نهائي-الليلة-ننتحر (2)

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫الليـــــةل ننتحر‬

‫أمحد عصام‬
‫مونودراما من فصل واحد‬
‫املنظر‪:‬‬
‫جحرة لواكندة قدمية خافتة الضوء يظهر يف أعىل ميني املرسح رسير مهتاكل بدون فراش س ندت احدى قوامئه ببعض الكتب يف‬
‫منتصف الغرفة نرى كريس من اخلشب و اىل اليسار توجد منضدة صغرية اىل جوارها بوف صغري و تعلوها مرأة متوسطة‬
‫احلجم ‪..‬يف صدر املرسح نرى انفذة بال ضلف مفتوحة للبد تغطهيا س تارة ابلية بيامن يتدىل مصباح كهريب عادي فوق الكريس‬
‫الزمان‪:‬‬
‫منتصف احدى ليايل الصيف‬
‫تظهر فتاة مبالبس البيت متسك حبال ما خترج من خلف الرسير و يه انظرة اىل احلبل اذلي بدا اكلفعى بني أصابعها و تتقدم‬
‫خبطا اثبتة حنو الكريس مث تصعد فوقه و تبدأ بربط احلبل ابلسقف مث ترتكه ليسقط فتظهر مش نقة طويةل جدا تاكد تالمس‬
‫الرض فتظهر عىل وهجها عالمات خيبة المل تعود لتفك احلبل مرة أخرى مث تتوجه به اىل هاتفها املوضوع عىل املنضده و‬
‫تبدأ ابلكتابة عليه‬
‫الفتاة‪ :‬الطريقة املفيده لعمل املش نقة الفريدة(تنتظر حلظة مث تبدأ البحث) كيف متوت يف سالم؟ ‪ ..‬كيفية النتحار دون مساعدة‬
‫اجلار‪ ..‬املش نقة املثاليه‪(..‬تقولها بفرحه‪..‬مث تمتمت) احرض حبال مسياك ‪..‬مث ‪(..‬مههامت غري مفهومه) مرتان‪..‬هذا هو‬
‫مرتان‪..‬مرتان‪..‬مرتان أيهتا املتخلفة‪(..‬تبدأ يف رضب أرقام التليفون مث ترفعه اىل أذهنا) ألو ‪..‬سامية ‪..‬مك مرتا قلت يل أنه يلزم لصنع‬
‫مش نقه‪..‬س تة أمتار‪..‬بل اثنان أيهتا البلهاء‪..‬ل ‪ ..‬ل‪..‬امسعي‪..‬لقد حصلت عىل طريقة صناعهتا من موقع الواكةل‪..‬واكةل ادلفن‬
‫الرشعي ابلطبع‪..‬جرس‪..‬و هل قلت كل أنين سأنفذها عند اجلرس‪ ..‬ل‪..‬دعيين الن عيل أن أنهتيي قبل الصباح‪..‬اىل اللقاء يف‬
‫عامل أمجل‪(..‬تغلق الهاتف تلقيه عىل املنضده‪..‬جتذب مقصا و تقص جزءا كبريا من احلبل‪..‬تقيسه‪..‬عىل ذراعها مث تبدأ يف العمل و‬
‫يه تقول) هذه املرة النجاح مضمون ‪(..‬تضحك) أجل‪..‬فأان و من مه مثيل ل ننجح ال يف غلق املواضيع ‪..‬همام تأرحجت أمهيهتا و‬
‫همام اكن طولها‪ ..‬أان اليت تنتظر الفرج دامئا‪..‬حىت فرج نفسه جهرين يوما ما‪..‬مل يعد دلي شيئا يك أخرسه‪..‬الليةل يغلق موضوعا‬
