Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الثالثة س3
المحاضرة الثالثة س3
تعريف الندوة:
في اللغة :الندوة هي الجماعة ،يقال :نادى الرجل جالسه في النادي،
وتنادوا تجالسوا في النادي ،والمنتدى المجلس والنادي :مجلس القوم ،قال
سبِي َل َوتَأتُونَ فِي نَادِي ُك ُم ال ُمنك ََر)
طعُونَ ال َّ تعالى) :أَئِنَّ ُكم لَتَأتُونَ ِ
الر َجا َل َوتَق َ
أي :في مجلسكم.
وفي االصطالح :التقاء مجموعة من األشخاص لمناقشة موضوع يشغل
الجمهور في موقع محدد وزمان معين.
أنواع الندوة :
( ) 1الندوة البحثية :وهي للمتخصصين فقط ،وفيها يقدم كل عضو بحثه
مسبقًا ثم يلقيه أثناء الندوة ،وذلك من خالل عملية نظامية محسوبة.
( ) 2الندوة المفتوحة :وتسمى بالندوة العامة وفيها يسمح للجمهور والعوام
بالمشاركة والنقاش بشكل واسع.
أهداف الندوة:
أوال :الخروج بواجبات عملية تنفذ وليست لإلثراء الثقافي فقط.
ثانيًا :تكوين وعي ثقافي حول قضية معينة.
ثالثًا :تكوين رأي موحد وفكر مشترك حول موضوع معين.
رابعًا :تنمية قدرة األفراد على المناقشة وإبداء الرأي.
سا :التعايش واالحتكاك بأفراد جدد.
خام ً
سا :تبادل الخبرات والتجارب.
ساد ً
سابعًا :اكتشاف المواهب والعمل على توظيفها.
ثامنًا :استثمار طاقات المحاضرين واألساتذة؛ لتوريث الدعوة.
عناصر الندوة
وللندوة عناصر هي:
اوال :موضوع الندوة.
ثانيًا :مدير الندوة أو المقرر لها.
ثالثًا :المحاضرون.
رابعًا :الجمهور.
سا :الحوار والمناقشة.
خام ً
سا :الزمان.
ساد ً
ساب ًعا :المكان.
وأخيرا من عناصر الندوة :الوسائل المعينة الستخدامها في هذه الندوة.
ً
شروط نجاح الندوة :
وحتى تؤتي الندوة أكلها وثمارها وتحقق أهدافها ،البد أن يراعي
المحاضرون في الندوة أسباب النجاح التي يتوصلون بها إلى تحقيق أهداف
الندوة ونجاحها ،ونستطيع أن نقيس نجاح ندوة أو عدم نجاحها من خالل
هذه العناصر ،فأي خلل في واحد منها يؤدي إلى ضعف في الندوة .
أما بالنسبة للمدير أو مقرر الندوة:
أوال :ينبغي أن يكون ذا خبرة في تقديم إدارة الندوات.
ثانيًا :أن يكون على اطالع جيد على الموضوع الذي سيديره في الندوة.
ثالثًا :تحضير الربط بين فقرات الندوة.
رابعًا :ضبط الوقت منه ومن المحاضرين؛ حتى يكون كل محاضر على
علم بالوقت المتاح له في هذه الندوة ،ال يقصر عنه وال يزيد عليه.
ساِ :حرص المقرر للندوة حرصه الدائم على تحقيق أهداف الندوة.
خام ً
سا :إعطاؤه الحرية في إبداء اآلراء.
ساد ً
صلب الموضوع كلما ابتعدوا عنه ،فربما لو
ساب ًعا :رد الحاضرين إلى ُ
أعطيت الفرصة للحاضرين للسؤال وإبداء الرأي ،ربما خرج بعضهم
بسؤاله أو رأيه عن الموضوع الذي تدور حوله الندوة ،وهذا من أسباب
فشل الندوة ،وتضييع وقت الحاضرين والمحاضرين ،فعلى مدير الندوة أن
يرد الحاضرين إلى صلب الموضوع كلما خرج أحدهم بسؤال خارج
الموضوع أو برأي ال يمت إلى الموضوع بصلة.
ثامنًا :أن يكون مقرر الندوة ً
قادرا على التلخيص واستخالص النتائج،
بحيث يعطي الحاضرين خالصةَ ما قاله كل محاضر عقب محاضرته ،أو
خالصةَ ما أُلقي في هذه المحاضرة كلها في نهايتها.
