Professional Documents
Culture Documents
المحاضرة الخامسة 23-11
المحاضرة الخامسة 23-11
المناظــــرة
تعريف المناظرة:
الند أو المكافئ أو المخالف" ،أو من النظر بمعنى اإلبصار ،أو
في اللغة :مأخوذة من النظير " ّ
ِ
المتناظرين ينتظر حديث اآلخر" من االنتظار " ألن كل واحد من
في االصطالح :عبارة عن محاورة ومجادلة بين طرفين من أجل الوصول إلى الحق وبيانه ،أو
دحض الباطل وإزهاقه
إظهارا للصواب.
ً وقيل هي :النظر بالبصيرة من الجانبين في النسبة بين الشيئين
أنواع المناظرة :
ودية :تكون بين شخصين على مستوى جلسة عادية؛ ليس فيها حكم وال مرجح، ( ) 1مناظرة ِّ
وإنما كل واحد يلقي بحجته وينتصر الطرف األقوى ،ومثال هذا النوع من المناظرات مناظرة النبي
عتبة بن ربيعة الذي جاء يجادله في شأن الرسالة(.تراجع في كتب السيرة)
( ) 2مناظرة رسمية :وتكون بين شخصين على مستوى رسمي يشهده الناس أو ينقل عبر
وسائل اإلعالم ،وسنذكر لذلك عددا من النماذج الحقا – إن شاء للا.-
آداب المناظرة :
( ) 1النية الصادقة في نصرة الحق دون ما سواه.
( ) 2تقديم النقل ونصوصه على العقل وظنونه.
( ) 3التحلي باألخالق اإلسالمية العالية أثناء المناظرة ،مثل:
• ترك التعميم.
• ترك الشخصنة.
• ترك الطعن في اآلخرين.
• ترك التسفيه من رأي الطرف اآلخر.
( ) 4ترتيب األفكار والتركيز على نقاط معينة ،وتقديم األهم على المهم.
( ) 5إعالن التسليم بالقضايا المتفق عليها وقبول النتائج.
( ) 6إنهاء المناظرة إن كانت ستؤدي إلى فتنة ،أو عندما يصر الطرف اآلخر على رأيه وال
يقبل سواه.
( ) 7اإلحاطة بموضوع المناظرة إحاطة كاملة.
نصائح للداعية ال ُمنَاظِ ر :
مقصده الوصول إلى الحق ،والدعوة إليه.
ُ األولى :إخالص النية هلل ،وأن يكون
وددت أن يظهر للا الحق على يديه .
ُ وقد ورد عن اإلمام الشافعي قوله :ما ناظرت أحداً إال
قال البيهقي :وحكمته :أن ال يستنكف عن األخذ به بخالف خصمه ...
()1
الثانيةَّ :
أال يحمله الموقف على رد الحق ،أو عدم التراجع عن الخطأ ،أو الكذب ،فإن التراجع
عن الخطأ ،وقول الحق ،خير عند للا وعند الناس من التمادي في الباطل.
مجرد االنتصار على شخصية الخصم ،بل يكون همه السعي نحو َ الثالثة َّ :أال يكون ُّ
همه
هدايته ،فإن لم يكن إال كسره من أجل بيان باطله حتى ال يغتر به ،فال بأس -وقتئذ -بذلك.
الرابعة :الرفق والتلطف في األسلوب ،ولو كان في المناظرة ،ولو كان مع أعدى األعداء.
الخامسة :أن يكون المناظر عالماً بعامة ،وبموضوع المناظرة بخاصة.
السادسة :أن تتوفر فيه موهبة المناظرة ،وإدراك نفسية المناظر والمستمعين.
السابعة َّ :أال يغيب ذهنه عن المستمعين ،فهم المقصود ..وليعلم أن كل كلمة ،أو إشارة ،أو
حركة ،محسوبة عليه.
الثامنة َّ :أال يخرج عن نقطة البحث ،وال عن المرجعية ،مهما حاول الخصم إخراجه أو
استدراجه.
التاسعة :كسب القلوب ،مقدم على كسب المواقف ،إال أن يكون موقف حق ،ودونه الباطل.
