Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬

‫دورالبرملان املغربي في تقييم السياسات العمومية‪:‬‬


‫‪The Role of the Moroccan Parliament in Evaluating the Public‬‬
‫‪Policies‬‬
‫محمد مهداوي‬
‫دكتور في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‬ ‫ملخص‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫للبرلمان دور هام داخل األنظمة السياسية لالختصاصات التي يقوم بها من تصويت على القوانين‬
‫ﺍﻟﻌﻨﺒﻲبامتياز‪ ،‬وقد أضاف له دستور ‪ 2011‬وظيفة جديدة تتعلق‬ ‫ﺭﺿﻮﺍﻥ تشريعية‬
‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪ :‬عمل الحكومة ‪،‬ويعتبر آلية‬
‫ومراقبة‬
‫هذه الورقة البحثية استجالء دور البرلمان المغربي بين‬ ‫خالل‬ ‫من‬ ‫وسنحاول‬
‫ﻣﻬﺪﺍﻭﻯ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ‬ ‫العمومية‪،‬‬ ‫السياسات‬ ‫تقييم‬
‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬‫بمسألة‬
‫التشريع والمراقبة وإمكانية تقييم السياسات العمومية ‪ ،‬ودور اللجان البرلمانية‪ ،‬ولجن تقصي الحقائق في تتبع‬
‫ﻉ‪35‬الدستوري لمناقشة وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬كما سنستعرض مفهوم‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬التطرق الى البعد‬
‫السياسات‪ ،‬مع‬
‫العمومية‪.‬وبالتالي سنعمل على تفكيك اإلشكالية التالية‪:‬أي دور للبرلمان في تقييم السياسات‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫السياسات‬ ‫مقترب‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫العمومية ؟ وما هي مجاالت تدخل لجانه ولجن تقصي الحقائق؟ وما هي األبعاد الدستورية لتقييم هذه‬
‫‪2021‬‬ ‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫السياسات؟‬
‫ﻳﻮﻧﻴﻮ‬ ‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪196 - 206‬‬ ‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪The parliament has an important role within the political systems‬‬
‫‪1216850‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫‪concerning the various functions it performs from voting on legislative laws to monitoring‬‬
‫‪the work of the government. The Moroccan parliament‬‬ ‫ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬ ‫ﺑﺤﻮﺙ‬
‫‪is a case‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪in point. It is :‬‬
‫ﻧﻮﻉ‪considered‬‬
‫‪a‬‬
‫‪legislative mechanism par excellence. It is also empowered by‬‬ ‫‪the‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫‪Moroccan‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪constitution through equipping it with the possibility to evaluate the public policies.‬‬
‫‪EcoLink, IslamicInfo‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫‪As a matter of fact, I will try, through this research paper, to clarify the role‬‬
‫ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‪ ،‬ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪of the Moroccan parliament between legislation, controlling the government and the‬‬
‫ﺍﻟﺘﻘﻴﻴﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ‬
‫‪possibility of evaluating public policies as well as the role of parliamentary committees‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1216850‬‬
‫‪and fact-finding‬‬ ‫‪committees in tracking policies while tackling the constitutional‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬
‫‪dimension to discuss and evaluate public policies.‬‬

‫‪I will also review the concept of a public policy approach. Thus, my aim in‬‬
‫‪this work is to dismantle the following problematics:‬‬

‫?‪What role does the parliament play in evaluating public policies‬‬

‫‪What are the areas of intervention of fact-finding committees and all its‬‬
‫?‪other bodiesas well‬‬ ‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫دورالبرملان املغربي في تقييم السياسات العمومية‪:‬‬
‫‪The Role of the Moroccan Parliament in Evaluating the Public‬‬
‫‪Policies‬‬
‫محمد مهداوي‬
‫دكتور في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫ملخصﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ‬
‫ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫للبرلمان دور هام داخل األنظمة السياسية لالختصاصات التي يقوم بها من تصويت على القوانين‬
‫عمل الحكومة ‪،‬ويعتبر آلية تشريعية بامتياز‪ ،‬وقد أضاف له دستور ‪ 2011‬وظيفة جديدة تتعلق‬ ‫ومراقبة‪APA‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕبين‬ ‫ﺗﻘﻴﻴﻢ‬
‫البرلمان المغربي‬ ‫ﻓﻲدور‬ ‫ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ‬
‫استجالء‬ ‫ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ البحثية‬
‫ﺩﻭﺭ هذه الورقة‬
‫)‪.(2021‬خالل‬ ‫ﺻﺎﻟﺢ‪.‬‬
‫وسنحاول من‬ ‫السياساتﻣﺤﻤﺪ‬
‫العمومية‪،‬‬ ‫ﻣﻬﺪﺍﻭﻯ‪،‬‬‫بمسألة تقييم‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ‬ ‫‪.206‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪196‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻉ‪35‬‬ ‫ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ‬ ‫ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ‬ ‫ﻣﺠﻠﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪.‬‬
‫التشريع والمراقبة وإمكانية تقييم السياسات العمومية ‪ ،‬ودور اللجان البرلمانية‪ ،‬ولجن تقصي الحقائق في تتبع‬
‫‪1216850/Record/com.mandumah.search//:http‬كما سنستعرض مفهوم‬
‫ﻣﻦمع التطرق الى البعد الدستوري لمناقشة وتقييم السياسات العمومية‪،‬‬‫السياسات‪،‬‬
‫مقترب‪MLA‬‬
‫السياسات العمومية‪.‬وبالتالي سنعمل على تفكيك اإلشكالية التالية‪:‬أي دور للبرلمان في تقييم السياسات‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ‬
‫ﻣﻬﺪﺍﻭﻯ‪ ،‬ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ‪" .‬ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﻴﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ‬
‫العمومية ؟ وما هي مجاالت تدخل لجانه ولجن تقصي الحقائق؟ وما هي األبعاد الدستورية لتقييم هذه‬
‫ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﻤﻨﺎﺭﺓ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻹﺩﺍﺭﻳﺔﻉ‪.206 - 196 :(2021) 35‬‬
‫السياسات؟‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1216850/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫‪Abstract‬‬

‫‪The parliament has an important role within the political systems‬‬


‫‪concerning the various functions it performs from voting on legislative laws to monitoring‬‬
‫‪the work of the government. The Moroccan parliament is a case in point. It is considered a‬‬
‫‪legislative mechanism par excellence. It is also empowered by the Moroccan 2011‬‬
‫‪constitution through equipping it with the possibility to evaluate the public policies.‬‬

‫‪As a matter of fact, I will try, through this research paper, to clarify the role‬‬
‫‪of the Moroccan parliament between legislation, controlling the government and the‬‬
‫‪possibility of evaluating public policies as well as the role of parliamentary committees‬‬
‫‪and fact-finding committees in tracking policies while tackling the constitutional‬‬
‫‪dimension to discuss and evaluate public policies.‬‬