تاسعًا :أن يحسن تجهيز المكان والوسائل المعينة لالستخدام في هذه الندوة.
عاشرا :على مقرر الندوة ومديرها أن يعد العدةَ ،ويجهز كل ما يحتاجه
ً
للندوة مع المحاضرين فيها قبل موعدها بزمن كاف.
وأخيرا على مقرر الندوة أو مديرها :أن يتسم بسعة الصدر ،والحلم،
ً
وجميل األخالق ،ولين القول ،وبَشاشة الوجه؛ حتى يستطيع أن يستميل
جمهور الحاضرين إليه ،وإلى المشاركين معه في هذه الندوة.
المحاضر في الندوة فيُشترط فيه حتى تحقق الندوة أهدافها ،وتكون
ِ أما
ندوة ناجحةً بإذن هللا -عز وجل -يشترط في المحاضر أو يلزم المحاضر:
أوال -تقسيم المحتوى إلى عناصر تخدم األهداف ،أن يقسم المحاضر ما
أعده لإللقاء في هذه الندوة إلى عناصر تخدم أهداف الندوة ،وتحقق
أغراضها.
ثانيا -تحديد الزمن وعدم تخطيه ،فالندوة -كما قلنا -يشترك فيها أكثر من
للمحاضر أن يلتزم بالزمن الذي حدده له مقرر الندوةِ عالم ،فينبغي
ومديرها؛ ألن في تخطي المحاضر الوقت المحدد له تعد على إخوانه ،وقد
يلجئهم إلى عدم استيفاء ما أعدوه للمحاضرة ،وما أعدوه لإللقاء في هذه
الندوة ،فال تتم األغراض وال تتحقق األهداف.
ثالثًا :إبراز النقاط المهمة :على المحاضر أن يبرز أهم النقاط التي يراها
في محاضرته.
وراب ًعا :ترك الدخول في التفاصيل ألسئلة الجمهور؛ ألنه حين يُفتح باب
األسئلة على مصراعيه للجمهور الحاضر ،فإنهم بذلك سيضيعون الوقت،
ويحولون بين المحاضر وبين إلقاء ما أعده لإللقاء عليهم.
خاطبسا :مراعاة مستوى الحضور ومرحلتهم العلمية ،بمعنى :أن نُ ِ خام ً
الناس على قدر عقولهم ،وأن يكون المحاضر على دراية وبينة وعلم ِب َمن
يحاضرهم في هذه الندوة،
سا :أن يتوفر في المحاضر مهارات األداء في محاضرته الحيوية، ساد ً
والتفاعل ،والتعايش مع ما يلقيه على الحاضرين حتى يؤثر فيهم ،فإنه إن
لم يتعايش ويتفاعل هو مع ما يقوله فلن يتعايش الحاضرون معه ولن
يتفاعلوا مع محاضرته.
أما الجمهور :فحتى تنجح الندوة وتحقق أهدافها ،فيلزمهم أثناء الندوة
أوال :أن ال يقاطعوا المحاضر أثناء محاضرته ،بل إذا بَ َدا ألحدهم سؤال
أثناء المحاضرة كتبه ،فإذا انتهى المحاضر من محاضرته وفتح باب
السؤال ،سأل َمن أراد السؤال.
ثانيا :أن ال يخرج الجمهور بأسئلتهم عن موضوع الندوة.
ثالثا :على الجمهور التفاعل والحيوية أثناء الندوة ،فينبغي لكل َمن حضر
حاضرا بقلبه ال ببدنه فقط ،وأن يلقي السمع ويحسن
ً الندوة أن يكون
االستماع،
سئِلت من قبل
رابعا :على الجمهور أن يتجنب تَكرار طرح األسئلة التي ُ
ولو بأسلوب آخر ،وهذا داء وآفة قد انتشرت في الجمهور في كل مكان،
فمن آداب السؤال أن يكون سؤا َل تفقه ال تفكه وتندر ،وال إلعجاز
المسئول ،فحتى تنجح الندوة وتحقق أهدافها على الجمهور الحاضر أن
يجتنب طرح األسئلة المكررة ولو كان يغيرها بأسلوب آخر.
