Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 29

‫تعليقات الشيخ صال ــح بـن عبدالل ّه العُ َصيـ ْمِي‬

‫على تعظي ـ ــم العلـم‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١‬‬


‫معــاقــــد تعظيــــــم العلـــم‬
‫تطهير وعاء العلم‬ ‫✅ األول‬

‫إخالصُ النيّةِ فيه‬ ‫✅ الثاني‬


‫جمْعُ همّةِ النفسِ عليهِ‬ ‫✅ الثالث‬
‫صرْفُ الهمّةِ فيه الى علمِ القرآن والسّنة‬ ‫✅ الرابع‬
‫سُلُـوكُ اجلَـادﱠةِ املُوصِلَةِ إِلَيْهِ‬ ‫✅ اخلامس‬

‫رِعَايَةُ فُنُونِهِ فِ األَخْذِ‬ ‫✅ السادس‬


‫املُبَادَرَةُ إِلَى حتَْصِيلِهِ‪ ,‬وَاغْتِنَامِ سِنّ الصّبَا وَالشﱠبَابِ‬ ‫✅ السابع‬
‫لُزُومُ التﱠأنّي فِ طَلَبِهِ‪ ,‬وَتَرْك العَجَلَةِ‬ ‫✅ الثامن‬
‫الصﱠبْرُ فِ العِلْمِ حتَمّالً وَأَدَاءً‬ ‫✅ التاسع‬
‫مُــالَزَمَـةُ آدَابِ العِـلْـمِ‬ ‫✅ العاشر‬

‫صِيَانَةُ العِلْمِ عَمﱠا يَشِيُ; ممِﱠا يُخَالِفُ املُرُوءَةَ وَيَخْرِمُهَا‬ ‫✅ احلادي عشر‬
‫انْتِخَابُ الصّحْبَةِ الصﱠاحلَِةِ لَهُ‬ ‫✅ الثاني عشر‬
‫بَذْلُ اجلُهْدِ فِ حتَفّظِ العِلْمِ‪ ,‬وَاملُذَاكَرَةِ بِهِ‪ ,‬وَالسّؤَالِ عَنْهُ‬ ‫✅ الثالث عشر‬
‫إِكْرَامُ أَهْلِ العِلْمِ وَتَوْقِيرُهُمْ‬ ‫✅ الرابع عشر‬
‫رَدّ مُشْكِــلِـهِ إِلَى أَهْــلِــهِ‬ ‫✅ اخلامس عشر‬

‫تَوْقِيرُ مَجَالِسِ العِلْمِ‪ ,‬وَإِجْالَلُ أَوْعِيَتِهِ‬ ‫✅ السادس عشر‬


‫الذﱠبّ عَنِ العِلْمِ‪ ,‬وَالذﱠوْدُ عَنْ حِيَاضِهِ‬ ‫✅ السابع عشر‬
‫التـﱠحَفّظُ فِ مَسْـأَلَةِ العَالِمِ‬ ‫✅ الثامن عشر‬
‫شَغَفُ القَلْبِ بِالعِلْمِ وَغَلَبَتُهُ عَلَيْهِ‬ ‫✅ التاسع عشر‬
‫حِفْظُ الوَقْتِ فِ العِلْمِ‬ ‫✅ العشرون‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢‬‬


‫🔹 ابتدأ املصنف ‪-‬وفقه ال‪ -‬بأربعة أمور‪:‬‬
‫‪-#‬البسملة‪.‬‬
‫‪-$‬احلمدلة‪.‬‬
‫‪-%‬الشهادة ل بالوحدانية وحملمد ﷺ بالرسالة‪.‬‬
‫&‪-‬الصالة على رسوله ﷺ وعلى آله وصحبه‪.‬‬
‫▫ وهؤالء األربع من آداب التصنيف اتفاقاً‪.‬‬
‫▫ وآكد هذه اآلداب األربعة هي البسملة‪ ,‬تبعاً للوارد ف السنة النبوية‪.‬‬

‫🔹 السير إلى ال‪ :‬لزوم طريقه‪ ,‬وهو‪ :‬سلوك الصراط املستقيم‪.‬‬


‫( ذكره أبو الفرج ابن رجب ف كتابه » احملجة ف سير الدجلة«‪.‬‬
‫▫ ويكون السير إليه بتنقيل العبد قلبه ف منازل العبودية ل‪ ,‬فإن الطريق إليه يُقْطع بالقلب ال بالبدن‪.‬‬
‫( قال ابن القيم ف كتاب »الفوائد«‪" :‬فاعلمْ أن العبد إمنا يقطع منازل السير إلى ال بقلبه وهمته ال ببدنه"‪ .‬انتهى كالمه‪.‬‬
‫بالسّيرِ فوقَ مقاعدِ الرّكبانِ‬ ‫قطعُ املسافةِ بالقلوبِ إليه ال‬ ‫📜 و ف هذا قيل‪:‬‬

‫📌قال شيخنا ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪ -‬ف الشهادة ل بالوحدانية‪" :‬شهادةٌ نبرأ بها من شَرَك اإلشراك"‪.‬‬
‫📎الشَرَْك )بفتح الراء وتسكن(‪ ,‬وهي‪ :‬حِبالة الصائد التي ينصبها لقنص الصيد‪.‬‬
‫📎والشِرك )بكسر الشي(‪ :‬حبالة من حبائل الشيطان التي ينصبها للناس مبا يزين لهم من أقوال الشرك وأفعاله‪.‬‬
‫▫ومن نوابغ الكلم عند األدباء ‪) :‬البدعة شَرك الشِرك(‪.‬‬
‫📎 أي‪ :‬احلبالة التي ينصبها الشيطان للخلق‪ ,‬فإذا وقعوا فيها أخذتهم إلى الشرك وجعلهم من أهله‪.‬‬

‫📌قوله ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪) :-‬واندفعت ببيّناته الشّبُهاتُ واللّجج(‬


‫📎اللّجَج‪ :‬التمادي ف اخلصومة‪.‬‬

‫📌قوله ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪):-‬هو شرف الوجود ونورُ األغوارِ والنّجُود(‬


‫📎 الغوْر‪ :‬ما اطمأن من األرض‪.‬‬
‫📎النجد‪ :‬ما ارتفع منها‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٣‬‬


‫📌قوله ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪ -‬ف فضل العلم )حلْيةُ األكابِر(‪.‬‬
‫📎احللية‪ :‬اسم ملا يُتزينُ به‪.‬‬
‫🖇 وهي نوعان‪:‬‬
‫‪ #‬احلِلْية الباطنة و مَحلّها القلب‪.‬‬
‫‪ $‬احلِلْية الظاهرة و محلها ما عال من البدن‪.‬‬
‫💎 والعلم من حلية الباطن‪ ,‬وترى آثاره على البدن‪.‬‬

‫📌قوله ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪):-‬والرّكبُ معكوفةٌ(‪.‬‬


‫📎العَكفُ‪ :‬هو احلبْس و اللّبث‪ ,‬وال يُقال ف وصف حركة الركبة عكف‪ ,‬بل ثنيٌ;‬
‫يكفيك من إناخةٍ ثنيُ الركب‬ ‫يا نافثاً شرّ األحاديث الكذِبْ‬ ‫📜قال زيادٌ السلمي‪:‬‬

‫📌قوله ‪-‬حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ‪):-‬األشياخُ ينثِلونَ دُررَ العلمِ( ‪📎 :‬أي يستخرجونها‪ ,‬فالنّثل هو االستخراج‪.‬‬

‫✅ ومن اإلحسان إلى ملتمسي العلم = إرشادهم الى سرّ حيازته وهو‪] 👈 :‬تعظيمُ العلم[ ‪.‬‬

‫🔹وأعون شيء للوصول الى تعظيم العلم هو معرفة معاقد تعظيمه‪.‬‬

‫🔹واملراد بـ ]معاقد تعظيم العلم[‪ :‬هي األصولُ احملقّقةُ عظمةَ العلمِ ف القلبِ‪.‬‬

‫🔸العلم ميُدح بالنفع واالنتفاع‪ ,‬ال بالبسط واالتساع‪ ,‬فقليل يُلقى فينفع خيرٌ من كثير يُلقى فيُرفع‪.‬‬
‫🔸العلم النافع هو ما حصل للعبد به الهداية ف الدنيا واآلخرة‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٤‬‬


‫✅ املعقد األول ‪ :‬تطهير وعاء العلم‬

‫📍وهو احملل الذي يحفظ فيه العلم‪ ,‬أي القلب‪.‬‬


‫📌حال القلب مع العلم على حالي‪:‬‬
‫‪ #‬أن يكون القلب طاهراً فينتفع بالعلم‪.‬‬
‫‪ $‬أن يكون متلطخاً بالنجاسات القلبية‪ ,‬فيحصل له من نقص العلم بقدر ما أصابه من النجاسة‪.‬‬

‫▫ فقال‪ :‬ومثل العلم ف القلب كنور املصباح‪ ,‬إن صفا زجاجه شعت أنواره‪ ,‬وإن لطخته االوساخ كسفت أنواره‪.‬‬
‫💎فالعلم جوهرٌ لطيف‪ ,‬ال يصلح اإل للقلب النظيف‪.‬‬

‫📌طهارة القلب ترجع الى أصلي عظيمي ‪ # :‬طهارته من جناسة الشبهات‪.‬‬


‫‪ $‬طهارته من جناسة الشهوات‪.‬‬
‫🔹 تفسير قوله تعالى‪} :‬وثيابك فطهّر{ باألعمال املُالبسات أصح من تفسيرها بالثياب امللبوسات لداللة السياق‪.‬‬
‫▫فتقدمها األمر باإلميان بال وحده وتوحيده ثم جاء بعدها األمر بالكفر بالطاغوت واجتناب الشرك‪.‬‬
‫( ذكر ابن جرير أنه قول جمهور السلف‪.‬‬

‫‪ #‬جناسة الشرك‪.‬‬ ‫📌 أصولُ جناسة القلب ثالثٌ‪:‬‬


‫‪ $‬جناسة البدعة‪.‬‬
‫( ذكره ابن القيّم ف كتابه »الفوائد«‪.‬‬ ‫‪ %‬جناسة املعصية‪.‬‬

