Professional Documents
Culture Documents
التعليقات على تعظيم العلم
التعليقات على تعظيم العلم
صِيَانَةُ العِلْمِ عَمﱠا يَشِيُ; ممِﱠا يُخَالِفُ املُرُوءَةَ وَيَخْرِمُهَا ✅ احلادي عشر
انْتِخَابُ الصّحْبَةِ الصﱠاحلَِةِ لَهُ ✅ الثاني عشر
بَذْلُ اجلُهْدِ فِ حتَفّظِ العِلْمِ ,وَاملُذَاكَرَةِ بِهِ ,وَالسّؤَالِ عَنْهُ ✅ الثالث عشر
إِكْرَامُ أَهْلِ العِلْمِ وَتَوْقِيرُهُمْ ✅ الرابع عشر
رَدّ مُشْكِــلِـهِ إِلَى أَهْــلِــهِ ✅ اخلامس عشر
📌قال شيخنا -حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ -ف الشهادة ل بالوحدانية" :شهادةٌ نبرأ بها من شَرَك اإلشراك".
📎الشَرَْك )بفتح الراء وتسكن( ,وهي :حِبالة الصائد التي ينصبها لقنص الصيد.
📎والشِرك )بكسر الشي( :حبالة من حبائل الشيطان التي ينصبها للناس مبا يزين لهم من أقوال الشرك وأفعاله.
▫ومن نوابغ الكلم عند األدباء ) :البدعة شَرك الشِرك(.
📎 أي :احلبالة التي ينصبها الشيطان للخلق ,فإذا وقعوا فيها أخذتهم إلى الشرك وجعلهم من أهله.
📌قوله -حَفِظَهُ الُ تَعَالَىْ):-األشياخُ ينثِلونَ دُررَ العلمِ( 📎 :أي يستخرجونها ,فالنّثل هو االستخراج.
✅ ومن اإلحسان إلى ملتمسي العلم = إرشادهم الى سرّ حيازته وهو] 👈 :تعظيمُ العلم[ .
🔹واملراد بـ ]معاقد تعظيم العلم[ :هي األصولُ احملقّقةُ عظمةَ العلمِ ف القلبِ.
🔸العلم ميُدح بالنفع واالنتفاع ,ال بالبسط واالتساع ,فقليل يُلقى فينفع خيرٌ من كثير يُلقى فيُرفع.
🔸العلم النافع هو ما حصل للعبد به الهداية ف الدنيا واآلخرة.
▫ فقال :ومثل العلم ف القلب كنور املصباح ,إن صفا زجاجه شعت أنواره ,وإن لطخته االوساخ كسفت أنواره.
💎فالعلم جوهرٌ لطيف ,ال يصلح اإل للقلب النظيف.
خرجتْ عليك كُسرْتَ كسرَ مُهانِ 📜 قال ابن القيّم ف نونيّته :واحذرْ كمائِنَ نفسكَ الالَتي متى
( وختم بقول سهل التُسْتَري» :حرامٌ على قلبٍ أن يدخله النّور ,وفيه شيءٌ مما يكرهُ ال عزوجل«.
📎 النّور :أي العلم النافع من كالم ال وكالم رسوله ﷺ.
📎 النّسم :أي اخللق. 📎 رفع اجلهل عمّ :أي بالعموم. 📎 زُكِنْ :ثبت.
📌 النيّة من أحوالها أنها تتقلّب ,ومنشأ ذلك أنّ مَحَلها القلب .
فاحذرْ على القلبِ منْ قلْبٍ وحتويلِ قدْ سُمّيَ القلبُ قلباً منْ تَقلّبِه 📜قال الشاعر:
💎فيحتاج العبد الى ردّ نيّتهِ إلى قصدها احلسن التي كانت عليه كلما تعرضت للتغيير ,وهذا ما يسمى بـ)تصحيح النيّة(.
🔹فاملراد بتصحيح النيّة هو :ردّ النيّةِ الى املأمورِ به شرعاً إذا عرض لها ما يغيّرها أو يفسدها.
🖇 فالعوارض التي تهجم على النيّةِ نوعان:
#عوارض تفسدها ,فتنقلها من املأذون به شرعاً إلى احملُرّم شرعاً; كتعلم العلم لنيل الرئاسة.
$وعوارض تغيّرها ,فتنقلها من املأذون به شرعاً إلى املُباح شرعاً; كتعلم العلم لذةً أو نزهةً أو ترويحًا للنفس.
🔹أي جمع همة النفس على العلم بأن يتوجه إليه بإرادته فال يشتغل بغيره.
