Professional Documents
Culture Documents
القانون التوجيهي للتربية و التعليم
القانون التوجيهي للتربية و التعليم
بناًء على حصيلة الّت قييمات المختلفة وتوّج هات تقرير مدرسة الغدُ ،سّن القانون الّت وجيهّي للّت ربية والّت عليم المدرسّي في جويلية ،2002فكان اإلطاَر
المرجعّي القانونّي للمنظومة الّتعليمّية الجديدة.
)1بنية القانون الّت وجيهّي
ّز
يضّم القانوُن التوجيهّي 70فصال مو عة على تسعة أبواب ،كما في الجدول اآلتي.
جدول عدد :1األبواب في قانون 91وقانون 2002
عناوين األبواب في قانون 2002 عناوين األبواب في قانون 1991 األبواب
في رسالة التربية ووظائف المدرسة المبادئ العاّمة األّو ل
في حقوق التلميذ وواجباته في التعليمْين األساسّي والثانوّي الثاني
في نظام الدراسة في التعليم العالي الثالث
في المؤّسسات التربوّية في التعليم الخاّص الَر ابع
في اإلطار التربوّي واإلداري واألسرة التربوّية أحكام مختلفة الخامس
في مرجعية التعّلمات ال شيء الَس ادس
في التقييم ال شيء الَس ابع
في البحث والتجديد في المجال التربوّي ال شيء الثامن
أحكام انتقالّية ال شيء التاسع
يشترك القانونان في كّل ما يتعّلق بالّتعليمْين األساسّي والثانوّي والّتعليم الخاّص الذي جاء في قانون 2002تحت عنوان " في نظام الّدراسة" و" في
المؤّسسات التربوّية" ،بحيث يمكن أن ُنقّر أّن البنية الّتعليمّية التي سبق أن ضبطها قانون 1991لم ُتدخل عليها تغييراٌت جوهرّية ،وأّنها ُاعُتبرت صالحة
للمرحلة المقبلة ،وإْن في بنيتها .لكَّن قانون 2002انفرد بعدد من التوّج هات استْو َج بتها المرحلة ،منها:
الخْو ض مجّددا في مسألة رسالة الّت ربية ووظائف المدرسة ،تبعا لما شاع من تخّلي الّدولة عن الّتعليم العمومّي زمن الَخ ْص َخ َص ة، §
ّش
ضبط حقوق التلميذ وواجباته وتخصيص باب كامل لهذه المسألة ،مّما يؤ ر إلى المكانة الجديدة للتلميذ في المنظومة الجديدة :فهو غاية الغايات، §
إدراج مفهوم األسرة التربوّي ة وتعريفها وضبط تركيبتها وتحديد ُمهّمتها. §
إدراج مفهوم الحياة المدرسّي ة وتعريفها بأّن ها امتداد للّتعُّلمات الجارية بفصول الّدراسة. §
اعتماد هياكل مستحدثة للّت سيير واالستشارة على صعيد المؤّسسة التعليمّية. §
ضبط مرجعّي ة التعّلمات التي تحّدد ،بالّنسبة إلى كّل ماّدة ،المقصد من تدريسها حّتى تكون متكاملة مع غيرها من المواّد، §
تخصيص باب للتقييم باعتباره مكّو نا رئيسّيا وبيان وظائفه وأشكاله وأدواته، §
إفراد البحث التربوّي بباب مستقّل وبيان أهدافه ومجاالته. §
)2شبكة المبادئ والمفاهيم في القانون الجديد
اعتبار اإلطار القانونّي الجديد تواصال للمسيرة الّتعليمّية الّت ونسّية الّر امية بجذورها عميقا في ماضي البالد الّت ونسّية ،واستشرافا به تنخرط §
المنظومة في حركة العالم وتتحّفز إلى المستقبل،
تأكيد أّن " الّت ربية أولوّي ة وطنّي ة مطلقة" ،ما يْع ني أّن المجموعة الوطنّية تلتزم بأن توّفر للمنظومة الّتعليمّية ما به تحٌّقق رسالَت ها ووظائَفها ،ويمَث ل §
هذا التأكيد طْم أنة لمن خامرهم الّش ّك بأّن الّدولة بصدد التخّلي تدريجّيا عن الّتعليم العمومّي ،
"الّت عليم حّق أساسّي مضمون "،وهو إجبارّي من سّن الّس ادسة إلى سّن الّس ادسة عشرة، §
َّظ
"التلميذ محور العملّي ة التربوّي ة" ،من أجله ُتعّد البرامج والكتب المدرسّية وينتدب المدّرسون ،ولفائدته ُتن م أنشطة الحياة المدرسّية ،فمنزلُته هذه §
تجعله في صميم العملّية التربوّية وقلبها الّنابض ،وهذا ما يفّسر التركيز على حقوقه المدرسّية كالحّق في التعّلم والحّق في إعالم متنّو ع وشامل فيما يتعّلق
بالّتوجيه المدرسّي والجامعّي ،والحّق في بناء عالقة مع المدّرسين قواُمها اإلنصاف واحترام شخصيته ،من جهة ،وواجباته من جهة أخرى ،ومن أبرزها
" واجب احترام المرّب ي وكافة أعضاء األسرة الّت ربوّي ة" وواجب احترام "ُحْر َم ة المؤّس سة الّت ربوّي ة" ،وواجب" احترام قواعد العيش الجماعّي
والّت راتيب المنّظ مة للحياة المدرسّي ة" ،وواجب المواظبة وإنجاز الفروض.
