Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 20

‫إستراتيجية مكافحة المخدرات في الجزائر بين مشروعية تعاطي الكحول وجنحة‬

.‫تدخن الحشيش‬
‫ مزياني حمزة‬.‫د‬
02 ‫جامعة الجزائر‬
mezian0015@gmail.com
‫ يعتر تعاطي امخدرات واإدمان عليها واقع مر يعيشه كثر من أفراد‬:‫ـ ملخص البحث‬
‫ وكل م ا ي ظر إليها‬،‫ سواء من قريب كضحية أو من بعيد كأخ أو ابن أو صديق أو جار‬،‫اجتمع‬
‫وقد سعي ا ي هذا البحث لتحديد ظاهرة اإدمان على الق ب والكحول عن طريق‬.‫بطريقة تلفة‬
‫ وخصوصية اإدمان على الق ب من‬،‫ديد مكوناها امتمثلة أساسا ي ديد مفهوم اإدمان‬
‫ م ث ا ي مدى تطابق هذ امعطيات مع ما هو موجود ي‬.‫جهة وعلى الكحول من جهة أخرى‬
‫ و لى ل ا بعض امفارقات ال تطرحها عدة متغرات ارتبطت بعضها‬،‫تشريعات الكثر من الدول‬
‫ وانعكس هذا‬،‫ كما لعبت ااختافات الثقافية وااجتماعية دورا كبرا فيها‬،‫بالبعد ااقتصادي‬
‫ أين د أن تعاطي الكحول سلوك‬،‫جليا ي التعامات القانونية مع ظاهرة استعمال امواد ال فسية‬
،‫غر م وع ي معظم دول العام بالرغم من أنه مادة تؤدي إ التبعية ا سدية بشكل كبر‬
،‫وبامقابل د أن تعاطي ا شيش أقل بكثر من الكحول ي إمكانية الوقوع ي التبعية ا سدية‬
.‫ولك ها مادة م وعة ي معظم دول العام‬
.‫ مكافحة امخدرات‬،‫ الق ب‬،‫ الكحول‬،‫ اإدمان‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Résumé :Dans cet article, nous avons cherché à identifier le
phénomène de l’addiction au cannabis et à l'alcool en identifiant ses
composants, qui sont principalement dans la définition du concept de
l’addiction, et la spécificité de la dépendance au cannabis d'une part et
de l'alcool de l'autre. Nous avons également discuté de la compatibilité
de ces données avec les législations de nombreux pays et avons
découvert quelques paradoxes présentés par plusieurs variables, dont
certaines liées à la dimension économique, les différences culturelles
et sociales jouant également un rôle majeur à cet égard. , Cela est
clairement reflété par le fait que la consommation d'alcool n'est pas
interdite dans la plupart des pays du monde, bien qu'il s'agisse d'une
substance entraînant une dépendance physique. À l'inverse, la
consommation de cannabis est beaucoup moins que l'alcool dans la
possibilité d'une dépendance physique, mais elle est interdite dans la
plupart des pays.
Mots clés : Addiction. Alcool, Cannabis, La lutte contre les drogues.