📚 واألمور الثالثة مجموعة ف حديث أبي هريرة -رَضِيَ الُ عَنْهُ -قال رسول ﷺ :
( وذكر ابن القيم »أن أصل كل خير ف الدنيا واآلخرة هو العلم والعدل ,وأصل كل شرٍ ف الدنيا واآلخرة اجلهل والظلم«.
🖇 العلوم غير القرآن والسنة لها حاالن # :خادمة لهما وهي آالت فهمها.
$أجنبية عنهما.
( وقد سمّى ابن حجر ف فتح الباري األولى بالضالة املطلوبة ,والثانية بالضارة املغلوبة.
( قال ابن مسعود » :من أراد العلم فليثوّر القرآن فإنّ فيه علم األولي واآلخرين «
📎 أي :ليبحث عن فهمه بإجالة القلب للنظر ف معانيه.
اإل املُضِلﱠ عن الطريــق الالّحِــبِ العلم ف أصلي ال يعْدُوهُمــا 📜 أنشد عياض املالكي يقول:
▫فالشﱠأنُ ف إصابة اخلير الﱠذي يكون ف القرآن والسّنﱠة منَ العلم والفهمِ هو :
1بحسَب صِدقِ العبدِ ف التﱠجرّد ل عز وجل توحيدًا ,وحملمّدٍ ﷺ اتّباعًا,
▫فمَنْ وحﱠد الَ ,وَصَدَقَ ف اتّباعهِ النﱠبيﱠ ﷺ حَصَلَ له خيرٌ كثيرٌ من العلم بالكتاب والسّنﱠة.
)أعـلـى الـهـمَـمِ ف طـلـب الـعـلـمِ( هـي هـمﱠـة الـعـبـد الﱠـذي يـكـون طَـالﱠبًـا لـ)عِـلْـمِ الـكِـتَـابِ وَالـسّـنﱠـةِ ,وَالـفَـهْـمِ عَـنِ الِ وَرَسُـولِـهِ نَـفْـسَ املُـرَادِ(;
أي :مَا يُرِيدُهُ الشﱠرْعُ مِنَ العَبْدِ فِ الكِتَابِ وَالسّنﱠةِ) ,وعِلْمِ حدودِ املُنزﱠل( من األحكامِ.
📖 قال) َ:حمﱠاد بنِ زيدٍ :قلتُ أليّوبَ السّخْتِيَانيّ :العلمُ اليومَ أكثر أو فيما تقدﱠم?(;
▫يعني :فيما كانَ عليه كبارُ التﱠابعيَ والصﱠحابة قبلَهم ,فقالَ:
▫»الكالمُ اليومَ أكثر«; أي :تفريعُ النﱠاس ف الكالمِ ف العلمِ أكثر,
▫»والعلم فيما تقدﱠم أكثر«; أي :معرفتُهُم بالكتاب والسّنﱠة أعظمُ من احلال الﱠتي انتهى إليها املتأخّرون.
📖 ومن جميلِ ما يُذْكَر أنﱠ أحدَ العُبﱠاد الصﱠاحليَ واسمه حمدُونَ القَصﱠار ,قيلَ له :ما بالُ كالم السﱠلف أنفع من كالمِنَا?!,
فـقَـالَ» :ألنﱠـهـم تـكـلﱠـمـوا لـعِـزّ اإلسـالم ,وجنـاةِ الـنّـفـوسِ ,ورضَـا الـرﱠحـمـن ,ونـحـن نـتـكـلﱠـم لـعِـزﱠة الـنﱠـفـس ,وطـلـب الـدّنـيـا ,ورضـا اخلَـلْـقِ«.
( رواه البيهقيّ ف »شُعَبِ اإلميانِ« ,وأبو نُعيمٍ األصبهانيّ ف كتاب »حليةِ األولياءِ«.
شخصٌ فَخُذْ من كلّ فنﱟ أحسنَه 📜قال الزﱠبِيدِي فِ »ألفيﱠة السﱠند« :فما حوى الغايةَ ف ألفِ سنةٍ
تأخُذه على مفيـــــدٍ ناصــــــح بحفظ متٍ جامعٍ للرﱠاجــــــحِ
▫ فَالَ بُدﱠ مِنْ حِفْظٍ) ,وَاحملَْفُوظُ املُعَوﱠل عَلَيْهِ هُوَ املَتُْ اجلَامِعُ للرﱠاجحِ( ,واملرادُ بهِ) :املعتمدُ عندَ أهل الفنّ(.
🔶 فيَفزَع إلى شيخٍ يتفهﱠم عنه معانِي ذَ ٰلِكَ املتِ ,يتﱠصف بوصفي:
🔸 :اإلِفَادَةُ; وَهِيَ األَهْلِيﱠةُ فِ العِلْمِ ,فَيَكُونُ ممِﱠنْ عُرِفَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَتَلَقّيهِ حَتﱠى أَدْرَكَ ,فَصَارَتْ لَهُ مَلَكَةٌ قَوِيﱠةٌ فِيهِ.
