ّ‬
‫بأن عملية‬ ‫‪-‬كما ّ‬
‫ر‬
‫ّ‬
‫عرفت تطورات عدندة بفعل حضور املتغير القبلي‪ ،‬تمثلت في‪ :‬إسقاط نظام الرئيس "صالح"‬
‫وإختالل موازين القوى بين أطراف العراع‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪-‬تستفيد الفواعل غير الرسمية في اليمن واملتمثلة في‪ :‬الحوثيون‪ ،‬تنظيم القاعدة‪ ،‬والحراك‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الجنوبي من القبيلة وتوظفها لخدمة معالحها وتحقيق تطلعاتها‪ ،‬وهو ما نتجلى بشكل بارز‬
‫تطورات سياسية راهنة‪.‬‬‫فيما تشهد اليمن من ّ‬
‫التي خلعت إليها هذه الدراسة‪ ،‬البد من تقدنم بعض التوصيات‬ ‫وبعد عرض أهم النتائج ّ‬
‫ّ‬
‫التحول السياس ي في اليمن‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬ ‫فيما نتعلق بتأثير القبيلة في عملية‬
‫ّ‬
‫نتوجب عليها أن‬ ‫‪-‬بالنسبة ملؤسسات املجتمع املدني اليمني وخعوصا الحزاب السياسية‬
‫تعمل على ترسيخ الثقافة السياسية لدى أبناء القبائل‪ ،‬من خالل عقد لقاءات وحوارات ّنتم‬
‫فيها مناقشة أسباب تأ ّزم املشهد السياس ي اليمني‪ ،‬وإقتراح الحلول السياسية الالزمة لتجاوز‬
‫ذلك‪.‬‬
‫‪-‬وبخعوص شيوخ القبائل فإنطالقا من مواقعهم القيادنة ننبغي لهم ّ‬
‫تحمل مسؤولية‬
‫الحفاظ على الوحدة الوطنية وتوجيه دور قبائلهم إلى خدمة املعلحة العامة والحفاظ على‬
‫الستقرار‪.‬‬
‫ّ‬
‫نتوجب على السلطات الحاكمة أن تحرص على ضبط دور‬ ‫‪-‬في ظل إستمرار وجود القبائل‬
‫املكون املجتمعي بما نخدم املعلحة العامة للدولة ّ‬
‫ويحقق الستقرار السياس ي‪ ،‬ومنع‬ ‫هذا ّ‬
‫الفواعل ّ‬
‫غير الرسمية من إستثماره لتحقيق مخططاتها وأهدافها‪.‬‬
‫‪252‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫قائمة املصادرواملراجع‪:‬‬

