Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫المبحث الثاني ‪ :‬النــدوة الدينيـة‬

‫تعريف الندوة‪:‬‬
‫في اللغة‪ :‬الندوة هي الجماعة‪ ،‬يقال‪ :‬نادى الرجل جالسه في النادي‪،‬‬
‫وتنادوا تجالسوا في النادي‪ ،‬والمنتدى المجلس والنادي‪ :‬مجلس القوم‪ ،‬قال‬
‫سبِي َل َوتَأتُونَ فِي نَادِي ُك ُم ال ُمنك ََر)‬
‫طعُونَ ال َّ‬ ‫تعالى‪) :‬أَئِنَّ ُكم لَتَأتُونَ ِ‬
‫الر َجا َل َوتَق َ‬
‫أي‪ :‬في مجلسكم‪.‬‬
‫وفي االصطالح‪ :‬التقاء مجموعة من األشخاص لمناقشة موضوع يشغل‬
‫الجمهور في موقع محدد وزمان معين‪.‬‬
‫أنواع الندوة ‪:‬‬
‫( ‪ ) 1‬الندوة البحثية‪ :‬وهي للمتخصصين فقط‪ ،‬وفيها يقدم كل عضو بحثه‬
‫مسبقًا ثم يلقيه أثناء الندوة‪ ،‬وذلك من خالل عملية نظامية محسوبة‪.‬‬
‫( ‪ ) 2‬الندوة المفتوحة‪ :‬وتسمى بالندوة العامة وفيها يسمح للجمهور والعوام‬
‫بالمشاركة والنقاش بشكل واسع‪.‬‬
‫أهداف الندوة‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الخروج بواجبات عملية تنفذ وليست لإلثراء الثقافي فقط‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تكوين وعي ثقافي حول قضية معينة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تكوين رأي موحد وفكر مشترك حول موضوع معين‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬تنمية قدرة األفراد على المناقشة وإبداء الرأي‪.‬‬
‫سا‪ :‬التعايش واالحتكاك بأفراد جدد‪.‬‬
‫خام ً‬
‫سا‪ :‬تبادل الخبرات والتجارب‪.‬‬
‫ساد ً‬
‫سابعًا‪ :‬اكتشاف المواهب والعمل على توظيفها‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬استثمار طاقات المحاضرين واألساتذة؛ لتوريث الدعوة‪.‬‬
‫عناصر الندوة‬
‫وللندوة عناصر هي‪:‬‬
‫اوال ‪ :‬موضوع الندوة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬مدير الندوة أو المقرر لها‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬المحاضرون‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬الجمهور‪.‬‬
‫سا‪ :‬الحوار والمناقشة‪.‬‬
‫خام ً‬
‫سا‪ :‬الزمان‪.‬‬
‫ساد ً‬
‫ساب ًعا‪ :‬المكان‪.‬‬
‫وأخيرا من عناصر الندوة‪ :‬الوسائل المعينة الستخدامها في هذه الندوة‪.‬‬
‫ً‬
‫شروط نجاح الندوة ‪:‬‬
‫وحتى تؤتي الندوة أكلها وثمارها وتحقق أهدافها‪ ،‬البد أن يراعي‬
‫المحاضرون في الندوة أسباب النجاح التي يتوصلون بها إلى تحقيق أهداف‬
‫الندوة ونجاحها‪ ،‬ونستطيع أن نقيس نجاح ندوة أو عدم نجاحها من خالل‬