🔸 :النﱠصِيحَةُ; بأن يكونَ املُعلّمُ ناصحًا) ,وَجتَْمَعُ مَعْنَيَيِْ(:
✅ :صَالَحِيﱠةُ الشﱠيْخِ لِالقْتِدَاءِ بِهِ ,وَاالهْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ وَدَلّهِ وَسَمْتِهِ.
✅ :مَعْرِفَتُهُ بِطَرَائِقِ التﱠعْلِيمِ.
🔹والهَدْيُ :اسْمٌ لِلطﱠرِيقَةِ الﱠتِي يَكُونُ عَلَيْهَا العَبْدُ ,وَهُوَ جَامِعٌ لِلدﱠلّ وَالسﱠمْتِ.
🔹والفرق بينهمَا:
📎 السﱠمْتُ هُوَ :الهَدْيُ املُتَعَلّقُ بِاألَفْعَالِ الالﱠزِمَةِ أَوِ املُتَعَدّيَةِ الصﱠادِرَةِ مِنَ العَبْدِ.
📎وأمﱠا معرفته طرائقَ التﱠعليمِ :فاملرادُ بهَا مَعْرِفَتُهُ مبَِسَالِكِ إِيصَالِهِ لِلْمُتَعَلّمِي.
🔹 أَيْ :اإلِقْبَالُ عَلَى تَلَقّيهَا) ,وَتقْدِيُ األهمّ فاملهمّ(; أَيْ :تَقْدِيُ مَا تَشْتَدّ إِلَيْهِ حَاجَتُهُ ,وَتَتَأَكﱠدُ فِ حَقّهِ طِلْبَتُهُ.
📌 ثمﱠ ذكر أنﱠ )الصّورةَ املستحسَنة يزيد حُسنها( بتَمْتِيعِ )البصر بجميع أجزائها(,
▫ويفوتُ من حُسنها عند النﱠاظر بِقَدْرِ ما يحتَجِبُ عنه من أجزائها ,والعلمُ هكذا,
▫فإنﱠ مَنْ أخذَ منه طرفًا ف كلّ فنﱟ رأى جمالَ العلمِ أكثرَ ممﱠنْ يقصُرُ نفسَه على بعضِ فنونِه أو فنﱟ واحدٍ منها.
🔸 فمَن رعى فنُونَه باألخذِ ,وأصابَ من كلّ فنﱟ حظًّا كَمُلَتْ آلتُه ف العلم.
فاحلُرّ مطﱠلعٌ على األسرارِ مِن كلّ فنﱟ خُذْ وال جتهل بهِ 📜 ثمﱠ ذكر بيتًا البن الورديّ يقول فيه:
📌ثـمﱠ ذكـر وصـيﱠـتـي عـظـيـمـتـيِ مـن وصـايـا الـعَـالﱠمَـةِ مُـحَـمﱠـدِ بْـنِ مَـانِـعٍ رحـمـه ال ف»إِرْشَـادِ الـطّـالﱠبِ« -وهـو كـتـابٌ عـظـيـم الـنﱠـفـع
ف حتصيل العلم وأدبه :-
:#أَنﱠهُ )الَ يَنْبَغِي لِلَفَاضِلِ أَنْ يَتْرُكَ عِلْمًا مِنَ العُلُومِ النﱠافِعَةِ(.
▫وذكر شَرْطَ ذَلِكَ بقوله) :إذَا كاَن يعلم من نفسه قوﱠةً علَى تعلّمه( وتقدير القُوى يكونُ بإرشاد املعلّمي.
:$أَنﱠهُ )الَ يَسُوغُ لَهُ أَنْ يَعِيبَ العِلْمَ الﱠذِي يَجْهَلُهُ وَيُزْرِيَ بِعَاملِهِ(.
▫أَيْ :يَحُطﱠ مِنْ قَدْرِهِ ,وعلﱠله بقوله) :فإنﱠ هٰذَا نقصٌ ورذيلةٌ(.
▫فَإِنﱠ الكَالَمَ ميُْدَحُ إِذَا كَانَ بِعِلْمٍ ,وَالسّكُوتُ ميُْدَحُ إِذَا كَانَ بِحِلْمٍ.
:#تَقْدِيُ األَهَمّ فَاملُهِمّ ,فاملرادُ من أخذِ العلمِ أن تعرفَ مَا تعبدُ بهِ الَ عزوجل.