‫أ‪-‬باللغة العربية‪:‬‬
‫والسياسة البرنطانية في البحر الحمر ‪.1918 – 1839‬‬ ‫أباضه فاروق عثمان‪ .)1987( .‬عدن ّ‬ ‫‪.1‬‬
‫معر‪ :‬مطابع الهيئة املعرية العامة للرتاب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫القبلية في اليمن بين االستمرار والتغير‪ .‬القاهرة‪:‬‬ ‫أبوغانم فضل علي أحمد‪ .)1985( .‬البنية‬ ‫‪.2‬‬
‫داراملنار‪.‬‬
‫الفند وآخرون محمد محمود‪ .)2010( .‬التقرير اليمني االستراتيجي ‪ .2010‬صنعاء‪ :‬املركز‬ ‫‪.3‬‬
‫اليمني للدراسات االستراتيجية‪.‬‬
‫الجبر صالح‪ .)2012 ,04 04( .‬لقاء خاص مع الشيخ حسين عبد هللا الحمر‪ ،‬الحلقة ‪ ،1‬الجزء‬ ‫‪.4‬‬
‫الثاني‪( .‬الحمر حسين عبد هللا‪ ،‬املحاور) قناة سهيل الفضائية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2021 ,12 25‬من‬
‫‪https://2u.pw/d9WuJ‬‬
‫الجزيرة نت‪ .)2020 ,08 02( .‬وثائق سرية مسربة‪ ..‬الجزيرة نت ترشف حقيقة املواقف‬ ‫‪.5‬‬
‫السعودنة من أبرز امللفات اليمنية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2021 ,02 12‬من الجزيرة نت‪:‬‬
‫‪https://cutt.us/pmQnx‬‬
‫الجزيرة ووكاالت‪ .)2018 ,12 10( .‬عمان تسمح بالجمع بين الجنسيتين العمانية واليمنية‪ .‬تاريخ‬ ‫‪.6‬‬
‫االسترداد ‪ ،2023 ,04 17‬من شبرة الجزيرة العالمية‪https://cutt.us/MxTI0 :‬‬
‫الجناحي سعيد أحمد‪ .)1992( .‬الحركة الوطنية اليمنية من الثورة إلى الوحدة‪ .‬صنعاء‪ :‬مركز‬ ‫‪.7‬‬
‫المل‪.‬‬
‫الحاج صادق علي محمد‪ .)206 ,05 21( .‬الحركة السالمية والنظام السياس ي في اليمن‪ :‬من‬ ‫‪.8‬‬
‫التحالف إلى التنافس‪ .‬أطروحة ماجستير (منشورة)‪ .152 ،‬القاهرة‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬معر‪.‬‬
‫الحدنثي نزار عبد اللطيف‪ .)1981( .‬أهل اليمن في صدر السالم‪ :‬دورهم واستقرارهم في المعار‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫بيروت‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬‬
‫الخليج صحيفة‪ .)2010 ,11 21( .‬املؤتمرات القبلية والسياسة في اليمن‪ .‬تاريخ االسترداد ‪,09 09‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ ،2021‬من صحيفة الخليج‪https://cutt.us/2hjnR :‬‬
‫الدفاعي وجدان‪ .)2011 ,04 20( .‬أثر التعدد القبلي على استقرار النظام السياس ي في الجمهورية‬ ‫‪.11‬‬
‫اليمنية‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2021 ,09 09‬من مدونة الباحثة وجدان الدفاعي‪https://2u.pw/5BUe6 :‬‬

‫‪253‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫الدوسر ندوى‪ّ .)2018 ,02 08( .‬‬