تنزيل المرّب ين منزلة رفيعة ،باعتبارُهم مؤتَم نين على تربية الّناشئة وغْر س القيم لدْيها ،وُمكّلفين " بمهّمة تجسيم األهداف التربوّية الوطنّية" ،مّما §
يحّملهم مسؤولية ثقيلة إزاء التالميذ وإزاء الوطن ،في آن معا.
§ إسناد وظائف الّت ربية والّت عليم والتأهيل للمدرسة ،بعد أن كان يغلب عليها البعد التعليمّي ،وتكليفها :
بتربية الّن اشئة على الوالء للوطن وعلى القيم التي اَّت فقت عليها المجموعة وعلى خصال عديدة، -
ّل ّك
وبتأمين تعليم جّيد للجميع يتيح إكساَب هم" ثقافة عاّمة ومعارف نظرّية وعملّية" ،ويم ن من تنمية مواهبهم و"تطوير قدراتهم على التع م الذاتّي -
واالنخراط في مجتمع المعرفة" ،ودعوتها إلى الحرص على أن يّتسم عمُلها بالجدوى والنجاعة واإلنصاف ،باحترامها ألنساق التالميذ ،وتزويدهم بالعالج
اّلالزم في اإلّبان ،ومرافقتهم عند االقتضاء ،عسى أن يصير االنقطاُع عن الّدراسة قبل نهاية التعليم األساسّي استثناًء،
وبإكسابهم الكفايات التي تؤّهلهم" للمشاركة في الحياة االقتصادّية واالجتماعّية ...وفي إرساء مجتمع حّر ديمقراطّي قادر على مواكبة الحداثة -
والتقّدم"،
وبإكسابهم منهجيات العمل وحّل المسائل. -
اعتبار المدرسة الخلّي ة األساسّي ة في الّنسيج الّتربوّي ،وهيكال بيداغوجّي ا قائما بذاته .وكْي يتحّقق هذا ،أرسى القانوُن " مشروع المدرسة" §
باعتباره اإلطار الذي يحتضن خّط ة العمل التربوّي الّر امية إلى تحقيق أهداف ممّيزة للمؤّسسة تراعي واقعها وحاجاتها ،في نطاق األهداف التربوّية
الوطنّية ،كما أرسى هيكلْين استشاريْين تمارس عْبرهما األطراُف التربوّية صالحياتها :أحدهما مجلس المؤّس سة ويضّم ممثلين عن مختلف األطراف بما
في ذلك األولياء والتالميذ والجمعيات ذات الصلة ،وهو المكّلف بإعداد مشروع المدرسة ومتابعته وتقييمه .والثاني " المجلس البيداغوجّي
للمدّر سين يتداولون صلَب ه ما يتعّلق بالبرامج والّدعم المدرسّي وتقييم التالميذ وتنظيم الّز من المدرسّي .
اعتبار األولياء شركاء للمدرسة وطرفا فاعال ،فتحقيُق األهداف التربوّية الوطنّية يتّم بمجهود مشترك بين إطار التدريس والعائالت ،ونهوض §
ّت
المدرسة بوظيفتها التربوّية يكون" بال عاون مع األولياء وفي تكامل مع األسرة".