‫أخر‪..‬ترى هل يفكر يب الن؟؟‪..‬مل يعد هيمه أمري‪..‬أان أيضا‪..‬مل يعد هيمين أمره‪..‬حنن الثنان مل يعد هيمنا أمر أاي منا‪..‬أس تغفر‬
‫هللا العظمي‪..‬ل جيوز الكذب قبل مواهجة الرب بلحظات‪..‬اهنا خطيئة بشعه‪..‬ليكن‪..‬اي رب‪..‬أنت تعرف أنين أهمت لمره‪..‬لكن‬
‫الش ئي الوحيد احلقيقي هو أنه ل يكرتث لمري‪..‬أو أنه اكن‪..‬لكنه مل يعد كذكل‪..‬قد صار خشصا أخر غري اذلي عرفته يوما‬
‫ما‪(..‬تتوقف عن العمل) لزلت أذكر ذكل اليوم اذلي لقاين فيه ابحلافهل‪..‬ومكثنا لكرث من ساعتني ‪..‬نتبادل النظرات‬
‫املرسوقة‪..‬واليت ظلت تطول و تطول حىت صارت رشودا‪..‬مل جيذبنا من ذكل الرشود سوى صوت السائق اذلي اكن قد‬
‫وصل اىل احملطة الخرية‪..‬ابتسمت و احشت بوهجيي‪..‬ابتسم هو أيضا لكن جخيل دفعين أن أهرول خارج احلافةل بيامن ظل هو‬
‫جامدا يف ماكنه ينظر ايل بنظرة مل أعرف مثلها طيةل معري ظل هكذا حىت اختفى و اختفيت عن انظره (تعود للعمل‬
‫ابملش نقة) عرفت بعد ذكل أن رقعة يف خلفية رسواهل يه اليت مجدته ماكنه خش ية أن أراها‪..‬عىل لك مل نكن لننجح أبدا يف‬
‫هذا المر(تفرد املش نقة أمام وهجها) ها حنن ذا نصنعك اي بوابة اخلالص‪(..‬تتوجه اىل الكريس بنفس الطريقة السابقة ‪ ..‬تصعد‬
‫الكريس‪..‬تعلق املش نقة‪..‬الطول مناسب ‪..‬تدخل رأسها ابخلية‪..‬تضبطها حول رقبهتا‪..‬تغمض عينهيا‪..‬تفتحهم جفأة) هل عيل أن‬
‫أتلو الصلوات الن؟؟ أي رمحة سأانل؟؟ الرب ‪..‬رب قلوب‪(..‬تغمض عينهيا‪..‬تثين ركبتهيا لتطيح ابلكريس ال أن الهاتف يرن)‬
‫أهذا وقته؟؟ حس نا‪..‬و كنه مل يرن‪..‬تغمض عينهيا‪..‬تعترصهام‪..‬تفتح عينهيا‪)..‬رمبا اكن هو؟؟ ‪..‬حس نا و ان اكن‪..‬لقد فات موعد‬
‫الندم‪ ..‬اكن أمامه أسابيعا طويةل يك يفعل و الن عليه أن يعرف رصخات الندم((تغمض عينهيا ‪..‬تؤرحج زراعهيا‪..‬مث تفتحهام))‬
‫رمبا منعه من التصال قبل ذكل ظرفا قهراي‪..‬حس نا‪..‬أان ل أهمت ابلظروف القهريه‪..‬حىت لو‪..‬اكن عليه أن هياتفين همام اكنت‬
‫ظروفه‪..‬ولكنين ان فعلهتا الن سأموت‪..‬دون أن أعرف ماذا اكن يريد أن يقول‪ ..‬وأان سأموت و أعرف ماذا‬
‫س يقول‪..‬حس نا‪..‬هذه املره فقط((تعود للهاتف)) و هذا لن يثنيين عن قراري همام اكن قوهل((تلتقط الهاتف يف لهفه))ألو‪..‬من؟؟‬