‫‪ #‬قلبُهُ‪.‬‬ ‫📌محلّ نظر ال من العبد ف شيئي‪:‬‬


‫‪ $‬عملُهُ‪.‬‬
‫▫فالتقوى مؤلفةٌ من قلبٍ نقيٍ طاهرٍ وعملٍ صالحٍ ظاهر‪.‬‬
‫▫وبحسب كمال حال العبد ف قلبه وعمله يكون كمال حاله عند ربه ‪.‬‬

‫خرجتْ عليك كُسرْتَ كسرَ مُهانِ‬ ‫📜 قال ابن القيّم ف نونيّته‪ :‬واحذرْ كمائِنَ نفسكَ الالَتي متى‬
‫( وختم بقول سهل التُسْتَري‪» :‬حرامٌ على قلبٍ أن يدخله النّور‪ ,‬وفيه شيءٌ مما يكرهُ ال عزوجل«‪.‬‬
‫📎 النّور‪ :‬أي العلم النافع من كالم ال وكالم رسوله ﷺ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٥‬‬


‫✅ املعقد الثاني ‪ :‬إخالصُ النيّةِ فيه‬

‫🔹حقيقة اإلخالصِ شَرْعًا‪ :‬تَصْفِيَةُ القَلْبِ مِنْ إِرَادَةِ غَيْرِ الِ‪.‬‬

‫🖇فمَدَارُ اإلِخْالَصِ عَلَى أَمْرَيْنِ‪:‬‬


‫‪ :#‬تَصْفِيَةُ القَلْبِ‪ ,‬وَهُوَ تَخْلِيَتُهُ مِنْ كُلّ شَائِبَةٍ تُكَدّرِهُ‪.‬‬
‫‪ :$‬تَعَلّقُ تِلْكَ التﱠصْفِيَةِ بِإِرَادَةِ الِ; فَالَ يُزَاحِمُهَا بِشَيْءٍ‪ ,‬كَطَلَبِ مَحْمَدَةٍ أَوْ ثَنَاءٍ أَوْ حَظﱟ مِنَ الدّنْيَا‪.‬‬
‫‪1‬وأشرتُ إلى حقيقةِ اإلخالصِ نَظْمًا بقولِي‪:‬‬
‫إِرَادَةٍ سِوَاهُ فَاحْذَرْ يَا فَطِنْ‬ ‫إِخْالَصُنَا لِ صَفّ الْقَلْبَ مِنْ‬

‫📌اإلخالص ف العلم يقوم على أربعة أصول‪:‬‬


‫‪ $‬رفع اجلهل عن اخللق‪.‬‬ ‫‪#‬رفعُ اجلهلِ عن نفسِهِ‪.‬‬
‫& العمل بالعلم‪.‬‬ ‫‪ %‬إحياء العلم وحفظه من الضياع‪.‬‬
‫عنْ نَفسِهِ فغيْرِهِ مِنَ النﱠسمْ‬ ‫ونِيّةٌ للعلْمِ رفعُ اجلهْلِ عَــمّ‬ ‫📜وأشرتُ الى ذلك بقولِي‪:‬‬
‫ضَياعِهـــا وعَملٌ بـه زُكِنْ‬ ‫وبعدَهُ التّحصيُ للعلومِ مِنْ‬

‫📎 النّسم‪ :‬أي اخللق‪.‬‬ ‫📎 رفع اجلهل عمّ‪ :‬أي بالعموم‪.‬‬ ‫📎 زُكِنْ‪ :‬ثبت‪.‬‬

‫📌 النيّة من أحوالها أنها تتقلّب‪ ,‬ومنشأ ذلك أنّ مَحَلها القلب ‪.‬‬
‫فاحذرْ على القلبِ منْ قلْبٍ وحتويلِ‬ ‫قدْ سُمّيَ القلبُ قلباً منْ تَقلّبِه‬ ‫📜قال الشاعر‪:‬‬

‫💎فيحتاج العبد الى ردّ نيّتهِ إلى قصدها احلسن التي كانت عليه كلما تعرضت للتغيير‪ ,‬وهذا ما يسمى بـ)تصحيح النيّة(‪.‬‬
‫🔹فاملراد بتصحيح النيّة هو ‪ :‬ردّ النيّةِ الى املأمورِ به شرعاً إذا عرض لها ما يغيّرها أو يفسدها‪.‬‬
‫🖇 فالعوارض التي تهجم على النيّةِ نوعان‪:‬‬
‫‪ #‬عوارض تفسدها‪ ,‬فتنقلها من املأذون به شرعاً إلى احملُرّم شرعاً; كتعلم العلم لنيل الرئاسة‪.‬‬
‫‪ $‬وعوارض تغيّرها‪ ,‬فتنقلها من املأذون به شرعاً إلى املُباح شرعاً; كتعلم العلم لذةً أو نزهةً أو ترويحًا للنفس‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٦‬‬


‫✅ املعقد الثالث ‪ :‬جمْعُ همّةِ النفسِ عليهِ‬

‫🔹أي جمع همة النفس على العلم بأن يتوجه إليه بإرادته فال يشتغل بغيره‪.‬‬

‫📌وجمعُ همة النفس عليه يكون بتطلب ثالثة أمور‪:‬‬


‫( ذكرها ابن القيم ف مفتاح دار السعادة‪:‬‬
‫‪ #‬احلرص على ماينفع‪.‬‬
‫‪ $‬االستعانة بال ف حتصيله‪.‬‬
‫‪ %‬عدمُ العجزِ عن بلوغ البُغيةِ منه‪.‬‬

‫📚 واألمور الثالثة مجموعة ف حديث أبي هريرة ‪-‬رَضِيَ الُ عَنْهُ‪ -‬قال رسول ﷺ ‪:‬‬

‫» احرص على ما ينفعك‪ ,‬واستعِنْ بال ‪ ,‬وال تعجَِز «‬

‫📎 وتعجز‪ :‬بكسر اجليم وتفتح أيضاً‪.‬‬

‫💎 العلم هو أصل كلّ خير‪( .‬ذكره القرّاف ف »الفروق«‪.‬‬

‫( وذكر ابن القيم »أن أصل كل خير ف الدنيا واآلخرة هو العلم والعدل‪ ,‬وأصل كل شرٍ ف الدنيا واآلخرة اجلهل والظلم«‪.‬‬

‫▫والعدل مرجعه إلى العلم ألنّ من لم يعلم ال يستطيع أن يعدل‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٧‬‬


‫✅ املعقد الرابع ‪ :‬صرْفُ الهمّةِ فيه الى علمِ القرآن والسّنة‬

‫🖇 العلوم غير القرآن والسنة لها حاالن‪ # :‬خادمة لهما وهي آالت فهمها‪.‬‬
‫‪ $‬أجنبية عنهما‪.‬‬
‫( وقد سمّى ابن حجر ف فتح الباري األولى بالضالة املطلوبة‪ ,‬والثانية بالضارة املغلوبة‪.‬‬

‫( قال ابن مسعود‪ » :‬من أراد العلم فليثوّر القرآن فإنّ فيه علم األولي واآلخرين «‬
‫📎 أي ‪ :‬ليبحث عن فهمه بإجالة القلب للنظر ف معانيه‪.‬‬

‫اإل املُضِلﱠ عن الطريــق الالّحِــبِ‬ ‫العلم ف أصلي ال يعْدُوهُمــا‬ ‫📜 أنشد عياض املالكي يقول‪:‬‬

‫قد اسندت عن تابعٍ عن صاحبِ‬ ‫علمُ الكتابِ وعلمُ ٱآلثار التي‬


‫📎 الطريق الالّحب‪ :‬الواضح‪.‬‬

‫▫فالشﱠأنُ ف إصابة اخلير الﱠذي يكون ف القرآن والسّنﱠة منَ العلم والفهمِ هو ‪:‬‬
‫‪1‬بحسَب صِدقِ العبدِ ف التﱠجرّد ل عز وجل توحيدًا‪ ,‬وحملمّدٍ ﷺ اتّباعًا‪,‬‬

‫▫فمَنْ وحﱠد الَ‪ ,‬وَصَدَقَ ف اتّباعهِ النﱠبيﱠ ﷺ حَصَلَ له خيرٌ كثيرٌ من العلم بالكتاب والسّنﱠة‪.‬‬

‫)أعـلـى الـهـمَـمِ ف طـلـب الـعـلـمِ( هـي هـمﱠـة الـعـبـد الﱠـذي يـكـون طَـالﱠبًـا لـ)عِـلْـمِ الـكِـتَـابِ وَالـسّـنﱠـةِ‪ ,‬وَالـفَـهْـمِ عَـنِ الِ وَرَسُـولِـهِ نَـفْـسَ املُـرَادِ(;‬
‫أي‪ :‬مَا يُرِيدُهُ الشﱠرْعُ مِنَ العَبْدِ فِ الكِتَابِ وَالسّنﱠةِ‪) ,‬وعِلْمِ حدودِ املُنزﱠل( من األحكامِ‪.‬‬

‫📖 قال‪) َ:‬حمﱠاد بنِ زيدٍ‪ :‬قلتُ أليّوبَ السّخْتِيَانيّ‪ :‬العلمُ اليومَ أكثر أو فيما تقدﱠم?(;‬
‫▫يعني‪ :‬فيما كانَ عليه كبارُ التﱠابعيَ والصﱠحابة قبلَهم‪ ,‬فقالَ‪:‬‬
‫▫»الكالمُ اليومَ أكثر«; أي‪ :‬تفريعُ النﱠاس ف الكالمِ ف العلمِ أكثر‪,‬‬
‫▫»والعلم فيما تقدﱠم أكثر«; أي‪ :‬معرفتُهُم بالكتاب والسّنﱠة أعظمُ من احلال الﱠتي انتهى إليها املتأخّرون‪.‬‬
‫📖 ومن جميلِ ما يُذْكَر أنﱠ أحدَ العُبﱠاد الصﱠاحليَ واسمه حمدُونَ القَصﱠار‪ ,‬قيلَ له‪ :‬ما بالُ كالم السﱠلف أنفع من كالمِنَا?!‪,‬‬
‫فـقَـالَ‪» :‬ألنﱠـهـم تـكـلﱠـمـوا لـعِـزّ اإلسـالم‪ ,‬وجنـاةِ الـنّـفـوسِ‪ ,‬ورضَـا الـرﱠحـمـن‪ ,‬ونـحـن نـتـكـلﱠـم لـعِـزﱠة الـنﱠـفـس‪ ,‬وطـلـب الـدّنـيـا‪ ,‬ورضـا اخلَـلْـقِ«‪.‬‬
‫( رواه البيهقيّ ف »شُعَبِ اإلميانِ«‪ ,‬وأبو نُعيمٍ األصبهانيّ ف كتاب »حليةِ األولياءِ«‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٨‬‬


