قصة نواح حواء بعد فقدان زوجها آدم

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 2

‫نصوص من الكنزا ربا‬

‫القصة الخامسة عشر ص (‪)20‬‬

‫قصة(حواء بعد صعود ادم)‬

‫حين صعد آدم ناحت حواء‪ ..‬وولولت وبكت‪ ..‬واعولت‬


‫فتجمعت حولها أرواح الشر وسيطرت على افكارها وقالوا لها‬
‫كيف ال تولولين وكيف ال تعولين‪..‬‬
‫وعلى صدرك بكلتا يديك تضربين‪..‬‬
‫لقد بقيتي وحيدة في هذا العالم بعد ما رحل ادم‬
‫قال مندا إد هيي‬
‫يا هيبل زيوا‬
‫أنت الذي نشرت نسل آدم وذريته‬ ‫َ‬
‫وأنت الذي إلى بيت العرس ادخلته‬ ‫َ‬
‫وأنت الذي في خدر حواء اسكنته‬ ‫َ‬
‫فأذهب الى حواء كن معها وهديء جزعها‬
‫وقل لها أضيئي وجه آدم وأسعديه‬
‫والتبكي فتعذبيه‪ ..‬انه جالس مع ابيه‬
‫وقل لها‬
‫اغسلي عينيكِ من الدموع‬
‫‪ ..‬وأخرجي الحزن من الضلوع‪..‬‬
‫وخففي عن نفسكِ ‪ ..‬وأخرجي من حبسكِ ‪ ..‬وارفعي الغطاء عن رأسكِ ‪..‬‬
‫فسوف تسيرين في طريق الحي وتسلكين درب أبناء السالم‬
‫فسار هيبل زيوا‬
‫للقاء حواء جلس إليها‪ ..‬وحنا عليها‬
‫فقالت حواء وهي تبكي‬
‫هل رأيت عظيم فقدي؟‬
‫وكيف تركني آدم وحدي؟‬
‫فقال هيبل زيوا‬
‫يا زوجة آدم‬
‫إن النفس التي رحلت عنك ثابتة في أبها الوقار‪..‬‬
‫ومشرق وجهها باالنوار‬
‫ال تدنوا منها ظلمه وال اكدار‬
‫انكِ يا حواء سوف تعصين وتخطئين‪ .‬حين تشهقين وتبكين وبالحزن واأللم تمتلئين‬
‫فقالت حواء‬
‫وكيف بقلبي المجروح ‪..‬ال يحزن‪ ...‬وال ينوح‬
‫وراحت تناجي آدم بأوجاع ما في الروح‬
‫وتحدث هيبل زيوا إليها ‪..‬كما أمر‬
‫حدثها عن بيت هيي‬
‫عن النعيم الذي ينتظرها‬
‫وقال لها ايضا‬
‫لقد ظللكِ المنافقون‬
‫واوقعوكِ بالخطايا‪ .‬لكن أبائكِ سيغفرون لكِ ألنهم يصدقوكِ ‪ ..‬فقومي سبحي للنفس التي خرجت من هذه الدار‪.‬‬
‫وكنت انا‬
‫المخلص لهذا المختار‬
‫وظل يشرح لها كيف عدوا المحطات وتجاوزت به األحقاد والظلمات‬
‫عديته على بثاهيل‬
‫ورأيته بيت اواثر‬
‫ثم عبرت به المياه الفصله‬
‫ورأيته المضيئين ‪..‬والمحفوظين‪..‬‬
‫في منزلهم ثابتين‬
‫ثم اسكنته اندروني‬
‫وأقمت له منزل الضياء وعدت إليك‬
‫عندما سمعت حواء هذا الكالم‬
‫‪ ..‬ففرحت كثيرا‬
‫وخرجت من حزنها وبكائها‪.‬‬
‫ورفعت التسبيح ألبائها‬
‫فعاد الضوء إلى سِ ماتها‬
‫فقالت‬
‫ياهيبل زيوا لقد انقذتني من ضاللي‪ .‬فلك تسبيحي وابتهالي‬
‫فرجع ملك هيبل زيوا الى موطنه‬
‫فسأله مندا إد هيي ماذا فعلت؟‬
‫قال هيبل زيوا‬
‫قلت لها اغسلي عيناكِ من الدموع‬
‫وتركتها تخرج الحزن من الضلوع‬
‫وتسبح في الغروب والطلوع‬
‫وهي تنتظر يومها لكي ترى بلد النور‪ .‬ومنزلها‪ .‬واالندروني التي يقيم بها آدم‬
‫ولكن عوالم الشر ظلت تالحقها ‪ ..‬وتضيق عليها الطريق‪ ..‬وتنشر عليها البالء‬
‫ولكن حواء عزفت عن اآلالم والتجريح غارقة بالتسبيح‬
‫وتتضرع إلى مندا إد هيي في الليل والنهار لكي يخلصها من هذه الدار عالم المفسدين واألشرار‬
‫وصارت تناجي مندا إد هيي‬
‫يا مندا إد هيي انهم يتسامرون وعلى ثوبي يتأمرون وهم قتله مغامرون‪.‬‬
‫(أي هددت حواء بالقتل)‬
‫هبط مندا إد هيي‪ ..‬كما يهبط الطيف‪ ..‬وأمسك بحواء قبل أن ينال منها السيف‬
‫فقال مندا إد هيي لها‬
‫أيتها النفس أقري علينا فسوف تصعدين إلى سماكِ ‪ ..‬الى كنز آبائكِ‬
‫وبعدها هبط المخلص ملكا هيبل زيوا‬
‫فأخرجها من كساء الجسد‬
‫فقال هيبل زيوا‬
‫يا أبناء آدم‬
‫ليشجع بعضكم بعضا ً ‪ ..‬وليثبت بعضكم بعضا ً‬
‫فقد ترككم الحراس ‪ ..‬وتألبت عليكم الفتن من كل األجناس‬
‫‪ ...‬انا ذاهب ألسكن حواء في دارها وأحل األمن إلى جوارها‪...‬فأعود أليكم ‪ ...‬اخلصكم وأحافظ عليكم‪ ...‬حتى أعود بكم إلى بلد‬
‫خالقكم وباريكم‪ ...‬وسأنصب لكم منازل عند أبيكم‬
‫هذا الدعاء لكم ايها االعزاء‬
‫كل من فقد نفسا ال يحزن عليها‪ ..‬بل يفرح لها ويسبح‪ .‬وبالصالة يتقرب اليها‬
‫ودمتم سالمين والحي المزكي‬

You might also like