📌ثـمﱠ ذكـر بـعـدَ ذَلـك أنﱠ املـتـعـلّـمَ يـنـظـرُ ف مـا ميْـكِـنُـه مـن حتـصـيـل الـعـلـوم )إفـرادًا لـلـفـنـون ومـخـتـصـراتـهـا واحـدًا بـعـد واحـدٍ ,أو جـمـعًـا
لـهـا ,واإلفـراد هـو املـنـاسـبُ لـعـمـومِ الـطَّـلـبـة ,فـيـعـمَـد إلـى مَـتٍْ ف فـنﱟ فـيـتـلـقﱠـاه ,حـتﱠـى إذا اسْـتَـوفَـاه انـتـقـلَ إلـى مـتٍ ف فـنﱟ آخـرَ ,ثـمﱠ إذا
اسْتَوفَاه انتقلَ إلى متٍ ف فنﱟ آخرَ ممﱠا يحتاجُه ويفتقرُ إليه.
6وال يحبِس نفسَه على علمٍ واحدٍ حتﱠى يبلغَ غايتَه; فإنﱠ هذا يطولُ ويُضيّعُ به ما يلزمُه.
📎 )مَهْ( :وهي كَلِمَة زَجْرٍ; أَيْ :انْتَهِ عَنْ ذَلِكَ ,فال تَدخُلْ ف غيرِه حتى تُتِمﱠه.
إن توأمانِ استبقا لن يخرجَا( )وف تَرَادُفِ العُلُومِ املنعُ جَا ثمﱠ قال:
6أي :شـبﱠـهَـهُ بـالـولَـدَيـنِ اخلَـارِجَـيِ مـن بـطـن األمّ ,فـإنﱠـهـمـا إذا ازدحَـمَـا عـنـدَ بـابِ الـرﱠحـم لـم يـخـرجـا ,وعَـسُـر مـيـالدهُـمَـا بـخـالف مـا
إذا خـرج أحـدُهُـمـا ثـمﱠ خـرج الـثﱠـانـي ,فـكـذَلِـكَ أخـذُ الـعـلـمِ إذَا كـانَ عـلـى هـذِهِ احلـال مـن تَـتْـمـيـم شـيءٍ ,ثـمﱠ االنـتـقـالِ إلـى غـيـرهِ انـتـفـع بـهِ
العبدُ.
📌 ذَكَرَ ثَالَثَةَ أُمُورٍ مِنْ نَوَاقِضِ هذا املَعْقِدِ) :# :اإلِحْجَامُ عَنْ تَنَوّعِ العُلُومِ(.
عندَ املَشيبِ يحمدُ القومُ السّرَى 📜قال الشيخ حفظه ال :أال اغتنمْ سنﱠ الشﱠبابِ يا فتَى
🔻وإنّ مما يضرّ الشﱠباب كثيراً ف أخذه العلم وهو التﱠسويفُ والتﱠأميلُ واالشْتَغِالُ بِأَحْالَمِ اليَقَظَةِ.
1هو )أنﱠ مَن كبِرَتْ سِنّهُ كَثُرَتْ شَواغِلُهُ ,وعظُمَتْ قَواطِعُهُ ,معَ ضَعْفِ اجلِسْمِ وَوَهَنِ القُوَى(,
▫فإذا استقبلت أيﱠامًا من عمرك فإنﱠك تستقبل شُغْالَ وقَطْعًا أكثرَ ممﱠا أنتَ فيه اآلنَ.
📌و ال يُتوهﱠم ممﱠا سبقَ أنﱠ الكبير ال يتعلﱠم; بلِ التﱠعلم ف الكِبَرِ ممكنٌ.
:#طَلَبُهُ مَعَ التﱠقَلّلِ مِنَ الشﱠوَاغِلِ ,وُمُدَافَعَةِ العَوَائِقِ وَقَطْعِ العَالَئِقِ ,فيُرْجَى لَهُ إِدْرَاكُهُ وبلوغُ بغيتِه منهُ.
:$طَلَبُهُ مَعَ االسْتِسْالَمِ لِلْوَارِدَاتِ مِنَ الشﱠوَاغِلِ وَالعَالَئِقِ وَالعَوَائِقِ ,فَيَعْسُرُ عَلَيْهِ إِدْرَاكُهُ وَإِحْرَازُ أَمَلِهِ مِنْهُ,
🔸وف القديِ واحلديثِ مَنْ طلبَ العلم كبيرًا فصَار فيهِ مشارًا إليه بالتﱠقدّمِ.
📶 ويكون التﱠدَرّجِ فِيهِ وَالتﱠرَقّي شَيْئًا فَشَيْئًا ,وعلﱠله بأنﱠ العلمَ ال يحصلُ )جملةً واحدةً(; ألنﱠ )القلبَ يضعُفُ عن ذَلك(.