‫✅ املعقِد اخلامس‪ :‬سُلُـوكُ اجلَـادﱠةِ املُوصِلَةِ إِلَيْهِ‬

‫📎 وَاجلَادﱠةُ‪ :‬هِيَ الطﱠرِيقُ‪.‬‬

‫🖇 فمَنْ عَدَلَ عَنْ طَرِيقِ العِلْمِ عَرَضَتْ لَهُ حَاالَنِ‪:‬‬


‫‪ :#‬أَنْ يَضِلﱠ فَالَ يَنَالُ مَقْصُودَهُ‪.‬‬
‫‪ :$‬أَنْ يُصِيبَ فَائِدَةً قَلِيلَةً مَعَ تَعَبٍ كَثِير‪.‬‬

‫‪1‬ومَنْشَأ هذا مِنْ أَحَدِ ثَالَثَةِ أُمُورٍ ( ذَكَرَهَا ابْنُ القَيّمِ‪:‬‬


‫‪ :#‬اجلَهْلُ بِالطﱠرِيقِ; فَيَلَتَمِسُ العِلْمَ جَاهِالً طَرِيقَ الوُصُولِ إِلَيْهِ‪.‬‬
‫‪ :$‬اجلَهْلُ بِآفَاتِ الطﱠرِيقِ; وَهِيَ الشّرُورُ الﱠتِي تَعْرِضُ لِلْعَبْدِ فِيهِ‪.‬‬
‫‪ :%‬اجلَهْلُ بِاملْقْصُودِ; أَيْ‪ :‬بِاملُرَاد ِاألَعْظَمِ مِنْ طَلَبِ العِلْمِ‪ 1 ,‬وهُوَ الرّفْعَةُ عِنْدَ الِ‪.‬‬

‫شخصٌ فَخُذْ من كلّ فنﱟ أحسنَه‬ ‫📜قال الزﱠبِيدِي فِ »ألفيﱠة السﱠند« ‪ :‬فما حوى الغايةَ ف ألفِ سنةٍ‬
‫تأخُذه على مفيـــــدٍ ناصــــــح‬ ‫بحفظ متٍ جامعٍ للرﱠاجــــــحِ‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٩‬‬


‫🖇 فطَرِيقُ العِلْمِ وَجَادﱠتُهُ مَبْنيﱠةٌ عَلَى أَمْرَيْنِ‪:‬‬

‫‪ :#‬حِفْظُ مَتٍْ جَامِعٍ لِلرﱠاجِحِ‪.‬‬

‫▫ فَالَ بُدﱠ مِنْ حِفْظٍ‪) ,‬وَاحملَْفُوظُ املُعَوﱠل عَلَيْهِ هُوَ املَتُْ اجلَامِعُ للرﱠاجحِ(‪ ,‬واملرادُ بهِ‪) :‬املعتمدُ عندَ أهل الفنّ(‪.‬‬

‫🔹وممِﱠا يُخِلّ بِحِفْظِ املَتِْ املُعْتَمَدِ آفَتَانِ عَظِيمَتَانِ‪:‬‬


‫🔻‪ :‬حِفظُهُ مِنْ نُسَخٍ غَيْرِ مُتْقَنَة‪.‬‬
‫🔻‪ :‬حِفظُهُ من نُسَخٍ دَخَلَها اإلِصْالَحُ‪ ,‬واملُرَادُ بِاإلِصْالَحِ‪ :‬تَصَرّفُ غَيْرِ املُصَنّفِ فِ مَتٍْ مَا‪.‬‬

‫‪ :$‬أخذ ذَلِكَ املت عَلَى مُفِيدٍ نَاصِحٍ;‬

‫🔶 فيَفزَع إلى شيخٍ يتفهﱠم عنه معانِي ذَ ٰلِكَ املتِ ‪ ,‬يتﱠصف بوصفي‪:‬‬

‫🔸‪ :‬اإلِفَادَةُ; وَهِيَ األَهْلِيﱠةُ فِ العِلْمِ‪ ,‬فَيَكُونُ ممِﱠنْ عُرِفَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَتَلَقّيهِ حَتﱠى أَدْرَكَ‪ ,‬فَصَارَتْ لَهُ مَلَكَةٌ قَوِيﱠةٌ فِيهِ‪.‬‬
‫🔸‪ :‬النﱠصِيحَةُ; بأن يكونَ املُعلّمُ ناصحًا‪) ,‬وَجتَْمَعُ مَعْنَيَيِْ(‪:‬‬
‫✅‪ :‬صَالَحِيﱠةُ الشﱠيْخِ لِالقْتِدَاءِ بِهِ‪ ,‬وَاالهْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ وَدَلّهِ وَسَمْتِهِ‪.‬‬
‫✅‪ :‬مَعْرِفَتُهُ بِطَرَائِقِ التﱠعْلِيمِ‪.‬‬

‫🔹والهَدْيُ‪ :‬اسْمٌ لِلطﱠرِيقَةِ الﱠتِي يَكُونُ عَلَيْهَا العَبْدُ‪ ,‬وَهُوَ جَامِعٌ لِلدﱠلّ وَالسﱠمْتِ‪.‬‬

‫▫فَعَطْفُهُمَا عَلَيْهِ مِنْ عَطْفِ اخلَاصّ عَلَى العَامّ‪.‬‬

‫🔹والفرق بينهمَا‪:‬‬

‫📎 الدَلﱠ هُوَ‪ :‬الهَدْيُ املُتَعَلّقُ بِالصّورَةِ الظﱠاهِرَةِ‪.‬‬

‫📎 السﱠمْتُ هُوَ‪ :‬الهَدْيُ املُتَعَلّقُ بِاألَفْعَالِ الالﱠزِمَةِ أَوِ املُتَعَدّيَةِ الصﱠادِرَةِ مِنَ العَبْدِ‪.‬‬

‫📎وأمﱠا معرفته طرائقَ التﱠعليمِ‪ :‬فاملرادُ بهَا مَعْرِفَتُهُ مبَِسَالِكِ إِيصَالِهِ لِلْمُتَعَلّمِي‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٠‬‬


‫✅ املعقِد السﱠادس‪ :‬رِعَايَةُ فُنُونِهِ فِ األَخْذِ‬

‫🔹 أَيْ‪ :‬اإلِقْبَالُ عَلَى تَلَقّيهَا‪) ,‬وَتقْدِيُ األهمّ فاملهمّ(; أَيْ‪ :‬تَقْدِيُ مَا تَشْتَدّ إِلَيْهِ حَاجَتُهُ‪ ,‬وَتَتَأَكﱠدُ فِ حَقّهِ طِلْبَتُهُ‪.‬‬

‫📌 ثمﱠ ذكر أنﱠ )الصّورةَ املستحسَنة يزيد حُسنها( بتَمْتِيعِ )البصر بجميع أجزائها(‪,‬‬

‫▫ويفوتُ من حُسنها عند النﱠاظر بِقَدْرِ ما يحتَجِبُ عنه من أجزائها‪ ,‬والعلمُ هكذا‪,‬‬

‫▫فإنﱠ مَنْ أخذَ منه طرفًا ف كلّ فنﱟ رأى جمالَ العلمِ أكثرَ ممﱠنْ يقصُرُ نفسَه على بعضِ فنونِه أو فنﱟ واحدٍ منها‪.‬‬

‫🔸 فمَن رعى فنُونَه باألخذِ‪ ,‬وأصابَ من كلّ فنﱟ حظًّا كَمُلَتْ آلتُه ف العلم‪.‬‬

‫( قال ابن اجلوزيّ‪» :‬جمعُ العلومِ ممدوحٌ«‪.‬‬

‫فاحلُرّ مطﱠلعٌ على األسرارِ‬ ‫مِن كلّ فنﱟ خُذْ وال جتهل بهِ‬ ‫📜 ثمﱠ ذكر بيتًا البن الورديّ يقول فيه‪:‬‬

‫📌ثـمﱠ ذكـر وصـيﱠـتـي عـظـيـمـتـيِ مـن وصـايـا الـعَـالﱠمَـةِ مُـحَـمﱠـدِ بْـنِ مَـانِـعٍ رحـمـه ال ف»إِرْشَـادِ الـطّـالﱠبِ« ‪ -‬وهـو كـتـابٌ عـظـيـم الـنﱠـفـع‬
‫ف حتصيل العلم وأدبه ‪:-‬‬

‫‪ :#‬أَنﱠهُ )الَ يَنْبَغِي لِلَفَاضِلِ أَنْ يَتْرُكَ عِلْمًا مِنَ العُلُومِ النﱠافِعَةِ(‪.‬‬

‫▫وذكر شَرْطَ ذَلِكَ بقوله‪) :‬إذَا كاَن يعلم من نفسه قوﱠةً علَى تعلّمه( وتقدير القُوى يكونُ بإرشاد املعلّمي‪.‬‬

‫‪ :$‬أَنﱠهُ )الَ يَسُوغُ لَهُ أَنْ يَعِيبَ العِلْمَ الﱠذِي يَجْهَلُهُ وَيُزْرِيَ بِعَاملِهِ(‪.‬‬

‫▫أَيْ‪ :‬يَحُطﱠ مِنْ قَدْرِهِ‪ ,‬وعلﱠله بقوله‪) :‬فإنﱠ هٰذَا نقصٌ ورذيلةٌ(‪.‬‬

‫‪6‬وقال بعدُ‪) :‬فالعاقل ينبغي له أن يتكلﱠم بعلمٍ أو يسكت بحلمٍ(‪.‬‬

‫▫فَإِنﱠ الكَالَمَ ميُْدَحُ إِذَا كَانَ بِعِلْمٍ‪ ,‬وَالسّكُوتُ ميُْدَحُ إِذَا كَانَ بِحِلْمٍ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١١‬‬