53
‫ـ مقدمة‪:‬‬
‫تشر كثر من الدراسات السابقة إ أن ظاهرة تعاطي امخدرات وامسكرات قد‬
‫عرفت ي تمعات وحضارات قدمة كا ضارة الفرعونية واليونانية أين كانت تستعمل‬
‫ي اات الطب كعاج بعض أمراض العيون أو بعض اآام وغرها‪ ،‬م أسيء‬
‫استعماها‪.‬وبال سبة للجزائر فقد أشارت بعض الدراسات أن تدخن ا شيش مثا‬
‫يرجع إ فرة ما قبل ااستعمار الفرنسي‪ ،‬وشيئا فشيئا استفحلت هذ الظاهرة‬
‫وأصبحت خطرة‪،‬حيث كانت ي امراحل اأو ظاهرة بسيطة م تكن م وعةح‬
‫تشريعيا‪ ،‬فكان تدخن ا شيش مثا مرتبط بامقاهي وا لسات الف ية وغرها‪.‬‬
‫وتغرت اأمور بعدها بسبب الظروف الصعبة ال عاشها ا زائريون أين استفحلت‬
‫هذ الظاهرة وبالتا م م ع استهاكها‪( .‬العاقل‪ ،)1998 ،‬وهي كلها معطيات تشر‬
‫إ قدم ظاهرة امخدرات كسلوك‪.‬‬
‫وأما ت اول مفهوم اإدمان بشكله العلمي فقد تزامن مع التحول التار ي لعلم‬
‫ال فس امرضي والطب العقلي‪ ،‬وبالتا مك ا اعتبار ت اوا حديثا نسبيا‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى قد ن ظر لإدمان كتعبر لغوي يشر إ شكل من أشكال فقد السيطرة على‬
‫السلوك‪ ،‬والذي تت اوله كثر من معاجم اللغة العربية‪ ،‬فيشر مثا معجم لسان العرب‬
‫" فان يدمن شرب ا مر إذا لزم شرها‪ .‬ومدمن ا مر الذي ا يقلع عن شرها"‪.‬‬
‫(ابن منضور‪ :1956،‬ص‪)391‬‬
‫وأما ي التعبر الاتي فإن اإدمان يعر ع ه بكلمة "‪ "addiction‬وعادة ما‬
‫تعوض عدة مصطلحات مثل "‪ "toxicomanie‬أي تسمم قهري‪،‬‬
‫"‪ "dépendance‬وتع التبعية‪ "accoutumance" ،‬ومع اها التعود‪.‬‬
‫(‪ ،)Courty,2007‬و مع هذا التعبر كل أشكال اإدمان امتمثلة ي اإدمان غر‬
‫الدوائي مثل إدمان العمل‪ ،‬إدمان التسوق وهوس الشراء‪ ،‬إدمان امخاطرة‪ ،‬إدمان‬
‫امراه ات وامقامرة‪،...‬مع اإدمان على امواد ال فسية مثل الكحول‪،‬الق ب‪،‬‬
‫اهروين‪ ،...‬ويطلق على كل هذ اأشكال بالاتي ية "‪"conduitesadditives‬‬
‫أي سلوكات اإدمان‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫‪ -)1‬مفارقات في تناول مفهوم اإدمان عبر التاريخ ‪.‬‬
‫يرجع استعمال مفهوم اإدمان حسب الباحث روم "‪ )2003( "Room‬إ أواخر‬
‫القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر‪ ،‬يث استعمل هذا امفهوم ي رواية‬
‫أمريكية ت ع وان "اكتشاف اإدمان" مع العلم أنه ي هذ الفرة كان يرتبط فقط‬
‫باستهاك الكحول‪ .‬وقد استعمل أيضا فيما يسمى بعصر ما بعد الص اعي من طرف‬
‫شركة كانت هتم بالكفاءة الذاتية ع د اأفراد‪ ،‬وقامت بتعريفه على أنه مرض اإرادة‪.‬‬
‫وي سياق ا ركات ال ت ادي لتعديل ا رافات السلوك مثل اا رافات ا سية أو‬
‫ا ركات ذات الطابع الدي ‪ ،‬استعمل هذا امفهوم لتفسر ظاهرة اانتكاس وبالضبط‬
‫اانتكاس على الكحول ع د اأفراد الذين رجعوا إ شرب ا مر رغم التعهد الرمي‬
‫والتعهد مع الك يسة بعدم العودة‪.‬‬
‫وبعد س ة (‪)1900‬توسع استعمال امفهوم وبدأ اإدمان يستعمل مع مواد نفسية‬
‫أخرى من غر الكحول‪ ،‬وعلى سبيل امثال استعمل "‪"Crothers‬س ة (‪)1902‬‬
‫مفهوم اإدمان لوصف حالة اابتهاج من الكوكاين "‪ ،"cocaïne‬الكلورال‬
‫"‪،"chloral‬وكلوروفورم " ‪."chloroforme‬‬
‫ويشر الباحث روم أن اأثر الكبر لظهور هذا امفهوم يرجع إ ااتفاقيات‬
‫وامعاهدات الدولية ال كانت ي البداية متأثرة با انب ااقتصادي‪ ،‬وبالتا حاول‬
‫البعض تعديله هدف ت ظيم ارة امواد امضرة ال كانت تعود بالفائدة كبرة‬
‫أصحاها‪ ،‬كمعاهدة "‪ "Haye‬س ة (‪ )1912‬ال امت عت على استعمال هذا‬
‫امفه ومعن طريق وضع مفهوم العادة مكانه‪ .‬واستمر هذا الت اول إ غاية س ة‬
‫(‪)1961‬أين م العودة إ مفهوم اإدمان وااستغ اء هائيا على اصطاح‬
‫العادة‪،‬هدف اإشارة إ سوء استعمال امواد ال فسية وآثارها على الصحة العمومية‬
‫وا ياة ااجتماعية عامة‪ .‬ومرة أخرى عدل س ة (‪)1972‬ي اتفاقية أخرى باصطاح‬
‫"سوء استعمال امخدرات"‪)Room, 2003( .‬‬
‫ولقد وردت عبارة اإدمان على امخدرات واإدمان على الكحول س ة (‪)1952‬‬
‫ي الدليل التشخيصي اإحصائي للجمعية اأمريكية للطب العقلي اأول (‪)DSM‬‬
‫‪55‬‬
‫ونفس العبارات ظهرت ي التص يف العامي لأمراض السابع "‪ "CIM-V‬س ة‬
‫(‪ .)1957‬وقامت ام ظمة العامية للصحة (‪ )OMS‬س ة (‪ )1971‬باستعمال‬
‫مفهوم التبعية (‪ )Dépendance‬للمخدرات بدا من اإدمان (‪ )Addiction‬ي‬
‫كل امعاهدات وااتفاقيات العامية‪ )Room, 2003( .‬ونفس التعبرات استعملت ي‬
‫الدليل اإحصائي التشخيصي لاضطرابات العقلية الرابع(‪ )DSM-IV‬قبل أن‬
‫ترجع إ استعمال اإدمان مرة أخرى ي آخر تعديل س ة (‪ )2013‬ت ع وان‬
‫"السلوكات اادمانية" أين ص ف فيه القمار امرضي كسلوك إدمان(‪.)DSM-5‬‬
‫ويبدوا من خال ما سبق أن ه اك نوع من الغموض ي استعمال هذا امفهوم‬
‫وهذا ليس فقط من ا انب الطي ولكن ي كل اجاات‪ ،‬وبالتا نتساءل عن‬
‫اأصح هل نتحدث عن التبعية للمخدرات أم اإدمان؟‬
‫نعتقد أن اإشكال تطرحه عدة متغرات قد ترتبط كما سبق وأشرنا بالبعد‬
‫ااقتصادي‪ ،‬كما تلعب ااختافات الثقافية وااجتماعية دورا كبرا‪ ،‬وي عكس هذا‬
‫جليا ي التعامات القانونية مع ظاهرة استعمال امواد ال فسية‪ ،‬فمثا د أن تعاطي‬
‫الكحول سلوك غر م وع ي معظم دول العام بالرغم من أنه مادة تؤدي إ التبعية‬
‫ا سدية بشكل كبر‪ ،‬وبامقابل د أن تعاطي ا شيش أقل بكثر من الكحول ي‬
‫إمكانية الوقوع ي التبعية ا سدية‪ ،‬ولك ها مادة م وعة ي معظم دول العام‪ .‬وعلى‬
‫هذا اأساس يستعمل تعبر التبعية هدف اإشارة إ أن امشكلة تكمن ي طبيعة‬
‫ااستعمال وليس ااستعمال د ذاته‪ ،‬أما تعبر سلوك اإدمان فيجمع كل أنواع‬
‫استعمال امواد ال فسية من ااستعمال البسيط العرضي إ كل سلوكيات التبعية‬
‫باعتبارها ظاهرة واحدة‪ .‬وهذا ما تأكد بعد ظهور الدليل التشخيصي ا امس الذي‬
‫رجع إ مفهوم اإدمان و لى عن التمييز القائم بن التبعية وااستعمال امضر‪.‬‬
‫‪ -)2‬تعريف اإدمان‪:‬‬
‫يعرف معجم اروس الطبي اإدمان على أنه العملية ال من خاها يتم مكن‬
‫السلوك اإنساي من ا صول على امتعة الفورية مع ا د من الشعور بالضيق‬
‫الداخلي‪ .‬ويرافق ذلك عدم القدرة على التحكم ي هذا السلوك على الرغم من‬
‫‪56‬‬
‫الوعي ب تائجه السلبية‪ ،)Larousse Médical,2003( .‬وهذا مكن لإدمان أن‬
‫يكون على شكل تبعية أحد أو عدة م تجات مشروعة مثل الكحول والدخان‬
‫واأدوية‪ ،‬أو غر مشروعة كامخدرات وامؤثرات العقلية‪ .‬ومكن أيضا أن يكون حاجة‬
‫شديدة ا مكن السيطرة عليها لسلوكيات مثل القمار امرضي وألعاب ا ظ أو‬
‫الفيديو واستعمال امفرط لانرنيت أو اهاتف أو بعض اضطرابات سلوك اأكل أو‬
‫سلوك شراء بعض امشريات ا اصة‪ ،‬كل هذ السلوكات تمع ي أها تقدم امتعة‬
‫الفورية و د من الضيق وعادة ما يرافقها عدم القدرة على التحكم فيها رغم سلبياها‬
‫امدركة‪.‬‬
‫ويضيف الباحثان " ‪ " Parot‬و " ‪)2005( " Doron‬ي معجم علم ال فس‪ ،‬أن‬
‫املحة ي ا صول على مادة سامة‬
‫اإدمان "اضطراب سلوكي يتميّز أساسا بالرغبة ّ‬
‫التخلص من التأثرات‬
‫وجزئيا ي الرغبة على ا صول على تأثراها اإ ابية لضرورة ّ‬
‫ا سمية امزعجة لانسحاب"(‪ .)p724‬أي أهما يضيفان عامل البحث عن امادة‬
‫السامة د ذاها من أجل التخفيف من التأثرات السلبية ال سببتها‪ ،‬وهي نتاج‬
‫ااستعمال امزمن للمخدرات‪.‬‬
‫وجاء تعريفالمنظمة العالمية للصحة ي التأكيد على أن اإدمان هو حالة من تبعية‬
‫جسمية و‪/‬أو نفسية مؤقتة أو مزم ة‪ ،‬دث نتيجة لتكرر ت اول‬
‫مادة معي ة بصورة اضطرارية خارجة عن اإرادة‪‎ )Beck &al, 2013( .‬وبالتا يؤكد‬
‫تعريف هذ ام ظمة على أمية اصطحب حالة التبعية برغبة ملحة متزايدة ي‬
‫ااستمرار وهذا ما مل امدمن على زيادة حجم التعاطي والذي يدخل ي شباك‬
‫عملية التحمل‪.‬‬
‫ويشر تعريف "محمد مشاقبة" (‪ )2007‬إ أن اإدمان" نتيجة حتمية وهائية‬
‫للتعاطي امستمر للمخدرات"(ص‪ .)22‬أي أن اإدمان يتميز عن التعاطي ي ديد‬
‫ي امرحلة اأخرة استهاك امخدرات‪.‬‬
‫و دد الجمعية اأمريكية للطب العقلي اإدمان ي اشراط وجود ا سم ي حالة‬
‫ب أعراض اانسحاب ال فسية‬ ‫ا اجة إ امادة ذات التأثر ال فسي من أجل‬
‫‪57‬‬
‫وا سمية‪ ،‬وتعتر حالة التبعية كبداية اإدمان م تليها حالة التحمل(‪DSM-‬‬
‫‪ . )IV‬وي آخر تعديل ها س ة (‪ )2013‬لت عن شرط وجود مادة نفسية‬
‫وص فت سلوك اللعب امرضي ك وع من سلوكات اإدمان(‪ )DSM-5‬وبالتا‬
‫يتحدد اإدمان ع دما تتكون لدى الفرد ا اجة إ مادة ما أو سلوك ما ليس كغاية‬
‫د ذاها ولكن كوسيلة لتج ب أعراض اانسحاب‪.‬‬
‫ومن خال هذ التعريفات ناحظ أن اوات ديد مفهوم اإدمان تتباين ي كثر‬
‫من اأبعاد وامفاهيم امكونة أو امرتبطة به‪ ،‬وم ها مثا‪ :‬التبعية ا سمية والتبعية‬
‫ال فسية‪ ،‬التعود حالة اانسحاب‪ ،‬حالة التحمل‪.‬‬
‫‪-)3‬اإدمان على القنب بين التبعية وااستهاك المضر‬
‫ه اك اعتقاد يسري م ذ وقت طويل بأن استهاك الق ب ا يؤدي أعراض‬
‫التحمل‪ ،‬وا ح أعراض التبعية وبالتا فإنه ا يؤدي إ أعراض اانسحاب‪ .‬ولكن‬
‫كثر من الدراسات من أكدت وجود هذا اأخر‪ ،‬حيث مثلت هذ اأعراض ي‬
‫اهيجان والثوران‪ ،‬القلق‪ ،‬اانزعاج‪ ،‬صعوبة ال وم‪ ،‬فقدان الشهية الذي يصاحب‬
‫بارتعاش عضلي‪ ،‬وه اك أيضا ارتفاع ي ضغط الدم‪ ،‬التعرق‪ ،‬اإسهال‪ .‬وتظهر هذ‬
‫( ‪Courty,‬‬ ‫اأعراض ي حدود (‪ )10‬ساعات إ (‪ )48‬ساعة كأقصى حد‬
‫‪ ،)2007‬ورغم هذ امعطيات م يتم التوافق على هذا التحديد‪ ،‬بل ه اك عدة‬
‫اعراضات هذا ااعتبار ح ي اجتمع العلمي‪ .‬وأما ما ص ااستعمال امضر‬
‫فليست ه اك أدلة كثرة‪ ،‬أن كثرا من امتعاطن للق ب ا ي تبهون إ أن تعاطيهم‬
‫يؤدي هم إ امشاكل إا ي حالة ما إذا وجدوا أنفسهم م عزلن‪ ،‬أي أها تظهر فقط‬
‫على امستوى ااجتماعي‪ ،‬مثا ع دما تكون ال تائج امدرسة كارثية أو ع دما‬
‫يضطرون إ التعامل مع الشرطة أو العدالة‪.‬‬
‫وب اءا على هذ امعطيات يطرح السؤال نفسه هل ه اك إدمان على الق ب؟ وه ا‬
‫مكن اإجابة ب عم‪ ،‬وذلك ي حالة ما إذا توفرت كل امعاير ال ذكرناها ي تلف‬
‫التص يفات العلمية السابقة‪ .‬فحسب "‪ "Courty‬فإن مفهوم اإدمان عامة يشر‬
‫إ آثار شديدة السوء على الفرد‪ ،‬بي ما سلوك اإدمان على الق ب مكن أن يظهر ي‬
‫‪58‬‬
‫أي وقت على شكل ميل بسيط يظهر عادة ي البداية على شكل تعلق بسيط قد‬
‫يؤدي إ سلوك إدمان معقد‪ ،‬وهذا وفقا للطرح الذي يعتر أن سلوكات اإدمان‬
‫تشبه قطع على طول سلسلة متصلة‪ ،‬انطاقا من استهاك بغياب أي مشكلة إ‬
‫استهاك يؤدي إ مشكات معقدة‪ ،‬وبالتا مك ا أن نوزع تلف سلوكات‬
‫اإدمان على هذا ا ط‪.‬ومن جهة أخرى مكن أيضا اإجابة بـ ا‪ ،‬وهذا لوجود‬
‫متعاطن يعرفون ويرون قهم ي ااستعمال غر امضر وا ا من امشاكل‪.‬‬
‫‪-)4‬اآثار العامة لتعاطي القنب‪:‬‬
‫تعزى آثار الق ب بكل أنواعه إ تأثر مادة ‪ THC‬على ا سم‪ ،‬والذي يظهر‬
‫أساسا ي تغير امزاج وامشاعر والسلوك يث عل اأفراد أكثر اسرخاء وسرورا‪،‬‬
‫لكن مكن هذ ال شوة أن تتحول بكل سهولة إ اكتئاب أو صعوبات نفسية‬
‫أخرى‪ .‬وتعمل هذ امادة عن طريق التشويش على ا هاز العصي امركزي‪ ،‬وبالتا‬
‫قليا ما تسبب اهاوس بعكس امخدرات القوية‪ .‬كما تعمل على زيادة مدركات‬
‫الفرد ا سية حيث تصبح األوان ع د أكثر وضوحا وتظهر اأصوات بشكل أكثر‬
‫صفاء‪ .‬ومن ال احية الفسيولوجية يؤدي استهاكها إ فم ناشف‪ ،‬وزيادة ي الشهية‪،‬‬
‫وتسارع طفيف ي نبضات القلب‪ .‬ومن آثارها الطبية أها فف من أعراض التقيؤ‬
‫ع د مرضى السرطان (‪)Courty, 2007, p32‬‬
‫انطاقا من اآثار السابقة اعتر الق ب من امخدرات غر الضارة وانعكس ذلك ي‬
‫ااستهاك الواسع هذ امادة ي عدة تمعات رغم موعة من اأدلة ال تؤكد على‬
‫وجود خطر الوقوع ي حالة التبعية ها‪،‬ورغم تسببها ببعض ااضطرابات العقلية‬
‫وال فسية‪ ،‬وعليه ترز موعة من اآثار ال فسية مكن تقسيمها إ ثاثة اوركما‬
‫يلي‪)DSM-V(:‬‬
‫‪ -‬تؤدي إ اضطرابات نفسية مثل نوبة اهلع والقلق وااكتئاب أو الذهان حيث‬
‫تظهر هذ ااضطرابات بعد ااستهاك امكثف‪ ،‬وي هذ ا الة يعتر الق ب‬
‫مادة سامة‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ -‬اآثار ال دثها استهاك الق ب على ااضطرابات ال فسية اموجودة سابقا‪،‬‬
‫أو أن يكون كعامل ضعف لاضطراب ال فسية‪.‬‬
‫‪ -‬اآثار ال تتمثل ي خطر التبعية وبالتا ظهور أعراض اانسحاب‪.‬‬
‫ومن ال احية ااجتماعية عادة دد اآثار ي ااتصال مع شبكات ام حرفن‬
‫اجتماعيا ورفقاء السوء من أجل ا صول على هذ امادة‪ .‬ومكن إضافة آثار أخرى‬
‫م يتم بعد تأكيدها علميا ومازالت ل ث‪،‬كصعوبات الركيز وفقدان ااهتمام‬
‫والطموح‪ ،‬ا فاض اأداء الدراسي وامه ‪)Krebs, 2001( .‬‬