‫‪I will also review the concept of a public policy approach. Thus, my aim in‬‬
‫‪this work is to dismantle the following problematics:‬‬

‫?‪What role does the parliament play in evaluating public policies‬‬

‫‪What are the areas of intervention of fact-finding committees and all its‬‬
‫?‪other bodiesas well‬‬ ‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ‬
‫ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫‪196‬‬
2021‫شتنبر‬-‫ العدد االخامس والثالثين يونيو‬/ ‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية‬
:‫دورالبرملان املغربي في تقييم السياسات العمومية‬
The Role of the Moroccan Parliament in Evaluating the Public
Policies
‫محمد مهداوي‬
‫دكتور في القانون العام والعلوم السياسية‬
‫ملخص‬

‫للبرلمان دور هام داخل األنظمة السياسية لالختصاصات التي يقوم بها من تصويت على القوانين‬
‫ وظيفة جديدة تتعلق‬2011 ‫ وقد أضاف له دستور‬،‫ويعتبر آلية تشريعية بامتياز‬، ‫ومراقبة عمل الحكومة‬
‫ وسنحاول من خالل هذه الورقة البحثية استجالء دور البرلمان المغربي بين‬،‫بمسألة تقييم السياسات العمومية‬
‫ ولجن تقصي الحقائق في تتبع‬،‫ ودور اللجان البرلمانية‬، ‫التشريع والمراقبة وإمكانية تقييم السياسات العمومية‬
‫ كما سنستعرض مفهوم‬،‫ مع التطرق الى البعد الدستوري لمناقشة وتقييم السياسات العمومية‬،‫السياسات‬
‫أي دور للبرلمان في تقييم السياسات‬:‫وبالتالي سنعمل على تفكيك اإلشكالية التالية‬.‫مقترب السياسات العمومية‬
‫العمومية ؟ وما هي مجاالت تدخل لجانه ولجن تقصي الحقائق؟ وما هي األبعاد الدستورية لتقييم هذه‬
‫السياسات؟‬

Abstract

The parliament has an important role within the political systems


concerning the various functions it performs from voting on legislative laws to monitoring
the work of the government. The Moroccan parliament is a case in point. It is considered a
legislative mechanism par excellence. It is also empowered by the Moroccan 2011
constitution through equipping it with the possibility to evaluate the public policies.

As a matter of fact, I will try, through this research paper, to clarify the role
of the Moroccan parliament between legislation, controlling the government and the
possibility of evaluating public policies as well as the role of parliamentary committees
and fact-finding committees in tracking policies while tackling the constitutional
dimension to discuss and evaluate public policies.

I will also review the concept of a public policy approach. Thus, my aim in
this work is to dismantle the following problematics:

What role does the parliament play in evaluating public policies?

What are the areas of intervention of fact-finding committees and all its
other bodiesas well?

196
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫مقدمة‬

‫تكتس ي البرملانات عبر العالم أهمية بالغة‪ ،‬باعتبارها القلب النابض للديمقراطية التمثيلية‪ ،‬فضال عن باقي‬
‫االختصاصات االخرى التي تقوم بها ‪،‬كالتصويت على القوانين و مراقبة عمل الحكومة‪ ،‬فرغم االختالف من حيث‬
‫قواعدها و قوانينها‪ ،‬اال انها تجتمع في مسألة أساسية‪ ،‬تتمثل فاالستجابة لحاجيات و متطلبات املواطنين و‬
‫املواطنات‪ ،‬و تمكينهم من املشاركة في صنع السياسات العمومية و التأثير فيها عبر ممثليهم‪.494‬‬

‫و اضافة اال االختصاصات املخولة للبرملان السالفة الذكر‪ ،‬نجد أن الوثيقة الدستورية ل ‪ 29‬يوليوز ‪ 2011‬عززت‬
‫دور البرملان املغربي اذ أناطت به اختصاصا جديدا تمثل في تقييم السياسات العمومية‪ ،‬و قد أشار لذلك الدستور‬
‫املغربي من خالل الفصل ‪ 70‬الذي ينص على أن‪ " :‬البرملان يصوت على القوانين و يراقب الحكومة و يقيم‬
‫السياسات العمومية‪ ،"495‬كما نص الفصل ‪ 137‬على ما يلي‪ " :‬تساهم الجهات و الجماعات الترابية في تفعيل‬
‫السياسة العامة للدولة و في اعداد السياسات الترابية من خالل ممثليها في مجلس املستشارين‪.496‬من خالل هذه‬
‫التوطأة البسيطة نقر بما ال يدع مجاال للشك أن الدستور املغربي أضاف مهمة جديدة للبرملان تتعلق بمسألة‬
‫تقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫ان الحديث عن ثقافة التقييم أصبحت ضرورة ديمقراطية ملحة‪ ،‬و وسيلة رقابية غير قابلة للتعويض‪ ،‬في عقلنة‬
‫التدبير العمومي‪ ،‬و تفعيل الحكامة املالية‪ .‬اذ يعتبر براديغم تقييم السياسات العمومية أحد املرتكزات األساسية‬
‫ضمن نظم الرقابة‪.497‬‬

‫و من خالل هذه الورقة البحثية سنحاول الوقوف عند مدلول مقترب تقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫انه كلما انبرى باحث في مجال القانون و العلوم السياسية الى تحديد مفهوم مقترب تقييم السياسات العمومية اال‬
‫و وجد صعوبة بالغة و تعقيدا كبيرا و ذلك بسبب عدم تبني مفهوم جامع موحد للمصطلح‪.‬‬

‫‪ -494‬غريغباور و ريبيكا اشتون‪"،‬طبيعة التمثيل البرملاني املتغيرة"‪ ،‬التقرير البرملاني العاملي‪ ،‬االتحاد البرملاني الدولي‪ ،‬برنامج األمم املتحدة االنمائي‪ ،‬ابريل‬
‫‪،2012‬ص‪.6.‬‬
‫‪ -495‬الفصل ‪ 70‬من دستور ‪ ،2011‬الصادر في تنفيذه ظهير شريف رقم ‪ 1.11.19‬الصادر في ‪ 27‬شعبان ‪ 1432‬املوافق ل ‪ 29‬يوليوز ‪.2011‬‬
‫‪ -496‬الفصل ‪ 137‬من دستور اللملكة املغربية ‪.2011‬‬
‫‪ -497‬تجدر االشارة الى انه من الصعب ادراج براديغم تقييم السياسات العمومية كنظام رقابي باملفهوم الضيق للرقابة‪ ،‬حيث أن مدلوله و ان كان يدرج‬
‫ضمن املمارسة الرقابية لألجهزة العليا للرقابة املالية اال انه حسب بعض الدراسات‪ ،‬يدل على عملية سياسية و ادارية‪ ،‬و على هذا األساس يمكن القول‬
‫بأن له طبيعة أوسع من الرقابة بمفهومها الكالسيكي‪.‬‬
‫‪197‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫و تعني كلمة التقييم من الناحية اللغوية‪ ،‬وزن أو تقدير قيمة ش يء معين باملقارنة مع ش يء اخر‪ ،‬فتقييم‬
‫السياسات و البرامج العامة هو مقارنة النتائج املحققة فعال‪ ،‬مع األهداف املرسومة‪.498‬‬