‫عدونا املشترك‪ :‬العالقة امللتبسة بين القاعدة والقبائل اليمنية‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫(مركز مالكوم كير وكارنيغي للشرق الوسط) تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,10 14‬من ‪https://2u.pw/2EMC7‬‬
‫الرمحي رامي عبد الرحمن‪ .)2010( .‬اليمن‪ :‬تكوين الدولة القطرية اليمنية (‪ .)1994 - 1962‬رسالة‬ ‫‪.13‬‬
‫ماجستير (غير منشورة)‪ .163 ،‬القدس‪ ،‬جامعة القدس‪ ،‬فلسطين‪ :‬عمادة الدراسات العليا‪.‬‬
‫الشرجبي عادل مجاهد‪ .)2012( .‬الفاعلون غير الرسميين في اليمن‪ :‬أسباب التشكل وسبل‬ ‫‪.14‬‬
‫املعالجة‪ .‬الدوحة‪ :‬مركز الجزيرة للدرسات‪.‬‬
‫الشرجبي عادل مجاهد‪ .)2016 ,03 18-17( .‬الثورة في مجتمع الالدولة‪ :‬تأثير النقسامات‬ ‫‪.15‬‬
‫الجتماعية على الثورة اليمنية‪ .‬التطورات السياسية في البلدان العربية من عام ‪( .221 ،1 ،2011‬متر‬
‫طارق‪ ،‬و وآخرون‪ ،‬املحررون) الشبرة العربية لدراسة الدنموقراطية ومعهد ععام فارس للسياسات‬
‫العامة والشؤون الدولية‪ ،‬بيروت‪ :‬شرق الرتاب‪.‬‬
‫الشرجبي عادل‪ ،‬و وآخرون‪ .)2016( .‬التقرير السنو لحقوق االنسان والدنموقراطية في اليمن‬ ‫‪.16‬‬
‫‪ :2010‬الرهاب‪ ..‬واستراتيجية البقاء في السلطة‪ .‬صنعاء‪ :‬املرصد اليمني لحقوق النسان والعندوق‬
‫الوطني للدنموقراطية‪.‬‬
‫ّ‬
‫التقليدنة في املجتمع اليمني (الصدار ‪.)1‬‬ ‫الشرجبي قائد نعمان‪ .)1986( .‬الشرائح االجتما ّ‬
‫عية‬ ‫‪.17‬‬
‫لبنان‪ :‬دار الحداثة‪.‬‬
‫الشماحي عبد هللا بن عبد الوهاب‪ .)1985( .‬اليمن النسان والحضارة (الصدار ‪ .)3‬لبنان‪:‬‬ ‫‪.18‬‬
‫منشورات املدننة‪.‬‬
‫الشهار محمد علي‪ .)1981( .‬حول الوحدة اليمنية واالنتهازية اليسارية والحزب االشتراكي اليمني‬ ‫‪.19‬‬
‫(الصدار ‪ .)1‬بيروت‪ :‬دار الفارابي‪.‬‬
‫العالحي فؤاد‪ .)2010( .‬املجتمع والنظام السياس ي في اليمن‪ .‬سلسلة التقارير املعمقة ‪ ،3 -‬مركز‬ ‫‪.20‬‬
‫الجزيرة للدراسات‪ ،‬الدوحة‪ .‬تاريخ االسترداد ‪ ،2021 ,11 03‬من ‪https://cutt.us/knvok‬‬
‫العالحي فؤاد عبد الجليل‪ .)2002( .‬اليمن وتحدند عالقتها وموقعها بين املجتمع املدني واملجتمع‬ ‫‪.21‬‬
‫السياس ي‪ .‬تعز‪ :‬مركز املعلومات والتأهيل لحقوق النسان‪.‬‬
‫‪ .22‬العالحي فؤاد عبد الجليل‪ .)2003( .‬إشكالية العبور إلى الدولة الحدنثة في اليمن‪ .‬شؤون‬
‫الععر‪ ،‬السنة السابعة(‪ ،)8‬صفحة ‪.149‬‬
‫الطويل ناصر محمد‪ .)2005( .‬هل الدنموقراطية عامل للتغلب على النوع االجتماعي أم مثير له؟‬ ‫‪.23‬‬
‫(دراسة في تأثير التعددنة السياسية والحزبية على التنوع القبلي في اليمن) ‪2004 – 1990‬م‪ .‬صفحة ‪.209‬‬