‫هذه العناصر‪ ،‬فأي خلل في واحد منها يؤدي إلى ضعف في الندوة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمدير أو مقرر الندوة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ينبغي أن يكون ذا خبرة في تقديم إدارة الندوات‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أن يكون على اطالع جيد على الموضوع الذي سيديره في الندوة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬تحضير الربط بين فقرات الندوة‪.‬‬
‫رابعًا‪ :‬ضبط الوقت منه ومن المحاضرين؛ حتى يكون كل محاضر على‬
‫علم بالوقت المتاح له في هذه الندوة‪ ،‬ال يقصر عنه وال يزيد عليه‪.‬‬
‫سا‪ِ :‬حرص المقرر للندوة حرصه الدائم على تحقيق أهداف الندوة‪.‬‬
‫خام ً‬
‫سا‪ :‬إعطاؤه الحرية في إبداء اآلراء‪.‬‬
‫ساد ً‬
‫صلب الموضوع كلما ابتعدوا عنه‪ ،‬فربما لو‬
‫ساب ًعا‪ :‬رد الحاضرين إلى ُ‬
‫أعطيت الفرصة للحاضرين للسؤال وإبداء الرأي‪ ،‬ربما خرج بعضهم‬
‫بسؤاله أو رأيه عن الموضوع الذي تدور حوله الندوة‪ ،‬وهذا من أسباب‬
‫فشل الندوة‪ ،‬وتضييع وقت الحاضرين والمحاضرين‪ ،‬فعلى مدير الندوة أن‬
‫يرد الحاضرين إلى صلب الموضوع كلما خرج أحدهم بسؤال خارج‬
‫الموضوع أو برأي ال يمت إلى الموضوع بصلة‪.‬‬
‫ثامنًا‪ :‬أن يكون مقرر الندوة ً‬
‫قادرا على التلخيص واستخالص النتائج‪،‬‬
‫بحيث يعطي الحاضرين خالصةَ ما قاله كل محاضر عقب محاضرته‪ ،‬أو‬
‫خالصةَ ما أُلقي في هذه المحاضرة كلها في نهايتها‪.‬‬
‫تاسعًا‪ :‬أن يحسن تجهيز المكان والوسائل المعينة لالستخدام في هذه الندوة‪.‬‬
‫عاشرا‪ :‬على مقرر الندوة ومديرها أن يعد العدةَ‪ ،‬ويجهز كل ما يحتاجه‬
‫ً‬
‫للندوة مع المحاضرين فيها قبل موعدها بزمن كاف‪.‬‬
‫وأخيرا على مقرر الندوة أو مديرها‪ :‬أن يتسم بسعة الصدر‪ ،‬والحلم‪،‬‬
‫ً‬
‫وجميل األخالق‪ ،‬ولين القول‪ ،‬وبَشاشة الوجه؛ حتى يستطيع أن يستميل‬
‫جمهور الحاضرين إليه‪ ،‬وإلى المشاركين معه في هذه الندوة‪.‬‬
‫المحاضر في الندوة فيُشترط فيه حتى تحقق الندوة أهدافها‪ ،‬وتكون‬
‫ِ‬ ‫أما‬
‫ندوة ناجحةً بإذن هللا ‪-‬عز وجل‪ -‬يشترط في المحاضر أو يلزم المحاضر‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬تقسيم المحتوى إلى عناصر تخدم األهداف‪ ،‬أن يقسم المحاضر ما‬
‫أعده لإللقاء في هذه الندوة إلى عناصر تخدم أهداف الندوة‪ ،‬وتحقق‬
‫أغراضها‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تحديد الزمن وعدم تخطيه‪ ،‬فالندوة ‪-‬كما قلنا‪ -‬يشترك فيها أكثر من‬
‫للمحاضر أن يلتزم بالزمن الذي حدده له مقرر الندوة‬‫ِ‬ ‫عالم‪ ،‬فينبغي‬
‫ومديرها؛ ألن في تخطي المحاضر الوقت المحدد له تعد على إخوانه‪ ،‬وقد‬