‫أما من حيث االصطالح فهناك مفاهيم متعددة‪ ،‬فقد عرفه " فانسولوميو" على انه‪ " :‬تلك العملية التي تنصب حول‬
‫القيم و تحوالتها في سبيل اعادة تحديد السياسات العامة و توجيهها‪ ،‬و هذه الطريقة ترتبط بعدة مستويات لقياس‬
‫برنامج ما‪ ،‬سواء تعلق االمر باملجهود في سبيل سياسة ما أو النتائج املحصل عليها أو حول كيفة استعمال مسلسل‬
‫ما"‪.499‬‬

‫كما عرف كل من» ‪ « poinser‬و » ‪ « noiche‬تقييم السياسات العمومية كالتالي‪" :‬تقييم سياسة ما هو اال السعي‬
‫من أجل تقدير سليم آلثارها الحقيقية‪ ،‬فالسياسة العمومية هي وصلة من االنشطة تتضمن انتاجا إلجابة أقل أو‬
‫أكتر بطريقة مؤسساتية‪ ،‬على وضعية اعتبرت مريبة‪ ،‬إذ أن آثار هذه السياسة يمكن وسمها على مختلف املستويات‬
‫و الوسائل التي تم اعمالها‪ ،‬املنجزات املحصل عليها‪ ،‬اآلثار املتوقعة‪ ،‬التي أحدثت لدى الجمهور‪ .500‬و هذا التعريف‬
‫يعكس أن التقييم يهدف الى تحليل "اآلثار" الحقيقية للسياسات العمومية‪.‬‬

‫كما يعتبر التقييم الخاص للسياسات العمومية حسب الرئيس السابق للمجلس العلمي للتقييم بفرنسا ‪« Jean‬‬
‫» ‪" :Leca‬نشاط تجميع و تحليل و تأويل املعلومات بتنفيذ البرامج العمومية‪ ،‬واثر االجراءات التي تهدف الى التصرف‬
‫في حالة اجتماعية‪ ،‬و اعداد اجراءات جديدة أيضا‪.501‬‬

‫و يعرف أيضا حسب جمعية التقييم الكندية‪ ،‬أو بما يسمى بمكتب التدقيق العام الكندي و هو أعلى جهاز للرقابة‬
‫املالية بكندا‪" ،‬كونه التقدير املنهجي لوضع أو تنفيذ نتائج ساسية عمومية أو برنامج أو خطة عمل أو اتخاذ‬
‫قرار"‪،502‬بينما اتجه كل من » ‪ « Steve Jacob‬و » ‪ ،« FredericVarone‬الى تعريف التقييم باعتباره ‪":‬قياس‬
‫التأثيرات الخاصة بالسياسات العمومية‪ ،‬موضوع التقييم‪ ،‬و اعطاء حكم قيمة‪ ،‬بناء على معايير معينة حول هذه‬
‫التأثيرات سواء كانت منتظرة أو غير منتظرة‪ ،‬مباشرة أو غير مباشرة سببتها السياسة العمومية موضوع التقييم‬

‫‪-498‬عباس حسين جواد‪" ،‬تقييم البرامج و املشارع العامة"‪ ،‬مجلة أهل البيت‪ ،‬تصدرها جامعة أهل البيت‪ ،‬كربالء‪ ،‬العراق‪ ،‬العدد ‪ ،2005 ،4‬ص‪.143.‬‬
‫‪ -499‬فانسونلوميو‪ ،‬دراسة السياسات العامة‪":‬الفاعلون و سلطتهم"‪ ،‬ترجمة عبد امللك أحزرير‪ ،‬منشورات كلية الحقوق‪ ،‬جامعة القاض ي عياض‪،‬‬
‫مراكش‪ ،‬سلسلة الكتب‪ ،‬العدد ‪ ،2004 ،36‬ص‪.168.‬‬
‫‪500-HARAKAT Mohammed, « le droit de contrôle supérieur des finances publiques au MAROC, essai sur les techniques d’audit‬‬

‫‪à l’heure l’ajustement structurel »,Eds Babel, Rabat 1992, P.109.‬‬


‫‪501- Steve JACOB, « L’évaluation des politiques publiques », In : Stéphane PAQUIN, Luc BERNIER et Guy LACHAPELLE (sous‬‬

‫‪direction) l’analyse du politique publique, les presses de l’université de Montéreal, 2010, pp 284.285.‬‬
‫‪502- Katia HORBER- PAZAIAN, « L’évaluation, un outil indispensable pour renforcer le rôle du parlement », Guide de l’évaluation‬‬

‫‪des politiques publiques destinées au parlementaires, decembre 2017, p.7‬‬


‫‪198‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫على املدى الطويل أو القصير"‪.503‬‬

‫و اجماال‪ ،‬يهدف مقترب تقييم السياسات العمومية الى قياس و إبراز مختلف التأثيرات الذاتية للسياسات‬
‫العمومية املختارة‪ ،‬و يهتم برصد و قياس‪ ،‬تم تقدير فعاليتها و آثارها‪ .‬فهو عبارة عن تقدير ممنهج و موضوعي‪،‬‬
‫لنشاطات الجهاز املعني بتنفيذ السياسات‪ ،‬قصد تحديد مالئمة االهداف و مدى تحقيقها‪ ،‬اذ يقدم معلومة‬
‫تقييمية عن عملية صنع القرار العمومي‪ ،‬و يحمل نظرة أكتر دقة عن نتائج و انعكاسات الفعل العمومي كما يسعى‬
‫الى تقديم خالصات ذات مصداقية قابلة لالستغالل‪.504‬‬

‫ووعيا منا بأهمية السياسات العمومية و تأثيرها املباشر على التنمية في شموليتها‪ ،‬و على النتائج و الحلول التي‬
‫تقدمها من أجل الرقي بمستوى العيش لدى املواطنين‪ ،‬كان من الضروري على املشرع الغربي وضع آلية رقابية‬
‫لتقييم هذه السياسات‪ ،‬من خالل تخويل البرملان املغربي وظيفة جديدة تمت دسترتها في دستور ‪ ،2011‬انها وظيفة‬
‫البرملان في تقييم السياسات العمومية و من خالل هذا املوضوع سنحاول تسليط الضوء على دور البرملان و لجانه و‬
‫لجن تقص ي الحقائق في تقييم السياسات العمومية‪ ،‬مع تناول البعد الدستوري ملناقشة و تقييم هذه السياسات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬دورالبرملان في تقييم السياسات العمومية‪:‬‬