‫سامية؟؟ ماذا تريدين؟؟ ‪ ..‬و كيف يل أن أفعل و أنيت هتاتفينين لك دقيقة؟؟‪ ..‬ل ظننتك‪..‬ظننتك‪..‬هو‪..‬ل‪..‬ل مل أتراجع و لن‬
‫أتراجع‪..‬كنت فقط‪..‬أريد أن أمسع صوته و لو لخر مره‬
‫الفتاة‪ :‬ل انين أفضل املوت عىل ذكل‪..‬ل تقلقي‪..‬حس نا‪..‬سأذهب لموت‪..‬اىل اللقاء يف عامل ألطف‪((..‬تغلق الهاتف و تنظر اليه‬
‫طويال‪..‬الهواء حيرك س تائر النافذة‪..‬تتوجه الهيا تلقي نظرة عىل الشارع‪..‬تعود خبيبة المل‪..‬تتوقف لتقول)) الشارع يغط يف‬
‫سكون معيق‪..‬و كن شيئا لن حيدث‪..‬و كن تكل ادلنيا ل تعبأ ابمري‪..‬حقا‪..‬وماذا أنتظر من ادلنيا بأمكلها‪..‬مل أجد فهيا رجال‬
‫واحدا قد هيمت لمري‪..‬انين جمرد رمق‪..‬خرب يف عامود صغري ابجلريدة الرخيصة صفراء اللون‪..‬عن انتحاري‪..‬ماذا س يحدث عندما‬
‫أموت‪..‬أعين‪..‬لي شئ أموت‪..‬من سيسمع تكل الرصخة‪ ..‬حس نا‪..‬فكرة‪..‬رمبا عيل أن أكتب هل خطااب‪..‬طبعا‪..‬كيف نسيت‬
‫ذكل‪..‬كيف كنت سأنتحر دون أن أكتب خطاب‪..‬و هل يسمى هذا انتحار‪..‬لكن موقع واكةل ادلفن الرشعية مل يذكر شيئا‬
‫خبصوص أي خطاابت‪...‬رمبا اكنوا خيافون احلسد أو ما شابه؟؟!! ل هيم انين لن أنتحر دون أن أكتب خطايب الخري((تتوجه‬
‫اىل املنضدة و متسك قلام ‪..‬تنظر اىل املرأة‪ ..‬تتهند )) حبييب‪...‬حبييب؟؟ ل ‪..‬ل ميكن أن أانديه كذكل ‪..‬مل يعد حبييب‪..‬مل أعد‬
‫هل‪(..‬متزق الورقه مث تعاود الكتابة) الصديق العزيز‪..‬حتية طيبه و ب‪ ...‬لكنه أيضا ليس صديقي‪..‬ل ميكن أن يتحول احلب اىل‬
‫صداقة‪..‬احلب ل حييا ال حبا ‪..‬أو ميوت اىل البد‪..‬لن أانديه هكذا(( متزق الورقه‪..‬مث تعاود الكتابة)) عزيزي العزيز جدا بعد‬
‫هللا‪..‬أعمل أن تكل احلادثة‪..‬لن تصيبك ابلهلع‪..‬لن ختيفك أو تسكن احلزن قلبك‪..‬رمبا لن تكرتث لها عىل الطالق‪ ..‬ولكن ل‬
‫عليك ‪..‬ل ميكن أن أغضب منك بعد اليوم‪..‬ل ميكن أن نتشاجر اثنية‪..‬و لن حتمل نفسك عناء مصاحليت‪..‬و مثن الزهرة‬
‫الزهيد‪..‬انين ل ألومك عىل ما فعلت بنفيس‪..‬ول أمحكل أية مسؤولية‪..‬أعانك هللا‪..‬رصت الن تعمل عرشون ساعة ابليوم‪..‬دون‬
‫جدوى‪..‬فتكل الس بعامئة و ثالثون جنهيا اليت تتقاضاها‪..‬أعين الس بعامئه و مخسه و مخسون لن هناك ما يقرب من مخسه و‬
‫عرشين جنهيا بقشيش‪..‬لن تدفعك خطوة واحده للمام‪..‬لن هتديك لبنة واحدة لتكوين حىت حجرا قد يكفل لنا أي صورة من‬