اعتبار الحياة المدرسّي ة وأنشطتها المتنّو عة جزءا ال يتجّز أ من العملّي ة التربوّي ة والّت عليمّي ة ،فهي امتداٌد للتعُّلمات التي تدور بفصول الّدراسة، §
وهي " إطار لتنمية شخصية المتعّلم ومواهبه عالوة على التمّرس بالعيش الجماعّي ".،
ضرورة أن يتابع أعضاُء اإلطار الّت ربوّي واإلدارّي التكويَن المستمّر طوال حياتهم المهنّية" ،باعتباره ضرورة تقتضيها التحّو الت المعرفّية §
واالجتماعّية ويحّتمها تطّو ر المهنة"،
اعتماد مرجعيات مهنّي ة لتقييم أداء مختلف األسالك. §
إخضاع مكّو نات التعليم المدرسّي للّت قييم الَّد ْو رّي ،وضبط وظيفته في إْس ناد التعّلم .لذلك ينبغي أن يكون مستمّر ا ،حاضرا في مختلف مراحل §
ّت
الفعل ال ربوّي ،ناهضا بوظائف ال شخيص والتكوين واإلشهاد. ّت
( 3إجراءات تنفيذّي ة تعّز ز القانون
خطة تنفيذّي ة لمدرسة الغد 2007/2002 أ.
ّط ُت ّن
سبق أن رأينا أّن التوّج هات الكبرى التي تضّمنها التقرير ال هائّي لمدرسة الغد قد تّمت ترجم ها في خ ة تنفيذّية صدرت في ،2002وفّصلت مختلَف
المحاور ،وضبطت روزنامة للتنفيذ تمتّد على خمس سنوات .وكي يتسّن ى تطبيقها ،بادرت الوزارة إلى إجراءْين:
ّل
أّو لهما تكوين إطارات متخّص صة في مجاَلْي هندسة البرامج وإعداد الكتب والوسائل التعليمّية ،بتنظيم بعثات من المتفقدين إلى كندا لتم ك هذا -
االختصاص الجديد،
والثاني إعداد وثيقة مرجعّي ة ومنهجّي ة لبناء البرامج التعليمّي ة ،أطلق عليها " برنامج البرامج" ،وتكُمن أهّمية هذه الوثيقة في شرحها -
ُّل ّن
للّدواعي التي رّج حت تب ي الوزارة للمقاربة بالكفايات مدخال للبرامج ،وفي ضبطها ،ألّو ل مّر ة ،الكفايات المنشود تم كها من قبل تالمذة التعليم المدرسّي ،
وفي بلورة مالمح هؤالء المتعّلمين وتوزيعها على مختلف المراحل التعليمّية ،ثّم في وضع الكفايات الخاّصة بكّل مجال من المجاالت كاللغات والعلوم
والتكنولوجّية ...وهي الكفايات التي ستعتمُدها لجاُن البرامج بحسب االختصاص إلعداد برامج المواّد]3[ .
)4اإلجراءات المّت صلة بنظام الّد راسة.
الّت عليم األساسّي §
ّل
إحداث سنة تحضيرّي ة واعتبارها جزءا من الّتعليم األساسّي ،دون أن تكون مجانّية ،وتركيز برامجها على تم ك الخطاب الّش فوّي لتطوير -
قدرات الطفل على الّتعبير وإيناسه بالحياة الجماعّية ،عالوة على تنمية الحواّس والمهارات ،كما نّص على ذلك الفصل 16من القانون التوجيهّي ،
ضبط شبكة جديدة للّت وقيت األسبوعّي في مرحلتْي التعليم األساسّي تقّر ر البدُء في تطبيقها بالتدريج ،سنة فسنة .ويتوّز ع التوقيت األسبوعّي -
الجديد على الّدرجات على الّنحو اآلتي 20:ساعة لألولى والثانية 25 ،ساعة للثالثة والّر ابعة 30 ،ساعة للخامسة والّسادسة 33 ،ساعة للّسابعة والثامنة
والتاسعة.