العاشرة :إذا عجز عن إقناعه بدليل ،أو راوغ فيه المخالف ،فلينتقل إلى دليل آخر ،كما فعل
إبراهيم عليه الصالة والسالم لما قال للذي حاجه :إن للا يحي ويميت ،قال الخصم :أنا أحي
وأميت ..فلم يناقشه إبراهيم عليه الصالة والسالم في هذه ..ألن الوقت أثمن ..فأتاه بقارعة
أسقطته وأسقطت ادعاءه باإلحياء واإلماتة.
الحادية عشرةَّ :أال يغضب ،وأن ال ينتقم لنفسه ،فمن يعلم أن من طبعه الغضب ،فال يدخل
المناظرة ،فإن الغضب في المناظرة له آثار سيئة ولو كان هلل.
ِِ ِ ِ الثانية عشرة :االنسحاب عند تبين ِمراء الخصم ،لقوله تعالىَ ﴿ :فالَ
تُ َم ِار فيه ْم إالّ م َر ً
آء
ترك المراء وإن كان اه ارً﴾ولقوله صلى للا عليه وسلم ":وأنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ظ ِ
َ
محقاً"
خصائص المناظرة :
( ) 1المكاشفة :بمعنى ظهور كال المتناظرين على حقيقتيهما أمام المأل ،فإن أصاب احدهما
ظهر صوابه ،وإن ضل بان ضالله.
( ) 2استخدام الحوار الهادف البناء الذي يلتزم فيه الطرفان بالرقي العلمي واألخالقي،
واألسلوبي.
( ) 3الدقة المتناهية في عرض األمور ،بال استطراد وال فوضى.
مآال.
حاال ال ً
( ) 4ظهور نتيجة المناظرة ً
الحاجة إلى المناظرة في تبليغ الدعوة :
( ) 1تسهم المناظرة في كشف الحقائق على المأل ،وتعرية الباطل ،ونصر الحق بالحجة
والبرهان.
( ) 2كما أنها تضع خصوم الدعوة اإلسالمية في مأزق حيث ال يمكنهم نصر باطلهم ،أو
التحايل إلثباته.
كما يضاف إلى ما سبق من فوائد:
▪ القيام باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر والذي يعظم ويقل بحسب موضوع المناظرة وآثارها
ونتائجها .
▪ تحصيل ملكة الجدل والمناظرة والبحث واالستنباط والفهم والتعليل وتقوية الذهن وفتح نوافذ
العقل في فهم المسائل .
▪ الوصول إلى الحق في المسائل العلمية والعملية .
▪ إبطال الباطل وبيان الخطأ من األقوال والمرجوح منها.
يستدل ▪ -رفع اإلشكال واللبس واالشتباه الواقع في األدلة عند المناظر أو الشبه التي
بها المخالف .
▪ تبادل الفوائد ودقائق المسائل بين المتناظرين .
▪ تقليل الخالفات بين المسلمين في المسائل العلمية والعملية .
▪ مذاكرة المسائل العلمية وتثبيتها وتثبيت اإليمان بها واعتقادها .
متى تمنع المناظرة :
✓ تمنع المناظرة في األحوال اآلتية:
✓ عندما تنقلب إلى مراء.
✓ عنما ال ُيلتزم بشروطها.
بها لدى العامة.
✓ عندما تثير ُش ً
علما أو فناً بها.
✓ عند ضعف المناظر ً
✓ أن يغلب على الظن أن مفسدتها أكبر من مصلحتها(.)2
الموازنة (أبرز الفوارق) بين المناظرة والخطبة :
✓ المناظرة عمل فردين فأكثر ،أما الخطبة فعمل فرد.
✓ جمهور المناظرة أخص من جمهور الخطبة.
✓ المناظرة ال تنتهي بانتهاء المتحدث ألن كال المتناظرين يسمع لآلخر وينتظر دوره في الرد
والبيان ،أما الخطبة فتنتهي بانتهاء الخطيب.
✓ المناظرة ترتكز على العقل إذ تهدف إلى العلم والتعليم والبيان ،أما الخطبة فترتكز على
المشاعر ألنها تخاطب العاطفة وتهدف إلى التأثير عليها.
✓ المناظرة ُيتَ َح َّكم في وقتها بخالف الخطبة.
نماذج من المناظرة :
( ) 1مناظرة سيدنا نوح مع قومه.
( )2مناظرة سيدنا إبراهيم مع النمروذ:
( ) 3مناظرة سيدنا إبراهيم مع قومه.