‫احلياة و ان اكنت غري أدمية‪..‬رمغ لك ذكل كنت سأنتظرك للبد‪..‬فكام تعمل‪..‬ليس يل سواك بلك هذا العامل الكبري جدا‬
‫عيل‪..‬أقصد‪..‬الصغرية جدا عليه‪((..‬ترتك القمل و تهنض)) و أنت هناك بتكل ادلوامة‪..‬تصارع لك ش ئي ‪..‬يك ل ينقصين‬
‫ش ئي‪..‬لكنك حىت وان حققت هذا املس تحيل‪..‬س تكون أنت نفسك الش ئي الوحيد اذلي ينقصين‪..‬و اذلي قطعا يغنيين عن‬
‫عيل((تعود مرسعه اىل‬ ‫ابيق الش ياء‪..‬لك ما حلمت به‪..‬متعلق بك‪..‬حبك‪..‬حنانك‪..‬أن تلمس رويح ابهامتمك و خوفك ي‬
‫اخلطاب لتكتب)) الهامتم مبيطلبش ع فكرة‪ ..‬و كيف يصبح الهامتم اهامتما ان مل يكن انبعا من روحك؟؟‪ ..‬لو كنت‬
‫كذكل‪..‬ملنعت ما حدث‪..‬لكنك مل تكن هنا ساعهتا‪(..‬ترتك اخلطاب)‬
‫مل أكن أريد من احلب سوى مزنل بغرفة واحدة و رسير يكفي لشخص واحد حىت ل نرتك جمال للفراغ بيننا‪..‬كواب من القهوة‬
‫نتقامسه هنارا بعد أن أقبل منه موضع شفتيك ‪ ..‬و غطاء واحد حني يش تد بنا الربد نطويه مرتني و نصيل للحب لمينحنا ادلئف و‬
‫عيل يف املساء ‪..‬طاوةل صغرية يف تكل الزاوية حتمل تكل املزهرية اليت تسكهنا وردة‬
‫أن يسمر اىل البد‪ ..‬و كتااب كل تقرؤه ي‬
‫محراء ل تذبل أبدا ‪..‬و موقد صغري نطهو عليه أحالمنا‪..‬ساعة رملية‪..‬و مقيص كل س نتشاجر بسببه كثريا لنين يف غيابك‬
‫أرتديه‪..‬و كس به حبر كبري لكام أغضبتك أغرقت نفيس به لتختلط دموعي مباءه املاحل‪..‬فتبيك معي الصدفات ‪ ..‬لكن احلب‬
‫خبيل‬
‫عندما كنت أمر صباحا عىل املقهيى اجملاور ملكتب التصالت حيث كنت أمعل‪..‬كنت أرى العشاق و الصدقاء جيلسون‬
‫هناك‪..‬احلب يرشق من وجوههم‪..‬يتعانقون‪..‬أو يبتسمون‪..‬أو يتالمسون‪..‬كنت أحدث نفيس و أقول ‪..‬ملاذا ل أحيا تكل‬
‫احلياة‪..‬هناك أانسا ابلفعل يس تطيعون أن يدبروا الوقت الاكيف لعيش حياهتم حىت و ان اكنت دقائق معدودة‪..‬كنت أتذكره و‬
‫أقول‪..‬ان النسان يعمل يك يعيش‪..‬ل يعيش ليك يعمل‪..‬اكنت اخلطوات صباح لك يوم ثقيةل‪..‬جمهدة‪..‬ايئسة‪..‬أذكر يوما أن رفعت‬
‫برصي اىل السامء‪..‬اكنت المطار تبدأ يف السقوط‪..‬والناس هيرولون بعيدا عن الشارع ‪..‬حىت صار مليك‪..‬وحدي‪..‬أمغضت‬
‫عيين‪..‬و ختيلتك اىل جانيب‪..‬تأبطت ذراعك ‪..‬و س ندت رأيس اىل كتفك و رحت أغين‪ ..‬و أنت تصفر ذاك اللحن اذلي اكن‬