صياغة برامج جديدة للمرحلة االبتدائّية ،استنادا إلى المقاربة بالكفايات ،ووفق مفهوم الّد رجة الّت عليمّي ة ]4[،وإعداد وسائل تعليمّية موافقة -
لها ،ونظام تقييم جديد يعتمد درجة تمّلك الكفايات،
إرساء برنامج تجديدّي للعناية بصنف معّين من المؤّسسات الّتعليمّية االبتدائّية ،في نطاق اإلنصاف بين المؤّسسات والجهات ،أطلق عليه -
"المدارُس ذاُت األْو لوية الّت ربوّي ة "،وهي مدارس ضعيفة األداء ،يكثر بها الّرسوُب واالستمرار ،ويقع %90منها بالمناطق غير البلدّية .ومن أبرز
مكّو نات هذا البرنامج تحسيُن البنية التحتّية للمدرسة ببناء قاعة متعّددة االختصاصات الحتضان مزيد من األنشطة البيداغوجّية والثقافّية ،وتزويُدها بمعّدات
كاآللة الّناسخة لتعزيز التقييم والعالج والّدعم ،وقاعة اإلعالمّية ومعينات تعليمّية ،وتمكيُنها من توقيت إضافّي يقّدر بساعتين ونصف أسبوعّيا يخّصص
لمساعدة التالمذة المتعّثرين ،والعمُل على ضمان استقرار المدّرسين بها بتمتيعهم بتنفيل عن مباشرتهم للّتعليم بهذه المدارس ،وإفراُدها ببرنامج تكوينّي
خصوصّي ،ومتابعتها المنتظمة من قبل المساعدين البيداغوجيّين والمتفقدين...
تعميم نوادي اللغة اإلنقليزّي ة بالّسنتْين الخامسة ثّم الّسادسة من المرحلة األولى ،بغاية التبكير بتعليمها، -
صياغة برامج جديدة للمرحلة اإلعدادّية استنادا إلى المقاربة بالكفايات وبرنامج البرامج ،وإعداد وسائل تعليمّية موافقة لها ،وإرساء -
برنامج المدارس ذات األْو لوية التربوّية بعدد من المدارس اإلعدادّية ،على سبيل الّتجريب.
إدراج تعليم العلوم الفيزيائّي ة بالمرحلة الثانية من الّتعليم األساسّي ،بالَّت دريج ،من الّسابعة إلى التاسعة، -
ُأ ُّل
الّش روع في تلوين التكوين بالمرحلة اإلعدادّية بإدراج تع مات مغايرة طلق عليها "التعّلماُت االختيارّي ة" ،بالّتدريج ،من الّسنة الثامنة إلى -
الّسنة التاسعة " ،وهي تعُّلمات ذاُت صبغة علمّي ة أو تكنولوجّي ة مهنّي ة أو أدبّي ة أو فّن ّي ة أو غيرها ،مّم ا يساعد التلميذ على اختيار الّت وجيه ،بصفة
تستجيب الستعداداته ورغباته" .وتندرج هذه التعّلمات ضمن مقاربة اندماجّية تحقق تداخل المواّد والمعارف وتنّمي كفايات أفقّية وتْر سي تقاليَد العمل
الجماعّي "،
ّت
تنظيم الّد عم والعالج المتر ب على اعتماد المقاربة بالكفايات بالمدارس ذات األولوّية التربوّية. -
الّت عليم الثانوّي §
صياغة برامج المرحلة األولى من الّتعليم الثانوّي اعتمادا على المقاربة بالكفايات ،واستنادا إلى برنامج البرامج، -
ّت
إعداد الكتب المدرسّية والوسائل ال عليمّية للمرحلة األولى الموافقة للمقاربة بالكفايات، -
-صياغة برامج المرحلة الثانية من الّتعليم الثانوّي ،بحسب الُّش عب ،اعتمادا على المقاربة بالكفايات وبرنامج البرامج ،بعد ضبط الكفايات المستوجبة
لمواصلة الّدراسة بالتعليم العالي ،ومع اعتبار المرحلة الثانية ُتعّد للتخّصص في عائلة من المجاالت المعرفّية .وقد تّم اعتماُد مبدإ "توزيع التوقيت
اإلجمالّي على أساس تخصيص قرابة الثلث في الّش عب كافة لتدريس اللغات ،وما بين الرُبع والثلث للتعّلمات الخصوصّية" ]8[،وما تبّقى للّتعُّلمات التي
تحّقق االندماَج في المجتمع والهوّية التونسّية واالنتماَء إلى الثقافة العربية اإلسالمّية.