سم َع
وأخيرا على الجمهور :أن يقصد بحضوره تلك الندوة أن يترجم ما ِ
ً
إلى حياته العملية ،أو واقعه العملي ،وأن يعمل بما سمع ،وأن يستجيب هلل
وللرسول -صلى هللا عليه وسلم -في كل ما سمعه أثناء تلك الندوة أو أثناء
تلك المحاضرة،
كيفية إدارة الندوة:
ً
أول :قبل انعقادها :فنقول :ينبغي اإلعداد للندوة قبل انعقادها بزمن كاف،
وذلك اإلعداد يكون:
بترتيب المحاضرين وإبالغهم قبل الموعد بوقت كاف.
تجهيز المكان وإعداده إعدادًا مناسبًا.
تجهيز الوسائل المعينة.
إعالم الجمهور بموعد وموضوع الندوة بوقت كاف.
وينبغي الحرص على كثرة اإلعالم واإلعالن عن هذه الندوة والدعوة
إليها ،وأن يغطي مساحةً واسعةً من المدينة أو من األحياء أو من القرية؛
حتى تبلغ الدعوة لتلك الندوة أكبر قدر ممكن من الجمهور.
هذا ما ينبغي إعداده للندوة قبل انعقادها.
ثانيًا :أثناء انعقادها :فتتم الندوة على النحو التالي:
ً
أوال :افتتاح الندوة بكلمة موجزة وهادفة يلقيها مدير الندوة ،يعرف
الحاضرين بالموضوع الذي سيتناوله المحاضرون في هذه الندوة،
واألهداف المقصودة من هذه الندوة واألغراض التي يسعى الذين أعدوا
هذه الندوة إلى تحقيقها من خالل هذه الندوة.
ثانيًا :تقديم كل مشارك في الندوة تقدي ًما مناسبًا ،أن يكون مدير الندوة على
علم بالمحاضرين الذين دعاهم لالشتراك في هذه الندوة ،وأن ينزل الناس
منازلهم ،وأن يكون قد قسَّم المحاور الرئيسية التي تدور حولها الندوة على
المحاضرين ،ويبدأ باألهم فالمهم ،ثم يقوم كل محاضر بتقديم الجزء
المخصص له في الوقت المحدد ،وال يتخطاه -كما سبق بيانه -ثم التعليق
موجزا هادفًا ،وينبغي عدم
ً من المشاركين ،وينبغي أن يكون تعليقًا مدرو ً
سا
الخروج عن الموضوع المطروح كما نبهنا.
ثلث الوقت المتفق عليه سلفًا للمحاضرين ،والثلثين للحوار ويخصص ُ
والمناقشة أو العكس ،كما يراه مقرر الندوة ومديرها ،ويبدأ الحوار
والمناقشة بين المحاضرين والجمهور بآداب الحوار بالتي هي أحسن،
وبالكلمة الطيبة ،وبالروح التي يسودها المحبة واأللفة واألخوة ،والحرص
على االنتفاع وإصابة األهداف وتحقيق األغراض ،فإن هللا -تبارك وتعالى-
ِي أَح َ
س ُن ﴾( )وقالَ ﴿:وقُولُوا ب ِإ َّال بِالَّتِي ه َ
قالَ ﴿ :و َال ت ُ َجا ِدلُوا أَه َل ال ِكتَا ِ
اس ُحسنًا ﴾( ). ِللنَّ ِ
فينبغي على الحاضرين إذا فُتِح لهم باب النقاش والسؤال ولو كان الحاضر
يخالف الفكرة المطروحة ،عليه أن يطرح أسئلته بكل أدب وإخاء ،وكذلك
المحاضر أن يرد على َمن يسأله ولو خالفه في فكرته التي طرحها
ِ على
بكل أدب ومحبة وإخاء.
وفي النهاية يتم تسجيل النتائج والواجبات العملية التي نتجت من الحوار
والمناقشة أثناء تلك الندوة.
ثالثًا :بعد انعقادها :فإذا انتهت الندوة وانصرف الجمهور ،فإن على
عقد هذه الندوة أن يقيموا الندوة وينظروا فيها ،ويقدروا
المسئولين عن َ
نسبة النجاح فيها ،فدراسة مدى نجاح الندوة في تحقيق أهدافها ال بد منه؛
حتى نعلم هل ُوفقنا في هذه الندوة؟ وكم نسبة التوفيق؟ هل نجحنا إلى تبليغ
الغرض الذي سعينا إلى تبليغه للناس أم ال؟ وما نسبة النجاح؟ حتى نتالشى
التقصير والخلل والزلل إذا كان في الندوة ،نتالشاه في الندوة التي بعدها.