‫يزين سامء الليل يوم أول موعد بيننا((تعود اىل اخلطاب و تكتب)) هل تذكر ذاك اللحن؟؟ ستبتسم الن و تقول ‪..‬انين‬
‫مرهق جدا اي عزيزيت يك أفعل‪..‬و أان سأصدقك‪..‬لنين أريد أن أفعل ‪..‬رمغ يقيين من أنك ما عدت تذكره‪((..‬تصمت)) غريب‬
‫جدا‪..‬أان أيضا ماعدت أذكره‪..‬ما عدت أذكر اترخي لقاءان الول‪..‬ما عدت أذكر لون زهورك املفضةل‪..‬ماذااكنت‪ ..‬الرنجس؟؟ ‪..‬رمبا‬
‫‪..‬و لكن‪..‬ما لون الرنجس‪..‬كيف حدث ذكل؟؟ كيف نسيت؟؟ رمبا كنت أموت الن ابلفعل‪..‬جسدي يس تعد للموت ‪ ..‬أشعر‬
‫أنين أختنق‪..‬ادلنيا تدور يب‪ ..‬انين أموت‪((..‬تسقط لهثة ساعةل)) اهنا القهوة اليت تناولهتا مع سامية‪..‬أجل‪..‬الن أدرك متاما‬
‫سبب تشجيعها يل عىل النتحار ‪ ..‬اكنت ختطط لقتيل‪..‬وضعت يل السم ابلقهوة دون أن أحلظ‪..‬مث أقنعتين ابلنتحار ((تتأوه‬
‫بشده)) يك يبدو المر يف هنايته انتحارا‪..‬حس نا‪..‬سأرد لها امجليل و لن أنتحر ‪..‬سأبقى جثة عىل الرض حىت حتاسب عىل‬
‫جرميهتا‪..‬اكن من املمكن لها أن تنتظر انتحاري‪ ..‬اهنا حيايت أان ‪..‬أان من جيب أن ينهيا ل خشص أخر‪..‬سأكتب هل أهنا‬
‫قتلتين‪..‬جيب أن يعمل الناس بشأن تكل اجملرمة((تزحف جتاه الطاوةل تسحب الورقه و القمل ليسقطا أرضا مث تبدأ يف الكتابة يف‬
‫اعياء شديد)) و لتعمل أنين و أان أكتب اليك تكل اللكامت‪..‬اكتشفت أنين مقتوةل منذ ساعات بسم أفعى أنت تعرفها جيدا ‪..‬‬
‫امسها‪..‬سام ((متوت‪..‬بعد حلظات يرن جرس الهاتف‪ ..‬مره و اثنان و ثالثة‪ ..‬ترفع رأسها‪..‬تقف عىل قدمهيا دون اعياء‪..‬تقفز يف‬
‫ماكهنا )) هل أان أان؟؟ أم اهنا رويح‪..‬؟؟أان رويح ؟؟ ان كنت كذكل فأين اجلسد؟؟ كيف أتأكد الن من أنين ابلفعل قد‬
‫فارقت احلياة؟؟ أه ‪..‬حس نا الرواح ل تظهر ابملرأة(( تعدو جتاه املرأة لرتى صورهتا‪ ..‬مث تنظر اىل الهاتف و تنفخ يف جضر))‬
‫نعم اي سامية نعم‪..‬لست أفهم ما مشلكتك حتديدا؟؟‪..‬سأنتحر‪..‬سأنتحر‪ ..‬وهللا العظمي سأنتحر‪ ..‬وهل انتحريت من قبل لتدريك‬
‫مك الوقت اذلي أحتاجه يك أنتحر ؟‪ ..‬ل‪ ..‬كنت أظن أنين مسمومة‪..‬ظننت أنك من فعل‪..‬حس نا ‪..‬حس نا ‪..‬امســ‪ ..‬كنت سأ‪..‬‬
‫لقد فكر‪((...‬ترصخ )) امسعيين‪..‬سأقول كل السبب‪..‬لنين ل أعمل ما رس اهامتمك ابنتحارى و تشجيعي عليه‪ ..‬أعمل‪..‬وأان ل أجد‬
