‫الدرس السابع‪:‬‬

‫(( إفطار الصائم ))‬

‫الصائمي‪ ،‬والصالة‬ ‫ر ن‬ ‫تفطي‬
‫ر‬ ‫العالمي‪ ،‬جعل األجر والثواب ن يف‬ ‫ر ن‬ ‫الحمد هلل رب‬
‫والمرسلي‪ ،‬سيدنا محمد وعىل آله وصحبه‬ ‫ر ن‬ ‫والسالم عىل رأشف الخلق‬
‫ر ن‬
‫أجمعي‪،‬وبعد‪:‬‬
‫فقد امتدح ربنا جل وعال عباده األبرار بإطعام الطعام رجاء ثواب هللا ورضاه‪،‬‬
‫يما َو ىأ ِس ر ًيا * إ َّنماَ‬ ‫الط َع َام َع ىىل ح ِّب ِه ِم ْس ِك ًينا َو َي ِت ً‬
‫ون َّ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫﴿وي ْ‬ ‫قال سبحانه‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُْ َ َ ً ََ‬ ‫ْ ُْ َ ْ ه َ‬
‫النب صىل هللا عليه‬ ‫ً‬
‫وأخي ر ي‬ ‫اَّلل َل ن ِريد ِمنكم جزاء وَل شكورا﴾‪ ،‬ر‬ ‫نط ِعمكم ِلوج ِه ِ‬
‫اَّلل ْبن َع ْمرو ن‬ ‫َ ْ َْ ه‬
‫رض‬‫ٍ َ ي‬ ‫خي خصال اإلسالم‪ ،‬فعن ىعب ِد َ ِ‬
‫ِ‬ ‫الفضيلة من ر‬ ‫وسلم بأن هذه‬
‫ب صىل هللا عليه وسلم ‪ :‬أ ُّي اإل ْسًلم َخ ْ ٌي؟ ق َ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ى َّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ِ ِ ر‬ ‫َّ‬ ‫هللا عنه أن رجًل س ُأل الن ِر‬
‫ي‬
‫َّ َ َ َ َ ْ َ َّ َ َ َ ى َ ْ َ َ ْ َ َ َ ْ ى ْ َ‬
‫"ت ْط ِعم الطعام‪ ،‬وتقرأ السًلم عىل من عرفت ومن لم تع ِرف"‪ ،‬وب ري صىل هللا‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ّ‬
‫عليه وسلم أن ن يف إطعام الطعام وقاية ونجاة من النار‪ ،‬فعن َع ِد َّي ْبن َح ِات ٍم‬
‫َ‬ ‫َّ ى‬ ‫َّ‬
‫النب صىل هللا عليه وسلم ‪" :‬اتقوا الن َار َول ْو ِب ِش ِّق ت ْم َرٍة‪،‬‬ ‫رض هللا عنه قال‪ :‬قال ير‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْي ى ْ َ ْ َ ى‬
‫فمن لم ي ِجد ف ِبك ِلم ٍة طيب ٍة"‪.‬‬
‫ر ن‬
‫الصائمي‪.‬‬ ‫تفطي‬
‫ر‬ ‫ومن صور إطعام الطعام‬
‫فما هو فضل إفطار الصائم وأجره؟ وكيف تتجىل آثاره ومنافعه عىل الفرد‬
‫والمجتمع؟‬
‫ّ‬ ‫ر ن‬
‫النب صىل هللا عليه‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫عليها‬ ‫حث‬ ‫الب‬
‫ي‬ ‫الصائمي من العبادات العظيمة‬ ‫تفطي‬
‫ر‬ ‫إن‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫فع ْن ْزي ِد ْب ِن‬ ‫كبيا‪ ،‬فجعل أجر المطعم كأجر الصائم‪،‬‬ ‫وسلم ورتب عليها أجرا ر‬
‫ه‬ ‫َ‬
‫ال‪ :‬ق َ‬ ‫َ‬
‫رض هللا عنه ق َ‬ ‫َخ ِال ٍد الج َه ِ ن ِّ‬
‫صىل هللا عليه وسلم ‪َ « :‬م ْن‬ ‫ْ ى‬ ‫اَّلل‬
‫ِ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬‫ال َ‬ ‫ب ن‬
‫َ َّ َ َ ً ي ى َ ى ي ْ ى‬