‫أصبح من الضروري األخذ بالتقنيات الرقابية الحديثة التي أثبتت فعاليتها ونجاعتهاالكبيرة‪ ،‬إن املظهر املتطور‬
‫للرقابة التقييمية خاصة التي تعرف بتقييم السياسات العمومية‪ ،‬الذي نجد أسسه في األنظمة الرقابية‬
‫األنجلوساكسونية‪ ،‬خاصة في كندا والواليات املتحدة األمريكية ‪ .505‬وعلى الرغم من تعدد التعاريف التي أعطيت‬
‫لهذا املفهوم‪ ،‬فإنه يهدف في األصل إلى قياس وإبراز مختلف التأثيرات الذاتية للسياسات العمومية املختارة‪.506‬‬

‫فإذا كانت مقاربة تقييم السياسات العمومية‪ ،‬قد عرفت تطورات هامة في الدول األنجلوساكسونية‪ ،‬فإنه على‬
‫العكس من ذلك واجهت عدة صعوبات في األنظمة الرقابية الالتينية‪ ،‬من أجل تبنيها وتفعيلها‪ ،‬خاصة في فرنسا‪،‬‬
‫وذلك لجملة اعتبارات سياسية وإدارية‪ ،‬وتزداد الصعوبات املرتبطة بتبني هذا التوجه الرقابي أكثر بالنسبة للدول‬
‫النامية التي تفتقد في الغالب الشروط املادية والبشرية األولية إلقرار هذا النوع من املراقبة‪.‬‬

‫« ‪503-Frederic VARONE et Steve JACOB,‬‬ ‫‪Institutionnalisation de l’évaluation et nouvelle gestion publique : un état de lieux‬‬
‫‪comparatif », In : Revue internationale de politique comparée 2004.P.272.‬‬
‫‪ -504‬محمد الخمليش ي‪ "،‬أدواراملجلس األعلى للحسابات في تقييم السياسات العمومية – مشروعية االختصاص و سياق املمارسة"– منشورات املجلة‬
‫املغربية لألنظمة القانونية و السياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪ ،23‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة االأولى‪ ،2020 ،‬ص‪.14.‬‬
‫‪ -505‬نجيب جيري‪ '' :‬تحديث الفعل الرقابي رهان السياسات العمومية باملغرب‪ :‬نحو تقوية رقابة الحكامة''‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‪ ،‬سلسلة الدراسات‬
‫الدستورية والسياسية‪ ،‬العدد األول‪ ،‬ماي ‪،2013‬ص‪.52:‬‬
‫‪506 - HARAKAT MOHAMED : « le droit du contrôle supérieur des finances publiques au Maroc » Edition Babel , Rabat, 1992,‬‬

‫‪P :109.‬‬
‫‪199‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫ومع ذلك تعتبر هذه املقاربة أهم مراحل النظرية الحديثة للرقابة‪ ،‬ألنها تعمل على تقييم‬
‫ولو بأثر رجعي التأثير الواقعي للسياسات العمومية من خالل اإلنجازات املحققة‪ ،‬وهي مقاربة تعرف انتشارا واسعا‬
‫بفعل الجوانب الديمقراطية التي تحتوي عليها‪.507‬‬

‫وبالرغم من أن تطبيق هذا التوجه الرقابي على تقييم السياسات العمومية باملغرب يبقى عملية صعبة بسبب عدم‬
‫توافر كل املعطيات الضرورية حول تأثيرات كل سياسة محتملة‪ ،‬إال أن أهمية األخذ بآليات وتقنيات مقترب‬
‫السياسات العمومية تبدو ضرورية في ظل اإلصالحات املباشرة لتأهيل التدبير اإلداري واملوازني‪.508‬‬

‫إن الحديث اليوم عن اختصاص البرملان املغربي في تقييم السياسات العمومية‪ ،‬هو من باب تحصيل حاصل‬
‫(كمبدأ) ‪ .‬ما دامت هاته املمارسة حاضرة في التجارب البرملانية السابقة‪ ،‬عبر إعمال آليات املراقبة الكالسيكية‪،‬‬
‫والتي اعترتها النسبية وكثير من الحدود املعيارية‪ ،‬لقلة اإلمكانات املتاحة لهاته املؤسسة‪ ،‬الش يء الذي حدا باملشرع‬
‫الدستوري ليبوأ هذا االختصاص مكانة دستورية‪ ،‬كعنوان ثالث الختصاص السلطة التشريعية‪ .‬لكن لألسف‬
‫تجاهل النظام الداخلي ملجلس النواب هذا االختصاص‪ ،‬ولم يمنحه اعتبارا مقدرا‪ ،‬وكرس العوائق البنيوية لخيار‬
‫العقلنة البرملانية‪ ،‬وكذا االختالالت الوظيفية ألعضاء البرملان‪ ،‬في القوة االقتراحية لتعديل النظام الداخلي‪.509‬‬

‫فإذا كانت الحكومات هي التي لها القدرة على التخطيط وعلى صياغة السياسات العمومية وتحديد أهدافها‬
‫ومؤشرات إنجازاتها‪ ،‬فإن الحاجة كانت تبدو ملحة إليجاد مؤسسات أو هيئات مستقلة عنها تمتلك الصالحية‬
‫واالختصاص والقدرة العملية على تتبع هذه السياسات وتقييم آثارها االقتصادي‪ ،‬واالجتماعي‪ ،‬وعلى تحليل لكلفتها‬
‫املالية‪.510‬‬

‫ويعتبر البرملان مؤهال ملمارسة وظيفة التقييم بصفته ممارسا للسلطة التشريعية‪ ،‬خاصة وأنه منح الثقة للحكومة‬
‫عبر التصويت على البرنامج الحكومي‪ ،‬وبالتالي يمتلك نظريا وعمليا سلطة تقييم مدى قدرة الحكومة على تنفيذ‬
‫هذه التوجهات ونسبة تحقيقها لألهداف الكبرى املسطرة لذلك‪،‬‬

‫وإذا كان البرملان يختص دستوريا بمنح الثقة للحكومة عبر املصادقة على البرنامج الحكومي‪ ،‬فإن الحكومة تقوم‬
‫بتنزيل املحاور الكبرى لهذا البرنامج‪ ،‬إضافة إلى املبادرة التشريعية‪ ،‬عبر السياسات العمومية‪ ،‬وعلى هذا األساس‬

‫‪507 -HARAKAT (M) : « Finance publique et droit budgétaire au Maroc », op, cit, p :150-152‬‬

‫‪508-HINTI (S) : « Pour une évaluation des politiques publiques, cas des interventions économiques locales », R.M.A.D, N° double‬‬