-التفكير في مسالك جديدة في الّتعليم الثانوّي ،لتدارك النقائص في الّش عب القائمة العلمّية منها واألدبّية ،وعلى قاعدة الّتمييز بين مسارْين كبيرْين ،أّو لُهما
ُيعّد لمرحلة الّتعليم العالي ،وُيَر ّك ز على التكوين العاّم المتوازن ،والثاني يؤّهل لاللتحاق بسوق الّش غل من غير أن يُصّد عن التعليم العالي .وفي هذا
اإلطار ،برزت توّج هات تروم تفريَع شعبة اآلداب إلى شعبة لغات وشعبة علوم إنسانّي ة واجتماعّي ة ،وضَّم الّش عب العلمّية في شعبة جديدة ُيطلق
عليها شعبة العلوم األساسّي ة والتجريبّي ة ،وإحداَث شعبة رياضة تفتح للتالميذ المنتمين إلى الّنخبة الّر ياضّية ،وبعَث شعبة بكالوريا تكنولوجّي ة في
اختصاصات قطاع الّصناعة ،بالتشارك مع وزارة التكوين المهنّي والّتشغيل.
-عرض تصّو ر جديد للّت وجيه المدرسّي وآلياته ،باإلعداد له عْبر التعُّلمات االختيارّية الُمدرجة بالثامنة والتاسعة ،وبتو ي التدّرج في إنجازه ،فتكون
ّخ
الّسنة األولى من التعليم الثانوّي للتكوين المشترك مع تلوينه بالتعُّلمات االختيارّية ،وتكون الّسنتان الثانية والثالثة للتخّصص في عائلة من عائالت المواّد
الّدراسّية( لغات -علوم أساسية -تكنولوجيا) ،في حين تكون الّسنة الختامّية ( السنة الرابعة) للتعّمق في فرع من فروع عائلة من تلك العائالت ،علما أّن
منظومة الّتوجيه المدرسّي الجديدة تّتسم بالمرونة عبر إحداث معابر وجسور بين الّشعب ،يتمّك ن بها التالمذُة من تصحيح اختيارهم ،واالنتقال من شعبة
إلى أخرى ،متى تبّينوا أّن الّش عبة ال تالئم قدراتهم.
(5إحداث هياكل تعّز ز االْح تراف
منذ سنة ،2001وفي نطاق اإلعداد لإلصالح الجديد ،بادرت الوزارة بتهيئة الّظ روف المساعدة على تنمية مبدإ االحتراف ،باعتباره محورا من محاور
اإلصالح الجديد ،بالّت دريج ،وذلك عبر سلسلة من اإلجراءات من أهّمها:
ُذ
بعُث المركز الوطنّي لتكوين المكّو نين في الّت ربية ،ومقُّر ه بضاحية قرطاج ،سنة ،2001وهو مؤّسسة تكوين مهّمتها تنفي سياسة الوزارة -
ّن
في مجال التكوين ،إذ تضطلع بتكوين المكّو نين الذين يحتاجهم ال ظاُم التربوّي ،وبالتكوين المستمّر ،وتطوير هندسة التكوين ،وصياغة مرجعّي ات تكوين
لمختلف أصناف الُم كّو نين ،وكذلك التوثيق والّدراسات ذات الّصلة بتكوين المكّو نين والّتجديد البيداغوجّي .
سّن نظام أساسّي جديد لسلك التفقد البيداغوجّي ،منذ أكتوبر ،2001من أبرز تجديداته الّرفُع من المستوى العلمّي للمترّشحين للتفّقد بالمرحلة -
ُط ّش
األولى من ال عليم األساسّي ،باشتراط الحصول على األستاذّية للتر ح لمناظرة االنتداب ،وضب الوظائف الكبرى لنظام التفقد ،وحصُرها في التقييم ّت
والتأطير والتجديد ،وإحداث مرحلة تكوين مّدتها سنتان يلتحق بها المقبولون في مناظرة خارجّية باالختبارات ،وتتوّج بالحصول على شهادة تخّر ج ُتخّو ل
ممارسة وظيفة التفقد.
وقد تّم إسناُد مهّمة تكوين المتفقدين إلى المركز الوطنّي لتكوين المكّو نين في التربية ،بقرطاج ،اعتمادا على مرجعّي ة مهنّي ة حّددت الكفايات الواجب
تمّلكها ،ومرجعّي ة تكوين محّددة ،واستنادا إلى برنامج يجمع بين الّتكوين الّنظرّي والّتكوين التطبيقّي ،ويغّط ي مختلف المسائل المتعّلقة بالمهنة والّصناعة،
من هندسة برامج ،وإعداد كتب ووسائل ،وتقييم المدّرسين ،وتوظيف شبكات المالحظة والتقييم ،والبحث الميدانّي ،والتكنولوجيات الجديدة مطّبقة على
الّتعلم والّتعليم ،وإعداد التقارير ،وتنشيط اللقاءات البيداغوجّية والتكوينّية...