‫وه اك أيضا دراسات متضاربة حول تأثر الق ب على ا هاز ام اعي‪ ،‬يث أن‬
‫ااستهاك ام ظم للق ب مكن أن ي قص أو يضعف الدفاعات ام اعية فقد أشارت‬
‫دراسة موعة من الباحثن أن الق ب يشوش على رير مادة‬
‫السيتوكن"‪ "cytokine‬وهي مادة بروتي ية تساهم بفعالية ي الدفاع عن ا سم‪.‬‬
‫(‪)Friedman & al,1991‬‬
‫وعلى مستوى ال شاط ا سي ه اك اعتقاد السائد حول قدرة استهاك الق ب على‬
‫سن ال شاط ا سي وهذا ليس صحيح ماما‪ ،‬أن هذا التأثر حسب موعة من‬
‫الدراسات يرتبط بعدة متغرات وبالتا تلف التأثر من ال ساء ع ه من الرجال كما‬
‫تلف حسب ا رعة امستعملة ‪ ،‬فكثرا ما يسبب ااستعمال امكثف إ فقدان‬
‫الوصول إ الذروة ا سية وأحيانا دث آام ج سية واضطرابات ج سية أخرى‪.‬‬
‫(‪)Gorzalka & al, 2010‬‬
‫‪ -)5‬إشكالية وجود التبعية لمادة القنب‪:‬‬
‫الق ب كمادة ذات تأثر نفسي عادة ما تص ف ضمن امواد ال ا تؤدي إ‬
‫التبعية وهذا انطاقا من الطرح الذي دد مفهوم التبعية ي ظهور حالة ااحتمال‬
‫وأعراض اانسحاب‪ ،‬والذي يظهر جليا ي تص يفات عامية مثل الدليل اإحصائي‬
‫التشخيصي لاضطرابات العقلية الرابع‪.‬‬
‫وحسب "‪ "Reynaud‬وآخرون (‪ )2004‬فإن (‪ )℅10‬من امتعاطن للق ب‬
‫بشكل م تظم يقعون ي التبعية وال تكون متفاوتة ا طورة حسب درجة ااستهاك‪،‬‬