‫‪6 et 7, 1997, p :123-128.‬‬


‫أنظر أيضا املساهمات املدرجة باملجلة املغربية للتدقيق والتنمية‪ ،‬تقويم البرامج والسياسات العامة باملغرب‪ ،‬عدد خاص‪ ،‬دجنبر ‪.2002‬‬
‫‪ -509‬طه لحميداني‪'' :‬البرملان املغربي وتقييم السياسات العمومية''‪ ،‬املجلة املغربية للسياسات العمومية‪ ،‬دستور ‪ 2011‬النص والسياق‪ ،‬العدد ‪ 8‬صيف‬
‫‪ ،2012‬ص‪.121:‬‬
‫‪-510‬اإلطار املرجعي لتقسيم السياسات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.35:‬‬
‫‪200‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫يفترض أن تتم مناقشة وتقييم السياسات العمومية من قبل البرملان على أساس البرنامج الحكومي كمرجعية‬
‫أساسية لعمل الحكومة وملسؤوليتها أمام السلطة التشريعية‪ ،‬فالبرملان يمنح ثقته إذن للحكومة على أساس التعاقد‬
‫السياس ي والدستوري‪ ،‬وبناء على ما هو مسطر في البرنامج الحكومي‪ ،‬والسلطة التنفيذية تقوم بتنزيل املحاور‬
‫الكبرى لهذا البرنامج إما عبر نصوص تنظيمية ومشاريع النصوص التشريعية (القوانين التنظيمية‪ -‬قوانين اإلطار‪-‬‬
‫القوانين العادية –قوانين املالية السنوية‪ ،)...‬أو عبر سياسات عمومية وسياسات قطاعية كما هو وارد في‬
‫الدستور‪.511‬فإذا كانت صياغة وإعداد السياسات العمومية تعتمد على تركيز املجهودات الحكومية ملعالجة‬
‫اإلشكاالت املوجودة واملتوقعة على عدة مستويات (اقتصادية‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬بيئية‪ ،)...‬وعند تنفيذ هذه‬
‫السياسات العمومية والسياسات القطاعية من قبل السلطة التنفيذية تبرز بجالء الوظيفة الرئيسية الثالثة‬
‫للسلطة التشريعية باملغرب‪ ،‬واملتعلقة في مناقشة وتقييم السياسات العمومية وفق الضوابط والشروط‬
‫واإلشكاليات املحددة في الدستور وفي النظام الداخلي ملجلس النواب‪ ،‬باعتبار أن عملية تقييم السياسات‬
‫العمومية وظيفة جد معقدة يختلط فيها ما هو تقني وتحليلي بما هو سياس ي‪ ،‬مما يتطلب ضبط واضحا ملنهجية‬
‫االشتغال ولطرق التقييم املعتمدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬البرملان بين التشريع واملر اقبة وإمكانية التقييم‪:‬‬

‫نظرا ألن البرملان يمارس جزءا مهما من دوره في السياسات العمومية عبر التشريع واملراقبة‪ ،512‬وهذا ما سنحاول‬
‫تأطيره من خالل النظام الداخلي ملجلس النواب‪ ،513‬ومجلس املستشارين ‪ 514‬للتعرف على اإلمكانيات و اآلليات‬
‫وكذلك الحدود املعيارية لدور البرملان في صنع‪ ،‬وتتبع وتقييم السياسات العمومية من منظور ينطلق من افتراض‬
‫تفاوت قدرات الفاعلين‪ ،(asymétrie des capacités des acteurs)515‬وهنا فإن تعريف ‪ ،pierre Bourdieu‬الشهير‬
‫للحقل السياس ي )‪، (le champ politique‬يكتس ي أهمية بالغة لقراءة الحدود املعيارية على ضوء اإلمكانيات املتاحة‬
‫أمام البرملان في مجال إعداد‪ ،‬ومراقبة وتقييم السياسات العمومية‪ ،516‬إن إجراء تطبيق بسيط لتعريف الحقل‬

‫‪ -511‬أنظر الفصل ‪ 71‬من دستور اململكة املغربية لسنة ‪.2011‬‬


‫‪ -512‬في إطار مجال القانون الذي يختص البرملان بالتشريع فيه فإن له حسب الفصل ‪ 46‬صالحية التصويت على قوانين تضع إطارا لألهداف األساسية‬
‫لنشاط الدولة في امليادين االقتصادية واالجتماعية والثقافية''‪.‬‬
‫‪ -513‬كما صادق عليه مجلس النواب بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪.2004‬‬
‫‪ -514‬يتضمن النظام الداخلي ملجلس املستشارين مقتضيات مشابهة‪ ،‬ليتم االحتفاظ بالنظام الداخلي ملجلس النواب لدراسة الفرضيات املشار إليها في‬
‫العناصر التقديمية‪.‬‬
‫‪515 -Anolysmith : « Les idées en action : le réferentiele, sa mobilisation et la notion de policynetworle » in (sous la dir d’Alain‬‬

‫‪faure, Gilles pollet et philippewarin : « la contruction du sens dans les politiques publiques : de bats autour de la notion de‬‬
‫‪référentiel » ;PP103-125) (p :112).‬‬
‫‪ -516‬ندير املومني‪ '' :‬دورالبرملان في إعداد مر اقبة وتقييم السياسات العمومية‪ ،‬حالة املغرب (مسودة)‪ ،‬مشروع '' تعزيز حكم القانون والنزاهة في الدولة‬
‫العربية‪ ،‬املركز العربي لتطوير حكم القانون والنزاهة‪ ،‬ص‪.5:‬‬
‫‪201‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫السياس ي على موضوع دور البرملان ولجانه في تقييم السياسات العمومية‪ ،‬وفي حالة املغرب تحديدا قد تمكننا من‬
‫إدراك هذه األهمية‪.517‬‬

‫أ‪ -‬دوراللجان البرملانية في مجال السياسات العمومية‪:‬‬

‫يشير الدستور إلى وجود لجان دائمة‪ ،518‬ويحدد النظام الداخلي ملجلس النواب وملجلس املستشارين‪ ،‬عدد اللجان‪،‬‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬تأليفها والقواعد املتعلقة بسير أشغالها‪.‬‬

‫من الناحية املبدئية‪ ،‬يعتبر عمل اللجان حرا مع إمكانية إحداث لجان فرعية‪ ،519‬بهدف تعميق دراسة النصوص‬
‫القانونية املحالة عليها حسب القطاعات الخاضعة الختصاصها والتعديالت املقدمة بخصوص النصوص‬
‫املعروضة عليها‪ .‬كما أن الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ ،52032‬من النظام الداخلي للبرملان تتيح تنسيق عمل البرملانيين في مجال‬
‫السياسات العمومية‪ ،‬خاصة في القضايا التي لها امتداد على أكثر من قطاع ويتم إعمال هذه اإلمكانية املتمثلة في‬
‫اجتماع لجنتين أو أكثر بإذن من رئيس املجلس‪.521‬‬