▫فإنﱠ له ثقالً يجدُه آخِذُه كما يجدُه حاملُ احلجارةِ الثﱠقيلةِ ف بدنهِ ,فال بدﱠ من التﱠرفّقِ ف حتصيلِ العلمِ بالنﱠفسِ.
1هذِهِ اآليةَ حجﱠةٌ ف لُزوم التﱠأنّي ف طلبِ العلمِ ,والتﱠدرّج فيهِ ,وتركِ العجلة.
مِن نُخَبِ العلم الﱠتي تُلتَقطْ اليومَ شيءٌ وغدًا مثلُـــه 📜 قال ابن النحﱠاس احللبيّ :
وإمنﱠا السﱠيْلُ اجتماعُ النّقَــط يحصّل املرءُ بها حكمةً
:$املَيْلُ عَنْ مُطَالَعَةِ املُطَوﱠالَتِ الﱠتِي لَمْ يَرْتَفِعِ الطﱠالِبُ بَعْدُ إِلَيْهَا.
:$عَدَمُ التﱠلقّي عَنِ العُلَمَاءِ الكِبَارِ عِلْمًا وَسِنًّا ,وَهذَا مَعْنًى فَاسِدٌ.
📎الصّبر :هو حبسُ النفسِ على حُكم ال📎 .واملصَابرة :الصﱠبْرُ عِنْدَ وُجُودِ املُنَازَعَةِ.
:#أَنﱠهُ يُخْرَجُ بِهِ مِنْ مَعَرﱠةِ اجلَهْلِ ,فَعَيْبُ اجلَهَالَةِ الَ يَخْرَجُ مِنْهُ العَبْدُ إِالﱠ إذا صبرَ.
:$أنﱠه يُدرِك بصبره لذﱠةَ العلمِ ,فَإِنﱠ ذَوْقَ حَالَوَةِ العِلْمِ الَ يَكُونُ إِالﱠ بِالصﱠبْرِ.
💎 وفوقَ هذَيْن النﱠوعي من صبرِ العلمِ الصﱠبرُ علَى الصﱠبرِ فيهمَا والثﱠبات عليهمَا.
( قال ابنُ القيّم -رَحِمَهُ الُ تَعَاْلَىْ -ف كتابِهِ »مدارج السﱠالكي«:
»أدبُ املرءِ عنوانُ سعادتِه وفالحِه,
وَقِلﱠةُ أَدَبِهِ عُنْوَانُ شَقَاوَتِهِ وَبَوَارِهِ,
فمَا استُجلِبَ خيرُ الدّنيَا واآلخرةِ مبثلِ األدبِ,
وال استُجْلِبَ حِرمَانُهمَا مبثلِ قلﱠةِ األدبِ«.
✅ وإمنﱠَا يصلُح للعلمِ مَن تأدﱠبَ بآدابِه ف نفسِه ودرسِه ,ومعَ شيخِه وقرينِه; أي :ال يكون من أهل العلمِ إال املتأدّب فيه.
💠 إنﱠ الَ ﷻ يَجْعَلُ لِلْعَبْدِ مِنَ املَعُونَةِ مَعَ األَدَبِ مَا الَ يُحْرِزُهُ مَعَ عَدَمِهِ.
▫فإذا تأدﱠب املرء بآدابِ العلمِ أعانَه ال ﷻ على أخذِه ,وبضدّ ذَلِكَ ميُنَع العبدُ من العلمِ.
▫ومقتضى ذَلك :أنﱠ مَنْ حفِظَ العلمَ ف نفسِه وف النﱠاس فأقامَه وَفق املقَدﱠر شرعًا ,وعظﱠمه ف نفسِه وف اخللقِ;
🔹وجِماعُ املروءةِ ( -كما قالَه ابنُ تيميﱠة اجلَدّ ف »احملَُرﱠرِ« ,وتبِعَه حفيدُه ف بعض فتاوِيه :-
»استعمالُ ما يُجمّلُه ويَزِينُه ,وجتَنّبُ ما يُدنّسُه وَيَشِينُه«.
:$اجْتِنَابُ املُقبّحِ املُْشَيِّ. :#اسْتِعْمَالُ اجملَُمّلِ املُْزَيّنِ. 🖇 فمَدَارُ املُرُوءَةِ عَلَى أَمْرَيْنِ:
#حتلّيهِ باملرُوءةِ ,وما يَحمِل عليهَا $ .وتَنكّبُهُ خوارِمَها الﱠتي تُخِلّ بها. 🖇 ومن ألْزَمِ أدبِ النﱠفسِ للطﱠالبِ:
💎والزﱠمَالَةُ فِ العِلْمِ إِنْ سَلِمَتْ مِنَ الغَوَائِلِ نَافِعَةٌ فِ الوُصُولِ إِلَى املَقْصُودِ.