‫يلجئهم إلى عدم استيفاء ما أعدوه للمحاضرة‪ ،‬وما أعدوه لإللقاء في هذه‬
‫الندوة‪ ،‬فال تتم األغراض وال تتحقق األهداف‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬إبراز النقاط المهمة‪ :‬على المحاضر أن يبرز أهم النقاط التي يراها‬
‫في محاضرته‪.‬‬
‫وراب ًعا‪ :‬ترك الدخول في التفاصيل ألسئلة الجمهور؛ ألنه حين يُفتح باب‬
‫األسئلة على مصراعيه للجمهور الحاضر‪ ،‬فإنهم بذلك سيضيعون الوقت‪،‬‬
‫ويحولون بين المحاضر وبين إلقاء ما أعده لإللقاء عليهم‪.‬‬
‫خاطب‬‫سا‪ :‬مراعاة مستوى الحضور ومرحلتهم العلمية‪ ،‬بمعنى‪ :‬أن نُ ِ‬ ‫خام ً‬
‫الناس على قدر عقولهم‪ ،‬وأن يكون المحاضر على دراية وبينة وعلم ِب َمن‬
‫يحاضرهم في هذه الندوة‪،‬‬
‫سا‪ :‬أن يتوفر في المحاضر مهارات األداء في محاضرته الحيوية‪،‬‬ ‫ساد ً‬
‫والتفاعل‪ ،‬والتعايش مع ما يلقيه على الحاضرين حتى يؤثر فيهم‪ ،‬فإنه إن‬
‫لم يتعايش ويتفاعل هو مع ما يقوله فلن يتعايش الحاضرون معه ولن‬
‫يتفاعلوا مع محاضرته‪.‬‬
‫أما الجمهور ‪ :‬فحتى تنجح الندوة وتحقق أهدافها‪ ،‬فيلزمهم أثناء الندوة‬
‫أوال ‪ :‬أن ال يقاطعوا المحاضر أثناء محاضرته‪ ،‬بل إذا بَ َدا ألحدهم سؤال‬
‫أثناء المحاضرة كتبه‪ ،‬فإذا انتهى المحاضر من محاضرته وفتح باب‬
‫السؤال‪ ،‬سأل َمن أراد السؤال‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن ال يخرج الجمهور بأسئلتهم عن موضوع الندوة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬على الجمهور التفاعل والحيوية أثناء الندوة‪ ،‬فينبغي لكل َمن حضر‬
‫حاضرا بقلبه ال ببدنه فقط‪ ،‬وأن يلقي السمع ويحسن‬
‫ً‬ ‫الندوة أن يكون‬
‫االستماع‪،‬‬
‫سئِلت من قبل‬
‫رابعا‪ :‬على الجمهور أن يتجنب تَكرار طرح األسئلة التي ُ‬
‫ولو بأسلوب آخر‪ ،‬وهذا داء وآفة قد انتشرت في الجمهور في كل مكان‪،‬‬
‫فمن آداب السؤال أن يكون سؤا َل تفقه ال تفكه وتندر‪ ،‬وال إلعجاز‬
‫المسئول‪ ،‬فحتى تنجح الندوة وتحقق أهدافها على الجمهور الحاضر أن‬
‫يجتنب طرح األسئلة المكررة ولو كان يغيرها بأسلوب آخر‪.‬‬
‫سم َع‬
‫وأخيرا على الجمهور‪ :‬أن يقصد بحضوره تلك الندوة أن يترجم ما ِ‬
‫ً‬
‫إلى حياته العملية‪ ،‬أو واقعه العملي‪ ،‬وأن يعمل بما سمع‪ ،‬وأن يستجيب هلل‬
‫وللرسول ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬في كل ما سمعه أثناء تلك الندوة أو أثناء‬
‫تلك المحاضرة‪،‬‬
‫كيفية إدارة الندوة‪:‬‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬قبل انعقادها‪ :‬فنقول‪ :‬ينبغي اإلعداد للندوة قبل انعقادها بزمن كاف‪،‬‬