أّما فيما يهّم احتراَف مدّرسي المرحلتْين الثانوّية واإلعدادّية ،فقد ظّلت األموُر على حالها ،ال تبَّد َل وال تغّيَر ،إذ لم تضبط اإلدارة المعنّية بالمدّرسين،
بهاتين المرحلتْين ،مرجعّية مهنّية تحّدد كفايات األساتذةُ ،يْن تدبون ويقَّيمون على أساسها ،كما ينّص على ذلك القانون التوجيهّي في باب التقييم ،وتواصَل
االعتماُد في االنتداب على مناظرة الكفاءة ألساتذة التعليم الثانوّي ،وعدم إيالء مسألة التكوين األساسّي لألساتذة ما تستحّق من عناية.
( 6إجراءات لتعزيز مكّو ن التقييم
إعادة تشكيل اللجنة القاّر ة للّت قييم ،سنة ،2001بالّتخفيف من تركيبتها ،وبالمحافظة على مشموالتها ولجانها الفرعّية الثالث ،وإعدادها سنوّيا أ.
لتقرير عاّم تأليفّي ،واضطالعها باقتراح برامج الوزارة في مجال التقييم .غير أّن هذه اللجنة لم تفّع ل هي األخرى ،كما حصل مع لجنة .1998
ب .تركيز مشموالت المركز الوطنّي للتجديد البيداغوجّي والبحوث التربوّية ،على تقييم الّن ظام التربوّي من مختلف جوانبه باعتماد منهجيات علمّية
متطّو رة ،عالوة على رصد التجديدات البيداغوجّية والتعريف بها ونشرها .وقد أوكلت إليه الوزارةُ ،بَع ْيد تأسيسه ،بتنظيم االستشارة الوطنّية عن المراقبة
المستمّرة.
ج .تنصيص القانون الّت وجيهّي ،في فصله ،60على تنظيم تقييمات وطنّي ة دورّي ة ،ليست لها صبغة إشهادّية ،وإّنما تكون بمثابة المْر َص د الوطنّي الذي
يعمل على التثّبت من مدى بلوغ األهداف المرسومة ،من حيث نوعية التعّلمات الحاصلة وقيمة المكتسبات ،باعتماد عّينة من التالميذ من مستويات دراسّية
مختلفة .وفي هذا اإلطار تندرج مشاركة البالد الّتونسّية في دراسات البحث والمسابقات العالمّية ،مثل بيزا .PISA
د .إخضاع المؤّس سات التربوّي ة االبتدائّي ة واإلعدادّي ة والثانوّي ة لتقييم ذاتّي وتقييم خارجّي يستند إلى مؤّش رات نوعّي ة وكّمّي ة ]16[،وهو ضرب من
التقييم ينصّب على المؤّسسات الّتعليمّية ،باعتبارها الحلقة الّرئيسّية في الّنسيج الّت ربوّي والمْس ؤوَل األّو ل عن نتائج التالميذ ومكتسباتهم.
ه .تعديل نظام امتحان البكالوريا فيما يهّم احتساب المعّدل الّن هائّي ،وذلك باعتماد نسبة من المعّدل الّسنوّي المتوّلد من التقييم الّد اخلّي ،بإسناد الّضارب 1
إلى المعّدل الّسنوّي والّضارب 3لمعّدل امتحان البكالوريا ،عالوة على تيسير شروط اإلسعاف بالّن جاح .ويمثل هذا اإلجراء عامال مهّما في الترفيع من
نسب الّنجاح ،لكّنه ظّل محّل جدل كبير بين مختلف الّش رائح االجتماعّية التونسّية.