:$صُحبَةُ املَنْفَعَةِ.
:%صُحبَةُ اللﱠذﱠةِ.
شَرِيفَ النّجَارِ زَكِيﱠ احلَسَبِ 📜وأنشدَ أبو الفتحِ البستيّ لنفسِهِ :إذا مَا اصْطَنَعْتَ امْرَأً فَلْيَكُنْ
فالَ للثّمــــارِ وال للْحَطــبِ فنَذْلُ الرّجالِ كَنَذْلِ النﱠباتِ
🔹ويُعِينُهُ عليه,
🔹ويُقَرّبُهُ منه,
🔹ويُحَبّبُه فيه ,فإنﱠ صحبتَك مثلَ ٰهذَا ممﱠا يعينُك على قطعِ الطﱠريق إلى ال,
👈فالَ مَخْلَصَ لها إالﱠ بأسبابٍ من جُملَتِهَا أن يتﱠخِذَ املرءُ خليالً راشدًا ناصحًا يصطفِيه,
#حتَفّظُ العِلْمِ; أَيْ :حِفْظُهُ. 🔹ذكرَ املُصنّف -وفﱠقهُ ال -ثَالَثَةَ أُصُولٍ فِ أَخْذِ العِلْمِ:
📌 منفعةَ احلفظِ :قوله » :فَبِاحلِفْظِ يُقَرﱠرُ العِلْمُ فِ القَلْبِ«; أَيْ :يَثْبُتُ فِيهِ وَيَكُونُ رَاسِخًا.
$األُذُن; بِرفْعِ الصﱠوْتِ حَتﱠى يَصِلَ احملَْفُوظُ إِلَى األُذُنِ فَيَقَرّ فِ القَلْبِ.
🔇 فال ميكنُ جمعُ القلب للتفهم إال بخفضِ الصﱠوتِ; ألنﱠ رفعَه يُشَوّشُ على القلبِ.
( وقولَ ابنِ عثيميَ -رحمه ال» :-حفِظْنا قليالً وقرأنا كثيرًا; فانتفعنَا مبا حفِظنا أكثرَ مِنِ انتفاعنا مبا قَرَأْنَا«.
)1فقد كان ال يَترُك كلﱠ يومٍ إذا أصبحَ أن يحفظَ شيئًا وإن قلﱠ(,
▫فإنﱠ القدرةَ على احلفظِ ال تتعطﱠل إالﱠ بِزَوال العقل,
▫لكنﱠها حتتاجُ إلى رياضةٍ شديدةٍ ملَِنْ لم يكن متعاطيًا احلفظَ من قبلُ.
;فمن مَرْذُولِ األفعال املبادرةُ بالهجومِ على القلبِ بتكثيرِ احملفوظِ ملَِنْ لم يكنْ يتعاطَى احلفظَ.
< ومِنْ حُسْنِ الفِعَالِ املُقرّبة للمنالِ :أن تدرّج نفسَكَ إذا ابتدأتَ احلفظَ; فتبدأُ بشيءٍ يسيرٍ ,ثمﱠ تُرَقّي نفسكَ,
▫ فيتهيﱠأُ بعد مدﱠةٍ من قوﱠة احلفظ لكَ ما لم يكنْ لكَ من قبلُ.
📌 منفعة املذاكرةِ :قالَ) :وباملذاكرةِ تدومُ حياةُ العلم ف النﱠفس ,ويقوَى تعلّقه بها(.
) 1واملرادُ باملُذاكرةِ مدارسةُ األقرانِ(; أي :أنْ جتتمعَ أنتَ وزميلٌ لكَ ف مُدارسةِ ما تَلَقﱠيتُمَاهُ من العلومِ حفظًا أو فهمًا.
▫وفيه قولُه ﷺ») :إِمنﱠَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ كَمَثَلِ صَاحِبِ اإلِبِلِ املُعَقﱠلَةِ(; أَيْ :املُقَيﱠدَةِ )إِنْ عَاهَدَ عَلَيْهَا أَمْسَكَهَا(;
▫أَيْ :إِنْ رَاقَبَهَا ,وَأَحَاطَهَا بِعِنَايَتِهِ أَمْسَكَهَا) ,وَإِنْ أَطْلَقَهَا(; بِإِهْمَالِهَا وَالغَفْلَةِ عَنْهَا )ذَهَبَتْ«(,
1وإذَا كان هذَا ف القرآنِ الﱠذي هو أصلُ العلمِ )فكيفَ بسَائرِ العلومِ?!(.
▫فإذَا سأل املتعلّم أشياخَه استَخرَجَ مِنهم كثيرًا مِن كنوزِ العلمِ.