‫‪60‬‬
‫مع العلم أنه يتب مفهوم التبعية الذي ي قسم إ التبعية ا سمية وال تكون قليلة‬
‫ا دوث ي حالة الق ب‪ ،‬بي ما تتميز التبعية ال فسية بأها قوية وصعبة التغلب عليها ‪.‬‬
‫‪ -)6‬اإدمان على الكحول بين التبعية وااستهاك المضر‬
‫ي عتر الكحول مادة ذات تأثر عقلي وذات خصائص مسببة لاعتماد عليه‪ ،‬والذي‬
‫يسهل إمكانية الوقوع ي التبعية ا سمية وال فسية (‪ )DSM-5‬أي ‪ ،‬ولطاما م‬
‫تعاطيه على نطاق واسع ي العديد من الثقافات على مدى قرون‪ .‬ويتسبب تعاطي‬
‫الكحول على و ضار ي عبء مرضي واجتماعي واقتصادي للمجتمعات‪ ،‬ويُعتر‬
‫ثاث أو أكثر من‬
‫الشخص مصاباً باإدمان على الكحول ي حال كان لديه ُ‬ ‫ّ‬
‫الشرب أو‬
‫امشكات التالية خال س ة واحدة‪ :‬عدم القدرة على التوقّف عن ّ‬
‫التّحكم ي كميّة كحول امت اول‪ ،‬ا اجة لشرب كميّات أكر للحصول على التأثر‬
‫الرجفة‪،‬‬
‫التعرق‪ ،‬و ّ‬
‫تشمل اضطراب امعدة‪ ،‬و ّ‬
‫ُ‬ ‫نفسه‪ ،‬اإصابة باأعراض اانسحابيّة وال‬
‫الشرب أو اإفاقة من تأثر‬
‫الشرب‪ .‬ومضية وقت طويل ي ّ‬ ‫والقلق ع د التّوقف عن ّ‬
‫الشرب‪ ،‬الفشل متكرر ي التوقّف عن‬
‫مقابل ّ‬ ‫ٍ‬
‫امشروب‪ ،‬أو التخلّي عن أنشطة أخرى َ‬
‫ضر‬
‫الشرب مع أ ّن ذلك يُ ّ‬
‫الشرب أو خفض الكميّات امت اولة‪ ،‬ااستمرار ي ّ‬‫عادة ّ‬
‫مشاكل جسديّة‪ .‬يُعترُ اإدمان على الكحول مرضاً‬
‫َ‬ ‫بالعاقات ااجتماعيّة ويسبّب‬
‫مرض تاج إ العاج‬
‫بشكل معروف‪ ،‬وهو ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫تتطوُر‬
‫ومتلك أعراضاً ّ‬
‫ُ‬ ‫ُمزم اً ّد ذاته‪،‬‬
‫عاجي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ب البقاء ي امستشفى أو ي مرك ٍز‬ ‫الذي قد يتطلّ ُ‬
‫( ‪)Pinna& Whitney,2006 ; DSM-5‬‬
‫‪ -)7‬اآثار العامة لتعاطي الكحول‪:‬‬
‫للركيز والقدرة على‬
‫يسبب شرب الكحول على مستوى القصر امدى فقداناً ّ‬
‫ا كم على امواقف والتّصرف خاها‪ ،‬كما أنّه يُؤثّر على القدرة على ال ظر ا يدة‬
‫ويُؤثّر على ال ّذاكرة‪ ،‬وقد يُسبّب اإغماء‪( .‬طارق‪ ،)2016 /07/16 ،‬كما يُسبّب‬
‫شرب الكحول العديد من العواقب‪ ،‬بعضها تُؤثّر على اأشخاص الذين يقومون‬
‫بشربِه‪ ،‬كما تؤثّر على غرهم مّن ا يقومون بشربه‪ .‬فيعتر تعاطي الكحول مسؤول‬