‫‪254‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫الظاهر محمد محسن‪ .)2005( .‬التطور الدنموقراطي في اليمن‪ ..‬الواقع الراهن وآفاق‬ ‫‪.24‬‬
‫املستقبل‪ .‬صنعاء‪ :‬املركز اليمني للدراسات االستراتيجية‪.‬‬
‫الظاهر محمد محسن‪ .)2010 ,11 21( .‬املؤتمرات القبلية والسياسة في اليمن‪ .‬الوحدو نات‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫تاريخ االسترداد ‪ ،2021 ,09 12‬من ‪https://2u.pw/KPepL‬‬
‫ّ‬
‫والحزبية في اليمن‪ .‬تاريخ االسترداد ‪,10 13‬‬ ‫الظاهر محمد محسن‪ .)2015 ,01 02( .‬القبيلة‬ ‫‪.26‬‬
‫‪ ،2022‬من ثقافتي‪https://2u.pw/qxI5g :‬‬
‫ّ‬
‫تقويمية‪.‬‬ ‫الظاهر محمد محسن‪ .)2020( .‬ثورة فبرانر ‪ 2011‬السلمية في اليمن‪ :‬دراسة‬ ‫‪.27‬‬
‫إسطنبول‪ :‬املؤسسة العربية للدراسات والنشر‪.‬‬
‫الفضيل زيد بن علي‪ .)2017 ,08 29( .‬القبيلة اليمنية رافد لعاصمة الخالفة منذ صدر السالم‬ ‫‪.28‬‬
‫بالجنود وداعمة للحاكم خريطة القبائل اليمنية‪ ..‬دورها وتأثيرها السياس ي (اليمن الشمالي)‪ .‬آراء حول‬
‫الخليج‪ ،122 ،‬صفحة ‪.148‬‬
‫املسعود عبد العزيز قائد‪ .)2004( .‬اليمن املعاصر من القبيلة إلى الدولة (‪.)1967 – 1911‬‬ ‫‪.29‬‬
‫صنعاء‪ :‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪.‬‬
‫املغلس هاني عباد محمد‪( .‬ربيع ‪ .)2013‬الدولة والندماج الجتماعي في اليمن‪ :‬الفرص‬ ‫‪.30‬‬
‫والتحدنات‪ .‬معمران للعلوم االجتماعية والنسانية‪ ،)04(01 ،‬صفحة ‪.285‬‬
‫املقطر بشرى‪ .)2018 ,08 07( .‬الحوثيون والقبيلة ‪ ..‬املساومات وغيرها (‪ .)2-1‬تاريخ االسترداد‬ ‫‪.31‬‬
‫‪ ،2022 ,02 01‬من الوطن‪https://cutt.us/qOMfp :‬‬
‫اليومية الوسط‪ .)2011 ,03 21( .‬قادة عسرريون وقبليون ننضمون إلى "ثورة الشباب" في اليمن‪.‬‬ ‫‪.32‬‬
‫الوسط اليومية(‪ .)3119‬تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,10 12‬من ‪https://2u.pw/wF2ZG‬‬
‫انلينا جولوفاكانا‪ .)1994( .‬التطور السياس ي للجمهورية العربية اليمنية ‪1985-1962‬م (الصدار‬ ‫‪.33‬‬
‫‪( .)1‬عبد هللا البحر محمد علي‪ ،‬املترجمون) صنعاء‪ :‬مركز الدراسات والبحوث اليمني‪.‬‬
‫بن علي الويس ي حسين‪ .)1991( .‬اليمن الربرى‪ :‬كتاب جغرافي‪ ،‬جيولوجي‪ ،‬تاريخي (الصدار ‪،2‬‬ ‫‪.34‬‬
‫املجلد ‪ .)1‬صنعاء‪ :‬مرتبة الرشاد‪.‬‬
‫بوست املهرة‪ .)2018 ,10 27( .‬الحوثيون نعدرون قرارا بإنشاء الهيئة العامة لشؤون القبائل‪.‬‬ ‫‪.35‬‬
‫تاريخ االسترداد ‪ ،2022 ,10 14‬من املهرة بوست‪https://2u.pw/G7gJR2 :‬‬
‫بول دريش‪ .)1997( .‬الئمة والقبائل‪ :‬كتابة وتمثيل التاريخ في اليمن العلى‪ .‬اليمن كما نراه اآلخر‪،‬‬ ‫‪.36‬‬
‫‪( .360‬العوج عبد الرريم‪ ،‬و تامينيان لوسين‪ ،‬املحررون) صنعاء‪ :‬املعهد المريكي للدراسات اليمنية‪.‬‬