‫📌رعَايَةَ فُنُونِ العِلْمِ تَنْفَعُ بِاعْتِمَادِ أَصْلَيِْ‪:‬‬

‫‪ :#‬تَقْدِيُ األَهَمّ فَاملُهِمّ‪ ,‬فاملرادُ من أخذِ العلمِ أن تعرفَ مَا تعبدُ بهِ الَ عزوجل‪.‬‬

‫‪ $‬أنْ يَكُونَ قَصْدُهُ فِ أَوﱠلِ طَلَبِهِ حتَْصِيلَ مُخْتَصَرٍ فِ كُلّ فَنﱟ‪,‬‬


‫ثمﱠ )إذا استَكمَلَ أنواعَ العلومِ النﱠافعة‪ ,‬نظرَ إلَى ما وافقَ طبعَه منهَا‪ ,‬وآنسَ مِن نفسِه قدرةً عليهِ بإرشاد شيخهِ‪.‬‬

‫📌ثـمﱠ ذكـر بـعـدَ ذَلـك أنﱠ املـتـعـلّـمَ يـنـظـرُ ف مـا ميْـكِـنُـه مـن حتـصـيـل الـعـلـوم )إفـرادًا لـلـفـنـون ومـخـتـصـراتـهـا واحـدًا بـعـد واحـدٍ‪ ,‬أو جـمـعًـا‬
‫لـهـا‪ ,‬واإلفـراد هـو املـنـاسـبُ لـعـمـومِ الـطَّـلـبـة‪ ,‬فـيـعـمَـد إلـى مَـتٍْ ف فـنﱟ فـيـتـلـقﱠـاه‪ ,‬حـتﱠـى إذا اسْـتَـوفَـاه انـتـقـلَ إلـى مـتٍ ف فـنﱟ آخـرَ‪ ,‬ثـمﱠ إذا‬
‫اسْتَوفَاه انتقلَ إلى متٍ ف فنﱟ آخرَ ممﱠا يحتاجُه ويفتقرُ إليه‪.‬‬

‫‪6‬وال يحبِس نفسَه على علمٍ واحدٍ حتﱠى يبلغَ غايتَه; فإنﱠ هذا يطولُ ويُضيّعُ به ما يلزمُه‪.‬‬

‫📜ثمﱠ ذكر بيتيِْ ف اإلرشاد إلَى ذَلِكَ إذ يقولُ صاحبهُما‪:‬‬


‫وَعَنْ سِوَاهُ قَبْلَ االنْتِهَاءِ مَهْ(‬ ‫)وإن تُرِدْ حتصيل فنﱟ متَّمَهْ‬

‫📎 )مَهْ(‪ :‬وهي كَلِمَة زَجْرٍ; أَيْ‪ :‬انْتَهِ عَنْ ذَلِكَ‪ ,‬فال تَدخُلْ ف غيرِه حتى تُتِمﱠه‪.‬‬
‫إن توأمانِ استبقا لن يخرجَا(‬ ‫)وف تَرَادُفِ العُلُومِ املنعُ جَا‬ ‫ثمﱠ قال‪:‬‬

‫‪6‬أي‪ :‬شـبﱠـهَـهُ بـالـولَـدَيـنِ اخلَـارِجَـيِ مـن بـطـن األمّ‪ ,‬فـإنﱠـهـمـا إذا ازدحَـمَـا عـنـدَ بـابِ الـرﱠحـم لـم يـخـرجـا‪ ,‬وعَـسُـر مـيـالدهُـمَـا بـخـالف مـا‬
‫إذا خـرج أحـدُهُـمـا ثـمﱠ خـرج الـثﱠـانـي‪ ,‬فـكـذَلِـكَ أخـذُ الـعـلـمِ إذَا كـانَ عـلـى هـذِهِ احلـال مـن تَـتْـمـيـم شـيءٍ‪ ,‬ثـمﱠ االنـتـقـالِ إلـى غـيـرهِ انـتـفـع بـهِ‬
‫العبدُ‪.‬‬

‫📌 ذَكَرَ ثَالَثَةَ أُمُورٍ مِنْ نَوَاقِضِ هذا املَعْقِدِ‪) :# :‬اإلِحْجَامُ عَنْ تَنَوّعِ العُلُومِ(‪.‬‬

‫‪) :$‬االسْتِخْفَافُ بِبَعْضِ املَعَارِفِ(‪.‬‬

‫‪) :%‬االشْتِغَالُ مبَِا الَ يَنْفَعُ‪ ,‬مَعَ الوَلَعِ بِالغَرَائِبِ(‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٢‬‬


‫✅املعقِد السﱠابِعُ ‪ :‬املُبَادَرَةُ إِلَى حتَْصِيلِهِ‪ ,‬وَاغْتِنَامِ سِنّ الصّبَا وَالشﱠبَابِ‬

‫عندَ املَشيبِ يحمدُ القومُ السّرَى‬ ‫📜قال الشيخ حفظه ال‪ :‬أال اغتنمْ سنﱠ الشﱠبابِ يا فتَى‬

‫🔻وإنّ مما يضرّ الشﱠباب كثيراً ف أخذه العلم وهو التﱠسويفُ والتﱠأميلُ واالشْتَغِالُ بِأَحْالَمِ اليَقَظَةِ‪.‬‬

‫📎 وأَحْالَمُ اليَقَظَةِ‪ :‬تَرْكِيبٌ يُرَادُ بِهِ مَا الَ حَقِيقَةَ لَهُ‪.‬‬

‫🔶إنّ احلالِ املُشَاهَدَةُ فِ وَاقِعِ النﱠاسِ ف أخذِهمُ العِلمَ‪,‬‬

‫‪1‬هو )أنﱠ مَن كبِرَتْ سِنّهُ كَثُرَتْ شَواغِلُهُ‪ ,‬وعظُمَتْ قَواطِعُهُ‪ ,‬معَ ضَعْفِ اجلِسْمِ وَوَهَنِ القُوَى(‪,‬‬

‫▫فإذا استقبلت أيﱠامًا من عمرك فإنﱠك تستقبل شُغْالَ وقَطْعًا أكثرَ ممﱠا أنتَ فيه اآلنَ‪.‬‬

‫📌و ال يُتوهﱠم ممﱠا سبقَ أنﱠ الكبير ال يتعلﱠم; بلِ التﱠعلم ف الكِبَرِ ممكنٌ‪.‬‬

‫🔵 مَنْ طَلَبَ العِلْمَ كَبِيرًا لَهُ حَاالَنِ‪:‬‬

‫‪ :#‬طَلَبُهُ مَعَ التﱠقَلّلِ مِنَ الشﱠوَاغِلِ‪ ,‬وُمُدَافَعَةِ العَوَائِقِ وَقَطْعِ العَالَئِقِ‪ ,‬فيُرْجَى لَهُ إِدْرَاكُهُ وبلوغُ بغيتِه منهُ‪.‬‬

‫‪ :$‬طَلَبُهُ مَعَ االسْتِسْالَمِ لِلْوَارِدَاتِ مِنَ الشﱠوَاغِلِ وَالعَالَئِقِ وَالعَوَائِقِ‪ ,‬فَيَعْسُرُ عَلَيْهِ إِدْرَاكُهُ وَإِحْرَازُ أَمَلِهِ مِنْهُ‪,‬‬

‫🔸وف القديِ واحلديثِ مَنْ طلبَ العلم كبيرًا فصَار فيهِ مشارًا إليه بالتﱠقدّمِ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٣‬‬


‫✅ املَعْقِدُ الثﱠامِنُ ‪ :‬لُزُومُ التﱠأنّي فِ طَلَبِهِ‪ ,‬وَتَرْك العَجَلَةِ‬

‫📶 ويكون التﱠدَرّجِ فِيهِ وَالتﱠرَقّي شَيْئًا فَشَيْئًا‪ ,‬وعلﱠله بأنﱠ العلمَ ال يحصلُ )جملةً واحدةً(; ألنﱠ )القلبَ يضعُفُ عن ذَلك(‪.‬‬

‫▫فإنﱠ له ثقالً يجدُه آخِذُه كما يجدُه حاملُ احلجارةِ الثﱠقيلةِ ف بدنهِ‪ ,‬فال بدﱠ من التﱠرفّقِ ف حتصيلِ العلمِ بالنﱠفسِ‪.‬‬

‫💎 ذكر قول ال تعالى‪:‬‬


‫} وَقالَ الﱠذينَ كَفَروا لَوال نُزّلَ عَلَيهِ القُرآنُ جُملَةً واحِدَةً كَذلِكَ لِنُثَبّتَ بِهِ فُؤادَكَ وَرَتﱠلناهُ تَرتيالً {]الفرقان‪[٣٢ :‬‬

‫‪ 1‬هذِهِ اآليةَ حجﱠةٌ ف لُزوم التﱠأنّي ف طلبِ العلمِ‪ ,‬والتﱠدرّج فيهِ‪ ,‬وتركِ العجلة‪.‬‬

‫( ذكره اخلطيب البغداديّ‪ ,‬والرﱠاغب األصفهانيّ‪.‬‬

‫مِن نُخَبِ العلم الﱠتي تُلتَقطْ‬ ‫اليومَ شيءٌ وغدًا مثلُـــه‬ ‫📜 قال ابن النحﱠاس احللبيّ ‪:‬‬
‫وإمنﱠا السﱠيْلُ اجتماعُ النّقَــط‬ ‫يحصّل املرءُ بها حكمةً‬

‫🖇 مقْتَضَى لُزُومِ التﱠأنّي وَالتﱠدَرّجِ يَكُونُ بِأَمْرَيْنِ‪:‬‬

‫‪ :#‬البَدَاءَةُ بِاملُتُونِ القِصَارِ املُصَنﱠفَةِ فِ فُنُونِ العِلْمِ‪ ,‬حِفْظًا وَاسْتِشْرَاحًا‪.‬‬

‫‪ :$‬املَيْلُ عَنْ مُطَالَعَةِ املُطَوﱠالَتِ الﱠتِي لَمْ يَرْتَفِعِ الطﱠالِبُ بَعْدُ إِلَيْهَا‪.‬‬