‫‪61‬‬
‫عن ثُلث ا اات ال تدخل قسم الطّوارئ‪ .‬و مسؤول عن نصف حاات جرائم‬
‫أسري‪ ،‬وعن نصف حاات الوفاة‬ ‫القتل‪ .‬ومسؤول عن نصف حاات الع ف ا ّ‬
‫السر‪ ،‬وعن نصف الوفيات الّا ة عن ا رائق‪ .‬يُؤثـُّر ت اول الكحول على‬
‫وادث ّ‬
‫امعين ي العام بشكل أكر من غرهم؛ بسبب تقبّل أفراد هذ امرحلة‬ ‫ّ‬ ‫الطّاب ا‬
‫الشرب‪ ،‬حيث يعترُ شرب الكحول مسؤواً عن مقتل ما ُمع ّدله‬ ‫العمريّة لإفراط ي ّ‬
‫سي على ‪ 192‬طالباً جامعيّاً يوميّاً‪ ،‬تأذّي‬
‫طاب جامعين يوميّاً‪ ،‬ااعتداء ا ّ‬
‫أربعة ّ‬
‫‪ 1370‬طالباً جامعيّاً يوميّاً‪ ،‬ااعتداء على ‪ 1644‬طالباً جامعيّاً يوميّاً‪.‬‬
‫(‪)Pinna& Whitney,2006‬‬
‫ط بأكثر من‬ ‫ِ‬
‫وجدت اأ اث العلميّة أ ّن شرب الكحول مستوى البعيد امدى يرتب ُ‬
‫يتم اكتشافها بعد‬
‫مل الكثر من التأثرات على ا سم‪ ،‬وال م ّ‬ ‫‪ 60‬مرضاً‪ ،‬وهو ُ‬
‫ٍ‬
‫بشكل كامل‪ ،‬وي حالة تعاطي كميّات كبرة أو تكون الفرة بن ت اوها قصرة فإن‬
‫ا سم ا يستطيع التّعاي بشكل كامل من تأثرها‪ ،‬كما يُؤثّر تكرار ذلك على ميع‬
‫أعضاء ا سم‪ ،‬يث يكون خطر الوفاة من ميع اأسباب أكر ي اأشخاص‬
‫خاصة اأشخاص ت عمر ‪ 35‬عاماً‪(.‬طارق‪،‬‬ ‫الذين يت اولون الكحول بكثرة‪ّ ،‬‬
‫ب شرب الكحول ارتفاع خطر اإصابة بالتهاب‬ ‫‪ ،)2016 /07/16‬وصحيا يسبّ ُ‬
‫امفاصل‪ ،‬فقر ال ّدم‪ ،‬ارتفاع خطر اإصابة بسرطان الكبد والب كرياس وامستقيم‬
‫يرفع من خطر اإصابة بسرطان الفم‪ ،‬وا َ جرة‪ ،‬والبلعوم‪ ،‬وامريء‪،‬‬
‫والثّدي‪ ،‬كما أنّه ُ‬
‫تفع ا طورة ي هذ اأنواع من السرطان بشكل أكر‪.‬‬ ‫ويتفاعل مع التّدخن لر َ‬
‫ُ‬
‫(‪ ،)Pinna& Whitney,2006‬وي أث اءَ ا مل يسبب ما يُطلق عليه متازمة ا ن‬
‫الكحو ‪ ،‬كما يرفع من خطر اإجهاض ي ال ساء والعقم ي ال ساء والرجال‪ ،‬زيادة‬
‫تشمع‬
‫الكلوي‪ ،‬مرض الكبد ال ّده ّ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫حجم الكلى‪ ،‬رفع خطر اإصابة بالفشل‬
‫ااكتئاب والقلق واأرق‪،‬‬
‫َ‬ ‫تلف اأعصاب‪ ،‬وا رف‪ ،‬واختال التوازن والذاكرة‪،‬‬
‫الكبد‪َ ،‬‬
‫الصرع‪( .‬طارق‪)2016 /07/16 ،‬‬‫ارتفاع خطر اإصابة ّ‬

‫‪62‬‬
‫‪-)8‬مميزات تعاطي القنب والكحول في الجزائر‬
‫أ‪ -‬حجم المشكلة‪ :‬م ذ وقت ليس ببعيد كانت ا زائر ا تص ف ضمن الدول‬
‫ام تجة للمخدرات وا هي من الدول امستهلكة ها‪ ،‬ولك ها معرضة مخاطر‬
‫وهديدات هذ الظاهرة القاتلة أها ميدان عبور مفضل للمخدرات‪ ،‬وي هذا الصدد‬
‫تص ف تلف اهيئات الدولية ا زائر كم طقة عبور حقيقية للمخدرات‪ ،‬وي الوقت‬
‫الراهن فإن هذ اميزة بدأت ول بادنا تدر يا إ بلد مستهلك هذ اآفة‪ ،‬كون‬
‫ا زائر بلدا يقع بن م طقتن أساسيتن بال سبة ل شاط ارة امخدرات ما م طقة‬
‫اإنتاج امتمثلة أساسا ي امغرب وبعض دول ج وب الصحراء وم طقة ااستهاك‬
‫وهي بلدان الشمال‪.‬‬

‫وانطاقا من تقارير الديوان الوط مكافحة امخدرات فإن الق ب مختلف أشكاله‬
‫يعتر من امواد ال فسية اأكثر استهاكا ي ا زائر ب سبة تقدر بـ (‪ )℅1.30‬من‬
‫السكان‪ ،‬وتقدر نسبة استهاكها لوحدها فقط بـ (‪)℅ 54.48‬مقارنة بااستهاك‬
‫العام للمخدرات والذي يقدر بـ(‪ ،)CENEAP,2010( .)℅2.15‬وأما استهاكها‬
‫عاميا تص ف ي امرتبة الثانية‪ ،)UNDOC,2010( .‬واست ادا إ حصيلة نشاطات‬
‫مكافحة هريب واستعمال امخدرات الوط ية فإن كمية الق ب احجوزة ي ا زائر س ة‬
‫(‪ )1999‬هي (‪ 4,452‬طن)‪ ،‬وس ة (‪ )2003‬هي (‪ 8,069‬طن)‪ ،‬وس ة‬
‫(‪ 74,643( )2009‬طن) وس ة (‪ 157,382 ( )2012‬طن ) وس ة (‪)2013‬‬
‫(‪ 211,512‬طن) وقد بلغت ي اأربع اأشهر اأول لس ة (‪ )2016‬بـ (‪69400‬‬
‫طن) وحسب مصاح اأمن الوط ية فإن مسة بامائة م ها موجهة إ السوق احلية‪.‬‬
‫(الديوان الوطني لمكافحة المخدرات‪)2016 ،‬‬
‫وتشر ا صيلة الوط ية للمتابعن قضائيا بتهمة ا يازة وااستهاك لس ة (‪)2013‬‬
‫إ (‪ 88603‬حالة) وي س ة (‪ )2014‬وصلت إ (‪ 85312‬حالة) بي ما‬
‫أشارت حصيلة (‪ 11‬شهرا) من س ة (‪ )2015‬إ (‪ 11949‬حالة)‪ .‬وأما الفئات‬
‫العمرية اأكثر استهاكا للق ب فهي من الشباب الذي يراوح عمر ما بن (‪)18‬‬

‫‪63‬‬
‫إ (‪ 35‬س ة) وامقدرة وا (‪( .)℅80.55‬بريك‪ ،2010 ،‬ص‪ )54‬وهذا ا يع‬
‫أن الفئات اأخرى ا تستهلك الق ب‪.‬‬
‫وبال سبة للج س تشر اإحصائيات إ ضعف ااستهاك امخدرات الس وي‬
‫لإناث مقارنة بالذكور وهذا معدل (‪ )℅0.68‬مقابل (‪ )℅1.17‬لدى الذكور‬
‫بال سبة للسكان‪ ،‬وهذا يرجع إ متغرات ثقافية‪ ،‬كما تشر نفس الدراسة الوبائية إ‬
‫أن اإناث أقل استهاكا للق ب مقارنة بالذكور وهذا ما بي ه الشكلن رقم (‪)2-2‬‬