(7إعادة ضبط مشموالت الوزارة
ضبطت مشموالت جديدة للوزارة ،كي تتمّك ن من تحقيق األهداف المرسومة في القانون التوجيهّي للتربية والّتعليم المدرسّي ،من أبرزها]18[:
تجسيُم الحّق في التعّلم والتكوين لكّل التونسّيين ،مع إيالء عناية خاّصة باألطفال ذوي االحتياجات الُخ صوصّية ،وبأبناء التونسّيين المقيمين -
بالخارج،
تطويُر منظومة التربية والتكوين وتأهيُلها للمساهمة في الّرفع من المستوى العلمّي والثقافّي العاّم للَّش ْع ب الّتونسّي ،وتمكين األفراد من بلوغ -
أرقى أشكال المعرفة وأعلى مراتب التأهيل،
ضبط المرجعّي ات والمواصفات الوطنّي ة المستوجبة في مجال التعليم والتكوين والتقييم والّس هر على تطبيقها وتطويرها. -
خاتمة
بالّرغم من قصر المّدة التي أمضاها األستاذ منصر رويسي على رأس قطاع التربية والتكوين ،فإّن إنجازات مهّمة تحّققت ،منها سُّن القانون
الّت وجيهّي الذي اقتصر على المبادئ الكبرى والخطوط العريضة لإلصالح ،وترك المسائل اإلجرائّية لألوامر والقرارات الترتيبّية ،وإرساُء هياكل البحث
وتكوين الُم َك ّو نين ،وإقراُر مبدإ االحترافّي ة في مختلف مجاالت الفعل التعليمّي ،وتجسيُم انخراط سلك التفّقد البيداغوجّي في االحتراف ،وإعداُد برنامج
للبرامج الّضابط لالختيارات الرئيسّية في مجال منهاج الدراسة وما يتعّلق به من تقييم ،واعتماُد المقاربة بالكفايات في بناء البرامج الّدراسّية والوسائل
الّتعليمّية ،وإسناُد دور لنتائج المراقبة المستمّر ة في امتحان شهادة البكالوريا ...ومن هذه اإلنجازات أيضا بعُث عدد من المشاريع التجديدّية ،كمشروع
المدرسة ،وبرنامج المدارس ذات األولوّية التربوّية ،وبرنامج األقسام التحضيرّية ،ونوادي اللغة اإلنقليزّية بالمرحلة االبتدائّية ،ومشروع ذوي االحتياجات
الخصوصّية ...ذلك أّن ه ،في هذه الفترةُ ،رفع ،في آن معا ،شعاُر الجودة وشعار" مدرسة للَج ميع لكّل فيها حّظ "،وشعار الّت شارك في تسيير المؤّسسة
التربوّية ،اعتمادا على مجالس منتخبة ،وفي نطاق مشروع المدرسة ،ذاك اإلطار العاّم لتحقيق أهداف المؤّسسة الخصوصّية.
ولّما غادر الوزير قطاع التربية والتكوين في 25أوت ،2003كانت برامُج الّتعليم األساسّي الجديدة قد بدأ تطبيُقها ،وكذلك َش رعت الهياكُل الُمحدثة
للّتكوين والتقييم والبحث تشتغل ،وأخذ االحتراُف يشّق طريَق ه إلى المنظومة شيئا فشيئا ،بإرساء مرحلة تكوين النتداب المتفقدين البيداغوجّيين ،وتنظيم
تكوين معّمق لكوكبة من اإلطارات في مجال " التدقيق" ،وتعّددت المشاريُع التجديدّية أو الّداعمة للتعّلم ،ما أفضى إلى إْس داء تكوين متخّصص لعّدة أفرقة
في إدارة المشاريع ومتابعتها وتقييمها.
ومع هذا كّله ،لم َي َت َس َّن للوزير األستاذ منصر رويسي أن ُينجز بعَض األوامر والقرارات المهّمة ،كتلك المتعّلقة بالحياة المدرسّية ونظام التأديب[ .]19ولم
ُيحسم أمُر مسالك التعليم الثانوّي وشعبه وبرامجه الجديدة ،وكذلك نظام التوجيه المدرسّي ،وظّل االحتراف يكاد يراوح مكانه ،فانتداُب مدّرسي الّتعليم
الثانوّي ظّل غيَر خاضع لمرجعية مهنّية تضبط الكفايات ،وتتيح االنتداَب وفق معايير موضوعّية ،وتسمح بتقييم األداء على أساس مؤّش رات محّددة ،كما
نّص على ذلك القانون الّت وجيهّي في الباب المخَّصص للتقييم.
فهل تجد هذه القضايا حّال في الّسنوات القادمة ،مع وزراء آخرين؟