‫( قال عَبْدِ الكَرِيِ الرّفَاعِيّ‪» :‬طعامُ الكبارِ سُمّ الصّغارِ«‪.‬‬

‫▫وهذهِ اجلُملةُ جتَِيءُ عَلَى مَعْنَيـَيِْ‪:‬‬

‫‪ :#‬مُرَاعَاةُ التﱠدَرّجِ فِ العِلْمِ‪ ,‬وَهذَا صَحِيحٌ‪.‬‬

‫‪ :$‬عَدَمُ التﱠلقّي عَنِ العُلَمَاءِ الكِبَارِ عِلْمًا وَسِنًّا‪ ,‬وَهذَا مَعْنًى فَاسِدٌ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٤‬‬


‫✅ املَعْقِدُ التﱠاسِعُ‪ :‬الصﱠبْرُ فِ العِلْمِ حتَمّالً وَأَدَاءً‬

‫📎واملُرَادُ بِاألَدَاءِ‪ :‬البَذْلُ‪.‬‬ ‫📎واملُرَادُ بِالتﱠحَمّلِ‪ :‬التﱠلَقّي‪.‬‬

‫📎الصّبر‪ :‬هو حبسُ النفسِ على حُكم ال‪📎 .‬واملصَابرة‪ :‬الصﱠبْرُ عِنْدَ وُجُودِ املُنَازَعَةِ‪.‬‬

‫🖇ومن منفعة الصّبر ف العلم أمرانِ‪:‬‬

‫‪ :#‬أَنﱠهُ يُخْرَجُ بِهِ مِنْ مَعَرﱠةِ اجلَهْلِ‪ ,‬فَعَيْبُ اجلَهَالَةِ الَ يَخْرَجُ مِنْهُ العَبْدُ إِالﱠ إذا صبرَ‪.‬‬

‫‪ :$‬أنﱠه يُدرِك بصبره لذﱠةَ العلمِ‪ ,‬فَإِنﱠ ذَوْقَ حَالَوَةِ العِلْمِ الَ يَكُونُ إِالﱠ بِالصﱠبْرِ‪.‬‬

‫‪ #‬أحَدُهُمَا‪ :‬صَبْرٌ فِ حتَمّلِهِ وَأَخْذِهِ;‬ ‫🖇 وصَبْرُ العِلْمِ نَوْعَانِ‪:‬‬

‫👈 فاحلِفْظُ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪,‬‬

‫👈والفَهْمُ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪,‬‬

‫👈وحُضُورُ مَجَالِسِ العِلْمِ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪,‬‬

‫👈ورِعَايَةُ حَقّ الشﱠيْخِ حتَْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪.‬‬

‫‪ $‬والنﱠوْعُ الثﱠانِي‪ :‬صَبْرٌ فِ أَدَائِهِ وَبَثّهِ وَتَبْلِيغِهِ إِلَى أَهْلِهِ;‬

‫👈فاجلُلُوسُ لِلْمُتَعَلّمِيَ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪,‬‬

‫👈وإِفْهَامُهُمْ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪,‬‬

‫👈واحْتِمَالُ زَالﱠتِهِمْ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ‪.‬‬

‫💎 وفوقَ هذَيْن النﱠوعي من صبرِ العلمِ الصﱠبرُ علَى الصﱠبرِ فيهمَا والثﱠبات عليهمَا‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٥‬‬


‫✅ املَعْقِدُ العَاشِرُ‪ :‬مُــالَزَمَـةُ آدَابِ العِـلْـمِ‬

‫( قال ابنُ القيّم ‪-‬رَحِمَهُ الُ تَعَاْلَىْ‪ -‬ف كتابِهِ »مدارج السﱠالكي«‪:‬‬
‫»أدبُ املرءِ عنوانُ سعادتِه وفالحِه‪,‬‬
‫وَقِلﱠةُ أَدَبِهِ عُنْوَانُ شَقَاوَتِهِ وَبَوَارِهِ‪,‬‬
‫فمَا استُجلِبَ خيرُ الدّنيَا واآلخرةِ مبثلِ األدبِ‪,‬‬
‫وال استُجْلِبَ حِرمَانُهمَا مبثلِ قلﱠةِ األدبِ«‪.‬‬

‫وإن يكنْ ذَا حَسَبٍ ونَسَبِ‬ ‫واملرءُ ال يسمُو بغَيرِ األدبِ‬

‫✅ وإمنﱠَا يصلُح للعلمِ مَن تأدﱠبَ بآدابِه ف نفسِه ودرسِه‪ ,‬ومعَ شيخِه وقرينِه; أي‪ :‬ال يكون من أهل العلمِ إال املتأدّب فيه‪.‬‬

‫💠 إنﱠ الَ ﷻ يَجْعَلُ لِلْعَبْدِ مِنَ املَعُونَةِ مَعَ األَدَبِ مَا الَ يُحْرِزُهُ مَعَ عَدَمِهِ‪.‬‬

‫▫فإذا تأدﱠب املرء بآدابِ العلمِ أعانَه ال ﷻ على أخذِه‪ ,‬وبضدّ ذَلِكَ ميُنَع العبدُ من العلمِ‪.‬‬

‫🔻من مظاهر قِلّة األدب‪ # :‬اإلتﱠكاء بحضرةِ الشيخ‪.‬‬

‫‪ $‬مدّ الرِجلي إليه دون ضرورةٍ وال حاجةٍ مُلحﱠةٍ‪.‬‬

‫‪ %‬رفعِ الصوت عندَه‪.‬‬

‫& إجابةِ الهاتفِ اجلوﱠال أو غيرِه‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٦‬‬


‫✅ املَعْقِدُ احلَادِيَ عَشَرَ‪ :‬صِيَانَةُ العِلْمِ عَمﱠا يَشِيُ; ممِﱠا يُخَالِفُ املُرُوءَةَ وَيَخْرِمُهَا‬

‫( عن الشﱠافعيّ أنﱠه قال‪ » :‬مَن لم يَصُنِ العلمَ لم يصُنْهُ العلمُ «‪.‬‬

‫▫أي‪ :‬مَنْ لم يحفَظِ العلمَ فإنﱠ العلمَ ال يحفَظُه‪.‬‬

‫▫ومقتضى ذَلك‪ :‬أنﱠ مَنْ حفِظَ العلمَ ف نفسِه وف النﱠاس فأقامَه وَفق املقَدﱠر شرعًا‪ ,‬وعظﱠمه ف نفسِه وف اخللقِ;‬

‫✅ نالَ مِن العلمِ بُغيتَه‪.‬‬

‫🔹وجِماعُ املروءةِ ‪ ( -‬كما قالَه ابنُ تيميﱠة اجلَدّ ف »احملَُرﱠرِ«‪ ,‬وتبِعَه حفيدُه ف بعض فتاوِيه ‪:-‬‬
‫»استعمالُ ما يُجمّلُه ويَزِينُه‪ ,‬وجتَنّبُ ما يُدنّسُه وَيَشِينُه«‪.‬‬

‫‪ :$‬اجْتِنَابُ املُقبّحِ املُْشَيِّ‪.‬‬ ‫‪ :#‬اسْتِعْمَالُ اجملَُمّلِ املُْزَيّنِ‪.‬‬ ‫🖇 فمَدَارُ املُرُوءَةِ عَلَى أَمْرَيْنِ‪:‬‬

‫‪ #‬حتلّيهِ باملرُوءةِ‪ ,‬وما يَحمِل عليهَا‪ $ .‬وتَنكّبُهُ خوارِمَها الﱠتي تُخِلّ بها‪.‬‬ ‫🖇 ومن ألْزَمِ أدبِ النﱠفسِ للطﱠالبِ‪:‬‬

‫📎واخلَوَارِمُ‪ :‬جَمْعُ خُرْمٍ‪ ,‬وَهُوَ‪ :‬الشﱠقّ‪ ,‬وَخَوَارِمُ املُرُوءَةِ‪ :‬مُفْسِدَاتُهَا‪.‬‬

‫🔻حلقُ اللّحيةِ‪.‬‬ ‫▫ومِنَ األمْثِلةِ عَليهَا ‪:‬‬

‫🔻كثرة اإللتفاتِ ف الطﱠريقِ‪.‬‬

‫🔻مدّ الرّجليِ ف مَجْمَعِ النﱠاس من غيرِ حاجةٍ وال ضرورةٍ داعيةٍ‪.‬‬

‫🔻صحبة األرَاذِلِ والفُسﱠاق واجملُﱠان والبَطﱠالي‪.‬‬

‫🔻مصارعة األحداث والصّغار‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٧‬‬


‫✅ املَعْقِدُ الثﱠانِيَ عَشَرَ‪ :‬انْتِخَابُ الصّحْبَةِ الصﱠاحلَِةِ لَهُ‬

‫💎والزﱠمَالَةُ فِ العِلْمِ إِنْ سَلِمَتْ مِنَ الغَوَائِلِ نَافِعَةٌ فِ الوُصُولِ إِلَى املَقْصُودِ‪.‬‬

‫📎 مِنَ الغَوَائِلِ‪ ,‬أَيْ ‪ :‬مِنَ العَوَادِي املُفْسِدَةِ لَهَا‪.‬‬

‫📚األواصِرَ الﱠتي تنعقِد بها الصّحبة‪:# :‬صُحبَةُ الفَضِيلَةِ‪.‬‬

‫‪:$‬صُحبَةُ املَنْفَعَةِ‪.‬‬

‫‪ :%‬صُحبَةُ اللﱠذﱠةِ‪.‬‬

‫👈 فانْتَخِبْ صَدِيقَ الفَضِيلَةِ زَمِيالً; فَإِنﱠكَ تُعْرَفُ بِه‪.‬‬

‫شَرِيفَ النّجَارِ زَكِيﱠ احلَسَبِ‬ ‫📜وأنشدَ أبو الفتحِ البستيّ لنفسِهِ‪ :‬إذا مَا اصْطَنَعْتَ امْرَأً فَلْيَكُنْ‬
‫فالَ للثّمــــارِ وال للْحَطــبِ‬ ‫فنَذْلُ الرّجالِ كَنَذْلِ النﱠباتِ‬