‫َ ًْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ ى َّ َ َ ْ‬ ‫ْ‬
‫فطر ص ِائما كان له ِمثل أج ِرِه‪ ،‬غ ري أنه َل ينقص ِمن أج ِر الص ِائ ِم شيئا»‪.‬‬
 ‫ر ن‬
‫الصائمي‬ ‫النب صىل هللا عليه وسلم أن يدعو لمن أكرم‬ ‫هدي ر‬ ‫وكان من‬
‫ي‬ ‫ى‬
‫َ‬ ‫َ َ‪ :‬ى َ‬ ‫ن‬ ‫َ ْ َ‬
‫هللا صىل هللا عليه وسلم‬ ‫ِ‬ ‫ول‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫هللا‬ ‫رض‬
‫ي‬ ‫س‬‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫باإلفطار‪ ،‬فعن أ‬
‫َ َ ى ى َ َ َ َ ُ ْ ْ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ ىْ َ َ َْ ى ْ َْ َ َ ْ َ َ َْ ُ‬
‫ى‬
‫ِإذا أفطر ِعند أه ِل بي ٍت قال‪" :‬أفطر ِعندكم الصا ِئمون‪ ،‬وأكل طعامكم األبرار‪،‬‬
‫شء‪ ،‬إال أن أكمله‬ ‫يل ْت َع ىل ْي ُكم ْال َم ًَلئ ىكة"‪ ،‬ويحصل تفطي الصائم ن‬
‫بأدن ر‬ ‫َ َ نَ نَّ ى‬
‫وت‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ِ‬
‫إشباعه؛ ألنه يحصل به المقصود من تقوية الصائم عىل العبادة واستغنائه ن يف‬
‫تلك الليلة‪.‬‬
‫وغيه يعزز قيم التسامح والتآزر‪ ،‬ويزيد روابط‬ ‫ن‬
‫وإفطار الصائم يف شهر رمضان ر‬
‫والخي‪ ،‬والمؤمن العاقل من يبادر‬ ‫ر‬ ‫بي الناس‪ ،‬وهو نوع من أنواع الجود‬ ‫المحبة ر ن‬
‫ً‬
‫الب تضاعف أجره وثوابه وخصوصا ن يف شهر رمضان‪ ،‬وقد‬ ‫ي‬ ‫الخيات‬‫إىل فعل ر‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ْ َ َ َّ‬ ‫ى‬ ‫ى َ َّ‬
‫اس‪َ ،‬وأ ْج َود َما َيكون ِ ن يف َر َمضان»‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الن‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫وسلم‬ ‫عليه‬ ‫هللا‬ ‫صىل‬ ‫ب‬ ‫الن ر ُّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫«كان‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫ويعتيونه من‬ ‫ر‬ ‫الطعام‬ ‫إطعام‬ ‫عىل‬ ‫يحرصون‬ ‫نوا‬ ‫كا‬ ‫الصالحي‬
‫ر‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫كثي‬‫وورد أن ر‬
‫ً‬
‫غيه بفطوره وهو صائم طلبا لألجر‬ ‫أفضل العبادات‪ ،‬وربما آثر بعضهم ر‬
‫ر ن‬
‫والمساكي"‪.‬‬ ‫َ‬
‫اليتاَم‬ ‫عمر ال يفطر إال مع‬ ‫والثواب‪" ،‬وكان ابن َ‬
‫ِ‬
‫الصائمي من أجمل صور التعاطف والمحبة‬ ‫ر ن‬ ‫تفطي‬
‫ر‬ ‫نخلص مما سبق إىل أن‬
‫والرحمة ن يف المجتمع‪ ،‬وهو من أجل القربات وله أجر عظيم يساوي أجر‬ ‫ّ‬
‫الصائم نفسه‪.‬‬

‫ر ن‬
‫األكرمي‬ ‫ر ن‬
‫مطعمي‪ ،‬وتقبل منا يا أكرم‬ ‫ر ن‬
‫المتصدقي‪ ،‬وللطعام‬ ‫فاللهم اجعلنا من‬
‫ر ن‬
‫أجمعي‪.‬‬ ‫وصىل هللا وسلم عىل سيدنا محمد وعىل آله وصحبه‬