🔸 ثمﱠ قال) :وحُسنُ املسألة نصفُ العلمِ(; فيُخرِجُ سؤالَه بصورةٍ حَسَنةٍ مُتأدبةٍ.
▫فإنﱠهم رمبﱠا شُغِلُوا عن عقْدِ مجالسَ للتﱠعليمِ ,لكِنﱠهم ال يُشغلَون عن اإلجابةِ عن سؤاالتِ السﱠائلي;
📖 وقـد كـان هـذا أصـالً مِـنْ أصـول الـعـلـم ,كـالﱠـذي اتﱠـفـق ف مـسـائـلِ أحـمـدَ الﱠـتـي جـمـعَـهَـا ابـنُـه صـالـحٌ ,وابـنُـه عـبـدُ الِ ,وابـنُ
هانِي ,وإسحاقُ ابنُ منصورٍ ف آخرينَ من أصحابِه.
🔸 ثمﱠ قال) :فمَن لقي شيخًا فليغتنِم لقَاءه بالسّؤالِ عمﱠا يُشكلُ عليه ويحتاجُ إليه ,ال سؤالَ مُتَعَنّتٍ ممُْتَحِنٍ(;
فإن ذلك يرجِعُ عَليهِ باخلَيْبةِ واحلِرمانِ.
📌 ثمﱠ خَتَمَ هذَا املعقِد بقولِه) :وهذِهِ املعاني الثﱠالثةُ للعلمِ :مبنزلة الغرسِ للشﱠجرِ وسقيِه وتنميتِه مبا يحفظُ قوﱠتَه ويدفعُ آفتَه(,
🔹 )وَاملُذَاكَرَةُ سَقْيُهُ(; أَيْ :مبَِنْزِلَةِ املَاءِ الﱠذِي يُجْرَى إِلَى ذَ ٰلِكَ العِلْمِ سَقْيًا لَهُ.
📌فالشﱠيخ أبٌ للرّوحِ كما أنﱠ الوالدَ أبٌ للجسدِ ,واألبوﱠةُ الرّوحيﱠة هي األُبُوﱠة ف تَلَقّي العلمِ.
#التﱠواضعُ لهُ,
$اإلقبالُ عليهِ,
> إذَا حدﱠثَ عنه عظﱠمَه من غيرِ غُلوﱟ ,بلْ يُنزِلُه منزلَتَه; لئالﱠ يَشِينَه من حيثُ أَرَادَ أَن ميدَحَه,
📎 الدﱠهَاقِنَةُ :جَمْعُ دِهْقَانٍ ,بِكَسْرِ الدَّالِ وَتُضَمّ ,وَذُكِرَ الفَتْحُ أَيْضًا6 ,وهُوَ :قَوِيّ التﱠصَرّفِ فِ حِدﱠةٍ.
📎 اجلَهَابِذَةُ; فَإِنﱠهُ جَمْعُ جِهْبِذٍ ,بِكَسْرِ اجلِيمِ6 ,وهُوَ :النﱠقﱠادُ اخلَبِيرُ بِبَوَاطِنِ األُمُورِ.
:#قَوْمٌ أَعْرَضُوا عَنِ اسْتِفْتَاءِ العُلَمَاءِ فِيهَا ,وَفَزِعُوا إِلَى األَهْوَاءِ وَاآلرَاءِ.
:$قَوْمٌ يَعْرضُونهَا عَلَى العُلَمَاءِ; ليَظْفَرُوا مِنْهُمْ مبَِا يُوَافِقُ مَا فِ نُفُوسِهِمْ,
▫ثمﱠ تكونُ حالُهم أنﱠهم الَ يَرتَضُونَ قَالَهُمْ ,والَ يَرْضَوْنَ مَقَالَهُمْ ,فكأنﱠهُم طلَبُوا جَوَابًا يُوافِقُ هَوًى ف نفوسِهم,
:%النﱠاجُونَ مِنْ نَارِ الفِتَِ ,السﱠاملُِونَ مِنْ وَهَجِ احملَِنِ ,هُمْ مَنْ فَزِعَ إِلَى العُلَمَاءِ ولَزِمَ قَولَهُمْ,
▫وَإِنِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْسَنَ الظﱠنﱠ بِهِمْ ,فَطَرَحَ قَوْلَهُ وَأَخَذَ بِقَوْلِهِمِ ,فَالتﱠجْرِبَةُ وَاخلِبْرَةُ هُمْ كَانُوا أَحَقﱠ بِهَا وَأَهْلَهَا,
▫ وَإِذَا اخْتَلَفَتْ أَقْوَالُهُمْ لَزِمَ قَوْلَ جُمْهُورِهِمْ وَسَوَادِهِمْ; إِيثَارًا لِلسﱠالَمَةِ; 6فالسﱠالَمَةُ الَ يَعْدِلُهَا شَيْءٌ.