‫📎وَالنّجَار‪ :‬بِكَسْرِ النّونِ وَضَمّهَا أَيَضًا‪ ,‬األَصْلِ‪.‬‬

‫📌ينبغي أن يتخيﱠر املرءُ من الصّحبةِ 🔹من يُجمّله ف أخذِ العلمِ‪,‬‬

‫🔹ويُعِينُهُ عليه‪,‬‬

‫🔹ويُقَرّبُهُ منه‪,‬‬

‫🔹ويُحَبّبُه فيه‪ ,‬فإنﱠ صحبتَك مثلَ ٰهذَا ممﱠا يعينُك على قطعِ الطﱠريق إلى ال‪,‬‬

‫🔸فإنﱠ النﱠفس يثقُلُ عليهَا أن تسيرَ وحدَهَا‪ ,‬وجتدُ مشقﱠةً ف ذَلِكَ‪,‬‬

‫🔸وجتذِبها أنواعٌ من الوارداتِ من العَالَئِقِ والعَوَائِقِ والعَوَائِدِ‪,‬‬

‫👈فالَ مَخْلَصَ لها إالﱠ بأسبابٍ من جُملَتِهَا أن يتﱠخِذَ املرءُ خليالً راشدًا ناصحًا يصطفِيه‪,‬‬

‫💎يقارنُه ف طلبِ ما يبتغِيه من العُال وأعظمه العلمُ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٨‬‬


‫✅ املَعْقِدُ الثﱠالِثَ عَشَرَ‪ :‬بَذْلُ اجلُهْدِ فِ حتَفّظِ العِلْمِ‪ ,‬وَاملُذَاكَرَةِ بِهِ‪ ,‬وَالسّؤَالِ عَنْهُ‬

‫‪ #‬حتَفّظُ العِلْمِ; أَيْ‪ :‬حِفْظُهُ‪.‬‬ ‫🔹ذكرَ املُصنّف ‪-‬وفﱠقهُ ال‪ -‬ثَالَثَةَ أُصُولٍ فِ أَخْذِ العِلْمِ‪:‬‬

‫‪ $‬مذَاكَرَتُهُ; أَيْ‪ :‬مُدَارَسَتُهُ مَعَ األَقْرَانِ‪.‬‬

‫‪ %‬السّؤَالُ عَنْهُ; أَيْ‪ :‬االسْتِفْهَامُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِهِ‪.‬‬

‫📌 منفعةَ احلفظِ‪ :‬قوله‪ » :‬فَبِاحلِفْظِ يُقَرﱠرُ العِلْمُ فِ القَلْبِ«; أَيْ‪ :‬يَثْبُتُ فِيهِ وَيَكُونُ رَاسِخًا‪.‬‬

‫( وممﱠا ذكرَ ف مدحِه‪ :‬قولَ عُبَيْدِ الِ بْنِ احلَسَنِ‪:‬‬


‫▫)وَجَدْتُ أَحْضَرَ العِلْمِ مَنْفَعَةً(; أَيْ‪ :‬أَسْرَعُهُ حُضُورًا فِ النﱠفْعِ‪,‬‬
‫▫) مَا وَعَيْتُهُ بِقَلْبِي(; أَيْ‪ :‬أَتْقَنْتُهُ وَضَبَطْتُهُ بِقَلْبِي‪.‬‬
‫▫)وَلُكْتُهُ بِلِسَانِي«(; أَيْ‪ :‬حَرﱠكْتُ بِهِ لِسَانِي مُتَحَفّظًا لَهُ‪.‬‬

‫‪ #‬العَيْ; بِإِمْضَاءِ البَصَرِ فِ احملَْفُوظِ‪.‬‬ ‫🖇 احلِفْظَ يُسْتَجْلَبُ بِجَمْعِ آلَتَيِْ‪:‬‬

‫‪ $‬األُذُن; بِرفْعِ الصﱠوْتِ حَتﱠى يَصِلَ احملَْفُوظُ إِلَى األُذُنِ فَيَقَرّ فِ القَلْبِ‪.‬‬

‫‪ 1‬وإذا أردت فهمَ شيءٍ فاخفِضْ صوتَكَ به;‬

‫🔇 فال ميكنُ جمعُ القلب للتفهم إال بخفضِ الصﱠوتِ; ألنﱠ رفعَه يُشَوّشُ على القلبِ‪.‬‬

‫( وقولَ ابنِ عثيميَ ‪ -‬رحمه ال‪» :-‬حفِظْنا قليالً وقرأنا كثيرًا; فانتفعنَا مبا حفِظنا أكثرَ مِنِ انتفاعنا مبا قَرَأْنَا«‪.‬‬

‫📜ثمﱠ بيتَ اخلليلِ ابن أحمدَ‪:‬‬


‫لَيْسَ بِعِلْمٍ مَا حَوَى القِمَطْرُ‬
‫‪ ...‬ما العلمُ إالﱠ ما حواه الصﱠدر‬

‫📎و)القِمَطْرُ(‪ :‬اسْمُ وِعَاءٍ كَانَتْ حتُْفَظُ فِيهِ الكُتُبُ‪ ,‬مبَِنْزِلَةِ احلَقِيبَةِ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪١٩‬‬


‫📌ثمﱠ ذكر أنﱠ )املتلمّسَ للعلمِ ال يستغنِي عن احلفظِ‪ ...‬وإذا قَدِرَ على ما كَان يصنع ابنُ الفُرَاتِ فليأخذ به(;‬

‫‪)1‬فقد كان ال يَترُك كلﱠ يومٍ إذا أصبحَ أن يحفظَ شيئًا وإن قلﱠ(‪,‬‬
‫▫فإنﱠ القدرةَ على احلفظِ ال تتعطﱠل إالﱠ بِزَوال العقل‪,‬‬
‫▫لكنﱠها حتتاجُ إلى رياضةٍ شديدةٍ ملَِنْ لم يكن متعاطيًا احلفظَ من قبلُ‪.‬‬

‫🖇 وممِﱠا يَحُولُ بَيَْ مُلْتَمِسِ العِلْمِ وَبَيَْ احلِفْظِ آفَتَانِ عَظِيمَتَانِ‪:‬‬

‫‪ #‬ترْكُ رِيَاضَةِ القَلْبِ فِ احلِفْظِ;‬

‫;فمن مَرْذُولِ األفعال املبادرةُ بالهجومِ على القلبِ بتكثيرِ احملفوظِ ملَِنْ لم يكنْ يتعاطَى احلفظَ‪.‬‬
‫< ومِنْ حُسْنِ الفِعَالِ املُقرّبة للمنالِ‪ :‬أن تدرّج نفسَكَ إذا ابتدأتَ احلفظَ; فتبدأُ بشيءٍ يسيرٍ‪ ,‬ثمﱠ تُرَقّي نفسكَ‪,‬‬
‫▫ فيتهيﱠأُ بعد مدﱠةٍ من قوﱠة احلفظ لكَ ما لم يكنْ لكَ من قبلُ‪.‬‬

‫‪ $‬اسْتِطَالَةُ الطﱠرِيقِ وَاالسْتِعْجَالُ;‬

‫▫فَتَجِدُ أَحَدَهُمْ هَجﱠامًا عَلَى احملَْفُوظَاتِ‪ ,‬فَهُوَ يَحْفَظُ اليومَ فِ شيءٍ‪,‬‬


‫▫ثُمﱠ يقطعه بعد مُدة وينقُلُ نفسَه إلى شيءٍ آخر‪ ,‬فال يَزالُ ينقُلُ نفسَهُ مِنْ شيءٍ آلخر ألنﱠهُ استَطالَ الطﱠريقَ;‬
‫( قال ابْن القَيّمِ‪» :‬مَنِ اسْتَطَالَ الطﱠرِيقَ ضَعُفَ مَشْيُهُ«‪.‬‬

‫📌 منفعة املذاكرةِ‪ :‬قالَ‪) :‬وباملذاكرةِ تدومُ حياةُ العلم ف النﱠفس‪ ,‬ويقوَى تعلّقه بها(‪.‬‬

‫‪) 1‬واملرادُ باملُذاكرةِ مدارسةُ األقرانِ(; أي‪ :‬أنْ جتتمعَ أنتَ وزميلٌ لكَ ف مُدارسةِ ما تَلَقﱠيتُمَاهُ من العلومِ حفظًا أو فهمًا‪.‬‬

‫💎 وأصل املدارسةِ هو األمرُ بتَعَاهدِ القرآنِ‪,‬‬

‫▫وفيه قولُه ﷺ‪») :‬إِمنﱠَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ اإلِبِلِ املُعَقﱠلَةِ(; أَيْ‪ :‬املُقَيﱠدَةِ )إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا(;‬

‫▫أَيْ‪ :‬إِنْ رَاقَبَهَا‪ ,‬وَأَحَاطَهَا بِعِنَايَتِهِ أَمْسَكَهَا‪) ,‬وَإِنْ أَطْلَقَهَا(; بِإِهْمَالِهَا وَالغَفْلَةِ عَنْهَا )ذَهَبَتْ«(‪,‬‬

‫‪ 1‬وإذَا كان هذَا ف القرآنِ الﱠذي هو أصلُ العلمِ )فكيفَ بسَائرِ العلومِ?!(‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٠‬‬


‫📌 منفعة السّؤالِ‪ :‬قال‪) :‬وبالسّؤال عن العلم تُفتَتَحُ خزائِنُه(‪.‬‬

‫( وذكَرَ قولَ الزّهريّ‪» :‬إمنﱠا هذَا العلمُ خزائنُ‪ ,‬وتَفْتَتِحها املسألةُ«‪.‬‬

‫▫فإذَا سأل املتعلّم أشياخَه استَخرَجَ مِنهم كثيرًا مِن كنوزِ العلمِ‪.‬‬

‫🔸 ثمﱠ قال‪) :‬وحُسنُ املسألة نصفُ العلمِ(; فيُخرِجُ سؤالَه بصورةٍ حَسَنةٍ مُتأدبةٍ‪.‬‬