‫(‪)CENEAP,2010( .)3-2‬‬ ‫ورقم‬

‫ب‪ -‬العوامل المساهمة انتشار المخدرات في الجزائر‪ :‬يعتر تعاطي امخدرات‬


‫ي ا زائر عموما والق ب والكحول خصوصا حقيقة واقعية وهي ي تفاقم مستمر‬
‫ومكن أن تصبح خطرة جدا إذا م يتم ااعت اء بالشاب ا زائري كما ب‪ .‬ومكن‬
‫إرجاع هذ ا طورة إ موعة من الظروف والعوامل ا اصة باجتمع ا زائري‪ ،‬وهذا‬
‫إضافة إ عدة عوامل أخرى تتعلق انب امستهلك كبعض امتغرات امرتبطة‬
‫بشخصيته أو ب يته أو عوامل مرتبطة بامادة امخدرة نفسها ال حاول الباحثون‬

‫‪64‬‬
‫استقصائها ووضع عدة نظريات لفهمها‪ .‬وس حاول ه ا ديد بعض العوامل امرتبطة‬
‫بانتشار امخدرات ي ا زائر كما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬طبيعة اجتمع الذي يشكل الشباب حوا (‪)% 75‬من سكانه وهي الفئة‬
‫اأكثر قابلية للوقوع ي هذا الفخ وفقا لكثر من الدراساتالعلمية‪.‬‬
‫‪ -‬اتساع مساحة الراب الوط ( ‪2.381.471‬كلمخ)ما أثر ي نقص وسائل‬
‫مراقبة ا دود وقرب م اطق زراعة امخدرات امتواجدة ي الغرب وا وب بأسواق‬
‫ااستهاك امتمركزة ي الشمال‪)Abidat, 2005 ( .‬‬