‫تمارس اللجان دورا استطالعيا ‪ ،522‬ويالحظ أن املطالبة بهذا الدور االستطالعي أصبحت تطال مجاالت كانت تعتبر‬
‫في السابق خارج النقاش فيما يتعلق بميزانيتها كالدفاع الوطني مثال‪،‬‬

‫وفي إطار إعمال دورها االستطالعي قدمت اللجنة مقترحا بتنظيم زيارات ميدانية للنواب‪ ،‬وتم تقديم تساؤالت من‬
‫طرف النواب أعضاء اللجنة حول صندوق دعم الدرك امللكي بمناسبة التصويت على ميزانية الصندوق‪ ،‬وبالرغم‬

‫‪517 -Le champ politique est le lieu où s’engendrent, dans la concurrence entre les agents qui s’y trouvent engagés, des produits‬‬

‫‪politiques, problèmes, programme, analyse, commentaires, concepts, événements entre lesquels les citoyens ordinaires, réduits de‬‬
‫‪consommateurs, doivent choisir, avec des chances de malentendu d’autant plus grandes qu’ils sont plus éloignés du lieu de production‬‬
‫‪(...) » actes de recherche en science sociales ; N°36-37, 1981 (PP :3-4).‬‬
‫‪ -518‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 42‬دستور ‪.2011‬‬
‫‪ -519‬تنص املادة ‪ 33‬على أن مكتب اللجنة الدائمة يتمتع '' بكامل الصالحية برمجة أعمالها وأعمال اللجان املتفرعة منها‪ ،‬وتيسير مناقشتها وتحديد مواعيد‬
‫ومدد اجتماعها‪ ،‬واإلشراف على وضع التقارير املقدمة إلى الجلسة العمومية باسم اللجنة''‪ ،‬وتقابلها املادة ‪ 525‬من النظام الداخلي ملجلس املستشارين‪،‬‬
‫كما يمكن حسب املادة ‪ 34‬من النظام الداخلي ملجلس النواب للجان الدائمة‪ '' :‬أن تستحدث لجانا فرعية بهدف تعميق دراسة النصوص القانونية‬
‫املحالة عليها حسب القطاعات الخاضعة الختصاصها والتعديالت املقدمة بخصوص النصوص املعروضة عليها''‪ ،‬ورد نفس اإلمكانية في املادة ‪ 51‬من‬
‫النظام الداخلي ملجلس املستشارين‪.‬‬
‫‪-520‬تنص الفقرة ‪ 5‬من املادة ‪ :32‬لكل نائب غير عضو باللجنة الحق في الحضور واملشاركة في أعمالها دون أن يشارك في التصويت‪ ،‬وتقابلها املادة ‪ 51‬من‬
‫النظام الداخلي ملجلس املستشارين‪.‬‬
‫‪ -521‬حسب املادة ‪ 38‬من النظام الداخلي ملجلس النواب‪.‬‬
‫‪ -522‬حسب املادة ‪ 35‬من يجوز للجان الدائمة أن تكلف بعض أعضائها بمهمة استطالعية مؤقتة‪ ،‬حول شروط وظروف تطبيق نص تشريعي معين‪ ،‬أو‬
‫موضوع يهم املجتمع ‪ ،‬أو يتعلق بنشاط من أنشطة الحكومة باتفاق مع مكتب مجلس النواب كما '' يعد النواب مكلفون بمهمة االستطالع تقريرا من أجل‬
‫عرضه على اللجنة قصد مناقشته وإحالته على مكتب املجلس''‪ .‬وتقابلها املادة ‪ 67‬من النظام الداخلي ملجلس املستشارين‪.‬‬
‫‪202‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫من أن تجاوب إدارة الدفاع الوطني يبقى محدودا بطبيعة املجال الدفاعي كمجال محفوظ من قبل املؤسسة‬
‫امللكية‪ ،‬بوصف امللك قائد أعلى للقوات املسلحة امللكية‪.523‬‬

‫بالنظر إلى الطابع اإلستراتيجي لقانون املالية‪ ،‬والذي يمكن اعتباره بمثابة وثيقة تمويل السياسات العمومية‬
‫للدولة‪ ،‬إال أنه يوضع بمكتب مجلس النواب في اآلجال املحددة معززا بتقرير حول الخطوط العريضة للتوازن‬
‫االقتصادي واملالي والنتائج املحصل عليها وكذا التوجيهات املستقبلية‪ ،524‬وبوثائق يتعلق بنفقات مرافق الدولة‬
‫املسيرة بصفة مستقلة واملؤسسات العمومية‪ .‬كما يمكن للجنة املالية كباقي اللجان الدائمة أن تمارسا دورا رقابيا‬
‫عبر تكليف بعض أعضائها باستطالعات حول شروط ظروف تطبيق قانون املالية ولها الصالحية في التوصل‬
‫باملعلومات واملعطيات الضرورية‪ ،‬كما يمكنها أن تطلب من وزير املالية والحكومة تقديم إيضاحات خالل مراحل‬
‫تنفيذ قانون املالية‪ ،‬وتضع تقريرا يعرض على اللجنة للمناقشة‪.‬‬

‫ب‪ :‬لجن تقص ي الحقائق أداة لتقييم السياسات العمومية‪.‬‬

‫يمكن القول إن التكريس الدستوري للجان التقص ي‪ ،525‬جاء نتيجة رغبة معلنة من طرف املؤسسة التشريعية‬
‫واستجابة متأخرة نسبيا للمشرع الدستوري وبتعبير آخر ‪ ،‬فإن هذا التكريس هو نتيجة ممارسة ‪ 526‬سابقة‬
‫اتسمت بالتسوية واملقاومة‪ ،‬حيث لم يتم التكريس الدستوري للجان تقص ي الحقائق إال في دستور ‪ 1992‬وباملقابل‬
‫فإن مجلس النواب عبر عن الرغبة في ممارسة دور الرقابة عبر لجان التقص ي منذ ‪ 1977‬عندما قام بإدراجها في‬
‫نظامه الداخلي‪ ،‬إال أن الغرفة الدستورية أكدت في قرارها بتاريخ ‪ 1978-4-22‬عدم دستورية هذا املسعى‪،527‬‬
‫انطالقا من أن دستور ‪ 1972‬ال ينص عليها ضمن وسائل مراقبة العمل الحكومي ‪ ،528‬وهنا يتعلق األمر بحالة تبرز‬