‫📎ومِن طرائقِ اقتباسِ العلمِ سؤالُ األشياخِ الواردينِ‪,‬‬

‫▫فإنﱠهم رمبﱠا شُغِلُوا عن عقْدِ مجالسَ للتﱠعليمِ‪ ,‬لكِنﱠهم ال يُشغلَون عن اإلجابةِ عن سؤاالتِ السﱠائلي;‬

‫📖 وقـد كـان هـذا أصـالً مِـنْ أصـول الـعـلـم‪ ,‬كـالﱠـذي اتﱠـفـق ف مـسـائـلِ أحـمـدَ الﱠـتـي جـمـعَـهَـا ابـنُـه صـالـحٌ‪ ,‬وابـنُـه عـبـدُ الِ‪ ,‬وابـنُ‬
‫هانِي‪ ,‬وإسحاقُ ابنُ منصورٍ ف آخرينَ من أصحابِه‪.‬‬

‫🔸 ثمﱠ قال‪) :‬فمَن لقي شيخًا فليغتنِم لقَاءه بالسّؤالِ عمﱠا يُشكلُ عليه ويحتاجُ إليه‪ ,‬ال سؤالَ مُتَعَنّتٍ ممُْتَحِنٍ(;‬
‫فإن ذلك يرجِعُ عَليهِ باخلَيْبةِ واحلِرمانِ‪.‬‬

‫📌 ثمﱠ خَتَمَ هذَا املعقِد بقولِه‪) :‬وهذِهِ املعاني الثﱠالثةُ للعلمِ‪ :‬مبنزلة الغرسِ للشﱠجرِ وسقيِه وتنميتِه مبا يحفظُ قوﱠتَه ويدفعُ آفتَه(‪,‬‬

‫🔹 )فَاحلِفْظُ غَرْسُ العِلْمِ(; فَإِذَا حَفِظْتَهُ غَرَسْتَ العلمَ ف قلبِكَ‪.‬‬

‫🔹 )وَاملُذَاكَرَةُ سَقْيُهُ(; أَيْ‪ :‬مبَِنْزِلَةِ املَاءِ الﱠذِي يُجْرَى إِلَى ذَ ٰلِكَ العِلْمِ سَقْيًا لَهُ‪.‬‬

‫🔹 )وَالسّؤَالُ عَنْهُ تَنْمِيَتُهُ(; أَيْ‪ :‬تَزْكِيَتُهُ وَتَقْوِيَتُهُ‪ ,‬وَتَكْثِيرُهُ فِ النﱠفْسِ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢١‬‬


‫✅ املَعْقِدُ الرﱠابِعَ عَشَرَ‪ :‬إِكْرَامُ أَهْلِ العِلْمِ وَتَوْقِيرُهُمْ‬

‫📌فالشﱠيخ أبٌ للرّوحِ كما أنﱠ الوالدَ أبٌ للجسدِ‪ ,‬واألبوﱠةُ الرّوحيﱠة هي األُبُوﱠة ف تَلَقّي العلمِ‪.‬‬

‫🔷منَ اآلدابِ الالﱠزمِة للشﱠيخ على املتعلّم‪:‬‬

‫‪ #‬التﱠواضعُ لهُ‪,‬‬

‫‪ $‬اإلقبالُ عليهِ‪,‬‬

‫‪ %‬عدمُ االلتفاتِ عنه‪,‬‬

‫& مراعاةُ أدبِ احلديثِ معَه‪,‬‬

‫> إذَا حدﱠثَ عنه عظﱠمَه من غيرِ غُلوﱟ‪ ,‬بلْ يُنزِلُه منزلَتَه; لئالﱠ يَشِينَه من حيثُ أَرَادَ أَن ميدَحَه‪,‬‬

‫? ليشكرْ تَعلِيمَهُ ويَدْعُ له‪,‬‬

‫@ ال يُظهرِ االستغناءَ عنه‪,‬‬

‫‪ A‬ال يؤذِه بقولٍ أو فعلٍ‪,‬‬

‫‪ B‬ليتلطﱠفْ ف تنبيهِهِ على خَطِئِه إذا وقعَت منه زلﱠةٌ‪.‬‬

‫📌الواجبِ جتِاهَ زلﱠةِ العَالمِ‪ ,‬سّتﱠة أمُور‪:‬‬

‫‪ :#‬التﱠثَبّتُ فِ صُدُورِ الزﱠلﱠةِ مِنْهُ‪.‬‬

‫‪ :$‬التﱠثَبّتُ فِ كَوْنِهَا خَطَأً‪ ,‬وَهذِهِ وَظِيفَةُ العُلَمَاءِ الرﱠاسِخِيَ‪ ,‬فيُسْأَلُونَ عَنْهَا‪.‬‬

‫‪ :%‬تَرْكُ اتّبَاعِهِ فِيهَا‪.‬‬

‫&‪ :‬الْتِمَاسُ العُذْرِ لَهُ بِتَأْوِيلٍ سَائِغٍ‪.‬‬

‫>‪ :‬بَذْلُ النّصْحِ لَهُ بِلُطْفٍ وَسِرﱟ‪ ,‬الَ بِعُنْفٍ وَتَشْهِيرٍ‪.‬‬

‫?‪ :‬حِفْظُ جَنَابِهِ‪ ,‬فَالَ تُهْدَرُ كَرَامَتُهُ فِ قُلُوبِ املُسْلِمِيَ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٢‬‬


‫✅املَعْقِدُ اخلَامِسَ عَشَرَ‪ :‬رَدّ مُشْكِــلِـهِ إِلَى أَهْــلِــهِ‬

‫📎مشْكِلُ العِلْمِ‪ :‬مَا غَمُضَ مِنْهُ وَتَعَارَضَتْ فِيهِ البَيّنَاتُ‪.‬‬

‫📎 الدﱠهَاقِنَةُ‪ :‬جَمْعُ دِهْقَانٍ‪ ,‬بِكَسْرِ الدَّالِ وَتُضَمّ‪ ,‬وَذُكِرَ الفَتْحُ أَيْضًا‪6 ,‬وهُوَ‪ :‬قَوِيّ التﱠصَرّفِ فِ حِدﱠةٍ‪.‬‬

‫📎 اجلَهَابِذَةُ; فَإِنﱠهُ جَمْعُ جِهْبِذٍ‪ ,‬بِكَسْرِ اجلِيمِ‪6 ,‬وهُوَ‪ :‬النﱠقﱠادُ اخلَبِيرُ بِبَوَاطِنِ األُمُورِ‪.‬‬

‫🔶 النﱠاسُ ف الفتِ الواقعة‪ ,‬والنﱠوازلِ احلادِثةِ‪ ,‬ثالثةُ أقسامٍ‪:‬‬

‫‪ :#‬قَوْمٌ أَعْرَضُوا عَنِ اسْتِفْتَاءِ العُلَمَاءِ فِيهَا‪ ,‬وَفَزِعُوا إِلَى األَهْوَاءِ وَاآلرَاءِ‪.‬‬

‫‪ :$‬قَوْمٌ يَعْرضُونهَا عَلَى العُلَمَاءِ; ليَظْفَرُوا مِنْهُمْ مبَِا يُوَافِقُ مَا فِ نُفُوسِهِمْ‪,‬‬

‫▫ثمﱠ تكونُ حالُهم أنﱠهم الَ يَرتَضُونَ قَالَهُمْ‪ ,‬والَ يَرْضَوْنَ مَقَالَهُمْ‪ ,‬فكأنﱠهُم طلَبُوا جَوَابًا يُوافِقُ هَوًى ف نفوسِهم‪,‬‬

‫▫فَلَمﱠا لمْ يجدُوه مالُوا عنهُم‪.‬‬

‫‪ :%‬النﱠاجُونَ مِنْ نَارِ الفِتَِ‪ ,‬السﱠاملُِونَ مِنْ وَهَجِ احملَِنِ‪ ,‬هُمْ مَنْ فَزِعَ إِلَى العُلَمَاءِ ولَزِمَ قَولَهُمْ‪,‬‬

‫▫وَإِنِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْسَنَ الظﱠنﱠ بِهِمْ‪ ,‬فَطَرَحَ قَوْلَهُ وَأَخَذَ بِقَوْلِهِمِ‪ ,‬فَالتﱠجْرِبَةُ وَاخلِبْرَةُ هُمْ كَانُوا أَحَقﱠ بِهَا وَأَهْلَهَا‪,‬‬

‫▫ وَإِذَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُهُمْ لَزِمَ قَوْلَ جُمْهُورِهِمْ وَسَوَادِهِمْ; إِيثَارًا لِلسﱠالَمَةِ; ‪6‬فالسﱠالَمَةُ الَ يَعْدِلُهَا شَيْءٌ‪.‬‬

‫📌ردّ زالﱠتُ العُلَمَاءِ‪ ,‬واملَقَاالتِ الباطلةِ ألهلِ البدعِ واخملُالِفيَ; فإمنﱠَا يتكلﱠمُ فيها ‪ 1‬العلماءُ الرﱠاسخونَ;‬

‫🔸واملُتَكَلمون بهذهِ الكَلِمَةِ اليومَ مِنْ ردّ هذا األمرِ الى العُلماء طَائِفَتانِ ‪:‬‬

‫‪ :#‬طَـائِـفـةٌ حُـمـاة‪ ,‬يُـرِيـدُونَ حِـمـايَـةَ الـدّيـن مِـن أنْ يَـتـطـاولَ األغْـمَـارُ واملُـبْـتَـدِئُـونَ فِ الـعِـلـم عـلـى ردّ املَـقَـاالتِ الـبـاطـلـةِ ألهـلِ الـبـدعِ‬
‫واخملُالِفيَ‪ ,‬فَيولّدونَ بِدعةً من بِدعة وشراً من شرٍ‪.‬‬

‫‪: $‬طَـائِـفَـةٌ جُـنـاة‪ ,‬يُـرِيُـدونَ املَـنْـع مِـن الـردّ عـلـى املُـبْـطَـلِـيَ‪ ,‬بِـتَـرْويـجِ هـذا األصْـلِ‪ ,‬والـصَـادِقُـونَ هُـمُ الـذيـنَ يُـرِيُـدونَ إقـامـةَ هـذا األصـل‬
‫وفقَ ما جاء بهِ الشَرعُ‪.‬‬