‫سببا مقنعا يدفعك ذلكل‪..‬سامية‪..‬أصدقيين‪..‬هل تغارين عىل أخاك اىل تكل ادلرجة؟؟‪..‬اذا ماذا؟؟ ((تصمت برهه تس متع‬
‫ابنتباه‪..‬تغرورق عيناها ابدلموع و تغمر وهجها مشاعر المل مث تقول بصوت مشوه)) كفى‪..‬كفى اي سامية‪..‬دقائق و ينهتيي‬
‫المر‪..‬اىل اللقاء يف عامل أروع ان كنت تريدين‪..‬فقط دقائق‪..‬وداعا ((تغلق الهاتف‪ ..‬تتوجه اىل الكريس‪..‬جتلس حتت املش نقة و‬
‫ادلموع تتساقط من عينهيا)) سامية ترى أنين سبب اجلحمي اذلي حيياه أخاها‪..‬ترى أنين قد طوقت رقبته ابلبؤس و‬
‫العناء‪..‬سامية ترى أنين عقبه يف طريق حياته لبد من ازالهتا فورا يك يتابع السري‪..‬و أنين بقعة قذرة عىل مقيص سعادته ‪..‬أان‬
‫احلزن الكريه‪..‬أان مرارة الوحدة‪..‬الطاحونة اليت تسحق عظامه قبل محله‪..‬أان الظمل اجلامث عىل ظهره‪..‬أان الظروف السوأ عىل‬
‫الطالق‪..‬سامية ترى أنين الظالم اذلي اجتاح بسواده لك صبح قد حيمل به‪..‬أجل سامية ترى ذكل مبنهتيى الوضوح‪..‬لكهنا‬
‫أبدا‪..‬ل تراين((متسك بطهنا برسعه و تتأوه)) أه انه القولون اللعني‪..‬نسيت أن أخذ ادلواء‪..‬أل تكفيين لك تكل اللم‪ ..‬حس نا‬
‫ايحبييب‪..‬لتعش السعادة‪..‬حىت و ان اكنت رفايت يه المثن‪..‬سزتحي العقبة نفسها بنفسها من هذا الطريق ((تعود اىل اخلطاب))‬
‫الن أغيب‪..‬و يغيب ذاك احلب اىل البد‪..‬مفا حبنا اي عزيزي سوى تكل احلبة من الفس تق‪..‬ليك خترج مثرهتا ‪..‬عىل القرشتني أن‬
‫يتباعدا‪ ..‬الن تفرتق أقداران ‪ ..‬قد ل تعين كل تكل احلاكية الش ئي الكثري ‪ ..‬لكن لتعمل اي عزيزي أهنا قد عنيت يل احلياة‬
‫بأرسها‪..‬فلقد أكتفيت بتكل الساعات اليت أضاءها نور حبك‪..‬عىل لك مل أكن لس تحق أكرث من ذكل‪ ..‬و مل أعد أس تطيع‬
‫العيش بعد رحيكل‪..‬أعين رحيل روحك‪ ..‬اليت اكنت تظللين حبهبا‪ ..‬ل أظنين قد كرهت احلياة‪..‬أو مللهتا فأنت فهيا ‪..‬لكنين‬
‫بقتيل ‪..‬قد أقتل حبك بداخيل‪..‬أو أحبسه اىل البد‪..‬أوصيك فقط يف حاكيتك القادمة‪..‬أن ل تطفئ مشعة جديدة‪..‬فلتعش‬
‫طويال اي حبييب‪..‬فتاتك احملبة((ترتك اخلطاب و تتوجه اىل املش نقة تصعد الكريس ‪..‬الس تائر تتحرك بقوة عىل النافذة‪..‬ختفت‬
‫الضاءة‪..‬تدخل رأسها خبية املش نقة‪..‬يدق ابب الغرفة)) هل اكن هذا طرقا؟؟!! أم اهنا هالوس ما قبل النتحار؟؟((يعود‬
