Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 6

‫المبحث الثالث ‪ :‬المحاضرة‬

‫تعريف المحاضرة ‪:‬‬

‫في اللغة ‪ :‬أن يجيب الواحد غيره بما يحضره من الجواب‪.‬‬

‫معينا‪ ،‬ولها طابع‬


‫ً‬ ‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫في االصطالح ‪ :‬هي معلومات مرتبة تعالج‬
‫علمي خاص ال يحتاج إلى االنفعال‪ ،‬وال الحماسة يلقيها كاتبها أو تلقى‬
‫نيابة عنه‪.‬‬

‫ِ‬
‫وشرحه من ِقبل شخص إلى‬ ‫شفويا‬ ‫أو هي‪ :‬عبارة عن تقديم موضوع وإلقائه‬
‫ً‬
‫جمهور مستمع بنية التقاط معلومات‪.‬‬

‫أنواع المحاضرة ‪:‬‬

‫( ‪ ) 1‬دعوية‪ :‬ذات طابع وعظي يلقيها داعية بقصد إضافة نشاط دعوى‬
‫جديد لعمله‪.‬‬

‫( ب ) أكاديمية‪ :‬ذات طابع علمي متخصص‪ ،‬يلقيها عالم متخصص في‬


‫موضوع دقيق لجمهور محدد لمناقشة بعض التفاصيل الهامة‪.‬‬

‫طريقة إعداد المحاضرة ‪:‬‬

‫إلعداد المحاضرة مجموعة من الخطوات تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫‪-1‬تحديد الموضوع وعناصره بشكل يمتاز بالدقة والشمولية‪.‬‬

‫‪-2‬ربط الموضوع بهدف حتى ال يضيع وقت المحاضر وال الجمهور( )‪.‬‬
‫‪-3‬تدوين نقاط الموضوع الرئيسة‪ ،‬حيث ال مجال لالرتجال فيها‪ ،‬وترك‬
‫شرح التفاصيل عمل الذهن وبنات األفكار‪.‬‬

‫مدعيا‬
‫ً‬ ‫ناقال فالمرجع‪ ،‬وإن كنت‬
‫‪-4‬االطمئنان إلى المراجع‪ ،‬يقال‪( :‬إن كنت ً‬
‫فالدليل)‪.‬‬

‫‪-5‬ترك مساحة مناسبة للحوار والمناقشة‪.‬‬

‫‪-6‬االهتمام باللغة واألسلوب وطريقة الشرح ومراعاة التدرج وحسن الترتيب‬


‫والتسلسل لألفكار‪.‬‬

‫‪-7‬اختيار الزمان والمكان المناسبين والمعينين على أداء المهمة على خير‬
‫وجه‪.‬‬

‫آداب المحاضرة وخصائصها ‪:‬‬

‫‪-1‬القصد في اإلنشاء‪ ،‬وترك المحسنات البديعية والعبارات الرنانة‪ ،‬ألن هذا‬


‫مما يعيبها‪.‬‬

‫‪-2‬استخدام األساليب الحديثة مثل‪ :‬الخرائط‪ ،‬الرسوم‪ ،‬شاشات العرض‪،‬‬


‫الحاسوب‪ ،‬وغير ذلك مما يتيسر االعتماد عليه‪.‬‬

‫‪-3‬يلقيها المحاضر مباشرة‪ ،‬في المساجد أو دور العلم‪ ،‬أو غير مباشرة عن‬
‫طريق اإلنترنت‪ ،‬والشاشات المكبرة‪ ،‬كما يمكن أن يلقيها أحد المحاضرين‬
‫المتخصصين نيابة عنه‪.‬‬
‫يلقيها شخص واحد ال مجموعة من األشخاص‪ ،‬وفيها يسمح للجمهور‬
‫بالسؤال والمناقشة‪.‬‬

‫الحاجة إلى المحاضرة في تبليغ الدعوة ‪:‬‬

‫تحتاج الدعوة إلى هللا تعالى لوسيلة المحاضرة لما يأتي‪:‬‬

‫‪-1‬المحاضرة أقدر الوسائل الشفهية على اإلقناع‬

‫‪-2‬تعنى المحاضرة باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتصدي‬


‫للهجمات المعادية لإلسالم‪.‬‬

‫‪-3‬تتطرق المحاضرة لما يهم المجتمع المسلم وتبحث عالج أمراضه وعلله‬
‫وتعمل على حل مشاكله‪.‬‬

‫وتجديدا ألنشطته‬
‫ً‬ ‫طيبا في العمل الدعوي‬
‫ً‬ ‫تنوعا‬
‫ً‬ ‫‪-4‬تمثل المحاضرة‬
‫وممارساته‪.‬‬

‫سبل النهوض بالمحاضرة ‪:‬‬

‫اتباع قواعد اإلعداد سالفة الذكر‪.‬‬ ‫•‬

‫ربط كل عناصر المحاضرة بما يؤيدها من‪ :‬القرآن والسنة‪ ،‬وقصص‬ ‫•‬
‫الصحابة وحوادث التاريخ بما يعني تغطية كل العناصر باألدلة‪.‬‬

‫تكرار المحاضرة إذا دعت الظروف‪.‬‬ ‫•‬

‫سعة صدر المحاضر وحلمه على الحاضرين‪.‬‬ ‫•‬


‫توفير اإلمكانيات الالزمة‪ ،‬إلقامة المزيد من المحاضرات كلما دعت‬ ‫•‬
‫الظروف‪.‬‬