‫‪ -523‬ندير املومني '' ورقة خلفية حول دورالبرملان في إعداد‪ ،‬مر اقبة وتقييم السياسات العمومية''‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.6:‬‬
‫‪ -524‬تنص املادة ‪ 124‬من النظام الداخلي ملجلس النواب على أنه‪ '' :‬يودع مشروع قانون املالية للسنة وامليزانيات الفرعية املتعلقة به بمكتب مجلس‬
‫النواب في اآلجال املحددة‪ ،‬ويشفع بتقرير تعرض فيه الخطوات العريضة للتوازن االقتصادي واملالي والنتائج املحصل عليها واآلفاق املستقبلية والتغييرات‬
‫التي أدخلت على املداخيل والنفقات‪.‬‬
‫وتلحق بالتقرير املذكور وثائق تتعلق بنفقات امليزانية العامة وبعمليات الحسابات الخصوصية للخزينة ومرافق الدولة املسيرة بصورة مستقلة‬
‫وباملؤسسات العمومية‪ ،‬طبقا ملقتضيات القانون التنظيمي للمالية‪.‬‬
‫‪ -525‬تنص الفقرة ‪ 2‬من الفصل ‪ 42‬من دستور ‪ 1996‬على ما يلي‪ '' :‬عالوة على اللجان الدائمة املشار إليها في الفقرة السابقة يجوز أن تشكل بمبادرة من‬
‫امللك أو بطلب من أغلبية أعضاء أي من املجلسين لجان نيابية لتقص ي الحقائق يناط بها جمع املعلومات املتعلقة بوقائع معينة وإطالع املجلس الذي‬
‫شكلها على النتائج التي تنتهي إليه أعمالها‪ ،‬وال يجوز تكوين لجان لتقص ي الحقائق في وقائع تكون موضوع متابعات قضائية‪ ،‬ما دامت هذه املتابعات‬
‫جارية‪ ،‬وتنتهي مهمة كل لجنة لتقص ي الحقائق سبق تكوينها فور تحقيق قضائي في الوقائع التي اقتضت تشكيلها‪ .‬لجان تقص ي الحقائق مؤقتة بطبيعتها‬
‫وتنتهي مهمتها بإيداع تقاريرها‪ ،‬يحدد قانون تنظيمي طريقة تسيير لجان تقص ي الحقائق''‪.‬‬
‫‪ -526‬وجدت لجان التقص ي في النظام الداخلي ألول مرة في برملان ‪ ،1963‬كما أن قرار الغرفة الدستورية القاض ي بعدم دستورية إدراج هذه اللجان في‬
‫النظام الداخلي لم يمنع من تجربة التقص ي فعليا في حاليتين‪ :‬لجنة التقص ي حول تسرب امتحانات البكالوريا في ‪11‬يونيو ‪ 1979‬ولجنة تقص ي أخرى حول‬
‫أحداث فاس وطنجة ‪ 14‬دجنبر ‪ 1990‬وقدمت تقريرها في ‪ 12‬أبريل ‪ 1992‬ملجلس النواب‪.‬‬
‫‪ -527‬قرار الغرفة الدستورية رقم ‪ ،4‬املنشور بالجريدة الرسمية رقم ‪ 3441‬بتاريخ ‪ 22‬أبريل ‪.1978‬‬
‫‪-528‬وقد تم تأكيد هذه الحجية في عدد من قرارات الغرفة الدستورية كالقرار رقم ‪ 17‬بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪ ،.1979‬والقرار رقم ‪ 182‬بتاريخ ‪ 22‬غشت ‪.1985‬‬
‫‪203‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫أن التفاوض حول التكريس الدستوري إلحدى الطرق األكثر كالسيكية ملراقبة تنفيذ السياسات العمومية من‬
‫طرف البرملان قد يستغرق زمنا طويال ‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬البعد الدستوري ملناقشة وتقييم السياسات العمومية‪:‬‬

‫أصبح البرملان املغربي‪ ،‬وفق أحكام دستور ‪ ،2011‬يمتلك سلطة تقييم السياسات العمومية (الفصل ‪ 70‬من‬
‫الدستور‪ 529‬بما يفيد باألساس دراسة أثرها االقتصادي واالجتماعي والثقافي والبيئي‪ ،‬كما أصبح مختصا بتحليل‬
‫التكلفة املالية لهذه السياسات وتقييم مدى تحقيقها ألهدافها)‪ ،‬وهو ما يستفاد من منطوق الفصل ‪ 148‬من‬
‫الدستور‪ .530‬لكن باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وبموجب أحكام الفصل ‪ ،531101‬من الدستور‪ ،‬يمتلك البرملان املغربي أيضا‬
‫اختصاص مناقشة السياسات العمومية‪.‬‬

‫وإذا كانت وظيفة التقييم واضحة على مستوى النص الدستوري وعلى مستوى املمارسات البرملانية في التجارب‬
‫املقارنة‪ ،‬فإن مصطلح '' املناقشة'' الذي ورد في الوثيقة الدستورية يوسع نسبيا من آليات ووظائف البرملان على هذا‬
‫املستوى‪.‬‬

‫فاملناقشة تختلف عن التقييم‪ ،‬على الرغم من ارتباطها موضوعيا على هذا املستوى‪ ،‬فاملشرع الدستوري املغربي؛‬
‫حرص على استعمال عبارة '' مناقشة السياسات العمومية وتقييمها'' في الفصل‪ ،101‬وعلى الرغم من استعماله‬
‫فقط مصطلح التقييم في الفصل ‪ 70‬الذي يحدد القواعد العامة ملمارسة السلطة التشريعية‪ ،‬إال أنه لم يكتفي‬
‫بهذه الوظيفة األساسية املتعلقةبالتقييم‪،‬وأورد مفهوم‬
‫'' املناقشة'' ضمن باب العالقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية بما يجعلها أقرب للرقابة على العمل الحكومي‬
‫منها إلى منهجية التحليل والتقييم‪ ،‬وهو ما يحتاج منا لضبط األسس املفاهيمية للمصطلحات الواردة في األحكام‬
‫الدستورية‪.‬‬

‫وعادة ما تكون عبارة '' املناقشة'' أكثر عمومية من التقييم الذي يعتبر سيرورة سياسية وتقنية تخضع ملعايير‬
‫ومواصفات تتعلق بممارستها كوظيفة برملانية‪ .‬فاملناقشة مفهوم غير محدد بشكل دقيق‪ ،‬بما يسمح بتوسيع‬
‫موضوعي ملهام واختصاصات البرملان على هذا املستوى‪ ،‬وقد تتعدى املناقشة مجال التقييم في شكله الضيق‬
‫لتتقاطع مع الوظائف الرئيسية األخرى للبرملان املغربي‪ ،‬سواء على مستوى التشريع أو مراقبة العمل الحكومي‪ ،‬كما‬

‫‪ -529‬أنظر الفصل ‪ 70‬من دستور اململكة املغربية لسنة ‪.2011‬‬


‫‪ -530‬أنظر الفصل ‪ 148‬من دستور اململكة املغربية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪-531‬أنظر الفصل ‪ 101‬من دستور اململكة املغربية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪204‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫قد يقع الخلط أحيانا عند ممارسة البرملان لهاتين الوظيفتين مع مناقشة التدابير الحكومية وطرق إعداد وتنفيذ‬
‫السياسات العمومية‪.‬‬