‫‪ -‬اموقع ااسراتيجي للجزائر مال إفريقيا وإطالتها على البحر اأبيض امتوسط‬
‫جعلت م ها م طقة عبور ذلك أن اإنتاج امغري للق ب يعتر وا (‪)% 60‬‬
‫من اإنتاج العامي والذي مر عر ا زائر ا ا أوروبا‪.‬‬
‫‪ -‬أزمة السكن ال يعاي م ها خاصة الشباب اأمر الذي أدى إ قلة معدات‬
‫الزواج أوساطهم‪( .‬بريك‪)2010 ،‬‬
‫‪ -‬آثار الع ف اإرهاي على ااستقرار ااجتماعي وعلى التوازن ال فسي لأفراد‬
‫( ‪)Rezk-kallah, 2006‬‬
‫‪ -‬الفراغ الثقاي بسبب نقص الب اءات السوسيو تربوية وأماكن إمضاء أوقات‬
‫الفراغ‪.‬‬
‫‪ -‬امتداد أغلب ا ايا اأسرية ا زائرية ي ظل عدم وجود فرص العمل أو عدم‬
‫الوصول إ السن القانوي للعمل‪ ،‬وي ظل التسرب امدرسي وعدم وجود‬
‫التكوين‪ ،‬كلها عوامل تدفع الشباب إ البحث إ اد ماجئ أخرى غر‬
‫اجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬غياب التوجيه والتكفل ا قيقي بالشباب علهم يعيشون عطلة غر ددة الذي‬
‫ا يعرفون كيفية قضائه واستغاله وبذلك عل الوقت الفائض وقتا ضائعا‪ ،‬وهو‬
‫ما يوصل الشباب إ اانغاق ما يدفعهم إ الشارع وه ا يكونون مستهدفن‬
‫طر اكر هو امخدرات مشكلن أوائل الضحايا ها‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫‪ -‬تضييق ا اق على شبكات التهريب ي العام بصفة عامة وي الدول امطلة على‬
‫البحر امتوسط مال إفريقيا بصفة خاصة وهو الذي فتح اجال إ انتشار فروع‬
‫وشبكات التهريب ي القارة اإفريقية‪( .‬بريك‪)2010 ،‬‬
‫‪ -‬عدم مائمة التشريع الوط ا اص بامخدرات للوضعية ي ا زائر وغياب آليات‬
‫مائمة على مستوى مراقبة حركة رؤوس اأموال‪( .‬غاب‪) 2011 ،‬‬
‫ت‪-‬النظرة القانونية للقنب والكحول في التشريع الجزائري‪:‬‬
‫فيما ص ا انب القانوي‪ ،‬فإن امعاهدات وامؤمرات العامية خططت لوضع قوانن‬
‫يتم موجبها م ع عامي إنتاج امخدرات وااستعمال غر الطي أو العلمي مواد طبيعية‬
‫أو مركبة ص فت ضمن قائمة امواد امخدرة‪ .‬ولكن هذ التص يفات تلف من بلد‬
‫آخر وبالتا تلف ي التعامل معها من ال احية القانونية‪ ،‬فمثا الكحول مادة‬
‫درة مسموح ها ي معظم دول العام رغم خطورة الوقوع ي اإدمان عليها‪ ،‬بي ما‬
‫د تدخن ا شيش مثا أقل خطورة م ها ولك ها م وعة ي معظم الدول العام ما‬
‫فيها ا زائر ال تص ف ت اوها كجرمة يعاقب عليها القانون ا زائري ي نص قانون‬
‫رقم ‪ 18-04‬مؤرخ ي ‪ 13‬ذي القعدة عام (‪ )1425‬اموافق ‪ 25‬ديسمر س ة‬
‫(‪ ،) 2004‬الذي يتعلق بالوقاية من امخدرات وامؤثرات العقلية وقمع ااستعمال‬
‫واا ار غر امشروعن ها‪.‬‬
‫و دد جرائم امخدرات ي إطار هذا القانون اأفعال امادية اجرمة الواقعة على‬
‫امخدرات وهي كاآي‪( :‬في‪ :‬نواصر‪ ،1998 ،‬ص‪)36‬‬
‫‪ -‬ااستعمال غر امشروع‪( :‬امادة ‪+2‬امادة ‪ 15‬من القانون ‪)18/04‬‬
‫‪ -‬الزراعة‪( :‬امادة ‪+02‬امادة‪)21‬‬
‫‪ -‬إنتاج امخدرات‪(:‬امادة‪+02‬امادة‪)17‬‬
‫‪ -‬ص اعة امخدرات(امادة‪+02‬امادة ‪)17‬‬
‫‪ -‬ا يازة على امخدرات( امواد ‪17+12+02‬من القانون ‪)18/04‬‬
‫‪ -‬استهاك امخدرات‪ ( :‬امواد ‪12+02‬من القانون ‪)18/04‬‬
‫‪ -‬التصدير وااستراد‪ ( :‬امواد ‪19+02‬من القانون ‪)18/04‬‬
‫‪66‬‬
‫ث‪ -‬رأي اإسام في تعاطي الكحول وتدخين الحشيش‪:‬‬
‫يظهر موقف الدين اإسامي من تعاطي امخدرات وامسكرات والعقاقر حسب‬
‫اإمام "محمود شلتوت" (‪ ،)2008‬ت قانون "ما من شيء فيه ضرر لإنسان من‬
‫قريب أو من بعيد‪ ،‬قليله أو كثر إا وتعرض له اإسام وعليه يقول‪:‬‬
‫"فقد حرم اه سبحان هو تعا ا مر رما قاطعا ا جدال فيه‪ ،‬والواقع أن‬
‫اإسام م رم ا مر على أنه سائل يشرب‪ ،‬بل نظر إ اأثر الذي دثه ي شاربه‬
‫م زوال العقل وإفساد لعاقاته مع ال اس‪ ،‬وذلك ما ر معها من انتهاك لأعراض‬
‫وقتل ال فوس وغرها من امضار الصحية‪ ،‬العقلية‪ ،‬الروحية‪ ،‬اأدبية‪،‬ااقتصادية‬
‫وااجتماعية‪ ،‬واأحاديث ال بوية ي هذا الشأن كثرة‪ ،‬ولعلى أوضحها قوله صلى اه‬
‫عليه وسلم "كل مسكر حرام" (ص‪. )113‬‬
‫ولقد أشار أيضا إ أن ال ص القرآي م يكن قد صرح حرفيا رمة امخدرات‪ ،‬ولك ه‬
‫قد صرح بذلك ي مع ا ‪ ،‬حيث د يقول‪:‬‬
‫" امخدرات بأنواعه امرد ي القرآن‪ ،‬وا ي أقوال رسول اه صلى اه عليه وسلم‬
‫وا أقوال اأئمة امتقدمن أشياء خاصة بتلك امواد ا ي حاها وا ي رمها‪ ،‬أنها‬
‫م تكن معروفة ي زم هم ميعا غر أن قواعد التشريع اإسامي قد أوردت قواعد ي‬
‫رم ا مر‪ ،‬وبذلك فإن وا شك تلك امخدرات رمة و رمها يكون من نوع رم‬
‫ا مر إن م يكن أشد(ص‪) 314‬‬
‫وي سياق أن امخدرات تؤدي إ فقد الكليات ا مس ال رص اإسام‬
‫ا فاظ عليها وهي كما اتفق الفقهاء عليها ‪ :‬الدين‪،‬ال فس‪،‬العقل‪ ،‬العرض وامال‪.‬‬
‫يقول الدكتور يوسف القرضاوي ي كتابه (‪:)1994‬‬
‫"ومن تلك امواد ال تعرف باسم امخدرات مثل ا شيش والكوكاين واأفيون‬
‫و وها ما عرف أثرها ع د متعاطيها أنها تؤثر ي حكم العقل على اأشياء‬
‫واأحداث‪ ،‬فرى البعيد قريبا والقريب بعيدا‪ ،‬ويذهل عن الواقع‪ ،‬ويتخيل ما ليس‬
‫بواقع‪ ،‬ويسبح ي ر من اأوهام واأحام وهذا ما يسعى إليه مت اولوها ح ي سوا‬
‫أنفسهم ودي هم ودنياهم ويهيموا ي أودية ا يال‪ ،‬وهذا غر ما دثه من فتور ا سد‬
‫‪67‬‬
‫وم خور ال فس ومييع ا لق‪ ،‬و لل اإرادة وضعف الشعور بالواجب‪ ،‬ما عل هؤاء‬
‫امدم ن لتلك السموم أعضاء غر صا ة ي اجتمع" (ص‪.)64‬‬
‫وبالتا يظهر ل ا أن الدين اإسامي رم تعاطي الق ب والكحول نظرا آثارها‬
‫على الفرد واجتمع‪ ،‬ونظرا لكون اإسام دين أغلب اجتمع ا زائري فإن رم تعاطي‬
‫الق ب والكحول باعتبار الوازع الدي الذي يدخل ي تكوين معتقدات وسلوكات‬
‫أغلب اأفراد‪ ،‬قد يساهم كعامل وقاية من استهاك امخدرات‪ ،‬وهذا السبب كثرا ما‬
‫يدرج الباحثون ي اأوطان اإسامية نقص الوازع الدي كأحد العوامل ال تؤثر سلبا‬
‫على انتشار امخدرات‪.‬‬
‫ـ خاتمة‪:‬‬
‫يبدو أن الدراسات العلمية قد ت اولت ظاهرة اإدمان بشكل مت وع وثري ومن تلف‬
‫اجاات‪ ،‬ورغم هذا فإن ديد كمفهوم دقيق ا يزال يكت فه الكثر من الغموض‪،‬‬
‫وهذا لكونه مفهوم واسع ومركب يتداخل مع متغرات كثرة‪ .‬وبت اول ا هذ امتغرات‬
‫ارتأي ا بأن دد ت اصطاح سلوك اإدمان‪ ،‬وهو ااصطاح ا ديد الذي‬
‫تستعمله آخر الدراسات هدف اإشارة إ خصوصية هذا السلوك حسب امخدر‬
‫امستهلك‪.‬‬
‫وح يتجلى ل ا امفهوم بشكل أدق ب أن مع بن خصوصية سلوك اإدمان مع‬
‫خصوصية امادة ال فسية كالق ب أو الكحول‪ ،‬كون كلمادة نفسية لديها ميزات من‬
‫عدة نواحي‪ ،‬كطبيعة تأثرها على ا هاز العصي ونظرة اجتمع إليها وآثارها على الفرد‬
‫واجتمع‪ ،‬وكل هذ متغرات عل ا نتكلم إعادة ال ظر ي تص يف امواد امخدرة ي‬
‫القانون ا زائري حسب خصوصية استهاك كل مادة وبالتحديد خصوصيتها ي‬
‫اجتمع ا زائري ‪ ،‬فا مكن أن ارب امخدرات بعيدا عن امعطيات العلمية‪ ،‬والذي‬
‫جعل ا نص ف تعاطي الكحول سلوك غر م وع بالرغم من أنه مادة تؤدي إ التبعية‬
‫ا سدية بشكل كبر‪ ،‬وبامقابل د أن تعاطي ا شيش أقل بكثر من الكحول ي‬
‫إمكانية الوقوع ي التبعية ا سدية‪ ،‬ولك ها مادة م وعة ي التشريع ويعاقب على‬
‫تعاطيها‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫‪1‬ـ ابن م ظور‪ ،‬أي الفضل مال الدين مود بن مكرم (‪ :)1956‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬‬
‫بروت‪.‬‬
‫‪2‬ـ أبوحطب‪،‬فؤاد ( ‪ ) 1996‬القدرات العقلية‪،‬الطبعة ا امسة‪ ،‬مكتبة اا لو امصرية‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪3‬ـ بريك‪ ،‬الزهرة (‪ :)2010‬صورة مخاطر المخدرات في لقطات الومضات ااعامية‪ ،‬دراسة‬
‫ل يل شهادة اماجستر ي اأعام وااتصال‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإعام‪ ،‬جامعة ا زائر‪.‬‬
‫‪4‬ـ بطرس‪ ،‬البستاي (‪ :)1983‬محيط المحيط‪ ،‬مكتبة بروت‪ ،‬لب ان‪.‬‬
‫مود عود وآخرون‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪5‬ـ تيماشيف‪ ،‬نيقوا (‪ :)1983‬نظرية علم ااجتماع ‪ ،‬ترمة‬
‫الثانية‪ ،‬دار امعارف ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫‪6‬ـ الدوري‪ ،‬عدنان (‪ :)1984‬أسباب الجريمة وطبيعة السلوك اإجرامي‪ ،‬دار ذات‬
‫الساسل‪ ،‬الكويت‬
‫‪7‬ـ الديوان الوط مكافحة امخدرات وإدماها (‪ )2016‬التقرير اإحصائي السنوي استعمال‬
‫المخدرات (‪ ،)2016-2009‬ا زائر (‪) http://www.onlcdt.mjustice.dz/‬‬
‫‪8‬ـ الذهي‪ ،‬مد(‪ :)1996‬الكبائر‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بروت‬
‫‪9‬ـ الزبيدي ‪ ،‬ي الدين أي فيض السيد مد (‪1414‬هـ)‪ :‬تاج العروس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬اجلد‬
‫‪ ،06‬لب ان‪.‬‬
‫‪10‬ـ شلتوت‪ ،‬مود (‪ :)2008‬دراسة لمشكات المسلم المعاصر في حياته اليومية العامة‪،‬‬
‫دارالشروق‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪11‬ـ طارق‪ ،‬مد(‪ :)2016/07/16‬تعريف الكحول أنواع الكحول وما هي أضرارها‪،‬‬
‫(‪)http://mawdoo3.com‬‬
‫‪12‬ـ العاقل‪ ،‬سهام (‪ :)1998‬دراسة حول فعالية اإعام في وقاية الشباب من المخدرات‪،‬‬
‫رسالة ماجستر غر م شورة‪ ،‬معهد علوم اإعام وااتصال‪ ،‬جامعة ا زائر‪.‬‬
‫‪13‬ـ عبد الغ ‪ ،‬مر مد (‪ :)2006‬المخدرات_المواد المخدرة _المؤثرات العقلية‪ ،‬دار‬
‫الكتب القانونية‪ ،‬الكويت‬
‫‪14‬ـ عمر ‪ ،‬أمد تار عبد ا ميد(‪ :)2008‬معجم اللغة العربية المعاصرة‪ ،‬عام الكتاب‪،‬‬
‫امملكة العربية السعودية‪.‬‬
‫‪15‬ـ غام‪ ،‬مد حسن؛ مود‪ ،‬السيد أبو ال يل (‪ :)2005‬سيكولوجية اإدمان وامدم ن‪ ،‬دار‬
‫غريب للطباعة وال شر‪ ،‬مصر‪.‬‬
‫‪69‬‬
،‫ السياسة الجنائية لمكافحة جرائم المخدرات في الجزائر‬:)2011( ‫ طارق‬،‫ـ غاب‬16
.01‫ جامعة ا زائر‬،‫ كلية ا قوق بن عك ون‬،‫رسالة ماجستر ي ا قوق غر م شورة‬
،‫ الطبعة ا امسة‬،‫ امكتب اإسامي‬،‫ الحال والحرام‬:)1994( ‫ يوسف‬،‫ـ القرضاوي‬17
.‫اأردن‬
‫ رسالة‬،‫ عوامل الخطر والوقاية من تعاطي الشباب للمخدرات‬:)2009( ‫ فريدة‬،‫ـ قماز‬18
.‫ ا زائر‬،‫ جامعة م توري قس طي ة‬،‫ماجستر غر م شورة ي علم اجتماع الت مية‬
2005 ‫ تقرير إحصائي لنشاط المركز ما بين سنة‬:)2010( ‫ـ مركز عاج اإدمان البليدة‬19
‫ تقرير غر م شور معد من طرف الدكتور عبد الرمان حبيباش والروفيسور ريدوح‬، 2008‫و‬
.‫ ا زائر‬،‫بشر‬
.‫ اأردن‬،‫ دار الشروق‬،‫ اإدمان على المخدرات‬:)2007( ‫ مد أمد‬،‫ـ مشاقبة‬20
‫ المعجم‬:)1989( ‫ حامد؛ ال جار مد‬،‫ أمد؛ عبد القادر‬،‫ براهيم؛ الزيات‬،‫ـ مصطفى‬21
.‫ تركيا‬،‫ دار الدعوة‬،‫الوسيط‬
‫ قطاع‬،‫ العاج‬،‫ اآثار‬،‫ ظاهرة تعاطي المخدرات اأسباب‬:)2003( ‫ حامد‬،‫ـ وفقي‬22
.‫ الكويت‬،‫الشؤون الثقافية‬