‫الفرق بين الدرس والمحاضرة ‪:‬‬

‫الدرس عبارة عن أداء تعليمي تربوي لمادة مقررة سلفا ومعدة في إطار‬
‫منهج دراسي في كتاب مدرسي‪ ،‬وال دخل للمعلم في تحديد مادته العلمية‪،‬‬
‫وحقائقه المدونة وتقتصر مهمة المدرس على مجرد األداء باألسلوب الذي‬
‫يراه مناسبا‪،‬‬

‫أما المحاضرة فتحتاج إلى إعداد علمي وفني‪ ،‬فالمحاضر مسئول مسئولية‬
‫مباشرة عما يقدمه من معلومات‪ ،‬فهو صاحب النص واألداء على حد‬
‫سواء‪ ،‬وهذا هو الفارق الجوهري بين الدرس والمحاضرة‪،‬‬

‫والغالب في المحاضرة أنها تعالج موضوعاً معيناً باستقصاء وإحاطة وذكر‬


‫األدلة والبراهين‪ ،‬وذكر ما قيل حول الموضوع‪ ،‬والصواب من هذه األقوال‪،‬‬
‫والمحاضرة الناجحة ما كانت تهدف إلى هدف معين ومحدد وتجلي هذا‬

‫الهدف وتبينه البيان الشافي المقنع‪ .‬ويجب على المحاضر أن يكون دقيقاً‬
‫في كالمه ال يلقي القول جزافاً وال يكثر من العبارات العاطفية‪ ،‬ألن مجالها‬
‫األصلي الخطبة وليس المحاضرة وأن يشرك السامعين معه في الوصول‬
‫إلى ما يريده بأن يبين مقدمات النتيجة التي وصل إليها في بحثه فإذا ما‬
‫استطاع إقناعهم بها كان وصولهم إلى النتيجة ميسو اًر‪.‬‬
‫وعلى المحاضر أن يقيم المقدمات لما يريد الوصول إليه على مسائل‬
‫واضحة جلية مشهورة وأن يتجنب المسائل الدقيقة والمشتبهة والتي تقبل‬
‫األخذ والرد‪ ،‬أو التي هي في نفسها تحتاج إلى إثبات‪ ،‬ومن هذه المسائل ما‬
‫تعورف على تسميته بالمعاني الفلسفية‪ ،‬فإذا أراد المحاضر أن يعرض‬
‫بعض الحقائق الدينية وأصول العقيدة اإلسالمية مثل البعث بعد الموت‬
‫فيكفيه أن يلفت األنظار الى ما نشاهده من موت وبعث في عالم الحيوان‬
‫والنبات وأن يضرب األمثلة على ذلك لتقريب هذه الحقيقة الى األذهان‪.‬‬

‫وهذا المنهج ورد في القرآن الكريم من ذلك قوله تعالى‪َ ﴿ :‬و ِم ْن َآي ِات ِه أََّن َك‬
‫َّ ِ‬ ‫ِ‬
‫اها‬
‫َح َي َ‬‫اهتََّز ْت َوَرَب ْت ِإ َّن الذي أ ْ‬
‫اء ْ‬ ‫ِ‬ ‫تََرى ْاأل َْر َ‬
‫ض َخاش َع ًة َفإ َذا أ َْن َزْل َنا َعَل ْي َها اْل َم َ‬
‫َل ُم ْح ِي اْل َم ْوتَى ِإَّن ُه َعَلى ُك ِل َشي ٍء َق ِدير﴾‪.‬‬
‫ْ‬
‫وهذا وعلى الداعي في محاضرته أن ال يكون جافاً بل عليه أن يضفي على‬
‫محاضرته شيئاً من التحريك العاطفي الوجداني بما يذكره من حقائق‬
‫اإلسالم ومعاني العقيدة اإلسالمية‪ .‬وهذا التحريك الوجداني يقوم على أساس‬
‫إثارة ما في النفوس من معاني اإليمان‪.‬‬

‫الموازنة (أبرز الفروق) بين المحاضرة والخطبة ‪:‬‬

‫موضوع المحاضرة أكثر سعة من موضوع الخطبة‪ ،‬ألن تقسيم‬ ‫•‬


‫المحاضرة يبدأ من المحاور ثم العناصر‪ ،‬أما الخطبة فتنقسم إلى عناصر‬
‫ابتداء‪.‬‬

‫غالبا من وقت الخطب‪.‬‬


‫وقت المحاضرة أطول ً‬ ‫•‬
‫المحاضرة تعتمد على المنطق والتحليل وتثبيت المعاني‪ ،‬أما الخطبة‬ ‫•‬
‫فتعتمد على إثارة العاطفة‪.‬‬

‫غالبا ما يكون من خاصة الناس‪ ،‬أما جمهور‬


‫ً‬ ‫جمهور المحاضرة‬ ‫•‬
‫الخطبة فمن سائر الطوائف يكون‪.‬‬

‫الخطبة لها وقت ثابت أما المحاضرة فالنوع الدعوي منها يكون رهن‬ ‫•‬
‫الظروف‪ ،‬والنوع االكاديمي يكون موعد مسبق لكن بخطة توضع كل فترة‪،‬‬

‫وتكون قابلة للتغيير بخالف الخطبة التي ال يقبل موعدها ً‬


‫تغييرا‪.‬‬

‫كثير ما يتعدى المجال الديني إلى مجاالت أخري‬


‫موضوع المحاضرة ًا‬ ‫•‬
‫اجتماعية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬أما الخطبة فموضوعها على الدوام يكون‬
‫دينيا‪.‬‬
‫ً‬

You might also like