وهذه الدراسة التي تقدر وتقيم الندوة تتم من خالل:
مالحظة سلوك األفراد ،ومدى ما حدث فيها من تغيير بعدما سمعوا •
ما سمعوا من المحاضرين في هذه الندوة.
استبيان يوزع على األفراد؛ لمعرفة مدى التغيير الذي أحدثته الندوة •
في مفاهيمهم.
العمل الحثيث على تنفيذ الواجبات العملية التي تم االتفاق عليها في •
الندوة ،فال بد من المتابعة ،فإذا اتخذت قرارات في الندوة فال بد أن تكون
هناك لجنة متابعة تتابع هذه القرارات وكيفية تنفيذها ،وما الذي تم تنفيذه
منها وما الذي لم يتم.
متابعة الموهوبين والمتميزين الذين أفرزتهم اللجنة ،هذا الجمهور •
الذي حضر تلك الندوة ظهر من خالل مشاركة بعض الحاضرين أفراد
مميزون في أخالقهم ،مميزون في سلوكهم ،مميزون في أدبهم ،مميزون
في أفكارهم وآرائهم ،ومداخلتهم ومناقشتهم ومحاورتهم ،فهؤالء ينبغي أن
يتا َبعوا ليستغلوا ويرشدوا ،ويُستعملوا بعد ذلك في الدعوة هلل -عز وجل.
عالج السلبية التي ظهرت عند بعض األفراد أثناء الندوة ،فإذا رأى •
القائمون على الندوة تصرفات مخلة أو تصرفات غير منضبطة بالضوابط
الشرعية ،من خالل قول بذيء ،أو عمل قبيح ،أو تصرف أساء إلى
الحاضرين ،أو سؤال خرج عن المعتاد ،أو خرج عن محاضرة الندوة،
فينبغي العناية بهؤالء األفراد بعد الندوة ،والتركيز على توجيههم،
والتركيز على تعليمهم اآلداب واألخالق التي أرشدنا ربنا -سبحانه وتعالى-
إليها أثناء مثل هذه المجالس ،مجالس العلم.
تسجيل أوجه الخلل التي حدثت في الندوة؛ لتالفي الوقوع فيها •
مستقبال ،فال بد من حصر ما حدث في هذه الندوة من سلبيات؛ حتى ال نقعً
فيها مرة ثانية.
آداب الندوة:
أن تكون هادفة ذات موضوع عصري نابع من واقع الناس. •
العدالة في توزيع وترتيب عناصر الموضوع وإسناد كل عنصر لمن •
يحسن الحديث فيه.
االلتزام بآداب الحوار وحسن األسلوب. •
خصائص الندوة:
التحديد :أي تحديد الزمان والمكان والموضوع ،والضيوف وأحيانا •
الجمهور.
تعددية المعلومة واستيفاء الموضوع من كافة جوانبه ،مثال: •
الموضوع الواحد قد يتم تناوله من وجهة نظر دينية وطبية واجتماعية
ونفسية ،وهكذا فيدلي كل واحد بدلوه.
إتاحة اإلضافة واالستفسار والتعقيب من الحضور (الجمهور) ،مما •
يضفي عليها متعة وإثارة.
االنتشار الواسع :حيث تنقل تلفزيونيًا أو تطبع في كتاب أو تنشر •
على اإلنترنت.
الحاجة إلى الندوة في تبليغ الدعوة:
تقدم الندوة أصح وأدق المعلومات في القضايا العامة. •
تسهم الندوة في صنع القرارات في القضايا المصيرية ،مثال :دار •
الندوة وفيها كان العرب (قريش) يقررون الحرب والسلم والمعاهدات،
وفيها تآمروا على النبي من أجل قتله.
عا للمدعو وجذبًا النتباهه.
تعتبر الندوة من أكثر وسائل الدعوة إقنا ً •
تسهم الندوة بقدر كبير في التوعية الدينية واالجتماعية من خالل •
متابعة األحداث والمستجدات في حياة الناس.