23- Abidat, Abdelkrim (2007):Drogue, la bête qui menace le


monde,EditionGed-Com, Alger.
24- Ajzen, I; Fishbein, M (1980): Comprendre les attitudes et
prédire le comportement social, De Boeck, Belgique
25- American Psychiatric Association (2013): Diagnostic and
Statistical Manual of Mental Disorders(DSM-5),Edited by
APA
26- American Psychiatrique Association (1980) : Manuel
diagnostic et statistique des troubles mentaux (DSM-III),
Traduit par J.D.Guelfi& al, Masson, paris.
27- American Psychiatrique Association(2003) Manuel diagnostic
et statistique des troubles mentaux (DSM-VI-R), Traduit par
J.D.Guelfi& al, Masson, paris.
28- Beck, François ; Guignard, Romain ; Léon, Christophe ;
Richard, Jean-Baptiste (2013) : Atlas des usages de
substances psychoactives 2010. Analyses régionales du
Baromètre santé de l’Inpes. Études santé territoires de Inpes ,
Ed INPES, Saint-Denis, France
29- Cécile, Aubert(2011):L'alcoolique face à ses
émotions,Journal Pulsations(05), 11-16

70
30- Centre National d'Etudes & d'Analyses pour la Population
(CENEAP) (2010) : Enquête épidémiologique nationale et
globale sur la prévalence de la drogue en Algérie, ONLCDT
(in :https://onlcdt.mjustice.dz/)
31- Christophe Lançon (2013) : Conduites addictives et
processus de changement ,edJohn LibbeyEurotextAmazon,
paris
32- Clément, Jean-Michel (1981) : ‎Larousse agricole ‎, Larousse
Paris.
33- Courty, Pascal (2007) : Usages et représentations du
cannabis chez les futurs acteurs de l’éducation pour la
santé, Thèse présentée pour obtenir le grade de Docteur.
Université de Lyon.
34- Craplet, Michel ( 2000) Eloge de léalcoologie et naissance de
l’addictologie, journal Alcoologie et Addictologie,22 (3) :
185-183.
35- Denis, Richard ;Senon, Jean-Louis (1999) : Dictionnaire des
drogues, des toxicomanies et des dépendances, Larousse,
Paris.
36- Doctissimo (8/01/2014) : Dictionnaire Médical
( http://dictionnaire.doctissimo.fr)
37- Doron,Roland ; Parot,Françoise(2007) Dictionnaire de
psychologie : Presses Universitaires de France, Paris
 Friedman, H (1991): Cannabis and immunity, Ed Advances
in the BIOSCIENCES. (80)79-92 (Résumé en Français par site
web: http://bdoc.ofdt.fr /index .php?
lvl=notice_display&id=45079)..
38- Gibier, Lionel (1999) :Prise en charge des usagers des
drogues, éd. E. DOIN. France.
39- Kasmi, Aissa (2006) : Situation actuelle du phénomène de la
drogue en Algérie , actes du séminaire international sur le rôle
de la recherche scientifique dans l’élaboration des politiques
des drogues office NCLD avec conseil de l’Europe:groupe
Pompidou, Alger
40- Krebs, Marie-Odile (2001) : Cannabis Quels effets sur le
comportement et la santé?. Les éditions Inserm, Paris.
41- Larousse médical (2003) :Édition4, Librairie Larousse Paris.
42- Nolin, Pierre Claude (2003) : Le cannabis: rapport du
Comité spécial du Sénat sur les drogues illicites, Ed Les
presses de l’Université Montréal
43- Pinna, Kathryn& Whitney, Ellie (2006),Understanding
Normal and Clinical Nutrition, The United States of
America, Thomson Wadswoth, 12(03) 240-249.
71
44- Reynaud, Michel (2004) : Cannabis et santé, vulnérabilité,
dépistage, évaluation et prise en charge. Ed Médecine-
Sciences, Flammarion : Paris.
45- Room, Robin (2003): Trends and issues in the international
drug control system, Vienna, Journal of Psychoactive Drugs
4(37) : 373-383 (in: http://www.tan
dfonline.com/toc/ujpd20/current )
46- Roura,C ; Chabrol, H (2004) : Symptômes de tolérance, de
sevrage et de dépendance au cannabis chez l’adolescent
consommateur, Journal Neuropsychiatrie de l’enfance et de
l’adolescence, 52 (04) : 11-16.

72

You might also like