📌ردّ زالﱠتُ العُلَمَاءِ ,واملَقَاالتِ الباطلةِ ألهلِ البدعِ واخملُالِفيَ; فإمنﱠَا يتكلﱠمُ فيها 1العلماءُ الرﱠاسخونَ;
🔸واملُتَكَلمون بهذهِ الكَلِمَةِ اليومَ مِنْ ردّ هذا األمرِ الى العُلماء طَائِفَتانِ :
:#طَـائِـفـةٌ حُـمـاة ,يُـرِيـدُونَ حِـمـايَـةَ الـدّيـن مِـن أنْ يَـتـطـاولَ األغْـمَـارُ واملُـبْـتَـدِئُـونَ فِ الـعِـلـم عـلـى ردّ املَـقَـاالتِ الـبـاطـلـةِ ألهـلِ الـبـدعِ
واخملُالِفيَ ,فَيولّدونَ بِدعةً من بِدعة وشراً من شرٍ.
: $طَـائِـفَـةٌ جُـنـاة ,يُـرِيُـدونَ املَـنْـع مِـن الـردّ عـلـى املُـبْـطَـلِـيَ ,بِـتَـرْويـجِ هـذا األصْـلِ ,والـصَـادِقُـونَ هُـمُ الـذيـنَ يُـرِيُـدونَ إقـامـةَ هـذا األصـل
وفقَ ما جاء بهِ الشَرعُ.
6والدﱠاعي إلى هذَا املعقِد :هو أنﱠ )مجالسَ العُلَمَاءِ كَمَجَالِسِ األنبياءِ(,
📌من مَظَاهِرِ إجاللِ طَالبِ العِلمِ لِكتَابِه # :أالﱠ يَجْعَلُهُ صُنْدُوقًا يَحْشُوهُ بِوَدَائِعِهِ.
$هجرُ املبتدعِ ,فَالَ يؤخذُ العلمُ عن أهلِ البدعِ ,لكِنْ إذا اضْطُرﱠ إليهِ فال بأس.
%زجرُ املتعلّمِ إذا تعدﱠى ف بحثِه ,أَوْ ظَهَرَ مِنْهُ لَدَدٌ; 📎أَيْ :خُصُومَةٌ شَدِيدَةٌ ,أَو سوءُ أدبٍ.
📎أيْ :مَحَبﱠتُهُ العِلْمَ حَتﱠى يَبْلُغَ شَغَافَ قَلْبِهِ ,وشَغَافَ القَلبِ باطنُهُ.
:$صِدْقُ الطﱠلَبِ.
6وال تَتِمّ هذِهِ األمورُ الثﱠالثةُ ,إالﱠ معَ دفعِ كلّ ما يُشغِل عن القلبِ.
:#كثرةُ دروسِهم;
فقد كان يدرّس محمودٌ اآللُوسِيّ صاحبُ التﱠفسيرِ ,ف اليومِ أربعةً وعشرينَ درسًا.
:$كثرةُ مدروسَاتِهم;
فقد درَسَ ابنُ التﱠبﱠانِ »املُدوﱠنةَ« نحوَ ألفِ مرﱠةٍ.
:%كثرةُ مكتوباتِهم;
فأحمدُ بنُ عبدِ الدﱠائمِ املقدسيّ كَتَبَ بيده ألفَيْ مجلﱠدٍ ,ووقعَ مثلُه البنِ اجلوْزِيّ.
💎فاحفظْ أيّهَا الطﱠالبُ وقتَك; فلَقَدْ أَبْلَغَ الوزيرُ الصﱠالحُ ابنُ هُبَيْرَةَ ف نصحِكَ بقولِه:
وَالوَقْتُ أَنْفَسُ مَا عُنِيتَ بِحِفْظِهِ
وَأَرَاهُ أَسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيعُ
(ذكرَ ابن القَيّمِ اخلِصَال الﱠتي ينبغِي أن يتَحَلﱠى بها مَن يطلُب اإلمَامَة ف الدّين والعلم,
🖇 فَذَكَرَ اثني وعشرين خصلةً ,ردﱠها بعد ذَلِكَ إلَى أمرينِ ,فقالَ) :ومِالَكُ ذَلِكَ هَجْرُ العوائِدِ ,وقطعُ العالئقِ(.
🖋وزاد ابن القيّم ف موضعٍ آخرَ )رفضَ العوائِقِ( ,وفَرﱠقَ بينهَا وبَيَ العَالَئِقِ:
📎 العوائقَ هيَ احلوادِثُ اخلارجيﱠة -أيْ :التي تعرض للعبد من غيره .-
:$قَطْعُ العَالَئِقِ.
:%رَفْضُ العَوائِقِ.