‫وذلك اإلعداد يكون‪:‬‬
‫بترتيب المحاضرين وإبالغهم قبل الموعد بوقت كاف‪.‬‬
‫تجهيز المكان وإعداده إعدادًا مناسبًا‪.‬‬
‫تجهيز الوسائل المعينة‪.‬‬
‫إعالم الجمهور بموعد وموضوع الندوة بوقت كاف‪.‬‬
‫وينبغي الحرص على كثرة اإلعالم واإلعالن عن هذه الندوة والدعوة‬
‫إليها‪ ،‬وأن يغطي مساحةً واسعةً من المدينة أو من األحياء أو من القرية؛‬
‫حتى تبلغ الدعوة لتلك الندوة أكبر قدر ممكن من الجمهور‪.‬‬
‫هذا ما ينبغي إعداده للندوة قبل انعقادها‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬أثناء انعقادها‪ :‬فتتم الندوة على النحو التالي‪:‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬افتتاح الندوة بكلمة موجزة وهادفة يلقيها مدير الندوة‪ ،‬يعرف‬
‫الحاضرين بالموضوع الذي سيتناوله المحاضرون في هذه الندوة‪،‬‬
‫واألهداف المقصودة من هذه الندوة واألغراض التي يسعى الذين أعدوا‬
‫هذه الندوة إلى تحقيقها من خالل هذه الندوة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬تقديم كل مشارك في الندوة تقدي ًما مناسبًا‪ ،‬أن يكون مدير الندوة على‬
‫علم بالمحاضرين الذين دعاهم لالشتراك في هذه الندوة‪ ،‬وأن ينزل الناس‬
‫منازلهم‪ ،‬وأن يكون قد قسَّم المحاور الرئيسية التي تدور حولها الندوة على‬
‫المحاضرين‪ ،‬ويبدأ باألهم فالمهم‪ ،‬ثم يقوم كل محاضر بتقديم الجزء‬
‫المخصص له في الوقت المحدد‪ ،‬وال يتخطاه ‪-‬كما سبق بيانه‪ -‬ثم التعليق‬
‫موجزا هادفًا‪ ،‬وينبغي عدم‬
‫ً‬ ‫من المشاركين‪ ،‬وينبغي أن يكون تعليقًا مدرو ً‬
‫سا‬
‫الخروج عن الموضوع المطروح كما نبهنا‪.‬‬
‫ثلث الوقت المتفق عليه سلفًا للمحاضرين‪ ،‬والثلثين للحوار‬ ‫ويخصص ُ‬
‫والمناقشة أو العكس‪ ،‬كما يراه مقرر الندوة ومديرها‪ ،‬ويبدأ الحوار‬
‫والمناقشة بين المحاضرين والجمهور بآداب الحوار بالتي هي أحسن‪،‬‬
‫وبالكلمة الطيبة‪ ،‬وبالروح التي يسودها المحبة واأللفة واألخوة‪ ،‬والحرص‬
‫على االنتفاع وإصابة األهداف وتحقيق األغراض‪ ،‬فإن هللا ‪-‬تبارك وتعالى‪-‬‬
‫ِي أَح َ‬
‫س ُن ﴾( )وقال‪َ ﴿:‬وقُولُوا‬ ‫ب ِإ َّال بِالَّتِي ه َ‬
‫قال‪َ ﴿ :‬و َال ت ُ َجا ِدلُوا أَه َل ال ِكتَا ِ‬
‫اس ُحسنًا ﴾( )‪.‬‬ ‫ِللنَّ ِ‬
‫فينبغي على الحاضرين إذا فُتِح لهم باب النقاش والسؤال ولو كان الحاضر‬
‫يخالف الفكرة المطروحة‪ ،‬عليه أن يطرح أسئلته بكل أدب وإخاء‪ ،‬وكذلك‬
‫المحاضر أن يرد على َمن يسأله ولو خالفه في فكرته التي طرحها‬
‫ِ‬ ‫على‬
‫بكل أدب ومحبة وإخاء‪.‬‬
‫وفي النهاية يتم تسجيل النتائج والواجبات العملية التي نتجت من الحوار‬