‫‪255‬‬
‫عزالدين مجاهدي‪ /‬أحمد عبد‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ ‫الشعبي في ‪2011‬‬

‫جيراسيموف أوليج‪ .)1989( .‬القبيلة في اليمن‪( .‬عبده محمد سعيد‪ ،‬املترجمون) عدن‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪.37‬‬
‫‪ 14‬أكتوبر‪.‬‬
‫سعيد عبدهللا (محسن) محمد‪ .)1989( .‬عدن‪ :‬كفاح شعب وهزيمة امبراطورية (الصدار ‪.)2‬‬ ‫‪.38‬‬
‫بيروت ‪ -‬اليمن‪ :‬دار ابن خلدون ‪ -‬دار المل‪.‬‬
‫‪ .39‬سلطان أحمد عمر‪ .)1969( .‬نظرة في ّ‬
‫تطور املجتمع اليمني‪ .‬بيروت‪ :‬دون دار نشر‪.‬‬
‫عادل مجاهد الشرجبي‪ ،‬أحمد محمد املخالفي‪ ،‬عبد القادر علي البناء‪ ،‬أحمد الحيمي عفاف‪ ،‬و‬ ‫‪.40‬‬
‫فؤاد عبد الجليل العالحي‪ .)2009( .‬القعر والدنوان‪ :‬الدور السياس ي للقبيلة في اليمن‪ .‬صنعاء ‪ -‬كندا‪:‬‬
‫املرصد اليمني لحقوق النسان ‪ -‬معهد دراسات التنمية الدولية‪.‬‬
‫عبد السالم محمد‪ .)1998( .‬الجمهورية بين السلطنة والقبيلة في الشمال اليمني‪ .‬القاهرة‪ :‬شركة‬ ‫‪.41‬‬
‫المل‪.‬‬
‫عبد هللا العراس ي شفيقة‪ .)1999( .‬السياسة البرنطانية في مستعمرة عدن ومحمياتها ‪– 1937‬‬ ‫‪.42‬‬
‫‪ .1945‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ .236 ،‬عدن‪ ،‬كلية اآلداب‪ :‬جامعة عدن‪.‬‬
‫‪ .43‬عمر الحبش ي محمد‪ .)1968( .‬اليمن الجنوبي‪ :‬منذ ‪ 1937‬وحتى قيام جمهو ّرية اليمن الجنوبية‬
‫الشعبية‪( .‬فرح إلياس‪ ،‬و أحمد خليل خليل‪ ،‬املترجمون) بيروت‪ :‬دار الطليعة‪.‬‬
‫‪ .44‬غانم عبد الرريم‪ .)2012( .‬القبيلة اليمنية‪ :‬دورها وموقعها في الثورة والتغيير السياس ي‪ .‬الثورة‬
‫اليمنية‪ :‬الخلفية واآلفاق‪( .448 ،1 ،‬العالحي فؤاد عبد الجليل‪ ،‬املحرر) بيروت‪ :‬املركز العربي لألبحاث‬
‫ودراسة السياسات‪.‬‬
‫غمار طيبي‪ .)2019( .‬الجند والدولة والثورات العربية‪ .‬الدوحة‪ :‬املركز العربي لألبحاث ودراسة‬ ‫‪.45‬‬
‫السياسات‪.‬‬
‫فاروق عثمان ‪,‬أ ‪. (1988).‬بريطانيا والحركة الوطنية في الشطر الجنوبي من اليمن – ‪1939‬‬ ‫‪.46‬‬
‫‪1967‬م ‪.‬دون بلد نشر ‪:‬مطابع جريدة السفير اليومية‪.‬‬
‫كوشاق تشار ‪ .)2018 ,03 01( .‬اليمن بين مطرقة إنران وسندان عاصفة الحزم‪ .‬تاريخ االسترداد‬ ‫‪.47‬‬
‫‪ ،2023 ,4 18‬من شبرة الجزيرة العالمية‪https://cutt.us/uQaVh :‬‬
‫محسن نحي صالح‪ .)2010( .‬خارطة الفساد في اليمن‪ :‬أطرافه النافذة (الصدار ‪ .)01‬صنعاء‪:‬‬ ‫‪.48‬‬
‫املرصد اليمني لحقوق النسان‪.‬‬
‫ب‪-‬باللغة اإلنجليزية‪:‬‬
‫‪49. Abdulkareem, G. (2019). Addressing Social Fragmentation in Yemen.‬‬
‫‪Analysis, The Sana’a Center for Strategic Studies, Sana’a.‬‬
‫‪256‬‬
‫ أحمد عبد‬/‫عزالدين مجاهدي‬ ‫تأثيراملتغيرالقبلي على عملية التحول السياس ي في اليمن في ظل الحراك‬
‫الباقي مقبل الفقيه‬ 2011 ‫الشعبي في‬

50. Helen, l. (2021). Tribes in The Néo-libéral Era ; The Transformation of


Yemen’s social structure (Vol. xviii). (B. Marieke, Ed.) Vienna: Austrian
Academy of sciences press.
51. IMEDA programme. (2020). TRIBES IN YEMEN: An introduction to the
tribal system. UK government: IMEDA programme. Consulté le 01 22, 2022, sur
https://cutt.us/n2OI3
52. Peterson, J. (1981). The Yemen Arab Republic, The Politics Of Balance.
Assian Affairs, 68(3), p. 359.
53. SARAH, P. (2007). Evaluating Political Reform in Yemen. Washington:
Carnegie Endowment for International Peace. Consulté le 01 06, 2022
54. Trevor, J., Lane, M., Casey, A., J. Williams, H., L.Rhoades , A., James,
S., . . . Ryan, H. (2020). Could the Houthis Be the Next Hizballah? Iranian Proxy
Development in Yemen and the Future of the Houthi Movement. Santa Monica,
Calif: RAND Corporation.

257

You might also like