‫الطرق)) يبدو أن هناك من يطرق ابيب ابلفعل‪..‬أمر مل حيدث منذ أسابيع‪..‬فمل حيدث يف هذه اللحظة ابذلات؟؟‪...‬حس نا أاي‬
‫اكن الطارق فأان ميتة منذ أكرث من ساعة‪..‬ل ميكن مليت أن يهنض من رقاده و يفتح الباب لحدمه((تس تعد لالنتحار مث‬
‫تتوقف)) لكين هكذا سأموت و لن أعرف من الطارق‪..‬و أان سأموت و أعرفه‪..‬حس نا هذه املرة فقط((تبتعد عن املش نقة و‬
‫تذهب اىل ابب الغرفة قائةل)) أاي اكن الطارق هذا لن يغري قراري ابلتأكيد((يسمع صوهتا من اخلارج)) ما هذا؟؟يل أان؟؟!!‬
‫شكرا ‪..‬شكرا جزيال ((تعود مرسعة حامةل ابقة من الزهور لتجلس هبا حتت املش نقة عىل الكريس و تفتش داخل الباقة لتجد‬
‫مظروفا صغريا خترجه برسعه)) اهنا منه‪((..‬تقرا)) اىل الوىل و الخرية و بطةل تكل احلاكية‪((..‬بفرحة بلهاء)) أان ((خترج‬
‫اخلطاب ابملظروف مث تبدأ يف القراءة)) حبيبيت‪ ..‬أجل حبيبيت‪..‬أعمل أن هذا اخلطاب قد تأخر لس نوات‪..‬اكن من املمكن أن‬
‫أهاتفك‪..‬أو أرسل كل رساةل اليكرتونية‪..‬لكنين أردت و بشدة أن تصا ح عيناك احلبيبة‪ ..‬تكل احلروف املتساقطة من قليب اىل‬
‫تكل الورقة‪ ..‬مل يدفعين اىل فعل ذكل سوى رغبيت امللحة يف طلب مغفرتك‪..‬أل يتسع قلبك الكبري ملساحميت؟؟ أعتقد أنك‬
‫س تفعلني أو أن هذا هو أميل بك؟؟ فأان مل أبتعد عنك لهيا‪..‬مل أرغب يوما بش ئي قدرما رغبت جبوارك‪..‬بتكل الطمأنينة الاكئنة‬
‫بصدرك‪..‬بذاك السالم الساحب بني حسرك و حنرك‪..‬لكنين ابئس حمطم‪..‬فرمتين احلياة حىت سال عظمي‪..‬و تشوهت رويح‪..‬حىت‬
‫رصت ذكل املسخ املشوه‪..‬اذلي ل يعرف سوى هنم العمل و بيع حياته يوما بعد يوم و ساعة بعد ساعةملن يدفع الجر‪..‬أاي اكن‬
‫هذا الجر‪ ..‬لك ما أرجوه منك أل تطييل انتظار سفينيت ‪ ..‬عىل قارعة الطريق‪..‬لن تأتيك أبدا هناك‪..‬لك ما أرجوه‪..‬أن تتابعي‬
‫السري ‪..‬فلن يتوقف المر عىل أحد ‪..‬و ل عند أحد‪..‬لن تتوقف ادلنيا عن املتابعة‪ ..‬كنت سأعود الييك مع عودة صباح الغد ‪..‬‬
‫صدقا كنت سأفعل‪..‬اشرتيت الورود اليت حتبني و قلمت أظافري‪..‬نسقت غرفيت مث ومشت صورتك بقليب‪..‬و لونت دمايئ‬
‫بألوان راايتك‪..‬و انتظرت الصباح ‪..‬مث‪..‬رحلت مبكرا جدا ((ترصخ الفتاة ‪))..‬‬
‫س تار‬

You might also like