‫والمناقشة أثناء تلك الندوة‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬بعد انعقادها‪ :‬فإذا انتهت الندوة وانصرف الجمهور‪ ،‬فإن على‬
‫عقد هذه الندوة أن يقيموا الندوة وينظروا فيها‪ ،‬ويقدروا‬
‫المسئولين عن َ‬
‫نسبة النجاح فيها‪ ،‬فدراسة مدى نجاح الندوة في تحقيق أهدافها ال بد منه؛‬
‫حتى نعلم هل ُوفقنا في هذه الندوة؟ وكم نسبة التوفيق؟ هل نجحنا إلى تبليغ‬
‫الغرض الذي سعينا إلى تبليغه للناس أم ال؟ وما نسبة النجاح؟ حتى نتالشى‬
‫التقصير والخلل والزلل إذا كان في الندوة‪ ،‬نتالشاه في الندوة التي بعدها‪.‬‬
‫وهذه الدراسة التي تقدر وتقيم الندوة تتم من خالل‪:‬‬
‫مالحظة سلوك األفراد‪ ،‬ومدى ما حدث فيها من تغيير بعدما سمعوا‬ ‫•‬
‫ما سمعوا من المحاضرين في هذه الندوة‪.‬‬
‫استبيان يوزع على األفراد؛ لمعرفة مدى التغيير الذي أحدثته الندوة‬ ‫•‬
‫في مفاهيمهم‪.‬‬
‫العمل الحثيث على تنفيذ الواجبات العملية التي تم االتفاق عليها في‬ ‫•‬
‫الندوة‪ ،‬فال بد من المتابعة‪ ،‬فإذا اتخذت قرارات في الندوة فال بد أن تكون‬
‫هناك لجنة متابعة تتابع هذه القرارات وكيفية تنفيذها‪ ،‬وما الذي تم تنفيذه‬
‫منها وما الذي لم يتم‪.‬‬
‫متابعة الموهوبين والمتميزين الذين أفرزتهم اللجنة‪ ،‬هذا الجمهور‬ ‫•‬
‫الذي حضر تلك الندوة ظهر من خالل مشاركة بعض الحاضرين أفراد‬
‫مميزون في أخالقهم‪ ،‬مميزون في سلوكهم‪ ،‬مميزون في أدبهم‪ ،‬مميزون‬
‫في أفكارهم وآرائهم‪ ،‬ومداخلتهم ومناقشتهم ومحاورتهم‪ ،‬فهؤالء ينبغي أن‬
‫يتا َبعوا ليستغلوا ويرشدوا‪ ،‬ويُستعملوا بعد ذلك في الدعوة هلل ‪-‬عز وجل‪.‬‬
‫عالج السلبية التي ظهرت عند بعض األفراد أثناء الندوة‪ ،‬فإذا رأى‬ ‫•‬
‫القائمون على الندوة تصرفات مخلة أو تصرفات غير منضبطة بالضوابط‬
‫الشرعية‪ ،‬من خالل قول بذيء‪ ،‬أو عمل قبيح‪ ،‬أو تصرف أساء إلى‬
‫الحاضرين‪ ،‬أو سؤال خرج عن المعتاد‪ ،‬أو خرج عن محاضرة الندوة‪،‬‬
‫فينبغي العناية بهؤالء األفراد بعد الندوة‪ ،‬والتركيز على توجيههم‪،‬‬
‫والتركيز على تعليمهم اآلداب واألخالق التي أرشدنا ربنا ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫إليها أثناء مثل هذه المجالس‪ ،‬مجالس العلم‪.‬‬
‫تسجيل أوجه الخلل التي حدثت في الندوة؛ لتالفي الوقوع فيها‬ ‫•‬
‫مستقبال‪ ،‬فال بد من حصر ما حدث في هذه الندوة من سلبيات؛ حتى ال نقع‬‫ً‬
‫فيها مرة ثانية‪.‬‬
‫آداب الندوة‪:‬‬
‫أن تكون هادفة ذات موضوع عصري نابع من واقع الناس‪.‬‬ ‫•‬
‫العدالة في توزيع وترتيب عناصر الموضوع وإسناد كل عنصر لمن‬ ‫•‬
‫يحسن الحديث فيه‪.‬‬