‫📎و)األغْمَارُ( جَمْعُ غُمْرٍ‪ ,‬بِضَمّ الغَيِْ وَتُفتَحُ أَيْضًا‪ ,‬فَيُقَالُ‪ :‬غَمرٌ‪,‬‬


‫▫وَهُوَ‪ :‬اجلاهلُ الﱠذِي لَمْ يُجَرّبِ األُمُورَ‪ ,‬وَلَمْ يَطﱠلِعْ عَلَى حَقَائِقِهَا‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٣‬‬


‫✅املَعْقِدُ السﱠادِسَ عَشَرَ‪ :‬تَوْقِيرُ مَجَالِسِ العِلْمِ‪ ,‬وَإِجْالَلُ أَوْعِيَتِهِ‬

‫📎واألَوْعِيَةُ‪ :‬ما يُحْفَظُ فِيهِ العِلْمُ مِنْ كِتَابٍ وَنَحْوِهِ‪.‬‬

‫‪6‬والدﱠاعي إلى هذَا املعقِد‪ :‬هو أنﱠ )مجالسَ العُلَمَاءِ كَمَجَالِسِ األنبياءِ(‪,‬‬

‫💎 فإنﱠ العلمَ ميراثُ النّبوﱠةِ‪.‬‬

‫‪ 1‬فعَلَى طالبِ العلمِ أن يعرفَ جملِالسِ العلم حقﱠهَا‪.‬‬

‫📌من مَظَاهِرِ إجاللِ طَالبِ العِلمِ لِكتَابِه‪ # :‬أالﱠ يَجْعَلُهُ صُنْدُوقًا يَحْشُوهُ بِوَدَائِعِهِ‪.‬‬

‫‪ $‬والَ يَجْعَلُهُ بُوقًا‪.‬‬

‫‪ %‬وإذا وضَعَه‪ ,‬وضَعَه بلُطفٍ وعِنايةٍ‪.‬‬

‫& وأالﱠ يتﱠكِئَ عَلَى الكتابِ‪ ,‬أو يضَعَه عندَ قَدَميْهِ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٤‬‬


‫✅املَعْقِدُ السﱠابِعَ عَشَرَ‪ :‬الذﱠبّ عَنِ العِلْمِ‪ ,‬وَالذﱠوْدُ عَنْ حِيَاضِهِ‬

‫📌من مظاهرِ انتصارِ أهلِ العلمِ لهُ ‪:‬‬

‫‪ #‬الردّ علَى اخملُالِف‪.‬‬

‫‪ $‬هجرُ املبتدعِ‪ ,‬فَالَ يؤخذُ العلمُ عن أهلِ البدعِ‪ ,‬لكِنْ إذا اضْطُرﱠ إليهِ فال بأس‪.‬‬

‫‪ %‬زجرُ املتعلّمِ إذا تعدﱠى ف بحثِه‪ ,‬أَوْ ظَهَرَ مِنْهُ لَدَدٌ; 📎أَيْ‪ :‬خُصُومَةٌ شَدِيدَةٌ‪ ,‬أَو سوءُ أدبٍ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٥‬‬


‫✅املَعْقِدُ الثﱠامِنَ عَشَرَ‪ :‬التـﱠحَفّظُ فِ مَسْـأَلَةِ العَالِمِ‬

‫💠أيْ‪ :‬حِفْظُ النﱠفْسِ عَنِ اخلَطَإِ بِالتﱠوَقّي فِيهَا‪.‬‬

‫▫ومُوجِبُه املذكورُ ف قوله‪) :‬فِرارًا من مَسَائلِ الشﱠغْب‪ ,‬وحِفظًا لهيبةِ العالِم(‪,‬‬

‫📎 وَالشﱠغْبُ بِسُكُونِ الغَيِْ‪ ,‬وَهُوَ‪ :‬تَهْيِيجُ الشﱠرّ وَحتَْرِيكُهُ‪.‬‬

‫📌املُفلِحُ ف السّؤال املُتَحفّظُ فيهِ هو من أعملَ أربعَةَ أصولٍ‪:‬‬

‫‪ :#‬الفِكْرُ فِ سُؤَالِه ملَِاذَا يَسْألُ?‬

‫‪ $‬التﱠفطّنُ إلى ما يسألُ عنه‪.‬‬

‫‪ %‬االنتباهُ إلى صَالَحيﱠةِ حالِ الشﱠيخِ لإلجابةِ عن سؤالِه‪.‬‬

‫& تيقّظُ السﱠائِلِ إلى كَيْفيﱠة سؤالِه‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٦‬‬


‫✅املعْقِدُ التﱠاسِعَ عَشَرَ‪ :‬شَغَفُ القَلْبِ بِالعِلْمِ وَغَلَبَتُهُ عَلَيْهِ‬

‫📎أيْ‪ :‬مَحَبﱠتُهُ العِلْمَ حَتﱠى يَبْلُغَ شَغَافَ قَلْبِهِ‪ ,‬وشَغَافَ القَلبِ باطنُهُ‪.‬‬

‫📌 املرء يحْظَى بلذﱠة العلمِ بإحرازِ ثالثةِ أمورٍ‪:‬‬

‫(ذكرَهَا ابنُ القيّم »مِفتاحِ دارِ السﱠعادة«‪.‬‬

‫‪ :#‬بَذْلُ الوُسْعِ‪ ,‬وهو الطﱠاقَةُ واجلَهْدِ فيه‪.‬‬

‫‪ :$‬صِدْقُ الطﱠلَبِ‪.‬‬

‫‪ :%‬صِحﱠةُ النّيﱠة وَاإلِخْالَصُ‪.‬‬

‫‪6‬وال تَتِمّ هذِهِ األمورُ الثﱠالثةُ‪ ,‬إالﱠ معَ دفعِ كلّ ما يُشغِل عن القلبِ‪.‬‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٧‬‬


‫✅املَعْقِدُ العِشْرُونَ‪ :‬حِفْظُ الوَقْتِ فِ العِلْمِ‬

‫📌 جتلﱠتْ هذِهِ الرّعاية للوقت عندَ السَلَفِ ف معالمَ عدﱠةٍ‪:‬‬

‫‪ :#‬كثرةُ دروسِهم;‬
‫فقد كان يدرّس محمودٌ اآللُوسِيّ صاحبُ التﱠفسيرِ ‪ ,‬ف اليومِ أربعةً وعشرينَ درسًا‪.‬‬

‫‪ :$‬كثرةُ مدروسَاتِهم;‬
‫فقد درَسَ ابنُ التﱠبﱠانِ »املُدوﱠنةَ« نحوَ ألفِ مرﱠةٍ‪.‬‬

‫‪ :%‬كثرةُ مكتوباتِهم;‬
‫فأحمدُ بنُ عبدِ الدﱠائمِ املقدسيّ كَتَبَ بيده ألفَيْ مجلﱠدٍ‪ ,‬ووقعَ مثلُه البنِ اجلوْزِيّ‪.‬‬

‫&‪ :‬كثرة مقروءاتِهم;‬


‫فابن اجلوْزِيّ طالَعَ وهوَ بعدُ ف الطﱠلبِ عشرينَ ألفَ مجلﱠدٍ‪.‬‬

‫>‪ :‬كثرةُ شيوخِهم;‬


‫فقد بلغَ عددُ شيوخِ أبي سعدٍ السﱠمعانيﱠ سبعةَ آالفِ شيخٍ‪.‬‬

‫?‪ :‬كثرةُ مسموعاتِهم ومقروءاتِهم على شُيُوخِهِم ‪.‬‬

‫@‪ :‬كثرةُ مصنﱠفاتِهِم;‬


‫حتﱠى عُدﱠتْ ألْفَ مصنﱠفٍ جلَمَاعَةٍ منْ علمَاءِ هذِهِ األمﱠة منهم أبو الفَرَجِ ابنُ اجلوزيّ‪.‬‬

‫💎فاحفظْ أيّهَا الطﱠالبُ وقتَك; فلَقَدْ أَبْلَغَ الوزيرُ الصﱠالحُ ابنُ هُبَيْرَةَ ف نصحِكَ بقولِه‪:‬‬
‫وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ‬
‫وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٨‬‬


‫اخلامتة‬

‫📎الشﱠادِي ف العلمِ‪ :‬اآلخذُ طرفًا منْهُ‪.‬‬

‫(ذكرَ ابن القَيّمِ اخلِصَال الﱠتي ينبغِي أن يتَحَلﱠى بها مَن يطلُب اإلمَامَة ف الدّين والعلم‪,‬‬

‫🖇 فَذَكَرَ اثني وعشرين خصلةً‪ ,‬ردﱠها بعد ذَلِكَ إلَى أمرينِ‪ ,‬فقالَ‪) :‬ومِالَكُ ذَلِكَ هَجْرُ العوائِدِ‪ ,‬وقطعُ العالئقِ(‪.‬‬

‫📎هجْرِ العَوائِدِ‪ :‬تركُ ما جَرَتْ عليه عادةُ النﱠاسِ‪.‬‬

‫📎قطعِ العَالَئِقِ‪ :‬الصّالَتُ احلائلةُ بيَ العبدِ وبيَ مَطلُوبِه‪.‬‬

‫🖋وزاد ابن القيّم ف موضعٍ آخرَ )رفضَ العوائِقِ(‪ ,‬وفَرﱠقَ بينهَا وبَيَ العَالَئِقِ‪:‬‬

‫📎 العوائقَ هيَ احلوادِثُ اخلارجيﱠة ‪ -‬أيْ‪ :‬التي تعرض للعبد من غيره ‪.-‬‬

‫📎 العَالَئِقَ هيَ التﱠعلّقَاتُ الدﱠاخليﱠة القَلْبيﱠة‪.‬‬

‫‪ :#‬هَجْرُ العَوائِدِ‪.‬‬ ‫💎فتحصيلُ املطلوباتِ يرجعُ إلى ثالثةِ أصولٍ‪:‬‬

‫‪ :$‬قَطْعُ العَالَئِقِ‪.‬‬

‫‪ :%‬رَفْضُ العَوائِقِ‪.‬‬

‫مت ‪F‬ـت دمحب اهلل‬


‫•••✵✵✵✵•••‬

‫قناة تمكني مهمات العلم على التيليجرام‬ ‫‪٢٩‬‬

You might also like