‫فإذا كانت صياغة السياسات العمومية تعتبر حكرا على السلطة التنفيذية (الحكومة واإلدارات العمومية التابعة‬
‫لها ‪،‬واملنشآت واملؤسسات العمومية الواقعة تحت وصايتها والتي تنفذ السياسات الحكومية)‪ ،‬سواء من حيث‬
‫التدابير املعتمدة إلعدادها أو من حيث اإلجراءات املتخذة لتنفيذها‪ ،‬فإنه ال يمكن إغفال دور البرملان املغربي على‬
‫مستوى التتبع املواكب لصياغة هذه السياسات العمومية أو لتنزيلها على املستوى اإلجرائي‪ ،‬وال يتعلق األمر هنا‬
‫بوظيفة التقييم في حد ذاتها‪ ،‬وإنما يرتبط بوظيفة '' املنافسة'' الواردة صراحة في الفصل ‪ 101‬من الدستور‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد يمكن استحضار عدد من االختصاصات التشريعية والرقابية املرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر‬
‫بإعداد السياسات العمومية ‪،‬أو بمواكبة وتتبع تنفيذها‪ ،‬والتي تمكن البرملان املغربي من مناقشة هذه السياسات‬
‫العمومية ‪،‬والبرامج الحكومية املرتبطة بها بمناسبة ممارسة هياكله وأجهزته ملهامها واختصاصاتها الدستورية‪،‬‬
‫وبشكل خاص على مستوى الوظائف التالية‪:532‬‬

‫‪-‬مناقشة قوانين اإلطار ‪: Lois Cadres‬ينص الفصل ‪ 71‬من الدستور املغربي على اختصاص البرملان بالتصويت‬
‫على القوانين التي '' تضع إطارا عاما لألهداف األساسية لنشاط الدولة في امليادين االقتصادية واالجتماعية‬
‫والثقافية والبيئية ‪ ،533‬وإذا كانت هذه القوانين تعبر عن مجال من مجاالت السياسة العامة ‪Politique Générale‬‬
‫التي يتم التداول بشأنها في املجلس الحكومي قبل عرضها على املجلس الوزاري والتي تلتزم الحكومة بتنزيلها عبر‬
‫سياسات عمومية وسياسات قطاعية‪ ،‬فإنها تعتبر بالتالي أساسا قانونيا لصياغة السياسات العمومية‪.‬‬

‫وعادة ما تكون املناقشة البرملانية ملشاريع قوانين اإلطار مناسبة سانحة للسلطة التشريعية ملناقشة عمق‬
‫السياسات العمومية املرتبطة بها‪ ،‬بما يمنح البرملان نوعا من االختصاص املتعلق باملناقشة القبلية غير املباشرة‬
‫للسياسات العمومية رغم أنه يختص بالتقييم البعدي لهذه السياسات‪.534‬‬

‫‪-‬البرامج واملخططات متعددة السنوات‪:‬ينص الفصل ‪ 75‬من الدستور على مسطرة خاصة بالتصويت بالبرملان‬
‫على نفقات التجهيز واالستثمار التي يتطلبها إنجاز املخططات التنموية اإلستراتيجية‪ ،‬والبرامج متعددة السنوات‬
‫التي يفصلها القانون التنظيمي للمالية‪ ،‬والتي تعدها الحكومة ويطلع عليها البرملان‪ ،‬وترتبط هذه املخططات ''‬
‫بالتوجهات اإلستراتيجية لسياسة الدولة ''‪535‬ويتم تنزيلها على مستوى ميزانية الدولة عبر البرامج املالية متعددة‬

‫‪-532‬أنظر اإلطار املرجعي لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.45:‬‬


‫‪-533‬أنظر الفصل ‪ 71‬من الدستور املغربي لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ -534‬اإلطار املرجعي لتقييم السياسات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46:‬‬
‫‪ -535‬أنظر الفصل ‪ 75‬من دستور اململكة املغربية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪205‬‬
‫مجلة املناة للدراسات القانونية واإلدارية ‪ /‬العدد االخامس والثالثين يونيو‪-‬شتنبر‪2021‬‬
‫السنوات‪ .‬وهذه املخططات والبرامج تعتبر بمثابة اإلطار املالي وامليزانياتي للسياسات العمومية وطرق تنفيذ‬
‫محاورها الكبرى ضمن قوانين املالية السنوية‪ .‬ويتم إطالع البرملان على هذه املخططات اإلستراتيجية‪ ،‬كما تتم‬
‫املصادقة من قبل املؤسسة البرملانية على البرامج متعددة السنوات‪ ،‬وتتيح املسطرة التشريعية على هذا املستوى ''‬
‫مناقشة'' السياسات العمومية التي ترتبط بها هذه املخططات والبرامج‪.‬‬

‫‪-‬قوانين املالية السنوية‪ :‬يعتبر القانون املالي السنوي مناسبة ملناقشة السياسات العمومية من قبل القطاعات‬
‫الحكومية‪ ،‬خاصة على مستوى اللجان الدائمة للبرملان التي توسع مجال مناقشتها للميزانيات القطاعية املعروضة‬
‫عليها لتمتد ملناقشة السياسات واملقاوالت العمومية‪.‬‬

‫‪-‬قانون التصفية‪ :‬يلزم الدستور في فصله ‪ 76‬الحكومة على تقديم الحساب الختامي لتنفيذ امليزانية السنوية‬
‫(قانون التصفية) للبرملان قبل نهاية السنة الثانية املوالية للسنة املالية املعنية‪.‬‬

‫ويتعين أن يتضمن قانون التصفية حصيلة ميزانيات التجهيز التي تم تنفيذها بشكل كامل خالل‬
‫السنة املالية املعنية‪،‬ن وهي تكاليف ترتبط بتنفيذ املخططات متعددة السنوات‪ ،‬والتي يتم من خاللها التنزيل املالي‬
‫وامليزانياتي للسياسات العمومية في مختلف القطاعات التنموية‪.‬‬

‫عود على بدأ‪ ،‬يبدو أن وظيفة البرملان في مجال تقييم السياسات العمومية‪ ،‬تعتبر وظيفة جديدة و جنينية‪ ،‬فرغم‬
‫مرور تسع سنوات على دسترة هذه اآللية الرقابية و التقييمية للبرملان من خالل الوثيقة الدستورية ‪ ،2011‬نجد أن‬
‫املؤسسة التشريعية ال زالت في طور تحديث اآلليات الضرورية‪ ،‬و تطوير الهياكل االدارية‪ ،‬و األطر التقنية املختصة‬
‫في تقييم السياسات العمومية‪ ،‬للرفع من وثيرة التفعيل الجيد للوظيفة التقييمية للبرملان‪.‬‬

‫‪206‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like