‫االلتزام بآداب الحوار وحسن األسلوب‪.‬‬ ‫•‬
‫خصائص الندوة‪:‬‬
‫التحديد ‪ :‬أي تحديد الزمان والمكان والموضوع‪ ،‬والضيوف وأحيانا‬ ‫•‬
‫الجمهور‪.‬‬
‫تعددية المعلومة واستيفاء الموضوع من كافة جوانبه‪ ،‬مثال‪:‬‬ ‫•‬
‫الموضوع الواحد قد يتم تناوله من وجهة نظر دينية وطبية واجتماعية‬
‫ونفسية‪ ،‬وهكذا فيدلي كل واحد بدلوه‪.‬‬
‫إتاحة اإلضافة واالستفسار والتعقيب من الحضور (الجمهور)‪ ،‬مما‬ ‫•‬
‫يضفي عليها متعة وإثارة‪.‬‬
‫االنتشار الواسع‪ :‬حيث تنقل تلفزيونيًا أو تطبع في كتاب أو تنشر‬ ‫•‬
‫على اإلنترنت‪.‬‬
‫الحاجة إلى الندوة في تبليغ الدعوة‪:‬‬
‫تقدم الندوة أصح وأدق المعلومات في القضايا العامة‪.‬‬ ‫•‬
‫تسهم الندوة في صنع القرارات في القضايا المصيرية‪ ،‬مثال‪ :‬دار‬ ‫•‬
‫الندوة وفيها كان العرب (قريش) يقررون الحرب والسلم والمعاهدات‪،‬‬
‫وفيها تآمروا على النبي من أجل قتله‪.‬‬
‫عا للمدعو وجذبًا النتباهه‪.‬‬
‫تعتبر الندوة من أكثر وسائل الدعوة إقنا ً‬ ‫•‬
‫تسهم الندوة بقدر كبير في التوعية الدينية واالجتماعية من خالل‬ ‫•‬
‫متابعة األحداث والمستجدات في حياة الناس‪.‬‬

‫طرق النهوض بالندوة ‪:‬‬


‫من ناحية اإلعداد والتحضير ‪ :‬البد من فريق عمل يدير الندوة من البداية‬
‫وحتى النهاية‪ ،‬يرأسه أكفأ األشخاص‪ ،‬ثم عمل إعالن للندوة يشتمل على‬
‫الموضوع والزمان والمكان والضيوف (المتحدثين)‪ ،‬مع التحضير الجيد‬
‫وتوزيع الوقت الكافي على الجميع‪.‬‬
‫من ناحية التنفيذ‪ :‬ضرورة التزام كل واحد بما يخصه من الوقت واألسلوب‬
‫والفكرة‪ ،‬مع حسن ترتيب المتكلمين‪ ،‬والحرص على خروج الندوة في‬
‫صورة طيبة‪.‬‬
‫من ناحية التقييم‪ :‬يتم دراسة مدى نجاح الندوة وتحقيق أهدافها من خالل‬
‫عمل استفتاء جماهيري أو أخذ رأي ذوي التجربة واالختصاص( )‪.‬‬
‫الموازنة (أبرز الفروق) بين الندوة والخطبة‪:‬‬
‫الندوة أقوال لمجموعة من الناس للجمهور‪ ،‬أما الخطبة فهي قول من‬ ‫•‬
‫فرد لجماعة‪.‬‬
‫أفكار الندوة ال تكون الرأي األخير إال بعد مناقشة وحوار‪ ،‬أما أفكار‬ ‫•‬
‫الخطبة فهي دائما الرأي األخير‪.‬‬
‫الندوة أطول من الخطبة في المدة‪.‬‬ ‫•‬
‫هيئة المتحدث في الندوة تختلف عن هيئة المتحدث في الخطبة‪ ،‬ففي‬ ‫•‬
‫سا واقفًا‪.‬‬
‫سا هادئًا‪ ،‬بينما في الخطبة يكون متحم ً‬
‫الندوة يكون المتحدث جال ً‬
‫يتخلل الندوة ماال يتخلل الندوة تما ًما كالدرس‪.‬‬ ‫•‬
‫الندوة لها مشرف أو مدير‪ ،‬أما في الخطبة فالخطيب أمير نفسه‪.‬‬ ‫•‬
‫تهدف الندوة إلى تحصيل المعرفة‪ ،‬أما الخطبة فتهدف إلى إثارة‬ ‫•‬
‫العاطفة‪.‬‬

You might also like